المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الثلاثاء 1/8/2006

فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا اعمالكم الحسنة ويمجدوا اباكم الذي في السموات

 

أولمرت: لن نعلن وقف لاطلاق النار خلال الأيام المقبلة 

الإثنين 31 يوليو ايلاف -  خلف خلف من رام الله، القدس: أعلن رئيس وزراء اسرائيل ايهود أولمرت أنه لن يكون هناك وقف لاطلاق النار "خلال الأيام المقبلة" في لبنان. وقال  أولمرت خلال اجماع لرؤساء البلديات في تل ابيب "لن يكون هناك وقف لاطلاق النار في الايام المقبلة  وسنواصل القتال" وان اسرائيل ستستمر بمطاردة حزب الله "في كل مكان وزمان". واكد اولمرت ان الحرب ستنتهي عندما "لا تعود اسرائيل مهددة". وقال "سننهي (الحرب) عندما ينتهي التهديد الجاثم على رؤوسنا، عندما يعود جنودنا المخطوفون ونتمكن من العيش بامان في منازلنا". وقال أولمرت أن إسرائيل مصرة على الانتصار في الحرب الدائرة مع حزب الله أن قوات الجيش الإسرائيلي تتقدم الآن براً وبحراً وجواً في جنوب لبنان، وأشار أولمرت أن إسرائيل قلقة جداً على الأخلاق والمبادئ. وأعتبرها أولمرت أنها بمثابة ميراث الشعب اليهودي ودمه المسكوب وأن إسرائيل ليست بحاجة لأي شعب أن يعملها هذه المبادئ. وكان أولمرت يعقب بذلك على الانتقادات الدولية التي وجهت لإسرائيل عقب مذبحة قانا، وقال أولمرت: نحن لا نطارد مواطني أبرياء ولا الشعب اللبناني ولا نسعى لإسقاط حكومتهم، نحن نحارب الإرهابيين والحرب لن نوقفها ضدهم حتى نبعدهم عن حدودنا.

وأضاف أولمرت موجها كلامه للبنانين: أنا أسف من أعماق قلبي على الأطفال والنساء الذين سقطوا في قرية قانا فهم لم يكونوا هدف ضرباتنا، وتابع أولمرت: ليس بنينا وبين اللبنانيين أي نزاع أو فجوة أيدلوجية. يجب أن نجلس معاً، وحزب الله يخدم مصالح دول أخرى..سوريا وإيران.هذه الدول التي تبعث الحقد والعداوة.

وقال أولمرت: أنتم سكان لبنان، أنتم من تغضبون علينا وعلى جيشنا، أنتم تعرفون أن عدوكم ليس إسرائيل بل نصر الله وجماعته. انظروا بأنفسكم كيف أن دول عربية تستنكر هذه المنظمة الإرهابية "حزب الله" كل هذا الثمن الذي دفعتوه، هل كنتم تريدون أن يحصل هذا لكم لو كان القرار بيدكم. وأضاف: مواطنون لبنان، نحن آسفون على ما لحق بكم وما حصل للأبرياء، ولكننا لا نعتذر عن ذلك، ونحن نريد أن نعيش بجانبكم بهدوء، ولكننا لن نعتذر أمام من يضع علامة استفهام أمام وجود دولة إسرائيل. ومضى أولمرت قائلا: مؤسس دولة إسرائيل ديفيد بوريغيون، قال: أن علينا أن نكرر أن وجودنا وحريتنا ووجودنا معلقة أول شيء بوجودنا وبرغبتنا وقدرتنا. وأضاف أولمرت موجها حديثه لرؤوساء السلطات المحلية في إسرائيل: روؤساء السلطات المحلية، انتم الممثلون لإسرائيل، وبخاصة من يجلسون اليوم في الخطوط الأمامية ويتعرضون لقصف صواريخ حزب الله الملعونة في الشمال، انتم روؤساء السلطات انتم الآن تقفون أمام اختبار من أصعب ما يكون، والجمهور بحاجة لقيادة مسؤولة منكم. وانتم تعرفون سكانكم ومنازلكم، وانتم الذين تصلون إلى كل بيت يتعرض للقصف، توصلون للمواطنين الواجبات، انتم المفتاح للشعب الإسرائيلي على الصمود. انتم تقفون الآن في الجبهة وتحتاجون للتقدير. ووجه أولمرت كلامه لسكان شمال إسرائيل، قائلا: أننا شعب عصي على الكسر، وحكومة إسرائيل بكل دوائرها وموظفيها معكم والى جانبكم ليل نهار لمساعدتكم في كافة المشاكل، وسوف نعوض العاملين والمشغلين وذلك لتقليل الأضرار الاقتصادية قدر الامكان

 

حزب الله»: نزع السلاح غير قابل للتفاوض الآن

بيروت    الحياة     - 31/07/06//

اعتبر «حزب الله» ان «المذبحة الأميركية الإسرائيلية الجديدة في قانا برسم العالم اجمع، برسم الإنسانية، المنظمات الدولية، حقوق الإنسان ومبادئ القانون الإنساني الدولي الذي تدوسه إسرائيل يومياً بسلاح البيت الأبيض وعصابته المجرمة القابعة فيه». وقال في بيان له: «قانا الشاهدة والشهيدة تكرر الصورة عن آلة الفتك الأميركية وإرهاب الكيان العنصري في مرأى من عالم يشترك بالصمت وفي غالبه بتغطية العدوان على لبنان وشعبه».

وحمّل الحزب المجتمع الدولي بأسره «مسؤولية مباشرة عن استمرار الاحتلال الإسرائيلي من دون رادع أو وازع في ارتكاب المجازر المتنقلة بحق المدنيين اللبنانيين. وهذا ما يضعه أمام مسؤولياته في وقف العدوان حفظاً لبقية إنسانية في هذا العالم»، لافتاً الى «ان العدو الصهيوني إذ يقدم بدم بارد على قتل المدنيين الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ، يستمر في أكاذيبه وادعاءاته لتبرير وحشيته وعبثيته. غير ان هذا لن ينطلي على الرأي العام ولن يعفيه من تحمل نتائج مجازره في قانا وغيرها، كما وعدت المقاومة وعاهدت شعبها».

واعتبر «حزب الله» ان هذه «المجزرة الوحشية مفصل خطير وكبير في مجرى الحرب الحالية. فإما ان تؤدي الى وقف العدوان نهائيا،ً وإما ان تؤدي الى ردود أفعال على العالم الساكت والمتواطئ ان يتحمل مسؤولياتها، لأن هذه المجزرة الرهيبة كغيرها لن تبقى من دون رد». من جهته، أكد نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم لصحيفة «صندي تايمز» البريطانية الصادرة أمس،أن الحزب لن يناقش نزع أسلحته، واعتبر هذا الموضوع غير قابل للتفاوض في هذه المرحلة، وهاجم بريطانيا لسماحها لطائرات أميركية باستخدام أحد مطاراتها لنقل أسلحة إلى إسرائيل.

 

أبو الغيط يحمل رسالة من مبارك للعاهل السعودي 

الإثنين 31 يوليو -ايلاف

 نبيل شرف الدين من القاهرة : بعد أقل من أسبوع على اجتماع القمة المصري ـ السعودي، يوم الثلاثاء الماضي، ولدى عودة أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري إلى القاهرة اليوم قادما من المملكة العربية السعودية، قال إنه سلم رسالة من الرئيس المصري حسني مبارك إلى العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، اكتفى أبو الغيط بالقول إنها "تتناول الوضع العربي عامة، والمسالة اللبنانية على نحو خاص" . وأوضح وزيرالخارجية المصري أنه سلم الرسالة لنظيره السعودي الأمير سعود الفيصل خلال لقائهما اليوم في جدة، لافتاً إلى أن هناك التقاء كاملا في وجهات النظر المصرية السعودية من حيث تقييم الأوضاع والإجراءات المتاحة للتعامل مع المسألة اللبنانية من خلال التركيز على الموقف الدولي في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، لوقف إطلاق النار بشكل فوري، ومايستتبع ذلك من تواجد قوة دولية قادرة تقوم بدور حاسم على خط الحدود اللبنانية الإسرائيلية . وبلغة مبطنة انتقدت السعودية ومصر "حزب الله" لقيامه قبل اندلاع المواجهات العسكرية باختطاف جنديين إسرائيليين وقتل ثمانية آخرين، الأمر الذي دفع إسرائيل إلى شن غارات مدمرة على لبنان .وغالباً ما تنسق القيادتان والحكومتان المصرية والسعودية بشأن كافة القضايا الإقليمية، باعتبارهما القوتين الأكبر إقليمياً، وخلال السنوات الأخيرة شهد محور القاهرة ـ الرياض تنسيقاً واضحاً وتفاهماً حول مجمل الأوضاع في المنطقة .

 

إسرائيل مستمرة في تغيير الحدود وخلق منطقة عازلة 

الإثنين 31 يوليو - ايلاف

أسامة العيسة من القدس : قالت مصادر عسكرية إسرائيلية، إن قرار تعليق الضربات الجوية، لا يعني وقف العمليات البرية الاسرائيلية، التي تسعى حسب هذه المصادر، إلى خلق منطقه عازلة في جنوب لبنان، مشيرا إلى أن العمل جار لما أسمته إحداث تغيير على الحدود الإسرائيلية-اللبنانية . وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة يديعوت احرنوت، بان الجيش الإسرائيلي يأمل أن ينهي تدمير ما وصفته مصادر هذا الجيش معاقل حزب الله، بحلول يوم الخميس المقبل.  واصبح منظر الدبابات الإسرائيلية العائدة إلى مواقعها ترفرف عليها أعلام حزب الله، أمرا مألوفا، وهو ما يعتبر شكلا رمزيا بالنسبة للجيش الإسرائيلي الذي يسعى لإقامة منطقة عازلة لا يكون فيها أي وجود لاعلام ترفرف لحزب الله .  وحسب المصادر العسكرية الإسرائيلية فان المنطقة العازلة التي يعمل الجيش الإسرائيلي على إقامتها ستكون بعمق 2 كلم، لإبعاد ما تصفه هذه المصادر خطر حزب الله عن الحدود مع إسرائيل . وقال أحد كبار ضباط الجيش الإسرائيلي "رغم صدور قرار لوقف الهجوم الجوي، فان الجيش الإسرائيلي مستمر في مهمته الجديدة وهي اعادة تشكيل الحدود".  واضاف هذا الضابط "نأمل بحلول يوم الخميس، أن لا يكون في المنطقة العازلة، أي دليل على وجود حزب الله، بما في ذلك أعلام الحزب".

وقال هذا الضابط "كل هدف يمثل تهديدا فوريا سيتم مهاجمته، وفي هذه المرحلة لا نعتزم مهاجمة أهداف لا تشكل خطرا آنيا، لكننا لن نقف مكتوفي الأيدي، في حالة حددنا خلايا إرهابية أو منصات لإطلاق الصواريخ".   وانتقد الضابط ما اسماه "الوسوسة الزائدة فيما يتعلق بإصابة المدنيين" قائلا "نحن نراجع أسباب إصابة المدنيين، ولكن من الصعب تجنيب المدنيين النار، لأننا لا نعرف من هو المدني ومن هو الإرهابي لان كلاهما موجود تحت سقف واحد، وهذه الحالة التي نتعامل معها في قطاع غزة، والان نتعامل معها في لبنان". ويتضح من الوضع الميداني على الأرض أن إسرائيل لم تلتزم بشكل كامل بقرارها تعليق الضربات الجوية، حيث شن الطيران الإسرائيلي غارات على موقع في منطقة الليطاني، زعمت إسرائيل انه مخبأ لسلاح، بالإضافة إلى قصف سيارة قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أنها تعود لمسؤول ميداني بارز لحزب الله، شمال مدينة صور، وزعم الناطق أن هذا المسؤول "متورط في توجيه عمليات إرهابية ويشكل تهديداً حقيقياً وفورياً على دولة إسرائيل" . وبعد ما قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي انه تقصي للحقائق، آجراه جيشه، عاد وتراجع مشيرا انه تبين أن المسؤول المعني لم يكن في السيارة. وزعمت الإذاعة الإسرائيلية بان الجيش الإسرائيلي تمكن من اغتيال جهاد عطية، الذي وصفته بأنه مسؤول لوجستي كبير في حزب الله، وانه كان مسؤولا عن خطف ثلاثة جنود إسرائيليين عام 2000.

وقالت الإذاعة أن منصات إطلاق الصواريخ من عيار 220 ملم التي بحوزة حزب الله قد تضررت بشكل ملحوظ، وأشارت الإذاعة أن هذا ما يفسر ما وصفته عجز حزب الله على إطلاق هذه الصواريخ التي تصل منطقة حيفا. ولكن الإذاعة نفسها قالت بان الجيش الإسرائيلي لم يحقق إنجازات فعلية فيما يخص صواريخ 122 ملم المتطورة التي بحوزة حزب الله، ويصل مداها 40 كلم، ويمكن إطلاقها من الأرض أو سيارات البيك اب.

 

 السنيورة - حزب الله: لا اتفاق على القوات الدولية 

الإثنين 31 يوليو ايلاف-   إيلي الحاج من بيروت: لا يزال التفاوت بارزاً  في النظرة والموقف بين رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة والفريق الشيعي في حكومته وخصوصا "حزب الله".  فرئيس الحكومة الذي ارتأى ضرورة اقتراح تعزيز القوات الدولية العاملة تحت راية الأمم المتحدة وتوسيع  مهماتها كبديل من الاقتراح الاميركي الداعي الى تشكيل  قوات متعددة الجنسيات تحت قيادة حلف الأطلسي( الناتو)، يصطدم  حتى اليوم باعتراض شيعي حقيقي يعبّر عنه بوضوح الحزب المتحالف مع سورية وإيران، والذي تبين أنه وافق على المبدأ في الجلسة الحكومية  يوم الجمعة الماضي ليحول دون مضي السنيورة قدماً في تلويحه بالإستقالة أو أقله بالإعتكاف . وتعمد الحزب ترك البحث في  تفاصيل اقتراح الإتيان بهذه القوات ورفضها إلى وقت لاحق.

وبتعبير آخر يطرح "حزب الله" أسئلة كثيرة حول القوات الدولية المقرحة، ولن يحدد موقفه الرسمي والنهائي منها قبل توافر اجابات وافية عن أسئلته، ومنها:  ما هي صلاحيات هذه القوات، وممن ستتألف، ومدة بقائها، اضافة الى خطة انتشارها؟ هل ستنتشر على الجانب اللبناني من الحدود فحسب وتكون رقعة عملياتها محصورة بلبنان، أم انه سيكون لها انتشار متوازن على جانبي الحدود الدولية؟ وما صحة ما تردد حول انشاء نقاط مراقبة دولية على طول الحدود اللبنانية  -السورية؟ وهل هي قوات رادعة قتالية بإمرة أطلسية، أم ستكون تابعة للأمم المتحدة وبإمرتها؟ المؤشرات السياسية  تسمح باستنتاج ان "حزب الله" لم يقدم حتى اليوم  "تنازلات جوهرية"، وان الاجماع الحكومي اللبناني حول خطاب السنيورة في مؤتمر روما  لا يستند الى أساس سياسي متين. فما حصل هو اجماع مبدئي، وما وافق عليه "حزب الله" هو في الشكل  وقابل للنقض والتراجع في أي لحظة تبعا لتطور العملية التفاوضية ذات الصلة بالتطورات العسكرية الميدانية. فمسألة العودة الى مجلس الوزراء للبحث في التفاصيل تظل بندا تفجيريا كامنا، خصوصا عندما يكون "حزب الله"  في وضع يمكنه من توظيف انتصار يرى اليوم انه حققه او  أنه يكاد أن يحققه في المواجهة مع اسرائيل.

ويقول الحزب انه وافق على أفكار عامة لا تشكل نقاطا تفصيلية، وان اتفاقا تم على مناقشة هذه الأفكار لاحقا، ولم يتخذ أي قرار في أي موضوع، وهو يعلن رفضه "إعطاء" اسرائيل والولايات المتحدة  أي مكاسب سياسية، و"ليس هناك فوز عسكري لهما حتى تكون لهما مكاسب سياسية". أي أن  "حزب الله" يرفض مجيء القوات الدولية اذا كانت ستحد من تفاعله وعلاقاته الاقليمية ( وبالأحرى ارتباطاته مع إيران والنظام السوري والتنظيمات الإسلامية المتشددة في الأراضي الفلسطينية) ومن حرية تحركه التي لا تتوقف عند مصالح الدولة اللبنانية واللبنانيين الآخرين وآرائهم، أو إذا كانت هذه القوات ستمس بالدور الذي رسمه الحزب لنفسه ولطائفته في الداخل اللبناني.   ولكن يبدو أن "حزب الله" لن يخرج تحفظاته  أو بالأحرى رفضه الى العلن متذرعا بأن المرحلة  ليست ملائمة لإجراء مناقشات سياسية ، بل يجب أن تعطى الأولوية للتوصل إلى وقف للنار. وهو يقول إنه  "حريص على الاجماع الوطني في أثناء الحرب وعلى الصورة الايجابية للحكومة والمظهر الوحدوي" ، وهذا الموقف يدفع أفرقاء عديدين في لبنان إلى الاعتقاد بأن الحزب لا يريد سماع معترضين على ما يقرر ويفعل في هذه المرحلة ، فهذا هو مفهومه للتضامن والوحدة الوطنية: "اهتموا بالنازحين وأنا أقرر في شؤون السلم والحرب، وما يناسب ولا يناسب" . وهو وضع يعني أن حكومة السنيورة غير قادرة على التفاوض فعلياً باسم لبنان، إلا إذا اعتبرنا المجتمع الدولي غبياً لا يفهم ولا يستوعب ما هي المواقف الحقيقية ل"حزب الله"  .  وهذا ما يدفع وزراء من فريق ١٤ آذار /مارس الى القول بأن خروج الحكومة متماسكة من "جلسة روما" الأسبوع الماضي لا يعني انها خطت خطوة حاسمة في اتجاه التوافق على خطة واحدة للحل يجري التفاوض على أساسها. كما لا يعني ان عراقيل جديدة لن تبرز مع تقدم المفاوضات، مما يعرض لبنان إلى احتمال تصدي إسرائيل لاستغلال هذه العراقيل "الحزباللهية" مما يجعل البلد الصغير يدفع أثماناً مضاعفة لما سيقبل به لاحقاً.

 

حزب الله يعلن اصابة بارجة اسرائيلية واسرائيل تنفي 

الإثنين 31 يوليو - أ. ف. ب

 أطلق حزب الله مساء اليوم صاروخا باتجاه بارجة حربية اسرائيلية أمام سواحل مدينة صور في جنوب لبنان وأصابها كما افادت مصادر. واكدت الشرطة ان صاروخا اطلق على بارجة اسرائيلية فاصابها. وذكر تلفزيون المنار الناطق باسم حزب الله "ان المقاومة الاسلامية تعلن عن تدمير سفينة حربية صهيونية من نوع ساعر قبالة شاطىء صور". وكان حزب الله قد قصف في 15 تموز(يوليو) بارجة حربية اسرائيلية قبالة شاطى بيروت مما ادى الى مقتل عسكري اسرائيلي وفقدان ثلاثة.  واكد حزب الله في بيان ان العملية هي "بداية الثأر لاطفال قانا" في اشارة الى القصف الاسرائيلي الذي استهدف ليل السبت الاحد ملجأ في قانا وادى الى مقتل 52 مدنيا من بينهم 30 طفلا. وجاء في البيان "عند الساعة الرابعة والنصف من عصر اليوم الاثنين (13:30 ت غ) هاجمت المقاومة الاسلامية بصواريخها المباركة سفينة حربية اسرائيلية، من نوع ساعر ويتكون طاقمها من ثلاثة وخمسين ضابطا وجنديا، قبالة شاطىء صور وتمكنت من اصابتها وتدميرها". واشار البيان الى "ان عددا من القطع البحرية ومروحيات العدو هرعت الى مكان السفينة الحربية المستهدفة لمساعدتها واغاثتها". واضاف "هذا بعض ثأرنا من عدونا الذي يرتكب المجازر بحق اهلنا في قانا ومنطقة صور وكل لبنان المعمد بالدم والمنتصر بالدم".

الجيش الاسرائيلي ينفي 

في المقابل نفى الجيش الاسرائيلي الاثنين تدمير بارجة حربية اسرائيلية قبالة مدينة صور في جنوب لبنان بصاروخ اطلقه حزب الله. وقال متحدث باسم الجيش ان "هذه الانباء غير صحيحة"، تعليقا على بيان لحزب الله اكد فيه تدمير البارجة. وقال حزب حزب الله في بيانه "هاجمت المقاومة الاسلامية بصواريخها المباركة سفينة حربية اسرائيلية من نوع ساعر يتكون طاقمها من ثلاثة وخمسين ضابطا وجنديا، قبالة شاطىء صور وتمكنت من اصابتها وتدميرها". وقالت الشرطة اللبنانية بدورها ان صاروخا اطلق على بارجة اسرائيلية فاصابها.

 توغل جنود اسرائيليون بعد ظهر اليوم في بلدة عيتا الشعب الجنوبية اللبنانية، كما افادت ناطقة باسم الجيش الاسرائيلي لوكالة فرانس برس. وقالت ان "وحدات برية توغلت في هذا القطاع بعيد الظهر" دون ان توضح طبيعة العمليات التي تنفذها. وتقع عيتا الشعب على بعد بضعة كيلومترات غرب بلدة بنت جبيل التي شهدت الاسبوع الماضي مواجهات طاحنة بين الجيش الاسرائيلي ومقاتلي حزب الله .

اسرائيل تتهم حزب الله باستخدم "دروع بشرية"

وتؤكد اسرائيل التي تلومها الاسرة الدولية لمقتل اكثر من 50 مدنيا في قصف بلدة قانا في جنوب لبنان ان حزب الله اوقعها في الفخ متهمة اياه باستخدام المدنيين اللبنانيين "دروعا بشرية". وقال وزير الدفاع عمير بيريتس خلال جلسة استثنائية للبرلمان اليوم الاثنين ان "حزب الله يخبئ صواريخه داخل الكنائس والمساجد".  وكان منسق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة يان ايغلاند اتهم حزب الله في 24 الشهر الحالي ب"التخفي بشكل جبان بين النساء والاطفال". والذريعة التي يسوقها الاسرائيليون ليست جديدة. فقد سبق وان اتهم الجيش الاسرائيلي المجموعات المسلحة الفلسطينية بالاختباء بين المدنيين.

دمار في الجنوب اللبناني

وكانت اتهامات مماثلة وجهت الى منظمة التحرير الفلسطينية ابان الثمانينات. وقال المخطط الاستراتيجي السابق في الجيش الاسرائيلي ابراهام تامير "كانت تستخدم المنازل والقرى قواعد لحملاتها العسكرية".  والنسبة للماساة الجديدة في قانا، فقد المح قائد سلاح الجو الجنرال عمير اسهل الاحد الى ان حزب الله خبئ متفجرات في المبنى المستهدف بالقصف ما ادى الى عملية تفجير اخرى. واكد اطلاق 150 صاروخا على اسرائيل انطلاقا من الموقع ذاته. وكان مساعد قائد المنطقة الشمالية في اسرائيل الجنرال شوقي شحار اعلن السبت، عشية قصف قانا، ان حزب الله يطلق صواريخه من "ضواحي القرى" و"وسط" البلدات اللبنانية. وقال خلال مؤتمر صحافي في صفد، شمال اسرائيل، "لسوء الحظ، هناك ضحايا تقع وقت الحرب، وخصوصا اذا استخدمهم حزب الله كدروع بشرية". واضاف "في عدد من القرى، يمنع حزب الله السكان من مغادرتها لانه يريد استخدامهم كدروع بشرية". لكن منظمات تعنى بالدفاع عن حقوق الانسان تنشط ميدانيا تعترض على ذلك. وقال المختص بشؤون لبنان في منظمة العفو الدولية نيل سموندز في اتصال هاتفي من لندن "لم نعثر على اي دليل قاطع باستخدام المدنيين كدروع بشرية". ومن جهته، قال بيتر بوكرت من هيومان رايتس ووتش في اتصال هاتفي من لبنان "لاحظنا مرارا مواقع اطلاق صواريخ قريبة من البلدات لكنها بالتاكيد ليست ضمن النطاق الذي يعلن عنه الجيش الاسرائيلي". وترى هيومان رايتس ووتش، كما منظمة العفو الدولية، ان احتمالا كهذا والذي يشكل جريمة حرب بنظرهما "لا يعفي اسرائيل من التزاماتها" حيال المدنيين.

وتضيف هيومان راتيش ووتش "حتى في حال تحديد اماكن غير شرعية لسلاح حزب الله، او استخدامه دروعا بشرية، يجب على اسرائيل ان تتجنب الهجمات التي قد تؤدي الى خسائر جسيمة في صفوف المدنيين مقارنة مع ما تتوقعه من مكاسب عسكرية". وبدورها، قالت لوسي مير من مكتب هيومان رايس ووتش في اسرائيل "نعتبر ان الجيش الاسرائيلي لا يتخذ جميع الاحتياطات اللازمة". لكن احد المحامين التابعين للجيش يؤكد تطبيق جميع المبادئ التي اوردتها منظمات حقوق الانسان في قانا. وقال رافضا ذكر اسمه ان "الهجوم على قانا تقرر بعد تقييم يوضح، بناء على المعلومات الاستخبارتية المتوفرة، انه سيكون متكافئا" واضاف ان القانون الدولي لا يحكم على "النتائج" انما على "التقييم الاولي".

حزب الله يعلن عن مقتل اثنين من عناصره

من جهة ثانية اعلن حزب الله عن مقتل اثنين من عناصره مما يرفع الى 36 عدد المقاتلين الذين اعلن الحزب الشيعي مقتلهم منذ بدء الهجوم الاسرائيلي الواسع على لبنان في 12 تموز/يوليو. ونعت المقاومة الاسلامية الذراع العسكري لحزب الله في بيان "شهيدين" ذكرت اسميهما بدون ان تذكر تاريخ سقوطهما او مكانه.

 

 بوش يحجم من جديد عن المطالبة بوقف فوري لاطلاق النار 

الإثنين 31 يوليو - أ. ف. ب.  ميامي (الولايات المتحدة): أحجم الرئيس الأميركي جورج بوش اليوم من جديد عن المطالبة بوقف فوري لاطلاق النار في النزاع الدائر في لبنان، مؤكدا إدانات قانا 2 تتواصل وكذلك عمليات الإغاثة - دعمه لقرار دولي يضمن سلاما "دائما" و"قابلا للحياة". وقال بوش اثر لقاء مع رجال اعمال في ميامي "اكدت للناس هنا اننا سنعمل على خطة في مجلس الامن تعالج المشكلة من جذورها". واضاف غداة القصف الاسرائيلي على قانا "نريد سلاما دائما، سلاما قابلا للحياة".  وقال بوش ان الولايات المتحدة تعمل للتوصل الى وقف اطلاق نار "بشكل عاجل"، لكنه تجنب انتقاد اسرائيل التي قال ان من حقها الدفاع عن نفسها. وعلى الرغم من الغارة الاسرائيلية التي استهدفت بلدة قانا في جنوب لبنان امس الاحد، امتنع بوش مجددا عن الدعوة الى وقف فوري لاطلاق النار رغم الضغط المتزايد من المجتمع الدولي.  وقال بوش ان وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس "كانت في المنطقة خلال نهاية الاسبوع وتعمل بشكل عاجل للتوصل الى وقف لاطلاق النار قابل للاستمرار، وقف اطلاق نار يمكن ان يدوم". وقال "سنعمل مع حلفائنا لتقديم قرار الى مجلس الامن الدولي يضع حدا للعنف ويضع اسس سلام دائم"، في اشارة الى المباحثات التي ستبدأ اليوم.  لكنه اكد ان هذه "الازمة بدات مع هجمات ارهابية" من جانب حزب الله ضد اسرائيل "من دون ان يسبقها استفزاز"، واضاف ان الدولة العبرية تمارس "حقها في الدفاع عن النفس".

 

إجتياح إسرائيلي في الأفق

الإثنين 31 يوليو - : أحدثت مجزرة قانا-2  "نقزة وجدانية" في الرأي العام الدولي والعربي واللبناني طبعا وفرضت بعض التحول لدى الحكومات، لكنه يبقى تحولاً  مرحلياً ومحدود المفاعيل. فالحرب لن تتوقف بسبب هذه المجزرة،  وقانا ٢٠٠٦ ليست مثل  قانا ١٩٩٦ التي أنهت عملية "عناقيد الغضب" الإسرائيلية آنذاك. بدليل الموقف الدولي  الذي عبّر عنه مجلس الأمن مكتفياً بإبداء الأسف والتنديد بما ارتكبت اسرائيل ولم يتخذ  قراراً بوقف للنار . لا بل إن المجتمع الدولي  في جزء مؤثر منه حمّل "حزب الله "بعض المسؤولية  لإطلاقه صواريخ على إسرائيل من مناطق مأهولة. وبدا واضحا ان الولايات المتحدة ترفض وقفا فورياً للنار وتطرح وقفاً دائماً على أساس سياسي وحل ثابت لا يعيد الوضع الى ما كان قبل ١٢ تموز /يوليو، خصوصاًَ أن اسرائيل لا يناسبها ان تقف الحرب عند هذا الحد لأنها تعني انتصاراً ل" حزب الله"  وعدم تحقيقها أيا من الأهداف التي  حددتها حكومة ديفيد أولمرت.   لكن مجزرة  قانا التي لم تؤثر في قرار  مواصلة الحرب اضطرت اسرائيل إلى إعلان  اجراءين رمزيين لامتصاص النقمة وحملة الادانة الدولية. الأول فتح تحقيق عسكري في ملابسات وقوع المجزرة. والثاني تعليق القصف الجوي ٤٨ ساعة فقط ، من دون أن يشمل هذا التعليق مقاتلي الحزب الشيعي وأسلحته وتحركاته.  وواضح أن هذا "التعليق" ليس هدنة انسانية، بل هو "هدنة عسكرية" الغاية منها الإعداد الميداني لعمليات برية أشد شراسة وحدة واتساعاَ وخطورة في اطار سياسة الأرض المحروقة التي قررتها اسرائيل لإقامة منطقة عازلة لم يظهر عمقها - بعض المتحدثين  الرسميين في إسرائيل يقول بكيلومترين وبعضهم 20 كيلومترا- وكذلك لفرض واقع ميداني جديد لا مجال من دونه  لتغيير قواعد اللعبة، خصوصا ان المهلة المعطاة لإسرائيل لم تعد مفتوحة، وأن العد العكسي بدأ على الأرجح لإنهاء العمليات العسكرية التي تدخل أخطر مراحلها.

وتعني هذه الصورة الكالحة للأسف أن الوضع  لا يزال في مأزق مفتوح، بل في نفق ولا ضوء ولو نائصاً يلوح في آخره. ومع إعلان الإذاعة الإسرائيلية اليوم أن حكومة أولمرت أعطت الجيش الضوء الأخضر للقيام بعمليات برية واسعة في لبنان ، وتأكيد وزير الدفاع عمير بيريتس هذا الخبر، يبدو أن الأحداث متجهة إلى إصدار قرار لوقف النار يقضي بإرسال قوات دولية رادعة إلى لبنان تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة . وستترك إسرائيل ل حزب الله" أن يرفض هذا القرار الدولي، لأنه يعني عملياً انتهاء "المقاومة الإسلامية"، لتقوم باجتياح بري واسع يختلف بطبيعته وحجمه ومداه عن المعركة التي خاضتها كتيبة من  500 جندي حداً أقصى في مارون الراس- بنت جبيل ومحيطهما.

والتنظيرات حول حدود هذا الاجتياح بلا حدود . منها أنه سيصل إلى مصب نهر الليطاني ومنها إلى مصب نهر الأولي  بين بيروت وصيدا. وثمة من يقولون أنه سيصل إلى شتورة على طريق بيروت – دمشق. ويجمع أصحاب هذا الرأي على التحذير من أن سيناريو عسكرياً كهذا سيكون عالي التكلفة على الجانبين، ومدمراً في شكل خيالي بالتأكيد . وهم يلفتون إلى أن الحشد العسكري الإسرائيلي على الحدود بلغ خلال أيام عشرات الآلاف- فوق ال 60 ألفا- في حين أن الحرب المحدودة التي تخوضها الدولة العبرية حالياً لا تحتاج إلى واحد على عشرة من هذا العدد الضخم للجنود والآليات.   ويحاول محللون تبرير عملية الإحتشاد الضخمة هذه بالخشية الإسرائيلية من إقدام سورية على تحريك جبهة الجولان، ولكن من دون كبير اقتناع أو إصرار على صحة ما يقولون. خصوصاً أن كل المؤشرات تشير إلى أن الإجتياح البري الواسع بات وارداً بقوة ونسب احتمالاته تتصاعد.

 

 رابطة حقوق الانسان تدعو الى المعاقبة في فرنسا على جرائم الحرب في لبنان 

الإثنين 31 يوليو - أ. ف. ب.  باريس: اكدت رابطة حقوق الانسان في بيان اليوم انها ستقدم "المساعدة الضرورية" للرعايا الفرنسيين اللبنانيين لاحقاق حقوقهم في فرنسا وملاحقة "كافة مرتكبي جرائم الحرب" في لبنان. وجاء في البيان الذي وقعه ايضا الاتحاد الدولي لحقوق الانسان "برفضها وقفا فوريا لاطلاق النار مع انه كان ضروريا، لم تكترث الاسرة الدولية بحق مئات الاشخاص في الحياة".واضاف ان "هذا الموقف لا ينبغي ان يمنع ضحايا هذه الممارسات من اسماع صوتهم وانزال العقوبة بمرتكبي كل جرائم الحرب. انها واحدة من الوسائل التي نستطيع بها ان ننصر الحق على القوة وربما الحؤول دون وقوع اعمال عنف عشوائية اخرى".واكدت الرابطة والاتحاد انهما سيقدمان "بالخصوص للرعايا الفرنسيين اللبنانيين المساعدة الضرورية لاحقاق حقوقهم في فرنسا ضد المسؤولين عن الاضرار التي تعرضوا لها".واوضح محامي رابطة حقوق الانسان ميشال توبيانا ان "كافة القوانين الفرنسية مفتوحة امام" اصحاب الجنسيتين اللبنانية والفرنسية بما انهم فرنسيون ايضا "لكل ما تعرضوا له في الخارج".وقال ان الشكاوى المرفوعة يمكن ان تطال "اكبر المسؤولين الاسرائيليين" موضحا ان شكاوى من هذا القبيل كانت رفعت في بلجيكا.وكانت صحيفة "لو سوار" البلجيكية افادت الخميس ان بلجيكيين من اصل لبناني يستعدان لرفع شكاوى بتهمة جرائم حرب ضد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ووزير الدفاع عمير بيريتس ورئيس اركان الجيش دان حالوتس.

 

قيادة الجيش نعت العريف الشهيد حسن قاسم

وطنية- 31/7/2006 (متفرقات) نعت قيادة الجيش العريف الشهيد حسن زاهي حسن قاسم الذي استشهد بتاريخه من جراء استهداف العدو الاسرائيلي لأحد مراكز الجيش في منطقة الجنوب، وفي ما يلي نبذة عن حياة الشهيد: -من مواليد 24/9/1983 شمسطار-بعلبك -تطوع في الجيش بتاريخ 12/12/2003 -حائز على وسامي الحرب والجرحى، ووسام التقدير العسكري من الدرجة البرونزية، وتنويه العماد قائد الجيش، وتهنئته مرات عدة. -عازب يقام المأتم بتاريخ 1/8/2006 الساعة 12,00 في حسينية مزرعة الضليل (قرب بوداي)- بعلبك ويوارى الثرى في مدافن العائلة. تقبل التعازي قبل الدفن وبعده وفي 2 و 3 و 4/8/2006 في منزل والده الكائن في بلدة حوش النبي-قضاء بعلبك.

 

النائب طورسركيسيان :غالبية اللبنانيين من ذوي الذاكرة المتقدة يتمنون أن يوفر عليهم الجنرال عون آراءه المصيرية

وطنية- 31/7/2006 (سياسة) علق نائب بيروت سيرج طورسركيسيان على مطالبة النائب العماد ميشال عون بتشكيل حكومة طوارىء مصغرة تضم الجميع لأنها ستكون أفضل من حكومة أربعة وعشرين وزيرا لا يخرجون بقرار. وقال:"يذكرنا الجنرال عون رئيس الكتلة الموسمية بمطامحه القديمة الجديدة على الدوام وينعش ذاكرتنا بأفكاره النيرة في زمن الظلمات ويرسم لنا استراتيجية حكومية في موسم الاستراتيجيات لئلا تصاب بالنسيان". أضاف:"في الوقت الذي يركز فيه اللبنانيون لانقاذ بلدهم من العدوان الاسرائيلي المتواصل عليه وفي الوقت الذي يجمع اللبنانيون على الوحدة الوطنية والوقوف صفا واحدا في وجه العدو وتأجيل البحث في أي نقاش سياسي أو مسألة داخلية. من المعيب أن نرى البعض يحاول أن يستغل دماء اللبنانيين ودماء أطفال قانا لم تجف بعد للعودة الى نغماتهم وأجنداتهم الخاصة المتعطشة للسلطة على الدوام وبلا توقف. ولعل غالبية اللبنانيين من ذوي الذاكرة المتقدة هذه الأيام يتمنون أن يوفر عليهم الجنرال عون آراءه المصيرية وهم يعرفون جيدا منذ العام 1989 مدى رؤيته للقراءات الاستراتيجية الصحيحة في الأزمات الكبرى وكلهم يعرف الى أين أوصلتهم مثل هذه الآراء في حينه".

 

العماد عون ترأس اجتماع تكتل التغيير والإصلاح في الرابية: الوقف الفوري لإطلاق النار يؤدي الى نتيجة ثم الحديث السياسي نسمع تصاريح دبلوماسية تقوم بإعطاء مهل لإسرائيل حتى تكمل حربها العالم مسؤول معنويا تجاه التاريخ وتجاه الإنسانية وتجاه الشرائع

وطنية - 31/7/2006 (سياسة) ترأس النائب العماد ميشال عون، الاجتماع الأسبوعي لتكتل التغيير والاصلاح، في دارته في الرابية، وأدلى على الأثر بالتصريح الآتي: "الجريمة التي ارتكبت في قانا الجليل، لم تكن الجريمة الأولى، لأن الحرب من اليوم الأول ابتدأت بجريمة كان ضحاياها من الكبار، عدا الضحايا الصغار، عائلة في الدوير من عشرة أشخاص هم الأب والأم وثمانية أولاد، عائلة في بافليه من تسعة أشخاص هم الأب والأم وسبعة أولاد، عائلتان أو ثلاث في زبقين من 22 شخصا، هؤلاء مجموعهم 41 شهيدا، هذه مجزرة بشرية. إضافة إلى الذين قتلوا على الطرق وفي أماكن صغيرة ولم تصل أخبارهم في النهار ذاته.

واستمرت الحال هذه على مختلف القرى، هناك قرى ممسوحة نهائيا، هدمت ولم يسمع صوتها حتى اليوم. ماذا نقول لصريفا؟ ماذا نقول لبنت جبيل؟ في بنت جبيل لغاية اليوم هناك أناس تحت الأنقاض وفي الضاحية الجنوبية، كلها جرائم ضد الإنسانية، جرائم حرب مرتكبة، والذي نسمعه من أعذار يتناقلها الناس عما تقوله إسرائيل: حذرنا الناس كي ينزحوا. إن التحذير في حد ذاته جريمة حرب. ليس مسموحا أن يقال لأحد إنزح عن بيتك وإلا قتلتك. هذا إذا جاء على لسان شخص، فكيف إذا جاء على لسان دولة؟ هناك من يقول أن صاروخا أطلق من قانا. حتى لو أطلق الصاروخ، فأين هي منصته؟ وهل وجدوها بعدما دمروا المنطقة؟ ليس للمنطقة هناك صفة عسكرية وما من أسلحة".

اضاف: "كل هذه الحجج تظهر أن ثمة نية مسبقة، وخصوصا اليوم بتنا نلمسها. قالوا إن هناك هدنة جوية. في هذه الهدنة الجوية نجد صعوبة كبيرة في تموين الناس هناك، لكننا نجد تسهيلا لهرب الناس من هناك حتى يكملوا تهديم المنطقة. وهل تهديم المنطقة حلال من الناحية العسكرية؟ وهل هو وفقا للمقاييس والأعراف الدولية والاتفاقات الدولية؟ كل هذه الأمور، أعتقد أن العالم يعرفها لكن الشيء الذي يفاجئنا سلبا بالنسبة إلى مجلس الأمن الدولي أنه دان عملية عسكرية أدت إلى أسر عسكريين إسرائيليين اثنين، واعتبر أنها جريمة فظيعة، ولكن نستغرب أن يعلن أسفه لمقتل هذه المجموعة من المدنيين والأطفال ضحايا قانا، وكان على مجلس الأمن أن يستنكر قتلهم، ليس فقط هم، بل أيضا ال 700 إلى 800 قتيل. فنحن لم نحص بعد كل القتلى. فكل ضحايا الحرب هؤلاء، مدنيون". ولفت الى ان "اسرائيل تستخدم قنابلها الذكية على المدنيين ولا تستعملها ضد أهداف عسكرية.

ضربت الجسور ففهمنا الأمر وقلنا إنها وسائل اتصال، وهي تريد أن تعرقل مواصلات المقاومة. ضربت أعمدة الإرسال كذلك فهمنا الأمر، ولكن تهديم البيوت على رؤوس أصحابها لماذا؟ نريد أن نعرف بأي منطق دولي؟ ولا نكتفي بذلك، فنحن نسمع تصاريح دبلوماسية مؤذية وتقوم بإعطاء مهل لإسرائيل حتى تكمل حربها اللبنانية وتزيد حجم الضحايا. عندما يقولون: تبين لنا أنه يجب الوصول إلى تفاهم سياسي ونسعى ونحن نستعجل، هذه كلها ليست بالخطاب الذي يؤدي اليوم إلى نتيجة فعالة، فالذي يؤدي إلى نتيجة فعالة اليوم هو وقف فوري لإطلاق النار ومن ثم الحديث السياسي". وتابع: "الحديث السياسي يأخذ وقتا طويلا. لا أحد يمكنه الوصول إلى تفاهم سياسي تحت القصف وتحت القتل وتحت كل هذه الجرائم التي ترتكب اليوم.

كلها جرائم ضد الإنسانية ونحن نحصيها. وإذا كان العالم غير مسؤول مباشرة وليس مذنبا، فهو مسؤول معنويا تجاه التاريخ وتجاه الإنسانية وتجاه الشرائع التي وقع هو عليها. كل الحرب اللبنانية اليوم بدأت بجرائم ضد المدنيين وما زالت تكمل بجرائم ضد المدنيين. كفى جرائم للعالم كله. إن أي اتفاق سياسي لن يحصل تحت القصف. أوقفوا حتى يصير هناك اتفاق سياسي. ويجب الإنطلاق من مقاييس ومعايير واحدة، لنصل إلى تفاهم واحد في أربع وعشرين ساعة. ولكن إذا كانت الحياة في إسرائيل اهم من الحياة في لبنان لن نصل إلى إتفاق. إذا كان حق اللبناني في وطنه أقل من حق الإسرائيلي في وطنه لن نصل إلى إتفاق. القصة يجب أن تنطلق من معايير ومقاييس متساوية لنصل إلى تفاهم ولنعود نمشي على الطريق السليم". ولفت الى ان الموقف العربي "كان اليوم أفضل. موقف مصر كان مشرفا. عادت مصر إلى موقفها السليم. ونتمنى على الدول العربية، ولو لمصلحتها التاريخية أن تجتمع الجامعة العربية على الأقل وتتخذ موقفا محددا، ولو لتعزية اللبنانيين بشهدائهم، إذا لم تريد اتخاذ موقف من الأمور الأخرى".

وقال: "من الآن، أنا أؤكد للدول العربية أن إسرائيل ترفض أي وقف لإطلاق النار ومجرد رفض إسرائيل وقف إطلاق النار يجب أن يدفع الذين لديهم علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل إلى اتخاذ موقف ديبلوماسي. الموضوع يحتاج إلى مزيد من الجدية. يجب ألا نعطي مهلا لارتكابات جديدة، كل مهلة تعطى تعني شيكا بألف قتيل مدني لبناني لإسرائيل لكي تتصرف بهم. نتمنى أن يسمع الكلام الذي نقوله دوليا، وخصوصا أننا نتوجه بالثناء إلى قنوات الاعلام الدولية التي لم تعد تتغاضى عن الجرائم التي وقعت تحت عدساتها وبدأت تنشرها في العالم. ونحن نعول على شعوب عندها قيم وليس على إدارات لديها مصالح. الحكومة الفرنسية اتخذت موقفا سليما جدا بالنسبة إلى الأزمة. لكن وقف إطلاق النار ليس للتفاوض.

ونرجو من الجميع إذا كانوا يريدون خدمة لبنان وقضيته، ويريدون أن يريحوا ضميرهم بعدما سكتوا طويلا، أن يعرفوا أن التفاوض لا يحصل تحت القصف. مثلما قلت بداية، إذا أوقفنا إطلاق النار في أول اسبوع فسننتهي بالتفاوض والأمر نفسه في ثاني أسبوع أو الثالث". لن يربح أحد هذه الحرب. الذي يربح، يربح عند وقف إطلاق النار. وننطلق من المعايير والمقاييس نفسها لحل الأزمة. من 52 سنة، وإسرائيل تقارب كل مشكلة عبر القوة. وهذا خطأ. هي تعتقد أن القوة تحفظها. لكن القوة لا تحفظ إسرائيل. فالقوة التي تحفظها قد تضعف في يوم من الأيام. مقاربة الحق والعدالة لحل القضايا العالقة هي التي تحمي إسرائيل وتمكنها من العيش ضمن محيط يصبح قادرا على قبوله". وعن القضايا الأخرى، نبه الى ان "هناك قضية التموين، ونضع أيضا العالم أمام مسؤولياته. لا يمكن أن تستعمل الهدنة 48 ساعة وتكون فقط لإخلاء المواطنين في اتجاه بيروت، نحن نريدها لتثبيت الناس في قراهم ومساعدتهم في أماكن وجودهم. لأن إنذارهم بالذهاب هو جريمة في حد ذاتها.

وكل إنسان يموت يعتبر مغتالا. ويجب تذكر محاكمة ميلوسوفيتش الذي أرسل إنذارا ثم ضرب القرى. هذا لا يلغي الجريمة. وفي النهاية، نهنئ كل الذين احتضنوا النازحين عن أماكنهم وكرموهم وساعدوهم وأعطوهم شربة مياه. ويجب أن يتذكروا أن شربة الماء والاستقبال هو ما قال عنه السيد المسيح في الإنجيل، الدينونة العظمى:

 "ثم يقول الملك للذين عن يمينه تعالوا يا من باركهم أبي فرثوا الملكوت المعد لكم منذ إنشاء العالم لأني جعت فأطعمتموني وعطشت فسيقتموني وكنت غريبا فأويتموني وعريانا فكسوتموني ومريضا فعدتموني وسجينا فجئتم إلي، فيجيبه الأبرار: يا رب متى رأيناك جائعا فأطعمناك أو عطشان فسقيناك؟ ومتى رأيناك غريبا فأويناك أو عريانا فكسوناك؟ ومتى رأيناك مريضا أو سجينا فجئنا إليك؟ فيجيبهم الملك: الحق أقول لكم، كلما صنعتم شيئا من ذلك لواحد من إخوتي هؤلاء فلي قد صنعتموه".

اذا تذكروا هذا الكلام وعيشوا معه". وعن عيد الجيش، قال: "ولو كان جونا ليس جو عيد، نقول بأي حال عدت يا عيد؟ واليوم نكرس رسالتنا الدائمة بالجهود التي نبذلها على الأرض ويبقى جيشنا مفخرتنا الوطنية.

ودوركم في الداخل أو على الحدود هو رمز للوطنية ولفرض الاستقرار ضمن المجتمع المتألم". ثم رد على اسئلة الصحافيين: سئل: ما رأيك بطلب أولمرت 10 إلى 15 يوما لإنهاء مهمته العسكرية في لبنان، ما الهدف؟ اجاب: "يريد شيكا بألفين أو ثلاثة آلاف قتيل لبناني. حتى لو دخل إلى الأراضي اللبنانية، فالى متى يستطيع البقاء داخل الأراضي اللبنانية ضمن الجو القتالي الذي يقوم به المقاتلون اللبنانيون؟ يجب أن يقتنع العالم أن مصير المعركة لن يتحول. المهم أن يحصل وقف إطلاق النار ونتفاوض على حل نهائي، الحل النهائي لا يحصل خلال المعركة، لا يحصل إلا بعد وقف إطلاق النار، ومن المستحيل وضع شروط قبل وقف إطلاق النار. وهناك جرائم ترتكب، وما من شعب يسير مع حكومته في ظل دعمها قتل الأبرياء.

نساء إسرائيل يقلن للحكومة إنهن يردن رؤية جثث المقاتلين وليس الأطفال والأبرياء، ورمين عسكرهن بالبطاطا. هناك حركة سلمية في إسرائيل تناهز ال 50%. وقوة الانسان في فرض السلام. اليوم وقف إطلاق النار أفضل. لا يمكن أن يحكم العالم بالجريمة.

الشيء المؤسف ان المرجعية الدولية خضعت امام إسرائيل. ولم يدن مجلس الأمن مقتل ضباطه. يجب التعزية بمجلس الأمن".

سئل: هل سيكون موقف لبنان والتفاوض قويا؟ اجاب: "أتوجه إلى الولايات المتحدة، فالإدارة الأميركية لا تستطيع أن تتحمل هذه الجريمة أمام شعبها الطيب ولكن المضلل. اليوم حين تبرز أجهزة الإعلام الجريمة كما هي لن تستطيع اي إدارة أن تتحمل. وليكن صراخي للأميركيين الأحرار الذين يسمعونني الآن".

سئل: إلى أي حد تنسق مع الحكومة ورئيس مجلس النواب والسفراء؟ اجاب: "انا صوت حر. اتكلم بصوت الضمير اللبناني. لا أحتاج إلى أي تنسيق مع وزير أو رئيس حكومة أو أحد. أنا صوتي من رأسي، من ضميري، ومن مصلحة هذا الوطن".

سئل: ولكن مواقفهم متشابهة؟ اجاب: "حين يتكلمون بضميرهم يتشابهون معي، وحين يتحدثون مصلحة ومسايرة سياسية نفترق".

سئل: ماذا بالنسبة إلى قصة النازحين؟ اجاب: "هناك كارثة تموينية تحصل، هل اذا اوقفنا اطلاق النار يسكت الضمير؟ ماذا فعلت طريق المصنع حتى قصفوها؟ انها طريق برية تمر عبرها مواد غذائية. والطرقات الاخرى لماذا ضربوها، فلم يتركوا عبارة او جسرا صغيرا الا وهدموه؟ يريدون محاصرتنا في قفص فإما نموت من الجوع وإما نموت من القصف. هناك جريمة متعمدة كل الناس تراها. على الأقل هناك خمسون قانا".

 

البطريرك صفير استقبل شخصيات في الديمان:نسأل الله ان يقصر ايام المحنة وعلينا ان نساند بعضنا في هذه الفترة الصعبة لكي نجتازها بأمان وسلام النائب عدوان

ندين مجزرة قانا ونؤكد ضرورة تضامن اللبنانيين ويجب ان ندرك بعد كل المآسي ضرورة ان يكون الحل شاملا وجذريا

وطنية - الديمان - 31/7/2006 (سياسة) استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، اليوم في المقر الصيفي للبطريركية في الديمان، نائب رئيس الهيئة التنفيذية ل"القوات اللبنانينة" النائب جورج عدوان الذي قال على الأثر: " جئنا نستنير برأي صاحب الغبطة بعد الحدث الاليم من خلال المجزرة التي حصلت أمس (في قانا) والتي ندينها ونستنكرها ولا يستطيع الكلام التعبير عن فظاعتها وفجاعتها. لذلك، علينا الانطلاق مما حدث لنؤكد، مرة جديدة، تضامن كل اللبنانيين لمواجهة ما يتعرض له وطننا ولنؤكد ان من المفروض تجسيد هذا التضامن عبر الالتفاف حول حكومتنا وحول مواقف رئيس الحكومة الشجاعة وطروحاته للحل التي نؤيدها كليا. ويجب ان ندرك، بعد كل المآسي التي حصلت، ان من الضروري ان يكون الحل شاملا وجذريا لان اللبنانيين دفعوا غاليا ولا يستطعيون دفعه كل فترة، واي حل يجب ان يكون شاملا ونهائيا". وعن نظرته الى المرحلة المقبلة، قال: "المرحلة المقبلة ستكون صعبة، انما اذا انطلقنا من النقاط التي اشرنا اليها والتففنا حول حكومتنا ورئيسها وكانت الحكومة مسؤولة عن المواقف الوطنية نتكمن عندئذ من الوصول الى حل جذري ونهائي لهذه الازمة". شخصيات وكان البطريرك صفير استقبل رئيس الرابطة المارونية ميشال اده، فعضوي لجنة الحوار الاسلامي- المسيحي محمد السماك والامير حارس شهاب، فوفدا من رعية الديمان برئاسة كاهن الرعية الخوري حبيب صعب ومختار البلدة، قبريانوس موسى ورئيس نادي الاتحاد- الديمان الزميل انطوان فرنسيس. ثم استقبل رئيس رابطة مخاتير قضاء بشري فيروز جعجع واعضاء الرابطة. وتحدث باسم الوفد نائب رئيس الرابطة المختار سمعان برتلماوس الذي نوه بحكمة البطريرك، مؤيدا مواقفه الوطنية طالبا "صلاة غبطته ودعمه لتبقى هذه الارض صامدة في وجه المصاعب وتزرع في نفوس ابنائها الطمأنينة". ورد البطريرك صفير بكلمة شكر فيها للمخاتير زيارتهم، وقال: "نشكر من تكلم باسمكم ونحن نتوق الى السلام ونسأل الله ان يمنحنا اياه. ان ايامنا صعبة وانتم تعرفونها ربما اكثر من سواكم. فأنتم مختارون من الناس وهم يأتون اليكم على اختلاف نزعاتهم ومشاربهم وتعرفون مشاكلهم. وعلينا ان نساند بعضنا بعضا في هذه الفترة الصعبة لكي نجتازها بأمان وسلام. واننا نسأل الله ان يقصر ايام المحنة وان يساعدنا لنتحمل بعضنا بعضا ونساعد بعضنا بعضا. ونسأل الله ان يباركم ويبارك اعمالكم في سبيل تسهيل الامور التي بين أيديكم او تسيير امور الناس الذين تعملون على مساعدتهم".

 

مؤتمر "للمنظمات الاميركية اللبنانية" في واشنطن : الاعتداء الاسرائيلي مستنكر و"حزب الله" يخدم الاجندتين السورية والايرانية لوقف فوري للنار للسماح للحكومة اللبنانية والمجتمع الدولي بحل المشاكل

وطنية - 31/7/2006 (سياسة) أعلنت قيادات "المنظمات الاميركية اللبنانية" في الولايات المتحدة الاميركية في بيان انها "ناقشت الوضع الحالي في لبنان، في مؤتمر عقدته في واشنطن، حيث بحثت مع المسؤولين الاميركيين الرسميين اسباب ونتائج الازمة في لبنان".

ولفتت الى ان "عضو الكونغرس الاميركي داريل عيسى استنكر العنف، مشددا على ضرورة احترام سلطة الحكومة اللبنانية التي تمثل الشعب اللبناني". وكان عيسى زار البيت الابيض مع اعضاء في الكونغرس الاميركي، شاجبين الاعتداءات على لبنان. فأبلغهم الرئيس الاميركي جورج بوش الى انه قلق من الخسائر المدنية والانسانية، مشيرا الى أن المطلوب إيجاد حل يكون للمرة الاخيرة في لبنان. كذلك، تضامن عضو الكونغرس شارل بستاني مع اللبنانيين، مطالبا بدعم كامل للبنان في ازمته الحالية، واعدا بالعمل مع زملائه للتوصل لحل لمرة اخيرة في لبنان. اما سفير الولايات المتحدة الاميركية في الامم المتحدة جون بولتون فوجه رسالة الى المؤتمرين مع نائبته ساره تينسلي ديمارست، اشار فيها الى انه سيبقى يعمل حتى يرى لبنان سيدا ومستقلا عن اي تدخلات خارجية، موضحا ان المهمة الاساسية لدى الامم المتحدة ومجلس الامن هي في تشكيل قوة دولية متعددة الجنسيات للانتشار في جنوب لبنان للفصل بين المتنازعين.

وقدم مدير الديبلوماسية العامة في الوكالة الاميركية للمساعدات وليد معلوف للمؤتمر وعرض في تقرير للمساعدات الى لبنان، وتعهد الوكالة الاميركية بمساعدة الشعب اللبناني". في الختام، تلا مدير المركز اللبناني للاعلام والاتحاد الاميركي اللبناني الدكتور جوزيف جبيلي، مقررات المؤتمر، فأوضح ان المجتمعين طالبوا "جميع الاطراف الداخلية والخارجية المعنية بالنزاع، مباشرة او غير مباشرة، بالاحترام الكامل لسيادة لبنان، وفقا لقواعد القانون الدولي، داعين الى وقف فوري وكامل لاطلاق النار للسماح للحكومة اللبنانية والمجتمع الدولي ببذل الجهود لحل كل المشاكل، اذ ان وقف اطلاق النار سيسمح بآلية سريعة وملموسة تسمح للسلطة اللبنانية بالدفاع عن لبنان وحمايته من اي تدخل خارجي".

وأوضحوا "ان "حزب الله" ينفذ عمليات ضد اسرائيل خدمة للأجندتين السورية والايرانية، ويستمر في تجاهله حاجة لبنان الى قوات مسلحة شرعية، وهي الجيش اللبناني، كما هو منصوص عليه في اتفاق الطائف والقرارات الدولية". كذلك، استنكر المجتمعون "الاعتداء الاسرائيلي على لبنان، واستهداف المدنيين والبنى التحتية ومقرات الجيش اللبناني والامم المتحدة، وأسفوا للخسائر في الارواح ونزوح المدنيين". وعبروا عن "امتنانهم للولايات المتحدة الاميركية وجميع اصدقاء لبنان لدعمهم للحكومة اللبنانية ولشعب لبنان، لافتين الى انهم سيتابعون حملتهم في الولايات المتحدة بهدف تخفيف معاناة الشعب اللبناني، والمطالبة بأكبر مساعدة دولية الى لبنان".

 

العماد سليمان بحث مع بيدرسن الاوضاع في البلاد

وطنية - 31/7/2006 (سياسة) استقبل قائد الجيش العماد ميشال سليمان بعد ظهر اليوم، في مكتبه في اليرزة ممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان غير بيدرسن، حيث جرى بحث في الاوضاع التي تمر بها البلاد

 

الشيخ قاسم :انتصار حزب الله انتصار لمشروع لبنان المستقل والدولة القادرة من يجمع اشلاء مجلس الامن والامم المتحدة بعد مجازر اميركا المتكررة بحقهما؟

وطنية - 13/7/2006 (سياسة) اعتبر نائب الامين العام ل"حزب الله"الشيخ نعيم قاسم ان "مجزرة قانا الثانية نموذج للنمط الاسرائيلي - الاميركي في محاولة فرض وجود اسرائيل في المنطقة، لم تخطىء اسرائيل هدفها بل تعمدته، فهي ترتكب المجازر يوميا منذ بدء العدوان في 12 تموز 2006 وطائراتها تدمرالبنى التحتية والجسور والطرقات وتهدم البيوت على امتداد لبنان".

وقال قاسم في تصريح اليوم "أن اسرائيل عاجزة عن اثبات اي حق لها في احتلالها ومشروعها التوسعي، لذا تلجأ للغة المجازر منذ العام 1948 لتفرض وجودها بالقوة، وتتحمل الدول الكبرى وعلى رأسها اميركا كامل المسؤولية في بشاعة جرائم عدوة الانسانية اسرائيل". اضاف :" لقد سقطت مقولاتهم في الديموقراطية وحقوق الانسان وحق تقرير المصير وحرية الرأي وشرعة الامم المتحدة، لقد انهارت صورتهم كمبشرين بالحياة العزيزة الكريمة للانسانية. لقد تعمقت الكراهية لاميركا اكثر بكثير مما كانت عليه قبل العدوان، مما سيترك تداعياته في المستقبل على امتداد العالم العربي والاسلامي، ولم تعد تنفع بضع ملايين من الدولارات للجان تحسين السمعة والترويح الاعلامي في غسل العار الدولي الذي كشفه العدوان الاسرائيلي الاميركي على لبنان".

واردف :" قلنا مرارا بأن المقاومة ضرورية لحماية لبنان من الخطر الصهيوني، فضلا عن تحرير ارضه وأسراه، وثبت اليوم انه لولا المقاومة لدخلت اسرائيل لبنان ببضع ساعات لتقتل اكثر وتتحكم بالميدان بما عجزت عنه من السماء، ولتفرض الحلول السياسية التي تريدها، ولتبقي لبنان تحت النار قبل اي حل وبعدها، ولتشل قدرته بالكامل عن اي ممانعة واي تثبيت لسيادته واستقلاله".

وتابع :"لقد ثبت بما لا يقبل الشك ان المقاومة ضرورية لحماية لبنان, ولن تنفع مناقشات رايس واولمرت في انضاج الحل السياسي الذي يمنح اسرائيل المكافآت, فلا مكافآت لاسرائيل, بل عليها ان تذعن للخسارة وللصورة الهمجية التي انتشرت في العالم, ولنجاح ردع المقاومة, ولصمود الشعب اللبناني البطل, وهذا ما سيكون حاضرا في اي مشروع حل لوقف العدوان". ولفت الى ان "لبنان اليوم موحد في التفافه حول المقاومة المشروعة ضد العدوان الاسرائيلي وموحد في رفض الخلافات الداخلية التي تنفذ من خلالها اسرائيل، وموحد في صياغة مشروع للحل يتماهى مع مصلحة لبنان حاضرا ومستقبلا, اصبح بإمكان الحكومة ان تكون قوية في اي مشروع حل بسبب نجاحات المقاومة وصمود اهلنا وأحبتنا في مواجهة العدوان".

واكد "ان انتصار "حزب الله" هو انتصار لمشروع لبنان المستقل ومشروع بناء الدولة المقتدرة العادلة, مشروع اندماج جميع القوى والطوائف في معركة التحرير وصد العدوان, وكل خارج عن هذه المعادلة مكشوف اذ لم يعد خافيا على احد بأن ما يواجهه لبنان اليوم عدوان اميركي لصياغة الشرق الاوسط الجديد, بالاجرام الاسرائيلي الذي يسعى لحصته بتوسعة احتلاله، في المقابل تتصدى المقاومة وشعب لبنان لاسقاط هذا المشروع الاجنبي المعتدي تحقيقا لسيادة شعب لبنان على ارضه حرا عزيزا مستقلا".

وختم:" يبقى السؤال: من يجمع اشلاء مجلس الامن والامم المتحدة بعد المجازر المتكررة التي ارتكبتها اميركا بحقهما، من خلال تغطية اسرائيل في قتلها لجنود قوات الطوارىء الدولية ومجازرها في لبنان وعدم وقفها للعدوان المجرم".

 

وزيرالخارجية الفرنسي زار رئيسي مجلسي النواب والوزراء ووزيرالخارجية

وطنية - 31/7/2006 (سياسة) زار وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست-بلازي، اليوم، رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ووزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ، وعرض معهم التطورات في ضوء العدوان الاسرائيلي على لبنان والمساعي المبذولة للتوصل الى وقف فوري وشامل للنار. واستهل الوزير دوست-بلازي جولته بزيارة الوزير صلوخ، في مكتبه قبل الظهر في قصر بسترس، وعرض معه آخر التطورات في مقدمها مجزرة قانا ونتائجها والمشاورات التي تجريها فرنسا مع الدول الكبرى بعد طرحها مشروع قرار حول الوضع في لبنان لمناقشته الاسبوع الحالي.

وشارك في المحادثات عن الجانب اللبناني السفراء: الامين العام للوزارة بالوكالة بطرس عساكر، مدير المنظمات الدولية انطوان شديد، مدير المراسم والشؤون الدولية جان دانيال. ومثل الجانب الفرنسي السفير برنار ايمييه، المدير المساعد لقسم شمال افريقيا والشرق الاوسط ديل يونو ومستشار الوزير فرنسوا توازي. مؤتمر صحافي مشترك اثر المحادثات، عقد الوزيران صلوخ ودوست-بلازي مؤتمرا صحافيا مشتركا استهله صلوخ بالبيان الآتي: "التقينا وزير خارجية البلد الصديق الصدوق والوفي فرنسا السيد فيليب دوست-بلازي الذي يزور لبنان للمرة الثالثة منذ بدء العدوان الاسرائيلي. وقد اتى هذه المرة لمواساة لبنان وللتضامن معه بعد المجزرة المجرمة التي ارتكبتها اسرائيل في بلدة قانا. عرضنا لمعالي الوزير تفاصيل المجزرة التي تعتبر جريمة حرب بكل معنى الكلمة. وقلنا له ان سائر الذرائع والحجج التي تسوقها اسرائيل لتبرير المجزرة هي ساقطة وغير صحيحة. لقد كان واضحا لنا وللعالم، منذ بداية العدوان، ان اسرائيل اعتمدت استهداف المدنيين نهجا ثابتا لعلها تستطيع مع المدنيين ما لم تستطعه مع الآخرين". واضاف: "اننا نشكر لفرنسا مواقفها التي تمثلت بادانة ارتكاب اسرائيل لمجزرة قانا والتي دعت الى وقف فوري للنار. والحكومة اللبنانية، كما بات معروفا، لن تدخل في اية مناقشات قبل الوقف الفوري والشامل للنار. وهذا موقف ثابت لن نحيد عنه لانه متعلق بحياة وكرامة مواطنينا الذين يقتلون يوميا.

ونحن، في هذه المناسبة، ولما كان اليوم هو اليوم الاخير لرئاسة فرنسا لمجلس الامن لهذا الشهر، فاننا نشكر جهود فرنسا في العمل للتوصل الى موقف عن مجلس الامن. وقد صدر البارحة موقف عن المجلس متعلق بمجزرة قانا. وهذا البيان، وان كنا لا نعتبره كافيا من حيث ادانة اسرائيل وطلب تحقيق دولي والدعوة الى وقف النار، غير اننا نرى فيه بعض النقاط الايجابية التي ساهمت بها فرنسا.

ونأمل ان يكون التقرير الذي سيقدمه الامين العام الى المجلس شاملا وموضوعيا من حيث تعبيره عن حجم الاجرام الاسرائيلي. ونحن على كل حال طلبنا عقد جلسة لمجلس الامن تخصص لبحث موضوع العدوان الاسرائيلي على لبنان وفي مجزرة قانا. وقد استمع العالم بأسره البارحة الى مندوب اسرائيل في مجلس الامن يستخف بما قامت به بلاده من اجرام، وكأنه يضع اللوم على الضحايا لانهم قتلوا ويحاول كذلك رمي الكرة في الملعب اللبناني وإحداث انقسامات لطالما تمنتها وعملت لها اسرائيل. وكل هذا يستعدي ردا مناسبا عليه وعلى من وراءه بان اجرام اسرائيل وعدوانيتها وارتكابها لجرائم حرب هو امر لا يقبل الشك، ولن تمحوه ذرائع حكومته الساقطة ولا افلامها السوداء القائمة كقلوب اصحابها.

ولعل قانا الاولى وقانا الثانية وجنين ومروحين وصريفا والنبي شيت وما قبلها وما قد يلحقها هي خير دليل على ضرورة سوق المسؤولين عنها امام المحاكم الجنائية الدولية حيث مكانهم الطبيعي، وحينها لن تنفعهم فذلكات مندوبهم في الامم المتحدة ولا تبريراته الساقطة لارهاب دولته".

دوست-بلازي اما الوزير دوست-بلازي، فقال: "في هذا اليوم الذي هو حداد وطني جئت الى لبنان لأعبر عن ادانتنا ودعمنا للحكومة اللبنانية والشعب اللبناني وكذلك لاسر ضحايا قانا. واود ان اقول للشعب اللبناني بأكمله اني اعبر عن تضامننا العميق وعن صداقتنا التي لا تغنى ولاهالي واقرباء هؤلاء الاطفال والنساء وكل هؤلاء الاشخاص الابرياء الذين قتلوا بعمل مروع وعمل لا يمكن ان يبرر وهو عمل ادانته فرنسا وفورا, جئت الى هنا لاقول للبنانيين ان فرنسا، كما في العام 1996، هي الى جانبهم تقاسمهم هذا الالم العميق وكذلك لتبذل ما في امكانها لكي لا تتكرر مثل هذه المآسي في المستقبل. لو سمع صوت فرنسا في مؤتمر روما لما حصلت مجزرة قانا. ان وقف النار بالنسبة الى فرنسا هو اولوية اليوم وهو امر طارىء وملح.

ان وقف النار الفوري ورفع الحصار وعودة المهجرين الى منازلهم والى قراهم، هذه رسالة واضحة جدا هي رسالة رئيس الجمهورية الفرنسية جاك شيراك. وهي الرسالة التي حملتها الى روما. ان مأساة يوم امس تبين لنا، مرة اخرى، وربما هذا اصبح امرا مبالغا به، ان الاسلحة يجب ان تصمت في نهاية الامر.

ان الاستفزازات تؤدي الى ردود الفعل وهذه تؤدي الى تصعيد يخرج عن السيطرة. واطلب وقفا فوريا للاعمال العسكرية والعنف. اطلب من الاطراف المعنيين ان يتحلوا بشجاعة وحس المسؤولية في وقف المعارك". واضاف: "هذه الرسالة سمعت جزئيا لان مجلس الامن نادى مساء امس، للمرة الاولى، بوقف العنف وشدد على الطابع الطارىء والملح بالتوصل الى وقف نار قابل للاستدامة ودائم. ان مجلس الامن قد بين بذلك عن حزنه وتصميمه وكنا نفضل لو ان النص كان اقوى ولو انه نادى بوقف نار فوري وتضمن ادانة حازمة لما حصل في قانا. لكني مقتنع بان النص المعتمد يسمح بتحقيق تقدم اذ اود ان اوجه نداء الى مختلف الاطراف لاحترام نداء مجلس الامن ولوقف العنف فورا.

اذا، نحن نوجه دعوة الى وقف هذا التصعيد الذي لاحظناه حتى الآن. ولكن صحيح ان هناك اليوم خطرا حقيقيا بان نتأرجح بين الابعاد الانسانية والابعاد العسكرية ونهمل شيئا فشيئا الجانب السياسي الذي هو في صميم اي حل. هذه هي رسالة فرنسا. وللمرة الاولى يعلن مجلس الامن عن عزمه وتصميمه على الحل بدون ابطاء لاعتماد قرار حل دائم لهذه الازمة. ولينا ان نسرع في العمل. ان فرنسا قد اقترحت خطة لحل متوازن ودائم. ولقد اعدت فرنسا ووزعت مشروع قرار في نيويورك ومن المفترض ان ينظر به في الايام المقبلة. وهذه الخطة تتضمن العناصر الآتية: الوقف الفوري للاعمال العسكرية، التوصل الى اتفاق سياسي لحل هذه الازمة، واطلاق الاسرى المعتقلين اللبنانيين والاسرائيليين وتنفيذ اتفاق الطائف ببسط سيطرة الحكومة اللبنانية على كل اراضيها وحل ازمة او مشكلة مزارع شبعا، ويجب ترسيم هذه الحدود وتحديدها.

ويمكن ان توضع في هذه الاثناء تحت ولاية الامم المتحدة واحترام سيادة لبنان وسيادة اسرائيل. واخيرا هذه الخطة تنص على امكان انشاء قوة دولية للاستقرار، ولكن فقط بموافقة الجانبين وبهدف مساعدة الجانبين على تنفيذ الاتفاق السياسي التي يكون قد تم التوصل اليه. وهذا امر مهم جدا بالنسبة الينا".

وتابع: "اود ان اشيد هنا بالوحدة الوطنية اللبنانية غداة مأساة قانا وبقوة التصريحات التي صدرت عن الرئيس نبيه بري والرئيس فؤاد السنيورة. واود ان احيي الموقف الموحد الحازم الذي اعتمدته الحكومة اللبنانية بأكملها حول خطة السبع النقاط التي قدمها الرئيس السنيورة في روما.

هناك التقاء قوي جدا بين خطة الحكومة اللبنانية والخطة التي اقترحتها فرنسا. وهناك فرصة يجب ان نستغلها على هذه الاسس لكي نخرج من هذه الازمة. اقول ذلك من بيروت: ان الوضع العسكري في رأينا يوصل الى طريق مسدود. ان المسائل السياسية تتطلب حلولا سياسية ويتعين من الان فصاعدا على الجميع وعلى كل منا ان يتحلى بحس المسؤولية وان يختار درب السلام.

هذه هي الرسالة الاولى التي اتيت لأحملها اليوم الى بيروت".

سئل: لماذا تعترض الولايات المتحدة الاميركية على الخطة الفرنسية المقترحة في مجلس الامن وما هي النقاط التي تعترض عليها؟ اجاب: "كالعادة، نحن اقترحنا حلا يقوم على الوقف الفوري للاعمال العسكرية وعبرنا عن رغبتنا في عدم المشاركة في قوة متعددة الجنسية طالما لم يتم التوصل الى اتفاق سياسي بين مختلف الاطراف. وارى ان مواقف شركائنا تتطور في غالبية الاحيان نحو مواقفنا.

وارى بسرور ان جرى امس في نيويورك الحديث عن وقف العنف. وارى ان الاتفاق السياسي السابق لقوة متعددة الجنسية فكرة بدأت تشق طريقها وفرنسا مستعدة للحوار مع شركائها ومع الاميركيين بما اننا نتحدث بلغة صدق وحقيقة مع الاميركيين، كما هو الحال مع كل الشركاء الذي يجمعهم الاحترام المتبادل".

سئل: هل يمكن ان يسمع الاسرائيليون الرسالة التي نقلتموها اليوم؟ اجاب: "هذه الرسالة هي رسالة سلام ورسالة سياسية ونرى جيدا اليوم ومنذ الثاني عشر من يوليو تموز ان الحل العسكري وحده لا يسمح لاسرائيل بالتوصل الى غاياتنا ونرى ذلك بوضوح اليوم. وهذا ما نقوله منذ البداية ويتأكد اليوم.

وما حصل في قانا منذ ساعات يبين لنا اهمية وقف فوري للاعمال العسكرية ويؤكد ان وقفا فوريا للاعمال العسكرية هو شرط للجميع لكي يتمكنوا من التفاوض والتوصل الى حل واتفاق على وقف دائم للنار. ويأتي بعد ذلك الكلام على الشروط التي تسمح بنشر قوة متعددة الجنسية وتنفيذ القرار 1680 والسماح بالتال للجيش اللبناني بالانتشار على كل الاراضي اللبنانية.

اذن، لدينا انطباع ان الحكومة اللبنانية ليست لديها سيطرة على حل هذه الازمة ويجب بذل كل الجهود لكي نضع الحكومة اللبنانية في قلب المفاوضات السياسية. هذا الاتفاق السياسي لا يمكن التوصل اليه الا بموافقة الحكومتين الاسرائيلية واللبنانية، واساسا الحكومة اللبنانة لان كل ما من شأنه اضعاف الحكومة اللبنانية هو ضد السلام.

لذا فاننا في الاسرة الدولية وبالاخص فرنسا صديقة لبنان منذ قرون، علينا ان نضمن سيادة لبنان وحريته واستقراره.

هذه هي رسالة رئيس الجمهورية الفرنسية وكما فعلت فرنسا دائما ذلك في كل انحاء العالم وفي هذه المنطقة خصوصا، مثلا في العراق لا يمكننا المشاركة في قوة دولية من دون اتفاق سياسي".

سئل: تحدثتم عن قوة استقرار دولية وانه يجب موافقة الطرفين الاسرائيلي واللبناني، هل يعني ذلك موافقة الحكومتين او الحكومة الاسرائيلية و"حزب الله"؟ اجاب: "نعني كل الاطراف الحكومة اللبنانية و"حزب الله"، من جهة، والحكومة الاسرائيلية، من جهة اخرى.

اذن، اسرائيل ولبنان والمجتمع الدولي، كما قال الرئيس شيراك". وعن تعليقه على زيارة وزير خارجية ايران للبنان، قال: "لا يمكننا ان نقبل بزعزعة استقرار لبنان وهذه الزعزعة يمكن ان تؤدي الى زعزعة استقرار المنطقة. هناك بلد مثل ايران في المنطقة وهي بلد كبير وشعبها كبير وحضارتها عظيمة وبل يستحق الاحترام ويؤدي دورا في استقرار المنطقة. ومن الطبيعي ان يتمكن المسؤولون السياسيون الذي يريدون التوصل الى حل سياسي من التقاء جميع الاطراف المعنيين.

لقد عبرت عن هذا الموضوع. لدينا الملف النووي الايراني وهو محور حديث ومشاورات بيننا وبين ايران ومددنا اليد لايران واقترحنا تطوير الطاقة النووية لاغراض سلمية ومدنية غير عسكرية. وهذه ايضا اقتراحات سياسية واقتصادية. وقلنا اذا لم تمسك ايران بهذه اليد الممدودة فسنتوجه الى مجلس الامن. هذا في شأن الملف النووي الايراني، لكننا اكثر من اي وقت مضى نعتبر ان الايرانيين يمثلون عاملا مهما في هذه المنطقة يستحق الاحترام". سئل: هل تعتقد ن انه يمكن التوصل الى وقف النار هذا الاسبوع والا فاننا سنغرق في وضع جامد؟ اجاب: "هذا هو الخطر، اذا لم يكن هناك من وقف فوري للنار ولم تتوافر الظروف لايجاد حل سياسي فهناك خطر في ان تغرق الحالة هذه وتبقى كما هي ليست فقط بين لبنان واسرائيل بل الخطر الكبير في غرق المنطقة بأكملها". سئل: هل انت متفائل او متشائم؟ اجاب: "انا واقعي". وختم الوزير صلوخ شاكرا المساعي والجهود التي تبذلها الدولة الفرنسية، وقال: "علينا ايضا ان نشكر جهود الوفد الفرنسي في مجلس الامن الذي ساهم في الوصول الى نصر وإن كان غير كامل غير انه تضمن بعض العناصر الايجابية".

عند الرئيس بري ثم زار دوست- بلازي الرئيس بري، وقال بعد اللقاء: "سأستأنف الآن لقاءاتي مع المسؤولين اللبنانيين ورجال السياسة اللبنانيين. لقد عقدت هذا الصباح لقاء مع وزير الخارجية اللبناني، والآن التقيت دولة رئيس مجلس النواب. انا ذاهب الآن لاستقبال طائرة "سي 130" محملة بالمساعدات الانسانية الاتية من فرنسا الى لبنان. وبعد ذلك سأذهب الى لقاء دولة رئيس مجلس الوزراء.

حتى الآن لقد جرت هذه الاجتماعات في جو ودي وهادىء وبناء. ان فرنسا في تصرف كل شركائها لكي تقوم باتصالات هنا وهناك. نحن نريد ان نمسك بكل خيوط الديبلوماسية ونؤمن بالديبلوماسية ونقول منذ البداية ان الحل العسكري مستحيل ولا نؤمن به. اذن، الوقت هو وقت الديبلوماسية ووقف العنف.

وهذا شرط اساسي للتوصل الى اتفاق سياسي ووقف نار دائم ومستديم، ثم البحث في نشر قوة متعددة الجنسية. وكل هذه النقاط واردة في مشروع القرار الذي تعده فرنسا امام مجلس الامن. هناك ايضا اشارة الى اتفاق الطائف والى نزع سلاح الميليشيات والى امن اسرائيل واطلاق الجنديين الاسرائيليين، وكذلك حل مشكلة السجناء اللبنانيين في اسرائيل وايضا نشر الجيش اللبناني في الجنوب وحل مشكلة مزارع شبعا. وهذه المسألة الاخيرة يمكن ان تكون على مرحلتين: اولا ربما تحت اشراف الامم المتحدة قبل ان تعود الى السيادة اللبنانية. وتحدثنا في كل ذلك في مناخ ممتاز، كما نفعل مع كل الاشخاص الذين نكن لهم احتراما كبيرا. ان فرنسا، منذ البداية، كانت تنادي بوقف فوري للعمليات العسكرية ثم التوصل الى اتفاق سياسي".

وعلم ان الرئيس نبيه بري اكد للوزير الفرنسي التزامه البيان الذي ادلى به الرئيس السنيورة امس في مؤتمره الصحافي المشترك، مشددا على "وقف النار الفوري غير المشروط قبل البحث في أي شيء". عند الرئيس السنيورة وبعد الظهر، زار دوست-بلازي الرئيس السنيورة في السرايا الحكومية، في حضور السفير ايمييه، وتناول الغداء الى مائدة الرئيس السنيورة. وبعد اللقاء، عقد دوست- بلازي مؤتمرا صحافيا (وقائعه لاحقا). الوصول وكان دوست-بلازي وصل الى بيروت في الحادية عشرة قبل الظهر.

 

المجلس الشيعي: صمود الشعب والمقاومة هو الخيارالوحيد المتاح لدحر العدوان نحمل الادارة الاميركية المسؤولية عن العدوان وتداعياته الانسانية والسياسية

وطنية-31/7/2006(سياسة) عقد المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى جلسة استثنائية بهيئتيه الشرعية والتنفيذية برئاسة نائب رئيسه الشيخ عبد الامير قبلان الذي افتتح الجلسة بالتأكيد على ابقاء جلسات المجلس مفتوحة لمواكبة التطورات, والقى كلمة حيا فيها الشعب اللبناني ومقاومته وجيشه على التلاحم الذي تجسد في مواجهة العدوان الاسرائيلي موجها الشكر للبنانيين الذين احتضنوا اخوانهم النازحين في ظاهرة تعبر عن اخوة وطنية صادقة . وطالب الشيخ قبلان الهيئة العليا للاغاثة بايصال المساعدات الى مستحقيها باسرع وقت ممكن، وحذر من استمرار العدوان معتبرا ان هذا العدوان مآله الفشل طالما ان لبنان موحد شعبا وجيشا ومقاومة، فهذا التعاون والتضامن تجسد في ابهى صوره في مواجهة العدوان حيث تحول لبنان بشعبه الى مقاومة ترفض الانصياع لارادة العدو الذي سيندحر بفعل ضربات المقاومة وصمود الاهالي. وراى ان اسرائيل هي مصدر الشر والخطر في لبنان والمنطقة, وهي لا تريد ضرب المقاومة فحسب انما ضرب لكل لبنان باستهدافها بالقصف كل المناطق اللبنانية، فالمقاومة تدافع عن كل لبنان وعلينا ان ندعمها ونوفر مقومات الصمود للاهالي الصابرين على العدوان في قراهم ومناطقهم. وطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية بالمجازر الاسرائيلية في لبنان ، ووقف اطلاق النار فورا وعودة النازحين الى بيوتهم ومدنهم وقراهم ، واقامة ورشة عمل لاعادة اعمار ما هدمته الة الحرب الاسرائيلية. ثم قرأ المجتمعون الفاتحة عن ارواح شهداء الوطن من المدنيين والمقاومين وشهداء الجيش اللبناني الذين استشهدوا في العدوان الاسرائيلي الغاشم. وتداول المجتمعون في تطورات العدوان وما ارتكبه من مجازر بحق الشعب اللبناني وافظعها مجزرة الاطفال في قانا وتوقفوا عند التصدي البطولي لمجاهدي المقاومة لقوات الغزو الصهيوني في معارك بنت جبيل ومارون الراس والطيبة والعديسة واشادوا بحال التضامن الوطني الرائع وما انتجه من وحدة على المستويين الشعبي والسياسي لمواجهة العدوان حيث اكد الشعب اللبناني بمقاومته وجيشه وحكومته تلاحمه في الازمات ومواجهة المحن .

واستعرض المجلس اوضاع النازحين والصامدين الصابرين وجهود الاغاثة التي تبذل لاستيعاب اثار العدوان على المستوى الانساني ، ونوه بكل دعوات التضامن مع لبنان والداعية لوقف اطلاق النار ولاسيما المرجعيات الدينية وخصوصا المرجع الديني اية الله السيد علي السيستاني وحاضرة الفاتيكان. البيان الختامي وفي نهاية الاجتماع تلا عضو الهيئة الشرعية القاضي الشيخ علي الخطيب البيان الختامي ، وفيه:

اولا - ان العدوان الصهيوني على لبنان يأتي في سياق مخطط اميركي اسرائيلي جرى اعداده والتحضير له لتغيير صورة لبنان وتعديل هويته اللبنانية العربية بما يتلاءم مع الشرق الاوسط الاميركي الجديد ، وان قرار الحرب واستمرار العدوان هو في يد الادارة الاميركية التي تسعى لتحقيق انجاز سياسي في لبنان بدم الاطفال والنساء والشيوخ وعلى حساب استقلال لبنان وسيادته وحريته ، لذلك فان المجلس يحمل الادارة الاميركية المسؤولية الكاملة عن العدوان وتداعياته الانسانية والسياسية والامنية.

ثانيا - إن مواجهة هذا العدوان مسؤولية وطنية لبنانية وعربية واسلامية وهذا ما يجسده الشعب اللبناني بوحدته وتلاحمه وما يؤكد عليه من خلال الوقفة التضامنية التي اسقطت احد اهداف هذا العدوان باثارة الفتن والانقسامات بين صفوف اللبنانيين، وفي هذا الاطار يتوجه المجلس الى الشعب اللبناني بكل فئاته بالتحية والتقدير على هذه الوحدة والتلاحم والتعاون, ويدعو الى مزيد من التماسك كما يشيد بالخطوات التي اتخذتها القوى السياسية وهيئات المجتمع المدني والمؤسسات الانسانية في مختلف المناطق لمساعدة النازحين والتخفيف من الامهم ومعاناتهم .

ثالثا - يؤكد المجلس ان صمود الشعب والمقاومة هو الخيار الوحيد المتاح لدحر العدوان ويشدد على ان قوة لبنان في قوة مقاومته وجيشه وصمود شعبه ، ويقف باجلال واحترام وتقدير للابطال المجاهدين الذين ثبتوا في ميدان المواجهة وتصدوا للغزاه وخاضوا معركة شرف لبنان وعزته, واكدوا مرة اخرى ان هذه المقاومة بمجاهديها وسلاحها وقيادتها درع لبنان الحصين في مواجهة اطماع العدو في ارضنا ومياهنا ، ونحن الآن في هذه الازمة اكثر من اي وقت مضى اشد تمسكا بها وبخيارها الاستراتيجي لحماية لبنان والدفاع عن شعبه .

رابعا - ان المجازر الصهيونية المتنقلة واخرها ما ارتكبه العدو في قانا الجريحة تعيد صورة المجازر المتكررة بحق الجنوب واهله وكما صمد الجنوب والمقاومة وانتصر بدماء شهداء قانا عام 1996 فانه اليوم مع الوطن كله سيجعل من دم اطفال قانا معبرا للنصر على العدو ، ويتوجه المجلس الى اهله الصامدين اهل الفداء والثبات ممن تشبثوا بارضهم في الجنوب او ممن اضطرهم العدو للنزوح بالدعوة الى مزيد من الصمود والصبر على المحن لأن موعد النصر آت لامحال .

خامسا - يعلن المجلس دعمه الكامل للموقف الوطني الجامع الذي عبر عنه دولة الرئيس نبيه بري ودولة الرئيس فؤاد السنيورة، واكده فخامة الرئيس العماد اميل لحود بان وقف العدوان وانسحاب العدو الى خلف الخط الازرق هو البند الوحيد المطروح ولاامكانية لاي تفاوض او نقاش في بنود اخرى قبل وقف العدوان والمجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال ويرفض منطق الاملاءات والشروط التي تتنافى مع الاستقلال والسيادة الوطنية

سادسا - يدعو المجلس ابناء امتنا العربية والاسلامية الى وقفه تاريخية ولو لمرة واحدة لمواجهة ما تقترفه الة القتل الاسرائيلية بحق الشعبين اللبناني والفلسطيني ، ويسجل استنكاره الشديد لهذا الصمت العربي والاسلامي الذي يشجع العدو على التمادي في اجرامه فاذا لم تنهض الامة امام ما تراه بام العين من قتل الاطفال في الجنوب وغزة ومن استباحة للارض وتدمير لكل اشكال الحياة فمتى يكون نهوضها .

سابعا - يعتبر المجلس ان القاسم المشترك بين المجازر الصهيونية في لبنان وفلسطين هو سقوط العدالة الدولية وانسانية الامم المتحدة باعتبار أن مجلس الامن الدولي الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة يقف عاجزا عن ادانة اسرائيل واتخاذ اي قرار لوقف اطلاق النار ووضع حد لمجازر الابادة الجماعية . ثامنا : يبقى المجلس اجتماعاته مفتوحة لمواكبة التطورات.

 

الوزير العريضي : أستبعد التوصل الى وقف النار كما نريد نحن ووزيرة الخارجية الأميركية تريد حلا يراعي المطالب الاسرائيلية لن نسمح لاسرائيل ولا لغيرها بالدخول على خط الخلافات اللبنانية ونتمنى على كل الاطراف الوقوف وراء الحكومة والتزام قراراتها إسرائيل تريد الاستمرار في الحرب وتتمتع بغطاء اميركي مفتوح

وطنية - 31/7/2006 (سياسة) استبعد وزير الاعلام غازي العريضي "التوصل الى وقف إطلاق نار فوري كما نطالب نحن". وقال: "يبدو واضحا من كلام السيدة (وزير الخارجية الاميركية كوندوليزا) رايس ومن تصريحات المسؤولين الاسرائيليين انهم يريدون التوصل الى حل شامل يأخذ في الاعتبار المطالب الاسرائيلية، وبعد ذلك يمكن ان يكون هناك وقف للنار من ضمن هذا الحل، لكن ما يطرحونه لا يشكل حلا للازمة حتى الآن". تحدث الوزير العريضي عن التطورات الى محطة "الجزيرة".

وسئل: هل يتوافق موقف رئيس الجمهورية مع مواقف الاطراف السياسيين الآخرين والحكومة في لبنان؟ أجاب: "موقف الحكومة اللبنانية أعلن منذ ايام وفيه اشارات الى خطاب رئيس الحكومة اللبنانية في روما الى وجود قوات دولية في الجنوب اللبناني مع تعزيز مهماتها وعديدها وعتادها ودورها في هذه المنطقة دون الدخول في التفاصيل، هذا الموقف الذي أقر بالاجماع في الحكومة اللبنانية. لذلك موقف رئيس الجمهورية الذي أعلنه الآن كما هو موقف شخصي ولا يعبر عن موقف الحكومة اللبنانية او عن موقف الاجماع الذي اتخذ في الحكومة، وكان رئيس الجمهورية حاضرا، لذلك هو اجتهاد وموقف شخصي منه.

بطبيعة الحال نحن الآن لا نثير سجالات وخلافات في الداخل ولن نسمح لاسرائيل ولا لغيرها بالدخول على خلافات لبنانية، لذلك اتمنى ايضا على كل الاطراف في لبنان وخصوصا الذين قالوا انهم يقفون وراء رئيس الحكومة او الذين هم في الحكومة او حضروا جلسات الحكومة ووافقوا على القرارات التي اتخذت، ان نستمر جميعا كلبنانيين في هذا الاتجاه، ولم يحن الوقت بعد للدخول في التفاصيل، لذلك لا حاجة الى مثل هذه المواقف والتصريحات حتى ولو كانت تعبر عن آراء شخصية، كي لا نفسح المجال لأحد بالدخول على خط الخلاف اللبناني-اللبناني. نحن اتفقنا على امور معينة، وهي خطة من سبع نقاط طرحها دولة الرئيس السنيورة وأعلنا الموافقة عليها، وتركنا التفاصيل الى حين تتضح الظروف ونرى ما سيجري على الارض وما سيقرر وما هي المشاريع التي ستطرح، ونأتي لمناقشتها في مجلس الوزراء. لذلك الوضع الآن يتطلب عدم حرق المراحل والاوراق وعدم الدخول في سجالات وعدم تقديم أي ورقة الى أي طرف على الاطلاق. ثمة أطراف لا يريدون وجود قوات دولية لحسابات خاصة، ولبنان ليس ملزما إلا البحث عن مصلحته الوطنية اللبنانية الجامعة، وهذا ما اتفقنا عليه في مجلس الوزراء".

سئل: الآن وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست - بلازي في لبنان، ووزير الخارجية الايراني منو شهر متكي ايضا، ماذا تحمل كل هذه التحركات بالنسبة الى اللبنانيين؟ أجاب: "نحن نرحب بكل الزيارات وبكل التحركات التي تأتي على أمل دعم الموقف اللبناني الجامع الذي أعلنه في مجلس الوزراء، وخصوصا بعد المجزرة التي وقعت بالامس وكان موقف لبناني جامع ايضا في الدعوة الى وقف فوري لاطلاق النار، ونحن نستمع الى الجميع ولكن هذا هو الموقف اللبناني. أملنا ان يدرك الجميع ان لبنان دفع ثمنا كبيرا ولا يزال يدفع أثمانا باهظة، آن الأوان لكي يخرج لبنان من دائرة هذا الصراع لحساب هذه الدولة او تلك، وأن نغلب جميعا المصلحة الوطنية اللبنانية، آخذين في الاعتبار علاقات لبنان مع كل الدول الصديقة والشقيقة، لكن في الاساس نغلب المصلحة الوطنية اللبنانية، هذا ما عبرنا عنه في كلمة رئيس الحكومة وأجمعنا عليها في مجلس الوزراء".

سئل: ربما من المفاجىء أن يقول دوست - بلازي إن إيران تؤدي دورا يعزز الاستقرار في المنطقة. هل هو يغمز بذلك الى ان طهران ربما تملك مفتاحا لدى طرف ما في الداخل اللبناني في هذه الازمة؟ أجاب: "أي شأن وأي تحرك يمكن ان يساعد على دعم هذا الموقف اللبناني نحن معه. الاصدقاء الفرنسيون يقومون بحركة واسعة ويتصلون بكل الدول التي يمكن ان يكون لها دور، وهذا أمر طبيعي في مثل هذه الظروف.

المسألة بالنسبة الينا ليست هنا، وليست لدينا مشكلة في هذا الامر، ولكن قلت بكل دقة وبكل وضوح المهم ان تأتي كل هذه الاتصالات لمصلحة لبنان من جهة وعلى قاعدة ما أجمع عليه اللبنانيون من جهة ثانية، لاننا بدأنا نسمع من بعض الجهات، سواء كانت بعض التصريحات من بعض المسؤولين الايرانيين او بعض المسؤولين السوريين، كأنهم غير مرتاحين الى ما تم الاتفاق عليه في مجلس الوزراء بالاجماع، لذلك نحن نقول يجب أن تكون كل التحركات وكل الاتصالات مفتوحة على قاعدة مساعدة لبنان على تثبيت موقفه وعلى حماية الاجماع اللبناني لكي نخرج من هذه المعركة منتصرين موحدين.

ونعرف بين بعضنا البعض كلبنانيين كيف نعزز هذا الانتصار ونثمره ونحميه". سئل: أنتم الآن تقولون لا مفاوضات ولا محادثات حول اي شيء إلا بعد وقف إطلاق النار، ولا يمكن أن تنشر هذه القوات إلا بعد الاتفاق داخليا وتحديد مهمتها وغير ذلك من التفاصيل، لكن إسرائيل الآن تصر على أن لا وقف لاطلاق النار إلا بعد نشر هذه القوات، كيف تفهمون هذا الموقف الاسرائيلي؟ أجاب: "إسرائيل تريد الاستمرار في هذه الحرب، وكل تصريحات المسؤولين الاسرائيليين تؤكد ذلك، منذ يوم أمس وبعد كشف هذه المجزرة الكبيرة في قانا وحتى اليوم بعد ارتكاب مجزرة أخرى في صريفا، ونحن منذ ايام نقول ثمة عدد من الشهداء الأبرياء الاطفال والنساء والشيوخ تحت الانقاض في صريفا، ولم يسمح لقوات الاسعاف ولا لقوات الامم المتحدة ولا للدفاع المدني ولا الصليب الاحمر بدخول هذه القرية. اليوم كما تعلنون انتم وتتابعون على اراض تم اكتشاف 26 جثة للمواطنين الابرياء لا تزال تحت الانقاض منذ أيام، وبالرغم من ذلك يعلن الاسرائيليون أنهم سيستمرون في هذه الحرب حتى تحقيق أهدافهم، والسبب بسيط وواضح.

هم في الاساس لا نيات لديهم إلا هذه النيات العدوانية، ولا يمارسون الا الاجرام والارهاب والقتل الجماعي ضد المدنيين والأبرياء في الجنوب وخارجه. وإضافة الى ذلك، الموقف الاميركي لا يزال موقفا داعما لعدم الموافقة على وقف فوري لاطلاق النار، وهذا ما أعلنته وزيرة الخارجية الاميركية هناك، لذلك هم يشعرون بأنهم مستمرون في هذه المعركة بغطاء اميركي مفتوح وبدعم اميركي مفتوح".

سئل: هل تتوقعون نتائج او قرارا مفاجئا قد يكون لمصلحة وقف إطلاق النار وقد يكون ربما قريبا من المزاج اللبناني في الجلسة المقبلة لمجلس الامن الدولي؟ أجاب: "أمام هذه السياسة الاميركية وهذه الغطرسة الاسرائيلية وهذا الحقد الاسرائيلي والاصرار على الاستمرار في الحرب، ومع تسلح اميركا في ممارسة حق الفيتو بشكل دائم وبما لها من ثقل ودعم وضغط يمكن ان تمارسه على هذه الدولة او تلك، لا أتوقع شخصيا الوصول الى وقف اطلاق نار فوري كما نطالب نحن. ويبدو واضحا من كلام السيدة رايس ومن تصريحات المسؤولين الاسرائيليين انهم يريدون الوصول الى حل شامل يأخذ في الاعتبار المطالب الاسرائيلية، وبعد ذلك يمكن ان يكون هناك وقف للنار من ضمن هذا الحل، لكن ما يطرحونه لا يشكل حلا للازمة حتى الآن، ربما فيه بعض المخارج للمأزق الاسرائيلي ليس إلا، وبالتالي سيستمرون في سياسة الهروب الى الامام وممارسة هذا الارهاب لأن إسرائيل لم تتمكن من تحقيق شيء على الارض حتى الآن".

 

رابطة الروم الارثوذكس" طالبت دول العالم بموقف موحد وصريح

وطنية - 31/7/2006 (سياسة) استنكرت الرابطة اللبنانية للروم الارثوذكس، في بيان اليوم " ما يحصل على الارض اللبنانية وسألت: "اين انت ايها المجتمع الدولي؟ اين انتم يا دول مجلس الامن والامم المتحدة؟ اين الضمير الانساني في ما يحصل من خراب ودمار وقتل وتهجير؟ اين الضمير العالمي من مجزرة قانا الجديدة التي ذهب ضحيتها عشرات النساء والاطفال والابرياء! اين انتم يا اصدقاء لبنان من ملوك ورؤساء ومسؤولين مما يحصل من تقطيع لاواصر الوطن ومن الحصار البري والبحري والجوي الذي يهدف الى تجويع اللبنانيين ومنع ايصال الادوية والمؤن للمحتجزين في قراهم وبلداتهم؟ انها مؤامرة مكشوفة لتيئيسهم بكل فئاتهم ومناطقهم وطوائفهم وبالتالي تهجيرهم ليصار الى توطني الفلسطينيين مكانهم".

ودعت الرابطة "اللبنانيين الى توحيد الصف، وطالبت دول العالم بموقف موحد وصريح يجبر من بيدهم الحل والربط باقرار وقف اطلاق نار فوري ودائم دون قيد او شرط والاسراع في تقديم الادوية والعلاجات للمرضى والجرحى ومساعدة النازحين وتأمين عودتهم الى ما تبقى من قراهم ومنازلهم". واكدت الرابطة اللبنانية للروم الارثوذكس بان مستوصفها الخيري مستمر في استقبال المرضى النازحين يومي الاربعاء والخميس من كل اسبوع مع تقديم الادوية المتوفرة مجانا.

 

الكاثوليكي للاعلام: الصمت الدولي وعجز الامم المتحدة وصمة عار

وطنية - 31/7/2006 (سياسة) صدر عن المركز الكاثوليكي للاعلام البيان الآتي: "امام المجازر البشعة التي ارتكبت في حق الأبرياء اللبنانيين منذ بداية الحرب حتى مجزرة قانا التي ذهب ضحيتها 62 شهيدا 42 منهم من الأطفال. وبعد تسعة عشر يوما من عمليات العنف والتدمير المتواصلة التي تستهدف المدنيين الأبرياء، حيث سقط مئات الضحايا من قتلى وجرحى، جلهم من الأطفال والنساء والشيوخ. امام هذا الواقع المأساوي والشرس، يهم المركز الكاثوليكي للاعلام ان يعلن ما يأتي:

1- اننا نضع مشاهد الاطفال الذين قطعت اوصالهم ودفنوا أحياء تحت الركام، برسم المؤسسات الدولية التي تدعو الى احترام حقوق الانسان، ونسأل المجتمع الدولي هل هذا هو عنوان حضارة الشرق الاوسط الجديد؟.

2- ان الصمت الدولي، وعجز الامم المتحدة عن اتخاذ قرار بوقف اطلاق النار، رغم نداءات اصحاب النوايا الطيبة وعلى رأسهم قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر، لهو أمر معيب ومخز ووصمة عار على جبين الانسانية وضمير المجتمع الدولي.

3- نستصرخ الضمير العالمي لكي يضع حدا لما يجري في لبنان، وذلك من خلال العمل الفوري لوقف اطلاق النار، وبدون شروط، والتأسيس لحل جذري يحفظ للبنانيين حقوقهم وكرامتهم ويجنبهم تكرار مثل هذه المآسي والحروب. 4- وفيما نتقدم بالتعازي الحارة الى اهالي الشهداء الذين سقطوا نسأل الله ان يبلسم جراح المرضى ويوقف نزف الدم على صليب الوطن الحبيب لبنان".

 

الرابطة المارونية:نستصرخ الضمير العالمي اتخاذ قرار فوري بوقف النار ونؤكد اهمية اجماع اللبنانيين على اعتبار حكومتهم مسؤولة عن التفاوض

وطنية -31/7/2006 (سياسة) اكد المجلس التنفيذي للرابطة المارونية في بيان اليوم على الأهمية القصوى التي يرتديها اجماع اللبنانيين على اعتبار حكومتهم هي وحدها المسؤولة عن التفاوض باسم لبنان، وقال:

1- حرب اسرائيل الهمجية على لبنان تدخل اسبوعها الثالث بسفك دمار قانا، بالفتك ثانية بأطفالها العزل حتى من أمهاتهن المقتولات بالقنابل الذكية في وأد براعم الحياة الاولى. فالتحية اليك أيتها الدماء الزكية الشهيدة التي لن تقوى هذه البربرية، ولا على محوك يا قانا الجليل من جغرافية لبنان وكينونته ارضا مقدسة، مذ حنا على ارضها وكرومها وعرق أهليها المباركة سواعدهم السيد المسيح. والعزاء الحار الى شعبنا اللبناني باستشهاد هذه الافئدة من بنيه الذين افتدوا بأرواحهم المختلجة لبنان الحبيب، وهذا كله رغم تركه شبه وحيد في عراء المذبحة والدم أمام ترسانة اسرائيل التي لا تنفك تعاقب وطننا لكونه النموذج المجتمعي التعديي المتنوع النقيض لأحاديثها الدينية العنصرية العرقية.

2- في المذبحة الاولى، قبل عشرة اعوام، افتدت قانا بأبنائها عذابات اللبنانين وسنين طويلة عجاف من التدمير الاسرائيلي المنهجي لحياتهم واعمارهم واقتصادعم وأمنهم المغتال، عندما افضت بتضحياتها العزيزة الغالية الى وقف النار والتدمير والنزف، واللبنانيون الذين وحدهم اطفال قانا اليوم بأشد من اي وقت مضى، كلهم أمل وثقة بأن قانا الحبيبة انما تفتدي اليوم ايضا شعبها اللبناني لتنعم عليه مجددا بوقف فوري للنار ونهائي للتدمير والنزف، وباستئناف الحياة وعودتها الى كل ربوعه، وأولها الجنوب الذي، ان لم يستعد عافيته يظل لبنان معتلا بل قيد الاحتضار، على حد تأكيد اللبناني المسيحي الكبير ميشال شيحا منذ 62 عاما، في 1 حزيران 1944.

عبارات الادانة والشجب والاستنكار ليست كافية، بل نحن نستصرخ الضمير في هذا العالم ليتخذ القرار بالوقف الفوري للنار، واقفال بوابات هذا الجحيم الذي يتهدد وطننا بالزوال وشعبنا بالافناء؟ الفاجعة الكبرى في ان نرى المجتمع الدولي يقف عاجزا عن ايقاف حمام الدم اللبناني بمجرد التلكؤ في ثني اسرائيل عن متابعة حرب الابادة التي تشنها. وبمجرد ان تظل اسرائيل طليقة اليدين والتصرف بذبح اللبنانيين.

وبمجرد السكوت عن همجيتها وغطرستها بدعوى "حقها في الدفاع عن النفس"، فيما هي لا تمارس الا اغتصاب حقوق الآخرين بل قتلهم وابادتهم". وسألت: كيف يحق للمجتمع الدولي ان يسكت على اسرائيل فيما هي تدمر آمن الآخرين، وتضرب عوامل قيام الدولة اللبنانية القادرة على بسط حضورها وسيادتها على كامل اراضيها، وضرب جيشها وتقويض أسسها ومؤسساتها وبناها كافة؟".

3- واذ تنوه الرابطة المارونية بالمواقف التي اتخذتها بعض من الدول العربية الشقيقة في الوقوف الى جانب شعب لبنان في محنته الراهنة، ولا سيما المبادرات المنزهة التي طالما دأبت المملكة العربية السعودية والكويت على اتخاذها في الظروف الصعبة التي عانى منها لبنان من قبل. تؤكد الرابطة على وجوب ان يتخذ الأشقاء العرب جميعهم مواقف ملموسة تدعم لبنان فعلا لا لفظا. فالدول العربية تملك القدرات الحقيقية الكفيلة بالضغط على فرض التراجع على اسرائيل. والدول العربية قادرة- في ما لو شاءت حقا- على حمل مراكز القرار بالعالم على لجم اسرائيل وكبح آلتها العسكرية التدميرية ومطامعها العدوانية التي لا تتوقف عند حدود وطننا، بل تطول الجميع.

4- تبدي الرابطة المارونية بموقف التضامن بشتى أشكاله وتعبيراته الملموسة التي يتخذها اللبنانيون في جميع مناطق لبنان تجاه بعضهم البعض، ولا سيما حيال النازحين.

وهي ترى في هذا الاحتضان ركنا أساسيا من أركان وحدتهم التي تدعو الرابطة الى المحافظة عليها وترسيخها في مواجهة هذه الحرب الشرسة، وفي تحمل تداعياتها ونتائجها بجوانبها كافة. وهذه هي أولوية مطلقة. غير اننا مدعوون في الوقت نفسه، بكل عائلاتنا الروحية وكل مكوناتنا السياسية، الى التوصل معا لاتخاذ القرار المسؤول الواحد، وبالسرعة اللازمة التي تستدعيها المخاطر الماثلة المصيرية الطابع، بشد أزر الحكومة ورئيسها على اساس النقاط السبع التي وافق عليها مجلس الوزراء بصفتها الاطار السليم الصالح للخروج بلبنان من دوامة التأزم وتحصينه وتمتين منعته في مواجهة العدوانية الاسرائيلية".

واضافت: "ان الرابطة المارونية تؤكد الأهمية القصوى التي يرتديها اجماع اللبنانيين على اعتبار حكومتهم هي وحدها المسؤولة عن التفاوض باسم لبنان، وهو الامر الذي يقتضي من الجميع تمليكها كل العناصر والمعطيات التي تمكنها من متابعة المفاوضات مع المجتمع الدولي بعد الوقف الفوري غير المشروط لاطلاق النار من اجل عودة النازحين السريعة جدا واستعادة الأسرى ومزارع شبعا، وللتوصل الى حل شامل ينزع فتيل الحروب، ويضع حدا نهائيا لمحاولات الامعان في تحويل الوطن الى مجرد ساحة للصراعات المدمرة، ويمكن الدولة من بسط سلطتها على كامل اراضيها، ومن تطبيق اتفاق الطائف بكل مندرجاته دونما اجتزاء او استنساب، ومن نهوضها الى اعادة اعمار لبنان".

وختمت الرابطة المارونية: "اذا كانت هذه الحرب الشريرة على لبنان تستهدف وطننا بكينونته وببنيته المجتمعية، فاللبنانيون يدركون جميعهم ان الوقت الآن ليس لليأس، ولا للشغب الانفعالي او المدروس المتعمد، ولا للاستسلام امام الدسائس، ولا للتطرف والانغلاق والتفرد والنزعات الفئوية والتسلطية والاستعلائية من أي جهة كانت، انه وقت التضامن والوحدة والصمود".

 

أكد أن الحرب ستتوقف فور نشر القوة الدولية  في جنوب لبنان وعلى الحدود السورية

 أولمرت: سنطارد "حزب الله" في كل مكان وزمان

 بيروت- »السياسة«:عواصم-الوكالات:أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت استعداده لوقف إطلاق النار في لبنان بعد نشر قوة متعددة الجنسيات على الحدود اللبنانية, ما يدعم الجهود الديبلوماسية المبذولة لإنهاء الأزمة خصوصاً بعد إعلان الرئيس الأميركي جورج بوش أنه سيعمل لتمرير قرار دولي يسمح بإنهاء العنف ووضع أرضية لتحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط, وتأكيدات وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس من القدس المحتلة أنه بالإمكان وقف النار خلال أسبوع, وهو الأمر الذي شدد عليه نظيرها الفرنسي فيليب دوست بلازي خلال زيارته بيروت... وقال أولمرت بعد محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير مساء أمس إن »إسرائيل ترغب في نشر قوة متعددة الجنسيات فاعلة في لبنان على طول الخط الأزرق وعلى الحدود بين سورية ولبنان«.وأضاف: »وقف إطلاق النار يمكن أن يعلن فور نشر هذه القوة«.وترغب واشنطن ولندن بنشر قوة متعددة الجنسيات بين لبنان وإسرائيل. ومدد مجلس الأمن الدولي أمس لمدة شهر مهمة القوة الدولية في لبنان »يونيفيل« ليتسنى له مناقشة تشكيل قوة جديدة تتمتع بقدرات أكبر. ويمثل موقف أولمرت الجديد تراجعاً كبيراً عن سلسلة تهديدات كان أطلقها قبل ساعة واحدة حيث أكد عزم حكومته مواصلة الحرب على لبنان ومطاردة »حزب الله« في كل مكان وزمان. وقال أولمرت خلال اجتماع مع رؤساء البلديات في تل ابيب إنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار »خلال الأيام المقبلة« في لبنان, مضيفاً »سنواصل القتال«. واضاف ان الحرب ستنتهي عندما »لا تعود إسرائيل مهددة«. مؤكداً »سننهي (الحرب) عندما ينتهي التهديد الجاثم على رؤوسنا, عندما يعود جنودنا المخطوفون ونتمكن من العيش بأمان في منازلنا«. وتابع يقول إن »قواتنا تتقدم في جنوب لبنان لتدمير البنى التحتية للإرهابيين«.

واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه »ستشهد أيام أخرى مزيداً من المعارك, وستسقط صواريخ على إسرائيل التي ستعيش أياماً صعبة مليئة بالبكاء والآلام«, »لكنهم لن يهزمونا بالهجمات لأننا شعب صعب المراس«. وأضاف »سوف نستمر بمطاردة حزب الله في كل مكان وزمان ولن نسمح له بأن يستعيد قدراته القتالية«.

وشدد على أن حزب الله مني بضربة قاسية وسيلزمه الكثير من الوقت للنهوض. ولم يفت أولمرت الاستشهاد بما وصفه »الاستياء« العربي والإسلامي من »حزب الله«. ويبدو أن تهديدات رئيس الحكومة كانت للاستهلاك المحلي, فقد كانت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أعلنت صباحاً من القدس المحتلة أن هناك حاجة ملحة لوقف النار وإقرار تسوية طويلة الأمد للأزمة, مؤكدة إمكانية إنجاز ذلك خلال الأسبوع الجاري. وفي واشنطن أعلن الرئيس جورج بوش أن الولايات المتحدة ستعمل مع مجلس الأمن لتمرير قرار يسمح بإنهاء العنف ووضع أرضية لتحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط. لكن بوش طالب كلا من ايران وسورية بوقف الدعم الذي تقدمانه لما اعتبره »الجماعات الارهابية مثل حزب الله«. وشدد بوش في تصريح للصحافيين عقب خطاب له في مدينة ميامي في ولاية فلوريدا امس على ضرورة ان تتوقف ايران عن تقديم الاسلحة والمعونات المادية الى ميليشيا »حزب الله«, كما دعا سورية الى »احترام سيادة لبنان«. واعتبر ان »اسرائيل تمارس حقها في الدفاع عن نفسها«, مشيرا الى اهمية تذكر ان تلك الازمة بدأت ب¯ »الهجمات الارهابية الاستفزازية التي نفذها حزب الله على اسرائيل«. وكان وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي الذي قدمت بلاده مشروع قرار الى مجلس الامن حول الازمة, اكد ان الحرب لن تؤدي الى نتيجة ومن الضروري التوصل الى حل سياسي خلال الاسبوع الجاري. وفي موقف لافت دعا دوست بلازي الى اشراك ايران في الحوار, لكنه رفض اي دور سوري في التوصل الى اي اتفاق.

يشار الى ان وزير الخارجية الايراني الذي وصل الى بيروت اجتمع مع نظيره الفرنسي في وقت متأخر مساء امس. وكانت مصادر ديبلوماسية مواكبة للتحرك الفرنسي كشفت ان زيارة دوست بلازي للبنان تصب في اطار الضغط الدولي للتوصل الى وقف النار على خلفية مشروع سياسي يتم التفاهم على ابرز عناوينه ونقاطه الاساسية بحيث يشكل ارضية صالحة لاعلان وقف اطلاق النار وبدء المفاوضات توصلا الى ترتيب تفاهم على الارض يترجم ما هو متفق عليه على الورق. وكشفت هذه المصادر ان دوست بلازي يحاول تسويق المشروع الفرنسي المتضمن 12 بندا مع البنود السبعة التي اعلنها رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة في مؤتمر روما ووافق عليها مجلس الوزراء اللبناني بالاجماع وكذلك الامر التنسيق مع ورقة العمل الاميركية التي سميت خطة (وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا) رايس التي تتضمن 9 بنود لحل الازمة وتشكل اساسا صالحا لاعلان وقف النار.

واشارت المصادر نفسها الى ان غالبية النقاط الواردة في المشاريع الثلاثة هي محط تفاهم من حيث المبدأ, الا ان البند الاهم يتعلق بالقوة التي ستنتشر على الحدود مع الجيش اللبناني لضبط هذه الحدود والعمل على اقامة »منطقة عازلة« لا سلاح فيها سوى سلاح الشرعية اللبنانية. ففي حين ترى الولايات المتحدة وجوب ارسال قوة متعددة الجنسيات شبيهة بقوات التحالف التي دخلت العراق وغالبيتها من حلف شمال الاطلسي وبقيادة اميركية عندئذ بطبيعة الحال, ترى فرنسا وجوب ارسال قوة دولية رادعة لحفظ الاستقرار على جانبي الحدود في حين يرى لبنان وجوب توسيع دور قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب اللبناني وزيادة عددها وتجهيزها بمعدات تسمح لها بردع اي اعتداء يقوم به اي طرف لا ان تكتفي فقط بالمراقبة كما هي الحال راهنا منذ مجيء هذه القوات الى لبنان, بموجب القرار الدولي الرقم 425 الذي اصدره مجلس الامن الدولي على اثر الاجتياح الاسرائيلي للجنوب في العام .1978

 

 واصلت قصفها الجوي رغم تعليق الغارات مؤقتا حزب الله رد بضرب المستعمرات الشمالية

 إسرائيل ترفض وقف عدوانها قبل وصول القوات الدولية ومعارك "موسعة" في الجنوب

 بيروت -»السياسة«:عواصم - الوكالات: أكد مسؤولون إسرائيليون أمس ان اسرائيل تعتزم تكثيف هجماتها ضد مقاتلي حزب الله الى حين انتشار قوة دولية في جنوب لبنان بالرغم من مطالب بوقف فوري لاطلاق النار. وقال وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيريتس »يجب الا نوافق على وقف لاطلاق النار يطبق على الفور.. اذا أعلن وقف فوري لاطلاق النار فسيرفع المتطرفون رؤوسهم مجددا. وفي غضون بضعة أشهر سنعود الى نفس النقطة«. ومضى يقول»الجيش سيوسع ويعمق عملياته ضد حزب الله«.وذكر مسؤولون اسرائيليون كبار أن الحكومة تريد مواصلة هجومها الى حين وصول قوة دولية لان حزب الله سيستغل أي توقف للهجمات لصالحه. وفي حالة موافقة مجلس الأمن في وقت لاحق هذا الاسبوع على نشر قوة دولية فمن الممكن ارسال أول وحدة من قوة حفظ الاستقرار الى جنوب لبنان في غضون أيام وربما يكون الاسبوع المقبل طبقا لتقدير مسؤولين اسرائيليين وديبلوماسيين غربيين. ولكن مسؤولين اسرائيليين قالوا انه ليس من الواضح ما اذا كانت الولايات المتحدة ستمهل اسرائيل وقتا اضافيا لمهاجمة حزب الله بسبب تزايد المطالب الدولية بوقف فوري لاطلاق النار. وذكر ديبلوماسي غربي رفيع ان وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس التي انهت امس مهمة شرق اوسطية اقتصرت على زيارة اسرائيل لم تكن واضحة حول ما اذا كان الهجوم سيستمر الى حين وصول قوات حفظ السلام. قائلا»نعلم أن الهجوم سينتهي. التوقيت هو أكبر سؤال حاليا«. وقال مسؤول رفيع في الحكومة الاسرائيلية»نحتاج الى استيضاح ذلك من الاميركيين«.وبرزت فرنسا كأكبر قائد محتمل لقوات حفظ السلام وقال خبراء ان باريس لديها القدرة على النشر السريع لعدة الاف من الجنود المزودين بما يكفي من الاسلحة. وقال جان لوي دوفور وهو مستشار دفاعي فرنسي»لدى فرنسا الوسيلة الكفيلة بارسال خمسة الاف جندي على الفور. وخمسة الاف جندي مزودون بما يكفي من المعدات, المشكلة ليست بشرية, بل المشكلة سياسية, المشكلة هي طبيعة التفويض«. وتعتقد اسرائيل ان حجم القوة لابد ان يتراوح بين 10 الاف و 20 ألف جندي.ولكن في حين ان اسرائيل تعتبر ان هجومها لن ينتهي الا بوصول قوة حفظ السلام فان فرنسا تريد وقف اطلاق النار والتوصل الى اتفاق سياسي قبل ارسال اي قوة.

وقال متحدث باسم الجيش الاسرائيلي ان تعليق الهجمات 48 ساعة لا يقيد الجيش بشكل كامل مضيفا»اذا رصدنا اطلاق صاروخ ستكون هناك ضربة جوية او أذا رصدنا شاحنة محملة بالاسلحة ستكون هناك واحدة ايضا«. وقال حاييم رامون وزير العدل الاسرائيلي لاذاعة الجيش الاسرائيلي ان قرار تعليق القصف الجوي 48 ساعة لا يعني ان الحرب على وشك الانتهاء« اذا انتهت اليوم فمعنى ذلك انه نصر لحزب الله.. والإرهاب العالمي مما سيكون له وقع بعيد الاثر, ولذلك فان الحرب ليست على وشك الانتهاء, ليس اليوم وليس غدا.

وكشفت صحيفة جيروزاليم بوست الاسرائيلية ان هناك خلافات داخل المؤسسة العسكرية الاسرائيلية حول تعليق الغارات حيث انتقد ضباط كبار القرار زاعمين أنه يضرب »إنجازات« الجيش ضد حزب الله. في غضون ذلك ذكر مصدر تابع للأمم المتحدة أن الطائرات الإسرائيلية أغارت على مناطق في جنوب لبنان. وقال المصدر إن »الطائرات أغارت على مناطق في الطيبة حيث تشتبك القوات الإسرائلية في هجوم عنيف مع قوات حزب الله«.وأضاف المصدر أن الطائرات الإسرائيلية هاجمت أيضاً منطقة بالقرب من قرية مرجعيون. وفي محاولة لاستغلال الهدوء النسبي ترك عشرات آلاف الجنوبيين قراهم واتجهوا شمالاً.

وكان النازحون في منطقة صور ينقلون ما يتيسر لهم من الإغراض المنزلية على متن سيارات مدنية أو شاحنات صغيرة ويتوجهون باتجاه الساحل ومنه شمالاً. وشوهدت زحمة سيارات خانقة عند جسر القاسمية شمال صور بعد أن قامت البحرية الإسرائيلية بقصف موقع للجيش اللبناني على هذا الجسر, من جانبها أعلنت الشرطة اللبنانية أن سلاح البحرية الإسرائيلي قصف موقعاً للجيش اللبناني شمال مدينة صور ما أدى إلى استشهاد جندي وإصابة ثلاثة آخرين بجروح. وكان المصدر نفسه أعلن قبلاً إصابة أربعة جنود لبنانيين أحدهم بحالة الخطر. وأكد مستشفى جبل عامل في صور في وقت لاحق وفاة الجندي الذي كانت إصابته خطرة متأثراً بجروحه. وقالت الشرطة إن القصف البحري الإسرائيلي »استهدف موقعاً للجيش عند جسر القاسمية شمال صور«. من جهة ثانية أعلنت الشرطة اللبنانية أن دبابات إسرائيلية توغلت داخل الأراضي اللبنانية في القطاع الشرقي للجنوب الذي شهد مواجهات عنيفة بين الجنود الإسرائيليين ومقاتلي حزب الله. وقال المصدر نفسه إن »نحو عشر دبابات إسرائيلية خرقت السياج الحدودي الفاصل بين البلدين عند محور العديسة كفركلا وتوغلت نحو 500 متر داخل الأراضي اللبنانية«.

وتابع: إن »قافلة من السيارات كانت متوجهة من حاصبيا إلى بنت جبيل لنقل السكان الراغبين بالنزوح عادت أدراجها ولم تتمكن من إكمال طريقها بسبب المعارك في هذا القطاع«.

وأصدرت المقاومة الإسلامية الجناح العسكري لحزب الله بياناً أعلن فيه تدمير خمس دبابات إسرائيلية وجرافتين وسيارة جيب »همفي« مصفحة. وجاء في البيان »حاول رتل من الدبابات التقدم باتجاه بلدتي كفركلا والعديسة فتصدى له رجال حزب الله ودمروا خمس دبابات وجرافتين وسيارة عسكرية مصفحة من نوع همفي ووقع أطقم الآليات بين قتيل وجريح«.

وكانت الشرطة اللبنانية أعلنت أن اشتباكات عنيفة تجري في القطاع الشرقي من الجنوب اللبناني حول تلة العريضة التي تبعد نحو 700 متر عن الحدود بين البلدين وهي تقع بين قريتي العديسة وكفركلا جنوب غرب مرجعيون. واعترف الجيش الإسرائيلي بوقوع عدد من الإصابات بين جنوده في معارك دارت مع مقاتلي حزب الله خلال اليومين الماضيين وخصوصاً في منطقة الطيبة التي أكد الحزب اللبناني أنه صد هجوماً إسرائيلياً عليها أول من أمس. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن حزب الله أطلق صاروخين على شمال إسرائيل وهذا أول هجوم من هذا النوع منذ أن أعلنت إسرائيل وقف الهجمات الجوية على لبنان لمدة 48 ساعة. وأفاد راديو إسرائيل أن الصاروخين سقطا في بلدة كيريات شمونة بالقرب من الحدود مع لبنان ولم يتمكن متحدث باسم الجيش من تأكيد التقارير على الفور. وفي جنيف أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن »قلقها الشديد« إزاء العدد الكبير للضحايا المدنية و»عدم احترام القانون الإنساني الدولي من قبل الأطراف المتنازعة« في لبنان جراء القصف على قانا جنوب لبنان. وعبرت اللجنة في بيان أشار بوضوح إلى القصف الإسرائيلي الذي قتل أكثر من 65 مدنياً الأحد, عن أسفها »للتصعيد المستمر للقتال« في لبنان.

ودعت مجدداً المتنازعين إلى التمييز الدائم بين الأهداف العسكرية والمناطق المدنية و»اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لتفادي إصابة المدنيين«.

 

 روسيا تشجب مماطلة البعض لوقف إطلاق النار وبريطانيا ترفض إدانة مذبحة قانا

 مشروع القرار الفرنسي على طاولة مجلس الأمن ورايس تتحدث عن نهاية الحرب "خلال أيام"

 عواصم - الوكالات: شكل النزاع في لبنان والبرنامج النووي الايراني محور مناقشات جديدة في مجلس الأمن الدولي امس غداة القصف الاسرائيلي على بلدة قانا اللبنانية الذي اسفر عن مقتل 65 مدنيا على الاقل بينهم 32 طفلا. وجرت مشاورات رسمية حول مشروع قرار تقدمت به فرنسا اول من أمس ويدعو الى »وقف فوري للاعمال الحربية«. واثار قصف قانا استياء دوليا واضطر الدولة العبرية لان تعلق 48 ساعة ضرباتها الجوية في لبنان الذي يشهد منذ 12 يوليو نزاعا مسلحا بين اسرائيل وحزب الله اللبناني الشيعي. ويفترض ان يمدد مجلس الامن رسميا اليوم ولمدة شهر مهمة قوة الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان التي تضم نحو الفي جندي لاتاحة الوقت لمناقشة تشكيل قوة دولية اكثر فاعلية.

ومن المقرر ان يعقد في مقر الامم المتحدة في نيويورك اجتماع للدول التي يمكن ان تساهم في هذه القوة الدولية المقبلة. وتقدمت فرنسا الاحد بمشروع في هذا الاتجاه ينص خصوصا على ارساء الاسس اللازمة لاتفاق اطار سياسي بهدف»وقف دائم لاطلاق النار وتسوية قابلة للاستمرار«.

ويتضمن النص الاجراءات التي يجب اتخاذها لتحقيق ذلك بما فيها نشر قوة دولية شرط موافقة الحكومتين اللبنانية والاسرائيلية والتوصل الى اتفاق مبدئي بينهما حول العناصر الرئيسية لخطة تسوية شاملة. وقال ديبلوماسيون ان النص الفرنسي يمكن ان يشكل اساسا لمناقشات رسمية اولى. من جانبها قالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ان هناك حاجة ملحة لوقف اطلاق النار بين اسرائيل ولبنان واقرار تسوية طويلة الامد للازمة مؤكدة في الوقت ذاته امكانية انجاز ذلك خلال الاسبوع الجاري. واضافت رايس في مؤتمر صحافي عقدته في مدينة القدس المحتلة قبيل اختتام زيارتها الى المنطقة سأعود الى الولايات المتحدة وسأعمل على بلورة اتفاق طويل المدى لوقف اطلاق النار. وقالت رايس ان الاتفاق طويل الامد سيكون بناء على ما تم الاتفاق عليه خلال المحادثات التي اجرتها الايام الماضية مع اللبنانيين والاسرائيليين.

وتابعت »نحن ندعو مجلس الأمن التوصل الى اتفاق على اساس وقف اطلاق النار وشروط سياسية للتوصل الى اتفاق طويل المدى وقوة دولية ونحن نعمل على تحقيق وقف اطلاق النار تسانده قوة دولية تابعة لمجلس الأمن«. واكدت على ضرورة فرض لبنان لسيادته على الجنوب وذلك استنادا الى تفهم واضح من أجل اخراج حزب الله من الجنوب مع وجود قوة دولية رادعة لمن يزوده بالاسلحة. ورحبت وزيرة الخارجية بقرار اسرائيل تعليق غاراتها الجوية على لبنان لمدة 48 ساعة للتحقيق في ملابسات المجزرة التي ارتكبتها اسرائيل في قانا امس وراح ضحيتها العشرات من الشهداء. وقال كريستوفر هيل مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ان الولايات المتحدة تسعى الى نشر قوة حفظ سلام »قوية« في لبنان بعد التوتر الجديد اثر مقتل اكثر من خمسين مدنيا لبنانيا في غارة اسرائيلية امس الاحد. وقال هيل ان مجلس الامن الدولي قد يصدر قريبا قرارا يدعو الى نشر قوة دولية في لبنان بعد الغارة على بلدة قانا.

وصرح هيل للصحافيين عقب اجتماع مع الرئيس غلوريا ارويو في مانيلا »سيصدر قرار من مجلس الأمن الدولي بخصوص نشر قوة دولية في لبنان وضرورة ان تكون تلك القوة قوية لان التحديات الامنية كبيرة جدا«.

واكد هيل ان واشنطن ترغب في فرض وقف لاطلاق النار, الا انه اكد على وجود »تحديات سياسية هائلة« لايمكن معالجتها الا بتحسن الوضع الامني. وقال ان »حكومة الولايات المتحدة وغيرها ستعمل بجد على نشر قوة قوية جدا« على الارض. في المقابل رفضت روسيا بشدة المنطق والحجج التي تتذرع بها بعض الاطراف بهدف المماطلة بوقف اطلاق النار في لبنان. واعربت وزارة الخارجية الروسية في بيان عن الصدمة والالم الشديد لمأساة بلدة قانا الواقعة في جنوب لبنان والتي خلفت عشرات القتلى اغلبهم من الاطفال.

وقال البيان ان »هذه الماساة دلت مرة اخرى على ضرورة الوقف الفوري لاطلاق النار وسفك الدماء في لبنان«. واضاف ان روسيا عملت الى جانب اغلبية اعضاء المجتمع الدولي على تحقيق وقف اطلاق النار ودفع عملية التسوية في الشرق الاوسط. ودان البيان الروسي مجددا جميع الممارسات التي تلحق الضرر بالسكان المدنيين قائلا ان ما يسميه البعض »بالاخطاء« يشكل انتهاكا فظا لابسط قواعد القانون الدولي بما في ذلك الخاصة بحماية ضحايا الحرب والسكان والمدنيين في وقف الحرب.

وفي لندن تناقضت ردود فعل الحكومة البريطانية مع عناوين الاخبار والافتتاحيات في الصحف البريطانية واعربت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت عن اعتقادها بامكانية مناقشة مشروع قرار لوقف الاعمال العدائية في الشرق الاوسط في مجلس الامن الدولي. ورفضت بيكيت التعليق على وزير الخارجية البريطاني السابق جاك سترو الذي وصف العدوان الاسرائيلي »بغير الملائم« محذرة من ان استخدام مفردات معينة قد تدفع لانسحاب اسرائيل من عملية السلام. واضافت في حديث للاذاعة المحلية لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) اننا نعمل على تحقيق وقف اطلاق نار »يدوم لفترة اطول من يوم ونصف« مشيرة الى ان ما جرى امس »شيء مريع جدا« وهو ما سبق لي ان حذرت منه. واوضحت ان استمرار ما يجري الآن سيؤدي الى وقوع المزيد من المآسي ما لم نتمكن من ايقاف ذلك. ومن جهة اخرى تصدرت انباء وصور مجزرة قانا الصفحات الاولى في وسائل الاعلام البريطانية التي تناولت بالتحليل والتعليق الغارات الجوية الاسرائيلية مدينة مقتل اكثر من 60 مدنيا معظمهم من الاطفال. وتساءلت الكثير من الصحف البريطانية »الى متى ينبغي علينا الصمت على ما يجري في لبنان« حيث طالبت صحيفة (ديلي ميرور) بوقف فوري للحرب كما انتقدت الكثير من الصحف موقف رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير من الازمة ورفضه الدعوة لوقف اطلاق نار فوري.

واشارت الصحيفة (الغارديان) الى ان بلير يحاول انقاذ خطته الرامية الى موازنة القوى في لبنان في اعقاب المذبحة الا ان صحيفة (ديلي ميل) تساءلت في افتتاحيتها عما يريد بلير قوله بعد وقوع مجزرة قانا. واعربت الصحيفة عن اسفها لعدم وجود اي دليل على سياسة بريطانية مستقلة او ملامح عدم اتفاق مع الرئيس الاميركي جورج بوش والذي يرغب وبوضوح باعطاء اسرائيل المزيد من الوقت لتحطيم حزب الله. وفي برلين قال المتحدث الرسمي باسم الحكومة الالمانية اولريش فيلهيلم امس ان حكومة بلاده »ترى مؤشرات ايجابية في توقف اسرائيل عن اطلاق النار في لبنان باتجاه تحقيق هدنة بصورة مستمرة«.

 

  أكد على أهمية دور إيران ورفض إشراك سورية في أي تسوية وأيد خطة السنيورة

 دوست بلازي من بيروت: لا حل عسكرياً للأزمة ومأساة قانا تؤكد ضرورة إسكات السلاح

 بيروت-»السياسة«:أعلن وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي أمس في بيروت ان فرنسا متمسكة بان تحظى القوة الدولية المزمع ارسالها إلى الجنوب اللبناني »بموافقة كل اطراف النزاع« في لبنان قبل ارسالها.واضاف الوزير الفرنسي في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره اللبناني فوزي صلوخ في مقر وزارة الخارجية اللبنانية في بيروت بعد لقائهما ان الخطة الفرنسية تؤكد ان القوة الدولية لن ترسل إلى الجنوب اللبناني »إلا بعد موافقة كل الاطراف«.وأوضح ان مهمة هذه القوة ستكون »مساعدة كل الاطراف على تطبيق الاتفاق السياسي التي تكون قد توصلت إليه«.

كما دعا إلى وقف فوري لاطلاق وقال »ادعو كل اطراف النزاع المعنيين إلى التحلي بالشجاعة والمسؤولية ووقف القتال. ادعو إلى وقف فوري لحالة التدهور«.وقال الوزير الفرنسي في انتقاد للموقف الاميركي من دون ان يسمي الولايات المتحدة »لو تم الاصغاء لفرنسا خلال مؤتمر روما لما حصل ما حصل في قانا«.واكد ان »الأولوية هي لوقف فوري لاطلاق النار ورفع الحصار وعودة النازحين إلى قراهم« معتبرا ان هذه الرسالة هي التي يريد الرئيس الفرنسي جاك شيراك ان يبلغها إلى الجميع. واضاف ان »المأساة التي وقعت (قانا) تكشف لنا اكثر من اللزوم ضرورة اسكات السلاح«.وحرص الوزير الفرنسي على بدء كلمته بالاشارة إلى مجزرة قانا قائلا »في يوم الحداد الوطني بعد قانا اتيت اليكم كي اعبر عن شجبي لما حصل وتضامني معكم ولاقدم تعازي السلطات الفرنسية لاسر ضحايا قانا«. كما اكد الوزير الفرنسي ان هناك »توافقا واضحا بين خطة الحكومة اللبنانية والخطة الفرنسية« في اشارة الى النقاط السبع التي قدمها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في مؤتمر روما الأربعاء الماضي وإلى مشروع القرار الفرنسي الذي قدم إلى مجلس الأمن. وقال دوست بلازي »انوه بالوحدة الوطنية التي ظهرت غداة مجزرة قانا واحيي الموقف الموحد للحكومة اللبنانية برمتها الداعم لخطة السبع نقاط المقدمة من السنيورة«.

وتابع »ان الوضع العسكري هو طريق مسدود والمشكلات السياسية تفرض حلولا سياسية« مضيفا ان على »كل طرف ان يكون مسؤولا وان يختار مسار السلام وهو الامل الذي احمله اليكم«.

واعتبر وزير الخارجية الفرنسي ان ايران »لها دور مهم في الاستقرار في المنطقة« وقال الوزير الفرنسي ردا على سؤال »من البديهي القول ان علينا رفض زعزعة الاستقرار في لبنان ما قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة«. واضاف »في المنطقة هناك دولة كبيرة مثل ايران تحظى بالاحترام وتلعب دورا مهما في اقرار الاستقرار في المنطقة«.

واضاف »نعتقد اليوم اكثر من اي وقت مضى ان الايرانيين هم لاعب محترم ومهم«. وعما اذا كان سيزور سورية قال انه لا يجب اجراء محادثات مع سورية مشيرا إلى ان الرئيس جاك شيراك كان واضحا في هذا الشأن كما رفض دوست بلازي قيام الممثل الاعلى للسياسة الخارجية الاوروبية خافيير سولانا بزيارة دمشق. وتطرق الوزير الفرنسي إلى الملف النووي الايراني وقال ان فرنسا »مدت يدها إلى الايرانيين عبر تقديم مقترحات سياسية واقتصادية«. وتتزامن زيارة الوزير الفرنسي إلى لبنان مع زيارة من المقرر ان تبدأ بعد الظهر لوزير الخارجية الايراني منوشهر متكي إلى العاصمة اللبنانية هي الأولي للوزير الايراني منذ الثاني عشر من الشهر الجاري لدى بدء الهجوم الاسرائيلي من جهته قدم وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ »الشكر لفرنسا على مواقفها التي تمثلت بادانة ارتكاب اسرائيل لمجزرة قانا ودعوتها إلى وقف فوري لاطلاق النار«. وبعد لقائه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري اكد فيليب دوست بلازى اصرار بلاده على وقف فوري للعمليات العسكرية بين مقاتلي حزب الله والجيش الاسرائيلي لافساح المجال امام الحلول الديبلوماسية والسياسية.

ووصف بلازي محادثاته مع بري بانها »ودية وبناءة« مؤكدا رغبة فرنسا في ان تمسك بكل خيوط الديبلوماسية لان الحل العسكري مستحيل ولا نؤمن به«. واردف بلازى قائلا ان »الوقت الان هو للعمل الديبلوماسي ووقف العنف ومن ثم البحث في قوة متعددة الجنسيات«. واجتمع الوزير الفرنسي إلى رئيس الوزراء فؤاد السنيورة بعد ان استقبل طائرة مساعدات فرنسية وصلت إلى مطار رفيق الحريري الدولي. وهي الزيارة الثالثة للوزير الفرنسي إلى لبنان منذ بدء الهجوم الاسرائيلي على لبنان في الثاني عشر من الشهر الجاري في غضون ذلك وجه رئيس المجلس النيابي اللبناني رسالة إلى الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان حذر فيها من قيام اسرائيل بتحويل الجنوب اللبناني إلى »ارض محروقة« عبر الاعلان عن وقف القصف الجوي 48 ساعة لتسهيل خروج السكان المدنيين.

وقال بري في رسالته هذه التي وزعها مكتبه الاعلامي »ان دفع اسرائيل لجميع الجنوبيين وخصوصا ابناء القرى الامامية منهم إلى ترك منازلهم وترك الجنوب هو لتتمكن اسرائيل من تحويله إلى ارض محروقة«. واضاف رئيس مجلس النواب اللبناني ان اسرائيل تريد ايضا من قرارها هذا »امتصاص النقمة الدولية العارمة وبالتالي امتصاص مطلب وقف اطلاق النار وارتكاب مجزرة في الارض بعد ان ارتكبت مجزرة بالانسان اللبناني«.

من جانبه أعلن الرئيس اللبناني اميل لحود انه يرفض فكرة نشر قوة فصل متعددة الجنسيات في لبنان كما تريد واشنطن, وأكد تفضيله لتعزيز قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب البلاد.

وحذر لحود الذي طالب »بوقف اطلاق نار فوري« في لبنان, من ان نشر قوة دولية »تخرب لبنان كما خربت كوسوفو«. واضاف »يجب تعزيز قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل) وزيادة عديدها وتسليحها«. إلى ذلك رأى لحود ان اي نشر لقوات دولية في لبنان يجب ان يحظى »بوفاق لبناني« مضيفا ان »لا قرارات تفرض علينا« .

وفي هذا السياق طلب وزير العدل اللبناني شارل رزق امس من رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة عرض موضوع جمع الادلة على الجرائم المرتكبة من قبل العدو الاسرئيلي على مجلس الوزراء لاتخاذ قرار باجراء مسح شامل للاضرار وجمع الادلة لكل اعتداء اسرائيلي على حدة. وقال الوزير رزق في كتاب وجهه إلى السنيورة بتكليف وزارات الدفاع والداخلية والبلديات لاجراء مسح شامل للاضرار وجمع الادلة الثبوتية لكل اعتداء اسرائيلي على لبنان. واضاف ان هذه الاعتداءات التي بدأت في 12 من الشهر الماضي تشكل خرقا فادحا للقانون الدولي الانساني وللاتفاقات الدولية كما تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية. وقال انه على »الحكومة اللبنانية تمهيدا لملاحقة العدو الاسرائيلي امام المراجع الدولية كما تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية. وقال انه على »الحكومة اللبنانية تمهيدا لملاحقة العدو الاسرائيلي امام المراجع الدولية المختصة ومعاقبة مرتكبي تلك الجرائم كما والحكم عليهم وعلى دولة اسرائيل بالتعويض عن جميع الاضرار المادية والمعنوية اللاحقة بالدولة اللبنانية وبمواطنيها ان تجهز ملفا كاملا توصف وتوثق فيه جميع الاعتداءات والجرائم المنوه عنها«.

 

 تركيا منعت إيرانيين من عبور حدودها للمشاركة في الحرب

 طهران: مصير أسوأ من هتلر ينتظر زعماء إسرائيل

 بيروت - »السياسة«:طهران - أنقرة - الوكالات: أكد وزير الدفاع الإيراني مصطفى محمد نجار أمس أن »مصيراً أسوء من مصير هتلر« ينتظر المسؤولين الإسرائيليين, وذلك بحسب التلفزيون الرسمي الإيراني. وقال الوزير إن »مصيراً أسوأ من مصير هتلر وصدام ينتظر المجرمين الصهاينة وأولئك الذين يدعمونهم«. وقبله وصف قائد حرس الثورة الإيراني يحرى رحيم صفوي الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس حكومة بريطانيا طوني بلير ونظيره الإسرائيلي إيهود أولمرت بأنهم »مجرمو حرب«. وضاعف المسؤولون الإيرانيون هجماتهم الكلامية على الإسرائيليين والغربيين خصوصاً بعد القصف الإسرائيلي على قرية قانا في جنوب لبنان ما أسفر عن مقتل أكثر من خمسين مدنيا غالبيتهم من الأطفال. وقال الجنرال صفوي أيضاً »آمل أن يتمكن شعبنا يوما من الثأر لدماء الأبرياء الذين سقطوا في فلسطين والعراق ولبنان وأفغانستان«. وقبل توجهه إلى بيروت أعلن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي من دمشق أنه يزور لبنان لدعم شعب لبنان وحكومته وللتنديد »بالجريمة النكراء« في قانا بجنوب لبنان, وقال متقي خلال لقاء مع نظيره السوري وليد المعلم في مطار دمشق »زيارتي للبنان تأتي في إطار إعلان دعم شعب وحكومة إيران لشعب وحكومة لبنان«. وأضاف أن زيارته إلى بيروت هي »لإعلان الأسى والأسف على الجريمة النكراء التي قام بها الكيان الصهيوني في قانا«. وأفادت مصادر رسمية في بيروت أن متقي سيلتقي رئيس الجمهورية إميل لحود ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورئيس مجلس النواب نبيه بري. إى ذلك منعت تركيا خمسين طالباً إسلامياً كانوا يريدون التوجه إلى لبنان لمقاتلة الجيش الإسرائيلي, مع عبور حدودها, كما ذكرت وكالة أنباء فارس وقال آمي تفراشي أحد الطلاب الذين تظاهروا أمام السفارة التركية »بعد خمسة أيام من الانتظار على الحدود, سمح لنا الشرطيون الإيرانيون أخيراً بالعبور, لكن رجال الشرطة الأتراك ختموا جوازاتنا بعبارة يمنع من الدخول ومنعونا من العبور«. وندد الطلاب الذين احتجوا أمام السفارة ب¯ »نفوذ الصهونية في تركيا« والحلف القائم بين هذه الأخيرة وإسرائيل. وكان الشبان الإسلاميون تجمعوا الأربعاء في مدفن طهران الكبير قبل التوجه على متن حافلتين باتجاه الحدود التركية للانتقال إلى لبنان عبر سورية لمقاتلة إسرائيل.

 

 سورية تدعو إلى "حشد" الجهود لوقف إطلاق النار

محللون: نشر قوة دولية من دون موافقة دمشق ضرب من الجنون

دمشق-أ.ف.ب: دان وزير الخارجية السورية وليد المعلم بشدة أمس »المجزرة التي ارتكبتها« إسرائيل في قانا وأكد خلال اتصال هاتفي مع نظيره اللبناني فوزي صلوخ ضرورة »حشد الجهود لتحقيق وقف فوري غير مشروط لإطلاق النار«.وقالت وكالة الانباء السورية سانا أن »المعلم دان بشدة خلال اتصال هاتفي بنظيره اللبناني المجازر التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب اللبناني وآخرها المجزرة التي ارتكبتها في قانا«.وأكد »تضامن سورية الكامل ووقوفها إلى جانب الأشقاء في لبنان في مواجهة هذا العدوان الوحشي«.إلى ذلك رأى محللون أنه لا يمكن التوصل إلى تسوية دائمة للأزمة القائمة بين إسرائيل وحزب الله في غياب الدعم الديبلوماسي لسورية التي مازالت تتمتع بنفوذ كبير في لبنان عن طريق الحزب الشيعي. وقال الباحث الأميركي جوشوا لانديس المتخصص في الشؤون السورية أن دمشق تريد هدنة بين الأطراف المتناحرة بواسطتها لتثبيت أنها مازالت تلعب دوراً محورياً في لبنان رغم انسحاب قواتها من هذا البلد في ابريل 2005 بعد أن مارست نفوذاً سياسياً وعسكرياً فيه لسنوات طويلة.

أكد أن الحرب ستتوقف فور نشر القوة الدولية  في جنوب لبنان وعلى الحدود السورية

 أولمرت: سنطارد "حزب الله" في كل مكان وزمان

 بيروت- »السياسة«:عواصم-الوكالات:أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت استعداده لوقف إطلاق النار في لبنان بعد نشر قوة متعددة الجنسيات على الحدود اللبنانية, ما يدعم الجهود الديبلوماسية المبذولة لإنهاء الأزمة خصوصاً بعد إعلان الرئيس الأميركي جورج بوش أنه سيعمل لتمرير قرار دولي يسمح بإنهاء العنف ووضع أرضية لتحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط, وتأكيدات وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس من القدس المحتلة أنه بالإمكان وقف النار خلال أسبوع, وهو الأمر الذي شدد عليه نظيرها الفرنسي فيليب دوست بلازي خلال زيارته بيروت... وقال أولمرت بعد محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير مساء أمس إن »إسرائيل ترغب في نشر قوة متعددة الجنسيات فاعلة في لبنان على طول الخط الأزرق وعلى الحدود بين سورية ولبنان«.وأضاف: »وقف إطلاق النار يمكن أن يعلن فور نشر هذه القوة«. وترغب واشنطن ولندن بنشر قوة متعددة الجنسيات بين لبنان وإسرائيل. ومدد مجلس الأمن الدولي أمس لمدة شهر مهمة القوة الدولية في لبنان »يونيفيل« ليتسنى له مناقشة تشكيل قوة جديدة تتمتع بقدرات أكبر. ويمثل موقف أولمرت الجديد تراجعاً كبيراً عن سلسلة تهديدات كان أطلقها قبل ساعة واحدة حيث أكد عزم حكومته مواصلة الحرب على لبنان ومطاردة »حزب الله« في كل مكان وزمان. وقال أولمرت خلال اجتماع مع رؤساء البلديات في تل ابيب إنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار »خلال الأيام المقبلة« في لبنان, مضيفاً »سنواصل القتال«. واضاف ان الحرب ستنتهي عندما »لا تعود إسرائيل مهددة«. مؤكداً »سننهي (الحرب) عندما ينتهي التهديد الجاثم على رؤوسنا, عندما يعود جنودنا المخطوفون ونتمكن من العيش بأمان في منازلنا«. وتابع يقول إن »قواتنا تتقدم في جنوب لبنان لتدمير البنى التحتية للإرهابيين«.

واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه »ستشهد أيام أخرى مزيداً من المعارك, وستسقط صواريخ على إسرائيل التي ستعيش أياماً صعبة مليئة بالبكاء والآلام«, »لكنهم لن يهزمونا بالهجمات لأننا شعب صعب المراس«. وأضاف »سوف نستمر بمطاردة حزب الله في كل مكان وزمان ولن نسمح له بأن يستعيد قدراته القتالية«.

وشدد على أن حزب الله مني بضربة قاسية وسيلزمه الكثير من الوقت للنهوض. ولم يفت أولمرت الاستشهاد بما وصفه »الاستياء« العربي والإسلامي من »حزب الله«. ويبدو أن تهديدات رئيس الحكومة كانت للاستهلاك المحلي, فقد كانت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أعلنت صباحاً من القدس المحتلة أن هناك حاجة ملحة لوقف النار وإقرار تسوية طويلة الأمد للأزمة, مؤكدة إمكانية إنجاز ذلك خلال الأسبوع الجاري. وفي واشنطن أعلن الرئيس جورج بوش أن الولايات المتحدة ستعمل مع مجلس الأمن لتمرير قرار يسمح بإنهاء العنف ووضع أرضية لتحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط.لكن بوش طالب كلا من ايران وسورية بوقف الدعم الذي تقدمانه لما اعتبره »الجماعات الارهابية مثل حزب الله«. وشدد بوش في تصريح للصحافيين عقب خطاب له في مدينة ميامي في ولاية فلوريدا امس على ضرورة ان تتوقف ايران عن تقديم الاسلحة والمعونات المادية الى ميليشيا »حزب الله«, كما دعا سورية الى »احترام سيادة لبنان«.

واعتبر ان »اسرائيل تمارس حقها في الدفاع عن نفسها«, مشيرا الى اهمية تذكر ان تلك الازمة بدأت ب¯ »الهجمات الارهابية الاستفزازية التي نفذها حزب الله على اسرائيل«.

وكان وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي الذي قدمت بلاده مشروع قرار الى مجلس الامن حول الازمة, اكد ان الحرب لن تؤدي الى نتيجة ومن الضروري التوصل الى حل سياسي خلال الاسبوع الجاري. وفي موقف لافت دعا دوست بلازي الى اشراك ايران في الحوار, لكنه رفض اي دور سوري في التوصل الى اي اتفاق.

يشار الى ان وزير الخارجية الايراني الذي وصل الى بيروت اجتمع مع نظيره الفرنسي في وقت متأخر مساء امس.

وكانت مصادر ديبلوماسية مواكبة للتحرك الفرنسي كشفت ان زيارة دوست بلازي للبنان تصب في اطار الضغط الدولي للتوصل الى وقف النار على خلفية مشروع سياسي يتم التفاهم على ابرز عناوينه ونقاطه الاساسية بحيث يشكل ارضية صالحة لاعلان وقف اطلاق النار وبدء المفاوضات توصلا الى ترتيب تفاهم على الارض يترجم ما هو متفق عليه على الورق.

وكشفت هذه المصادر ان دوست بلازي يحاول تسويق المشروع الفرنسي المتضمن 12 بندا مع البنود السبعة التي اعلنها رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة في مؤتمر روما ووافق عليها مجلس الوزراء اللبناني بالاجماع وكذلك الامر التنسيق مع ورقة العمل الاميركية التي سميت خطة (وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا) رايس التي تتضمن 9 بنود لحل الازمة وتشكل اساسا صالحا لاعلان وقف النار. واشارت المصادر نفسها الى ان غالبية النقاط الواردة في المشاريع الثلاثة هي محط تفاهم من حيث المبدأ, الا ان البند الاهم يتعلق بالقوة التي ستنتشر على الحدود مع الجيش اللبناني لضبط هذه الحدود والعمل على اقامة »منطقة عازلة« لا سلاح فيها سوى سلاح الشرعية اللبنانية. ففي حين ترى الولايات المتحدة وجوب ارسال قوة متعددة الجنسيات شبيهة بقوات التحالف التي دخلت العراق وغالبيتها من حلف شمال الاطلسي وبقيادة اميركية عندئذ بطبيعة الحال, ترى فرنسا وجوب ارسال قوة دولية رادعة لحفظ الاستقرار على جانبي الحدود في حين يرى لبنان وجوب توسيع دور قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب اللبناني وزيادة عددها وتجهيزها بمعدات تسمح لها بردع اي اعتداء يقوم به اي طرف لا ان تكتفي فقط بالمراقبة كما هي الحال راهنا منذ مجيء هذه القوات الى لبنان, بموجب القرار الدولي الرقم 425 الذي اصدره مجلس الامن الدولي على اثر الاجتياح الاسرائيلي للجنوب في العام .1978

 

 واصلت قصفها الجوي رغم تعليق الغارات مؤقتا وحزب الله رد بضرب المستعمرات الشمالية

 إسرائيل ترفض وقف عدوانها قبل وصول القوات الدولية ومعارك "موسعة" في الجنوب

 بيروت -»السياسة«:عواصم - الوكالات: أكد مسؤولون إسرائيليون أمس ان اسرائيل تعتزم تكثيف هجماتها ضد مقاتلي حزب الله الى حين انتشار قوة دولية في جنوب لبنان بالرغم من مطالب بوقف فوري لاطلاق النار. وقال وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيريتس »يجب الا نوافق على وقف لاطلاق النار يطبق على الفور.. اذا أعلن وقف فوري لاطلاق النار فسيرفع المتطرفون رؤوسهم مجددا. وفي غضون بضعة أشهر سنعود الى نفس النقطة«. ومضى يقول»الجيش سيوسع ويعمق عملياته ضد حزب الله«. وذكر مسؤولون اسرائيليون كبار أن الحكومة تريد مواصلة هجومها الى حين وصول قوة دولية لان حزب الله سيستغل أي توقف للهجمات لصالحه. وفي حالة موافقة مجلس الأمن في وقت لاحق هذا الاسبوع على نشر قوة دولية فمن الممكن ارسال أول وحدة من قوة حفظ الاستقرار الى جنوب لبنان في غضون أيام وربما يكون الاسبوع المقبل طبقا لتقدير مسؤولين اسرائيليين وديبلوماسيين غربيين. ولكن مسؤولين اسرائيليين قالوا انه ليس من الواضح ما اذا كانت الولايات المتحدة ستمهل اسرائيل وقتا اضافيا لمهاجمة حزب الله بسبب تزايد المطالب الدولية بوقف فوري لاطلاق النار. وذكر ديبلوماسي غربي رفيع ان وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس التي انهت امس مهمة شرق اوسطية اقتصرت على زيارة اسرائيل لم تكن واضحة حول ما اذا كان الهجوم سيستمر الى حين وصول قوات حفظ السلام. قائلا»نعلم أن الهجوم سينتهي. التوقيت هو أكبر سؤال حاليا«. وقال مسؤول رفيع في الحكومة الاسرائيلية»نحتاج الى استيضاح ذلك من الاميركيين«. وبرزت فرنسا كأكبر قائد محتمل لقوات حفظ السلام وقال خبراء ان باريس لديها القدرة على النشر السريع لعدة الاف من الجنود المزودين بما يكفي من الاسلحة.

وقال جان لوي دوفور وهو مستشار دفاعي فرنسي»لدى فرنسا الوسيلة الكفيلة بارسال خمسة الاف جندي على الفور. وخمسة الاف جندي مزودون بما يكفي من المعدات, المشكلة ليست بشرية, بل المشكلة سياسية, المشكلة هي طبيعة التفويض«.  وتعتقد اسرائيل ان حجم القوة لابد ان يتراوح بين 10 الاف و 20 ألف جندي. ولكن في حين ان اسرائيل تعتبر ان هجومها لن ينتهي الا بوصول قوة حفظ السلام فان فرنسا تريد وقف اطلاق النار والتوصل الى اتفاق سياسي قبل ارسال اي قوة.

وقال متحدث باسم الجيش الاسرائيلي ان تعليق الهجمات 48 ساعة لا يقيد الجيش بشكل كامل مضيفا»اذا رصدنا اطلاق صاروخ ستكون هناك ضربة جوية او أذا رصدنا شاحنة محملة بالاسلحة ستكون هناك واحدة ايضا«.  وقال حاييم رامون وزير العدل الاسرائيلي لاذاعة الجيش الاسرائيلي ان قرار تعليق القصف الجوي 48 ساعة لا يعني ان الحرب على وشك الانتهاء« اذا انتهت اليوم فمعنى ذلك انه نصر لحزب الله.. والإرهاب العالمي مما سيكون له وقع بعيد الاثر, ولذلك فان الحرب ليست على وشك الانتهاء, ليس اليوم وليس غدا.

وكشفت صحيفة جيروزاليم بوست الاسرائيلية ان هناك خلافات داخل المؤسسة العسكرية الاسرائيلية حول تعليق الغارات حيث انتقد ضباط كبار القرار زاعمين أنه يضرب »إنجازات« الجيش ضد حزب الله.في غضون ذلك ذكر مصدر تابع للأمم المتحدة أن الطائرات الإسرائيلية أغارت على مناطق في جنوب لبنان. وقال المصدر إن »الطائرات أغارت على مناطق في الطيبة حيث تشتبك القوات الإسرائلية في هجوم عنيف مع قوات حزب الله«. وأضاف المصدر أن الطائرات الإسرائيلية هاجمت أيضاً منطقة بالقرب من قرية مرجعيون.

وفي محاولة لاستغلال الهدوء النسبي ترك عشرات آلاف الجنوبيين قراهم واتجهوا شمالاً. وكان النازحون في منطقة صور ينقلون ما يتيسر لهم من الإغراض المنزلية على متن سيارات مدنية أو شاحنات صغيرة ويتوجهون باتجاه الساحل ومنه شمالاً. وشوهدت زحمة سيارات خانقة عند جسر القاسمية شمال صور بعد أن قامت البحرية الإسرائيلية بقصف موقع للجيش اللبناني على هذا الجسر, من جانبها أعلنت الشرطة اللبنانية أن سلاح البحرية الإسرائيلي قصف موقعاً للجيش اللبناني شمال مدينة صور ما أدى إلى استشهاد جندي وإصابة ثلاثة آخرين بجروح.

وكان المصدر نفسه أعلن قبلاً إصابة أربعة جنود لبنانيين أحدهم بحالة الخطر. وأكد مستشفى جبل عامل في صور في وقت لاحق وفاة الجندي الذي كانت إصابته خطرة متأثراً بجروحه.

وقالت الشرطة إن القصف البحري الإسرائيلي »استهدف موقعاً للجيش عند جسر القاسمية شمال صور«.

من جهة ثانية أعلنت الشرطة اللبنانية أن دبابات إسرائيلية توغلت داخل الأراضي اللبنانية في القطاع الشرقي للجنوب الذي شهد مواجهات عنيفة بين الجنود الإسرائيليين ومقاتلي حزب الله.

وقال المصدر نفسه إن »نحو عشر دبابات إسرائيلية خرقت السياج الحدودي الفاصل بين البلدين عند محور العديسة كفركلا وتوغلت نحو 500 متر داخل الأراضي اللبنانية«.

وتابع: إن »قافلة من السيارات كانت متوجهة من حاصبيا إلى بنت جبيل لنقل السكان الراغبين بالنزوح عادت أدراجها ولم تتمكن من إكمال طريقها بسبب المعارك في هذا القطاع«.

وأصدرت المقاومة الإسلامية الجناح العسكري لحزب الله بياناً أعلن فيه تدمير خمس دبابات إسرائيلية وجرافتين وسيارة جيب »همفي« مصفحة.

وجاء في البيان »حاول رتل من الدبابات التقدم باتجاه بلدتي كفركلا والعديسة فتصدى له رجال حزب الله ودمروا خمس دبابات وجرافتين وسيارة عسكرية مصفحة من نوع همفي ووقع أطقم الآليات بين قتيل وجريح«. وكانت الشرطة اللبنانية أعلنت أن اشتباكات عنيفة تجري في القطاع الشرقي من الجنوب اللبناني حول تلة العريضة التي تبعد نحو 700 متر عن الحدود بين البلدين وهي تقع بين قريتي العديسة وكفركلا جنوب غرب مرجعيون. واعترف الجيش الإسرائيلي بوقوع عدد من الإصابات بين جنوده في معارك دارت مع مقاتلي حزب الله خلال اليومين الماضيين وخصوصاً في منطقة الطيبة التي أكد الحزب اللبناني أنه صد هجوماً إسرائيلياً عليها أول من أمس. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن حزب الله أطلق صاروخين على شمال إسرائيل وهذا أول هجوم من هذا النوع منذ أن أعلنت إسرائيل وقف الهجمات الجوية على لبنان لمدة 48 ساعة. وأفاد راديو إسرائيل أن الصاروخين سقطا في بلدة كيريات شمونة بالقرب من الحدود مع لبنان ولم يتمكن متحدث باسم الجيش من تأكيد التقارير على الفور. وفي جنيف أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن »قلقها الشديد« إزاء العدد الكبير للضحايا المدنية و»عدم احترام القانون الإنساني الدولي من قبل الأطراف المتنازعة« في لبنان جراء القصف على قانا جنوب لبنان. وعبرت اللجنة في بيان أشار بوضوح إلى القصف الإسرائيلي الذي قتل أكثر من 65 مدنياً الأحد, عن أسفها »للتصعيد المستمر للقتال« في لبنان. ودعت مجدداً المتنازعين إلى التمييز الدائم بين الأهداف العسكرية والمناطق المدنية و»اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لتفادي إصابة المدنيين«.

 

 روسيا تشجب مماطلة البعض لوقف إطلاق النار وبريطانيا ترفض إدانة مذبحة قانا

 مشروع القرار الفرنسي على طاولة مجلس الأمن ورايس تتحدث عن نهاية الحرب "خلال أيام"

 عواصم - الوكالات: شكل النزاع في لبنان والبرنامج النووي الايراني محور مناقشات جديدة في مجلس الأمن الدولي امس غداة القصف الاسرائيلي على بلدة قانا اللبنانية الذي اسفر عن مقتل 65 مدنيا على الاقل بينهم 32 طفلا.  وجرت مشاورات رسمية حول مشروع قرار تقدمت به فرنسا اول من أمس ويدعو الى »وقف فوري للاعمال الحربية«.  واثار قصف قانا استياء دوليا واضطر الدولة العبرية لان تعلق 48 ساعة ضرباتها الجوية في لبنان الذي يشهد منذ 12 يوليو نزاعا مسلحا بين اسرائيل وحزب الله اللبناني الشيعي. ويفترض ان يمدد مجلس الامن رسميا اليوم ولمدة شهر مهمة قوة الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان التي تضم نحو الفي جندي لاتاحة الوقت لمناقشة تشكيل قوة دولية اكثر فاعلية. ومن المقرر ان يعقد في مقر الامم المتحدة في نيويورك اجتماع للدول التي يمكن ان تساهم في هذه القوة الدولية المقبلة. وتقدمت فرنسا الاحد بمشروع في هذا الاتجاه ينص خصوصا على ارساء الاسس اللازمة لاتفاق اطار سياسي بهدف»وقف دائم لاطلاق النار وتسوية قابلة للاستمرار«. ويتضمن النص الاجراءات التي يجب اتخاذها لتحقيق ذلك بما فيها نشر قوة دولية شرط موافقة الحكومتين اللبنانية والاسرائيلية والتوصل الى اتفاق مبدئي بينهما حول العناصر الرئيسية لخطة تسوية شاملة. وقال ديبلوماسيون ان النص الفرنسي يمكن ان يشكل اساسا لمناقشات رسمية اولى.

من جانبها قالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ان هناك حاجة ملحة لوقف اطلاق النار بين اسرائيل ولبنان واقرار تسوية طويلة الامد للازمة مؤكدة في الوقت ذاته امكانية انجاز ذلك خلال الاسبوع الجاري. واضافت رايس في مؤتمر صحافي عقدته في مدينة القدس المحتلة قبيل اختتام زيارتها الى المنطقة سأعود الى الولايات المتحدة وسأعمل على بلورة اتفاق طويل المدى لوقف اطلاق النار. وقالت رايس ان الاتفاق طويل الامد سيكون بناء على ما تم الاتفاق عليه خلال المحادثات التي اجرتها الايام الماضية مع اللبنانيين والاسرائيليين. وتابعت »نحن ندعو مجلس الأمن التوصل الى اتفاق على اساس وقف اطلاق النار وشروط سياسية للتوصل الى اتفاق طويل المدى وقوة دولية ونحن نعمل على تحقيق وقف اطلاق النار تسانده قوة دولية تابعة لمجلس الأمن«. واكدت على ضرورة فرض لبنان لسيادته على الجنوب وذلك استنادا الى تفهم واضح من أجل اخراج حزب الله من الجنوب مع وجود قوة دولية رادعة لمن يزوده بالاسلحة.

ورحبت وزيرة الخارجية بقرار اسرائيل تعليق غاراتها الجوية على لبنان لمدة 48 ساعة للتحقيق في ملابسات المجزرة التي ارتكبتها اسرائيل في قانا امس وراح ضحيتها العشرات من الشهداء.

وقال كريستوفر هيل مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ان الولايات المتحدة تسعى الى نشر قوة حفظ سلام »قوية« في لبنان بعد التوتر الجديد اثر مقتل اكثر من خمسين مدنيا لبنانيا في غارة اسرائيلية امس الاحد.

وقال هيل ان مجلس الامن الدولي قد يصدر قريبا قرارا يدعو الى نشر قوة دولية في لبنان بعد الغارة على بلدة قانا. وصرح هيل للصحافيين عقب اجتماع مع الرئيس غلوريا ارويو في مانيلا »سيصدر قرار من مجلس الأمن الدولي بخصوص نشر قوة دولية في لبنان وضرورة ان تكون تلك القوة قوية لان التحديات الامنية كبيرة جدا«.

واكد هيل ان واشنطن ترغب في فرض وقف لاطلاق النار, الا انه اكد على وجود »تحديات سياسية هائلة« لايمكن معالجتها الا بتحسن الوضع الامني. وقال ان »حكومة الولايات المتحدة وغيرها ستعمل بجد على نشر قوة قوية جدا« على الارض. في المقابل رفضت روسيا بشدة المنطق والحجج التي تتذرع بها بعض الاطراف بهدف المماطلة بوقف اطلاق النار في لبنان. واعربت وزارة الخارجية الروسية في بيان عن الصدمة والالم الشديد لمأساة بلدة قانا الواقعة في جنوب لبنان والتي خلفت عشرات القتلى اغلبهم من الاطفال. وقال البيان ان »هذه الماساة دلت مرة اخرى على ضرورة الوقف الفوري لاطلاق النار وسفك الدماء في لبنان«. واضاف ان روسيا عملت الى جانب اغلبية اعضاء المجتمع الدولي على تحقيق وقف اطلاق النار ودفع عملية التسوية في الشرق الاوسط. ودان البيان الروسي مجددا جميع الممارسات التي تلحق الضرر بالسكان المدنيين قائلا ان ما يسميه البعض »بالاخطاء« يشكل انتهاكا فظا لابسط قواعد القانون الدولي بما في ذلك الخاصة بحماية ضحايا الحرب والسكان والمدنيين في وقف الحرب. وفي لندن تناقضت ردود فعل الحكومة البريطانية مع عناوين الاخبار والافتتاحيات في الصحف البريطانية واعربت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت عن اعتقادها بامكانية مناقشة مشروع قرار لوقف الاعمال العدائية في الشرق الاوسط في مجلس الامن الدولي.

ورفضت بيكيت التعليق على وزير الخارجية البريطاني السابق جاك سترو الذي وصف العدوان الاسرائيلي »بغير الملائم« محذرة من ان استخدام مفردات معينة قد تدفع لانسحاب اسرائيل من عملية السلام. واضافت في حديث للاذاعة المحلية لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) اننا نعمل على تحقيق وقف اطلاق نار »يدوم لفترة اطول من يوم ونصف« مشيرة الى ان ما جرى امس »شيء مريع جدا« وهو ما سبق لي ان حذرت منه. واوضحت ان استمرار ما يجري الآن سيؤدي الى وقوع المزيد من المآسي ما لم نتمكن من ايقاف ذلك. ومن جهة اخرى تصدرت انباء وصور مجزرة قانا الصفحات الاولى في وسائل الاعلام البريطانية التي تناولت بالتحليل والتعليق الغارات الجوية الاسرائيلية مدينة مقتل اكثر من 60 مدنيا معظمهم من الاطفال. وتساءلت الكثير من الصحف البريطانية »الى متى ينبغي علينا الصمت على ما يجري في لبنان« حيث طالبت صحيفة (ديلي ميرور) بوقف فوري للحرب كما انتقدت الكثير من الصحف موقف رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير من الازمة ورفضه الدعوة لوقف اطلاق نار فوري. واشارت الصحيفة (الغارديان) الى ان بلير يحاول انقاذ خطته الرامية الى موازنة القوى في لبنان في اعقاب المذبحة الا ان صحيفة (ديلي ميل) تساءلت في افتتاحيتها عما يريد بلير قوله بعد وقوع مجزرة قانا. واعربت الصحيفة عن اسفها لعدم وجود اي دليل على سياسة بريطانية مستقلة او ملامح عدم اتفاق مع الرئيس الاميركي جورج بوش والذي يرغب وبوضوح باعطاء اسرائيل المزيد من الوقت لتحطيم حزب الله.  وفي برلين قال المتحدث الرسمي باسم الحكومة الالمانية اولريش فيلهيلم امس ان حكومة بلاده »ترى مؤشرات ايجابية في توقف اسرائيل عن اطلاق النار في لبنان باتجاه تحقيق هدنة بصورة مستمرة«.

 

  أكد على أهمية دور إيران ورفض إشراك سورية في أي تسوية وأيد خطة السنيورة

 دوست بلازي من بيروت: لا حل عسكرياً للأزمة ومأساة قانا تؤكد ضرورة إسكات السلاح

 بيروت-»السياسة«:أعلن وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي أمس في بيروت ان فرنسا متمسكة بان تحظى القوة الدولية المزمع ارسالها إلى الجنوب اللبناني »بموافقة كل اطراف النزاع« في لبنان قبل ارسالها. واضاف الوزير الفرنسي في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره اللبناني فوزي صلوخ في مقر وزارة الخارجية اللبنانية في بيروت بعد لقائهما ان الخطة الفرنسية تؤكد ان القوة الدولية لن ترسل إلى الجنوب اللبناني »إلا بعد موافقة كل الاطراف«. وأوضح ان مهمة هذه القوة ستكون »مساعدة كل الاطراف على تطبيق الاتفاق السياسي التي تكون قد توصلت إليه«.

كما دعا إلى وقف فوري لاطلاق وقال »ادعو كل اطراف النزاع المعنيين إلى التحلي بالشجاعة والمسؤولية ووقف القتال. ادعو إلى وقف فوري لحالة التدهور«. وقال الوزير الفرنسي في انتقاد للموقف الاميركي من دون ان يسمي الولايات المتحدة »لو تم الاصغاء لفرنسا خلال مؤتمر روما لما حصل ما حصل في قانا«. واكد ان »الأولوية هي لوقف فوري لاطلاق النار ورفع الحصار وعودة النازحين إلى قراهم« معتبرا ان هذه الرسالة هي التي يريد الرئيس الفرنسي جاك شيراك ان يبلغها إلى الجميع. واضاف ان »المأساة التي وقعت (قانا) تكشف لنا اكثر من اللزوم ضرورة اسكات السلاح«.

وحرص الوزير الفرنسي على بدء كلمته بالاشارة إلى مجزرة قانا قائلا »في يوم الحداد الوطني بعد قانا اتيت اليكم كي اعبر عن شجبي لما حصل وتضامني معكم ولاقدم تعازي السلطات الفرنسية لاسر ضحايا قانا«. كما اكد الوزير الفرنسي ان هناك »توافقا واضحا بين خطة الحكومة اللبنانية والخطة الفرنسية« في اشارة الى النقاط السبع التي قدمها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في مؤتمر روما الأربعاء الماضي وإلى مشروع القرار الفرنسي الذي قدم إلى مجلس الأمن. وقال دوست بلازي »انوه بالوحدة الوطنية التي ظهرت غداة مجزرة قانا واحيي الموقف الموحد للحكومة اللبنانية برمتها الداعم لخطة السبع نقاط المقدمة من السنيورة«.

وتابع »ان الوضع العسكري هو طريق مسدود والمشكلات السياسية تفرض حلولا سياسية« مضيفا ان على »كل طرف ان يكون مسؤولا وان يختار مسار السلام وهو الامل الذي احمله اليكم«.

واعتبر وزير الخارجية الفرنسي ان ايران »لها دور مهم في الاستقرار في المنطقة« وقال الوزير الفرنسي ردا على سؤال »من البديهي القول ان علينا رفض زعزعة الاستقرار في لبنان ما قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة«.واضاف »في المنطقة هناك دولة كبيرة مثل ايران تحظى بالاحترام وتلعب دورا مهما في اقرار الاستقرار في المنطقة«.

واضاف »نعتقد اليوم اكثر من اي وقت مضى ان الايرانيين هم لاعب محترم ومهم«. وعما اذا كان سيزور سورية قال انه لا يجب اجراء محادثات مع سورية مشيرا إلى ان الرئيس جاك شيراك كان واضحا في هذا الشأن كما رفض دوست بلازي قيام الممثل الاعلى للسياسة الخارجية الاوروبية خافيير سولانا بزيارة دمشق. وتطرق الوزير الفرنسي إلى الملف النووي الايراني وقال ان فرنسا »مدت يدها إلى الايرانيين عبر تقديم مقترحات سياسية واقتصادية«. وتتزامن زيارة الوزير الفرنسي إلى لبنان مع زيارة من المقرر ان تبدأ بعد الظهر لوزير الخارجية الايراني منوشهر متكي إلى العاصمة اللبنانية هي الأولي للوزير الايراني منذ الثاني عشر من الشهر الجاري لدى بدء الهجوم الاسرائيلي من جهته قدم وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ »الشكر لفرنسا على مواقفها التي تمثلت بادانة ارتكاب اسرائيل لمجزرة قانا ودعوتها إلى وقف فوري لاطلاق النار«. وبعد لقائه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري اكد فيليب دوست بلازى اصرار بلاده على وقف فوري للعمليات العسكرية بين مقاتلي حزب الله والجيش الاسرائيلي لافساح المجال امام الحلول الديبلوماسية والسياسية.

ووصف بلازي محادثاته مع بري بانها »ودية وبناءة« مؤكدا رغبة فرنسا في ان تمسك بكل خيوط الديبلوماسية لان الحل العسكري مستحيل ولا نؤمن به«. واردف بلازى قائلا ان »الوقت الان هو للعمل الديبلوماسي ووقف العنف ومن ثم البحث في قوة متعددة الجنسيات«. واجتمع الوزير الفرنسي إلى رئيس الوزراء فؤاد السنيورة بعد ان استقبل طائرة مساعدات فرنسية وصلت إلى مطار رفيق الحريري الدولي. وهي الزيارة الثالثة للوزير الفرنسي إلى لبنان منذ بدء الهجوم الاسرائيلي على لبنان في الثاني عشر من الشهر الجاري في غضون ذلك وجه رئيس المجلس النيابي اللبناني رسالة إلى الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان حذر فيها من قيام اسرائيل بتحويل الجنوب اللبناني إلى »ارض محروقة« عبر الاعلان عن وقف القصف الجوي 48 ساعة لتسهيل خروج السكان المدنيين.

وقال بري في رسالته هذه التي وزعها مكتبه الاعلامي »ان دفع اسرائيل لجميع الجنوبيين وخصوصا ابناء القرى الامامية منهم إلى ترك منازلهم وترك الجنوب هو لتتمكن اسرائيل من تحويله إلى ارض محروقة«. واضاف رئيس مجلس النواب اللبناني ان اسرائيل تريد ايضا من قرارها هذا »امتصاص النقمة الدولية العارمة وبالتالي امتصاص مطلب وقف اطلاق النار وارتكاب مجزرة في الارض بعد ان ارتكبت مجزرة بالانسان اللبناني«. من جانبه أعلن الرئيس اللبناني اميل لحود انه يرفض فكرة نشر قوة فصل متعددة الجنسيات في لبنان كما تريد واشنطن, وأكد تفضيله لتعزيز قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب البلاد. وحذر لحود الذي طالب »بوقف اطلاق نار فوري« في لبنان, من ان نشر قوة دولية »تخرب لبنان كما خربت كوسوفو«.

واضاف »يجب تعزيز قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل) وزيادة عديدها وتسليحها«.

إلى ذلك رأى لحود ان اي نشر لقوات دولية في لبنان يجب ان يحظى »بوفاق لبناني« مضيفا ان »لا قرارات تفرض علينا« . وفي هذا السياق طلب وزير العدل اللبناني شارل رزق امس من رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة عرض موضوع جمع الادلة على الجرائم المرتكبة من قبل العدو الاسرئيلي على مجلس الوزراء لاتخاذ قرار باجراء مسح شامل للاضرار وجمع الادلة لكل اعتداء اسرائيلي على حدة. وقال الوزير رزق في كتاب وجهه إلى السنيورة بتكليف وزارات الدفاع والداخلية والبلديات لاجراء مسح شامل للاضرار وجمع الادلة الثبوتية لكل اعتداء اسرائيلي على لبنان. واضاف ان هذه الاعتداءات التي بدأت في 12 من الشهر الماضي تشكل خرقا فادحا للقانون الدولي الانساني وللاتفاقات الدولية كما تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية. وقال انه على »الحكومة اللبنانية تمهيدا لملاحقة العدو الاسرائيلي امام المراجع الدولية كما تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية. وقال انه على »الحكومة اللبنانية تمهيدا لملاحقة العدو الاسرائيلي امام المراجع الدولية المختصة ومعاقبة مرتكبي تلك الجرائم كما والحكم عليهم وعلى دولة اسرائيل بالتعويض عن جميع الاضرار المادية والمعنوية اللاحقة بالدولة اللبنانية وبمواطنيها ان تجهز ملفا كاملا توصف وتوثق فيه جميع الاعتداءات والجرائم المنوه عنها«.

 

 سورية تدعو إلى "حشد" الجهود لوقف إطلاق النار

 محللون: نشر قوة دولية من دون موافقة دمشق ضرب من الجنون

 دمشق-أ.ف.ب: دان وزير الخارجية السورية وليد المعلم بشدة أمس »المجزرة التي ارتكبتها« إسرائيل في قانا وأكد خلال اتصال هاتفي مع نظيره اللبناني فوزي صلوخ ضرورة »حشد الجهود لتحقيق وقف فوري غير مشروط لإطلاق النار«. وقالت وكالة الانباء السورية سانا أن »المعلم دان بشدة خلال اتصال هاتفي بنظيره اللبناني المجازر التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب اللبناني وآخرها المجزرة التي ارتكبتها في قانا«. وأكد »تضامن سورية الكامل ووقوفها إلى جانب الأشقاء في لبنان في مواجهة هذا العدوان الوحشي«. إلى ذلك رأى محللون أنه لا يمكن التوصل إلى تسوية دائمة للأزمة القائمة بين إسرائيل وحزب الله في غياب الدعم الديبلوماسي لسورية التي مازالت تتمتع بنفوذ كبير في لبنان عن طريق الحزب الشيعي. وقال الباحث الأميركي جوشوا لانديس المتخصص في الشؤون السورية أن دمشق تريد هدنة بين الأطراف المتناحرة بواسطتها لتثبيت أنها مازالت تلعب دوراً محورياً في لبنان رغم انسحاب قواتها من هذا البلد في ابريل 2005 بعد أن مارست نفوذاً سياسياً وعسكرياً فيه لسنوات طويلة.

صرح لانديس أن »الولايات المتحدة طردت سورية من لبنان. ولابقاء نفوذها في لبنان دعمت حزب الله«. وتريد سورية الآن على حد قوله المساهمة في حل ديبلوماسي للأزمة.

وتابع »ستملأ سورية نوعا ما الفراغ من خلال ثقلها الديبلوماسي إذا ما أصبحت طرفاً في التوصل إلى هدنة«. وفي تقريرها الأخير, دعت المجموعة الدولية للأزمات (انترناشونال كرايسس غروب) التي تتخذ من بروكسل مقراً لها الغربيين إلى »إشراك سورية في المعادلة الإقليمية مقابل التزامها بالتوقف عن زعزعة استقرار لبنان وبدعم قرار نزع أسلحة حزب الله على مراحل«.

وقال ديبلوماسي غربي طالباً عدم كشف هويته أن »عزل سورية بأي ثمن ينطوي على مخاطر«, وأوصى ب¯»القيام بخطوة« نحو هذا البلد. ويبدو ان الدول العظمى لا تعتمد هذا التكتيك وتجاهلت سورية في مساعيها الحثيثة لإنهاء الأزمة, لا بل وجهت إليها اتهامات وتهديدات لحملها على وقف دعمها لحزب الله. وحذر الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني طوني بلير في 28 يوليو إيران وسورية من أنهما »ستواجهان خطر المواجهة المتزايد« في حال رفضتا لعب دور بناء في الشرق الأوسط. واستبعد الرئيس الفرنسي جاك شيراك إجراء أي اتصال مع النظام السوري. وقال لصحيفة »لوموند«: »كمت في فترة من الفترات أجري اتصالات مع (الرئيس السوري) بشار الأسد ومع والده أيضاً. ولا أخفي عليكم بأن هذه الاتصالات توقفت« الآن.

ورأى المحللون أن نتائج سلبية ستترتب على عزل سورية خصوصاً إذا ما قررت الأسرة الدولية نشر قوات أجنبية في لبنان دون موافقتها. ويعيد ذلك إلى الأذهان ما حصل في ,1983 بعد عام على انتشار القوات المتعددة الجنسيات في بيروت خلال الغزو الإسرائيلي. ففي 23 أكتوبر 1983 اسفرت عمليتان انتحاريتان نسبتا إلى حزب الله عن مقتل 241 جندياً من مشاة البحرية الأميركية (المارينز) و 58 عسكرياً فرنسياً. وقبل أن تتبنى الأمم المتحدة حتى قراراً عن مثل هذا الانتشار, تحدثت دمشق »قوات احتلال« و»تدويل« للنزاع

 

من خلال مسودة قرار قدمها إلى مجلس الأمن الدولي اللوبي اللبناني في الولايات المتحدة يدعو الى وقف الحرب

 بقوات متعددة الجنسيات تنزع سلاح حزب الله وتحاكمه

 لندن-كتب حميد غريافي: رفع كبار اللوبي اللبناني في الولايات المتحدة أمس الاثنين إلى مجلس الأمن الدولي مسودة قرار حول الوضع المأساوي في لبنان تطالبه بإصدار قرار بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة يفرض »تجريد وحل الميليشيات في لبنان والأمن على الخط الأزرق (مع إسرائيل) والحدود اللبنانية-السورية« على يد قوة دولية »تحل محل اليونيفيل (الحالية) وتأخذ مكانها ومناطق عملها على الحدود مع إسرائيل وتشكيل »قوة مراقبة دولية من الأمم المتحدة تنتشر بالتنسيق مع الجيش اللبناني على طول الحدود اللبنانية-السورية«, و»استخدام القوات الدولية لتنفيذ جدولة زمنية لنزع سلاح الميليشيات والمجموعات المسلحة وإنهاء هذه المهمة قبل نهاية هذا العام«.

وتطالب مسودة القرار مجلس الأمن بتشكيل لجنة للتحقيق مع قيادات وعناصر الميليشيات (حزب الله) والحكومات الأجنبية(سورية وإيران) في مسؤولية إشعال هذه الحرب منذ الثاني عشر من يوليو الفائت 2006 و»معاقبة المسؤولين بحسب القانون الدولي وتغريمهم بما لحق من أضرار بسبب هذا الصراع وما يلزم تصليحه«.

وذكرت المسودة أن على مجلس الأمن أن يضع الجيش اللبناني بعض وحداته تحت قيادة الأمم المتحدة المباشرة للمساعدة في الانتشار على الحدود مع سورية وحماية المطارات والمرافق العامة والموانئ بإشراف مباشر من الأمم المتحدة.

وقالت المسودة التي جرى تقديمها أمس إلى مجلس الأمن وتتفرد »السياسة« بنشرها قبل الصحف الأميركية: »نحن الموقعون أدناه ممثلو (المجلس العالمي لثورة الأرز) و(اللجنة الدولية لتنفيذ القرار 1559), وبعد التشاور مع قيادات المجتمع المدني والانتشار اللبناني, وبعد تعدد النداءات من المواطنين داخل لبنان وخارجه مطالبة بتدخل مجلس الأمن المباشر وبعد تقدير خطورة الموقف في لبنان بالنسبة للمواطنين. وبعدما تبين أن الحكومة الحالية غير قادرة على السيطرة على الوضع الأمني وقد شلت من الداخل من قبل المجموعات المسلحة, وبعدما أصبح واضحاً أن الفريقين المتصارعين حزب الله (مدعوماً من إيران وسورية) وإسرائيل, لم يتمكنا من التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار على الرغم من دعوات المجتمع الدولي.

وبعد الأخذ في الاعتبار بأن الاستمرار في إطلاق صواريخ بعيدة المدى من قبل حزب الله على إسرائيل, سيؤدي إلى ردود مؤذية من قبل إسرائيل على الأراضي اللبنانية تشكل خطراً على المدنيين في جانبي الحدود, وبعدما وصلتنا معلومات حول عزم حزب الله على محاولة التسلل إلى مناطق مدنية غير معاقله السابقة في لبنان, وأن الرئيس اللبناني المجدد له والموالي لسورية يحاول أن يأمر وحدات من الجيش اللبناني بالاشتراك في القتال إلى جانب حزب الله, ضد رغبة الحكومة المنتخبة ديمقراطياً, وتوقعا للأخطار الناتجة عن هكذا تطور على أمن الشعب اللبناني.

وبعد الملاحظة بأن النظام الإيراني الذي يواجه تحقيقاً دولياً حول برنامجه النووي, وسورية التي تواجه أيضاً تحقيقاً دولياً حول اغتيال الرئيس الحريري, وهما تعهدتا علناً بالتدخل في الصراع الحالي حتى بإرسال انتحاريين كما صرح بذلك أحد كبار الزعماء السياسيين الإيرانيين, وأيضاً تطوع جماعة تنظيم القاعدة الإرهابي بالمشاركة في الأعمال الإرهابية في لبنان كما جاء بشريط الفيديو الذي يظهر فيه أيمن الظواهري الرجل الثاني في التنظيم.

يطلب المجلس واللجنة من مجلس الأمن تنفيذ البند السابع لمواجهة التهديد الحقيقي للأمن العالمي ولمساعدة مدنيين في وقت تشل فيه قدرات الحكومة من الداخل وبسبب الصراع الدائر.

أعزاءنا أعضاء مجلس الأمن الدولي

نتشرف بإرسال مسودة قرار حضرت من قبل فريق من الخبراء رأسه مستشارنا القانوني البروفيسور وليد فارس وهو بعنوان: »الوضع في لبنان: فرض تجريد وحل الميليشيات في لبنان والأمن على الخط الأزرق والحدود اللبنانية-السورية«.

إن مجلس الأمن بناء على قراراته السابقة وتصاريح رؤسائه حول الوضع في لبنان والشرق الأوسط, وخاصة القرارات 425 (1978), 520 (1982), 1310 (2000), 1559 (2004), 1680 (2006) مرحباً بانسحاب الجيش السوري من لبنان كخطوة مهمة نحو الاستقرار في لبنان والمنطقة.

ينظر بكثير من الاهتمام الى الخسائر المدنية في لبنان واسرائيل وخصوصاً تدمير البنى التحتية في لبنان كنتيجة للعنف الاخير عبر الخط الازرق.

ويقلق من العبء الاقتصادي الذي ستواجهه الحكومة اللبنانية في عملية الاهتمام بالمهجرين واعادة التعمير.

ويستوعب التطلعات الشرعية لحكومة لبنان وشعبه وانتشاره في تأمين استقرار طويل الامد متحرراً من اي تدخل او احتلال لاراضيه. ويعرف بأن استمرار وجود عناصر مسلحة غير شرعية بما في ذلك ارهابيون وميليشيات مسلحة ورجال استخبارات اجانب في لبنان قد شكلت ولا تزال تشكل خطراً على السلم والامن الدوليين وخصوصاً على اعادة الاعمار والاستقرار في لبنان نفسه.

مقتنعاً بأنها عملية مضمونة ومنفذة دولياً لتجريد وتفكيك المجموعات المسلحة والمليشيات ستؤدي بشكل ملحوظ لعودة سلطة وسيادة الحكومة اللبنانية على اراضيها والى استقرار طويل الامد في المنطقة كما يطلب القرار 1559 كما يعرف ضرورة ترسيم الحدود الفوري بين لبنان وكل من سورية واسرائيل.

وتطالب المسودة مجلس الامن بما يلي:

1- يحث كل الدول القادرة على مساعدة حكومة لبنان في جهودها لاعادة اعمار البنى التحتية وتعهد الضحايا وشطب الديون الدولية.

2- يقترح على الامين العام من اجل تنفيذ القرار 1680 ان يحضر فريقا دوليا من الخبراء لتوجيه ومساعدة الحكومة اللبنانية والسورية لانهاء ترسيم الحدود بينهما في مهلة اقصاها هذا العام .2006

3- يطلب من الامين العام تحضير فريق مماثل من الخبراء كما في الفقرة اعلاه لمساعدة حكومتي لبنان واسرائيل لانهاء ترسيم الحدود بينهما في مهلة اقصاها .2006

العمل بموجب الفصل السابع:

1- يقرر بأنه ولكي ينفذ القرار 1559 ويتأمن الاستقرار الطويل الامد في لبنان والمنطقة يجب نشر قوة دولية بأسرع ما يمكن على طول الجانب اللبناني من الخط الازرق.

2- يقرر بأن مهمة هذه القوة الدولية هي تأمين الامن على طول الخط الازرق بشتى الوسائل.

3- يقرر بان هذه القوة الدولية ستحل محل قوات اليونيفيل وتأخذ اماكنها ومناطق عملها بحسب جدول زمني تقرره الامم المتحدة.

4- يقرر ايضا تأليف قوات مراقبة من الامم المتحدة تنتشر بالتنسيق مع الجيش اللبناني على طول الحدود اللبنانية السورية.

5- يقرر وضع الجيش اللبناني او بعض وحداته تحت قيادة الامم المتحدة المباشرة للمساعدة في الانتشار على الحدود مع سورية وتأمين محور الاتصال اللوجيستي مع مطارات وموانئ آمنة تكون حمايتها موضوعة تحت الاشراف المباشر للقيادة الدولية. كما تؤمن الامم المتحدة الموارد اللازمة لتجهيز هذه الفرق الموضوعة تحت اشرافها.

6- يقرر وضع حظر على شحن الاسلحة الى الاراضي اللبنانية ويطلب من جميع الدول التوقف عن اي تدخل عسكري علني او غير علني يخرق الاجواء المياه او الاراضي اللبنانية ويمنع بيع او امداد اي فريق غير الجيش اللبناني, بواسطة اراضي هذه الدول او في بواخر او طائرات تحمل اعلامها بأي نوع من الاسلحة والذخائر خصوصاً الالغام والمتفجرات والصواريخ والآليات والعتاد العسكري وقطع الغيار حتى وان لم يكن مصدرها الاساسي من اراضي هذه الدولة.

7- يقرر ان على جميع الدول اتخاذ الاجراءات المناسبة لمنع امداد وتدريب وتمويل او مساعدة في تصنيع او صيانة كل ما يتعلق بالفقرة اعلاه لغير الجيش اللبناني.

8- ويؤكد على ان التدابير اعلاه لا تشمل كل ما يتعلق بالجيش اللبناني او قوات الطوارئ والمراقبة الدولية.

9- يقرر انه على جميع الدول اتخاذ الاجراءات المناسبة لمنع دخول العناصر التي تنوي التشويش على السلم والاستقرار في لبنان والمنطقة من اراضيها.

يطلب من الامين العام للامم المتحدة ان يعلم المجلس خلال فترة... شهراً عن التطورات والعمليات التي تقوم بها قوة المراقبة كما القوة الدولية.

11- يطلب الى الامين العام الاتفاق مع حكومة لبنان على جدولة زمنية لتجريد كل المليشيات والمجموعات المسلحة العاملة على ارض لبنان واعلام المجلس في مهلة لا تتعدى... 2006 عن تفاصيل هذه الجولة ومطالب الحكومة اللبنانية المحددة والتي تتضمن استعمال القوات الدولية لانهاء هذه المهمة كاملة.

12- يقرر تشكيل لجنة للتحقيق مع عناصر المليشيات والحكومات الاجنبية في مسؤولية اشعال هذه الحرب منذ 12 من تموز 2006 ومعاقبة المسؤولين بحسب القانون الدولي وتغريمهم بما لحق من اضرار بسبب هذا الصراع وما يلزم لتصليحه.

13- يطلب من الامين العام تقديم تقرير عن تنفيذ هذا القرار خلال... شهراً يتضمن مطالب الحكومة اللبنانية لتأمين اعادة بناء البنى التحتية ومعالجة الضحايا المدنية.

14- يقرر ملاحقة هذا الموضوع بشكل مستمر.

 

غوكسيل: الخطة الأميركية لنشر قوة في لبنان "لن تفلح"

 بيروت- أ.ف.ب: قال تيمور غوكسيل الخبير في شؤون المنطقة والمستشار السابق للامم المتحدة في لبنان ان الخطط التي تدعمها الولايات المتحدة لنشر قوة ارساء سلام في جنوب لبنان ليست سوى ضمادة لمعالجة النزاع بين حزب الله واسرائيل. وقال غوكسيل الذي عمل مع الأمم المتحدة 24 عاماً, في حديث مع وكالة فرانس برس ان ديبلوماسية خلاقة هي وحدها الكفيلة بانهاء النزاع الذي كلف حياة مئات المدنيين في لبنان منذ بدء العمليات العسكرية الاسرائيلية ضد ذلك البلد في 12 يوليو. واوضح غوكسيل الذي عمل متحدثاً باسم قوات الطوارئ الدولية »يونيفيل« من 1979 الى 2003 ان الفكرة في وضعها الحالي لن تفلح وافضل ما يمكن ان تحققه هو شراء الوقت وتهدئة الخواطر. واضاف غوكسيل الذي يعرف جنوب لبنان اكثر من اي شخص اخر باستثناء حزب الله ربما ان نشر مثل تلك القوة »ضمادة وليست حلاً«. ورأى غوكسيل انه يمكن تعزيز قوة الطوارئ الدولية في جنوب لبنان لتصبح قوة حفظ سلام مقبولة من قبل كل الاطراف اللبنانية, مضيفاً ان حزب الله »يمكن ان يقبل ذلك لكن اسرائيل تريد قوة قتالية«. وحذر من ان قوة ردع حسب المفهوم الاميركي والبريطاني تقوم بنزع سلاح حزب الله وتمنعه من اعادة التزود بالاسلحة من الجهات التي تدعمه في سورية وايران ستكون »قوة احتلال«. يذكر انه بعد عام من غزو اسرائيل للبنان في 1982 قتل 241 من عناصر مشاة البحرية الاميركية »المارينز« في هجوم انتحاري في بيروت كما قتل 58 من المظليين الفرنسيين التابعين للقوة المتعددة للجنسيات نفسها في هجوم مماثل على ثكناتهم. ورأى غوكسيل ان طريق السلام يمر من دمشق وقال »اذا كان احد يعتقد ان قوة فعالة ستنتج عن ذلك دون كلمة ودية من دمشق, فانه لا يعرف الشرق الاوسط«, مضيفاً »اذا اردت معروفاً من سورية فعليك ان تدفع مقابله«. وضرب مثلاً على ذلك الديبلوماسية الغربية التي شملت فرنسا كذلك التي اوقفت عملية »عناقيد الغضب« العسكرية التي شنتها اسرائيل على جنوب لبنان عام 1996 . وقال »بعد زيارات متعددة الى دمشق قام بها وزير الخارجية الاميركي السابق وارن كريستوفر تم انشاء مجموعة مراقبة من دول غربية واطراف النزاع بهدف حماية ارواح المدنيين واثبتت تلك المجموعة فعاليتها«. وتأتي تصريحات غوكسل بعد زيارة قامت بها وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الى المنطقة في مسعى جديد لايجاد حل للازمة في لبنان وقبل اجتماع لمجلس الامن اليوم الاثنين لاتخاذ قرار حول حجم وتركيبة وصلاحيات القوة المتعددة الجنسيات التي يقترح نشرها في لبنان.

  الدول المارقة في انتظار النتيجةإيران تستغل النزاع في لبنان لتحقيق طموحاتها النووية

 واشنطن - يو.بي.أي: تستغل ايران النزاع بين اسرائيل وحزب الله من اجل معرفة مدى تأثيرها على المجتمع الدولي, في اطار سعيها لتحقيق طموحاتها النووية.

وقال بيتر بروكس من مركز شؤون الامن القومي التابع لمؤسسة هيريتاج »اذا لم يستطع المجتمع الدولي التعامل بفعالية مع حزب الله, فإن ذلك لن يقوي مركز ايران فقط, بل وبقية الدول المارقة في العالم مثل سورية وكوريا الشمالية«. وأضاف بروكس اذا خرج حزب الله بنتيجة ايجابية من مواجهته مع اسرائيل فإن ذلك سيشجع مجموعات ارهابية اخرى على تجنيد المزيد من المقاتلين والحصول على الدعم المالي الذي تحتاجه. ومنذ ان اندلع القتال بين اسرائيل وحزب الله المدعوم من ايران منذ اسبوعين لقي نحو 51 اسرائيليا وما لا يقل عن 600 لبناني مصرعهم, معظمهم من المدنيين, بالاضافة الى تهجير نحو 800 ألف شخص من منازلهم. وأدى القصف الاسرائيلي العنيف الى تدمير قسم كبير من البنى التحتية في لبنان, وهدد بالقضاء على التقدم الذي تم احرازه منذ العام الماضي عندما تمكنت ثورة الأرز من اخراج سورية من لبنان, وإعطاء بعض الدفع للعملية الديمقراطية الهشة في هذا البلد. وقد يؤدي النزاع الى زيادة التدخل السوري والايراني في السياسة اللبنانية, فيما يرى خبراء ان وقف اطلاق النار قد لا يكون في صالح هاتين الدولتين. وقال بروكس اذا عدنا الى الوضع السابق يمكننا القول ان الحرب بين اسرائيل وحزب الله قد تندلع مرة اخرى. فقد أدى النزاع الدائر بين اسرائيل وحزب الله الى صرف الانتباه الدولي عن الملف النووي الايراني بعد ان كان قد تصدر جدول اعمال قمة الدول الثماني بسبب التطورات الحالية في الشرق الاوسط.

وقال آرون مانيز مؤلف كتاب »بروفايل أوف تيرور« والاختصاصي في شؤون الارهاب والشرق الاوسط ان الفائدة التي جناها الايرانيون هي ان الملف النووي لم يعد موضوعا مطروحا على الطاولة الآن. لقد تمكنوا من شراء الوقت فيما قال مدير منتدى الشرق الاوسط دانيال بايبز ان ايران تؤثر على حزب الله وهي قد تعرف الكثير عن خططه وانه بإمكان اسرائيل الحاق الهزيمة بحزب الله, ولكن فوائدها من الناحيتين الانسانية والمالية ستفوق اضرارها. واضاف مانيز ان اسرائيل لا تريد قصف لبنان وهم يدركون ان هناك ازمات انسانية, مشيرا الى انه في حالة الاعلان عن وقف اطلاق النار فإن الجانبين, اي حزب الله واسرائيل, سيزعمان انهما كسبا الحرب, مشيرا الى ان عدم تخلص الولايات المتحدة من صدام حسين ابان حرب الخليج الثانية حرمها من نصر حاسم.

وتابع مانيز اذا خرج حزب الله من هذا النزاع ولم يصب زعيمه حسن نصر الله بأذى فان هذه المجموعة ستكسب شعبية في العالم العربي. وأضاف انه في حال هزمت اسرائيل حزب الله فإن ذلك سيشجع ايران على الحصول على اسلحة نووية لحماية نفسها من الغرب.

 

يتوقع أن تستخدمها إسرائيل في حربها المفتوحة على المقاومة اللبنانية

 القنابل الخارقة للتحصينات تحت الأرض... ثورة في عالم التصنيع الحربي

 تعرف القنابل الخارقة للتحصينات اصطلاحا ب¯ (EPW)Earth Penetrating Weapons و هي مصممة لتصطدم بالأرض بسرعة عالية لتخترق السطح الى العمق و تنفجر بعد ذلك فيه. مثل هذه القنابل يمكن تحميلها في صواريخ قصيرة المدى عبر طائرات خاصة, كطائرات الشبح (B2 Stealth) أو طائرات (F-111) و (F-15) و هي الطريقة الشائعة و الأكثر فاعلية.

تم تطوير هذه القنابل في حرب "عاصفة الصحراء" على العراق خلال اسابيع قليلة وذلك من اجل ضرب مراكز القيادة والتحكم العراقية تحت الارض. فقبل ان يتم تصنيع هذه القنابل, كان من غير الممكن لأي قنابل اختراق التحصينات تحت الارض لكن بعد الحرب الاميركية على العراق في العام 1991 أصبح الأمر مغايرا. أنواع القنابل الخارقة للتحصينات التحت أرضية

تتألف القنابل الخارقة للتحصينات من نوعين:

- الاول وهو من نوع القنابل التقليدية Conventional Bunker Buster, و تعرف اكبر فئتين منه باسم (GBU-28) و(GBU-37) و هما تعتمدان نفس الهيكل لكن مع أنظمة توجيه مختلفة وقدرة على اختراق الأرض بعمق 30 مترا .

- النوع الثاني هو من نوع القنابل النووية التكتيكية التي تعرف باسم Nuclear Bunker Buster و تتميز عن الأخرى برأس رفيع مثل B61-11 , و بقدرة اختراق اقل من النوع التقليدي اي حوالي 2 الى 3 أمتار و لكن بمفعول أكبر بكثير, حيث يعمل على توليد موجات طاقة باستطاعتها تحطيم تحصينات تحت أرضية على مسافة 70 مترا تقريبا.

هيكل القنبلة و نظام التوجيه

بالنسبة الى هيكل القنبلة (GBU-28) التي تمتلك رأسا تفجيريا يعرف باسم (BLU-113) فهو على شكل انبوب يبلغ قطره حوالي ثلث متر (36.8 سنتم) و طوله حوالي 4 أمتار و يبلغ وزن القنبلة أكثر من 2 طن تقريبا مع امكانية حمله حوالي 300 كلغ من المتفجرات الشديدة القوة. اما عن وسائل القائها فهي تتم عادة عبر الطائرات و باستطاعتها اختراق الارض بعمق 30 مترا, و الاسمنت المسلح بعمق 6 أمتار.

القنبلة (GBU-28) تستخدم نظام توجيه يعتمد على الليزر فيما تعتمد القنبلة (GBU-37) على نظام التوجيه العالمي مما يجعلها اكثر دقة في اصابة الهدف من النوع الأول و مما يمكنها ايضا من العمل في جميع الظروف الجوية مهما بلغت رداءتها.

كيفية عمل القنبلة

من خلال الوصف الدقيق اعلاه, يمكننا ان نفهم طريقة عمل هذه القنبلة التي تعتمد في مفهومها على اساسيات الفيزياء. اذ تمتلك هذه القنبلة انبوبا شديد القوة و هو ضيق جدا نسبة الى طوله و هو ثقيل جدا أيضا. من هذا المنطلق فانه عندما يتم القاء القنبلة من الطائرة, يعمل هذا الانبوب على تطوير سرعة عالية جدا و بالتالي على توليد طاقة حركية كبيرة (K.E.) اثناء سقوطها.

فالقنابل الخارقة للتحصينات تخترق الأرض بعدة امتار قبل ان تنفجر وتقوم القشرة الارضيئة بالحد من سرعة و عمق الاختراق الذي تسببه القنبلة لكن الانفجار التي تحدثه القنبلة في داخل الأرض بدلا من سطحها يعمل على نقل كمية كبيرة من طاقة الانفجار الى عمق الأرض مما من شانه ان يؤدي الى تشكيل موجات طاقة قوية جدا تعمل على الامتداد و تدمير التحصينات التحت أرضية .

على سبيل المثال, فان تفجير 10 كيلوطن عل عمق يصل الى متر واحد فقط من شانه ان يزيد من القوة التدميرية والتفجيرية بنسبة 20 ضعفا فيما لو كان هذا التفجير على سطح الأرض. بمعنى آخر فان تفجير 10 كيلو طن بعمق متر واحد يساوي في قوته التدميرية تفجير 200 كيلو طن على سطح الأرض و 320 كيلو طن فيما لو كان العمق 5 امتار.

الاعتماد على اليورانيوم المنضب

وقد تم الاخذ بعين الاعتبار اثناء تطويرها 3خيارات:

- الخيار الأول: زيادة حجم ووزن القنبلة فكلما زاد الوزن زادت الطاقة الحركية لها و بالتالي قوتها التدميرية عند اختراقها للهدف.

- الخيار الثاني: تقليل قطر القنبلة وبالتالي جعل قدرتها على الاختراق أكبر و اعمق سواء للتربة او للباطون المسلح.

- الخيار الثالث: تطوير سرعة القنبلة لزيادة ومضاعفة طاقتها الحركية عبر زيادة حجم محرك الدفع.

تم التوصل فيما بعد الى انه لزيادة حجم هذه القنبلة مع المحافظة على مواصفاتها فانه يجب استخدام مادة أثقل من مادة الفولاذ. الرصاص أثقل من الفولاذ ولكنه لين وبالتالي سيكون عديم الفائدة اثناء اختراقه للأرض و بالتالي هناك مادة واحدة لها خصائص القوة والكثافة وهي اليورانيوم المنضب التي تمتلك ثلاث خصائص اساسية تساعدها في أن تكون أكثر فعالية:

الكثافة: اليورانيوم المنضب أكثر كثافة ب¯ 1.7 مرات من الرصاص, و ب¯ 2.4 مرة من الفولاذ.

- القوة: يتمتع اليورانيوم بقوة كبيرة.

- الاشتعال: يتمتع اليورانيوم المنضب بخاصية الاحراق و هو بهذه الخاصية يشبه الماغنيزيوم. فاذا ما تم تعريض اليورانيوم المنضب للأوكسيجين (الهواء العادي) فانه يحترق بشكل كبير وعندما يحترق في داخل الهدف فهذا يزيد من خصائصه التدميرية.

الأماكن التي تم استخدام القنبلة فيها

تم تطويرهذه القنبلة أساسا و انتاجها و استخدامها في العام 1991 اثر حرب "عاصفة الصحراء" لمواجهة التحصينات العراقية ومراكز القيادة و التحكم للجيش العراقي و قد أحدثت الكثير من الخسائر البشرية في صفوف الجيش العراقي, ثم تم استخدام هذه القنبلة وسلسلتها في الحرب على يوغوسلافيا السابقة ابان عهد سلوبودان ميلوسيفيتش من قبل القوات الاميركية.

أما النسخة المطورة الموجودة حاليا من هذه القنبلة فقد تم زيادة حجم استخدامها بشكل كبير و مخيف في أفغانستان بداية, حيث ارتكبت العديد من المجازر التي لم تستطع الكاميرات تصويرها او نقلها للعالم و ذلك لتدمير المخابئ والسراديب التي تم حفرها في الجبال ابان الحرب مع الاتحاد السوفيتي اما لتخزين الأسلحة والذخائر واما لتمركز قيادات المقاومة و المجاهدين.

ثم تم استخدام هذه القنابل في حرب احتلال العراق في العام 2003 حيث تم استخدام هذه القنبلة بكميات كبيرة جدا للاعتماد على قوتها الحارقة عبر اليورانيوم المنضب ضد تحصينات مراكز القيادة العراقية و من ثم تم استخدامها في الفلوجة ضد المجاهدين كما تشير الى ذلك العديد من التقارير و كما نقل فيلم تصويري تم تسريبه الى وسائل الاعلام آنذاك.

اسرائيل والقنابل الخارقة للتحصينات

تعتبر اسرائيل الدولة الوحيدة التي حصلت على عدد من هذه القنابل من الولايات المتحدة الاميركية. ففي العام 2004, طلبت اسرائيل من أميركا بيعها عددا من هذه القنابل من النوع التقليدي. وبالفعل وافق البنتاغون في العام 2005 على بيع 100 قنبلة نوع GBU-28 لاسرائيل. وقد قيل في حينه ان القنابل هذه تأتي في اطار الاستعداد الاسرائيلي لقصف المواقع النووية الايرانية والتحصينات التابعة لها. و ونقلت صحيفة نيويورك تايمز يوم السبت الماضي عن مسؤولين امريكيين قولهم ان ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش تسرع بتسليم اسرائيل قنابل موجهة بالاقمار الصناعية أي GBU-37 واخرى بالليزر استجابة لطلب اسرائيل في اطار هجومها على لبنان.

باحث مهتم بالشؤون الاستراتيجية(*)

alibakeer@hotmail.com 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

  

 

 

 

 

 

 

 

 

  

 

 

 

  

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

  

 

 

 

 

 

 

 

 

 

  

 

 

 

 

الأمم المتحدة "تأسف" لمجزرة

 

 قانا وتمتنع عن ادانة اسرائيل

 

 

نيويورك ¯ أ.ف.ب: تبنى مجلس الامن اعلانا عبر فيه عن اسفه الشديد لمقتل مدنيين ابرياء في القصف الاسرائيلي على بلدة قانا في جنوب لبنان لكنه لم يدن هذا القصف بسبب معارضة الولايات المتحدة.

وقال النص الذي تلاه السفير الفرنسي جان مارك دو لا سابليير الذي تولى مجلس الامن خلال يوليو ان المجلس مصدوم وقلق جدا لقصف قوات الدفاع الاسرائيلية مبنى سكنيا في قانا ما تسبب في مقتل عشرات المدنيين وخصوصا من الاطفال وادى الى جرح كثيرين اخرين.

وقتل في قانا اكثر من خمسين مدنيا معظمهم من الاطفال مما اثار استياء كبيرا في العالم.

وعبر المجلس في اعلانه عن اسفه الشديد لمقتل هؤلاء الابرياء ومقتل مدنيين في النزاع الراهن وكلف الامين العام كوفي عنان ان يقدم له تقريرا خلال اسبوع حول ظروف هذا الحادث المأساوي.

واعرب المجلس عن قلقه حيال التهديد بتصاعد العنف الذي قد تنجم عنه عواقب جديدة خطيرة على الوضع الانساني وقال انه يدعو الى وقف العنف ويؤكد الضرورة الملحة لتأمين وقف دائم ويمكنه ان يصمد لاطلاق النار.

واكد المجلس تصميمه على العمل من دون اي تأخير على تبني قرار من اجل تسوية دائمة للازمة مستوحيا من الجهود الديبلوماسية الجارية.

وكما حصل في منتصف الاسبوع الماضي بعد مقتل اربعة من مراقبي الامم المتحدة في قصف اسرائيلي على جنوب لبنان وبالحاح من الولايات المتحدة الغيت من الاعلان عبارات اشد حزما كانت واردة في صيغ اولية للاعلان وصفت القصف على قانا بانه عمل غير مقبول.

وقال السفير الاميركي جون بولتون في تصريح صحافي نعترض على كل صيغة تستخلص نتائج مبكرة حول ما حصل كذلك حملت واشنطن التي تريد منح اسرائيل مزيدا من الوقت لضرب حزب الله بقوة المجلس على شطب فقرة من الاعلان تطلب وقفا فوريا للاعمال الحربية.

 

 

 

  

 

 

 

 

 

 روسيا تشجب مماطلة البعض لوقف إطلاق

  النار وبريطانيا ترفض إدانة مذبحة قانا

 مشروع القرار الفرنسي على طاولة مجلس الأمن

  ورايس تتحدث عن نهاية الحرب "خلال أيام"

 عواصم - الوكالات: شكل النزاع في لبنان والبرنامج النووي الايراني محور مناقشات جديدة في مجلس الأمن الدولي امس غداة القصف الاسرائيلي على بلدة قانا اللبنانية الذي اسفر عن مقتل 65 مدنيا على الاقل بينهم 32 طفلا.

وجرت مشاورات رسمية حول مشروع قرار تقدمت به فرنسا اول من أمس ويدعو الى »وقف فوري للاعمال الحربية«.

واثار قصف قانا استياء دوليا واضطر الدولة العبرية لان تعلق 48 ساعة ضرباتها الجوية في لبنان الذي يشهد منذ 12 يوليو نزاعا مسلحا بين اسرائيل وحزب الله اللبناني الشيعي.

ويفترض ان يمدد مجلس الامن رسميا اليوم ولمدة شهر مهمة قوة الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان التي تضم نحو الفي جندي لاتاحة الوقت لمناقشة تشكيل قوة دولية اكثر فاعلية.

ومن المقرر ان يعقد في مقر الامم المتحدة في نيويورك اجتماع للدول التي يمكن ان تساهم في هذه القوة الدولية المقبلة.

وتقدمت فرنسا الاحد بمشروع في هذا الاتجاه ينص خصوصا على ارساء الاسس اللازمة لاتفاق اطار سياسي بهدف»وقف دائم لاطلاق النار وتسوية قابلة للاستمرار«.

ويتضمن النص الاجراءات التي يجب اتخاذها لتحقيق ذلك بما فيها نشر قوة دولية شرط موافقة الحكومتين اللبنانية والاسرائيلية والتوصل الى اتفاق مبدئي بينهما حول العناصر الرئيسية لخطة تسوية شاملة. وقال ديبلوماسيون ان النص الفرنسي يمكن ان يشكل اساسا لمناقشات رسمية اولى.

من جانبها قالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ان هناك حاجة ملحة لوقف اطلاق النار بين اسرائيل ولبنان واقرار تسوية طويلة الامد للازمة مؤكدة في الوقت ذاته امكانية انجاز ذلك خلال الاسبوع الجاري.

واضافت رايس في مؤتمر صحافي عقدته في مدينة القدس المحتلة قبيل اختتام زيارتها الى المنطقة سأعود الى الولايات المتحدة وسأعمل على بلورة اتفاق طويل المدى لوقف اطلاق النار. وقالت رايس ان الاتفاق طويل الامد سيكون بناء على ما تم الاتفاق عليه خلال المحادثات التي اجرتها الايام الماضية مع اللبنانيين والاسرائيليين.

وتابعت »نحن ندعو مجلس الأمن التوصل الى اتفاق على اساس وقف اطلاق النار وشروط سياسية للتوصل الى اتفاق طويل المدى وقوة دولية ونحن نعمل على تحقيق وقف اطلاق النار تسانده قوة دولية تابعة لمجلس الأمن«. واكدت على ضرورة فرض لبنان لسيادته على الجنوب وذلك استنادا الى تفهم واضح من أجل اخراج حزب الله من الجنوب مع وجود قوة دولية رادعة لمن يزوده بالاسلحة.

ورحبت وزيرة الخارجية بقرار اسرائيل تعليق غاراتها الجوية على لبنان لمدة 48 ساعة للتحقيق في ملابسات المجزرة التي ارتكبتها اسرائيل في قانا امس وراح ضحيتها العشرات من الشهداء.

وقال كريستوفر هيل مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ان الولايات المتحدة تسعى الى نشر قوة حفظ سلام »قوية« في لبنان بعد التوتر الجديد اثر مقتل اكثر من خمسين مدنيا لبنانيا في غارة اسرائيلية امس الاحد.

وقال هيل ان مجلس الامن الدولي قد يصدر قريبا قرارا يدعو الى نشر قوة دولية في لبنان بعد الغارة على بلدة قانا.

وصرح هيل للصحافيين عقب اجتماع مع الرئيس غلوريا ارويو في مانيلا »سيصدر قرار من مجلس الأمن الدولي بخصوص نشر قوة دولية في لبنان وضرورة ان تكون تلك القوة قوية لان التحديات الامنية كبيرة جدا«.

واكد هيل ان واشنطن ترغب في فرض وقف لاطلاق النار, الا انه اكد على وجود »تحديات سياسية هائلة« لايمكن معالجتها الا بتحسن الوضع الامني. وقال ان »حكومة الولايات المتحدة وغيرها ستعمل بجد على نشر قوة قوية جدا« على الارض.

في المقابل رفضت روسيا بشدة المنطق والحجج التي تتذرع بها بعض الاطراف بهدف المماطلة بوقف اطلاق النار في لبنان. واعربت وزارة الخارجية الروسية في بيان عن الصدمة والالم الشديد لمأساة بلدة قانا الواقعة في جنوب لبنان والتي خلفت عشرات القتلى اغلبهم من الاطفال.

وقال البيان ان »هذه الماساة دلت مرة اخرى على ضرورة الوقف الفوري لاطلاق النار وسفك الدماء في لبنان«. واضاف ان روسيا عملت الى جانب اغلبية اعضاء المجتمع الدولي على تحقيق وقف اطلاق النار ودفع عملية التسوية في الشرق الاوسط. ودان البيان الروسي مجددا جميع الممارسات التي تلحق الضرر بالسكان المدنيين قائلا ان ما يسميه البعض »بالاخطاء« يشكل انتهاكا فظا لابسط قواعد القانون الدولي بما في ذلك الخاصة بحماية ضحايا الحرب والسكان والمدنيين في وقف الحرب.

وفي لندن تناقضت ردود فعل الحكومة البريطانية مع عناوين الاخبار والافتتاحيات في الصحف البريطانية واعربت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت عن اعتقادها بامكانية مناقشة مشروع قرار لوقف الاعمال العدائية في الشرق الاوسط في مجلس الامن الدولي.

ورفضت بيكيت التعليق على وزير الخارجية البريطاني السابق جاك سترو الذي وصف العدوان الاسرائيلي »بغير الملائم« محذرة من ان استخدام مفردات معينة قد تدفع لانسحاب اسرائيل من عملية السلام. واضافت في حديث للاذاعة المحلية لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) اننا نعمل على تحقيق وقف اطلاق نار »يدوم لفترة اطول من يوم ونصف« مشيرة الى ان ما جرى امس »شيء مريع جدا« وهو ما سبق لي ان حذرت منه. واوضحت ان استمرار ما يجري الآن سيؤدي الى وقوع المزيد من المآسي ما لم نتمكن من ايقاف ذلك.

ومن جهة اخرى تصدرت انباء وصور مجزرة قانا الصفحات الاولى في وسائل الاعلام البريطانية التي تناولت بالتحليل والتعليق الغارات الجوية الاسرائيلية مدينة مقتل اكثر من 60 مدنيا معظمهم من الاطفال. وتساءلت الكثير من الصحف البريطانية »الى متى ينبغي علينا الصمت على ما يجري في لبنان« حيث طالبت صحيفة (ديلي ميرور) بوقف فوري للحرب كما انتقدت الكثير من الصحف موقف رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير من الازمة ورفضه الدعوة لوقف اطلاق نار فوري.

واشارت الصحيفة (الغارديان) الى ان بلير يحاول انقاذ خطته الرامية الى موازنة القوى في لبنان في اعقاب المذبحة الا ان صحيفة (ديلي ميل) تساءلت في افتتاحيتها عما يريد بلير قوله بعد وقوع مجزرة قانا. واعربت الصحيفة عن اسفها لعدم وجود اي دليل على سياسة بريطانية مستقلة او ملامح عدم اتفاق مع الرئيس الاميركي جورج بوش والذي يرغب وبوضوح باعطاء اسرائيل المزيد من الوقت لتحطيم حزب الله.

وفي برلين قال المتحدث الرسمي باسم الحكومة الالمانية اولريش فيلهيلم امس ان حكومة بلاده »ترى مؤشرات ايجابية في توقف اسرائيل عن اطلاق النار في لبنان باتجاه تحقيق هدنة بصورة مستمرة«.

 

 

 

 

 

 

 

  

   صرح لانديس أن »الولايات المتحدة طردت سورية من لبنان. ولابقاء نفوذها في لبنان دعمت حزب الله«. وتريد سورية الآن على حد قوله المساهمة في حل ديبلوماسي للأزمة.

وتابع »ستملأ سورية نوعا ما الفراغ من خلال ثقلها الديبلوماسي إذا ما أصبحت طرفاً في التوصل إلى هدنة«.

وفي تقريرها الأخير, دعت المجموعة الدولية للأزمات (انترناشونال كرايسس غروب) التي تتخذ من بروكسل مقراً لها الغربيين إلى »إشراك سورية في المعادلة الإقليمية مقابل التزامها بالتوقف عن زعزعة استقرار لبنان وبدعم قرار نزع أسلحة حزب الله على مراحل«.

وقال ديبلوماسي غربي طالباً عدم كشف هويته أن »عزل سورية بأي ثمن ينطوي على مخاطر«, وأوصى ب¯»القيام بخطوة« نحو هذا البلد.

ويبدو ان الدول العظمى لا تعتمد هذا التكتيك وتجاهلت سورية في مساعيها الحثيثة لإنهاء الأزمة, لا بل وجهت إليها اتهامات وتهديدات لحملها على وقف دعمها لحزب الله.

وحذر الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني طوني بلير في 28 يوليو إيران وسورية من أنهما »ستواجهان خطر المواجهة المتزايد« في حال رفضتا لعب دور بناء في الشرق الأوسط.

واستبعد الرئيس الفرنسي جاك شيراك إجراء أي اتصال مع النظام السوري. وقال لصحيفة »لوموند«: »كمت في فترة من الفترات أجري اتصالات مع (الرئيس السوري) بشار الأسد ومع والده أيضاً. ولا أخفي عليكم بأن هذه الاتصالات توقفت« الآن.

ورأى المحللون أن نتائج سلبية ستترتب على عزل سورية خصوصاً إذا ما قررت الأسرة الدولية نشر قوات أجنبية في لبنان دون موافقتها.ويعيد ذلك إلى الأذهان ما حصل في ,1983 بعد عام على انتشار القوات المتعددة الجنسيات في بيروت خلال الغزو الإسرائيلي. ففي 23 أكتوبر 1983 اسفرت عمليتان انتحاريتان نسبتا إلى حزب الله عن مقتل 241 جندياً من مشاة البحرية الأميركية (المارينز) و 58 عسكرياً فرنسياً.

وقبل أن تتبنى الأمم المتحدة حتى قراراً عن مثل هذا الانتشار, تحدثت دمشق »قوات احتلال« و»تدويل« للنزاع

 

من خلال مسودة قرار قدمها إلى مجلس الأمن الدولي اللوبي اللبناني في الولايات المتحدة يدعو الى وقف الحرب وبقوات متعددة الجنسيات تنزع سلاح حزب الله وتحاكمه

لندن-كتب حميد غريافي:السياسة

رفع كبار اللوبي اللبناني في الولايات المتحدة أمس الاثنين إلى مجلس الأمن الدولي مسودة قرار حول الوضع المأساوي في لبنان تطالبه بإصدار قرار بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة يفرض »تجريد وحل الميليشيات في لبنان والأمن على الخط الأزرق (مع إسرائيل) والحدود اللبنانية-السورية« على يد قوة دولية »تحل محل اليونيفيل (الحالية) وتأخذ مكانها ومناطق عملها على الحدود مع إسرائيل وتشكيل »قوة مراقبة دولية من الأمم المتحدة تنتشر بالتنسيق مع الجيش اللبناني على طول الحدود اللبنانية-السورية«, و»استخدام القوات الدولية لتنفيذ جدولة زمنية لنزع سلاح الميليشيات والمجموعات المسلحة وإنهاء هذه المهمة قبل نهاية هذا العام«.

وتطالب مسودة القرار مجلس الأمن بتشكيل لجنة للتحقيق مع قيادات وعناصر الميليشيات (حزب الله) والحكومات الأجنبية(سورية وإيران) في مسؤولية إشعال هذه الحرب منذ الثاني عشر من يوليو الفائت 2006 و»معاقبة المسؤولين بحسب القانون الدولي وتغريمهم بما لحق من أضرار بسبب هذا الصراع وما يلزم تصليحه«.

وذكرت المسودة أن على مجلس الأمن أن يضع الجيش اللبناني بعض وحداته تحت قيادة الأمم المتحدة المباشرة للمساعدة في الانتشار على الحدود مع سورية وحماية المطارات والمرافق العامة والموانئ بإشراف مباشر من الأمم المتحدة.

وقالت المسودة التي جرى تقديمها أمس إلى مجلس الأمن وتتفرد »السياسة« بنشرها قبل الصحف الأميركية: »نحن الموقعون أدناه ممثلو (المجلس العالمي لثورة الأرز) و(اللجنة الدولية لتنفيذ القرار 1559), وبعد التشاور مع قيادات المجتمع المدني والانتشار اللبناني, وبعد تعدد النداءات من المواطنين داخل لبنان وخارجه مطالبة بتدخل مجلس الأمن المباشر وبعد تقدير خطورة الموقف في لبنان بالنسبة للمواطنين. وبعدما تبين أن الحكومة الحالية غير قادرة على السيطرة على الوضع الأمني وقد شلت من الداخل من قبل المجموعات المسلحة, وبعدما أصبح واضحاً أن الفريقين المتصارعين حزب الله (مدعوماً من إيران وسورية) وإسرائيل, لم يتمكنا من التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار على الرغم من دعوات المجتمع الدولي.

وبعد الأخذ في الاعتبار بأن الاستمرار في إطلاق صواريخ بعيدة المدى من قبل حزب الله على إسرائيل, سيؤدي إلى ردود مؤذية من قبل إسرائيل على الأراضي اللبنانية تشكل خطراً على المدنيين في جانبي الحدود, وبعدما وصلتنا معلومات حول عزم حزب الله على محاولة التسلل إلى مناطق مدنية غير معاقله السابقة في لبنان, وأن الرئيس اللبناني المجدد له والموالي لسورية يحاول أن يأمر وحدات من الجيش اللبناني بالاشتراك في القتال إلى جانب حزب الله, ضد رغبة الحكومة المنتخبة ديمقراطياً, وتوقعا للأخطار الناتجة عن هكذا تطور على أمن الشعب اللبناني.

وبعد الملاحظة بأن النظام الإيراني الذي يواجه تحقيقاً دولياً حول برنامجه النووي, وسورية التي تواجه أيضاً تحقيقاً دولياً حول اغتيال الرئيس الحريري, وهما تعهدتا علناً بالتدخل في الصراع الحالي حتى بإرسال انتحاريين كما صرح بذلك أحد كبار الزعماء السياسيين الإيرانيين, وأيضاً تطوع جماعة تنظيم القاعدة الإرهابي بالمشاركة في الأعمال الإرهابية في لبنان كما جاء بشريط الفيديو الذي يظهر فيه أيمن الظواهري الرجل الثاني في التنظيم.

يطلب المجلس واللجنة من مجلس الأمن تنفيذ البند السابع لمواجهة التهديد الحقيقي للأمن العالمي ولمساعدة مدنيين في وقت تشل فيه قدرات الحكومة من الداخل وبسبب الصراع الدائر.

أعزاءنا أعضاء مجلس الأمن الدولي

نتشرف بإرسال مسودة قرار حضرت من قبل فريق من الخبراء رأسه مستشارنا القانوني البروفيسور وليد فارس وهو بعنوان: »الوضع في لبنان: فرض تجريد وحل الميليشيات في لبنان والأمن على الخط الأزرق والحدود اللبنانية-السورية«.

إن مجلس الأمن بناء على قراراته السابقة وتصاريح رؤسائه حول الوضع في لبنان والشرق الأوسط, وخاصة القرارات 425 (1978), 520 (1982), 1310 (2000), 1559 (2004), 1680 (2006) مرحباً بانسحاب الجيش السوري من لبنان كخطوة مهمة نحو الاستقرار في لبنان والمنطقة.

ينظر بكثير من الاهتمام الى الخسائر المدنية في لبنان واسرائيل وخصوصاً تدمير البنى التحتية في لبنان كنتيجة للعنف الاخير عبر الخط الازرق.

ويقلق من العبء الاقتصادي الذي ستواجهه الحكومة اللبنانية في عملية الاهتمام بالمهجرين واعادة التعمير.

ويستوعب التطلعات الشرعية لحكومة لبنان وشعبه وانتشاره في تأمين استقرار طويل الامد متحرراً من اي تدخل او احتلال لاراضيه. ويعرف بأن استمرار وجود عناصر مسلحة غير شرعية بما في ذلك ارهابيون وميليشيات مسلحة ورجال استخبارات اجانب في لبنان قد شكلت ولا تزال تشكل خطراً على السلم والامن الدوليين وخصوصاً على اعادة الاعمار والاستقرار في لبنان نفسه.

مقتنعاً بأنها عملية مضمونة ومنفذة دولياً لتجريد وتفكيك المجموعات المسلحة والمليشيات ستؤدي بشكل ملحوظ لعودة سلطة وسيادة الحكومة اللبنانية على اراضيها والى استقرار طويل الامد في المنطقة كما يطلب القرار 1559 كما يعرف ضرورة ترسيم الحدود الفوري بين لبنان وكل من سورية واسرائيل.

وتطالب المسودة مجلس الامن بما يلي:

1- يحث كل الدول القادرة على مساعدة حكومة لبنان في جهودها لاعادة اعمار البنى التحتية وتعهد الضحايا وشطب الديون الدولية.

2- يقترح على الامين العام من اجل تنفيذ القرار 1680 ان يحضر فريقا دوليا من الخبراء لتوجيه ومساعدة الحكومة اللبنانية والسورية لانهاء ترسيم الحدود بينهما في مهلة اقصاها هذا العام .2006

3- يطلب من الامين العام تحضير فريق مماثل من الخبراء كما في الفقرة اعلاه لمساعدة حكومتي لبنان واسرائيل لانهاء ترسيم الحدود بينهما في مهلة اقصاها .2006

العمل بموجب الفصل السابع:

1- يقرر بأنه ولكي ينفذ القرار 1559 ويتأمن الاستقرار الطويل الامد في لبنان والمنطقة يجب نشر قوة دولية بأسرع ما يمكن على طول الجانب اللبناني من الخط الازرق.

2- يقرر بأن مهمة هذه القوة الدولية هي تأمين الامن على طول الخط الازرق بشتى الوسائل.

3- يقرر بان هذه القوة الدولية ستحل محل قوات اليونيفيل وتأخذ اماكنها ومناطق عملها بحسب جدول زمني تقرره الامم المتحدة.

4- يقرر ايضا تأليف قوات مراقبة من الامم المتحدة تنتشر بالتنسيق مع الجيش اللبناني على طول الحدود اللبنانية السورية.

5- يقرر وضع الجيش اللبناني او بعض وحداته تحت قيادة الامم المتحدة المباشرة للمساعدة في الانتشار على الحدود مع سورية وتأمين محور الاتصال اللوجيستي مع مطارات وموانئ آمنة تكون حمايتها موضوعة تحت الاشراف المباشر للقيادة الدولية. كما تؤمن الامم المتحدة الموارد اللازمة لتجهيز هذه الفرق الموضوعة تحت اشرافها.

6- يقرر وضع حظر على شحن الاسلحة الى الاراضي اللبنانية ويطلب من جميع الدول التوقف عن اي تدخل عسكري علني او غير علني يخرق الاجواء المياه او الاراضي اللبنانية ويمنع بيع او امداد اي فريق غير الجيش اللبناني, بواسطة اراضي هذه الدول او في بواخر او طائرات تحمل اعلامها بأي نوع من الاسلحة والذخائر خصوصاً الالغام والمتفجرات والصواريخ والآليات والعتاد العسكري وقطع الغيار حتى وان لم يكن مصدرها الاساسي من اراضي هذه الدولة.

7- يقرر ان على جميع الدول اتخاذ الاجراءات المناسبة لمنع امداد وتدريب وتمويل او مساعدة في تصنيع او صيانة كل ما يتعلق بالفقرة اعلاه لغير الجيش اللبناني.

8- ويؤكد على ان التدابير اعلاه لا تشمل كل ما يتعلق بالجيش اللبناني او قوات الطوارئ والمراقبة الدولية.

9- يقرر انه على جميع الدول اتخاذ الاجراءات المناسبة لمنع دخول العناصر التي تنوي التشويش على السلم والاستقرار في لبنان والمنطقة من اراضيها.

يطلب من الامين العام للامم المتحدة ان يعلم المجلس خلال فترة... شهراً عن التطورات والعمليات التي تقوم بها قوة المراقبة كما القوة الدولية.

11- يطلب الى الامين العام الاتفاق مع حكومة لبنان على جدولة زمنية لتجريد كل المليشيات والمجموعات المسلحة العاملة على ارض لبنان واعلام المجلس في مهلة لا تتعدى... 2006 عن تفاصيل هذه الجولة ومطالب الحكومة اللبنانية المحددة والتي تتضمن استعمال القوات الدولية لانهاء هذه المهمة كاملة.

12- يقرر تشكيل لجنة للتحقيق مع عناصر المليشيات والحكومات الاجنبية في مسؤولية اشعال هذه الحرب منذ 12 من تموز 2006 ومعاقبة المسؤولين بحسب القانون الدولي وتغريمهم بما لحق من اضرار بسبب هذا الصراع وما يلزم لتصليحه.

13- يطلب من الامين العام تقديم تقرير عن تنفيذ هذا القرار خلال... شهراً يتضمن مطالب الحكومة اللبنانية لتأمين اعادة بناء البنى التحتية ومعالجة الضحايا المدنية.

14- يقرر ملاحقة هذا الموضوع بشكل مستمر.

 

غوكسيل: الخطة الأميركية لنشر قوة في لبنان "لن تفلح"

بيروت- أ.ف.ب: قال تيمور غوكسيل الخبير في شؤون المنطقة والمستشار السابق للامم المتحدة في لبنان ان الخطط التي تدعمها الولايات المتحدة لنشر قوة ارساء سلام في جنوب لبنان ليست سوى ضمادة لمعالجة النزاع بين حزب الله واسرائيل. وقال غوكسيل الذي عمل مع الأمم المتحدة 24 عاماً, في حديث مع وكالة فرانس برس ان ديبلوماسية خلاقة هي وحدها الكفيلة بانهاء النزاع الذي كلف حياة مئات المدنيين في لبنان منذ بدء العمليات العسكرية الاسرائيلية ضد ذلك البلد في 12 يوليو. واوضح غوكسيل الذي عمل متحدثاً باسم قوات الطوارئ الدولية »يونيفيل« من 1979 الى 2003 ان الفكرة في وضعها الحالي لن تفلح وافضل ما يمكن ان تحققه هو شراء الوقت وتهدئة الخواطر. واضاف غوكسيل الذي يعرف جنوب لبنان اكثر من اي شخص اخر باستثناء حزب الله ربما ان نشر مثل تلك القوة »ضمادة وليست حلاً«. ورأى غوكسيل انه يمكن تعزيز قوة الطوارئ الدولية في جنوب لبنان لتصبح قوة حفظ سلام مقبولة من قبل كل الاطراف اللبنانية, مضيفاً ان حزب الله »يمكن ان يقبل ذلك لكن اسرائيل تريد قوة قتالية«. وحذر من ان قوة ردع حسب المفهوم الاميركي والبريطاني تقوم بنزع سلاح حزب الله وتمنعه من اعادة التزود بالاسلحة من الجهات التي تدعمه في سورية وايران ستكون »قوة احتلال«.

يذكر انه بعد عام من غزو اسرائيل للبنان في 1982 قتل 241 من عناصر مشاة البحرية الاميركية »المارينز« في هجوم انتحاري في بيروت كما قتل 58 من المظليين الفرنسيين التابعين للقوة المتعددة للجنسيات نفسها في هجوم مماثل على ثكناتهم. ورأى غوكسيل ان طريق السلام يمر من دمشق وقال »اذا كان احد يعتقد ان قوة فعالة ستنتج عن ذلك دون كلمة ودية من دمشق, فانه لا يعرف الشرق الاوسط«, مضيفاً »اذا اردت معروفاً من سورية فعليك ان تدفع مقابله«. وضرب مثلاً على ذلك الديبلوماسية الغربية التي شملت فرنسا كذلك التي اوقفت عملية »عناقيد الغضب« العسكرية التي شنتها اسرائيل على جنوب لبنان عام 1996 . وقال »بعد زيارات متعددة الى دمشق قام بها وزير الخارجية الاميركي السابق وارن كريستوفر تم انشاء مجموعة مراقبة من دول غربية واطراف النزاع بهدف حماية ارواح المدنيين واثبتت تلك المجموعة فعاليتها«. وتأتي تصريحات غوكسل بعد زيارة قامت بها وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الى المنطقة في مسعى جديد لايجاد حل للازمة في لبنان وقبل اجتماع لمجلس الامن اليوم الاثنين لاتخاذ قرار حول حجم وتركيبة وصلاحيات القوة المتعددة الجنسيات التي يقترح نشرها في لبنان.

الدول المارقة في انتظار النتيجة

إيران تستغل النزاع في لبنان لتحقيق طموحاتها النووية

واشنطن - يو.بي.أي: تستغل ايران النزاع بين اسرائيل وحزب الله من اجل معرفة مدى تأثيرها على المجتمع الدولي, في اطار سعيها لتحقيق طموحاتها النووية. وقال بيتر بروكس من مركز شؤون الامن القومي التابع لمؤسسة هيريتاج »اذا لم يستطع المجتمع الدولي التعامل بفعالية مع حزب الله, فإن ذلك لن يقوي مركز ايران فقط, بل وبقية الدول المارقة في العالم مثل سورية وكوريا الشمالية«. وأضاف بروكس اذا خرج حزب الله بنتيجة ايجابية من مواجهته مع اسرائيل فإن ذلك سيشجع مجموعات ارهابية اخرى على تجنيد المزيد من المقاتلين والحصول على الدعم المالي الذي تحتاجه. ومنذ ان اندلع القتال بين اسرائيل وحزب الله المدعوم من ايران منذ اسبوعين لقي نحو 51 اسرائيليا وما لا يقل عن 600 لبناني مصرعهم, معظمهم من المدنيين, بالاضافة الى تهجير نحو 800 ألف شخص من منازلهم. وأدى القصف الاسرائيلي العنيف الى تدمير قسم كبير من البنى التحتية في لبنان, وهدد بالقضاء على التقدم الذي تم احرازه منذ العام الماضي عندما تمكنت ثورة الأرز من اخراج سورية من لبنان, وإعطاء بعض الدفع للعملية الديمقراطية الهشة في هذا البلد. وقد يؤدي النزاع الى زيادة التدخل السوري والايراني في السياسة اللبنانية, فيما يرى خبراء ان وقف اطلاق النار قد لا يكون في صالح هاتين الدولتين.

وقال بروكس اذا عدنا الى الوضع السابق يمكننا القول ان الحرب بين اسرائيل وحزب الله قد تندلع مرة اخرى.

فقد أدى النزاع الدائر بين اسرائيل وحزب الله الى صرف الانتباه الدولي عن الملف النووي الايراني بعد ان كان قد تصدر جدول اعمال قمة الدول الثماني بسبب التطورات الحالية في الشرق الاوسط.

وقال آرون مانيز مؤلف كتاب »بروفايل أوف تيرور« والاختصاصي في شؤون الارهاب والشرق الاوسط ان الفائدة التي جناها الايرانيون هي ان الملف النووي لم يعد موضوعا مطروحا على الطاولة الآن. لقد تمكنوا من شراء الوقت فيما قال مدير منتدى الشرق الاوسط دانيال بايبز ان ايران تؤثر على حزب الله وهي قد تعرف الكثير عن خططه وانه بإمكان اسرائيل الحاق الهزيمة بحزب الله, ولكن فوائدها من الناحيتين الانسانية والمالية ستفوق اضرارها.واضاف مانيز ان اسرائيل لا تريد قصف لبنان وهم يدركون ان هناك ازمات انسانية, مشيرا الى انه في حالة الاعلان عن وقف اطلاق النار فإن الجانبين, اي حزب الله واسرائيل, سيزعمان انهما كسبا الحرب, مشيرا الى ان عدم تخلص الولايات المتحدة من صدام حسين ابان حرب الخليج الثانية حرمها من نصر حاسم.

وتابع مانيز اذا خرج حزب الله من هذا النزاع ولم يصب زعيمه حسن نصر الله بأذى فان هذه المجموعة ستكسب شعبية في العالم العربي. وأضاف انه في حال هزمت اسرائيل حزب الله فإن ذلك سيشجع ايران على الحصول على اسلحة نووية لحماية نفسها من الغرب.

 

عميد حزب الكتلة الوطنية ربط الأحداث الجارية بتهديدات الأسد بتدمير لبنان بعد خروج قواته

 كارلوس إده لـ "السياسة": المقاومة تستطيع استهداف إسرائيل ولكنها تؤذي لبنان والشعب اللبناني بأسره

كارلوس إده - بيروت - من صبحي الدبيسي:

اعتبر عميد حزب الكتلة الوطنية كارلوس إده أن ما يجري في لبنان اليوم يذكره بكلام الرئيس السوري بشار الأسد, عندما هدد بأنه سيدمر لبنان بعد خروجه منه ولقد نفذ تهديده ولا يعرف إذا كان هناك رابط بين ما قاله الأسد وما يحصل اليوم, وأشار إلى أن "حزب الله" بخطفه الجنديين أعطى إسرائيل العذر الكافي للاعتداء على لبنان. كلام إده جاء في سياق حوار أجرته معه »السياسة«, أفصح فيه عن مذكرة كان قدمها للأمين العام للأمم المتحدة في 27 مايو ,2000 أي بعد يومين من انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان, حذر فيها من بقاء مزارع شبعا قيد الاحتلال, لأن المقاومة ستصر على سلاحها, ما قد يؤدي إلى عودة التوتر إلى الجنوب اللبناني, وإن المقاومة في هذه الحرب تستطيع أن تؤذي إسرائيل بعض الشيء, لكنها تؤذي نفسها وتؤذي لبنان والشعب اللبناني كله.

وقال: إذا كان لدى بعض الأفراد روح الشهادة, فنحن كمسؤولين لا نستطيع أن ننحر الوطن كله, وأن القرار الأخير بفتح المعركة كان له انعكاسات سلبية على لبنان وإن المتضرر الأكبر من هذه الحرب هو النظام الديمقراطي.

إده الذي اعتبر "حزب الله" حليفاً لسورية ولإيران في أفضل الأحوال وليس أداة في أيديهما, رأى أن سلاحه كان بمثابة ورقة ضغط تسمح له بوضع فيتو على كل القرارات التي تم التوافق عليها على طاولة الحوار, لأن "حزب الله" أصبح دولة ضمن الدولة, وأن ما حملته رايس كان أفكاراً وتريد معرفة رأينا فيها.

وحمل إده الجنرال ميشال عون مسؤولية ما جرى, متسائلاً ما إذا كان نصر الله أطلعه على توقيت المعركة واتخاذه قرار الحرب وإذا كان لا يعلم فما معنى هذا التحالف وهل هو مع معركة الأمة التي يخوضها "حزب الله".

وفيما نص الحوار:

هل كنت تتوقع عودة الحرب إلى لبنان وحصول هذا الدمار والخراب?

لو عدنا إلى المواقف التي اتخذناها في السنوات الأخيرة عندما كنا نحذر من بقاء السلاح في يد فئة معينة خارج سيطرة الدولة المنبثقة من الشعب, من البديهي أن نصل إلى مثل هذه الأزمة, ولقد كررت ذلك في الفترة الأخيرة وكنت قلقاً جداً مما يجري, ولم نكن نتوقع أزمة من هذا الحجم وبهذا الدمار الكبير وفي هذا التوقيت... ما يجعلنا من ناحية أخرى أن نتذكر كلام الرئيس السوري بشار الأسد عندما هدد بعد خروجه من لبنان بأنه سيدمر لبنان, ولقد نفذ تهديده, ولا أعرف إذا كان هناك علاقة بين ما قاله الرئيس الأسد وما يحصل اليوم.

ردة الفعل العنيفة من قبل إسرائيل, هل كانت بسبب أسر الجنديين من قبل "حزب الله" أم أن هناك مخططاً لتدمير لبنان وقد اتخذت إسرائيل ما جرى ذريعة لتنفيذ مخططها?

هناك عدة خطوط, منها تدمير لبنان ومنها سيطرة سياسية معينة عليه, من ضمن صراع إقليمي. فإذا نظرنا لتوقيت هذه العملية بعد انسحاب الجيش السوري من لبنان من ناحية والضغوطات التي كانت تطالب بتطبيق اتفاق "الطائف" وتسليم السلاح غير الشرعي للسلطة المركزية ومسؤولية سورية عن مقتل الرئيس رفيق الحريري والضغوطات الإقليمية التي مورست من قبل إيران في الآونة الأخيرة, كل هذه الأمور شكلت سبباً لما جرى من دون أن ننسى الطموحات التاريخية للعدو الصهيوني لتدمير لبنان واحتلال جزء من أراضيه, ربما بهذه التصرفات والتحرشات الناجمة عن إطلاق صواريخ مجهولة الهوية وخطف الجنديين نكون قد أعطينا إسرائيل العذر للتدخل العسكري والاعتداء على لبنان.

وفي نفس الوقت وبما أننا نعرف الطبيعة العدوانية للنظام الإسرائيلي كان من الأجدى تجنب هذه الضربة, لا أن نعطيها مبرراً لهذا التدخل العسكري المدمر..

عندما انسحبت إسرائيل من لبنان في 25 مايو عام 2000 أعطي لبنان فرصة ثمينة على طريق قيام الدولة المركزية التي اكتملت بعد خروج سورية, هل برأيك أن لبنان أضاع هذه الفرصة عندما أعطى إسرائيل مبرراً للاعتداء عليه?

عندما انسحبت إسرائيل من الجنوب تركت بعض القضايا التي كانت تتطلب حلاً من بينها مزارع شبعا, وكنت في ذلك التاريخ عدت إلى لبنان في 14 مايو 2000, بعد ثلاثة أيام من وفاة العميد ريمون إده, واستلمت الحزب في 25 مايو, انسحبت إسرائيل في 27 مايو, أرسلت مذكرة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أشرت فيها إلى موضوع مزارع شبعا, ومنذ ذلك الوقت استمر موضوع مزارع شبعا وسلاح المقاومة الشغل الشاغل لنا, لأننا كنا نعتبر أن عدم معالجتها معالجة جذرية ستكون يوماً من الأيام سبباً لعودة التوتر إلى الجنوب اللبناني. وفي فترة وجود الجيش السوري في لبنان لم نكن قادرين على فرض حل لهذه القضايا, لأنها كانت من مصلحة سورية, وهي بمثابة ورقة تستطيع سورية أن تفاوض من خلالها. وعندما وجدنا إمكانية البحث في هذه المشاكل إلى موضوع آخر فأصبح الحزب يتمسك بسلاحه لتحرير مزارع شبعا وتحرير الأسرى. وعندما حكي عن إمكانية علاج هذين الأمرين بدأت تتسع رقعة الشروط وأصبحنا نفهم بأن هذا السلاح ليس له علاقة بالقضايا اللبنانية بل هو على علاقة بميزان القوى داخل لبنان وبميزان القوى الإقليمية.

هل تعتبر أن "حزب الله" ورط نفسه بهذه المشكلة عن قصد, أم أنه أصبح أداة في أيدي قوى خارجية ولا يستطيع أن يتحرر منها, لا سيما أن إسرائيل كانت قد انسحبت من لبنان وكان باستطاعته أن يحول نفوذه العسكري في الجنوب إلى ورشة إعمار ليصبح حزباً سياسياً مثله مثل باقي الأحزاب اللبنانية, لماذا هذا التوقيت ولماذا أقحم نفسه في معركة غير متكافئة? هل ما جرى كان تحت عنوان تحرير الأمة أم أن سورية وإيران ضغطتا عليه لفتح المعركة في هذا الوقت?

يوجد عدة أمور لمواجهة خصم أو عدو.. هناك الخيار العسكري, والخيار الاقتصادي. نحن نعرف بقدر ما تستطيع المقاومة أن تؤذي إسرائيل فإن إسرائيل تستطيع أيضاً أن تؤذي المقاومة, ومن ورائها الشعب اللبناني كله وفي النهاية إذا كان عند بعض الأفراد روح الشهادة ولكن كمجتمع وكمسؤولين لا نستطيع أن ننحر الوطن كله. فلو قوينا لبنان اقتصادياً واجتماعياً وواجهنا إسرائيل بهذه الطريقة, لكنا نافسنا إسرائيل على المدى الطويل كان بالإمكان تأجيل المعركة إلى ظروف متكافئة أكثر, ما أظهر أن إسرائيل هي المعتدى عليها وليس نحن من اعتدى عليها, كما حصل هذه المرة. وما يجعلنا نعتقد أكثر وأكثر أن القرار الأخير لفتح المعركة كان له انعكاسات سلبية على لبنان ولا أرى أي مصلحة للبنان وللشعب اللبناني وللشعب الجنوبي بالتحديد من هذه الحرب, وعندما يهدأ المدفع ويبدأ البحث في الربح والخسارة سيتأكد لنا أن "حزب الله" ربح شيئاً ولكن على حساب خسارة كبيرة للشعب اللبناني, وأعتقد أن أكبر ضحية في هذه الأزمة هي للنظام الديمقراطي القائم في لبنان.

أما بالنسبة للشق الثاني من السؤال فإن "حزب الله" ليس رهينة لسورية ولإيران وبرأيي أنه في أحسن الأحوال حليف لا يستطيع الخروج من تحالفه معهما..

كقوى 14 آذار هل كنتم على بينة من حجم المقاومة, وهل كانت لجنة الحوار متضررة عندما جرى البحث في ستراتيجية المقاومة? ولماذا لم يضع السيد نصر الله المتحاورين في أجواء فتح المعركة مع إسرائيل?

كما سمعت وقرأت في الصحف كان ثمة قلق من هذا الموضوع وأعتقد أن الرئيس فؤاد السنيورة تطرق إلى هذا الأمر مع السيد حسن فأعطاه تطميناً بأن الحزب لا يمكن أن يقوم بعمل عسكري يؤدي إلى ضرب موسم الاصطياف والسياحة في لبنان. وبرأيي لا أعتقد بأن السيد حسن نصر الله نكث وعده لوحده وذهب عكس ما تعهد به لرئيس الحكومة واتخذ هذه المبادرة. ومن ناحية أخرى نحن كانت لدينا ملاحظات على الحوار قبل أن يبدأ, لأنه كان حواراً مع أشخاص لا يمكن أن تبدل في مواقفها حول القضايا الأساسية.. لا يمكن أن نكون أغبياء. سلاح "حزب الله" ورقة أساسية للمقاومة, وهي بمثابة ورقة ضغط تسمح للحزب بوضع فيتو على كل القرارات الأساسية, وأنا لا أعتقد أن أحداً كان يريد أن ينزع سلاح "حزب الله" بالقوة... فيما هم كانوا متمسكين بسلاحهم ولم يعترفوا بقرارات السلطة المركزية وأنهم قادرون على استخدام هذا السلاح شاء الشعب اللبناني أو أبى. وأصبح الحزب دولة ضمن الدولة ويفاوض مع السلطة المركزية على القضايا الثانوية..

هل كنت تعتقد أن "حزب الله" يملك هذا النوع من الأسلحة التي استخدمها في هذه الحرب?

المعلومات التي كانت تأتينا بشكل دائم حول السلاح الذي كان بحوزة "حزب الله" والذي كان يرسل إليه في الآونة الأخيرة والتسريع في عملية التسلح كان مثار قلق بالنسبة إلينا, وكنا نبحثه في اجتماعاتنا الداخلية, حتى إن المسؤولين كانوا دائماً يبحثون هذا الموضوع مع القيادات الأمنية من جيش وقوى أمنية. ومن جهة أخرى كنا نعلم أشياء كثيرة عنهم من خلال التدريبات التي كانوا يقومون بها, كما شاهدنا تطورهم القتالي من خلال العمليات التي كانوا يقومون بها في فترة التسعينيات قبل التحرير وكنا نعرف أن "حزب الله" وبشهادة إسرائيل قادر على القتال والمواجهة.

هل كنت تتخوف من استخدام "حزب الله" لسلاحه في الداخل فيما لو لم تحصل هذه المعركة?

كنت ولا أزال أتخوف من هذا الموضوع لسبب بسيط, السلاح يعطي قدرة والقدرة تجعل صاحبها يعيش نشوة العظمة رغم تأكيدنا أن "حزب الله" لم يفعل ذلك في الماضي, لكن أي قوة مسلحة تعتبر بأنها الأقوى سواء في المفاوضات أو خارجها, لأنها وحدها تستطيع فرض شروط حتى ولو كان الحق إلى جانبك. فإذا لم يكن عندك القدرة لتدافع عن هذا الحق فالحق لوحده لا يوصلك إلى شيء.

ماذا قالت لكم كوندوليزا رايس خلال اجتماعكم بها في عوكر?

معظم المعلومات التي كتبت في الصحف وقيلت في وسائل الإعلام هي نفسها التي تم بحثها وهي أرادت الوقوف على وجهة نظرنا من النقاط التي جاءت من أجلها وكل واحد منا عبر عن وجهة نظره في هذا الأمر.

وماذا كانت وجهة نظركم في موضوع الحل?

طبعاً تكلمنا عن انعكاسات الحرب على الشعب اللبناني وعلى الوضع الإنساني, وفي هول الدمار الذي حل بالبلد وكيفية إعادة إعمار البنى التحتية وفي موضوع الثقة بين الناس خاصة بين النازحين والمقيمين وحول الضمانات التي تكفل سلامة الناس.

هل تتوقع أن تطول فترة الحرب?

في هذا العنف الذي شهدناه لا أتوقع استمرارها ولكننا بحاجة لحلحلة سياسية جذرية, رغم اقتناعي بأننا سنكون أمام أزمة طويلة وأنا أخاف من فترة ما بعد الحرب وأعتقد بأنها ستكون أصعب.

هل ستحاسبون كفريق 14 آذار "حزب الله" على إدخاله لبنان في حرب غير متكافئة?

لغاية الآن لم نبحث في هذا الموضوع, تركيزنا على الناحية الإنسانية ووقف الحرب, وبرأيي إن المحاسبة أمر طبيعي في مجتمع يتغنى بالديمقراطية وما يميز النظام الديمقراطي عن غيره من الأنظمة أن الشعب هو المرجعية الأعلى, وهذه المرجعية ممثلة في المجلس النيابي والكل يجب أن يقدموا حساباتهم أمام مسؤولي الشعب لمعرفة مقومات الربح والخسارة.. ومن الضروري أن يقدم أحدهم للمحاسبة على ما حل في الناس من ألم وموت ودمار من ويلات الحرب. وكما ذكرت في بداية الحوار قد يخرج "حزب الله" من هذه المعركة رابحاً بعض الشيء ولكن الشعب اللبناني هو المتضرر الأكبر.

إذا حصل وقف إطلاق نار ولم تستطع الدولة سحب سلاح "حزب الله", ألا يبقى الخوف قائماً بالنسبة لقيام لبنان دولة ديمقراطية?

بحرب أو من دونها مع وقف إطلاق النار أو من دونه نحن نبهنا إلى هذا الموضوع منذ انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان في العام 2000, وما زلنا على موقفنا لا يمكن لأي دولة أن تقوم مع فئة سياسية معينة تمتلك السلاح وتنافس سلطة الدولة. فلا يوجد بلد في العالم يعيش نفس حالة لبنان.

هل تعتقد أن تحالف "حزب الله" مع "التيار الوطني الحر" بزعامة العماد ميشال عون أمن الغطاء المسيحي لمثل هذه العملية?

أنا أحمل الجنرال عون مسؤولية ما جرى ويجري, لكنها مسؤولية ثانوية, لأنه بخروجه من 14 آذار بعد انسحاب سورية من لبنان وتحالفه مع القوى الموالية لها, أضعفت إمكانية 14 آذار من أن تربح الانتخابات بطريقة شاملة وتقوم بالإنجازات المطلوبة للتغيير, وأحب أن أذكر للتاريخ أنني وبخلال ثلاثة اجتماعات مع الجنرال عون في باريس وكنت أحاول إقناعه للدخول في جبهة القوى التي كانت تنظم نفسها لمواجهة الوجود السوري, النقطة الأساسية التي كان يستخدمها كعذر لي كي لا يدخل في هذه الجبهة مطالبة قوى "البريستول" اتخاذ مبادرة لتسليم سلاح المقاومة, وأنا مستعد للشهادة في هذا الموضوع. إذ كان سلاح المقاومة هو النقطة الأساسية التي تمنعه من الانضمام إلى فريق 14 آذار, وبعدها حصلت الانتخابات وتحالف مع حلفاء سورية وخرج نهائياً من جبهة 14 آذار, ما أضعف الفريق الذي كان يطالب باستقلال لبنان. وبعد ذلك تحالف مع "حزب الله", الأمر الذي منع فريق 14 آذار من تحقيق أهدافه التغييرية. ثم إن تحالفه مع "حزب الله" أعطى الأخير غطاء خارج إطار الطائفة الشيعية, وهنا لا بد من توجيه السؤال للجنرال عون ليعطينا جواباً واضحاً, هل الجنرال كان على علم بما جرى أم لا?.. إذا كان يعلم ذلك ولم يبلغ عنه فهذا سيحتم عليه نتائج معينة, أما إذا كان ليس على علم بما جرى فما معنى هذا التحالف الذي أقامه مع "حزب الله"? وماذا قدم "حزب الله" للجنرال عون في أن يتخذ قرار الحرب من دون أن يضع حليفه في أجواء ما حصل.. وهل عون هو جزء من هذه الأمة اللبنانية التي تكلم عنها السيد نصر الله وقال بأنه يخوض معركة الأمة شاء اللبنانيون أو أبوا? وأخيراً هل يقبل الجنرال أن يكون شاهد زور في سياسة حليفه الأقوى.. أعتقد أن هذه الأسئلة هي في ذهن كل الناس..

ماذا سيكون مصير فريق 14 آذار بعد هذه الحرب, هل سيبقى قوياً ومتماسكاً أم سيضعف? وبالتالي ماذا سيكون مصير التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الحريري وتشكيل المحكمة الدولية?

14 آذار يجمع قوى لا تستخدم العنف وليست مستعدة للدخول في حرب مع أحد, تملك خطاباً عقلانياً لبناء الدولة العصرية وإعطاء المجتمع الدولي صورة حضارية عن لبنان كوطن ديمقراطي يعيش سلاماً داخلياً, ومتمسكة بالقضايا الوطنية والعربية.. مصير التحقيق في جريمة الرئيس الحريري سيكمل طريقه والمحكمة الدولية تشق طريقها لمحاسبة الجناة ومسيرة التحرير مكملة طريقها ولا بد أن نصل في يوم ما إلى ما كنا أعلناه سابقاً.

هل تعتقد أن نتيجة الحرب ستعيد الفوضى إلى لبنان وتفتح السجون ويخرج الضباط الأربعة المتورطون بقتل الرئيس الحريري?

إن شاء الله لا نصل إلى هذه الفوضى لا اليوم ولا بعد مئة سنة.

 

يتوقع أن تستخدمها إسرائيل في حربها المفتوحة على المقاومة اللبنانية

القنابل الخارقة للتحصينات تحت الأرض... ثورة في عالم التصنيع الحربي

تعرف القنابل الخارقة للتحصينات اصطلاحا ب¯ (EPW)Earth Penetrating Weapons و هي مصممة لتصطدم بالأرض بسرعة عالية لتخترق السطح الى العمق و تنفجر بعد ذلك فيه. مثل هذه القنابل يمكن تحميلها في صواريخ قصيرة المدى عبر طائرات خاصة, كطائرات الشبح (B2 Stealth) أو طائرات (F-111) و (F-15) و هي الطريقة الشائعة و الأكثر فاعلية. تم تطوير هذه القنابل في حرب "عاصفة الصحراء" على العراق خلال اسابيع قليلة وذلك من اجل ضرب مراكز القيادة والتحكم العراقية تحت الارض. فقبل ان يتم تصنيع هذه القنابل, كان من غير الممكن لأي قنابل اختراق التحصينات تحت الارض لكن بعد الحرب الاميركية على العراق في العام 1991 أصبح الأمر مغايرا.

أنواع القنابل الخارقة للتحصينات التحت أرضية

تتألف القنابل الخارقة للتحصينات من نوعين:

- الاول وهو من نوع القنابل التقليدية Conventional Bunker Buster, و تعرف اكبر فئتين منه باسم (GBU-28) و(GBU-37) و هما تعتمدان نفس الهيكل لكن مع أنظمة توجيه مختلفة وقدرة على اختراق الأرض بعمق 30 مترا .

- النوع الثاني هو من نوع القنابل النووية التكتيكية التي تعرف باسم Nuclear Bunker Buster و تتميز عن الأخرى برأس رفيع مثل B61-11 , و بقدرة اختراق اقل من النوع التقليدي اي حوالي 2 الى 3 أمتار و لكن بمفعول أكبر بكثير, حيث يعمل على توليد موجات طاقة باستطاعتها تحطيم تحصينات تحت أرضية على مسافة 70 مترا تقريبا.

هيكل القنبلة و نظام التوجيه

بالنسبة الى هيكل القنبلة (GBU-28) التي تمتلك رأسا تفجيريا يعرف باسم (BLU-113) فهو على شكل انبوب يبلغ قطره حوالي ثلث متر (36.8 سنتم) و طوله حوالي 4 أمتار و يبلغ وزن القنبلة أكثر من 2 طن تقريبا مع امكانية حمله حوالي 300 كلغ من المتفجرات الشديدة القوة. اما عن وسائل القائها فهي تتم عادة عبر الطائرات و باستطاعتها اختراق الارض بعمق 30 مترا, و الاسمنت المسلح بعمق 6 أمتار.

القنبلة (GBU-28) تستخدم نظام توجيه يعتمد على الليزر فيما تعتمد القنبلة (GBU-37) على نظام التوجيه العالمي مما يجعلها اكثر دقة في اصابة الهدف من النوع الأول و مما يمكنها ايضا من العمل في جميع الظروف الجوية مهما بلغت رداءتها.

كيفية عمل القنبلة

من خلال الوصف الدقيق اعلاه, يمكننا ان نفهم طريقة عمل هذه القنبلة التي تعتمد في مفهومها على اساسيات الفيزياء. اذ تمتلك هذه القنبلة انبوبا شديد القوة و هو ضيق جدا نسبة الى طوله و هو ثقيل جدا أيضا. من هذا المنطلق فانه عندما يتم القاء القنبلة من الطائرة, يعمل هذا الانبوب على تطوير سرعة عالية جدا و بالتالي على توليد طاقة حركية كبيرة (K.E.) اثناء سقوطها.

فالقنابل الخارقة للتحصينات تخترق الأرض بعدة امتار قبل ان تنفجر وتقوم القشرة الارضيئة بالحد من سرعة و عمق الاختراق الذي تسببه القنبلة لكن الانفجار التي تحدثه القنبلة في داخل الأرض بدلا من سطحها يعمل على نقل كمية كبيرة من طاقة الانفجار الى عمق الأرض مما من شانه ان يؤدي الى تشكيل موجات طاقة قوية جدا تعمل على الامتداد و تدمير التحصينات التحت أرضية .

على سبيل المثال, فان تفجير 10 كيلوطن عل عمق يصل الى متر واحد فقط من شانه ان يزيد من القوة التدميرية والتفجيرية بنسبة 20 ضعفا فيما لو كان هذا التفجير على سطح الأرض. بمعنى آخر فان تفجير 10 كيلو طن بعمق متر واحد يساوي في قوته التدميرية تفجير 200 كيلو طن على سطح الأرض و 320 كيلو طن فيما لو كان العمق 5 امتار.

الاعتماد على اليورانيوم المنضب

وقد تم الاخذ بعين الاعتبار اثناء تطويرها 3خيارات:

- الخيار الأول: زيادة حجم ووزن القنبلة فكلما زاد الوزن زادت الطاقة الحركية لها و بالتالي قوتها التدميرية عند اختراقها للهدف.

- الخيار الثاني: تقليل قطر القنبلة وبالتالي جعل قدرتها على الاختراق أكبر و اعمق سواء للتربة او للباطون المسلح.

- الخيار الثالث: تطوير سرعة القنبلة لزيادة ومضاعفة طاقتها الحركية عبر زيادة حجم محرك الدفع.

تم التوصل فيما بعد الى انه لزيادة حجم هذه القنبلة مع المحافظة على مواصفاتها فانه يجب استخدام مادة أثقل من مادة الفولاذ. الرصاص أثقل من الفولاذ ولكنه لين وبالتالي سيكون عديم الفائدة اثناء اختراقه للأرض و بالتالي هناك مادة واحدة لها خصائص القوة والكثافة وهي اليورانيوم المنضب التي تمتلك ثلاث خصائص اساسية تساعدها في أن تكون أكثر فعالية:

الكثافة: اليورانيوم المنضب أكثر كثافة ب¯ 1.7 مرات من الرصاص, و ب¯ 2.4 مرة من الفولاذ.

- القوة: يتمتع اليورانيوم بقوة كبيرة.

- الاشتعال: يتمتع اليورانيوم المنضب بخاصية الاحراق و هو بهذه الخاصية يشبه الماغنيزيوم. فاذا ما تم تعريض اليورانيوم المنضب للأوكسيجين (الهواء العادي) فانه يحترق بشكل كبير وعندما يحترق في داخل الهدف فهذا يزيد من خصائصه التدميرية.

الأماكن التي تم استخدام القنبلة فيها

تم تطويرهذه القنبلة أساسا و انتاجها و استخدامها في العام 1991 اثر حرب "عاصفة الصحراء" لمواجهة التحصينات العراقية ومراكز القيادة و التحكم للجيش العراقي و قد أحدثت الكثير من الخسائر البشرية في صفوف الجيش العراقي, ثم تم استخدام هذه القنبلة وسلسلتها في الحرب على يوغوسلافيا السابقة ابان عهد سلوبودان ميلوسيفيتش من قبل القوات الاميركية.

أما النسخة المطورة الموجودة حاليا من هذه القنبلة فقد تم زيادة حجم استخدامها بشكل كبير و مخيف في أفغانستان بداية, حيث ارتكبت العديد من المجازر التي لم تستطع الكاميرات تصويرها او نقلها للعالم و ذلك لتدمير المخابئ والسراديب التي تم حفرها في الجبال ابان الحرب مع الاتحاد السوفيتي اما لتخزين الأسلحة والذخائر واما لتمركز قيادات المقاومة و المجاهدين. ثم تم استخدام هذه القنابل في حرب احتلال العراق في العام 2003 حيث تم استخدام هذه القنبلة بكميات كبيرة جدا للاعتماد على قوتها الحارقة عبر اليورانيوم المنضب ضد تحصينات مراكز القيادة العراقية و من ثم تم استخدامها في الفلوجة ضد المجاهدين كما تشير الى ذلك العديد من التقارير و كما نقل فيلم تصويري تم تسريبه الى وسائل الاعلام آنذاك.

اسرائيل والقنابل الخارقة للتحصينات

تعتبر اسرائيل الدولة الوحيدة التي حصلت على عدد من هذه القنابل من الولايات المتحدة الاميركية. ففي العام 2004, طلبت اسرائيل من أميركا بيعها عددا من هذه القنابل من النوع التقليدي. وبالفعل وافق البنتاغون في العام 2005 على بيع 100 قنبلة نوع GBU-28 لاسرائيل. وقد قيل في حينه ان القنابل هذه تأتي في اطار الاستعداد الاسرائيلي لقصف المواقع النووية الايرانية والتحصينات التابعة لها. و ونقلت صحيفة نيويورك تايمز يوم السبت الماضي عن مسؤولين امريكيين قولهم ان ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش تسرع بتسليم اسرائيل قنابل موجهة بالاقمار الصناعية أي GBU-37 واخرى بالليزر استجابة لطلب اسرائيل في اطار هجومها على لبنان.

باحث مهتم بالشؤون الاستراتيجية(*)alibakeer@hotmail.com 

 

الأمم المتحدة "تأسف" لمجزرة  قانا وتمتنع عن ادانة اسرائيل

 نيويورك ¯ أ.ف.ب: تبنى مجلس الامن اعلانا عبر فيه عن اسفه الشديد لمقتل مدنيين ابرياء في القصف الاسرائيلي على بلدة قانا في جنوب لبنان لكنه لم يدن هذا القصف بسبب معارضة الولايات المتحدة. وقال النص الذي تلاه السفير الفرنسي جان مارك دو لا سابليير الذي تولى مجلس الامن خلال يوليو ان المجلس مصدوم وقلق جدا لقصف قوات الدفاع الاسرائيلية مبنى سكنيا في قانا ما تسبب في مقتل عشرات المدنيين وخصوصا من الاطفال وادى الى جرح كثيرين اخرين. وقتل في قانا اكثر من خمسين مدنيا معظمهم من الاطفال مما اثار استياء كبيرا في العالم. وعبر المجلس في اعلانه عن اسفه الشديد لمقتل هؤلاء الابرياء ومقتل مدنيين في النزاع الراهن وكلف الامين العام كوفي عنان ان يقدم له تقريرا خلال اسبوع حول ظروف هذا الحادث المأساوي.

واعرب المجلس عن قلقه حيال التهديد بتصاعد العنف الذي قد تنجم عنه عواقب جديدة خطيرة على الوضع الانساني وقال انه يدعو الى وقف العنف ويؤكد الضرورة الملحة لتأمين وقف دائم ويمكنه ان يصمد لاطلاق النار.

واكد المجلس تصميمه على العمل من دون اي تأخير على تبني قرار من اجل تسوية دائمة للازمة مستوحيا من الجهود الديبلوماسية الجارية. وكما حصل في منتصف الاسبوع الماضي بعد مقتل اربعة من مراقبي الامم المتحدة في قصف اسرائيلي على جنوب لبنان وبالحاح من الولايات المتحدة الغيت من الاعلان عبارات اشد حزما كانت واردة في صيغ اولية للاعلان وصفت القصف على قانا بانه عمل غير مقبول.

وقال السفير الاميركي جون بولتون في تصريح صحافي نعترض على كل صيغة تستخلص نتائج مبكرة حول ما حصل كذلك حملت واشنطن التي تريد منح اسرائيل مزيدا من الوقت لضرب حزب الله بقوة المجلس على شطب فقرة من الاعلان تطلب وقفا فوريا للاعمال الحربية.

 

روسيا تشجب مماطلة البعض لوقف إطلاق النار وبريطانيا ترفض إدانة مذبحة قانا

 مشروع القرار الفرنسي على طاولة مجلس الأمن ورايس تتحدث عن نهاية الحرب "خلال أيام"

 عواصم - الوكالات: شكل النزاع في لبنان والبرنامج النووي الايراني محور مناقشات جديدة في مجلس الأمن الدولي امس غداة القصف الاسرائيلي على بلدة قانا اللبنانية الذي اسفر عن مقتل 65 مدنيا على الاقل بينهم 32 طفلا. وجرت مشاورات رسمية حول مشروع قرار تقدمت به فرنسا اول من أمس ويدعو الى »وقف فوري للاعمال الحربية«. واثار قصف قانا استياء دوليا واضطر الدولة العبرية لان تعلق 48 ساعة ضرباتها الجوية في لبنان الذي يشهد منذ 12 يوليو نزاعا مسلحا بين اسرائيل وحزب الله اللبناني الشيعي. ويفترض ان يمدد مجلس الامن رسميا اليوم ولمدة شهر مهمة قوة الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان التي تضم نحو الفي جندي لاتاحة الوقت لمناقشة تشكيل قوة دولية اكثر فاعلية. ومن المقرر ان يعقد في مقر الامم المتحدة في نيويورك اجتماع للدول التي يمكن ان تساهم في هذه القوة الدولية المقبلة. وتقدمت فرنسا الاحد بمشروع في هذا الاتجاه ينص خصوصا على ارساء الاسس اللازمة لاتفاق اطار سياسي بهدف»وقف دائم لاطلاق النار وتسوية قابلة للاستمرار«. ويتضمن النص الاجراءات التي يجب اتخاذها لتحقيق ذلك بما فيها نشر قوة دولية شرط موافقة الحكومتين اللبنانية والاسرائيلية والتوصل الى اتفاق مبدئي بينهما حول العناصر الرئيسية لخطة تسوية شاملة. وقال ديبلوماسيون ان النص الفرنسي يمكن ان يشكل اساسا لمناقشات رسمية اولى.

من جانبها قالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ان هناك حاجة ملحة لوقف اطلاق النار بين اسرائيل ولبنان واقرار تسوية طويلة الامد للازمة مؤكدة في الوقت ذاته امكانية انجاز ذلك خلال الاسبوع الجاري.

واضافت رايس في مؤتمر صحافي عقدته في مدينة القدس المحتلة قبيل اختتام زيارتها الى المنطقة سأعود الى الولايات المتحدة وسأعمل على بلورة اتفاق طويل المدى لوقف اطلاق النار. وقالت رايس ان الاتفاق طويل الامد سيكون بناء على ما تم الاتفاق عليه خلال المحادثات التي اجرتها الايام الماضية مع اللبنانيين والاسرائيليين.

وتابعت »نحن ندعو مجلس الأمن التوصل الى اتفاق على اساس وقف اطلاق النار وشروط سياسية للتوصل الى اتفاق طويل المدى وقوة دولية ونحن نعمل على تحقيق وقف اطلاق النار تسانده قوة دولية تابعة لمجلس الأمن«. واكدت على ضرورة فرض لبنان لسيادته على الجنوب وذلك استنادا الى تفهم واضح من أجل اخراج حزب الله من الجنوب مع وجود قوة دولية رادعة لمن يزوده بالاسلحة. ورحبت وزيرة الخارجية بقرار اسرائيل تعليق غاراتها الجوية على لبنان لمدة 48 ساعة للتحقيق في ملابسات المجزرة التي ارتكبتها اسرائيل في قانا امس وراح ضحيتها العشرات من الشهداء. وقال كريستوفر هيل مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ان الولايات المتحدة تسعى الى نشر قوة حفظ سلام »قوية« في لبنان بعد التوتر الجديد اثر مقتل اكثر من خمسين مدنيا لبنانيا في غارة اسرائيلية امس الاحد. وقال هيل ان مجلس الامن الدولي قد يصدر قريبا قرارا يدعو الى نشر قوة دولية في لبنان بعد الغارة على بلدة قانا. وصرح هيل للصحافيين عقب اجتماع مع الرئيس غلوريا ارويو في مانيلا »سيصدر قرار من مجلس الأمن الدولي بخصوص نشر قوة دولية في لبنان وضرورة ان تكون تلك القوة قوية لان التحديات الامنية كبيرة جدا«. واكد هيل ان واشنطن ترغب في فرض وقف لاطلاق النار, الا انه اكد على وجود »تحديات سياسية هائلة« لايمكن معالجتها الا بتحسن الوضع الامني. وقال ان »حكومة الولايات المتحدة وغيرها ستعمل بجد على نشر قوة قوية جدا« على الارض.

في المقابل رفضت روسيا بشدة المنطق والحجج التي تتذرع بها بعض الاطراف بهدف المماطلة بوقف اطلاق النار في لبنان. واعربت وزارة الخارجية الروسية في بيان عن الصدمة والالم الشديد لمأساة بلدة قانا الواقعة في جنوب لبنان والتي خلفت عشرات القتلى اغلبهم من الاطفال. وقال البيان ان »هذه الماساة دلت مرة اخرى على ضرورة الوقف الفوري لاطلاق النار وسفك الدماء في لبنان«. واضاف ان روسيا عملت الى جانب اغلبية اعضاء المجتمع الدولي على تحقيق وقف اطلاق النار ودفع عملية التسوية في الشرق الاوسط. ودان البيان الروسي مجددا جميع الممارسات التي تلحق الضرر بالسكان المدنيين قائلا ان ما يسميه البعض »بالاخطاء« يشكل انتهاكا فظا لابسط قواعد القانون الدولي بما في ذلك الخاصة بحماية ضحايا الحرب والسكان والمدنيين في وقف الحرب.

وفي لندن تناقضت ردود فعل الحكومة البريطانية مع عناوين الاخبار والافتتاحيات في الصحف البريطانية واعربت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت عن اعتقادها بامكانية مناقشة مشروع قرار لوقف الاعمال العدائية في الشرق الاوسط في مجلس الامن الدولي. ورفضت بيكيت التعليق على وزير الخارجية البريطاني السابق جاك سترو الذي وصف العدوان الاسرائيلي »بغير الملائم« محذرة من ان استخدام مفردات معينة قد تدفع لانسحاب اسرائيل من عملية السلام. واضافت في حديث للاذاعة المحلية لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) اننا نعمل على تحقيق وقف اطلاق نار »يدوم لفترة اطول من يوم ونصف« مشيرة الى ان ما جرى امس »شيء مريع جدا« وهو ما سبق لي ان حذرت منه. واوضحت ان استمرار ما يجري الآن سيؤدي الى وقوع المزيد من المآسي ما لم نتمكن من ايقاف ذلك.

ومن جهة اخرى تصدرت انباء وصور مجزرة قانا الصفحات الاولى في وسائل الاعلام البريطانية التي تناولت بالتحليل والتعليق الغارات الجوية الاسرائيلية مدينة مقتل اكثر من 60 مدنيا معظمهم من الاطفال. وتساءلت الكثير من الصحف البريطانية »الى متى ينبغي علينا الصمت على ما يجري في لبنان« حيث طالبت صحيفة (ديلي ميرور) بوقف فوري للحرب كما انتقدت الكثير من الصحف موقف رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير من الازمة ورفضه الدعوة لوقف اطلاق نار فوري. واشارت الصحيفة (الغارديان) الى ان بلير يحاول انقاذ خطته الرامية الى موازنة القوى في لبنان في اعقاب المذبحة الا ان صحيفة (ديلي ميل) تساءلت في افتتاحيتها عما يريد بلير قوله بعد وقوع مجزرة قانا. واعربت الصحيفة عن اسفها لعدم وجود اي دليل على سياسة بريطانية مستقلة او ملامح عدم اتفاق مع الرئيس الاميركي جورج بوش والذي يرغب وبوضوح باعطاء اسرائيل المزيد من الوقت لتحطيم حزب الله. وفي برلين قال المتحدث الرسمي باسم الحكومة الالمانية اولريش فيلهيلم امس ان حكومة بلاده »ترى مؤشرات ايجابية في توقف اسرائيل عن اطلاق النار في لبنان باتجاه تحقيق هدنة بصورة مستمرة«.