يحيا العدل

بقلم/ادغار بو ملهب

 

"ان لم تستحي افعل ما شئت"، حديث نبوي شريف ينطبق على يتامى المخابرات السورية المتباكين اليوم على "العدالة المهدورة" لكأنهم متحدرين من زمن موصوف بعدالته وانصافه، لكأن يتامى المخابرات السورية أرباب العدالة العضومية يتوهمون ان التاريخ لحظة عابرة نستطيع أن نمحيها من الاذهان ومن الوجدان لمجرد أن نتنكر لها الا أن تاريخهم على جباههم لم ولن يمحى وها هم أمهات المعتقلين في السجون السورية ينتظرون عدالة الاشقاء التي أطلقت سراح شاكر العبسي وأرسلته الى لبنان ليغدر بضباط وجنود الجيش اللبناني ولم تجد بعد ما يبرر اطلاق الاسرى اللبنانيين من سجونها واعادتهم الى بلادهم.

 

هذه العدالة عدالتهم التي يفتقدونها اليوم هي التي اقتادت آلاف الشباب المسيحي الى السجون بتهم واهية وهي العدالة التي اقفلت محطة تلفزيونية رائدة لاسباب سياسية، عدالتهم هذه هي التي أطاحت بنيابة غابرييل المر، عدالتهم وما أدراكم ما عدالتهم هي  العدالة التي كانت تستحضر الملفات كلما كانت تسعى القوى الحرة الى التحرك لتواجهها بتهم معدة سلفاً، عدالتهم التي حلت حزب القوات اللبنانية قبل صدور أي حكم قضائي، عدالتهم التي أتحفت العالم بقوانين انتخابية لمرة واحدة وجعلت من بشري وعكار دائرة واحدة لمنع أهل بشري من ايصال نوابهم فيما جمعت دوائر أخرى مع بعضها البعض كي يسهل سحق ارادة الاحرار أمام المحادل الانتخابية والمحادل معروفة وسائقوا المحادل معروفون.

 

نعم ها هم رواد زمن العدالة العضومية يعطون دروسا في العدالة لاحد أربابها وهو الاستاذ ابراهيم نجار لكن لا عجب فبالامس القريب شاءت عدالتهم ان تتباهى برفع اعلامها داخل منازل النواب بعد سرقتها، عدالتهم عدالة الرعاع في شواع بيروت عدالة الآر بي  جي عدالة احراق المؤسسات الاعلامية وقطع الطرق واقفال الوسط التجاري... وبئس العدالة.

 

لهم لابناء الوصاية لارباب العدالة العضومية نقول: لقد انتهي زمن الوصاية الذي جعل منكم ما كنتم عليه فظننتم أن هذه هي أحجامكم الطبيعية ولهذا تعجزون عن تقبل الواقع أنكم أصغر بكثير مما أوهموكم وأنكم ستعودون لاحجامكم الفعلية ولهذا تخرجون عن طوركم وتفقدون أعصابكم وتتطاولون على المرجعيات وعلى كرامات الناس.

 

لكم نقول: شرف لنا أننا كنا نزلاء السجون أبان الاحتلال ولم نكن غطاء له، شرف لنا أننا حوكمنا في زمن عدالته ولم نكن حاكمين باسمه وبأننا ظلمنا ولم نكن الظالمين أو الساكتين عن الظلم بأحسن الاحوال، لكم نقول نحن هنا وما عليكم سوى اعادة الحسابات فمن انتصر على وصاية عنجر لن يسقط أمام بقاياها ولن يتراجع أمام زعيق أتباعها، فعلاً صدق من قال :"اذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا".

وللاحرار في بلادي لمن عانوا ظلم عدالة "الخط" و"أهل الخط" عدالة غازي كنعان ورستم غزالة وعدنان عضوم نقول: هنيئاً لكم هنيئاً للعدالة ...يحيا العدل...يحيا العدل 

 

12 تموز 2008