المكتب المركزي للتنسيق الوطني

بيان

عرضت الهيئة العليا في اجتماعها الدوري، برئاسة نجيب زوين، للاحداث في المنطقة وخصوصا في غزة، ولبعض مواقف الداخل واصدرت البيان التالي:

 

1- توقف المكتب امام احداث غزة الاليمة التي تعجز عبارات الاستنكار عن وصفها، وينحني اجلالا امام ارواح شهداء الشعب الفلسطيني الشقيق، ويتمنى للجرحى الابلال السريع معلنا تضامنه الكامل مع مأساة هذا الشعب التي جاوزت كل حدود محملا اسرائيل مسؤولية المجزرة واستمرارها.

إلا ان بعض الفصائل الفلسطينية هي شريكة اساسية في مسؤولية ما يحصل من جرّاء انقلابها بالسلاح على السلطة الشرعية الفلسطينية واقتطاعها قطاع غزة وسيطرتها عليه بالحديد والنار واتخاذها اهل القطاع كرهائن ومعتمدة اسلوب التصعيد العبثي، فجلبت على الشعب الفلسطيني الموت والدمار شبه الشاملين.

ان هذه الفصائل المرتبطة بالنظام الايراني تنفذ آجندة هذا النظام العامل على زعزعة الاستقرار في المنطقة هي العدو الاول للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني. ولن تجديها محاولة رمي كرة المسؤولية تارة باتجاه السلطة الفلسطينية الشرعية وطورا باتجاه بعض الدول العربية في محاولة يائسة منها لذر الرماد في العيون وتغطية ممارساتها اللامسؤولة بحق الشعب الفلسطيني.

ان المكتب اذ يدعو الى وقف حمّام الدم في غزة يدعو في الوقت عينه هذه الفصائل الى الانكفاء لتعود اجهزة السلطة الفلسطينية الى القطاع فيتوحد الشعب الفلسطيني تحت راية سلطته لا تحت راية فصائل تابعة للنظام الايراني ومؤتمرة به على حساب مصلحة القضية والشعب. ولا بد من التوقف امام المواقف اللامسؤولة لبعض مسؤولي هذه الفصائل من التهديد بالرد المزلزل، الى الدعوة الى فتح ابواب الجحيم، الى التباهي بان غزة مزينة بالدم الى غيرها من المواقف الغوغائية التي لن تؤدّ إلا الى مضاعفة معاناة الشعب الفلسطيني واغراق غزة بالموت والخراب.

 

2-يحذر المكتب جماعة 12 تموز، المؤتمرة بالنظام الايراني السعيد الذكر، من مغبة تكرار مغامرة 12 تموز المشؤومة التي ادت الى خراب لبنان. فلبنان لم يعد يحتمل هكذا مغامرات، والا فان اللبنانيين سيستمطرون على حملة السلاح غير الشرعي لعنات التاريخ اذ يكفيهم ما تحملوه حتى اليوم بسبب هذا السلاح واستمراره. اذا كان النظام الايراني يرغب محاربة اسرائيل فليفعل وهذا شأنه الا انه من غير المقبول استعماله لدماء الشعبين اللبناني والفلسطيني كوقود لسياسته الفارسية التوسعية، ومن غير المقبول ايضا زعزعة استقرار المنطقة كما هو حاصل اليوم على يد القوى التابعة لهذا النظام والمؤتمرة به.

 

3-نتساءل اين النظام السوري المنادي بالممانعة والتصدي المزعومين وقد وصل الى حد نعت العرب بانصاف الرجال... اين هذا النظام مما يحصل في غزة..؟؟ واين ممانعته وتصديه المزعومين..؟؟

لقد اثبت موقف النظام السوري ازاء ما يجري في غزة انه نظام المزايدات الكلامية والخطابية ونظام المتاجرة بالقضية العربية عبر تنظيم التظاهرات ورفع الآرمات والشعارات الخشبية الفارغة التي لم تعط يوما اية فائدة، في حين ان جبهته في الجولان هادئة ومستقرة منذ اكثر من خمسة وثلاثين عاما. وقد تحولت هذه الجبهة الى ساحة للاعراس حيث تتنقل الوفود موصلة العريس الى عروسه او العكس، وحيث لم تطلق رصاصة واحدة ولو بالخطأ او ابتهاجا بلقاء العروسين وذلك منذ 1973.

 

4-لم يعد اللبنانيون يفهمون استمرار التحالف، مع تبادل الرشق بالورود، بين العماد عون وحزب الله. خاصة في ظل دعوة الاول الى التفاوض المباشر في حين ان الثاني يرفض حتى الاعتراف باسرائيل ولو اعترف بها كل العرب.

ما اكده احد نواب الحزب الذي لم يجرؤ على انتقاد حليفه المفدى مخافة المس بالنظام السوري واغضابه. ان الاختلاف، لا بل التناقض، في موقف الحليفين ناتج عن اختلاف سياستي النظامين الايراني والسوري حيث بات لهذا النظام الاخير ناطق في لبنان ومدافع عنيد ومسامح غفور ترسل اليه الطائرة الرئاسية وتفرش له السجادات الحمراء وتنظم له الاستقبالات المفبركة على يد المخابرات. وبالمقابل يقوم بالدور المطلوب منه خير قيام من التعرض للمقام البطريركي الى التهجم على القوى السياسية المسيحية الى مواجهة القوى السيادية ورمي سهام حقده على السياديين...

لا بد من التذكير بعبارة شهيرة قالها احد المسؤولين السوريين، إذ أكد " ان ليس لسوريا حلفاء في لبنان بل " ع.ع." اي عدو او عميل وليس من احتمال ثالث". من هنا نقولها بالرأس العالي وبالفم الملآن اننا كنا وسنبقى اعداء لهذا النظام وفاء منا لشهدائنا وللمغيبين والمخطوفين والقابعين في غياهب سجونه وردا على ارتكاباته خلال ثلاثين عاما من الاحتلال وحتى اليوم.

 

5- إننا إذ نتوجه الى صاحب الغبطة والنيافة باطيب التمنيات لمناسبة الاعياد المجيدة، نرفع اليه رغبتنا، وهي رغبة يشاركنا بها كل محب لهذا الصرح الكبير دينيا ووطنيا، مآلها عدم جواز فتح الصرح ابوابه للشتامين الذين حاولوا ان يجعلوا من بكركي مكسر عصا. الذين يظنون، بعدما اسكرهم على ما يبدو بعض التصفيق من حولهم، انهم قادرون على المس بهذا المقام الرفيع وقد نسوا او تناسوا، لا فارق، ان قافلة من اعطي له مجد لبنان تسير وستظل سائرة مهما حقد الحاقدون، ومهما شتم الشتامون، ومهما تطاول المتطاولون، ومهما تباهى المتباهون، ومهما نفخ المنتفخون صدورهم بالحقد والضغينة وداء العظمة.        

 

سن الفيل 30 كانون الأول 2008