المكتب المركزي للتنسيق الوطني

 

استعرضت الهيئة العليا في اجتماعها الدوري، برئاسة نجيب زوين، مجريات مناقشة البيان الوزاري واسفت للاسفاف الذي وصل اليه بعض ممثلي الشعب وعودة خطاب التخوين والارهاب والتهديد المبطن التي يمارسها نواب حزب الله...  وأصدرت البيان التالي:

 

إذا كان طبيعيا ان يشكل البرلمان، في الانظمة الديمقراطية، المكان الاوحد والارحب لتبادل الاراء ومناقشة كافة الامور وبالتالي نقل الصراع من الشارع الى المجلس النيابي، الا انه ليس طبيعيا ان يتحوّل النقاش تحت قبة البرلمان الى التهديد والوعيد. ومن سخريات القدر ان من عطّـل الحياة السياسية واوقف مسيرة الديمقراطية ثلاث سنوات يتذاكى في " ابشع المشاهد المسرحية " كانما الشعب ينسى من استباح الاعراض والكرامات واهدر الدماء.

 

ان المنابر اللبنانية، التي كانت محط انظار العالم الحر، لم تعهد يوما مثل هذا الانحطاط في الخطاب السياسي ابدا. فمن المفترض ان يتمثل كل حزب بالافضل من اعضائه، يعني وج السحارة، في الندوة النيابية اذ ان المجلس النيابي هو الهيئة الاولى التي تمثل اماني وتطلعات الشعب وبالتالي هي المسؤولة عن مستقبل البلد. انما ما شهدناه في اليومين الاخيرين من ردات فعل ومواقف جماعة 8 آذار، وخاصة ممثلي حزب الله، لا يشرّف باي شكل من الاشكال لا اشرف الناس ولا اطهرهم...؟؟؟ فبدل ان يطغى على المناقشات جو من الترفع و " رقي المخاطبة " والسلوك الاخلاقي، انتقل الشارع بكل تفاصيله ومفرداته الى المجلس. فكما كان للسلاح غير الشرعي الدور الاساسي في خراب الوطن وضرب مسيرة السلم الاهلي والسلام الداخلي، فهذا الكلام " غير الشرعي " يقوم بنفس المهام في المجلس النيابي.

 

ان السلاح غير الشرعي، الذي اقتحم البيوت ونكل بالمواطنين وافتعل المجازر في بيروت والجبل والشمال والبقاع، ووجه بالاستيعاب ضنا بحقن الدماء وليس ضعفا او تراجعا او تنازلا عن المبادىء والحقوق. قد تكون قاعدة 8 آذار في حاجة الى المعنويات، من وقت لآخر، وقد تكون هذه المواقف من صلب التربية التوتاليتارية والعقائدية للحفاظ على شعبية وابقاء القاعدة في حالة من الاستنفار الدائم. اما الكلام " غير الشرعي " واللهجة التصعيدية والتخوينية وخاصة التهديدية فليس لها اي تاثير على القوى السيادية وثوار الارز.

ان توزيع الادوار بين مكونات تجمع الثامن من آذار، واستعمال التكتيك الهجومي بصورة دائمة، يهدف الى محاولة التغطية على ما اقترفت اياديهم من جرائم بحق لبنان والشعب في السنوات الثلاث الاخيرة.

 

فهل ينسى اللبنانيون من عطل مسيرة التغيير وضرب ثورة الارز بالصميم بابقائه قصر بعبدا تحت الاحتلال وحمايته من تعين على يد نظام الاحتلال السوري...؟؟؟

 

هل ينسى اللبنانيون بسهولة من اقفل المجلس النيابي ووضع المفتاح في جيبه وعطل الحياة الديمقراطية...؟؟؟

 

هل ينسى اللبنانيون من ضرب الاقتصاد، باحتلاله وسط العاصمة، ومن ضرب مسيرة النهوض وساهم في اغلاق المؤسسات السياحية وشرد العاملين فيها...؟؟؟

 

هل ينسى اللبنانيون من اقفل الطرقات واشعل الدواليب واقفل المطار والمرفأ وعطل الموسم السياحي ...؟؟؟

 

هل ينسى اللبنانيون من قام بغزوة ايار مستبيحا الاعراض والحرمات مستعملا دماء المواطنين سلعة لتحقيق مآرب واطماع اسياده الخارجيين...؟؟؟

 

هل ينسى اللبنانيون من ضرب مفاعيل باريس 3 وجوّع الشعب... ان الخراب والتهجير والموت والارهاب هي ثمرة سياساتهم ونتاج اياديهم الخيرة...

 

في الختام ينتهز المكتب هذه المناسبة لتحية ممثلي الشعب السياديين الحقيقيين، نواب تجمع 14 آذار. هؤلاء النواب الذين لم يبخلوا يوما عن التضحية بالغالي والثمين في سبيل كرامتهم وكرامة من يمثلون.

 

تحية خاصة لمن لم تؤثر فيهم تهديدات الشارع والسلاح غير الشرعي يوما من الايام بل شكل كل هذا حافزا للعطاء والمواجهة.

ان الوطن الذي له ممثلين كهؤلاء، وشعب كشعب ثورة الارز، لهو وطن جدير بالحياة ولا خوف عليه من المستقبل.       

 

سن الفيل  12 آب  2008