لفظكم الناس

بقلم/طوني مونس

نائب المنسق العام للنادي الكندي الفينيقي

)التيار الوطني الحر في تورنتو -  كندا(

لا يحكى التاريخ فقط بأفواه البشر بل يكتب ويسجل في كتب الزمان وعلى صخور العنفوان. كُثُر هم الغزاة الذين أغرقوا لبنان في هضابه والسهول وتوهموا أن بإمكانهم اغتصاب الأرض وتدنيس المقدسات.

اندحروا جميعاً وباءت أحلامهم بالفشل تحت أقدام أبطال الأرز الشرفاء. رُدوا على أعقابهم وحمل النمل بقاياهم إلى أقاصي الأرض.

أيها السياسيون اللبنانيون التابعون لسوريا البعث، لقد فزتم بامتياز ببرنامج سياسي مسرحي عنجري من الدرجة الأولى لفئة التمثيل والتهريج والمونولوج، لكن على نفوسكم فقط لأن شعب لبنان العظيم كشف ألاعيبكم ورذلكم شر رذلة.

نعم تعرت نياتكم الدنيئة وفاحت رائحة ضمائركم العفنة، كفى كذب واحتيال واستخفاف بالناس والكرامات. سقطت أقنعتكم وغطت وجوهكم بصقات الأحرار بعد أن أعمى عيونكم الجشعة الذليلة غبار صحراء الشام.

ترى هل غاب عن بالكم أن حواجز الخوف ستتحطم والشعب سينتفض ويثور لينقض عليكم ويشرب على أنقاضكم كأس الحرية منهياً دكتاتورية البعث وقمعه والخداع؟ أيها الطرواديون دنت ساعة الحساب وهي عسيرة على قدر هرطقاتكم وتشويهكم الديمقراطية والحرية وتعديكم على مؤسسات الدولة ومتاجرتكم الرخيصة بوحدة مسار ومصير لم تجلب لوطننا سوى القهر والتهجير والهجران.

جبابرة هم اللبنانيون لم يقهروا ولم يركعوا ولن يستكينوا قبل تحرير وطنهم ورد المعتدين. لقد طفح الكيل وشعب ال 7000 آلاف سنة الذي تعمد بالكرامة وتكلل بالمجد وشرب كأس الحرية هو لكم بالمرصاد.

سقطتم وخابت أمانيكم أيها الممثلون المزيفون، أقزام العصر أنتم وقد بعتم الإباء بأرخص الأسعار ودرستم وقرأتم وكتبتم في كتاب الكذب والاحتيال على بساط القتل والتعذيب والتنكيل والتشنيع.

الويل لكم إذ استعملتم ألسنتكم فراشي لتلميع أرصفة الشام وتبيض أزقتها، ولكثرة لحس وحولها لم تشعروا بأي ألم لأنكم مخدرون ببنج "البرازق" والفستق الحلبي.

انتهت المسرحية الهزلية وحضرت ساعة الصحو. كفى تشويهاً للحقائق، وامتصاصاً لدماء الأبرياء وأكاذيب ووعود فارغة.

لقد تم إخراج جيش البعث ورموزه بالإرادة والعزم اللبنانيين، فارحلوا معهم ودعونا نطهر الأقبية الحكومية والإدارات الرسمية من جراثيمكم والموبوءات. إن كنتم فعلا تحبون البعث إلى هذا الحد فلماذا لا  تتخلون عن هوياتكم اللبنانية وتنتقلوا إلى رحاب الشام؟

لا يا سادة، فعلاً لفظكم الناس ولن تكون سهلة عملية لحاقكم بمواكب وصفوف الأحرار. العدل يفرض عليكم دفع الأثمان قضائياً والسجون بانتظاركم. أما التوبة فلن تنالوها إلا إذا سعيتم لها جاهدين نادمين مستغفرين ومستعدين لتأدية المتوجب عليكم من الكفارات.

تورنتو – كندا

22 نيسان 2005