المكتب المركزي للتنسيق الوطني

 

استعرضت الهيئة العليا في اجتماعها الدوري، برئاسة السيد نجيب زوين، المحاولات المستمرة لتعطيل مسيرة بناء المؤسسات الدستورية وفرض المطالب التعجيزية لاعاقة اطلاق عجلة الحكم، وحذرت من ان كل تاخير يفسح المجال امام الارهاب والعابثين بالامن، وأصدرت البيان التالي:

1- كان الاجدى بالعهد الفرنسي الجديد، الذي يعاني على ما يبدو من نقص حاد في الذاكرة، ان لا يدعو رئيس النظام السوري الى احتفالات الرابع عشر من تموز التاريخية، بل ان يدعو الى هذه الاحتفالات اهالي جنود فرقة " دراكار" الذين قضى منهم ما يزيد عن الستين في منطقة الرملة البيضاء في معرض الانفجار الارهابي الذي طالهم في بيروت. لقد قضى عدد من من هؤلاء الجنود بسبب القصف الذي تلا الانفجار وكانما لم يكف المجرمين الانفجار فشاؤوا دعمه بالقصف لعرقلة عمليات الانقاذ. كما كان الاجدى بالعهد الفرنسي الجديد ان يدعو افراد عائلة السفير الفرنسي الشهيد لوي دو لامار الذي اغتيل وسط بيروت.

وكذلك اهالي العقيد الفرنسي الشهيد " غوتييه" الذي استشهد في الحازمية وهؤلاء كلهم قتلتهم معروفون. اما وقد دعت الرئاسة الفرنسية من دعت الى احتفالات 14 تموز فاننا نكتفي ازاء هكذا دعوة الى الدعوة بدورنا الى مقاطعة هذه الاحتفالات التي لم تعد تحمل من مبادىء الثورة الفرنسية السامية الا الاسم... وا آسفاه.....    

 

2- من المؤسف ان نرى العماد عون الذي دعى يوما الى تكسير الرؤوس من موقعه كبطل للتحرير، ها هو اليوم يعلن للملأ ان زيارته لمن دعى الى تكسير رؤوسهم عزيزة على قلبه. وان ما يؤسف له ايضا، بعدما انحرف عن المبادىء التي نادى بها، تماديه في ضرب المواقع المسيحية الموقع بعد الآخر. فبعدما شن حملته الشعواء والمستنكرة ضد البطريركية المارونية وضد صاحب الغبطة والنيافة مناديا بحصر دور بكركي في الشأن الديني فقط، انتقل اليوم الى رئاسة الجمهورية عبر محاولة عرقلة تأليف الحكومة بإملاء شروطه التعجيزية.

كل هذا بعدما تمادى في وقت سابق في عرقلة انتخاب رئيس الجمهورية لشهور وشهور مناديا بنفسه رأسا للدولة ومعتبرا اي شخص آخر غير اهل لترؤسها. وبعد البطريركية ورئاسة الجمهورية انتقل اليوم الى مؤسسة الجيش راميا التشكيك ببياناتها العسكرية. وبعد كل ذلك نجده يتباهى زاعما انه اعاد الى المسيحيين حقوقهم المسلوبة في حين انه لم يترك موقعا للمسيحيين الا وحاول ضربه وتقويضه وافراغه من دوره تمهيدا لتسخيره او السيطرة عليه. كل ذلك في ظل ابتسامة الرضى من حلفائه في دويلة الولي الفقيه، وهو لا يترك مناسبة تفوته لمديحهم واطرائهم.

لقد باتت المناداة بتمثيل المسيحيين وبالدفاع عنهم لا تقف على قوس قزح واصبحت اثرا بعد عين، بعدما تبين للقاصي والداني الامعان المتواصل في التعرض للمراجع المسيحية وللمواقع المسيحية في الدولة بعدما تم التعرض في وقت سابق الى كل القوى السيادية المسيحية. كان الاجدى بمن يمعن ولا يزال في سياسة الحقد والطموحات الشخصية الالتفات الى حلفائه الحاليين الذين لطالما دعموه لرئاسة الجمهورية فصدقهم فاذا بهم يتركونه لدى اول منعطف ولمجرد تلقيهم اتصالات من اسيادهم الفرس ما يبين بوضوح مدى مصداقيتهم ومدى جدية دعمهم له.

 

إن تقوية وتفعيل دور المسيحيين في لبنان لا يكون الا بدعم البطريركية بدوريها الديني والوطني على السواء، وتسهيل مهمة العهد الجديد امام استعادة الدولة لدورها الحصري في حماية المواطن والامساك بالامن. كذلك التلاقي مع القيادات والاحزاب المسيحية التي يجمعها القاسم المشترك نفسه الا وهو سيادة لبنان وكرامته واسقلاله وحصرية امتلاك قراري السلم والحرب بالسلطة الشرعية دون شريك او منازع... 

 

سن الفيل 17 حزيرن 2008