عون: الحل بطاولة حوار تضم الجميع دون وصاية خارجية

مجلس الوزراء يرتكب خطأ كبيراً إذا أخذ قرارات اليوم 

اللواء 05 كانون الثاني 2006

رأى العماد ميشال عون أن الحل هو بعقد طاولة حوار بعد عودة رئيس مجلس النواب نبيه بري من السعودية وتضم كل الأطراف، وأشار الى أن الجميع يعترف بالطائف، وإذا أخذ مجلس الوزراء قرارات في جلسة اليوم في غياب الوزراء الشيعة يكون قد ارتكب خطأ كبيراً، وتمنى إيجاد حل يُرضي الجميع، وأكد أن ما قاله نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدّام ورد في التحقيق الدولي، وأن حديثه لا يشكّل زلزالاً، وأشار الى أن اثنين من أربعة كانوا يمسكون الملف اللبناني غادروا سوريا بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وأن اثنين استشهدا·

   وتحدث عون في مستهل اللقاء عن عناصر خارجية ضربت الاستقرار في لبنان أعوام 1958 و69 و73 و76 و82 و93 و90، وحمّل المسؤولية اليوم للحكومة التي تتعاطى مع الأزمة الراهنة بالتفرّج عليها·

وأطلق على قوى 41 آذار اسم قوى 31 تشرين وقال: هم الذين قدّموا طلباً لدخول الجيش السوري الى لبنان، وأن عبد الحليم خدّام قال إن الحكومة المدعومة من هذه القوى هي التي طالبت خطياً بالدخول السوري الى لبنان يومها·

ونفى رداً على سؤال أن يكون متعاطفاً مع سوريا وقال: أدعو الذين يصوّرونني بأنني سوري أن يأتوا بالنص أو القول الذي أطلقته ويُثبت بأني سوري الانتماء، وأنني لا يمكن أن أتخطى في موقفي مع سوريا المواقف التي تعلنها الحكومة اللبنانية، وأنا لا أذهب إليها إلا مكلفاً بالعلاقة معها، وبعد أن تكون الحكومة قد أعطت إشعاراً بإفلاسها في هذا الاتجاه·

 كذلك نفى أنه ليس في إقامة جبرية، وقال إنه كان يعيش مرتاحاً في باريس ولكن دائماً معه حماية·

وقال: إن على الحكومة اللبنانية إعادة هيكلة القوى الأمنية وأن لا دولة من دون رجل أمن وقاضٍ، وأنهما غير موجودين، وهناك أجهزة مهمة يمكن أن تكشف المتفجرات في الطرقات، فلماذا لا تستعملها الدولة، وقد حدث 51 تفجيراً ولم تكشف واحداِ منها، وهذا دليل إهمال الدولة، ولو كنت مسؤولاً فأمامنا مائة وسيلة لقيام الهيكلية الأمنية·

وتمنى الوصول الى حل في شأن الوزراء الخمسة، وأنه راضٍ في الحل الذي يرضيهم·

واشار الى ان رئيس مجلس النواب نبيه بري دعا الى الحوار حول طاولته ولكن غادر الى المملكة العربية السعودية، وعندما يعود ستكون هناك دعوة للحوار الثلاثي او السدادسي وعندها يتم الحوار·

وتطرق الى التوافق والتصويت وقال: عندما تفسد نتيجة الاستفتاء الشعبي والمجلس الدستوري عندها لا نستطيع ان نتحدث في مجلس الوزراء عن اقلية واكثرية· وانا أؤيد انتخابات مبكرة وحتى ولو جاءت على حسابي واتحمل الخسارة والربح طالما القضية هي الوقوف على رغبة الشعب وارادته·

ووصف العلاقة مع القوات اللبنانية بأنها اعترتها بعض الحوادث غير المرغوب بها، على الاقل ليست من سلوك التيار العوني، واشار الى ان جبران باسيل تعرض للاعتداء في وضح النهار، ولم يكشف شيء واعتقد ان من قام بالعمل هو محلي ومحمي·

واكد ضرورة ان نعرف الحقيقة ونتمنى ذلك لكن لا نستطيع ان نعيش بانتظارها، الحكومة تعيشنا بانتظار الحقيقة التي اصبحت جزئية، فهناك 15 حقيقة جرمية بنفس الطبيعة الجرمية، ويمكن طبعاً الرئيس الحريري شخصية لها اهميتها في لبنان، ولكن يجب ان نعرف حقيقة 15 جريمة اخرى يجب ان يكون لها نفس المتابعة·

واوضح رداً على سؤال انه بعد تكرار الجرائم اصبح يشكك بأشياء كثيرة، وليس معقولاً ان تقع 15 جريمة ولم نستطيع ان نمسك بجريمة واحدة، وهذا يعني اننا نتجه بمسلك خاطئ باتهام سوريا ويمكن ان يكون الفاعل ليس سوريا والفاعل يتفرج ومرتاح، فالاتجاه الواحد لم يوصلنا الى مكان·

ووصف العلاقات بين النائب وجنبلاط وسوريا بأنها كانت جيدة وكان درع الشام، والبلد لا يبنى على التلاعب بآراء الناس ومواقفهم وعلى الانسان قول الحقيقة او يصمت، والافضل ان ينتظر الانسان قبل قول الحقيقة·

ورأى ان حديث خدام مدخل آخر للتحقيق كون التحقيق لم يتوصل الى وضوح كامل بالقرائن عن دور سوريا·

وأوضح ان نقطة ايجابية واحدة لا تلغي سجلاً مليئاً بالمآسي، خاصة وان سجل لبنان بالثلاثين عاماً الماضية دامٍ وفيه ترويع وجرائم وحذف جسدي وحذف سياسي، واعتقد ان السيد عبد الحليم خدام كان مسؤولا عن هذا الملف ويشكل الغطاء للعمل المخابراتي السياسي في بيروت·

لم يترك ورقة واحدة في منطقة الامن السوري حول الجرائم التي ارتكبت مثل اغتيال الرئيس رينيه معوض والمفتي حسن خالد وناظم القادري والبقية فلائحة الشهداء طويلة، بينما الجرائم التي ارتكبت في منطقة الامن اللبناني اكتشفت جميعها كاغتيال الرئيس رشيد كرامي وداني شمعون وغيرهما، لكن سيدة النجاة لم تكتشف·

فالجريمة التي تقع في وجود الامن السوري لا تكتشف مثل اغتيال الياس حبيقة·

وأكد أن كل ما قاله خدام ورد في التحقيق وحديثه لا يشكل زلزالاً، لكن الاهمية كونه كان في موقع المسؤولية، ولا ننسى ان خدام في المرحلة الاطول من الازمة اللبنانية كان هو المسؤول عن معالجة الملف اللبناني وكان معه غازي كنعان وحكمت الشهابي ايضاً كان مشاركاً احياناً، والذي يقال حالياً عن كون حديثه يشكل زلزالاً اردادياً ما هي اهميته؟ ان نعطيه ضجة إعلامية لا بأس·

هناك دول معينة وأطراف وكلهم لديهم المال ويدفعون ويحرضون وبإمكانهم طلب المساعدات والإعانات في هذا الموضوع، وكلام خدام لإيحاء عمل اللجنة·

وأشار الى انه بعد اغتيال الرئيس الحريري ترك خدام وحكمت الشهابي سوياً وانتحر غازي كنعان، يعني من اصل 4 إثنان استشهدا وإثنان خارج سوريا، ليست صدفة وأنا لا استطيع ان اشرحها·

وأوضح رداً على سؤال عن مشكلة مجلس الوزراء ان الكل يعترف بالطائف، وإذا أخذ المجلس قرارات في غياب الوزراء الشيعة يكون قد ارتكب خطأ كبيراً وتمنى إيجاد حل يرضي الجميع·

وإشار الى انه طلب الجلوس على طاولة الحوار جميعاً وان الحل يكون بوجود جميع الاطراف وليس فقط الطرفان الاغلبية والثنائي (الشيعي

وكشف انه بعد عودة الرئيس بري من السعودية ستكون هناك دعوة للحوار الثلاثي·

وعن توقعاته على المستوى السياسي والحكومي اكد ان لا معطيات لديه، وتساءل من اين تأتي المعطيات وأنا لا اعرف ماذا يجري في السعودية·

ولم اجتمع مع الوزير البريطاني سترو والتهدئة مثبتة على بعض الوقت لنرى ماذا نفعل· وأرى انه كل ما كثر الطباخون من غير اللبنانيين تنتزع الطبخة، وكل ما زاد لاعب في القضية اللبنانية كلما اصبح له كوميسيون· وفي الاخير تصبح القضية كلها "كوميسيون" ولم يعد من شيء في الحل للبنانيين·

واحسن حل، ان لا يكون احد موجود، ويجلس اللبنانيون وحدهم بدون وصاية احد، بدون وصاية اميركية او عربية، او أوروبية، يجلسوا على طاولة ويحلوا ما يريدون·

واكد في ختام حديثه انه غير مسؤول عن اي كلام لا يصدر عنه مباشرة ونصح الذين لهم مداخل على وسائل الاعلام ان لا ينقلوا مواقف عن الآخرين ويضعوا تخيلاتهم ونواياهم عندما ينقلون مواقف غيرهم· واشار الى انه سيستخدم اذاعة صوت الغد لمنبر اعلامي مستقبلاً·

وكان عون التقى في الرابية بطريرك الارمن الكاثوليك السابق جان بيار كسباريان الذي قال: التقيته بصفتي الخاصة لاقدم اليه التهاني لمناسبة الميلاد ورأس السنة· والأساس هو الحوار الذي يجب ان يسود بين جميع الاطراف السياسية في لبنان، فليس لدينا اي حل آخر سوى الوحدة الوطنية· فإذا اتحدنا يمكننا ان نقوم بالمعجزات، وإذا لم نتحد لا نستطيع القيام في اي خطوة·

والتقى عون النائب السابق عثمان الدنا ترافقه عقيلته· ونفى الدنا ان يكون حمل اي رسالة سياسية الى عون·