إسرائيل: سنرد على صواريخ إيران و"حزب الله" بأسلحة "كارثية"

لندن - كتب حميد غريافي: السياسة

 

*وزعت 4.5 مليون كمامة بيولوجية لتوزيعها على المواطنين قبل نهاية فبراير 

*وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود باراك يتوقع الانفجار أواخر مارس المقبل

*الجيش الإسرائيلي يتوقع استخدام "حزب الله" صواريخ ذات رؤوس بيولوجية وكيماوية

*إسرائيل تؤكد ان ردها سيشمل جنوب لبنان وضواحي بيروت والبقاع وقلب غزة

 

تقوم اسرائيل يومي الاربعاء والخميس من الاسبوع المقبل "بأوسع تدريبات في تاريخها" على مواجهة حرب بيولوجية وكيماوية يعتقد خبراؤها السياسيون والعسكريون انها قد تتعرض لها اما بواسطة صواريخ تطلق عليها من ايران "وحزب الله" في لبنان او تكون على شكل عمل ارهابي باسلحة الدمار الشامل يستهدف تل ابيب او اي مدينة كبرى في اسرائيل.

وستشمل تلك التدريبات التي اطلق عليها حسب احدى وسائل الاعلام الاسرائيلية اسم "الشعلة البرتقالية" مناطق تل ابيب ورامات غان وهولون كيفية انقاذ المصابين بالاسلحة البيولوجية والكيماوية رغم ان "قيادة الجبهة الداخلية" التابعة للدولة ستنتهي في اواخر فبراير المقبل من توزيع كمامات ضد هذه الاسلحة على جميع الشعب الاسرائيلي البالغ تعداده الان نحو اربعة ملايين و500 الف نسمة.

 

وستشارك في هذه التدريبات مئات الفرق الطبية وفرق الانقاذ والسلطات البلدية والمستشفيات ووحدات خاصة من الجيش واجهزة الامن الداخلي في محاولة هي الاوسع والاكثر كلفة "للتصدي لكارثة بيولوجية قد تضرب البلاد".

 

كذلك ستدخل تلك التدريبات وزارات "معنية مثل الصحة والداخلية والشؤون الاجتماعية والدفاع, للتعامل مع "كارثة حرب بيولوجية" تعرض الاف المواطنين للغازات القاتلة, فيما ستكون مستشفيات تل ابيب والمناطق الاخرى مثل مستشفى ايشيلوف وتل هاشومير وبئر سبع, اضافة الى منظمات الصحة وعيادات جاهزة لاستقبال اكثر من الف متطوع في هذه التدريبات يفترض ان يكونوا مصابين بالبيولوجيات.

 

كذلك - حسب صحيفة هارتس - "ستكون هناك في منطقة تل ابيب ثلاثة مراكز لاستقبال المصابين في بيت داني وفي ملعب رامات غان الرياضي وفي نادي هولون حيث سيشارك في التدريبات الاف المواطنين والموظفين الحكوميين وعناصر الجيش والدفاع المدني والاطباء والممرضين الذين جرى تدريبهم خلال الاشهر القليلة الماضية على "التعامل مع هجوم بيولوجي اما بعمل ارهابي داخلي او بواسطة صواريخ من خارج الحدود".

 

وقال الجنرال زائيف سنير الذي سيمثل وزارة الدفاع الاسرائيلية في الاشراف على تلك التدريبات: "ان التحدي الاول هو استيعاب الاضرار الناتجة عن عمل او هجوم بيولوجي او كيماوي, ثم التعرف على نوع العنصر البيولوجي المستخدم كي تعود الحياة الى طبيعتها بسرعة".

 

ونقلت تقارير ديبلوماسية اوروبية عن مسؤولين اسرائيليين قولهم "ان هناك ميلا عاما لدى حكومة بنيامين نتانياهو وقيادة الجيش العبري الى توقع حرب قريبة جدا ضد اسرائيل تنخرط فيها ايران و"حزب الله" وحركة "حماس" او احدى هذه الجهات الثلاث خلال الاشهر التي ستلي مارس المقبل او ان تكون هناك مسببات جوهرية تمس بأمن الشعب الاسرائيلي وبناه التحتية, تجبر اسرائيل على توجيه حرب وقائية ضد ايران او لبنان او قطاع غزة او الثلاثة معا".

 

وقالت "هارتس" ان "العادة درجت منذ سنوات وخصوصا منذ الحرب التحالفية على العراق العام 1991 على تزويد ستين في المئة من سكان اسرائيل بكمامات واقية من البيولوجيات والكيماويات وبالاخص السكان الذين يقطنون المناطق الاكثر عرضة لاي هجوم خارجي مثل شمال البلاد مع لبنان وسورية الا ان التطورات الدراماتيكية التي حصلت منذ حرب 2006 مع لبنان وتصاعد اخطار الملف النووي الايراني بسرعة حتمت على حكومة نتانياهو اتخاذ قرار الاسبوع الماضي بتوسيع عملية توزيع الكمامات لتشمل جميع سكان البلاد دون استثناء, خصوصا اولئك المقيمين في مناطق الكثافة السكانية في العاصمة تل ابيب والمدن والقرى المحيطة بها التي قد تكون من بين الاهداف الاولى لاي هجوم صاروخي تستخدم فيه هذه المرة رؤوس بيولوجية وكيماوية وقد كان (امين عام حزب الله) حسن نصر الله واضحا في خطبه الاخيرة بأن صواريخه هذه المرة "ستبلغ تل ابيب وما بعد بعد بعد تل ابيب" في اشارة واضحة الى المفاعلات النووية في صحراء النقب (ديمونة)".

 

واستنادا الى اقوال المسؤولين الاسرائيليين الواردة في التقارير الديبلوماسية والاستخبارية الاوروبية, فان "جيش الدفاع الاسرائيلي لن يتوانى للحظة واحدة عن الرد على اي هجوم بيولوجي او كيماوي على المدن والقرى العبرية بقصف مصادر الصواريخ بأسلحة مماثلة قد توقع الاف القتلى والمشوهين والمصابين في جنوب لبنان وبقاعه وضواحي بيروت وفي قلب غزة والمناطق المحيطة بها", واصفين الحرب المقبلة ب¯ "الكارثية على كل الاطراف".

 

وقالوا انه "في حال استخدمت ايران صواريخ بعيدة المدى تحمل رؤوسا بيولوجية وكيماوية لضرب اسرائيل, فإن صواريخنا وسلاحنا الجوي سيردان بنفس انواع هذه الاسلحة الفتاكة بضرب طهران والمدن الرئيسية الايرانية الاخرى غير المستعدة كالاسرائيليين لتحاشي الكوارث".

 

وقالت "هارتس" ان "شركة بريد اسرائيل" و"خدمة البريد الوطني" فازتا بمناقصتين من وزارة الدفاع العبرية "لتوزيع نحو اربعة ملايين و500 الف كمامة واقية من اسلحة الدمار الشامل على كامل سكان اسرائيل قبل نهاية فبراير المقبل بحيث يضاف مبلغ بليون شيكل اسرائيلي الى مبلغ البليونين الاخرين لتعميم الكمامات على كل الشعب الاسرائيلي".

واكدت الصحيفة ان وزير الدفاع ايهود باراك ومدير مؤسسة "الجبهة الداخلية" ماتان ميلنائي اتخذا قرار توزيع الكمامات بهذه السرعة القصوى التي لا يزيد موعدها عن شهرين "استنادا الى توقعهما تدهور الاوضاع في المنطقة وازدياد الضغوط الخارجية على اسرائيل بنصب عشرات الاف الصواريخ الايرانية والسورية حول حدودها وامكانية وقوع حدث ما يؤدي الى اشتعال المنطقة".

 

*اضغط هنا لقراءة التحليل السياسي اعلاة باللغة الإنكليزية

http://www.10452lccc.com/elias%20english09/hamied8.1.10.htm

 

لندن/في 7 كانون الثاني 2010