"الحجر الذي يقتل": سمكة تتستر بمظهر الحجر وحين تقترب منها طريدتها تنقض عليها وتلتهمها

كل المصالحات "في كوم" ومصالحة خلدة "في كوم".

 

بقلم :فاضح الكشّاف/يقال نت/15 أيلول/08

 

ثمة من جزم بأنّ ما حصل لا يعدو كونه، مجرد لقاء لتعميق التنسيق الميداني،القائم منذ مدة بين وفيق صفا من "حزب الله"، الذي شهرته توبيخات وليد جنبلاط لكل من كان يلتقي به، وبين أكرم شهيب، الذي شهرته صور "المنار" ورواياتها عن تنسيقه المزعوم مع الإسرائيليين، خلال اجتياح العام 1982.

 

نحن لن ننجر الى النصائح التي تدفعنا دفعا، ورغما عنا، إلى إستعمال أحرف الترجيح بدل أحرف التقليل، لأن تاريخ الفعل هو الذي يُعدّل وظيفة هذه الأحرف. "قد"أمام الماضي توكيدية وأمام المضارع تخفيفية. ولقاء خلدة، ليس فعلا مستقبليا، بل هو فعل غارق في الماضي ... لأنه فعل سبق أن رأيناه.

 

ما حصل في خلدة، بالنسبة لنا، ليس وليد لحظته أو انفعالاته، بل هو وليد "تكتيك"غير مرئي، يعود الى السابع من أيار الماضي على الأقل.

لجنة شهيب - صفا،

 

أوّلا. مواقف جنبلاط المتدرجة،

 

ثانيا. إحتفائية استقبال سمير القنطار،

 

ثالثا. التسلل الى وسائل الإعلام المقربة من "حزب الله"(نيو.تي.في."،فالأخبار) تمهيدا للوصول الى "المنار"،

 

رابعا. "التلطيش"ا لمتصاعد ضد قوى الرابع عشر من آذار، عموما والعمود الفقري في مواجهة العماد ميشال عون بخاصة،

 

خامسا. الأرض تُنادي من أجل المصالحات. بالتأكيد، ولكن لماذا احتدم الخلاف أصلا؟

من طلب منهم أن يرفعوا السقف حتى خرقوا الأوزون الوطني؟

من طلب منهم أن يكرهوا وفيق شقير الى مستوى طلب قطع رأسه ؟

من جعلهم يهبون ضد شبكة الهاتف الخاصة، لانها تستكمل وضع يد الدولة على الدويلة؟

 

بربكم قولوا لنا من طلب منكم الذهاب الى القطب الشمالي حتى تظنوا أننا عائدون معكم متدحرجين الى القطب الشمالي؟

محمود قماطي قالها في خلدة: "نحن نسعى بالحُسنى، ولما نفشل نستعمل القوة".

 

ما قاله قماطي، أثار حمية أبو فاعور، ولكن المسار ممنوع الإنحراف عنه.

فلولا، هذه النقطة الإستدراكية في سلوكية "حزب الله"، لما كانت خلدة من الأساس، ولما كان تكوكب شيعة دائرة بعبدا الإنتخابية حول "حزب الله"،أصلا.

نعم للمصالحات، ولكن لما كان دمنا مسفوكا، لما كان مروان صعب مصلوبا (رجاء، إن لم تقرأوا إفادته سابقا، فابحثوا عنها على موقعنا واقرأوها، وإذا كنتم قد قرأتموها على عجل فأعيدوا القراءة بتمهل)؟

 

نعم للمصالحات، ولكن ماذا عن الحزب الشمولي؟

ماذا عن الدولة المسيطر عليها من الدويلة ؟

 

ماذا عن الإتهامات بقتل السياسيين ؟

وماذا عن فبركة الروايات عن الجاسوسية وعن العمالة مع إسرائيل وعن التحريض على قتل نصرالله ؟

نعم لمصالحة خلدة، ليست لأنها تجمع "الإشتراكي"ب"الإلهي "، بل لانها تُصالحنا مع ذواتنا، وتكشف لنا، والحمد لله، كم نحن ...أغبياء.