عصر النكران

ادغار بو ملهب

 

هل هو النسيان أم التناسي الذي جعل "السيد" يطير فوق دمشق ليغط في طرابلس الغرب عاصمة ليبيا مستذكراً وبحق الامام الايراني-اللبناني موسى الصدر مطالباً به حياً أوميتاً تحت شعار أنه لا يجوز أن ننسى.

 

هل التغاضي عن قضية الاسرى والمفقودين اللبنانيين في سوريا مقبول من قبل من يدعي الدفاع عن لبنان وعن سيادته وعن كرامته؟ وأي كرامة تلك التي تقبل بأن يسكن أمهات الاسرى والمفقودين لثلاث سنوات خلت خيمةً بالكاد تقيهم أشعة الشمس ورذاذ المطر؟

 

عذراً منكم أيتها الأمهات القابعات في خيمة الاسكوا، عذراً يا أشرف الناس، يا أطهر الناس, عذراً لانكم لستم من جمهور "المقاومة" وبالتالي لا تستحقون أن يتذكركم سيدها، عذراً لان أبناءكم سجنوا في معتقلات الاخوة وليس في معتقلات الاعداء، عذراً لان بعض السياسيين لا يتذكركم سوى قبيل الانتخابات النيابية ليعود ويتنكر لوجودكم بعدها، عذراً لان المحتفلين بالامس بانتهاء  عصر الهزائم لا يعرفون أن الهزيمة الكبرى هي أن لا نملك جرأة الاعتراف...الاعتراف باخطاء ذوي القربى، الاعتراف بمآثرهم، الاعتراف بكم وبضرورة استعادة أبنائكم أحياء أو أموات والى أن يأتي هذا الاعتراف لن يعرفوا سوى طعم الهزيمة ولو زينوه بأقواس النصر.

 

عذراً منكم أمهات الاسرى والمعتقلين في سجون دمشق، عذراً لأن "السيد" لا يتذكركم لأن خيمتكم المتواضعة لا تقفل الوسط التجاري ولا تعتدي على الاملاك العامة والخاصة، لأنها لا تقفل طريق المطار ولا تحاصر الحكومة، لأن خيمتكم منزوعة السلاح في زمن السلاح ولغة السلاح ومنطق السلاح.

 

 لا لن نفرح ولن نشعر بالنصر الوهمي ، ألف وخمسماية قتيل وتدمير البنى التحتية وهجرة الآلاف استحقها سمير القنطار ولم يستحق 600 شاب يقبعون في سجون الاخوة كلمة مواساة!!!

 

لا لن ننسى ولن نتناسى ولن نشكر سوريا في ساحات بيروت ولن نرفع صورة بشار فوق جرح بيروت ولن نشارك في احتفالات النصر وأهازيج النصر الا عندما تعود السيادة للجيش اللبناني وحده دون سواه على كامل تراب الوطن ولا يبقى سلاح سوى سلاح الجيش ولا تكون استراتيجية دفاعية خارج اطار الجيش وعندما يعود الأسرى أحياء أم أموات من السجون السورية عندها فقط نفرح عندها فقط نهلل عندها فقط ينتهي عصر الهزائم.

 

اخوتي في السجون السورية لقد ولدتكم أمهاتكم أحراراً ولن يسلبكم حريتكم نظام دمشق وظلم دمشق ونكران أتباع دمشق.

 

لم ننسى و"لا يجوز أن ننسى" ونعاهدكم أننا لن ننسى.

 

ادغار بو ملهب

17/07/2008