اعلن عن مهلة زمنية للتوافق على بيار دكاش... وبعدها يسمي مرشح «التيار»

عون : «يحلمون» بأن «يدخلوني» على الخط السوري ــ الايراني..

ابتسام شديد- الديار 2 شباط 2006

اذا كان من الواضح ان خيار المعركة بات اقوى من اي خيار آخر في انتخابات بعبدا - عاليه في ظل ارتفاع المنسوب الكلامي الذي يوحي بخيار المعركة والتصاريح الملتهبة الصادرة ‏من محوري الأرز والرابية، الا ان العماد عون لا يزال يُعطي فرصة كما يقول لخيار التوافق وينتظر انتهاء الجولة الاستكشافية التي يقوم بها النائب السابق بيار دكاش للوقوف على رأي القوى السياسية المؤثرة في الانتخابات لمباركتها ترشيحه المستقل.

ورغم ان المعركة «تدق ابواب الرابية»، الا ان الجنرال الذي اختبر في تاريخه العسكري والسياسي حروبا كثيرة يبدو متريثا وهادئا وهو يُصرّ على التوضيح انها ليست معركة سلاح بل معركة اصوات الناس ونحن لا نحمل سلاحا الاّ سلاح «الاورانج».

  يقول الجنرال انه يعطي الدكاش مساحة زمنية معينة لينهي اتصالاته ويبلغنا «اذا مشي ‏الحال أم لا» فاذا تمّ التوافق عليه نبارك له وفي حال لم يوفّق في اتصالاته، فالتيار سوف ‏يقرر من سيكون مرشحه من ضمن مجموعة مرشحين مؤهلين لهذا الدور مع التشديد على ان التيار لا يُسمي مرشحه قبل انتهاء مهمة الدكاش ويوضح عون انه اعطى فرصة لـ«التوافق» وانتهز ‏مناسبة طرح الدكاش لنفسه كخيار توافقي خصوصا وان النائب وليد جنبلاط كما عبّر يرغب بالتوافق وغبطة البطريرك صفير والشيخ امين الجميل وحتى القوات يتحدثون عن امكانية التوافق، «وبالتزامن مع ذلك نحن نرى ان الدكاش قريب من كل الاطراف ولديه ما يكفي من ‏الاتزان السياسي والنهج الواضح».

يتابع الجنرال بمرونة الحملة المُنظمة ضده والشائعات التي تستخدم في المعركة ويقول «يحلمون» ‏بأن يدخلوني على الخط السوري - الايراني فهذا ليس من اختصاصنا وفيما يبدو مصرا على ان المعركة تبدأ في بعبدا وتنتهي في بعبدا وليس لها اي طابع اقليمي ودولي يضيف «كل واحد ‏يشهد له تاريخه ونحن لم نتعاطَ مع احد لا اقليميا ولا محليا في السابق ولا نفعل اليوم  والتعاطي مع الخارج واستدراجه الى الداخل اللبناني من تاريخ الآخرين وليس من اختصاصنا وفي تاريخنا.

لا يستغرب عون انفراط الهدنة الخطابية فمنذ شهرين بدأ التحوّل الجذري في إعلام القوات يستهدفني شخصياً باقتطاع اجزاء من كلامي او حذف نشاطات التيار. وفي الاساس هذا الوضع ليس ‏جديداً لديهم لكنه ازداد تردياً الى ان وصل الى حد تصويرنا بأننا متحالفون مع سوريا وايران. فإعلامهم كان سباقاً بما تضمنه من هجوم مركز لاعطاء رأي سلبي في «حقي» والتشكيك في ‏مواقفي وتجاه هذا الواقع كان لا بد من الرد لإزالة الالتباس لدى الرأي العام وتوضيح عدد من المواضيع.

واكثر ما يستهجنه الجنرال في هذه الحملة الاعلامية عملية تحوير الحقائق «وفي بداية الحديث في بعبدا - عاليه اعلنت القوات ان المقعد النيابي يخصها فكان الجواب من التيار ان المقاعد النيابية ليست ملكية لاحد فالشعب هو الذي يقرر داعيا الى معركة انتخابية رياضية واثر الرد بعدها من قائد القوات «بعبدا ليست ملكية خاصة» وسؤالنا هو «نحن الذي نقول هذا ‏الكلام فلماذا يتم قلب الحقائق واين الخطأ في كلام من؟ أو في الصحيفة او لدى المحررين؟ هذا ‏الامر معيب وليس من حق من يريد ان يتكلم ان يفقد ذاكرته في ثماني واربعين ساعة ولا يحق ايضا لاي جهاز اعلامي ينقل هذه الوقائع ان يفقد ذاكرته في الوقت نفسه. واذا كان القول ‏المأثور «ناقل الكفر ليس بكافر» فنحن نقول «ناقل الكفر كافر» لأنه يدرك الحقيقة.

اما عن حديثه الاخير واتهامه تيار المستقبل بخوض معركة القوات وما استتبعه من ردود فعل يقول اتهامي لتيار المستقبل جاء بناء على اتصالات هاتفية وتوصيات جرت بحضور شهود ونشرتها جريدة السفير وقد حصل تحدي بينهم وبين سعد الحريري حول هذا الموضوع ومؤشرات الحملة الاعلامية برأيي لا تُعطي الأحقية لسعد الحريري.

وعن تشكيك الدكتور جعجع بمعلوماته حول أرقام تحدث عنها بأن القوات رصدت 15 مليون دولار للانتخابات يقول «على الأقل أنا أقرأ في الصحف وأنقل هذه المعلومات فاذا لم يتم نفيها او تكذيبها فهذا يعني انها صحيحة. وفي مطلق الأحوال انا لم أؤكد الخبر ولم اتهم احداً بل قلت ‏«يُشاع بأنه تم رصد هذا المبلغ للمعركة».

نُسب اخيراً لرئيس الهيئة التنفيذية لـ«القوات» بأنه لا يُعطي المعركة طابعاً ديموقراطياً وبأنه يُطبع المعركة بالهزلية يقول «أنا طبعي مرح لأني اذا خسرت لا ابكي واذا ربحت لا أجنّ». ويضيف ان الناس «شهود» على هذا الأمر ومنهم أصحاب السيارات «المُزيّحة بالحديد» ‏فاليوم صار هناك معركة جديدة هي معركة «تزييح الحديد» في منطقة الدكوانة تحديداً التي تستهدف المؤيدين للتيار ومن يضعون شارات التيار على سياراتهم وقد حكينا للمرة الألف مع القوى الأمنية والمخابرات وحتى اليوم لم يتم توقيف أحد.

وجعجع أيضاً طرح تساؤلاً إذ كيف يُمكن لتيار المستقبل ان يدعم القوات علماً أن حضوره في منطقة بعبدا ـ عاليه لا يتجاوز الثلاثة آلاف صوت يردّ عون «حجم تيار المستقبل الشعبي ربما في حدود الأربعة آلاف صوتٍ لكن حجمه اكبر بكثير من خلال ملايينه التي تنزل في الانتخابات ولا اعلم اذا كان هناك من يشعر بهذا الموضوع.

هل تستند على ما جرى في الانتخابات الماضية؟

يجيب: كل واحد تاريخه يتحدث عنه حتى يثبت العكس. والأموال الطائلة كانت واضحة في الانتخابات الماضية.

يراهن خصومكم في المعركة على تراجع وضعكم المسيحي وتغيرات عن معركة الـ2005؟ يقول «طبعاً ‏هناك تغيرات ولذلك الانتخابات ضرورية حتى نرى حجم التغيرات وانعكاسها على الرأي العام فاذا كانت في خانة السلبية لن يأتي النائب المنافس واذا كانت ايجابية نعمل على تحسين وضعنا.

لكن ألا تعتقد ان خروج جعجع من السجن من المؤثرات السلبية عليكم يجيب عون «يُمكن ان تشكل مؤشراً سلبياً لنا اذا كانت شخصيته تكتسب تأييد القوات واذا كانت شخصيته «تُنفر» الناخبين فإن لذلك مؤشرا ايجابياً لنا.

يراهن الفريق المنافس على تراجع رصيدك في هذه الانتخابات وتبدل من وضعك المسيحي، يقول عون «الانتخابات يربحها اي فريق بـ50.5 الى 80% من الاصوات ومهما كانت النسبة ستكون جيدة ونحن نتطلع الى ثقة اكبر من الانتخابات السابقة اما وضعي المسيحي فانه ثابت اذا لم يكن أفضل وأحسن لأنني اعتقد أن الاستقرار المسيحي ضمن القلق المحيط بها وهو نتيجة سياسة معينة ممتاز.

يتردد ان تحالفكم مع حزب الله يُخسّركم في الشارع المسيحي؟ ينتفض الجنرال مرتين الأولى عندما يقول بأنه ليس متحالفاً مع الحزب لكنه يطلب تأييد كل الأطراف من دون استثناء واذا اعطانا الحزب اصواته «نشكره»، ومرة ثانية عندما يسأل هل هناك عداء بين الشيعة والمسيحيين في لبنان لا سمحَ الله، ان العلاقة تاريخياً بين الشيعة والمسيحيين لم تتعرض لحوادث دامية ولن يحصل ذلك لا في الحاضر ولا في المستقبل.