سماحة السيد ميشال عون

بقلم/ربى عبود

 

لأن عمر اللبنانيين يعد بالحروب لكثرة ما شهد لبنان من حروب كلها عبثية لم تكن يوما لأجل لبنان لم يخل تاريخ عائلتنا من الحروب فجدي رحمه الله ولد سنة ال14 خلال الحرب العالمية الأولى وأمي ولدت عام 58 عام الثورة ومحاولة اغتيال الرئيس كميل شمعون وأختي ولدت عام 75 يوم اندلعت الحرب التي لم تنتهي ذيولا أما  ابنتي حرسها الله فلم تشذ عن القاعدة وولدت قبل 18 سنة حين أطلق الرئيس ميشال عون من قصر الشعب في بعبدا حرب التحرير من الإحتلال السوري ولن أذكر لكم ما نال اللبنانيين وعائلتنا منهم من خسائر مادية ومعنوية وبشرية والكل حينها لم يكن سائلا عن فداحة الخسارة لأن تحرير الوطن من رجس الإحتلال السوري البغيض كان الأهم .

 

لكن وكما يقول المثل "رضينا بالبين والبين ما رضي فينا" وها هو بطل تلك الحرب يعد العدة لزيارة دمشق وفي رأسه موال سيغنيه على أعتابها ربما لشكرها على ما أنجزته في لبنان في تلك الحقبة من تاريخ هذا البلد من دمار وقتل وتشريد وخطف وتنكيل أوعلى ما عاثته مخابراتها من فساد وتخريب في الكيان اللبناني ومن إذلال للشعب الحر الأبي، وربما على كيفية النجاح في تنصيب نفسها وصيا شرعيا على الأرض والشعب بتفويض عربي ودولي مشترك .

 

أو لعلله يزورها ليشكرها على نفيه 15 عاما الى باريس بعيدا عن بيته وأهله ووطنه وجنوده الذين تركهم لقمة سائغة في فم الإحتلال السوري وعملائه الذي أعدم منهم المئات عدا الذين غيبهم في سراديب سجونه .

 

اللبنانيون لم ينسوا هم يحاولون التناسي والتعالي على الجراح التي سببها الإحتلال السوري، اللبنانيون وبسبب التفسخات في جدران ذاكرتهم نتيجة الحروب يحاولون التناسي بعدما تحرر البلد من نير الإحتلال السوري لكن الأسى لا ينتسى وهم وإن تناسوا لن يسامحوا لا الحكم السوري ولا من يهرول باتجاه دمشق للتمسح على أعتاب حكامها الكبار الصغار لأسباب بادية يراها الأعمى ولا تتخطى الشخصية مطلقا. 

 

الشعب في لبنان ينتظر أن تأخذ العدالة مجراها وأن ينال حقه من النظام الفاشي المتهم مباشرة وبالإيعاز بالإغتيالات التي طاولت رجالات الإستقلال الحديث ربابنة السفينة اللبنانية الحرة هؤلاء الشرفاء الذين لم يبخلوا بدمهم لملئ خزانها لتبقى ماخرة عباب بحر الأطماع والحقد والهيمنة ولتصل الى بر الأمان .

 

لكن كلمة حق تقال أن الشعب اللبناني أصبح محبطا وعزيمته فترت بسبب ساسة يصطفون على أبواب دمشق بانتظار أن يتعطّف الباب العالي في المهاجرين ويسمح لهم بالمثول أمامه للنم على ساسة آخرين إخوة لهم في الإنتماء لهذا اللبنان معيدين الى الذكرة ما تسرب منها من مظاهر الوصاية والإنتداب بأساليب يقال عنها حضارية ومنفتحة للتجميل فقط .

 

ولنعد الى جنرالنا العزيز الذي تعمم بزيارة طهران سماحة السيد ميشال عون، الذي نال ترقية وأصبح جنرال النطق بلسان حزب الله ولأن من يأكل من زاد الملك يضرب بسيفه ، زاد السيد عون على طموح حزب الله السوري الإيراني بالسيطرة على لبنان طريقة أخرى لتنفيذ ذلك عبر تقديم تصوره الغريب العجيب بشأن سلاح حزب الله ، وبدل أن يكحلها عماها ، مطالبا بتعميم حالة ما يسميها مقاومة على كل لبنان أي تعميم السلاح أيضا ونشره في كل المناطق وجعل لبنان غابة مفخخة ، وزاد بأن قال وبالفم الملآن أن ضميره مرتاح بشأن التصور الذي طرحه للإسترتيجية الدفاعية .

 

إنها مأساة حقيقية أن يموت الضمير بسكتة مفاجئة فينحدر صاحبه بقوة من القمة الى الحضيض ، وبعدما كان شعب لبنان العظيم هو ملهم هذا القائد وسنده ، أصبح صاحب الضمير المرتاح ينظر الى الشعب كعميل لأميركا وسواها ويضع نفسه في ـ مرآة ضميره ـ صفا واحدا مع قوى الشر والإرهاب .

 

لسنا وحدنا من ينجح العماد بإدهاشنا مرة تلو المرة فقد أدهش أيضا حليفه السيد حسن نصرالله ومن يقف وراءه بخطة لم يكونوا يحلمون بها لتكرار ما يرومون من انتصارات إلهية ما زال العديد من أهل الجنوب مشردين بنتيجتها ينتظرون الفرج من الذي تسبب بخراب بيوتهم وتدميرها على رؤوسهم .

 

ثم وكفرقة زجلية متناغمة رد مسؤول حزب الله في منطقة الجنوب نبيل قاووق على سماحة سيد الرابية بإعطائه صورة أخرى متطابقة عن مستقبل لبنان الموعود حين قال بالأمس أن الحديث عن نزع سلاح حزب الله أصبح من الماضي وأنه لم يبقى أمام لبنان إلا خيار إستراتيجية ما تسمى المقاومة التي وبحسب قاووق تشكل ركيزة لأي وسيلة عسكرية أو سياسية لاستعادة مزارع شبعا وأن حزب الله أعطى الفرصة تلو الفرصة للخيارات السياسية لكنها لم تنجح في استعادة المزارع ولم يبقى إلا الخيار العسكري المحبب لدى حزب الله وحليفه العماد عون .

 

هذا الكلام الخطير بِرَهن الإنفتاح الذي يبديه عون تجاه سوريا التي يأتي السلاح الإيراني لحزب الله عبرها هذا السلاح الذي لم يسلم الداخل اللبناني منه وهو بمثابة برميل بارود لا يعلم أحد متى ينفجر بوجه اللبنانيين . فهل يا ترى سيبقى ضمير العماد مرتاحا حين يصبح لبنان ولاية فقيه

 

15 تشرين الثاني 2008