مقابلة العماد ميشال عون مع مجلة "المسيرة"،

في 18 – 3 - 2006

اتفقت وجعجع على عدم العودة الى العتاب!

إنجاز الحوار نسخة عن ورقة التفاهم

لم نحرّر لبنان لمصلحة فئة

المسيرة - أوغيت سلامة 20  آذار 2006

- المستقبل قسم لبنان نصفين نصف لبناني معه ونصف سوري ضده

- الطائف لم يعد سوريًا

- بيني وبين الحكيم إيضاحات كثيرة

- 14 آذار ناقص من دوننا

- جعجع يحظى بنسبة معينة من التمثيل المسيحي

- نسيب لحود مطروح بقوة

- بدأوا برستم غزالي في عنجر وصرنا برستم في كل منطقة!

 عناوين فرعية:

- لم أختلف مع الحكيم على طاولة الحوار

- عندما زرت الحكيم في اليرزة كانت ستريدا جعجع توقّع تحالفًا مع جنبلاط

- التوازن لا يتم إلا بانتخاب رئيس يمثل المسيحيين

- لحود يريد الاطمئنان الى وضعه بعد الرئاسة

- الورقة بيننا وبين حزب الله انتقلت الى المستوى الوطني وهذا يفرحنا

- ما في عنا سوريين في لبنان

- خلاف القوات والتيار إرث ثقيل

يعتبر النائب ميشال عون ان نتيجة التحقيق الدولي في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري حتى الآن لمصلحة سوريا، مؤكدًا أنه سبق وقال بضرورة الاخذ بالحسبان احتمال ضلوع حركات أصولية سلفية في الإغتيال. وعن الرئيس الذي يملك القوة للوقوف في مواجهة سوريا في حال لم تثبت ادانتها وعودتها الحتمية اقوى من قبل، يقول عون: "القادر على مواجهتها هو الذي وقف ضدها يومًا وحاربها".

اوتحتاج جنرال من يذكرك بنتيجة تلك الحرب في 13 تشرين 1990 ونفيك الى باريس وسجن الدكتور جعجع بعد ذلك؟ رد عفوي منا لم يتوقف الجنرال عنده كثيرًا لأنه يعتبر ان ظروف اليوم هي غيرها في الأمس. حملنا معنا اسئلة كثيرة منها الموقف الأميركي من ورقة التفاهم مع حزب الله وعلاقته بالبطريرك صفير وموقف الأخير الذي لا يؤشر الى حماسة لوصوله الى الرئاسة، لم يتسن ان يرد عليها لضيق الوقت لكنه فصّل النقاط الأخرى الساخنة مؤكدًا انه لم ولن يدخل في مشاحنات مع الدكتور سمير جعجع، وانهما ربما مقصران في نقل اجواء المصالحة الى القاعدة التي ما زالت مشحونة من مفاعيل الإرث القديم الثقيل. ماذا يقول العماد عون؟

ماذا تقول في نتيجة الجولة الأولى للحوار والبنود التي اتفق عليها؟ وما كان دورك فيها؟

-ما حصل البارحة لا يختلف بشيء عن ورقة التفاهم التي ابرمناها مع حزب الله لذلك كانت مداخلاتنا محدودة جدًا، لكني ساعدت في أخراج نقاط حساسة عدة .

النقاط الثلاث، العلاقات مع سوريا ومزارع شبعا والسلاح الفلسطيني ؟

-وحتى في النقطة الأولى التي نوقش اولاً حول التحقيق والحقيقة ومتابعة القضية في المحاكم الدولية.

مع انك في الأساس لم تكن موافقًا على المحكمة الدولية؟

-اطلاقًا لا ، تذكرين عندما تناول الرئيس السنيورة طعام الغداء عندي؟ يومها اعلنت ذلك رسميا وكنت صرّحت مسبقًا تمهيدًا للقاء انني مع محكمة دولية لبنانية مختلطة من قضاة لبنانيين ودوليين.

ما اعلن البارحة لم يأت بجديد لا سيما ان بنوده الثلاثة وردت في البيان الوزاري وبدا كأنه تأجيل للجد فالكل متفق على لبنانية مزارع شبعا والإختلاف هو حول سلاح المقاومة وما إذا كان هو المسؤول عن تحريرها ام هو من مسؤولية الدولة اللبنانية؟ وتحرير ارض المزارع يتم بالسلاح او بالدبلوماسية؟ والأهم ايضًا ان تتعاون سوريا رسميًا على تثبيت هذه الحقيقة امام الأمم المتحدة؟

-في البداية كان الإختلاف على لبنانية مزارع شبعا، وفي المستندات التي نملكها نحن كنا معترفين بلبنانيتها، فيما أعضاء في الحكومة اعلنوا غير ذلك بينهم وليد بك وكان آخر تصريح شهير له من واشنطن، ما ادى الى وقف الحوار وعدنا وإستأنفناه. وفي موضوع العلاقات مع سوريا لم تكن الأمور واضحة لبعض أعضاء الحكومة، فيما نحن كنا اوضحنا كل ذلك من طبيعة العلاقات وترسيم الحدود ومعالجة الموقوفين في سوريا... كل ذلك كان جزءًا من الورقة مع حزب الله واليوم كأنهم اتفقوا عليها جميعًا. اعتقد ان ورقة الحوار تلك دفعت في اتجاه الحوار الأوسع، لأني نهاية العام الماضي وجهت آخر دعوة للحوار اتت بعد دعوات سابقة كثيرة لي، فقلت اذا لم يدع رئيس مجلس النواب الى حوار فسيكون لنا سلوك آخر. حينها تحرّك الرئيس بري، وبدأ بإرسال اللجان للدعوة الى الحوار.

لكن بعد عودته من زيارة السعودية وقّت الحوار، بدأنا حوارًا ثنائيًا مع حزب الله وخرجنا بورقة تفاهم مشتركة حصلت على اثرها ضجة اعلامية "طويلة عريضة" في غير محلها، لانهم ابتعدوا كثيرا بتفسيرها وأوصلوها الى حلف طهران – دمشق. بينما تبدو البنود المتفق عليها البارحة كأنها تدخل الجميع في حلف طهران دمشق، هذا اذا وجد! ورقتنا لبنانية- لبنانية، وما اتفق عليه كان يجب ان يحصل من زمان على مستوى العلاقات السورية وسلاح الفلسطينيين الذي ينقسم الى جزئين داخل المخيمات وخارجها. تبقى نقطة سلاح المقاومة وازمة الحكم ، في النقطة الأولى ومع تحديد هوية شبعا، علينا ان نحدد ما هو دور السلاح في الدفاع عن لبنان وهل سيدخل في استراتيجية شاملة ضمن الدولة لمواجهة التهديدات الإسرائيلية؟ او سيبقى سلاحًا للمقاومة؟ هذا الأمر سيبحث الأسبوع المقبل على طاولة الحوار، اضافة الى ازمة الحكم.

اقرار العلاقات الدبلوماسية مع سوريا كاف برأيك لردع النفوذ والهيمنة السورية على لبنان في وقت يدافع حلفاء سوريا وفي مقدمهم حزب الله عن مصالحها في لبنان؟ والسوريون لا يقرون حتى بالندية بين البلدين وحق لبنان بسيادته؟

-هناك ما يثار في الإعلام وهناك ما يوضع في تفاهم خطي، ولأول مرة ربما في لبنان يوضع تفاهم خطي بين حزبين لبنانيين. اعتقد ان ما تقولينه يلغيه البند الوارد في التفاهم وينص على" اقامة علاقات لبنانية سورية سوية وصحيحة يقتضي مراجعة التجربة السابقة واستخلاص ما يلزم من العبر والدروس....." الورقة بيننا انتقلت الى المستوى الوطني وهذا يفرحنا.

لكن عندما يقول الرئيس بشار الأسد ان اقتلاع الرئيس لحود من السلطة هو بمثابة الغاء للوجود السوري في لبنان اليس هذا مناقضًا لما يوقّع عليه حلفاؤها ان في ورقة التفاهم او على طاولة الحوار؟

-"مش مشكلة" المهم ان نتفق نحن اللبنانيون على صيغة تفاهم بيننا ونتعاطى مع سوريا على اساسها، نحن هنا اتفقنا على هذه الصيغة . واذا كنا متفقين لا يمكن لسوريا ان تدخل بيننا.

كم بامكان هذه الورقة ان تكون خط دفاع ضد التدخل السوري؟

-تفاهمنا كلبنانيين يضع حدًا للهيمنة السورية، فمن خلال من ستهيمن سوريا على لبنان؟ من هنا اهمية هذه الورقة ان من يعتبرون حلفاءها هم من وضع هذه الورقة وعلى اساسها انتقل التفاهم على مستوى الشعب اللبناني ككل بتشكيلاته السياسية الموجودة على الطاولة. بهذه الورقة التاريخية انتقلنا من مرحلة الى اخرى.

عسى الا يكون مصيرها كعامية انطلياس ذكرى من التاريخ!

-لا عامية انطلياس اتفق اللبنانيون بين بعضهم مع بعض وذهبوا الى الحرب فيما ادخلت هذه الورقة الشعب اللبناني في السلام.

لك ثقة كاملة بحلفاء سوريا انهم سيبقون على تعهداتهم فيما لو عادت واختلفت الظروف الإقليمية لمصلحة سوريا؟

-من بداية حياتي بدأت بقسَم واعمل من اجله، ومن أضع يدي بيدهم اليوم لا أزيدهم تعلقًا بالأرض والوطن هم مثلنا واكثر ، كانت هناك خلافات سياسية ومفاهيم مختلفة تتطور على الأرض. المهم اليوم ان نجد الصيغ المشتركة للعيش معًا. او نقبل باستمرار حال الجفاء والتباعد، او نعود لحالة التقارب والتفاهم. لي ملء الثقة ان السيد حسن نصرالله وضع في هذه الورقة شعورًا حقيقيًا. وتلاحظون على الأرض كم صار التقارب كبيرًا بين الناس خاصة من يعيشون في مناطق فها احتكاكات وما زالت فيها رواسب للسلوك القديم . هذه الورقة ادخلت الناس في حال سلام في الجنوب والضاحية ... وانا اكيد انها ستبقى لأنهم وصلوا بالتعصّب الديني الى ابعد حدود وماذا حقق ذلك؟ تفجّر في المرة الأولى وفي الثانية ولم يعط المطلوب منه ولن يعطي.التعصّب يربي حقد ويفتعل حربًا. مررنا نحن بالتجربة والآن غيرنا يمر بها، المهم الا يعود الينا والتصرف الذي تصرفناه يمنع تفجّر التعصّب الطائفي من جديد. هناك توق في عمق كل انسان من هذه الطوائف للخروج من هذه الحال ومظاهر التشنّج الحالية. وما رأيناه فور اعلان هذه الورقة هو رفض الناس لهذه التعصّب.

مع ان معظم المناصرين لك اعلنوا تأييدك لأنك تمثل بالنسبة إليهم الشخصية الأقوى مسيحيًا وانت على هذا الأساس دخلت الانتخابات النيابية الأخيرة وحصلت على اعلى نسبة اصوات مسيحية تحت شعار استعادة القرار المسيحي، فماذا حققت من هذا الشعار؟

-التأييد السياسي لي لأني مسيحي قوي اولاً لا يعني اني ارفض الآخر، وثانيًا لأن ذلك يحفظ لهم حقوقهم وهم كانوا مهمشين طيلة مدة الإحتلال السوري للبنان. بالتأكيد عودة حقوق المسيحيين وممارستهم ومشاركتهم في السلطة لا تزعج الآخرين لان تأمين التوازن والشراكة هو الذي يعطي القوة للجميع فيطمئنوا لقياداتهم السياسية . هذا هو الاستقرار.

هذه الأجواء كأنها وصفة عند الطلب، فعندما اعتمدت القوات اللبنانية هذه الصيغة للتوازن والإنفتاح على الشريك في الوطن اشيعت مقولة ان المسلم السني والدرزي يطمع في السيطرة على القرار المسيحي وهي تخضع للتبعية؟ فهل انتهىاليوم الخوف من الهيمنة الإسلامية على المسيحيين؟ وهل تعطي طاولة الحوار الضمانات لهم؟ لا سيما ان الباب المسدود الذي وصلت اليه لجنة صياغة قانون الإنتخابات النيابية لا يشجع كثيرًا؟

-هذا الشعور خاطىء من ناحية الخطاب السياسي الذي لم يكن يومًا يشيع اننا كمسيحيين مهمشين. هذا كان شائعًا بحكم الإحتلال السوري والواقع السياسي. كانت حربًا نفسية. وعندما اتيت حصلت مشكلة شراكة، انا الذي اشتغلت وضحيت بكل شيء من اجل السيادة والاستقلال وجدت ان الأشخاص أنفسهم الذين كانوا يحكمون لبنان 15عامًا شكلوا مجموعة مستقلة واستبعدونا وباتوا هم من يعطونا حصة او لا . عندها تكلمت عن الشراكة. لم نحرر لبنان ليكون حصرًا على فئة. هناك خلل كبير وهو مستمر حتى الان بدأ برستم غزالي في عنجر وانتقل ليكون عندنا في كل منطقة رستم غزالي آخر. هذا كلام قلته لكن لم يكن هناك تحريض مسيحي بهذا المعنى . وما زلت حتى الآن اطالب بتصحيح الخلل في الحكومة التي تعاني عدم التوازن والذي انتقل من المسيحيين الى طوائف اخرى اسلامية بين الشيعة والسنة. هناك خطأ في الممارسة ويجب ان يصحّح. لكل طائفة في لبنان مكانتها واي حذف لاي طائفة هو حذف للبنان.هذا الكلام أعود اليه دائما،ً قاله ميشال شيحا: حين تأسس لبنان المستقل ان لبنان مبني على التفاهم بين الطوائف وكل الغاء لطائفة هو الغاء للبنان. هذا الكلام لا نخجل منه على رغم سعينا لتكوين مجتمع علماني انتقالي من المجتمع الطائفي. وبإنتظار تطوير المجتمع نحن مضطرون لإحترام دور كل طائفة .

المسيحيون على طاولة الحوار هل هم الفريق الأضعف بسبب التشرذم والتنافس على السلطة؟ ومن كان النجم في الجولات السابقة؟

-لم نحقق التوازن ولن نحقق ذلك الا بانتخاب رئيس للجمهورية يمثل المسيحيين فعلاً. فاذا جاء رئيس خلفه 10 رجال لا يمكن ان نصنع منه زعيمًا. من يحظى بشيء قليل من التمثيل المسيحي كيف له ان يتحرك بالحوار. فاذا كان للرئيس قوة تمثيلية يمكن له ان يتصرف بقوته التمثيلية وليس فقط بالدستور! فماذا يعطيه الدستور لا شيء. وان حكى الرئيس لحود فهو اليوم لا يخالف الدستور ومع ذلك همشوه. فهم ساعة يجتمعون بالمدينة وساعة بالمقرّ الموقت وساعة طالعين عند الرئيس وساعة لا، حصل الكثير من التصرفات الهزلية والسخيفة. هذه الأمور علينا ان ننتهي منها.

  والحوار من دون رئيس جمهورية اليس معيبًا وغير قانوني؟ اين دوره وسلطته التمثيلية؟

-لأننا نتكلم عن ازمة حكم انحصرت الأمور بين مؤسستين رئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية وعلى مجلس النواب ان يجد الحل لذلك.

وكيف ترى انت نهاية ازمة الحكم؟

-لازمة الحكم شقان الأول حمل الرئيس على الإستقالة ، ولا اقول لا الإقالة ولا التنحية لأن الحالتين تتطلبان تعديلا للدستور لإنهاء ولاية الرئيس، وهذا غير وارد كي لا تصبح سابقة تتبع لدى كل خلاف بين رئيس الجمهورية ومجلس نواب فيصبح بامكانهم ان يعدلوا الدستور ويقصروا ولايته. وهذا امر ضد الاستقرار السياسي وليس معمولا به في اي بلد في العالم. والشق الثاني هو التفاهم على الرئيس المقبل ، عندها يعرف رئيس الجمهورية ان هناك اجماعًا وطنيًا فيستقيل هو من دون سابقة دستورية ويتم الإنتخاب.

يبدو ان الرئيس لحود جاد انه لن يستقيل الا اذا كنت انت البديل لماذا هذا لإصرار عليك جنرال لتأجيل الأزمة والعرقلة؟

-نقل الي هذا الكلام، اكيد الوضع الذي مرّ به الرئيس لحود في الحكم والمطالبة بالثأر منه واتهامه بان له يدًا في قتل الرئيس الحريري، هو يحب ان يطمئن الى من سيخلفه. في الإنتخابات لم تتصرف الحكومة بشكل مطمئن ونادر. كلنا رأينا انه عند كل حدث يتهم هو والأجهزة الأمنية. الأهم الا يكون هناك تجاوز او واضطهاد، وربما لأنني اضطهدت

15 عامًا.

ألم يكن هو رأس الحربة في اضطهادك؟!

-لا تنسي ما قلته في المقابل عندما قيل لي الن تشكر رئيس الجمهورية؟ قلت علام اشكره. تعرضت لثلاث محاولات اغتيال و3 جاؤوا لبزيارتي وسامحتهم، لربما هذا التصرف مع الذين حاولوا ان يغتالوني وبمن فيهم الهراوي في المحاولة الرابعة طلع عليي الطيران السوري وافترضوا اني أُبِدت انا وعائلتي. ايضًا سامحت ، ربما هذا السلوك يطمئنه انه لن يكون مضطهدًا اذا ترك الرئاسة وجئت انا خلفًا له .

وهل أن إجماع حلفاء سوريا وايران على ترشيحك يأتي صدفة ؟

اسمعي اسمعي من هم هؤلاء الحلفاء

أسامة سعد مثلاً وحزب البعث والحزب القومي الى حزب الله وسليمان فرنجية... كل الرموز القريبة من الحكم السوري حاليًا . تسميتهم لك اليس استغلالاً او حرقًا لاسمك خاصة وانهم يعرفون انك لا تحظى بتأييد الأكثرية المناهضة لهم من قوى 14 آذار؟

-اسمي لا يحترق Pyrex، لان لي تاريخ طويل، فمن تعتبرينهم حلفاء سوريا يطالبون بي لسبب واحد انني الوحيد الذي خضت الإنتخابات من دون ان احشر سوريا بالموضوع. كل الحلفاء الباقين كانوا حلفاء لسوريا واختلفوا معها بسبب التمديد. قبل التمديد لم يكن هناك خلاف معها، من وقت للتاني بيعترض بيستقبلوا على الغدا وبيمشي الحال وحاكمين. ما كان حدا سوري وحدا ضد، كانوا جميعهم سوريين. ومن لم يكن يتعاطى مع سوريا هو التيار الوطني الحر. وحتى في آخر مرحلة القوات اللبنانية كانوا يقولون نحنا مع الطائف ولكن عندما سجن الحكيم اضطهدوهم وأخذوا جانب المقاومة السلبية. وماذا فعلت؟ نقلت خلافها الى ما بين اللبنانيين وكان اكبر خطأ تاريخي يرتكبه تيار المستقبل ومن تحالف معهم ان يقسموا نصف لبنان للبنانيين معهم والنصف الثاني للسوريين لأنه ضدهم ومن انتخب ضدهم اصبح كأنه من قتلة الرئيس الحريري حتى انا صرت سوريًا. اتعرفين جسامة الخطأ الذي ارتكبوه؟ اخترعوا الف كذبة وكذبة اعلامية. من هنا دفع فقدان الأخلاقية السياسية الناس ليكونوا مع سوريا وهم ليسوا معها! فابن الشوف ما زال من الشوف مثل الامير طلال ارسلان. وبيت فرنجية لهم وجودهم في السياسة اللبنانية من ايام الإنتداب الفرنسي. هنا الخطأ انهم صنفوا الناس كما كانوا يفعلون ايام كانت سوريا هنا. فكل من لم يكن معها كان يصنف اسرائيليًا. واليوم كل من ليس مع الحكم هو سوري. طبعًا هناك من يريد ان يكون على علاقة جيدة مع سوريا، فهي دولة وجارة وصديقة وفي الوقت الذي كنا نسمع وحدة المسار والمصير بليلة وضحاها اصبحت سوريا عدوة. اكثر من هيك ما في عنا سوريين بلبنان.

لو كانت المسألة وقفًا على العلاقة الطيبة مع سوريا لكان الأمر سهلاً لكن الأقرب هو من ينال قطعة اكبر من قالب الحلوى ويحظى بحصة اكبر من ارباح سرقة مقدرات هذا الوطن في ظل وصاية الفساد والإبتزاز وبنك المدينة والمرفأ والكازينو والتعهدات...

-لكن الكنز الكبير لمن كان الم يكن لتيار المستقبل؟ والسوليدير...

ما قلته جنرال عن القوات اللبنانية انها كانت ايضًا قريبة من سوريا لأنها مشت بالطائف فهل اتفاق الطائف سوري او موافقة على السيطرة السورية ؟

-بالتأكيد من خلال الطائف والنقص الذي حصل فيه واختلفنا عليه دخلت سوريا ، في رسالة الإستقلال ورسالتي الى الرئيس ميتران أقول "انني أعاني اليوم أزمة ضمير حقيقية لقد علمت اليوم ان الدبلوماسية الفرنسية مثل باقي دبلوماسيات الدول الكبرى مع التطبيق السريع لاتفاق الطائف ولا شك انكم اطلعتم على اهم ما جاء في هذا الاتفاق ، لقد اعلنت صراحة انه ليس لدي اي اعتراض على مخططات الاصلاح السياسي الواردة فيه ولكن في المقابل ينتابني القلق الشديد عندما اقرأ النصوص الكاملة والصيغ التي تهدف الى اعادة الإستقلال الى لبنان وانهاء الاحتلالات الاجنبية وتحديد العلاقات المستقبلية مع سوريا، فتراه وبصراحة يحق لي وبعد سنوات من الانتظار والتضحيات القبول بنصوص تكرس دور سوريا وتجعل كل السلطات تحت سيطرتها وتبرر للمرة الأولى بنصوص وجودها واعماله مقابل جدول زمني غامض للانسحاب فحسب والتزامات ملتبسة؟

لكن للقوات اللبنانية تاريخها في مقاومة سوريا وليس من العدل ان يقال انها تعاونت مع سوريا لأنها قبلت باتفاق الطائف، ربما لتعذر وجود حلول اخرى وما كان بالإمكان حينها من مخارج بعد انهاك القوى المسيحية بحرب الإلغاء والتحرير وانت بعد 13 تشرين نفيت ولم تتمكن من مقاومة سوريا وهزمها؟

-لا اريد ان اعود الى هذا الموضوع اتفقت انا والدكتور جعجع الا نعود للعتاب عندما زرته في اليرزة، قلنا كلمة ولن اتوسع فيها.

لكن توضيح الأمور يزيل كل آثار الجرح القديم الذي ختم على قيح قبل ان يشفى!

-لا هذا لا يحصل الا بيني وبينه.

اريد ان اقرأ هذا المقطع بعد" انه خيانة كاملة وفشل لبناني في حمل النظام السوري على الإعتراف بلبنان وبالتالي لإقرار صريح بوجوب الإنسحاب من الأراضي اللبنانية كافة المعترف بها لبنانيًا وعربيًا. اما الذين ذهبوا الى الطائف لإنتزاع هذا الإعتراف فقد عادوا من هناك بعد ان وقعوا في دمشق وثيقة مذلة تخولها حق تعيين الرئاسة والوزارة وتمنحه حق تقرير بقاء قواتها في لبنان الى ما تشاء وحيثما تشاء، اضافة الى انهم شرعوا حق التدخل السوري في الشؤون اللبنانية السياسية والأمنية الداخلية كافة...

في هذا المقطع ترون من اعطى السوريين الحق، بعد ذلك من صفع من؟ من سجن من كلها تفاصيل. القوات ادركوا لاحقًا انهم زحطوا في الموضوع وعادوا استدركوا، ولكن ما اقوله ان رؤيتهم الأساسية كانت خاطئة لذا وصلوا لهذا المأزق.

غريب وها انت عدت مرشحًا اليوم للرئاسة تبعًا لدستور الطائف ما هذه الإشكالية وكيف تقبل بها؟ هل نتوقع اذا وصلت الى السلطة ان تلغي الطائف وتقيم دستورًا جديدًا؟

-في فرنسا 49 في المئة من الفرنسيين لم يكونوا موافقين على الإنضمام للإتحاد الأوروبي، ومع ذلك 51 في المئة اقروه اذا خضعوا لإرادة الأكثرية، هذه هي الديمقراطية. نحن ازلنا ما كنا معترضين عليه وأزلنا سوريا من الوجود وقبلنا بالإصلاحات التي حققها اللبنانيون. الطائف لم يعد سوريًا دخلنا في نظام جديد لبناني ، اما اذا كان هناك امور تستوجب التغيير طبعًا سنفعل ذلك ضمن اصول الديمقراطية وإلا سنلتزم حرفية كل ما هو مقر في الدستور لأنه دستور كل اللبنانيين.

هل وجدت على طاولة الحوار تجاوبًا اكبر مع ترشيحك الى الرئاسة؟

-لم يبحث الموضوع.

ولا مع النائب سعد الحريري في لقاءاتكما الجانبية والغداء الأخير؟

-لم تطرح المعركة، في كل الأحوال تعرفين اللبنانيين يناورون كثيرًا ويرمون بالمشاريع طالع نازل، لكن ساعة الحقيقة لم تصل، اعتقد الأسبوع المقبل سيطرح الموضوع ونبحث في تغيير الرئيس وحل ازمة الحكم بالتأكيد سنتكلم في البديل.

والبديل يطرح على طاولة الحوار او في مجلس النواب؟

-اذا لم تطرح اسماء ستطرح مواصفات على الأقل.

لماذا يشاع ان التسوية البارحة حصلت على حساب استبعاد اسمك نهائيًا من بورصة الأسماء المرشحة للرئاسة، وكأن اتفاقًا تحت الطاولة حصل مع قوى 14 آذار لتخطي لغم الجنرال عون؟

-ما من مقايضة ابدًا في الموضوع لأن من غير الممكن الخروج من الأزمة الا بواسطة هذه البنود. ماذا اعطوا قوى 14 آذار او 14 شباط بالأحرى لأن14 آذار ناقصة من دوننا.

ناقصة شهر؟

-بل ناقصة قوة كانت فيها وهي التيار الوطني الحر.

معليش كتروا القوات فيها نحن عوضنا النقص!

-يعتبرون ان صياغة العلاقات مع سوريا او لبنانية شبعا تنازل لمن؟ في كل الأحوال اي تنازل عن ارض لبنانية يعتبر خيانة عظمى. او حل مشكلة السلاح الفلسطيني ما من احد اعطى الآخر كلنا تفاهمنا على حل مشاكلنا اللبنانية.

يحكى عن تسوية معك بترشيح احد النواب الموارنة في كتلتك النيابية وفي طليعتهم النائب د. فريد الخازن فهل توافق على هذا الطرح للخروج من ازمة عدم التوافق عليك شخصيًا؟

-جميعهم في التيار يملكون الكفاية والمواصفات المطلوبة للرئاسة ولا بأس اذا اجمع اللبنانيون عليه ما عنا مشكلة.

يبقى حلا افضل من ان يطرح اسم النائب السابق نسيب لحود مثلاً وما يحكى عن مبادرة عربية؟

-القصة ليست هكذا، نسيب لحود مطروح بقوة لكن هذه حالة تنافسية وكل واحد يكسب ثقة الشعب اللبناني يصل. علينا ان نحترم بعض القواعد عندما نطرح الأسماء، فهل من الضروري الا يكون للرئيس الصفة التمثيلية؟ اذا استعدنا اسماء الرؤساء حتى الآن نرى كميل شمعون وبشارة الخوري وسليمان فرنجية كانوا يملكون صفة تمثيلية، بعدهم فؤاد شهاب كان قائدًا للجيش، اما شارل حلو فلم يكن له صفة تمثيلية ولا الياس سركيس والياس الهراوي ولا اميل لحود ...

اذا الأكثرية النيابية ليست دائمًا العامل الأساس لوصول الرئيس في لبنان او في بلدان اخرى كاسرائيل حيث لا نسمع حتى باسم الرئيس.

الدكتور سمير جعجع من الأسماء التي تتمتع بصفة تمثيلية فاذا طرح بديلا من الرئيس لحود هل تنتخبه؟

-نعم لم لا، علينا ان نحدد الصفة التمثيلية، الدكتور جعجع عنده نسبة معينة من التمثيل المسيحي لكن علينا ان ننظر الى التمثيل المسيحي العام.

لا يملك الحكيم هذه الصفة كما تملكها انت؟

-لن احدد الموضوع.

هذا دوران حول حقيقة رأيك تجنبًا للصدام مع القوات؟

-ما على اساس تصالحنا.

لماذا لم تنسحب هذه المصالحة على شعبية الفريقين؟ الى متى هذا النفور في الشارع؟

-هذا ارث ثقيل عندنا عقلية وراثية، افترضي شخصيتين سياسيتن تخاصما ثم تصالحا تستمر المشكلة في الضيعة،لكن في الواقع لا يكون خلافهم ناتجًا عن ذاك الواقع السياسي. هناك مشاكل تصنف على اساس اللون الحزبي وتكون المسألة غير ذلك.

لكن جنرال عندما تحصل مصالحة على مستوى زعامتين في الضيعة يقام حفل مصالحة لغسل القلوب فيما انت والحكيم غسلتم قلبيكما وتعاتبتما وبقي الجميع في الخارج مشحونًا ؟

-ربما معك حق، لكن الظروف التي دخلنا فيها ادخلتنا في خيارات مختلفة، فيوم كنت انا في اليرزة عند الدكتور جعجع كانت السيدة ستريدا توقع تحالفًا مع وليد جنبلاط ونحن معه في خصومة سياسية شرسة. ربما الوقت لم يسمح لان ننقّي هذه العلاقة السياسية لاننا اضطررنا للدخول فورًا في مرحلة العمليات الإنتخابية في خطين سياسيين متناقضين. ما حدث يجب ان يبقى في الذاكرة وكما يقول المثل الشعبي"تنذكر ما تنعاد". كما لا يمكن ان نبني المستقبل من دون علاقات ايجابية بين الفريقين.

وستعملون على ذلك؟

-ها نحن نعمل ونتباحث نتفق احيانًا ونختلف احيانًا اخرى لكننا نفعل ما بوسعنا.

وتتوافقان على طاولة الحوار في محاولة لتوحيد كلمة الصف المسيحي؟

-طبعًا في الأمس التقينا امام المصعد وبشكل عفوي جدًا قيل انه تمثيل، خرجت انا وكان الحكيم ما زال ينتظر المصعد فتصافحنا وتعانقنا وكانت الأمور اكثر من طبيعية وعفوية.

مع انك ناقضته على طاولة الحوار عندما كان يتناقش مع السيد حسن نصرالله عن سلاح المقاومة والخوف المسيحي من امكانية انقلابه على الداخل، ما اوحى للناس انك ضد الحكيم في اي شيء يقوله خصوصًا وان النقاش حول هموم المسيحيين كان الدكتور جعجع يتولاه على طاولة الحوار؟

-ما وصل للناس خطأ، عندما قيل ان سلاح حزب الله يخافه الناس قلت انا ان هذا السلاح لا يخيف وتكلم حينها ايضًا الرئيس الجميل والوزير غازي العريضي، هنا الشهادة للتاريخ، انا قلت كلمتي ولم تكن ردًا على احد لا الحكيم ولا غيره انما بحكم اني كنت قائدًا للجيش وتجربتي الشخصية عندي شهادة اريد ان ادلي بها، وقلت ان حزب الله لم يستعمل سلاحه في الداخل لم يخطف ولم يقتل على الهوية وفي 13 تشرين المشؤوم سرية من الجيش ابيدت في الجمهور ضهر الوحش واخرى في دير القلعة ولكن السرية التي توجهت باتجاه حي السلم ساعدها حزب الله لتصل الى منطقة آمنة. وقلت ايضًا في المناسبة ان للحزب مشاكل مع بعض الأجانب وشرحها السيد حسن نصرالله لماذا اخذوا رهائن المان لاسترداد موقوفين من الحزب. انا لم ارد على احد انما ادليت بشهادة، وقلت اكثر من ذلك اذا كان هناك كلام يناقض شهادتي اتمنى ان اسمعه منكم، عل وقائع ضاعت من ذاكرتي، لكن احدًا لم يجب. علمًا ان كلهم مسؤولون ويعرفون حقائق بعضهم على الشعرة. وفي مرة اخرى سمعنا عن مشاحنة ومشادة بين الجنرال والحكيم، ولا مرة بكل مرحلة الحوار حصلت بيننا مشادة، لا بل على العكس هو يعلق على مواضيع نعلق عليها نحن ايضًا بضحكة.

لكن بكل حوار لك ربما من دون تخطيط للامر تنتقد القوات وتعيد فتح صفحات الخلاف معهم في حين لا ينطبق ذلك على الدكتور سمير جعجع، وفي آخر حوار لك مع الزميل سعيد غريب قلت لا يحق لمن اطلقوا النار من دبابابتهم على الجيش اللبناني ان يزايدوا علينا بالوطنية، من كنت تقصد؟

-لا أعوذ بالله انا لم اقصد القوات.

كيف تتوقع ان يتنهي موضوع سلاح حزب الله فيي الجولة المقبلة من الحوار؟

-اعتقد انهم سيتفاهمون على حل مرحلي تنضم بعدها المقاومة الى الجيش اللبناني بعد انتهاء قضية مزارع شبعا.

قلت انك تعرف اراضي شبعا ولا تحتاج لخرائط ووثائق وعدت في الأمس وقلت انك كنت برتبة ملازم ولم تسمح لك القوات السورية بالقيام بدورية في المنطقة لأنها غير لبنانية فماذا تغير بين الأمس واليوم؟

-حينها كان هناك مخفر سوري منعني من دخول شبعا، كانت آخر مرحلة قبل تظهير الحدود العام 1965 ابان مشروع تحويل مياه اليمونة.

اتفقتم من اين سيبدأ مشروع تحديد الحدود من شبعا او نقطة اخرى شمالية مثلاً كما طرحت سابقًا لتأخير الوصول الى نقطة الخلاف؟

-دعينا ننهي مسألة تحديد هويتها من قبل السوريين ونعود بعدها الى التفاصيل.