لا بد من
محاسبة نصرالله
أجمد
الجارالله/ لا بد أن
تكون هناك
محاسبة,
قريباً, للذين
استفردوا
بقرار الحرب
والسلم,
وصادروا
إرادة الناس,
ودمروا لبنان
وقراه ومدنه
وعمائره.
نصرالله قال
إن إسرائيل
كانت ستقوم
بعدوانها,
وفقاً لمخطط
موضوع سلفاً,
وستنفذ هذا
المخطط مابين
سبتمبر
المقبل
ونوفمبر, وإن
كل ما فعله هو
إجبار
إسرائيل على
التعجيل
بتنفيذ
المخطط... نصرالله
قال هذا
الكلام وكأنه
رئيس الـ
"سي. آي.
إيه", أو حاكم البنتاغون
الأميركية,
ويبدو أن
المعلومات
التي جاءته كانت
تشابه
المعلومات
التي جاءت
للرئيس المصري
الراحل جمال عبدالناصر
وأفادته بأن
إسرائيل
ستهاجمه, فحشد
ضدها وأمر يوثانت
أمين عام
الأمم
المتحدة في
ذلك الزمان
بسحب قوات
الأمم
المتحدة التي
كانت تعسكر
على الحدود,
وخاض حرباً
ضدها انتهت
بهزيمة
وانكسار جيوشه,
وتهديد سمعته,
والنيل من
زعامته... من
أعطى المعلومات
لنصرالله
كان قصده
توريطه بما لا
شأن له به
أساساً, ومن
شؤون الدولة
اللبنانية,
والنيل من
مهابته
الدينية,
وإلحاق
الهزيمة
برجاله, وتشريد
الشعب
اللبناني في
الجنوب,
وتدمير بيوته
وبلداته
وقراه.
كلنا
يعلم أن
إسرائيل ليست
وحدها, وأن
أميركا والعالم
كله معها,
والعجيب أننا
نخوض
المغامرات
ضدها, رغم
معرفتنا
بتحالفاتها, وعندما
نهزم أمامها
نسارع إلى
التبرير والقول
إننا لم نكن
نحارب
إسرائيل بل
نحارب أميركا,
والتي لا قوة
لنا على
هزيمتها,
ومادمنا نضع الحرب
في أولويات
خياراتنا,
ونعرف أننا
سنحارب
أميركا لا
إسرائيل,
فلماذا لا
نحضر مجتمعاتنا
ونجعل منها
مجتمعات حرب
تتمتع
بالملاجئ
وبالاحتياطات
الغذائية
والنفطية
وبمصادر
الطاقة
المحصنة?
إسرائيل
الآن تتمتع
بمجتمع حرب,
وتوفر الملاجئ
الآمنة
للسكان بينما
هذه الملاجئ
غير متوفرة
لأحد في لبنان
اللهم إلا
لحسن نصرالله
ومعاونيه
الذين تفتدى
حياتهم بحياة
كل الشعب
اللبناني
الهائم ربعه
في الخلاء, والمقيم
في العراء,
والهارب من
حرائق الموت.
سكان
الجنوب من
اللبنانيين
الذين نزحوا
إلى وسط
بلادهم, بيروت
والشوف
والبقاع, ما
هي مشاعرهم
الآن, وكيف
سيكون موقفهم
من نصرالله,
ومن إيران
وسورية
اللتين تقفان
وراءه, عندما
يعود إليهم
وعيهم ويرون
ما حل ببيوتهم
وببلداتهم
وبقراهم,
ويتساءلون عن
الذي تسبب لهم
بهذه الكارثة,
ولماذا, وكيف,
ومتى ووفق أي
حساب خطأ... هؤلاء
عندما يعود
إليهم رشدهم
سيتحررون من خدعة
المقاومة,
وسيدركون
أنهم وضعوا في
مهب رياح
المصالح
الإيرانية
والسورية دون
أن تكون لهم
علاقة أو
رغبة, أما قول نصرالله
إن إيران
ستعوض عليهم
من مالها
»الطاهر الحلال«
وستساعدهم
على بناء
منازلهم, فإنه
قول لن يصدقه
أحد بعد أن
بدأت
المساعدات
الطاهرة فعلاً
تأتي إليهم من
السعودية ومن
الأردن ومن مصر
ومن دولة
الإمارات,
بينما مشاريع
الموت والدمار
هي التي
جاءتهم من
إيران ولا شيء
سواها.
وبالمناسبة
فإن إيران
هذه, وهي
تلاحق يوميات الحرب,
وترى إلى أين
تمضي الأهداف,
بعثت بوزير
خارجيتها إلى
بيروت ليرى
حقيقة الأمر
على الواقع,
فسارع,
وبطريقة
مؤدبة, إلى
تسفيه ما حدث, وأن
المقالات
الفاقعة,
والشعارات
والخطب
الرنانة, لا
تؤمن نصراً
ولا تمنع
هزيمة... رأي منوشهر متكي أن
النصر لايتحقق
بفضائية
تلفزيونية
يدبج »حزب
الله« برامجها
التي تمجد
القتلى, وتستهين
بالموت بحجة
أن الذين
ماتوا كانت
هاماتهم مرفوعة,
ورأى مئات
الآلاف من
النازحين
يتركون »حزب
الله« في عراء
المواجهة الحربية,
بعد أن تركهم
يدفعون أكلاف
الحرب
ويتحملون
أوزارها
لوحدهم.
إسرائيل,
في المقلب
الثاني, تحارب
ولا تعاني من
نقص في الماء
والكهرباء
والغذاء
والوقود والدواء,
ولم تطلب
مساعدات
إنسانية من
أحد, ولا
مالاً طاهراً
كالمال
الموعود به
حسن نصرالله
ولم يصل إليه
بعد, ومع سطوع
هذه الحقيقة لايزال
هناك من يجنح
إلى التلفيق,
وتكميم
الأفواه, ويقول
للناس اسكتوا
فالكلام في
هذه الظروف محرم,
ودعونا نتوحد
جميعاً ضد
الغريب
الإسرائيلي,
كإخوة وأبناء
عم.
إن
المأساة
الجارية الآن
في لبنان لن
تمنع وقائعها
الحزينة من
محاسبة الذين
تسببوا بها,
وحولوا البلد
إلى سماء
مستباحة
تتنزه فيها حتى
المروحيات
الإسرائيلية
من دون أن
يعترضها أحد,
أو يقاومها
أحد, أو
يسقطها أحد,
رغم أنها تحلق
على ارتفاعات
منخفضة ولا
تخترق بسرعتها
جدران الصوت.
إننا
نقبل كل هذه
الخسائر
المروعة التي
حلت بلبنان
شرط أن تكون
هي الثمن
لقيام دولة
لبنانية قوية
يخضع لها كل الناس,
ولها الغلبة
على ما عداها,
ولها السيادة
والسيطرة على
كامل أراضيها
الوطنية, لقد
حان الوقت
ليتحرر لبنان
من براثن
الآخرين, فلا
تكون فيه
دكاكين
مأجورة, ورئيس
يظن نفسه أنه غيفارا
وأنه مسؤول
عن تحرير
الشعوب, ولا يخطر
بباله أنه
رئيس لبلد
عليه
التزامات
أمامه وأمام
المجتمع
الدولي.
حان
الوقت لقيام
لبنان القوي,
الحر,
الديمقراطي,
السيد
المستقل, وإلا
ذهب
الشهداء هباء
وعجزت دماؤهم
عن مواجهة
السيوف!
لبنان... ضيعان
ها البلد
الحلو! لكن
لا نفقد الأمل.
استهانة
بالعدو وكذب
على النفس
أحمد الجارالله/ الخطاب
الإعلامي
لحزب الله هذه
الأيام مازال تحشيدياً
وتلفيقياً في
بعض الأحيان,
وملتزماً
بتوجهات
الخطاب الذي
كان سائداً
أيام حرب 1967
التي انتهت
بالهزيمة.
... هذا
الخطاب يضحك
على عقول
الناس, ويستهين
بقوة العدو, ويهمش
ما يقوم به
من أعمال تدميرية,
ويستنهض حتى
الركام الذي
أصبح حقيقة كالمخرز
يخترق العيون.
ما يقال
الآن لتبرير
الهزيمة أمام
المعتدين الإسرائيليين
»لقد استشهدنا
وهاماتنا
مرفوعة«, أو
»لقد آثرنا
الموت على
الركوع«... وهذا
التبرير يمثل
إلقاء للناس
في التهلكة, وفوق
ذلك فإن كل ما
نسمعه في هذا
السياق
التضليلي أن
العدو
الإسرائيلي
لم يحقق
شيئاً, رغم مرور
20 يوماً على
عدوانه
العسكري,
بينما حقق في
الواقع كل
شيء, إذ دمر
لبنان ودفن
شعبه وأطفاله
تحت الركام,
وقضى على
بنيته
التحتية وعلى
عمائره
ومبانيه, وقتل
المئات من
رجال »حزب
الله« موجودة
أسماؤهم لدى
من يهمه
الأمر من
الدول, وجرح
منهم الآلاف.
القول إن
العدو
الإسرائيلي
فشل في حملته
العدوانية
ولم يحقق شيئا
ضحك على
الذات, وخداع
للنفس وتحريض
للناس على أن
يموتوا, وأن
موتهم لا يهم
طالما أن
هاماتهم بقيت
مرفوعة.
مع الأسف
نحن نضحك على
شعوبنا عن
طريق صياغة
الوهم ونسج
الأحلام, ويأتي
بعض المأفونين
منا ليورطوا
دولاً عربية
أخرى
ويجرونها إلى حروب
ومغامرات,
وإذا لم يتورط
زعماء هذه
الدول جراء
التحريض توجه
إليهم, وهم
الحكماء تهم الانبطاح
والانهزامية,
وتوفير
التغطية لإسرائيل
لمواصلة
جرائمها في لبنان.
وفي السياق
الغوغائي
ذاته عاد أغلب
الفضائيات
العربية إلى
ذات البرامج التحشيدية
والتضليلية
التي سبق
ورافقت الغزو الاميركي
للعراق عام ,2003
وباعت الناس
الكثير من
الانتصارات
الوهمية,
والتوقعات الخنفشارية
بأن
الأميركيين
سيذبحون في
العراق,
وستقطع أيديهم
وأرجلهم من
خلاف على
أسوار بغداد...
هذا الخطاب الكاذب
عادت
الفضائيات في
أغلبها الى
إحيائه وجعله
مرافقاً
للعدوان الاسرائيلي
على لبنان,
محتوياً على
ذات التوقعات
الوهمية.
في هذا الجو
المحتقن
بالأكاذيب
وخداع الناس تنعقد
القمة
الروحية في
لبنان بحضور
زعماء الطوائف
جميعا, وتصدر
بيانا
عقلانياً
وواقعياً
ومتجاوزاً
لمواقف
السياسيين
المجاملين
والمخادعين,
يدعو الى
بسط سيطرة
الدولة
اللبنانية
على كامل
أراضيها وإلى
حقها كطرف
وحيد, في
احتكار
السلاح وامتلاك
قرار الحرب
والسلم وفي
مسؤوليتها عن
مصير البلد
ومستقبل
أبنائه.
هذه القمة
التي جسدت
الإرادة
الواحدة
لمختلف
الأطياف
الدينية
للشعب
اللبناني
وضعت »حزب
الله« أمام
خيارين لا
ثالث لهما:
إما يستسلم
لإسرائيل وإما
يستسلم
لدولته
اللبنانية,
وعبر هذين الخيارين
هناك مخرج
وحيد أمام
الحزب, وهو
مخرج الانصياع
للدولة من أجل
التخلص من هذه
الورطة التي
أوقع شعبه بها,
وقاده بسببها
إلى الارتطام
بالجدران
والحوائط
المسدودة.
لقد كنا
نتصور ان
مجزرة الاطفال
في قانا
ستغير مسار
العالم وتجدد
تفكيره,
وتدفعه عبر مجلس
الامن
إلى إصدار
قرار بوقف
إطلاق النار,
أي وقف العدوان
الإسرائيلي
على لبنان,
لكن تصورنا لم
يتحقق, وكأن
للعالم
مرئيات أخرى
بعيدة عن
التأثر بوقائعنا
العاطفية
فشهدنا هذا
العالم في مجلس
الأمن يتجاوز
المجزرة
ويهدد إيران
بمهلة شهر
للامتناع عن
تخصيب اليورانيوم
والتوقف عن
برنامجها
النووي,
مكتفيا
بالإشارة
الأخلاقية
وبأن الحرب
قذرة لكنها
تداوي الداء
بالداء.
المهم
الآن أن نرى
الواقع ولا
نلهث وراء ما
نتمنى ونشتهي,
وأحياناً
يكون السراب..
العدوان على
لبنان ما كان
يجب أن يقع,
أصلاً,
والكلام الذي
نسمعه من داخل
لبنان وخارجه,
والمتعلق
بالانتصار,
وبالقول إن
إسرائيل لم
تفعل شيئاً,
وبالاستهانة
بالعدو,
وبالموت
المطلوب له أن
يقع بشروط
الهامات
المرفوعة,
وبأقوال وزير
الخارجية
السورية,
المعلم في
الهذر وإشاعة الاحقاد,
وبث النوازع
الانتقامية,
بأن لبنان قد
يتحول إلى
عراق آخر,
وبأن رجال
تنظيم
»القاعدة«
سيتسللون
إليه... ونخشى
أن يتسللوا من
سورية كل هذه الأقاويل
تصب في مجهودات
صناعة
الأوهام,
وإطلاق ما في
النفوس
المريضة من
مشاعر شامتة
وانتهازية, لا
صلة لها
بالواقع, فلبنان
الذي دمرته
إسرائيل لن
يستطيع
النظام السوري
أن يتواجد فيه
ثانية,
لافتقاده
نهائياً لدوره
الاقليمي,
حتى في مواجهة
تل أبيب
ومسؤولية
تحرير الجولان,
ولاختلاف
لبنان عن العراق
الذي تجلت
وحدة شعبه عبر
القمة
الروحية وتماسك
مكونات هذا
الشعب, ورفضه
العودة إلى
الحرب
الداخلية
التي أشعل
النظام
السوري حرائقها
وانفضح
أمره بعد
ثلاثين سنة
وأجبر على
الخروج من كل الأماكن
التي كان
يحتلها في
لبنان.
مرة ثانية
نقول إن
الاستهوان
بإمكانية
العدو الاسرائيلي
هو الذي أوصل
هذا العدو إلى
تدمير مصر
وسورية
ولبنان, الذي
مازال تحت
التدمير, وهو
الذي دفعنا
إلى
المناورات
الخطيرة التي
تحيل فشلها على
أميركا
ووقوفها
بجانب
إسرائيل,
وتمنعنا من
التساؤل
مادمنا نعرف
أن أميركا مع
إسرائيل
فلماذا نضع
أوطاننا في
مواجهات غير
محسوبة معها,
نتلقى في
إثرها
الهزائم وخرائب
البيوت?!