لماذا العماد عون؟

بقلم/يوسف أمين

 

لماذا العماد عون؟ لقد طرحت السؤال قبلا ولم أجد له جواب.

 

من المضحك المبكي أن هذا سؤال لن يحظى بجواب منطقي. لقد أصبحنا كمن يسأل لماذا يرسم المسيحي إشارة الصليب أو لماذا يتلوا المسلم الشهادتين، مع العلم أن الأسئلة الأخيرة جوابها موجود ولا يحتمل النقاش انه فعل إيمان أما الجواب على السؤال الرئيسي لماذا ميشال عون؟؟؟ فهذا لن يلاقي أي رد أو جواب أو تحليل منطقي أو علمي أو عقائدي.

 

إن المدعو ميشال عون أو ما يحلوا له أن يسمى بالجنرال، هو من نوعية لم ولن نجد له تفسير أو تحديد لشخصيته أو مستوى تفكيره أو عقيدته سواء تكلمنا عن انتمائه الديني أو السياسي.

 

لم يمر بتاريخ الحياة والأزمنة على مر العصور إنسان ائتمن على حضارة (اسمي لبنان بحضارة وليس دولة) فعاث فيها الفساد والدمار والتدمير والخيانات وقلة الاحترام مثل ما يسمى بالجنرال.

 

في السياسة، يصور نفسه انه مع التجديد وضد الإرث السياسي وضد الفساد بينما يسابق بساط الريح لوضع أفراد عائلته الصغيرة (الأقرباء) في واجهة الحياة السياسية مبعدا جميع من كان له الفضل لبقاء فكرة اسمها العونيين.

 

المهزلة الكبرى انه نسي تماما شعار حربه سنة 1990 والتي كنت من أول من عشقها والتي كانت لبنان للجميع وليس للمسيحيين وانه يجب علينا أن لا نحمل السلاح وان السلاح هو للدولة فقط والى ما هنالك من شعارات كان المقصود منها تجييش العواطف فقط لا غير.

 

يا حضرة الجنرال، أنا لست من المولعين بشخصية الدكتور سمير جعجع لكن لا استطيع سوى أن انحني احتراما على مواقفه على احترامه لوطنيته ولعقولنا ولممثلينا الروحيين والسياسيين، لا استطيع سوى أن أحييه على احترامه لنفسه في جميع مقابلاته وإطلالاته الإعلامية سواء مرئية أو مسموعة.

 

في نظري المتواضع انه هو والشيخ امين الجميل وميشال المر والياس المر من يمثل المسيحيين.

 

في الالتزام الأخلاقي، مسيحي، ماروني، مسؤول سياسي، قيم على عدد من العائلات الموالية له، يصور نفسه انه الممثل الأكبر للمسيحيين؟؟؟

 

عدة أسئلة تراود عقلي الذي صرت اشك انه قادر على الفهم. أين هي القيم المسيحية عندما يتطاول قزم على ممثل المسيحيين الموارنة الأوحد في إنطاكيا وسائر المشرق هذا إذا أردنا أن نتكلم بالنطاق الضيق للمسيحيين نطاق المذاهب، أما على النطاق الأوسع انه (البطريرك) احد المسؤولين والمقررين للتمثيل المسيحي في إنطاكيا وسائر المشرق مع إخوانه الأرثوذكس والكاثوليك والكلدان...

 

أين هو الالتزام الأخلاقي الذي ينسبه كعلامة فارقة لشخصيته المنفصمة حين يقتحم منازلنا الآمنة ويطل برأسه من وراء المنبر ويبدأ في الكلام البذيء من فمه، أين هو الإلتزام الأخلاقي عندما نتكلم ونتطاول على اخوننا في الوطن ونطلق عليهم النعوت والصفات الني وان دلت فإنما تدل على أن مطلقها لا ينتمي إلى الجنس البشري أو على إنسان لم يتلقى درسا واحد في العلوم الدينية سواء كانت المسيحية أو الإسلامية.

 

عجيب أمر الإنسان الذي يحمل اسم أب الملائكة وهو يتصرف تصرفات أب الشياطين، إنها بيوتنا يا جنرال، بيوتنا لها حرمات، إذا أردت دخولها وجب عليك احترامها.

 

يا حضرة الجنرال العظيم، شعارك "يا شعب لبنان العظيم" لن ينفع، شعب لبنان العظيم أزيلت الغشاوة عن بصره وما بقي من الشعب العظيم على طريق الشفاء، لبنان يا جنرال بكل ألوانه الطائفية والمذهبية يشكل جسم واحد، وللعلم بالشيء أن الجسم يلفظ الطفيليات والبكتيريا منه ليبقَ نظيف، حذار يا جنرالنا العظيم، لا تدع المغريات الزائلة والزائفة تتحكم بك، عد إلى بيتك (مسيحيتك/لبنانيتك) عد إلى لبنان، السيد المسيح أعطى مثل الابن الضال، لن يعيبك التمثل بالابن الضال على الأقل الابن الضال عرف خطأه وعاد عنه وكانت له الكرامة والعزة والاحتفالات وكان هو المقرب لوالده لأنه عاد بعد ضلال.

 

عد قبل فوات الأوان لأنك كمسيحي يجب عليك أن تتذكر وان تعرف أن كنت لا تعرف بأن السيد المسيح قالها "أمور كهذه سوف تحدث ولكن الويل لمن تحدث على أيديهم".

 

بيروت في 11 تموز 2008