مجد لبنان اعطي لبكركي لا لكرسي الرئاسة

ادغار بو ملهب

"ففي ذلك اليوم قام الجيش السوري بهجوم شامل على آخر معقل للحرية ليس في لبنان فقط بل في الشرق بأسره "

ربما كانت هذه العبارة بما تختزن من معان اهم ما ورد في خطاب 15 تشرين للعماد عون فآخر معاقل الحرية سقط فعلاً في 13 تشرين 1990 لكن اسئلة بديهية تطرح في هذا المجال :

 

لماذا كانت المناطق المسيحية هي آخر معاقل الحرية ؟ من حافظ عليها ؟ من استشهد في سبيلها؟

ولماذا لم تسقط قبل 13 تشرين 1990 علماً ان الحرب ابتدأت عام 1975؟ لماذا كان هذا الغطاء الدولي الكبير لعملية الاطاحة بالعماد عون التي ادت للاطاحة بآخر معاقل الحرية؟

 

ان الاجابة عن هذه الاسئلة يقودنا بشكل مباشر الى اليقين بان مجد لبنان اعطي لبكركي وكلما ضعفت بكركي ضعف لبنان والعكس صحيح.

بعد 16 عاماً على 13 تشرين ماذا تغير؟ الصبية هم هم يقودون المسيحيين مجدداً الى الانتحار لكأن 16 عاماً لم تكن كافية ليبلغ الصبية سن الرشد فالمسيحيون مجدداً في مواجهة مع المجتمع الدولي في انقلاب خطير على الذات والاخطر من ذلك التحريض المتواصل على بكركي وسيدها في عملية جلد للذات يتقنها المسيحيون اكثر من سواهم ما يدفع الى التساؤول عن مغزى السعي لوصول العماد عون الى الرئاسة في ظل هذه السياسة الغريبة فأي رئيس يستطيع الحكم والانتاج والانقاذ في ظل مواجهة المجتمع الدولي واعلان الحرب على الكنيسة؟.

 

وهنا اتوجه للعونيين بشكل مباشر سيما لمن انتقدوا غبطة البطريرك بالامس على شاشات "المنار" "والنيو تي في" (وهم طبعاً لايفقهون التاريخ ولا يدركون ماذا يفعلون ولكن الاكيد ان بكركي ستسامحهم مجدداً), هل يعلمون ان بكركي هي من صنعت موقع الرئاسة ومواقع المسيحيين كافة؟ وهل يعلمون ان سقوط بكركي لا يعوضه كرسي بعبدا ولو كان العماد عون من يجلس عليه؟ فالمسيحيون قد يتحملون وقد تحملوا ان تضعف الرئاسة او ان يضعف الرئيس وقد تحملوا ابعد الروؤساء عن وجدانهم واقتناعاتهم لكنهم لن يتحملوا ان تضعف بكركي فذلك يعني انتحارهم.

 

لقد صنعت الكنيسة مجد المسيحيين لا بل مجد لبنان واذا كان بعض الصبية لا بل بعض فاقدي الذاكرة يوجه التحية للسيد نصرالله عبر المنار فهذا شأنه اما توجيه الانتقادات والاهانات للبطريرك فهذا خط احمر ممنوع تجاوزه فالعودة سريعاً الى مرحلة الـ90 والتجييش ضد الكنيسة واقفال ابواب الكنائس وتصوير بعض الزعامات على صور القديسين قد ادى بنا الى الخراب فهل يجوز لاولئك الصبية انفسهم ان يكرروا الاخطاء نفسها والتي ستؤدي حتماً الى النتائج نفسها؟.

بالامس اعلن الدكتور سمير جعجع بدء عملية اسقاط الرئيس وقال ان الشارع قد يكون احدى الوسائل لاسقاطه فانبرت بكركي لمعارضة اسقاط الرئيس في الشارع ودعت الى اعتماد الاصول في عملية تحرير الرئاسة فتم احترام ارادة البطريرك ولم ينبري مؤيدوا جعجع الى الادعاء بانه البطريرك كما كتب بعض التافهين بالامس على يافطات رفعت في الضبية وكما هتف تافهون آخرون منذ سنة في زغرتا.

 

ليعلم الغيارى على المسيحيين من مدعي العلمانية والوطنية ومن اللاهثين خلف رئاسة لن يحصلوا عليها ان بكركي هي نقطة الارتكاز وهي المحور وهي الاساس وكل من يقترب من بكركي يقترب من ارادة المسيحيين وايمانهم ووجدانهم وكل من يبتعد عنها فهو يبتعد عن المسيحين وقضية وجودهم وليعلم التافهون الذين ظهروا على الشاشات منتقدين البطريرك ان صمودهم في الـ 15 سنة الماضية كان بفضل احتضان الكنيسة لهم وليس بفضل الحلفاء الجدد الذين ادعوا ان المسيحيين باتوا 17% وبالتالي لا يحق لهم المشاركة في تقرير مصير البلد ما يحتم على بكركي اليوم ان تتوجس من مطالبتهم بحكومة اتحاد وطني وهم انفسهم من يتفردون بقرار الحرب ويرفضون الانخراط في مفهوم الدولة وهم انفسهم من يبنون دولة ضمن الدولة افلا يحق لبكركي ان تدعوا الى التنبه لخلفيات مواقفهم المستجدة؟

 

ايها المسيحيون لقد كنتم دائماً في مقدمة المناضلين للدفاع عن لبنان والمحافظة عليه ومن كان منكم لا يعلم ان وجود لبنان الحر التعددي الحضاري من وجود بكركي القوي فهو لا يعلم شيئاً فالمطلوب اليوم التوقف عن جلد الذات لحسابات صغيرة وآنية فمجد لبنان اعطي لبكركي لا لكرسي الرئاسة المشؤوم.

16 تشرين الأول 2006