تعليقاً على مناورة حزب الله الإعلامية التي ادعى تنفيذها الأسبوع الفائت صرح الكولونيل بركات بما يلي:

 

عودنا حزب الله منذ نشأته على اعتماد الدعاية والإعلام كجزء أساسي من برنامجه وهو اليوم كما بالأمس يحاول تسليط الضوء على تقنية جديدة (؟) للتذكير بأنه لا يزال له دور على الساحة اللبنانية.

 

لقد سبق وأشرنا في حديث سابق بأن ورقة حزب الله هي ورقة إيرانية وأوامره لا تصدر من بيروت، مهما ادعى زعماؤه، ونحن نرى بأنه شعر اليوم أن أحدا لم يعد يطلب رأيه وبأن التركيز هو على أسياده في سوريا وإيران ولذا يحاول، ضمن المسموح له، إظهار وجوده، ولذا فقد أعلن أنه قام بمناورة "لم يشعر بها أحد" (سوى إسرائيل بحسب إدعائه) لأنها تمت بالوسائل الحديثة جدا. ونحن نتمنى أن تبقى كل تحركاته ضمن نطاق الكمبيوتر والأوامر الورقية عله ينتقل من وسائل العنف الجسدي الغير مجدية إلى العقلنة والعصرنة والحداثة فيشارك بالفعل في قيام الدولة ويتخلى عن المشاريع الوهمية التي لا جدوى منها.

 

كان لا بد في هذه المرحلة التي تقوم القوات الدولية فيها بالتحضير لأي طارئ، وقد سبق وأجرت بعض التدريبات والمناورات مع الجيش اللبناني في البر والبحر، ونحن نتوقع أيضا أن تلحقها مناورات تضم عمليات إسناد جوي وإنزالات في مناطق لبنانية متعددة، لا بد أن يشعر حزب الله وأمثاله بأن الأضواء تنحصر عنهم وأن الوهج الإعلامي يخف ولذا فلا بد من إخراج تمثيلية جديدة تكون مادة للتعليق والتساؤل وموضوع لخطب رنانة تعيد الوهج والدور لزعماء هذا الحزب الذي كشفت أوراقه.

 

نرى أن تصريحات الحزب الأخيرة حول المناورة المزعومة كالعادة أخذت غطاء إسرائيليا فقط بحسب تصريح الحزب بقيام الطيران الإسرائيلي بتحليق مكثف، ما قد يكون تصرفا عاديا وغير مقصود، ولم تشهد أية جهة أخرى تحركا على الساحة.

 

حزب الله بدأ بالفعل يفقد الدور الذي كانت سوريا فرضته على اللبنانيين واستمر بسبب طيبة قلب، حتى لا نقول قصر نظر، السياسيين، وهو اليوم أصبح مكشوفا لا يملك هامشا للمناورة ولا تأييدا على الأرض حتى اضطر إلى إدخال السماء قي ما أسماه النصر الذي لم يكن سوى هزيمة كاملة متوقعة لا نتمنى أن يذيقها الله لأحد. ونحن من كل قلبنا نضرع إلى الباري، عز وجل، أن يزيح عن كاهل اللبنانيين، والأحباء الشيعة بالتحديد (لأنهم جزء من الشعب اللبناني العزيز على قلوبنا)، شر هؤلاء المتزعمين الذين أعماهم الجاه الفارغ والعظمة الكاذبة فأوقعوا بأهلهم وأهلنا الظلم وأذاقوهم البؤس والشقاء بالرغم من مظاهر الترف التي يحاولون التخفي خلفها.

 

أما إذا كان هناك أي تحرك فعلي من قبل هذا الحزب أو غيره فعلى الدولة أولا وقوات الأمم المتحدة ثانيا أن تتحقق من الأمر وتقوم بمنعه فورا وتوقيف المسؤولين عنه كونه خرق فاضح للقرارات الدولية وتعدي على سيادة الدولة وتعريض وقح لأمن المواطنين لا يجوز السماح به.        

 

كندا في 6 تشرين الثاني