حديث الرئيس العماد عون الى مجلة الأفكار

الأفكار  07 كانون الثاني 2006

دولة الرئيس النائب العماد ميشال عون يلعب دور شيخ الصلح بين مختلف الأفرقاء اللبنانيين. ويبدو من خلال شبكة الاتصالات التي تصب على مكتبه القائم في دارته عند منطقة الرابية سواء من قبل رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الشيخ سعد الحريري أو من قبل رئيس الوزراء فؤاد السنيورة أو من الزعيم وليد جنبلاط. إنه «دينامو» الحل للأزمة التي يتخبط بها الحكم في لبنان. فهل سيصار الى اعتماد الحوار الذي يدعو إليه الجنرال للخروج من المأزق؟!

الأجوبة استقيناها من النائب ميشال عون قبل حلول العام الجديد بأيام ونحن ندلف مكتبه في الطابق الأسفل المدجج بالحماية:

 - في ظل الوضع الأمني والسياسي المتردي في البلد يقع اللوم على المسؤولين داخل الحكم وخارجه. والجنرال عون في نظر الناس مسؤول عن عدم إنقاذ الحالة التي نحن فيها فما هو جوابكم عن ذلك؟

عندما تألفت الحكومة لم أشارك فيها تاركاً نفسي كاحتياط في ظل عدم التجانس والتضامن القائمين بين أعضائها، لاسيما وأنها انطلقت من مواقف سياسية مختلفة وغير متوافقة في نظري. فبالنسبة إليّ لقد تخطى التوافق الكلام الى مضمون السلوك ومضمون الاستراتيجية لكل فريق. الفريقان الأساسيان في الحكومة كانت لديهما استراتيجيات مختلفة. بالأمس قال السيد حسن نصرالله إنه كانت لديهم ضمانات حول التفاهم على سلاح المقاومة، فلماذا حصل الخلاف الآن؟ هذا يؤكد وجود التباس في التفاهم حول النقاط الاستراتيجية. وهذا ما كنت أخشاه.

 

- هل كنتم تتوقعون للحكومة أن تنفجر من الداخل في يوم من الأيام؟

 

للحقيقة توقعت حصول انفجار ما وجاءت النتيجة على ما هي عليه الآن نظراً لأن الشيعة يشكلون جبهة واحدة وليس جبهتين. وكما تعلمون لقد كنت ضد الأحادية في الطوائف على مستوى لبنان وحتى على مستوى المعارضة. ولطالما قلت بضرورة وجود معارضة ثنائية حتى يتمكن الناس من الاختيار. ولما لا يكون هناك ثنائية في كل مذهب، إذا كنا فعلاً نريد ممارسة الديموقراطية؟!

 - هناك اتهام للجنرال عون بأنه نسر على عش ماروني فكيف ترد على هذا الاتهام؟

إنها تهمة باطلة. فأنا أطير من النهر الكبير شمالاً حتى الناقورة جنوباً فبعلبك وغيرها من المناطق اللبنانية، وأشعر بأنني مرتاح. ولو يتركني أمني الشخصي على سجيتي لكنت الآن أتمشى في الضاحية الجنوبية حيث يقال إن الوضع هناك مسيطر عليه. لكنني أينما ذهبت أشعر بالارتياح لأن ضميري مرتاح. فإذن وبالتأكيد لست نسراً على عش ماروني على الأقل من أجل المسلمين الذين يؤيدونني. فإن 20 بالمئة منهم منخرطون في دولة حديثة تنتقل الى المواطنية وتتخطى الطائفية. هؤلاء أرى فيهم نقطة الانطلاق لمستقبل أوسع لا ينحصر فقط بلبنان بل يتخطاه الى الشرق الأوسط. ما نريده اليوم هو الدخول في عصر الحداثة بمفهوم جديد للدولة من خلال اعتماد الأساليب السليمة التي تمنح الناس الطمأنينة، لأن كل ما هو تغييري وحديث إذا قوبل بتقليد متعصب يخلق جواً من القلق، وهذا ما علينا أن نبدده. فعندما يعتاد اللبنانيون بعضهم على بعض وينتفي خوفهم من أشباح السلاح تسير الأمور على خير ما يرام. كأن يقال إنه عند خروج السوريين سيتقاتل اللبنانيون لكن الواقع برهن عكس ذلك. لا شك أننا نختلف سياسياً ولذلك ندعو الى الحوار للوصول لحل يرضي الجميع. إذا حصل التوافق يكون الأمر جيداً وإذا لم يحصل يكون لا بد من وضع حدود لإدارة الخلاف على الأقل. هذا دليل على وجود عقل واع يضبط الأمور.

- هل هناك خطر محدق بالجنرال عون؟

الخطر المحدق بي ذو وجهين. أولاً يمكن أن يكون هناك عداء طبيعي من أشخاص لا نعرفهم لكنهم يخافون أن يجري اكتشافهم كنوع من شبكات مافياوية تتعاطى بمليارات الدولارات. فالناس اليوم باتت تقتل من أجل ألف دولار فكيف الحري إذا كانت المبالغ مليارات الدولارات؟ وثانياً إن الشخص الذي يملك موقعاً وطنياً مهماً يمكن أن يحذف من الوجود لغاية في نفس يعقوب كإشاعة الفوضى والبلبلة في البلد. إذا قتل خمسة أشخاص عاديين لن تتغير النتائج على المستوى الوطني، ولكن إذا ما تعرضت للقتل فسيكون للجريمة صدى كبير جداً يغير دون شك المعادلة الداخلية، من هذا المنطلق أقول إن الخطر عليّ قائم.

- الناس خائفة من مخطط تقسيم فيديرالي للبلد على الطريقة العراقية، فما هو تعليقكم على ذلك؟

إنني أحارب الفيديرالية وأعمل على قيام دولة واحدة. فلو كنت أريد الفيديرالية لكان من السهل تطبيقها بعد 15 انفجاراً 13 منها طال المسيحيين.

- هل أن من قام بعمليات الاغتيال والتفجير يقصد فعلاً الوصول بالبلد الى الفيديرالية لاسيما وأننا شاهدنا في الشارع من راح ينادي بالأمن الذاتي؟

الحمد لله أننا نحن من يقود الشارع وليس الشارع هو من يقودنا. وهناك عدد هائل من الناس الذين يسمعون نداءنا ويعرفون أن الموقف الذي نتخذه هو لمصلحتهم في النهاية. إذ لا يوجد أسهل من المزايدة والتطرف بينما من الصعب على الانسان أن يضبط انفعاله. لقد حاولوا أن يخلقوا جواً من التحفظ والخوف عند الناس الذين بدأوا التفكير باقتناء السلاح للدفاع عن أنفسهم، هذا كان مخططهم لتفجير الوضع لكننا عملنا وسنعمل على صدّه ومحاربته.

- من هم الفرقاء الذين سيحاربون بعضهم في لبنان، من سيكون ضد من؟

هناك مئة سبب وسبب لخلق فتنة في البلد، إذ كثيراً ما نسمع شكوى على حزب الله بأنه يحتفظ بسلاحه في الضاحية الجنوبية ويقيم المربعات الأمنية مما يحفظ مواطنيه من مخاطر التفجيرات، فيما المناطق المسيحية مكشوفة أمام كل من يخطط لعمليات اغتيال أو لتفجيرات. ونحن لا نطرح الموضوع للجدل حتى لا يتفاعل سلباً في النهاية.

- عرفنا أن النائب وليد جنبلاط اتصل بكم، ماذا دار بينك وبينه خلال هذا الاتصال؟

كما هو معلوم، الوضع الحكومي الحالي متأزم. لقد دخلوا بمشاريع سياسية تبين أنها متناقضة. ما سأقوله لا يشكل موقف إدانة مني لأحد لكنني آمل أن يقوم كل شخص بنقد ذاتي وبفحص ضمير حول المواضيع التي أخطأ فيها. وبالنسبة إليّ أنا أعمل على فهم طبيعة المشكلة حتى أتمكن من المساهمة في حلها. لن أكون طرفاً فيها. النائب جنبلاط خلال اتصاله بي قال ما يردده في الإعلام إنه في خطر ويشعر بالقلق وأن المطلوب هو التضامن. فكان جوابي أننا سنسعى للتضامن الذي يفترض أن نخلقه بالتفاهم على مستوى لبنان. من هنا كانت دعوتي الملحة للحوار لأن الحكومة انشطرت. فالطائفة الشيعية انسحبت من الحكم والطائفة المارونية ليست ممثلة تقريباً. لذا نقول إن الحكم مشلول وهناك أزمة حكومية.

- بحسب معلوماتكم ماذا تحقق من خلال الاتصالات التي تدور بين أفرقاء الحكومة؟

هذه الاتصالات لن توصلهم الى البعيد. عندما عدت من أميركا قلت للصحافيين إننا اليوم بحاجة لبناء جسور من الثقة، فكل جهة عندها مخاوفها ومتاعبها التي تشكل مجتمعة متاعب الوطن. لذا لا بد من الجلوس الى الطاولة لحل الأزمة. فإذا كنت جزءاً من الحل عليّ أن أساعد من لديهم مشكلة وإذا كنت جزءاً من المشكلة فعلي أن أطالب غيري بمساعدتي للخروج بحل. فإذن علينا أن نغير طريقة تفكيرنا لمواجهة المشاكل التي تعترضنا. وعلى أثر هذا التصريح بلغني «فاكس» من شخصية لبنانية محترمة ولها موقعها في لندن تقول فيه: «أصبح لدينا أمل بأن نعيش كلبنانيين إذ لأول مرة يفكر زعيم طائفة بهموم الآخرين كما يفكر بنفسه». للحقيقة أسعدني الأمر عندما أدركت أن رسالتي وصلت وتجاوب معها الآخرون. إن علاقتي بالناس ليست ظرفية بحيث يمكنني أن أدخل في نزاع سياسي مع أي حزب من طائفتي أو من غير طائفتي دون أن يتأثر الناس الذين معي وخصوصاً الذين هم من غير طائفتي.

- مَن مِن المسؤولين اللبنانيين يؤيدك في توجهاتك؟

أنا أتطلع الى القاعدة. فأتاتورك الذي أقام النظام العلماني في تركيا سقط لأنه كان فوقياً. أما تونس، التي تربت على ثقافة منفتحة رغم أنها متدينة وليست علمانية، فقد ارتضى شعبها بالتطورات الحديثة ودافع عنها. لا تظنوا للحظة أن ما أقوم به على مستوى الطلاب والقاعدة سأقطف ثماره. أنا أعمل للجيل الصاعد الذي سينخرط في النظام القائم حفاظاً على المسيرة التي نبنيها والتي ستكبر مع الوقت.

- عندما حضر لزيارتكم وفد من «تيار المستقبل» يضم النواب أحمد فتفت وسمير الجسر وعاطف مجدلاني وجان أوغاسبيان وهادي حبيش وعمار حوري وجمال الجراح علام اتفقتم؟

أحياناً أشعر بتغيير الطقس قبل غيري، فعندما كنت في أميركا أدركت أننا دخلنا في الطريق المسدود وأعلنت ذلك أمام الإعلام. من هنا عندما حضر لزيارتي وفد «تيار المستقبل» كان الطرح بأن تكون هناك بداية حوار، إذ أن المعالجة الثنائية للخلاف لا تكفي وهي دائماً ما تأخذ طابع الخلاف أو الصدام وإما الصفقة. وهذا لا يجوز على مستوى الوطن حيث يفترض أن تكون هناك طاولة مستديرة.

- ماذا عن الجبهات السياسية؟

بإمكانك أن تقيم جبهة سياسية مع فريق شرط أن تؤمن جواً وطنياً مستقراً على نطاق الثوابت والتعاطي السياسي بالشكل الديموقراطي الصحيح المتعارف عليه. كان هناك طرح لإقامة جبهة مع حزب الله ومع الرئيس سليم الحص لكنني رفضت إذ لا يجوز في هذه الأجواء القائمة أن تقام جبهات بل حوار.

- يؤخذ عليكم اعتراضكم على إسقاط رئاسة الجمهورية في الشارع؟

تصوروا أن يرحل الرئيس اميل لحود في ظل الوضع الحكومي القائم. فكيف تحل عندئذ المشكلة؟

- اسمكم مطروح كمرشح بديل؟

حتى تدار الجمهورية يجب أن يبقى شيء منها. فرئيس الجمهورية مشلول والحكومة مقسومة.

- هناك ثلاثة بدائل طرحها السيد حسن نصر الله: أولها استقالة الوزراء الشيعة إذا لم يتم الأخذ بشرط التوافق المسبق حول القضايا المصيرية. وثانياً استقالة الحكومة وإقامة حكومة أقطاب، وثالثاً الذهاب الى انتخابات مبكرة مترافقة مع استقالة الرئيس اميل لحود كما اقترح الرئيس سليم الحص. فماذا تختارون من هذه البدائل؟

أختار الحل الثاني أو الثالث. على سبيل المثال يمكن إقامة حكومة أقطاب تحكم في النهار وتكمل حوارها ليلاً حول القضايا المصيرية.

- هل يعتقد الجنرال عون بوجود استعداد لتنازل الأكثرية عن المكسب الذي تسجله في الحكومة الحالية بحيث تقبل بالاستقالة؟

لو لم تكن هناك أزمة لما كان هذا الطرح. حكومة الأكثرية أفشل عملها ولم تعد قادرة على الحكم. وفيما يتعلق بموضوع رئاسة الجمهورية يبقى الطرح في نظري خاطئاً إذ ينادون بضرورة استقالة الرئيس الذي بالتأكيد لن يستجيب لهذا المطلب. ما يفترض القيام به هو خلق معادلة جديدة تدفع رئيس الجمهورية الى تقديم استقالته إما طوعاً وإما عبر تظاهرات شعبية.

- لكن سبق وقلتم إنكم تعارضون إسقاطه في الشارع؟

أنا أعارض اسقاطه في الشارع ولكن إذا تقرر ذلك هل أستطيع منعه؟ لكثرة ما اتهمت بأنني من يجمد سقوط رئيس الجمهورية قلت بأنني سأحرس لهم طريق بعبدا. فليجمعوا الناس وليصعدوا الى القصر الجمهوري لإسقاط الرئيس. إنهم عاجزون عن اسقاطه لأنهم لا يملكون الأرضية. من يريد إسقاط رئيس الجمهوري يجب أن يكون قادراً على إقفال المدينة وعلى تجميع نصف عدد الذين استقبلوني عند عودتي من المنفى في ساحة الشهداء. نلاحظ أن الأكثرية غير قادرة على تجميع هذا العدد لإسقاط الرئيس في الشارع، كما أنه لا يمكن المسّ به قضائياً. لأنه غير مرتكب لجريمة عظمى فالقصة إذن معقدة.

هناك حلان: إما القيام بوضع تشريع دستوري يعتبر أن التمديد حصل بشكل غير دستوري وتحت ضغط الاحتلال السوري، ساعتئذ يكون هناك تأييد أكثرية الثلثين النيابية وما فوق. وإما العمل على حل المسألة سلمياً وهذا ما لا يريدون دفع ثمنه. يطلبون منا إسقاط الرئيس فيما هم يختارون البديل. دعوناهم الى التفاهم حول برنامج عمل الرئيس البديل وحول التصورات للسنوات الست المقبلة على صعيد السياسة الداخلية والخارجية فجاء الجواب بالرفض.

- هناك حل يطرح بضرورة استنفار المجلس اللبناني ــ السوري الأعلى فيجتمع الرئيسان اميل لحود وبشار الأسد ويصدران القرارات الضرورية التي تساهم في حل الأزمة بين البلدين بحيث يصار الى فصل قضية التحقيق الدولية عن العلاقة بين لبنان وسورية. ما رأيكم؟

لطالما رددت بأننا نريد علاقات مستقرة مع سورية لا تتأثر بتغير الحكم في كل من البلدين. كما أنه لا يفترض أن يكون هناك تأثير لسورية من خلال منظمات تابعة لها على الأمن في لبنان وتعمل على ضرب استقراره. أما بالنسبة للخلاف القائم حول تهمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري فإن الأمم المتحدة أخذت القضية على عاتقها وقد تخطت حدود لبنان.

- ما سبب الاندفاع بالعداء لسورية الى أبعد الحدود برأيكم؟

سببه العجز في تحقيق أي تقدم على المستوى الاقتصادي وعلى مستوى تحقيق الإصلاحات وأيضاً على مستوى الخطر الذي يمس حياة الناس أي الأمن. لقد بدلوا الأجهزة ووصلت بهم الحال الى تفتيش موقع رئاسة الجمهورية عن أجهزة تنصت متناسين مسؤولية رئيس الحكومة ووزير الداخلية والأجهزة الأمنية.

- علمنا أنه في أول أسبوع من السنة سيكون هناك اجتماع بينكم وبين السيد حسن نصرالله هل هذا صحيح؟

الأمر جائز، لقد باتت كل الطرقات مفتوحة بيننا. نحن نسعى الى تطوير ثقتنا ببعضنا البعض وهذا لا يتم عبر المسافات بل عندما يجلس شخصان مع بعضهما البعض ليتناقشا عندئذ يكتشفان صراحة مكنون كل منهما وصدقهما، مما يخلق تجربة مشتركة ومواقف مشتركة وبالتالي يخلق التزام.

- نلاحظ يا جنرال أنك تعرف كيف تصطاد الفرص بشطارة: إلام يعود ذلك؟

هذه ليست فرصاً بل خدمات للوطن. إن أهم إنجاز أحققه عندما أرى الوطن مستقراً واللبنانيين مرتاحين ويمكنكم تصديقي أو عدم تصديقي. من الصعب عليّ أن أسجن نفسي لست سنوات مقبلة. الوقت له قيمة نقدرها نحن الكبار في السن أكثر من الصغار. من المفيد أن يتمتع المرء بحريته. فأنا منذ العام 1983 لا أملك حرية شخصية. أتطلع الى المرحلة التي لا أحتاج فيها بعد ذلك لمرافقة حراس.

- يقال يا جنرال إنك في العام 1989 أضعت فرصة وصولك الى رئاسة الجمهورية برفضك مرافقة الأخضر الابراهيمي الى الطائف رغم أن الطائرة كانت جاهزة لتقلك الى هناك من قبرص. فما هو ردكم؟

لقد أضعت فرصتين، والرئيس الحريري رحمه الله حمل إليّ شخصياً العرض. كان رفضي ولا يزال واحداً وهو:أريد الجمهورية وليس الرئاسة، لا أحد يفهمني، وأعني بالجمهورية تنظيف الدولة من البنية الفاسدة.

- يمكنكم استلام زمام الرئاسة وبعدها تحددون في خطاب القسم ما تريدونه من شروط وبذلك لا تخيفون الآخرين؟

معالم البناء يجب أن تكون واضحة. كل ما يطبق في السر يصبح صفقة على حساب الخير العام وليس لمصلحة الخير العام. لا أحد يستطيع أن يحقق شيئاً إذا لم يكن شعبه معه لأن الفساد أصبح حزباً قوياً يضم جميع الطوائف والمذاهب. والمستفيدون يتكتمون على أسرار بعضهم. هل رأيت مسؤولاً في الحكم طوال السنوات الـ 15 الماضية أفشى بسر مسؤول آخر، بالطبع لا، لأن الجميع في بؤرة الفساد عينها، وإذا ما صودف أن رفع أحدهم الصوت لا يكون للدفاع عن قضية وطنية أو قومية كما يبدو في الظاهر بل للتذكير ضمناً بأن المزراب عنده قد خفّ وهو يحتجّ على ذلك.

- هل هناك نية للاجتماع بالرئيس اميل لحود بعد أن تعذر لقاؤكما السابق؟

نجتمع عندما تسنح الفرصة.

- هل يخطر ببالكم الذهاب الى سورية ولقاء الرئيس بشار الأسد؟

لا، فأنا أرفض الذهاب إلا من موقع من يمثل حكومته وشعبه أي من موقع القادر على التوقيع والالتزام. وحالياً في ظل المأزق القائم بين الدولتين يصبح للزيارة معنى يتجاوز سياسة الحكومة اللبنانية وهذا ما لا أقبله. يجب أن يكون الهدف من الزيارة إزالة التوتر بين البلدين وليس تأزيم الوضع أو اتخاذ مواقف مغايرة.

- كيف استقبلت دعوة النائب وليد جنبلاط بالتنبه وأخذ الحذر من شخص يدعى رياض رعد؟

ليست هناك علاقة استشارية بيني وبينه. الأستاذ رياض رعد كأي شخص يزورني ونتكلم في السياسة ولكنه ليس من فريق عملي السياسي. وأنا بطبيعتي حذر حتى من الذين يحبونني إذ ليس بالضرورة أن يكون رأيهم هو الأصلح. في النهاية أنا المسؤول عن القرار الذي أتخذه.

- هل تعتقد أن الرئيس فؤاد السنيورة هو الملاح الشاطر لسفينة الحكم في يومنا الحاضر؟

الرئيس فؤاد السنيورة شخص رشح لرئاسة الحكومة من قبل الأكثرية ونحن بدورنا رشحناه ودعمناه لنمنحه كل الفرص الممكنة للنجاح، وعمله بالتالي يجري تقديره بحسب النتائج التي نلمسها.

- الحل برأيكم هو انعقاد طاولة مستديرة يجتمع حولها كل الفرقاء دون استثناء أحد؟

دون استثناء أحد لا يعني أن يحضر كل المجلس النيابي. هناك ثلاثة محاور قوى يجب أن تكون مجتمعة وهي الأكثرية النيابية وتضم عدة أفرقاء، والمعارضة، وحزب الله و«أمل».

- هكذا تخرجون القوات اللبنانية ككتلة من الحوار؟

لم أخرجهم، فهم ضمن الأكثرية. يمكنهم أن يجروا نقاشاً داخلياً ليصبحوا إما فريقاً أو لينسجموا في خطة مشتركة. فأنا لا يمكنني أن أكون لوحدي وأمثل كتلة كبيرة ونوعية مقابل الآخرين. يجب أن نعمل كخط سياسي مقابل خط سياسي وليس طائفة مارونية مقابل طائفة شيعية أو سنية أو كمسلمين مقابل مسيحيين.

- هل أن رئيس الجمهورية باق حتى تنتهي مدته؟

لا يمكنني القول إنه باق أم لا؟ إذا حصل تفاهم معين على أداء سياسي جديد فكل شيء قابل للتغيير.