المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الإثنين 14/8/2006

ليكن الأعظم فيكم كالأصغر

 

الحكومة اللبنانية ترجىء اجتماعها بسبب خلاف على نزع سلاح حزب الله

أ ف ب - 2006 / 8 / 13

 ارجأت الحكومة اللبنانية اجتماعها الذي كان مقررا اليوم الاحد للبحث في تفاصيل متعلقة بتنفيذ القرار الدولي 1701, بسبب خلاف على نزع سلاح حزب الله, بحسب ما ذكر مصدر وزاري رفض الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس. وقال المصدر "عندما دقت ساعة الحقيقة, رفض حزب الله تسليم سلاحه". واضاف "فضلنا ارجاء الاجتماع لتجنب مواجهة حول هذا الموضوع" داخل المجلس, مشيرا الى ان الارجاء جاء بطلب من رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي يتولى المفاوضات مع حزب الله. واكد مصدر حكومي رسمي ارجاء الاجتماع "في انتظار مزيد من المشاورات", من دون ايضاحات اخرى.

 

الوزير حمادة: حان الوقت لاعطاء الجيش الفرصة التاريخية لاستعادة الجنوب 

 قوى 14 آذار - 2006 / 8 / 13

 اكد وزير الاتصالات مروان حمادة "ان القرار 1701 سيسير نحو التنفيذ ولو مع بعض المخاض الصعب". وقال في اتصال مع برنامج "المجالس بالامانات " من إذاعة "صوت لبنان ": "اذا اردنا جنوب لبنان محررا يجب ألا يبقى فيه سوى لاعب واحد هو الدولة اللبنانية", موضحا "ان هذا لا يعني اخفاء "حزب الله" كقوة سياسية".

اضاف: "حان الوقت لاعطاء الجيش اللبناني الفرصة التاريخية ليستعيد الجنوب"، ودعا الى "عدم العودة الى اللعبة القديمة واعتماد انصاف الحلول التي تؤدي الى استمرار الاحتلال والمواجهة". وشدد على "ان الجيش يتوجه اليوم الى الجنوب ومهمته الاولى الدفاع عن لبنان مدعوم بقرار سياسي". وكشف الوزير حمادة "ان الوضع نوقش بصراحة في اجتماع مجلس الوزراء وباحتضان كلي للمقاومة، واتخذنا القرارات وجرى توزيعها لمصلحة لبنان والمقاومة", مشددا على "ان الحل لن يكون على حساب الحزب او الانتقاص من موقفه، مؤكدا "انه وبعد النجاح السياسي والديبلوماسي للبنان برئاسة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، سيكون هناك تداعيات سياسية لهذه الحرب وعمل لاعادة ترتيب الحياة السياسية".

 

قوى الأكثرية رفضت العودة إلى "تفاهم نيسان" وأكدت استعدادها لمواجهة التداعيات

 "حزب الله" يتهرب من ساعة الحقيقة ويرفض تسليم سلاحه

 بيروت ¯ »السياسة«:عواصم ¯ الوكالات: ارجأت الحكومة اللبنانية اجتماعها مساء امس للبحث في تفاصيل متعلقة بتنفيذ القرار الدولي 1701 بسبب خلاف حول نزع سلاح »حزب الله« بحسب ما اكد مصدر وزاري رفض الكشف عن هويته.  وقال المصدر »عندما دقت ساعة الحقيقة, رفض حزب الله تسليم سلاحه«. واضاف »فضلنا ارجاء الاجتماع لتجنب مواجهة حول هذا الموضوع« داخل المجلس, مشيرا الى ان الارجاء جاء بناء على طلب من رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي يتولى المفاوضات مع »حزب الله«. لكن المكتب الاعلامي لبري افاد »بأن الخبر الذي ورد عن سبب تأجيل جلسة مجلس الوزراء غير صحيح«. واكد مصدر حكومي رسمي ارجاء الاجتماع »في انتظار مزيد من المشاورات«. من دون ايضاحات اخرى ... وكانت فضائية »العربية« الاخبارية نقلت عن مصادر رفيعة المستوى في بيروت ان »حزب الله« ابلغ الحكومة اللبنانية بقراره النهائي بعدم تسليم سلاحه وعدم الانسحاب من مواقعه الحدودية في الجنوب.

وفي هذا السياق حملت الصحف الصادرة امس في لبنان معلومات عن نقاشات حادة حصلت خلال جلسة مجلس الوزراء التي عقدت السبت حول مسألة نزع سلاح حزب الله. وكتبت صحيفة »البلد« نقلا عن مصدر وزاري من الاكثرية النيابية ان الوزير محمد فنيش من حزب الله »اقترح ان يذهب الجيش الى الجنوب وان يفتش عن السلاح لان حزب الله لن يسلم سلاحه«. وقال المصدر ان قائد الجيش العماد ميشال سليمان الذي شارك في جانب من اجتماع الحكومة الاستثنائي اول من امس »رفض ارسال الجيش من دون قرار سياسي«.

كما اشار المصدر نقلا عن وزير يمثل حزب الله قوله »الحزب لن يقبل بذلك (تسليم السلاح) مهما عقد من جلسات«. وكانت الحكومة التي يشارك فيها حزب الله وافقت بالاجماع على القرار الدولي 1701 الذي ينص على »وقف كامل للاعمال الحربية يرتكز خصوصا على وقف فوري من جانب حزب الله لكل هجماته ووقف فوري من جانب اسرائيل لكل عملياتها العسكرية الهجومية«.

ونصت فقرة اخرى على دعوة الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان الى اعداد اقتراحات لتطبيق احكام القرارين 1559 و 1680 »لاسيما منها نزع السلاح وترسيم الحدود الدولية بما في ذلك عبر معالجة مسألة مزارع شبعا«.

وقال الامين العام لحزب الله حسن نصر الله السبت في رسالة متلفزة »عندما يتقرر انتشار الجيش مع قوات اليونيفيل, سيلقى من المقاومة كل التعاون والتسهيل والاستعداد المطلوب«. واضاف ان حزب الله لن »يكون عائقا امام اي قرار تراه الحكومة مناسبا«. وفي حين اعلن استعداده »للالتزام بأي وقت يعلن لوقف الاعمال الحربية«, الامر الذي ينص عليه القرار ,1701 تحدث عن »بنود اخرى« في القرار »نتحفظ عليها ولكن نؤجل الحديث عنها الى بعد ايام والتوصل الجدي الى وقف اطلاق النار«. كما اشار الى ان »هناك بنودا في القرار هي شأن لبناني داخلي يجب ان تناقش في اطار الحكومة وهيئة الحوار الوطني«. من جهتها انتقدت قيادات بارزة في قوى »14 آذار« بشدة مواقف »حزب الله« المتذبذبة وأكدت أنها تستعد للتداعيات السياسية المترتبة على رفض الميليشيا الشيعية تسليم سلاحها.

وشدد الرئيس الأسبق أمين الجميل في تصريح صحافي أمس على رفض الأكثرية العودة إلى »تفاهم نيسان«, وقال: إن »هذه العودة خطيرة جداً ولا يمكن أن نقبل بها لأن ذلك سيبقي الوضع على حاله ما يعني أن النزاع سيبقى قائماً إلى ماشاء الله وعندها يمكن أن نؤسس لحرب جديدة وفتنة جديدة«. وفي ظل هذا الاحتقان السياسي شهدت مدينة الاسكندرية »مواجهة« مصرية-إيرانية, حيث رفض الرئيس المصري حسني مبارك طلباً إيرانياً بتقديم الدعم لحزب الله في المرحلة المقبلة. ونقل موقع »إيلاف« الإخباري الإلكتروني عن مصدر مصري وصفه ب¯»المطلع« أن القيادة المصرية أبلغت وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي أن المنطقة لم تعد تحتمل مزيداً من التوترات, وأن مصر ترى أنه من الحكمة العمل على تهدئة الأمور في الوقت الراهن حتى لا تتصاعد مرة أخرى, وتهدد وجود لبنان كدولة عربية, وتؤثر على سيادته واستقلاله. وأكد المصدر أن أهم ما سمعه الوزير الإيراني خلال لقائه الرئيس مبارك, هو دعوة مصر إلى ضرورة تطبيق القرارات الدولية بالكامل بما فيها اتفاق الطائف والقراران 1559 و1680 والإفراج عن الجنديين الإسرائيليين.

ومضى المصدر السياسي قائلاً إن التزام لبنان بنزع سلاح الميليشيات والتزام إسرائيل بترسيم الحدود بما فيها »مزارع شبعا« وانسحابها من كل الأراضي اللبنانية, سيكون أول خطوة نحو الاستقرار, مؤكداً أن ما حدث في لبنان يهدد الأمن القومي للأمة العربية كلها, وتكراره خطير جداً, مشيرا إلى أن مصر يهمها في المقام الأول الحفاظ على وحدة لبنان الجغرافية وسيادته على أرضه, والمساواة بين طوائفه. واختتم المصدر نفسه قائلاً إن الوزير الإيراني يعلم أن مصر حريصة على التواصل مع إيران, وعلى استمرار جهود تحسين العلاقات بين البلدين, كما تتمنى القاهرة أن تختفي إلى الأبد نغمة »السنة والشيعة« التي بدأت تسود في بعض الدول, وتشغل العرب والمسلمين عن قضاياهم الرئيسية والتحديات التي سيواجهونها إذا ما انشغلوا بقضايا يراد الهاؤهم بها.

وكان متكي رفض في مؤتمر صحافي مع نظيره المصري أحمد أبو الغيط الضغط على »حزب الله« لنزع سلاحه, واكد ان هذه القضية يجب أن تحل عن طريق الاجماع اللبناني. وفي واشنطن أكدت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في اتصال هاتفي أجرته مع رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أن القرار 1701 خطوة مهمة لتفكيك »حزب الله«.

 

رايس: القرار 1701 خطوة مهمة للغاية على طريق تفكيك "حزب الله"

 واشنطن - أ.ش.أ: اعتبرت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ان قرار مجلس الامن الدولي رقم 1701 يعد خطوة مهمة للغاية, »لأن الطريقة المثلى لوقف حزب الله في نهاية الامر لن تتحقق الا عن طريق وجود حكومة لبنانية وجيشها الخاص بجانب قوات دولية قوية تعمل على ضمان عدم استمرار الفراغ الذي وجد بالجنوب على مدى الأعوام الستة الماضية«. وقالت رايس امس في حديث مع شبكة »فوكس نيوز« الاميركية »انه ينبغي وقف حزب الله وعدم السماح له بأن يصبح دولة داخل دولة«. وأضافت, ردا على سؤال بشأن ما اذا كان قرار مجلس الأمن سيمنع اسرائيل من هزيمة حزب الله, »انه لا يوجد شك بأن العمليات العسكرية الاسرائيلية ادت الى الحاق ضرر كبير ببعض قدرات حزب الله وعدد من قياداته«. وحضت على ان تتمتع القوات الدولية التي ستنشر في الجنوب اللبناني بالقوة في تنفيذ ما فوضت به. وأشارت رايس, في ردها على سؤال حول مساندة الادارة الاميركية للحكومة اللبنانية التي أكد عدد من وزرائها علنا تأييدهم لحزب الله الذي تعتبره واشنطن »منظمة ارهابية« الى »ان الحكومة اللبنانية تتضمن في صفوفها وزراء تابعين لحزب الله تم اختيارهم عن طريق الانتخابات الا ان هذه الحكومة اكدت ايضا انها لا يمكن ان تقبل بوجود ميليشيا مسلحة على اراضيها تعمل خارج سلطة الدولة«. وقالت وزيرة الخارجية الاميركية ان الحكومة اللبنانية أكدت ايضا التزامها بقرار الامم المتحدة رقم ..1559 مشيرة الى ان »الولايات المتحدة تسعى لخلق مناخ تتمكن الحكومة اللبنانية من خلاله من الوفاء بالتزاماتها ونزع اسلحة حزب الله«.  

 

إذا ما استمر السنيورة والحريري في ترددهما إزاء تطبيق القرار 1559

 واشنطن ستدعو مجلس الأمن إلى إرسال قوات متعددة الجنسية لتجريد "حزب الله" بالقوة

 لندن ¯ كتب حميد غريافي:السياسة/ كشفت مصادر في القوى السياسية اللبنانية الضاغطة في واشنطن النقاب امس الاحد, عن ان الادارة الاميركية »قد تكون تخلت نهائيا عن فؤاد السنيورة كرئيس للحكومة اللبنانية, وباتت تسعى الى تشكيل حكومة جديدة في لبنان فور انتهاء الاعمال الحربية فيه استنادا الى قرار مقبل لوقف اطلاق شامل للنار وانسحاب القوات الاسرائيلية من لبنان تزامنا مع نزول قوات دولية وارسال الجيش اللبناني للانتشار معها في الجنوب«.

وقالت المصادر ان »خيبة امل الادارة الاميركية من السنيورة ظهرت علنا داخل البيت الابيض ووزارة الخارجية والكونغرس بجناحيه بعد مفاجأته تلك الادارة برفض مشروع القرار الدولي الفرنسي ¯ الاميركي وادخال تعديلات عليه اعتبرت محاولة واضحة لتخفيف الوطأة الدولية عن حزب الله وايران وسورية وللتجاوب مع مطالب هذه الجهات الثلاث, وخصوصا ما يتعلق منها برفض انزال قوات دولية تحت البند السابع من القانون الدولي الذي يجيز لهذه القوات وبالقوة تطبيق مضمون الفقرات الثلاث الواردة في مشروع القرار والمتعلقة كلها بنزع سلاح حزب الله, وهي الفقرة 3 التي تؤكد »انه من الضروري ان تبسط الحكومة اللبنانية سلطتها على كل الاراضي اللبنانية طبقا لبنود القرارين 1559 (عام 2004) و 1680 (عام 2006) ولبنود اتفاق الطائف ذات الصلة, ولممارسة سيادتها بشكل كامل وبما يؤدي الى عدم وجود اي سلاح من دون موافقة الحكومة اللبنانية...« والفقرة 8 القائلة ب¯ »تطبيق كامل لبنود اتفاق الطائف والقرارين 1559 و 1680 اللذين يطالبان بنزع اسلحة كل المجموعات المسلحة في لبنان...«, والفقرة 10 القائلة بأن مجلس الأمن »يرجو الأمين العام (كوفي عنان) أن يضع وبالاتصال مع الممثلين الدوليين الأساسيين والأطراف المعنية, مقترحات لتطبيق بنود اتفاق الطائف والقرارين 1559 و 1680 ذات الصلة وخصوصاً البنود المتعلقة بنزع الأسلحة (من حزب الله) وترسيم الحدود الدولية للبنان«.

ونقلت مصادر »المجلس العالمي لثورة الأرز« و»اللجنة العالمية لمتابعة تنفيذ القرار 1559«, وهما من قوى الضغط اللبنانية في الولايات المتحدة, عن مسؤولين كبار في البيت الأبيض ووزارة الخارجية والكونغرس وفي الأمم المتحدة قولها إن »هذا الإصرار الدولي, وخصوصاً الأميركي والفرنسي, على تضمين القرار 1701 الأخير 3 بنود من أصل 19 بنداً دعوات متكررة وملحة لنزع سلاح حزب الله, يؤكد أن المجتمع الدولي لا يقبل ولن يقبل بأقل من تجريد هذا الحزب الإيراني من كامل أسلحته كنتيجة حتمية لقبول الولايات المتحدة وإسرائيل وأعضاء مجلس الأمن كافة وقف إطلاق النار وإنقاذ لبنان من التدمير الشامل«. وقال المسؤولون الأميركيون إن »الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس جورج بوش بالسنيورة في بيروت أول من أمس واستمر ثماني دقائق, تركز أصلاً على حض رئيس الوزراء اللبناني, وبلهجة صارمة, على ضرورة أن يؤدي القرار الدولي 1701 إلى »تفكيك دولة حزب الله« في لبنان, وعلى أن المجتمع الدولي »لا يمكنه القبول بوجود دولة حزب الله بعد انتهاء الحرب (حسب عبارات بوش), مع التشديد مرة أخرى (خلال المكالمة الهاتفية) على الحاجة لبناء ديمقراطية لبنانية لا مكان فيها لحزب الله وإيران وسورية اللتين تسلحانه لممارسة نفوذ غير مرغوب في لبنان«.

وأعربت المصادر اللبنانية في واشنطن عن اعتقادها أن يكون السنيورة, ومن ورائه رئيس كتلته سعد الدين الحريري, »فهما رسالتي القرار 1701 واتصال بوش كما يجب أن تفهما بالنسبة للإصرار غير القابل للنقاش على نزع سلاح حزب الله وفي مدة محددة في البند العاشر من القرار 1701 القائلة إن مجلس الأمن »يرجو الأمين العام (عنان) أن يضع وبالاتصال مع الممثلين الدوليين الأساسيين والأطراف المعنية مقترحات لتطبيق اتفاق الطائف والقرارين 1559 و1680 (...) خلال ثلاثين يوماً«.

وأبدى المسؤولون الأميركيون في مختلف مواقع القرار الاميركي »احباطهم« من مواقف السنيورة والحريري خلال الأيام الخمسة عشر الأخيرة من الحرب »التي بدت كلها مؤيدة لحزب الله ومدافعة عنه«, ثم تحولت عشية طرح مشروع القرار 1701 على مجلس الأمن إلى إحراج شديد لباريس وواشنطن بعد إدخال التعديلات اللبنانية عليه إذ ان العاصمتين لم تتمكنا من رفض هذه التعديلات الموضوعة من حكومة حليفة لهما وتدعمانها بشتى الوسائل وتدافعان عن بقائها حتى النهاية«.

ونسبت المصادر اللبنانية في واشنطن الى مسؤولين اميركيين آخرين التقتهم يومي الجمعة والسبت (اول من امس) في وزارة الدفاع (البنتاغون) ومجلس الامن الدولي ووزارة الخارجية الاميركية في واشنطن ونيويورك قولهم ان »هناك غضبا اميركيا حقيقيا وكبيرا من حكومة السنيورة التي تحاول ادارة الرئيس بوش بشتى الوسائل توقيفها على رجليها في وجه عاصفة حزب الله ¯ ايران ¯ سورية العاتية, لكن يبدو ان هزال وضعف هذه الحكومة باتا يفرضان عليها الرحيل فور انقشاع دخان المعارك, كي تخلفها حكومة اخرى قوية متحررة من التأثيرات الخارجية, يمكنها اتخاذ القرارات الحاسمة مدعومة بأقوى قرار صدر حول لبنان في تاريخه من مجلس الامن الدولي, وفي طليعتها نزع سلاح حزب الله وتنقية الجيش اللبناني نهائيا من العقائد الهجينة الايرانية والسورية الغالبة على قياداته الآن, وسحب كل الضمانات السابقة المقدمة الى حزب الله وحلفائه من عملاء ايران وسورية الداخليين بهدف الغاء اي شرعية عنهم, والبحث الجدي في ما اذا كانت قيادة الجيش اللبناني الراهنة برئاسة قائدها الحالي العماد ميشال سليمان مازالت من مخلفات الوصاية السورية وتتلقى اوامرها من دمشق اما مباشرة كما كانت عليه الامور حتى الامس القريب او عبر اميل لحود ممثل بشار الاسد في بيروت?«. وكشف هؤلاء المسؤولون الاميركيون لقوى الضغط اللبنانية في واشنطن النقاب عن ان »تصميم ادارة الرئيس بوش غير المرتد« عن تجريد حزب الله من سلاحه لتقليم آخر اظافر ايران وسورية في لبنان, »يبلغ حدود دعوة مجلس الامن مجددا, في حال فشلت حكومة السنيورة في اخراج هذا الحزب من المعادلة الداخلية اللبنانية المفروضة بالقوة من الخارج, الى اصدار قرار بتشكيل قوة دولية متعددة الجنسيات على غرار القوات الموجودة في افغانستان, للانتقال الى لبنان لتنفيذ القرارين 1559 و 1701 بالقوة, اي تجريد حزب الله من سلاحه قبل نهاية هذا العام«.

 

أكدت أن وقف النار لن يشمل عمليات "التمشيط والتنظيف"

إسرائيل تنهي حربها بغارات هيستيرية أجهزت على ما بقي من جسور ومصانع

 بيروت-»السياسة«:القدس المحتلة-واشنطن-الوكالات: سعى طرفا الحرب في لبنان إلى إلحاق أكبر ما يمكن من خسائر ببعضهما في اليوم الأخير »رسميا« للحرب التي امتدت نحو خمسة أسابيع والتي يفترض أن تكون قد توقفت اليوم في عمق لبنان وإسرائيل على الأقل. وبعد أن وافق رئيسا حكومتي البلدين اللبناني فؤاد السنيورة والإسرائيلي إيهود أولمرت على موعد الساعة الخامسة بتوقيت غرينتش (السابعة صباحا حسب التوقيت المحلي) لوقف عمليات الحرب قررت الحكومة الإسرائيلية الموافقة على القرار الدولي رقم 1701 وأرسلت إشارات متوالية حول نيتها التفاوض حول مصير جندييها الأسيرين لدى »حزب الله« اللبناني وفي موازاة التهدئة السياسية كان اليوم الأخير للحرب هو الأعنف حيث شنت المقاتلات الإسرائيلية حملات قصف هيستيرية ضد معقل »حزب الله« في ضاحية بيروت الجنوبية ورد الحزب ب¯ 250 صاروخاً وهو أعلى رقم من الصواريخ تتعرض له الدولة العبرية في يوم واحد فيما شهدت مناطق جنوب الليطاني معارك طاحنة اسفرت عن مقتل سبعة جنود إسرائيليين وجرح 75 وتدمير دبابات عدة قبل أن يسقط مقاتلو الحزب الشيعي طائرة استطلاع إسرائيلية من دون طيار. وبعد ساعات من إعلان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان أن السنيورة وأولمرت وافقا على وقف إطلاق النار صبيحة الاثنين, وافقت الحكومة الإسرائيلية على القرار 1701 بشبه إجماع خرقه وزير المواصلات ورئيس أركان الجيش السابق شاؤول موفاز واعتبرت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني بعد الاجتماع الحكومي أن القرار يمثل فرصة لشرق أوسط مغاير ويبدل في حال تنفيذه قواعد اللعبة بين إسرائيل ولبنان وأكدت ليفني أن الجيش الإسرائيلي سيبدأ انسحابه من المناطق التي احتلها في جنوب لبنان مع بدء انتشار الجيش اللبناني والقوات الدولية المعززة هناك. من جهة ثانية ألمحت الوزيرة الإسرائيلية إلى أن رئيس الحكومة سيكلف شخصاً لقيادة المفاوضات حول تبادل الأسرى مع حزب الله.

لكن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس قالت إن إعادة الجنديين الإسرائيليين يجب أن تتم بلا شروط.

وتقول إسرائيل إنها أسرت عشرة مقاتلين من حزب الله خلال الحرب وأنها تحتفظ بجثث مقاتلين آخرين.

ميدانياً استشهد 15 لبنانياً وفلسطيني واحد على الاقل في سلسلة غارات إسرائيلية امتدت من مناطق الاشتباكات البرية في الجنوب إلى البقاع ومناطق شمال لبنان وقصف الطيران الإسرائيلي بكثافة محيط مدينة صور قبل أن يغير على عشر محطات للوقود ما أدى إلى اندلاع حرائق كبيرة هددت مستشفى المدينة.

وطال القصف محيط مدينة بعلبك معقل حزب الله في البقاع ليمتد بعد ذلك شمالاً نحو بلدة حلبا الشمالية حيث دمرت الطائرات جسرين هما الأخيرين في المنطقة وتعرضت ضاحية بيروت الجنوبية إلى ثلاث موجات مدمرة من القصف. وقالت مصادر امنية لبنانية ان مجمعا سكنيا قرب مسجد الإمام الحسن داخل المربع الامني لحزب الله في الضاحية تعرض ل¯ 20 غارة خلال اقل من دقيقتين سوته بالارض. وتكرر المشهد مرتين مساء امس فيما قالت الشرطة ان شخصين استشهدا في القصف وكانت الشرطة قالت ان 15 مدنيا استشهدوا في قصف اسرائيلي على منافذ الجنوب والبقاع. ورد »حزب الله« باطلاق 250 صاروخا من مختلف الطرز على شمال الدولة العبرية. واكد التلفزيون الاسرائيلي ان شخصين على الاقل قتلا في القصف الصاروخي الاعنف لحزب الله منذ بدء الحرب. وطالت صواريخ حزب الله حيفا والعفولة وزخرون ويكنسام اضافة الى معظم المستعمرات الشمالية القريبة من الحدود. واعترف رئيس اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال دان حالوتس بعجز جيشه عن وقف صواريخ الكاتيوشا وقال للاذاعة الاسرائيلية انه منذ اليوم الاول للحرب اعلن استحالة القضاء على قدرة »حزب الله« الصاروخية بشكل كلي لكنه اكد مع ذلك ان انجازات كبيرة تحققت وأدت الى اضعاف قدرة الحزب اللبناني بشكل مؤثر. واكد حالوتس الذي يتعرض لانتقادات حادة داخل اسرائيل ان وقف اطلاق النار سيسري في الموعد الذي اعلنه عنان ولم يحدد حالوتس موعدا لانسحاب قواته من جنوب لبنان مشيرا الى ان وقف القتال لا يعني انهاء عمليات التمشيط والتنظيف ضد مواقع »حزب الله« مع احتفاظ اسرائيل بما سماه حقها في الدفاع عن النفس.

 

قصف عنيف للضاحية وصور والطيران

أجهز على ما بقي من جسور في لبنانإسرائيل تنهي حربها "الرسمية" بعنف هيستيري و"حزب الله" يقاوم بشراسة

 بيروت-»السياسة«:القدس المحتلة-الوكالات: وافقت الحكومة الإسرائيلية أمس على قرار مجلس الأمن رقم 1701 الداعي إلى وقف الأعمال الحربية في لبنان. وأكد مصدر إسرائيلي أن »الحكومة وافقت على القرار 1701 بعد اجتماع استمر خمس ساعات, وبحسب المصدر, أكد رئيس الحكومة الإسرائيلي إيهود أولمرت أن القرار »جيد لإسرائيل«. كما أفاد المصدر نفسه أن 24 وزيراً من أصل 25 وافقوا على القرار بينما امتنع وزير النقل شاؤول موفاز عن التصويت. من جانبها دعت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني المجتمع الدولي إلى التشدد في تطبيق القرار 1701 وقالت في مؤتمر صحافي عقدته في القدس إن »تطبيق القرار متعلق بإرادة الحكومة اللبنانية وإنما قبل كل شيء, بعزم المجتمع الدولي. وأكدت ليفني أن القوات الإسرائيلية لن تنسحب من جنوب لبنان إلا عند نشر الجيش اللبناني والقوات الدولية هناك. وقالت: »سترحل إسرائيل بالترادف مع الانتشار في الجنوب للجيش اللبناني إلى جانب القوة الدولية, لا في موقف نرى فيه جندياً من الجيش اللبناني يصل ثم يقولون لنا أن نرحل«.

وأضافت: »لكننا نستطيع..نريد..وهذا قرار إسرائيل..الرحيل بالتوازي مع التحرك جنوباً للقوات الدولية مع الجيش اللبناني«. ودعت إلى نشر قوات الجيش اللبناني على الفور في جنوب البلاد حيث يعمل نحو 30 ألف جندي إسرائيلي. وكان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان أعلن في بيان أن إسرائيل ولبنان سيوقفان الأعمال الحربية اليوم الاثنين الساعة 00:5 »ت.غ« الثامنة صباحاً بتوقيت لبنان. وقال عنان: »أنا سعيد جداً بالإعلان أنه تم الاتفاق على أن وقف الأعمال الحربية وانتهاء المعارك سيدخلان حيز التطبيق في 14 أغسطس وأوضح الأمين العام في بيانه أنه اتصل برئيسي وزراء إسرائيل إيهود أولمرت ولبنان فؤاد السنيورة للتوصل إلى اتفاق على موعد وقف إطلاق النار. وقال موقع »واي نيت« الأخباري الإسرائيلي على الإنترنت إن الجيش الإسرائيلي سيبدأ بالانسحاب من جنوب لبنان في غضون أسبوع أو أسبوعين. ونقل الموقع عن مسؤول كبير في مكتب إيهود أولمرت رئيس وزراء إسرائيل قوله إن القوات الإسرائيلية ستبدأ في الانسحاب من المنطقة بعد وصول أول قوات دولية والجيش اللبناني إليها. في غضون ذلك تواصل الهجوم البري الإسرائيلي في جنوب لبنان في ظل مقاومة عنيفة لحزب الله أمس مترافقاً مع قصف عنيف على المناطق الجنوبية خصوصاً وذلك بعد ساعات من إْعلان الأمم المتحدة التوصل إلى اتفاق على موعد لوقف الأعمال الحربية اليوم. وواجهت القوات الإسرائيلية مقاومة عنيفة من حزب الله في محاولات تقدمها جنوب نهر الليطاني, بحسب ما أفادته مصادر أمنية. وقالت المصادر إن المعارك تركزت على الجبهة الشمالية في محيط تلة الغندورية التي تشرف على الليطاني والواقعة على بعد 22 كيلومتراً شرق صور, وفي الجنوب في محيط تلة ياطر على بعد ستة كيلومترات من الحدود حيث اسقط حزب الله ليل أول من أمس مروحية إسرائيلية. وكان الإسرائيليون سيطروا صباح السبت على الغندورية. وقالت الشرطة إن الإسرائيليين لم يحرزوا تقدماً على ما يبدو أبعد من الغندورية وأن الاشتباكات العنيفة مستمرة في محيطها. وأفاد شهود عيان أن الإسرائيليين يحاولون استعادة جثث جنودهم الذين قتلوا في المروحية, الأمر الذي يؤخر تقدمهم. وأعلنت المقاومة الإسلامية الجناح العسكري لحزب الله في بيانات متلاحقة أن مقاتلي الحزب تصدوا لمحاولات إنزال في منطقة سقوط المروحية.

كما أشارت البيانات إلى تصدي مقاتلي حزب الله لمحاولات تقدم إسرائيلية في عيتا الشعب والبياضة في شمال القطاع الغربي من الحدود حيث دارت اشتباكات عنيفة وأكدت المقاومة اللبنانية أنها أوقعت 26 جندياً إسرائيلياً بين قتيل وجريح فيما نقلت قناة »العربية« الفضائية عن مصادر امنية تأكيدها ان سبعة جنود اسرائيليين قتلوا في مواجهات امس وفي القطاع الغربي دارت مواجهات طاحنة على التلال شمال منطقة اصبع الجليل.

كما افاد بيان لحزب الله عن تفجير عبوة نافسة في جرافة اسرائيلية في تلة العويضة في العديسة القريبة من الحدود ما ادى الى تدميرها, مشيرة ايضا الى تدمير دبابة وجرافة في وادي الحجير وقتل وجرح من فيها. وقال بيان اخر ان »قوة مدرعة اسرائيلية تقدمت تحت غطاء مدفعي كثيف لسحب دبابتين مدمرتين من سهل الخيام« فهاجمها مقاتلو حزب الله وتمكنوا من تدمير ثلاث دبابات. واعلن الناطق باسم الجيش الاسرائيلي ان 24 جندياً اسرائيلياً قتلوا السبت في جنوب لبنان في اليوم الاول من الهجوم البري الواسع وبين هؤلاء خمسة من افراد طاقم المروحية التي اسقطت في جنوب لبنان واصيب اكثر من 85 جندياً ايضا في هذه المعارك وركز الاسرائيليون قصفهم منذ يومين على نقطتين لحزب الله على الساحل في رأس البياضة والطيبة. كما تواصل القصف الاسرائيلي الجوي والبحري العنيف على الساحل الجنوبي لصور لتغطية تقدم عناصر سلاح المشاة والدبابات من الجنوب الى الشمال في اتجاه المدينة الساحلية. وشمل القصف عشر محطات وقود في المدينة وجوارها ما ادى الى اندلاع حريق كبير يهدد مستشفى المدينة واستشهد 13 شخصاً بينهم امرأة واولادها الثلاثة, واصيب اربعون مدنيا واربعة عسكريين بجروح في الغارات الاسرائيلية التي طالت ايضا منطقة البقاع »شرق« بحسب ما ذكرت الشرطة اللبنانية ومصادر طبية وفي الشمال تعرضت بلدة حلبا الى قصف عنيف دمر جسرين في المنطقة وادى الى اصابة ستة اشخاص بجروح كما تعرض مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين الى غارة اسرائيلية قبل ان يقصف الطيران الحربي الاسرائيلي معمل الورق في منطقة الناعمة جنوب العاصمة بيروت التي تعرضت ضاحيتها الجنوبية الى موجة قصف هيستيري حيث شن الطيران الاسرائيلي 20 غارة خلال اقل من دقيقتين وهزت الانفجارات بيروت باكملها ما دفع الى الاعتقاد بان احد قيادات حزب الله قد استهدف لكن الحزب الشيعي نفى ذلك على الفور.

من جهة ثانية, اصدرت المقاومة الاسلامية بيانا اعلنت فيه انها اطلقت دفعات من الصواريخ على شمال اسرائيل »رداً على استمرار الاعتداءات الصهيونية على المدنيين العزل في مختلف المناطق اللبنانية«. وفي القدس, افادت مصادر طبية أن اسرائيلية قتلت الاحد في انفجار صاروخ اطلق من جنوب لبنان, قرب بلدة شلومي كما اعلن حزب الله عن قصف مدينة حيفا بعشرات الصواريخ. واعترف رئيس اركان الجيش الاسرائيلي دان حالوتس بعجز قواته امام الصواريخ التي يستخدمها حزب الله في حربه بلبنان من طراز »كاتيوشا«.

وقال في مقابلة مع القناة العاشرة بالتلفزيون الاسرائيلي »انا قلت منذ البداية اننا لا نملك اجابات لصواريخ الكاتيوشا قصيرة المدى« كما اعترف المسؤول العسكري الاسرائيلي في المقابلة ذاتها بقصور موازنة الامن وقال ان تلك الموازنة لا توفر وسائل الحماية الضرورية لاسرائيل .. مضيفاً »لو قمنا بهجوم بري على لبنان في الايام الاولى كنا سنجد انفسنا مطرودين وخائبين«. من جانبه قال الميجور جنرال اودي آدم قائد القيادة الشمالية العسكرية للجيش الاسرائيلي انه كانت توجد نية اسرائيلية مبيتة للقيام بعملية برية واسعة النطاق تصل الى حدود نهر الليطاني بلبنان قبل اسبوعين. وبرر وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيريتس الهجوم عبر القول ان هدفه التحضير ميدانيا لانتشار قوة دولية يفترض ان تحل محل الجيش الاسرائيلي. وقال بيريتس للاذاعة العامة الاسرائيلية »اليوم, نقوم بكل شيء لكي تكون قواتنا حين توقف تقدمها, منتشرة بشكل يمكنها الدفاع عن نفسها بأفضل شكل ممكن«.

 

 يديعوت أحرونوت: الجيش الإسرائيلي غير قادر على تزويد جنوده بـ "الماء"

 غزة - أ.ش.أ: قالت صحيفة يديعوت أحرونوت ان اسرائيل لم تنتصر في الحرب التي خاضتها في جنوب لبنان مع حزب الله.. وشككت في ان تكون مناورة اللحظة الاخيرة مجدية, مشيرة الى ان الدخول المكثف للقوات الاسرائيلية البرية ينطوي على خسائر. وأضافت الصحيفة - في افتتاحيتها بعددها أمس - ان الجنود الاسرائيليين يفترض ان يبقوا في الميدان من اسبوعين الى ثلاثة اسابيع حتى وصول القوة متعددة الجنسيات التي ستعزز اليونيفيل وان حزب الله سيحاول مطاردتهم مثلما طارد جنود الجيش الاسرائيلي في لبنان حتى الانسحاب في العام .2000 ومضت يديعوت أحرونوت تقول »في هذه الحرب ضربت اسرائيل وضرب لبنان وضرب حزب الله.. وبطبيعة الحال فإن عيوننا تتركز في الضربات التي تلقيناها نحن.. فهي لا بأس بها: حجم الخسائر وتعطيل الجبهة الداخلية وتحويل مئات آلاف الاسرائيليين الى نازحين«. وتابعت الصحيفة وربما الضربة الأشد منها جميعا هي الاكتشاف بأن الجيش الاسرائيلي غير قادر على تلبية التوقعات.. فهو ليس فقط يجد صعوبة في ان ينتصر في معركة ضد ما أسمته ب¯ »عصابات صغيرة« مثل حزب الله بل يجد صعوبة في ان يزود جنودا بالماء وبالطعام.

وأكدت ان الحقيقة تفترض القول اننا في هذه الحرب لم ننتصر.

 

 مبارك ومتقي بحثا تطورات ما بعد الهدنة..  وموسى يطالب بوقف فوري للقتال

 السعودية ومصر تدعمان موقف الحكومة اللبنانية من القرار 1701 "رغم نواقصه"

عواصم- الوكالات: أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أمس من صنعاء ان القرار الدولي لوقف الاعمال الحربية في لبنان »لم يتضمن كل ما نريده« الا انه اكد دعم بلاده للحكومة اللبنانية »لكي تبسط سلطتها على كامل الاراضي اللبنانية«. وقال الفيصل للصحافيين لدى وصوله الى العاصمة اليمنية ان »القرار 1701 لم يتضمن كل ما نريده لكن نحن مع كل ما تريده الحكومة اللبنانية وندعمها«. واضاف »ندعم الحكومة اللبنانية كي تبسط سلطتها على كامل الاراضي اللبنانية«. وأشار الوزير السعودي الى انه اتى ليسلم رسالة من العاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز الى الرئيس اليمني علي عبدالله صالح حول الوضع الاقليمي ولتنسيق المواقف بين البلدين. ووافقت كل من الحكومة اللبنانية التي تضم وزراء من حزب الله أو مقربين منه, والحكومة الاسرائيلية على القرار 1701 الذي يدعو الى وقف الاعمال الحربية والى نشر الجيش اللبناني في الجنوب وتعزيز وجود قوات الأمم المتحدة فيه, بالتزامن وبموازاة الانسحاب الاسرائيلي. من جانبه اكد الرئيس اليمني اهمية التسريع بعقد القمة والتحضير والاعداد الجيد من قبل اللجنة المكلفة بذلك, ولما من شأنه الخروج بالنتائج المرجوة من القمة لدعم الاشقاء في فلسطين ولبنان وتعزيز التضامن العربي. من جهته اكد الرئيس المصري حسني مبارك أن قرار مجلس الأمن الدولي (رقم 1701) الخاص بوقف الحرب في لبنان خطوة في الاتجاه الصحيح.

وقال الرئيس مبارك في تصريحات خاصة لرئيس تحرير صحيفة »المساء« المصرية ان القرار رغم التعديلات التي نجح الوفد العربي في ادخالها عليه في اللحظات الأخيرة يفتقر للتوازن المطلوب في مواضع كثيرة.. فهو لم ينص بصراحة ووضوح على ما طالبت به منذ بداية الأزمة من وقف فوري غير مشروط لاطلاق النار, ويتجاهل بعض النقاط السبع التي طرحها فؤاد السنيورة رئيس الوزراء اللبناني أمام اجتماع روما... كما يتجاهل بعض التعديلات التي تقدمت بها حكومة لبنان لمجلس الأمن. وأضاف الرئيس مبارك »انني انتقدت عجز المجلس وتلكؤه في التحرك لاحتواء العدوان الاسرائيلي على لبنان.. ومع ذلك فإننا نرحب بالقرار كخطوة أولى في الاتجاه الصحيح ونقبل بما تقبل به حكومة لبنان لأن مصر مع أي تحرك دولي لوقف نزيف الدم بين أبناء شعب لبنان الذي سقط منهم الكثيرون معظمهم من الأطفال والنساء ومع وقف تدمير بنيته الأساسية وتشريد مئات الآلاف من أهله. وحول تأكيده بأن جهود مصر الداعمة للبنان وشعبه بجميع طوائفه مستمرة من دون تفرقة أو تمييز.. وهل يدخل حزب الله في هذه الجهود وذلك الدعم? قال مبارك ان حزب الله جزء من النسيج اللبناني الاجتماعي والسياسي والطائفي.. وعندما أقول دون تفرقة أو تمييز فإنني أعني ما اقول? لان مصر لا تعير انتباها لأي فوارق بين الطوائف المختلفة للشعب اللبناني, ونحن نتعامل مع لبنان كشعب واحد لا نفرق بين هذا وذلك.

وعن جدوى عقد قمة عربية طارئة الآن.. قال الرئيس مبارك ان اتصالاتنا ومشاوراتنا لا تتوقف مع الدول الشقيقة ونبذل جهودا ضخمة, ونعمل كل ما هو ممكن لبلورة موقف عربي مشترك يوقف نزيف الدم ويحفظ للبنان استقلاله وسيادته ووحدته.

وأشار الرئيس مبارك الى انه استقبل الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي .. مؤكدا ان التنسيق مستمر بيننا وبين السعودية والأردن والكويت وباقي الدول العربية. في غضون ذلك اجتمع وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي الى الرئيس مبارك امس في مدينة الاسكندرية الساحلية وذلك في اطار زيارة الى مصر تأتي ضمن جولة في المنطقة بدأها بزيارة الى كل من اليمن وتركيا. وأكدت مصر وإيران تمسكهما بضرورة الوقف الفوري لاطلاق النار في لبنان وانسحاب القوات الاسرائيلية من الاراضي اللبنانية التي احتلتها بأسرع وقت مع سرعة انتشار قوات الامم المتحدة (يونيفيل) لتأمين تنفيذ القرار الدولي ودعوة مليون لبناني نازح الى ديارهم بالجنوب الذي دمرته اسرائيل. وقائل وزير الخارجية الايراني ان اللقاء مع مبارك كان ايجابيا ومحادثاته بناءة«, مشيرا الى ان المحاور الرئيسية التي تم التباحث حولها خلال اللقاء تعلقت بتطورات الوضع في المنطقة والعدوان الاسرائيلي على الاراضي اللبنانية. وقال متقي »نعيش في منطقة مهمة ومن الطبيعي ان أية تطورات تحدث فيها ستؤثر بالطبع على الدول وشعوب المنطقة برمتها. لذلك يجب ان تكون الجهود المبذولة للتعامل مع الموقف جماعية وليست انفرادية وجهود تتعلق بالدول«. وأشار الى ان »هناك جمامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي التي عقدت اجتماعات عدة على مستوى وزراء الخارجية العرب بالقاهرة وبيروت والقمة الاسلامية في ماليزيا وكلها تشير الى ان هناك جهودا ايجابية أعطت ثمارها وتضمن القرار الدولي الصادر عن مجلس الأمن رقم 1701 بعض هذه الملاحظات«. الى ذلك دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الى تطبيق وقف فوري للأعمال الحربية في لبنان والى انسحاب القوات الاسرائيلية من دون انتظار المهلة المذكورة في قرار الأمم المتحدة. وأشار موسى في تصريح للصحافيين لدى عودته الى القاهرة من نيويورك »مهما كانت التحركات العدائية الاسرائيلية والتي تقابلها مقاومة شديدة للغاية فيجب من أجل حقن الدماء وقف هذه الاعتداءات فوريا وعدم الانتظار حتى فجر الاثنين لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي«. واكد انه طالما تابعت اسرائيل هجومها في لبنان, فهي ستواجه بمقاومة شرسة.

 

بيرتس التقى سولانا لطلب المساعدة في صفقة تبادل الاسرى بعد الحرب

 اسرائيل ستتفاوض مع "حزب الله" لاستعادة   جندييها الاسيرين .. واولمرت وبوش اتفقا على تأجيل ملف مزارع شبعا

 القدس المحتلة- الوكالات: كشفت مصادر اسرائيلية ان اسرائيل ستتفاوض مع حزب الله من اجل اطلاق سراح الجنديين الاسرائيليين الداد ريغف واودى جولدفاسر في مقابل اطلاق سراح اسرى لبنانيين من ضمنهم من اسر ايضاً في الحرب الاخيرة, ونقلت صحيفة »هآرتس« عن مسؤول اسرائيلي كبير قوله ان اسرائيل لا تعرف شيئاً عن مصير الجنديين ولكنها تقدر بأنهما على قيد الحياة.. والجيش الاسرائيلي قام بالكثير من الحملات العسكرية الخطيرة من اجل الحصول على معلومات عن الجنديين ولكن من دون فائدة. واضاف المصدر »اسرائيل لم تشترط وقف اطلاق النار باطلاق سراح الجنديين بشكل فوري لانها رأت بهذا خطراً كبيراً على حياة الكثير من الجنود في حال استمرار القتال. وتطالب اتفاقية وقف اطلاق النار الصادرة عن مجلس الامن حزب الله بالافراج عن الجنديين الاسرائيليين من دون قيد او شرط الا ان هذا ورد في مقدمة القرار ولم يكن هناك قرار في قلب الاتفاقية يشدد على هذا المطلب يذكر ان »العائق الوحيد« امام صفقة تبادل الاسرى هو مطلب حزب الله, بتحرير عميد الاسرى اللبنانيين سمير القنطار وكان المسؤولون الاسرائيليون قد قالوا ان القنطار لن يحرر الا في حال توفير معلومات عن الاسرائيلي المفقود رون اراد, وقال المسؤول الاسرائيلي انه لم يتم حتى الآن البحث في موضوع سمير القنطار.

من جانبه اكد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ان اسرائيل تبذل قصارى جهدها لضمان الافراج عن الجنود المأسورين. ونقل راديو »صوت اسرائيل« عن اولمرت قوله خلال اجتماع مع عائلات الجنود المخطوفين لاطلاعهم على مضمون القرار 1701 ان اسرائيل تبذل جهودها للافراج عن جنودها, في اطار تطبيق القرار الاممي. من جهة ثانية كشفت مصادر اسرائيلية مطلعة عن اتفاق سري عقدته اسرائيل والولايات المتحدة يتم بموجبه تأجيل بحث قضية الانسحاب من مزارع شبعا اللبنانية التي تحتلها اسرائيل.

ونقلت هارتس الاسرائيلية عن هذه المصادر قولها ان الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت اتفقا على عدم بحث هذا الملف محلياً ودولياً في الوقت الحالي وتجنيب مجلس الامن والامم المتحدة من الخوض فيه. وذكرت الصحيفة ان التوصل الى قرار مجلس الامن لوقف اطلاق النار جاء على هذا الاساس.. واضافت »اكدت الولايات المتحدة لاسرائيل عن طريق رسائل بين الادارة الاميركية واسرائيل ان الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان سيوكل من اجل تحديد الاصحاب الحقيقيين لمزارع شبعا لبنان او سورية وان مستقبل المزارع يحدد بناء على مفاوضات بين اسرائيل واصحاب المزارع.

ونسبت الى مصدر اسرائيلي قوله انه بهذا الاتفاق فان اسرائيل لن تكون مجبرة اوتوماتيكيا على اخلاء المزارع حتى لو قال عنان ان المزارع تابعة للبنان. الى ذلك ذكرت الاذاعة الاسرائيلية ان وزير الدفاع عمير بيرتس التقى مع خافيير سولانا منسق العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي لطلب المساعدة من المسؤول الاوروبي في المساعي للافراج عن جنود جيش الدفاع المخطوفين. على صعيد متصل نقل تقرير اخباري عن شيمون بيريس نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي قوله ان اسرائيل بحاجة الى الوحدة من اجل مواجهة تهديد »رباعية الارهاب« ايران وسورية وحزب الله اللبناني وحركة المقاومة الاسلامية »حماس«.

ونسب الموقع الاليكتروني لصحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية لبيريس اشارته الى ان مجلس الامن الدولي سيمارس ضغوطاً على الحكومة اللبنانية من اجل تطبيق القرار رقم 1701 بشأن المواجهات الجارية في جنوب لبنان وان المجلس سيعمل على اطلاق سراح الجنديين الاسرائيليين المحتجزين لدى حزب الله بشكل فوري.

على المستوى الاقتصادي قدر اتحاد ارباب الصناعة الاسرائيليين الاضرار المباشرة التي لحقت بالمشاريع الصناعية في حيفا والمنطقة الشمالية وحدها بنحو اربعة بلايين وثلاثمئة مليون شيكل منذ اندلاع الحرب قبل نحو شهر. ونقل راديو »صوت اسرائيل« عن الاتحاد الاسرائيلي قوله ان نحو 70 في المئة من المصانع اغلقت في هذه المناطق, وتعطلت المرافق التجارية والطيران وحركة القطارات كما تعطل ميناء حيفا, فيما تراجعت حركة السياحة وخصوصاً في المناطق الشمالية بنسبة 95 في المئة اضافة الى النفقات العسكرية المباشرة التي تزيد عن 22 مليون دولار يومياً.  

 

نيويورك تايمز: إسرائيل تطارد "سراب" النصر في لبنان

 نيويورك - أ.ش.أ: قالت صحيفة »نيويورك تايمز« ان قيام اسرائيل بزيادة قواتها البرية في لبنان بشكل كبير قبل يوم من توقع قبولها لوقف اطلاق النار هناك له هدفان, الأول الحاق اكبر قدر ممكن من الدمار بحزب الله.. والثاني انهاء النزاع بشيء يمكن تسميته انتصارا لحكومة اسرائيلية تخضع لضغط داخلي.

وقالت الصحيفة - في تحليل اخباري نشرته امس على موقعها على الانترنت - »ان اعلان اسرائيل في بداية الحرب ان الهدف يتمثل في تدمير حزب الله ونزع سلاحه, فإن ذلك سيمكن رئيس الوزراء ايهود اولمرت من ان يزعم ان حزب الله هو فقط من تعرض لضرر بالغ وتم السيطرة عليه بشكل فعال بمساعدة القوات الدولية حتى من دون وجود قوة دولية قوية او نزع سلاح حزب الله كما طالبت اسرائيل في البداية«.

وأوضحت الصحيفة انه من خلال هذا الهجوم العسكري الاسرائيلي الاخير - الذي يرى الكثيرون في اسرائيل انه جاء متأخرا جدا ليحدث اي فارق كبير - يرغب اولمرت في ضمان اخراج حزب الله ومخزونه من الاسلحة على الاقل من جنوب لبنان.. وتمكين سكان شمال اسرائيل من العودة الى منازلهم او الخروج من المخابئ دون خوفهم اليومي من التعرض لقصف صاروخي من حزب الله. وأشارت الصحيفة الى ان مشاعر اولمرت ووزير دفاعه عمير بيريتس تعرضت لأذى جراء مفهوم انهما لم يحسنا ادارة الحرب.. ورفضا بشكل مبالغ فيه ارسال قوات برية بأعداد كبيرة الى لبنان عندما كان هناك وقت كاف لتحقيق اهداف الحكومة المعلن عنها.. موضحة انه يحتمل ان يكون عمر الحكومة الاسرائيلية الحالية قصيرا. وقالت صحيفة »نيويورك تايمز« ان الجدل الدائر في اسرائيل لا يتعلق بشرعية الحرب - التي تعد مقبولة على نطاق واسع هناك - حيث ترتبط الهجمات ضد الحكومة الاسرائيلية بسوء ادارتها للحرب«.

ورأت الصحيفة ان خطة اولمرت الخاصة بتوسيع السياسة احادية الجانب من خلال نقل اكثر من 70 ألف مستوطن اسرائيلي من الضفة الغربية خلف الجدار الفاصل تبدو ايضا في طريقها للزوال وأوضحت ان الحروب الصاروخية جعلت الجدار الفاصل يبدو ضعيفا, وقالت »بعد مرور عام على قيام اولمرت ورئيس الوزراء السابق ارييل شارون بسحب تسعة آلاف مستوطن اسرائيلي من غزة كخطوة احادية الجانب اشار الكثير من الذين كانوا يؤيدون هذه الخطة آنذاك الى ان معارضي الخطة مثل بنيامين نتنياهو يبدو وكأنهم كانوا على حق وان خطة فك الارتباط وفرت القليل من الامن او الاستقرار«. وأوضحت الصحيفة ان الاسرائيليين يخشون ايضا من حدوث ضرر في علاقتهم مع الولايات المتحدة التي يمكن ان يشكو البعض فيها من انه تم منح الاسرائيليين وقتا كافيا لانزال هزيمة منكرة بحزب الله.. غير انهم لم ينفذوا هذه المهمة.

 

خمسة تحفظات حكومية على القرار وتوقعات بمخاض عسير لتطبيقه

 لبنان يبدأ استعداداته لتنفيذ القرار 1701 وقوى الأكثرية تتأهب لتداعيات "الحرب السياسية"

 بيروت ¯ »السياسة«: الغى رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة الجلسة الاستثنائية للحكومة التي كانت مقررة مساء امس للبحث في تفاصيل تطبيق القرار الدولي الرقم 1701 خصوصا لجهة انتشار الجيش اللبناني والقوات الدولية في المنطقة الممتدة من الحدود لغاية مجرى نهر الليطاني في الجنوب ونزع سلاح حزب الله.

وعزا مصدر سياسي مطلع سبب الغاء الجلسة الى اعطاء جميع الاطراف التي تتكون منها الحكومة المزيد من الوقت لاجراء المشاورات للاتفاق على آلية لتنفيذ القرار المذكور. واكدت المصادر ان الغاء جلسة الامس لن يكون لها اي تأثير على القرار الذي اتخذته الحكومة بالاجماع يوم اول من امس بقبول القرار الدولي. لكن مصادر نيابية اكدت وجود خلافات وانقسام حكومي حول نزع سلاح حزب الله. بعد موافقة لبنان على القرار 1701 بدأت الاستعدادات السياسية والعسكرية لارسال الجيش اللبناني الى الجنوب بمؤازرة القوات الدولية التي ستحضر الى الجنوب ليصار الى نشرها في المنطقة العازلة من الخط الازرق الى نهر الليطاني. في هذا الوقت اشارت المعلومات الى ان الملاحظات الخمس التي اجمع عليها مجلس الوزراء ازاء موقفه في القرار الدولي هي عدم تحميل اسرائيل اي مسؤولية عن المجازر والاعتداءات وتدمر البنى التحتية والاكتفاء بالاشارة الى مسؤولية حزب الله. عدم تحديد القرار الدولي وقتا محددا لوقف النار, الامر الذي اتاح لاسرائيل مواصلة عدوانها على لبنان. عدم تحديد موعد محدد لوقف العمليات العسكرية ما مكن اسرائيل من شن هجوم بري واسع على لبنان للوصول الى مجرى نهر الليطاني. عدم اعطاء صيغة واضحة بالنسبة لمزارع شبعا اللبنانية ما ابقاها اراضي لبنانية محتلة واعتبار مهلة الثلاثين يوما التي حددها القرار طويلة جدا.

الاشارة في القرار الى ان الوضع الامني في لبنان مرتبط بالامن الدولي العام سيما ان هناك قرارات دولية سابقة تتيح لمجلس الامن التدخل في الدول التي تقع فيها احداث يرى انها تهدد الامن العالمي من دون موافقة هذه الدول. الى ذلك اكد وزير الاتصالات مروان حماده ان القرار 1701 سيسير نحو التنفيذ ولو مع بعض المخاض الصعب داعيا الى عدم العودة الى اللعبة القديمة واعتماد انصاف الحلول التي تؤدي الى استمرار الاحتلال والمواجهة. وكشف حماده ان الوضع نوقش بصراحة في مجلس الوزراء واشار الى ان التحفظات الحقيقية لم تكن على القرار 1701 بل كانت حول العملية العسكرية في الجنوب وموضوع السلاح الذي سيبقى او لا يبقى وفي اي منطقة وفي هذا الموضوع اذا اردنا انسحابا اسرائيليا وانتشارا للقوة الدولية وتقدما للجيش باتجاه الحدود الدولية المعترف بها وبالتالي عودة النازحين يجب ان نتوقف عند بنود ال¯ 1701 ولا نتشاطر لا عليه ولا على انفسنا ولا على المجتمع الدولي. وقال حماده اذا اردنا جنوب لبنان محررا يجب ان يبقى فيه لاعب واحد هو الدولة اللبنانية. وهذا لا يعني طبعا اختفاء او اخفاء حزب الله كقوة سياسية تحظى بتأييد واسع جدا في المنطقة, مشددا على ضرورة انسحاب اسرائيل في اقرب وقت ممكن في خلال خمسة الى سبعة ايام اذا توافرت لدينا قوى دولية تؤازر الجيش اللبناني في الجنوب. وقال حماده انه ستكون هناك تداعيات سياسية للحرب وعلى اعادة ترتيب الحياة السياسية.

من جهته وصف وزير العدل شارل رزق مجلس الوزراء بأنه مجلس ائتلافي معتبرا ان الوقت ليس لتحديد المسؤوليات واشار الى ان العبرة الكبيرة في هذه الازمة هي عودة الدولة اللبنانية وبعد عمل ديبلوماسي دؤوب واصفا القرار 1701 بأنه وضع لبنان امام فجر جديد. وحول جمع سلاح حزب الله قال رزق ان موافقة مجلس الوزراء بالاجماع على قرار مجلس الامن يقدم الظرف السياسي الذي يسمح بمعالجة سلاح الحزب واعتبر النائب علي خريس انه يجب تحميل اسرائيل مسؤولية دفع التعويضات للمتضررين من عدوانها على لبنان مؤكدا ان تحميل حزب الله مسؤولية الحرب وعدم ذكر اسرائيل اجحاف للمقاومة وللبنان. ودعا النائب السابق فارس سعيد الى ضرورة حماية المقاومين الا ان حزب الله لم يعد يستطيع ان ينفرد بقرار الحرب والسلم اذ انه قاد الوطن الى مغامرة كبيرة مطالبا بانتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة تضم كل القوى لتنفيذ اتفاق الطائف.

 

الجميل يرفض العودة إلى "تفاهم نيسان"

 بري يطلب تأجيل جلسة نشر الجيش

 بيروت ¯ »السياسة«: بطلب من رئيس مجلس النواب نبيه بري تم تأجيل جلسة الحكومة اللبنانية التي كانت مقررة مساء امس لبحث عملية انتشار الجيش اللبناني في الجنوب غداة موافقة الحكومة على القرار 1701 وبالاجماع وعلمت »السياسة« انه لم يحصل توافق بين الاطراف المعنية على كيفية انتشار وحدات الجيش اللبناني جنوبا وتحديدا حول الالية التي ستعتمد . وقالت المعلومات ان بري تمنى على رئيس الجمهورية اميل لحود والحكومة فؤاد السنيورة تأجيل الجلسة لمزيد من المشاورات حول عملية الانتشار. وشددت المصادر على ان هذا التأجيل لا يعني تراجع حزب الله عن موافقته على عملية الانتشار بقدر ما هناك حرص منه ومن الاطراف الاخرى على تأمين سائر مقومات النجاح لهذه الخطوة ولاسيما ان سير المعارك على الارض والانتصارات التي حققتها المقاومة في اليومين الماضيين تفرض اجراء اوسع مشاورات في عملية نشر الجيش في مناطق الجنوب.

من جهته اعتبر الرئيس امين الجميل ان القرار 1701 صدر بعد مخاض كبير وهو التسوية المقبولة خصوصا بعد موافقة لبنان واسرائيل عليه وقال ما يهمنا هو ان تمكن الحكومة اللبنانية قوات الجيش والطوارئ الدولية من القيام بمسؤولياتها كاملة وبالتالي لا يعود في الجنوب الا عناصر الجيش والطوارئ وان لا يبقى في هذه المنطقة الا سلاح الجيش والطوارئ. ورفض الجميل العودة الى نصوص تفاهم نيسان 1996 معتبرا هذه العودة خطيرة جدا ولا يمكن ان يقبل بها لبنان لان ذلك سيبقي الوضع على حاله ما يعني ان النزاع سيبقى قائما الى ما شاء الله وعندها يمكن ان نؤسس لحرب جديدة وفتنة جديدة. في اشارة الى كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي تحدث عن حق حزبه في العودة الى تفاهم نيسان ولفت الجميل الى ان الفرصة مؤاتية امام حزب الله وسائر الاطراف لتمكين لبنان من ان يستعيد امنه وان تصبح منطقة الجنوب امن واستقرار.

 

هزيمة اسرائيل تهون عليهم آلام "اسوأ كابوس" اللبنانيون ينظرون بتفاؤل وفخر لما بعد حرب الأسابيع الخمسة

 بيروت- د ب أ: وسط الاطلال عرجت ام أحمد فقيه الى مدخل منزلها الواقع في الضاحية الجنوبية المنكوبة ببيروت والتي تعد معقل حزب الله وحاولت السيدة البالغة من العمر 70 عاماً البحث عن اجابة لسؤال راود الكثير من اللبنانيين وغيرهم في جميع انحاء العالم وهو: هل نجحت اسرائيل في تحقيق اي مكاسب عسكرية من حربها المستمرة على لبنان منذ اكثر من شهر. وتساءلت ام أحمد تلك السيدة الشيعية البسيطة »هل بقتل الاطفال وتدمير الجسور انجز الاسرائيليون مهمتهم التي بدأوها في 12 يوليو الماضي? »واشارت أم أحمد الى ان اسرائيل عندما بدأت هجومها للرد على أسر مقاتلي حزب الله لجنديين اسرائيليين اعلنت انها ستسحق حزب الله, الا انها قتلت اطفالنا ودمرت بيوتنا والجسور والبنية التحتية«, وتعيش ام احمد في مبنى نال قسطا وافرا من القصف بينما سوي الكثير من المباني المجاورة لمنزلها بالارض وهو المصير نفسه الذي آلت اليه مبان كثيرة في »حي ماضي« جنوبي بيروت تلك المنطقة التي تشهد يومياً قصفاً اسرائيلياً مكثفاً وتم اعلانها منطقة منكوبة. وبينما نزح معظم جيرانها رفضت ام أحمد ان تترك منزلها وقالت لو اراد ربي لي الموت سألقى هذا المصير في اي مكان. واعربت ام احمد وهي ترشب قهوتها تحت ساتر صنعته لتحتمي به هي وزوجها عند مدخل منزلها الذي تهدم بشكل جزئي عن تفاؤلها الحذر ازاء وقف اطلاق النار المتوقع. وقالت الاسرائيليون عدائيون وخططوا لتلك الحرب التدميرية وسيقررون وقفها عندما يرون انه حان الوقت لذلك الا انها تعتقد مثل الكثير من قاطني الضواحي الجنوبية لبيروت ان مقاتلي حزب الله لقنوا الاسرائيليين درساً قاسياً على الارض. واستطردت قائلة »ظل »مقاتلونا« الشجعان راسخين لمدة شهر الان على الرغم من الغارات والقصف الاسرائيلي, نعرف ان لدينا الكثير من الشهداء لكننا تمكنا من مواجهتهم لمدة شهر«. وتساءلت أم احمد هل هناك دولة عربية استمرت في مواجهة اسرائيل لفترة مماثلة. وتشعر ام احمد بالفخر لتمكن لبنان من التأثير على قرار الامم المتحدة بسبب ثبات حزب الله امام الجيش الاسرائيلي يشاركها في هذ الشعور الكثيرون من اللبنانيين الشيعة. وتعتبر ام أحمد وهي ليست خبيرة عسكرية ان الجيش الاسرائيلي يحاول ان يحقق نصرا يستعيد به بعضا من كرامته امام الشعب الاسرائيلي.

وكان مجلس الامن التابع للامم المتحدة تبنى قراراً بالاجماع لانهاء الاعمال العدائية بين الجانبين اللبناني والاسرائيلي. واعلن الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان امس ان اسرائيل ولبنان وافقا على انهاء العمليات العسكرية مشيراً الى ان وقف اطلاق النار بين الجانبين سيدخل حيز التنفيذ اعتباراً من الساعة الخامسة من صباح اليوم بتوقيت غرينتش. ويدعو القرار الى انسحاب القوات الاسرائيلية بالتوازي مع نشر قوة تابعة للامم المتحدة قوامها 15 الف عنصر لمساعدة 15 الف جندي لبناني سيتحركون باتجاه جنوب لبنان لبسط سيطرتهم على هذه المنطقة. وبعد ساعات من صدور قرار الامم المتحدة رقم 1701 قامت اسرائيل بانزال دفعة جديدة من قواتها في جنوب لبنان في محاولة اخيرة للتقدم شمالاً نحو نهر الليطاني واخلاء المنطقة من عناصر حزب الله قبل دخول وقف النار حيز التنفيذ. وذكرت الشرطة اللبنانية ان حزب الله اسقط مروحية اسرائيلية على متنها طاقم مكون من خمسة افراد. وعلى الرغم من ذلك كله يترقب اللبنانيون بأمل مشوب بالحذر نهاية لما وصفوه ب¯ »أسوأ كابوس« في اقرب وقت ممكن.

 

الحكومة السورية تؤيد الموقف الرسمي اللبناني من القرار الدولي

 دمشق - د.ب.أ: اعلنت سورية امس تأييدها لموقف الحكومة اللبنانية قبول قرار مجلس الأمن الدولي 1071 بتحفظ واعتبرت ان القرار لم يكن متوازنا ولم يأخذ في الاعتبار الكثير من المطالب اللبنانية. ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية عن مصدر مسؤول قوله ان سورية »تؤيد الاجماع الوطني اللبناني والتحفظات والملاحظات التي عبر عنها الموقف الرسمي اللبناني ازاء قرار مجلس الامن وتعبر عن الاسف الشديد لأنه لم يأخذ في الاعتبار الكثير من المطالب اللبنانية وتهرب من تحميل اسرائيل مسؤولية عدوانها الوحشي على المدنيين الأبرياء وتدميرها البنية التحتية في لبنان«. وأضاف المصدر ان هناك »بنودا كثيرة في القرار المذكور هي شأن لبناني داخلي يحكمها توافق اللبنانيين«. وأكد المصدر ان »الاطار الذي سيحكم المواجهات الميدانية (بين حزب الله وإسرائيل) في الفترة الواقعة بين وقف الاعمال القتالية وتحقيق الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان هو تفاهم ابريل لعام 1996 الذي يجنب المدنيين على الجانبين ويعطي الحق للمقاومة اللبنانية باستمرار مقاومتها طالما بقي جندي اسرائيلي على الارض اللبنانية«. واتهم المصدر »جهات معروفة« بعرقلة تحركات مجلس الامن الدولي لوقف فوري لإطلاق النار منذ اندلاع المعارك في 12 يوليو الماضي.

 

أكدت أن التهديد بهجوم جديد ما زال كبيراً للغاية

 سكوتلنديارد: إحباط 4 مخططات إرهابية كبرى منذ اعتداءات لندن

 لندن-رويترز-أ.ف.ب: حذر جون ريد وزير الداخلية البريطاني يوم الاحد من أن "من المرجح بدرجة عالية" تعرض بريطانيا لمحاولة ارهابية بعد أن كانت الشرطة قد قالت انها أحبطت مخططا لتفجير طائرات في الجو خلال رحلات بين الولايات المتحدة وبريطانيا. وأضاف "نعتقد أن لدينا المشتبه بهم الرئيسيين في هذا المخطط تحديدا.. لكن قد يكون هناك اخرون ربما أشخاص لا نعلم بأمرهم". وتابع قائلا لتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية "من المرجح بدرجة عالية أن تكون هناك محاولة ارهابية أخرى... التهديد بهجوم ارهابي في المملكة المتحدة ما زال كبيرا للغاية". وقال ريد ان أربعة مخططات أحبطت منذ يوليو العام الماضي حين قتل أربعة انتحاريين اسلاميين 52 شخصا في حافلات وقطارات بلندن ولم ينف مزاعم نقلتها وسائل اعلام مفادها أن الشرطة تبحث عما يصل الى 25 خلية ارهابية في بريطانيا. وكانت الشرطة قد قالت يوم الخميس انها أحبطت مخططا حيث كان انتحاريون يعتزمون تفجير ما يصل الى عشر طائرات متجهة الى الولايات المتحدة بشكل متزامن. واعتقل 24 شخصا. وأدى الكشف عن المخطط المزعوم الذي ينطوي على تهريب قنابل على الطائرات في صورة مشروبات الى اتخاذ اجراءات أمنية مشددة على الفور مما أحدث فوضى في المطارات على جانبي الاطلسي.

وألغت الخطوط الجوية البريطانية 30 في المئة من رحلاتها من مطار هيثرو بلندن يوم الاحد نتيجة خلاف متزايد مع سلطات المطار بشأن كيفية التعامل مع الاجراءات الامنية المشددة. وبعد أربعة ايام من اعلان الشرطة احباطها المخطط المزعوم حذرت شركات طيران بأنه ليست هناك بوادر على انخفاض حدة عمليات الغاء وتأجيل الرحلات. وفي ظل حالة تبادل اللوم التي نجمت عن الاجراءات الجديدة دعت الخطوط الجوية البريطانية هيئة الموانئ الجوية البريطانية الى زيادة مواردها حيث شكا رئيسها التنفيذي ويلي وولش من أن "هيئة الموانئ الجوية البريطانية غير قادرة على توفير عملية تفتيش أمني قوية ومراقبة للامتعة".

وقالت ريان اير للخطوط الجوية التي تقدم رحلات بأسعار رخيصة ان المطارات قد تتوقف ما لم تتخذ الحكومة اجراءات للتخفيف من تراكم الركاب مشيرا الى أنه يجب الاستعانة بقوات الشرطة وقوات الاحتياط بالجيش للقيام بعمليات التفتيش. لكن توني دوجلاس مدير مكتب هيئة الموانئ الجوية البريطانية بمطار هيثرو قال انه اذا كانت ستجري عمليات تفتيش اضافية فلن يكون هناك مفر من الصفوف الطويلة والالغاءات وأضاف "هذه ليست اجراءات مستديمة". وتابع دوغلاس قائلا "لا أدري الى أي مدة ستستمر". وقال متحدث باسم الشرطة ان المشتبه بهم كانوا يخططون "لقتل جماعي على نطاق يفوق التصور". وأعلنت بريطانيا اسماء 19 من المعتقلين الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و35 عاما. وقالت السلطات ان عنصرا مشتبها بانتمائه لتنظيم القاعدة واعتقل في باكستان هو "الشخص الاساسي" وراء المخطط. واعتقلت المخابرات الباكستانية راشف رؤوف حيث كانت تراقب مكالماته الهاتفية ورسائل البريد الالكتروني الخاصة به بعد تلقيها معلومات من أجهزة المخابرات البريطانية.الكويت ترحب بالقرار 1701

السياسة/رحب مجلس الوزراء بقرار مجلس الأمن رقم 1701 الداعي لوقف العمليات العسكرية في لبنان.

وقال نائب رئيس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الدكتور إسماعيل الشطي في تصريح عقب الاجتماع الأسبوعي أمس إن المجلس أعرب عن أمله أن تلتزم الأطراف كافة بتطبيق بنود القرار بما يؤدي إلى وضع حد للمآسي الإنسانية والمعاناة المريرة التي يتعرض لها الشعب اللبناني وإلى بسط السيطرة الكاملة على أراضيه كافة وممارسة سيادته التامة عليها تحقيقاً للسلام والاستقرار في لبنان. وأضاف الشطي إن المجلس يرى على الرغم من عدم تلبية القرار لكافة المطالب اللبنانية والعربية المشروعة إلا أنه دعا المجتمع الدولي لمواصلة جهوده ومساعيه الجادة لأن يستتبع هذه الخطوة خطوات عملية أخرى على صعيد شامل تكفل إرساء دعائم سلام دائم وشامل وعادل في المنطقة لينعم جميع شعوبها بالأمن والاستقرار.

 

النائب عسيران: القرار 1701 ايجابي واسرائيل ستسعى لتطبيقه قبل لبنان

وكالات - 2006 / 8 / 13

 اعتبر النائب علي عسيران "ان القرار 1701 ايجابي وان اسرائيل ستسعى لتطبيق هذا القرار قبل لبنان، وخصوصا ان صمود المقاومة تجلى ، كما ان الوحدة الوطنية تماسكت اكثر بين اللبنانيين، فيما نرى تناحر التيارات الاسرائيلية بين بعضها البعض حول ظروف الحرب والضربات القاسية التي لقنتها المقاومة لجيش الاحتلال الاسرائيلي. وقدر النائب عسيران "مواقف الرئيس الفرنسي جاك شيراك والموقف العربي الداعم لمساعدة لبنان"، مشيرا الى "ضرورة ان يعرف العالم ان اسرائيل هي المعتدية". وامل "ان تنفذ بنود هذا الاتفاق لصالح لبنان ولمصلحة اهل الجنوب، وان عودة النازحين يجب ان تقترن بانتشار الجيش وقوات الطوارىء"، متمنيا "ان تسرع قيادة اليونفيل في تجهيز القوات التي ستنتشر في الجنوب، كما انه علينا ان نعطي الدولة والحكومة فرصة لتأمين عودة سريعة للنازحين". وتمنى النائب عسيران "على الرئيس ميقاتي ان يبني عشرين جسرا بدل جسر واحد في الشمال، وعلى الحكومة ان تقوم بتركيب جسور حديدية جاهزة".

 

اسرائيل توافق على القرار الاممي الداعي الى وقف الاعمال الحربية في ظل سقوط ضحايا في جنوب لبنان وأنباء تتحدث عن مقتل سبعة جنود إسرائيليين

 وكالات - 2006 / 8 / 13

 فيما تشهد قرى الجنوب اللبناني اشتباكات هي الاقوى منذ شهر من المواجهة بين حزب الله واسرائيل ، التي وصل عدد جنودها المقاتلين في جنوب لبنان إلى 30 الفا ، إستمر الطيران الحربي الاسرائيلي في شن غاراته على الجنوب وسائر المناطق اللبنانية . فقد لقي صباح الأحد خمسة مدنيين حتفهم في غارة على برج الشمالي شرق مدينة صور. من ناحية أخرى، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن قناة العربية الإخبارية قولها إن سبعة جنود إسرائيليين قتلوا خلال إشتباكات وقعت بين قوات الجيش الإسرائيلي وحزب الله في الجنوب اللبناني. وكانت وكالة الأنباء الفرنسية قد نقلت عن مصادر طبية إسرائيلية قولها إن سيدة إسرائيلية قتلت وأصيب شخص آخر بجراح طفيفة نتيجة سقوط صاروخ أطلقه حزب الله على بلدة يارا في شمال إسرائيل صباح الأحد.

وكانت الطائرات الإسرائيلية قد قصفت سبع محطات للوقود في مدينة صور في جنوب لبنان وأدى إشتعال النيران فيها إلى تهديد أحد المستشفيات في المنطقة نتيجة لتصاعد الدخان الكثيف والغازات من محطات الوقود المحترقة. على صعيد آخر، أعلن كوفي عنان الأمين العام للامم المتحدة أن اسرائيل ولبنان وافقا على وقف لاطلاق النار يبدأ في الساعة الخامسة بتوقيت غرينتش من يوم الاثنين، لانهاء حرب مستمرة منذ شهر. هذا وافاد مسؤول حكومي كبير ان الحكومة الاسرائيلة وافقت اليوم الاحد على قرار مجلس الامن رقم 1701 الداعي الى وقف الاعمال الحربية في لبنان. وافاد المصدر نفسه ان 24 وزيرا من اصل 25 وافقوا على القرار بينما امتنع وزير واحد عن التصويت. وقال عنان في بيان له إنه سعيد أن يعلن رئيسيْ حكومتي البلدين إيهود أولمرت وفؤاد السنيورة موافقتهما على أن يدخل وقف الأعمال العدائية ووقف الحرب حيز التنفيذ في الـ 14 من أغسطس/ آب الجاري. وأضاف عنان انه كان من المفضل ان يبدأ وقف اطلاق النار الآن احتراما لروح قرار مجلس الامن الدولي، الذي كان الهدف منه إنقاذ ارواح المدنيين على الجانبين اللبناني والإسرائيلي. من ناحية أخرى، نقلت وكالة أنباء رويترز عن صحيفة هاآريتس قولها إن إسرائيل مستعدة لبحث إمكانية إطلاق سراح أسرى من حزب الله مقابل إطلاق سراح الجنديين اللذين أسرهما حزب الله الشهر الماضي.

 

القرار 1701... نصر للجانبين وخسارة فادحة للمدنيين 

الأحد 13 أغسطس - إيلاف

إيلاف، بيروت: بعد المخاض العسير الذي سبق صدور قرار مجلس الامن الدولي رقم 1701 حول لبنان، تواجه الأسرة الدولية الآن مهمة اكثر صعوبة تكمن في وضعه موضع التنفيذ في وقت تتواصل المعارك العنيفة اليوم. وإن كان الطرفان المتنازعان يعتبران أنفسهما منتصران، يبقى الخاسر الأكبر في الميدان هم المصابين والجرحى لدى الجانبين الذين لم يطرق إليهم القرار. الأمين العام للامم المتحدة كوفي أنان أعلن ليل امس أن إسرائيل ولبنان اتفقا على وقف الأعمال الحربية اعتبارا من الاثنين 14 اب(اغسطس) الساعة الخامسة بتوقيت غرنتش. بيروت ردّت رسميا بقبول القرار، وكذلك إسرائيل في ختام اجتماع حكومتها اليوم.

المهم اذا تطيبق القرار الذي جسد تسوية ما بين المطالب الاسرائيلية والمطالب اللبنانية وصدر بعد ضغوط شديدة مارستها الدولتان الراعيتان له فرنسا والولايات المتحدة، القرار الذي يتيح بعض التفسيرات المتناقضة في بعض بنوده ويبقي على قدر من الغموض حول عدد من النقاط ما قد يعيق فاعليته ولا سيما على المدى البعيد، ما يضعنا أمام تساؤلات أخرى حول المرحلة المقبلة ستعطينا الإجابات الدقيقة عليها الأيام التي تلي دخول وقف القتال حيز التنفيذ بعد حرب دخلت أسبوعها الخامس ومازالت مستمرة.

متى سيتوقف القتال؟

ليس بعد.. فعلى الرغم من ترحيبها بالاتفاق تمضي إسرائيل قدما في هجومها باتجاه نهر الليطاني وهو الخط الذي يتوقع أن ينسحب منه حزب الله في اطار القرار. وتبنّي حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت القرار يوم لا يعني توقف القتال تلقائيا. وفي هذا الإطار، قال انان انه سيعمل مع اسرائيل ولبنان على وضع جدول زمني للهدنة التي ستسمح بنشر قوة دولية كبيرة.

متى ستنتشر قوات الامم المتحدة؟ يقول دبلوماسيون ان ذلك سيستغرق عشرة أيام أخرى أو نحو ذلك كي تنتشر قوات الامم المتحدة والجنود اللبنانيون في جنوب لبنان. عندها ستنسحب القوات الاسرائيلية من منطقة كانوا قد انسحبوا منها في عام 2000 بعد احتلال دام 22 عاما. وتبدو فرنسا مستعدة لقيادة قوة ويتوقع دبلوماسيون أن تبدأ فرنسا بنشر قوات قوامها ألفا جندي. ويبقى على دول أخرى أن ترفع عدد الجنود الى 15 ألفا.

من المنتصر اذن؟

يقول الجانبان انهما حققا النصر. وما زال حزب الله يمسك بالجنديين الاسرائيليين اللذين أدى أسرهما في 12 يوليو تموز الى اندلاع الحرب. وأظهرت الجماعة ان بمقدورها ان تصمد في وجه واحد من أقوى جيوش العالم. وتمكنت من وضع قضية مزارع شبعا على جدول أعمال الامور المطروحة. ويموجب القرار فان اسرائيل ستحقق هدفها الخاص بابعاد حزب الله عن الحدود وأن تحل محله قوات لبنانية وتابعة للامم المتحدة وسيجعل القرار من العسير على حزب الله الحصول على امداد جديد من الصواريخ. ويدعو القرار لتنفيذ القرار 1559 الداعي لنزع سلاح حزب الله ولكنه لا يحدد متى. وتقول اسرائيل انها ألحقت أضرارا بحزب الله أكثر بكثير مما تعترف به الحركة. ويرى نائب رئيس الحكومة الاسرائيلية شيمون بيريز إن بلاده "حققت نوعا من الانتصار" في الحرب، معتبرا ان حزب الله خرج "خائبا" منها. يعلل "لقد استمعت امس (السبت) بانتباه كبير الى كلمة (الامين العام لحزب الله) حسن نصر الله. ستوجه اليه ايضا اسئلة حول الاسباب التي دفعته الى شن الحرب التي اوقعت اكثر من الف قتيل لبناني وادت الى نزوح نصف مليون شخص". ويضيف بيريز "في رأيي انتهت الحرب بتحقيقنا نوعا من الانتصار على الصعيدين السياسي والعسكري. لقد بدأنا ببطء ثم عمدنا الى تسريع وتيرة عملياتنا في حين بدأ حزب الله الحرب بقوة شديدة والان اصبح منهكا نسبيا". وتابع "لقد شهدنا تجربة غير مسبوقة في مواجهة منظمة ارهابية تمتلك هذا الكم من الصواريخ والقذائف". والمدنيون في الجانبين هم أكبر الخاسرين. ماذا يعني ذلك بالنسبة لاولمرت؟

على الرغم من التأكيدات على ان اسرائيل أبرمت اتفاقا جيدا بالنسبة لها فان تعامل الحكومة الاسرائيلية مع الحرب تعرض لانتقادات متنامية. فيعتقد كثير من الاسرائيليين ومنهم ضباط بارزون ان القوات كان لا بد من أن تدخل قبل ذلك بكثير وبقوة أكبر بهدف الحاق ضرر أكبر بحزب الله وللحد من اطلاقه صواريخ على اسرائيل حتى لو كان ذلك معناه مقتل مزيد من الجنود الاسرائيليين. ولم تفلح عمليات التسويف التي استغرقت أياما وسبقت قرار مجلس الامن.

ويدعو بعض الخصوم اليمينيين الذين يعتقدون انه كان ينبغي ان تحقق اسرائيل انتصارا عسكريا واضحا الى اجراء انتخابات جديدة. وتظهر استطلاعات الرأي تراجع التأييد لاولمرت الذي لا يملك مؤهلات عسكرية كتلك التي امتلكها معظم من سبقوه.

ماذا يعني ذلك بالنسبة لحزب الله؟

ان موافقة حزب الله على نشر الجيش اللبناني المدعوم بقوة موسعة تابعة للامم المتحدة جنوبي الليطاني معناها تقديم الجماعة لتنازل كانت قد قاومته منذ زوال الاحتلال الاسرائيل لجنوب لبنان في عام 2000. ويتعين على الجماعة أن تجيب على أسئلة صعبة يوجهها لها خصومها المحليون لان حزب الله أشعل أزمة. وربما يجدد الخصوم ضغطهم لنزع سلاح حزب الله. ولكن الحزب يستمتع بموجة من التأييد في مختلف أنحاء العالم العربي والشيعة في لبنان بسبب النجاحات الميدانية التي حققتها. وربما يكون القصف الاسرائيلي قد قلص قدرات حزب الله العسكرية وربما يؤدي انتشار القوات اللبنانية والدولية في الجنوب الى تقييد خيارات الحزب ولكنها ستبقى قوة فعالة ما دامت محتفظة بسلاحها.

ماذا يعني ذلك بالنسبة للحكومة اللبنانية؟

ستخرج الحكومة اللبنانية قوية من هذه الازمة اذا نفذ قرار الامم المتحدة بسرعة وسلاسة. وسيؤدي بسط سلطتها على الجنوب لتعزيز قبضتها ولكنها ستعمل على جمع المعونات الخاصة بالمدنيين النازحين الذين يريدون اعادة بناء حايتهم. الا ان استتباعات ما بعد الحرب قد تزيد من التوترات السياسية والطائفية وتهدد الححكومة والتوازن الهش بين المسلمين الشيعة والسن والمسيحيين والدروز.

هل ستعود اسرائيل وحزب الله للاقتتال؟

تتوقع اسرائيل كثيرا العودة للحرب اذا ظل حزب الله مسلحا.. حتى لو استغرق الامر أعواما وسواء بوجود قوات الامم المتحدة أو من دونها. وتحتفظ اسرائيل بالحق في غزو لبنان اذا ثبت ان القوة الدولية غير فعالة. واذا انسحبت القوات الاسرائيلية من جنوب لبنان بالكامل بما في ذلك مزارع شبعا وأنهت اختراق الاجواء اللبنانية وأفرجت عن جميع الاسرى اللبنانيين فسيكون من الصعب سياسيا على حزب الله تجديد مهاجمة اسرائيل على الرغم من ان أي حرب اقليمية تشمل سوريا أو ايران من شأنها تغيير أطراف المعادلة.

تبادل اسرى؟

وصعدت اسرائيل عملياتها العسكرية في لبنان قبل وقف اطلاق النار وزادت يوم السبت عدد قواتها بجنوب لبنان لثلاثة أمثاله ليصل الى 30 ألف جندي، بينما رجحت صحيفة هآرتس في تقرير نشر على موقعها على الانترنت ان تكون اسرائيل مستعدة لمناقشة فكرة اطلاق سراح سجناء من حزب الله مقابل الافراج عن جنديين اسرائيليين أسرهما حزب الله الشهر الماضي.

1701... ردود فعل عربية ودولية

ويدعو القرار الذي أقره مجلس الامن يوم الجمعة الى "وقف كامل للعمليات الحربية" ويتصور انسحابا تدريجيا للقوات الاسرائيلية من جنوب لبنان عندما تهدأ حدة العنف ونشر قوات لبنانية وقوة موسعة لحفظ السلام تابعة للامم المتحدة من 15 الف رجل كحد اقصى في جنوب لبنان.

وأعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أمس ان القرار الدولي "غير عادل وغير منصف... واننا لن نكون عائقاً أمام الحكومة، لكن وزراءنا سيسجلون تحفظاتنا عن القرار وبعض بنوده". ووصف سلوك الحكومة اللبنانية بالقول انها "تتصرف بمسؤولية وطنية". مشدداً على ان "أولوياتنا وقف العدوان واستعادة أرضنا وعودة النازحين". وفي هذا السياق عبر وزير الخارجية اللبناني بالوكالة طارق متري في مداخلته امام مجلس الامن عن اسفه لكون القرار يدعو اسرائيل الى وقف عملياتها العسكرية "الهجومية". وقال "ان اللبنانيين لا يثقون في تمييز اسرائيل بين +دفاعي+ و+هجومي+ وينبغي ان تكون نهاية العمليات العسكرية خالية من اي لبس".

ويعبر الباحث دومينيك مويزي من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية عن وجهة النظر ذاتها معتبرا ان القرار هو "نص تسوية تأخذ في الاعتبار اعتراضات الجميع دون الاستجابة لهموم اي منهم". ورأى الباحث انه "بالنسبة للبنان وفرنسا يتحدث القرار عن +وقف فوري للاعمال الحربية+ وبالنسبة للولايات المتحدة واسرائيل يتحدث عن وقف +العمليات الهجومية+ ما يترك الباب مفتوحا امام العمليات الدفاعية التي ستجد اسرائيل نفسها مضطرة للقيام بها". ورأى بيل دورش الخبير في عمليات حفظ السلام في مركز هنري ل. ستيمسون في واشنطن انه يتعين التوصل الى حل شامل للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني والخلافات الاقليمية الاخرى حتى تكون قوة دولية كالتي ستنشر الى جانب الجيش اللبناني في جنوب لبنان فاعلة. وقال "يجب ان يقتنع المتطرفون بايعاز من قادتهم وداعميهم (ايران وسوريا) بانهم لا يمكنهم بلوغ هدفهم الاساسي لكنني لا ارى جهودا تبذل بهذا الصدد".

ويعتبر الباحث ان الامر سيتوقف الى حد بعيد على موقف حزب الله ومن ثم ايران سنده الرئيسي وقال "اذا قرر حزب الله المواصلة، فسنشهد الحرب نفسها انما ببزات مختلفة". وصرح وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي السبت في صنعاء باليمن ان القرار "احادي" ويخدم "بشكل اكثر مصالح النظام الصهيوني". واشاد الرئيس الاميركي جورج بوش السبت بالقرار وحمل حزب الله وايران وسوريا المسؤولية عن بدء "حرب غير مرغوب بها" في المنطقة. وقال "انني ادعو الاسرة الدولية الى ان تترجم اقوالها افعالا وتبذل كل الجهود من اجل ارساء سلام دائم في المنطقة".

واعلن الامين العام لحزب الله حسن نصرالله اليوم السبت ان حزبه "سيلتزم باي وقت يعلن لوقف الاعمال الحربية" بموجب اتفاق يتم التوصل اليه في اطار الامم المتحدة. وقال نصرالله في رسالة بثها تلفزيون "المنار" التابع لحزب الله ان حزبه لن "يكون عائقا امام اي قرار تراه الحكومة مناسبا" ولو ان "بعض جوانب القرار غير عادلة وغير منصفة". لكنه لم يأت على ذكر نزع سلاح حزب الله، علما ان القرار 1701 يدعو الى نزع سلاح جميع المجموعات المسلحة في لبنان في اشارة الى حزب الله بدون ان يحدد آلية لذلك.

وكان هذا ايضا من مطالب القرار 1559 الصادر في ايلول/سبتمبر 2004 غير ان هذا البند لم ينفذ. ومن جهتها، صرحت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس للاذاعة الاسرائيلية السبت انه بعد موافقة الحكومتين اللبنانية والاسرائيلية على قرار مجلس الامن "لن تكون هناك حاجة لاكثر من يوم" للتوصل الى "وقف للاعمال الحربية على الارض" في لبنان.

فنيش: القرار جائر ويستجيب مطالب إسرائيل

وزير الطاقة وممثل حزب الله في الحكومة محمد فنيش قال في سياق تقويمه لقرار مجلس الأمن: "لا أود أن أجري تقويماً لهذا القرار ولكن أقل ما يقال في هذا القرار انه جائر لأنه لم يدن المعتدي إنما على العكس برأه وجاء بالمضمون وبالمحصلة مستجيباً لمطالب الاحتلال ولكن في النهاية نحن سنتعامل مع هذه التحفظات الموجودة بما تمليه عليه مسؤوليتنا الوطنية".

بري

وأوضحت مصادر متعددة، ان العديد من المسؤولين لم يفاجأوا بالتحفظ، ومنهم رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي نُقل عنه قوله ان "القرار مقبول والفارق كبير بينه وبين المسودة السابقة وهذا الذي استطعنا عليه".

وتوقع مبعوث الامم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الاوسط ألفارو دي سوتو، أن تبدأ القوة الدولية انتشارها في غضون ما بين أسبوع وعشرة أيام. وأعربت إيطاليا ونيوزيلاندا عن استعدادهما للمشاركة في القوة، كما وعدت ايرلندا بإرسال "بضعة مئات من الجنود" إلى جنوب لبنان. وقالت تركيا والسويد إنهما ستناقشا المشاركة باهتمام

مجلس التعاون الخليجي .... "غير متوازن"

وانتقد مجلس التعاون الخليجي بشدة القرار 1701 واعتبره "غير متوازن". ودان مجلس التعاون الذي يتخذ من الرياض مقرا له، من جهة اخرى إسرائيل لانها لم توقف هجماتها على لبنان. وقال الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن بن حمد العطية في بيان السبت ان "القرار 1701 الخاص بلبنان ينقصه التوازن لانه لم ياخذ في الاعتبار بشكل كاف مصالح لبنان ووحدته وامنه واستقراره وسلامته الاقليمية". واضاف ان القرار "لم يتطرق الى الدمار والخراب الذي لحق بالمدنيين الابرياء والبنية التحتية جراء العدوان الاسرائيلي على لبنان كما انه لم يتناول مسالة الاسرى والمعتقلين" في اسرائيل. وجدد "ادانة مجلس التعاون لاستمرار اسرائيل في مواصلة اعتداءاتها العسكرية على لبنان رغم تبني مجلس الامن للقرار وطالب الحكومة الاسرائيلية بتنفيذ القرار".

 

تسلسل للاحداث في الشرق الاوسط

 رويترز - 2006 / 8 / 13

 فيما يلي تسلسل للاحداث منذ ان أسر حزب الله جنديين اسرائيليين وقتل ثمانية اخرين في عملية عبر الحدود يوم 12 يوليو تموز.

13 يوليو تموز - قصفت الطائرات الاسرائيلية المدارج بمطار بيروت.

14 يوليو - ضربت الطائرات الاسرائيلية الطريق السريع الرئيسي الذي يربط بيروت ودمشق وضربت اسرائيل حصارا جويا وبحريا وبريا على لبنان.

15 يوليو - طالب رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة بقرار من الامم المتحدة بوقف فوري لاطلاق النار.

16 يوليو - ألقى زعماء مجموعة الدول الثماني في قمتهم مسؤولية تصاعد العنف على "المتطرفين" وقالوا ان اسرائيل لابد أن تتحلى بضبط النفس بالرغم من اقرارهم بحقها في الدفاع عن نفسها.

19 يوليو - عبرت قوات اسرائيلية الى الحدود لمهاجمة حزب الله.

23 يوليو - قال يان ايجيلاند منسق شؤون الاغاثة الطارئة بالامم المتحدة ان القصف الاسرائيلي لحي في بيروت كان يتمركز فيه حزب الله مثل انتهاكا للقانون الدولي.

24 يوليو - توجهت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس الى لبنان قادمة من قبرص والتقت بالسنيورة.

25 يوليو - التقى رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت برايس. وأسفرت غارات جوية اسرائيلية عن مقتل أربعة من المراقبين الدوليين العزل.

26 يوليو - تعهد مؤتمر دولي عقد في روما بالعمل من أجل وقف عاجل وان لم يكن فوريا لاطلاق النار واتفق المشاركون على الحاجة الى ارسال قوة دولية لحفظ السلام الى لبنان.

30 يوليو - قال لبنان ان 54 مدنيا على الاقل قتلوا خلال الغارة الجوية الاسرائيلية على قرية قانا. وألغى لبنان زيارة مقررة لرايس.

2 أغسطس اب - قال أولمرت ان اسرائيل ستواصل القتال الى حين نشر قوة دولية قوية.

6 أغسطس - رفض لبنان مشروع قرار من الامم المتحدة لانه يتيح بقاء قوات اسرائيلية على الارض اللبنانية في حين ابدت اسرائيل رضاها عن المسودة.

7 أغسطس - أعلن لبنان أنه سيرسل 15 ألف جندي الى الجنوب.

10 أغسطس - انتقد ايجيلاند كلا من اسرائيل وحزب الله قائلا ان من المخزي ان الطرفين لم يوقفا القتال لفترة تكفي لتوصيل المساعدات.

11 أغسطس - أصدر مجلس الامن بالاجماع قرارا يطالب بانهاء الحرب ولكن الدولة اليهودية قالت انها لن توقف بعد هجماتها في لبنان.

12 أغسطس - قتلت الغارات الجوية الاسرائيلية ما يصل الى 20 شخصا في الوقت الذي قامت فيه طائرات هليكوبتر اسرائيلية بنقل مئات الجنود الى جنوب لبنان في اطار توسيع العمليات البرية.

- قتل 19 جنديا اسرائيليا في اشتباكات وأعلن فقد خمسة بعد اسقاط طائرة هليكوبتر ويخشى أن يكونوا قد لقوا حتفهم.

- قال الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان ان الزعماء الاسرائيليين واللبنانيين اتفقوا على وقف اطلاق النار الساعة 0500 بتوقيت جرينتش يوم الاثنين لانهاء شهر من الحرب بين اسرائيل ومقاتلي حزب الله.

- وافق لبنان بالاجماع على قرار الامم المتحدة وقال حسن نصر الله الامين العام لحزب الله ان مقاتليه سيلتزمون بوقف اطلاق النار فور التزام القوات الاسرائيلية به.

13 أغسطس - لقي 1072 لبنانيا على الاقل حتفهم الى جانب 144 اسرائيليا بينهم 104 جنود خلال الحرب.

- شنت الطائرات الاسرائيلية العشرات من الغارات على اكثر من 50 قرية وبلدة في أنحاء لبنان مما أسفر عن مقتل ثمانية. وأطلق حزب الله نحو عشرة صواريخ على شمال اسرائيل مما أسفر عن مقتل شخص.

اسرائيل مستعدة لبحث امكانية مبادلة سجناء

رويترز - 2006 / 8 / 13

 ذكرت صحيفة هاارتس الاسرائيلية يوم الاحد أن اسرائيل مستعدة لمناقشة فكرة اطلاق سراح سجناء من حزب الله مقابل الافراج عن جنديين اسرائيليين أسرهما حزب الله الشهر الماضي. ونشر التقرير على موقع صحيفة هاارتس على الانترنت في حين عقد مجلس الوزراء الاسرائيلي جلسة من المتوقع أن يقبل فيها قرارا لمجلس الامن الدولي يدعو لوقف الاعمال الحربية ومن المقرر سريانه يوم الاثنين. ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من المتحدث باسم الحكومة. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت انه لن يتفاوض من أجل الافراج عن الجنديين اللذين أسرهما حزب الله في 12 يوليو تموز ولكن اسرائيل تفاوضت في الماضي من أجل الافراج عن سجناء لها. وقال أولمرت لحكومته في مستهل الاجتماع الحكومي يوم الاحد"ان اسرائيل قد فعلت وتفعل وستفعل كل ما بوسعها من أجل اعادة أبنائنا الى الديار." ونسب راديو اسرائيل الى أولمرت قوله للوزراء انه سيعين مسؤولا رفيعا للتعامل مع القضية وان "هناك جهدا هائلا يبذل من أجل الافراج عنهما." وقالت صحيفة هاأرتس ان اسرائيل ستتفاوض من أجل الافراج عن جندييها وان اسرائيل ستكون مستعدة للافراج عن عدة سجناء لبنانيين ونحو 20 من رجال حزب الله أسروا خلال الهجوم الحالي على لبنان.

 

الوزير صلوخ فند في مقابلتين إيجابيات القرار 1701 وسلبياته

وطنية- 13/8/2006 (سياسة) فند وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ في مقابلتين ل "إذاعة النور" وفضائية "الحرة"، المواد الايجابية والمواد السلبية الواردة في القرار 1701 الذي "ولد بعد مخاض عسير واشترك في التحضير له عدد كبير من المسؤولين والدول الكبرى الاعضاء وغير الاعضاء في مجلس الامن والترويكا العربية والجهود اللبنانية", ورأى ان "القرار جاء نتيجة للمشاورات المكثفة، وقد ساعد ايضا في اتخاذه المجاهدون والمقاومون المناضلون الذين لهم وزنهم". وتمنى "لو ان مجلس الامن حدد موعدا فوريا لوقف اطلاق النار ولم يعط فرصا اضافية لاسرائيل لتزيد في اجرامها بحق الشعب اللبناني وتحدث مزيدا من الدمار والخراب". وعدد الوزير صلوخ الايجابيات كالاتي:

1- عدم إدراج القرار في خانة الفصل السابع وهذا كان مطلبا رسميا لبنانيا شددت عليه الحكومة اللبنانية على الا يكون تحت هذا البند.

2- عدم وجود قوات دولية خارج اطار الامم المتحدة بل تعزيز اليونيفل عديدا وعتادا ومهمات وهذا امر مهم إذ لدينا تجربة سابقة لم تكن موفقة وناجحة مع القوة المتعددة الجنسيات.

3- موضوع مزارع شبعا الذي كنا نتمنى ان يؤخذ باقتراح الحكومة اللبنانية بوضع المزارع تحت سلطة الامم المتحدة، وفي القرار ان الامين العام للامم المتحدة سيقدم الاقتراحات لحل موضوعها في تقرير خلال 30 يوما، ومجرد ادراج مزارع شبعا في قرار دولي متعلق بلبنان نعتبره نحن اعترافا من المجتمع الدولي بحقوقنا في المزارع.

4- الدعوى الى حل عاجل لقضية الاسرى والمعتقلين اللبنانيين, فنحن من البداية قلنا انه لا يجب ان يكون هناك تمييز بين الاسرى اللبنانيين والاسرى الاسرائيليين إذ بمجرد الدعوى الى حل عاجل لهذه القضية يعني ان عليهم ان يسرعوا باطلاق سراح هؤلاء الاسرى اللبنانيين كما طالبوا باطلاق الاسرى الاسرائيليين.

5- انسحاب اسرائيلي كامل مع دخول الجيش واليونيفل، ونحن من الاساس تشبثنا بانسحاب فوري ووقف اطلاق نار فوري وغير مشروط يعقبه انسحاب فوري من اجل ان يتم نشر الجيش اللبناني مدعوما بقوات اليونيفل، وهناك آراء عدة حول الموضوع ومع وجود القوات الاسرائيلية يعتبر العدوان مستمرا وقد تستمر المعارك ولكننا نؤكد الانسحاب الفوري بعد وقف اطلاق النار او وقف العمليات الحربية، وما دام الاحتلال موجودا فاننا نعتبر هذا الأمر احتلالا للاراضي اللبنانية وهم ليسوا في نزهة.

6- تسليم خرائط الالغام التي زرعتها اسرائيل في الاراضي اللبنانية والتعامل مع موضوع نزع السلاح في اطار مستقبلي وهذا امر مهم ايضا، كذلك تكليف اليونيفل المعززة بحماية اللبنانيين المدنيين في حال تعرضهم لاخطار محدقة, وبالنسبة إلى نزع السلاح سيكون هناك حوار دولي يشمل الحكومة اللبنانية، ولا شيء يحل بقوة السلاح بل بالحوار.

7- عودة النازحين الى قراهم وتكليف اليونيفل تسهيل العودة وكذلك التشديد على ضرورة اتمام السلام العادل والشامل وفقا للقرارين 242 و338، يعني بدأوا يدرسون حل القضية الفلسطينية التي هي لب المشكلة وهذا من الايجابيات". اما السلبيات فحددها الوزير صلوخ على الشكل الآتي:

1- ان القرار لم يكن متوازنا من حيث الاشارة الى ان العدوان الاسرائيلي الذي لم يأت ردا على اسر الجنديين الاسرائيليين وكان مهيأ ومنظما ومخططا له والعدوان ينتظر ساعة الصفر.

2- لم يدع القرار الى وقف فوري لاطلاق النار ونتساءل كيف ستتعاطى اسرائيل خلال مرحلة وقف الاعمال الهجومية في حين انها ادعت بأن حربها دفاعية والدليل أنها ما زالت مستمرة في عدوانها حتى بعد صدور القرار 1701 بغارات جوية وقصف بحري وبري.

3- لم يتضمن القرار تحميل اسرائيل مسؤولية عدوانها مما يؤدي الى التعويض، إلا اننا سوف نتابع هذا الموضوع لدى مختلف المراجع الدولية". وشدد على "اهمية وقف الحرب وتوفير الامن والسلام وهذا ما ندعو اليه", واكد ان "اسرائيل لم تنفذ اي قرار دولي بدءا من القرار 194 وصولا الى القرار 425. نرجو ان يكون مجلس الامن حازما وحاسما في ما يتعلق بالقرار 1701 وتوقف اعمالها العدوانية في اسرع وقت، والمهم هو الارادة الدولية التي نتمنى ان تكون قوية لا ضعيفة".

"الحرة" وفي حديثه الى تلفزيون "الحرة"، اعتبر وزير الخارجية أن "كان على مجلس الامن ان يحدد وقتا لتنفيذ وقف اطلاق النار، واعطاء اسرائيل مدة يومين او ثلاثة حتى تأخذ قرارا بوقف النار مؤشر لأن تتمادى بعدوانها واعمالها الاجرامية وبغيها, ولكنها تكبدت ما تكبدت من خسائر في الوقت الذي ارادت ان تستفيد منه، وكان على المجلس ان يتحمل مسؤولياته".

واستغرب كيف ان "مجلس الامن اجتمع بعد شهر من بدء الاعمال الاسرائيلية الاجرامية ضد لبنان، وقال: "ان المجلس ترك قراراه مفتوحا لكي تأخذ الحكومة الاسرائيلية قرارا. هناك غموض بالانسحاب الذي طالبنا به إلى خلف الخط الأزرق, وقد قرر مجلس الامن الدولي ان يكون الانسحاب الاسرائيلي الكامل متوازيا مع انتشار الجيش واليونيفل وهذا ما نصر عليه ونامل بان يتم تنفيذه بالكامل ومن دون مراوغة من قبل اسرائيل واذا بقيت القوات الاسرائيلية على الاراضي اللبنانية فهذا يعني عرقلة انتشار الجيش اللبناني وقوات اليونيفل". ونفى ان تكون جلسة مجلس الوزراء الاخيرة "شهدت نقاشات حامية، انما كان هناك ملاحظات لجميع الوزراء وحتى رئيس الحكومة قال قبل ان يدخل الجلسة ان هناك ملاحظات, ولكن القرار صدر ونحن سنتعامل معه وسنتعاطى مع كل بند من بنوده اولا بأول".

أضاف: "ما تتخيله وسائل الاعلام ليس واقعيا، فهناك من يبني على تفكير شخصي وهناك من يبني على الظن، ولكن نحن نعلن ووزير الاعلام يعلن القرارات التي تتخذ داخل مجلس الوزراء, وهناك بحث في العمق في جميع القضايا المطروحة وكل وزير يعطي رأيه في ذلك. نحن متضامنون ومتكاتفون وتهمنا مصلحة البلد والحفاظ على سيادته واستقراره, والجميع في جلسة أمس حيوا الشهداء والصمود والوحدة الوطنية". سئل: هناك خشية من صراع سياسي داخلي في المرحلة المقبلة تحت عنوان نزع سلاح "حزب الله"؟.

أجاب: "اللبنانيون لن يأخذوا بهذه الشائعات والمهاترات التي يحاول اصدارها فريق من هنا وفريق من هناك وخصوصا اسرائيل. اللبنانيون متضامنون ومتكاتفون وقد تجلت الوحدة الوطنية اللبنانية بأجمل مظاهرها وبأبهى صورها خلال هذه الحرب السافرة الغاشمة التي شنتها اسرائيل, واللبنانيون يحافظون على وحدتهم وجميع الامور تدرس بإمعان وبالعمق والقرارات المناسبة هي التي تتخذ ولن نسمح لاحد بتفكيك الوحدة الوطنية التي تتجلى بأوثق ما يكون". وعن سلاح "حزب الله" ختم: "هذا السلاح كان قد بدأ الحوار بشأنه في لجنة الحوار الوطني وكان قدم في الجلسة الاخيرة دراسة عن استراتيجية عسكرية وطنية لبنانية قادرة على صد العدوان الاسرائيلي. هذا الامر لا بد من درسه من جميع جوانبه ومجلس الوزراء يقرر ويصدر القرار عن المجلس، ولا يمكنني ان اعطي جوابا قبل وضع هذه الامور على بساط البحث في مجلس الوزراء".

 

البطريرك صفير ترأس قداس الاحد في الديمان واستقبل مشاركين ودعا الى ذبيحة يترأسها موفد البابا ظهر الثلاثاء في حريصا

لا ينقذنا الا توحيد الصف وما يعزينا مجيء اصدقاء لبنان للتضامن مع شعبه ارباب عمل يسرحون عمالهم ليتركوهم فريسة البطالة وهذا ليس بدليل تعاطف

وطنية-الديمان -13/8/2006 (سياسة) ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير قداس الاحد في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان، عاونه فيه المطرانان شكر الله حرب وفرنسيس البيسري. وخدمت القداس جوقة رعية بقاعكفرا.

العظة وبعد الانجيل المقدس القى البطريرك صفير عظة روحية بعنوان:" سأتصدق على الفقراء بنصف اموالي"، وفيها: "يتحدث القديس لوقا الانجيلي عن زكا، رئيس العشارين. وكان العشارون يعرفون بانهم اناس يظلمون الناس فيتقاضونهم باسم الدولة من الضرائب فوق ما يتوجب عليهم لها. وكان زكا قد سمع بيسوع المسيح، لكنه لم يكن قد رآه. وذات يوم عرف بان يسوع المسيح سيمر في اريحا، وهو المكان الذي كان يقيم فيه زكا. وحاول هذا ان يرى يسوع، فلم يتمكن لكثرة الزحام، ولانه كان قصير القامة، فما كان منه الا ان صعد على شجرة جميز ليرى منها يسوع مارا على الطريق.

ولما وصل يسوع الى امام الجميزة، رفع عينيه اليها، فرأى زكا، فقال له يسوع:"انزل على عجل، لاني ساقيم اليوم في بيتك". فنزل على عجل واستضافه في بيته. ولما رأى الفريسيون المشهد، راحوا يتذمرون ويقولون:" كيف يدخل يسوع بيت رجل خاطىء، ليقيم عنده. وكان زكا سمع ما يقولون، فاذا به يبادر يسوع بقوله:" سيدي، سأتصدق على الفقراء بنصف اموالي، واذا كنت ظلمت احدا شيئا ارده عليه اربعة اضعاف". فقال له يسوع:" اليوم نال الخلاص هذا البيت. انه هو ايضا ابن ابراهيم. لان ابن الانسان جاء ليبحث عن الهالك فيخلصه".

"سأتصدق على الفقراء بنصف اموالي". هذا دليل تضامن. وهذا احوج ما يكون اليه في هذه الايام السوداء. وهذا التضامن السخي الذي اعرب عن زكا حمل يسوع على ان يغفر له جميع خطاياه.

فاذا بنا نرى في مجتمعنا ما لا يدل على تضامن، وتعاطف. وعندما نرى ان بعض ارباب العمل يسرحون عمالهم في هذه الايام الصعبة ليتركوهم، هم وعيالهم، فريسة البطالة والجوع واليأس، فهذا ليس بدليل تضامن. وهو يستدعي الاسف الشديد. ونريد ان نتحدث اليوم عن الاصرار على معالجة المريض، على الرغم من معرفة الفاعلين بان مده بالادوية لم يعد له فائدة، وانه محكوم عليه بالموت. وفي هذه الحالة يجب التسليم لارادة الله الذي خلق الانسان، وحكم عليه بالموت.

الموت الرحيم ان تطور التقنيات الطبية، واختراع ادوية جديدة، وموقف الاطباء والمرضى الجديد من نهاية الحياة الحتمية، كل هذا عود الكثيرين من الناس على اعتبار الموت فشلا، ودفع الى تأخير موعده، مهما كلف الامر. والصحف غالبا ما تتحدث عن الاصرار، بين الحين والحين، على تأجيل وفاة بعض عظماء العالم، على الرغم من ان حياتهم وصلت الى نهايتها. واذا كان الاصرار يفيد بعض الناس المهتمين بالمريض، فانه يعذب المريض دونما فائدة. وان بعضنا من دعاة الموت الرحيم ظنوا انه بامكانهم، امام هذا الواقع، تبرير ما يقومون به، وهو تعجيل موت محتم، تخفيفا لآلام المريض تقصيرا لمدتها.

ومن الضرورة معرفة ما هو الاصرار على المعالجة الطبية، وما ليس هو، وما هو من حق المريض، وما ليس من حقه. ولا بد من القول ان هناك بعض امراض تجعل المريض عديم التجاوب مع الادوية. وفي هذه المرحلة، بدلا من اللجوء الى الموت الرحيم، يجب اللجوء الى تخفيف الالم. ولهذا يجب تعريف ذوي المريض عن طبيعة هذه الادوية المسكنة، واعداد من يعتنون به لاعطائه هذا الدواء المسكن. قد يحدث لاحد المرضى ان يصل الى حالة لا تعود تنفع معها الادوية وحسب، لا بل تزيد في ألمه.

وهذه الحالة قد تدفع المعالجين الى ارجاء ساعة الموت، كما لو ان هذا المريض خالد في الدنيا. وان هذه الحالة تعود بالنفع على المعالجين. وهذا موقف يدل على مفهوم خاطىء للحياة الدنيا يعتبر الموت معه امرا فاشلا يجب تجنبه، باي وسيلة كانت. وهذا الوضع يوجب اللجوء الى الموت الرحيم، اي التخلص من الالم بالموت. وهذا خطأ فادح من الوجهة الاخلاقية، التي توجب على الطبيب المعالج، عندما يعرف ان الادوية والمعالجة اصبحت دون جدوى، ان يعلم المريض بوضعه، وان العلاجات المعطاة له، انما هي مسكنات، ليس الا، وان يبدي المريض موافقته على ذلك. اذ ذاك لا تعود من الاخلاق في شيء مواصلة الاصرار على اعطاء المريض ادوية.

واجب العدل ومن الناحية الاجتماعية، ان الاصرار على المعالجة يستوجب نفقات كبيرة غير مجدية. ان العدل يقضي بان تخصص المبالغ، التي تنفق جزافا، للقيام بابحاث طبية قد يكون فيها نفع لمرضى آخرين. وهناك وجه آخر غير اخلاقي، وهو استعمال المريض كوسيلة لكسب المال. واما الموت الرحيم، فيمكن التسبب به بانواع مختلفة، مثلا باعطاء المريض مادة سامة، او بقطع الغذاء عنه، او بما سوى ذلك من وسائل، ويمكن الادعاء الشفقة عليه بتجنيبه المزيد من الالم، او تخليصه من عاهة به. وفي كل هذه الحالات يتناسى الذين يقومون بذلك وصية الله القائلة:"لا تقتل". وما من احد بامكانه ان يتسبب بالموت لانسان، ايا تكن نيته، ولو حسنة. وما من مجتمع بامكانه ان يسمح بالموت سعيا الى توفير مال صناديق التضامن او الدولة. ولا يساعد احد احدا على المحافظة على كرامته اذا تسبب له بالموت، وما من بديل عن الموت الرحيم سوى المسكنات. والمسكنات هي دواء لا يشفي.

وهي تعطى عادة لمريض لا أمل بشفائه، ولكنه يعاني من آلام مبرحة. وهذا يكون بمعالجة الالم ومسبباته، وبمساعدة العائلة بالاستماع الى المريض، وذويه، والاعتماد على المساعدة الروحية. ولا يمكن ان يقال للمريض مثلا: لا يمكننا ان نصنع لك شيئا، ما دام هناك وسائل كثيرة روحية ومعنوية تبذل له. وهناك حالات خاصة بالذين يولدون مشوهين، وهؤلاء تنطبق عليهم المبادىء الاخلاقية العامة التي تعتبرهم ابناء الله، وتنطبق عليهم المبادىء التي تنطبق على البالغين المصابين بامراض لا شفاء منها. ويحق لهم ما يحق لسواهم من المرضى البالغين كالغذاءانما بالقدر المعقول. وهناك واجب عدالة نجاة اخوانهم بحيث لا ينفق عليهم انفاقا يحرم إخوانهم ما لهم حق فيه من العناية، وهناك حالات ينتقل فيها المعالجون من المعالجة الطبية الشديدة إلى إهمالها تماما، وفي هذه الحالة يعامل المريض كأنه شيء وليس إنسانا.

وهذه الحالات تستوجب إيجاد مراكز عناية خاصة، خارجا عن المستشفيات، ويمكن معالجة هؤلاء المرضى في بيوتهم أو على يد ممرضين يأتون إليهم حيثما هم. وفي كل هذه الحالات يجب أن نتفهم معنى الألم لدى المسيحيين، وعلى الأطباء أن يكون لهم اطلاع واف على المبادىء الأدبية الدينية بحيث يستطيعون أن يبدوا رأيا أخلاقيا سليما. ويجب أن يكون الطبيب رجلا ذا فطنة كبيرة، ويجب في هذه الحالات الوقوف على رأي المريض واحترام إرادته، وعلى الطبيب أن يواجه الموت كحدث طبيعي وليس كفشل ذريع، وتفهم معنى الموت بحسب المفهوم المسيحي هو أمر جوهري بالنسبة إلى الطبيب وإلى المريض. ويجب أيضا إعداد الكهنة ومعاونيهم إعدادا خاصا يمكنهم من مرافقة المريض ومده بالخدمات الروحية الواجبة مع من يعتنون به، وعلى المشترعين ايضا أن يسنوا قوانين تحترم المبادىء الأخلاقية، وعلى الأطباء أن يتقيدوا بهذه القوانين النابعة من العقائد الدينية. قد تثير معالجة الموضوع الذي بحثنا فيه أي الموت الرحيم والمسكنات وما سوى ذلك من أمور مشابهة بعض العجب، ولكنها أمور نواجهها كل يوم والموت من حولنا يفتك بالمواطنين كبارا وصغارا والمعارك الدامية تدور رحاها على أرضنا ليل نهار والخسائر تفوق الحسبان.

أمام هذا الواقع الأليم، لا ينقذنا إلا التضامن وتوحيد الصفوف ورصها أمام المحنة الكبيرة، وهناك قرى بكاملها على الشريط الحدودي في الجنوب قد أنذر سكانها بالنزوح عنها، وإن لم يفعلوا كانوا عرضة للقصف وبالتالي لموت محتم. وإن ما يعزينا في هذه المحنة الكبيرة، أن الكثيرين من أصدقاء لبنان جاءوا إليه على الرغم من صعوبة الوصول بحرا وجوا وارضا يتفقدون شؤون اللبنانيين ويعربون لهم عن تضامنهم معهم في محنتهم الكبيرة، ومدهم بالمساعدات الإنسانية التي لقي الكثيرين من بينهم الموت جوعا، علاوة عن تشريدهم وإخراجهم من بيوتهم قسرا. لنرجع إلى الله، ونسأله الرحمة بنا، وتقصير هذه الأيام المشؤومة علينا، وليحل سلامه في القلوب، ليحل على الأرض، وهو لا يصم آذانه عن سماع أصوات المنكوبين، المشردين، المتلوعين".

وبعد القداس، استقبل البطريرك صفير المشاركين في الذبيحة الإلهية. بيان من جهة ثانية أصدرت أمانة سر البطريركية البيان الآتي: "إن قداسة الحبر الأعظم، البابا بنديكتوس السادس عشر، أوفد نيافة الكاردينال روجيه اتشغاراي، الرئيس السابق للمجلس الحبري "عدالة وسلام" إلى لبنان، في زيارة تفقدية ذات طابع ديني، ليعرب فيها إلى جميع المتألمين عن تعاطف قداسته وتضامنه وليصلي من أجل السلام. وهو سيترأس القداس الإلهي في مزار سيدة لبنان الوطني في حريصا، يوم عيد انتقال العذراء بالنفس والجسد إلى السماء، في 15 آب الجاري، الساعة الثانية عشرة ظهرا. إن السيد البطريرك يدعو الإكليروس والمؤمنين إلى المشاركة في هذا القداس لرفع الصلوات إلى الله، بشفاعة العذراء مريم، مستمدين منه تعالى السلام لبلدنا والمنطقة والعالم".

 

حزب الله...الأفكار والجذور الإيرانية 

الأحد 13 أغسطس - الاتحاد الاماراتية -خليل علي حيدر

احتكر "حزب الله" في لبنان كل الأضواء خلال السنوات الأخيرة، وبخاصة مع تفجر الأوضاع بعد 12/7/2006، والحرب الواسعة المدمرة التي تدور هناك.  وقد تصور الكثيرون أن فكرة هذا الحزب وتجربته لبنانية بحتة، ولم يُعرف إلا أقل القليل من الاهتمام بتشكيل ونشاطات "حزب الله" في إيران نفسها منذ عام 1979، والذي لعب دوراً مهماً في تحطيم "خصوم الثورة"، وتشتيت شمل الجماعات والقوى والشخصيات التي حاولت الوقوف في وجه الخط السياسي والعقائدي للثورة، كالأحزاب "اليسارية" والليبرالية، بل وحتى الإسلامية، أو الجماعات المدافعة عن حقوق المرأة والأقليات. ولا يزال "حزب الله" في إيران متربصاً بنفس التيارات والجماعات في كل مناسبة. وسنحاول في هذا المقال، واللاحق، أن نسلط بعض الأضواء على منابته وأفكاره.

بالرغم من نفور قائد الثورة الإسلامية في إيران من الأحزاب، واعتبار الخميني الأحزاب أدوات تخريب وتشويه، ونقده المرير للدول المتعددة الأحزاب ذات الدساتير الديمقراطية، كأنظمة أوروبا والولايات المتحدة، وكذلك الأحادية الحزب كالاتحاد السوفييتي، وتحميله الاستعمار الغربي اختلاق نماذج حزبية ممسوخة في إيران، رغم هذا كله، تحدث مراراً في خطبه ومقابلاته عن "حزب الله"، باعتباره حزب المستضعفين، الحزب الذي يوحد معظم الشعب الإيراني المسلم خلف شعارات الثورة.

(أحزاب سياسي در ايران- بالفارسية، لجنة من الباحثين بإشراف عبدالمجيد معاد يخواه، 1999، ص 235).

غير أن العديد من قادة الثورة الإسلامية ممن اعتمد عليهم الإمام الخميني في توجيه الثورة، كانوا يؤمنون أشد الإيمان بضرورة تأسيس حزب إسلامي يوجه التجربة أيديولوجياً وسياسياً. وبالفعل أسس هؤلاء حزباً إسلامياً، اسموه "الحزب الجمهوري الإسلامي"، حيث يقال إن مرشد الثورة الحالي، السيد علي خامنئي، طرح فكرة إقامته عام 1976 على جمع من رجال الدين، أي قبل الوصول إلى السلطة وتغيير النظام بأعوام.

وكان من بين المتحمسين لإقامة حزب عقائدي يدير الثورة الإسلامية ويوجهها في إيران، إلى جانب "خامنئي"، د. محمد بهشتي، أحد رفاق الخميني وخامنئي البارزين، ممن كان مؤهلاً لأن يلعب دوراً بارزاً في مستقبل الثورة والبلاد، لولا أنه لقي مصرعه في 28/6/1981 إثر انفجار وقع في مقر الحزب الجمهوري الإسلامي. ومن أبرز الشخصيات الأخرى في مجال بناء هذا الحزب كل من علي أكبر رفسنجاني، ومحمد جواد باهنر، وعبدالكريم موسى الأردبيلي، ود. حسن آيت.

اختار الحزب مؤيديه الأساسيين من بين الطبقات الفقيرة المتدينة، ومن داخل المؤسسات التي استحدثت لاحتواء نشاط الجماعات "اليسارية" مثل "الحرس الثوري". وتقول الموسوعة السياسية الصادرة عن جامعة الكويت، إن هذا الحزب قد تكوّن في عام 1978 بوساطة كل من رفسنجاني وخامنئي، ليكون طليعة للثورة الإسلامية في ظل قيادة الإمام الخميني، ثم تحول ليصبح هو الحزب الحاكم بعد قيام الثورة، ولكن بحلول عام 1987 تعرض هذا الحزب للإلغاء بأمر الخميني وبتوصية من قياداته ذاتها، التي استندت في طلب الإلغاء إلى "استنفاد الحزب الغرض من قيامه وخشيتها من تحوله فيما بعد إلى سبب للفرقة والخلاف".

كان خمسة من مؤسسي الحزب كما ذكرنا، من رجال الدين المقربين من قائدة الثورة، وقد تميز الحزب بقياداته الفقهية البارزة، والولاء للخميني، ومعاداة الحركات السياسية الليبرالية، وإصراره على دعم الثورة ومؤسساتها.

نادى الحزب ضمن أهدافه بتوسيع القطاع العام والتأميم، وأسلمة الثقافة والحياة الجامعية والتعليم، والاهتمام الواسع بالمستوى المعيشي للطبقات الفقيرة.

اعتمد الحزب على الكثير من رجال الدين في المناطق الريفية والفقيرة، وكانت تحت إمرته "نواة ثورية"، بإشراف حسن آيت وهادي غفاري وجلال الدين الفارسي وبهزاد نبوي. وقد تولى كل من غفاري ونبوي تزويد الحزب بالميليشيات وقوى الاقتحام.

كان هادي غفاري على رأس جماعة "حزب الله"، التي عرفت بهذا الاسم، لأنها كانت في هتافاتها خلال تجمعاتها ومسيراتها، تعلن ولاءها الراسخ للثورة الإسلامية ولزعيمها "روح الله الخميني"، وتهتف: "الحزب فقط حزب الله، والمرشد فقط روح الله".

على الصعيد الشعبي، وفي الشارع كان اسم هذه المجموعات "جماق داران" أي "حملة الهراوات"، بسبب اعتمادهم على العنف والهراوات لفض اجتماعات خصومهم وتحطيم مقراتهم. أما "بهزاد نبوي"، فكان على رأس تنظيم يدعى "مجاهدين انقلاب إسلامي"، أي مجاهدي الثورة الإسلامية، وهو يختلف تماماً عن منظمة "مجاهدي خلق" التي يتزعمها اليوم مسعود رجوي. وقد ظهرت مجموعة "مجاهدي انقلاب" هذه، عبر اندماج خمس مجموعات من الثوار الإسلاميين، وأُوكلت إليهم كذلك مهاجمة تجمعات الخصوم السياسيين.

كانت الثورة الإيرانية قد أطلقت قوى عديدة من عقالها، وسرعان ما نبتت الأحزاب والجماعات في كل مدينة وقرية من كل لون. وقد أعاق ظهور هذه القوى المتخاصمة والمتصارعة حكومة رئيس الوزراء مهدي بازركان إلى أبعد حد. ومع حلول صيف عام 1979 شعر بعجزه عن إدارة دفة الأمور، إذ فقد السيطرة على الحرس الثوري والمحاكم واللجان. ولم يعد قادراً على منع الاعتقالات، المصادرات، الإعدامات، كبت الحريات الصحفية، وتدخل جماعات "حزب الله" واعتداءاتهم على التجمعات السياسية... إلخ.

كان المحامون والقضاة والمهنيون وأساتذة الجامعات يطالبونه بضمانات للحرية الفردية، لم يكن قادراً على منحها لهم. الأحزاب اليسارية كانت تطالب مُلحّة، بمجموعة من الإجراءات الثورية التي كان يعتقد أنها ستزيد الوضع الاقتصادي سوءاً. ولم يكن تأثيره على قيادة الثورة يماثل تأثير اللجان الثورية ورجال الدين المقربين من آية الله الخميني. وهكذا كانت حكومته عاجزة، أو "سكين دون نصل قاطع"، كما وصفها هو نفسه!

تقدم رئيس الوزراء بازركان إلى الخميني باستقالته عدة مرات وسط هذه الظروف، ثم جاء احتلال السفارة الأميركية من الجماعات الثورية في 4/11/1979 ليحسم أمره. وبسقوطه انفتح المجال لـ"حزب الله" وغيره على نحو أوسع، وبخاصة في معارك إعداد الدستور وتحطيم الرئيس حسن بني صدر.

في إحدى هذه المجابهات مع أنصار "بني صدر"، وكان حلفاؤه من جماعات "مجاهدي خلق" -التي كان ولا يزال يتزعمها كما ذكرنا "مسعود رجوي"، في ميدان الثورة بطهران "ميدان انقلاب"، وقف زعيم جماعات "حزب الله" هادي غفاري يحرض أنصاره ضد بني صدر، الذي كان قد أقام فترة من حياته السياسية قبل الثورة في باريس، فقال: "عندما كان بني صدر يقيم في قفص ذهبي بباريس، كنا نحن المحرومين في الأرض، الثوار الحقيقيون، نتعفن في سجون الشاه. عندما كان بني صدر يُجري المقابلات مع مجلتي "ليموند" و"دير شبيغل"، كان سجانونا يجبروننا على شرب بولنا وكانوا يغتصبون شقيقاتنا أمام أعيننا لانتزاع الاعترافات منا". وقد وقع الكثير من القتلى والجرحى إثر الاشتباك بين المجموعتين· (The Reign of the Ayatollahs. By: Shaul Bakhash, 1948, P.158).

وعندما دعا مهدي بازركان في 1983 أنصاره من مؤيدي "حركة حرية إيران" إلى لقاء موسع لمناقشة الاستعدادات للانتخابات القادمة، هاجمهم أتباع ميليشيات "حزب الله" حيث اعتدوا على المجتمعين في المقر، وحطموا الموجودات.

وربما كان بعض أخطر نشاطات واعتداءات "حزب الله" في إيران، بث جو الإرهاب في الحياة السياسية، وتخويف الطبقة الوسطى من مهنيين وبعض رجال الأعمال، المثقفين المتأثرين بالأفكار الليبرالية والغربية ورجال الدين المعارضين، بالطبع إلى جانب إرهاب كل الجماعات الأخرى المعارضة.

وكان "حزب الله" يلقى التأييد كما قلنا، من قيادات "الحزب الجمهوري الإسلامي"، فالمعروف عن د. محمد بهشتي مثلاً حماسه الشديد للدولة العقائدية الشمولية. وكان وراء استقالة مهدي بازركان، وكان كذلك محفزاً لاستيلاء الطلبة على السفارة الأميركية واحتجاز الرهائن، بل ورفض تسليم الرهائن للحكومة. وكان الحزب الجمهوري خلف الكثير من النصوص المتشددة في الدستور، وكذلك قانون إلغاء الخدمة العسكرية للمرأة وإلغاء المدارس المختلطة وفرض لبس العباءة وإخضاع الأفلام لرقابة صارمة، ولكن ماذا عن أفكار وآراء "حزب الله" اليوم؟

 

المكاسب والخسائر الإيرانية من الحرب على لبنان شكلت نقطة تحول رئيسية في آليات التعامل

  مع القوى الرافضة للتوجهات الأميركية

 بقلم ¯ محمد أبو الفضل: السياسة

أصبحت إيران رقما مهما فى كثير من التحركات الجارية فى المنطقة, سواء لأنها تسعى ليكون لها موطىء قدم كقوة رئيسية, أو لأنها مستهدفة من قبل بعض الدول, احتجاجا على محاولات تمدد نفوذها وامتلاكها لعدد من المقومات التى تستطيع من خلالها الحصول على مكاسب نوعية والتأثير على مصالح الآخرين. وعلى المستوى الأول, حرصت طهران على جمع أوراق وتكتيل تحالفات ساهمت فى تغيير ترتيبات وتبديل خطط ,مما خلق ثق¯ة فى ضرورة أن تتبوأ مكانة سياسية متقدمة, خاصة أنها لجأت أحيانا إلى التلويح بقدراتها التى تستطيع تعطيل أو تفشيل اجراءات قوى مناهضة. الأمر الذى ينقلنا إلى المستوى الثانى, حيث بدأت عمليات تقليص نفوذ إيران تتخذ أشكالا مختلفة.بعضها اتجه مباشرة إلى قصقصة أجنحتها فى الداخل, عبر التحريض على سرعة تخليها عن مشروعها النووى وامكانياتها العسكرية المتطورة وتعبيد الطريق لاستغلال مشكلاتها الاجتماعية والاقتصادية كمطبات يمكن أن تفرمل تطلعاتها وتحجم رغباتها.والبعض الآخر, لجأ إلى السعى لتفريغ مخزونها الكبير من العلاقات الوطيدة مع عدد من المرتكزات الاقليمية وتأليب قوى مجاورة عليها, خاصة التى ستتضرر من الانتشار الايرانى فى المنطقة وأهدافه المذهبية والستراتيجية .وعلى ذلك واجهت أمنيات طهران مصدات وممانعات خارجية.على اثرها دخلت فى معارك سياسية جانبية, حاولت تجاوزها تارة بالطرق الديبلوماسية وثانية بما لديها من أذرع اقليمية, ولا تزال المباراة مفتوحة على اتجاهات متقاطعة.يربحها من يملك قدرة أكبر على الصمود والمناورة وادارة المعركة بمهارة .

وعلى هذا الأساس كانت إيران طرفا حاضرا فى غالبية الحسابات والتوازنات التى حكمت بعض مفاصل الحرب على لبنان. فاسرائيل التى بدأت المعركة فى الثانى عشر من يوليو الماضى دشنت عملياتها العسكرية مدفوعة بمجموعة من الأهداف الستراتيجية. والولايات المتحدة التى دعمتها علنا وفى الخفاء, عسكريا وسياسيا, ماديا ومعنويا, كانت لديها أسبابها المتنوعة. وحزب الله الذى دخلها محكوما بتقديرات متعددة امتلك زمام الفعل أحيانا ورد الفعل فى غالبية الأحيان.والمؤشرات والتلميحات التى ساقتها بعض الدوائر العربية حركت مياها راكدة على جبهات متباينة. وكان القاسم المشترك بين هذه الأطراف هو إيران, سواء من زاوية البحث عن الدوافع الحقيقية والأدوات التى بموجبها حددت الآلة العسكرية أهدافها, أو المرامى المطلوب الوصول إليها أو حتى الأغراض المفترض انجازها فى منطقة تتسم منذ فترة طويلة بالسيولة السياسية والعسكرية. كل طرف يمتلك فيها أدوات فاعلة, سمحت له بالتأثير فى كثير من تطوراتها.

توجهات جديدة مهمة

دون الدخول فى تحليل تفاصيل التضخيم والتهوين من الاستنتاجات والتكهنات التى ساقتها كل جهة لتعزيز رؤيتها, فانه من الصعوبة تجاهل العامل الايرانى فى المعادلات التى ظهرت , قبيل وابان الحرب أو بعد أن تضع أوزارها. فحجم التغيرات التى حدثت والتحولات المنتظر حدوثها يشى بأن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة , يتم خلالها ادخال تعديلات على المشروعات السابقة أو ترتيب الأجواء أمام إجراءات أكثر صرامة, تستهدف تقويض صلاحيات القوى الرافضة للتوجهات الاميركية.وستتوقف مكونات هذه السياسة ,بدرجة كبيرة, على نتائج وتداعيات الحرب على لبنان. وتتضح تفاعلاتها على ضوء مكاسب وخسائر عناصرها المباشرة وغير المباشرة. وفى مقدمتها إيران , التى كشفت جوانب من المعلومات التى رشحت من مصادر مختلفة أنها سوف تكون محورا رئيسيا تدور حوله مجموعة من التحركات القادمة. لذلك يمكن القول إن هذه الحرب ستكون نقطة تحول باتجاه وضع آليات دولية قوية لحسم كثير من المشكلات العالقة فى المنطقة. وأبرزها مع ايران, بعد أن فقدت الدبلوماسية جزءا من بريقها للتوصل إلى صيغة مناسبة للتفاهم معها.وبات الحسم خيارا مطلوبا,منعا لتفاقم أدوارها وصعوبة السيطرة على مفاتيحها لاحقا, بعد أن أصبحت منتشرة على مقربة من أقدام مناوئيها, بما يهدد مصالحهم الحيوية .

مهما أنكرت إيران أو نفى حزب الله , فثمة جملة من المصالح تمنت طهران تحقيقها من وراء هذه الحرب, لضبط بعض الأوضاع التى تعمل ضد حلفائها وتعظيم علاقاتها معهم بصورة تعزز أوراقها فى الحصيلة النهائية, وتفرض على الأطراف المقابلة تصويب بعض المسارات التى تقف حجر عثرة فى طريق تطلعاتها .وأهمها, خلق جبهة توتر واسعة وحقل استنزاف مستمر, تشغل تفاصيل تطوراته كل من اسرائيل والولايات المتحدة والمجتمع الدولى برمته, لتخفيف الضغوط الواقعة عليها فى الملف النووى,حيث بدا أن هناك ما يشبه الاجماع لاتخاذ سلسلة من الخطوات الإقصائية لمنع وصول إيران لأهدافها السلمية والعسكرية,حتى الدول المتحفظة على الممارسات الاميركية بدأت تميل إلى جانب واشنطن فى توجهاتها السياسية .

وليس أدل على ذلك من نقل هذا الملف إلى مجلس الأمن ثم صدور القرار 1696 بالاجماع فى 31 يوليو الماضى, أى فى خضم الحرب على لبنان, والذى أنذر طهران بأن عدم امتثالها تعليق تخصيب اليورانيوم بحلول نهاية أغسطس 2006 سيؤدى إلى نظر المجلس فى " اتخاذ اجراءات عقابية " بمقتضى المادة 41 من الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة .ويكشف ذلك عن طبيعة النوايا ازاء ايران. وربما لأول مرة تبدو التصرفات الدولية فى طريقها لوضع حد نهائى لما وصفه البعض بالتساهل مع طهران, أملا فى طرح هذا الملف على طاولة الفصل بعيدا عن جرعات المساومات والمهدئات السابقة .فقد أدى هذا الأسلوب إلى شعور إيران بالتفوق النسبى .بكلام آخر, على طهران الاستعداد للدخول فى حزام أكثر حساسية ولعل صدور هذا القرار فى الوقت الراهن يفضى إلى ثلاث نتائج.

أولها, خطأ الرهانات الايرانية , إن وجدت , على تشتيت الجهود الدولية لصرف الأنظار عن البرنامج النووى. وثانيها, عزم المجتمع الدولى على التعامل بحزم مع هذا الملف, بدليل ردم كثير من معالم الفجوة التى كانت ظاهرة فى حسابات بعض القوى الدولية. وثالثها, تسارع الخطوات الاميركية نحو تهميش أوراق الضغط الايرانية. فاذا كان حزب الله حقق انجازات عسكرية مذهلة وأحرج اسرائيل والولايات المتحدة بأسلحة عدد كبير منها ايرانية الصنع, فان الوضع سيكون أكثر ,عندما تمتلك طهران سلاحا نوويا يمكن استخدامه فى الأغراض العسكرية .

ومن جهة أخرى, يصب الكلام الذى تردد حول وجود أهداف إيرانية من اشتعال الحرب على لبنان فى خانة تأكيد معالم النفوذ الذى تتمتع به طهران من العراق شرقا إلى لبنان غربا .وبقدر ما أقلق هذا الاتجاه بعض الدوائر الاقليمية بقدر ما أراح إيران , لأنه يعنى ضرورة عدم تجاهل موقفها أو غض الطرف عن مطالبها فى أى حسابات اقليمية.وبالتالى الاعتراف بها كقوة مؤثرة فى المنطقة ولاعب يصعب ابعاده عن الحلبة التى تتقاتل داخلها قوى اقليمية ودولية متعددة ومن جهة ثالثة , دعمت الحرب , سواء أرادت إيران أو لم ترد , من الروابط التى تتزايد بين طهران وحركات المقاومة العربية فى لبنان وفلسطين, وفتحت الأولى( طهران ) نافذة لظهور مؤشرات تفيد بأنها تستطيع تنشيط هذه الورقة فى العراق. لذلك كانت هناك مصالح أمريكية وغربية , ربما تفوق نظيرتها الاسرائيلية,لافساح الوقت لدحر المقاومة الاسلامية فى لبنان,لأنها سوف تتحول إلى مرشد لكافة القوى الأخرى ,سلبا أو ايجابا. ويسحب هذا المعنى , اذا كان موجودا فى الأجندة الايرانية الحالية, جانبا من الرصيد العربى ويضاعف من ملامح النفوذ الايرانى فى المنطقة, لاسيما أن هناك محاولات دءوبة لتوسيع نطاقه. وهو ما يؤدى إلى ايقاظ الشارع العربى,الذى تعاطفت قطاعات كبيرة منه مع حزب الله, لصالح مزيد من التفاعل مع الطروحات الايرانية التى تنطوى على رغبة فى خلق مواجهة مصيرية مع اسرائيل, تلعب فيها طهران, حسب تصريحات وتعليقات الرئيس أحمدى نجاد , دورا فاعلا سيرخى بظلاله على أدوار القوى العربية التقليدية .

هواجس وتحديات

بصرف النظر عن نتيجة الحرب الاسرائيلية على لبنان ,عسكريا وسياسيا, فايران حققت مجموعة من المكاسب العاجلة والمؤجلة.أهمها انكشاف قدرات الردع الاسرائيلية. فالاهتزاز والاخفاق الذى بدت عليه أثناء الحرب ,جراء تعرضها لضربات واختراقات من قبل أسلحة حزب الله , يؤكد عدم صعوبة إلحاق الهزيمة بها حالة دخولها فى مواجهة مع قوات نظامية, وأن ما يتردد عن قوتها التدميرية له حدود على الأرض ويمكن فرمتله بوسائل قتالية مضادة .

وأدت المراوغات والمماطلات التى ظهرت على الموقف الدولى حيال تمديد الحرب لصالح اسرائيل إلى تشديد الكلام على ثلاثة عوامل . الأول, ترسيخ ازدواجية المعايير فى الأدبيات الغربية بشكل فاضح, مما يعنى عدم التعويل على أية محددات أخلاقية أو حتى تحكيم رؤى موضوعية.فبنك الأهداف الاميركية بشأن إيران ما زال كبيرا وممتدا طولا وعرضا فى قضايا معقدة .

والثانى, تنامى القلق العربى من أى نشاط ايرانى غير مألوف.وقد كشفت تصريحات لعلى أكبر محتشمى بور سفير إيران الأسبق فى دمشق ووزير الداخلية السابق والأمين العام للمؤتمر الدولى لدعم الانتفاضة الفلسطينية عن مشاركة مقاتلين من حزب الله مع رجال الحرس الثورى فى الحرب الايرانية - العراقية . وهو ما ضاعف من ملامح عدم الثقة فى التوجهات الايرانية. وقال محتشمى لصحيفة " شرق " فى الثانى من أغسطس 2006 أن علاقة الحزب مع طهران أبعد بكثير من علاقة نظام ثورى بحزب أو تنظيم ثورى خارج حدود بلاده , بحيث يبدو الحزب وكأنه جزء من مؤسسة الحكم فى إيران .ونبه امتعاض فؤاد السنيورة رئيس وزراء لبنان من تحفظات منو شهر متكى وزير خارجية إيران على نقاطه السبع التى طرحها أمام مؤتمر روما إلى رفض الحكومة الحاسم لأى تدخلات ايرانية فى الشئون اللبنانية .

وفى هذا السياق ذهبت بعض التفسيرات إلى أن هناك نية عند بيروت للاستمرار فى سياستها الرافضة لأن يكون لبنان ساحة لتصفية الحسابات الاقليمية.فكما جرى انهاء الدور السورى المباشر سوف يتم التخلص من الأعباء الايرانية, مع اختلاف فى الوسائل والأهداف. وهو ما يفرض على طهران تبديد المخاوف العربية فعليا وطمأنة عدد من الدول العربية عمليا.فاستمرار التجاذبات,بشكل مباشر أو غير مباشر, سوف يقود إلى تعميق الاحتقان الذى رسخته الحرب على لبنان, والتى عززت هواجس البعض من تمدد إيران على الساحة الاقليمية .

والثالث, عدم السماح لأى قوى بالخروج عن المألوف الذى حددته الولايات المتحدة .وبرغم ما تحمله هذه النتائج من سلبيات لايران ,غير أنها كشفت لصانع القرار حدود المسموح لها والممنوع عليها بصورة عملية,مما يفرض المزيد من الحسابات الدقيقة فى تعاملاتها مع المجتمع الدولى فى كثير من الأزمات المعلقة مع بعض قواه الرئيسية ,خاصة أن كلا من روسيا والصين وفرنسا, بدرجات متفاوتة,قد تخلت عن أدوارها وازدادت خلال هذه الحرب اقترابا من التقديرات الاميركية .الأمر الذى يفرض على طهران إعادة تقويم حساباتها ازاء هذه القوى. وتوسيع نطاق الحماية السياسية والوقاية العسكرية لمنشآتها النووية.

وفى ظل المعطيات السابقة يمكن الاشارة الى ثلاث خسائر ايرانية مباشرة, بسبب هذه الحرب. الأولى, تدمير جزء معتبر من قوة المقاومة اللبنانية , كانت حتى وقت قريب تمثل رصيدا استراتيجيا مهما لطهران, فى حالة تعرضها لضربات عسكرية من قبل اسرائيل أو الولايات المتحدة .وفقدان هذه القدرة من المرجح أن يؤثر على بعض التوازنات التى أقامتها إيران وسوف تفرض اعادة التفكير فى وسائل التعامل من قبل الدول التى تسعى إلى تطويقها,عقب تفريغ الجبهة الشرقية أو تحييدها .ويعطى هذا الواقع مجموعة من الحوافز تضاعف عوامل استهداف إيران عسكريا مستقبلا .

والثانية, سواء كانت خسائر المقاومة اللبنانية كبيرة أو صغيرة, فهذه الحرب من المتوقع أن تجعل بعض القوى الدولية تزيد من صرامتها فى التعامل مع كافة قوى الرفض والمقاومة , عبر اتخاذ وسائل ردع جديدة لتضييق الخناق عليها داخليا وخارجيا.وتراقب عن كثب العلاقات التى تربطها بإيران , باعتبارها تمثل امتدادا حيويا لحركتها السياسية والعسكرية .وتدفع نحو فرض الدولة اللبنانية ( الجيش ) لسيطرتها الأمنية على أراضيها ,حتى لو اقتضى الأمر الاستعانة بقوات دولية .

والثالث, اتساع مجال الاقتناع بضرورة عزل سوريا عن ايران. وإذا كانت فرص تحقيق هذا الهدف بالوسائل القسرية قد فشلت, فإن هناك فرصة مواتية للتعامل معها سياسيا, ربما من خلال فتح الطريق لتسوية مرضية تبعدها فى النهاية عن محور إيران, أى العودة إلى السيناريو المصرى , حيث ألقى السلام الإسرائيلى معها بثقله على كثير من التوازنات العربية .من هنا يعتقد بعض المراقبين أن فتح طاقة أمل للسلام أيضا مع سورية قد يساهم فى تخطى العديد من المشكلات المركزية فى التوجهات الاميركية, فى مقدمتها امكانية عزل سورية وإضعاف إيران .

 

وزير العدل اللبناني دعا إلى المحافظة على سلاح الوحدة الوطنية

 شارل رزق لـ "السياسة": القرار 1701 إيجابي رغم   بعض الثغرات ... وسنقاضي إسرائيل على جرائمها

 بيروت ¯ من صبحي الدبيسي:السياسة

وصف وزير العدل اللبناني شارل رزق قرار مجلس الامن الدولي رقم »1701« بانه ايجابي رغم بعض ثغراته, مشيرا الى ان جواب اسرائيل على هذا القرار كان سلبيا والدليل ما يجري على الارض حيث تواصل عملياتها العسكرية في لبنان. وراى رزق في حوار ل¯"السياسة" ان التمثيل الديبلوماسي اللبناني في الامم المتحدة كان متدنيا ولم نستطع ان نحسنه الا باللجوء الى نصف وسيلة, من خلال ايفاد الوزير طارق متري الى الامم المتحدة, وان المسؤولية في ذلك تقع على الدولة التي تشكو من نقص في اساسها والضعف في الديبلوماسية يقابله ضعف في سائر مجالاتها الامنية والادارية. وتطرق رزق خلال الحوار الى ضعف في مفهوم الدولة التي هي اشبه بفسيفساء طائفية منها الى دولة عصرية, آملا بعد انتهاء الحرب ان يعاد النظر في تركيبتها وبسط سلطتها على كامل الارض اللبنانية, متمنيا ان يشكل قرارمجلس الامن رقم 1701 حلا جذريا وكاملا يستعيد لبنان من خلاله سيطرته الكاملة والشاملة على ارضه.. مؤكدا ان "حزب الله" لم يكن يتوقع ردة الفعل الاسرائيلية بهذه الضخامة على خطف الجنديين, واعدا بتقديم شكوى ضد اسرائيل بارتكابها جرائم ضد الانسانية بقتلها الاطفال والابرياء.

الوزير رزق قلل من اهمية غياب الرئيس لحود عن جلسة مجلس الوزراء التي اصدرت قرار ارسال الجيش الى الجنوب وانه كان على اتصال وتشاور دائم مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وان العلاقة بين الرئيسين يحكمها الدستور.

من جهة اخرى رفض رزق الكلام الصادر عن البعض ربط الحرب بالغاء المحكمة الدولية, مؤكدا ان اللجوء الى محكمة ذات طابع دولي امر حظي باجماع وطني وعندما تتوقف الحرب سوف تكمل الحكومة ما بداته بهذا الخصوص ولا علاقة لزيارة براميرتس بما يجري في لبنان وان التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الحريري يسير وفق ما هو مرسوم له.

وفيما يلي نص الحوار:

ما موقف الوزير شارل رزق من قرار مجلس الامن الدولي رقم 1701?

ان قرار مجلس الامن رقم 1701 يحتوي على ايجابيات كما يحتوي ثغرات كي لا نقول سلبيات. فالايجابيات هي اولا بعد وقف العمليات الحربية نشر الجيش اللبناني والقوات الدولية تزامنا مع انسحاب القوات الاسرائيلية وهذا التزامن هو ايجابي نسبة الى المآخذ التي سُجلت على المشروع الاول الذي لم يلحظ هذا الانسحاب الاسرائيلي.

ما الثغرات التي اشرت اليها?

ان الثغرات بالنسبة الينا هي سلبيات. وكنا نتمنى ان يتضمن قرار مجلس الامن الجديد مشروع النقاط السبع الذي قدمته الحكومة اللبنانية علما ان هذا القرار وضع قضية مزارع شبعا على جدول اعمال الامين العام للامم المتحدة مدة شهر, وهذا طبعا اقل مما كنا نتوخاها الا ان ذلك لا يزال افضل مما كان عليه المشروع السابق.

ماذا تتوقع من ردة فعل الحكومة الاسرائيلية على قرار مجلس الامن?

لقد صعدت الحكومة الاسرائيلية اليوم عملياتها العسكرية وهذا يعني ان الجواب على الارض كان سلبيا جدا الا اننا سنرى ما سوف يكون غدا الجواب بعد اجتماعها الاسبوعي.

هل تعزز موقف لبنان من خلال قراره الاخير في مجلس الوزراء ارسال الجيش الى الجنوب ام بوقوف الدول العربية الى جانبه خاصة بعد انعقاد اجتماع وزراء الخارجية العرب في بيروت?

في الحقيقة فان الحدثين كان لهما اهمية كبيرة في عملية اجراء تعديلات على القرار الفرنسي الاميركي.. دائما وفي كل الظروف خاصة وانت تخوض معركة ديبلوماسية, السلاح الذي يشكل مصدر قوة هو الوحدة الداخلية الوطنية التي تجلت في قرار مجلس الوزراء اهم من القرار ومضمونه ومحتوياته, هو الاجماع الذي اتخذ في هذا القرار, لقد اجمعنا جميعا وزراء المقاومة ووزراء اخرين لاتخاذ هذا القرار, هذا الاجماع اعطانا زخما كبيرا وجعل الدائرة الاولى بعد الدائرة المحلية الدائرة العربية تتأثر ايجابا وتلبي الدعوة وتجلى في اجتماع مجلس الوزراء العرب, ولكن يبقى المهم في هذا الموضوع, ماذا سنفعل نحن في الحلبة الكبرى وهي حلبة مجلس الامن, علينا ان نعي ان العمل في مجلس الامن وفي الامم المتحدة يختلف كليا من الناحية الديبلوماسية عن الديبلوماسية الكلاسيكية, يعني العمل الديبلوماسي الكلاسيكي على صعيد الدول شيء والعمل في حلبة الامم المتحدة شيء اخر, اقرب الى العمل في الحلبة البرلمانية, اقرب الى المصارعة ضمن حلبة صراع وايضا يتاثر تأثرا كبيرا بالاعلام. هنا لا شك نحن نسعى لذلك, ولكن لبنان تاثر سلبا يكون التاثير الديبلوماسي اللبناني في الامم المتحدة كان متدنيا جدا ولم نستطع ان نحسنه الا باللجوء الى نصف وسيلة وهي ايفاد وزير الثقافة طارق متري الى هناك لكي يفعل ما يمكنه ان يفعل. بالمقارنة انظر كيف ان سائر الوفود التي هي تجابهنا كيف تعمل, انظر كيف يتصرف مندوب اسرائيل الذي هو اشبه بخطيب برلماني قوي ومحنك.. انظر كيف يفعل رئيس الوفد الاميركي. بالمقارنة اظن عملنا في مجلس الامن يشكو من ضعف في هذا الاطار.

المسؤولية على من, في ضعف الفريق الديبلوماسي اللبناني?

المسؤولية على جهاز الدولة اللبنانية ككل, لان هذه الدولة لسوء الحظ تشكو من نقص في اساسها والضعف في الديبلوماسية ايضا يقابله ضعف في سائر المجالات, المجال الامني, المجال الاداري.

أليس هذا الضعف بسبب الخلافات القائمة بين رئيس الجمهورية من جهة ومجلس الوزراء من جهة ثانية التي من نتيجته حصل تاخير في التعيينات الديبلوماسية?

برايي هذا الضعف.. وهذا الوهن يتجاوز الامور الانية. الى ضعف في مفهوم الدولة عندنا التي هي فسيفساء طائفية منها الى دولة عصرية. هنا التحدي الكبير. وارجو ان تكون العبرة من هذه الحرب عندما تنتهي وايا كانت الصيغة التي على اساسها سوف تنتهي هذه الحرب ان نعيد النظر كليا في تركيب دولتنا, كيف تريد ان تبسط هذه الدولة سلطتها على كامل الارض اللبنانية, كما قررنا في مجلس الوزراء, ان لم تكن هذه الدولة قادرة على القيام بواجباتها وبتعيين من يجب ان نعينهم. لذلك اقول ان العبرة الاولى من هذه الحرب سوف تكون اعادة النظر في هيكلية الدولة وجعلها قادرة على مجابهة تحديات العصر. ان على الصعيد اللبناني الاسرائيلي وعلى الصعيد الدولي, تحديات القرن الواحد والعشرين.

ما الفرق بين ان تكون انت البادئ بالحرب, وانت المعتدى عليك من قبل اسرائيل بالنسبة لقرار مجلس الامن, هل سيؤثر ذلك على لبنان? سيما وان هناك ذريعة ان "حزب الله" هو الذي اختطف الجنديين وما قامت به اسرائيل كان ردة فعل على هذا الحادثة?

انا واثق بان "حزب الله" عندما اسر الجنديين الاسرائيليين لم يكن يتوقع ردة فعل بهذه الضخامة من قبل اسرائيل وحسب المعلومات ان هذه العملية كان عملية محدودة, وكان ينتظر ان تكون ردة الفعل ايضا محدودة. وكون ردة الفعل اتت كما اتت يثبت ان اسرائيل كانت تحضر لهذا العمل ولها في مخططاتها مشروع اوسع بكثير مما كانت المقاومة تخشاه. وما من انسان عاقل يمكن ان يقبل بان يوازن بين الفعل وردة الفعل. خطف جنديين شيء وشن حرب على شعب بكامله شيء اخر.

ما تعليقك على كلام الامين العام ل¯"حزب الله" السيد حسن نصر الله الاخير?

هذا الموقف ايضا يجب ان تضعه في اطاره في سياق مسلسل المواقف.. منذ بدأت الازمة وكوزير للعدل في الحكومة اقدر الموقف الذي تتخذه المقاومة كما عبر عنه الزميلان في الحكومة اللذان تجاوبا مع كل الطروحات التي قدمها رئيس الحكومة وابديا اعتدالا كبيرا وتعقلا كبيرا وهذا ما يجعلني اؤكد ان المقاومة لم تكن تنتظر ان تكون ردة الفعل الاسرائيلية كما كانت, لذلك افهم ان المقاومة كما تبين من كلام السيد حسن نصر الله, فهو يتألم ويقدر ما اصاب الشعب اللبناني والمجتمع المدني اللبناني وبالنهاية هذا المجتمع هو مجتمعنا والقتلى هم قتلانا ولا يمكن ان نفصل المقاومة عن المجتمع المدني, المقاومة تتالم كما يتألم الجميع من هذا الوابل من هذه الشلالات من النار التي رمتها علينا الطائرات الاسرائيلية. وبالتالي ان مواقفه كانت تتسم بالاعتدال الكبير وهو يستخلص نتائج الفشل الذريع التي وقعت به اسرائيل التي فشلت امام المقاومة وتحاول ان تعوض بمزيد من النار والموت الذي تلقيه على الشعب اللبناني وعلى المجتمع اللبناني. هناك اكثر من الف قتيل, تسعون بالمئة منهم من اللبنانيين ومعظمهم من الاطفال والنساء وكأن اسرائيل تريد خطف المجتمع اللبناني وابعاده عن المقاومة وهي فشلت في ذلك فشلا ذريعا, لذلك اؤكد ما قلته منذ البداية ان لم تنتصر اسرائيل انتصارا عسكريا كبيرا تكون قد هزمت والمقاومة ان لم تهزم هزيمة كبيرة تكون قد انتصرت وكأن اسرائيل تحاول ان تعوض على طاولة المفاوضات بفشلها على الارض.

الاعتداء على الاطفال وقتل المدنيين الا يستثيركم كوزارة عدل الى تقديم شكوى واعتبار ما جرى جرائم حرب غير مبررة?

لقد بادرنا منذ اليوم الاول بالعمل على جمع الملف بان هناك جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية, ونحن نعكف ليلا نهارا بالتعاون مع سائر الوزارات وعلى رأسها وزارة الدفاع ووزارة الداخلية وقد طلبت من الحكومة ان توجه سائر الوزارات لتقدم كل الادلة بالتنسيق مع المدعي العام التمييزي الذي باشر باعداد الملف العائد لذلك ونحن الان نبحث عن الجهة القضائية الدولية الصالحة لنقدم لها الدعوى التي نحن نعدها.

هل لديكم حصيلة نهائية لعدد القتلى والجرحى من هذه الحرب?

عدد الضحايا ياتيني من المراجع الخاصة واصحاب الصلاحية هم يزودوننا بالاسماء والاعداد.

الجميع يقول ان قرار ارسال الجيش الى الجنوب قرار تاريخي حصل بالاجماع لاول مرة في لبنان, فلماذا غاب رئيس الجمهورية اميل لحود عن الجلسة التاريخية?

الرئيس لحود لم يغب عن هذا القرار وكان رئيس الجمهورية على اتصال وتشاور دائم برئيس الحكومة, وعلمت بانه كان قد وافق مسبقا على ذلك بالتوافق مع رئيس الحكومة وتم اتخاذ القرار ولم يكن غائبا ابدا.

البعض فسر غياب الرئيس لحود عن هذه الجلسة افساحا بالمجال لامكانية التنصل من هذا القرار اذا ما راى ضرورة لذلك?

اترك للذين يقولون ذلك ان يذهبوا الى ما شاؤوا, انا اقول لك ان الرئيس لم يغب وكان مطلعا على كل الامور وقد وافق عليها مسبقا وهذا ما قاله لنا رئيس الحكومة.

كيف تصف لنا انسجام العمل بين رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء?

كما لخصه رئيس الحكومة دائما رئيس الحكومة متمسك بالدستور ويطبق الدستور في كل اعماله ولا سيما بالنسبة الى رئاسة الجمهورية هو دائما وبشكل مستمر ودون اي انقطاع يبدي احتراما كبيرا لرئاسة الجمهورية ويعمل حسب الدستور, ونحن كوزراء نقدر ذلك ونعمل كما يتصرف هو.

البعض ذهب بتفسيره لهذه الحرب تعطيل المحكمة الدولية من متابعة التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري, وانت كوزير للعدل تتابع هذا الملف وتملك جميع المعلومات حول مسار التحقيق, هل تعتقد ان ما ذهب اليه البعض فيه جانب من الصحة واين اصبح موضوع تشكيل المحكمة الدولية?

الكل حرٌّ في قول ما يريد, ولكن انا من موقع مسؤوليتي اؤكد لك ما يلي: اولا: موضوع المحكمة ذات الطابع الدولي حظي باجماع كل القيادات التي شاركت في الحوار ولو لم يكن هذا الاجماع لما استطعنا نحن ان نسير بهذا المشروع الخطير والمهم. لذلك لا اظن ان الكلام الذي ذكرت ان الحرب بدأت لكي تطيح بالتحقيق وهذا الكلام غير صحيح وغير دقيق. ثانيا: اللجوء الى محكمة ذات طابع دولي امر حظي بالاجماع الوطني المطلوب, اما ما توصلنا اليه فنحن قطعنا شوطا كبيرا على صعيد التنفيذ, نحن كوزارة عدل لا نهتم بما يقال في السياسة ودائما نفصل بين العدالة من جهة وبين القضاء والسياسة من جهة ثانية. في كل المواضيع ولا سيما بموضوع في هذه الخطورة. وبالتالي في قضية المحكمة ذات الطابع الدولي التي سوف تنظر في جريمة اغتيال الرئيس الحريري, سوف نطبق هذا المبدا الاساس وهو فصل السياسة عن القضاء, فصل السياسة عن القانون, نحن نعمل حسب القانون, ارسلنا واوفدنا القضاة الى حيث يجب ان نوفدهم وهناك وبالتعاون مع المراجع القانونية وبعيدا عن كل الاجواء السياسية قدموا لنا مشروعا وهذا المشروع رفعته الى رئيس الحكومة, ولكننا ننتظر لاننا الان في حالة حرب التي تتصدر اهتماماتنا ونرجو عندما يتوقف القتال ان يتسنى للحكومة ان تكمل ما بداته في موضوع المحكمة ذات الطابع الدولي.

خلال احتدام المعارك والحرب على لبنان وصل القاضي براميرتس الى بيروت في زيارة مفاجئة, هل كانت ضرورية هذه الزيارة في مثل هذا الوقت?

لا علاقة بين زيارة الرئيس براميرتس وبين الاوضاع الامنية ابدا, الرئيس براميرتس هو قاضٍ ممتاز اتى الى بيروت لامر مهم من رئيسه الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان لينقل فريق عمله الى مكان اخر لاسباب امنية وهذا ما فعل. واتى لكي يبلغني لانني المرجع المختص بهذا الموضوع ما جرى اقدر له ذلك والزيارة هي زيارة عادية تدخل ضمن اطار طبيعة عمله ومن الطبيعي ان يبلغ رئيس اللجنة المستقلة للتحقيق التي عينها مجلس الامن وكان عليه ان يبلغ وزير العدل اللبناني وهذا ما فعله.. هذا هو السبب الوحيد لزيارته وهذا هو العمل الوحيد الذي قام به.. وهنا اريد ان اؤكد ان الرئيس براميرتس كقاضٍ ممتاز وقاضٍ مستقل لا يتعاطى السياسة لا من قريب ولا من بعيد..

لماذا لم يتم التطرق الى موضوع سلاح "حزب الله" في جلسة مجلس الوزراء الاخيرة?

تطرقنا الى هذا الموضوع في مشروع النقاط السبع, الذي ينص كما تعلم على نشر سلطة الدولة اللبنانية على كامل ارضها وعلى ان تكون للسلطة اللبنانية بعد تحرير كامل الاراضي المحتلة بما في ذلك مزارع شبعا. عندئذٍ تكون الدولة لديها السلطة العسكرية الوحيدة في البلاد. مع العلم ان سلاح "حزب الله" ليس موضوعا عسكريا ويحل بازالة اسبابه, سلاح "حزب الله" هو نتيجة للاحتلال الاسرائيلي واذا اردت ان تعالج النتيجة عليك ان تزيل الاسباب وهذا ما نقوله دائما.

هل ترى سهولة بارسال الجيش الى الجنوب?

في مثل هذه القضايا صعب التحدث عنها. ولكن ارى عزما وارادة لدى الطرف اللبناني وبالتنسيق مع المقاومة ان يتم انتشار الجيش اللبناني في الجنوب.

وزير الخارجية السوري وليد المعلم حذر من نشوب حرب اهلية, ما هي موجبات هذه الحرب ولماذا اخافة اللبنانيين منها علما ان كل لبنان استقبل اخوانه النازحين وفتح لهم القلوب قبل البيوت?

ليس لي ان اعلق على كلام الوزير المعلم, لكن على العكس تماما, انا ارى ان مجرد التفكير بحرب اهلية هو في غير محله, وانا حتى الان اقدر واثمن التضامن الذي اظهره جميع اللبنانيين ولا سيما في موضوع النازحين, هناك مليون لبناني نازح لدى مليون اخر وتجد ان الوحدة الوطنية هي هي. لذلك علينا نحن ان نثمن وننتقل الى مزيد من السعي لايجاد حل ديبلوماسي يبطل الاسباب التي ادت الى النزوح ويعود كل الى دياره. اما حرب اهلية فاظن انه موضوع في غير محله.

كيف تقيم لنا وقوف الاخوة العرب مع لبنان في هذا الظرف العصيب?

اقله الوقوف كما وقفوا على الصعيد الديبلوماسي. وهذا اضعف الايمان.

هناك خوف من انقطاع التيار الكهربائي بشكل نهائي اذا لم تدخل البوارج المحملة بالفيول, وهناك خوف من نقص في مادة المحروقات بنزين ومازوت وغيرهما وهناك خوف من نقص في المواد التموينية, لماذا لم تتوصلوا بعد لتأمين ممر آمن لوصول هذه المساعدات?

المسعى الديبلوماسي قائم على قدم وساق. وللحؤول دون الوقوع في ازمة كهرباء وتامين المحروقات وبكل اجتماعات مجلس الوزراء نبدا دائما باستعراض المواضيع الحياتية, التموينية والصحية وغيرها. وهناك سعي كبير من الوزراء المعنيين كوزير الصحة ووزير العمل وهناك لجنة عليا للاغاثة تهتم بذلك. ورئيس الحكومة حقيقة يقوم بمجهود كبير لتامين ذلك ولا يوفر القنوات الديبلوماسية على اعلى صعيد وهذا ما يحصل.

لو طلب اليك ان تضع علامات استفهام على مجريات هذه الحرب من تنتقد, هل تنتقد "حزب الله" الذي اعطى اسرائيل ذريعة شن حربها على لبنان ام تنتقد اسرائيل التي تجاوزت باعتداءاتها كل الخطوط, وهل تعتقد ان لبنان ضحية مؤامرة تحاول القضاء على كل مقومات الحياة فيه?

ردا على سؤالك اذكرك بما حصل في مجلس الوزراء, كيف كانت ردة فعل مجلس الوزراء الذي كان ينعقد باستمرار وجلساته مفتوحة ولا تزال الجلستان الاولى والثانية, لقد حصل جدل داخلي حول القاء تبعية هذه الحرب, فلان يلقي المسؤولية على فلان, ولكن انا موقفي منذ البدايات الموضوع يتجاوز بكثير النقاش المحلي والقاء المسؤوليات من هو مسؤول. واصبحنا نحن كلنا امام حرب كبيرة ومحاولة ابادة جماعية توجهها الينا اسرائيل وعلينا بالتالي ان نلقي الى الوراء موضوع من هو المسؤول ونكون جبهة واحدة مرصوصة امام هذا العدوان الذي يواجهنا. وبالحقيقة منذ الجلسة الثالثة على ذلك واصبحنا حقيقة في مجلس الوزراء كتلة واحدة لا تميز بين فريق وفريق ولا بين وزير ووزير.

انها الحرب السابعة التي تشنها اسرائيل على لبنان وبالرغم من ذلك ما زال لبنان غير محصن, لا ملاجئ ولا مقومات صمود سوى التوكل على الله وكل حرب يستشهد فيها من يستشهد وتنتهي الامور دون قيام خطة صمود مدروسة, كما هو موجود في اسرائيل. هل ستبقى الامور على ما هي عليه ام ان امام الدولة خطة للصمود والمواجهة في المستقبل?

الطريقة الفضلى لدرء هذه الاخطار التي ذكرت هو العمل الديبلوماسي الدؤوب الذي نقوم به, والذي نحاول فيه ان نعالج الموضوع من اساسه. لذلك نعول على ما نستطيع التعويل عليه على الصعيد الديبلوماسي الخارجي والعربي واظن اننا قطعنا شوطا كبيرا والان سوف نرى القرار المعدل الذي سيصدر عن مجلس الامن.

هل انت خائف على لبنان?

رحم الله الرئيس فؤاد شهاب كان يقول لي لبنان عمره ستة الاف سنة, الضمانة الوحيدة لكل اللبنانيين هي وحدة ابنائه والخوف على لبنان كما الخوف على اي بلد في العالم, لا يوجد بلد في العالم لا خوف عليه الا اذا تفرق ابناؤه واذا توحد ابناؤه لا خوف عليه.

 

 وزير الصناعة اللبناني تساءل: هل أصبح حسن نصر الله رئيسا للجمهورية?

 بيار الجميل لـ "السياسة": "حزب الله" خدعنا على طاولة الحوار... وأفكاره المتطرفة تلتقي مع "القاعدة"

 بيروت ¯ من منى حسن:السياسة

اكد وزير الصناعة بيار الجميل ان "حزب الله" يجب ان يقدم سلاحه للدولة اللبنانية ويعطي قرار الحرب والسلم لها. وكشف ان الدولة اللبنانية عاجزة اليوم عن الحل, وقال من الذي طلب رأينا, بلغونا انها حرب الامة, وكيف يجب ان نتصرف... وسأل: الاسلحة التي هي بحوزة "حزب الله" هي من صنع من? اين تم صنع الصواريخ? هل تمت في بيروت ام في برج حمود, وهل يوجد في لبنان "انشتاين" يخترع الصواريخ? وقال: "اللي شبكنا يخصلنا", واتهم الجميل سورية بانها هي التي ترسل الصواريخ والمال وهم يحاولون الدخول الى لبنان من الشباك, لانهم يريدون تكسير بلدنا على رؤوسنا. وقال: ان الرئيس الاسد قال لنا: اذا خرجنا من لبنان سنكسره على رؤوسكم ويجب ان يفوز هذا الرجل بكاس العالم للتنبؤ. لان الذي تنبأ به حصل فلنعترف لمرة واحدة اننا حققنا امنية بشار الاسد...  واعتبر الجميل ان فريق 8 آذار قد خذل من قبل فريق 14 آذار على طاولة الحوار, وقال: لقد كذبوا علينا على طاولة الحوار وهم خطوا خطوة ملزمة لكل اللبنانيين ومدمرة لكل لبنان دون استشارة احد وحتى الرئيس بري لم يكن لديه علم في ذلك وسال: هل اصبح السيد حسن نصر الله رئيس جمهورية لبنان... نحن لا نريد ان تكون الدولة اللبنانية "مكنسة" مرة نريد ان نختبئ وراءها وعندما تنتهي الحرب كل واحد يضع نيشان على صدره ويذهب... اين هي نظرية توازن الرعب واين يتم صرفها.. نحن نقوم باقصى الجهود حتى لا يتم قصف شركة الكهرباء, مؤكدا ان اسرائيل "غول" كبير ويمكن ان تستهدف بيروت...

وفيما يلي نص الحوار:

يوجد هواجس لدى كافة اللبنانيين من ان تتوسع العملية العسكرية لتطال مناطق بيروت وغيرها, فهل لديكم معلومات على هذا الصعيد?

في الحقيقة "اكثر من هيك توسيع شو ممكن يصير?" نحن منذ اللحظات الاولى نبهنا لخطورة هذه الحرب التي يشنها العدو الاسرائيلي على لبنان. فلماذا لبنان وشعبه يدفعان ضريبة الصراعات الخارجية من سورية وايران ونعمل حربا من اجل مصالحهما. لسنا مضطرين لذلك, تريد سورية ان تفتح جبهة مع اسرائيل, فلتفتح الجبهة السورية الصامتة ونحن نساندها, كما ان ايران تريد ان تفتح حربا, فلتتحمل تداعياتها ايران وليس لبنان والا لماذا القبول بالخط الازرق منذ الاساس? لماذا وافقنا على تطبيق القرار 425, قبل العام 2000 كانت المقاومة تعمل ضمن الشرعية الدولية من اجل تطبيق ال¯425 واليوم طبق هذا القرار. لماذا دخلنا في هذه المغامرة?

هل تعتقد ان توقيت العملية كان خطا تكتيكيا?

اذا كانت هذه العملية مطلوبة من "حزب الله" نريد ان ننتهي من هذه الاجندة الخارجية, واذا لم تكن مطلوبة فهذا خطا اعظم, لانه يدل على عدم الاستدراك لهذه المبادرة. اليوم يعيش لبنان التهجير بكافة شرائحه وفئاته لماذا? "حزب الله" يقاوم اليوم? نحن نحيي هذه المقاومة والشهادة ولكنه لم يكن مضطرا ان يعمل هذه الشهادة الان, ولا هم مضطرون للموت الان. لدينا قوة هائلة يجب ان نحافظ عليها ونستعملها عندما نتعرض للعدوان وليس عندما نكون نحن المعتدين فلا يوجد بين ايدينا خطة هجومية, ونحن لا نريد ان نحرر القدس اليوم هذا عمل الفلسطيني. نحن عملنا ان نحافظ على استقرار وضعنا وفي رأيي ان "حزب الله" اخطا بالتوقيت وبحجم المعركة واخطا عندما اعلن ان هذه المعركة هي معركة استباقية. هذه النظرية خاطئة, ونحن لا نريد ان نتحدث الان لان الماساة كبيرة واذا تحدثت يقولوا عني انني "اميركاني", او صهيوني, او عميل, هل انا مبسوط لان الاطفال تموت? هذا التفكير ليس لبنانيا وانا اخاف من هذا العقل, ان هذه الحالة او هذا العقل يلتقي مع الظواهري او مع افاق اخرى حدودها اكبر من حدود لبنان, وحجمها اكبر من حجم لبنان ومسارها ابعد من المسار اللبناني.

هل يمكن ان تتوسع العملية العسكرية الاسرائيلية?

اكيد, من الذي يمنع ذلك... اسرائيل "غول" كبير لقد كان في وقت من الاوقات نائما صدقنا الكذبة ان باستطاعتنا ان نغلب اسرائيل, وقد ظهر السيد حسن نصر الله في مؤتمره الصحافي يعطينا درسا كيف يجب ان نتصرف ونحن تصرفنا فقط لايماننا بوحدة اللبنانيين في هذه المرحلة الصعبة وليس "كرمى لعيون" احد. فلبنان اليوم منكوب وخسائره البشرية والمادية لا تعوض على الاطلاق. ثم سمعنا السيد نصر الله يقول اننا ربحنا, اسأله لماذا ربحنا هل دمرنا اسرائيل اتمنى على وسائل الاعلام ان تعمد الى تصويب الخبر بجرأة, لان الصحافة تلعب دورا مهما وان لا تشدد على الحرب بين "حزب الله" واسرائيل وان تشدد فقط على دمار لبنان, لان المنتصر الاول يجب ان يكون للدولة اللبنانية. نحن كلبنانيين نريد ان تنتصر الدولة اللبنانية والشعب اللبناني في هذه الحرب, لا يهمني لا انتصار "حزب الله" ولا انتصار اسرائيل, بل يهمني ان ارى بلدي لبنان واحة الجمال وارى كل مهجر عاد الى بيته بكرامة محفوظة. انا لا استطيع ان اشاهد التلفزيون الذي يحمل صورا للاطفال تحت الردم. ويقولون للسنيورة لماذا بكيت امام وزراء الخارجية العرب? يجب ان يكون الانسان مجرما حتى لا يبكي او يجب ان يكون سفاحا حتى لا يتاثر.

كيف يمكن للبنان ان يخرج من هذا المازق?

اول خطوة على "حزب الله" ان يسلم سلاحه للدولة, ويعطي قراره للدولة..

ما الآلية?

مهما تكن الالية يجب ان نفتش من مخرج.

كدولة لبنانية ما هي الحلول التي لديكم?

من الذي طلب رأينا, بلغونا انها حرب الامة, وبلغونا كيف يجب ان نتصرف, ان الاسلحة التي هي بحوزة "حزب الله" "خيبر" و"رعد" و"برق" و"ثلج" من صنع من? اين تم صنعها في بيروت ام في برج حمود? هل يوجد في لبنان "انشتاين" يخترع الصواريخ? "اللي شبكنا يخصلنا".

من الذي شبكنا?

الذين ارسلوا الصواريخ والمال والذين خرجوا من الباب ويحاولون ان يدخلوا من الشباك, يريدون تكسير لبنان على رؤوسنا...

من تقصد ,السوريين?

طبعا, الرئيس بشار الاسد قال لنا: اذا خرجنا من لبنان سنكسره على رؤوسكم, يجب ان يفوز بكأس العالم للتنبؤ. لان الذي تنبأ به حصل فلنعترف لمرة واحدة اننا حققنا امنية بشار الاسد في هذه الحرب التي حلت بنا. منذ استشهاد الرئيس الحريري نشهد مهرجانات نقالة من طرابلس الى بنشعي وصولا الى الرابية, يقولون للرأي العام انهم غيارى على الدولة اكثر منا, وهم فجعوا على الرسومات التي حصلت في الاشرفية, كذلك فجعوا اكثر عندما عملوا كاركاتور على السيد نصر الله وكسروا الدنيا. ان الحقيقة يجب ان تقال حتى لو كانت "بتجرح". انهم كذبوا علينا على طاولة الحوار.

من الذي كذب عليكم على طاولة الحوار?

يوجد فريقان على طاولة الحوار, فريق 14 آذار وفريق 8 آذار نحن كقوى 14 آذار لم نخط اي خطوة ملزمة للبنانيين دون استشارة الاخر, انما هم خطوا خطوة ملزمة لكل اللبنانيين ومدمرة لكل لبنان دون استشارة احد حتى الرئيس نبيه بري لم يكن على علم بذلك, فاذا كان الامين العام ل¯"حزب الله" اصبح اليوم رئيسا لجمهورية لبنان يجب ان يبلغنا هذا العمل. ان وزراء "حزب الله" اعترضوا على الحكومة لعدم ابداء رايهم. و"حزب الله" يعمل الحرب دون ان يبلغ الاخر. ان الشعب اللبناني هو الذي تهجر, لبنان كله تدمر, الدولة هي المطالبة بوقف اطلاق النار وهي مطالبة تجاه شعب باعادة اعمار لبنان, نحن لا نريد ان تكون الدولة "مكنسة" ساعة نريدها نختبئ وراءها كالمتراس وعندما تنتهي الحرب كل واحد يضع نيشانا على صدره ويذهب.

ماذا حملت زيارة نائب وزير خارجية اميركا دايفيد وولش الى لبنان?

نحن نستجدي وقف اطلاق النار, ونبكي من اجل ذلك. ان الذي لا يعرف حجمه خطر التعامل معه. نحن كدولة لبنانية نعرف حجمنا, ونعرف ماذا نريد يكفي خرابا... اين هي نظرية توازن الرعب.. واين يتم صرفها... نحن نقوم باقصى الجهود كدولة لبنانية حتى لا يتم قصف شركة الكهرباء.. ما هذه "البهدلة" ان نظرية توازن الرعب غير موفقة, يجب ان يسلم "حزب الله" اسلحته الى الجيش اللبناني, ويجب ان يسلم الاسلحة الخفيفة الى قوى الامن الداخلي, واهلا وسهلا بدمج العناصر بالقوة العسكرية وسرعان ما تعود الدولة الى بسط سيادتها على كامل الاراضي اللبنانية, انا لا اقول ل¯"حزب الله" ان يسلم اسلحته لاسرائيل, ولا للمجتمع الدولي بل يجب ان يسلم للجيش اللبناني.

ما القرارات التي ستصدر عن مجلس الامن?

القرار الذي سيصدر عن مجلس الامن هو انسحاب اسرائيل من الجنوب وارسال الجيش الى الجنوب.

بالنسبة لمزارع شبعا?

يجب ان ترسل سورية كتابا الى مجلس الامن حتى تثبت ملكية مزارع شبعا للبنانيين. تعلمين ما هي النظرية السورية اذا اعتدت اسرائيل عليهم يردون عليها بهذه النظرية وهم يكذبون مرتين:

الاولى: توجد اتفاقية دفاع مشتركة بين لبنان وسورية لم تطبق لا هم خارج لبنان ولا هم داخل لبنان.

ثانيا: اسرائيل معتدية منذ 30 سنة ومحتلة ارض الجولان, يعني اصبح لديهم حجة كي يستردوا ارضهم, ماذا ينتظرون ان يحتلوا الشام حتى يبدأوا في المقاومة.

لماذا حتى الان لم يفتحوا جبهة الجولان?

لانهم يعملون مصلحتهم, ولا يريدون ان يخربوا بلادهم, وهم يستجدون عرض طلبات للمجتمع الدولي حتى يبيعوا لبنان مرة جديدة ليصلوا الى العالم مجددا بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

هل يوجد رابط بين اغتيال الرئيس الحريري ووصول لبنان الى هذه المرحلة الخطيرة?

من الذي يتحدث اليوم عن اغتيال الرئيس الحريري, اذا جاء زلزال تنسين القنبلة وهذا ما حصل اليوم. اكيد يوجد رابط بين الاغتيال وبين الكارثة اليوم, فعندما تطلبين في حقيقة من الذي قتل 14 شخصا يقولون يوجد 1000 قتيل اليوم على الساحة.

كحكومة ما هي خطتكم للمرحلة المقبلة?

ان الرئيس السنيورة تحدث عن سبع نقاط وهذا ما يجب ان ينفذ, سلاح واحد لارض واحدة, وامن واحد, نفذوا لنا هذه النقاط السبعة وخذوا منا ما يدهش العالم. ان الحرب التي تحصل اليوم لا تتعلق بحرب طائفة او مصير طائفة هي حرب تتعلق بكل لبنان بكل طوائفه وليس المطلوب من احد ان يضع الناس في هذا الموقع على حساب كل الناس.

اسرائيل هددت بقصف كل المراكز الحكومية في لبنان?

لا يوجد شيء عند الاسرائيلي اسمه خط احمر, ان اسرائيل تتمنى ان تضرب المقاومة تل ابيب, ان اسرائيل عندما دمرت لبنان دفعت فاتورة حربها نحو 100 قتيل, هذه حوادث سير ولكن ماذا بقي من لبنان.

ما الحلول المقترحة اليوم?

ان الحل ليس في حوزة الدولة اللبنانية, بل بحوزة الذي يحمل السلاح..

لماذا حتى الان لم تعلن اسرائيل موقفها النهائي لجهة الوقف الفوري لاطلاق النار?

لاننا لم نعلن صراحة ان الجيش اللبناني سيتسلم سلاح "حزب الله" وهذه اساس المشكلة. اسرائيل والمجتمع الدولي يطلب من لبنان ان يطبق القرار 1559 بالكامل.

هل تحدثتم مع وزراء "حزب الله" بهذه النقاط?

ان وزراء "حزب الله" يعلنون انتصارهم امام العدو الاسرائيلي ويقولون انهم يعملون بطولات في الجنوب هذا تقديرهم.

هل المرحلة المقبلة سوداوية?

ان هذه المعركة هي بين ايران وسورية واسرائيل واميركا, فلا احد يملك الحل والقرار, والخراب لا يحصل لا في اميركا او في ايران بل في لبنان واقولها, ان الذي شبكنا هو الذي يجب ان يخلصنا.