مفتوحة هي الحرب ... على الرئاسة والحكومة والمحكمة الدولية

بقلم/محمد سلام

الثلاثاء 19 شباط 2008/لبنان الآن

     

الحرب التي بشر بها أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ستكون هذه المرة "مفتوحة" لأن إسرائيل أرادتها هكذا كونها فتحت ميدان الصراع ونقلته إلى دمشق عاصمة "نظام الممانعة العربي الأخير" غير المفتوح على الصراع العربي الإسرائيلي.

 

ما يعني، استنتاجا، أنها، أي الحرب، ستكون أقسى، واشمل، وأصعب من شقيقاتها السابقات غير المفتوحات سوى على الميدان اللبناني المفتوح بقرار من الحرس الثوري الإيراني ونظام الأسد ليكون بديلا من ساحات تضج بزعيق مراهقي الصمود والقعود منذ ذلك النصر المزعوم في حرب سميت مجيدة خسروا فيها المزيد من أراضي الجولان في العام 1973 ... ووقعوا اتفاقية هدنة ما زالت محترمة حتى اللحظة.

 

وإذا كانت آخر الحروب غير المفتوحة قد أخذت من لبنان 1.280 شهيدا مدنيا، وهجرت مليونا من سكانه وقضت على بنيته التحتية كما على البنية الفوقية في الجنوب، فما الذي ستجرفه المفتوحة حتى تنتصر؟

 

يبدو الاحتساب صعبا، خصوصا عندما يتعلق الأمر بفاتورة المفتوحة لبنانيا، فعلمها في الغيب ولا يعلم بالغيب إلا الله.

 

أما إسرائيل، فيبدو أن هناك من يشارك الله في علمه بما ستجلبه عليها المفتوحة من ذل وهوان ودمار ... وزوال ... هو موضع ترحيب من الجميع.

 

المشكلة تبقى في التكلفة التي سيتكبدها اللبنانيون في "المفتوحات" حتى الزوال الموعود لإسرائيل من الوجود؟

 

مؤشرات المفتوحة، لبنانيا، ظهرت في كرم الزيتون ببرج ابي حيدر الذي تعرض لغزو مفتوح يوم كان رجاله في ساحة الشهداء ينشدون للبنان السيد الحر المستقل في الذكرى الثالثة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري يوم الخميس في 14 شباط.

 

وبعد يومين حطت نذر المفتوحة رحالها في رأس النبع فحصدت، على سبيل "المقبلات" 14 جريحا، من دون احتساب "المكسرات" من سيارات حطمت ومحال هوجمت ومنازل قدمت لها هدايا عيد فالنتين من طراز كوكتيل مولوتوف المزنر بشريط ناري أحمر، ربما انسجاما مع المناسبة.

 

وبما أن المفتوحة، أساسا تتجاوز الساحة اللبنانية، انسجمت مع نفسها وعبرت الحدود الشمالية وأهدت صبيا لبنانيا في الثالثة عشر من العمر، هو عثمان، رصاصة من الهجانة الشقيقة أدت إلى "التعجيل في شهادته" كي يستحقها بجدارة، وأرسلته إلى الأعلى، ربما كي تضع حدا لبؤسه الذي جعله جارا لمن لا يحسن الجوار.

 

والمفتوحة المحلية، كما الثورة، مستمرة، وبتصفيق غير مسبوق من أنصارها ودعاتها، المحليين والإقليميين، مستبقة المفتوحة الإسرائيلية وممهدة لها بوضع داخلي مفكك، مشرذم، منقسم، لا يشبه صبيحة 12 تموز العام 2006 في شيء.

 

في حقبة ما قبل المفتوحة، وتحديدا صبيحة 12 تموز العام 2006، كان كل لبنان حضنا. اليوم، لا يستطيع سكان رأس النبع زيارة البسطة، ولا يستطيع ابناء برج أبي حيدر التجول في بربور، ويحاذر أبناء بيروت التوجه إلى شارع فردان كي لا تخطفهم ميليشيا رئاسة مجلس النواب، وأصبح عبور شارع بشارة الخوري مغامرة محفوفة بالمخاطر.

 

لكن يبدو أن المفتوحة أعدل من سابقاتها غير المفتوحات، ولكن مع غير اللبنانيين فقط. ففي تموز العام 2006 حاصرت حرب الوعد الصادق آلاف العرب والأجانب، ما حمل العالم نفقة باهظة لإجلاء رعاياه عن الساحة المقفلة.

 

المفتوحة أعطت العالم فرصة، إنذارا مسبقا، فحذرت المملكة العربية السعودية مواطنيها من السفر إلى لبنان، وأقفلت فرنسا المركزين الثقافيين في صيدا وطرابلس وطلبت بريطانيا أيضا من رعاياها عدم السفر إلى لبنان.

 

المفتوحة عادلة مع الخارج، ولكن ماذا عن الداخل؟

 

هل سيواجه لبنان المفتوحة بلا رئيس وبحكومة "بتراء" أو "غير شرعية؟"

 

ربما هذا هو المطلوب تحديدا كي يصبح لبنان، كل لبنان، تحت رحمة المفتوحة.

 

وكيف سيتحرك ضحايا المفتوحة الإسرائيلية؟ من أين وإلى أين؟ وأي حكومة "عميلة" ستفاوض لوقف إطلاق النار، أم أن وقف إطلاق النار ليس مطلوبا لأن إسرائيل ... ستزول من الوجود ... كما المحكمة الدولية؟

 

إنها حقا حرب مفتوحة.