المكتب المركزي للتنسيق الوطني

 

رأت الهيئة العليا في اجتماعها الدوري، برئاسة نجيب زوين، ان انطلاق المحكمة الدولية يشكل مفصلا اساسيا في تاريخ لبنان، لاحقاق عدالة طال غيابها والاقتصاص من المجرمين والارهابيين الذين عاثوا خرابا وقتلا وتدميرا خلال ثلاثة عقود، واصدرت البيان التالي:

 

1. دقت ساعة الحقيقة، ساعة العدالة، ساعة الاقتصاص من المجرمين والمتورطين كافة في الجرائم الارهابية بحق القادة اللبنانيين من ابناء ثورة الارز. دقت ساعة اسقاط الاقنعة عن ازلامهم ومحاسيبهم وانصارهم واذيالهم واذنابهم، القدامى منهم على قدمهم والجدد على انحرافهم. دقت ساعة الحق في وجه الباطل وآن الاوان ان تلقى تضحيات اللبنانيين الثمينة الهدف المنشود المتمثل بكشف المجرمين والضالعين على اختلافهم وسوقهم امام القضاء لينالوا عقابهم. دقت الساعة كي يطوي لبنان واللبنانيون صفحة الارهاب والاجرام التي فتكت بهم واسقطت الكثيرمن القادة والمناضلين. إن فجر العدالة قريب فهنيئا لكم ايها اللبنانيون. 

 

2. يحيي المكتب اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام، ورئيسها سيادة المطران بشارة الراعي، ويؤيد البيان القيّم الصادر عنها اخيرا بما ورد فيه كافة، وبخاصة لجهة تذكير المتطاولين على الكنيسة وعلى صاحب الغبطة والنيافة باحكام قانون العقوبات الكنسي ولا سيما لجهة عقوبة الحرم الكبير. فالتهجم على الكنيسة ورموزها هو عمل مشين دينيا واخلاقيا واجتماعيا ووطنيا، وهكذا تصرف لا يمكن ان يصدر إلا عمن خلت انفسهم من الايمان وامتلأت في المقابل بالحقد والتوتر والكبرياء والانانية. ففقدوا ابسط مقومات مسيحيتهم ليتحولوا الى اعداء للكنيسة ولابنائها دأبهم التهديم والتهجم والاساءة والتجني. إلا انه فاتهم ان الكنيسة بناها السيد المسيح صخرة تتحطم على اقدامها اساءات المسيئين ولن تقوى عليها نار الجحيم وستبقى القلعة الصامدة الواحدة السيدة المقدسة الرسولية على ما احب المحبون، مهما كره الكارهون.  

 

3. كثرت مآثر انصار دويلة ولي الفقيه وكانما لم يكف اللبنانيين ما جرته عليهم احداث 12 تموز و7 ايار من ويلات. فاذا بالاحداث المبرمجة تتوالى من الاعتداء على المشاركين في ذكرى 14 شباط والتسبب بسقوط الشهيدين زين الدين والطعيمي فضلا عن عشرات الجرحى، الى خطف المهندس جوزيف صادر وقتل الطيار غسان المقداد، الى الاعتداء على قوى الامن الداخلي وخطفهم وتحطيم سيارتهم، الى تفجير سيارات المواطنين المؤيدين لتيار الانتماء اللبناني والمعارضين للتيار الشمولي، الى التشبث بالسلاح غير الشرعي. رغم ما سببه هذا السلاح للبنانيين من مآس وويلات، ورغم كونه مرفوضا لبنانيا ومفروضا عليهم  خدمة للدور التوسعي الايراني على حساب مصلحة لبنان وشعبه، الى تعطيل جلسات الحوار وتفريغها من مضمونها...

 

والقائمة تطول واللبنانيون باتوا يتساءلون متى سيعود هؤلاء الى لبنانيتهم ومتى سيسقطون رهاناتهم الايرانية التي لا امل لها في لبنان ولا مجال لقيامها ولا لنجاحها مهما كثرت الممارسات ومهما توسعت في الزمان  والمكان..؟؟  فلبنان كان وسيبقى بلد الحضارة والانفتاح والتعايش والتلاقي بين الاديان والحرية والديمقراطية والتعددية. وكل هذه القيم مجتمعة ومنفردة لا تأتلف، ولا يمكن ان تأتلف، مع آفات الحقد والتعصب والاستعلاء والقهر والشمولية والفئوية والعنف و لا يمكن لا لشعار الدين ولا لأي شعار آخر ان يخفي هذه الآفات او ان يجمّلها او يحجب سيئاتها المدمرة والتهديمية. فقد انتشر الوعي لدى جميع اللبنانيين وباتوا كلهم متّحدين تجاه هذا الخطر المتناهي على وحدة وطنهم واستمراريته.

 

ان الانتخابات لناظرها قريبة حيث سيقول اللبنانيون كلمتهم الصادقة وعنوانها نعم للبنان الكرامة، نعم للدولة السيدة، نعم لقوى الشرعية من جيش وقوى امن منتشرة وحدها و من دون منازع على كامل التراب اللبناني. وحيث سيطرح اللبنانيون جانبا كل شعار آخر كائنا من كان رافعوه وكائنا من كان داعموه سواء  في الداخل ام في الخارج.  

 

3  آذار 2009