المكتب المركزي للتنسيق الوطني

 

ثمنت الهيئة العليا في اجتماعها الدوري، برئاسة نجيب زوين، الموقف الاستقلالي لرئيس الجمهورية في لقاء الدوحة التشاوري ورات فيه عودة بلبنان الى لعب دوره الفاعل والطليعي داخل المجموعة العربية واصدرت البيان التالي:

 

1. إن احداث غزة المأساوية التي ادمت القلوب كانت غنية بالعبر التي تستدعي التوقف عندها. اولها ان اسلوب العنتريات والمغامرات والمواجهات غير المدروسة وغير المستندة الى اية حسابات، لا بد ان تؤدي الى الكوارث والنكبات التي يتحمل مسؤوليتها من زج باخواننا الفلسطينيين في غزة في اتون النار كما فعل باللبنانيين في تموز 2006.

اما ثاني هذه العبر فهو يتمثل بالانكشاف المكرر للنظامين الايراني والسوري بعد انكشاف دورهما خلال احداث تموز 2006 التي افتعلها حزب الله. فهذان النظامان يريدان مواجهة اسرائيل بدماء اللبنانيين تارة وبدماء الفلسطينيين تارة اخرى مكتفيين بالشعارات والخطابات والمزايدات. كل ذلك في حين ان النظام السوري في حالة تفاوض مع اسرائيل ولم يحرك بالتالي ساكنا على جبهة الجولان لنصرة اهل غزة في حين ان النظام الايراني يستجدي المفاوضات مع الادارة الاميركية.

 

2. يستنكر المكتب الاصوات الايرانية في لبنان التي اخذت تتهجم على الدول العربية وتحرض عليها، وكان الاجدى بهذه الاصوات ان تحاسب نظامي الممانعة المزعومة اللذين وقفا مكتوفي الايدي يتفرجان على الفلسطينيين في غزة يذبحون على مدى ثلاثة اسابيع دون ان يحرك اي من هذين النظامين ساكنا سوى الاوتار الصوتية.

 

3. إن امتناع حزب الله عن الاغارة على اسرائيل اثر عدوانها على غزة، هو الذي لا ينفك يتباهى بصواريخه وبترسانته العسكرية غير الشرعية، هذا الامتناع لم يكن كرمى لعين الدولة اللبنانية ولا كرمى لعيني الوفاق الوطني بل لاقتناع حزب الله ان اي تحرك عسكري كان سيولد للبنان الموت والدمار والخراب كما حصل خلال احداث تموز 2006 المشؤومة التي افتعلها. ويشكل امتناع حزب الله عن الاغارة على اسرائيل اقرارا ضمنيا، ولكن اكيدا، من قبله بمسؤوليته الجسيمة عن احداث تموز 2006 واقرارا بعدم جدوى سلاحه واي سلاح غير السلاح الشرعي. لذلك فان المطلوب من حزب الله اليوم، واكثر من اي وقت مضى، نزع سلاحه اللاشرعي طوعا وتسليمه للدولة اللبنانية والانخراط في مسيرة بنائها والاقلاع عن رهاناته الكارثية التي دفع اللبنانيون، واهلنا الشيعة في الطليعة، الاثمان الغالية من جرّائها.

 

4. تحيي الهيئة العليا للمكتب موقف رئيس الجمهورية خلال الاجتماع التشاوري في الدوحة عندما تصدى باسم لبنان واللبنانيين للموقف الناعي للمبادرة العربية، فكرّس فخامته بموقفه هذا استقلال لبنان وقراره الحر ودوره الفاعل والطليعي داخل المجموعة العربية بوجه المزايدين العاملين على زيادة الانقسام بين العرب وقد تحولوا الى حصان طروادة للتدخل الفارسي التخريبي في الشؤون العربية فجاء موقف لبنان بمثابة الصفعة المفاجئة لهؤلاء.    

 

سن الفيل 27 كانون الثاني 2009