هل "المقاومة" صديقة؟

بقلم/محمد سلام

     

سماحة السيد محمد حسين فضل الله طرح في خطبة الجمعة سؤالا محوريًا، في غاية الأهمية:

 

قال سماحته: "ما دام الجميع يجزمون بأن إسرائيل عدوة، وأن هذه المسألة يستوي فيها الموقف الشعبي مع الرسمي، فلماذا نظل نثير السؤال حول سلاح المقاومة ....؟"

 

إسرائيل حتما عدوة، وهذه من المسلمات، وليس فقط من الثوابت، ولا خلاف حولها.

 

إذا، لماذا يثار السؤال حيال سلاح "المقاومة"؟

 

لأنه لم يجب أحد منذ السابع من أيار الماضي تحديدا، وحتى الآن، عن السؤال الأهم والأكبر: هل هذه "المقاومة" صديقة؟

 

يبدو أن أحدا لم يجب عن السؤال لأن أحدًا لم يتجرأ على طرحه مباشرة، بل لجأ إلى التأشير إليه، والتلميح إليه والتلويح به ... وصولا إلى ورقة الأمانة العامة لحركة 14 آذار الأخيرة الصادرة عن ورشة عمل فندق البريستول والتي خلصت إلى استحالة التعايش مع سلاح حزب تلك "المقاومة".

 

ومع ذلك، تفادت 14 آذار طرح السؤال الأساسي هل تلك "المقاومة" صديقة؟

 

في المنطلقات:

 

- يتفق اللبنانيون على أن إسرائيل عدوة. والواقع يثبت أن هذه "المقاومة" ليست هي من انتج ثقافة العداء لإسرائيل. فهذه الثقافة سابقة لتاريخ هذه "المقاومة" مع العلم أن بعض من أسس لثقافة المقاومة والعداء لإسرائيل اصبح الآن مخونا من قبل هذه "المقاومة" وحزبها، كما كان مخونا قبل ولادة هذه "المقاومة" من قبل حلفائها الحاليين الذين شهدوا على وثيقة ولادتها.

 

- يتفق اللبنانيون، على أن المقاومين الأوائل، وما زالوا مقاومين، منعوا من المقاومة، من قبل هذه "المقاومة" ومن قبل حلفائها، فهل هذه "المقاومة" صديقة للمقاومين؟

 

إذا ذهبنا مع البعض في الرأي القائل إن ما أسلفناه هو "تاريخ" له ظروفه ومعطياته، والتمسك به هو من باب الإصرار على عدم الانسجام مع هذه "المقاومة" التي تشهد لها انجازاتها في التحرير والانتصارات ما يستدعي التغاضي عن "هفوات" الماضي والتمسك بمفاخر الحاضر واعتماد مبدأ أن العداء لإسرائيل وحده يعطي شهادة في "الصداقة" مع الآخرين المعادين أيضا لإسرائيل، فإلى أين نصل؟

 

نصل إلى طرح التساؤلات على الواقع المعاش منذ السابع من أيار الماضي، وليس على التاريخ المعاش منذ 12 تموز العام 2006:

 

-1- عندما غزت هذه "المقاومة" بيروت في السابع من أيار الماضي هل كانت صديقة؟

 

-2- عندما غزت هذه "المقاومة" الجبل في التاسع والعاشر من أيار الماضي هل كانت صديقة؟

 

-3-  عندما أفقست هذه "المقاومة" مواجهات البقاع والشمال، هل كانت صديقة؟

 

-4- عندما قال نائب الرئيس الإيراني، رئيس وكالة الطاقة النووية الإيرانية، رضا آغا زادة في تصريح رسمي في فيينا إن قبول الغرب ببرنامج إيران النووي يسهل التوصل إلى حل في لبنان، هل كانت هذه "المقاومة" صديقة؟

 

-5- عندما رفض سيد هذه "المقاومة" حتى إطلاق صفة الشهداء على الأبرياء المظلومين الذين سقطوا في بيروت بنيران مقاومته، هل كانت "المقاومة" صديقة؟

 

-6- عندما رفض سيد هذه "المقاومة" الاعتذار من أهالي بيروت عن الأضرار التي أنزلها سلاحه بقرابة 2,000 مسكن آمن، ومتجر يؤمن رزقًا حلالا نظيفًا وما لا يقل عن 800 سيارة، هل كانت هذه "المقاومة" صديقة؟

 

 -7- عندما أنزل سلاح هذه "المقاومة" 7,000 حالة ضرر بمسكن ومتجر وملكية في البقاع والشمال - والمسح ما زال غير نهائي لأن إنزال الضرر مستمر- فهل كانت هذه "المقاومة" صديقة؟

 

هذا في التساؤلات. فماذا عن الإجابة، أو الإجابات؟

 

إنها مع "الضحايا" الذين سقطوا في بيروت، والشويفات، وعيتات، وبيصور، ومرستي، والباروك، وحلبا وسعدنايل، وتعلبايا، وطرابلس من غير أن يرتقوا إلى مرتبة شهداء ... في نظر "المقاومة".

 

وتبقى إسرائيل عدوة، ومن دون أي شك أو تشكيك.

 

أما المقاومة، فهل هي صديقة؟

 

السبت 26 تموز 2008
عن موقع لبنان الآن