عون لـ «الرأي العام»: مرشحو الأكثرية للرئاسة يتساقطون وجميعهم عملوا عند المخابرات اللبنانية والسوري

ليندا عازار- الرأي العام  22 آذار 2005 

اعتبر رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» النائب العماد ميشال عون، ان لا مشكلة لديه اذا طرح ملف الرئاسة او سلاح المقاومة كبند اول على طاولة الحوار اليوم، لافتاً الى «ان البعض الاكثرية الموقتة يعتقد انه اذا وضع بند الرئاسة اولاً ففي امكانه تحقيق مكسب لانه محكوم بروحية المقايضة»، ومشيراً في الوقت نفسه الى ان من حق «حزب الله» القول انه يريد اقراراً بحماية المقاومة قبل الوصول الى بند الرئاسة.

واكد في حديث الى «الرأي العام» انه يوجد على طاولة الحوار «رستم غزالة المال ورستم غزالة الاقطاع السياسي»، معتبراً ان «قوى الاكثرية الموقتة تتعاطى مع الملف الرئاسي من موقع خاطئ»، ولافتاً الى ان هذه القوى «تريد رئيساً على قياسها وموظفاً لديها ويسير بكل شيء», واوضح ان استطلاعات الرأي التي تُظهر ان لا منافس له على المستوى الشعبي «ربما تخيف بعض السياسيين الذين قد يعتبرون انه لا يمكنهم ان يتحملوا رئيساً قوياً ويحظى بدعم شعبي كبير جداً ويتحدث عن مكافحة الفساد»، مشيراً الى ان «الشباب أكلوا وشبعوا ويخشون ان يضعفوا».

واكد انه لم يطلق عبارة «انا او لا احد» في الرئاسة، لافتاً الى ان «تيار المستقبل (بقيادة النائب سعد الحريري) هو الذي اوجدها كنوع من البروباغندا الاعلامية كي يستطيعوا ان يبرروا مجيء اي رئيس الا عون», وقال: «هذا هو المطروح حالياً», واوضح ان قوى الاكثرية تعرض سلسلة اسماء مرشحين للرئاسة على فاعليات البلد وبينها «حزب الله»، لافتاً الى ان جميع هذه «الاسماء يسقط حتى الان».

واكد ان «في لبنان اليوم مجلس نواب لا يمثل فعلياً الشعب اللبناني سياسياً، كما لدينا حكومة تجاوزت صلاحياتها وعطّلت المجلس الدستوري ولا تزال تالياً تسير بديكتاتورية ابو عبدو، وعندنا رئيس للجمهورية على خلاف مع الحكومة»، مشيراً الى ان «هذا الخلل بين المؤسسات الدستورية الثلاث يحتاج الى تصحيح وهذا دور رئيس الجمهورية لانه مؤتمن على الدستور».

واعلن ان جميع الاسماء التي يتم طرحها للرئاسة «كانت تعمل مع المخابرات المحلية والسورية»، مذكراً بـ «وثيقة الاعتراف» التي اقرّ فيها 14 نائباً بانهم وافقوا على التمديد ومسوا الدستور تحت الضغط، وسأل: «كيف يمكنني ان اضمن من ضمن هذه الفئة شخصاً يكون قادراً على معالجة الخلل الدستوري وتقويمه»؟

وجدد التمسك باجراء انتخابات نيابية مبكرة، وقال: «لتأخذ ستة اشهر ليُحل بعدها الملف الرئاسي فهذا افضل من ان نصل بعد سنة ونصف سنة اي بعد انتهاء ولاية الرئيس اميل لحود الى المشكلة نفسها وعندها ستأخذ الامور ايضاً ستة اشهر زائد السنة ونصف السنة».

 

  وفي ما يأتي نص الحديث :

 

# عشية استئناف الحوار، بدت «الطاولة المستديرة» في مهب «حرب سقوف»، من تحديد الرئيس اميل لحود معادلة «اما عون او انا في الرئاسة»، وتحديد «حزب الله» معيار الرئيس المقاوم الذي يحمي السلاح، وصولاً الى معادلتك: إما انا او لا احد, هل يؤشر بيان «تكتل التغيير والاصلاح » اول من امس الى «انتفاضة» سيعلنها «جنرال الرابية» على اي خيار رئاسي لا يحمله الى قصر بعبدا؟

 

ـ عبارة «اما انا او لا احد» غير صحيحة ولم اطلقها، واعتقد ان «تيار المستقبل» هو الذي اوجدها كنوع من البروباغندا الاعلامية كي يستطيعوا ان يبرروا (مجيء) اي كان الا عون, وهذا ما هو مطروح حالياً، ولست انا من يطرح الموضوع من زاوية «اما انا او لا احد»، والناس هم الذين يطرحونني وألبي نداءهم, واستطلاعات الرأي التي تحصل تظهر تقدمي بفارق شاسع على الاخرين، وهذه استطلاعات لا يجريها اصدقائي بل السفارات الاجنبية, اذاً عندما يكون لدي هذا الدعم الشعبي الشامل، فأجد نفسي مرشحاً طبيعياً، فيما هم يخرجون بشعارات ظناً منهم انهم يحطّمون بذلك الصورة التي ترسّخت في ذهن اللبنانيين عني, والان نجدهم يحاولون اقناع البعض بأي كان الا عون, ويقولون لي جنرال سّم لنا مرشحاً غيرك وماذا تريد؟ اي هناك شعور بان ثمة لا مسؤولية وبأن هؤلاء غير ناضجين.

 

# هل تقصد بكلامك «تيار المستقبل»؟

ـ تيار المستقبل او السياسيين الذين يتعاطون في هذا الموضوع، ولا اقصد طرفاً بالتحديد، بل السياسيين الذين يطرحون هذه المسألة او الاعلاميين الذين يقولون لي سّم مرشحاً آخر، وهذا ينمّ ايضاً عن قلّة تهذيب لجهة القول لمرشح اريد اياً كان الا انت, ورغم ذلك نتعاطى مع هذه الامور بحكمة وروية بعد تجربتنا الطويلة في هذا العالم السياسي غير الناضج, ومن مساوئ الديموقراطية احياناً انها تتأثر كثيراً بظروف وعوامل لا تجعل الناس يقومون بالخيار الصائب، فنجد في طريقنا اناساً يصلون الى مكان يكونون فيه مؤثرين في الحياة العامة من دون ان يتمتعوا بالنضج والتربية السياسية اللازمة، ويعتقدون ان كل شيء يمكن شراؤه وبيعه, وكما يوجد في السياسة ما يسمى «الحيوانات السياسية»، فهناك ايضاً «حيوانات اقتصادية», ونفهم ان الازدهار الاقتصادي يحتل الاهمية الاولى بالنسبة الى الانسان بعد امنه، ولكنهم يعتقدون انه يمكن بناء مجتمع متكامل بالارتكاز على بُعد واحد هو الاقتصاد، وهؤلاء يفتقرون ايضاً للثقافة, وهنا لست في معرض سجال مع احد وهذا هو الجو العام الذي يمكن استنتاجه من الاسئلة التي تُطرح عليّ ومن الجو السائد في الاعلام ومن جو الترويج.

 

# ولكن اليس هذا الامر مشروعاً في اطار الصراع السياسي وصراع الخيارات؟

ـ قد يكون الامر في اطار الخيارات، ولكن عندما تحصل مخادعة كبيرة عبر الاعلام، اي حين يتحول الاعلام من نقل الخبر الصحيح والرأي الصحيح الى ما يشبه البروباغندا، فهناك فارق كبير بين الامرين, فالبروباغندا تعني الترويج لاشياء غير صحيحة، وهذا يؤذي الرأي العام, وانا لست منزعجاً من هذا الواقع فقد حصنت نفسي ضد الاعلام واخاطب الرأي العام مباشرة، وصودف ان الناس يحبوننا ويصدقوننا وكلما جرى اضطهادنا في وسائل الاعلام نجد ان نسبة التأييد لنا ترتفع, ولكن هذا الموضوع يزعجني في الدول العربية، وفي فرنسا مثلاً او الولايات المتحدة او اي بلد يهتم بالشأن اللبناني, فالاعلام الذي ينقل هذه الصورة الى هذه الدول يزعجني هناك، اما في لبنان فأعيش في «نعمة» لان ثمة علاقة مباشرة مع الناس ولا يمكنهم ان يعطوهم صورة مغلوطة وغير صحيحة.

 

# هل تقصد بكلامك اعلام «المستقبل» تحديداً؟

ـ اعلام «المستقبل» كارثة, ولديه برنامج «لا يُمل»، وهذا أمر، وهناك ايضاً التعليقات الصحافية، من دون اغفال وسائل اعلام غير «المستقبل», والـ L,B,C مثلاً حسّنت نفسها قليلاً.

 

# هل نفهم بانك تشعر بان قوى الاكثرية تضع «فيتو» غير معلن على وصولك الى الرئاسة خلافاً لموقفها المعلن بان لا فيتو عليك؟

ـ حتى الان، لم أفاتحهم في الموضوع ولا فاتحوني فيه، ولكن يبدو انهم يعرضون سلسلة اسماء يسقط منها الواحد تلو الاخر، ولا اعرف كم حبة تضم هذه «السبحة» من المرشحين، ولكن حتى الان هم يسقطون جميعاً.

 

# على مَن عُرضت هذه الاسماء؟

ـ على فاعليات البلد, واذا كان الامر يتعلق بمنافسة، فانا لا اعتبر ان هناك منافسة لي على المستوى الشعبي، فالفوارق كبيرة جداً لمصلحتي على الاقل بيني وبين الذي يحل ثانياً في استطلاعات الرأي, وربما هذا الوضع يخيف السياسيين الذين قد يعتبرون انه لا يمكنهم ان يتحملوا رئيساً قوياً ويحظى بدعم شعبي كبير جداً وله سلطة معنوية وكتلة برلمانية، وخصوصاً انه يتحدث عن مكافحة الفساد، وهذه مسألة تثير حساسية كبيرة في لبنان على طريقة «من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر», والشباب جميعهم «اكلوا وشبعوا»، وهم يخشون ان يضعفوا.

 

# واي رئيس يريدون في رأيك؟

ـ يريدون رئيساً على قياسهم يسير بكل شيء.

 

# بالعودة الى الاسماء التي قلت انها عرضت على فاعليات في لبنان، فهل بين هؤلاء «حزب الله»؟

ـ طبعاً ولن اقول اكثر عن هذا الموضوع.

 

# في المبدأ هل يمكن ان تقبل برئيس غيرك؟

ـ لتأييد رئيس يجب ان تكون لي ثقة به وبقدرته على تحمل هذا العبء الصعب والثقيل, ولا بد من اعادة الاداء الديموقراطي في لبنان الى توازنه الطبيعي, وحالياً لدينا مجلس نواب لا يمثل فعلياً الشعب اللبناني سياسياً وذلك لاسباب عدة، كما لدينا حكومة تجاوزت صلاحياتهم وعطلت المجلس الدستوري ولا تزال تالياً تسير بديكتاتورية «ابو عبدو», وعندنا رئيس جمهورية على خلاف مع الحكومة, وهذا الخلل بين المؤسسات الدستورية الثلاث يحتاج الى تصحيح، وهذا دور رئيس الجمهورية لانه المؤتمن على الدستور, واذا سألتِني اي مرشح يمكنني ائتمانه على الدستور، اقول يجب ان نرى, ومع احترامي للجميع، ولكنني رأيت اداء كل الاسماء التي يتم طرحها، وجميعهم كانوا يعملون مع المخابرات المحلية والسورية، ومرت قوانين، واخيراً اقر 14 نائباً في ما اسميه «وثيقة الاعتراف» بانهم وافقوا على التمديد تحت الضغط، اي انهم مسّوا بالدستور تحت الضغط، فكيف تريدينني ان أضمن من ضمن هذه الفئة شخصاً يكون قادراً على معالجة كل هذا الخلل في الدستور وتقويمه؟ وحتى انا بعد تجربتي اتهيب هذه المسؤولية، فكيف يمكن ان اضمن شخصاً آخر ليقوم بهذه المهمة؟ واذا كان هناك شخص آخر يستطيع الاضطلاع بها ويريده اللبنانيون، فليعطوه المسؤولية واتمنى له ان ينجح وعندها يفرض نفسه عليّ, ولكن لا اعطي احداً اي «شيك» مسبق او دعم مسبق، فحتى انا كما قلت متهيب امام هذه المسؤوليات, ومن هذه الزاوية لا اضمن غيري، وليس انني لا اقبل بغيري.

 

# ما خلفية تحذير تكتل الاصلاح والتغيير من محاولة فرض رئيس من خارج المعادلة القائمة وخارج قاعدة التوافق الوطني التي انتجت قيادات تمثيلية لشرائح معينة؟ وماذا تقصدون؟

ـ غداً قد يخطر ببال احدهم ان يقول ان المطلوب (رئيس) شاب وطوله كذا (,,,) الم تسمعي المواصفات التي يحددها البعض؟ هذه لا تصنع رئاسة, فهل المطلوب ان يكون الرئيس معروفاً من الناس ام ان يسحبوه بـ «ورقة يانصيب»؟ هل القيادات السياسية التي ايدها الشعب اللبناني قادرة على انتاج رئيس ام لا؟

 

# ولكن البطريرك الماروني هو الذي حدد مواصفات الرئيس المقبل بان يكون شاباً ومثقفاً ووسطياً؟

ـ من قال ذلك؟ البطريرك لم يقل شيئا.

 

# ولكن هذا الكلام نشر عن لسانه في صحيفة لبنانية ولم يصدر اي نفي له؟

ـ ليست المرة الاولى «يطلّعون خبريات» عن البطريرك صفير, وما اعوّل عليه هو ما اسمعه من البطريرك صفير بالصوت والصورة وليس ما ينقل عنه, فالبطريرك متحفظ جداً في ما خص الموضوع الرئاسي.

 

# انتم تعلنون ان ملف الرئاسة جزء من ازمة الحكم,,.

ـ (,,, مقاطعاً), نعم، فالازمة تشمل كل المؤسسات الدستورية.

 

# ولكن برزت دعوتكم اول من امس الى قيام حكومة اقطاب تتولى ادارة الحوار وتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه, ماذا تقصدون بذلك؟

ـ لماذا لا يصبح المتحاورن حول الطاولة هم الحكومة ويتولون تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه؟

 

# اي انك تربط التزامك بتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه بتشكيل هذه الحكومة؟

ـ ماذا اذاً؟ هل المطلوب ان اكون ملتزماً بخطة سياسية معينة واكلّف اياً كان بتنفيذها؟ اي يجب ان اسهر على التنفيذ، فمن يضمن ذلك؟

 

# اي خارج هذه الحكومة انت في حلّ مما يتفق عليه؟

ـ ماذا اذاً؟ فلمن سأعطي ما يُتفق عليه لتنفيذه؟ الا اذا قاموا بالامر «من رأسهم» ونجحوا, فاذا كان في امكانهم التنفيذ من دون الحاجة الى ضمانتي فليفعلوا، ولكن اذا حاولوا التنفيذ من دون ضمانتي ولم ينجحوا فعندها يتحملون مسؤولية طردهم من الحكم والسياسة, اذ عندما تصل الامور الى المستوى الوطني ويحاول البعض الحصول على دعم كل المواطنين لاحتكاره وتوظيفه لمصلحته، فهذه تصبح عملية تجارية, ومن هنا لا ننسجم كثيراً مع رجال الاعمال,

 

# من هم رجال الاعمال على الطاولة؟

ـ هل هناك اكثر منهم؟ اخشى اذا سميت احداً ان يعتب عليّ الذين قد أنساهم.

 

# وهل انت متمسك بالدعوة الى الانتخابات النيابية المبكرة؟

ـ اذا كانوا مصرين على حل مشكلة الرئاسة, وسمعت تصريحاً بان هذه مسألة (اجراء الانتخابات النيابية) طويلة الامد وتحتاج الى ستة اشهر, في رأيي فلتأخذ المسألة ستة اشهر لتُحل بعدها، فهذا احسن من ان نصل بعد سنة ونصف سنة (انتهاء الولاية الممدة للرئيس لحود) الى المشكلة نفسها، وعندها ستأخذ الامور ايضاً ستة اشهر زائد السنة ونصف السنة, والسؤال هل نريد وطناً نعيد بناء مؤسساته ام نريد رئيس مجلس ادارة يأتي بموظفين في السياسة ويصرف موظفين؟ هذه المشكلة الاساسية.

 

# اي ان لا رجوع عن مطلب الانتخابات المبكرة؟

ـ الا اذا قاموا بتسوية ووجدوا حلاً يصححون فيه الاخطاء التي حصلت خلال الانتخابات وانتجت هذا التمثيل السيئ.

 

# هل تقصد بت الطعون النيابية؟

ـ بت الطعون، وايضاً اذا قبلوا بتوافق على رئيس الجمهورية.

 

# اي اذا وافقوا عليك رئيساً؟

ـ لماذا انا؟ لا يمكن طرح الموضوع وكأنني طرف لوحدي، فلا يمكنني لوحدي ان اصنع رئيس جمهورية, فهناك انا وسائر الاطراف، فربما يقنعون قسماً ويحصلون معه على اكثرية الثلثين, فاليوم نحن تقريباً «بلوك» معارض كبير حجمه معروف, وقد يأخذون منه قسماً او ربما نحن نأخذ منهم قسماً، لا احد يعرف, فاذا بقيت الامور هكذا فان الامر سيحتاج الى الكثير من التوافق، واذا نجح احدنا في الحصول على ما يكفي، فيمكنه لوحده ان يأتي بالرئيس.

 

# والا فعدم التوافق يعني لنذهب الى انتخابات مبكرة؟

ـ نعم.

 

# سبق ان حذرتَ لحظة خروجك من احدى جلسات الحوار من صفقة جانبية، هل تخشى حصول مثل هذه الصفقة بين قوى الاكثرية وحلفائك الحاليين كـ «حزب الله» وحركة «امل» تحقق التغيير الرئاسي على حسابك؟

ـ التفاهم مع حلفاء معينين لا يعني تحالفاً إنتخابياً اساساً، التحالف الانتخابي يأتي نتيجة لتفاهم اكبر وهو ورقة التفاهم بيننا وبين «حزب الله», وعلى المستوى الوطني فان عودة الاستقرار ومستقبل لبنان اهم بكثير من الرئاسة، وما تشيرون اليه قد يضحي بهذه المضامين اذا لم يكمل اطراف التفاهم تحالفهم, التحالف ضروري لانجاز ورقة التفاهم لانه لا يمكن لها ان تنفذ اذا لم يستمروا متضامنين ومتكافلين.

من هنا فان الانتخابات ستكون نتيجة الالتزام بورقة التفاهم واذا لم يحصل ذلك تكون ذهبت ورقة التفاهم.

 

# ثمة من يسأل عن سبل الخروج من المأزق الرئاسي في ظل ربطه من «حزب الله» بسلاح المقاومة وربطه منكم بالانتخابات المبكرة ,,, فما الحل؟

ـ وجدنا اطاراً بالنسبة الى سلاح المقاومة يقوم على الاستراتيجية الدفاعية الشاملة للدولة في الامكان التفاهم عليها الآن، وبالنسبة الى الرئاسة اذا اردنا ان تكون المقاربة انطلاقاً من المصلحة العامة واستقرار البلاد فيمكن ان نجد لها حلاً، اما اذا كانت المقاربة انطلاقاً من مجموعة ناس عندهم مصالح يريدون الحفاظ عليها فقط من دون الانتباه الى ان المصالحة العامة تتجاوز ذلك، هنا تقع المشكلة, فالمقاربة هي التي تعطي الحل.

 

# يبدو ان الصراع هو على اولويات البنود غداً الاربعاء، سلاح المقاومة ثم الرئاسة او بالعكس، مع اي اولوية انتم؟

ـ الاثنان مثل بعضهما البعض بالنسبة الينا، البعض في الاكثرية الموقتة يعتقدون انهم اذا ارادوا وضع بند الرئاسة اولاً في امكانهم تحقيق مكسب، بالنسبة الي وكما افهم ايضاً «حزب الله» لا فارق في اولوية اي بند يطرح وخصوصاً اننا لم نربطهما ببعضهما البعض.

 

# السيد نصرالله حدد اخيراً انه مع ان يكون السلاح اولاً ,,.

ـ لا بأس بان يكون السلاح اولا، وهذا له معنى، وان تكون ازمة الحكم اولاً وهذه ايضاً لها معنى، لكن بالنسبة الينا كمستقلين لا فرق، بينما بالنسبة للآخرين فانهم يعتقدون انهم اذا فرضوا الرئاسة اولاً يحققون مكسباً لانهم محكومون بروحية المقايضة من خلال طرح بند قبل الآخر.

 

# «حزب الله» سبق ان اعلن ان هناك ضرورة للاتفاق على مشروع الرئيس المقبل، اي ان يكون رئيساً يحمي خيار المقاومة، من هنا اولوية بند السلاح، هل توافق على ذلك؟

ـ انه يريد اقراراً بحماية المقاومة قبل الوصول الى الرئاسة والا لا يطرح موضوع الرئيس؟ فمن حقه ذلك.

 

# بالنسبة اليك؟

ـ قلت ان لا فرق بالنسبة الينا، موضوع الرئاسة لا يغير رأيي في المقاومة، ان كنت رئيساً او لم اكن انا دائماً مع خيار التفاهم الذي توصلنا اليه مع «حزب الله».

 

# هل انتم مع حماية المقاومة حتى في مرحلة ما بعد تحرير مزارع شبعا واستعادة الاسرى؟

ـ طبعاً، فهل نرميهم؟ فهؤلاء لا بد من ان يكونوا مندمجين في الدولة وفي المجتمع.

 

# اعني هل انتم مع استمرار سلاح المقاومة بعد التحرير؟

ـ في البند الذي توصلنا الى التفاهم عليه في اطار استراتيجية «حماية لبنان من الاخطار والتهديدات» من ضمنه حماية المقاومة وحماية كل الناس ففي حال وجود اخطار على لبنان الجميع معرضون.

 

# هل يعني ان تبقى المقاومة بسلاحها كما هو الآن؟

ـ لا هناك صيغة جديدة تكون من مسؤولية الدولة بعد تحرير مزارع شبعا واستعادة الاسرى، الدولة هي تكون مسؤولة عن الحدود و«حزب الله» سيكون جزءاً من الصيغة المسؤولة عنها الدولة، فما يهم المجتمع الدولي ويهمنا نحن هو ان تصبح الدولة مسؤولة بعد التحرير، اما «حزب الله» فهل يصبح حرساً قومياً في المنطقة او وحدات من الجيش؟ هذه اشياء تبحث ضمن الحوار، فالمهم القرار السياسي والمسائل الاخرى تصبح قرارات تقنية.

 

# هل ستكون هذه الصيغة على طاولة الحوار؟

ـ اكيد في الجانب المتعلق بالقرار السياسي، اما القرارات التقنية فتنفذ في الوحدات المسلحة، انهم اليوم يحمّلون في لبنان العسكر مساوئ السياسة، يقولون ان مَن كان اصله عسكرياً يجب الا يتعاطى بالسياسة غير انهم ينسون ان لبنان البلد الوحيد الدي يعتبر جيشه حارساً للديموقراطية, لم يأت عسكري غصب ارادة مجلس النواب او لم يأت كحاجة، لم يأت بالدبابة وعبر انقلاب.

 

# الدكتور سمير جعجع اعتبر ان كثيرين باتوا يتاجرون بموضوع الرئاسة وهناك من يريد ان يأخذ اثماناً ولكن «لا ندفع لأحد والموضوع يجب ان يتم ديموقراطياً» بحسب قوله، فما رأيك بهذا الكلام وبتلويحه انه اذا لم يبت الموضوع على الطاولة سنعود الى الخطة الشعبية؟

ـ الديموقراطية لا تبدأ في منتصف المسار تبدأ من اوله، واوله الانتخابات النيابية، والطرح الديموقراطي السليم هو ما اطرحه فليتوافق معنا على انتخابات مبكرة، لن نقبل برمي عشرات الملايين من الدولارات في كل قضاء والفوضى الامنية وفوضى البطاقات الانتخابية ,,, هناك اشياء يشيب لها شعر الرأس، لا بأس تجرى انتخابات رئاسية ترتكز نتائجها على قاعدة شعبية واسعة.

 

# كيف ستردون على تلويح الاكثرية بانها ستعود الى الخطة الشعبية اذا لم يبت موضوع الرئاسة على الطاولة؟

ـ لا نرد بشيء، يحاولون ويفشلون، يبدو انهم يعتقدون ان الشعب معهم، لا نريد لأحد ان يغش نفسه، من لديه 200 الف ويعتقدهم مليوناً سنعدهم له في المرة المقبلة، وماذا نفعل بالـ 4 ملايين و600 الف من اللبنانيين على ارض لبنان؟

 

# جنرال الم ترتكب خطأ استراتيجياً عندما ظهرت في نظر الآخرين «مرشح سورية» او مرشح حلفائها في قوى 8 مارس، واستطراداً الم يقطع ذلك الطريق عليك ولا سيما ان منطق التسوية الاقليمية ـ الدولية ـ اللبنانية قد يفضي الى اعتماد رئيس وسطي ليس من 14 مارس ولا من 8 مارس؟ اي ان هناك انطباع عند الآخرين بانك اصبحت مرشح حلفاء سورية؟

ـ بالعكس «المرْجلة» ان تأتي بحلفاء سورية الى شخص ليس منهم, يمكن ان تقولوا عني اي شيء الا انني حليف سورية واكثر ما فعله السوريون في تقربهم من توصيفي قولهم عني انني خصم شريف, اللبنانيون المتضررون من موقعي اعطوني كل الالقاب، واود ان اقول هنا انه عندما توصّلنا الى ورقة التفاهم مع «حزب الله» هاجمني الاعلام كله وقالوا انني دخلت محور دمشق ـ طهران ضد المحور السعودي ـ الاميركي ,,, ولماذا جاءت الحكومة الآن ومشت معنا الى طهران بموافقتها على الورقة؟ انهم يمارسون بروباغاندا لتضييع الرأي العام, اما ورقة التفاهم وبمعزل عن بنودها المكتوبة فقد نزعت بمجرد التوصل اليها السلاح من اللبنانيين، لم نحلّ هذا السلاح قطعة قطعة، لكننا نزعنا من عقولهم فكرة الحرب الاهلية وجعلنا الطمأنينة تعمّ الجميع، ودخل لبنان مرحلة السلام، فمن يستطيع بعد ورقة التفاهم في حجم تغطيتها الجغرافية والشعبية، الدخول في حرب او في خلل امني؟ لا احد, لماذا لم يتحدث احد عن ذلك؟ كانوا يقولون ان «حزب الله» ارتباطه خارجي وأممي، فانسحب الى الحدود اللبنانية, كانوا يقولون انه اذا اعتدت اميركا على ايران، فان الحزب سيضرب اسرائيل، لكنه قال ان سلاحه هو للدفاع عن لبنان.

 

# ثمة من يسألك, هل استفاد منك السوريون لتشكل «خط دفاع» عنهم في لبنان، وفي الوقت نفسه «حرقوك» رئيساً سبق ان خاضوا معه تجربة «مُرّة» العام 1989؟ وهل تشعر بان ثمة «فخاً» نصب لك؟

ــ اعوذ بالله, واعتقد ان الجميع يذكرون الخيار السياسي الذي اعتمده منذ العام 1988 حين حددتُ المشكلة بانها تكمن في السيطرة السورية على لبنان وفي الوصاية, وقلت انه عندما تترك سورية للبنان يجب ان نتعامل معها في اطار علاقات ندية.

 

# وهل تعتبر ان سورية تركت لبنان؟

ـ نعم.

 

# ولكن القوى الاكثرية ترى انها لا تزال حاضرة في التفجيرات وعرقلة الوضع الداخلي عبر حلفائها؟

ـ في ما خص الجريمة عموماً، هناك شكوك في التحقيق تتجه في نسبة كبيرة نحو مسلك معين, ولكن لا يحق لاحد ان يتهم قبل بروز الوقائع والادلة.

 

# وماذا عن الاتهام السياسي؟

ـ سياسياً يمكن ان نتحفظ، ولكن ماذا بعدها؟ هل تقومين بحرب على سورية قبل ان تتحدد التهم؟ وقد رأينا عندما عاد القاضي سيرج براميرتس (رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري) الى الواقع والى المسلك القضائي الصحيح من دون رعاية, في السابق كنا في محاكمات مسبقة، وعندما دعونا الى التريث وانتظار نتيجة التحقيق قبل اصدار اي احكام، تمت مهاجمتنا ولاننا سكتنا يسألون لماذا لا يهاجم سورية؟ لا افهم هل الهجوم على سورية واجب؟ المهم انهم هم يسترجعون سورية عندما يعاودون ادخالها في الصراع, وقلت انه لا تزال هناك بعض المشاكل العالقة من رواسب الوصاية السورية ويجب حلّها، ومنها مسألة الموقوفين في سورية وهي المسألة التي ذكرناها وغيرها, ولكن ان نفتح حرباً على سورية بـ «بلاش»، لا, فسورية بلد مجاور وهناك سورية الدولة والشعب، وهناك الحكم, وقد ندخل في اي ساعة في خلاف مع الحكم في سورية ولكن يجب الا نكون في صراع مع العلاقات الثابتة مع سورية.

 

# اعلنت ان دعم الرئيس لحود لك لاكمال المسيرة لم يحرجك، ولكن هذا دفع البعض الى التعامل معك على انك مرشحه, الا تعتقد ان هذا يُحدث «نقزة» مبررة لدى الآخرين؟

ـ لا, فهذا ايضاً جزء من فقدان الذاكرة, والا يعرفون ما كان موقفي من التمديد ومن السوريين؟ وحتى الآن, ولا اعتقد انني نسيت الجروح على اجساد شباب التيار والتوقيفات التي طاولتهم, عانينا 15 عاماً من الاضطهاد.

 

# ولكن هناك تناغم واضح بين «الجنرالين» عون ولحود؟

ـ المشكلة منفصلة، ولكننا موجودان على نفس التقاطع الآن، لان مشكلتنا مع اكثرية نيابية موقتة تتعامل مع الرئاسة من موقع خاطئ كما تتعاطى مع الرئيس البديل من موقع خاطئ, وسبق ان سمعناهم يقولون ان الشعب لا يريد الرئيس لحود، فيما هم يرتكبون الاخطاء في معالجة الموضوع, وقلنا لنبحث الموضوع على الطاولة، ولكنهم لا يريدون، لان ما يريدونه هو ان يشلّوا الرئيس ليأتوا برئيس موظف لديهم, وهذا لا يصح, واخطاؤهم اوصلت الى هذا التقاطع, مع الاشارة الى انهم يذكرون الشعب في معرض مطالبتهم برحيل الرئيس ولكن عندما نقول لهم خذوا رأيه في البديل يهربون.

 

# اعلن احد قيادي التيار الحر عن اتجاه لترشيحك علناً ورسمياً للرئاسة من حلفائك وتحديداً «الطاشناق» والنائب ميشال المر والنائب الياس سكاف, هل هذا لاحراج قوى 14 مارس، او قوى 8 مارس الذين لم يعلنوا بعد صراحة دعم ترشيحك؟

ـ الترشيح رسمياً او عدمه يأتي في مرحلة نهائية، ولكنني مرشح شئت ام ابيت, وعندما تُظهر استطلاعات الرأي فارقاً بأكثر من 40 نقطة بيني وبين الاسم الثاني فهذا يعني ان اي تحفظ لي سيكون من باب التواضع المزيف, وانا مرشح من دون ان اعلن بيان ترشيح رسمي.

 

# هل تتوقع تعليق جولات الحوار اليوم لما بعد القمة العربية وما قد تفضي اليه الاتصالات مع الجانب السوري؟

ـ ما أقوله انه يجب الا تتوقف حلقات الحوار، ولذلك طرحنا قضية الحكومة، لان رواسب الاعوام الثلاثين الماضية ليست قليلة وتحتاج دائماً الى تفاهم على معالجات جذرية, ويجب ان يستمر الحوار.

 

# هناك انطباع ان موضوع الرئاسة سيُحسم خارج الطاولة، عبر حوار عربي ـ عربي او سعودي ـ مصري ـ سوري او عربي ـ دولي, ويبدو الرئيس بري كأنه يتعمّد تظهير هذه الصورة, هل لديك خشية من ان يحسم ملف الرئاسة خارج طاولة الحوار بالتفاوض مع سورية في شكل اساسي؟

ـ لا اعرف ولكن حصول هذا الامر سيعني تجاه الشعب اللبناني اننا لم نكن على قدر مستوى مسؤولياتنا، وحتى لو جئت انا بحوار خارجي وعلى طريقة التعيين من الخارج, فاذا كنا لا نزال في مرحلة لا نستطيع فيها ان نحدد ونرى مصلحة بلدنا ونحتاج الى من يضغط من الخارج، فحتى لو جئت انا، أقول اننا نكون فشلنا.

 

# سبق ان قلت ان ثمة خللاً كبيراً وهو مستمر وقد بدأ برستم غزالة في عنجر وانتقل ليكون عندنا في كل منطقة رستم غزالة آخر, كم رستم غزالة يجلس على طاولة الحوار؟

(... يضحك) هناك رستم غزالة المال وهناك رستم غزالة الاقطاع السياسي ولا تطلبي الاسماء.