نص حديث المنسق العام للمكتب المركزي للتنسيق الوطني وعضو المجلس العالمي لثورة الأرز نجيب زوين/المستقبل

زوين/إرهاب 8 آذار يعيق بناء الدولة السيدة الحرة ويقتل اللبنانيين/القرار 1559 سيطبق إن انتهت المبادرة والشرعية اللبنانية مكرّسة والدولة مطلب داخلي وعربي ودولي/سوريا لا تعترف بالكيان اللبناني، كما أن حزب الله وإيران يسعيان الى قيام الدولة الإسلامية فيه/عون"انتهى حين اتفق مع السوريين على العودة الى لبنان، فهو كان الأمل وصار واجهة يستعملها حزب الله/

 

 

المستقبل - الاحد 2 آذار 2008 - زينة يوسف

 

يرفض المنسق العام لـ"المكتب المركزي للتنسيق الوطني" وعضو "المجلس العالمي لثورة الأرز" نجيب زوين، أن يجلس مكتوف اليدين، أمام ما يمر به لبنان من أزمات، فالرجل "الذي قاتل منذ زمن من أجل وطنه، لا يندم على أي لحظة نضال لأنه كان ولا يزال يعمل بقلبه وضميره". وهو حين اكتشف أن هناك من يعيق مسيرة التحرير وبناء الدولة، لم يتوان عن الإلتحاق بالخط السيادي، وصب كل جهوده من أجل القضية اللبنانية.

 

يختصر زوين زيارته و"المجلس العالمي لثورة الارز" الأخيرة الى الولايات المتحدة، بـ"طلب المساعدة المعنوية والسياسية لإكمال بناء مسيرة الدولة، التي يعيقها إرهاب 8 آذار"، ولا يهتم لما يقال عن لجوئهم الى الخارج ضد لبنانيين آخرين، فهو يعتبر أن هذا الفريق "يقتل كل الشعب اللبناني من خلال تهيئة الأجواء للإرهاب، ومنع قيام الدولة السيدة والحرة".

 

إن "التأكيد المسبق على فشل المبادرة العربية، بسبب خوف الدول العربية من مواجهة النظام السوري حتى النهاية لئلا تنتقل المشكلات الى أرضها"، أدى الى توجه "المجلس العالمي الى مجلس الأمن، الى المكان نفسه حيث تم طبخ القرار 1559، "ولكن هذه المرة من أجل المطالبة بتطبيقه في أسرع وقت تحت الفصل السابع". فعاد أعضاء المجلس مطمئني البال الى تطبيق القرار "إنما بعد اعلان الإفلاس العربي".

 

وفي حديث الى "المستقبل"، أكد زوين أنه لا يشعر بالخوف على مصير لبنان، فـ"اللبنانيون في الخارج يعملون للقضية أكثر من بعض اللبنانيين هنا، وهمهم يوازي همنا، وبالتالي وطننا ليس متروكا ولن يكون هناك صفقات على حسابه، فالشرعية اللبنانية مكرسة وقيام الدولة السيدة الحرة هو مطلب داخلي وعربي ودولي".

تطبيق الـ1559

 

"لأن الشعب اللبناني بحاجة الى الدعم الدولي في نضاله ضد الإرهاب في كل أشكاله، وللمساعدة على إتمام مسيرة بناء دولة القانون والعدالة"، توجه زوين مع عدد من اللبنانيين في دول الإنتشار وفي لبنان، والذين هم أعضاء "المجلس العالمي لثورة الأرز" الى الولايات المتحدة حيث اجروا محادثات مع الإدارة الأميركية في واشنطن، ومع البعثات الدائمة في الأمم المتحدة، مطالبين بـ"الإسراع في تنفيذ القرار 1559 تحت الفصل السابع".

 

يشرح زوين "هذه المجموعة من الأشخاص أو هذا اللوبي اللبناني، كان عمليا وقبل الإنضواء تحت اسمه الحالي بعد الإنسحاب السوري والفورة الشعبية العارمة التي سميت بثورة الأرز، هم وراء قانون محاسبة سوريا وقرار مجلس الأمن الـ1559"، موضحاً أن "المجلس العالمي" هو "هيئة غير حكومية مؤلفة من اللبنانيين تدعم الشعب اللبناني ومسيرة 14 آذار، والأهداف السيادية لقيام الدولة الحرة والمستقلة، وهي غير ملتحقة أو منتسبة الى أي تنظيم حزبي". ونسب أهمية دور "المجلس" الأساسي الى "عمله في الدول الصديقة في العالم، وحث لبنانيي الإنتشار وتجييشهم لمساعدة القضية اللبنانية".

 

لم يعد الوفد من واشنطن فارغ اليدين، فهو حمل تأكيدات على أن "سياسة الإدارة الأميركية لن تتغير، وأيا كان الحزب الفائز في الإنتخابات، فهو سيدعم القضية اللبنانية"، وذلك يعود بحسب زوين الى "العلاقات المميزة والحضور الفعال لأعضاء المجلس في دول العالم".

مواجهة إرهاب 8 آذار

 

يميز زوين بين مصالح الدول كافة، وبين مصلحة اللبنانيين وهدفهم الذي يتمثل بـ"مواجهة إرهاب قوى 8 آذار ومن يدعمها، والذي دفعنا ثمنه دماً، وهو متمثل بالقتل أحيانا والسلاح المتفشي والتظاهرات على الأرض، وحرق السيارات والدواليب واحتلال الوسط التجاري، وتهديد اللبنانيين وتخويفهم"، معتبراً أن "المطلوب من الخارج هو فقط المساعدة لمواجهة هذا الإرهاب معنا".

 

ويقول: "أنا أتهم فريق 8 آذار بقتل كل الشعب اللبناني من خلال تهيئة الأجواء للإرهاب كي يقتلنا، وخطف أمل الشعب بقيام الدولة السيدة والحرة. كذلك فإن دولة "حزب الله" من خلال عدم اندماجها في الدولة اللبنانية، تساعده على تفشي الإرهاب". ويرى أن "عدم قيام الدولة السيدة يمنعنا من حراسة الحدود مع سوريا ووقف تهريب السلاح الى "حزب الله"".

 

ويضيف: "بعد الإنسحاب السوري حاولنا بناء الدولة السيدة والحرة فاصطدمنا بمجموعتين، الأولى عقائدية دينية ممثلة بـ"حزب الله" ومدعومة من الثورة الإيرانية، ومجموعة أخرى هي مخلفات بقايا الإحتلال السوري في لبنان التي تركها هذا النظام عن قصد، لينفذ سياسته بعد خروجه. هذان الخصمان يلتقيان من خلال أهدافهما المشتركة، فسوريا لا تعترف بالكيان اللبناني، كما أن "حزب الله" وإيران يسعيان الى قيام الدولة الإسلامية فيه".

 

ويتابع: "من هنا تمت إعاقة بناء الدولة، وتمثلت بإقفال مجلس النواب لمدة 15 شهراً، عدم انتخاب رئيس للجمهورية، هروب من المسؤولية عبر انسحاب وزراء "حزب الله" و"أمل" من الحكومة، وغيرها. وهذه المعوقات المدعومة مباشرة من النظامين السوري والايراني، وضعتنا أمام مواجهة داخلية معينة، تمنعنا من بناء الدولة، فكنا أمام خيارين، إما اللجوء الى الشرعية العربية بالدرجة الأولى، وإما الشرعية الدولية. وفي مرحلة معينة عندما عجزت الشرعية العربية عن تلبية حاجاتنا، لجأنا الى الأمم المتحدة".

 

وإذ يؤكد سلفا "فشل المبادرة العربية"، يشرح "كيف تخاذلت الدول العربية منذ 15 سنة، عن مساعدة لبنان على تطبيق أحد بنود اتفاق الطائف، وإعادة الإنتشار السوري، من خلال مساعدة السوريين على دخولهم الى بيروت واحتلال لبنان مجددا، مما جعلنا نلجأ الى الشرعية الدولية والـ1559 الذي جعل سوريا تنسحب".

ويعتبر ان "الحل اليوم هو بانتخاب رئيس للجمهورية، لأننا نعيش كجسد من دون رأس، لجأنا الى الشرعية العربية لتعمل على حصول الإنتخاب، لكنها بالرغم من دعمها لقضيتنا، ليست على مستوى مواجهة النظام السوري الإرهابي حتى النهاية، كما النظام الإيراني الذي يدعو الى الثورة الإيرانية". ويعزو ذلك الى "المشكلة الخاصة التي يعانيها كل نظام عربي، والتي تحاول ابعاد المشكلات عنها قدر المستطاع. فالمواجهة مع نظام الأسد هي مواجهة مع نظام ديكتاتوري ارهابي وقاتل، وكان لبنان من دفع الثمن، أما المواقف العربية فكانت غائبة دوما. لذا ذهبنا الى الشرعية الدولية".

 

يبدو زوين متفائلاً جدا لجهة تنفيذ القرار 1559، ويؤكد أن "ما نقوم به هو لتسريع تطبيقه، ومطالبتنا لن تتوقف، وأصحاب الخط السيادي في انتفاضة الإستقلال وغيرهم من الأشخاص يعملون على كل الأصعدة، كما أن اللبنانيين في الإغتراب يد واحدة معنا لنقاوم ونستمر". الا أنه يرى من جهة أخرى أن الأمم المتحدة "لن تأخذ القرار قبل اعلان الإفلاس العربي، فإذا نجحت الدول العربية في مسعاها لن نعود بحاجة الى الفصل السابع. مجلس الأمن يواكب عمل الجامعة العربية، ويدعم ويتمنى أن يكون الحل داخلياً، انما في حال فشل الوفاق وكذلك المسعى العربي، فالشرعية الدولية ستتحرك".

 

المواجهة قوية

يلاحظ زوين أن "العقبات في وجه قيام الدولة كثيرة والمواجهة قوية. فخصمنا في الداخل المتكل على سوريا وإيران، شرس وقوي، وليس من السهل التغلب عليه"، مشددا من جهة أخرى على أن "الإرهاب والقوة العسكرية الى نهاية، كذلك الدولتين اللتين تتقاسمان الشرعية اللبنانية".

وإذ يتخوف من الوصول الى "حائط مسدود تدفعنا اليه قوى 8 آذار، تكون نتيجته الفيديرالية"، يؤكد رفضه التقسيم، "فنحن نسعى الى التعددية التي تشكل قيمة لبنان، ولن نسمح لهم بإلغاء ثقافتنا التعددية والإنفتاحية التي أعطت رسالة للعالم".

 

بالنسبة الى زوين، فإن رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون "انتهى حين اتفق مع السوريين على العودة الى لبنان، فهو كان الأمل وصار واجهة يستعملها "حزب الله" الذي "حلب" "التيار الوطني الحر"، مبديا أسفه على "رفاق لي في النضال حيث دفعنا دماً، وأعجب كيف أنهم لا يزالون في 8 آذار، ربما بسبب حقدهم على بعض الأشخاص في 14 آذار".

 

ويرفض أن يقال ان عون هو الذي كان وراء القرار 1559، "هو كان وجهاً من الوجوه، أما القرار فولد على يد هؤلاء الجنود المجهولين الذين يسمّون اليوم "المجلس العالمي لثورة الأرز"".

 

ويروي ما حصل معهم في زيارتهم الأخيرة الى الولايات المتحدة، عند احدى البعثات، فيقول: "جلسنا الى طاولة مع السكرتير الأول نتحدث، فقال له شاب من المجلس أتذكر أننا حضرنا الـ1559 على هذه الطاولة تحديدا، فأجابه: كيف لي أن أنسى، حينها جلبتم معكم عون، وأين هو الآن؟".