المكتب المركزي للتنسيق الوطني

 

اعتبرت الهيئة العليا في اجتماعها الدوري، برئاسة نجيب زوين، انه على حزب الله ان يفك ارتباطاته الخارجية التي جلبت على لبنان الخراب والدمار والعمل على ما يصب في مصلحة الوطن بشكل حصري، واصدرت البيان التالي:

 

يبدو ان هناك امر عمليات ايراني تم ابلاغه الى حملة السلاح غير الشرعي في لبنان وهذا ما يفسر تجديد التهديد بالانتقام لمقتل عماد مغنية واثارة موضوع الدبلوماسيين الايرانيين. والهدف من ذلك مزدوج فمن جهة هناك محاولة خلق البلبة في الداخل ومن جهة اخرى التمهيد ل 12 تموز آخر سيكون اكثر سوءا على لبنان واللبنانيين من 12 تموز السابق. وهكذا سيكون على اللبنانيين الذين دفعوا غاليا ثمن التحالف الايراني السوري، ان يدفعوا ايضا وغاليا ثمن اي تباعد بين سياستي هذين النظامين في ظل رغبة النظام الايراني عرقلة مفاوضات النظام السوري مع اسرائيل. وهذا ما يفسّر احداث غزة التي تسبب بها النظام الايراني وقد ادت الى تدمير القطاع وسقوط آلالاف من اخواننا الفلسطينيين بين قتيل وجريح ومشرد. وهذا ما يفسّر ايضا ما سمعه اللبنانيون امس على لسان راعي مصالح النظام الايراني في لبنان من تحذيرات وتهديدات وتلميحات.

 

آن الاوان لحزب الله ان يفك ارتباطاته الخارجية الضاربة عرض الحائط  بالوحدة الوطنية وبالسلم الاهلي وان ينصرف الى العمل على ما يصب في مصلحة الوطن بشكل حصري والى وضع رهاناته الخارجية جانبا والتي جلبت على لبنان الخراب والدمار وما تاريخا 12 تموز و7 ايار إلا خير دليل على ما تقدم ذكره. ففي 12 تموز تمت التضحية بالسلم الاهلي وتحول لبنان الى ارض محروقة، وفي 7 ايار تم ذبح الوحدة الوطنية واستبيح بعض المناطق على يد مسلحي هذا الحزب. هذا وقد وصل الامر بحزب الله الى حد التهجم على بعض الانظمة العربية انتصارا منه للنظام التوسعي الفارسي على حساب مصلحة لبنان ووحدة العمل العربي. وكانما المطلوب من لبنان الخروج على الاجماع العربي للاصطفاف خلف السياسة الفارسية المبنية على التوسع ومحاولة الهيمنة.

 

بازاء هذه المعطيات غير المطمئنة لا بل الباعثة على الارتياب بنوايا ومخططات حزب الله، فان المكتب المركزي للتنسيق الوطني يحمّل هذا الحزب مسبقا مسؤولية اي إخلال بالامن على الساحة اللبنانية، ومسؤولية التسبب باي عدوان اسرائيلي على لبنان. ولا تزال احداث غزة ماثلة في الاذهان فكفى اللبنانيين ما تحمّلوه على يد هذا الحزب من مآس وويلات وليعلم القيّمون عليه، ومن يدافع عن دولة ولي الفقيه والسلاح غير الشرعي وبطليعتهم النائب ميشال عون، ان السلم الاهلي وسيادة الدولة خطان احمران، وان لبنان لا يمكن ان يتخلى عن دوره الطبيعي والجامع بين الدول العربية، وان مصر ستبقى حاملة لواء الدفاع عن القضايا العربية المحقة، وخصوصا القضية الفلسطيية، في وجه سياسة الشرزمة والتفتيت والسفك المجاني للدماء الفلسطينية خدمة للدولة الفارسية التوسعية، واي تهجم على مصر هو اساءة لمشاعر قسم كبير من اللبنانيين. واذا كان للنظام الايراني كل هذه الغيرة على قضايا العرب فليتفضل بسحب جيشه الذي احتل الجزر العربية الثلاث منذ عهد الشاه ولا يزال قابعا فيها ضاربا عرض الحائط بالكرامة والحق العربي وبسيادة العرب عليها.

 

وفي مطلق الاحوال فان اللبنانيين لا يزالون ينتظرون، وهم على احر من الجمر، زوال سلاح حزب الله وانخراط هذا الحزب في العمل السياسي تحديدا اسوة بالاحزاب كافة ليكون السلاح بيد السلطة الشرعية حصرا، ولا سيما ان الحوار الذي شاءه حزب الله حول سلاحه اثبتت التجارب انه مضيعة للوقت ليس إلا في ظل تجاهل حزب الله لرفض اغلبية اللبنانيين لسلاحه غير الشرعي الذي هو مفروض عليهم فرضا خدمة للنظام الايراني وسياسته ولو على حساب مصلحة لبنان ومسيرة قيام الدولة.

 

وتوقف المكتب امام المطالب المالية لرئيس المجلس الاستاذ نبيه بري، والتهويل الذي يعتمده فرقاء 8 آذار، في معرض مناقشة موازنة الدولة تحت ذرائع فئوية وانتخابية مختلفة لم تعد خافية على احد. آن الاوان لوضع حد لاساليب الابتزاز والعنتريات، ان غالبية اللبنانيين يؤيدون سياسة الحكومة ويرفضون بصورة قاطعة تكرار مهزلة وادي الذهب التي دفعوا ثمنها من خزينة الدولة وبالتالي من عرق جبينهم.    

    

سن الفيل 3 شباط  2009