المكتب المركزي للتنسيق الوطني

اعتبرت الهيئة العليا في اجتماعها الدوري، برئاسة السيد نجيب زوين، القول بان السلاح ضرورة وطنية وانه سيبقى سواء استعيدت مزارع شبعا ام لا, وعاد الاسرى ام لا, يؤكد ان حزب الله  يربط  استمرار السلاح ليس الى تحرير الارض من اسرائيل بل الى تحرير لبنان من اللبنانيين،  وأصدرت البيان التالي:

 

لقد بات حسم موضوع السلاح الايراني في لبنان امرا ملحا وفي غاية الاهمية لا يحتمل اي انتظار او تردد او تأجيل. اما مقولة ربط مصير هذا السلاح تارة بموضوع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وتارة بالاستراتجية الدفاعية، وتارة اخرى بالحوار الداخلي، وهي كلها امور من شأنها ان تطول، هذا الربط يؤدي الى اطالة وجود السلاح غير الشرعي. وهذا ما يزيد الخطر على السلم الاهلي خاصة بعد احداث ايار الماضي التي اسقطت ما تبقى من قناع عن هذا السلاح الذي لطالما قيل انه لمواجهة اسرائيل ولا شأن له بالداخل. فاذا بهذا السلاح ينغمس في الداخل، في الازقة والزواريب, ويفجر احقاد حامليه بوجه المواطنين العزل في احياء بيروت وبلدات الجبل.

 

والمضحك المبكي وصف احد مسؤولي حزب الله ما حصل بالعمل "المناقبي" وذلك في اطار كلمته الموتورة والمتوترة منذ ايام. هل المناقبية تتمثل باجتياح المناطق والتعرض للمواطنين العزل، والتطاول على الكرامات واستباحة الاملاك وممارسة اعمال الخطف والتنكيل والترويع والترهيب واحراق المؤسسات الاعلامية والاجتماعية والتربوية...!!! ان ما يفخر به هذا المسؤول بكلامه اللامسؤول كان يجب ان يندى له جبينه خجلا، وقد صح القول: ان لم تستح فافعل ما شئت.

 

اما الذرائع التي اعطيت لمحاولة تغطية جريمة استعمال هذا السلاح فتشكل عذرا اقبح من ذنب. من مقولة السلاح يحمي السلاح، الى مقولة اسكات مصادر النار، الى مقولة حماية ظهر المقاومة وهي ذرائع جد خطيرة قد يستخدمها حملة السلاح الايراني غير الشرعي وقادتهم لاحقا في اوقات وظروف يختارونها بغية تفعيل سيطرتهم اللاشرعية، وعبر محاولة قضم المناطق، المنطقة تلو الاخرى، وتوسيع النفوذ اللاشرعي على حساب سلطة الدولة وسيادتها.

 

اما قول قادة حزب الله ان سلاحهم لا يحتاج الى اجماع اللبنانيين فهو قول يفوق التحدي والاستفزاز، لان التحدي والاستفزاز يفترضان ضمنا الاقرار بوجود الآخر، في حين ان قولهم اعلاه يشكل الغاء للآخر ولسان حالهم: إن ايدتم وجود هذا السلاح فاهلا وسهلا، وإلا.... وفي مطلق الاحوال فهذا السلاح لا يحتاج الى تأييدكم.... إنه الالغاء الكامل لجميع اللبنانيين بشطبة قلم وتحويلهم الى خونة واعداء، وفي احسن الاحوال الى ضيوف ولاجئين... او تحويلهم الى متفرجين في بلدهم على سلاح يسرح ويمرح لا شأن لهم فيه ولا شأن لهذا السلاح بالمصلحة الوطنية اذ هو يخدم مصالح النظام الايراني ونزوات واطماع اشخاص لا يعني لهم لبنان شيئا إلا اللهم كمربض مدفعية تابع للجيش الايراني والحرس الثوري.

 

اما اخيرا لا آخرا, القول ان السلاح ضرورة وطنية وانه سيبقى سواء استعاد لبنان مزارع شبعا ام لا, وسواء عاد الاسرى ام لا, فيشكل قمة الانقلاب على المواقف السابقة.  التي كانت تربط بقاء السلاح بتحرير الارض فاذا بالقيمين على هذا السلاح يربطون استمراره باحلامهم الهادفة ليس الى تحرير الارض من اسرائيل بل الى تحرير لبنان من اللبنانيين والسيطرة عليه من اقصاه الى اقصاه بعد كسر ارادة الشعب اللبناني. اما ما فات حزب الله وقوى 8 آذار ومن وراءهم، ان الشعب اللبناني الابي لا يرضخ ابدا للقوة والهيمنة والتسلط وحكم الحزب الواحد وكما انتصر سابقا على اعداء الحرية، فان ابناء ثورة الارز سينتصرون وسيبنون لبنان وطن الانسان والكرامة والتعددية والديمقراطية.       

       

سن الفيل 24 حزيرن  2008