ما بعد تفجير طرابلس

محمد سلام

 

 

كيف نقرأ التفجير الإرهابي الذي استهدف طرابلس؟

 

نقرأه من عناوين الاستهداف:

 

-الجيش اللبناني هدف..

 

-مدينة طرابلس، عاصمة اللبنانيين السنة بعد سقوط بيروت الغربية تحت احتلال "حزب السلاح" وملحقاته، هدف...

 

-فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، الذي استبق الانفجار زيارته إلى سوريا، أيضا هدف...

 

-قائد الجيش الجديد، الذي لم يعرف اسمه بعد، أيضا هدف...

 

-تحالف 14 آذار، الذي تصدى نوابه في المجلس لمحاولات "حزب السلاح" وملحقاته محاصرة العمل السياسي اللبناني بمجلس "لبناني" لتشخيص مصلحة ولاية الفقية الفارسي وتحديد ما يسمح قوله وما يمنع، أيضا هدف ...

 

-الأمن الوطني اللبناني، بما هو اعتراف بقدرة الدولة على ممارسة سيادتها على أراضيها، أيضا هدف...

 

-التصدي الذي مارسه نواب تيار المستقبل، أساسا، ونواب 14 آذار في البرلمان لهجوم "حزب السلاح"، أيضا مستهدف، وقد يكون هو أحد الدوافع إلى التفجير لأنه أسقط في المؤسسة التشريعية الدستورية نظرية المنتصر في الميدان، لأنه أسقط في المؤسسة التشريعية ما كان السلاح قد "أنجزه" قبل ذلك، ولأنه فتح بابا على صراع سياسي بدأ ولن ينتهي إلا في الانتخابات النيابية المقبلة في ربيع العام 2009 ...

 

-جوهر زيارة الرئيس سليمان إلى سوريا، بما هو العلاقات الندية وترسيم الحدود وجلاء مصير المفقودين في سجون النظام السوري، أيضا مستهدف...

-ومن البديهي القول إن الشعب اللبناني مستهدف في وجوده، وأمنه، واستقلاله، وصولا إلى استهدافه في هويته.

 

ما هي الرسالة التي وجهها الإرهابي في طرابلس؟

إنها رسالة واحدة أرسلت إلى عناوين عدة.

 

الرسالة من كلمتين: "الأمر لي".

 

وقد وجهت إلى العناوين التالية:

 

-الطائفة اللبنانية السنية، أولا، باعتبار أن طرابلس، عاصمتها العصية على غزو السلاح، هي المكان الذي وقع عليه الاعتداء.

 

-  قيادة الجيش اللبناني، باعتبار أنها مطالبة بممارسة دور لم تؤده ... منذ السابع من أيار الماضي، وهو الدفاع عن المواطن وعدم الاكتفاء بشعار الدفاع عن الوطن والمؤسسات...

 

-الرئيس ميشال سليمان، باعتباره أحد المسؤولين الأساسيين عن اختيار قائد جديد للمؤسسة العسكرية سيتولى تحديد مهامها، والإشراف على حسن تنفيذها ...

 

-حكومة "الإرادة الوطنية الجامعة" برئاسة دولة الرئيس فؤاد السنيورة كي لا تعتقد أنها قادرة على ممارسة سياسية وطنية، وكي لا يعتقد الرئيس السنيورة أنه حقق انتصارا بعودته إلى رئاسة الحكومة وإنجازه بيانها الوزاري، وإن كان ملتبسا، وفوزه بثقة مجلس نيابي، لا تثق قواه ببعضها البعض.

-دمشق!

 

نعم. دمشق هي إحدى العناوين التي وجه إليها الإرهابي رسالة "الأمر لي" كي لا تعتقد أنها ما زالت قادرة على التفاوض مع أحد، وأبرز هذا الأحد هو إسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا، على تسهيل حل ما في لبنان.

 

ورسالة "الأمر لي" التي طبعت بأحرف من دم في طرابلس هي الثانية التي توجه إلى دمشق بعد "شقيقتها" الأولى التي حملت تاريخ السابع من أيار الماضي.

 

إنها رسائل "واقعية" و "موضعية" وغير نظيفة إلى  كل واهم  بأن قوى الإرهاب ستسمح بإجراء انتخابات العام 2009 من دون أن يكون لها الحق الحصري في "تشخيص مصلحة" العدوان في إسقاط لبنان... حتى إذا اقتضى الأمر لاستحضار المشهد ... العراقي.

 

لذلك استبق الرئيس حسين الحسيني المأساة، بل الخيانة، واستقال من المجلس النيابي بعد نصف قرن من العمل السياسي ليقول: يدي لا تحمل دمًا، ونفسي لا ترتكب إثمًا.

فهل من صحوة؟؟؟

 

الاربعاء 13 آب 2008

عن موقع لبنان الآن