المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الاثنين 17/4/2006

قد سمعتم انه قيل للقدماء لا تزن.

واما انا فاقول لكم ان كل من ينظر الى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه.

 

البابا يدعو إلى السلام بين ثقافات العالم وأديانه 

الأحد 16 أبريل - أ. ف. ب.

  الفاتيكان: دعا البابا بنديكتوس السادس عشر اليوم في رسالته الى العالم بمناسبة الفصح للسعي الى "التعايش السلمي" بين الشعوب والحضارات والاديان في العالم متوقفا بشكل خاص عند دارفور والشرق الاوسط. ووجه البابا الذي يحتفل بعيد الفصح الاول له وهو على رأس الكنيسة الكاثوليكية نداء الى "المدينة والعالم" من شرفة كاتدرائية القديس بطرس كما يقتضي التقليد بعد القداس الذي احتفل به في ساحة القديس بطرس. ووجه البابا تمنياته الى العالم بـ 62 لغة امام حشد غفير. ودعا البابا الاسرائيليين والفلسطينيين الى الحوار لتجاوز العقبات "القديمة و الجديدة" التي تعيق التوصل الى حل للصراع في الاراضي المقدسة بوقت غير فوز حركة المقاومة الاسلامية حماس المعطيات. وخرج عن نصه ليعرب عن امله بتجنب "الحملات الانتقامية". واطلق رئيس الكنيسة الكاثوليكية تنبيها حول دارفور الذي يعاني سكانه من "حالة انسانية ماساوية"، كما خص بالذكر شعوبا افريقية عدة (في البحيرات الكبرى والقرن الافريقي وساحل العاج واوغندا وزيمابوي) "تتوق الى المصالحة والعدالة والتنمية". والمح البابا الى موضوع البرنامج النووي الايراني بدون ان يسمي ايران متمنيا حصول "مفاوضات جدية وعادلة" في القضايا النووية "للتوصل الى ترتيب يشرف الجميع".

وتمنى بنديكتوس السادس عشر ان "تتعزز لدى مسؤولي الامم والمنظمات الدولية الرغبة في التوصل الى تعايش سلمي بين الاتنيات والثقافات والديانات تبعد خطر الارهاب". وتمنى البابا ان "ينتصر السلام اخيرا" في العراق "على العنف المأساوي الذي يستمر بحصد الضحايا". ولم ينس اميركا اللاتينية حيث دعا الى "تحسين" الظروف المعيشية للسكان و"تعزيز" المؤسسات الديموقراطية وأدان عمليات الخطف واحتجاز الرهائن التي تجري في دول عدة فيها فوصفها بانها "جرح". وتمنى البابا ختاما ان يجد الايطاليون "الهدوء" و"التوافق" الوطني في "الظرف الخاص الذي تمر ايطاليا به" بعد ان عكست الانتخابات النيابية التي لم تعلن نتائجها بعد صورة بلد منقسم.

 

16 جريحاً في صدامات بين المسلمين والأقباط غداة الهجمات على 3 كنائس في الاسكندرية

القاهرة - من جمال فهمي – النهار 16/4/2006: تحولت أمس جنازة المواطن القبطي المصري نصحي عطا الله (78 سنة) الذي سقط مع خمسة جرحى آخرين في اعتداء الجمعة على ثلاث كنائس في مدينة الاسكندرية، صدامات طائفية في الشوارع بين المسلمين والمسيحيين. أسفرت عن إصابة 16 شخصاً بجروح. وأدى السخط العارم الذي شهده التشييع من كنيسة القديسين التي قتل فيها نصحي في حي سيدي بشر بشرق المدينة نحو المقابر، الى تظاهرة غاضبة شارك فيها المئات، وحمل بعضهم صلباناً ضخمة هاتفاً: "بالروح بالدم نفديك يا صليب"، وطالب بـ"الحقوق المهدورة" للأقباط، وإنهاء الاضطهاد الذي يتعرضون له. وحمّل المتظاهرون الحكومة وأجهزة الأمن تبعة استمرار الاعتداءات التي تستهدف دور العبادة المسيحية، وعبروا عن سخطهم على الرواية الرسمية التي تضمنها بيان وزارة الداخلية ورددها محافظ الاسكندرية اللواء عبد السلام محجوب أن الهجمات على المصلين في الكنائس الثلاث في ثلاثة أحياء مختلفة من المدينة نفذها شخص واحد يعاني "اضطراباً نفسياً".

وشكك المتظاهرون في صدق الرواية التي تنفي التخطيط المسبق للهجمات لأن الطريقة التي ارتكبت بها تشير الى أن المنفذين متطرفون اسلاميون و"كانوا يعرفون ما يفعلون" بدليل أن الضحايا سمعوهم يهتفون "لا إله الا الله"، و"كله إلا رسول الله" في إشارة الى اعتقاد بعض المسلمين أن المسيحيين عموماً مسؤولون عن الرسوم المسيئة الى النبي محمد. ولم يصدر أي موقف من بطريرك الأقباط الأرثوذكس والكرازة المرقسية الأنبا شنوده الثالث، غير أن مجلس كنائس الإسكندرية أكد في بيان أن "الاعتداءات الأخيرة تأتي في سياق مخطط إرهابي يستهدف كل الكنائس مع اقتراب عيد الفصح"، ورفض رواية وزارة الداخلية عن الاعتداءات مشككاً في صحة المعلومات التي تضمنها، خصوصا القاء المسؤولية على "مختل عقلياً".

وبدأت صدامات أمس عندما هاجم مسلمون تسلحوا بالعصي والحجار، المشاركين في جنازة نصحي عطا الله  في شارع 45 بحي سيدي بشر، واتسع الصدام بسرعة بين الجانبين مما دفع الشرطة الى التدخل للفصل بينهما مستخدمة الرصاص المطاط. غير أن مجموعة من المسلمين اعتلت السطوح في الشارع وواصلت قذف الحجار على المشاركين في الجنازة، فيما اعتدى شبان آخرون على ممتلكات مسيحيين وأضرموا النار في سيارة ومتجر يملكه قبطي  قبل أن تعود الشرطة للتدخل بالقاء قنابل الغاز المسيل للدموع في محاولة للسيطرة على الموقف. ولا يزال الاحتقان يسود الأحياء التي تقع فيها الكنائس الثلاث، وظل عشرات الشبان المسيحيين في الشوارع لأن "الأوضاع غير الآمنة" تدفعهم الى "الاعتماد على أنفسهم وتزوّد الوسائل بالوسائل التي تكفل لهم الحماية ودفع الاعتداءات التي تستهدفهم". وندد المرشد العام لجماعة "الأخوان المسلمين" محمد مهدي عاكف بالهجمات على الكنائس ووصفها بانها "جريمة غير مقبولة"، كما ندد اعضاء مجلس الشعب عن مدينة الاسكندرية الذين ينتمون الى الجماعة في بيان أصدروه أمس بالهجمات ووصفوها بأنها "اعتداء على شعب مصر كله مسلمين وأقباطا"، وحذروا من "سوء استغلال هذا الحادث المؤسف للنيل من وحدة النسيج الوطني".

 

معلومات تنشر لأول مرة عن متهم الإسكندرية 

 تحطم 40 سيارة و35 محلاً ومسجد وكنيسة معلومات تنشر لأول مرة عن متهم الإسكندرية

الأحد 16 أبريل -ايلاف

اشتباكات طائفية/ نبيل شرف الدين من القاهرة: علمت (إيلاف) من مصادر مطلعة أن محمود صلاح الدين عبد الرازق المتهم بالاعتداء على كنائس مدينة الإسكندرية سبق له الاعتداء على كنيسة "ماري جرجس" العام الماضي، ووقف أمامها يتحرش بالمصلين، مردداً هتافات إسلامية وأخرى معادية للمسيحيين، واستوقفته الشرطة حينئذ ثم أطلقت سراحه بعد أن استسمح أهله المجلس الملي بالإسكندرية، وكهنة الكنيسة ليتنازلوا عن بلاغهم لدى الأمن، غير أنه منذ إطلاقه لم يخضع لرقابة أو متابعة أمنية. وميدانياً، وعلى الرغم من الهدوء المشوب بالحذر الذي يسود أجواء المدينة التي حاصرتها الأطواق الأمنية، فقد ألغى الحزب الوطني (الحاكم) في مصر مسيرة كان يعتزم تنظيمها اليوم الأحد بمدينة الإسكندرية، احتجاجا على أحداث العنف التي شهدتها منطقة المنتزه، وعلمت (إيلاف) أن الأقباط رفضوا المشاركة في تلك المسيرة، وأن الأمن لم يوافق على تسييرها الآن. وبينما تحدثت أنباء عن وفاة مسلم أثناء المصادمات الدامية التي وقعت أمس بالإسكندرية، فقد فشل المجلس المحلي لمحافظة الإسكندرية في عقد اجتماع مع أعضاء المجلس الملي بالمدينة لاحتواء الموقف، وأن أهالي المصابين من الأقباط رفضوا استقبال وفد من أعضاء الحزب، وحاصرت مدينة الإسكندرية أطواق أمنية مشددة داخل محاورها المختلفة، وعلى منافذها وشددت السلطات من إجراءاتها الاحترازية، ويجري رجال المباحث عمليات تحقيق اشتباهات واسعة .

تحقيقات وضحايا

وانتشرت شائعات في المدينة إحداها تحدثت عن وفاة سيدة مسلمة، والأخرى قالت إن الاعتداءات على الكنائس أسفرت عن وفاة 17 شخصاً، وهو الأمر الذي أدى إلى وقوع مصادمات عنيفة انضم إليها اشخاص من كافة أحياء الإسكندرية، رافضين الانصياع لتعليمات قوات الأمن، ووصل عددهم إلى ثلاثة آلاف شخص لمهاجمة بعضهم البعض. وقد أسفرت الحوادث عن اصابة 32 مواطناً منهم اثنان من رجال الشرطة، بالاضافة إلى احتراق وتحطيم 40 سيارة و35 محلاً وتحطيم واجهة مسجد بشارع 45 واشتعال النيران في كنيسة .

 أما في التحقيقات التي كشف عن جانب منها مصدر قضائي قائلاً، إن المتهم أدلى بأقواله أمام النيابة العامة وقد ورد فيها إنه هاجم كنيسة "ماري جرجس" الصغرى في حوالي التاسعة صباحا، وهناك طعن ثلاثة أشخاص في ساحة الكنيسة، ثم استقل الترام من حي الحضرة حتى محطة مصر، ومن هناك استقل سيارة أجرة لكنيسة "القديسين" وأخفى السلاح الأبيض الذي يحمله وهناك طعن ثلاثة آخرين، وعندما انتهى من الكنيسة الثانية مسح السلاح المستخدم، واستقل سيارة ميكروباص حتى كنيسة العذراء بجناكليس دائرة الرمل وحاول اقتحامها، غير أن الأمن طارده فلاذ بالفرار، ثم استقل الترام ليهاجم كنيسة ماري جرجس الكبرى والتي تقع بحي "سبورتنغ" وهناك تمكنت قوات الأمن من إلقاء القبض عليه بينما فأخذ يصرخ اتركوني لأقتل 5 أو 6 آخرين، حسب الرواية التي أدلى لنا بها مصدر قضائي.وسبق أن صرح مصدر بوزارة الداخلية بأن المهاجم الذي نفذ هجمات يوم الجمعة والبالغ من العمر 25 عاما قال إنه كان ينتقم من الرسوم الدنماركية التي نشرت في صحف أوروبية، وقالت السلطات إن المهاجم مختل عقليا، لكن المسيحيين في شتى أنحاء مصر رفضوا هذه الرواية، قائلين إن السلطات تحاول التخفيف من الأمر، وتوفير المعاذير لمهاجمي الكنائس، وهي العمليات التي تكررت في أماكن شتى من البلاد منها الإسكندرية ذاتها العام الماضي. وكان ثلاثة أشخاص قد قتلوا في الإسكندرية خلال اشتباكات مع الشرطة في تشرين أول (أكتوبر) أثناء احتجاجات نظمها مسلمون ضد مسرحية عرضتها كنيسة قيل حينئذ إنها معادية للإسلام. وردد المشاركون في الجنازة التي شيعت يوم أمس هتافات تقول "نحن فداؤك ياصليب" و"بالروح بالدم نفديك ياصليب"، كما رفع المشيعون لافتات تقول "لماذا لا نستطيع العيش معا في سلام" و "لا للظلم ولا للاضطهاد" و "أهلا بالشهادة في سبيل المسيح". ويمثل المسيحيون الأقباط ما بين سبعة إلى عشرة بالمئة من عدد سكان مصر البالغ 73 مليون نسمة، وقال الرئيس المصري حسني مبارك يوم أمس إنه سيتصدى بكل حزم لأي محاولات تستهدف الإضرار بالوحدة الوطنية .

 

إسقاط الملاحقة ضد مغربي لعدم صلاحية القضاء العسكري

النهار 16/4/2006: اسقطت محكمة التمييز العسكرية برئاسة القاضي جوزف قزي امس الملاحقة ضد محمد مغربي، باعلانها عدم صلاحية القضاء العسكري لملاحقته بسبب الشهادة التي اعطاها في البرلمان الاوروبي في 4 تشرين الثاني 2003 بجرم "الاساءة الى سمعة المؤسسة العسكرية وضباطها".

ويعقد المحامي محمد مغربي بالاشتراك مع وكلائه من المحامين اللبنانيين والهولنديين وممثلي منظمات حقوق الانسان والنائب البريطاني جوليان برازير، مؤتمراً صحافياً، ظهر غد في ميريديان كومودور – الحمراء، يتناول فيه اثر قرار محكمة التمييز العسكرية على مستقبل حقوق الانسان والديموقراطية.

 

الصرح البطريركي احتفل بعيد الفصح المجيد في حضور رئيس الجمهورية وشخصيات

وطنية - بكركي 16/4/2006 (سياسة) ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير قداس أحد الفصح على مذبح الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي عاونه فيه المطرانان رولان ابو جودة وشكر الله حرب والآباء ميشال عويط، يوسف طوق، جوزف البواري وايلي ماضي، وخدمته جوقة مزار سيدة لبنان حريصا، وحضره رئيس الجمهورية العماد اميل لحود، وزير العدل شارل رزق، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، النائبان يوسف خليل وسمير عازار، الوزيران السابقان يوسف سلامة وناجي البستاني، النائبان السابقان إميل إميل لحود وإميل نوفل، قائد لواء الحرس الجمهوري بالوكالة العميد الركن خليل المسن، مدير عام الرئاسة العميد سالم بوضاهر، رئيس التشريفات في رئاسة الجمهورية السفير مارون حميري، المستشار الاعلامي في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا، قائد الدرك العميد انطوان شكور، مدير المخابرات العميد الركن جورج خوري، مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد، رئيس التفتيش المركزي القاضي جورج عواد، قائد منطقة جبل لبنان في قوى الامن الداخلي العميد بهيج وطفا، مدير عام الموارد المائية والكهربائية فادي قمير، المحامي العام الاستئنافي في بيروت القاضي جوزف صفير مدير عام هيئة السير فرج الله سرور، مدير عام مؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك، مدير عام وزارة المالية الن بيفاني، رئيس مجلس ادارة مدير عام مستشفى البوار الحكومي الدكتور شربل عازار، الامين العام للحزب الديموقراطي اللبناني زياد شويري، المهندس جو صوما، خطار حدثي، القنصل انطوان عقيقي، العميد المتقاعد ادونيس نعمة، قائمقام كسروان الفتوح ريمون حتي، المدير العام لمنظمة الانماء من اجل السلام الاجتماعي الدكتورة فاتن نصير، المهندس جبران باسيل، الدكتور جورج شقير، المحامي جوزف فرنجية، وحشد من الفعاليات السياسية والدينية والعسكرية وعدد كبير من المواطنين.

بعد الانجيل المقدس ألقى البطريرك صفير عظة بعنوان "انه قام من بين الاموات" استهلها بالتوجه الى رئيس الجمهورية بالقول: فخامة الرئيس، إننا نرحب بكم في بيت الله، وفخامتكم تؤمنون به تعالى، وتؤمنون بالوطن، بيتا لجميع اللبنانيين. ولا حاجة بنا الى أن نعلمكم أن الشعب اللبناني يعاني من ضيق، فعسى أن تلهمكم السماء وجميع معاونيكم أجدى الطرق للتخفيف من ضيقته، وإعادة ثقته بوطنه وحكامه، ليعود اليه ما عرفه في سابق عهده من أمن وطمأنينة وإستقرار وبحبوحة وسلام".

والقى البطريرك صفير عظة جاء فيها الاتي: "قيامة السيد المسيح هي عربون لقيامتنا من رقدة التراب، كل الناس حكم عليه بالموت، وما من احد مات، ورجع الى الحياة الدنيا، لان الموت يفكك الكائن البشري، فتعود النفس الى خالقها، ويعود الجسد الى التراب الذي أخذ منه، على ما يقول يوشع بن سيراخ: "خلق الرب الانسان من الارض، واليها أعاده"، وهذا هو مصير كل حي. لكن قيامة السيد المسيح هي التي تستوجب لنا القيامة السعيدة، إذا كنا من أهل التقى والصلاح، فالمسيح لم يمت لاجله، بل مات لاجلنا. وهذه هي الحقيقة الايمانية التي يذكرنا بها هذا العيد المجيد.

لاننا اصبحنا شركاءه في الحياة والممات، بعد قبولنا سر العماد المقدس، على ما يقول بولس الرسل: "انتم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح، فلا يهودي بعد، ولا يوناني، ولا عبد ولا حر، ولا ذكر ولا أنثى، فإنكم جميعا واحد في المسيح يسوع". واذا كنا جميعا واحدا في المسيح، فالاستنتاج واضح، وهو انه يجب ان نكون واحدا في ما بيننا. وكل خلاف، او نزاع، أو صراع، يحدث في ما بيننا، يكون قد أخرجنا عن طبيعتنا وموقعنا.

فنكون مسيحيين ظاهرا وبالاسم، ولكننا نكون في واقعنا وجوهرنا قد خرجنا على مسيحيتنا وديننا. وهذا ما يذكرنا به خاصة هذا اليوم عيد الفصح، اي يوم العبور من الموت الى الحياة أو يوم القيامة المجيدة. لقد تغنى القديس أغوسطينوس بهذا اليوم في احدى عظاته فوصفه بقوله فيه: "افراح يوم الفصح سببها قيامة الموتى، وولادة الذين اقتبلوا العماد ولادة جديدة وهذا الاحتفال له اسماء عديدة: فهو يوم الرب، ويوم الخبز، ويوم النور، وفي الاحتفال به يجب التقيد بقاعدة الاعتدال" ويتابع قائلا: "ايها الاخوة الاعزاء، ما أجمل ما تظهر لنا الكنيسة في هذا اليوم. ان جمال اليوم يفوق بكثير جمال باقي أيام السنة. وذلك ليس دونما شك بأشعة الشمس، التي تبدو أكثر سطوعا، من العادة، بل لآن قيامة الحمل تلقي عليه نورا خارق العادة.

في هذا اليوم ترتفع في الواقع شمس العدالة، أي المسيح في السماوات، بعد أن أعلن عن هذا الخبر المفرح لنفوس القديسين، وأخرج معه أجسادهم من جوف الارض. إن أورشليم السماوية هي أشبه بمجموعة كواكب روحية، التمعت التماعا جديدا، عندما عاد هؤلاء الموتى الى الحياة، ودخلوا داخل جدرانها. والكنيسة تبدو مشرقة لان جميع الذين ولدوا بالنعمة ينشرون عليها نورا حيا. والموتى القائمون من الموت كانوا شهودا على قيامة شمس العدالة، كالذين تقبلوا العماد بالماء والروح القدس. لنضرب على القيثارة مع داود، ولنرتل معا. هذا هو اليوم الذي صنعه الرب، فلنفرح فيه ونبتهج ".

هذه الفرحة الروحية هي ما يسمح لنا بان نبقى على تفاؤلنا مهما اشتدت علينا الايام، وثقلت علينا المحن والمصائب. ومعلوم أن أيام الانسان على الارض، ولو طالت تبقى قصيرة،" ولا ينفع أمال يوم الغضب"، على ما يقول سفر الامثال، "والبر ينقذ من الموت". ولا حاجة بنا الى تعداد ما يعاني اللبنانيون من نكد الايام في هذه الفترة من الزمن . وهي حالة توجب علينا ان نبقى على ما يعمر قلوبنا من رجاء مسيحي، فالله باق معنا. وإذا تنكرنا له فهو لا يتنكر لنا. إنه صادق بمواعيده.

على ما يقول سفر المزامير: "هو الرب الهنا في الارض كلها أحكامه، تذكر الى الابد ميثاقه الكلمة التي أوصى بها الى الف جيل". وليكن هذا العيد مناسبة للعودة الى الله بالتوبة الصادقة، والعزم الثابت على العمل على مرضاته، أيا تكن المغريات واسباب الابتعاد عنه، وهي كثيرة في ايامنا، ومناسبة للعودة الى الذات، فنلقي نورا كشافا في اعماق نفوسنا لنرى ما اذا كنا نسير بصدق واخلاص مع ذواتنا، ومع معتقداتنا الدينية والوطنية، ومناسبة للعودة الى بعضنا البعض، فلا نبقى متباعدين، لكيلا نقول متناحرين، وقد أوجدنا الله في هذه الدنيا لنعمل متضافرين على إعمارها بما أعطانا من قوة ادراك وخلق، فنساعد بعضنا بعضا على إجتياز المحنة، ذاكرين ما يقوله القديس يعقوب: "اذا كان أخ أو أخت عريانين، يعوزهما القوت اليومي، وواحد منكم قال لهما: اذهبا بسلام، واستدفئا، واشبعا، وانتم لم تعطونا حاجات الجسد، لأي نفع في ذلك"، ويضيف قائلا: "كذلك الايمان ايضا، وإن لم يقترن بالاعمال، فهو ميت في ذاته".

وإنا إذ نهنئكم بهذا العيد المجيد، نسأل السيد المسيح القائم من بين الاموات، بشفاعة والدته البتول، الكلية الطوبى، أن ينهضنا من الورطة التي نتخبط فيها، ويجمع أمرنا على خشيته وإنقاذ وطننا مما يعاني، وأن يعيد عليكم جميعا عديد أمثال هذا العيد، ويشملكم برضاه وبركاته".

مغادرة الرئيس ومع انتهاء القداس غادر الرئيس لحود الصرح، وكان في وداعه البطريرك صفير والاساقفة والاباء. وكان الرئيس لحود قد وصل الى الصرح البطريركي في بكركي عند الثامنة صباحا حيث كان في إستقباله على مدخل الصرح الخارجي أمين سر البطريرك الخوري ميشال عويط والقيم البطريركي الاب جوزف البواري ورئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن. وتوجه على الفور الى صالون الصرح، وكان في استقباله البطريرك صفير حيث قدم له الرئيس لحود التهاني بالفصح المجيد وبالذكرى العشرون على انتخابه بطريركا، ثم عقدت خلوة في مكتب البطريرك الخاص تناولت كافة المواضيع والتطورات لاسيما التي حصلت منذ آخر لقاء جمعهما يوم سيامة الاساقفة الاربعة في بكركي.

وبعد الخلوة التي استمرت ساعة كاملة قال الرئيس لحود اثناء توجهه والبطريرك صفير للمشاركة في قداس الفصح: "الخلوة كالعادة ممتازة وفي كل مرة نلتقي معع غبطته نتكلم في المواضيع العامة وشؤون لبنان، ويتأكد ويترسخ في ذهني ان عملنا المشترك مهم جدا لمصلحة خدمة لبنان وخصوصا وحدته". استقبالات وبعد القداس استقبل البطريرك صفير المؤمنين المشاركين في الذبيحة الالهية للتهنئة بالفصح المجيد. واكد البطريرك صفير خلال لقائه الاعلاميين المعتمدين في الصرح البطريركي الذين هنأوه بالعيد "إن أجواء الخلوة مع الرئيس لحود كانت ايجابية، مثل ما قال فخامة الرئيس". واعرب البطريرك الماروني عن تفاؤله في مستقبل لبنان قائلا: "البلد بلدنا".

ومن المهنئين بالعيد على التوالي: وزير الاشغال العامة والنقل محمد الصفدي، نقيب اصحاب المستشفيات سليمان هارون يرافقه الدكتور اسكندر الجلخ, ومدير عام مستشفى العين والاذن الدولي بيار الجلخ, دافيد عيسى, النائب السابق سليمان كنعان, المحامي جان حواط, جوزف العم, الشيخ سيمون الخازن, ووفود شعبية من مختلف المناطق اللبنانية. وتلقى البطريرك صفير سلسلة اتصالات هاتفية للتهنئة بالعيد ابرزها من الرئيس الياس الهراوي, نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان, الرئيس سليم الحص, والوزير السابق حسن الرفاعي.

 

المطران عودة تراس قداس الشعانين في كاتدرائية القديس جاورجيوس

يسوع يعلم كل مسؤوول انه خادم لشعبه ويفتديه ولا يستعمله لمأربه

وطنية - 16/4/2006 (متفرقات) ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة صباح اليوم قداس الشعانين في كاتدرائية القديس جاورجيوس في ساحة النجمة في بيروت في حضور حشد كبير من المؤمنين واطفالهم. بعد قراءة الانجيل المقدس القى المطران عودة العظة التالية: "البارحة عيدنا لقيامة لعازر واليوم نعيد لدخول الرب الى المدينة المقدسة اورشليم. امس أظهر الرب يسوع علانية انه غالب الموت والجحيم ومنهض لعازر من القبر، وهو سيد الحياة ومصدرها، رأيناه يتعاطف معنا في سؤاله "اين وضعتموه" ويبكي مدفوعا بمحبته لصديقه لعازر. رأينا انسانيته واتحاده بنا. اراد ان يعزينا قائلا انه "القيامة والحياة" ورب الخليقة بأسرها.

رأيناه يقيم لعازر من الموت بعد اربعة ايام على دفنه. اما اليوم فنعيد لملك السماء والارض الذي دخل الى المدينة المقدسة ليظهر محبته التامة للانسان، الراكب على السحاب، الراكب على ظهور الشاروبيم كإله، يدخل اورشليم على جحش آتيا الى الذبح بارادته، لكي يموت من اجلنا مصلوبا، وكان ملعونا كل معلق على خشبة. دخل المدينة ليقبل كل لعنة عنا وليجعل من الصليب (الذي كان لليهود لعنة) بركة للعالم، لان الرب عليه أظهر حبه العظيم للانسان. لعازر واختاه ارادوا ان يقيموا للرب يسوع عشاء ربما ليشكروه وليعبروا له عن امتنانهم العميق على اقامته لعازر من الموت. اتى يسوع "وكانت مرتا تخدم وكان لعازر احد المتكئين معه.

اما مريم فأخذت رطل طيب من ناردين خالص كثير الثمن ودهنت قدمي يسوع ومسحت قدميه بشعرها. كان الناردين عطرا طيب الرائحة يستورد من جبال الهند، لذا كان غالي الثمن. وكان ثمن المقدار الذي سكبته مريم على قدمي يسوع يعادل اجر عام كامل. سكبت مريم هذه الكمية على قدمي يسوع وكأني بها تقول: هذا ما استطعت بكل ما لدي ان اشتريه لاسكبه على قدميك، وانا عاجزة، مهما فعلت، عن شكرك على محبتك، الانسان لا يستطيع ان يفي الله على كل الاحسان الذي يفعله له. هذا ما ارادت مريم التعبير عنه: مهما قدمت لك، وانا لا اريد ان اقدم لك الا ما هو طيب وصالح وثمين، لا يساوي محبتك لنا. كذلك فان الناردين طيب يستخدم في مسح الملوك، ولعل مريم مسحت الرب يسوع به باعتباره مليكها، المسيح المخلص. يقول الانجيلي يوحنا ان مريم دهنت قدمي يسوع، والعادة كانت ان العبد هو من يمسح الرجلين. بعملها هذا كأني بمريم تريد ان تقول ليسوع انها لا تستحق ان تمسح قدميه، ما يذكرنا بقول يوحنا السابق عن المسيح: " لست بمستحق ان احل سيور حذائه"، اما مريم فقد اتت الى يسوع وسكبت الطيب على قدميه وحلت شعرها ومسحت به قدمي يسوع.

والشعر المحلول كان قديما علامة على سوء السيرة. لكن مريم ارادت ان تقول ليسوع انت الذي قلت عني اني جالسة عند قدميك اسمع كلامك، وهذا هو العمل الافضل، ابقى امامك خاطئة كالمحلولة الشعر. انا خاطئة امامك يا رب. ليس من انسان بلا خطيئة، حتى من يظن او يقال عنه انه يفعل الاعمال الحسنة. مسحت مريم الطيب بشعرها، وامتلأ البيت من رائحة الطيب" كما امتلأت من تواضع مريم وانسحاقها ووداعتها وكل ما وصفه بولس الرسول في رسالته: "الحق والعفاف والعدل والطهارة والصيت الحسن والفضيلة كل هذه لا تفوح رائحتها في البيت وحسب بل في الحارة والبلدة والمدينة والعالم. الاعمال الصالحة كالقنديل المضاء الذي يشع نوره. عندما قامت مريم بهذا العمل الحسن قال احد تلاميذه، يهوذا بن سمعان الاسخريوطي، الذي كان مزمعا ان يسلمه: " لم لم يبع هذا الطيب بثلاث مئة دينار ويعطى للمساكين". اهل الشر لديهم اعذارهم وينتقدون اهل الخير. " الآدمي " ديان لغير الآدمي حتى وان لم يتكلم. اعماله الصالحة تدين الاخرين، لذا يحاولون الانتقاص منة ومن اعماله. تساءل يهوذا لم لا يصرف ثمن الطيب على الفقراء؟ ويقول الانجيلي: " وانما قال هذا لا اهتماما منه بالمساكين بل لانه كان سارقا وكان الصندوق عنده وكان يحمل ما يلقى فيه".

صورة يهوذا تدلنا على محبة المسيح الفائقة. كان يهوذا احد التلاميذ، وكان "امين الصندوق" اي كان يحمل المال الخاص بالجماعة، بامر يسوع طبعا او نظن بان يسوع لم يكن يعرف انه سارق؟ بالطبع كان يعرف لكنه اراد ان يقول ليهوذا حتى انت ايها السارق احبك وابغي خلاصك. احب يسوع يهوذا ووثق به عل المحبة والثقة ترجعانه عن شره وخطيئته. اراد الرب ان يعلم يهوذا ويعلمنا ان في قلبه مكانا لكل انسان وان محبته تشمل الكل. "في بيت ابي منازل كثيرة" ومن اراد ان يأتي الي يجد مكانا وراحة. مريم، المرأة الجالسة عند قدمي يسوع تسمع كلامه، تحل شعرها لتقول له اني خاطئة. والخاطىء السارق، عوض الاعتراف بخطاياه والتوبة راح يوزع انتقاداته. هذا الانسان الذي رافق يسوع وكان احد الاثني عشر لم يفهم عمق محبة يسوع. من يبتغي الالتصاق بيسوع عليه ان يكون بريئا كالأطفال، مستعدا لاقتبال كل ما يقدم له.

عليه ان يفتح ابواب قلبه للمسيح، بعد ان يفرغ هذا القلب من كل اهتمام دنيوي، ومن كل المخاطر التي تحيق به. يهوذا استخدم عبارة نقيض بالتقوى " لم لم يبع هذا الطيب ويعط للمساكين" ليخفي دوافعه الحقيقية، اما الرب يسوع فعارف بما في قلبه لكنه اعطاه فرصة للخلاص. المهم ان يعرف المسيح كم هو مستعد قلبك ان يعطي. " يا بني اعطني قلبك" المهم ان نقدم نحن له قلوبنا". الرب دخل أورشليم كملك، لكنه لم يدخل على فرس أو حصان ولا في مواكب وضجيج, دخل راكبا على جحش بن أتان لكي يظهر للناس أن ملك الله يتصف بالتواضع والوداعة لا بالقوة والسلطة والبطش. خلال الصوم الأربعيني المقدس، كنا نردد كل يوم صلاة القديس افرام السرياني: "أيها الرب وسيد حياتي, أعتقني من روح البطالة والفضول وحب الرئاسة والكلام البطال". عندما كان يسوع يجترح العجائب, كانت الجموع تتبعه لتنصبه ملكا لكنه كان يهرب منهم الى الجبال. اليوم, بدخوله أورشليم, يظهر الرب يسوع نفسه ملكا إنما مختلفا عن سائر الملوك, ملكا يدخل أورشليم لا لاستغلال شعبه أو استعماله لمآربه بل لافتدائه, ملكا لا يبطش بشعبه ويؤذيه بل ملكا آتيا من أجل شعبه, ملكا يجب أن يتشبه به كل ذي سلطة أو مسؤولية أو ملك أو رئاسة، ويتعلم أن تكون عيناه على شعبه لا على منصبه, يسوع يعلم كل مسؤول أنه خادم لشعبه: جئت لأخدم لا لأخدم. يسوع دخل أورشليم، وهو عالم أنه سيموت لذا قال عن مريم: "أتركوها إنها ليوم تكفيني قد حفظته" (يوحنا 12:7). والطيب كان يدهن به الميت, الجموع كانت تحمل السعف والأغصان وتحييه ملكا لها, والأصوات كانت تخرج من أفواه الأطفال والرضع "أوصنا, مبارك الآتي باسم الرب, ملك إسرائيل" (يو 12:13) بحسب النبوة التي تقول "لا تخافي يا ابنة صهيون هوذا ملك يأتي جالسا على جحش أتان" (زكريا 9:9).

 الإنجيليون يظهرون أن أفعال الرب يسوع قد تممت أقوال الانبياء, وأظهر يسوع أنه في الحقيقة المسيح المخلص، وأنه جاء بتواضع, راكبا على حمار وضيع, ليحل السلام في العالم, والذين تبعوه كانوا يصرخون "أوصنا، مبارك الآتي باسم الرب.

مباركة مملكة أبينا داود الآتية باسم الرب. اوصنا في الأعالي. (مرقس 11: 9-10). الأبرياء وجدوا فيه ملكا أما اليهود والفرنسيون, عندما وجدوا الشعب يلتف حوله ويتبعه, فقد بدأوا يخططون لموته لأنه كان يشكل خطرا عليهم. في هذا العيد، يعلمنا الرب التواضع والوداعة والمحبة والاعتراف بالله كما فعلت مريم. ويقول لي ولكم ولكل خاطىء كما قال ليهذا أنت مقبول لدي ومحبوب. كما يعلمنا أن من رفع نفسه اتضع ومن وضع نفسه ارتفع. ملك الكون, رب السماء والأرض, أتي على جحش ابن أتان ليظهر أن المحبة هي التي تنتصر في النهاية, المحبة التي تضحي بذاتها حتى الموت.

 ألا جعلنا الرب كالأطفال ساعين وراء يسوع, مقدمين له عوض السعف محبة وصلاة من صميم القلب, مع أغصان الفضائل, هاتفين نحوه أنه ملكنا ومخلصنا وسيد حياتنا. ألا جعل الأيام الآتية علينا أيام بركة فيها ندخل في سر آلامه.

المحبة التي لا تحمل في طياتها ألما هي محبة زائفة, لأن المحبة تعطي من ذاتها, والرب أعطى نفسه من أجلنا. لنسعد جميعنا لاستقبال المسيح بأغصان أفعال الصلاح, حاملين سعف الطهارة والفضائل، لنستقبل يوم القيامة ومهللين المسيح قام. آمين".

 

المطران الراعي ترأس قداس الفصح في كاتدرائية مار مرقص

نعيش ازمة حقيقية في كذب وضلال على كافة المستويات

وطنية- 16/4/2006 (متفرقات) وفي جبيل ترأس راعي ابرشية جبيل المارونية المطران بشارة الراعي قداس عيد الفصح في كاتدرائية مار يوحنا مرقص, عاونه رئيس الانطش الاب انطوان خليفة ولفيف من الكهنة. بعد الانجيل القى المطران الراعي عظة تحدث فيها عن معاني العيد التي تحضنا على بناء مجتمع اكثر انسانية, داعيا الى اكتشاف جمال القيامة ,قيامة القلوب والعقول والارادات حتى يصبح الحدث التاريخي للقيامة حدثا يوميا لنعمة الكلمة والغفران فيخرج الانسان جديدا تسكن في قلبه حضارة الفصح حبا , وفي عقله حقيقة, وفي ارادته التزام الخير. واشار الى ان مجتمعنا الذي يعيش فسادا على كل المستويات وقد وصفه غبطة البطريرك صفير في رسالة الفصح انه يحتاج الى ارادات تلتزم بالخير وخدمة الشأن العام والعدالة والتضامن واحترام كرامة الشخص البشري وحقوقه. لقد فرغت قلوب ابناء هذا المجتمع من الحب والرحمة والانسانية وباتوا يعيشون في انانيات مطبقة وعبادة للذات تنفي كل انفتاح للقلب نحو الاخر حيث اضحى كل فرد يبحث عن مصلحته وشؤونه الصغيرة على حساب الخير العام, ولذلك فالحاجة ملحة الى ان تقوم الناس بقلوبها للحب والمصالحة والعزاء والعطاء تحقيقا لحضارة الفصح". وخلص المطران الراعي الى ان مجتمعنا يعيش ايضا ازمة حقيقية في كذب وضلال على كافة المستويات, فلا تحرره الا السنة تجاهر بالحقيقة وعقول تنفتح على نورها.

 

الكاثوليكوس آرام الاول ترأس قداس الفصح في كاتدرائية الارمن الأرثوذكس

مشينا طويلا على درب الصليب وعلينا أن نبني علاقات أخوة وتعاون مع الجميع

وطنية - 16/4/2006 (متفرقات) احتفل قداسة الكاثوليكوس آرام الاول، صباح اليوم، بقداس عيد الفصح المجيد في كاتدرائية الارمن الأرثوذكس في انطلياس. وفي المناسبة، ألقى عظة تناول فيها موضوع قيامة المسيح، واصفا اياها "انتصار الحياة على الموت. فالحياة هي هبة الله للانسان. لكن الشر والموت سيطرا على حياته وسلباه متعة الفرح بتلك الهبة الالهية، وها هو المسيح يأتي بصليبه ليعيد له الحياة الحقة، وبالتالي، قيامة المسيح هي عيد انتصار الحياة. وتحدث عن الوضع اللبناني الراهن، فقال: "يحتفل لبنان اليوم بعيد انتصار الحياة. مشى لبنان طويلا على درب الصليب، جيل بأكمله لم ير حوله سوى الدمار والرعب والموت.

روح القيامة يشرق اليوم فوق سماء لبنان مظهرا حياة جديدة عليه. درب القيامة هو درب الصليب، والشعب الذي سار على درب الصليب يستحق اليوم حياة جديدة". ولفت إلى أننا "كلبنانيين علينا ان نستغل الفرصة المتاحة لنا - وأنا أدعوها الفرصة الالهية - بأفضل طريقة ونسخرها لأجل تقوية الوحدة والتفاهم المتبادل. صحيح أنه لا يمكن العيش معزولا في هذا العالم. فالمشاكل التي نعانيها اليوم لها تأثيراتها الاقليمية والدولية، لكن بالنسبة إلينا كلبنانيين يجب أن تكون الاولوية للمصالح اللبنانية. وختم: "التمسك بلبنان ومصالحه لا يعني التصدي للآخرين ومصالحهم. علينا اذا ايجاد علاقات تكون مبنية على الاخوة والتعاون والاحترام المتبادل مع الجميع، منطلقين دائما من سيادة لبنان واستقلاله ووحدته التامة، هكذا كانت مواقف الارمن في لبنان، وهكذا ستبقى. وستستمر الطائفة الارمنية بممثليها في المشاركة الفعالة والايجابية في مسيرة الحوار الوطني".

 

الرئيس الايراني استقبل الرئيس بري

وطنية - 16/4/2006 (سياسة) استقبل رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية محمود احمدي نجاد رئيس المجلس النيابي الاستاذ نبيه بري الذي يزور طهران للمشاركة في مؤتمر البرلماني لدعم الشعب الفلسطيني. وقد وصف الرئيس بري اللقاء بالودي واشار الى انه جرى التأكيد على تفعيل اللجنة الرئاسية التي تعنى بقضية الامام السيد موسى الصدر ورفيقيه. من جهته أكد الرئيس نجاد حرصه على استمرار الحوار اللبناني في لبنان كأحد اهم مظاهر الوحدة الوطنية اللبنانية التي تؤمن منعة لبنان وتحصنه ضد العدو الصهيوني مشددا على ضرورة احلال الوئام الداخلي من خلال ايجاد الحلول لكامل الملفات المختلف عليها داخليا بما يضمن هذه الوحدة الوطنية وصلابة الموقف اللبناني.

 

البطريرك صفير استقبل الوزير سركيس ووفد من "القوات" والنائبين قباني وطور سركيسيان للتهنئة بالعيد

وطنية - 16/4/2006 (سياسة) استقبل البطريرك مار نصرالله بطرس صفير بعد ظهر اليوم وزير السياحة جو سركيس على رأس وفد كبير من القوات اللبنانية في منطقة بيروت لتقديم التهاني بالفصح المجيد. واعلن النائب سركيس بعد اللقاء ان القوات اللبنانية "لا تزال على موقفها من رئاسة الجمهورية بانتظار الثامن والعشرين من الجاري، وبعد هذا التاريخ سنتخذ الموقف المناسب بالتشاور مع حلفائنا".

كذلك استنكر النائب سركيس الاعتداءات التي طاولت الاقباط في مصر، وناشد السلطات المصرية ان "تحمي المسيحيين كما سائر المواطنين في مصر". ومن المهنئين النائبان محمد قباني وسيرج طور سركسيان، النائب السابق غطاس خوري، المدير العام للصندوق الوطني للاسكان انطوان شمعون.

 

الرئيس لحود هنأ صفير بالعيد وبالذكرى العشرين لتنصيبه بطريركا

وتداول معه في الاوضاع العامة والعمل المشترك لمصلحة لبنان ووحدته

وطنية - 16/4/2006(سياسة) شارك رئيس الجمهورية العماد اميل لحود في القداس الالهي الذي اقيم قبل ظهر اليوم في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي لمناسبة عيد الفصح المجيد، وترأسه البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير وعاونه فيه عدد من المطارنة ورجال الدين . وسبق القداس خلوة بين الرئيس لحود والبطريرك صفير هنأ خلالها رئيس الجمهورية البطريرك الماروني بعيد الفصح وبالذكرى العشرين لاعتلائه السدة البطريركية, متمنيا له دوام الصحة والعافية والعمر الطويل ليواصل رسالته الوطنية والروحية التي تعزز دور لبنان في محيطه والعالم .

واجرى الرئيس لحود والبطريرك صفير جولة افق تناولت مختلف المواضيع الداخلية والاقليمية والاوضاع السياسية والامنية والاقتصادية والاجتماعية. كما تم التداول في آفاق المرحلة المقبلة وضرورة العمل على تحصين الوحدة الداخلية, وتعزيز الحوار الوطني حول مختلف القضايا المطروحة, وترسيخ الامن والاستقرار في البلاد، وتمكين مؤسسات الدولة من القيام بالمهام المطلوبة منها حفاظا على مصلحة لبنان واللبنانيين. كما تطرق البحث الى الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية والادارية والسبل الآيلة الى الاهتمام بحاجات الناس وتحقيق المشاريع التي تعود عليهم بالخير وتعالج القضايا الاجتماعية والانسانية المتراكمة, وتعزز الثقة بين الدولة وابنائها وتضع حدا للفساد وهدر المال العام . وتداول الرئيس لحود مع البطريرك الماروني في التطورات الاقليمية وضرورة مواجهتها بمزيد من التلاحم والتضامن بين اللبنانيين كي لا تؤثر سلبا على الوضع في لبنان من مختلف جوانبه .

وبعد الخلوة سئل الرئيس لحود عن الانطباعات التي خرج منها بعد لقائه البطريرك، فاجاب:" الخلوة كالعادة ممتازة ، وفي كل مرة نلتقي فيها مع غبطته نتكلم في المواضيع العامة وشؤون لبنان ، ويتأكد ويترسخ في ذهني ان عملنا المشترك مهم جدا لمصلحة لبنان وخصوصا وحدته ".

 

عمار الموسوي : حزب الله مصمم على المضي في طريق الحوار

وطنية- 16/4/2006(سياسة) اكد عضو المجلس المركزي في "حزب الله" عمار الموسوي "بان "حزب الله" وعلى الرغم من الخلافات الجوهرية مع بعض الافرقاء مصمم على المضي في طريق الحوار والتفاهم طريقا أوحدا لحل الامور العالقة والمختلفة بين اللبنانيين". محذرا"من محاولة بعض المغامرين المنضوين في فريق الاكثرية اخذ الامور الى الصدام مع السوريين ومع الفلسطينيين وفي ما بين اللبنانيين بما لا يخدم الا المصلحة الخاصة لهذا البعض". ورأى الموسوي الذي كان يتحدث خلال لقاء سياسي شعبي في بلدة طير دبا- قضاء صور،"ان موضوع الشبكة الارهابية يتجاوز "حزب الله" والطائفة الشيعية الى مستوى كل الوطن، نحن نقول خذوا القصة بحجم التخطيط والاستهداف الذي يضع لبنان على شفير بركان، وكنا نتمنى على رئيس الحكومة وعلى وزير الداخلية ان يفكروا بالموضوع من زاوية الحس الوطني لان القضية كبيرة وتستحق الاهتمام والمتابعة الجدية ومن ثم فلتترك للتحقيق ان يكشف التفاصيل والخفايا".

 

الشيخ قاووق : الاميركيون وصلوا الى طريق مسدود في لبنان

وطنية- 16/4/2006(سياسة) رأى مسؤول منطقة الجنوب في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق انه ما دامت المقاومة مستمرة فلا حديث عن انتصار للمشروع الاسرائيلي - الاميركي في لبنان. منبها الى ان اميركا باتت تشكل اليوم مصدر الخطر الاول على الاستقرار في لبنان والمنطقة والعالم الاسلامي . واذ لفت خلال رعايته حفل توزيع جوائز اقامته جمعية القرآن الكريم في مركزها في جويا- قضاء صور،الى ان صمود المقاومة والشعب ادى في عدوان نيسان العام 1996 الى سقوط المشروع الاسرائيلي بكافة اهدافه السياسية والعسكرية.

واعتبر "ان القرار الدولي 1559 يريد ان يحقق نفس تلك الاهداف التي تواجه اليوم ايضا بنفس العزم والارادة والروح الجهادية والثبات من قبل المقاومة وشعبها الصامد". مشيراالى "ان اسرائيل عندما تلجأ الى الرهان على القرارات الدولية والضغوط الاميركية من اجل محاصرة المقاومة وانهاء سلاحها ، فهذا يعني مدى العجز الاسرائيلي عن مواجهة المقاومة عسكريا".مشددا على "ان المشروع الاسرائيلي - الاميركي في لبنان قد وصل الى مرحلة بدأ فيها بالتراجع والتداعي شيئا فشيئا". اضاف:"ان الاميركيين ايقنوا انهم وصلوا الى طريق مسدود، وبات اهتمامهم في لبنان ان يحافظوا على ماء الوجه". متسائلا "اين هو حديث بوش عن الانتصار في لبنان؟ ما دامت المقاومة مستمرة فلا حديث عن انتصار اميركي وانما الحديث عن خيبة أمل اميركية في لبنان ". وقال:" لقد اصبح اليوم الذين يراهنون على انتصار المشروع الاميركي في مأزق كبير ووصلوا الى مرحلة باتوا ينتظرون فيها المنشطات والجرعات المعنوية التي تأتي من واشنطن لان الساحة اللبنانية اثبتت انها ساحة غير مناسبة لاي مكسب اميركي او اسرائيلي بل ان الساحة اللبنانية ستبقى وفية للمقاومة وعروبية صامدة وثابتة في مواجهة كل التهديات الاسرائيلية والضغوط الاميركية مهما بلغت ".

 

النائب حميد: لا خيار للبنانيين الا الحوار والمجتمع الدولي يكيل بمكيالين

وطنية - صور 16/4/2006 (سياسة) رأى عضو كتلة التحرير والتنمية عضو المكتب السياسي لحركة "امل" الدكتور ايوب حميد، في حفل تأبين أقيم في بلدة شحور، "ان لا خيار للبنانيين الا بالتلاقي حول طاولة الحوار ومناقشة جميع الامور الخلافية بالعقلنة بعيدا عن أي تشنج في المواقف من أجل الوطن وتحصين الحكومة ودعمها لتقوم بمسؤولياتها الاجتماعية والاقتصادية". وقال: "نترقب بكل أمل الجلسة الحوارية المقبلة، وإن كان من تباين حول أمور خلافية فلا يعني أن نتوقف ونلتزم الشارع ونعمل على اثارة العصبيات التي لا تخدم الوطن".

ودعا "الى التمسك بالوحدة الوطنية والمحافظة على مقومات الصمود وحفظ المقاومة باعتبارها العنصر الاساسي لقوة لبنان في مواجهة العدو الاسرائيلي". واعتبر "ان الشبكة التخريبية التي كانت تريد النيل من إحدى رموز الوطن السيد حسن نصر الله هو عمل اجرامي يهدف الى اعادة المناخات التحريضية والعصبية بقصد أو بغير قصد تخدم المشروع الاسرائيلي الذي يسعى دائما للنيل من امننا واستقرارنا". وأكد "ان المجتمع الدولي والاميركي يكيل بمكيالين تنفيذ القرارات الدولية، ففي الوقت الذي تسعى الجمهورية الاسلامية الايرانية للحصول على تخصيب اليورانيوم من اجل التنمية تقام الدنيا ضدها، بينما اسرائيل تملك عشرات القنابل النووية من اسلحة الدمار الشامل، ولا تسمح لوكالة الطاقة الدولية أن تراقب هذه المفاعلات التي تشكل خطرا على المنطقة بأجملها، هذا بالاضافة الى المجازر العديدة التي أرتكبتها في الجنوب، وهي اليوم تقتل وتذبح وتدمر البيوت في فلسطين غير آبهة لا بالقرارات الدولية ولا بالقدرات العربية ولا بنداءات الارض مقابل السلام".

 

النائب عطاالله: الحوار سيفشل لان الشريك الآخر لا يتجاوب مع الاكثرية

وقوى 14 آذار تبحث آلية لتحركها وقد يكون الشارع ابرز المعطيات

وطنية- 16/4/2006(سياسة) اعتبر امين سر حركة اليسار الديموقراطي النائب الياس عطاالله "ان مؤتمر الحوار سيفشل في 28 نيسان الجاري، لان الشريك الآخر للحوار لا يتجاوب مع الاكثرية النيابية والحكومية"، مشيرا الى "ان قوى 14 آذار تعقد اجتماعات مكثفة لوضع آلية لتحركها في المستقبل قد يكون استخدام الشارع ابرز معطياتها"، معترفا بانه "من الصعب اسقاط رئيس الجمهورية رغم الدور المعيق الذي يلعبه في تنفيذ قرارات مجلس الوزراء والتي تصل الى نسبة تعطيل 15ال20 بالمئة من تلك القرارات".

وكشف النائب عطاالله "ان قوى الامر الواقع المسيطرة على الارض تريد حالة مواجهة لتعطيل السلطة في لبنان"، مشددا على "اهمية القرار الذي اتخذ بفتح المحاسبة من سنة ال 90 الى اليوم"، ومتسائلا "عن الجهة التي ستحاسب دون ان يكون لها خلفية كيدية سياسية للمحاسبة". وغمز من قناة التمثيل السياسي الشيعي "الذي تنقصه رغبة الشراكة الحقيقة في عمل الحكومة وفي الحوار". ورأى "ان تفعيل المجلس النيابي هو الذي يحمي الحكومة"، معتبرا "ان استنهاض القوى الحليفة لسوريا هو استنهاض كلامي وليس شعبيا"، ومستغربا "ان يدعو من مدد للمجلس النيابي السابق الى انتخابات مبكرة، خصوصا وان الانتخابات الاخيرة هي الوحيدة التي جرت خارج اطار الوصاية". كلام النائب عطا الله جاء خلال مؤتمر صحافي عقده في مكتب حزب اليسار الديموقراطي في طرابلس. وقال في مستهل كلامه "ان هدف اللقاء هو التوقف امام اهم القضايا في اعقاب المراوحة التي يعيشها البلد، بعدما وصل اليه مؤتمر الحوار الى حالة من عدم الفعالية وعدم القدرة على الخروج من المأزق القائم، بسبب الموقف المتشدد للنظام السوري الذي ترك بصماته على العديد من التيارات السياسية المشاركة على طاولة الحوار", لافتا الى "ان اللقاءات في الحوار تتكرر لتتحول الى نوع من طقوس نقاشية دون ان تصل الى اية نتيجة "، ومعتبرا "انه في 28 نيسان الجاري لن تكون النتائج مختلفة عن اللقاء السابق".

وقال:" ان الزخم الذي ظهر في المرحلة الاولى من خلال البيان الذي تلاه الرئيس بري، اعتقد انه تغير ولم يكن تغيره الا نتيجة ضغوطات ولسبب عدم قدرة القوى المحلية على تبدية المصالح الوطنية والولاء الوطني على اي مصالح اخرى، سواء كانت سورية او ايرانية، فهذه المراوحة تضع البلد على كل مستوياته السياسية والاقتصادية في حالة من الركود الخطير وتجعل من السلطة سلطة محدودة، اضافة الى ان قدرتها على ممارسة سيادتها ايضا محدودة, وأرى ان هذا الامر يتطلب اعادة النظر في هذه المنهجية بكاملها من قبل قوى 14 آذار".

ورجح النائب عطا الله "ان يفشل الحوار في 28 نيسان الحالي، اذ لا توجد اية متغيرات جدية عند الاطراف السياسية المختلفة التي هي اليوم مصطفة بشكل معين لتشن حملات على الحكومة وعلى قوى الاكثرية النيابية"، معتبرا "ان هذه الحملات لا تخدم مصلحة لبنان"، وقال "على الحكومة ان تعد خطة استثنائية ولا تراهن على امكانية الوصول الى حل مع الآخر".

اضاف:" انا ارجح ان التعاون مع رئاسة الجمهورية سيكون على مدى طويل, وفي هذا الوقت على الحكومة ان تصارح الشعب اللبناني بالدور المعيق الذي يلعبه رئيس الجمهورية وتدخله في قرارات مجلس الوزراء التي يمكن ان تصل استنسابا الى تعطيل 15 الى 20 في المئة من قرارات الحكومة ، ناهيك عن قوى الامر الواقع المسيطرة على الارض والتي ايضا تحد من سلطة الدولة، اما ما تبقى فلا يجوز ان يكون مبررا لان الحكومة تشل وتبرر سلوكا غير فعال في مواجهة كل الازمات المطروحة ضمن الامكانيات المتوفرة بين يديها اي 60 او 65 في المئة وهي النسبة التي يمكن للحكومة والاكثرية النيابية ان تحكم بها".

واستطرد :" انا ارى انهم يشكلون مدخلا ليكونوا بحالة مواجهة مع محاولة تعطيل السلطة في لبنان, وهو قرار معروف ومعلن من المخابرات السورية قبل خروجها بمنع اللبنانيين من ان يحكموا انفسهم بانفسهم". واكد على "اهمية القرار الذي اتخذ بفتح المحاسبة من العام 90 الى اليوم"، متسائلا "عن الجهة التي ستحاسب, والتي ليس لها اي خلفية كيدية سياسية للمحاسبة؟", معتبرا "اننا دائما نستمع الى وعود بالمحاسبة ولكن غياب آلية المحاسبة عطلت المحاسبة وتركت المجال للفساد والهدر". واشار الى "اننا اكثر من يطالب بالمحاسبة والحفاظ على المال العام ".

واردف قائلا:" ارى من المفترض ان يعاد تشكيل القضاء وهو يحتاج الى تنفيذ القانون الذي رده رئيس الجمهورية حول تشكيل مجلس القضاء الاعلى ، وانا استغرب كيف ان رئيس المجلس احتجزه بعد رده اول مرة وكان لديه فترة خمسة ايام، فيجب على الاكثرية النيابية ان توجد الاطار المناسب للجهة التي ستحاسب والتي ستفتح الملفات التي لا يجوز ان نميز فيها بين اي طرف وآخر".

ومن الناحية الاقتصادية, رأى النائب عطا الله "ان على الحكومة ان تقوم بمردودية اعلى، كون الرهان على حل سياسي مع الشريك الآخر يجب التخلص منه والتخفيف من التوقع والانتظار واهدار الوقت". وردا على سؤال حول التجاذب السياسي فيما الناس تلوم قوى 14 آذار وتتساءل ماذا فعلت وتفعل لتحسين الوضع المتردي, قال:" اعتقد ان تحويل المسؤولية الشكلية لا يوصل الى نتيجة ، فالحكومة عمرها لا يناهز السنة، واتت بعد حكم طويل لنظام المخابرات ولحكم امني استمر, منذ سنة ال 90 الى سنة 2005, وانا لا اعتقد ان هناك حلولا سحرية ولكن لا يجب هدر الوقت والتوقف عند الرهانات، لانه حصل رهان طويل على امكانية حل سياسي واعتقد ان عناصره غير متوفرة، فنحن كنا نتمنى ان يكون هناك اساس لحل سياسي بشراكة لبنانية تشكل مدخلا لمرحلة جديدة ولكن اذا كان هذا غير متيسر، فلا نستطيع ان ننتظر، وعلى الحكومة ان تنتهي من حال الرهان، وتنتقل الى ممارسة صلاحياتها بفعالية, وهذا الشيء الذي يتم بحثه اليوم في اطار اجتماعات ممثلي 14 آذار كبديل للمنهج الذي كان سائدا في السابق، فهذا هو الحل المطلوب اليوم لانه منهج الحسم والتعامل مع القضايا وتسمية الاشياء باسمائها ".

وردا على سؤال حول اللوم الذي توجهه قوى 14 آذار لرئيس الجمهورية فيما يتناسون القوى الاخرى والاطراف الاخرى التي تعرقل عمل الحكومة والدولة ولماذا المسايرة، قال النائب عطا الله:"ان التمثيل السياسي الشيعي تنقصه رغبة الشراكة الحقيقية في عمل الحكومة وفي الحوار، وبسبب تركيبة لبنان علينا الحرص والحذر، فقد دفعنا الثمن غاليا لنحافظ على تكوين الشراكة اللبنانية، دفعنا ثمنه في رئاسة المجلس وفي تشكيل الحكومة, وقد قدمنا كل ما نملكه لكي نؤمن هذه الشراكة، ولكن اذا كانت هذه الشراكة التي وكما تسمى ب " التمثيل السياسي الشيعي" تفضل مصالح المحور السوري- الايراني على المصلحة الوطنية اللبنانية وتنقض حتى مضمون مقدمات الحوار، فأرى انها تتحمل مسؤولية عرقلة امتداد سيادة السلطة اللبنانية وتأمين مصالح المواطنين". وهل يعتبر ان مؤتمر الحوار فخا؟, قال:" اعتقد انه ليس فخا لاننا اذا نظرنا بواقعية فلا احد من اللبنانيين وان كان مدركا ان الحوار ربما لن يصل الى نتيجة ، يرفض الحوار، فهناك رأي عام لبناني عليه ان يعرف من يبحث عن تسوية, ولبنان لا يمكن ان يحيا بلا تسويات، ومن يفضل مصالح خارجية على المصلحة الوطنية العليا.

الحوار ليس فخا ولا يمكن ان نعتبره هكذا لانه بعد آذار كان من الصعوبة ان نبحث عن حلول مختلفة واخرى غير الحوار، واذا فشل الحوار فيجب ان نحكم بالقوة التي هي بين ايدينا وعلى قوى 14 آذار ان تكون صريحة مع الناس وتفعل المجلس النيابي بالكامل وتشغل الحكومة كما يلزم ". وردا على سؤال حول تفسيره لاستنهاض القوى الحليفة لسوريا خاصة وان الحوار مجمد، حيث انهم بدأوا بالتحرك الفعلي, قال :" انه استنهاض كلامي وليس استنهاضا شعبيا لزيادة المنسوب العدواني, وهذا ما يريده النظام السوري وهو لا يعبر عن حقيقة اي تحول في موازين القوى، خاصة وانهم غير حريصين على نجاح بناء سلطة او دولة ، بل على العكس فهم حريصون على "خربطة" الوضع العام, وحتى اليوم لم يقطعوا الصلات والتنسيق مع الحكم السوري ، رغم ان البعض يقول انه اصبح معارضا لدخول الجيش السوري مرة ثانية, ولكن هذا الكلام بحاجة الى مراجعة نقدية عالية ، لاننا عندما كنا مجتمعين في ساحة الحرية ارسل الوزير سليمان فرنجية الجيش لردع المتظاهرين الذين كانوا يطالبون بخروج الجيش السوري. ان هذا النوع من الهجوم الكلامي لا يعكس حالة واقعية، بل حالة توتير وتعطيل في مسار عمل السلطة".

وتابع:" يجب ان نأخذ بالاعتبار اذا كان الشريك الآخر ليس موجودا وليس على نفس الطريق، فالمفترض ان نكون في كل المؤسسات الشعبية والحكومية والنيابية نؤمن في استكمال معركة الاستقلال ولا يكون هناك اي مبرر لاي تراجع بتاتا". وبالنسبة الى الدعوة لاجراء انتخابات نيابية مبكرة، قال:" انا استغرب ان تاتي الدعوة من الذين مددوا للمجلس الماضي وعينهم "رستم" ثمانية اشهر لينتخبوا العماد اميل لحود، كما انها المرة الاولى التي تتاح فيها للشعب اللبناني الفرصة لينتخب من العام 77 الى اليوم خارج سلطة الوصاية، فبدأوا يعملون ليقصروا مهلة المجلس، والكل يعلم انهم مددوا ثلاثة اشهر للمجلس الماضي من اجل ان يقع استحقاق رئاسي قبل الاستحقاق النيابي ويمددوا للشخص الوحيد "الموهوب "في لبنان الذي يستطيع ان يكون مؤتمنا على المصالح القومية والوطنية اميل لحود, الذي نعتبره مغتصبا للسلطة، واليوم لان الشعب اللبناني انتخب خارج الوصاية، لا نرى الا اقتراحات تصدر من الجهة نفسها التي اعتبرها امتداد الى عمق غير منتمي الى المصلحة الوطنية والى الداخل اللبناني, وتطالب بتقصير مدة المجلس النيابي, واعتقد انه من حقهم ان يطالبوا ولكن كنت آمل ان يكون لهم حد ادنى من الانسجام ويعملوا نقدا ذاتيا ويسألوا انفسهم لماذا مددوا للمجلس الذي قبله؟".

 

 السنيورة يلتقي بوش وأبواب دمشق موصدة أمامه 

الأحد 16 أبريل - أ. ف. ب.  بيروت: يبدأ رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة الاثنين زيارة الى الولايات المتحدة تستغرق اربعة ايام يلتقي خلالها الرئيس جورج بوش، في حين ما زالت ابواب دمشق موصدة امامه. وعشية موعد الزيارة اعلن السنيورة ان السلطات السورية لم تحدد له بعد موعدا لاستقباله. وكانت العلاقات بين لبنان وسوريا قد تدهورت بعد جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري التي اتهمت سوريا بالتورط فيها. ويستقبل الرئيس بوش الثلاثاء السنيورة، الذي كان المعاون الرئيسي لرفيق الحريري، حول مأدبة غداء تشارك فيها وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس.

وسيلتقي السنيورة ايضا مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي اي) روبرت مولر للبحث في المساعدة الاميركية في التحقيقات حول الاغتيالات السياسية التي نفذت في لبنان وفي المساعدة الاميركية لتعزيز قدرات الجيش اللبناني مع مساعد وزير الدفاع غوردن اينغلاند. وسيجري السنيورة محادثات مع وزيري الخزانة جون سنو والتجارة كارلوس غوتييريز ومدير صندوق النقد الدولي رودريغو راتو ورئيس البنك الدولي بول وولفوفيتز حول عقد مؤتمر دولي لتقديم مساعدة اقتصادية للبنان ترعاه الولايات المتحدة. وسيشارك في المؤتمر الى جانب الولايات المتحدة، كل من الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي والامم المتحدة وعدد من الدول العربية. وسيجري السنيورة محادثات مع الامين العام للامم المتحدة كوفي انان لتسريع وتيرة تشكيل محكمة ذات طابع دولي تكلف محاكمة قتلة الحريري الذي اغتيل في شباط (فبراير) 2005.

واعلن السنيورة انه سيؤكد للرئيس الاميركي جورج بوش ضرورة انسحاب اسرائيل من مزارع شبعا للتوصل الى نزع سلاح حزب الله اللبناني الشيعي. واضاف "ساؤكد للرئيس بوش ضرورة انسحاب اسرائيل من مزارع شبعا ووقف الانتهاكات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية". ورأى ان ذلك قد يؤدي الى نزع سلاح حزب الله الذي يرفض التخلي عن سلاحه طالما لا تزال اسرائيل تحتل مزارع شبعا. ويطالب القرار 1559 الصادر عن مجلس الامن الدولي بنزع سلاح حزب الله الذي تستخدمه المقاومة في جنوب لبنان لمحاربة اسرائيل. وحزب الله هو الحزب اللبناني الوحيد المخول حمل السلاح في لبنان، في حين ارغمت جميع الاحزاب الاخرى المسلمة والمسيحية على نزع اسلحتها في 1991 بعد انتهاء الحرب الاهلية في هذا البلد. وبعد الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان في العام 2000 رفض حزب الله القاء السلاح طالما لا تزال اسرائيل تحتل مزارع شبعا. ويؤكد لبنان بان هذه المزارع الحدودية بين لبنان واسرائيل وسوريا هي لبنانية. وقد احتلت اسرائيل هذه المزارع في حرب 1967 من سوريا. وعهد مؤتمر الحوار الوطني الذي يضم جميع القادة اللبنانيين بمن فيهم الامين العام لحزب الله حسن نصر الله الى السنيورة مهمة تطبيع العلاقات مع سوريا عبر ترسيم الحدود في قطاع مزارع شبعا وتفكيك قواعد المنظمات الفلسطينية الموالية لسوريا واقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين. لكن دمشق تشترط مسبقا بان تكف الغالبية البرلمانية اللبنانية برئاسة سعد الحريري، نجل رفيق الحريري، عن "السعي الى زعزعة استقرار سوريا عبر المؤامرات" التي يحيكها الغرب.

وتحاول السعودية ومصر نزع فتيل الازمة بين دمشق وبيروت. ولهذه الغاية، استقبل العاهل السعودي الامير عبدالله السبت الزعيم الدرزي وليد جنبلاط. وكان جنبلاط دعا الى "اطاحة النظام السوري الاستبدادي" وقام في السابع من اذار(مارس) بزيارة الى الولايات المتحدة اتهم خلالها سوريا بالسعي الى زعزعة الاستقرار في لبنان بالتنسيق مع ايران.

 

السنيورة الى واشنطن غداً ولقاؤه مع بوش الثلاثاء

المستقبل - الاحد 16 نيسان 2006 - يغادر رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة غدا الى واشنطن تلبية لدعوة من الرئيس الاميركي جورج بوش الذي سيلتقيه بعد غد الثلاثاء في البيت الابيض. ويرافق السنيورة في رحلته، التي تستمر خمسة ايام، وفد وزاري يضم وزراء: الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ، العدل شارل رزق، المالية جهاد ازعور والاقتصاد سامي حداد. وسيلتقي خلال الزيارة وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس وكبار المسؤولين الاميركيين، على ان يلتقي يوم الجمعة في مبنى الامم المتحدة في نيويورك الامين العام للامم المتحدة كوفي انان والمبعوث الخاص للامم المتحدة لمتابعة تنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن ومساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون القانونية نيكولا ميشال. ويحفل برنامج السنيورة بالعديد من الاجتماعات مع اعضاء في السلك الديبلوماسي العربي والاجنبي وشخصيات اميركية. وسيركز السنيورة في اجتماعاته مع الرئيس بوش والمسؤولين الاميركيين، على مساعدة لبنان في تحقيق قضاياه الوطنية وحمايتها، وابرزها: الانسحاب الاسرائيلي من مزارع شبعا ووقف الانتهاكات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية. كما سيضع المسؤولين الاميركيين في النتائج التي توصل اليها مؤتمر الحوار الوطني، وأهمية هذه النتائج بإعتبارها حازت على اجماع المتحاورين، والجهود المبذولة لتنفيذها، إضافة الى عرض الخطوات التي قطعتها الحكومة اللبنانية في الاعداد لمؤتمر بيروت واحد، خصوصا بعدما طرحت ورقة الاصلاح الاقتصادي على طاولة النقاش في مجلس الوزراء.

وسيبحث مع المسؤولين في الامم المتحدة الترتيبات الخاصة بالمحكمة الدولية.

 

يتوجه الى واشنطن غداً ويقابل بوش الثلثاء

النهار 16/4/2006: السنيورة: أتوقع دعماً أميركياً حقيقياً وسأطلب انسحاب اسرائيل من المزارع

اعلن رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة انه سيطلب من الرئيس جورج بوش الاسبوع المقبل الضغط على اسرائيل للانسحاب من مزارع شبعا الحدودية، لتمكين حكومته من بسط سلطتها على كامل الاراضي اللبنانية. وقال في مقابلة مع وكالة "رويترز" في مكتبه في وسط بيروت انه يتوقع من الولايات المتحدة ان تقدم دعمها الحقيقي الى لبنان، وهذا سيساعد لبنان على اعادة تثبيت سيادته واستقلاله وتعزيزهما، وسيسمح للحكومة بالمحافظة على دورها في المنطقة "منارة للديموقراطية". واوضح انه سيدفع في اتجاه وجهة النظر اللبنانية التي تقول بلبنانية مزارع شبعا المحتلة خلال المحادثات التي ستجريها في واشنطن ونيويورك، مؤكداً انه ذاهب "ليقدم الى الرئيس بوش قضيته... على اسرائيل الانسحاب من مزارع شبعا ووقف انتهاك اجوائنا ومياهنا". واشار الى ان مثل هذا الانسحاب سيكون خطوة جوهرية في اتجاه تعبيد الطريق للحكومة "لتصبح الطرف الوحيد الذي يحتكر حمل السلاح في البلاد"،  معتبراً ان ذلك سيكون عاملا مهماً في مساعدة لبنان على التوصل الى اجماع بين جميع مواطنيه على تحديد استراتيجية للدفاع عن لبنان.

ورأى ان من المهم للغاية ايضاً السعي الى الحصول على تأييد الرئيس بوش كي لا يصبح لبنان في أي شكل كرة في ملعب الآخرين او ساحة لنزاعاتهم.

وقال السنيورة انه سيناقش مع الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان التقدم الذي يجري تحقيقه لانشاء محكمة دولية لمحاكمة المشتبه بهم في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وما يتوجب على لبنان لاثبات لبنانية مزارع شبعا. وذكر ان المسؤولين السوريين لم يحددوا له بعد موعدا لزيارة دمشق ومناقشة هذه القضايا، كتوطيد العلاقات الديبلوماسية. واضاف "نحن حرصاء للغاية على وضع هذه العلاقة في قالبها الصحيح. هذا سيكون لمصلحة البلدين ونحن نؤمن بأنه يجب عمل شيء ان آجلا او عاجلا". ومن المقرر ان يتوجه السنيورة غدا الى واشنطن بدعوة من الرئيس الاميركي الذي يلتقيه في البيت الابيض الثلثاء المقبل. ويرافقه في الزيارة التي تستغرق خمسة ايام، وفد وزاري قوامه: وزراء: الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ، العدل شارل رزق، المال جهاد ازعور والاقتصاد سامي حداد. وسيلتقي ايضاً وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس وعدداً من المسؤولين الاميركيين الكبار على ان يلتقي الجمعة في مقر الامم المتحدة في نيويورك الامين العام للمنظمة الدولية كوفي انان، والموفد الخاص للامين العام لمتابعة تنفيذ القرار 1559 تيري رود – لارسن، ومساعد الامين العام للشؤون القانونية نيكولا ميشال.

وبحسب المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة، فان برنامجه سيكون حافلا بالمواعيد التي تشمل لقاءات مع اعضاء في السلك الديبلوماسي العربي والاجنبي وشخصيات اميركية. وسيركز في اجتماعاته مع الرئيس بوش والمسؤولين الاميركيين، على مساعدة لبنان في تحقيق قضاياه الوطنية وابرزها الانسحاب الاسرائيلي من مزارع شبعا ووقف الانتهاكات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية. كما سيطلع المسؤولين الاميركيين على النتائج التي توصل اليها مؤتمر الحوار الوطني، وأهميتها باعتبارها حازت على اجماع المتحاورين، والجهود المبذولة لتنفيذها، اضافة الى عرض الخطوات التي قطعتها الحكومة اللبنانية في الاعداد لمؤتمر بيروت -1 وخصوصاً بعد ان طرحت ورقة الاصلاح الاقتصادي على طاولة النقاش في مجلس الوزراء. وسيبحث مع المسؤولين في الامم المتحدة في الترتيبات الخاصة بالمحكمة الدولية.

 

مجدلاني: عون يسعى الى احتكار كرسي الرئاسة

النهار 16/4/2006: رد عضو "تيار المستقبل" النائب عاطف مجدلاني على قول النائب عباس هاشم ان تيار المستقبل يسعى الى احتكار الرأي العام. فقال: "اذا كان لا بد من الحديث عن الاحتكار، فهو موجود عند التيار الوطني الحر، حيث يسعى النائب العماد ميشال عون الى احتكار كرسي رئاسة الجمهورية انطلاقا من مبدأ "انا او لا احد". ورأى في حديث الى "وكالة اخبار اليوم ان "تيار المستقبل هو من اكثر التيارات انفتاحا، ونبحث دائما عن مصلحة الوطن". واذ ذكر بأن "افرقاء الحوار اعترفوا بأن ازمة الحكم هي في رئاسة الجمهورية" دعا الى "وضع حد للتمديد لرئيس الجمهورية اميل لحود كي ننتقل الى المرحلة الثانية، اي انتخاب رئيس جمهورية جديد، وتطبيق النظام الديموقراطي في اعلى مستوياته".

وعن اعلان الرئيس عمر كرامي والنائب السابق سليمان فرنجيه انشاء جبهة وطنية قال: "هذان معروفان بخطهما وهما يحاولان انشاء تحالف سياسي. انه حقهما". وذكر بأن "مواقف كرامي ليست نابعة من المصلحة الوطنية، وخصوصا انه  لم يصدر عنه اي موقف بعد زلزال اغتيال الرئيس رفيق الحريري". وذكّر ايضا بالمدة التي عطل خلالها كرامي البلد بسعيه الى تشكيل الحكومة، لافتا الى ان "فرنجيه ايضا هو الذي ساهم في تعطيل تشكيل هذه الحكومة".

 

حركة نشطة في الخارج و”تقطيع وقت” في الداخل

أسبوع ما قبل الأيام العشرة “المهمّة”: ضجيج أكثر... جديد أقلّ

عشرة أيام “مهمة” في مسار اللحظة السياسية اللبنانية هي تلك الواقعة بين 18 و28 الشهر الجاري... رئيس الحكومة فؤاد السنيورة يحل ضيفاًعلى الادارة الأميركية ورئيسها ويلتقي الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، والموفد الدولي لتطبيق القرار 1559 تيري ـــ رود لارسن يعلن تقريره، الرئيسان الفرنسي جاك شيراك والمصري حسني مبارك يناقشان ملف العلاقة اللبنانية ـــ السورية خلال القمة الثنائية في القاهرة، الديبلوماسية السرية في اتجاه دمشق تتقدم “المسعى” العربي المتراجع، والحوار اللبناني يعاود جلساته انطلاقاً من بحث بند مصير رئيس الجمهورية اميل لحود.

لوحة مواعيد جلّها خارجي، وفي الداخل يلهو الجميع بمواقف شبيهة بـ”اعلان النوايا” وبأخبار “الشبكة الارهابية” وتقصي أنباء عملية تجميع القوى الموالية لسورية في جبهة جديدة، ومناقشة ما تنطوي عليه “الورقة الاصلاحية” للحكومة، ومساعي تحالف قوى 14 آذار للخروج من المأزق، اضافة الى استمرار الجميع في المراقبة “عن بُعد” لخطوات رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري سيرج براميرتس في الطريق لإعداد تقريره النهائي ايذاناً بإحالة الملف على المحكمة ذات الطابع الدولي المتسارعة الخطى.

وبين “تقطيع الوقت” في الداخل والحركة النشطة في الخارج، تنتعش السيناريوات التي توحي تارة بقرب انتهاء فترة السماح الأميركية للمساعي السعودية مع سورية في إشارة الى إمكان استعادة قوى 14 آذار زمام المبادرة في معركة إسقاط رئيس الجمهورية، وتارة أخرى بأن الهجوم المعاكس لحلفاء سورية سينجح في تسديد المزيد من الضربات على النحو الذي يطيح حكومة الأكثرية للاتيان بحكومة “محايدة”، وتوحي أحياناً بأن التعادل السلبي سيؤدي الى بقاء الرئيس والحكومة “بلا مكابرة” وأحياناً أخرى بأن المأزق الحالي سيراوح مكانه الى أجل غير مسمى.

الأسبوع الحالي “المدخل” للعشرة أيام “المهمة” كان حافلاً بالكثير من الضجيج، بالقليل من الجديد، وافتتح بـ”تسريبة” الشبكة الارهابية التي سرعان ما تحولت “كرة ثلج” سياسية، واختتم بـ”دفعة” من المواقف لزعامات “الباب الأول” كالبطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير ورئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط، والأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله.

وفي رصد “بانورامي” لعناوين هذا الأسبوع يمكن التوقف أمام الوقائع الآتية:

* كشف النقاب، بالتزامن مع الاعلان عن “خلوة” ثالثة عقدت بين نصرالله والنائب سعد الحريري، عن توقيف “شبكة ارهابية” كانت تخطط لاغتيال نصرالله خلال مشاركته في جلسات الحوار.

* إرجاء زيارة اللجنة الوزارية المكلفة استطلاع الأوضاع الاجتماعية للفلسطينيين لمخيم عين الحلوة بناء لطلب المنظمات الفلسطينية التي يبدو انها لم تتفق على “برنامج موحّد” لزيارة وفد الحكومة اللبنانية.

* اتفاق بـ”الأحرف الأولى” في مجلس الوزراء على وضع اليد على أزمة الضمان عبر سلسلة اجراءات بينها تكليف شركات عالمية التدقيق في حسابات الضمان منذ العام 2000 كجزء من عملية الاصلاح.

* استقبال شيراك للنائب الحريري لساعتين تركز الحديث خلالهما على المحكمة الدولية ومؤتمر بيروت ـــ 1 والحوار اللبناني والذي قال عنه الرئيس الفرنسي “أملنا كبير في الحوار الذي يتطلب تنازلات متبادلة”.

* صدور مواقف تعلن “الحرب” على الحرب في ذكرى 13 نيسان المشؤومة، رغم مصادفة الذكرى الـ 31 لـ “الرصاصة الأولى” مع أجواء احتقان تستحضر المخاوف من السقوط مجدداً في أجواء من “الحرب المقنعة”.

* إلغاء الحكومة اللبنانية إصداراً في الخارج قيمته 800 مليون دولار بعد فوز شركة “ليبانسيل” بقرار تحكيمي يقضي بالحجز على أموال الحكومة اللبنانية في الخارج، وهو الأمر الذي أفضى الى تجدد المواجهة بين الحكومة والشركة.

* لقاء في دمشق بين نصرالله والرئيس الايراني سابقاً هاشمي رفسنجاني الذي رأى انه “يجب ألا تحوّل الخلافات اللبنانية الداخلية البلاد الى ساحة صراع”، مؤكداً على الموقف الايراني الداعم للمقاومة.

* اعلان الحكومة تحت وطأة “الهزة” التي أحدثها القرار التحكيمي بالحجز على أموالها في الخارج لمصلحة “ليبانسيل” عن التدقيق والمحاسبة في كل المؤسسات والصفقات منذ العام 1990، اي منذ انتهاء الحرب.

* مضي العماد ميشال عون، الذي زار قطر والتقى أميرها، قدماً في مقايضة الأكثرية النيابية بين مبايعته رئيساً أو بقاء الرئيس لحود، الذي ستكون الأكثرية مطالبة بالتعايش معه والاعتذار منه، بحسب عون، إذا لم يتم الاتفاق في شأن الملف الرئاسي في 28 الشهر الجاري.

* معاودة طرح البطريرك صفير للمأزق الرئاسي انطلاقاً من قوله “ان الرئاسة تفقد بريقها وهيبتها”، مشيراً الى “ان الرئاسة يتجاذبها الخارج والمطلوب منقذ”، واللافت انها مواقف استبقت خلوته مع الرئيس لحود اليوم.

* إعلان جنبلاط انه لن يصوّت لـ”رئيس تسوية”، مشيراً الى “ان المعادلة عادت الى نوع من توازن الرعب السياسي والأمني في البلاد”، ولافتاً الى انه لا بد من وضع استراتيجية جديدة لقوى 14 آذار بعد تأخر إسقاط الرئيس لحود.

* مطالبة نصرالله للأكثرية في حال فشل الاتفاق في شأن الملف الرئاسي بالتعايش مع الرئيس لحود “بلا مكابرة”، معلناً التزامه بالحوار “أياً تكن الصعوبات السياسية والأمنية”، تاركاً للقضاء أمر الشبكة الارهابية.

* الاتجاه الى تشكيل جبهة سياسية للقوى الحليفة لسورية ووضع اللمسات الأخيرة عليها، بحسب المؤتمر الصحافي المشترك لرئيس الحكومة السابق عمر كرامي والنائب السابق سليمان فرنجية، ومهمتهما الدفاع عن الرئيس لحود وإسقاط الحكومة وانتخابات مبكرة.

* وفي قراءة هذه الوقائع يتبيّن أن أطراف الصراع عملوا على استكمال تموضعهم خلف مواقف أقرب الى “المتاريس” في ملاقاة “فصل جديد” من الاتصالات النشطة في الخارج حول لبنان، من واشنطن الى نيويورك، فالقاهرة والرياض ودمشق بعدما كان “الملف اللبناني” بدا في “استراحة” أملاها الحوار الداخلي الذي اصطدم بـ”شقه السوري” بعدما ظهر ان دمشق غير متحمسة لاستقبال الرئيس السنيورة ولا لمناقشة ما تم إقراره في جولات الحوار ولا لفتح ملف العلاقات بين البلدين.

 

واشنطن كانت تخطط لحرب على إيران في 2003 

الأحد 16 أبريل - أ. ف. ب.

 واشنطن: اعلن محلل عسكري اليوم الاحد ان واشنطن كانت تخطط لشن عملية عسكرية واسعة النطاق ضد ايران باعتمادها هجوما بالصواريخ واجتياحا بريا وانتشارا بحريا للسيطرة على مضيق هرمز وذلك قبل التدخل في العراق في اذار/مارس 2003. وكتب وليام اركين في صحيفة "واشنطن بوست" ان الخطة عرفت باسم "تيراننت" (ثياتر ايران نير تورم). وكان المشروع يتضمن تحليلا مفصلا لترسانة الصواريخ في ايران وخطة للهجوم للقضاء على اسلحة الدمار الشامل الايرانية، كما اوضح اركين في الصحيفة. وقال المحلل ان الاميركيين والبريطانيين استعدوا للعملية عبر المشاركة في مناورة عسكرية في بحر قزوين. وبحسب مصادر عسكرية، فان العملية كانت عهدت في 2002 الى الجنرال جون ابي زيد الذي عين في تلك الاثناء قائدا للقيادة الاميركية الوسطى. لكن الاستعدادات للخطة كانت بدأت بشكل جدي في ايار/مايو 2003 عندما جمعت اجهزة الاستخبارات كل المعطيات الضرورية لسيناريوهات الحرب على ايران. ومنذ ذلك الوقت، تم تحديث هذه الخطة عبر استخدام معلومات جمعت في العراق، كما اوضح المحلل اركين. ووضع متخصصون في سلاح الجو خططا هجومية ضد الدفاعات الجوية الايرانية بينما درس اخرون في سلاح البحرية مسالة الدفاعات الساحلية للبلاد اضافة الى سيناريوهات لابقاء السيطرة على مضيق هرمز الذي يمر عبره نفط الخليج.

 

لقاء لـ"التيار الوطني" مع وزير الصحة

النهار 16/4/2006:اقامت هيئة الاشرفية في "التيار الوطني الحر" لقاء مفتوحا مع وزير الصحة محمد خليفة، في حضور نقيب الاطباء ماريو عون وممثل  نقيب المحررين الزميل مارك بخعازي والمسؤول في "التيار" الان عون ورئيس نادي الصحافة يوسف الحويك ومخاتير منطقة الاشرفية والرميل والصيفي وعدد من الناشطين. وتحدث منسق منطقة الاشرفية في "التيار" ميشال متني، تلاه خليفة الذي اعتبر ان "اي نوع من الاصلاح يحتاج الى تغيير في عقلية الدولة، فمؤسسات الدولة عاجزة عن اخراج البلد من المأزق الكبير الذي وقع فيه، واللجوء الى الحوار من خارج المؤسسات اكبر دليل على هذا العجز". ورأى ان "من حق المواطن التساؤل عن جدوى خطة الاصلاح الاقتصادي في ظل استشراء الفساد الاداري وانعدام الضمانات الاجتماعية وفي مقدمها الضمان الصحي". وفي موضوع مشروع المحاسبة المالية الذي رفعته الحكومة الى مجلس النواب، اكد ان "اي محاسبة لا تكون محددة الاهداف والزمان، هي من دون جدوى، وان مشروعاً كهذا يغرق البلاد في مزيد من الديون، وخصوصا ان  زيادة الضرائب لا تحل المشاكل لان الاصلاح يبدأ في زيادة فرص العمل وجلب الاستثمارات وانشاء شبكات الامن الاجتماعي". ودعا المعارضة الى "الضغط على الحكومة عندما تنتهك حقوق الشعب".

 

إلى شهداء الحرية 

الأحد 16 أبريل - جوزيف بشارة - ايلاف

 إلى شهداء الحرية: شكراً؛ ليس حب أعظم من هذا

 يحتفل المسيحيون في العالم اليوم. باستثناء الأرثوذكس الشرقيين. بعيد الفصح. يحمل العيد - حسب العقيدة المسيحية - معان عميقة عن نظرية التضحية والكفارة بالدم التي تعد من زاوية أو أخرى ليست بغريبة عن معظم الأديان. المغزى الأساسي وراء فكرة التضحية هو طاعة الله والتقرب منه. والتحرر من العبودية والتكفير عن الذنوب والخطايا. ففي اليهودية كانت الذبائح التي يتقدم بها الكهنة نيابة عن الشعب رمزاً للتكفير عن الخطيئة. وحين جاءت المسيحية أمن أتباعها بالفداء والخلاص بدم السيد المسيح. أما في الإسلام فيتم ذبح الأضحية في عيد الأضحى تيمنا بالنبي ابراهيم الذي كاد أن يذبح ابنه طاعة لأمر الله قبل أن يتم افتداءه بكبش. لا يقتصر وجود نظرية وممارسة التضحية بالدم على الأديان وكتبها المقدسة فقط. وإنما تمتلئ كتب التاريخ بقصص وروايات عن تضحيات ثمينة قدمها الأجداد والأباء في الماضي دفاعاً عن الوطن والحريات. كما لا تزال عناوين الأنباء تحفل بتضحيات يقدمها الأبناء والأحفاد في الوقت الراهن في سبيل حقوق الإنسان والمساواة.

يرتبط الفرد غالباً بعلاقة قوية وحميمة بالقضية التي يضحي من أجلها. قد تكون القضية وطناً. وقد تكون شعباً أو عائلة أو أصدقاء. وربما تكون عقيدة دينية أو أيديولوجيا أو نظرية. كما قد تكون مبدأ أخلاقياً أو سياسياً أو اجتماعياً. طوال قرون عديدة كان الوطن هو أهم القضايا التي يدافع عنها المرء بدمه وحياته. فلكم من حروب ومنازعات وصراعات عديدة خاضتها الشعوب للدفاع عن أوطانها. ضحى خلالها مئات الألاف من البشر بحياتهم فداءً لأوطانهم ووفاء لعهود قطعوها على أنفسهم بالدفاع عن كرامة وعزة بلدانهم ومجتمعاتهم وعائلاتهم وأسرهم وعقائدهم. بعد انتهاء - أو يكاد أن ينتهي - عصر الإستعمار والإحتلال من العالم. وبعد انتهاء عصر التضحيات من أجل الإستقلال. إتجهت مفاهيم التضحية نحو العطاء في سبيل الديمقراطية والحريات العامة والمساواة وحقوق الإنسان.

لم يكن سقوط ضحايا خلال الدفاع عن قضاياهم ليعني بحال من الأحوال هزيمتهم أوخسارتهم لتلك القضايا. ولكن دماءهم دائماً ما كانت خير دعم لمساعي شعوبهم في الحصول على حقوقهم عبر تلبية مطالبهم. لم تُسكِتَ دماء الشهداء الشعوب المقهورة يوماً عن الإستمرار في المطالبة بحقوقهم. وإنما كانت دوماً قوى دفع جبارة للنضال في طريق الألام الوعر. التاريخ يعلمنا أن الشعوب أبدا لا تركع في مواجهة الظلم والإستبداد والقهر. فكافة النظم الدكتاتورية والشمولية إلى زوال لا محالة. لقد ناضلت القوى الوطنية في الدول الحرة من أجل مبادئ الديمقراطية والمساواة وحقوق الإنسان. فكانت لها وإن طال النضال. فكانت النتيجة أن بقي ضحايا الحرية أحياء في ذاكرة ووجدان الشعوب. بينما انزوت نظم القمع في مزبلة التاريخ. لم تكن تلك المجتمعات لتنال حرياتها وتحمي حقوقها ما لم تكن دماء أبنائها قد سُفِكَتْ في طريق الحرية. فالدماء تطهر من الفساد وتجرر الأسير وتنتصر للضعيف والمنكسر. التاريخ يعيد نفسه هذه الأيام في منطقتنا حيث ترزح الغالبية العظمى من شعوبنا تحت نظم حكم شمولية ودكتاتورية لا تعترف بالحريات العامة ولا تعير مبادئ المساواة وحقوق الأنسان أدنى اهتمام. العديد من المناضلين الوطنيين يبذلون الغالي والنفيس دفاعاً عن هذه المبادئ. تتراوح درجات التضحية في البلدان العربية بين الأحتجاز والتصفية الجسدية ومروراً بالإختطاف والسجن والتعذيب والفصل من العمل والنفي وغيرها. تتمثل خطايا الضحايا الأبرياء من المناضلين - من وجهة نظر النظم الحاكمة - في المطالبة بالحريات العامة وتداول السلطة. لكن الحكومات الدكتاتورية التي عادة ما تتقلص أو تنعدم لديها المقدرة على احتمال النقد غالباً ما ترى أن التخلص من هؤلاء المناضلين هو الحل الأمثل لقمع المعارضين وذلك عبر الحجز التعسفي وتلفيق الإتهامات الباطلة لهم والإغتيال. لا توجد إحصاءات دقيقة لعدد السجناء السياسيين في العالم العربي. ولكنهم يعدون بالألاف. لا يزال الإغتيال أحد الأساليب التي تستحدمها النظم الدكتاتورية للتخلص من معارضيها الذين يشكلون خطراً على استمرارها. وتبرز هنا سلسلة الإغتيالات التي شهدتها لبنان والتي طالت كل من الشهداء رفيق الحريري. سمير قصير. جبران تويني وغيرهم من الذين نادوا باستقلال وحرية لبنان وعارضوا الوجود والنفوذ السوري به.

ما من شك في أن هؤلاء وأولئك المناضلين قد افتدوا ويفتدون مجتمعاتهم وبلادهم بأرواحهم وكرامتهم ودمائهم. وقدموا ويقدمون أنفسهم – طواعية - قرابين على مذابح النضال ضد الدكتاتورية لتحرير شعوبهم ونصرة المبادئ التي يدافعون عنها. وما من شك في أن هذه التضحيات ستسهم يوماً في تحرير الشعوب العربية من قيودها حتى وإن طال الزمن. لن تنجح أبداً مساعي نظم الحكم الشمولية في إخفاء ما ترتكبه من انتهاكات بحق مواطنيها ومعارضيها حيث لم يعد للقيود الزمنية أو المكانية أهمية تذكر في عالم اليوم في ظل تكنولوجيا وسائل الإتصال الحديثة من إنترنت وغيرها. فالأخبار أصبحت تنتشر كالنار في الهشيم عبر الكون. كما سقطت أيضاً الحدود الجغرافية؛ فشهيد يسقط في بيروت يساهم في تحرير أسير للحكم التعسفي في دمشق. وضحية تذهب في دارفور تكون وراء حصول مواطن مقهور في بني غازي على حقوقه. إذا كانت النظم الدكتاتورية ترفض الإستماع لنصائح المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان من أجل تحسين سجلات حقوق الإنسان بها تحت شعارات رنانة لا تنطلي إلا على السذج والموالين فقط كالإستقلال والكرامة الوطنية. لكنها حتماً ستزعن لرغبات الشعوب يوماً. وأبداً لن تستطيع إسكات الأصوات المنادية بالحقوق. حين سقط الحكم الدكتاتوري في الإتحاد السوفيتي الأسبق قبل نحو ستة عشر عاماً. لحقت به كل نظرائه من نظم الكتلة الشرقية في غضون فترة زمنية قصيرة. ولم يتبق من حكم دكتاتوري في أوروبا سوى نظام روسيا البيضاء. أيضاً سيعيد التاريخ نفسه في العالم العربي حين تعرف دولة منه طعم الحرية. عندها لن يمنعها أحد من الإنتشار في كافة أنحاء المنطقة.

ليست الدكتاتورية هي المجال الأوحد لتضحيات الشعوب العربية. ولكن هناك التطرف البشع الذي لايعرف الرحمة. والذي سقط بسببه عشرات الألاف من الأبرياء في دول كالعراق والجزائر ومصر وغيرهم. إذا كان ضحايا الحريات السياسية - في معظم الحالات - ممن وضعوا حياتهم رهن مبادئهم. فإن ضحايا الإرهاب - في معظم العمليات - هم عينات عشوائية من المواطنين الذين يفقدون حياتهم جراء تفجيرات أو عمليات إنتحارية تهدف بالمقام الأول إلى الترويع وزعزعة الإستقرار. ولكن لا ينبغي أن نغفل أن هناك أيضاً أهداف محددة للإرهاب وهي تتمثل في الكتاب والمفكرين المستنيرين ممن يقاومون الفكر المتطرف بالإضافة إلى الأقليات الدينية كالشيعة والمسيحيين والبهائيين.

الغريب أن الإرهابيين يدعون أن منفذي العمليات الإرهابية هم شهداء يضحون بدمائهم وحياتهم في سبيل الله. لا يمكن بصورة من الصور أن نطلق على الإرهاب لقب تضحية أو أن ننعت الإرهابيين بصفة ضحايا. فالتضحية سامية في معناها. هادفة في مغزاها. بريئة في وسائلها وبانية في مبتغاها. إن أقل ما يمكن أن نوصف به هؤلاء الإرهابيين الذين يروعون المجتمعات الآمنة بغرض فرض أفكارهم المتشددة الغريبة بالقوة هو أنهم مجرمون وسفاحون وقتلة. يظن الإرهابيون أنهم يقدمون بأفعالهم هذه خدمة لله عن طريق إصلاح المجتمعات والتخلص ممن لا يتفقون رؤاهم. ولكن الحقيقة أن الله منهم براء. إنها تضحية الإرهابيين هي نوعية من التضحية المدمرة كالتي يمارسها اللصوص وقطاع الطرق الذين يفقدون حياتهم ومستقبلهم لقاء بعض المال.

يسقط ضحايا الإرهاب الأعمى بالعشرات يومياً في العراق. فكانت النتيجة أنه بدلاً من أن يحتفل الشعب العراقي بحريته بعد سقوط الطاغية صدام حسين. تفرغ العراقيون للملمة أشلاء ذويهم من الشوارع. قضوا أوقاتهم في تلقي العزاء. وتحولت حياتهم إلى رعب دفع البعض إلى الترحم على أيام الطاغية. ولكن إلى متى تستمر هذه الأعمال الإرهابية؟ تعطيني دماء الشهداء العراقيين ثقة في مستقبل أفضل. فلن يضيع دم الضحايا هدراً. تحدوني الأمل في أن العراقيين سيتحدون وسيتماسكون ضد الإرهاب الحقير. ولن يدعوا فرصة الحرية تمر من أمامهم دون أن يحصلوا عليها كاملة. باعتقادي أن دم الشهداء سيطهر العراق من خطايا صدام وإجرام الزرقاوي. نعم تملأوني الثقة في أن العراقيين الشجعان لن يكفوا عن تحدي الخوف والرعب. بل وسيقضون على التطرف وسيحظون بالحرية الكاملة بعد خروج القوات الأجنبية.

إن ضحايا الإرهاب في العراق هم شهداء التطرف المتزايد في كل بقعة من العالم العربي. لا ينبغي أن نأخذ الأوضاع التي يعيشها العراقيون بمعزل عن الظروف السائدة في معظم دول المنطقة. فالتطرف والإرهاب يزدادان انتشاراً يوماً بعد يوم ويكادان يهددان مستقبل الجميع. لقد فقد عشرات الألاف من الجزائريين والمصريين حياتهم. في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي. ضحية للإرهاب وفداءاً لملايين أخرين من الجزائريين والمصريين. دماء هؤلاء الشهداء هي قاطرة الخلاص من الإرهاب. وهي التي ستحررنا جميعا من التطرف. لقد لقي أمس الأول أحد المواطنين الأقباط المصريين يدعى نصحي عطا الله جرس حتفه نتيجة اعتداء بالسلاح الأبيض أثناء الصلاة بإحدى الكنائس بالإسكندرية. لا يساورني الشك للحظة في أن دم هذا الشهيد سيفتح أفاقاً جديدة أمام الأقباط في تحديهم السلمي للإرهاب والظلم الذي يتعرضون له.

هؤلاء الشهداء وأولئك الضحايا هم سبيلنا نحو مجتمع متسامح لا يعرف التفرقة بين السني أو الشيعي أو الماروني أو السرياني أو الأرثوذكسي. قيامة مجتمعاتنا من سباتها واستيقاظها من غفوتها وتحررها من قيودها - إن عاجلاً أو آجلاً – سيكون بلا شك بفعل قوة الدفع الهائلة التي ينتجها الدم الطاهر الذي يسفكه شهداؤنا. هؤلاء الشهداء سيكونون قوة الخلاص من خطايا المرتزقة والمتطرفين ممن يحاولون زعزعة استقرار أوطاننا. ولكن ستبقى أوطاننا حرة متحدة تعيش فيها كافة الطوائف المعتدلة جنباً إلى جنب في أخاء وسلام ومحبة هذه هي قوة الفداء بالدم التي تترسخ في العقل والقلب والوجدان. تحية لأرواح كل شهداء الحرية والمساواة والعدل وحقوق الإنسان. وتحية لأرواح كل من افتدى شعبه بدمه وحياته. وتحية لأرواح كل من دفع الثمن الأغلى لتحرير مجتمعة من أغلال العبودية للدكتاتورية والتطرف. سيبقى هؤلاء الشهداء دوماً وأبداً في في قلوب ووجدان شعوبهم لأنه – أردد مقولة السيد المسيح الذي يحتفل به المسيحيون اليوم – "ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه" (يو 15: 13) وأضيف لأجل حرية و حقوق شعبه. وكل عام وبلادنا وشعوبنا بخير وحب وسلام.

 

الفصح عبور يبدأ بخطوة

المستقبل - الاحد 16 نيسان 2006 - الأب د. ميشال سبع(*)

المكان لا معنى له دون ان يقيم فيه الانسان، والانسان عندما يقيم في مكان يتفاعل معه على كافة المستويات، فعضوياً يأكل من أرضه وأشجاره وثماره فتصبح خلايا جسمه متجددة من ثمار الأرض، يتنفس هواءه، وبهذا تنفح الحياة في تلك الخلايا، يموت عليه فتحلل اعضاؤه فيصبح جزءاً من المكان، لهذا فالمكان ليس سكناً أو اقامة وحسب، بل تفاعل مع الشخص بحيث يصبح الشخص في المكان حالة مكانية، ويصبح تاريخه مع المكان حالة زمانية، والانسان يعي حالته الزمانية في المكانية بحيث تنبطح فيه فيصير المكان اساساً لوجوده وقد سماه الانسان وطناً، ولهذا، فالوطن ليس أرضاً فحسب ولا تاريخاً فحسب، إنه الأرض المؤنسنة بانسان معين، في زمن طويل يصبح تاريخ هذا الانسان تحديداً، وبالتالي تصبح هناك ذكريات وعادات وتقاليد ومفاهيم وتراث، وتنبثق عنه احلام وآمال ورؤى، وبقدر ما تكون الأرض متوافرة الشروط للحياة الفضلى بقدر ما يشعر الانسان أنه في المكان الأفضل، لذا يعتبر أن ذلك ليس صدفة وعندما وعى حس الالوهة فيه وبالوجود اعتبر ان للاله يد في كونه على هذه الأرض وكأنها معطاة له.

اما عندما تشح الأرض بمائها وغذائها فإنه يبحث عن أرض جديدة ولأن التفاعل مع الأرض الجديدة يحتاج الى زمن طويل فإنه يحمل معه تاريخه الماضي وذكرياته ويضعها في خانة الارادة الالهية كي يبرر انتقاله للأرض الجديدة، فيقول ان الله أمره بالانتقال لأن الله حياة والحياة كي تستمر كان لا بد ان تغير المكان الذي صار مائتاً.

هذا الانتقال دعي بالديانات القديمة وخصوصاً في الديانة المصرية عبوراً حيث كان يعني الانتقال من ضفة الموت الى ضفة الحياة وصار في اليهودية فصحاً حيث انتقل الشعب اليهودي من أرض العبودية الى أرض الحرية، وعندما يكون الانتقال من أرض الناس الى أرض الناس فهذا يعني استعماراً لأن الانتقال في الأساس من أرض الناس الى أرض بلا ناس. وصار في المسيحية فصحاً يتنقل فيه الانسان من حالة الخطيئة الى حالة البرارة.

العبور هو في أوجهه، انتقال، تغير في الحالة المكانية، زمن جديد.

الفصح المسيحي هو تجديد لذا سمي عيد الجديد، التجديد في الحالة الكاملة والانتقال من الوحدة القاتلة المغلقة الى الالتقاء بالمسيح المخلص والدخول في اتحاد يصبح فيه المخلصون يدعون.

هذا المفهوم عاشه المسيحيون وما زالوا، لذا فإن الرموز الانتربولوجية تواكب مفهومهم، فهم يتفاقسون في البيض رمز كسر القبر الذي يحيوي الحياة، يلبسون الجديد رمز تجديدهم، يضحكون بعد اسبوع آلام وحزن رمز الانتقال من الموت الى الحياة.

عملية التجديد ليست عملية متابعة القديم ولا تمديده، إنه عملية تخلص من رواسب تعيق التحرر، ومن عقلية تبعية الى عقلية ابداعية وتقريرية، والتجديد ليس سهلاً لأنه يحمل الماً اذ لا احد قيامة دون اسبوع آلام، والناس قد يستكينون بألم مخافة من الم اكبر ولو كان فيه خلاص.

ارض لبنان معطاء، انسان لبنان متجدد، تعوّد الألم طريقاً للحرية، لذا فهو يعيش حالة ارادة فصحية، يحاول جاهداً أن ينتقل من حالة الاحتضار السريري الى الانتعاش الحيوي، ويقدر ما يعي الفرد ان العبور جمعياً بقدر ما بحاجة لقادة التغير ان يكونوا فصحيين اي متغيرين حقاً كي يتمكنوا من تغيير حالة المواطن نحو فصح مرتجى، والتغير ليس كلامياً ولا خطابياً بل هو تغيير في الذهنية نحو قراءة الأحداث ومجريات العالم.

ليس كل فصح هو عبور، لكنه خطوة انتقال، والالف ميل يبدأ بخطوة.

(*) استاذ في الاعلام

 

علاقة "التيار" و"الكتائب" نحو "ما هو أقوى من التطبيع"

آلان عون: وجهات النظر متقاربة ونتعاطى كفريق واحد

أبو خليل: لا تحفظ عن عون رئيساً.. وشرطنا التوافق 

مروان حمام - المستقبل  15 نيسان 2006 - -تتجه العلاقة بين "التيار الوطني الحر" وحزب "الكتائب اللبنانية" بخطى جادة وحثيثة نحو "ما هو أقوى من التطبيع". هذا ما يؤكده مصدر قيادي في "التيار". فهل يأتي ذلك كترجمة للتلاقي بين الرئيس أمين الجميل والنائب العماد ميشال عون؟، أم تعبيرا عن اقتناع كل من الطرفين بحاجته الى الآخر في المرحلة المقبلة؟، أو الأمرين معا؟. اللقاء الاول بين عون والجميل كان بعد عودة "الجنرال" من باريس. زار الرئيس الاسبق الرابية لتقديم التهاني. توقفت اللقاءات المشتركة منذ ذلك الحين، أما خطوط التواصل، فلم تنقطع..  في أواخر شباط الماضي، وبعد اسابيع على توقيع وثيقة التفاهم بين "التيار" و"حزب الله"، تم الاعلان عن ولادة لجنة تنسيق مشتركة بين "التيار" و"الكتائب" تضم كلا من: آلان عون وميشال دوشدرفيان (تيار) وجوزيف ابو خليل وجورج كساب (كتائب). بعدها، جاءت جلسات الحوار الوطني لتفسح في المجال امام اللقاء الثاني وتجمع الرجلين من جديد، تلتها "مصادفة" تواجدهما في العاصمة القطرية الدوحة في التوقيت نفسه والمناسبة نفسها.

عون/اختلاف المواقع بين "التيار" الموجود في المعارضة و"الكتائب" الممثلة في السلطة، لم يقف عائقا أمام الجانبين. اجتماعات التنسيق مستمرة بمعدل مرة اسبوعيا واحيانا اكثر من ذلك، أما موعد الإعلان عن الصيغة النهائية فمتوقع في أواخر ايار "على الرغم من ان الإخراج غير واضح حتى الآن"، كما يقول عضو اللجنة القيادي في "التيار" آلان عون الذي يؤكد ان "ليس من الضروري ان تكون الصيغة التي يتم العمل عليها مشابهة لوثيقة التفاهم مع حزب الله"، لافتا الى ان "الاشكاليات والمواضيع الخلافية التي كانت مع الحزب غير موجودة مع الكتائب فنحن نتعاطى كفريق واحد".

 

مسيرة شموع لمناسبة الذكرى الاولى لاستشهاد باسل فليحان الرئيس السنيورة: نكرر دعمنا لخطوات الحفاظ على الطريق

وطنية - 16/4/2006 (سياسة) إنطلقت عند السادسة من مساء اليوم من امام مبنى المجلس النيابي في ساحة النجمة, مسيرة شموع لمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الوزير السابق باسل فليحان, وذلك بدعوة من مؤسسة باسل فليحان, بمشاركة رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة, الوزيرين خالد قباني وأحمد فتفت, الوزير السابق ميشال إده, والنواب عمار حوري, أكرم شهيب, غازي يوسف, محمد الحجار, محمد قباني, نبيل دو فريج, غنوة جلول, سيرج طور سركسيان, مصطفى علوش, سمير فرنجية, وليد عيدو, عزام دندشي, سمير الجسر, بهيج طبارة وعاطف مجدلاني, رئيس بلدية بيروت عبد المنعم العريس, السيدة يسمى فليحان ووالدة الشهيد وولداهما وممثلون عن المنظمات الشبابية التابعة لقوى 14 آذار وحشد من الشخصيات السياسية والإجتماعية والفكرية والإعلامية والشعبية, حمل المشاركون صورا الشهيدين الرئيس رفيق الحريري وباسل فليحان والأعلام اللبنانية, وسلكت التظاهرة شارع "فوش" باتجاه القاعدة البحرية ثم باتجاه الساحة المقابلة لفندق "مونرو" حيث نصبت صورة كبيرة للشهيد فليحان, ولوحة تذكارية أمام الحديقة التي أطلقت بلدية بيروت إسم الشهيد باسل فليحان, ثم قام الرئيس السنيورة والسيدة يسمى فليحان والمشاركون, بإضاءة الشموع أمام اللوحة التذكارية, وصلى كل على طريقته.

وتحدث الرئيس فؤاد السنيورة فقال: قبل إثني عشر شهرا في مثل هذا اليوم فاضت روح باسل فليحان الى باريها, "يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في جنتي وادخلي جنتي". باسل فليحان انتقل الى جوار ربه تعالى ولكن هو مازال حي في جميع اللبنانيين الذين يرون فيه مثال الشاب الوطني الذي استشهد من أجل لبنان, وهو الشاب الذي عمل بكل إخلاص وأمانة, لكي يخدم لبنان في شتى المراحل والمراكز الذي تبوأها وكان مع رفيقه الرئيس الشهيد رفيق الحريري, في ذلك الحادث المؤلم وتلك الجريمة النكراء التي ارتكبت بحق اللبنانيين وحق لبنان الوطن. اضاف:" نذكر باسل فليحان ونترحم عليه ونعاهده كما نعاهد الرئيس الشهيد رفيق الحريري باننا مستمرون على ذات الخط في الدفاع عن استقلال وحرية وسيادة لبنان، لبنان السيد العربي الحر المستقل، لبنان الذي يسعى لان يكون على علاقات جيدة مع جميع اشقائه ولكن يهوى الحرية وهو مستعد للنضال وللتضحية من اجل الحفاظ عليها.

وتابع الرئيس السنيورة: نذكر باسل فليحان ونذكر معه كل الشباب الذين آمنوا بلبنان وعملوا واستشهدوا من اجله. نذكر من استشهد من بعهده دفاعا عن حرية لبنان ونذكر ايضا جميع المواطنين المصممين على السير قدما على ذات الطريق. نسأل الله تعالى ان يتغمد باسل فليحان برحمته ويتغمد جميع الشهداء الذين سقطوا من اجل لبنان بواسع رحمته ايضا ونكرر دعمنا لكل الخطوات الآيلة للحفاظ على نفس الطريق ونفس المسار الذي سار عليه باسل فليحان وسار عليه دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري".

بدروها شكرت السيدة فليحان الرئيس السنيورة على كلمته وتوجهت بالشكر الى رئيس بلدية بيروت على تسمية الساحة باسم الشهيد فليحان، هذه الساحة التي شهدت اجتماع المواطنين اللبنانيين من كل الطوائف على مدى اربعة وستين يوما لاضاءة الشموع والصلاة لاجل الشهيد فليحان. العريس والقى رئيس بلدية بيروت عبدالمنعم العريس كلمة اشار فيها الى قرار مجلس بلدية بيروت اطلاق اسم الشهيد باسل فليحان على الحديقة تخليدا لذكراه ووفاءا لانجازاته. اضاف: "بالامس اطلق المجلس اسم الشهيد رفيق الحريري على الساحة التي اغتيل فيها معاهدا الشهيدين الحريري وفليحان على متابعة مسيرتهما، وقال نحن مستمرون بما خطط له الرئيس الحريري ومساعديه ووزراءه مبديا دعمه للرئيس السنيورة والنائب سعد الحريري لاكمال ما بدأه الرئيس الحريري".