تفاهم نيسان، اتفاق أمني ومقاومة بالتراضي

بقلم العماد ميشال عون

15/08/1997/النشرة العدد 3

 

إن المقاومة حقٌ لكل مواطن وواجب عليه حتى تحرير أرضه من المحتل أو حقه المغتصب.

وتكتسب المقاومة مشروعيتها من هذين الهدفين الساميين، وتفتقدهما إذا ما تحوّلت عنهما لأهداف أخرى.

والمقاومة بطبيعتها هي حرب الضعيف ضدّ القوي، وهي حرب الإنسان ضدّ الآلة وتتطلب الكثير من التضحيات لتفتح الطريق أمام الحلول المقبولة والمتوازنة، من خلال التفاوض بين الأطراف المتصارعة.

ومع عملية عناقيد الغضب توصّلت الولايات المتحدة مع فرنسا وإيران وسوريا ولبنان وبموافقة حزب الله إلى اتفاق عُرف بتفاهم نيسان.

يعطي الاتفاق في بنده الأول إسرائيل الأمن الشامل والكامل على أرضها ويجعلها محرمة على المجموعات المسلحة قصفاً واجتيازاً. وبالرغم من أن نصوصه تتكلم عن أمن السكان اللبنانيين، فإن شيئاً من هذا ليس مضموناً لأن الأرض اللبنانية أصبحت بموجب هذا الإتفاق ساحة للعمليات الحربية، والخطر يتهدد فيها كل مقيم ومتجول.

رجال ونساء وأطفال يخرجون صباحاً من منازلهم ولا يعودون إليها، يموتون على الطرقات وما الفرق إذا قضوا برصاصة أو بشظية أو بعبوة.

أما الجدل حول هويتهم الوطنية إذا ما كانوا عملاء أو مقاومين، ليس سوى ملهاة تزيد البلبلة والقلق والفراغ في العقول والمنازل.

ما همّناّ من اشترك في وضع التفاهم – الإتفاق فالأطراف أصحاب العلاقة هم اللبنانيون والإسرائيليون.

والتساؤل الذي يفرض نفسه علينا وعلى كل لبناني هو: كيف تفاوض المقاومة عدوّها وتقبل بشروطه فتصبح مقاومة بالتراضي، كما أنها تعطيه أمناً كاملاً على أراضيه وتجعل من أراضيها جهنماً كاملة؟

شمال إسرائيل يعمر ويزدهر، وجنوب لبنان يُقفر ويفتقر، فعلى من تدور المؤامرة ومن هم أبطالها؟ ولمصلحة من أن يبقى الفتيل مشتعلاً؟"