المكتب المركزي للتنسيق الوطني

 

استغربت الهيئة العليا في اجتماعها الدوري، برئاسة نجيب زوين، دفاع العماد عون عن الضباط الموقوفين في جريمة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه، ورأت فيه" اظهارا لحسن النية" والتزاما كاملا بتوجهات الثامن من آذار وشرطا مفروضا دفاعا عن النظام السوري قبل زيارته الى سوريا، واصدرت البيان التالي:

 

1- توقف المكتب باجلال واحترام امام الذكرى الثانية لاستشهاد الشيخ بيار امين الجميل ورأى في هذا الاستشهاد ذخيرة تدفعنا للاستمرار في مسيرة السيادة والاستقلال. فقد عبّر الشهيد البطل، كما ابطال ثورة الارز، عن روح المقاومة اصدق تعبير فلم يتخاذل ولم ينحن بل واجه المخاطر بعنفوان وكرامة. ففي هذه الذكرى المجيدة التي تتلاقى مع ذكرى الاستقلال يتوجه المكتب الى ابطال ثورة الارز، والى شهداء الاستقلال الثاني واعدا اياهم بمتابعة السير على خطاهم لتحقيق امال واماني اللبنانيين، خصوصا الذين انتفضوا في 14 آذار 2005، والعمل على اتمام بناء دولة السيادة والكرامة والقانون.

 

2- اما في ما يتعلق بزيارة العماد عون الى سوريا فهذا حق له لا يجادله به احد طالما انه اختار الانخراط في خط الممانعة والانتساب الى تجمع شكرا سوريا. لكن المكتب يأسف اشد الاسف، لما كان يمثل العماد عون في ضمير اللبنانيين من صفات السيادة والاستقلال والكرامة الوطنية. فهذه الزيارة ستبقى وصمة عار على جبين رئيس تكتل التغيير والاصلاح وعلى من تبقى في التيار الوطني الحر ومن لا يزال من مؤيديه. ان هذه الزيارة لن تمر مرور الكرام على الشعب اللبناني الابي الذي دفع من دمه وعرقه وحياته الثمن الباهظ لتحقيق الانسحاب السوري من لبنان العام 2005. لن ينسى اللبنانيون الشرفاء ما جادت به " ايادي النظام السوري البيضاء" طيلة السنوات الثلاثين الماضية: من عين الرمانة الى سن الفيل الى الاشرفية الى زحلة الى كل بقعة من لبنان. اذا نسي الجنرال او تناسى انجازات البوريفاج او عنجر فهل يستطيع تناسي النتائج المدمرة ل 13 تشرين: ليس اقله احتلال بيت الشعب ووزارة الدفاع وخطف الضباط وسوقهم الى سجون المزة؟ هل يستطيع ان ينسى الجنرال كيف اعدم حلفاؤه السوريون الجدد، وبدم بارد، المئات من ضباطه وعسكرييه، الذين استسلموا تنفيذا لاوامره، بعد تكبيل ايديهم برصاصة في الرأس؟

 

3-  لن ينفع الجنرال ابدا الاستمرار في اللعب على الالفاظ والقول ان النظام السوري اليوم هو غير النظام السوري امس. وهل وصل الجنرال عون الى هذا الحد من الاستخفاف الى استغباء اللبنانيين محاولا اقناعهم ان بشار الاسد هو غير حافظ الاسد. ان المدرسة واحدة والاستاذ واحد والهيئة التعليمية نفسها. فالاسلوب الاجرامي الذي امتاز به الوالد مستمر مع الابن بطريقة واسلوب مختلفين وادارة جديدة. فالمجازر التي ارتكبتها منظمة فتح الاسلام لا تختلف ابدا عن المجازر التي ارتكبت في القاع والدامور وضهر الوحش وطرابلس  فالعقل المدبر هو نفسه وصاحب الامرة هو هو. 

 

 4- يؤكد المكتب ان مسيرة ثورة الارز ستنتصر رغم العراقيل والصعوبات والافخاخ التي توضع في طريقها. فخيانة رئيس التيار الوطني الحر الوطنية، بعد نجاحه في انتخابات عام 2005 انطلاقا من برنامجه السيادي ثم انتقاله الى تحالف شكرا سوريا انتهت مفاعيلها. فاللبنانيون عموما والمسيحيون خصوصا ادركوا النتائج الخطيرة التي نتجت عن سياسة محور التحالف السوري الايراني. فليس من السهل ابدا اعادة الكرة مهما تفنن الجنرال ومهما استعمل من مفردات ومبررات ومهما حاول الصاق التهم باركان ثورة الارز، فلم تعد الاكاذيب تنطلي على اللبنانيين.. وان غدا لناظره قريب.

 

 

سن الفيل   26/11/2008