حذاري من قتل حلم جيل عون

بقلم جو كرم

لبنان مقبل على امتحان صعب للغاية قبل أن يتحقق حُلم مناضليه السياديين باسترداد الحريات المقموعة والسيادة المغتصبة والاستقلال المصادر فحذاري من سرقة مستقبل الشباب صناع التحرير الذين كان لهم الفضل الأول في رحيل قوى الاحتلال وتحرير الوطن من صبيانها والمأجورين.

هيمن على مقاليد حكم وطن الأرز عندنا حكام زنادقة استقوا بقوى احتلال ظالمة نصبتهم لخدمة مصالحها، فعملوا على قهر واضطهاد وافقار ناسهم طوال ثلاثين عاماً. حكام قبلوا الاستعباد صاغرين فأدمنوا الخنوع وهم عاجزين فكرياً ووطنياً وأخلاقياً. حكام تنقصهم الشجاعة في اتخاذ القرارات الحرة لأن ضمائرهم تخدرت وعشعش في باطن عقولهم والوجدان صوت أسيادهم ليحركهم كالدمى.

مرض التبعية والعجز هذا لم يُصب فقط الحكام بل انتقلت لوثته المدمرة إلى تفكير وممارسات الكثيرين من أبناء شعبنا المقيمين والمغتربين بعد أن أعمت بصائرهم المظاهر الكاذبة لحكام ورسميين وقادة ورعاة هم أصنام ترتدي ثياباً جميلة، تقتني منازلاً فخمة وتستقل سيارات مليئة بالتكنولوجيا الحديثة. كما لا يجب أن ننسي ظاهرة الذمية السياسية وما يلازمها من تقية وطروادي وهي سلاح استعملته الطبقة التي ارتضت بالاحتلال وعملت على استرضائه خدمة لمصالحها والثروات.

وسط كل هذا السواد القاتم كان شباب لبنان وصباياه من التيار الوطني الحر وباقي المجموعات السيادية النور الذي أضاء الطريق والرجاء الذي أبقى على الأمل، والسواعد التي كدت والعزائم التي ما وهنت. هؤلاء الشباب قاوموا كل الضغوطات رفضوا القبول بالأمر الواقع الاحتلالي وانتفضوا في وجه الاستبداد والمستبدين بعقلانية وغاندية أدهشت العالم وأعادت للوطن حريته والكرامات.

دافعوا عن حق وطنهم وناسه بفروسية ونبل. أدخلوا السجون، اضطهدوا، ضربوا أهينوا، حرموا من حقوق ووظائف، وواجهوا كل أنواع المضايقات الجسدية والمادية، إلا أنهم صمدوا بوجه كل الصعاب متسلحين بإيمان القديسين والأبرار، كيف لا وقضيتهم قضية مقدسة وقائدهم والملهم هو دولة الرئيس العماد ميشال عون. حملوا رايات التحرير، صنعوا ثورة الأرز وها هم يقطفون جنى نضالهم حرية وسيادة واستقلال.

خطاب العماد عون الحضاري والوطني استقطب الشباب بأعداد كبيرة كما المثقفين والسياسيين. خزان العماد الذي لا ينضب أعطى على كل الصعد وكان الرافعة - السارية التي أبقت رايات الحرية والسيادة والاستقلال مصانة، عالية وخفاقة. احترام العماد لحرية الفكر والقرار وطاقات الشباب زاد من زخم نضالهم وقوة ثقتهم بأنفسهم وبحتمية الانتصار. شفافية العماد وطوباويته ونقاوة ضميره انعكست على مؤيديه والناشطين فأنتجت جيلاً طليعياً من المناضلين هو جيل عون.

يوم زارنا العماد القائد في استراليا وفي مقاطعة "أدليد" تحديداً، حيث أقيم  قال لنا "أفضل أن يتغير اسم التيار العوني إلى التيار الوطني الحر لأنني أريده أن يتخطى الشخص ليصبح تياراً للجميع وعلى كل مساحة الوطن". عن قناعة تامة وبراحة ضمير نقول إن الجنرال أصبح وبجدارة ظاهرة وطنية وحالة شعبية ستكبر وتتمدد وتقوى مهما حاول البعض محاربتها والتجني عليها واضطهاد المؤمنين بها.

من هنا يقتضي الواجب كما العرفان بالجميل أن نكرم بالقول والممارسة عطاءات وتضحيات ونضال شباب وصبايا التيار الوطني الحر، خميرة وشعلة ثورة الأرز، وأن نشركهم بقوة وفاعلية بكل مواقع التيار القيادية والتنظيمية لأنهم هم مستقبل لبنان وعماده.

جيل عون، عماد الوطن وحجر زاويته ينشد التغيير، يؤمن بشرعة حقوق الإنسان، متعطش لممارسة الديمقراطية وثقته بالنفس وبقدرات الشعب اللبناني وطاقاته كبيرة جداً. هذا الجيل في حال تأمنت له الظروف والمناخات والقيادة الواعية المخلصة هو جدير وقادر على إيصال ممثليه إلى مجلس النواب وإلى كافة المراكز.

الواحد منا وكما قال نبي لبنان جبران لا يجب أن يسأل ماذا يقدم له الوطن، بل ماذا يقدم و للوطن.

 فحذاري من قتل حلم جيل عون بالحرية والتحرر والانفتاح، والعودة به إلى غياهب الإقطاعية والمناطقية والمذاهب.

حذاري الاستخفاف بقدراته البركانية فهو جيل غرف من خوابي العماد، يعي تماماً ماذا يريد، عارف أهداف مسيرته، رؤيته واضحة وهو طامح في إقامة دولة القانون والعدل والمساواة والعلم.

12 أيار 2005