ان تكون عونياً اليوم

نشرة ليسيس

 اول ما ستشعر به اذا كنت ما تزال عونياً اليوم ، هو هذا الشعور الذي يأتي من احباط التموضع في المكان غير الصحيح، وهنا ستتذكر ان البطالة ام الرزائل، وان عدم ممارسة العمل الوطني السليم في النضال من اجل السيادة والحرية والاستقلال هو ما يدفع قيادة التيار الى "نبش" الدفاتر العتيقة! واستعادة سنوات الحروب الماضية والعيش على فُتات احداثها ومآسيها، وسرعان ما ستتأكد ان الدفاتر المفتوحة هي دفاتر جماعات "شكراً سوريا" وان الداخلين الى قراءة ما يكتب تيارك هم من شباب الحزب الالهي! المطلوب منهم تحديداً ان يطّلعوا على هذا التاريخ المزور لاسباب لا علاقة لها بما مضى بل بما هو آتي! وستسمع في محيطك وحييك وبين اهلك كلمة واحدة: "يا عيب الشؤم".

 

وان تكون عونياً اليوم، فهذا يعني ان تخصص يومين في الاسبوع لا تعمل فيهما، الاول مخصص لمواكبة نبش "القبور المزعومة" ولك فيه دورين: ان تعترض اولاً على فتح المقابر لانك تعرف من مسؤوليك ان لا جثث فيها ولا شهداء! وان الحفر يتم في المكان الخاطئ !! ثم على التوالي ان تعترض على اقفال المقابر اياها لان فتحها لم يراعٍ المعايير العملية والفنية!! اما اليوم الثاني فمخصص للتوجه الى الرابية لان عماد لبنان يستقبل وفداً ما والجمهور قليل! والمطلوب ان تمتلئ الكراسي ولك فيها مكان في الصفوف الخلفية كي تصفق لما تسمع، اعجبك الكلام، او لم يعجبك!.

 

ان تكون اليوم في صفوف التيار العوني فهذا يعني ان عليك ان تنسى سنوات النضال الطويلة، لانها لا تعطي افضلية في الموقع والمسؤولية! وقربك من العماد هو الذي يقدمك بعد "الاصهرة" سندات الظهر، الذين يتولون كل شيئ في "الاعلام والسياسة والبزنس والعلاقات" وما يتبقى تتقاسمه مع الرفاق فتاتاً او تعتكف وتحرد الى ان يقضي الله امراً كان مفعولاً ...

 

ان تكون عونياً اليوم فلك ان ترى ان الذين يدافعون عن التيار ومشاريعه لا يزيدوا عن ان يكونوا وزراء ونواب "ودائع" من الزمن السوري! ومعهم شيخ حزب الله وقناة المنار وموقع "شام برس" وعليك ان لا تتفاجئ ابداً اذا لم تجد من يشد ازرك في حملة التخويف من التوطين الا وكالة الشرق الجديد التي يديرها قنديل ريف دمشق! واذا خرج ميشال المرّ من التيار وعليه، فعليك ان تصدق ان آوان نبش ماضيه قد آن! واذا اعتكف آخرون ... ان تتوقع ان تفتح لهم سوريا السجلات التي كانت تحصي فيها شعر رؤوس اللبنانيين وتعدّها!!

 

ان تكون عونياً اليوم فعليك ان تسمع عماد لبنان يهاجم الولايات المتحدة الاميركية، وتتذكر ان رفاقاً كثر يعيشون اليوم هناك بعد ان هربوا من ظلم وقهر حلفاء اليوم واسيادهم!! وتتذكر ايضاً ان رفاقاً عسكريين ومدنيين "خطفوا" الى سوريا في سنين النضال المريرة وان احداً لا يسأل اليوم عنهم! ولا يحاول ان يعرف اذا كانوا احياء ام شهداء، وان العثور عليهم يفترض ان يتم في "المزة وصيدنايا" لا في حالات والفدار! وعليك ايضاً ان تتذكر ان رفاقاً آخرين اجبرهم حزب الله على اللجوء جنوباً هرباً من الموت ... ولم تقدم وثيقة التفاهم حلاً لمعضلتهم وما زالوا في " الشتات " بانتظار رحمة الخالق الديّان !

 

واذا كنت عونياً اليوم فعليك ان تنسى ماضيك القريب يوم كنت تطالب بأن يقتصر حمل السلاح على القوى الشرعية، وعليك ان تستمع الى الشيخ نعيم قاسم وهو يجمع بين سلاح المقاومة والسيادة !! والمفروض ان تصدقه! ومؤسسات الحزب الالهي التربوية والامنية والعسكرية ... وفي الاتصالات الخاصة ايضاً هي الدليل القاطع على تموضع تيارك الجديد وعلى السيادة الجديدة التي يطالبون بها!

 

وعليك بعد ان تتوقع ان تجمع تيارك مع جماعات سوريا جبهة وطنية واحدة! وان ترى عماد لبنان جالساً بين علي وعاصم قانصوه! وقربهم ناصر قنديل ووئام وهاب وباقي الشلة ايضاً ، وان تتقاسم معهم المشروع السوري – الايراني منافع وخدمات من جهة ، وتهديداً للسيادة اللبنانية ، وامكانية تحويل لبنان ساحة للنزال والصراع مع العرب والعجم من جهة ثانية !

 

ختاماً اذا كنت ما تزال عونياً فإنك ستتأكد يوماً بعد يوم ان عماد لبنان الذي تعرفه ما يزال "منفياً" في فرنسا وان الذي يقود التيار اليوم لا يمت الى احلامك وآمالك في لبنان مستقل بصلة من قريب او من بعيد .

24/4/2008