المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الاثنين 3/4/2006

اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، عمدوهم باسم الآب والإبن والروح القدس

 

اجتماع أمني في لندن اليوم لتحديد الخيارات العسكرية ضد طهران

 أميركا تتوقع حملة إرهابية من "حزب الله"  و"الباسدران" ضد مدنييها

 واشنطن ¯ لندن ¯ الوكالات: رجح خبراء استخباراتيون اميركيون ان ترد ايران على اي هجوم اميركي على منشآتها النووية باطلاق سلسلة من الاعمال الارهابية الانتقامية ضد العسكريين والمدنيين الاميركيين في الشرق الاوسط والعالم عبر تنشيط خلايا »حزب الله« اللبناني وقوات الحرس الثوري الايراني »الباسدران« الجاهزة فعلا لتنفيذ مثل هذه المهمات. وبينما لم تستبعد وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس اي خيار مطروح على الطاولة لانهاء برنامج ايران النووي قالت مصادر في الخارجية البريطانية ان اجتماعا امنيا سيعقد اليوم في لندن لبحث خطط ضرب ايران وهو ما سارعت الحكومة البريطانية الى نفيه. وذكرت صحيفة »واشنطن بوست« امس ان خبراء الاستخبارات الاميركية يعتقدون ان ايران سترد على اي ضربات عسكرية اميركية لمواقعها النووية باستخدام عملائها السريين وفرق من حزب الله لشن عمليات ارهابية في العالم.

ونقلت الصحيفة عن خبراء لم تذكر اسماءهم ان ايران ستبادر بمهاجمة اهداف اميركية في العراق قبل ان تستهدف مدنيين في الولايات المتحدة واوروبا وبلدان اخرى. ورفض الخبراء الكشف عن الادلة التي تدعم هذه الفرضية غير ان مسؤولا كبيرا اوضح ان اجهزة الاستخبارات الاميركية تخصص »الكثير من الوقت« لهذه المسألة. ولم يشأ مسؤولو اجهزة الاستخبارات الاميركية ان يوضحوا ما اذا كانوا رصدوا اي اجراءات تتخذها اجهزة الاستخبارات الايرانية للاعداد لمثل هذه الهجمات متذرعين بحظر مناقشة المعلومات السرية.

وحذر خبراء الارهاب من ان المجموعات التي تدعمها ايران او تسيطر عليها مثل عملاء سريين والحرس الثوري »الباسدران« وحزب الله افضل تنظيما وتدريبا وتجهيزا من تنظيم »القاعدة«. وقال منسق وزارة الخارجية الاميركية لمكافحة الارهاب هنري كرامتون ان الحكومة الايرانية تعتبر المقاومة الاسلامية الجناح العسكري ل¯ »لحزب الله« امتدادا لدولتها مشيرا الى »امكانية نشر فرق عملانية من دون حاجة الى فترة تحضير طويلة«.

واوضح مسؤولون في الادارة الاميركية للصحيفة ان اهتمامهم بنشاطات اجهزة الاستخبارات الايرانية ليس مؤشرا الى ان المواجهة العسكرية باتت وشيكة او مرجحة بل يعكس العداء القائم منذ عقود بين البلدين موضحين ان عناصر استخبارات ايرانية نشطوا اخيرا ضد المصالح الاميركية في العراق وباكستان. من جانبها اكدت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في مقابلة تلفزيونية ستبث في وقت لاحق هنا اليوم التزام الولايات المتحدة ببذل الجهود الرامية الى ايجاد حل ديبلوماسي للازمة النووية الايرانية.

وقالت رايس في مقابلة مع محطة (اي تي في) البريطانية التجارية انه لا يمكن مقارنة ايران بالوضع الذي كان عليه العراق في ظل النظام العراقي السابق مضيفة »اننا نعتقد بان الدبلوماسية لديها فرصة للعمل مع ايران ولكننا سنعمل مع كل من يستطيع المساهمة ومهما كان شكلها من اجل جلب الايرانيين ديبلوماسيا الى المفاوضات« بشأن برنامجهم النووي. وقالت رايس ان »ايران ليست العراق ..واعرف ان هذا ما يدور في عقول الناس ولكن الظروف مختلفة في البلدين اذ ليس لدينا في قضية ايران قرارات صادرة عن مجلس الأمن عمرها 12 عاما كما هو الحال مع العراق وهي القرارات التي تتعلق بقضية قيام دولة بالاعتداء على دولة جارة له وضمها بالقوة كما فعل العراق مع دولة الكويت«. انها قضية استمرت فيها حالة الحرب حتى بعد الهدنة التي تم التوصل اليها في عام 1991 اثر حرب تحرير الكويت. غير ان وزيرة الخارجية الاميركية شددت على ان الرئيس جورج بوش لا يستبعد جميع الخيارات المطروحة امامه على طاولة البحث »ونحن ملتزمون بالمسار السياسي لاننا نؤمن بان المسار السياسي قد يفضي الى نتيجة».

وفي المقابلة نفسها اقر وزير الخارجية البريطاني جاك سترو بان روسيا تواجه موقفا صعبا ازاء الازمة الايرانية.

واوضح سترو ان روسيا قلقة ازاء ما يمكن ان تواجهه ايران في ظل الازمة الدولية لانها دولة قريبة من حدودها كما ان لديها الالاف من المواطنين الروس الذين يعملون في ايران. وقال: إن »الروس قلقون بشأن امكانية تحرك الايرانيين باتجاه قد يثير المشاكل لموسكو ..لكن الروس يشاركوننا في شكوكنا الكبيرة بان ايران قد تستخدم قدراتها النووية المدنية لتطوير سلاح نووي .. وهم لا يرغبون بذلك«. وفي لندن ذكرت صحيفة »صنداي تلغراف« البريطانية نقلا عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية البريطانية ان الحكومة البريطانية ستعقد اجتماعا سريا اليوم مع مسؤولي قواتها الجوية للبحث في احتمال توجيه ضربات جوية الى ايران. غير ان متحدثا باسم وزارة الدفاع البريطانية نفى عقد مثل هذا الاجتماع الذي سيخصص بحسب الصحيفة الاسبوعية للنظر في نتائج ضربات تهدف الى تدمير قدرة ايران على انتاج قنبلة ذرية. وقال المتحدث: »ليس هناك اي اجتماع مع رئيس الوزراء واعضاء الحكومة وليس هناك ايضا اي خطط لاجتماع كهذا«. ونقلت الصحيفة عن المسؤول ان ضربات جوية بقيادة اميركية ستكون »حتمية« في حال رفضت ايران الامتثال لطلب مجلس الامن الدولي وقف نشاطات تخصيب اليورانيوم خلال ثلاثين يوما.

وذكرت الصحيفة بان الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والمانيا اجتمعت خلال الاسبوع الجاري لدراسة وسائل التحرك في حال تجاهلت ايران هذا الطلب. واكدت »صنداي تلغراف« ايضا ان الولايات المتحدة تأمل في ان يكون لعملية عسكرية محتملة ضد ايران طابعا متعدد الاطراف لكن المسؤولين البريطانيين في الدفاع يرون ان واشنطن مستعدة في حال الضرورة لشن ضربات جوية بمفردها او بمساعدة الاسرائيليين.

وقال المصدر الذي نقلت الصحيفة تصريحاته ان العملية ستقتصر على ضربات جوية ضد المنشآت النووية الايرانية لان غزوا مثل الذي حدث في العراق مستبعد حاليا. واضاف المصدر نفسه ان »الاجتماع سيحاول تقييم انعكاسات هجوم من هذا النوع على بريطانيا« وخصوصا على المصالح البريطانية في العراق وافغانستان. وتابع »لن يكون هناك غزو لايران لكن المواقع النووية ستدمر. هذا ليس وشيكا. قد يحدث هذا العام وربما العام المقبل« موضحا ان الهجوم الاسرائيلي في 1981 على مفاعل تموز النووي العراقي برهن على ان »عملية محدودة تشكل الخيار العسكري الافضل«.

 

 بري يريد "حداً نهائياً" لملف الرئاسة.. وحمادة  ينفي وجود خلاف بين الحريري وجنبلاط

 الحوار الوطني اللبناني يستأنف اليوم وسط أجواء متشنجة بعد تهديدات نصرالله

 بيروت - »السياسة«: يستأنف الحوار الوطني اللبناني اليوم على وقع ارتفاع حدة التشنج السياسي حول ملف رئاسة الجمهورية وبعد ما جرى في الخرطوم وفي مجلس النواب والحكومة, وفي ظل مخاوف من أن يؤدي الخلاف المتزايد حول الرئاسة وسلاح المقاومة بعد كلام الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الأخير والتهديدات التي أطلقها, إلى نسف الحوار, خصوصاً وأن المتحاورين متمسكون بمواقفهم بشأن ملفي الرئاسة وسلاح المقاومة, وهي مواقف متناقضة كلياً. ولم يبد أي طرف استعداده لتقديم تنازلات تسهل الحوار وتوصله إلى خواتيمه السعيدة.

من جهته أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن الحوار سيستأنف في مكانه وزمانه وأشخاصه. واعتبر أن تفاؤله هو نتيجة الاتصالات والرغبة الحقيقية التي وجدها لدى كل الأطراف الذين اتصل بهم. وقال إن ما حصل في الخرطوم وفي مجلس النواب أخيراً قد ينعكس على موضوعات الحوار, ولكن لن ينعكس بشكل يعرقل هذا الحوار, وأكد أننا سنبدأ من حيث وصلنا في الجلسات الماضية, أي موضوع رئيس الجمهورية بالتحديد. وقال بري »ليس لدي مانع في أن يوضع حد نهائي حتى نهاية الشهر الجاري لكي نفرغ من موضوع الرئاسة سواء وفقنا أم لم نوفق. وجدد بري التأكيد على أننا خلف البطريرك الماروني نصرالله صفير في ملف الرئاسة, لافتاً إلى أنه لم يتم طرح أسماء على طاولة الحوار حتى تحصل خيارات. وقال إن النائب ميشال عون أحد المرشحين الجديين ويوجد غيره كذلك من المرشحين.

وأوضح أننا لن نبحث موضوع سلاح المقاومة قبل الانتهاء من موضوع رئاسة الجمهورية, مشدداً على أن قوة لبنان هي في مقاومته وليس في ضعفه.

من جهته قال وزير الاتصالات مروان حمادة إن النائب وليد جنبلاط كان على علم باللقاء بين النائب سعد الحريري والأمين العام للجبهة الشعبية - القيادة العامة أحمد جبريل, وأن هناك تفويضاً في طاولة الحوار كما أشار إلى كل من السنيورة ونصرالله وبري والحريري للاتصال بالتنظيمات الفلسطينية.

ودعا حمادة إلى وقف المزايدات وقطع دابر أي خلاف يوحى به بين النائب جنبلاط والشيخ سعد الحريري. بدوره اعتبر الوزير ميشال فرعون أنه إذا كان لحود لا يستطيع الاستقالة فهذا لا يعني أن يكون كل لبنان رهينة لعدم إمكان استقالته ويجب إيجاد الصيغة على طاولة الحوار لإنهاء هذه الأزمة. من جانبه رأى الرئيس أمين الجميل أنه يجب على اللبنانيين تجاوز صفحات الحرب الأليمة التي سقط فيها آلاف الشهداء, آملاً أن يكون الحوار الجاري مناسبة لأخذ العبر من المآسي التي عاناها اللبنانيون, وشدد على ضرورة أن يرتكز الحوار على مبدأ قيام الدولة القوية.

 

أكدت أن "دعم المقاومة" هو المدخل الوحيد إلى العلاقات

 دمشق تطالب السنيورة بمعاقبة   "من أساؤوا إليها" في لبنان

 دمشق - د.ب.أ - أ.ش.أ: نفى وزير الاعلام السوري الدكتور محسن بلال حدوث لقاء بين الرئيس بشار الاسد ورئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة على هامش القمة العربية التي عقدت في الخرطوم الاسبوع الماضي وقال »انه كان سلاما ولم يدم اكثر من عشرين ثانية«. وكشف بلال في حديث للتلفزيون السوري النقاب عن ان السنيورة طلب من الاسد اللقاء وزيارة دمشق.. وقال ان هذه الزيارة التي يطلبها الاشقاء اللبنانيون ورئيس الحكومة يجب ان يحضر لها تحضيرا جيدا للوصول الى لقاء جيد تحت المظلة الوطنية. واضاف انه يجب على اطراف الحكومة اللبنانية ان يكونوا صادقين فيما يقولون وفيما يبحثون لان المدخل الى سورية هو المقاومة التي تمثل الشرف الوطني اللبناني وان سورية لا تفتح ابوابها لاي جهة ضد المقاومة الشرف الوطني اللبناني. واكد ان لبنان هو الشقيق التوأم لسورية وان من مصلحة دمشق وبيروت ان تكون علاقاتهما مميزة, مجددا موقف سورية الداعم للحوار الوطني اللبناني الذي قال انه يوصل لبنان الى الامان والاستقرار من اجل ان يصل لبنان الى العافية الوطنية التامة والى الوفاق الوطني.

الى ذلك اعتبرت صحيفة »الاقتصادية« الاسبوعية السورية في مقال افتتاحي امس, ان بناء علاقات »متميزة« بين بيروت ودمشق »يستوجب محاسبة كل من ساهم في الحملة الهستيرية لتشويه صورة سورية في لبنان« مطالبة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة بمحاسبة »كل من اساؤوا لسورية«.

واشارت الصحيفة الى ان هذه المحاسبة يجب ان تشمل كل من »حاول عمدا اتهام سورية باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري »مشددة على ان التحقيق الدولي في اغتيال الحريري يجب ان يشمل ايضا التحقيق في »اغتيال عمال سوريين في لبنان«.

وكانت تقارير قد ذكرت ان رئيس الوزراء اللبناني سيقوم قريبا بزيارة الى دمشق بعد المصافحة التي جرت بينه وبين الرئيس السوري بشار الاسد على هامش القمة العربية التي انعقدت في الخرطوم اواخر الشهر الماضي. وقالت »الاقتصادية« ان السنيورة »قد يأتي غدا الى دمشق وقد يبحث في ترسيم الحدود وفتح سفارات لكنه لن يحظى بأي تأييد شعبي سوري لكونه لم يقدم ايا من المجرمين الذين اغتالوا العلاقات السورية - اللبنانية الى القضاء ولم يحاسب ايا من الذين اساؤوا لسورية«. وأشارت الى انه اذا كان السنيورة »قد نسي تصريحات رفاقه وحلفائه فنحن لا ننسى وعليه ان يدرك ان الشعب السوري لا ولن ينسى ما تعرض له من اساءة في لبنان »مؤكدة ان رئيس الوزراء اللبناني« لم يكن يوما على الحياد وانما كان طرفا فعالا بكل ما حصل ويحصل«. وجددت الصحيفة السورية التأكيد على انه لن يكون هناك اي »تطبيع« مع »المرتزقة« في لبنان قبل ان يتم »تقديم كل المجرمين الى العدالة ودون استثناء« مشيرة الى ان »الدماء السورية التي سالت بعد انسحاب القوات العسكرية (من لبنان) لن تكون رخيصة ويجب معاقبة الفاعلين والمضي في تحقيق جدي يكشف هوية القتلة ويحاسبهم«.

 

إيران تجرب بنجاح أسرع صاروخ "تحت الماء"

 طهران-رويترز: أعلن التلفزيون الايراني أن طهران أجرت أمس تجربة إطلاق ما وصفته بأسرع صاروخ يطلق تحت الماء في العالم خلال مناورات حربية استمرت أسبوعاً في الخليج. وقال التلفزيون في تعليق على تغطية مصورة دون أن يذكر مصدر الخبر أو يخوض في تفاصيل »أطلق أسرع صاروخ في العالم يطلق تحت الماء في تجربة ناجحة في اليوم الثالث لمناورات (النبي الأشرف وتراقب الدول الغربية التطورات على صعيد القدرات الصاروخية الايرانية بقلق في غمرة أزمة بشأن برنامج ايران النووي الذي يقول الغرب انه يهدف لصنع قنابل ذرية وتقول ايران انه مُكَرس للأغراض السلمية. وكانت القوات المسلحة الايرانية قالت الجمعة انها جربت بنجاح إطلاق صاروخ منتج محليا يمكنه تفادي الرصد بأجهزة الرادار.

وقال التلفزيون الايراني إن الصاروخ يطلق عليه »فجر-3« الا ان حسين سلامي قائد القوات الجوية للحرس الثوري لم يذكر اسم الصاروخ الجديد ولم يجدد مداه قائلا انه يتوقف على وزن الرأس الحربي. مشيراً إلى انه سلاح دفاعي. ويصف موقع الانترنت »غلوبال سكيوريتي« المعني بالشؤون العسكرية ومقره الولايات المتحدة الصاروخ »فجر-3« بانه قذيفة صاروخية من عيار 240 مليمترا مداها 40 كيلومترا وهو واحد من مجموعة من الصواريخ الخفيفة التي طورتها ايران للاستخدامات التكتيكية في الميدان أساسا. غير انه يقول ايضا ان ايران تعمل على تطوير صاروخ آخر لا ترصده أجهزة الرادار وصمم لإغراق السفن في الخليج.

 

موفدون من الرئيس السنيورة الى العماد عون والمطران عودة 

وطنية  2 نيسان 2006 

   اوفد رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة اليوم وزير التنمية الادارية جان اوغاسبيان ومستشاره الدكتور محمد شطح للقاء رئيس كتلة الاصلاح والتغيير العماد ميشال عون , وكان اوفد امس ايضا وزير الثقافة طارق متري لزيارة مطران بيروت للروم الارثوذكس الياس عودة وذلك لشرح وجهة نظر رئيس مجلس الوزراء مما جرى في الخرطوم وتوضيحها , وقد شدد الوزراء خلال زياراتهم على جوهر الفكرة السياسية التي شدد عليها الرئيس السنيورة في الخرطوم ألا وهي تأكيد حق الشعب اللبناني في المقاومة لتحرير ارضه والدفاع عن كرامته، باعتبار هذا الشعار يهدف الى تحقيق اجماع لبناني حول مقاومة الاحتلال . كما تم التشديد على شرح وجهة نظر الرئيس السنيورة في ان تكون الدولة اللبنانية هي الحامية لجميع اللبنانيين والمقيمين . علما ان الرئيس السنيورة كان قد اوفد خلال اليومين الماضيين وزراء التقوا عددا من المرجعيات الروحية للغاية ذاتها. 

 

كنج ردّا على ردّ تيار المستقبل الخارج عن لياقات السلوك السياسي

اللقاء المذكور كان في الأصل سرياً لولا إفصاح السيد جبريل عنه 

tayyar.org  2 نيسان 2006  - ردّ القيادي في التيار الوطني الحر رمزي كنج على بيان تيار المستقبل في شأن واقعة لقاء النائب سعد الحريري الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير القيادة العامة السيّد أحمد جبريل بالآتي: لا الإنفعالية الزائدة ولا الإنشائية المبالغة ولا الشتائم ولا السباب الذي تضمنه ردّ تيار المستقبل على ما سقناه من واقعة لقاء النائب سعد الدين الحريري بالسيد أحمد جبريل أحد المتهمين بالإشتراك في جريمة إغتيال الرئيس رفيق الحريري كما هو مذكور في تقرير المحقق الدولي ميليس المرفوع الى مجلس الأمن، تستطيع أن تخفي حقيقة أن اللقاء المذكور كان في الأصل سرياً ولولا إفصاح السيد جبريل عنه لبقي طي الكتمان ، ولا حقيقة أن مجرد اللقاء بين السيد الحريري والسيد جبريل لا يفسّر إلا انه إبراء لذمة السيد جبريل من تهمة ذكرها المحقق الدولي في تقريره مستبقاً إنشاء المحكمة الدولية ، ولا حقيقة أن السيد جبريل هو الآمر الناهي لمخيم الناعمة العسكري دون غيره من المخيمات. أما سائر ما تضمنه الرد من نعوت تخدش الحياء العام وصفات تخرج عن آداب التعاطي ولياقات السلوك السياسي فإنها الدليل القاطع على نفسية مستأثرة غير قابلة للرأي الآخر وغير قادرة على الإختلاف مع الآخرين دون الخلاف معهم.

 

هيئة منيارة في التيار الوطني الحر كرمت امهات شهداء الجيش وافتتحت مكتبا لها

وطنية-عكار-2/4/2006(متفرقات) كرمت هيئة منيارة في التيار الوطني الحر أمهات شهداء الجيش اللبناني باحتفال أقيم في مطعم خان الصائغ- منيارة، تخلله افتتاح مكتب للتيار في البلدة، حضره وزير البيئة يعقوب الصراف، النائب شامل موزايا، اللواء عصام أبو جمرة ممثلا النائب العماد ميشال عون، النائب السابق وجيه البعريني وقياديو التيار بيار رفول، طوني مخيبر، فايز كرم، انطوان نصر الله، بسام الهاشم، جوزيف شهدا، وشخصيات حزبية ونقابية وتربوية وأطباء ورؤساء بلديات وفاعليات اجتماعية ومخاتير.

بعد النشيد الوطني اللبناني، تحدث عريف الاحتفال مروان الأسمر مرحبا بالحضور وبممثل العماد عون وقال: " هذا اليوم نكرم فيه أمهات الشهداء ونفتتح فيه مكتبا للتيار في هذه البلدة العريقة، على امل بأن يأتي اليوم الذي يحتفل به التيار الوطني الحر بالعماد عون رئيسا للجمهورية".

وقال رئيس بلدية منيارة انطوان عبود في كلمته، ان بعضهم "يخاف أن يصل الأقوياء الى سدة الرئاسة من أن يطالهم قانون الفساد"، لافتا الى أن بعض السياسيين "تناسوا هموم الناس الاقتصادية ونحن أبناء عكار حيث الحرمان المتجذر، ما من حل رسمي لمشاكلنا في ظل هذا التراشق اليومي"، موجها التحية "للرجل القوي العماد عون".

والقت صباح أيوب كلمة شباب التيار الوطني الحر في عكار، ودعت الجميع الى "البدء بالعمل على تحقيق النهوض لهذه المنطقة، التي بلغ فيها الاهمال الحد الأدنى البشري والتهميش حد الاقصاء عن الوطن"، مشيرة الى أن "شباب عكار قوة فاعلة واعية ومتحضرة، تشارك في الحياة السياسية والاجتماعية ولا تكتفي بالاحلام فقط".

ثم كانت كلمة المتعاقدين في الجيش اللبناني، ألقاها غصوب نعمة الذي حيا العماد عون وشهداء الجيش اللبناني وقال بأن "حقيقة 14 آذار بدأت في العام 1989 وانتصرت في النهاية على الرغم من كلفتها الغالية. ولا يعرف حجمها إلا من دفعها. واننا مع العماد عون نعلن بأن شعب لبنان هو شعب عظيم"، مذكرا "بأمجاد بلدة منيارة على كافة الصعد".

وقال منسق هيئة التيار الوطني الحر في منيارة غسان سعود: "أمام ذكرى شهداء الجيش أريد التذكير بالعسكري الذي قال: يستطيع العالم أن يسحقني لكنه لن يحصل على توقيعي، رافضا رئاسة الجمهورية من دون جمهورية. كما أريد التذكير بالمدني الذي غلب العالم بعد 15 عاما حين بقي هو الثابت وتغيرت قناعات العالم لتلتقي مع قناعات جيل عون من اللبنانيين"، لافتا الى أن مكتب التيار في منيارة هو" صلة وصل لأهداف ثقافية واجتماعية وسياسية".

اللواء ابو جمرة

وقال اللواء أبو جمرة قال في كلمته: "بعد 16 عاما من استبداد وظلم المحتل وتكتم وخنوع المتعاملين والعملاء والقهر المحفوف بالأمل بقيامة الأبطال من مقابر الحقد الجماعية، تحققت فعلا سيادة لبنان وعادت أرواح شهداء 13 تشرين الأول ترفرف بفخر وعنفوان المنتصر". أضاف: " بعض جهابذة السياسة يرفضون العسكر في السلطة اننا نقول لهم بأننا نحن العسكريون مواطنون درجة أولى, شعارنا الشرف والتضحية والوفاء, لنا الحق وعلينا واجب حماية هذا الوطن من التجار والميليشياويين, ونقول لهم بالفم الملآن نحن لسنا هواة سياسة الصفقات والسمسرات والمقايضات", لافتا الى أن "حزب التيار الوطني الحر إنتشر في كل لبنان مثل ملح الأرض فاصبح الرقم الصعب والمعارض المخيف والمحاور المقنع, وإننا ننتظر اليوم الذي ينتقل فيه التيار من المعارضة الى السلطة، من الرابية الى بعبدا لينقذ لبنان بالحكم الصالح".

أضاف: "إن ماحصل هذا الأسبوع من الخرطوم الى شوارع بيروت، مرورا بمجلس النواب والوزراء, مهين لكل المقامات ومرفوض سياسيا واجتماعيا, وهو أساسا نتيجة أخطاء في إتفاق الطائف زعزعت هرمية السلطات في الدولة, وفتحت باب استقلال المواقع بعد رحيل المحتل, إننا مدركون أن السيادة لم تتحقق بعد وليستقيم الوضع في السلطة لا بد من أن يتولاها الأقوياء وأن تتناسب الصلاحيات مع المقامات, لذلك كان علينا أن نستجمع إرادتنا لنحقق التغيير بالديموقراطية والإصلاح بالقانون".

وقال: "إن وطن المحاصصات والمزارع مرفوض، ووطن الإقطاع والمحسوبيات ايضا مرفوض، ووطن الإستبداد والتحكم مرفوض، ووطن الوصولية والفساد مرفوض".

الوزير الصراف/ وزير البيئه يعقوب الصراف قال في كلمته: "إذا كان المستقبل يتطلب استشراقا حكيما ورؤية واضحة ومنطقا سليما، فمن المفيد دائما العودة الى الماضي, للإنسجام مع المبادىء وتأمين إتزان المواقف وصدقية الإلتزامات, ونحن في إلتزاماتنا مع منطقنا ووطننا صادقون ومتوازنون ومنسجمون, ولذلك وقفت في وجه النافذين الذين أرادوا أن يبتلعوا البحر والأرض والقرار والقوانين, وساقف الى جانب من يريد ان يحيي الدولة ويعيد للمواطن اعتباره وحقه وكرامته, وهنا نقطة إرتكاز أساسية وإلتقاء حيث تلتقي المبادىء والأهداف الوطنية الشريفة".

ولفت الى أن "شعبية التيار الوطني الحر المتزايدة، أتت مترافقة مع نبض الناس ومشاعرهم وأفكارهم وتطلعاتهم", وقال: "إننا نريد دولة ورئيسا للنهوض بالبلاد بعد زمن الوصاية والقهر والإنحدار والفساد, في مرحلة إنتقالية صعبة تحتاج الى حوار وطني حقيقي وشراكة فعلية, نريد دولة لا يصرف أركانها كل جهدهم لإلقاء اللوم والمسؤولية في الأخطاء والأزمات على عاتق شركائهم في الوطن والمسؤولية".

ورأى الوزير الصراف أن وثيقة التفاهم التي أرساها التيار الوطني الحر مع حزب الله, "غير بعيدة عما رست اليه نصائح المجتمع الدولي للبنان, وآخرها ما عبر عنها مبعوث الأمم المتحدة، الذي أوصى بضرورة إقامة علاقات جديدة مع سوريا وتأمين التمثيل الديبلوماسي بين البلدين".

بعد ذلك جرى تسليم الدروع التقديرية من العميد ديغول طرفة باسم التيار، الى أمهات شهداء الجيش من بلدة منيارة، ثم جرى قص قالب حلوى بالمناسبة.

 

حسين الخليل : لا خيار امام اللبنانيين الا طاولة الحوار الملف الفلسطيني استقر على ارضية ثابتة وفي نصابه الطبيعي

وطنية - 2/4/2006 (سياسة) علق المعاون السياسي للامين العام لحزب الله حسين الخليل على ضوء المستجدات الاخيرة في حديث لمحطة "المنار" جاء فيه: "بداية عن الذي جرى هذا الاسبوع، يمكن تلخيصه بكلمات معدودة، ان لبنان في وضع لا يحسد عليه، الوضع الداخلي طبعا، ما حصل سجال كنا بغنى عنه، وأعتقد ان البلد أو المسؤولين عن العديد من المؤسسات الدستورية في البلد لم تكن على مستوى ليس ما يتأمله اللبناني، بل الحد الأدنى مما يطلبه اللبناني لحل مشاكله الداخلية والخارجية، ولكن على أي حال، ما مضى قد مضى، وأعتقد ان لا خيار أمام اللبنانيين أمام كل الأزمات التي تعترض هذا البلد وأمام كل هذا النقاش الداخلي، لا خيار إلا الاستمرار بالحوار، وهذا ما سنشهده غدا، أعتقد ان كل القيادات ستجتمع غدا كالعادة، والحوار سوف يستمر في البحث بما تبقى من نقاط أي موضوع رئاسة الجمهورية وسلاح المقاومة بعد التحرير. ونحن كحزب الله مستمرين بالحوار وأعتقد أن الأمين العام السيد حسن نصر الله سيشارك في المؤتمر مع غيره من القيادات اللبنانية الأخرى". سئل: وحول التمايز بين مواقف النائب وليد جنبلاط والنائب سعد الحريري؟ اجاب: "عن موضوع التمايز بين الشيخ سعد الدين الحريري والاستاذ وليد جنبلاط أعتقد أنه هناك أدبيات مختلفة وتمايز حتى بالموقف السياسي على الأقل بما له علاقة بموضوع المقاومة، يعني رأينا وكما كنا نشهد باستمرار تأييد المقاومة في مواقف النائب الحريري ان على مستوى الأندية الدولية أو المقابلات التي تحصل في الداخل، يعني هناك مواقف واضحة. أما في ما يخص مواقف النائب جنبلاط، أعتقد أنه وبحسب الظاهر أنه يمشي ببرنامج وأجندة أملتها عليه سياسته قبل زيارته لواشنطن بل الزيارة نفسها أيضا، وأعتقد أنه أصبح أسير هذه الأجندة وهذا البرنامج وأعتقد أنه يمكن أن يكون أكثر من أسير حتى، يعني أصبح دمية بيد هذا المشروع الاميركي". سصئل: ماذا عن ما تردد عن دور لقيادة حزب الله في تنسيق زيارة الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة أحمد جبريل ودوركم في مقاربة موضوع السلاح الفلسطيني؟ اجاب: "في الماضي كان يناقش هذا الموضوع مع الحكومة اللبنانية، وأعتقد بعدما جرى على طاولة الحوار، وبعدما اتفق عليه المتحاورون ووصلوا الى نتيجة معينة، استقر الملف الفلسطيني على أرضية ثابتة واتخذ العديد من التوجهات، وكان لا بد من وضع القطار على السكة الطبيعية له، وفي هذا الاطار كان هناك مسعى لحزب الله، والمسعى جاء في إطار الدفع بمقررات لجنة الحوار لا سيما بالشق اللبناني الفلسطيني، وبالتالي، جاء تحرك حزب الله بناء على طلب المتحاورين من أجل وضع القطار على السكة الطبيعية، وفي هذا الاطار جاءت الدعوة للسيد أحمد جبريل لزيارة لبنان، حيث كان اللقاء بشكل أساسي مع النائب الحريري، وأستطيع أن أعتبر ان الأمور بدأت توضع في نصابها الطبيعي". واضاف: "أشير إلى أن الملف الفلسطيني، ليس موضوع السلاح فقط، حيث آن الأوان لأن يتمتع الشعب الفلسطيني بأبسط الحقوق المدنية، وكل اللقاءات التي أجراها جبريل في زيارته محورها الأساسي هذا الموضوع". وخلص الى القول "ان زيارة جبريل تشكل نقطة الانطلاق والبداية الصحيحة للعلاقة بين اللبنانيين والفلسطينيين، ونأمل أن يتم التوصل الى نتيجة، لأنه لا خيار بيننا إلا الحوار والتفاهم وأي مشكلة أو سوء فهم من رواسب الماضي يجب أن تحل على طاولة الحوار وليس في الشارع وبالاستماع الى الاملاءات". سئل: كيف سيكون المشهد غدا في مؤتمر الحوار، عتاب، تهدئة، انطلاقة جديدة؟ اجاب: "لا شيء محظور عن النقاش، ليس ممنوعا عليهم أن يتعاتبوا، وليس ممنوعا أن يتكاشفوا ويتصارحوا، وأيضا لا يجب أن يكون ممنوعا أن يصلوا الى النتائج المرجوة من مؤتمر الحوار". سئل: هل ستعاتبون بعد مواقف الخرطوم؟ اجاب: "انا أعتقد أنه، لا في الماضي كان ممنوع العتاب، ولا غدا سيكون، ممكن أن يكون هناك عتاب، وممكن الاكتفاء بما حصل خارجا، وفي كل الأحوال العتاب إذا وجد ليس لإثارة المشاكل بل لغسيل القلوب، وأعود وأكرر طاولة الحوار هي الأساس وهي المرتجى الحوار ثم الحوار وثم الحوار، ومع التجرية أثبت ان الحوار يعطي نتيجة".

 

 

فوز سنكري وغزال وزياده والعلم في عضوية مجلس نقابة مهندسي الشمال

وطنية-2/4/2006(متفرقات) جرت الانتخابات الفرعية لنقابة المهندسين في الشمال لاختيار 4 اعضاء جدد لمجلس النقابة عن الهيئة العامة , والفائزون هم: عزام سنكري(509 اصوات)، د. نهاد غزال(494 صوتا)، بسام زياده(451 صوتا)، الياس العلم(450 صوتا).يذكر ان الفائزين شكلوا لائحة موحدة مدعومة من قوى 14 آذار.

 

زحلة احيت ذكرى شهدائها بقداس في دير مار الياس الطوق 

وطنية  2 نيسان 2006 

شارك في قداس دير الطوق رئيس " الكتلة الشعبية" النائب الياس سكاف ونواب الكتلة: كميل معلوف، حسن يعقوب، سليم عون، فؤاد ابو ناضر وجو اده وجو نجل الوزير الراحل ايلي حبيقة، رئيس الكتائب السابق الدكتور ايلي كرامة، رئيس اقليم زحلة السابق كابي الصايغ والمطران جورج اسكندر، المدير العام لوزارة الزراعة المهندس لويس لحود، رئيس بلدية زحلة - معلقة اسعد زغيب . وغابت الشعارات الحزبية عن ساحة الدير.

وقد حضرت مجموعة من القواتيين السابقين الى ساحة دير الطوق سالكة الطريق الجبلية الوعرة من جبل صنين نحو زحلة استذكارا لعملية كسر الحصار الذي كان مفروضا على زحلة عام 1981 . والقى الاب ايلي معلوف رئيس دير مار الياس الطوق عظة بعد الانجيل قال فيها:"اذ يرقد الشهداء الابرار هنا، في دير النبي ايليا شفيع زحلة، هذا الصرح المقدس والتاريخي، الذي ارتبط تاريخه بتاريخ زحلة وكل الاحداث المصيرية فيها.

وتعرض لما تعرض اليه. وقد ساهم ولا يزال في بناء مدينة زحلة تاريخا وحاضرا في مجال الروح والثقافة والعمران والخدمة، ولا ننسى دوره البارز في القيادة والمقاومة والصمود". اضاف:"نقدم في هذا الاحد المبارك الذبيحة الالهية لاجل راحة نفوس شهدائنا الابطال الذين اخصبت دماؤهم ارض زحلة ووهبتنا شهادتهم مناعة وزادتنا شرفا وكرامة ووحدة، فسفك الدم للشهادة قيمة غير محدودة وفاعلية ابدية. فالشهداء فخر للامم ومجد للاوطان، يموتون ليبقى الوطن ويحيا ابناؤه" فما من حب اعظم من ان يبذل الانسان نفسه فداء عن احبائه".

وقال:"احياء ذكرى الشهداء هي احياء للقيم الروحية والتضحية والعطاء وان كل عمل كبير لا يكبر ولا يكتمل الا اذا قام على التضحيات الكبيرة، والحب الكبير، وهم احبوا كثيرا.والشهداء في المسيحية كانوا اساس صمودها عبر التاريخ، لانهم كانوا ابناء الايمان القوي بمن صلب ومات وانتصر على الموت.. وعندما ضعف ايمان المسيحيين واستشرت خلافاتهم العقائدية واشتدت انقساماتهم تقهقروا وتقلصوا، وباتوا يترحمون على امجاد ذبلت.

اما الشهداء من ابنائنا في زحلة، وانطلاقا من ايمانهم بالارض والشعب، ومن عشقهم للحرية والكرامة، وعلى الرغم من ضيق وضعف وسائل المقاومة عندهم، كتبوا لمدينتنا وللتاريخ بصمات بيضاء، وملاحم بطولات وفداء اراد المحتلون طمسها لفترة من الزمن، فمحوا اسماءهم ولكن اطيافهم كافعالهم بقيت راسخة في ذاكرة زحلة وقلب شعبها. وجاء التحرير وانطلقت الاحتفالات بتذكارات الشهداء تاكيدا لخلودهم في قلب الله وقلوب شعبهم الودود . واملنا ان يبقى دم الشهداء وذكراهم عامل وحدة لكل القوى الفاعلة في مجتمعنا لا عامل انقسام وتفرقة". بعد انتهاء القداس توجه المشاركون الى المدفن حيث يرقد شهداء زحلة ووضعوا اكاليل الزهور والورود على اضرحتهم . 

 

زحلة احيت ذكرى شهدائها بقداسين في سيدة النجاة ودير مار الياس الطوق

المطران حداد والاب معلوف دعوا الى المحبة والوحدة وعدم الانقسام والتفرقة

وطنية- 2/4/2006(سياسة)احتفلت مدينة زحلة وجوارها بذكرى الشهداء، الذين سقطوا في 2 نيسان العام 1981 خلال حصار المدينة. وللمناسبة اقيم قداسان: واحد بدعوة من حزب الكتائب اللبنانية وترأسه راعي ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الكاثوليك المطران اندره حداد في كاتدرائية سيدة النجاة، والثاني بدعوة من "لجنة رفاق شهداء مدينة زحلة وجوارها واهاليهم" ترأسه الاب ايلي معلوف في دير مار الياس الطوق، زحلة- الراسية.

قداس سيدة النجاة

حضر قداس سيدة النجاة الرئيس امين الجميل والوزير بيار الجميل والنائب نقولا فتوش والنائب السابق محمد علي الميس، المحافظ السابق نقولا سابا ممثلا "تيار المستقبل"، رئيس غرفة التجارة ادمون جريصاتي، رئيس جمعية تجار زحلة جوزف ميماسي، المدير العام لوزارة الزراعة لويس لحود، الى رئيس اقليم زحلة الكتائبي ايلي ماروني وحشد من الكتائبيين قدموا من مختلف مناطق البقاع ولبنان رافعين الرايات الحزبية .

وبعد الانجيل المقدس القى المطران حداد عظة قال فيها:"الشهداء من ابنائنا في زحلة، وانطلاقا من ايمانهم بالارض وبالشعب، ومن عشقهم للحرية والكرامة، وعلى الرغم من ضيق وضعف وسائل المقاومة عندهم، كتبوا لمدينتنا وللتاريخ ملاحم بطولات وفداء اراد المحتلون طمسها لفترة من الزمن، فمحوا الاسماء عن صخرة الصمود، ولكن اسماءهم كافعالهم بقيت راسخة في ذاكرة المدينة والشعب. وجاء التحرير وانطلقت الاحتفالات بتذكارات الشهداء تأكيدا لخلودهم في قلب الله وقلوب شعبهم .

واملنا ان يبقى دم الشهداء وذكراهم عامل وحدة لكل القوى الفاعلة في مجتمعنا لا عامل انقسام وتفرقة. ويبقى الاستشهاد عمل محبة بل اعظم اعمال المحبة. ليس لاحد حب اعظم من ان يبذل نفسه عن احبائه.. هكذا قال معلمنا الالهي . واغلى ما عند الانسان حياته والشهيد يسترخص الحياة، حياته، ويبذلها دفاعا عن ايمانه وعن عقيدته، يموت ليحيا شعبه وبكرامة وحرية. ودعوة شهدائنا لنا اليوم ان نعيش بالمحبة. ان نحب بعضنا بعضا وفاء لمحبتهم لنا. وبالمحبة والوحدة نبني وطننا وننقذه من محنته. اضاف:"ما نراه في حياة شعبنا وخصوصا لدى حكامنا ورجال السياسة اليوم هو تفجيرات يومية للبغض والحقد والنميمة والتجريح الواحد بالآخر، على شاشات التلفزيون وعلى صفحات الجرائد مما يندى له الجبين خجلا. يا لها من امثولة يعطيها قادة شعبنا لابناء وطنهم، نتكلم عن الوحدة الوطنية! ونحن نهدمها كل يوم بهذه الهجمات الحاقدة بعضنا على بعض.

نقول للذين يتباكون على ما صار اليه الوطن من تفكك وفساد وينادون ببناء وطن مثالي فليندموا على ماض، ليس بعيدا، كانوا فيه الاسياد النافذين في هذا الوطن، وليبدأوا بتغيير انفسهم وما في داخلهم من عبادة للمال وطعن للمصلحة العامة وظلم للشعب الضعيف وتسخير القوانين لخدمة مصالحهم الخاصة". وبعد انتهاء القداس تحدث رئيس اقليم زحلة الكتائبي المحامي ايلي ماروني فاعلن "ان الكتائب يد واحدة من اجل الكرامة ،السيادة والحرية لتبقى زحلة ويبقى لبنان".

 

توافق رئيسي البرلمان والحكومة على ضرورة (لملمة الوضع)

عون يتهم الاكثرية بالمناورة : يفضلون بقاء لحود على تأييدي

الأنوار 2/4/2006: خفت حدة الحملات المتبادلة امس، وتواصلت المساعي السياسية والدبلوماسية لتأمين عودة هادئة الى طاولة الحوار غدا. وكان ابرز ما سجل امس، اتصال هاتفي اجراه الرئيس نبيه بري بالرئيس فؤاد السنيورة توافقا خلاله على (لملمة الوضع). في هذا الوقت كرر العماد ميشال عون مطالبته باستقالة الحكومة، واتهم الاكثرية بالمناورة في موضوع رئاسة الجمهورية، وقال انها تفضل بقاء الرئيس اميل لحود على تأييده. وقد سجلت امس جولة لافتة قام بها وفد من الجبهة الشعبية - القيادة العامة برئاسة احمد جبريل على الرئيسين نبيه بري وفؤاد السنيورة والنائب سعد الحريري والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. وطرحت خلالها مجمل قضايا الملف الفلسطيني في لبنان.

ومساء امس اعلن رسميا ان الرئيس بري اجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس السنيورة وتداولا بالتطورات الراهنة وتوافقا على (ضرورة لملمة الوضع الحالي وتعزيز مساعي التهدئة استعدادا لاستئناف جلسات الحوار يوم الاثنين المقبل). وأكدا على (متابعة التعاون على قاعدة الاحترام المتبادل)، مشددين على (ان كل الجهود يجب ان تنصب حاليا على تجاوز كل ما جرى لانجاح الحوار). ومن المقرر ان يعقد الرئيس السنيورة صباح غد وقبل بدء جلسة الحوار مؤتمرا صحافيا مع السفير الاوروبي باتريك رينو لمناسبة دخول اتفاقية الشراكة اللبنانية - الاوروبية حيز التنفيذ.

حديث عون وفي حديث ادلى به امس كرر العماد ميشال عون مطالبته باستقالة حكومة السنيورة، واتهم الاكثرية بالمناورة في موضوع رئاسة الجمهورية. وقال (ان مقولة انني ضد رحيل الرئيس اميل لحود خاطئة، لان المطلوب الاتفاق على البديل. ولا يمكن تسليم مقاليد البلاد من دون قيد او شرط، او العمل كعتال او جمعية خيرية تسهم في تغيير الرئيس كيفما كان).

وأضاف: انا مرشح رئاسي ومن الطبيعي ان يترشح من يتمتع بتأييد الاكثرية الشعبية، وألا يكون في موقع احتقار رأي هذه الاكثرية). وتابع: انني اجد وقاحة عندما يسألني البعض لماذا لا تسمي احدا سواك كمرشح للرئاسة? مضيفا: ان لدي تكليفا شعبيا سواء من خلال الانتخابات او من خلال الاستطلاعات والاحصاءات، فلماذا اكلف احداً آخر سواي? لنفرض انني استبعدت نفسي، فليسموا لنا مرشحا للرئاسة. فعلى طاولة الحوار طلب الرئيس بري منهم ان يسموا مرشحا لكنهم لم يردوا على طلبه. ان احدا لم يتجرأ على تسمية مرشح واحد، ولذلك اقول ان هذا الموقف هو المناورة بحد ذاته، فمن يريد ان يصبح رئيسا ويخجل بنفسه، لا يصلح ان يكون رئيسا.

وقال العماد عون: اذا ارادت الاكثرية الحل السليم في موضوع الرئاسة، يمكن حينها الكلام على رحيل الرئيس لحود. وأضاف: أليس عيبا على الاكثرية ان تقول للآخرين اذا كنتم ترفضون الاتيان بالرئيس الذي نريده، فاننا سنكمل بالرئيس لحود، وكأن هذه الاكثرية تقول ان لحود افضل من العماد عون. وكذلك كيف يشتمون الرئيس لحود ويفضلونه في الوقت نفسه عليّ? اعتبر ان في ذلك قلّة تهذيب.

المعارضة السورية

وفي دمشق، شنت صحيفة تشرين السورية هجوما عنيفا على المعارضة السورية (المستقوية بالقوى الخارجية) واتهمتها بـ (فبركة الاتهامات والاكاذيب).

وقالت الصحيفة في افتتاحية لها (ليس عيبا ولا عارا وجود قوى معارضة للحكومات في كل دول العالم لكن العيب والعار والمصيبة الكبرى ان تستقوي هذه المعارضة بالقوى الخارجية على الداخل وان تسفه الحكومة والمرجعيات التي تمثل رموزا للسيادة والدستور والوطنية) من دون الاشارة الى اي اشخاص او تنظيمات.

واضافت الصحيفة (لا يهم هذا الفريق الذي خرج من عباءة الوطن وتنكر لكل ما هو شريف ومقدس ومقاوم، ان يأتي الى السلطة عبر المتاجرة بالشعارات البراقة ودم الشهداء وعبر عملية تضليل وتزوير مكشوفة للرأي العام ومن خلال شراء الضمائر وتزييف وتزوير الحقائق وفبركة الاتهامات والاكاذيب والصاقها بكل من يقف في وجه المشروع الاميركي-الصهيوني).

وتابعت صحيفة (تشرين) موسعة انتقادها الى المعارضين في الدول العربية وليس في سوريا وحدها (لم تنقطع هذه المهازل يوما في هذا البلد العربي او ذاك من الاستقواء بدول عظمى على الوطن ليصل الى كرسي السلطة على دبابة اميركية او بارادة دولة عظمى يهمها ان تصل الى هذه السلطة حفنة من المؤتمرين بامرة المنفذين لاملاءاتها الخاضعين لمشيئتها ومشروعاتها).

واعتبرت ان (الشارع العربي مليء بالمعارضة التي رهنت قراراتها لقوى ودول لا تخفي عداءها للعرب والعروبة) من دون الاشارة ايضا الى اي جهة بالتحديد. واضافت الصحيفة ان )لا احد ينكر على الاخرين حقهم في المعارضة وعدم الرضا عن سياسات ومواقف تتخذها حكوماتهم فالاوطان تبنى بالرأي والرأي الاخر ان وجد!، اما محاولة مصادرة الحوار والقرار والادعاء بأنه يمثل الشعب كله فهذا لا يمت الى الديمقراطية وحرية الرأي بشيء، والحوار يكون باتجاهين ولا يجوز ان يكون باتجاه واحد ومصلحة فريق دون آخر). وشددت الصحيفة على ان (التطاول على رموز الوطن امر خطير وسابقة خطيرة) داعية الى (الوقوف بحزم ضد الخارجين على ارادة وقدسية الوطن).

 

إرفعوا أيديكم عن البلد

الأنوار 2/4/2006: عبارة (إرفعوا أيديكم عن لبنان وأهله)، نجد أنفسنا مكرَهين على إعادة استعمالها لكن مع تعديل بسيط في وجهة مَن تستهدفهم: إنها موجّهة الى الداخل، أي الى المسؤولين السياسيين، لأنهم منذ السابع والعشرين من نيسان 2005، تاريخ الإنسحاب السوري من لبنان، لم يتصرّف أحدٌ منهم بمسؤولية توازي ما يحتاج اليه البلد وأهله. الكل يرشق الكل، والسياسة باتت (حفلة) تراشق متبادلة تُستخدَم فيها العبارات العنيفة والمهينة من كلِّ الأَعيرة، والهدف منها تسجيل أهداف ضد بعضهم البعض، وكأن لا أحد منهم قلبه على البلد. ماذا في آخر تداول في بورصة التراشق? الأكثرية تصف رئيس الجمهورية بشتى الصفات ومنها انه فقد شرعيته، لكنها عاجزة عن إثبات ذلك، أو تنفيذ مطلبها باقالته. في المقابل، يصف رئيس الجمهورية الأكثرية بأنها (أكثرية وهمية) لكنه يتناسى أنها تملك واحداً وسبعين نائباً في مجلس النواب، وهو غير قادر على عزلهم أو إقالتهم، للتخلص من هذا (الوهم). الأكثرية تصف نفسها بأنها (قوى 14 آذار) فيما العماد عون ينزع عنها هذه الصفة ويقول أن تياره صاحب (14 آذار)، وان الأكثرية هي قوى (14 شباط). الأكثرية تتحدَّث عن (بقايا نظام الوصاية) فيما أقطاب هذا (النظام) عادوا الى التحرك ووضعوا إنشاء (جبهة مواجهة) على نار قوية.

أين الناس من كل ما يجري? المسؤولون والسياسيون في غربة عن الناس، لا يُفكِّرون بأوضاعهم ومعاناتهم. جدول اعمال مجلس الوزراء يوم الخميس الماضي كان حافلاً ببنود تهم الناس، لكن (قصف الشتائم) الذي جرى، وصلت شظاياه الى قضايا الناس، وإلا فما معنى أن يتخاصم القيِّمون على أحوال البلد وأهله، ويتركوا ملفات المواضيع الحياتية على الطاولة لدى خروجهم? هل هي دعوة لأن ييأس الناس ويتّجهوا الى نزع (أشواكهم بأيديهم)?

إننا لا نجد تفسيراً غير هذا التفسير! لقد انكشف الجميع، فهل من قادر على إخراجنا من هذه الورطة? في الخامس من شباط الماضي، وعلى أثر أحداث الاشرفية، وضع وزير الداخلية حسن السبع إستقالته في تصرُّف مجلس الوزراء، والى اليوم، وقد مرَّ على هذه الخطوة نحو شهرين، لم يتم البت فيها! فكيف (تعدنا) الأكثرية ببت وضع رئيس الجمهورية وهي لا تعرف كيف تبت وضع وزيرٍ محسوب عليها?

هناك فرقٌ بين أن تكون الأكثرية كبيرة، وبين أن تكون تكابر.

 

 حوار في غرفة العناية الفائقة

رفيق خوري - الأنوار

في لبنان مؤتمر ومؤامرة. المؤتمر متقطع الجلسات. والمؤامرة متواصلة الحلقات. وإذا أخذنا بما قيل في السجال العنيف خلال الأيام الماضية، فإن بين المؤتمر والمؤامرة نوعاً من (تلازم) المسارين. ولا أحد يعرف، قياساً على ما جرى في قمة الخرطوم وما دار حوله في المجلس النيابي ومجلس الوزراء وفي الكواليس الداخلية والخارجية، أين يبدأ المؤتمرون وأين ينتهي المتآمرون. فالمسافة بين 2 آذار و2 نيسان تبدو كأنها دهر لا مجرد شهر. وحين يعود المتحاورون غداً الى الطاولة المستديرة بالاضطرار أو بالخيار، لا فرق، فإن ما سبقهم الى المكان وفي الزمان هو الظل الكبير للمؤامرة. ولا جدوى، وإن كان هناك إصرار، من معاودة الحوار من النقطة التي توقف عندها. فالمناخ تبدل. المناخ المحلي أكثر تشنجاً مما كان عليه عشية بدء الحوار. والمناخ العربي والدولي أكثر هدوءاً وبرودة مما كان عليه قبل شهر. والسؤال هو: هل تغيرت الحسابات المحلية أم أن ما يظهر اليوم هو الوجه الحقيقي الذي ارتدى قناعاً لضرورات اللعبة? هل تغيرت الحسابات العربية والدولية أم زالت الرهانات الوهمية عليها بفعل الاصطدام بالواقع العربي والوقائع الدولية? وهل ضاعت الفرصة التي كانت مفتوحة أمام لبنان، بسبب الارتباك والتعثر وسوء القراءة أم ان الفرصة باقية لكن التوقيت العربي والدولي ليس على التوقيت اللبناني?

الأجوبة مختلفة باختلاف القوى التي تقدمها، سواء كانت تملك معلومات دقيقة أو تتبرع بمعلومات هي مجرد أحلام لرفع معنويات أو تثبيط همة. لكن الظاهر أمام الجميع هو ثلاثة أمور. الأول هو حركة السفراء العرب والأجانب الذين يكررون التأكيد على دعم بلدانهم للحوار، كأن مؤتمر الحوار مثل المرأة التي يجب أن تكرر لها كل يوم أنك تحبها لكي تطمئن. والثاني هو الآثار التي تركتها سلسلة تحركات في الكواليس الخارجية، بحيث أدرك اللبنانيون أن مفاتيح ما يتحاورون حوله ليست في بيروت، وإن صار شعار (صُنع في لبنان) ماركة عربية ودولية في الخطاب المعلن. والثالث ان مؤتمر الحوار لم يصبح (مؤسسة)، في حين أن المؤسسات أصيبت بشظايا بعضها معطل وبعضها الآخر قاتل، بحيث لم تبقَ مؤسسة قادرة على العمل. من رئاسة الجمهورية الى المجلس النيابي الى مجلس الوزراء.

حتى المواضيع التي جرى الاتفاق عليها، فإنها تبدو كأنها تعود الى المربع الأول. فلا تصحيح العلاقات اللبنانية - السورية أمر قليل التعقيد الى حد تبسيطه بالحديث عن جدول أعمال لزيارة. ولا من السهل حل أي موضوع على جدول الأعمال من دون تصحيح العلاقات انطلاقاً من قراءة واقعية لما بين البلدين من معاهدة واتفاقات وما حدث من أخطاء في الماضي وما يحرص عليه الأشقاء العرب من التوازن والتوازي في استقرار البلدين. ولا البحث عن استراتيجية لحماية لبنان أمر يضمن كل شيء لمواجهة المخاطر الاسرائيلية، في غياب استراتيجية عربية، وإن ضمن الإجماع على المقاومة.

وليت الواقع يشبه كلام الأغاني. ففي أغنية عالمية كلام خلاصته (هناك انشقاق في كل شيء، ومن هنا يأتي النور). وفي الواقع اللبناني انشقاق في كل شيء. لكنه انشقاق خطير: إما أن يهدد بإعادتنا الى ظلام النفق الذي خرجنا منه. وإما أن يعدنا باستمرار المأزق والدوران فيه. والبلد ليس الطاولة التي يجلس حولها المتحاورون.

 

البطريرك صفير:المشهد المأساوي في الخرطوم وبيروت ربما يعود الى الرغبة في الربح والعطش الى السلطة

وطنية - 2/4/2006 (سياسة) ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي, عاونه فيه المطران شكر الله حرب، أمين سر البطريركية المونسنيور يوسف طوق، القيم البطريركي الاب جوزف البواري والاب حنا عواد في حضور النائب جيلبيرت زوين، رئيس مجلس ادارة مدير عام هيئة ادارة السير والآليات والمركبات المهندس فرج الله سرور ووفد من جمعية أصدقاء القربان برئاسة السيدة منى نعمة وحشد من المؤمنين.

العظة/ بعد الانجيل المقدس القى البطريرك صفير عظة بعنوان "اذهب ايمانك خلصك" تابع فيها الحديث عن رسالة البابا يوحنا بولس الثاني "الاهتمام في الشأن الاجتماعي" جاء فيها الآتي: "(مر 7: 37) هذا الأحد هو أحد الأعمى السابق لأحد الشعانين. والانجيل بحسب القديس مرقس، يذكرنا بان السيد المسيح قد فتح عيني هذا الأعمى الذي كان جالسا على قارعة الطريق يستعطي. ومر به يسوع، فما ان عرف أنه يسوع حتى بات يصيح بأعلى صوته:" يا يسوع ابن داو ارحمني".

وحاول بعض الناس اسكاته، لكنه لم يسكت، لا بل ازداد صراخا. اذذاك وقف يسوع وقال له:" ماذا تريد أن أصنع لك؟ أجاب: أن أبصر. فقال له يسوع:"اذهب. ايمانك خلصك". وللوقت عاد يبصر. والتحق بيسوع. أجل ايمانه بيسوع أعاد البصر اليه. ان يسوع الذي أعاد البصر الى هذا الأعمى، لا يزال هو هو وهو في استطاعته ان يعيد الينا جميعا البصر لنرى ما يجب عمله للخروج من الأزمة التي نتخبط فيها. ونتابع الحديث عن رسالة البابا يوحنا بولس الثاني:"الاهتمام في الشأن الاجتماعي". ونرى أن الاعوجاج، القائم على صعيد الجماعة، يعود الى اعوجاج الأفراد الذين تتألف منهم هذه الجماعة، وأن الأنانية هي علة العلل، وأن الرغبة في الربح والعطش الى السلطة هما العنصران اللذان لهما عواقب وخيمة على المجتمع.

اعوجاج الجماعة من اعوجاج الأفراد وبالتالي، يجب التأكيد ان عالما مقسما الى تكتلات تحكمها عقائد قاسية، وتسودها أنواع مختلفة من الاستبداد، بدلا من التعاون والتضامن، لهو عالم لا يمكن الا أن يكون خاضعا " لبنى الخطيئة".

ان مجمل العوامل السلبية التي تعمل عكس المفهوم الصحيح للخير العام الشامل، وعكس واجب تطويره، تعطي انطباعا بأنها تخلق لدى الأشخاص والمؤسسات، عقبة من الصعب التغلب عليها لأول وهلة. واذا كان الوضع الحالي منوطا بصعوبات من طبيعة مختلفة، فليس من المستهجن ان نتحدث عن" بنى الخطيئة"،التي، على ما أوضحت ذلك في الارشاد الرسولي: "المصالحة والتوبة"، يعود أساسها الى الخطيئة الأصلية، وهي، بالتالي، مرتبطة بأفعال ملموسة يقوم بها أشخاص يوجدونها، ويدعمونها، ويجعلون من الصعب تدميرها. وهكذا تتقوى ، وتنتشر وتصبح مصدرا لخطايا أخرى، وتغير مسلك الناس. وقد جاء في الارشاد المشار اليه: "أن الكنيسة، عندما تتكلم عن حالات خطيئة، وتشهر ببعض أوضاع، أو بعض تصرفات جماعية، أو تكتلات اجتماعية، قد تكون منتشرة، أو مواقف أمم بكاملها، او مجموعات دولية، على أنها خطايا اجتماعية، فهي تعرف وتعلن أن حالات الخطيئة الجماعية هذه، انما هي ثمرة تراكم وتجمع خطايا شخصية عديدة. انها خطايا شخصية، يرتكبها أولئك الذين يشجعون على الموبقات، أو يستغلونها، وأولئك الذين، على الرغم من أنهم يملكون السلطة للقيام بما يعمل على تجنبها، أومنعها، أو على الأقل الحد من بعض آفات اجتماعية، فانهم، خلافا لذلك، يتخلون عن هذا الواجب عن اهمال، وخوف، وممالقة أمام شريعة الصمت، وتواطؤ مقنع، أو لامبالاة، والذين يحتمون بادعاء عدم امكانية تغيير العالم، والذين أيضا يريدون أن يُعفوا نفوسهم من بذل الجهد أو التضحية بحجة أسباب عليا. أما المسؤولية الصحيحة فتقع على عاتق الأشخاص. فما من وضع، ومؤسسة، وبنية، ومجتمع بحد ذاته أو ذاتها، تعتبر أفعالا أدبية.ولذلك لا يمكنها، بحد ذاتها، أن تكون جيدة أو سيئة.

" خطيئة" و"بنى خطيئة" هي مقولات غالبا ما لا تطبق على وضع عالم اليوم. ومع ذلك، لا نتمكن بسهولة من فهم الواقع فهما عميقا، على ما يبدو لنظرنا، دون أن نشير الى جذور الشر الذي يصيبنا.

2- الأنانية علة العلل صحيح أنه بالامكان التكلم عن "أنانية"، "وقصر نظر". ويمكن التفكير "بحسابات سياسية خاطئة"، و"بمقررات اقتصادية غير حكيمة". وفي كل من هذه الأحكام التقييمية، نجد عنصرا له طابع أخلاقي أو أدبي. وان وضع الانسان انما هو وضع يصعب معه تحليل أعمق لأفعال الأشخاص واهمالهم، دون أن نضمنها، بطريقة أو بأخرى، أحكاما أو مدلولات من طبيعة أخلاقية. هذا الحكم، هو بحد ذاته، ايجابي، خاصة اذا ظل متماسكا الى النهاية، واذا اعتمد على الايمان بالله، وعلى الشريعة التي تأمر بالخير وتنهى عن الشر.

وفي هذا يقوم الفرق بين نوع التحليل الاجتماعي- السياسي، وبين الاسناد الصريح الى "الخطيئة" والى " بنى الخطيئة". ووفق هذا المفهوم الأخير، تؤخذ ارادة الله المثلثة القداسة، في الاعتبار، هي ومخططه من أجل الناس، وعدالته، ورحمته. فالله الغني بالمراحم، وفادي الانسان، ورب الحياة وخالقها، يطلب من الانسان مواقف واضحة تعبر عنها أيضا أعمال أو اهمال تجاه القريب. وهذا بالنسبة الى" اللوح الثاني" من الوصايا العشر. ففي عدم المحافظة على هذه، نهين الله، ونسيء الى القريب بادخالنا الى العالم أوضاعا وحواجز تذهب الى أبعد من أفعال فرد ومدى حياته القصير. وهكذا تتدخل في مسيرة تطور الشعوب التي يجب أن نفهم تأخرها أو بطأها في هذا الضؤ.

3- الرغبة في الربح والعطش الى السلطة 37- يكمننا أن نضيف الى هذا التحليل المتصل في الشأن الديني، بعض اعتبارات خاصة لنلاحظ أن بين الأفعال والمواقف المخالفة لارادة الله يبرز أكثر ما يبرز عنصران هما: من جهة الرغبة المطلقة في الربح، ومن جهة ثانية العطش الى السلطة بغية فرض الارادة على الآخر. ولأجل تحديد هذين الموقفين تحديدا أفضل، يمكننا أن نضيف اليهما عبارة " بأي ثمن".

بعبارة اخرى نجد أنفسنا أمام تعظيم المواقف الانسانية على وجه الاطلاق، مع كل ما يستتبعها من عواقب. ولكن، حتى ولو كان هذان الموقفان قابلين للفصل فيما بينهما، بحيث ان احدهما يستطيع أن يقوم دون الآخر، في المشهد الذي نراه أمام أعيننا، فانهما غير قابلين للانفصال، سواء أساد هذا أو ذاك من بينهما. واضح أن الأفراد ليسوا الضحايا الوحيدة لموقف الخطيئة المزدوج هذا، فالشعوب والتكتلات بامكانها أن تكون أيضا ضحاياه.

وهذا يعزز أيضا دخول " بنى الخطيئة" التي تحدُثنا عنها. ولو نظرنا الى بعض صيغ من " التسلط" الحديثة في ضوء المعايير الأدبية، لاكتشفنا أن بعض المقررات، المستلهمة ظاهرا فقط من دوافع اقتصادية وسياسية، تختبئ صيغُ عبادة أصنام حقيقية من المال، والعقائد، والطبقة، والتقنية. وقد أردت أن أُدخل هذا النوع من التحليل خاصة لأظهر ما هي طبيعة الشر الحقيقية التي نواجهها في مشكلة نمو الشعوب:

فهو شر أدبي، ناجم عن خطايا عديدة تُنتج " بنى خطيئة". ان تشخيص الشر على هذا الشكل، يقود الى تحديد الطريق الذي يجب اتباعه للتغلب عليه، تحديدا دقيقا، على صعيد السلوك البشري. 38- انه طريق طويل ومتعرج، وفوق ذلك، عرضة باستمرار للوهن لما في غاياته وتحقيقاته البشرية من ضعف باطني، ولما يعتور الحالات الخارجية غير المنتظرة من تغيرات. ويجب مع ذلك امتلاك الشجاعة لسلوك الطريق. ويجب الذهاب الى النهاية بعد أن نكون قد قمنا ببضع خطوات، أو قطعنا شوطا من المسافة. في اطار هذه الأفكار، يأخذ قرار سلوك الطريق، ومواصلة السير فيه ، قبل كل بعدا أدبيا يعترف به الرجال والنساء المؤمنون، على أن ارادة الله تطلبه لأنه أساس خلقية وحيدة صحيحة، تفرض ذاتها فرضا مطلقا. ومن الرغوب فيه، أن يكون الرجال والنساء المحرومون من ايمان صريح، موقنين ان الحواجز التي تعترض النمو المتكامل، ليست فقط من طبيعة اقتصادية، انما هي أيضا تتعلق بمواقف عميقة، تعبرعن ذاتها، بالنسبة الى الكائن البشري، بقيم من طبيعة مطلقة.

ولذلك، يجب أن نأمل أن الذين هم مسؤولون تجاه أمثالهم، بطريقة أو بأخرى، عن "حياة أكثر انسانية"، سواء استلهموا ايمانا دينيا،أم لم يستلهموا، يشعرون بالضرورة الملحة في تغيير المواقف الروحية التي تميز من يقرون علاقة الانسان بنفسه، وقريبه، والجماعات البشرية حتى البعيدة منها، وبالطبيعة، وذلك بقوة القيم العليا كالخير العام، أو لنستعيد تعبير الارشاد " ترقي الشعوب، وهو تعبير موفق، أي "نمو الانسان الشامل وجميع الناس".

بالنسبة الى المسيحيين، كما بالنسبة الى جميع الذين يقرون بما لكلمة " خطيئة من معنى لاهوتي دقيق، ان تغيير المسلك والعقلية، أو طريقة الكيان، يُدعى" ارتدادا" وفق اللغة الكتابية. وهذا الارتداد يدل بدقة على علاقة مع الله، ومع الخطيئة المرتكبة، والى عواقبها، وبالتالي مع القريب، سواء أكان فردا أم جماعة.

ان الله "الذي يقبض بيده على قلوب العظماء" وعلى قلب جميع الناس، بامكانه بحسب وعده، أن يغير بروحه: "القلوب التي من حجر" الى قلوب من لحم" .

الرغبة في الربح، والعطش الى السلطة، نزعتان غالبا ما تحملان الناس على الخروج على طاعة الله، وتعاليمه. ولعل المشهد المأساوي الذي شهدناه بالأمس القريب، والذي كان اللبنانيون أبطاله، اذا جاز التعبير، في الخرطوم، وفي بيروت في مقر المجلس النيابي، وفي مقر الحكومة، والذي نقلته وسائل الاعلام الى العالم أجمع، قد يعود الى العنصرين اللذين أشرنا اليهما. وقانا الله شر ما نحن فيه".

استقبالات/ بعد القداس استقبل البطريرك صفير وفد "جمعية اصدقاء القربان المقدس" برئاسة رئيسة الجمعية السيدة منى نعمة التي القت كلمة اشادت فيها بمواقف البطريرك صفير الوطنية والحكمة. ورد البطريرك بكلمة رحب فيها بالوفد وقال: "نشكر للسيدة نعمة الكلمة التي تفضلت بها واشادت فيها بنا, واننا نشكرها على هذه العاطفة الطيبة, ونسأل الله ان يبارككم جميعا لتظلوا دائما اصدقاء القربان, والقربان هو معنا وهو يسوع المسيح الذي كان عائشا منذ الفين وستة سنوات ولا يزال معنا في القربان المقدس, وقد جعل نفسه سجين القربان لكي يبقى معنا لنذهب اليه, لنركع امامه ولنخشع ولنسأله ما نحن في حاجة اليه في دنيانا, وما اكثر ما نحن في حاجة اليه, وهو اولا ان ينير بصائرنا لكي نعرف ما نحن فيه ولكي يساعدنا على نشر السلام والمحبة فيما بيننا, وعلى الاخص الامهات اللواتي هن اساس العائلة اللبنانية, واذا صلحت الام صلحت العائلة كلها, واذا ساءت الام لاسمح الله ساءت العائلة كلها". وختم بالقول: "نسأل الله ان يبارك "جمعية اصدقاء القربان" وان يكون معكم دائم وان يسدد خطاكم الى الخير والتوفيق".

ثم التقى وفدا من لجنة تطبيق القرار 1559 برئاسة طوني نيسي الذي وجه لغبطته دعوة رسمية باسم البرلمان الاوروبي, للمشاركة في احتفال تكريم الشهيدين رفيق الحريري وجبران تويني, الذي سيقام في البرتغال في السابع من الحالي, كما سلم الوفد غبطته نسخة عن نص المذكرة التي سلمتها اللجنة الى تيري رود لارسن حول تطبيق القرار1559.

بعدها التقى النائبة جيلبرت زوين وعرض معها الاوضاع العامة.

النائب عدوان/ بعدها التقى البطريرك صفير النائب جورج عدوان الذي قال بعد اللقاء: "كالعادة نزور هذا الصرح لوضع غبطته في الاجواء السائدة في البلد وللتشاور معه واخذ توجيهاته, لأنه من خلال حكمته ونظرته الوطنية وبعد النظر الذي يتمتع به اعتقد انه دائما يوجهنا الى الافضل لا سيما في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد". وردا على سؤال قال: "لا نشك ان الحوار شهد انتكاسة على صعيدين, الاول على صعيد رئاسة الجمهورية بعد ما تم الاتفاق على طاولة الحوار ان الرئاسة فيها مشكلة ويجب حلها, فنشاهد في الايام الاخيرة ان هناك فريقا اساسيا من المتحاورين اي "حزب الله" اظهر دعمه لرئيس الجمهورية واظهر ايضا ارادته بان يستمر الرئيس حتى آخر ولايته, وهذا التطور الجديد يجب التعاطي معه, والثاني هو سلاح المقاومة حيث كنا بدأنا بالتحاور حوله بحيث انه لم يطرح بشكله الكافي والوافي وقد تقدمنا خطوات عدة على هذه الطريق, والمواقف الاخيرة لم تكن في الاتجاه الذي احرز التقدم فيه ان كان من ناحية قيام الدولة ونشر قواتها على كامل الاراضي, وهذين الامرين برأيي لا يغيران كثيرا في جوهر الامور لأننا كلبنانيين لا خيار لدينا سوى الحوار, مع العلم اننا جربنا خيارات اخرى في الماضي, كانتظارنا للمبادرات الخارجية التي تفصل خيارات على قياسها للبنان وتؤمن مصالح الغير, وهل نحن كلبنانيين قاصرين كي يجد لنا غيرنا الحلول؟ لذلك انا اقول كلا, ونحن لسنا قاصرين ويجب علينا الجلوس الى طاولة الحوار ومن المعيب ان لا نتوصل الى حلول ترضي وطننا".

اضاف: "ونحن سنتعاطى مع هاتين النقطتين وكأنهما تمتا خارج الحوار, وسنعود الى طاولة الحوار لطرح الامور كافة من حيث وصلنا اليها وليس مما ادت اليه التشنجات التي حصلت اخيرا".

سئل: هل حملك غبطته اي رسالة للمتحاورين؟ أجاب: "اعتقد ان رسالة البطريرك واضحة ويقولها علنا، أولا هو يعتبر ان لا بديل عن الحوار الذي سيخرجنا من الازمة، وثانيا هناك رسالة كبيرة يوجهها غبطته ونحن نضم صوتنا لصوته وهي الازمة الاقتصادية الخانقة التي يجب الاهتمام بها. ولذلك علينا كمسؤولين ان لا نعلق حياة الناس الاقتصادية والاجتماعية بمصير طاولة الحوار".

وأكد عدوان ردا على سؤال "ان التواصل بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" مستمر وشبه يومي للبحث في كل الامور. اما بالنسبة الى موضوع الرئاسة اكرر القول بأننا قدمنا لائحة باسماء مرشحة للرئاسة تتضمن العماد عون. ونحن لن نقبل الا برئيس من ضمن التيار السيادي يكون قادرا وقويا, وفي استطاعته ان يأخذ لبنان نحو المستقبل. وهذا يتم بالتشاور مع الفرقاء الآخرين لأننا لسنا وحدنا من يقرر".

سئل: ما الذي يمنع وصول العماد عون الى رئاسة الجمهورية؟ أجاب:"يظهر اكثر فأكثر ان هناك توجها كالابقاء على الرئيس اميل لحود، وانا اعتقد ان "حزب الله" هو الذي يدعم هذا التوجه، وهذا من حقه، ونحن نحترم هذا الرأي، وكل منا يتطلع الى مصلحة لبنان من زاويته, ونحن نرى مصلحة لبنان في تغيير الرئيس".

وردا على سؤال حول ورقة التفاهم بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" وعما اذا كانت تتضمن موضوع الرئاسة، قال عدوان:"هذا السؤال يجب ان يوجه الى كل من الطرفين، ولكن ما املكه من معلومات ان رئاسة الجمهورية ليست ضمن هذه الورقة خصوصا في ضوء الاتصالات والمجريات التي حصلت خلال الاسابيع الاخيرة".

وأكد انه "ليس هناك أجهزة أمنية بل هناك قوى امنية وقيادة الجيش تقوم بالتحقيق لكشف ملابسات ما حصل في الجامعة اللبنانية".

وحول موضوع رئاسة الجمهورية، قال: "في الوقت الحاضر نحن نشعر بأن احتمال بقاء الرئيس يزيد, وأقول هذا لكي نكون صادقين مع الشعب اللبناني بغض النظر عن رأينا، ومسؤولية هذا الموضوع تقع على الجميع، ونحن ك "قوات لبنانية" ليس لدينا اي مشكل شخصي مع الرئيس لحود, انما نتطلع من منظار مصلحة البلاد ومستقبلها، ونطرح موضوع التغيير لأن الولاية ممدة، ولو كانت الولاية عادية من غير الممكن ان نطرحه، وليس بالضرورة استعمال الشارع كوسيلة لاسقاط الرئيس، انما نتابع سعينا في هذا الموضوع ولا نطرح التغيير من اجل التغيير بل نسعى للتغيير نحو الافضل".

سئل: هل تفضلون بقاء الرئيس لحود اذا كان البديل العماد عون؟ اجاب: "العماد عون علق شخصيا على هذا الموضوع, انما اريد ان أوضح ان ما طرح من أسماء في السابق لا تتوفر فيهم المواصفات المطلوبة، وعندما أقول ان اسم العماد عون من بين لائحة الاسماء المطروحة والذين نعتبرهم كفوئين, أعتقد انني أكون قد أجبت على هذا السؤال".

سئل: اذا أصر بعض الفرقاء على بقاء الرئيس لحود فهل هذا يعني ان الحوار انتهى؟ اجاب: "برأيي الحوار لن ينتهي، ويجب ان يستمر انما علينا البدء في التفكير جديا عن كيفية استمرار حياة الناس اليومية ودوران العجلة الاقتصادية وان لا يبقى الناس والوطن "معلقين في حبال الهوا".

وعن فشل الاكثرية في ادارة شوؤن البلاد, قال: "لم تعط الاكثرية فرصة الحكم الحقيقي، واليوم هناك اكثرية نيابية وفي كل بلدان العالم عندما نقول اكثرية يعني ذلك أنها تتحمل زمام الحكم والمسؤولية, وعندما يكون هناك شخصا غير معطى القدرة في ان يحكم في ظل معارضة داخل مجلس الوزراء وفي ظل التجاذب بين رئيس الجمهورية والحكومة, لا يحق لنا ان نحمل الاكثرية مسؤولية الحكم، لأنه لو كان مجلس الوزراء متجانسا وهو الذي يحكم, عندها نستطيع القول اين نجحت الاكثرية واين فشلت"، مشيرا الى "انه اذا تعثر الحوار يجب علينا ان نبحث عن طرق اخرى للتعاطي مع الامور".

وعن الانتخابات النيابية المبكرة قال: "الموضوع طرح على طاولة الحوار وتم التناقش فيه بانفتاح، ولكن خلصنا الى رأي أعطاه الرئيس بري يقول فيه, اذا اردنا اجراء انتخابات فأن اقصر مدة ممكنة هي بين السنة والسنة والنصف, وعند ذلك سنضطر لتمديد جديد للرئيس لحود اذا اردنا اجراء هذه الانتخابات في ظل بقائه، وان اقرار قانون الانتخابات في حاجة الى وقت, وهناك مهل للاقرار والانتخابات, وبالتالي فان هذا الموضوع غير مطروح", مشيرا الى "ان موقف "القوات اللبنانية" حول قانون الانتخابات واضح بحيث يجب ان يراعي التمثيل الصحيح والعيش المشترك, وان تتمكن كل المكونات التي يتكون منها الوطن من ايصال نوابها الى الندوة البرلمانية".

وردا على سؤال اكد: "ان "القوات اللبنانية" كانت وستبقى تحت رعاية وتوجهات غبطة البطريرك".

ومن الزوار على التوالي: رئيس مجلس ادارة مدير عام هيئة ادارة السير المهندس فرج الله سرور، عضو مجلس حزب الكتلة الوطنية نخلة اده، وفد من جمعية لعازر الخيرية برئاسة الياس دحدح أطلع البطريرك على نشاطات الجمعية وأهدافها، المرشح لرئاسة الجمهورية الدكتور رياض كفوري، الهيئة الادارية لرابطة الجالية الفنزويلية في لبنان برئاسة ليون سيوفي، المهندس جو صوما، الدكتور جورج شقير، رئيس تجمع الشباب اللبناني فايز حمدان على رأس وفد من التجمع، ثم الزميلين فيوليت ومارون بلعه اللذان وجها دعوة لغبطته لزيارة المعرض الحرفي واليدوي "افراحنا 2006" والذي يقام في دير مار الياس انطلياس".

 

العميد حطيط: المقاومة خطر على المشروع الغربي

وطنية- 2/4/2006(سياسة) بدعوة من رئيس رابطة العرقوب للتنمية الاجتماعية اكرم فرحات وحضور النائب قاسم هاشم ورؤساء بلديات ومخاتير واهالي حاصبيا ومرجعيون وحشد من اهالي شبعا ووفدين من الحزب الديموقراطي اللبناني والحزب السوري القومي الاجتماعي, القى العميد الركن المتقاعد الدكتور امين حطيط محاضرة بعنوان " لبنانية مزارع شبعا" قال فيها: "يجب ان نفهم ان المقاومة التي يريدون نزع سلاحها هي الخطر الفعلي والحقيقي على المشروع الغربي، وان مجلس الامن الدولي ليس لنا فيه او منه الا القرارات الظالمة لحقنا، والميسرة لنجاح المشروع، لذلك ليست المسألة مسألة مزارع شبعا -الارض بل ان المسألة مسألة مشروع عمره قرن من الزمن يجده اصحابه الآن في خطر ويجدون انفسهم امام خيار: اما ان نقتلع الجهة التي واجهته والحقت به اول هزيمة في تاريخه، او يكون السقوط الاكيد وتكون الهزيمة التامة. لذلك ان مسيرة هزيمة المشروع الغربي في الشرق بدأت، بمواكبها تشق الارض فيرتعد الطامعون ولن تتوقف حتى احراز النصر الذي كتبه المجاهدون, نصرا لن يكون بقرارات دولية بل بارادات الشعوب المقاومة".

 

حزب الله": نحن جديون في جلسات الحوار الوطني وأكثر الناس انفتاحا على كل الاطراف السياسيين

وطنية- النبطية- 2/4/2006(سياسة) أقام "حزب الله" ندوة سياسية في مسجد الامام المهدي في بلدة تول (النبطية) حاضر فيها النائب أمين شري الذي أكد "أننا جديون في الحوار ونحن أكثر الناس انفتاحا على كل الاطراف السياسيين. فقد توصلنا الى اتفاق مع التيار الوطني الحر وإلى تعاون مع تيار المستقبل، وسنستمر في الحوار لاننا نعتبره الطريق الوحيد للوصول الى تفاهم وطني على كل المواضيع، ولاسيما المقاومة". وأضاف: "ان مسؤولية كل اللبنانيين إيجاد صيغة دفاعية استراتيجية لحفظ لبنان من اي اعتداء اسرائيلي او اي نية عدوانية في المستقبل، فهناك عدو غاشم على مقربة من أرضنا له اطماع في مياهنا وثرواتنا، ويعمل على الفتنة بين اللبنانيين.

لذلك نحن نعتبر ان المقاومة هي الدفاع الوحيد عن ارضنا وشعبنا والضمان الوحيد، وليس هناك ضمانات دولية سواء من خلال مجلس الامن او من خلال المجتمع الدولي. ضماننا الاساسي هو المقاومة والوحدة بين اللبنانيين، وهو خيارنا الدفاعي الاستراتيجي في المستقبل". أبو زينب وفي ندوة سياسية في بلدة الدوير، قال عضو المجلس السياسي في "حزب الله" غالب ابو زينب: "المطلوب في الحوار أن يرتقي الزعماء السياسيون الى مرتبة شرف وان يعالجوا المسائل الوطنية بكل حكمة وروية، وألا يفقدوا البوصلة، لان مسألة المقاومة ومزارع شبعا محسومة ومن غير المسموح ان يكون هناك لغة مزدوجة، في الداخل يوافقون وفي الخارج يعطون موقفا آخر. يجب أن نرتقي الى مرتبة نتحمل فيها مسؤوليتنا السياسية الكاملة ونكون جزءا ممن يبنون في الحوار مشروعا وطنيا، لا ان نكون نحاور وننتظر ماذا سوف يجري في المستقبل لكي ننقض على الشركاء في الوطن. المطلوب ان نصل في الحوار الى الشراكة الكاملة في بناء لبنان، وهذا لن يتم الا اذا كنا جميعا شفافين ونمتلك الصدقية والشفافية، واكبر دليل على ذلك ما جرى في ورقة التفاهم مع التيار الوطني الحر التي تصلح نموذجا لكي يلتزمه كل القادة في لبنان".

 

الاباتي نعمان :المواطنية تحتم على الجميع تجديد الخطاب لتعزيز الوحدة الوطنية

وطنية- جزين - 2/4/2006 (سياسة) حاضر الرئيس السابق للرهبنة المارونية الاباتي بولس نعمان، مساء امس، بعنوان:" المسيحيون وتجديد الالتزام الوطني"، في قاعة دير سيدة مشموشة في جزين، في حضور عدد من الكهنة والمواطنين. وشدد الاباتي نعمان على "الالتزام المسيحي والوحدة الوطنية والاقرار بتقاسم السلطات والحفاظ على لبنان كوطن للعيش المشترك وكنطاق امان لوجودهم في وطن سيد حر مستقل"، وقال: "الموارنة، الذين تمكنوا عبر العصور من المحافظة على هويتهم التاريخية وعلى حق الانسان في الحرية والعيش الكريم وساهموا في خلق وطن، لم يغب عن بالهم المثل الشعبي المأثور "من لا وطن له لا دين له".

أضاف: "لكن لبنان الذي كان تحت نير الاحتلال السوري والمحاولات المتكررة لاثارة النعرات الطائفية والمذهبية وتعطيل دور الجيش بترك الحرية للميليشيات غير الوطنية بالتحكم به، ولكن بصدمة مدوية احدثتها ارتجاجات شعبية ونفسية غيرت مجرى التاريخ عندما سقط الشهيد رفيق الحريري ورفاقه ضحية اجرام بربري وتبعتها اغتيالات متعددة احدثت تردداتها انتفاضة عارمة طالما انتظرناها". وقال: "اذا كان موقف المسيحيين السابق قد تميز ببعض التصلب فذلك من اجل الوصول الى وفاق وطني كامل. اما اليوم فان الميثاق المسيحي - الاسلامي الجديد والمطالبة بمواطنية كاملة للجميع تحتم عليهم تجديد الخطاب تجديدا يعزز الوحدة الوطنية". وأشار الى ان تجديد الخطاب يتضمن: الاعتراف بانتماء لبنان العربي وهذا يفرض على اللبنانيين الاشتراك بحل النزاعات الاقليمية واهمها: النزاع العربي - الاسرائيلي، مشاكل العراق، احداث السودان ومشاكل التغيير الديموقراطي في سوريا ومصر والسعودية، العمل الجدي لبناء وطني يحرر المواطن من الفيتو الطائفي، رفض كل الاصوليات وتقوية ثقافة الاعتدال، تشجيع المسيحيين في الاقبال باندفاع على خدمة الدولة وتحديثها، تفعيل الحوار الثقافي والديني والوطني المعمق والعمل على تقوية حقوق الانسان وخصوصا المرأة، انماء الذاكرة الجماعية للمواطنين من اجل تعميق انتمائها السياسي، خلق بنى تحتية لاستقبال الشبيبة والحد من الهجرة والبطالة، تجديد متواصل للقيادات السياسية والادارية بالانتخابات الدستورية، فلا نعيد اختيار الذين فشلوا او أساؤوا للمصلحة العامة وللاهداف الوطنية، المحافظة على بيئتنا ومدانا الحيوي، تفعيل الجانب الاجتماعي لاجل اعادة اللحمة وتمتينها بين الادارة الكنسية والمؤمنين على مختلف الاصعدة".

 

الرئيس بري: الحوار الوطني يستأنف غدا في مكانه واشخاصه موضوع رئاسة الجمهورية معقد واقترح مهلة حتى آخر نيسان رئيس مجلس النواب عزى بضحايا زلزال ايران والسفينة البحرينية

وطنية-2/4/2006(سياسة) اكد رئيس مجلس النواب نبيه بري في حديث الى محطة "بي .بي .سي" العربية "ان الحوار الوطني سيستأنف في مكانه وزمانه واشخاصه نهار غد الاثنين من حيث وصلنا في الجلسات الماضية اي رئاسة الجمهورية", معتبرا ان هذا الموضوع معقد, ومقترحا مهلة بحث حتى آخر نيسان "وفقنا ام لم نوفق".

سئل: ما الذي يدعوك الى التفاؤل الذي أبديته على الرغم من السجال الاخير في مجلس الوزراء؟ اجاب:" نتيجة الاتصالات والرغبة الحقيقية التي وجدتها عند كل الاطراف الذين اتصلت بهم".

سئل: الا تعتقد ان اجواء السجال بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء في قمة الخرطوم ستنعكس سلبا على الحوار؟ اجاب:" قد تنعكس على المواضيع ولكن ليس على الشكل بما يعرقل الامر. سنبدأ من حيث وصلنا في الجلسات الماضية, من موضوع رئيس الجمهورية بالتحديد".

سئل: وهل تتوقع ان تحسم هذه المسألة؟

وعلى ماذا يستند النائب سعد الحريري في تأكيداته على قرب حسمها ؟ اجاب:" الحقيقة انه منذ المرة الماضية قيل اثناء الجلسة ان موضوع رئاسة الجمهورية معقد وقد يأخذ وقتا طويلا، مع العلم ان الحوار لا يقاس بالوقت، وبالمناسبة غدا الاثنين يكون قد اكتمل الشهر على بدء الحوار. وشهر ليس بالمسافة الطويلة، ولكن بالنظر الى الظرف اللبناني الدقيق اعتبر بعض الزملاء ان الامر يأخذ وقتا طويلا. لذا انا ليس عندي اي مانع ان يوضع حد نهائي حتى آخر نيسان لكي نفرغ من موضوع رئاسة الجمهورية، وفقنا ام لم نوفق".

سئل: ما هو موقفك الشخصي من موضوع رئاسة الجمهورية؟ اجاب:" معروف موقفي منذ القديم. نحن خلف البطريرك (الماروني مار نصر الله بطرس صفير) وهذا الموقف منذ ما قبل الانتخابات النيابية ومستمر حتى الآن. لم تطرح حتى الآن اسماء على طاولة الحوار حتى تحصل خيارات. لم نجد مرشحا حتى الآن بمعنى المرشح. ولم يحسم بالاساس حتى الآن موضوع ولاية الرئيس لحود لان المطروح ليس تقصير الولاية او اسقاط الرئيس في الشارع. المطروح هو هل الرئيس لحود يقدم على الاستقالة ام لا؟. عندما نجد الحل للرئيس بناء لاستقالته، عندها لكل حادث حديث".

سئل: وفي حال اصر رئيس الجمهورية على عدم الاستقالة، فما هو البديل المطروح ؟ اجاب:" هذا هو موضوع البحث، لا استطيع ان اجيبك عن هيئة الحوار كلها".

سئل: هل يعتبر النائب ميشال عون مرشحا جديا لرئاسة الجمهورية، خصوصا في ضوء تصريحات النائب وليد جنبلاط بهذا الخصوص؟ اجاب:" الطائفة المارونية زاخرة بالطاقات والقدرات والجنرال عون احد المرشحين الجديين جدا. ويوجد غيره كذلك من المرشحين. ولكن قبل ان نصل الى موضوع الترشيح لا بد ان تحل المشكلة الاولى وهي مصير رئيس الجمهورية. في ضوء ذلك ننتقل الى النقطة الثانية ".

سئل: ما هو موقفك الشخصي كنائب ورئيس كتلة برلمانية كبيرة من موضوع رئاسة الجمهورية؟ اجاب:" اذا اعطيت موقفي الآن ، ينتهي نصف الحوار".

سئل: وهل هذا لانك تريد لعب دور الوسيط في الحوار ؟ اجاب:" ليس وسيطا بل متفاعلا مع الحوار ".

سئل: هل سينطبق ذلك على موضوع سلاح المقاومة كذلك ام فقط على موضوع رئاسة الجمهورية؟ اجاب:" موضوع سلاح المقاومة لن ننتقل للبحث به قبل الانتهاء من موضوع رئاسة الجمهورية.البوصلة الوحيدة بالنسبة لي في هذا الموضوع وبالنسبة للاغلبية هي الخطة الدفاعية الاستراتيجية عن لبنان, وكي لا نكون دائما تحت رحمة الاسرائيليين والاعتداءات الاسرائيلية".

اضاف "اثناء الحوار لم نعقد جلسة واحدة الا وكانت الطائرات الاسرائيلية تحلق في الاجواء. لذلك همنا هو العدوان الاسرائيلي وليس السلاح الذي بين ايدينا. السلاح لاجل خطة دفاعية استراتيجية تتعلق بالعدوان الاسرائيلي ويوجد اكثر من مخرج يرضي المقاومة ويرضي اللبنانيين ويرضي خاصة اهلنا في الجنوب الذين عانوا الأمرين. قوة لبنان ليست في ضعفه بل في مقاومته. وهذه القوة نبراس لمنع الاعتداءات الاسرائيلية وليس حمل السلاح من اجل الداخل اللبناني لانه سيكون مرفوضا منا جميعا".

سئل: وهل سيرضى جميع الاطراف المشاركين في الحوار الوطني بهذا الامر؟ اجاب:"تأكد تماما انه لا يمكن الوصول الى حل موضوع سلاح المقاومة الا بالاجماع, وهذا الكلام قلته لتيري رود لارسن(مبعوث الامم المتحدة للاشراف على تطبيق القرار 1559) عندما زار لبنان".

سئل: في ما يتعلق بموضوع ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا هناك دعوات عربية للقيام بهذا الامر في اسرع وقت ممكن. هل يمكن ان يتوصل الحوار الى نتيجة في هذا الامر؟ اجاب:" الموضوع الذي يتعلق بالعلاقات اللبنانية-السورية حسمناه في الحوار. العلاقات بين لبنان وسوريا هي علاقات قربى وجوار وعلاقات قومية وعلاقات اخوة وتنسيق وتكامل, وكذلك علاقات تبادل دبلوماسي وعلاقات ندية واحترام استقلال كل دولة والدفاع عن حدود كل دولة من الدولتين لمصلحة بعضنا البعض. ونحن قلنا تحديد ولم نستعمل كلمة ترسيم. قيل انه عمل انشائي او لغوي. لكن في القوانين اللبنانية هناك قوانين تتعلق بالتحديد والتحرير. كلمة الترسيم سمعنا بها عندما رسم الخط الازرق كخط انسحاب. وقد بدأت مرحلة التنفيذ عمليا".

سئل: هل يمكن وضع جدول زمني لتحديد الحدود بين البلدين؟ اجاب:" لما لا؟ يوجد الان خطوات كي يذهب الرئيس فؤاد السنيورة الى سوريا للقاء الاخوة السوريين, واعتقد ان رئيس المجلس الاعلى اللبناني السوري كان هنا للاتفاق على جدول اعمال زيارته كي يبحث هذا الموضوع وغيره من المواضيع".

من جهة اخرى أبرق الرئيس بري الى كل من آية الله السيد علي خامنئي ورئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية محمود أحمدي نجاد ورئيس مجلس الشورى الايراني حدادة عادل معزيا بضحايا الزلزال الذي ضرب محافظة لورستان غربي ايران. ك

ما أبرق الى ملك البحرين ورئيس مجلس الشورى البحريني معزيا بضحايا كارثة غرق السفينة السياحية "بانوش".

 

مصادر برازيلية لـ"النهار": المحكمة العليا تبت مصير قليلات

النهار 2/4/2006: قال وكيل رنا قليلات في البرازيل المحامي فيكتور معوض في اتصال أجرته به "النهار" ان موكلته مطلوبة لدى القضاء اللبناني بتهمة اختلاس اموال من "بنك المدينة"، وليس في موضوع الاشتباه بضلوعها في تمويل اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وفق ما نقلته وسائل الاعلام عن الشرطة البرازيلية. واكد ان جواز سفرها الايرلندي وتأشيرة دخولها غير مزورين، مما يعني ان وضعها في البلاد قانوني، نافياً ان تكون موكلته حاولت رشوة شرطيين برازيليين، وهي تهمة تراوح عقوبتها بين سنتين الى 12 سنة سجناً مع دفع غرامة. كذلك، افادت مصادر قضائية برازيلية "النهار" ان قرار استرداد رنا قليلات يعود الى المحكمة الفيديرالية العليا في البرازيل التي تقرر منحها اللجوء السياسي إن هي طلبت ذلك، او حجبه عنها.

 

"طريق التهريب" سالكة وآمنة!

النهار 2/4/2006: توافرت لـ"النهار" امس صور تثبت وجود عمليات تهريب من سوريا واليها على الحدود الشرقية لقضاء زحلة، وهو ما تتغاضى عنه منذ مدة الجهات الرسمية المعنية. وبدا لافتاً ان السيارات والحافلات المهرّبة تسير بالدفع الخلفي تخفيفاً لسرعتها، نظراً الى شدة انحدار الهضبة التي تعبرها. وتشرف الهضبة على الطريق الدولية ويمكن رؤيتها من بر الياس مروراً بعنجر ومجدل عنجر والمصنع، ومن ديرزنون والفيضة في قضاء زحلة. وقد ظهرت آثار العجلات بعدما تدهورت احدى السيارات خلال التهريب.

 

"نبحث عن حل من خلال حوار مع التحالف الشيعي والتيار"

أمين الجميل: خريطة الطريق الرئاسية ينبغي ان يعدّها مؤتمر الحوار

كتب بيار عطاالله: النهار 2/4/2006:

يجلس الرئيس أمين الجميل في بيت الكتائب المركزي في الصيفي، وفي صدر الغرفة على يساره اول علم لبناني يحمل توقيع رجالات الاستقلال، وعلى الحائط المقابل براءة شهادة وسام من رئيس الجمهورية الشيخ بشارة الخوري الى منظمة الكتائب اللبنانية على دورها في معركة الاستقلال عام 1943، والتي اندلعت خلال فترة وجيزة انتهت بنيل لبنان استقلاله من الفرنسيين. خلافاً لانتفاضة الاستقلال المستمرة منذ 14 شباط 2005 والتي لم تنته الى خواتيمها السعيدة رغم كل التضحيات والآلام. والامر بحسب الرئيس الجميل، ان الناس بالغت في توقعاتها ولم تأخذ في الاعتبار ان لبنان خرج من 30 عاماً من مصادرة القرار ومؤسسات الدولة وكل اوجه الحياة، ومن كان يعتقد ان الامور ستتغير بكبسة زر فهو واهم لأن التحديات الموروثة عن المرحلة السابقة كبيرة جداً. يتحدث الرئيس الجميل برصانة وعناية عن الحلفاء والاصدقاء ومن لا يوافقهم في الرأي، وهو منفتح على الجميع، وفي الوقت الذي يتمثل فيه حزب الكتائب بقوة في انشطة تحالف 14 آذار، فانه ايضاً على تواصل مع المنافس اللدود، المتمثل بـ"التيار الوطني الحر"، بواسطة المحامي كريم بقرادوني الذي ينسج في هدوء ورقة تفاهم بين التيار والكتائب. وفي رأي الجميل ان من مصلحتنا جميعاً التوصل الى حل، ونحن نناقش هذه الافكار بكل وضوح اثناء اجتماعاتنا بالعماد ميشال عون.

التغيير الذي يعمل له الرئيس الجميل مطلب شعبي. وفي رأيه أن أحداً لا يستطيع وقفه رغم القطب المخفية والمعطيات الموضوعية التي حالت دون اكتماله. بدءاً من رئيس الجمهورية، و"حزب الله" الذي اعلن جهاراً تحالفه مع النظام السوري، الى حركة "امل" وكل الرواسب السورية في المؤسسات الامنية واجهزة الدولة.

عقدتان على طاولة الحوار اللبناني، بحسب الجميل، الاولى سلاح "حزب الله" والذي يمكن التوصل الى حل في شأنه، ولكن من السابق لأوانه الحديث عن الدرجة التي قد يتوصل اليها الحوار في هذا الشأن وخصوصاً ان لا تصور واضحاً لهذه المسألة لدى مختلف الاطراف. اما العقدة الثانية فهي مسألة الرئاسة الاولى حيث تمنع قوى الائتلاف الشيعي التي، وان كانت لا تؤيد الرئيس اميل لحود، الا انها ترفض إحداث أي تغيير لا يستجيب شروطها، واذا قبلنا هذه الشروط فسيعود الوضع في لبنان الى ما قبل 14 آذار 2005 وهذا امر كارثي يفرّط في كل ما تحقق.

ويشدد على ان تحالف "حزب الله" – حركة "امل" لم يتبنّ ترشيح العماد عون، ولم يصدر عنهما ادنى كلمة في موضوع هذا الترشيح او تأييده، وموقفهما يختصر برفض فرض أي مرشح من قوى 14 آذار. ويطرح الجميل تساؤلات عن اندفاع حلفاء سوريا ورموزها الى دعم ترشيح عون الامر الذي يثير تساؤلات لدى الرأي العام، رغم ان طموح عون ان يكون مرشحاً معروفاً، وهذا امر طبيعي، ويتجنب الجميل رغم كل المعطيات السابقة، القول ان عون هو مرشح سوريا، ويحرص على ان تكون "خريطة الطريق" الرئاسية التي تحدث عنها النائب وليد جنبلاط، من اعداد مؤتمر الحوار الذي يفترض ان يحدد كل القضايا التي تعني الوفاق الوطني وصولاً الى رئاسة الجمهورية، والا وصل لبنان الى حائط مسدود. وهو لذلك مع انتخاب رئيس يتحمل المسؤولية وقوي في طائفته وقادر على التواصل مع شريحة كبيرة من اللبنانيين. وفي رأيه ان المسيحي القوي هو الرئيس القوي على المستوى الوطني والقادر على التحاور مع جميع الناس، لا رئيس المناكفات بل الرئيس الذي يستمر في اتفاق الطائف الذي يضع الاطار الطبيعي للتنافس وخصوصاً ان جمهورية افلاطون غير موجودة والنظام الديموقراطي يحمل بذور النزاعات وشد الحبال داخل المؤسسة الواحدة. وعلى مذهب الاكثرية الساحقة من المسيحيين، يرى الرئيس الجميل ان من حق المسيحيين المطالبة باستعادة التوازن بواسطة رئيس قوي لا رئيس مفروض من صناعة الكتل الاخرى، وان الاكثرية النيابية والرئيس نبيه بري لن يقدموا على اي خطوة في الموضوع الرئاسي لا تحظى بموافقة بكركي. وهذا يعني ان الرئيس يجب ان يحظى برضى المسيحيين وقياداتهم. وعما اذا كان هذا الموقف يتمايز عن قوى 14 آذار يجيب الجميل: "لماذا، وليد جنبلاط رايح جايي عند عون والقوات لديها مندوب دائم في الرابية، وهذا هو موقف الكتائب كذلك، ونحن لا نخترع موقفاً جديداً بل نبحث عن حل للمشكلة من خلال الحوار مع التحالف الشيعي والتيار الوطني الحر".

اما ما الذي يمنع عقد لقاء للقوى والقيادات المسيحية فيجيب، ان الكتائب و"التيار" يبحثان في قانون الانتخاب واللامركزية الادارية والقضايا المعيشية وايضاً في موضوع الرئاسة الاولى الذي لم نتوصل الى اقناع التيار بأولوية التغيير على مسألة طرح الاسماء. لأننا معنيون بالتوفيق بين الجميع ونحن لسنا وحدنا على الساحة، علماً ان لا فيتو لدينا على أحد كما لا مرشح معيناً نؤيده، وبقدر ما يتحقق الاتفاق على مرشح معين فنحن جاهزون لدعمه ولا فيتو لدينا على العماد عون.

الجميل يخشى تعثر المبادرة العربية، وهناك معلومات غير مؤكدة لديه عن برودة في

العلاقات السعودية – السورية في الآونة الاخيرة، رغم الزيارة التي قيل ان العاهل السعودي الملك عبد الله يزمع القيام بها لسوريا. وهو يتمنى ان تكون هذه المعلومات غير صحيحة او ان تعالج لأن لا مصلحة للبنان في رأيه في الخلافات العربية العربية (...)

الازمة السياسية يمكن ان تطول في رأي الرئيس الاسبق، لكن المعالجات الاقتصادية والاجتماعية لا يمكن ان تنتظر وخصوصاً انها مرتبطة بالحل السياسي. والمطلوب من الجميع التنبه الى المعضلة المعيشية والاقتصادية، لذلك يرى في تحديد مؤتمر الحوار نهاية نيسان الجاري حداً للتوصل الى نتيجة في الملف الرئاسي، أمراً جيداً. أما اذا لم تحل الامور فالمسألة ستصبح خطيرة وعلى القيادات ان تستوعب هذا الامر وتتفاهم على كل شيء.

 

هل تسلّم البرازيل رنا قليلات أم تمنحها لجوءاً سياسياً؟

كتبت ماري كلير فغالي: النهار 2/4/2006:

بين مطرقة العدالة اللبنانية وسندان القانون البرازيلي، تقضي رنا قليلات وراء قضبان زنزانتها في سان باولو ساعات طويلة تفكر في الدروب الثلاث التي قد تسلكها حياتها: فاما ان تقبع حيث هي بين سنتين و12 سنة، واما ان تنال لجوءاً سياسياً، وإما ان تسلم الى لبنان لتلقى مصيراً تعتبره أسوأ من الموت على حد ما ينقله زوارها.

ولعلّ ما يزيد وضعها تعقيداً تضارب الملفات والتهم الملقاة على عاتقها: فمن تهمة رشوة شرطيين في البرازيل الى اختلاس أموال من بنك المدينة الى شبهة الضلوع في تمويل أكبر عملية اغتيال سياسية في لبنان، يبقى مصير أشهر سجينة لبنانية في القرن معلقاً برأي محكمة واحدة، هي المحكمة الفيديرالية العليا في البرازيل.

فكيف ينظر القانون البرازيلي الى القضية؟ وما السيناريوات المحتملة لأيام رنا المقبلة؟

يؤكد وكيل قليلات في البرازيل المحامي فيكتور معوض لـ"النهار" ان جواز سفرها الايرلندي وتأشيرة دخولها البريطانية "صحيحان وغير مزورين"، موضحاً انها مطلوبة كشاهدة امام القضاء اللبناني بتهمة اختلاس اموال خلال عملها في بنك المدينة لدى القضاء اللبناني، وليس في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري امام لجنة التحقيق الدولية وفق ما تناقلته وسائل الإعلام.

ويلفت الى انه بحسب القانون البرازيلي يعتبر توقيفها بتهمة محاولة رشوة عناصر من الشرطة البرازيلية "تدبيراً احترازياً في انتظار التحقيق– وهي تهمة عارية عن الصحة - وقد أرسلت الحكومة اللبنانية طلباً لاستردادها. وبحسب القانون نفسه فإن المهلة القانونية لتقديم طلب الاسترداد هي 90 يوماً، ويمكن ان توقف قليلات حتى سنة او سنتين الى حين درس الطلب. اما اذا ثبتت خلال المحاكمة تهمة الرشوة فهي قد تطرد من البرازيل او تسلم الى القضاء اللبناني".

ويقول إن المعاهدة القضائية بين لبنان والبرازيل "صادق عليها مجلس النواب البرازيلي، لكن النواب اللبنانيين لم يصادقوا عليها، وهناك مسار قضائي يجب اتباعه قبل صدور قرار بالموافقة على طلب لبنان لاستردادها، علماً ان الطلب اللبناني جاء بعد توقيفها في البرازيل وليس قبل ذلك".

كذلك، يشدد على ان "الحكومة اللبنانية لا تتهمها بالضلوع في تمويل اغتيال الحريري بل باختلاس اموال من بنك المدينة، والقانون البرازيلي لا يتيح تسليم اي متهم ارتكب جرماً على اراضيه قبل محاكمته".

على ان قضية استرداد رنا قليلات ليست بالسهولة التي يعتقدها البعض، كما ليس بديهياً ان تمنح البرازيل أشهر المتهمات في لبنان لجوءاً سياسياً، هي القائلة في مقابلة تلفزيونية لمحطة "غلوبو" الاسبوع الماضي: "لن اعود الى لبنان لانه سيقتلني".

وقبل الغوص في تفاصيل قضيتي اللجوء السياسي والاسترداد انطلاقاً من القانون رقم 6,815/1990 لأوضاع الاجانب، لا بد من التنبه الى الآتي:

- أولاً: يمنح اللجوء السياسي في البرازيل للملاحقين سياسياً في بلدهم الام، وليس لمجرمين يلاحقون قانونياً عن وجه حق في قضايا عادلة، بهدف انزال العقوبات اللازمة بحقهم.

- ثانياً: على طلبات الاسترداد التي تقدمها الدولة المعنية الى البرازيل ان ترسل بالسبل الديبلوماسية، على ان الجهة المخولة النظر فيها – قبولاً او رفضاً- هي المحكمة الفديرالية العليا في البرازيل (STF).

- ثالثاً: حتى في غياب مذكرة تفاهم بين الحكومتين اللبنانية والبرازيلية تقضي بتبادل المطلوبين بين الدولتين، فإن قانون أوضاع الاجانب يسمح بتسليم قليلات الى لبنان، شرط ان تتعهد الحكومة اللبنانية تسليم اي متهم تطلبه نظيرتها البرازيلية عملاً بمبدأ المعاملة بالمثل.

- رابعاً: إن المحكمة الفيديرالية العليا هي الجهة الوحيدة المخولة إصدار حكم في هذا الشأن، والنظر في ما اذا كان الجرم المسند الى قليلات ذا طابع سياسي، علماً ان قانون تسوية اوضاع الاجانب يميّز بوضوح الجرائم المرتكبة بحق رؤساء الدول، وينص على إمكان عدم تصنيفها في خانة الجرائم السياسية. لكن القرار النهائي يعود الى المحكمة الفيديرالية العليا.

في طلب الاسترداد

علام ينص أولاً القانون البرازيلي في قضايا استرداد المطلوبين؟

يقول المسؤول في أحد أكبر مكاتب المحاماة في سان باولو المحامي أنطوان ابو خليل لـ"النهار" ان الدستور الفيديرالي ينص في البند 5o، الفقرة LII على "رفض تسليم اجنبي متهم بارتكاب جريمة سياسية جريمة الرأي (crime d’opinion). ويتيح هذا البند حماية الملاحقين في مسائل على علاقة بسلوك أو رأي سياسي ما، وليس لحماية مجرمين. ويعود الى المحكمة الفيديرالية العليا بت تصنيف طابع الجرم وحسم ما اذا كان ارتكب باسم مبدأ أو رأي، عملاً بالبند 77، المقطع 3o من القانون 6,815/90 وفيه: "يمكن المحكمة الفيديرالية العليا عدم اعتبار الاعتداء على رؤساء الدول او اي سلطة سياسية جرائم سياسية، والامر سيان بالنسبة الى اعمال الشغب والارهاب والتخريب والخطف، او ما يتعلق منها بالدعاية السياسية للحرب او اي مسارات عنفية تهدف الى قلب النظام السياسي او الاجتماعي".

يضيف ابو خليل: "طبعاً هذا لا يعني ان المحكمة لن تعتبر الاعتداء جريمة، لكنه احتمال وارد، والقرار النهائي يعود اليها في مطلق الاحوال".

اللجوء السياسي

ماذا ثانياً في اللجوء السياسي؟

يشرح ابو خليل: "ينص الدستور البرازيلي الفيديرالي في البند 4o، المادة X على ان تنظم الجمهورية الفيديرالية في البرازيل علاقاتها الدولية تبعاً لعدد من المبادئ، وفيها فصل عن شروط منح اللجوء السياسي للمطلوبين. وبحسب المشرّع جوزيه الفونسو دا سيلفا، فإن اللجوء السياسي هو ايواء غريب في الاراضي الوطنية بطلب منه تفادياً للعقاب او الملاحقة في بلده الام في جنحة ذات طابع سياسي او ايديولوجي. ويعود الى الدولة المستقبلة تصنيف طبيعة الجنحة ودواعي الملاحقة. ومن الطبيعي ان يكون الامر على هذا الشكل لأن الدولة التي يتحدر منها طالب اللجوء تميل الى إنكار الطبيعة السياسية للجنحة ولدواعي الملاحقة، وقد تعتبرها طبيعية". وعليه، بحسب ابو خليل، "فإن اللجوء يمنح للأشخاص المتهمين بارتكاب جرائم سياسية او جرائم رأي، وليس لمن ارتكبوا جرائم عادية او جرائم قتل. إلا انه يمكن قليلات تعزيز طلبها اللجوء بإبداء قلقها لجهة ان حقوقها كسجينة منتهكة في لبنان، او بالقول انها تخشى على حياتها، خصوصاً اذا كان لبنان يطبق حكومة الاعدام في الجرم المسند الى رنا".

يبقى ان نشير الى النقاط الآتية:

- أولاً: تمنع البرازيل تطبيق حكم الاعدام في اراضيها

- ثانياً: يعتبر القانون البرازيلي الرشوة جرماً يعاقب عليه بالسجن سنتين الى 12 سنة مع الزام المحكوم دفع غرامة مالية.

- ثالثاً: اذا كان جواز سفر قليلات الايرلندي غير مزور كما أكد معوض، فهو لن يكون عائقاً في إصدار القرار في طلب لبنان لاستردادها، لأن الجرم المسند اليها ارتكب في الاراضي اللبنانية، علماً ان البرازيل تعطي الافضلية في طلب الاسترداد للدولة حيث ارتكبت الجريمة.

 

الحاكم الصامت والمعركة الصارخة

الأحد, 02 أبريل, 2006 - جان عزيز – صدى البلد

تضج الصالونات السياسية، كما اللقاءات مع الدبلوماسيين المعتمدين في بيروت، بترشيح صامت، اسمه رياض سلامه. ورغم السكوت الاعلامي شبه المطبق حيال الموضوع، يؤكد المعنيون والمطلعون ان طرح اسم حاكم مصرف لبنان كمرشح رئاسي، أكثر من جدي، بدليل الحملات المتبادلة حوله.

فمن جهة أولى ثمة اطلاق نار غزير وكثيف على اسم سلامه وموقعه السياسي، ودوره الماضي والراهن وحتى المقبل. وفي هذا السياق لم يتردد نائب حزبي من قلب تحالف 14 شباط في الهجوم العلني الاعلامي والاسمي على "الحاكم". غير أن جهات أخرى لم توفره في انتقاداتها المغفلة، لكن الواضحة. فالكلام عن "رفض رئيس موظف"، والحديث عن "البايرول" الحريري وحتى الاستشهاد بكلام بكركي عن المطالبة "برئيس متمرس، لا رئيس متمرن"، كله يصب في محاولة قطع الطريق على ترشيح سلامه. في المقابل برزت أخيراً حركة الزيارات اللافتة التي قام بها حاكم مصرف لبنان الى عدد من المرجعيات المعنية. قسم تحت الضوء الاعلامي، والقسم الأكبر منها بعيداً عنها.

في السياسة يحاول معارضو ترشيح سلامه وضعه في خانة التركة السورية في لبنان. ويستعيد هؤلاء أخبار زياراته المتكررة الى دمشق ولقاءاته الدائمة مع الرئيس السوري بشار الأسد، والحديث في حينه عن الموقع غير الرسمي لحاكم مصرف لبنان، كمستشار مالي واقتصادي لسيد قصر المهاجرين. وفي الاطار نفسه تكر استذكارات المعارضين أنفسهم من موضوع السواب في النصف الثاني من سنة 2004 والذي قيل انه كان مشروعاً سورياً ملحقاً بخطة التمديد الرئاسي والاستغناء عن الرئيس رفيق الحريري مروراً بقضية الطلب الأميركي كشف حسابات مصرفية لبنانية تابعة لمنظمات تعتبرها واشنطن ارهابية وصولاً الى موقف سلامه نفسه البارز قبل أعوام، يوم أعلن استعداده من موقعه لدعم سورية ونقدها واقتصادها في مواجهة أي عقوبات غربية وأميركية تحديداً، قد تتعرض لها، في حمأة عاصفة "قانون محاسبة سورية".

وفي المقابل يفضل المدافعون عن ترشيح سلامه الرد عبر قنوات أخرى، فيتخطون كل ما سبق ليطرحوا قراءة مقارنة بين الوضع الراهن وما حصل سنة 1976. يومها كانت مطالبة شرسة باستقالة الرئيس سليمان فرنجية وعريضة نيابية بذلك، وكانت استحالة دستورية وواقعية عن تحقيق الهدف. فكان الحل الاتفاق على الحاكم السابق الياس سركيس، وانتخاب مبكر قبل 6 أشهر من نهاية الولاية الرئاسية ومشروع حل عربي بين قمتي القاهرة والرياض، بمعزل عن موت المشروع كاملاً بعد أقل من سنتين، لأسباب اقليمية، أبرزها زلزال زيارة السادات الى تل أبيب. لكن المدافعين عن ترشيح سلامه يأملون في اكتمال سياق مماثل يعيد التجربة نفسها بعد 30 عاماً كاملة.

أما في الاصلاح ومحاربة الفساد فيزعم معارضو الترشيح الصامت ان لديهم كماً هائلاً من الملفات، مثل علاقة النظام الأمني السابق بتمديد ولاية الحاكم في حكومة نجيب ميقاتي ربيع سنة 2005، صفقة بنك بيروت ـ الرياض، شراء مصرف الانعاش لاحد المباني، قضية البنك اللبناني للتجارة، نقل التعاقد اللبناني لصك العملة من شركة "دو لا رو" الى شركة "بريتيش أميركان بنكنوت" ومن ثم شراء الشركة المذكورة من قبل شركة "جي اند دي" بوساطة أحد المصرفيين، وصولاً بالطبع الى الهمس الدائم حول "بنك المدينة".

غير أن المدافعين عن ترشيح سلامه يدحضون كل تلك المزاعم بتقديم دليلين: اتهمتم الحاكم بالتورط في مستنقعات رنا قليلات فأرسل تقريره الكامل الى القضاء الذي لم يجرؤ على فتحه أو اعلانه. اتهموه بتغطية صندوق أسود في كازينو لبنان فخاض بالأمس معركة للمجيء بأحد أكثر الاقتصاديين الموارنة نزاهة وكفاءة على رأسه والمقصود الدكتور خاطر أبو حبيب. ألا يثبت ذلك أن الحاكم كان ولا يزال اصلاحياً في مواجهة نظام فاسد برمته؟

يبقى تفصيل بسيط، ترشيحه يقتضي تعديل الدستور أصلاً، كل الصيغ المطروحة لحل المأزق الراهن تحتاج الى ذلك، والدستور اللبناني اعتاد أن يكون في الخدمة.

 

لندن تدرس سرّا احتمال ضرب طهران 

الأحد 2 أبريل/ وكالات

 إيلاف- لندن وواشنطن- وكالات: تجتمع الحكومة البريطانية يوم غد الإثنين سرا مع كبار المسؤولين في وزارة الدفاع للبحث في احتمال توجيه ضربات جوية إلى إيران لتدمير قدرتها على إنتاج قنبلة ذرية. ويبحث المجتمعون غدا إنعكاسات توجيه ضربة عسكرية إلى طهران على المصالح البريطانية في كل من العراق وأفغانستان، الجارين الحدوديين لإيران، من دون استبعاد احتمال شن غارات أميركية منفردة او بمساعدة اسرائيلية في حال لزم الأمر. ويأتي الإعلان عن الاجتماع السري المزمع عقده في مبنى وزارة الدفاع بحضور مسؤولين في القوات الجوية البريطانية في أعقاب تلويحات إيرانية نقلها "خبراء في المخابرات والارهاب" تشير إلى ان إيران تتأهب لرد عنيف على أي هجمة عسكرية أميركية ضد مواقعها النووية من خلال شن هجمات عالمية بمساعدة عملاء المخابرات وفرق حزب الله.

غير ان متحدثا باسم وزارة الدفاع البريطانية نفى عقد مثل هذا الاجتماع الذي سيخصص بحسب صحيفة الصنداي تلغراف الاسبوعية للنظر في نتائج ضربات تهدف الى تدمير قدرة ايران على انتاج قنبلة ذرية. وقال المتحدث "ليس هناك اي اجتماع مع رئيس الوزراء واعضاء الحكومة وليس هناك ايضا اي خطط لاجتماع كهذا".

صنداي تلغراف والخطة الهجومية

وبالعودة إلى ما أوردته صحيفة صنداي تلغراف نقلا عن مسؤول بريطاني رفيع المستوى، فإن الضربات الجوية بقيادة أميركية ستكون "حتمية" في حال رفضت إيران الامتثال لطلب مجلس الأمن الدولي الأربعاء وقف نشاطات تخصيب اليورانيوم خلال ثلاثين يوما. وذكرت الصحيفة بان الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا) والمانيا اجتمعت خلال الاسبوع الجاري لدراسة وسائل التحرك في حال تجاهلت ايران هذا الطلب.

وتأمل الولايات المتحدة الأميركية في أن تتخذ العملية العسكرية المحتملة ضد إيران طابعا متعدد الأطراف، غير أن مسؤولين بريطانيين في الدفاع يرون - بحسب ما نقلت الصحيفة - أن واشنطن مستعدة في حال الضرورة لشن ضربات جوية منفردة أو بمساعدة الإسرائيليين.

وقال المصدر الذي نقلت الصحيفة تصريحاته ان العملية ستقتصر على ضربات جوية ضد المنشآت النووية الايرانية لان غزوا مثل الذي حدث في العراق مستبعد حاليا. واضاف المصدر نفسه ان "اجتماع الاثنين سيحاول تقييم انعكاسات هجوم من هذا النوع، على بريطانيا" وخصوصا على المصالح البريطانية في العراق وافغانستان. وتابع "لن يكون هناك غزو لايران لكن المواقع النووية ستدمر. هذا ليس وشيكا. قد يحدث هذا العام وربما العام المقبل"، موضحا ان الهجوم الاسرائيلي في 1981 على مفاعل تموز النووي العراقي برهن على ان "عملية محدودة تشكل الخيار العسكري الافضل".

وترجح وكالة الطاقة النووية أن تتمكن إيران من تطوير قدرتها على انتاج قنبلة نووية خلال فترة لا تزيد عن الثلاث سنوات.

ورفضت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس خلال زيارتها الى بريطانيا الجمعة استبعاد احتمال استخدام القوة ضد ايران لكنها اوضحت ان الامر ليس مطروحا حاليا. وقالت ان الرئيس الاميركي جورج بوش "لا يستبعد اطلاقا اي خيار. لكننا نعترف بان هذا ليس مطروحا حاليا. نحن في عملية نعتقد انها يمكن ان تأتي بحل بالوسائل الدبلوماسية".

وقالت رايس لاحدى القنوات التلفزيونية البريطانية إنه رغم عدم استبعاد الرئيس الاميركي جورج بوش اللجوء للقوة العسكرية للتعامل مع إيران فإنه لا يمكن مقارنة إيران بالعراق قبل الغزو الاميركي للاخيرة.

واشنطن بوست والتلويح الإيراني برد عنيف

وكانت صحيفة واشنطن بوست نقلت في مقال نشرته على الإنترنت يوم أمس السبت، عن "خبراء في المخابرات والارهاب" لم تذكر اسماءهم ان ايران سترد على الهجمات العسكرية الأميركية ضد مواقعها النووية بشن هجمات عالمية من خلال عملاء المخابرات وفرق حزب الله.

واضافت الصحيفة ان ايران ستهاجم اهدافا أميركية في العراق كما ان هناك "اجماعا متزايدا على ان عملاء ايران سيستهدفون المدنيين في الولايات المتحدة واوروبا ومناطق اخرى. "المسؤولون الأميركيون لا يناقشون الادلة التي بحوزتهم والتي تشير الى ان ايران ستقوم بعمل ارهابي".

ولكن المقال نقل عن "مسؤول رفيع" قوله ان المسألة "قضية ضخمة" ويقول اخر انها "تستنفد وقتا كبيرا" في اجهزة المخابرات الأميركية. وقالت الصحيفة ان مسؤولي المخابرات امتنعوا عن توضيح ما اذا كانوا قد اكتشفوا "اجراءات تحضيرية" من جانب عملاء لايران يتمركزون في الخارج مثل زيادة عمليات المراقبة والمراقبة المضادة او حركة رسائل.

ويأتي مقال واشنطن بوست وسط توتر دولي متزايد بشأن البرنامج النووي الايراني الذي تقول بعض الدول انه يهدف الى صنع قنابل نووية. وتقول ايران ان البرنامج مدني. وتذكر النغمة الأميركية المعتمدة حاليا تجاه الملف النووي الإيراني بتلك التي غرّدت بها الإدارة الأميركية قبل غزو العراق، حيث تركت مسألة الهجوم على العراق احتمالا واردا ولكن غير مطروح.

 

 مثلث التطرف والأمن وحقوق الإنسان بعد 9/11 

الأحد 2 أبريل - جوزيف بشارة -ايلاف

 تصاعدت في السنوات الأربع الاخيرة أصوات منظمات دولية اتهمت الغرب بانتهاك حقوق الإنسان في إطار ما يسمى بـ"الحرب على الإرهاب". ما لبث أن تحول الغرب من مركز الهجوم على سجلات دول العالم الثالث الخاصة بحقوق الإنسان إلى مركز الدفاع عن سجلاته في هذا المجال. كانت أحداث 11 سبتمبر 2001 نقطة التحول الرئيسية في موقف الغرب هذا حين بدأت حكوماته في إتباع سياسات أمنية مشددة لمراقبة والحد من نشاط المتطرفين المقيمين داخل حدوده الجغرافية، واتخاذ إجراءات حاسمة للوقاية من هجمات إرهابية محتملة ضد أهداف غربية. تراوحت هذه الإجراءات بين سن تشريعات لمكافحة الإرهاب وملاحقة متشددين ومروراً بإلقاء القبض ومحاكمة وترحيل بعض العناصر التي شكلت خطراً على المجتمعات الغربية. رأت منظمات حقوق الإنسان في بعض هذه الإجراءات تعسفاً وإهداراً لحقوق الإنسان وانتهاكاً للمواثيق الدولية الداعية إلى احترام هذه الحقوق. لم تقتصر الإتهامات على دولة بعينها، ولكنها شملت عدداً كبيراً من تلك الدول المضطلعة بأدوار في رئيسية في الحرب ضد الإرهاب، أذكر منها على وجه التحديد الولايات المتحدة وبريطانيا، ودول أخرى أعتبرت محايدة ولكنها تضم أعداداً كبيرة من العرب المسلمين، أختص منها على وجه التحديد السويد. كان من أهم الإتهامات التي واجهتها الدول الثلاث الإتهام الخاص بخرق إتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، التي اجازتها الجمعية العامة للامم المتحدة بالقرار رقم 39/46 في عام 1984، والتي تنص المادة الثالثة منها على أنه "لا يجوز لأية دولة طرف أن تطرد أي شخص أو أن تعيده أو أن تسلمه الى دولة أخرى، إذا توافرت لديها أسباب حقيقية تدعو الى الإعتقاد بأنه سيكون في خطر التعرض للتعذيب."

يتبنى الغرب منذ خمسينيات القرن العشرين سياسة الأبواب المفتوحة أمام اللاجئين والمعارضين والمنشقين والمتمردين السياسيين من جميع أنحاء العالم و بخاصة دول العالم الثالث. جاء معظم هولاء السياسيين - المدافعين عن حقوق وحريات شعوبهم - من دول أفريقية، لاتينية، أسيوية أو أوروبية شرقية حكمتها نظم شمولية. مع ظهور الجماعات المتطرفة في الدول العربية والإسلامية في العقدين الأخيرين من القرن الماضي، فتح الغرب أبوابه أمام قادة هذه الجماعات الذين أتهم معظمهم بارتكاب جرائم إرهابية، وحكم على بعضهم بعقوبات تفاوتت بين السجن والإعدام. لكن الغرب في دفاعه عن حريات وحقوق شعوب العالم الثالث في التحرر من طغيان الأنظمة الدكتاتورية الحاكمة لم يفرق بين السياسيين المدافعين الحقيقيين عن حقوق شعوبهم والإرهابيين المدعين الإضطهاد للاستفادة من تسامح الغرب. كان هذا الخلط الخاطئ سبباً في لجوء عدداً كبيراً من الإرهابيين إلى الدول الاوروبية والولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأستراليا، حيث تم منحهم حق اللجوء السياسي بدعوى الإضطهاد الديني. كان من بين هؤلاء المتطرفين عدد كبير من قادة العرب الأفغان بدخول أراضيه والتمتع بحقوق الإقامة والمواطنة. تمتع الإرهابيون في الغرب بمميزات هائلة مكنتهم من ممارسة أنشطتهم بحرية لم تكن لتتوافر لهم بالطبع في بلدانهم الأصلية، فمارسوا أنشطتهم المتطرفة بحرية مطلقة، واستفادوا إقتصادياً من أنظمة المعونات والتسهيلات المالية التي قدمتها لهم الحكومات الغربية، كما لم يتورع المتطرفون عن بث سمومهم في عقول بعض الشباب المسلم في الغرب ذاته.

لم يحرك الغرب ساكناً بعد مئات الهجمات التي استهدفت مدنيين جزائريين وأقباط مصريين، ولم يشفع للغرب ألألاف من الأبرياء الذين لقوا حتفهم بأيدي اتباع هؤلاء القادة المتطرفين. كان إقتناع الغرب أناعمال الإرهاب التي ارتكبتها في الدول العربية لم تكن إلا ردود أفعال لظلم واستبداد الحكومات هناك. لم تفطن الحكومات الغربية إلى عمليات الخداع التي تعرضت لها من قبل هؤلاء المتطرفين الذين أجادوا استخدام حماية القوانين الغربية لهم، في المقابل استمرأ المتطرفون إستخدام التشريعات المساندة لحقوق الإنسان بطريقة خاطئة وسيئة. لكن لحظة كشف حقيقة هؤلاء المتطرفين كانت حتماً قادمة لا محالة. المتطرفون الذين هجروا بلدانهم الأصلية طواعية أو إضطراراً قابلوا ترحيب الحكومات الغربية بهم بنكران الجميل وعدم الإحترام، وانكروا حقوق الواجبة عليهم تجاه تلك المجتمعات التي أوتهم ووفرت لهم الملاذ الآمن والحرية اللامحدودة، إذ كفر هؤلاء المتطرفون تلك المجتمعات وأباحوا عمليات الجهاد ضد الحكومات الغربية. كانت أحداث 9/11 المنعطف الذي غير تماماً من نظرة الغرب للإرهاب والإرهابيين، وكانت هجمات لندن ومدريد وبالي وغيرها الحافز الذي دفع الغرب لتبني سياسات أمنية متشددة تجاه الإسلاميين المتطرفين ومريديهم. بعدما كانت واشنطن ولندن وباريس تتهم القاهرة والجزائر وغيرها من العواصم العربية بقمع الحركات الإسلامية، أصبح عليها مواجهة هذه الحركات فوق أراضيها من خلال سياسات أقل تسامحاً. كانت الحرب على الإرهاب هي وسيلة الغرب لمواجهة التطرف والمتطرفين. تتبنى الحرب على الإرهاب سياستين إحداهما خارجية تمثلت في استخدام القوة المسلحة للقضاء على قواعد وقوات الإرهابيين في دول المنبع، والاخرى داخلية تمثلت في استخدام قوة القانون في نطاق حدودها للسيطرة على جذور الإرهاب في نطاق الحدود الجغرافية والديموغرافية.

مارست الحكومات الغربية وخاصة الإدارة الامريكية بقيادة الرئيس جورج دبليو بوش ضغوطاً دبلوماسية واقتصادية رهيبة على حكومات العالم للمساندة في الحرب ضد الإرهاب، حيث أصبح على حكومات العالم إما المشاركة في هذه الحرب أو قبول تصنيف الولايات المتحدة لها كعدو. تمثل استخدام القوات المسلحة في الحرب على الإرهاب في الغزو المسلح لأفغانسان للإطاحة بنظام طالبان الداعم لتنظيم القاعدة والمدعوم منه. نجح الغرب في إستصدار قرارات من الأمم المتحدة بشن الحرب على أفغانستان لإلقاء القبض على أسامة بن لادن وقادة تنظيم القاعدة الذين خططوا لهجمات 9/11. كما كثفت أجهزة المخابرات الغربية من أنشطتها لتفكيك المنظمات الإرهابية في مختلف دول العالم. لجأت الولايات المتحدة إلى إعتقال المئات من المتطرفين في سجن Guantanamo Bay بكوبا دون محاكمة أو توجيه أيه إتهامات، كما استخدمت وسائل اعتبرت مخالفة لمواثيق حقوق الإنسان العالمية في استجواب المحتجزين للحصول على معلومات كافية عن شبكات الإرهاب حول العالم. واستخدم الغرب كذلك الضغوط الإقتصادية على الجماعات الإرهابية، حيث تم تجميد الأرصدة البنكية للعديد من المنظمات والأفراد المشتبه بعلاقتهم بالجماعات المتطرفة.

غير أن التحول الأكبر في سياسات الغرب تجاه التطرف والمتطرفين جاء عندما أعطى الغرب الإجراءات الأمنية إهتماماً فاق كل التوقعات. من ثم بدأت عمليات مراجعة الظروف القانونية لوجود عدد من زعماء التطرف بأوروبا وكندا واستراليا والولايات المتحدة الأمريكية. كان جلياً أن الغرب يريد التخلص من هؤلاء المشتبه بدعمهم للإرهاب خوفاً من تزايد نشاطهم ونفوذهم بالغرب. إصطدمت محاولات الغرب إعادة هؤلاء المتطرفين بقوانين حقوق الإنسان ومن أهمها إتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب، وغيرها من الإتفاقات الأوروبية التي تضع قيوداً مشددة على ترحيل وطرد المشتبه بهم إلى دول لا تحترم قوانين ومعاهدات حقوق الإنسان الدولية بشأن التعذيب. إحترمت معظم الدول الغربية القوانين الدولية بهذا الشأن ولم تشأ أن تضحي بسمعاتها كدول مدافعة عن حقوق الإنسان. كانت هناك حالات استثنائية لترحيل مشتبه بهم إلى دولهم الأصلية كما أعادت السويد عام 2001 إلى مصر متهمين بالضلوع بعمليات إرهابية هما أحمد عجيزة ومحمد سري، وهو الأمر الذي تعرضت بسببه الحكومة السويدية لانتقادات حادة من منظمات حقوق الإنسان الدولية بسبب عدم امتلاك مصر لسجلات نظيفة من التعذيب. بالإضافة إلى ذلك كانت هناك عمليات وكالة المخابرات الأمريكية أطلق عليها لقب "Gulfstream"، نسبة إلى الطائرة التي قامت بالعمليات، تم بمقتضاها ترحيل العديد من المشتبه بانتمائهم إلى منظمات إرهابية من باكستان وأفغانستان وأندونسيا إلى دول معروفة بانتهاكاتها لحقوق الإنسان ومنها مصر وسوريا وأوزبكستان، وهو ما اعتبر على نطاق واسع بأنه انتهاك غير مبرر للمواثيق الدولية بشأن ترحيل المشتبه بهم دون الحصول على تعهدات من الدول المرسل إليها المتهمين باحترام حقوق الإنسان. بعد الإعتداءات على اجهزة النقل العام ومترو الأنفاق بلندن، سعت الحكومة البريطانية في إطار تشددها حيال المتطرفين للحصول على تعهدات من دول عربية وإسلامية باحترام حقوق الإنسان مقابل تسليمها بعض ممن ترغب لندن في التخلص منهم. كما أعلنت دول فرنسا وألمانيا وهولندا إيضاً عن نيتها ترحيل كل من يقيم بأراضيها يثبت انتمائه لتنظيمات إرهابية متطرفة بعد الحصول على وعود بحسن معاملتهم بالدول المستقبلة لهم.

كان شهر العسل بين الغرب والمتطرفين باهظ الثمن راح ضحيته المئات من الأبرياء والمدنيين الأجانب في عمليات إرهابية شهدتها إنجلترا وفرنسا وهولندا والولايات المتحدة وأسبانيا وأندونسيا وكينيا وتنزانيا، بالإضافة إلى مئات من الضحايا الأبرياء في مصر والجزائر والسعودية والأردن وغيرها. لقد فطن الغرب مؤخراً إلى أن الإرهاب الأعمى ترعرع في أراضيها بفضل الحرية التي تمتع بها المتطرفون المقيمون بدول غربية، حتى أن العديد من أبناء الجيل الثاني من المهاجرين قد انضم إلى صفوف المتطرفين. لقد أدرك الغرب خطأ المعادلة بين حقوق إنسان المتطرفين وحقوق الغربيين والمهاجرين المسالمين في العيش في أمان، من هنا جاءت غضبته التي عبر عنها بسن تشريعات مشددة لمقاومة الإرهاب والتطرف تجيز حرمان المتطرفين من حقوق الإقامة والمواطنة بدوله وتسمح بترحيل المتطرفين إلى حيث جاءوا. هذا وتمارس الدول الغربية ضغوطاً سياسيةً وإقتصاديةً على الدول العربية والإسلامية لتحسين سجلاتها في مجال حقوق الإنسان بغرض التخلص من زعماء التطرف بإعادتهم إلى بلادهم دون الحاجة إلى إدارة ظهرها لقضايا حقوق الإنسان. ألغرب لا يزال يسعي للحفاظ على سجلاته في مجال حقوق الإنسان، ولكن دون تقديم تنازلات للإرهابيين قد تأتي على حساب مواطنيه. القضية شائكة لأن الغرب لن يستطيع التخلص من كل هؤلاء المتطرفين بعدما استوطنوا في الغرب لسنوات طويلة. معارك قانونية طويلة الأمد ستدور بين المتطرفيين والحكومات الغربية حول شرعية قرارات الترحيل، ولعل حالة المصري محمد جاب الله الذي يقاوم الترحيل من كندا منذ نحو عشر سنوات هي خير نموذج لمثل هذه المعارك. ربما لن يسلم بعض الأبرياء من قرارات من غضبة الغرب أيضاً. لقد تغير العالم بصورة جذرية بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، إذ إحتل الأمن القومي والإقليمي والدولي في إطار الحرب على الإرهاب موقع الصدارة في جدول اهتمامات الغرب، في حين حلت حقوق الإنسان في مرتبة تالية.