المكتب المركزي للتنسيق الوطني

 

اكدت الهيئة العليا في اجتماعها الدوري، برئاسة السيد نجيب زوين، ان الامساك بامن بيروت وضبطه سيشكل التجربة الاولى للعهد الجديد لبسط سلطة الدولة بقواها الذاتية، تمهيدا لنشره في كافة المناطق اللبنانية حيث امتدت يد الفتنة والارهاب الى الشمال والبقاع ، وأصدرت البيان التالي:

 

 لا يزال السلاح غير الشرعي الذي طالما حذرنا منه ومن ولاءاته الاقليمية التي ما انفك يفاخر بها، لا يزال هذا السلاح يسرح ويمرح في بيروت مستبيحا حرمات البيوت متطاولا على الكرامات مهجرا العديد من منازلهم زارعا الرعب في النفوس شالا الحركة الاقتصادية حارما على ابناء العاصمة حرية التجول الآمن في مناطقهم منفذا سياسة قمعية مدروسة تدل على مدى الحقد بحق العاصمة وابنائها. لقد تحولت احياء بيروت الى مناطق شبه مهجورة بفعل التزام المواطنين مساكنهم مخافة تعريض انفسهم للمخاطر الامنية المحدقة بهم. اما الزعم ان المسلحين هم ابناء بيروت فلا ينطلي على احد لان ابن بيروت الاصيل لا يخرب ولا يحرق بيروت ولا يتعدى على ابناء بيروت وخاصة لا ينتقم من بيروت التي كان ذنبها انها رفعت عاليا علم كافة القضايا المحقة. لقد دفعت بيروت غاليا من امنها ومن كرامة اهلها ثمن دعمها لسلاح هدد حاملوه وقادتهم تل ابيب، الا انهم نفذوا تهديدهم على بيروت. توعد حاملوا السلاح وقادتهم حيفا وما بعد حيفا فاذا بهم ينفذون تهديدهم على الشويفات وما بعدها... وعلى بيصور وعاليه وما بعدها... وعلى تلة 888 وتومات نيحا وما بعدها... لقد انفضحت مرامي هذا السلاح وانكشفت اهدافه الحقيقية وظهر بصورة جلية للعيان مدى خطره على لبنان واللبنانيين وعلى السلم الاهلي. والادهى في الذرائع التي يعتمدها القيمون على هذا السلاح هي محاولة تبرير ممارساتهم كحماية ظهر المقاومة واسكات مصادر النيران. كاننا بهم قد منحوا انفسهم القوة والتسلط وحق اقتحام المناطق والبيوت التي يحلوا لهم اقتحامها بذريعة حماية ظهر المقاومة منصّبين انفسهم سلطة شرعية في حين ان الشرعية في واد وصفتهم اللا شرعية في واد آخر.

 

ازاء هذا الواقع المرير والمتمادي فان المكتب المركزي يؤيد ويتبنى موقف دار الافتاء المطالب بالاعتذار العلني لابناء بيروت عن جريمة حمل السلاح على اهلها. كما يطالب المكتب القوى الامنية والعسكرية الاقلاع عن اسلوب التغاضي والصبر لفشله الذريع والانتقال الى اسلوب فرض الامن ولو استدعى هذا الامر استخدام القوة بحق المخلين بالامن الذين باتوا معروفين من القاصي والداني. فالامساك بامن بيروت وضبطه سيشكل التجربة الاولى للعهد الجديد تمهيدا لنشر الامن انطلاقا من العاصمة الى كافة المناطق اللبنانية. ان الامن بالتراضي لم يعد مقبولا وكذلك بدعة اللجوء الى اللجان الامنية فالامن لا يتجزأ بل يفرض. كفى البعض متاجرة باحداث الشياح وجعلها قميص عثمان فسياستي الشحن والتحريض التي اعتمدها اعلام السلاح غير الشرعي وطريقة استغلاله لانقطاع التيار الكهربائي الذي تبين لاحقا انه لم يكن مقطوعا وممارسات الشغب والتعدي على العسكريين ومحاولة الاستيلاء على سلاحهم، هذه الممارسات وغيرها هي التي ادت الى ما ادت اليه احداث الشياح المفتعلة تمهيدا لمحاولة شل تحركات الجيش والمس بمعنوياته. رحم الله اخواننا وابناءنا شهداء الشياح وسامح الله مفتعلي هذه الحوادث وكم هؤلاء بحاجة الى مسامحته عز وجل.

 

ان المكتب المركزي اذ يحيي ابناء بيروت يعلن تضامنه واياهم ازاء ما هم فيه من معاناة يومية تطالهم وتطاولهم في اغلى ما لديهم، يذكر من يجدر تذكيره من المعتدين وقادتهم ان بيروت ستبقى ابية صامدة شامخة مهما اشتد القهر بحق ابنائها وسيحاسب التاريخ جميع المرتكبين وقادتهم. اما العبرة من كل ما تقدم فالاسراع بمعالجة موضوع السلاح غير الشرعي برمته وبصورة جذرية ووضع حد له وتسليمه للدولة التي يقتضي ان تكون وحدها حاملة السلاح. لينخرط الجميع في المسيرة السياسية ولينحصر ولاء الجميع للبنان وكفى البعض ولاء للنظامين السوري والايراني الذين تسببا للبنان واللبنانيين ولا يزالان بالويلات. 

 

سن الفيل 10 حزيرن  2008