يمتلك 30 مليون دولار في فرنسا ووصله من صدام أكثر من 20 مليوناً

عون أمام القضاء قريباً لمواجهة ملفاته "غير المشروعة" مذكرات أحد رفاقه "هكذا فتحت للجنرال خط اتصال بإسرائيل"

لندن - بيروت - »السياسة«:

 

لا تستبعد أوساط غير مدنية وروحية في بيروت ان يفاجأ اللبنانيون بمرأى رئيس الحكومة اللبنانية الاسبق ميشال عون ماثلا امام القضاء اللبناني بتهم »تبذير أموال الدولة ونقل مبالغ طائلة من لبنان الى الخارج خلال ترؤسه الحكومة العسكرية الانتقالية في أواخر الثمانينات وقبل وبعد هروبه الى فرنسا أمام الاجتياح السوري لقصره الرئاسي في بعبدا ووزارة دفاعه في اليرزة, كما لا تستبعد ان تطرح وثائق دامغة عن التحويلات المالية تلك وتهريب أموال نقدية اخرى بواسطة بعض افراد عائلته من بيروت الى باريس الى جانب وثائق مفاجئة تدحض كل الاقوال التي قيلت عن عدم اتصاله بالاسرائيليين, وهي وثائق كافية لكشف النقاب عن أخطر مرحلة مر بها المقيم سعيدا في الرابية خلال »حرب التحرير« التي اعلنها على سورية وانتهت بهزيمته وفراره الى العاصمة الفرنسية«.

 

وقالت الاوساط الروحية في اتصال بها من لندن امس انها »اطلعت على مذكرات احد اقرب المقربين من عون خلال فترة الحرب تلك التي كان محاصرا فيها داخل القصر الرئاسي, يائسا مغلوبا على امره هي الان في طريقها الى احدى دور النشر في عاصمة عربية, يؤكد فيها كاتبها بالوثائق كيف فتح هذا الاخير خط اتصال مباشر مع رئيس الوزراء العبري بعدما لاحت له الهزيمة على يد السوريين الا انه حسب تلك المذكرات عاد وأقفل هذا الخط بعد فترة قصيرة بعدما علم السوريون به فقاموا من جهتهم بفتح مفاوضات معه قدموا له خلالها »المن والسلوى« بغية ضرب اسفين بينه وبين الاسرائيليين فتراجع بالفعل امام وعود حافظ الاسد الواهمة, واوقف اي اتصال له بهم وبذلك تم حينئذ استفراده والقضاء عليه«.

 

وذكرت الاوساط الروحية ان كاتب المذكرات اكد في احدى صفحاتها« ان الجنرال استدعاني في احد ايام الحرب الساخنة الى القصر الجمهوري وطلب مني تأمين خط الاتصال بالاسرائيليين, فسارعت الى اطلاعهم على طلبه في اليوم نفسه, وبالفعل فتحت بعد اقل من 24 ساعة بينهم وبينه قناة اتصالات مباشرة لكنها لم تعمر الا فترة وجيزة بسبب التدخل السوري السري معه الذي كان يخشى ان تؤدي تلك الاتصالات الى دخول اسرائيل الحرب الى جانبه (عون) ضد الجيش السوري.

وقالت الاوساط غير المدنية المطلعة عن كثب على ملفات عون المالية التي »وضعت على الرف ضمن اتفاق سوري معه توسط فيه الرئيس السابق اميل لحود بواسطة نجله ومبعوثين اخرين من بطانته بينهم كريم بقرادوني وبعض رجال الاعمال والصحافيين من اجل عودته الى لبنان والعفو عنه وعن جماعاته في الخارج«.

 

ان تحريك عون مجددا الدعوى التي اقامها على ورثة الرئيس الاسبق الراحل الياس الهراوي الذي اتهمه في مذكراته »عودة الجمهورية من الدويلات الى الدولة« بتحويل مبلغ خمسة ملايين دولار على رقم حسابات زوجته في باريس »سيعيد فتح هذه الملفات من الباب الواسع كما ان تقديم وكيلي هؤلاء الورثة تلك الملفات معززة بوثائق كتبها عون بخط يده عن عملية التحويل المالي تلك والتي بلغ عددها 46 وثيقة, ستحمل القضاء على جلبه الى المحكمة عاجلا ام آجلا«.

 

وتتضمن ملفات وكيلي الدفاع عن ورثة الهراوي معلومات نشرتها صحيفة »لو كانار انشينيه« الفرنسية الساخرة حول »وجود مبلغ نحو 30 مليون دولار في حسابات عون المصرفية في باريس, رد عليها يومذاك بالقول معترفا بوجودها فعلا انها عبارة عن مبالغ تبرعات من مناصريه ومؤيديه في لبنان والخارج, زاعما انه سيعيدها الى اصحابها اذا لم تتسن له العودة الى لبنان لاستعادة دوره في الحياة السياسية فيه«.

 

وكشف صحافي لبناني كان مقربا جدا من نظام صدام حسين في العراق في النصف الثاني من الثمانينات ل¯ »السياسة« النقاب امس عن انه توسط لدى مسؤولين عراقيين كبار لاعتماد ميشال عون قبل تسلمه رئاسة الحكومة الانتقالية وخلال رئاسته لقيادة الجيش بمثابة يدهم القوية (عسكريا) في لبنان ضد عدوهم السوري يومذاك حافظ الاسد وحصل له من النظام العراقي على مبالغ بعشرات ملايين الدولارات وبكميات كبيرة من الاسلحة لخوض »حرب التحرير«.

 

وقال الصحافي انه ارسل الى صديقه في بغداد مدير الاستخبارات السابق الدكتور فاضل البراك الذي اعدمه صدام في التسعينات موفدا من بيروت هو استاذ جامعي اليوم يحمل رسالة يشرح فيها خلفيات ميشال عون المعادية لسورية وطالبا دعمه له لرئاسة الجمهورية فجاءه الجواب بعد ثلاثة ايام كالتالي: »هناك 99 نائبا في البرلمان اللبناني, ونحن على استعداد لمد ميشال عون ب¯ 99 مليون دولار ليشتري بها كل نائب بمليون من اجل انتخابه رئيسا«.

 

واكد الصحافي »ان جزءا كبيرا من الاموال في حسابات عون الخارجية التي هي الان مطروحة امام القضاء بواسطة وكيلي ورثة الياس الهراوي وصلت اليه من بغداد على مراحل« مقدرا هذا الجزء »بأكثر من 20 مليون دولار«.