صراع المصالح والنفوذ داخل تيار جنرال الرابية، تيار تغرب عن ناسه وعن كل ما هو لبناني وهوية وتاريخ

النائب العوني ابراهيم كنعان: أنا ديك التيـار، أنا ديك المتـن

إمارة وهمية إنهارت قبل ولادتها

 

17 أيار 2008

 

سلسلة من الوثائق تبين الصورة الحقيقة لتيار العماد الذي بالواقع طار ليس فقط من قلوب الناس والضمائر الحرة، بل من لبنان الوطن والكيان وخط رحاله في مضارب طهران ودمشق والضاحية الجنوبية.

 

السلسلة هي من توثيق مجموعة من الناشطين الشرفاء في التيار الوطني الحر ومن المؤسسين الأوائل لهذا التجمع الذي جره العماد إلى قاطع دول محور الشر

 

الحلقة الأولى

 

يشهد مكتب أمانة سرّ تكتل التغيير والإصلاح (البيت الأبيض)  توتراً شديداً منذ مدة نظراً لظروفه الخاصة، وهو كناية عن منزل قديم في جديدة المتن تعود ملكيّـته  لنائب المتن الشمالي في تكتل العماد ميشال عون المحامي ابراهيم كنعان الذي قدمه كمكتب إنتخابي للتيار الوطني الحرّ في فترة الإنتخابات البلدية عام 2004.

 

بعد نيابية العام 2005 عاد كنعان وإنقلب فجأة على تسمية المكتب ليتحول كأمانة سرّ للتكتل شرط أن يكون كنعان أمين السرّ، وهذا ما جعل باقي النواب في المتن يرفضون الرضوخ إلى إبتزاز كنعان المعنوي وتعاليه على رفاقه النواب ما جعلهم لا يبدون أي تجاوب مع دعوات كنعان للإجتماع في مكتبه، وهذا ما يعتبره أحد المقربين من أهم الأسباب التي دفعت بالنائب ميشال المرّ إلى الإبتعاد عن التكتل نافياً أي خلاف مع عون ومشيراً إلى إنزعاجه من بعض النواب وفي مقدمتهم إبراهيم كنعان.

 

ترشح المحامي إبراهيم كنعان للإنتخابات النيابية عام 1996 حين كان العماد عون يدعو إلى المقاطعة وعدم المشاركة في الإنتخابات قبل أن ينضم إلى القافلة العونية، وهو اليوم يسعى جاهداً ومنذ  لحظة نجاحه في العام 2005  إلى بناء إمارته  المتنية الخاصة كبديل عن إمارة ميشال المرّ، فكنعان "الوطني الحرّ" الطارىء على "التيار" بعد فرعية بعبدا – عاليه عام 2003  والذي برع  في زرع الشقاق بين العماد ميشال عون وبين القيادي السابق عبدالله خوري، يلعب الدور نفسه اليوم في محاولات عدة  للإنقضاض على اللجنة التنظيمية للتيار في المتن على خلفية (الأمر لي)، في حين تحظى لجنة قضاء المتن بدعم  مطلق من الجنرال و من باقي النواب لاسيّما النائب نبيل نقولا الذي يعتبر  بنظر أكثرية العونيين المتنيين الركيزة  الأساسية لتنفيذ مشروع التيار الوطني الحرّ نظراً لتمسكه وتطبيقه عملياً لمبادىء الحزب الحديث الولادة التي أرساها العماد ميشال عون والذي يعتبره كنعان خصماً لدوداً يحرّض عليه ويسعى إلى كفّ يده.

 

 ظروف ترشيحه في العام 2005

يذهب أحد قدامى العونيين بعيداً ويروي كيف تم إختيار إبراهيم كنعان وفي أي ظرف، ليشير إلى أن الأخير إستعمل سياسة مالية ذكية في الوقت المناسب  كانت السبيل الأساسي في تسويق ترشيحه قبل سنة على الأقل من باقي رفاقه الحاليين في التكتل، ويضيف: في العام 2004 وبعد خلوة باريسية ملتهبة شهدت إعتراضاً شديداً على قبول ترشيح كنعان للمقعد الماروني في المتن ما دفع  أحد قياديي التيار أن  يصفه بالمهرّج الذي نزل بالباراشوت على قادة التيار الذين لم يعرفوه من قبل، ليلجأ كنعان إلى الإستعانة ببعض الأصدقاء القياديين وهم : الدكتور كميل خوري، المهندس حكمت ديب والمحامي جورج حداد ليلعبوا دور الوسيط بينه وبين العماد ميشال عون معلناً تأييده المطلق لمواقف عون وإستعداده الإلتزام بقرارات التيار الوطني الحر الحزبية كما تعهد للجنرال بأنه كفيل بتغطية تكاليف الإنتخابات البلدية في المتن عام 2004 إضافةً إلى إستعداده لتمويل الماكينة الإنتخابية النيابية في العام 2005، فوافق العماد عون وأعلن ترشيح المحامي إبراهيم كنعان عن المقعد الماروني في المتن الشمالي والمهندس سليم عون عن المقعد الماروني في زحلة.

 

 بعد أن أصبح كنعان مرشحاً حتمياً للتيار في العام 2005 راح ينسج العلاقات مع باقي الأحزاب ويقدم المساعدات للمكاتب الحزبية الحليفة في ساحل المتن مثل الوطنيين الأحرار والكتلة الوطنية كخط دفاع أول وصمام أمان يعطيه شعبية لدى الجميع بالإضافة إلى علاقات مميزة مع حزب الكتائب اللبنانية سيّما مع الوزير الشهيد بيار الجميل.

 

شراء أصوات المجنسين

فور إكتمال إعلان اللوائح عشية الأنتخابات النيابية عام 2005 ذهب كنعان يبحث عن الأصوات الإضافية التي تعطيه الأرجحية على رفاقه في اللائحة، فلم يجد أفضل من أصوات المجنسين لخدمة مشروعه الخاص، وبعد نصيحة صديق مخضرم إنتخابياً سارع في إرسال شقيقه المحامي بول كنعان إلى البقاع حيث يتواجد أبناء المتن الشمالي الذين سبق وجنسهم النائب ميشال المرّ محملاً بحقيبة من الدولارات لشراء الأصوات مقابل 100 دولار أميركي للصوت الواحد شرط إنتخابه وحيداً دون سواه مع ترك حرية الإنتخاب لمن هم من غير الموارنة، فكان له ما أرادوأظهرت النتائج تفوّق كنعان على باقي المرشحين الموارنة في التكتل الواحد ليصبح وبحسب التعبير الأحب على قلبه كما يردد دائماً: " أنا ديك التيار، أنا ديك المتن".

 

شروط مسبقة لرعاية النشاطات

البهلوانيات التي يعتمدها النائب العوني ابراهيم كنعان أصبحت واضحة ومكشوفة أمام الجميع في حين أن كنعان مستثمراً ناجحاً، لكن ألاعيبه وتذاكيه المستمر سقط عند أعتاب من قاوم السوري المحتل طيلة 15 عاماً من النضال، فراح يستغل علاقات بعض المحيطين به الذين دعموه إيماناً منهم بمشروعه الإصلاحي والتغييري المزعوم، ليتمنى عليهم الوساطة مع اللجان المحلية في التيار لتسويق إسمه لرعاية الحفلات وتمثيل الجنرال لقاء مساعدة مادية للهيئات شرط أن تكون متنية لإستغلالها إنتخابياً مع  وضع الشروط المسبقة لأي منسق محلي متجاوب بعدم دعوة أحداً من أخصام مشروعه في التيار كما حصل مؤخراً في عشاء هيئة جسر الباشا الذي تكلف عليه كنعان مبلغاً من المال ثمناً لطباعة بطاقات الدعوات ولشراء بعض الخراف التي ذبحت على شرفه في محاولة لإيهام الرأي العام بأنه الأكثر شعبية في المتن الشمالي وكان شرطه الأول عدم دعوة لجنة قضاء المتن، و لما تعثر هذا المطلب وأرسلت اللجنة التنظيمية في المتن ممثليها طلب كنعان من مسؤول المنطقة بواسطة أحد مرافقيه عدم الإهتمام بأخصامه العونيين وعدم إستقبالهم جيداً  وعدم إجلاسهم إلى جانبه على طاولة الشرف ما دفع بهؤلاء المسؤولين الى المغادرة الفورية دون خلق بلبلة داخل التيار الواحد.

 

دور بارز في فرعية المتن

بعد أن أعلنت الحكومة يوم 5 أب 2007 تاريخاً للإنتخابات الفرعية في المتن الشمالي وبيروت بعد  إستشهاد النائبين وليد عيدو وبيار الجميل وشغور المقعدين، بدأت المشاورات لتحديد المرشحين فقررالتيارالوطني الحرّ خوض غمارالمعركة في المتن الشمالي بعد إستحالة التوافق مع الرئيس أمين الجميل، وعندما بدأت الخيارات تطرح أمام ترشيح مرشح حزبي أم مرشح صديق، برزت أسماء عدة كان أبرزها إسم طانيوس حبيقة وهو مسؤول التعبئة في التيار الوطني الحر في قضاء المتن وأحد مؤسسي التيار منذ نشأته، لكن الأخيرعلى علاقة سيئة جداً بالنائب كنعان بسبب التسلط  الذي حاول كنعان فرضه على اللجنة وإنقلابه على وعود التعاون التي قطعها حين كان مرشحاً وبسبب  تجاوزه اللجنة التنفيذية في القضاء وفتح قنوات غير شرعية في الحزب تمكنه التواصل المباشر مع مسؤولي التيار في القرى والبلدات المتنية دون الرجوع إلى اللجنة ودون إعلامها بأي مشروع يريد القيام به.

 

 فبعد أن شعر كنعان في جدية إمكانية ترشيح حبيقة مدعوماً من بعض النواب الزملاء في المتن راح يستجدي البعض ويسترضي البعض الأخر من قادة التيار المحيطين بالجنرال لإقناعه بعدم ترشيح حبيقة متذرعاً بعدم أهلية الأخير ليكون وكيلاً عن الشعب المتني، ولما طلب منه إيجاد البديل لم يجد أفضل من المناضل القديم رئيس لجنة الأطباء في التيار الوطني الحر الدكتور كميل خوري الذي يحظى بإحترام الجميع والذي يعتبر صاحب الفضل الأكبر في تسويق كنعان في العام 2004،  وافق الجنرال فوراً على إقتراح كنعان مدعوماً ببعض المقربين ليصيب عصفوران في اّن ٍ معاً.

 

 

 

أولاً: يكون قد ردّ الجميل لكميل خوري الذي لعب الدور الأكبر في إقناع الجنرال بالقبول بكنعان كونه الوحيد القادر "مادياً" على خوض المعركة، لأن معطيات التيار وطموحاته في العام 2004 لم تكن بقدر نتائج ال2005 ، بمعنى أخر كان طموح التيار المتني المشاركة بنائب واحد ضمن لائحة تشمل جميع أقطاب المعارضة وقرنة شهوان.

 

 ثانياً والأهم يكون قد سجل هدفاً مباشراً في مرمى نبيل نقولا واللواء معلوف وطانيوس حبيقة الذين يعتبرونه المسبب الأول في التراجع الشعبي للتيار الوطني الحر في المنطقة والذي ظهر جلياً في فرعية المتن بسبب شخصانيته وتلهيه ببعض الزكزكات  الداخلية وسعيّه الدائم إلى فرملة أعمال اللجان المحلية غير المتعاونة وتحريض أعضائها تلبية لمصالحه الخاصة التي تعيق مسار التيار بدلاً من الإلتفات إلى متطلبات الناخب المتني الذي اشبع وعوداً لا تصرف وخطابات رنانة عبر الشاشات لا تمت للترجمة الواقعية بأي صلة.

 

 عصفورية في مكتب كنعان

بعد أن إنكشف كنعان أمام كل من عاشره بدا التململ واضحاً ومحيطاً بكل فريق عمله، منهم موظفون يتقاضون رواتب هزيلة يستغلهم النائب العوني تحت شعارات نضالية واهية، ومنهم  من لا يتقاضون الأجور وكانوا كثر لشدة إيمانهم بقضية حملها النائب الواعد ابراهيم كنعان، واليوم وبعد ثلاث سنوات على إحتكاكهكم المباشر بالنائب المنتخب من قبلهم بدأت أفلامه تنكشف والاعيبه الوصولية تظهر أمام الجميع من ناحية طريقة التصرف غيرالأخلاقية مع بعضهم من سباب وشتائم وإستغلال مفرط  دون جدوى ومن تحريض مستمرعلى باقي النواب ليصل به الأمر لدعوة مرافقيه وبصوتٍ عالٍ جلب أحد مناضلي التيار في صندوق السيارة إذا لزم الأمر، وهذا ما حصل صبيحة 7 أيار 2008 يوم بدأت المعارك في بيروت على خلفية إتهامه بالإدعاء الكاذب بأن شبان وكتائبيين مدججين بالسلاح يتحضرون للتجمع أمام ساحة السراي أي على بعد بضعة أمتار من مكتبه، وتبين لاحقاً أن الهدف الأساسي من هذه البروباغندا بيّع موقف لسامي أمين الجميل بأنه الأحرص على السلم الأهلي المسيحي داخل التيار الوطني الحر.

 

 كل ذلك دون أي تقدم ملموس من الممكن أن يخدم مجتمعه في أي ناحية سياسية، خدماتية أم إنمائية ما جعل فريق عمله ينهار ليبتعد عنه واحداً تلوَ الأخر (مرافقين - مؤيدين - مستشارين - محامين).

 

 يذهب أحد المحامين الذين عاشروه جيداً ليستنتج بأن النائب المحبوب إعلامياً ما هو إلا إنساناً إستغلالياً وصولياً لا يفكر إلا بنفسه وما يخدم مصلحته الشخصية حتى لو أدى ذلك إلى تدمير الهيكل العوني بأكمله ويقول: النائب كنعان هو من حرّض بعض العونيين للتمرد على العماد ميشال عون حيث شرّع أبواب مكتبه الخاص ومنزله كصرح ٍ يستقبل فيه كل من يريد الإعتراض على الاسس التنظيمية في التيار الوطني الحر وكل من يريد التخلص من هيمنة صهرالعماد عون جبران باسيل الذي يعتبره كنعان أحد الد أخصامه الحزبيين.

 

 عين على زعامة التيار وأخرى على قصر بعبدا

عشية الإنتخابات النيابية المقبلة في العام 2009 وبعد إنسحاب النائب ميشال المرّ من التكتل بات النائب كنعان كغيره من نواب المتن في وضعاً مأزوماً دفعه إلى إعادة النظرفي حساباته الشخصية ليطرح على طاولة التكتل مشاريع ما زال يرفضها العماد ميشال عون كإنشاء ماكينة إنتخابية خاصة (غير حزبية) مع كامل إستعداده لتمويلها شرط أن يكون المشرف الأساسي عليها، ما يعني إقصاء تام لباقي نواب المتن الذين يلتقون جميعاً على مبدأ رفض إبتزاز كنعان المعنوي بمن فيهم النائب كميل خوري الذي إكتشف ألاعيب زميله حين حاول إخضاعه وإجباره السير في خيارات "عكس التيار".

 

يبقى كل ذلك دون جدوى وتبقى مساعيه المستمرة غير قابلة لا للنقاش ولا للتطبيق لأنه أضحى مكشوفاً، وهذا ما يترجمه العماد ميشال عون أفعالاً إذ يظهر النائب كنعان مستبعداً وخاصة بعد تطفّـله على المطران بولس مطر ليلعب دور الوسيط على خط بكركي - الرابية  دون أي تكليف رسمي من رئيس تكتله وهذا ما ترجم مرة أخرى في إستبعاده عن أي دور فعّال إن في تلاوة بيان التكتل الاسبوعي والإجابة على أسئلة الصحافيين أم في إستبعاده عن مرافقة العماد ميشال عون إلى الحوار الوطني في قطر، وهذا ما يبدد أحلام التوزير لدى النائب الشاب والطموح إلى أبعد حدود ما يجعله يترجم أحلامه إلى مساع ٍ لا يخفيها أمام عدد من المقربين أهمها إمساك زمام القيادة في التيار ما بعد العماد ميشال عون وسعيّه غير مرة في تسويق إسمه كمرشح رئاسي قبل أن تنتهي مهام صديقه "جيف" في لبنان