تعطيل الحوار ... والآتي أعظم

بقلم/محمد سلام

الاربعاء 17 أيلول 2008

 

أفكار لافتة وردت في الخطاب السياسي لـ"حزب السلاح" أخيراً بالتزامن مع إطلاق الحوار الوطني في قصر بعبدا برئاسة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان.

 

- الفكرة الأولى وردت على لسان رئيس كتلة "حزب السلاح" النيابية محمد رعد أثناء جلسة الحوار في قصر بعبدا عن "توسيع" لائحة المشاركين في الحوار "من باب النصيحة وليس الشرط".

 

- الفكرة الثانية وردت على لسان أمين عام الحزب السيد حسن نصر الله في خطاب رمضاني دافع فيه عن اجتياح بيروت في أيار الماضي معتبرا أنه "أنقذ" لبنان من فتنة ما كان يمكن أن يكون حزبه طرفا فيها.

 

- الفكرة الثالثة وردت في بيان كتلة "حزب السلاح" النيابية بعد اجتماعها الأربعاء عن ضم شخصيات وقوى "وازنة" إلى حلقة المتحاورين الوطنيين في بعبدا كي تتمكن من مناقشة قضايا "مصيرية" تهم اللبنانيين.

 

- الفكرة الرابعة وردت على لسان مسؤول الشؤون الدولية في الحزب السيد نواف الموسوى، واستهدفت هذه المرة، عناوين الحوار لا المشاركين فيه، معتبرة أن هناك من يطرح أجندة "أميركية - أوروبية - إسرائيلية" على دائرة الحوار هدفها المزعوم تجريد الحزب من سلاحه.

 

بدأت مسألة توسيع دائرة المتحاورين بـ"نصيحة" وأصبحت شرطاً ملزماً مقترناً بشخصيات وقوى "وازنة" لا يستقيم بحث الشؤون "المصيرية" من دونها.

 

ربط إلزامية ضم القوى "الوازنة" ببحث الشؤون "المصيرية" وربط الشرطين برفض أجندة مزعومة تحاول بعض القوى طرحها على دائرة الحوار يعني ... أن الحوار انتهى يوم الثلاثاء في 16 أيلول في جلسته الأولى بقصر بعبدا.

 

حتى لو عقدت الجلسة الثانية المؤتملة، والتي حدد موعدها في الخامس من تشرين الثاني المقبل، - أي بعد 50 يوما من الجلسة الأولى - فلن تكون جلسة استكمال حوار لسبب بسيط هو أن الحوار لم يبدأ كي يستكمل.

 

إذا اجتمع قادة الحوار مجددا في الخامس من تشرين الثاني المقبل، (إذا) فإنهم سيبحثون في شروط "حزب السلاح" "الملزمة" التي إن رفضوها، "سيضطر" الحزب إلى "إنقاذ" لبنان مجددا، كما يقول إنه "أنقذه" في أيار الماضي.

 

بالتحليل المباشر نحن أمام عملية "إنقاذية" جديدة -لا أراكم الله مكروها-  ينفذها "حزب السلاح"، في أبعد تعديل، في الخامس من تشرين الثاني المقبل، أو بعده مباشرة.

 

أما أين وكيف ستكون الضربة الجديدة، فهذه متروكة "للمنقذ".

 

وبما أنه "منقذ"، من وجهة نظره طبعا، والمنقذ بكل المقاييس هو صاحب فضل، وصاحب الفضل، في كل الثقافات، يستحق "الشكر"، يكون "حزب السلاح" قد طوى مسألة الاعتذار من بيروت، وطوى معها شرطه السابق بالاعتذار منه... فهو الآن يريد "شكرا" على اجتياحه، وهذه يسميها مندوبه إلى حوار المصالحة مع "الحزب التقدمي الاشتراكي" في دار خلدة "إقامة الحجة على الناس، أولا". أما ثانيا ... فيحددها حزبه ... لا الناس الذين تقع عليهم.

 

وبما أن النعم بالشكر تدوم، يفترض بالمشكور أن يواظب على ما قام به واقتضى شكرا عليه – وهذا كله من وجهة نظر الحزب - ما يعني:

 

- أولا: المواظبة على ما قام به. أي الاستمرار في احتلال بيروت.

- ثانيا: تعميم "الفضل". ما يعني المزيد مما قام به وتوسيعه إلى مكان آخر، أي توسيع احتلاله.

 

على خلفية استدامة احتلال بيروت، وتوسيعه إلى مناطق أخرى، يمد "حزب السلاح" يده "للمصالحات".

 

رئيس تيار المستقبل الشيخ سعد الحريري قال إنه يريد مصالحة مشرفة.

 

السؤال: كيف يمكن أن تكون المصالحة مشرفة إذا بقي الاعتداء، وتصاعد التهديد بتوسيع المبادرة "الإنقاذية" التي نفذها "حزب السلاح" باجتياح بيروت في أيار الماضي، وإذا تعطل الحوار لرفض غالبية أطرافه إضافة القوى "الوازنة" إلى المتحاورين؟

 

الجواب: لن تكون المصالحة، ولن يكون الحوار الذي تفاجأ "حزب السلاح" وحليفه بقرار الرئيس سليمان السيادي بالدعوة إليه، من دون استشارة من كانوا قد تعودوا أن تستشيرهم رئاسات الجمهورية في قراراتها على مدى 30 عاما.

 

 المسألة ليست في الحوار. بل في من يقبل بالسيادة... كي يحاور.

 

عن موقع لبنان الآن