المكتب المركزي للتنسيق الوطني

 

اعتبرت الهيئة العليا للمكتب المركزي للتنسيق الوطني في اجتماعها الدوري، برئاسة نجيب زوين، ان اغتيال النقيب الطيار سامر حنا على يد مسلحي حزب الله، ياتي في سياق الصراع على السلطة. انها مواجهة كيانية بين دولة حزب الله والدولة اللبنانية فاللبنانيون امام خيارات: الالتحاق بدولة حزب الله، التي تؤمن الحماية لرعاياها او تلقي مصير النقيب حنا، او توقيع مذكرة تفاهم كما مع التيار الوطني الحر او تحمل النتائج كما حدث في غزوة ايار... وأصدرت البيان التالي:

 

ان الرسالة من العملية الارهابية التي ذهب ضحيتها الشهيد النقيب سامر حنا واضحة وضوح الشمس ولا تحمل اي لبس. فهي تاتي في سياق خطة محكمة التنفيذ بدات باغتيال الضابط وسام عيد، فالعميد فرنسوا الحاج وصولا الى النقيب الطيار سامر حنا... وتتجاوز مجرد "خط احمر جغرافي " او سوء تنسيق الى بعدها الحقيقي: صراع البقاء. الرسالة واضحة: حذار من مجرد التفكير بتقوية القوى الامنية والجيش واستنهاض مؤسسات الدولة.

 

" نكون او لا نكون" : انها مواجهة كيانية بين دولة حزب الله والدولة اللبنانية. انها المواجهة بين قوى الامر الواقع والسلاح غير الشرعي من جهة، وبين الدولة الشرعية والقوى الامنية، من جهة اخرى، وفي طليعتها الجيش، الدولة السيدة التي يعود لها الحق المطلق والاوحد بامتلاك السلاح وفرض القانون والدفاع عن حياض الوطن.

 

نعم انه ممنوع على القوى المسلحة الشرعية من امن داخلي وجيش ان تتجهز عدة وعديدا لتصبح السلطة الامنية الوحيدة. فالنظام السوري الذي احتل لبنان منع قيام الدولة وتقوية الجيش طيلة مدة الاحتلال..!!! وتعهد تصفية المقاومة ليفسح في المجال امام مقاومة حزب الله الاسلامية. فالنظام السوري الذي عطّل قيام المؤسسات الشرعية الامنية وعلى راسها الجيش، شرع الباب واسعا امام السلاح غير الشرعي والمربعات الامنية ومخيمات الاجرام والارهاب. وبعد خروج الجيش السوري النظامي من لبنان العام 2005 اوكلت المهمة الى حزب الله الايراني التوجه والارتباط، وهو اليوم ينفذ المهمة على احسن وجه. والا كيف نفسر حمايته الدائمة للعملاء والاتباع السابقين والحاليين للنظام السوري وتوزيع السلاح عليهم...؟؟؟؟

 

كيف نفسر استعماله السلاح يمنة ويسرة كلما شعر بان مؤسسات الدولة قد تعود الى لعب دورها الطبيعي...؟؟؟

 لماذا يمنع قوى الامن من القيام بواجباتها بحماية الاملاك العامة ومنع الاعتداء على املاك الغير واقامة الابنية غير الشرعية..؟؟؟

عفوا انها ليست املاك الغير... انها الامتداد الجغرافي الطبيعي لدولة حزب الله ومن البديهي ان تحمي هذه الدولة رعاياها...!!!!

والا كيف نفسر التعرض لدوريات قوى الامن الداخلي بين الحين والآخر وايقافها والتحقيق معها...

 

بهذا المنطق وهذه القناعات تصرفت قوى دولة ولي الفقيه واغتالت النقيب الطيار سامر حنا واوقفت الضابط عبود وحققت معه...!!!

بمنطق القوة ومنطق السلطة يجري تسليم " احد مطلقي النار" على حد تعبير اعلام دولة حزب الله...!!!

وبمنطق الخيانة ينبري احد العملاء الصغار، بكل وقاحة ليقول: " قبل التحقيق مع من اطلق النار يجب التحقيق مع من اعطى الاذن للطوافة بالذهاب الى سجد"...؟؟؟ اي والله انه على حق... من سمح لطوافة الجيش اللبناني ان تحلق فوق ارض " جمهورية حزب الله" دون اخذ اذن مرور...؟؟؟

انه منطق الخيانة العظمى بعينها...!!!

 

كنا ولما نزل، من الداعمين والعاملين على قيام الدولة الواحدة صاحبة القرار الاوحد على الارض اللبنانية. وكل سلاح يرفع بوجه القوى الشرعية هو سلاح فتنة... من يطلق النار على القوى الامنية، وفي طليعتها الجيش هو عميل ومخرب وارهابي بغض النظر عن الهوية التي يحملها.

 

في الماضي القريب ساند اللبنانيون الشرعية بكل عزم وفخر وواجهوا الفلسطيني والغريب... واللبناني اليوم على اهبة الاستعداد لمساندة دولته والوقوف بوجه كل من تسول له النفس باستعمال السلاح والتعرض مجددا لقوى الشرعية.

 

اننا نتوجه بكل محبة وصراحة الى رئيس الجمهورية، والى السلطة التفيذية: انكم الملاذ والامل لكل اللبنانيين الاحرار.. عليكم اليوم قبل الغد أخذ زمام الامور واسترداد السلطة ممن يحاول تحت ستار المقاومة منعكم من ذلك.

 

ان مستقبل لبنان على المحك، والتاريخ سيحكم اما معكم اما عليكم، فالقيادة مسؤولية قبل اي شيء آخر. ان السلطة الشرعية يجب ان تبقى الامل والسد المنيع امام المخربين والارهابيين والمجرمين والقتلة... وعليها قبل اي شيء آخر, تامين الاستقرار والامن والطمأنينة لشعبها... وإلا....!!!!!

 

بيروت في 3 أيلول 2008