خلافات عائلية في التيار الوطني الحر: هل يقصم الصهر ظهر عون؟

هدى الحسيني

 

الشراع

كان يمكن لجبران باسيل ان يكون الصهر الذي يسند ظهر حميه ميشال عون، لكن الطفل المعجزة الذي يريد ان يؤدي دور سليمان فرنجية.. على الأقل في احتضان الاستخبارات السورية له منذ الصغر بات هو العبء الاكبر على هذا الرجل الحائر، بين ان يكون سياسياً فاشلاً بين السياسيين، او يعود ضابطاً يورط وطنه وجيشه وطائفته في حروب لا تنتهي حتى يفرط الجيش، بعد ان فرط الطائفة المارونية.. تمهيداً لفرط الوطن كله.

 

وقصة هذا الصهر الذي يريد حموه ان يجعله نائبه تروى، منذ ان كان يافعاً في البترون محمولاً بهدف الاقتراب من عون في قصر بعبدا (لاجئاً حالماً بأن  يحتله حتى الممات) الى ان دخل مملكته بعلاً لأصغر بناته شانتال مقرباً من قلب وعقل السيدة نادية ميشال عون او كما يسميها بعلها.. خيط الحرير.

 

استخبارات عائلة الاسد تلقفت طموح هذا الشاب الذي كان ينقصه في تقليد سليمان فرنجية للوصول ان يكون له اساس في زعامة او عائلة سياسية او حزب سياسي.

 

لكنه الخارج من وسط قروي بسيط لا يملك من مؤهلات النجاح الا الطموح وشهادة الهندسة والتقليد، وجد في جموح ميشال عون وشبقه الى الرئاسة حتى على حساب دماء الموارنة والجيش والناس كلهم ضالته، او قل فريسته الجاهزة للالتهام، فصبر عليها حتى باتت له انياب او ركبت له  هذه على عجل منه ومن منـزله الجديد.. ودائماً تحت اشراف وتوجيه الاستخبارات السورية.

 

هنا يفتقد جبران مواهب سليمان فرنجية الصغير في حضن الاستخبارات السورية، فجده ليس سليمان الكبير ووالده ليس طوني ضحية قرار استخبارات دمشق بقتله كي يسهل عليها تقسيم موارنة الشمال.. وقد كان.

 

فظل جبران رهينة سليمان الذي اجاد تنقيط الهدايا على صهر ميشال عون بالقطارة.. هنا سيارة مصفحة هدية من آصف شوكت، وهنا منـزل بملايين الدولارات في الرابية من حلفاء سليمان الداخليين (حزب الله) الذين لم يبخلوا على الصهر الصغير بتعهدات ومقاولات في مناطق يختارونها له للربح السريع.. حتى اذا سئل عون ومن اين للصهر الصغير كل هذا المال والجاه؟ جاء الجواب المضحك من عون: انه من مصروفه!!

 

لا تنسوا ان حزب الله يعطيه تعهدات وآخرها 15 مبنى في الضاحية.. ومعظم ما هدم في البترون يعيد جبران بناءه بمال ايران عبر حزبها في لبنان.

 

وجبران ايضاً لا يمتلك مواهب سليمان بشعبية عائلية موروثة، ولا هذا القرب من بيت الاسد نفسه صغيراً جرت تربيته بعد ان عجز عن الدراسة، ففي رأي سليمان ان الدراسة في مدرسة الاسد تعوضه عن الدراسة بين خلق الله وطلابه وعلومه وكتبه وثقافته حتى اوصلته الى التطاول على البطريركية يناديه اتباعه ببطرك الموارنة.. اذن ليس على جبران الا ان يكون شماساً في سلك بطريركه سليمان كما يريد اتباع هذا الاخير كي يكون له دور.

 

وليس في الامر طرفة او افتراء، فسليمان فرنجية وصل بطموحه ان يرث ميشال عون نفسه بجمهوره، بجماعته حتى وصل الى الصهر الطموح، ومشكلة باسيل الاخرى ان سليمان فرنجية الصغير كان وحيداً، لم يكن له شقيق او غريم عند بيت الاسد من آل فرنجية سوى ابن عم والده سمير، اما جبران باسيل فإن عائلة عون الكبيرة تحتمل ان يكون له فيها منافسون بدءاً من آلان عون الى سليم عون الى كل افراد عائلة عون الطموحين في تيار قريبهم ميشال.

 

صحيح ان جبران باسيل متحالف هذه الايام مع سليم عون، الذي يصطحبه معه الى دمشق للقاء قادة الاستخبارات السورية الا ان سليم عون نجح ايضاً في نقل ولاء جبران من آصف شوكت الذي يقصقص آل الاسد جوانجه هذه الايام، الى محمد ناصيف الذي تولى سابقاً تربية اولاد حافظ الاسد ومنهم ماهر وبشار بعد باسل، ويتولى الآن ((تربية)) اللبنانيين الذين ثاروا على تسلط العائلة الحاكمة في دمشق..

جبران الذي يواجه آلان عون المدعوم من اشقاء وشقيقات ميشال عون بات يستند الى سليم عون المدعوم من استخبارات دمشق.

اذن،

الثالوث الذي يدفع جبران باسيل للصعود داخل بيت ميشال عون هم سليمان فرنجية وحزب الله واستخبارات آل الاسد (آصف شوكت ثم محمد ناصيف).

 

اما الثالوث الذي يدفع جبران باسيل للصعود داخل التيار الوطني فهو مشكل من ميشال عون اولاً ثم من حماة جبران نادية او خيط الحرير.. اما الثلث الاخير فهو بنات ميشال عون الثلاث وهن زوجه شانتال وشقيقتاها الاكبر منها وهما كلوديت وميراي.

 

مقابل هذين الثالوثين هناك من يعترض داخل التيار الوطني على مساره كله بدءاً من تفاهم معلمه ميشال عون مع حزب الله، وصولاً الى محاولة فرض الطفل المعجزة نائباً للرئيس في الهيكلية التنظيمية الجديدة التي كانت انتخابات التيار ستفرزها في شهر ايار/مايو المقبل.. أي نائباً لميشال عون نفسه حتى صرخ كثيرون داخل التيار محتجين بالقول: اذا كان ميشال عون يريد جبران نائباً له فليجعله نائباً في منـزله وليس في منازلنا، أي في بيت عون وعائلته وليس في تيارنا.

كانت الاحتجاجات تتعاظم وتصل اصداؤها الى أذني ميشال عون وكان يطنش حتى كشفت له استخبارات حزب الله وعائلة الاسد ان هناك حالة تململ كبيرة تظهر في التيار وتنذر بتحرك جدي لعمل تصحيحي داخله، وعليك ان تستلحق نفسك وتسبق هذه التحركات.

 

بعد ان وصلت الى عون انباء الاجتماع الذي عقده عدد من قياديي التيار في فندق ((لورويال)) في ضبية، والذي تحدث فيه الحضور عن ضرورة تصحيح الاوضاع داخل التيار على ابواب المؤتمر التنظيمي المقرر بعد عدة اسابيع استدعى عون المعترضين ليستمع الى شكواهم وأولها: وقف اندفاعة ميشال عون بتعيين صهره نائباً له في المؤتمر الذي كان مزمعاً عقده يوم 2/5/2008، وثانيها تقييد الصلاحيات الواسعة التي كانت ستعطى لنائب الرئيس بحيث يحظى بصلاحيات واسعة سياسياً وتنظيمياً، وثالثها يتعلق بتوزيع الصلاحيات داخل التيار العوني وتشكيل فريق عمل يشرف على ادارة الملف السياسي، مع الاشارة الواضحة الى ان اللواء عصام ابو جمرة هو رفيق درب ميشال عون عسكرياً ثم في المنفى، وهو يحظى بشعبية داخل التيار نظراً لعلاقته الطيبة مع الجميع عكس جبران الذي يعتبره الثائرون مغروراً وحقوداً ولا يجيد التعامل مع اهل التيار.

 

اما ما لم يقله المحتجون حتى الآن لعون داخل منـزله ضد باسيل فهو انه صنيعة الاستخبارات السورية ويتلقى دعماً غير محدود من حزب الله فضلاً عن رعاية سليمان فرنجية له.. لكن الثائرين ينشرون هذا الكلام في الخارج وفي جلساتهم الخاصة مع مقربين وبين بعضهم بعضاً.

 

اما ما صرح به المحتجون امام عون فهو ان هناك حالة انحسار للتيار تتصاعد منذ عقد تحالفه مع حزب الله في شباط/فبراير 2006 واذا كانت الروح الوطنية للتيار تجلت خلال عدوان اسرائيل في تموز/يوليو 2006 اثر خطف حزب الله للجنديين الصهيونيين، في احتضان النازحين من الجنوب وتشكيل جبهة دعم خدماتية لهم بمال ايراني، فإن بعد السكرة جاءت الفكرة وبدأ ابناء التيار وأنصاره في الوسط المسيحي يتساءلون الى أين يأخذنا حزب الله ولماذا نرتبط نحن بعجلته التي يقودها ضباط ايرانيون وسوريون؟

 

وتصاعد الاحتجاج داخل التيار - كما قال الثائرون لعون شخصياً - بعد ان عطل حزب الله انتخابات رئاسة الجمهورية وترك فراغاً متعمداً في المؤسسة الاولى في البلد، وهي المؤسسة التي اتفق اللبنانيون على ان يرأسها عسكري ماروني هو العماد ميشال سليمان.

 

اما الامر الاخطر في أسباب تراجع شعبية التيار فهي في دعم ميشال عون لحزب الله واعطائه ((الحق)) (ومن يملك هذا الحق) في توريط لبنان في حرب تختار مكانها وزمانها ايران، من خلال قول عون ان من حق حزب الله (وليس الدولة اللبنانية مثلاً) ان ترد على أي عدوان صهيوني على لبنان.

 

ثم يصل المحتجون الى كلامهم مع عون الى انه ليس من حق حزب الله ولا حسن نصر الله ان يقرر الحرب المفتوحة مع اسرائيل ومن لبنان بعد اغتيال عماد مغنية.. ونحن نعرف ان لا الحزب ولا نصر الله ولا سوريا ولا ايران استشارت عون في كل هذه المخططات.. بل ان مهمة عون بعد كل هذه المخططات ان يوافق مما خلق حالة خوف ورعب في الوسط المسيحي انعكست تراجعاً حاداً في شعبية التيار مثلما تظهرها نتائج الانتخابات في كل جامعة ونقابة واتحاد خاصة بين المسيحيين.

ويقول المحتجون ان النظام السوري الذي نكّل بنا وقتل عدداً من شبابنا، ودفع الآلاف الى الهجرة، وسجن المئات (رغم نفي عون ان يكون له انصار في السجون السورية) يجد ان المدافع الاول عنه في لبنان هو ميشال عون، رغم رؤيته كيف ينتهك نظام دمشق السيادة اللبنانية، وكيف يسلح المنظمات الفلسطينية المرتبطة به، وكيف يعزز وجودها داخل المخيمات وخارجها وعلى طريق الجنوب وفوق مطار بيروت، وكيف ادخل هذا النظام عصابة شاكر العبسي الى مخيم نهر البارد للقيام بتمرد ينتهي وفق المخطط الى اقامة امارة اسلامية في طرابلس وإخضاع الشمال المسيحي الى حكم اسلامي متعصب.

 

وتحدث المحتجون دون تردد عن حالة الفساد وشراء الذمم الذي يقوم به حزب الله داخل صفوف قيادات معروفة في التيار الوطني، وهذه القيادات هي التي تورط ايضاً التيار في مواقف في بعض المناطق لا يريدها التيار ولا ابناؤه..

وفضلاً عن هذا الفساد المالي هناك التغلغل الامني داخل التيار، لحزب الله الذي بات يملك تأثيراً ونفوذاً مباشرين لدى قيادات عونية مرتبطة به تسليحاً وتمويلاً، مما يجعل التيار يذوب داخل الحزب دون ان يلتفت عون الى هذا النفوذ لحزب الله داخل تياره رغم الاعتراضات التي يقدمها مخلصون له، ناصحين ان يلتفت الى رفض القاعدة العونية لكل هذا. وقال المحتجون لعون لقد قبلنا ورقة التفاهم مع حزب الله لأنها في نظرنا كانت ستؤدي الى ((لبننة)) الحزب لكنها انتهت الى ((أقلمة)) التيار أي اتباعه لسياسة النظامين السوري والايراني.

 

وصارح مقربون من ميشال عون رئيس التيار الوطني الحر بأن تفاهمه مع حزب الله كان مبرراً امام جمهوره بأنه سيسهل وصول عون الى رئاسة الجمهورية، لكن الذي حصل هو ان هذا التفاهم هو الذي قتل أي حظ لعون بالوصول الى الرئاسة.. وأكثر من ذلك ان هذا التفاهم الذي تحول من تناغم بين فريقين متكافئين متساويين في القرار وفي الاجراءات، الى تبعية كاملة من فريق عون الى فريق حزب الله، هو المانع الاساسي حتى الآن لوصول رئيس ماروني هو العماد ميشال سليمان الى رئاسة الجمهورية، وربما اذا استمر هذا التفاهم بطبيعته الحالية سيؤدي ليس الى استمرار الفراغ في رئاسة الجمهورية بل الى حرمان الموارنة من قيادة هذه المؤسسة، لأن دعوة عون الى تعديل اتفاق الطائف لاسترجاع صلاحيات رئيس الجمهورية التي كانت في الميثاق الوطني او دستور 1943، تواجهها دعوة حزب الله العلنية مدعومة من إيران لاعطاء الشيعة في لبنان موقعاً متقدماً في الجمهورية على حساب المسيحيين، وليس هناك من تفسير لطرح المثالثة التي تحدث بها الايرانيون مع وزير خارجية فرنسا برنارد كوشنير وجرى تعميمها في لبنان الا انتزاع ما تبقى من حقوق وصلاحيات للموارنة في لبنان لمصلحة الشيعة خاصة المرتبطين بإيران.

 

وصارح مقربون من عون ايضاً رئيس التيار الوطني الحر بأن يحفظ خط الرجعة مع الوطنيين الآخرين في لبنان ممن كانوا حلفاءه في قوى 14 آذار/مارس لأن أي صفقة يعقدها نظام دمشق مع اسرائيل ستكون على حسابه، خاصة اذا تمادى في الغاء نفسه لمصلحة مشروع حزب الله.. فالذي يتخلص من عماد مغنية على ابواب صفقة ما او منعاً لهجوم اسرائيلي ما لا يتوانى عن التضحية بعشرات من امثال ميشال عون قرباناً وتضحية به على مذبح مصلحته، ولن يكون عون اقرب الى قلب الاسد من نصر الله ولا من مغنية.

 

عون يعاقب المحتجين

كان عون مستمعاً واعداً بأن يفعل ما يجب عليه فعله للتصدي لكل هذه الحالات، فإذا به بعد انتهاء الاجتماع يصدر اوامره بإحالة عدد من المحتجين الى المجلس التأديبـي الذي شكله من القضاة السابقين سليم العازار، جوزيف جريصاتي ويوسف سعدالله الخوري واللواء المتقاعد نديم لطيف.

 

ثم اصدر عون قراراً بتأجيل الانتخابات الى ت1/اكتوبر 2008 كي يكون لديه فرصة واسعة لإجراء عملية تأديب كبيرة داخل التيار لكل معترض على علاقته مع سوريا وتفاهمه مع حزب الله، خاصة وأنه يشعر ان الحزب ونظام دمشق هما خشبة الخلاص الوحيدة وأمله الوحيد كي يظل حصاناً في سباق الرئاسة حتى لو جرت بعد سنة او سنتين.

لكن عون وهو يأخذ نفساً بتأجيل الانتخابات عمد الى تسريب انباء عن تشكيلة محتملة لهيئة نائب الرئيس تضم صهره جبران مع اللواء عصام ابو جمرة واللواء شكور، دون نسيان التذكير بأن عون يظل في الرئاسة رقم 1 بينما نائب الرئيس لا يصل الى درجة او رقم 10 في تسلسل الاهمية والصلاحية مهما كتب في دستور التيار الذي سيتحول الى حزب.

واستمراراً في تحسين صورته عمد عون الى فتح حوار كان متعذراً مع البطريرك صفير بواسطة المطران بولس مطر لالهاء جماعته واقناع بعض المحتجين بأنه في طريقه لتعديل مساره السياسي حيث كان الحوار مع البطرك من المحرمات السورية على عون وجماعته.

 

هوية المحتجين

هل هناك هوية واحدة للمحتجين على عون؟

مقربون من التيار وعونيون سابقون يؤكدون ان لا هوية واحدة تجمع بين المحتجين اذ ان تياراً بطبيعة تيار عون التقى جمهوره على كراهية نظام الوصاية والاستبداد على لبنان، قد يختلف هذا الجمهور نفسه على مسائل عديدة اخرى تشمل كل نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الوطن.. فالمحتجون موزعون على عدة اهتمامات.

فهناك من يهتم في السياسة باستعادة استقلال التيار الوطني الحر وحريته في التحرك السياسي والوطني واعتماد السيادة والاستقلال والشفافية والانتماء اللبناني النهائي مقياساً للتعامل مع القوى السياسية الاخرى في لبنان.

وهناك من يهتم بألا يسبقه جبران باسيل او حتى عصام ابو جمرة الى مواقع متقدمة كنائب رئيس حول ميشال عون.

وهناك من يهتم بتعزيز وجوده داخل التيار من خلال دعم حزب الله وسليمان فرنجية واستخبارات دمشق له للوصول الى السلطة.. أي سلطة. وهناك من يريد فعلاً تركيبة حزبية تعتمد الاسس الديموقراطية في الاسلوب وفي النهج.

 

كيف يرد عون؟

لا احد يحسد عون الآن على الوضع المتأزم داخل تياره خاصة وان الامور لن تعود الى الوراء.. بل انها ستتصاعد من الآن الى مؤتمر ت1/اكتوبر المقبل ولو كان بمقدور عون ان يحسم الامور المتفاقمة داخل تياره لحسمها الآن لكن تأجيل المؤتمر هو تأجيل للانفجار المقبل.. علَّ تطورات داخلية او اقليمية تؤجل هذا الانفجار، او تجعله غير ذي اهمية امام ما يمكن ان يحصل في لبنان او بين اسرائيل وسوريا وحزب الله.

فبداية الشرر الذي يشتعل الآن في التيار متعددة ومنها تحديداً تفاهمه مع حزب الله، اما الاشتعال داخل بيت عون الواسع فجاء مع تمرد ميشال المر الذي يريد استعادة لقب دولة الرئيس من ميشال عون بعد ان حرمه منها على الاقل داخل اجتماعات كتلته النيابية..

 

وكان عون ينتظر اشتعالاً اكبر مع انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية بحيث كان سيخسر اكثر من 70% من كتلته النيابية فضلاً عن خسارة 70% ممن تبقى من قاعدته الشعبية خاصة بين الموارنة.. دون ان ننسى ان لافتات التأييد التي رفعت في كسروان وجبيل وبعبدا لفخامة الرئيس العماد ميشال سليمان بمعظمها من جماعة التيار الوطني الحر.

تأجيل الانتخابات يعطي عون فرصة لترتيب المؤسسات الاساسية في حزبه المقبل خاصة في اللجنة المركزية، والمكتب السياسي حيث سيعين عون اعضاء هاتين المؤسستين تاركاً لجمهوره انتخاب مندوبين في القرى والبلدات الصغيرة.. ومع هذا بدأ المال السياسي يؤدي دوره في انتخابات تيار عون وخاصة في القرى والبلدات والمدن الصغيرة.

 

اما الامر الاخطر فهو ان عون سيعتمد اسلوب اللائحة المغلقة كي يضمن انتخاب من يريد بضم هؤلاء المقربين الى لائحة واحدة يترأسها هو ولا يسمح بشطب أي اسم منها، وبذا يعين عون اعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية..