المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الثلاثاء 15/8/2006

وَيْلُ لأُمَةٍ تلبَسُ مِمَّا لاَ تنسِج وتأكُلُ مِمَّا لا تَزْرَع وتَشْربُ مِمَّا لا تَعْصُر.(جبران)

 

 

أولمرت: سنلاحق حزب الله في كل مكان 

الإثنين 14 أغسطس - بي. بي. سي.

 القدس: توعد رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت حزب الله بأن اسرائيل "لن تسامحه" بل ستلاحق زعماءه في كل مكان. وحذر في خطاب له أمام  بيريتس الى الالتزام بوقف النار و التعليمات الامنية لا تزال سارية

الكنست الاسرائيلي من أن اسرائيل "وسوف تستمر بملاحقة حزب الله في كل مكان، ولن تنتظر إذنا من أحد،" مضيفا أن الحرب أحدثت تغييرا استراتيجيا في توازن القوى ضد حزب الله. كما أضاف أنه يتحمل كرئيس للوزراء المسؤولية الكاملة للهجوم الاسرائيلي على لبنان. واعتبر أن الاتفاق بوقف المواجهات الناتج عن القرار 1701 "ألغى وضع الدولة-ضمن-الدولة الذي كان يديره حزب الله." وتعهد القيام بكل ما يستطيع لاستعادة الجنديين اللذين احتجزهما حزب الله. تحقيق وفي وقت سابق قال وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيريتس إنه سيعين فريق تحقيق بالأداء الاسرائيلي خلال الحرب مع لبنان. وقال بيريتس إن التحقيق سيكون "واسعا ودقيقا"، وذلك وسط تزايد الانتقادات في الداخل الاسرائيلي لأداء الجيش. لكنه اعتبر أيضا أن اسرائيل تمكنت من اضعاف "المتطرفين الإسلاميين" من خلال الحرب.

 

بوش: كل الاوراق تستخدم ضد الارهابيين 

الإثنين 14 أغسطس - أ. ف. ب.

 واشنطن: اكد الرئيس الاميركي جورج بوش اليوم لمواطنيه انه يستخدم "كل اوراق" الولايات المتحدة لحمايتهم من الارهابيين، مركزا على قضايا الامن القومي قبل ثلاثة اشهر من الانتخابات التشريعية. وقال بوش خلال زيارة لوزارة الدفاع "نعيش زمنا صعبا لكنني واثق بقدرتنا ليس فقط على حماية اراضينا بل على ان نترك وراءنا عالما افضل". وقال بوش "من الاهمية بمكان ان يدرك الشعب الاميركي اننا نفكر دوما في كيفية توفير امن اراضينا وحماية مصالحنا واستخدام كل الاوراق المتاحة لنا للقيام بعملنا". ووفق البرنامج الذي وزعه البيت الابيض، التقى بوش صباحا وزير الدفاع دونالد رامسفلد على ان يتناول الغداء مع "خبراء في شؤون العراق" قبل التوجه الى وزارة الخارجية للقاء وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس. وتأتي سلسلة زيارات الرئيس الاميركي قبل شهر من الذكرى الخامسة لاعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001، وقبل ثلاثة اشهر من الانتخابات التشريعية في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر التي تشكل معركة صعبة للغالبية الجمهورية في مجلسي النواب والشيوخ.

 

بين نيران "صديقة" وأخرى "معادية" الجيش اللبناني يبدأ قريباً

 مهمة مستحيلة في الجنوب

 دبي - الوكالات: رأى خبراء ومحللون عسكريون أن نشر وحدات من الجيش اللبناني, ربما يصل قوامها إلى زهاء 15 ألف جندي, سيواجه بصعوبات على الأرض, ولن يكون مهمة سهلة ما لم يسبقه وقف شامل و»نافذ« لاطلاق النار, وتدعيم قوة »اليونيفيل« التابعة للأمم المتحدة في جنوب البلاد, وحذروا من أنه سيكون في مرمى نيران الإسرائيليين وحزب الله ما لم يتوقف القتال.

ومع أن هؤلاء أبدوا تفاؤلا حذرا بشأن عملية الانتشار, وقللوا من المخاوف بشأن العقيدة العسكرية الموحدة للجيش اللبناني, وقالوا إنها ليست هشة بالقدر الذي يسمح بتباينات طائفية, غير أنهم أشاروا إلى أن القرار الأممي الأخير 1701 بشأن لبنان, بالاضافة إلى النقاط السبع التي طرحها رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أمام مؤتمر روما المتعلق بلبنان, لم يخوضا في التفاصيل الدقيقة التي كان ينبغي معالجتها, خشية أن يسفر تجاهل هذه التفاصيل عن نتائج معاكسة. وكان القرار 1701 شدد على »أهمية بسط سيطرة حكومة لبنان على جميع الأراضي اللبنانية وفق أحكام القرارين 1559 والقرار ,1680 والأحكام ذات الصلة من اتفاق الطائف, وان تمارس كامل سيادتها, حتى لا تكون هناك أية أسلحة دون موافقة حكومة لبنان ولا سلطة غير سلطة حكومة لبنان«. وقال باتريك هياني من »المجموعة الدولية لفض النزاعات« في تصريحات خاصة ل¯»العربية.نت« إن القرار الأممي, ومشروع السنيورة, لم يتطرقا للتفاصيل المهمة المتعلقة بتقوية الجيش اللبناني, والتنسيق بينه وبين الأمن الداخلي, كونه ظل يؤدي مهام الأمن الداخلي سنوات طويلة.

قرار ناقص!

ولفت هياني إلى أن الجيش اللبناني يحتاج تمويلا كبيرا ليؤدي مهامه في الجنوب بامتياز. وقال إن هناك تنسيقا لبنانيا أوروبيا قائما منذ 2005 بهذا الشأن, لكن الدعم المالي الأوروبي لم يتعد 10 ملايين يورو خلال 2005 وأوضح بأن القرار الدولي كانت تعوزه الاشارة إلى الخطورة التي تمثلها إسرائيل على لبنان.

وقال باتريك هياني إن حزب الله طالما كان يعتبر مقاتليه الوسيلة الدفاعية الأفضل في الجنوب ضد التهديد الإسرائيلي. وهذا ما يستدعي بحسب وجهة نظره طرح تساؤل حول كيفية تأمين الجنوب في وجود الجيش, على أن هياني يعتقد أن نشر 15 ألف جندي لبناني سيكون مرحلة انتقالية إلى حين »صياغة استراتيجية دفاعية شاملة«,. وتمكين الجيش وتمويله. ولفت إلى أن »العقيدة العسكرية« للجيش اللبناني ليست واضحة بشكل قاطع, مشيرا إلى أن »هذا الأمر غريب جدا«. وأوضح أن احدى الضمانات المهمة في هذه الحالة, هو تنفيذ الوعود والالتزامات الداخلية والإقليمية والدولية على نحو محدد. ولم ينف هياني إمكان وجود متعاطفين مع حزب الله في داخل الجيش اللبناني, وهذا ما يمكن أن يؤدي إلى تباينات في العقيدة العسكرية, كما لم ينف وجود تنسيق سابق للجيش مع حزب الله ومقاتليه, »حتى لو كان ذلك التنسيق سلبيا بمعنى أن تعبر شاحنات حزب الله المحملة بالأسلحة والذخائر تحت بصر الجيش«.

وأشار إلى أن الجيش اللبناني أصبح يتمتع بقدر من الاستقلالية بعد انسحاب سوريا من لبنان, ويمكن أن يتم تعزيزها بعد الحرب. وقال إن الجيش اللبناني في ظل التوتر الداخلي والتوترات الخارجية يمثل »العمود الفقري« للدولة اللبنانية. وأضاف بأن الجيش اللبناني قادر حاليا على نشر جنوده في الجنوب, لكنه ألمح إلى أنه ليس بمقدوره القيام بأعمال عسكرية دفاعية, وأشار إلى أن أقوال قادة الجيش اللبناني تفيد بالانضباط الذي يتمتع به, لكن حدوث احتكاكات بين الوحدات اللبنانية والإسرائيليين »يبقى أمرا وارد الحدوث«, موضحا بأن ثمة احتكاكات وقعت بالفعل في النبطية وصور. من ناحيته حذر العميد الدكتور سمير الخادم قائد القوات البحرية اللبنانية سابقا من أن نشر وحدات الجيش اللبناني في الجنوب قبل وقف اطلاق النار »سيعني وضع هذه الوحدات في مرمى نيران الطرفين, إسرائيل وحزب الله«. وستكون مهمته في هذه الحالة بحسب وصفه صعبة جدا وعسيرة.

وأضاف الخادم ل¯»العربية.نت« أن الجيش اللبناني لابد أن يذهب إلى الجنوب عقب تعزيز قوة »اليونيفيل« التابعة للأمم المتحدة, ليتسنى لهذه القوات أن تحل محل القوات الإسرائيلية في مواقع في جنوب لبنان, ثم تأتي الوحدات اللبنانية تاليا لتأخذ مواقعها هناك. وقال الخادم إن هناك ثمة صعوبة عملية في نشر الجيش اللبناني حاليا تتمثل في استمرار المعارك في طرقات وجسور الجنوب ومعابره, وتهدم بعضها. لكنه لفت من ناحية أخرى إلى الغطاء السياسي الكامل الذي يحظى به الجيش لأول مرة منذ سنوات طويلة, ما سيسهل مهمته من ناحية سياسية.

وأوضح قائد القوات البحرية اللبنانية سابقا بأن الجيش لن يجابه بصعوبات تقنية, ففور صدور قرار من قيادة الجيش بالانتشار في الجنوب, يمكن لوحداته أن تباشر ذلك, و»لن يستغرق ذلك وقتا طويلا«. وأضاف بأن الجيش اللبناني حاليا يضم 12 لواء, بينها 11 من ألوية المشاة, بالاضافة للواء مجوقل, وأفواج ووحدات أخرى من القوات الخاصة وقوات المغاوير وقوات التدخل.

وتوقع بأن ينشر الجيش في الجنوب وحدات مناسبة لهذه المهمة في حدود 3 أو 4 ألوية معززة بقوات خاصة, اضافة لطوافات حيث يملك الجيش سربين منها, يستفاد منها في نقل الذخائر والانزال في بعض المواقع المتقدمة, اضافة لقطع بحرية محدودة كانت تتمركز في مرفأ صور, وبمقدورها أن تراقب الشواطيء اللبنانية.

ويلفت العميد الخادم إلى أنه كعسكري سابق يفضل أن يكون تسليح هذه القوات متطورا وحديثا. لكن »ما يملكه الجيش لأداء هذه المهمة كافياً, حتى يتم تزويده بآليات ومعدات حديثة«. وأكد أن الجيش في خلال هذه المهمة لن يدخل معارك, وإنما سيذهب فقط من أجل بسط السلطة من نهر الليطاني إلى الخط الأزرق على الحدود مع إسرائيل. وأشار إلى أن تسليح هذه الوحدات »من الأفضل أن يكون متطورا وجديدا«. و»ما يملكه الجيش لتنفيذ هذه المهمة كافياً, حتى يتم تزويده بأسلحة متطورة. وهو ذاهب ليس للقيام بمعارك وانما لبسط السلطة من نهر الليطاني إلى الخط الأزرق على الحدود«. أما بخصوص مصير عناصر وأسلحة حزب الله, فيفيد العميد الخادم بأن ذلك على الأرجح سيتم بحثه على بساط لبناني بالكامل, وهو أمر موكول بحسبه للحكومة اللبنانية بالاتفاق مع حزب الله. لكنه توقع أن يستغرق الأمر برمته وقتا. وشدد قائد القوات البحرية اللبنانية سابقا على أن القرارات الدولية والمكاتبات الرسمية والمفاوضات بشأن سلاح حزب الله, ينبغي أن تتجنب عبارة »نزع سلاح حزب الله«, التي يفضل عوضها »تسليم سلاح حزب الله«, معللا ذلك بأن النزع ينطوي على إرغام وقوة, في حين يتم التسليم طواعية ويكون عن رغبة.

 

المخابرات الإسرائيلية: المواجهة الجديدة "مسألة وقت"

 القدس المحتلة - أ ش أ: ذكرت صحيفة (يديعوت احرونوت) الاسرائيلية امس ان رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية اللواء عاموس يدلين أبدى تشاؤما بالنسبة لفرص تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الخاص بوقف اطلاق النار في الحرب بين اسرائيل وحزب الله بنجاح. وقالت الصحيفة ان »اقوال يدلين ألقت بظلالها على التفاؤل الذي بثه رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت ووزير الدفاع عمير بيرتس ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني.. حيث يفهم من أقوال يدلين بأن المواجهة التالية مع منظمة حزب الله هي مجرد مسألة وقت..وان ايران وسورية ستعودان الى تسليح المنظمة واعدادها لمواجهة جديدة«. وقال رئيس شعبة الاستخبارات ان حزب الله سيحاول تصميم قواعد لعب تسمح له بضرب جنود الجيش الاسرائيلي ردا على كل ضرب من الجيش الاسرائيلي لرجال حزب الله مؤكدا في الوقت ذاته ان سورية ستمنح اسنادا لكل قرار يتخذه حزب الله وايضا ايران.

وأضاف يدلين »هناك احتمال كبير جدا بان يكون يحدث احتكاك مع حزب الله في المستقبل وطبيعة هذا الاحتكاك منوطة بعاملين هما التعليمات التي سيتلقاها حزب الله وماذا سيكون رد فعل اسرائيل«. من جانب اخر اعلن قائد الدفاع المدني الجنرال اسحق غيرشون ان التعليمات الامنية لسكان شمال اسرائيل قرب الحدود مع لبنان لاتزال سارية رغم توقف المعارك بين الدولة العبرية وحزب الله امس. وقال لاذاعة الجيش الاسرائيلي ان »على سكان البلدات الواقعة على الجبهة الشمالية البقاء في الملاجئ وفي الاماكن المحمية حتى اشعار آخر«, مشيرا الى ان هذه البلدات هي تلك الواقعة شمال الخط الذي يمتد من عكا (غرب) الى كرمئيل (شرق), أي مجمل الجليل الاعلى. واضاف انه بالنسبة للبلدات والمدن الواقعة جنوب هذا الخط, مثل حيفا, تم رفع التعليمات الامنية جزئيا, لكن التجمعات في الاماكن المكشوفة لاتزال ممنوعة. وتابع الجنرال غيرشون قائلا »سنقوم بتقييم الوضع, واعتقد انه اعتبارا من صباح غد (اليوم), يمكن للناس (الذين نزحوا الى جنوب اسرائيل) ان يعودوا الى منازلهم«. وأكدت ان الحقيقة تفترض القول اننا في هذه الحرب لم ننتصر.

 

"الغارديان": بوش وتشيني خططا للحرب منذ مايو

 القدس المحتلة-لندن-الوكالات: زعم المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرئيلية مارك ريغيف أمس ان المعلومات التي افادت بان اسرائيل خططت لحملتها العسكرية على حزب الله الشيعي اللبناني, غير صحيحة. وقال »ان فكرة اننا حضرنا للحملة في لبنان غير صحيحة. وان مجرد كون حزب الله سجل نقطة على الصعيد التكتيكي بقتل جنودنا وخطف جنديين اخرين يثبت اننا لم نخطط شيئا ضد هذه المنظمة«. واضاف المتحدث »احتجنا إلى فترة من الوقت حتى نتمكن من مواجهة الوضع الذي نشأ عن ذلك, وعلى العكس, لم نكن نرغب اطلاقا في فتح جبهة ثانية في وقت نخوض صراعا في قطاع غزة«. وادلى ريغيف بتصريحاته ردا على معلومات نشرتها مجلة »نيويوركر« الاميركية ومفادها ان الحكومة الاميركية »كانت ضالعة إلى حد بعيد في الخطة الاسرائيلية ضد حزب الله قبل خطف الجنديين الاسرائيليين في 12 يوليو« في عملية نفذتها الحركة الشيعية اللبنانية وحملت اسرائيل على شن حربها في لبنان. وكتب الصحافي سيمور هرش الحائز جائزة بولتزر والذي كشف عن فضيحة سجن ابو غريب ان الرئيس الاميركي جورج بوش ونائبه ديك تشيني كانا واثقين من ان حملة قصف اسرائيلية ناجحة على مواقع حزب الله قد تهدئ من مخاوف اسرائيل بشأن امنها.

واوضحت المجلة في عددها بتاريخ 21 اغسطس ان إدارة بوش كانت ترى ايضا في هذه الحملة مقدمة لهجوم وقائي اميركي محتمل لتدمير المنشآت النووية الايرانية. من جهتها اكدت صحيفة الغارديان البريطانية ان الحكومة الاميركية شاركت في التخطيط للحملة الهجومية الاسرائيلية على لبنان حتى قيام حزب الله باختطاف الجنديين الاسرائيليين عبر الحدود في يوليو الماضي. واشارت الصحيفة إلى ان مسؤولين أميركيين واسرائيليين سافروا إلى الولايات المتحدة في شهر مايو الماضي للاشتراك في التخطيط للهجوم على حزب الله وللحصول على الضوء الاخضر لعمليات القصف ولمعرفة ما ستتحمله اميركا في هذا الشأن من تكاليف. وأوضحت ان الحملة الاسرائيلية جاءت منسجمة مع رغبة ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش لخفض التهديد الذي يمثله الرد المحتمل لحزب الله ضد اسرائيل في حالة ان تشن اميركا ضربة عسكرية ضد ايران. ولفتت الصحيفة إلى ان هذه المصادر رأت ان تحقيق حملة قصف جوي اسرائيلية ناجحة قد يساعد في تهدئة المخاوف الامنية الاسرائيلية كما سيمثل تمهيدا لهجوم وقائي ومحتمل من جانب الولايات المتحدة لتدمير المنشآت النووية الايرانية.

 

مخاوف سياسية من تبعات رفض  حزب الله الاستجابة لمتطلبات الـ 1701

 السنيورة وبري بحثا مع داليما آثار  العدوان والدعم الدولي لإعادة إعمار لبنان

 بيروت ¯ من عمر البردان: السياسة

مع دخول وقف اطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ الثامنة صباح امس, بعد ما يزيد عن الشهر من الحرب الاسرائيلية المدمرة التي لم يشهد هذا البلد مثيلا لها في تاريخه, بدات اسئلة عديدة تطرح نفسها في الواجهة حول جدية الطرفين في التزام وقف النار وهل ان توقف الة الحرب والدمار مجرد هدنة في ضوء الكلام الاسرائيلي عن ان الهدوء القائم انما هو هدوء هش, في الوقت الذي رفض فيه "حزب الله" الموافقة على سحب سلاحه من المنطقة المنزوعة السلاح, الامر الذي ادى الى الغاء جلسة مجلس الوزراء اللبناني التي كانت مقررة اول امس. وعلمت "السياسة" ان اتصالات تجري وعلى اعلى المستويات يقودها رئيسا مجلس النواب والحكومة نبيه بري وفؤاد السنيورة من اجل ترتيب جلسة لمجلس الوزراء اليوم او غدا على ابعد تقدير لبحث الاليات العملية لنشر الجيش اللبناني في المنطقة المنزوعة السلاح بمؤازرة القوات الدولية.

وفي هذا الاطار اكدت مصادر نيابية لبنانية ل¯"السياسة" ان القرار الدولي 1701 هو قرار جدي ويجب التقيد به والعمل بموجبه, لانه ليس للبنان مصلحة في التصادم مع الشرعية الدولية, في الوقت الذي يجب ان تتكثف الجهود لتوحيد الموقف الداخلي وتفادي الانقسامات الداخلية وضرورة التعامل مع المرحلة اللاحقة بموقف موحد لتفادي الانعكاسات السلبية لاي خطوة ناقصة. هذا وقد اثار تراجع "حزب الله" عن موافقته على القرار 1701 استياء لدى الاكثرية التي طالبته بالالتزام بهذه الموافقة لان مصلحة البلد فوق اي اعتبار, وان الاوان لفك الارتباط بسياسات ايران وسورية التي جلبت الاضرار للبنان على مدى سنوات طويلة. وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة التقيا وزير خارجية ايطاليا ماسيمو داليما بعد جولة له على احياء الضاحية الجنوبية لبيروت, وامل الوزير الايطالي ان يؤدي وقف اطلاق النار الى سلام حقيقي في المستقبل, مبديا استعداد بلاده لتكون في الصفوف الامامية لمساعدة لبنان, كما كانت في الصفوف الامامية لمؤتمر روما. واكد داليما ان ايطاليا سترسل قوات في اطار الامم المتحدة في غضون اسبوعين, وربط الامر بوقف العمليات الحربية وببدء انسحاب القوات الاسرائيلية, مشددا على اهمية احترام القرار 1701, ولفت الى استعداد بلاده للعب دور في عملية تبادل الاسرى. وقال: كنا جاهزين ومستعدين لهذا الدور, لكن الرئيس بري قال انه لم يعد له علاقة بهذا الملف. من جهته استدعى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن لاطلاعهم على اخر التطورات, وخاصة في ما يتعلق باستمرار الحصار البحري والجوي والبري الاسرائيلي على لبنان, وقال السفير الاميركي جيفري فيلتمان ان الرئيس السنيورة ابلغ السفراء رسالة الى سفراء الدول الاعضاء في مجلس الامن للتأكد من انهم مستمرون في العمل على تحقيق وقف اطلاق النار والانطلاق الى المراحل المقبلة. وعلم ان السنيورة طلب من السفراء امكانية المساعدة في استحضار جسور حديدية موقتة لوصل الطرقات المقطوعة, تمهيدا لبدء عملية اعمار الجسور. وقال السفير الفرنسي برنار ايميه ان الرئيس السنيورة استعرض مع السفراء الخلاصة التي وصل اليها اللبنانيون من القرار 1701. وقال: يجب العمل الان على الاستحقاقت لتطبيق هذا القرار, والذي على المجتمع الدولي ان يعمل عليها. كما ترأس السنيورة اجتماعا حضره وزيرا الدفاع والداخلية بالوكالة الياس المر واحمد فتفت. في سياق متصل اكد وزير الزراعة طلال الساحلي "ان الاسباب الحقيقية لتأجيل جلسة مجلس الوزراء ليست كما طرحت في وسائل الاعلام, فالمسالة تفترض نقاشا داخليا في الحكومة وليس اخراجا على المنابر المختلفة". وقال:"الموضوع ان مجلس الامن اصدر قرارا, وهذا القرار يشوبه الغموض من نواح مختلفة وهو يفترض ان يكون ضمن سلة واحدة وان يكون تطبيقه لمصلحة لبنان, وبطبيعة الحال يجب ان يكون منسجما مع ما يراه المجتمع الدولي ضمن اطار فهمنا لانسحاب اسرائيل من الاراضي اللبنانية خصوصا في هذه المرحلة« وتابع: "بدلا من ان يكون هناك وقف لاطلاق النار في شكل فوري تم العمل على وقف للعمليات العدائية كما تمت تسميته, ومن ثم يكون هناك انسحاب فوري لتأمين الوضع اللبناني ومساعدة لبنان على حلحلة مشاكله الداخلية وربط هذا الامر بمسألة الانسحاب الاسرائيلي وكيفية حصوله". اضاف: "ان هذه المسالة دقيقة ولا يمكن ان تعالج بالعجلة ولا بالطريقة التي يعالجها بعض المسؤولين على منابر التلفزيونات والاذاعات. ان الامر دقيق وربما حرص رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة على عدم التصريح, لانه مسؤول وعلى الآخرين ان يكونوا جميعهم مسؤولين في هذا الظرف الذي يتطلب منا موقفا وطنيا, لنتمكن من تحقيق مصلحة لبنان وعودة الاسرى اللبنانيين وتحرير مزارع شبعا". وحول سحب سلاح "حزب الله" من منطقة الليطاني قبل نشر القوة الدولية, قال: "هذا الامر سيتم مناقشته واتخاذ قرار فيه داخل مجلس الوزراء, ولا اريد ان اناقش هذا الموضوع على صفحات الصحف, لان المسألة دقيقة جدا وحساسة وتتطلب منا مسؤولية كبيرة وحرصا على البلد والوطن, من هذا المنطلق رأى الرئيس السنيورة ان يؤجل اللقاء او اجتماع مجلس الوزراء, وسوف نرى ونتابع هذا الأمر من خلال الاجتماع الذي سوف يعقد لاحقا".

من جهته دعا النائب جورج عدوان جميع اللبنانيين الى التضامن مع الحكومة والالتفاف حول رئيسها لدعم القرار 1701 بغض النظر عما اذا كانت لدينا بعض التحفظات على هذا القرار, مؤكدا ان لا خيار الا بتنفيذ هذا القرار لمصلحة لبنان, واعتبر عدوان انه من غير المسموح ان يبقى قراران حول الحرب والسلم في الدولة, لافتا الى اننا كلبنانيين كما تضامنا في مواجهة اسرائيل في الحرب فعلى "حزب الله" ان يتضامن مع حكومته والسير في الطريق الذي يؤدي الى قيام الدولة. الى ذلك شدد الرئيس الحص على اهمية التوافق حول سلاح المقاومة وقال ان المقاومة ستنتهي بطبيعة الحال بتحقيق الاهداف التي وجدت من اجلها, ونعمل على تحقيقها بالتفاهم والتوافق.

 

الحكومة الإسرائيلية تواجه مصيراً غامضاً والشارع الغاضب يريد مذنباً

 أولمرت: سنلاحق قيادات حزب الله "في كل زمان  ومكان" وسنرد على أي انتهاك لوقف القتال

 القدس المحتلة - الوكالات: أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت امس ان اسرائيل ستلاحق حزب الله »في كل مكان وزمان«. وقال اولمرت خلال جلسة خاصة للكنيست الاسرائيلية بعد ساعات من وقف الاعمال الحربية في لبنان »سنلاحقهم (حزب الله) في كل مكان وزمان, ولسنا في وارد طلب الاذن من اي كان للقيام بذلك« وأعلن اولموت ان اسرائيل لن تقبل بعد الآن بالمساس بسيادتها. وقال ان اسرائيل تحتفظ بحقها في الرد على اي انتهاك لوقف اطلاق النار معتبرا ان دولة مثل لبنان لم يعد بإمكانها ايواء »منظمة ارهابية« في اشارة الى حزب الله. من جهة ثانية ذكرت الاذاعة الاسرائيلية ان اولمرت قرر تعيين ممثل خاص له لمتابعة ملف الجنود الاسرائيليين الثلاثة المحتجزين لدى حزب الله اللبناني ومسلحين فلسطينيين.

وقالت الاذاعة ان اولمرت اختار لهذه المهمة عوفر ديكل الذي سبق وأن عمل نائبا لرئيس جهاز الامن العام (شين بيت) في اسرائيل ومن ذكر الموقع الالكتروني لصحيفة »يديعوت أحرونوت« ان القرار اتخذ بعد ان واجه اولمرت انتقادات علنية بشأن عدم تضمن الجزء التنفيذي من قرار مجلس الامن الدولي رقم 1701 بشأن وقف اطلاق النار في لبنان اي ذكر للجنديين المحتجزين لدى حزب الله. كما يواجه رئيس الوزراء الاسرائيلي انتقادات نظرا لأنه لا يتحدث عن استعادة شليط من ايدي المسلحين الفلسطينيين وقالت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني ان المجتمع الدولي يواجه اختبارا في المرحلة الراهنة بشأن ضمان تطبيق قرار مجلس الامن رقم 1701 لوقف اطلاق النار على جانبي الحدود الاسرائيلية اللبنانية. ونقل راديو اسرائيل عن ليفني قولها خلال اجتماع عقدته مع السفراء الاجانب المعتمدين لدى اسرائيل لاطلاعهم على مصادقة الحكومة »ان قرار مجلس الامن ينطوي على اهمية كبيرة نظرا لأنه يضعف منظمة حزب الله«. ولفتت الى ان اي اعتداء من جانب عناصر حزب الله على جنود الجيش الاسرائيلي سيعتبر بمثابة خرق للقرار الدولي. من جانبه اعلن وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيريتس انه سيشكل لجنة رسمية لإجراء تحقيق شامل وموسع في احداث الحرب التي شنتها بلاده على لبنان منذ الثاني عشر من شهر يوليو الماضي.

وجاء قرار بيريتس بعدما طالبت عدة اوساط سياسية وحزبية داخل اسرائيل بتشكيل لجنة تحقيق رسمية لبحث الحرب الثانية على لبنان والفترة التي سبقتها وبعد ان شهدت جلسة الحكومة الاسرائيلية مناقشات صاخبة حول كيفية ادارة الحرب التي كبدت اسرائيل خسائر فادحة للغاية. وتواجه حكومة ايهود اولمرت والجيش انتقادات متزايدة في اسرائيل تأخذ عليهما ادارتهما للحرب ضد حزب الله الشيعي اللبناني وقد يضطرا للخضوع الى المساءلة امام لجنة تحقيق. ومن الملفت ان الطبقة السياسية ساندت بالاجماع الحكومة طوال الحرب التي استمرت 33 يوما وكان 97 في المئة من الاسرائيليين مازالوا يعتبرونها الجمعة »عادلة« وفق استطلاع للرأي نشرت نتائجه صحيفة »يديعوت احرونوت«. غير ان زعيم المعارضة رئيس الليكود (يمين) بنيامين نتنياهو سارع منذ اليوم الاول من وقف هش للاعمال الحربية الى إبداء عزمه على مساءلة الغالبية في الكنيست (البرلمان) الاسرائيلي الذي سيعقد جلسة استثنائية. وقال النائب يوفال شتاينيتز احد المقربين منه »انها الحرب الذي تمت قيادتها بأسوأ طريقة ممكنة في تاريخ اسرائيل برمته«.

وعبر ايفي ايتام من الاتحاد الوطني ¯ الحزب الوطني الديني (يمين متطرف) عن الرأي ذاته معتبرا ان »وقف اطلاق النار خدعة, مجرد استراحة يحتاج اليها حزب الله لاعادة تسليح نفسه والاستعداد للجولة المقبلة«. واخذ على اولمرت انه انتظر حتى مساء الجمعة لاصدار الامر بشن هجوم بري واسع النطاق في جنوب لبنان. وقال متحدثا للاذاعة الاسرائيلية العامة الاثنين »من المستحيل ان يتمكن تساحال (الجيش) من تسوية مشكلة نشأت على مدى ست سنوات خلال 48 ساعة«, في اشارة الى الترسانة الصاروخية التي شكلها حزب الله.

وفي الطرف المقابل من المروحة السياسية طالب زعيم حزب ميريتس اليساري العلماني يوسي بيلين وهو من »الحمائم« بتشكيل لجنة تحقيق. وقال للاذاعة »يجب ان نعرف لماذا تلقى تساحال الامر بتحقيق ما عجز عنه خلال شهر في غضون 48 ساعة. وانقضى الاحد اليوم المئة على تولي حكومة اولمرت مهامها على وقع قصف صاروخي مركز من حزب الله الذي اطلق 250 صاروخا على الاراضي الاسرائيلية الاحد. وقال وزير طلب عدم كشف اسمه في مقابلة اجرتها معه صحيفة »معاريف« »لن تتمكن الحكومة من تلافي تشكيل لجنة تحقيق الرأي العام يريد مذنبا يتحمل الاخفاقات التي سجلت«. وبدأت خلافات بالظهور داخل الحكومة الاسرائلية وقد امتنع وزير النقل شاوول موفاز عن الادلاء بصوته في عملية التصويت على وقف الاعمال الحربية مشيرا الى ان الاتفاق » لا ينص بوضوح على نزع سلاح حزب الله«. وقال وزير البنى التحتية بنيامين بن اليعازر »ان هذا الاتفاق مليء بالثغرات انه يعطي الانطباع باننا خسرنا الحرب« ورأى الجنرال عاموس يادلين رئيس الاستخبارات العسكرية انه »من المحتم قيام مواجهة في المستقبل مع حزب الله«. واثار رئيس الاركان الجنرال دان حالوتس بلبلة داخل الجيش الاسبوع الماضي حين كلف مساعده الجنرال موشيه كابلينسكي مهام تنسيق العمليات الجوية والبحرية والبرية في لبنان.

 

لبنان "المحاصر" يصحو على الفجيعة والخراب

 نصر الله يرفض نزع السلاح ويعد أنصاره بورشة إعمار

 بيروت-»السياسة«:عواصم-الوكالات:

توقفت أمس العمليات الحربية بين إسرائيل و»حزب الله« بعد 33 يوماً على اندلاعها وبدأ عشرات الآلاف من النازحين بالعودة إلى قراهم المدمرة في جنوب لبنان, فيما أعلنت الدولة العبرية مواصلة حصارها البري والجوي للبنان وهددت باجتياح جديد إذا تعرضت لأي هجوم. وفي حين تزاحمت وكالات الإغاثة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة في الجنوب, نشطت الماكينة الديبلوماسية العربية والدولية لإطلاق ورشة إعمار, فقد أعلن عن عقد قمة عربية طارئة خلال الأسبوع المقبل, فيما دعت السويد إلى مؤتمر دولي للمانحين نهاية الشهر الجاري في استوكهولم لكن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لم ينتظر وأعلن عن إطلاق ورشته الخاصة لإعادة البناء وأنه لن ينتظر الحكومة. وقبل أن يزول غبار المعركة العسكرية, اندلعت مواجهات سياسية في لبنان والدولة العبرية على حد سواء, ففي إسرائيل وعد رئيس الوزراء إيهود أولمرت بإجراء تحقيق في إخفاقات جيشه في مواجهة مطالب متزايدة من أحزاب اليمين واليسار في الكنيست بمحاسبة حكومته على إدارتها السيئة للحرب وإخفاقها في القضاء على »حزب الله«.

في المقابل رفض حسن نصر الله الدعوات إلى تسليم سلاحه, وحذر الافرقاء اللبنانيين من مغبة اللجوء إلى التهويل والضغط والاستفزاز. وقال نصر الله في رسالة متلفزة مساء أمس (أعلن فيها نصره الستراتيجي الكبير) تعليقاً على إثارة وزراء لبنانيين خلال اليومين الماضيين موضوع نزع سلاح حزب الله: »يطالبون بإنهاء مسألة« سلاح حزب الله, إلا أن هذا »الأمر لا يحسم بهذه الطريقة وبهذه العجلة. وأنصح ألا يلجأ أحد إلى التهويل والضغط والاستفزاز«. وتابع أن »أكبر جيش لم يتمكن من نزع سلاح حزب الله« في إشارة إلى الجيش الإسرائيلي, داعياً إلى مناقشة الأمر في »الأطر الجادة والمسؤولة«. وقال إن سلاح حزب الله هو »عنصر قوة للدولة اللبنانية«, داعياً إلى »عدم تضييع هذا العنصر«.

وفي لهجة يمكن وصفها ب¯»التهديدية« قال الامين العام لحزب الله مخاطباً المطالبين بتسليم سلاحه: »انتم تتحدثون مع منتصرين«. واضاف ان »الجيش اللبناني والقوة الدولية لا يمكنهم حماية لبنان.. نحن مع انتشار الجيش اللبناني وليس لدينا مانع من التواجد عند جنوب الليطاني في الجنوب«, متسائلاً »هل القوات الدولية ستدافع عن لبنان اذا ما تعرض لعدوان اسرائيلي«. وشدد نصر الله ان الايام المقبلة ستكشف الخسائر في صفوف العدو خلال هذه الحرب. واضاف نصر الله نحن مع الدولة القوية والعادلة والمقاومة والمطمئنة القادرة على حماية الناس والوطن وكنا جاهزين للحوار وما زلنا جاهزين للحوار. وقال نصر الله »فلنعد النقاش الى مكانه الطبيعي«. واكد ان قوة لبنان في مقاومته ووحدته الوطنية. وقال الامين العام لحزب الله »انه في هذه اللحظة النفسية والعاطفية الصعبة والمصيرية يأتي بعض الاشخاص ويجلسون خلف مكاتبهم وتحت اجهزة التكييف ينظرون ويتحدثون باعصاب هادئة حول سلاح المقاومة ويتحدثون بلغة وصفها ب¯(الخشبية)«.

ووصف نصر الله ما حدث بانه غير اخلاقي وخطأ وغير مناسب بمعزل عن صحة الفكرة التي يتحدثون بها.

وتساءل: الا يتصور هؤلاء الناس انهم بذلك يتعرضون لشرائح كبيرة تؤمن بالمقاومة وتدعمها او كأن هذه الشرائح بلا مشاعر ولا عواطف.. وهل يتصورون انهم قادة سياسيون على درجة عالية من الوعي, ليجردوا هذه الشرائح من عواطفها واحاسيسها.. وهل هذه الشرائح مجرد احجار او عبيد وعندما يتكلم بعض النخب السياسية في لبنان على هذه الشرائح ان تصغي وتطيع?. واعتبر ان ذلك كان خطأ كبيراً مضيفاً اننا بذلنا جهداً كبيراً حتى لا تكون هناك ردات فعل لان ما حدث كان مسيئاً. ودعا كل المقاومة وجمهورها ومؤيديها الى تجاوز ما سمعوه وما يمكن ان يسمعوه لان التضامن والوحدة في هذه الظروف هما أغلى ما يجب الحرص عليه.

واضاف: اننا صبرنا على القتل والتدمير والجراح والتهجير ومن الممكن تحمل بعض الاذى ممن يصدر عنهم الاذى في هذا المجال. ودعا الى الكف عن هذا الاذى بكل مسؤولية وان يستوعب اصحابه الوضع القائم والوضع النفسي والعاطفي والمعنوي. وفي تحدٍ لسلطة الدولة اكد نصر الله ان الحزب سيبدأ اعتباراً من اليوم بعملية اعادة البناء ولن ينتظر آليات الحكومة التي ستستغرق وقتاً.

وقال ان عدد الوحدات السكنية المدمرة تجاوز 15 الفا, مشيراً الى ان الحزب سيبدأ بمساعدة الناس في اعادة اعمارها ابتداء من اليوم. واضاف »لا نستطيع ان ننتظر الحكومة والآليات لانها ستستغرق بعض الوقت, وتابع انه سيتم توزيع مبلغ مالي معقول على كل عائلة من النازحين(...) يساعدها على استئجار منزل لمدة سنة, معرباً عن امله بالتمكن »خلال شهور قليلة من اعادة بناء المنازل التي هدمت«. وجاء الالتزام بوقف العمليات الحربية تنفيذاً للقرار الدولي 1701 الداعي الى وقف فوري للهجمات المتبادلة, لكن هذا لم يحل دون استمرار الطيران الاسرائيلي بالتحليق فوق مناطق عدة من لبنان. واعلن مصدر عسكري اسرائيلي مقتل عنصرين من حزب الله بعد اربع ساعات على وقف النار, موضحاً انهما فتحا النار على جنود اسرائيليين ردوا عليهما وقتلوهما.

وتوعد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت بملاحقة قادة حزب الله في كل مكان وزمان وقال في جلسة في الكنيست »ليس هناك من تسامح مع هؤلاء الاشخاص. سنستمر بملاحقتهم في كل مكان وزمان, انه واجب اخلاقي علينا وليست لدينا اي نية لنعفي انفسنا من هذا الواجب او ان نطلب اذنا من اي كان لنقوم به«.

من جهته اعرب الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان عن ارتياحه لالتزام اسرائيل وحزب الله بوقف النار, وطالب بنشر سريع وحاسم للقوات الدولية في جنوب لبنان. وفي بيروت اكد الوزير الايطالي الزائر ماسيمو داليا على اهمية نشر هذه القوات خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء فؤاد السنيورة الذي طالب عواصم القرار بالضغط لرفع الحصار عن لبنان تمهيداً لاعادة الاعمار. وفي هذا السياق اعلن مصدر في جامعة الدول العربية ان وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعاً استثنائياً الاحد المقبل في القاهرة للبحث في اطلاق ورشة الاعمار, فيما اكد الامين العام للجامعة عمرو موسى ان قمة عربية طارئة ستعقد قبل 21 اغسطس الجاري تلبية لدعوة تونسية.

 

برودي وبوش يبحثان مشاركة إيطاليا...وتركيا اجلت قرارها بانتظار توضيح المهمة

 عنان يؤكد "تماسك" وقف النار  ويطالب بنشر حاسم للقوات الدولية

 عواصم - الوكالات: أعلن كوفي عنان الأمين العام للامم المتحدة ان وقف اطلاق النار الذي تم سريانه امس بين اسرائيل وحزب الله »يبدو انه متماسك بشكل عام«. وقال عنان في بيان »احض الاطراف بذل قصارى الجهد من أجل السكان المدنيين لمواصلة ترسيخ هذا الوقف«. من جانبه اعتبر مبعوث الأمم المتحدة للشرق الاوسط الفارو دو سوتو أن الانتشار السريع للقوة الدولية في لبنان سيكون »حاسما« لتجنب »الحوادث والاخطاء في الحسابات«.

وقال دو سوتو من القدس لاذاعة »كادينا سير« الاسبانية ان »الانتشار السريع سيكون حاسما لاننا ندخل في مرحلة دقيقة. لقد توصلنا الى اتفاق لوقف الاعمال الحربية لكن ذلك يختلف عن اتفاق لوقف اطلاق النار بشروط وقواعد واضحة للعبة يمكن التحقق منها«. واضاف »يمكن وقوع حوادث واخطاء في الحسابات لكن كلما انتشرت القوات بسرعة كانت هناك احتمالات اقل لتسجيل مثل هذه الحوادث او الاخطاء في الحسابات«. واكد على »التعهد الفعلي والرسمي« لاسرائيل وحزب الله الشيعي بوقف الاعمال الحربية ووصفه بانه »خطوة اولى في غاية الاهمية«. في غضون ذلك قال خافيير سولانا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي انه يود ان يبدأ ارسال القوات الدولية الى جنوب لبنان هذا الأسبوع أو بداية الأسبوع المقبل بموجب قرار الأمم المتحدة.

وقال سولانا الذي يساعد في تنسيق المساهمات الأوروبية في هذه القوة ان توقيت نشر هذه القوات أمر تقرره الأمم المتحدة.

وقال سولانا أود أن ارى الناس يبدأون في الانتشار بحلول نهاية الأسبوع أو أول الأسبوع المقبل.. عناصر القوة والمقر الرئيسي«. وصرح مسؤول حكومي اسرائيلي كبير بانه لا يتوقع ان يبدأ نشر هذه القوات قبل اسبوعين على الاقل. وقال سولانا ان قوة قوامها أربعة آلاف جندي ستكون مستعدة لدخول جنوب لبنان »في وقت قريب جدا« واضاف »اتحدث إلى عدة دول ليلا ونهارا وأعتقد أننا سنتمكن من ضمان أن تكون القوة فعالة وذلك فيما يتعلق بالأوروبيين«. ومن المتوقع ان تقود فرنسا القوة وتقول ايطاليا انها مستعدة لارسال ما بين ألفين وثلاثة آلاف جندي. وتفكر البرتغال وفنلندا واسبانيا أيضا في ارسال قوات.

واكد سولانا ان استراليا وكندا وماليزيا واندونيسيا من بين الدول غير الاعضاء في الاتحاد الاوروبي التي ابدت استعدادها للانضمام للقوة الدولية. وليس لماليزيا أو اندونيسيا اي علاقات دبلوماسية مع اسرائيل لكن تسيبي ليفني وزيرة خارجية اسرائيل قالت في مؤتمر صحافي في القدس ان اسرائيل لاتمانع في انضمامها للقوة الدولية.

واعلنت تركيا امس انها ستنتظر ان يصدر مجلس الأمن الدولي قرارا بشان انتشار قوة دولية في لبنان قبل ان تقرر ما اذا ستشارك فيها أو لا. وقال مكتب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في بيان»على مجلس الأمن الدولي أن يأتي بمزيد من الوضوح عند اصدار قرار جديد« حول شروط انتشار هذه القوة. وجاء في البيان ان »تركيا ستدرس امكانيات مساهمتها في التوصل الى حل دائم للمشكلة (اللبنانية) على ضوء هذه التطورات«.

وكان اردوغان اعلن في يوليو ان تركيا العضو في حلف شمال الاطلسي واحد حلفاء اسرائيل القلائل في الشرق الاوسط, قد تشارك في قوة دولية في لبنان في حال تم التوصل الى وقف اطلاق النار واذا وافقت كل من اسرائيل والدولة اللبنانية على انتشارها. واشاد البيان بالقرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن معتبرا اياه»مرحلة مهمة لوضع حد للقتال قبل ان تتخذ الازمة في لبنان ابعادا اكثر خطورة, وللتوصل الى حل دائم للمشكلة«. ونشر البيان اثر لقاء بين اردوغان ووزير الخارجية عبد الله غول, ووزير الدفاع وجدي غونول , ورئيس هيئة اركان الجيش المنتهية ولايته حلمي اوزكوك وخليفة ياسر بويوكانيت الذي سيستلم مهامه الاسبوع المقبل. ويتخذ قرار بمشاركة عسكريين اتراك في قوة دولية في لبنان بموجب مرسوم حكومي, كما يجب ان يحظى بموافقة البرلمان التركي. وعلى الفور , دعت مجموعة من المثقفين الحكومة والبرلمان الى عدم ارسال قوات بسبب »الوحشية التي لا تحتمل« والتي تمارسها اسرائيل والولايات المتحدة في لبنان والاراضي الفلسطينية. وجاء في بيان وقعه ناشطون في حقوق الانسان وكتاب وسياسيون وجامعيون ان على تركيا »ان تبقى على هامش القوى العدوانية التي تحاول اغراقها في مستنقع الشرق الاوسط«. واضافوا »لاتجعلوا شعبنا يشارك في جريمة ضد الانسانية , مهما كان السبب«, داعين السلطات الى تعزيز مساعداتها الانسانية الى اللبنانيين والفلسطينيين. وشدد رومانو برودي رئيس وزراء ايطاليا, خلال محادثة هاتفية مع الرئيس الاميركي »جورج بوش« على ضرورة ان يكون تكليف المشاركة العسكرية الايطالية ضمن قوات دولية تحت مظلة الامم المتحدة في لبنان واضحا ومختزلا الغموض.

 

قائد إسرائيلي ينصح جنودهالجائعين بسرقة الطعام من لبنان

 القدس المحتلة ¯ أ.ش.أ: نصح البريجادير جنرال آفي مزراحي رئيس هيئة الامداد والتموين بالجيش الاسرائيلي افراد جيشه الذين لا يزالون في مناطق جنوب لبنان ويعانون نقصا في امدادات الغذاء ومياه الشرب الى اقتحام المحال والمتاجر والمستودعات اللبنانية الموجودة بتلك المناطق لحل المشكلة. وتأتي تعليقات مزراحي التي نقلتها صحيفة »هآرتس« الاسرائيلية على موقعها على الانترنت عقب شكاوى افراد الجيش الاسرائيلي من نقص الغذاء في الخطوط الامامية. وقال مزراحي في مقابلة مع راديو الجيش الاسرائيلي اذا كان ما يحتاجونه هو الماء فيمكنهم الحصول عليه من المتاجر والمستودعات. ونوهت الصحيفة الى ان مزراحي كشف عن ان هيئة الامداد بالجيش الاسرائيلي تعد لاحتمال بقاء المقاتلين الاسرائيليين في لبنان خلال فصل الشتاء. من جهة ثانية نوهت الصحيفة الى ان اقتراحا اخيرا من جانب وزارة المالية الاسرائيلية للاشراف على موازنة الدفاع قد قوبل باهتمام متزايد في ضوء الصراع العسكري في لبنان. واشارت الصحيفة الى ان وزارة الخزانة كانت قد طرحت اقتراحا بهذا الصدد.

 

واشنطن بوست: "حزب الله" أفضل مليشيا في العالم

 واشنطن - أ.ش.أ: خلصت صحيفة واشنطن بوست الأميركية من مقابلات اجرتها مع عدد من المراقبين والخبراء العسكريين السياسيين الى ان صمود مقاتلي حزب الله اللبناني في وجه جيش اسرائيل الذي يملك احدث الاسلحة لمدة شهر يعود الى الحماس والسرية والتدريب الشاق والسيطرة على افراده مع استمرار تدفق المساعدات المالية الايرانية عليهم للحصول على ترسانة اسلحة فعالة. وقال البريجادير جنرال ايدو نيهوشتان عضو قيادة الاركان العامة للجيش الاسرائيلي »اذا كنتم تنتظرون ظهور علم ابيض يخرج من خندق حزب الله, فإنني أؤكد ان هذا لن يحدث... انهم متطرفون ويسيرون الطريق الى آخره«. وأوضح خبير لبناني ان حزب الله درس التاريخ العسكري جيدا, بما في ذلك حرب فيتنام, وأقام برنامجا تدريبيا بمساعدة المخابرات وضباط عسكريين ايرانيين اصحاب خبرة واسعة, مشيرا الى ان البرنامج التدريبي جاء مصاحبا لحصول حزب الله على اسلحة ذات فعالية كبيرة في مواجهة الدبابات الاسرائيلية.

وأشارت الصحيفة الى ان الصواريخ المضادة للدبابات التي تعمل بالليزر تعد أكثر الاسلحة فعالية بين اسلحة حزب الله حسب شهادات جنود وضباط الجيش الاسرائيلي, وانه يمكن استخدام بعض القاذفات المضادة للدبابات لاستهداف الطائرات المروحية, الامر الذي حد من قدرة اسرائيل على استخدام المروحيات في عمليات انقاذ المصابين او غيرها. وأوضح الخبير اللبناني ان ثمن ترسانة حزب الله والتي تضم آلاف الصواريخ والتي اطلقت على شمال اسرائيل خلال الشهر الماضي جاء من التبرعات التي يجمعها الشيعة حول العالم, خاصة في ايران.

وأشار الى ان المساعدات التي تصل لحزب الله من ايران تقدر بنحو 25 مليون دولار شهريا, ولكن بعض التقارير اشارت الى ان هذا المبلغ تضاعف منذ تولي الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الرئاسة العام الماضي. وأشارت الصحيفة الاميركية الى ان فشل المخابرات الاسرائيلية في اختراق صفوف حزب الله يمثل جزءا من ثقافة الحزب القائمة على السرية والكتمان الشديد والذي قالت انه يمثل تيارا سائدا في الفقه الشيعي ويتماشى ايضا مع مبدأ التآخي. وساقت استمرار تلفزيون المنار في بث برامجه من استديوهات سرية بعد ان قصفته اسرائيل بأنه خير مثال على السرية والاستعداد الكامل لحزب الله للمعركة مع اسرائيل, كما ان استمرار اختباء أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في مواقع لا يستطيع اللبنانيون انفسهم سوى ان يطلقوا التخمينات غير المؤكدة حيالها يمثل اكبر اسرار حزب الله على الاطلاق.

 

عودة المحتلين إلى الجنوب

أحمد جار الله/السياسة

عندما وضع الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان في حساب »حزب الله« بدأت الناس تتساءل عن مبرر استمرار هذا الحزب في ادعاء المقاومة ولأي سبب. وللخروج من مأزق الاجابة اخترع النظام السوري قصة مزارع شبعا المحتلة منذ العام 1967 في عداد أراضي الجولان, وادعى شفهيا أنها مزارع لبنانية من دون ان يعطي وثيقة رسمية بذلك. ووفر ل¯ »حزب الله« ذريعة للاستمرار في بيزنس المقاومة حتى تتحرر هذه المزارع وتعود للبنان. اضافة إلى حجة تحرير مزارع شبعا, هناك حجة تحرير ثلاثة أسرى لبنانيين قال الحزب أنه سيظل يقاوم حتى تفرج اسرائيل عنهم, وكأنه لا وجود لدولة في لبنان بامكانها المطالبة بتحرير مواطنيها. خطف نصر الله جنديين إسرائيليين, وساهم بعد ذلك في إعادة الاحتلال الاسرائيلي الى الجنوب من اجل أن يظل بيزنس المقاومة مزدهراً, ومن اجل أن يتكاثف الوجود الإيراني في لبنان فلا يبقى فيه سلطة ولا دولة, وربما تقاسمه لاحقاً مع إسرائيل. مبررات »حزب الله« لم تكن في يوم مبررات وطنية لبنانية, ولا تعبر عن مصالح للبنان يجب حمايتها وخدمتها, بل كانت دائما مبررات إقليمية, وهدفها القريب تمكين إيران من الهروب من الانذار الدولي الذي أعطاها مهلة حتى نهاية هذا الشهر للتوقف عن تخصيب اليورانيوم والخضوع لانظمة هيئة الطاقة الدولية.

إيران من أجل خدمة هذه الاهداف مستعدة ليس فقط لاحراق لبنان بل لاحراق سورية, ان استطاعت, وهذا الاستعداد هو الذي أدركه الغرب الذي أخذ يمانع في ضرب سورية مع لبنان, اذ تكفيه مواجهة الوضعين العراقي واللبناني حيث الشراسة الإيرانية تبلغ مداها في عدم الرحمة والاكتراث بالابرياء.

هذا المشهد كان واضحا أمام أعين الرئيس المصري حسني مبارك الذي استقبل وزير الخارجية الإيراني منو شهر متكي للتداول في المأساة اللبنانية الدائرة.. الرئيس المصري أفهم الوزير الإيراني أنه لن يكون هناك تأييد عربي لاعمال إيران عبر »حزب الله« في لبنان, وإن الاتهام العربي لهذا الحزب بالطيش والتهور والمغامرة, لا يزال قائماً, وان استفراد هذا الحزب بالتلاعب بمصير لبنان مرفوض نهائياً,ودعاه الى ان تتخلى بلاده عن نغمة السنة والشيعة, والتي لن توصلها الى تحقيق طموحاتها بقدر ما ستوصلها الى مخاطر انفجار العناصر المكونة للمجتمع الإيراني وهي عناصر قومية وإثنية متعددة, وكذلك عناصر مذهبية.

وقد غادر متكي مصر بانطباع لم يكن في صالحه, وبأن مصر ترفض التنسيق مع السياسة الإيرانية, بل هي تعارضها من الاساس, وترى أن من المطلوب ان تتفاهم ايران مع متطلبات المجتمع الدولي, وأن تسعى الى المساهمة في تفكيك »حزب الله« و نزع سلاحه في لبنان, وأن تؤيد مواقف الحكومة اللبنانية, ولا تجعل »حزب الله« شريكا لاسرائيل في الوبال عليها, حين يرفض العودة الى الحياة السياسية العامة ويرفض أن يتجرد من السلاح لحساب الدولة.

وفي هذا السياق نقل مبارك لمتكي السؤال الذي يطرحه كل العالم وهو من يحكم إيران, ومن يمسك بالقرار الإيراني, وبلسان من ينطق متكي, وباسم من يتحدث?

الوضع في لبنان حالياً عبارة عن هدنة هشة, ممكن أن تنهار في أي لحظة اذا عربدت فيها المصالح الايرانية, وممكن أن تتعزز لو ساهمت إيران في تفكيك »حزب الله« ونزع سلاحه, باعتبار أنه ورقة تم استعمالها وأصبحت فاقدة لصلاحية الاستعمال مرة أخرى... وعلى طهران ان تثبت في هذه اللحظات العصيبة صحة نوايا وسلامة أهدافها, وأن تقتنع بأن مشروعها للهيمنة على المشرق العربي لن يتحقق بالاعتماد على القوة الإسرائيلية, وأن أمنها وأمن نظامها مرهون بوقف أعمالها العدائية ضد المجتمع الدولي, وإعلاء منطق الدولة على كل ما عداه, وبالذات منطق الثوريين المراهقين, وبناء دولة سليمة معروف فيها من يحكم ومن يملك القرار. وطريق إيران إلى هذه المطلوبات يبدأ بمساعدة الدولة اللبنانية على تجريد »حزب الله« من سلاحه وتفكيكه ومنع المساعدات عنه, وتجنيبها مواجهة كبرى مع المجتمع الدولي قد تؤدي الى انتهائها وزوالها.

 

شتاينماير يبدأ جولة في المنطقة لإبعاد سورية عن إيران

 الأسد: حزب الله انتصر...والحرب هدفها إنقاذ "مجموعة 14 آذار"

 عواصم-الوكالات: قال الرئيس السوري بشار الأسد إن حزب الله انتصر في المعركة العسكرية »ويجب علينا أن ننتصر في المعركة السياسية« واعتبر أن أحد أهداف الحرب الإسرائيلية »إنقاذ قوى 14 آذار« اللبنانية, وفقاً لتصريحات نشرتها أمس مجلة »الأسبوع« المصرية. وأكد الرئيس السوري الذي التقى وفداً يضم نواباً وشخصيات مصرية أن »المعركة العسكرية ختمت لصالح حزب الله وينبغي علينا أن نربح المعركة السياسية«.

وكان الصحافي محمود بكري الذي نقل تصريحات الأسد عضوا في الوفد الذي زار سورية الاسبوع الماضي قبل التصويت على القرار 1701 في مجلس الأمن الذي نص على وقف الاعمال الحربية بين اسرائيل وحزب الله. واشاد الاسد بامين عام حزب الله حسن نصر الله لجهة "قدراته الفذة على ادارة اقوى المعارك في مواجهة العدو" واصفا اياه "بالقائد الفريد في مسيرة المقاومة اللبنانية الباسلة". وقال "لا احد حتى الآن لا في المخابرات الاسرائيلية او الاميركية يعرف القدرات الحقيقية للمقاومة". وتابع الرئيس السوري الذي تخضع بلاده لضغوط غربية قوية لوضع حد لدعمها للمنظمات المصنفة ارهابية في واشنطن "لقد تلقينا عروضا كي نتخلى عن حزب الله وحركة حماس لكننا رفضنا ذلك". وشن الاسد الذي امر بسحب القوات السورية من لبنان في ابريل 2005 بعد سنوات من الوجود السوري فيه هجوما على "قوى 14 آذار" التي تشكل الغالبية النيابية المناهضة للنظام السوري في لبنان, مؤكدا انها تشكل جزءا من المخطط الاسرائيلي الجديد.

واعتبر الرئيس السوري ان "القرار (1559) الصادر عن مجلس الأمن مربوط بالقرار (1680) وحين فشلوا في تنفيذهما قامت إسرائيل بالحرب واحد أهدافها انقاذ مجموعة 14 آذار". وبالنسبة للعلاقات السورية-الايرانية "قال الأسد: ان التنسيق بين الجانبين ممتاز وهناك تزايد واضح على كافة جوانبها. ولدينا ديناميكية سياسية عالية من خلال وجود وضوح في الموقف من امامنا". اضاف "ان سورية قررت منذ فترة التوجه شرقا حيث آسيا وذلك في محاولة للخروج من العقدة التي تربطنا بالغرب والتي تزعم ان لا بديل لاميركا".

واكد الرئيس السوري الذي امر في بداية اغسطس القوات السورية بتعزيز تحضيراتها لمواجهة كل الاحتمالات ان اسرائيل ستدفع "ثمنا كبيرا" اذا قررت الدخول في حرب مع سورية.

من جانبه أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد ضرورة أن يقوم الاتحاد الأوروبي بدور فعال إزاء قضايا منطقة الشرق الأوسط. وشدد مقداد خلال اجتماعه مع وفد برلماني ألماني الذي يضم عضوي لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان وهما روف موتسنيخ ونيلس افن على أهمية التعامل مع أسباب المشكلات التي تواجهها والمتمثلة أساساً في استمرار احتلال إسرائيل للأرض العربية وعدم تنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وعلى ضرورة تحقيق السلام العادل والشامل يكفل عودة الحقوق لأصحابها. وبعد ساعات من دخول هدنة وقف إطلاق النار حيز التنفيذ توجه وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إلى منطقة الشرق الأوسط أمس في ثالث زياة يقوم بها للمنطقة منذ اندلاع القتال قبل أربعة أسابيع. الجديد في هذه الجولة التي تشمل الأردن والمملكة العربية السعودية زيارة سورية التي يعتبرها الوزير الألماني إحدى ركائز تحقيق السلام الدائم في منطقة الشرق الأوسط ومن دونها لن يتحقق شيئ خاصة وأنها مع إيران أكبر القوى الداعمة لحزب الله. ولا يخفي شتاينماير أهدافه في سورية بقوله: »لا بد أن نختبر إذا ما كانت سورية ترغب بالفعل في الارتباط الدائم مع إيران« غير أن هذا لا يعني بالضرورة أن يحمل الوزير الالماني أثناء زيارته لدمشق الأربعاء المقبل عروضاً محددة لتكثيف التعاون الاقتصادي مع سورية في حال إبداء الرغبة الجدية في التعاون وهو أمر قد يقابله صدى خاصة أن سورية كانت أحد محاور الاتصالات الهاتفية للوزير الألماني في الفترة الأخيرة, الحصول على إشارة واضحة من سورية سيحدد على المدى المتوسط موقفها من جارتها لبنان.  

 

تياران في طهران الأول يعتبر أن مشروع  العسكرة احترق قبل أوانه والثاني يدعو إلى التوقف

 عن تحميل شيعة لبنان أكثر مما يلزم إيران تقرر مصير "حزب الله" نهاية الشهر الجاري

 بيروت - »السياسة«:أفادت المصادر المطلعة »السياسة« أن أمين عام »حزب الله« حسن نصرالله يقيم في السفارة الإيرانية في دمشق, وقد بث كلماته المتلفزة من صالون منزل السفير الإيراني لدى سورية حسن أختري. تم التعرف على هذه الحقيقة من خلال المكان الذي بث منه الخطاب, فالذين يعرفون منزل السفير الإيراني وزاروه من قبل تعرفوا على الكرسي المنقط الذي جلس عليه نصرالله, وعلى لون الستارة التي كانت تبدو في خلفية الصورة, وقد تم تغيير لون الستارة في البث المتلفز الأخير كما تم تغطية الكرسي بقماش كحلي اللون.

وفي صبيحة أول يوم لوقف العمليات العسكرية لاحظت هذه المصادر المقربة إرباكاً في مواقف »حزب الله« لا ينم بأي شكل عن إحساس بالانتصار بقدر ما ينم عن شعور بالإحراج والحيرة. وعزت المصادر الأمر إلى بروز تيارين في إيران بعد مرور شهر على الحرب الإسرائيلية ضد لبنان. التيار الأول: ويتزعمه رئيس الجمهورية المتشدد محمود أحمدي نجاد, ويرى أن هذه الترسانة العسكرية التي بنتها إيران في لبنان وأنفقت عليها ثلاثة بلايين دولار في غضون ربع قرن تقريباً, المفروض أن توضع في احتياطي القوة لإيران, ولايجوز استعمالها ضد إسرائيل إلا في حالة نشوب حرب بين إيران وأميركا. وبما أن هذه الترسانة قد استعملت قبل أوانها, ومن دون أن تقع حرب بين طهران وواشنطن, هل يجوز الاستغناء عنها بعد أن تدمرت في مواجهة غير محسوبة وفي إشعال حرب في غير وقتها وزمانها?

وزعماء هذا التيار لم يتوصلوا بعد إلى قرار التخلي عن هذه الترسانة المكلفة, وينتظرون نهاية هذا الشهر موعد انتهاء الإنذار الدولي لإيران بالتوقف عن تخصيب اليورانيوم وتطبيع الملف النووي الإيراني مع ما تطلبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية, وليروا, أي زعماء هذا التيار, ماذا يتوجب عمله في حال إنزال عقوبات دولية على إيران.

أما التيار الثاني, ويتزعمه هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي, فيقول انه لم يعد بالامكان بعد هذه الحرب الاسرائيلية الفظيعة على لبنان تحميل الطائفة الشيعية اكثر مما يلزم حتى لا تنقلب على »حزب الله« وتحمله المسؤولية عن الموت والخراب الذي حل بأبنائها وبقراها وبمصالحها, كما انقلبت في السابق على قوات ياسر عرفات عندما كانت تسرح وتمرح في جنوب لبنان ولا تكترث بمصالح أهله اللبنانيين. وهذا التيار يميل الى قطع احتمالات نشوب مواجهة ثانية مع اسرائيل الى الأبد, والاكتفاء بما جرى, واعتبار ان »حزب الله« كان مشروعا ايرانيا باهظ التكاليف احترق قبل أوانه.

انقسام الرأي في ايران على هذين التيارين هو الذي اربك قيادات »حزب الله« في لبنان امس, ووضعها امام مصير محتوم سيتقرر في نهاية هذا الشهر, ومن المرجح ان يكون اكتفاء ايران بما حصل, والتخلي عن مشروع هذا الحزب وتفكيكه والانتهاء منه ومن اعبائه. وتوضح المصادر ان ما يزيد ارباك »حزب الله« جراء خوفه على مصيره, وعود أمينه العام نصر الله بتدفق »المال الطاهر الحلال«, اي المال الايراني, على لبنان لتعويض المتضررين المخروبة بيوتهم والمقطوعة ارزاقهم, والمقتول ابناؤهم.. فهذه الوعود لا يبدو انها ستتحقق, خصوصا وان لبنان يحتاج الى ثلاثة بلايين دولار على الاقل للتعويض على ما أحدثته مغامرة »حزب الله« فيه من اضرار, وايران ليس بمقدورها ان تدفع هذا المبلغ لتعثر وضعها الاقتصادي, وقصورها عن الوفاء باحتياجات الداخل, اضافة الى انها, اي ايران, لم تقدم على خطوة مماثلة لخطوة السعودية او لخطوة الكويت بإيداع مبلغ بليون او نصف بليون في البنك المركزي, ومنح الحكومة اللبنانية نصف بليون دولار مساعدة لا ترد.

 

آلاف النازحين عادوا الى منازلهم وذهـول بحجم الدمار والخراب

 أ ف ب - 2006 / 8 / 14 -  في جو الهدنة السائدة راهنا، عاد الالوف من الاشخاص الى منازلهم بعدما نزحوا عنها جراء الاعتداءات الاسرائيلية وسجلت ازمة سير خانقة عند الزهراني ومعبر الليطاني، وبدأت مئات السيارات العائدة من سوريا التي تجمعت منذ السابعة على الحدود اللبنانية السورية تعبر طريق المصنع، مع الاشارة الى ان السيارات المحملة باللبنانيين تعبر بصعوبة نتيجة حفرة كبيرة في وسط الطريق وتحاول المرور على جهة واحدة منها، فيما يعبر آخرون وهم يحملون الاكياس والحقائب الصغيرة سيرا على الاقدام.وفي الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت عاد اليوم العديد من الاهالي الى بيوتهم او ليتفقدوا املاكهم ومعرفة ما حل بها، وسار المواطنون جماعات في الاحياء المدمرة مذهولين من حجم الانقاض والركام، وكانوا يرددون كلمات تندد بإسرائيل وجرائمها رافعين يافطات تؤكد نصرهم على اميركا واسرائيل. فأكثر من نحو سبعة آلاف شقة سوّتها الاعتداءات الاسرائيلية بالارض في مناطق حارة حريك، بئر العبد، الرويس، حي ماضي، الشياح، الغبيري، المشرفية، برج البراجنة، وتحتاج عملية اعادة بناء هذه المساكن وتأهيلها الى ما يقارب السنتين.

 

اسرائيل حققت "نجاحات مهمة جدا" في لبنان

أ ف ب - 2006 / 8 / 14

صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية مارك ريغيف اليوم الاثنين بعد وقف الاعمال الحربية في لبنان ان اسرائيل حققت "نجاحات مهمة جدا" من خلال هجومها العسكري على لبنان. وقال ريغيف متحدثا لوكالة فرانس برس "اولا وبموجب قرار مجلس الامن الدولي 1701 ينبغي ان يكون جنوب لبنان منطقة منزوعة السلاح وخالية من اي وجود مسلح لحزب الله وهذا يعني انه لن يعود هناك عند حدودنا الشمالية دولة داخل الدولة تقوم باستفزازنا باستمرار". وتابع "ثانيا فان الجيش اللبناني مدعوما من قوات دولية سينتشر في جنوب لبنان ويعيد بسط سيادة لبنان في هذه المنطقة وهذا مهم جدا".  وقال "نجحنا في تدمير العديد من الصواريخ البعيدة المدى التي يملكها حزب الله واستبدالها من جانب سوريا وايران سيكون مخالفا لقرارات مجلس الامن". ولفت اخيرا الى ان "الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ملزم بتقديم اقتراحات عملية خلال فترة ثلاثين يوما من اجل تطبيق القرار 1559 الذي بقي حتى الان حبرا على ورق والذي يطالب بنزع سلاح حزب الله". من جهته, اعلن متحدث آخر باسم الخارجية الاسرائيلية هو يغال بالمور لوكالة فرانس برس الاثنين ان حزب الله "تحت مجهر" الهيئات الدولية ما يعطي اسرائيل "تفوقا دبلوماسيا". وقال يغال بالمور "لدينا تفوق دبلوماسي لان حزب الله بات تحت مجهر الهيئات الدولية ويجري احكام الاطار القانوني الدولي حول حسن نصر الله" الامين العام لحزب الله الشيعي اللبناني. ورأى ان "طبيعة نصر الله وحزب الله لم تتبدل لكن سيتحتم عليهم احترام القرار 1701" الصادر عن مجلس الامن الدولي والذي نص على وقف الاعمال الحربية في لبنان. ودخل قرار وقف الاعمال الحربية بين اسرائيل وحزب الله حيز التنفيذ في الساعة الخامسة بتوقيت غرينتش من صباح اليوم الاثنين. وقال المتحدث "ان اسرائيل ستحترم بنود هذا القرار" مشيرا الى انه "لم يعد في وسع حزب الله بعد الان ان يقوم بما يشاء في لبنان سواء سياسيا او عسكريا".

 

الامم المتحدة والسلطات اللبنانية تنبه الى وجود ذخائر غير منفجرة 

أ ف ب - 2006 / 8 / 14

نبهت وكالات الامم المتحدة والسلطات اللبنانية اليوم الاثنين الى وجود قنابل وقذائف غير منفجرة في جنوب لبنان, في وقت بدأ آلاف النازحين يعودون الى قراهم بعد وقف العمليات الحربية بين اسرائيل وحزب الله. ووزع حزب الله بيانا على النازحين العائدين في اتجاه الجنوب تحذر المواطنين من "وجود قنابل عنقودية واجسام غريبة رمتها الطائرات المعادية اثناء عدوانها". وجاء في البيان "الحذر الحذر (..) من حملها او لمسها او اللعب بها".

وافادت الشرطة اللبنانية ان مدنيا قتل الاثنين واصيب ستة اخرون بجروح بعد دخول قرار وقف الاعمال الحربية حيز التنفيذ, في انفجار "قنابل عنقودية" اسرائيلية في جنوب لبنان. واوضح المصدر "ان قنابل عنقودية تنفجر لدى لمسها او تحريكها ادت الى مقتل مدني في قرية انصار والى اصابة ستة بجروح, بينهم مسعف, في قرى حبوش وكفرجوز ويحمر" في منطقة النبطية (70 كلم جنوب شرق بيروت). وصدر عن قيادة الجيش بيانا ايضا حذر المواطنين "من الاقتراب من الاجسام المشبوهة والاعتدة العسكرية التي خلفها العدو, او لمس الذخائر غير المنفجرة والقنابل العنقودية على اشكالها التي قد تكون على شكل العاب او كرات او مجسمات متنوعة". كما "حذر من الدخول الى الابنية المدمرة قبل الكشف عليها". وفي بيان مشترك, اوضح المكتب الوطني لنزع الالغام ووكالات الامم المتحدة "ان 10% من القذائف والصواريخ والذخائر لا تنفجر عند سقوطها. ان هذه القطع من الذخائر غير المنفجرة يمكن ان تبقى ملقاة على الارض او في اماكن اخرى, ولكنها تبقى شديدة الخطورة, كما ان ادنى حركة قد تؤدي الى انفجارها". ولفت البيان المواطنين "الى ضرورة عدم لمس او نقل اي منها في اي ظرف من الظروف". كذلك حذر الدفاع المدني التابع لوزارة الداخلية من الاجسام المشبوهة.

وقال في بيان "نظرا الى ما خلفه العدوان الاسرائيلي على لبنان من قذائف غير منفجرة والغام واجسام مشبوهة (..) نلفت المواطنين الى ضرورة عدم الاقتراب من الاماكن التي استهدفت بالقصف الاسرائيلي وعدم لمس اي جسم غريب من هذه الاماكن او اي امكنة اخرى وابلاغ اقرب مركز عسكري عنها". وقال الطبيب خالد جفال من كفرصير على بعد 13 كلم جنوب النبطية "حتى الآن, لم يدخل احد الى القرية لاننا اقنعناهم بعدم الدخول", مضيفا "في وسط البلدة, لا بأس, انما الحقول والحدائق لا تزال مصدر خطر". وراى الطبيب الذي يشارك في لجنة طوارىء مع عناصر في قوى الامن والبلدية انه يفترض بالعائلات ان تنتظر "ثلاثة او اربعة ايام على الاقل قبل العودة". ولم يبق الا 400 شخص من سكان كفرصير البالغ عددهم عادة ستة الاف في منازلهم. في الزرارية جنوب غرب النبطية (70 كلم جنوب بيروت), قال احد السكان لصحافية في وكالة فرانس برس بعد سماع صوت انفجار ان عناصر من الجيش اللبناني فجروا في حقل قريب "ذخائر" غير منفجرة.

 

شهيب رد على المندوب السوري في الامم المتحدة حول مزارع شبعا

نحن بغنى عنكم وعن مساركم المحصّن اسرائيليا وعن تدخلكم الحاقد

 قوى 14 آذار - 2006 / 8 / 14

 رد النائب اكرم شهيب على المندوب السوري لدى الامم المتحدة بشار الجعفري الذي أخذ على القرار 1701 بأنه لا يعالج بشكل واضح مسألة مزارع شبعا المحتلة... وأكد شهيب ان النظام في سوريا لا يريد حلا لاي من قضايا لبنان وهو لا يريد حلا لمسألة المزارع ولو أراد حلا لقبل بالتحديد والترسيم والاجماع اللبناني لكن هذا النظام لا يريد سلاما للبنان بل يريد تدميره. وقال: نحن بغنى عنكم وعن مساركم المحصّن اسرائيليا، وبغنى عن تدخلكم الحاقد على لبنان وشعبه. ردا على تسجيل المندوب السوري لدى الامم المتحدة بشار الجعفري نقطة ضعف بالقرار 1701 هي "انه لا يعالج بشكل واضح مسألة مزارع شبعا المحتلة باعتبارها كانت المطلب الرئيسي للمقاومة اللبنانية وتركها لمساع حسنة يقوم بها الامين العام للامم المتحدة"، ادلى النائب شهيب بالتصريح الآتي:

والجعفري البشار محق في تسجيله ونقول له شكرا ذلك ان مسألة مزارع شبعا تحتاج الى وضوح اجمع كل اللبنانيين على ان يكون بالتحديد وباعتراف خطي من السلطة القابضة على الحكم في دمشق وعلى "مسمار جحا" بمزارع شبعا وتلال كفرشوبا أرادته مسمارا في نعش لبنان العصي على الموت الذي تريده اسرائيل الحريصة على المحافظة على السلطة القابضة والعصي على التدمير والخراب الذي يريده نظام قتلة شهداء وحدة لبنان وحريته واستقلاله، النظام الذي ينعشه شلال الدم المتدفق في الوطن النازف ولا يريد لهذا الشلال ان يتوقف.

ونسأل الجعفري ما اذا كان يدرك الوضوح المطلوب في ظل لعبة نظامه الذي أسعده وجع اللبنانيين، ونحيله على تصريحات فاروق الشرع المتضاربة والذي أعلن لبنانية المزارع مرة والتزم الصمت امام لارسن في دمشق مرة، والى تصريحات وليد المعلم بلبنانية المزارع التي نقضتها زميلته بثينة شعبان في ساعة حسم معلنة سورية المزارع التي تتبع القرار 242.

ونطمئن الجعفري ومعلميه اللاهثين عبر مقولة "وحدة المسارين" الى الاستمرار في محاولة تقويض لبنان. ان الوطن الجريح مستمر في رفض القتلة، وان شعبه أدرك منذ زمن وتأكد خلال الحرب الاسرائيلية الدائرة عليه، ويتأكد كل يوم من ان النظام القابض على خناق دمشق مستمر في عرقلة كل وفاق لبناني ومستمر في تعطيل كل حل ممكن. وندرك كما يدرك كل عاقل ان النظام في سوريا لا يريد حلا لاي من قضايا لبنان وهو لا يريد حلاً لمسألة المزارع، ولو أراد هذا النظام حلاً لقبل بالتحديد والترسيم والاجماع اللبناني، لكن هذا النظام في كل مواقفه السابقة واللاحقة لا يريد سلاما للبنان بل يريد تدمير لبنان العصي على القتلة. وشعبنا الذي يدرك كل ذلك يقول لحكام دمشق نحن بغنى عنكم وعن مساركم المحصّن اسرائيليا وبغنى عن تدخلكم الحاقد على لبنان وشعبه وقد خبرناكم في السراء والضراء.

 

فرنسا ستساهم في القوة الدولية بعد تبني وجهة نظرها في الامم المتحدة 

أ ف ب - 2006 / 8 / 13

 تبدي فرنسا استعدادها المساهمة في القوة الدولية المعززة التي ستشكل في جنوب لبنان, بعد ان نجحت في دفع مجلس الامن الدولي الى تبني وجهة نظرها في مجال الية حل النزاع. واعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك السبت "التزاما بمسؤولياتها ستشارك فرنسا في تطبيق هذا القرار وخصوصا في ما يتصل بقوة الامم المتحدة الجديدة, وستحدد مدى مشاركتها في تعزيز هذه القوة بحسب وسائل التحرك المعطاة لها ووجود توزيع عادل بين الدول التي ستقدم وحدات عسكرية". وينص القرار 1701 الصادر عن مجلس الامن الذي يدعو الى وقف الاعمال الحربية على ان ينشر لبنان وقوة الامم المتحدة العاملة في لبنان (اليونيفيل) بعد تعزيزها الافا من الجنود في الجنوب اللبناني, على ان تسحب اسرائيل في موازاة ذلك جنودها من هذه المنطقة. وقرر مجلس الامن رفع عديد قوة الامم المتحدة التي تضم حاليا الفي رجل منهم حوالي مئتا فرنسي لتصل الى حد اقصى من 15 الف عنصر. واجرت باريس مفاوضات استمرت اسبوعين مع واشنطن, قبل ان تقدم الاربعاء تعديلا لمشروع القرار اقترحت فيه انسحابا تدريجيا للقوات الاسرائيلية من لبنان بالتزامن مع نشر قوات لبنانية واخرى تابعة للامم المتحدة.

وكانت وجهات النظر الفرنسية والاميركية اساسا متعارضة اذ ربطت باريس نشر اي قوة بوقف الاعمال الحربية على ان يتبعه اتفاق سياسي, في حين ارادت واشنطن انتشارا سريعا لقوة دولية.

وقال دبلوماسي فرنسي "جاء الاميركيون الينا لانهم كانوا بحاجة لنا", مضيفا ان واشنطن لم تتمكن من الاستغاء عن "العلاقة الخاصة" التي تربط فرنسا بلبنان. وزاد من قدرة فرنسا على فرض وجهة نظرها انها كانت مدعوة لتكون "الامة المركزية" في المشاركة في تعزيز قوة الامم المتحدة العاملة في جنوب لبنان التي ستتولى قيادتها على الارجح. ووجهت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الجمعة "شكرا خاصا"الى وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي والى الحكومة الفرنسية.

وكانت فرنسا توصلت اساسا الى مشروع قرار مع الاميركيين لا يلحظ وقفا فوريا لاطلاق النار ولا انسحاب الجيش الاسرائيلي من لبنان, ولا حتى ضمانات من الامم المتحدة حول استعادة لبنان مزارع شبعا المتنازع عليها والتي تحتلها اسرائيل وتطالب بها بيروت. وغير اعلان لبناني وافق عليه حزب الله عن استعداد السلطات اللبنانية نشر 15 الف جندي في الجنوب, بهدف التوصل الى الانسحاب الاسرائيلي معطيات الازمة. وبعد ان حافظ الاميركيون على موقف مؤيد للاسرائيليين بشدة, قرر شيراك تصعيد حدة الموقف الفرنسي اذ اكد ان القبول بعدم تطبيق وقف للاعمال الحربية سيكون حلا "بعيدا عن المبادئ الاخلاقية", مؤكدا ان فرنسا مستعدة لتقديم مشروع قرار خاص بها الى مجلس الامن. وسمحت صلابة موقف باريس بالحفاظ على مصداقية فرنسا في العالم العربي بعد ان رفضت بيروت النص الاول. وتبنت باريس موقفا "محوريا" حساسا. وسيقرر شيراك الان حجم المساهمة الفرنسية في اليونيفيل المعززة. ويشير دبلوماسي الى ان "قراره سيكون متعلقا بمدى استقرار الاوضاع على الارض" في حين يقول آخر "على شيراك ان يختار ما بين ذكرى دراكار (الهجوم الدموي على القوات الفرنسية في تشرين الاول/اكتوبر 1983) وبين النفوذ الفرنسي في المنطقة".

 

الاخبار اللبنانية تطل من بين الركام 

الإثنين 14 أغسطس - فادي عاكوم - ايلاف

في خطوة بيضاء في زمن الحرب الاسود تؤكد اصرار اللبناني على العيش رغم ما جرى ومايجري وما سيجري، وعلى الرغم من الحالة الاقتصادية التعيسة التي يعيشها اللبنانيون بعد الحرب المفروضة عليهم وعلى الرغم من ندرة المواد الاولية للطباعة وصعوبة التوزيع انضمت نجمة جديدة الى فضاء لبنان الصحافي تحت اسم "الاخبار " وهي صحيفة يومية، وستصدر اعتبارا من صباح اليوم الاثنين وهي من 24 صفحة من الحجم الوسط ويرئس تحريرها الزميل جوزف سماحة ومستشار التحرير الزميل انسي الحاج.

و"الاخبار" تصدر عن "شركة اخبار بيروت" التي يرئس مجلس ادارتها الزميل ابراهيم الامين الذي يرئس قسم المحليات السياسية، وتضم في صفوفها العديد من الاقلام السياسية والاعلامية وعددا من الزملاء ذووي الخبرة في المجال الاعلامي وأصحاب اسماء معروفة في معالم الصحافة، والجدير ذكره ان الصحافي المخضرم الكبير انسي الحاج ترك حشيشة قلبه النهار البيروتية بعد خلاف على الافكار مع الشهيد الراحل جبران التويني، وابراهيم الامين الخارج من رحم السفير اللبنانية المتغنية بالعروبة واخواتها، وتركها بعد مناكفات مع ال سلمان حول افكاره المعاكسة للتيارات المسيطرة على الساحة اللبنانية. وفي العدد الاول او التجريبي وجهت ادارة التحرير رسالة الى قرائها، وبدت فيه روح المشاكسة بشكلها الواضح ومعارضة للسياسة الاميركية الحالية ،واعتذرت فيه عن الصدور المبكر بسبب الاوضاع هذا نصه :

كانت الاستعدادات جارية لصدور "الأخبار". كنا نضع اللمسات ما قبل الأخيرة الا أنّ الأحداث الطارئة داهمتنا كما داهمت الجميع. كان لا بدّ من الاسراع، من تجاوز بعض التفاصيل، خفض سقف التوقعات. كان لا بدّ من ولادة سريعة. لذا وجب الاعتذار. الاعتذار عن صدور مبكر.

ها هي "الأخبار" بين أيدي القراء. ليست تماما الجريدة التي كنا نتمناها: شاملة، متكاملة، عصرية، مهتمة بمروحة واسعة من القضايا والعناوين. ولكنها، مع ذلك، أقرب ما تكون الى ما كنا نريد لها أن تكون. تصدر "الأخبار" في وقت عاصف لبنانيا واقليميا. تصدر لتكون جريدة توعية لا جريدة تعبئة. جريدة تعبئة بواسطة التوعية. ستخوض معمودية الدم لتختبر الفكرة التي كانت وراءها: أقصى المهنية، أقصى الوضوح السياسي، أقصى الموضوعية. ولأن الوضع هو على ما هو عليه فاننا نرجو من القرّاء أن يدققوا ويحاسبوا ويتصرفوا حيالنا كمواطنين لديهم حقوق كاملة في أن يتلقوا خدمة جدية.

العدد الأول هو عدد أول. لم تسبقه تجارب كثيرة. لم يستعد الجسم التحريري والفني والاداري له كما كان يفترض أن يحصل في الأحوال العادية. جرى اسقاط أبواب وأقسام وزوايا. قد تكون هي ما كانت ستتراجع أهميتها حين تصادر قضية واحدة، ليست أقل من قضية المصير الوطني، العناوين كلها.

تخرج "الأخبار" وتدخل في المواجهة.

ستكون جريدة تأكيد عن الواقع القائل بأن العرب، واللبنانيين، في حالة اشتباك مع اسرائيل.

ستكون جريدة اعتراضية على السياسة الخارجية للادارة الأميركية الحالية في منطقتنا وفي العالم. أي أنها، ببساطة، ستكون جزءا من مزاج كوني، وأميركي، يخشى مغامرات جورج بوش ومعاونيه ومثقفيه، في العالمين العربي والاسلامي ولكن، ايضا، في أرجاء المعمورة، في داخل الولايات المتحدة.

ستكون جريدة السلم الأهلي، والسجال ضد الاتجاهات النابذة، والهم الاجتماعي في اعادة الهيكلة الاقتصادية، وفتح العين على الفساد، واحترام الآراء كلها، والاهتمام بقضايا المهمشين. باختصار ستكون جريدة المواطنين المهجوسة بقضاياهم المتعاطية مع الحياة العامة في لبنان من هذا الموقع. لن ننظر الى اللبنانيين من أعلى، أي من حيث تنظر اليهم الطبقة السياسية سننظر الى هذه الطبقة السياسية من أسفل، من موقع المواطن، وسنتعامل مع المسؤولين جميعا بصفتهم مجرد موظفين يقبضون رواتبهم من المكلفين ويتوجب عليهم خدمتهم فحسب.

ستكون جريدة رفع سقف النقاش حول قضايا الأمة العربية وحول سياسات الحكومات، وحول ممارساتها في الميادين كلها. يعني ذلك التطرق الى المسكوت عنه، والى الممنوع تداوله، والى ما يتم تجاهله بالتواطؤ والاغفال.

ستكون جريدة تفكر في وضع العالم وفي وضعنا ضمنه بدءا بالسياسة مرورا بالاقتصاد والرياضة والبيئة والقضايا الاستراتيجية وصولا الى الثقافة.

هذه الوعود مغامرة محسوبة. ولأنها كذلك فانها لن تخشى نقد القراء ولا النقد الذاتي ولا نقد الزملاء في الصحافة... أكثر من ذلك سنرحب أن نفتتح هذا النقد ونمارسه حيال النفس والغير.

"الأخبار"، اعتبارا من اليوم، أمانة بين يدي القارئ.

تصدر مدركة أن القارئ، اياه، يعيش أياما عصيبة في وجه الالة التدميرية الاسرائيلية المحمية أميركيا والممنوحة، من قبل دول عربية وأجنبية، فرصة اعادة تشكيل لبنان والمنطقة.

قد لا يكون القارئ في منزله، او مكتبه، او قريته، او مدرسته، او منطقته، وقد لا يكون ممتلكا ل "ترف" القراءة... الا أن الصدور كان ضروريا. سنحاول أن نقوم بواجبنا. لا أكثر ولا أقلّ.

وقد وضعت ادارة الجريدة موقعا الكترونيا تجريبيا هو: www.al-akhbar.com.

 

قرار الأمم المتحدة لا يعني بعد انتهاء الحرب في لبنان 

الإثنين 14 أغسطس - وكالة نوفوستي

 بيروت: بالرغم من أن اتفاقية وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله قد بدأ مفعولها إلا أنه هيهات أن من الممكن التحدث عن انتهاء الحرب وإن كانت بعض لقوى في المنطقة قد أخذت تحتفل بالنصر. كما أن قرار مجلس الأمن الدولي الأخير رقم 1701 حول لبنان يثير العديد من التساؤلات. وسيظل الوضع في منطقة النزاع متزعزعا ما لم يغادر العسكريون الإسرائيليون لبنان وما لم يحل محلهم في المنطقة العازلة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية الجيش اللبناني والقوات الدولية. وهذا ما يتطلبه القرار. على أية حال أن تنفيذه لن يعطي أيضا ضمانات كاملة بانتهاء النزاع واستئصال الأسباب التي أدت الى الحرب.

لقد أقرت الحكومتان اللبنانية والإسرائيلية على السواء القرار. وتعتبر كل منهما نص القرار انتصارا دبلوماسيا لها ، وهذا ما تريدان إقناع مواطنيهما بالذات به على الأقل. وتعرب الحكومة اللبنانية عن سرورها لأنه سيتم وقف إراقة الدماء كما تم تبني اقتراحها حول نشر الجيش اللبناني على الحدود والاتفاق على انسحاب الإسرائيليين من أراضي لبنان. وكما أشار رئيس وزراء إسرائيل أيهود أولمرت فإن الإسرائيليين يعبرون بدورهم عن ارتياحهم من أن "قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 يقترح حلا جيدا يمنع العودة الى الوضع السابق. ولن يكون حزب الله بعد الآن "دولة في دولة" وستصبح الحكومة اللبنانية الجهة التي سنتمكن من التوجه إليها إذا جرى خرق شروط الاتفاقية". ويكرر الكثير من السياسيين الإسرائيليين الآخرين ما قاله أولمرت عن "أن حزب الله لن يقصف بعد الآن المدن الإسرائيلية وسيتم إبعاده عن حدودنا ونزع سلاحه".

ووضعت الحكومة الإسرائيلية نصب عينيها هذه المهام الإستراتيجية بالذات عندما قررت البدء بعمليتها العسكرية ردا على قيام مقاتلي حزب الله بأسر جنديين إسرائيليين من الأراضي الإسرائيلية وقصفهم للمدن الإسرائيلية.

ولكن قرار مجلس الأمن رقم 1701 كما هو الحال بالنسبة للوثائق الأخرى الصادرة من الأمم المتحدة ما هي إلا رؤية نظرية. إذ لم يكن هناك خيار آخر لدى المنظمة الدولية ولم يكن بإمكان أعضاء مجلس الأمن ألا يتخذوا هذا القرار الذي لا يعتبر مثاليا. إذ كان من الضروري وضع حد لإراقة الدماء مهما كلف الأمر. ولكن كيف يجب العمل من أجل أن يتم تنفيذ هذا القرار بالكامل وألا تتجدد العمليات الحربية؟ هذه هي المشكلة.

من سيقوم بنزع سلاح حزب الله وكيف سيقوم بذلك؟ ألقى مجلس الأمن مسؤولية ذلك على الحكومة اللبنانية. وتجدر الإشارة الى أن اللبنانيين لم يتمكنوا من إيجاد حل وسط لهذه القضية قبل الحرب. ولا يستطيع أحد نزع سلاح حزب الله إلا الحزب نفسه ولكن بأية شروط؟ ويتعين معرفة ذلك أيضا.

هل هناك ما يدعو لفرح الإسرائيليين من بنود قرار المجلس الخاصة بعدم السماح ببيع وتوريد الأسلحة والذخائر الى لبنان إلا بموافقة الحكومة اللبنانية؟ من وكيف سيشرف على ألا تصل الأسلحة الى لبنان إلا بالطرق الرسمية ؟ سيتم نشر القوات الدولية والجيش اللبناني على الحدود اللبنانية الإسرائيلية فقط. وتبقى الحدود السورية وكذلك الطريق البحري. على أية حال أنه سيتعين إثبات فعالية الجيش اللبناني والقوات الدولية التي سيتم نشرها في المنطقة العازلة على الحدود مع إسرائيل وستمر بتجربة الزمن. وسيتعلق الشيء الكثير بمدى سرعة تعزز الجيش اللبناني للعمل بشكل مستقل وكيف سيكون الوضع السياسي في لبنان في المستقبل. وليس من قبيل الصدفة أن اتخاذ القرار ووقف العمليات الحربية يثيران لدى الكثير من الإسرائيليين مشاعر مرارة حادة. وليس لأنهم متعطشون للحرب والدم. إذ أن هناك العديد من التساؤلات وأن آفاق تطور الوضع غامضة جدا. كما أن حزب الله أطلق قبل وقف إطلاق النار عددا قياسيا من الصواريخ على إسرائيل بالرغم من العمليات الحربية المكثفة للجيش الإسرائيلي في الأراضي اللبنانية. ولا يثق الكثير من اللبنانيين أيضا بان قرار مجلس الأمن سيجلب السلام. فالتاريخ علمهم عدم الثقة بأحد وانتظار الوقت الذي ستظهر فيه الطائرات الإسرائيلية من جديد في سماء بيروت.

وأخيرا لا ينص القرار على إعادة الجنديين الإسرائيليين اللذين أدى أسرهما من قبل مقاتلي حزب الله الى بدء العملية العسكرية. كما أنه لا يطلق سراح المعتقلين اللبنانيين أيضا من السجون الإسرائيلية وهذا ما طالب به حزب الله. ولهذا فإن القرار رقم 1701 لا يحل المشاكل ولا يجعل أحدا يحتفل بالنصر الذي يتحدث عنه بعض السياسيين الإسرائيليين وحزب الله على السواء.

 

 لقاء عسكري لبناني- إسرائيلي في رأس الناقورة لبحث تنفيذ القرار الأممي 

الإثنين 14 أغسطس - سي.ان.ان

 القدس: في أول لقاء عسكري منذ صدور القرار الدولي بوقف إطلاق النار والعمليات العسكرية في لبنان، التقى عدد من كبار الضباط في الجيشين اللبناني والإسرائيلي لمناقشة تنفيذ القرار، وفق مصادر في الأمم المتحدة. فقد أبلغ مسؤول في الأمم المتحدة CNN أنه في الساعة 12 من ظهر الاثنين، التقى مسؤولون في الجيشين اللبناني والإسرائيلي بمقر الأمم المتحدة في رأس الناقورة جنوبي لبنان لبحث سبل تطبيق القرار 1701، الصادر عن الأمم المتحدة والذي يدعو لوقف كامل للعمليات العسكرية، وانسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، بالتزامن مع انتشار الجيش اللبناني في المناطق الجنوبية. كذلك بحث الجانبان سبل الانسحاب القوات الإسرائيلية وانتشار الجيش اللبناني. ووصف المتحدث المحادثات بأنها صريحة ومثمرة، غير أنه لم يتضح ما إذا كان حزب الله على اطلاع على هذا اللقاء، فيما لم يتطرق لمزيد من التفاصيل. كما لم يتضح ما إذا كان اللقاء بين الجانبين قد تم وجهاً لوجه، أو أنه كان عبر وسيط دولي، متمثل بمسؤول قوات المراقبة الدولية في لبنان "اليونيفيل"، آلان بيلليغريني. وقد أكدت القوات الإسرائيلية أن مسؤولين في الجيش التقوا مع ممثلين لليونيفيل في رأس الناقورة قرب الحدود اللبنانية-الإسرائيلية.

إسرائيل تخرق الهدنة

بعد مرور أقل من خمس ساعات على دخول قرار وقف إطلاق النار حيز التنفيذ صباح الاثنين، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته تبادلت إطلاق النار مع مقاتلي حزب الله وربما قتلت أحدهم في جنوب لبنان. وقال ناطق باسم الجيش الإسرائيلي إن قوة إسرائيلية حددت مجموعة من المسلحين وبادرت بفتح النار عليهم، وربما إصابت أحدهم. وإثر دخول قرار وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في الساعة الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي (0500 بتوقيت غرينيتش) توقف العمليات العسكرية بعد مواجهات دامية على مدى 34 يوماً، تعهدت إسرائيل بإحكام قبضتها على المنطقة مشيرة إلى مواصلة الجيش تعزيز حظره البحري والجوي على لبنان. وأشار مسؤولون عسكريون إسرائيليون إلى بدء سحب بعض من القوات الإسرائيلية من الجنوب اللبناني دون إبداء المزيد من التفاصيل.

فقد أشارت أنباء صحفية وقنوات تلفزيونية فضائية عربية إلى أن قوات إسرائيلية انسحبت من من منطقة مرجعيون إلى داخل الأراضي الإسرائيلية. كما أشارت إلى أن هناك عودة كثيفة للنازحين إلى مدنهم وبلداتهم وقراهم في الجنوب اللبناني، رغم حجم الدمار الهائل الذي لحق في كثير من تلك المناطق. وبدأ سريان وقف إطلاق النار في أعقاب تبادل كثيف للنيران بين حزب الله الذي أمطر إسرائيل بـ250 صاروخاً وإسرائيل التي دكت مقاتلاتها الحربية عدداً من المواقع في لبنان. وقال متحدث عسكري إن الجيش تلقى أوامر بعدم المبادرة بأي تحرك بعد الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي، إلا أنه عاد وقال "قواتنا ستبذل أقصى الجهود للحيلولة دون استهدافها." وكانت الطائرات الحربية الإسرائيلية قد أمطرت سماء بيروت الاثنين بمنشورات تحريضية ضد حزب الله الذي قالت إنه جلب "الدمار والتشريد والموت على لبنان" ووصفت الحركة بالدمية لإيران وسوريا.

مواجهات اللحظة الأخيرة

واستمرت المواجهات العسكرية بين الجانبين في محاولة لكل منهما لإلحاق أكبر جانب من الخسائر بالآخر مع اقتراب الموعد النهائي المحدد لوقف إطلاق النار. وأعلنت إسرائيل سقوط 250 من صواريخ حزب الله على حدودها الشمالية ومصرع شخص واحد على الأقل في الوقت الذي سقط فيه خمسة جنود قتلى خلال مواجهات برية مع مقاتلي حزب الله.  وشن الطيران الحربي الإسرائيلي أعنف قصف منذ بدء المواجهات العسكرية قبيل شهر، دكت خلاله المناطق الجنوبية والضاحية الجنوبية لبيروت. وأشار الدفاع المدني اللبناني إلى مقتل 11 شخصاً وإصابة 23 آخرين خلال القصف:  ثمانية قتلى و16 مصاباً في وادي البقاع، و ثلاثة قتلى وسبعة مصابين في بلدة "علي النهري."وقالت مصادر من الدفاع المدني لـCNN إن ضحايا سقطوا خلال قصف استهدف طريقاً بين بلدة "جمالية" ومدينة "بعلبك." كما قصف الطيران الإسرائيلي مخيم "عين الحلوة" الفلسطيني مما أدى لمقتل شخص واحدة وإصابة عدد آخر بجراح.

منشورات تحريضية إسرائيلية في بيروت

وأسقط الطيران الإسرائيلي منشورات تحريضية ضد حزب الله جاء فيها "حزب الله بسياسته الانعزالية والمستهترة والمخادعة جلب عليكم الكثير من الويلات: الدمار والتشريد والموت... هل في مقدوركم دفع هذا الثمن مجدداً؟" وتابع المنشور "عليكم أن تعلموا أن جيش الدفاع الإسرائيلي سيعود وسيضرب بكل القوة الضرورية جميع الأعمال الإرهابية المنطلقة من لبنان التي تمس إسرائيل." وتسود الضبابية الفترة التي ستعقب وقف إطلاق النار والعمليات العسكرية بين الجانبين، وفي هذا السياق، قال قائد القوات البرية الإسرائيلية الجنرال بيني غانتز "الأيام القليلة القادمة تغلفها الضبابية." وأكد غانتز إن إسرائيل ستلتزم بوقف إطلاق النار إلا أنه عاد وهدد باستئناف العمليات العسكرية بالقول "في حال تجدد إطلاق النار ضد جنودنا أو مدنيينا، فسيكون في مقدرونا الرد ولن نتردد." وبدوره شكك الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية، إسحق هيرتزوغ، في إمكانية وقف إطلاق النار بين الجانبين مباشرة.

إسرائيل توافق على التفاوض للإفراج عن جندييها الأسريين

في تطور مفاجئ، أعلنت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، أن إسرائيل مستعدة للتفاوض من أجل الإفراج عن الجندييْن اللذين أسرهما حزب الله في الثاني عشر من يوليو(تموز) الماضي، بعد 33 يوماً من المواجهات الدامية بين قوات الجيش الإسرائيلي ومقاتلي الحزب، والتي أدت إلى سقوط أكثر من ألف قتيل ونحو خمسة آلاف جريح، وتشريد مئات الآلاف من الجانبين. وقالت ليفني في أعقاب اجتماع مجلس الوزراء، الذي وافق على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الداعي إلى إنهاء النزاع بين إسرائيل وحزب الله، إن "الحكومة الإسرائيلية لا تنوي البتة نسيان هذه القضية، وبالتالي سيعين رئيس الوزراء شخصاً يكلف بهذا الملف." وأضافت الوزيرة الإسرائيلية: "سندخل في عملية تعني بالتفاوض"، وهذه المرة الأولى التي يتحدث فيها مسؤول إسرائيلي علناً عن التفاوض في هذه المسالة. وقبل وقت قليل من بدء سريان قرار مجلس الأمن في الثامنة صباح الاثنين بالتوقيت المحلي، الخامسة بتوقيت غرينتش، كانت إسرائيل تطالب بالإفراج عن الجندييْن دون شروط. وأفادت مصادر عسكرية أن إسرائيل أسرت نحو 10 مقاتلين من حزب الله في جنوب لبنان.

وتعتقل إسرائيل منذ 1979 اللبناني سمير القنطار الذي قاد عملية عسكرية في نهاريا في شمال إسرائيل، في نفس العام، قتل خلالها إسرائيلي وابنته وأحد عناصر الشرطة، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة. كما أفادت تقارير بأن الجيش الإسرائيلي نقل إلى داخل إسرائيل، أكثر من 20 جثة لمقاتلي حزب الله، قتلوا خلال المعارك في جنوب لبنان. وحول القرار 1701، قالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية إنه قرار جيد لإسرائيل، وفي حالة تطبيقه فإنه سيغير قواعد اللعبة بين لبنان وإسرائيل.

 

حرب الفتاوى 

الأحد 13 أغسطس - الخليج الاماراتية

د. عيدة المطلق قناة 

للمرة الثالثة وخلال عقد واحد من الزمان تحتدم حرب الفتاوى الشرعية حول شأن مفصلي من شؤون الأمة؛ الأولى حين أفتى عدد من العلماء بجواز استقدام القوات الأجنبية والاستعانة بها لإخراج القوات العراقية من دولة الكويت عام ،1990 والثانية في أعقاب احتلال العراق في عام 2003 حين أفتى بعض المراجع بالتعاون مع الاحتلال الأمريكي للعراق والدخول في العملية السياسية تحت حرابه. وها هي الثالثة تتكرر في عام 2006 حين حرمت بعض الفتاوى نصرة حزب الله وحظرت “الانضواء تحت إمرته”. أو حتى “الدعاء له بالنصر والتمكين”. وما تبعها من فتاوى أخرى تنقضها وعلى رأسها فتوى جماعة الإخوان المسلمين، واتحاد علماء المسلمين.

إن التضارب في آراء العلماء في العديد من المنعطفات المفصلية في حياة الأمة كانت له ارتدادات خطيرة على قضية الإفتاء من جهة وعلى قضايا الأمة من جهة أخرى. كما مثلت قفزاً على حقائق الصراع مع الصهيونية العالمية وتجلياتها “الإسرائيلية” - الأمريكية وخلقت تناقضات مع الذات. فكانت بذلك أشد إيذاء ونيلاً من القضية من أسلحة العدو.

فلماذا؟ ومن أجل من؟ وإلى أين؟ وحتى متى؟ تساؤلات مشروعة تطرح نفسها بقوة في هذه المتاهة. أَوليس الضرب بسلاح الفتوى وإثارة النعرات الطائفية والدينية تخذيلاً للمجاهدين وانحيازاً لمقولات العدو وتخندقاً في خنادقه؟ وهل أن “إسرائيل” بحاجة إلى مبررات لتوحشها وهمجيتها واقتراف ما اقترفته من فظائع؟ فمن يجرؤ على أن يتفرس في وجوه الضحايا فيدلنا على أي مذهب أو دين قضى “أبو اللهاية”؟ وهل حقاً تكمن الخشية من المثلث السني أو الهلال الشيعي، أم أن الخشية الحقيقية هي من مد المقاومة المتصاعد ومن احتضان الشعوب لفكر المقاومة على أي مذهب أو دين أو لغة جاءت، ومن أي ساحة انطلقت وفي أي جغرافيا استوطنت؟ أم أنها محاولة بائسة لإخفاء العجز عن دعم المقاومة والتخاذل عن نصرتها، في وقت تخوض فيه هذه المقاومة معارك الأمة في العراق وفلسطين ولبنان؟ ثم ما هي الحكمة في ادعاءات الحكمة والتزام الصمت في وقت تساق فيه الشعوب والأوطان نحو نهاياتها؟ أم أنها قوانين العصر الباغية التي جعلت الطريق إلى قلب أمريكا يمر عبر “إسرائيل” مروراً بأشلاء الأمة؟

إن الأمة اليوم وأكثر من أي وقت مضى تتعرض للإهانة والإذلال اليومي وسيتواصل هذا الإذلال. ولكن المواجهة اليوم وما أفرزته من حقائق جديدة على الأرض تقدم في كل يوم برهاناً جديداً على تفاهة “الدولة” العبرية، وسقوطها العسكري والأخلاقي، وما التصريحات الغبية المنفعلة التي أطلقها الرئيس الأمريكي جورج بوش حول “الفاشيين الإسلاميين” إلا من تجليات لهذا السقوط. فهذه التصريحات وغيرها تأتي لتعبر وبشكل مباشر عن خيبة أمل وإحباط وارتباك شديد حلّ بإدارة العدوان في البيت الأبيض وبتوابعها وهوامشها في المنطقة.

إن صمود المقاومة وإنجازاتها وتأييد أكثر من (86%) من الشعب اللبناني العظيم للمقاومين، والتفاف الأمة في العالمين العربي والإسلامي من حولها، وتجاوزها على فتاوى التشكيك والتخذيل، فضلاً عن مساندة كافة شعوب العالم، قلبت معادلات الصراع وغيرت قواعده، وأرغمت “إسرائيل” على أن تهرع إلى الجدر والقرى المحصنة، فأصبحوا.. “يألمون كما تألمون”، وتفرض واقعاً جديدا للمنطقة والعالم الإسلامي والعربي.

بهذا الإنجاز العبقري برزت المقاومة بحق (كما وصفها اتحاد علماء المسلمين) “واحداً من أنبل مواقف هذه الأمة في القديم والحديث”، فهي منذ اليوم الأول للعدوان، ورغم ما أصابنا جميعاً من وجع في لبناننا الجميل. أكدت أنها مقاومة مستغرقة في إنسانيتها، وأعلنت بلسان عربي مبين (على لسان أبو حسين أحد مجاهدي حزب الله الميدانيين) أننا “لا نحب القتل. نعتبر أن جميع الناس أشقاؤنا، مهما كانت ديانتهم، لكننا نريد الدفاع عن أرضنا وكرامتنا”....”إننا نحب الشهادة ونحب أيضا الحياة.. ولا نريد الموت من اجل لا شيء”.

على هذا المستوى من الوعي والتألق الجهادي تمضي المقاومة لتسطر في كل يوم صفحة مضيئة في ملحمة البقاء والخلود تخوضها الأمة في أكثر من ساحة. وبهذه الروح والأخلاق سوف تستمر طالما استمر الصراع بين الحق والباطل وبين العدل والظلم وبين الحرية والقهرِ.

 

حزب الله ليس في وارد تسليم سلاحه المقدس 

الإثنين 14 أغسطس -إيلي الحاج من بيروت:  ليس وارداً على الإطلاق عند "حزب الله" الذي احتفل أنصاره ب"النصر" اليوم رقصاً بالأعلام  وصور أمينه العام السيد حسن نصرالله في شوارع الضاحية الجنوبية وبعلبك وبعض الجنوب- حتى قبل رفع الجثث من تحت الأنقاض- أن يسلم سلاحه إلى الدولة اللبنانية، لسبب بسيط هو إن هذا السلاح "مقدس". وكان أحد ممثلي الحزب في الحكومة، محمد فنيش، أبلغ إلى الرئيس فؤاد السنيورة وزملائه في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة التي انعقدت السبت الماضي أن الحزب لن يتخلى عن سلاحه بين مجرى نهر الليطاني والحدود مع إسرائيل بموجب القرار الدولي 170 الجيش الإسرائيلي يسحب بعض قواته من لبنان

1. وقال على ما روى بعض زملائه إن "هذا موقفنا النهائي، حتى لو اجتمعتم غداً أو بعد أسبوع أو بعد سنة".

 وبعدما عرض وزير الدفاع الوطني الياس المر وقائد الجيش متطلبات المؤسسة العسكرية للانتشار في الجنوب بدعم من القوات الدولية، وأولها ألا يكون أي وجود مسلح لغير الجيش في البقعة التي يتمركز فيها، كان جواب ممثل "حزب الله" أن الحزب لن يسحب سلاحه ولن يسلمه. و"إذا عثرتم على سلاح فخذوه، لأنه لن يكون ظاهراً".

وكان الرئيس السنيورة فوجىء في تلك الجلسة بهجوم حاد قاده ضده "الفريق الشيعي" وبأن بعض الوزراء المحسوبين على رئيس مجلس النواب وحركة "أمل" كانوا رأس الحربة فيه لمجرد فتحه موضوع البحث في آلية تطبيق القرار 1701 ، مركزين على أن القرار لم يتضمن نصاً صريحاً يقضي بسحب الحزب اللهي أو نزعه أو تسليمه جنوب الليطاني، رغم أنه تحدث عن منطقة منزوعة السلاح .

البقية معروفة: اتصل السنيورة بالرئيس نبيه بري وسأله " هل غيرتم رأيكم؟". أجاب بري بأن اتفاقهما لا يزال ساري المفعول، ليطلب في ما بعد مهلة أرجئت بموجبها جلسة مجلس الوزراء التالية من مساء الأحد إلى غد الثلاثاء.

هكذا يعتبر" حزب الله"  انه خرج من الحرب منتصرا، ويرفض التعامل معه على أنه مهزوم، ويصر على التوضيح مرة تلو أخرى أن الاستعداد الذي أبداه أمينه العام للتعاون وتسهيل  مهمة الجيش اللبناني في الجنوب لا يعنيان الاستعداد لتسليم السلاح في منطقة جنوب الليطاني وان تحقق اسرائيل سياسيا ما عجزت عنه عسكريا، انما يعني التنسيق والتوافق بين الجيش  اللبناني و"المقاومة الإسلامية"  في شأن خطة الانتشار وموضوع السلاح ووضع الحلول المناسبة، كأن يتعهد "حزب الله" تحاشي إظهار سلاحه في منطقة انتشار الجيش. أما موضوع تخليه عن السلاح في الجنوب فليست هذه المرحلة مناسبة للبحث فيه .  

في المقابل تخشى حكومة الرئيس السنيورة التفافا من "حزب الله" على القرار ١٧٠١ لتفريغه من مضمونه الفعلي بعدما أخذ منه ما يريد ، أي وقف النار. وتسعى الحكومة إلى حسم موضوع السلاح في المنطقة العازلة وانتزاع موقف واضح من الحزب لئلا يتسبب مجدداً بتدهور أمني غير محسوب يعيد الوضع إلى النقطة الصفر، وكذلك لتفادي مشكلات مستقبلية. وتدرك هذه الحكومة أن ما هو صعب اليوم، ولكنه ممكن في ظل مسار عسكري ومناخ دولي ضاغط، سيصبح شبه مستحيل لاحقاً بعد أن تأخذ العملية السياسية مسارها ومداها.

أما الجيش اللبناني فلا  تريد قيادته والمسؤولون السياسيون عنه رؤيته في المستقبل عالقا بين نارين: نار الجيش الاسرائيلي ونار "حزب الله"، بمعنى آخر لا يريد الجيش أن ينفذ انتشارا علىقاعدة  أمنية و سياسية مفخخة بالمشكلات، في حين يضع "حزب الله" في حساباته أن خروجه عسكرياً من الجنوب وانكفاءه الى ما وراء خط الليطاني يفقدان سلاحه مبرر وجوده ويطرحه برمته على بساط البحث. فلماذا يحتفظ هذا الحزب بسلاحه خلافاً لبقية الأحزاب جميعاً إذا لم يعد قادراً على مقاتلة إسرائيل؟

وأما اسرائيل فتوافرت لها ذريعة عبر "الثغرة" اللبنانية، التي يتعذر على حكومة السنيورة ردمها،  لتأخير انسحابها  وفرض استمرار حصارها على الجوي والبحري والبري على لبنان ووقف الآلية الهشة لتطبيق القرار ١٧٠١ الذي يربط انسحاب الجيش الإسرائيلي بانتشار الجيش اللبناني والقوات الدولية، باعتبار أن هذا الانتشار يتوقف الآن على حل لمسألة المنطقة العازلة والمنزوعة السلاح أي  قضية سلاح "حزب الله".

 وفي بيروت اتضح لبعض متابعي حركة الاتصالات في شأن سلاح الحزب أنه يخوض المفاوضات ب"الدهاء الإيراني" الذي سبق أن حذر منه رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط. سلاح الحزب الصاروخي وسلاح إيران النووي تقود المحادثات حولهما عقلية واحدة تعتمد المماطلة والشد والإرخاء لكسب الوقت توصلاً إلى فرض أمر واقع يجد المجتمع الدولي نفسه مجبراً إلى التعامل معه لاحقاً.

آخر ما سجل في هذا السياق اقتراح بأن يبحث في أمر سلاح الحزب في مؤتمر الحوار الوطني بعد انسحاب آخر جندي إسرائيلي من لبنان وحل قضية مزارع شبعا – التي تعرقلها سورية وتعتبر إسرائيل أنها لا تعنيها لخضوعها إلى مفعول القرارين 1559 و1680 اللذين يقولان بترسيم الحدود بين لبنان وسورية- وكان لهذا الاقتراح أن يكون منطقياً لولا تجربة الحوار غير المجدية مع الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله الذي يكثر من إدخال الإلهامات الإلهية في تقرير اتجاهاته السياسية، وحتى الحربية. فبعدما كان وعد رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري بعدم العبث بالأمن اللبناني عبر عمليات عسكرية على الحدود مع إسرائيل أمر  بعد أيام قليلة بتنفيذ الهجوم على دورية إسرائيلية لأنه كان "من ألطاف الله"، كما قال،  أن مرت تلك الدورية حيث كمن لها مسلحوه.

في اختصار يريد الحزب أن يتعايش اللبنانيون من جديد مع سلاحه، لأن المطالبة بوضعه تحت سيطرة الدولة اللبنانية هو مطلب إسرائيلي وأميركي أيضاَ.

وقد يضطر اللبنانيون فعلاَ إلى التعايش من جديد مع سلاح هذا الحزب والعيش على فوهة البركان كما فعلوا منذ سنين مديدة ، ولا فئة من بينهم بالتأكيد  ترغب في صدام داخلي وحرب أهلية في لبنان. ولكن في المقابل لا أحد مستعداً بالتأكيد لصرف دولار واحد، لا لإعادة الإعمار ولا لمعاودة الإستثمار في هذه البلاد ما دام ثمة حزب فيها يشكل كياناً ذاتيا وله كل مقومات الدولة من جيش وسياسة وتحالفات خارجية واقتصاد مبني على "مال حلال" مصدره طهران. وكيف إذا كان هذا الكيان الذاتي مقوداً فوق ذلك كله بسياسة تعتمد على "إلهام إلهي" يثق به قائد الحزب المعمّم وأنصاره ومحبوه ، إلهام قد يخطىء وقد يصيب، بدليل تمزق أطفال عرب ومسلمين بشظايا صواريخ في الناصرة وغيرها صرّح السيد نصرالله أن حزبه يكتفي بإطلاقها، والله هو الذي يصوّب ويسدد على أهدافها!

 

المجلس العالمي لثورة الأرز

واشنطن – الولايات المتحدة

بيان للتوزيع-14 آب 2006

بعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 وموافقة الحكومة اللبنانية عليه "بتحفظ"، وهو أمر مرفوض قطعا، خاصة وأن المجتمع الدولي وضع كل الدعم في سلة الحكومة اللبنانية وينتظر منها قرارات مصيرية تثبت مقولاتها بأنها هي من سوف يجرد المليشيات اللبنانية وغير اللبنانية من سلاحها ولا تريد سوى دعما دوليا، يقلقنا سماع مثل هذا التحفظ ويهمنا التشديد على الأمور التالية:

 1-  سيحاول حزب الله وأبواقه، بالطبع كعادتهم، وبعد كل الخسائر التي تسبب بها في الأرواح والدمار، بأن يسجل نصرا كلاميا جديدا بأنه هو الرابح من هذه الحرب وأنه صمد أمام العدو وكبده الخسائر وغيره من الكلام المعسول الذي لن يبني المنازل المهدمة أو الجسور المدمرة ولن يعيد الحياة لأعزاء فقدوها والكرامة لمئات آلاف المهجرين الذين تشردوا في بقاع الأرض. ونحن ننصح زعماؤه بالتوقف عن التصريحات الفارغة ومحاسبة الذات وترك أبناء لبنان يعيشون ويحلمون بمستقبل كبقية الناس.   

2-  فيما يتعلق بإرسال الجيش إلى الجنوب بمساعدة قوات دولية، نرى بأنها خطوة إيجابية نحو تنفيذ القرارات الدولية وخاصة القرار 1680 الذي يطلب نشر الجيش اللبناني على الحدود الدولية لمنع أي اختراق للخط الأزرق كما حصل مؤخرا مما تسبب بكل هذا الدمار والقتل الذي تعرض له لبنان. ولكننا نرى بأن الخطوة ليست كاملة إذا بقي أي سلاح خارج سلاح الدولة شمال الليطاني ويذكرنا ذلك بسلاح المخيمات الفلسطينية ما بعد القرار 425 حيث بقيت الدولة رهينة التجاوزات ما أفشل الحلول الدولية وأعاد لبنان إلى دوامة العنف. ولذا فإن المطلوب هو التشديد على التنفيذ الكامل للقرار 1559 في بند تجريد وحل المليشيات المسلحة على كل الأراضي اللبنانية بما فيها خاصة حزب الله الذي تسبب بهذه الخسائر البشرية والمادية والمعنوية والمنظمات الفلسطينية داخل وخارج المخيمات.

3-  يبدو من روحية القرار أن العالم يدعم الحكومة اللبنانية التي تمثل مبدئيا الشعب ويساندها لكي تقوم بواجباتها كحكومة مسؤولة في بلد سيد حر ومستقل، ومن هنا فهو وضع القوى الدولية بتصرفها ولكنه وضع أيضا الخطوط العريضة للحل المطلوب، وما يخيفنا هنا بأن هذه الحكومة مخروقة بوزراء من حزب الله سوف يمنعون الحلول الجذرية التي تنهي القتال وتخرج لبنان نهائيا من دوامة العنف، وهنا على الشعب اللبناني وخاصة جماهير ثورة الأرز التنبه لما يجري ودفع الحكومة على المضي في الطريق الصحيح.

4-  يمنع القرار إدخال الأسلحة والعتاد العسكري إلى لبنان ويطلب من القوات الدولية مراقبة تنفيذ هذا البند ومساعدة الحكومة بذلك، وهنا نرى بأن الحدود السورية اللبنانية، التي شكلت دوما المصدر الأساسي لتهريب السلاح وتموين كل من خرج على سلطة الدولة، يجب أن تراقب بشكل دقيق ولذا يجب انتشار الجيش اللبناني بمساعدة القوات الدولية على هذه الحدود وضبطها.

5-  على الشعب اللبناني الذي تحمل كل مشاكل الشرق الأوسط لثلاثة عقود على الأقل، ودفع من دماء بنيه واستقرارهم، أن يفهم جميع المسؤولين في الداخل والخارج بأنه لم يعد يرغب بالحروب والدمار، وكما أطلق صرخته بوجه السوريين في 2005 فخرجوا، يجب أن يطلق صرخته اليوم، وبعد انتهاء الأعمال العسكرية، بصوت واحد ليسمعها العالم كله، بأنه كفانا متاجرة بدمائنا وأملاكنا وأمننا واستقرارنا، نحن نريد أن نعيش بسلام ولتخرس كل الأبواق الداعية للعنف، ولتفتح سوريا وغيرها جبهات لمن يريد الحرب، فنحن لن نقبل بعد اليوم أن يبقى لبنان ساحة للصراعات الإقليمية أو الدولية.     

 

الأسد: حزب الله انتصر واحد اهداف الحملة الاسرائيلية "انقاذ" قوى 14 اذار

وكالات - 2006 / 8 / 14

 تابع النظام السوري وعلى رأسه بشار الأسد سياسة «فرّق تسد» التي طالما اتبعها خلال احتلال الجيش السوري للبنان على مدى ثلاثين سنة، مارس فيها أبشع السياسات وأقبح الممارسات على المواطنين اللبنانيين الأحرار الذين خرجوا في 14 آذار 2005 يطالبون بجلاء الجيش السوري ومخابراته عن كامل الأراضي اللبنانية وذلك ولاءاً للبنان ووفاءاً لرئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري الذي كان قد اغتيل قبل شهر من تاريخ التظاهرة التي قارعت «المليون والنصف». وكان الأسد قد هدد الحريري "بهدم" لبنان على رأسه ورأس اللبنانيين في حال لم يتم التمديد للرئيس الممدد له قسراً "إميل لحود". ووجهت لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئيس الحريري أصابع الاتهام في أكثر من تقرير لها إلى النظام السوري الذي كان يسيطر ويهيمن على بيروت ومعظم الأراضي اللبنانية. ويحتجز القضاء اللبناني 4 من الجنرالات اللبنانية الموالين للنظام السوري بتهمة اغتيال الحريري.

ويواجه النظام السوري وعلى رأسه الأسد ضغوطا دولية وعربية جمة منذ اغتيال الحريري. وكان نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام قد أكد أن الأسد هدد الحريري بالقتل خلال لقائهما الأخير في دمشق. وكان رئيس اللقاء الديمقراطي اللبناني «الزعيم» والنائب وليد جنبلاط قد أشار أن الأسد وفى بوعده بهدم لبنان على رؤوس أبنائه، في إشارة إلى العدوان الإسرائيلي على لبنان عقب عملية «الوعد الصادق»، محاولا الهروب إلى الأمام من المحكمة ذات الطابع الدولي التي ستحكم على كل من يثبت تورطه بإغتيال الرئيس الحريري من قريب أو بعيد. وتصب تصريحات الأسد «التحريضية» اليوم في الاتجاه نفسه.

هذا واكد الرئيس السوري ان حزب الله انتصر في المعركة العسكرية و"يجب علينا ان ننتصر في المعركة السياسية" واعتبر ان احد اهداف الحرب الاسرائيلية "انقاذ" قوى 14 اذار اللبنانية, وفقا لتصريحات نشرتها الاثنين مجلة "الاسبوع" المصرية. واكد الرئيس السوري الذي التقى وفدا يضم نوابا وشخصيات مصرية ان "المعركة العسكرية ختمت لصالح حزب الله وينبغي علينا ان نربح المعركة السياسية".

وكان الصحافي محمود بكري الذي نقل تصريحات الاسد عضوا في الوفد الذي زار سوريا الاسبوع الماضي قبل التصويت على القرار 1701 في مجلس الامن الذي نص على وقف الاعمال الحربية بين اسرائيل وحزب الله. واشاد الاسد بامين عام حزب الله حسن نصر الله لجهة "قدراته الفذة على ادارة اقوى المعارك في مواجهة العدو" واصفا اياه "بالقائد الفريد في مسيرة المقاومة اللبنانية الباسلة".

وقال "لا احد حتى الان, لا في المخابرات الاسرائيلية او الاميركية يعرف القدرات الحقيقية للمقاومة". وتابع الرئيس السوري الذي تخضع بلاده لضغوط غربية قوية لوضع حد لدعمها للمنظمات المصنفة ارهابية في واشنطن "لقد تلقينا عروضا كي نتخلى عن حزب الله وحركة حماس, لكننا رفضنا ذلك". وشن الاسد الذي امر بسحب القوات السورية من لبنان في نيسان/ابريل 2005 بعد سنوات من الوجود السوري فيه هجوما على "قوى 14 آذار", التي تشكل الغالبية النيابية المناهضة للنظام السوري في لبنان, مؤكدا انها تشكل جزءا من المخطط الاسرائيلي الجديد. واعتبر الرئيس السوري ان "القرار (1559) الصادر عن مجلس الأمن مربوط بالقرار (1680) وحين فشلوا في تنفيذهما قامت إسرائيل بالحرب, واحد أهدافها انقاذ مجموعة 14 آذار".

واشار الاسد بالنسبة للعلاقات السورية الايرانية "ان التنسيق بين الجانبين ممتاز, وهناك تزايد واضح على كافة جوانبها. ولدينا ديناميكية سياسية عالية من خلال وجود وضوح في الموقف من امامنا". اضاف "ان سوريا قررت منذ فترة التوجه شرقا حيث آسيا وذلك في محاولة للخروج من العقدة التي تربطنا بالغرب, والتي تزعم ان لا بديلا لاميركا". واكد الرئيس السوري الذي امر في بداية اب/اغسطس القوات السورية بتعزيز تحضيراتها لمواجهة كل الاحتمالات, ان اسرائيل ستدفع "ثمنا كبيرا" اذا قررت الدخول في حرب مع سوريا.

ونقلت وكالة الانباء السورية (سانا) عن مصدر سوري مسؤول الاحد تاكيده ان دمشق تؤيد قرار الحكومة اللبنانية التي وافقت بالاجماع على القرار 1701 الداعي الى وقف الاعمال الحربية في لبنان, كما تشاركها التحفظات التي اعربت عنها. الا انه اضاف ان سوريا "تعبر عن الاسف الشديد لانه لم يأخذ فى الاعتبار الكثير من المطالب اللبنانية وتهرب من تحميل اسرائيل مسؤولية عدوانها الوحشي على المدنيين الابرياء وتدميرها البنية التحتية فى لبنان التي تشكل جرائم حرب".

 

اندراوس طالب حزب الله بنزع سلاحه وبتسهيل مهمة الجيش 

 قوى 14 آذار - 2006 / 8 / 14

 طالب عضو اللقاء الديموقراطي النائب انطوان أندراوس حزب الله بتسهيل مهمة ارسال الجيش الى الجنوب لبسط سيادة الدولة على كامل الاراضي اللبنانية، لافتا الى ضرورة نزع السلاح من أجل عدم إعطاء إسرائيل ذريعة للدخول في مغامرات متتالية مشيرا الى انه على التيار الوطني الحر ان يسعى في محاولة للضغط على حزب الله في هذا الاطار كأن يعلن عن إفادة ورقة التفاهم وإيجابيتها بالنسبة الى لبنان والا فليعد الى موقعه الطبيعي. وقال النائب اندراوس في حديث الى "المركزية" "المطلوب من حزب الله تسهيل مهمة ارسال الجيش اللبناني الى جنوب الليطاني وبسط سلطة الدولة على كامل التراب اللبناني والمطلوب كذلك سحب سلاحه لعدم إعطاء ذريعة ثانية لاسرائيل للدخول في مغامرات متتالية، وهذا لمصلحة الجيش ووحدة الشعب اللبناني وتضامنه، ومن هنا أطالب التيار الوطني الحر وعلى رأسه العماد ميشال عون الذي وقّع مذكرة تفاهم مع حزب الله لان يسعى في هذا الاطار مع السيد حسن نصر الله، وغير ذلك فعلى التيار تحمل مسؤوليته تجاه الشعب اللبناني.

وعن اتصال الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان مع الرئيس فؤاد السنيورة قال: ان كل ما قامت به الامم المتحدة والمجتمع الدولي بكامله والدول العربية من أجل لبنان ما كان ليحصل في تاريخ لبنان، والسيد أنان علم بقضية عدم سحب السلاح، لافتا الى ان قائد الجيش العماد ميشال سليمان كان واضحا عندما قال: "لن نرسل الجيش الى جنوب الليطاني طالما حزب الله يحتفظ بسلاحه" مشيرا الى ما قاله الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بأنه حريص على وحدة الجيش ووحدة الشعب اللبناني والقيام بتسهيل مهمة انتشار الجيش، ومن الطبيعي الا يتوجه الجيش الى جنوب الليطاني طالما بقي السلاح موجودا بيد حزب الله، ومن هنا اعتقد ان كلام كوفي أنان هو دلالة على وجود عرقلة ما في تطبيق المرحلة الثانية من القرار 1701، واذا لم نستطع نحن اللبنانيون تطبيق هذه الخطوة مع حزب الله سنكون امام مشكلة كبيرة، وهي اننا سنفقد الاجماع الدولي والعربي للبنان.

أضاف: هناك تناقض في كلام حزب الله، والسيد حسن نصر الله يعرف تماما ماذا يعني التسهيل ويعرف كذلك الجيش اللبناني وقدرته ولا بد من عدم ادخاله في الصراعات الداخلية، والمشكلة تكمن في التراجع عن مسألة سحب السلاح، وهذا ما يعود بنا الى ما قبل العام 2000، وهنا أعتقد ان الشعب اللبناني لا يؤيد السيد حسن نصر الله في هذا الموضوع، والمطلوب من التيار الوطني الحر ان يعلن عن افادة ورقة التفاهم وايجابيتها بالنسبة للبنان، فإذا كان لا يستطيع الضغط على حزب الله عليه ان يعود الى موقعه الطبيعي، ولن نسمح بتدمير لبنان مرة اخرى.

وبالنسبة الى امكان وجود بوادر حلحلة للموضوع لفت الى وجود مشاورات، موجها تحية الى الرئيس نبيه بري الذي أظهر انه رجل دولة وأظهر كذلك عن السعي الى عودة الدولة، وعلى الرغم من الاحراج الذي يشعر به لكن عليه ان يأخذ موقفا تاريخيا، فهناك نحو 80 في المئة من الشعب اللبناني يريد السلم ويتمسك بالقرار الدولي وفي الوقت نفسه لا يستطيع حزب الله ان يقف وحده ضد تطبيق هذا القرار مع العلم انه في هذه الحال ليس وحده بل يقف وراءه ايران وسوريا.

كتلة نواب القوات: تردد البعـض فـي تطبيق الـ 1701 سيمنع الحلول المطروحة وسيدفع بالبلاد مجدداً إلى الحرب

 قوى 14 آذار - 2006 / 8 / 14

 رأت كتلة نواب القوات اللبنانية في تأجيل جلسة مجلس الوزراء امس مؤشرا على تردد بعض الافرقاء تجاه التطبيق الفعلي للقرار 1701 واعتبرت ان هذا التردد سيمنع تباعا وتدريجيا الحلول المطروحة وسيدفع بالبلاد مجددا الى حالة الحرب. عقدت كتلة نواب القوات اجتماعها الدوري في الارز برئاسة الدكتور سمير جعجع ومشاركة وزير السياحة جو سركيس. وقوّم المجتمعون تطورات الازمة وما آلت اليه الاوضاع الانسانية والاجتماعية والمعيشية والسياسية والعسكرية والامنية منذ اندلاع الحرب في الثاني عشر من تموز الفائت، وتوقفوا عند آفاق النزاع الراهن على ارض لبنان في ضوء قرار مجلس الامن الرقم 1701. وصدر عن الاجتماع البيان الآتي:

1- اعرب المجتمعون عن ارتياحهم الى وقف العمليات الحربية الذي بدأ في الثامنة صباح اليوم واملوا في تحويله سريعا الى استقرار دائم من خلال تطبيق كامل وجدي للقرار 1701.

2- ناقش المجتمعون نص القرار الدولي الجديد فرأوا انه يصب في مصلحة الدفاع عن لبنان وقيام الدولة اللبنانية وبسط شرعيتها واستعادة سيادتها على كامل التراب الوطني بدءا بالجنوب. من هنا يحرص المجتمعون على الدعوة مجددا الى وجوب التفاف جميع الاطراف والفئات والهيئات السياسية والشعبية حول الحكومة لتدعيم موقفها وعملها، فالمرحلة المقبلة لن تقل صعوبة عن تلك التي مررنا بها حتى الآن.

3- رأى المجتمعون في تأجيل جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررة بالامس مؤشرا على تردد بعض الافرقاء تجاه التطبيق الفعلي للقرار 1701، واعتبروا ان هذا التردد سيمنع تباعا وتدريجيا الحلول المطروحة وسيدفع بالبلاد مجددا الى حالة الحرب.

4- رأى المجتمعون ان الوضع، وعلى الرغم من وقف العمليات الحربية، ما زال غاية في الدقة والخطورة. لذلك يدعون الحكومة الى اتخاذ موقف واضح وصريح في كيفية استدراج الوضع الراهن من جهة، والوصول الى حل نهائي لأن من حق اللبنانيين ان يكون لديهم وطن آمن ومستقر، لا حروب فيه ولا مفاجآت بعد كل ما عاناه في السنوات الثلاثين الفائتة.

5- على الرغم من كل الوضع السياسي العسكري المعقد، يطلب المجتمعون من الحكومة مواصلة جهودها وتكثيفها في ما يتعلق بجهود الاغاثة والمساعدة لجميع النازحين والمنكوبين والمصابين جراء حرب الـ 34 يوما المنصرمة.

6- يعاهد المجتمعون اللبنانيين على مواصلة جهودهم للوصول الى لبنان خال من الاحتلال، آمن مستقر، لا سلطة فيه الا للدولة اللبنانية على كافة اراضيه وفي كل المجالات من دون استثناء.

 

حزب الله يحتفل ب"الانتصار على اسرائيل" 

أ ف ب - 2006 / 8 / 14

ناشطون في حزب الله يحتفلون منذ صباح اليوم الاثنين بالمواكب السيارة واطلاق ابواق السيارات والهتافات عبر مكبرات الصوت ب"الانتصار على اسرائيل" في عدد من المناطق اللبنانية, على ما افاد صحافيو وكالة فرانس برس. وقام ناشطون في الحزب في الضاحية الجنوبية المدمرة في جزء كبير منها بعد اكثر من شهر من القصف الجوي والبحري المركز, بتوزيع صور للامين العام لحزب الله حسن نصرالله تحمل عبارة "لك النصر من الله" بالعربية, وصور اخرى كتب عليها باللغتين الفرنسية والانكليزية "لا ديفين فيكتوار" و"ديفاين فيكتوري", ما يذكر بالعربية بمعنى اسم "نصر الله". كذلك حملت صور اخرى عبارة "وعد, صدق", في اشارة الى اسم العملية التي نفذها حزب الله لدى خطفه جنديين اسرائيليين في الاراضي الاسرائيلية قرب الحدود مع لبنان في 12 تموز/يوليو, وهي "الوعد الصادق". وقد تلى العملية الهجوم الاسرائيلي الواسع. ويوزع ناشطو حزب الله صورا اخرى لمقاتلين من حزب الله يستعدون لاطلاق صاروخ. واعلن ضابط في الجيش الاسرائيلي الاحد ان حزب الله اطلق حوالى اربعة الاف صاروخ على اسرائيل خلال فترة النزاع. وفي جولة له على الضاحية الجنوبية, قال النائب حسن فضل الله من حزب الله للصحافيين, ان سكان الضاحية الجنوبية "سيعودون مرفوعي الرأس واعزاء بعد ان حققت لهم المقاومة هذا الانتصار الكبير". وفي شوارع مدينة بعلبك في البقاع (شرق), تتنقل مواكب سيارة لحزب الله وهي تبث عبر مكبرات الصوت اناشيد وطنية, بينما ركابها يرفعون شارات النصر. وسارت مواكب مماثلة في قرية حاروف قرب النبطية في جنوب لبنان.

 

عدوان: من غير المسموح ان يبقى في لبنان قراران حول الحرب والسلم

قوى 14 آذار - 2006 / 8 / 14

 استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير النائب جورج عدوان، الذي قال بعد اللقاء: عرضنا مع غبطته آفاق المرحلة الجديدة التي بدأت بصدور القرار 1701 والمباشرة اليوم بتطبيقه. نأمل لهذه المرحلة في ان لا تطول ويتحول وقف الاعمال العسكرية الى وقف لاطلاق النار يرافقه فك الحصار وعودة جميع النازحين وانتشار الجيش اللبناني والقوات الدولية تمهيدا لانسحاب اسرائيلي من الاراضي اللبنانية. وأعتقد ان هناك قرارات مهمة مطلوبة من الحكومة ما يوجب على جميع اللبنانيين التضامن مع حكومتنا والالتفاف حول رئيسها لدعم فرصة تنفيذ القرار 1701 بغض النظر اذا كان لدينا بعض التحفظات عليه، ولا خيار الا بتنفيذ هذا القرار لمصلحة لبنان. وحول موضوع تسليم سلاح "حزب الله" قال عدوان: حين نقول بنشر الجيش اللبناني والقوات الدولية وبتولي الدولة زمام مسؤولياتها هذا يعني حصرية السلاح وقرار الحرب بالدولة وحدها. ان الجيش يتجه الى الجنوب للوقوف والقوات الدولية في مواجهة اسرائيل وبقرار من حكومة لبنان، علينا دعم هذا الجيش، ومن غير المسموح ان يبقى في لبنان قراران حول الحرب والسلم.

وحول عدم اجتماع مجلس الوزراء امس بسبب الخلاف على موضوع سلاح حزب قال عدوان: ان مبادىء ارسال الجيش الى الجنوب هي التي أدت الى تعديل القرار 1701، وهي مبادىء واضحة ولا يمكن التراجع عنها، وتأجيل اجتماع مجلس الوزراء هو بمثابة فرصة لمزيد من المشاورات الهادفة الى توفير الاجماع. وحول احتمال رفض "حزب الله" تسليم سلاحه وانعكاسات ذلك داخليا قال عدوان: سبق للحزب ان وافق. ونحن كلبنانيين كما تضامنا مع مواجهة اسرائيل في الحرب على حزب الله ان يتضامن مع حكومته والسير في الطريق الذي يؤدي الى قيام الدولة. ولا خيار أمام اللبنانيين سوى قيام الدولة القادرة، وقد أثبتت هذه الدولة ممثلة بحكومتها من خلال المفاوضات التي قادتها انها خارج كل وصاية وتأثير، هذه الدولة هي الخيار الوحيد لاعادة بناء لبنان ونهوضه بعد الدمار الذي حل فيه.

حزب الله.. نصر أم هزيمة ؟! 

الإثنين 14 أغسطس - الإقتصادية السعودية -محمد السيف

الحرب الدائرة هذه الأيام في لبنان كشفت لي أنه لايزال لدى (البعض) من مثقفينا العرب إشكالية كبرى تتمثل في معايير النصر والهزيمة! فلا يزال البعض يعتقد اعتقاداً جازماً أن (حزب الله) رغم خسائره، قد ألحق بإسرائيل هزيمة نكراء وأنه كسر أسطورة أن إسرائيل دولة لاتهزم! هذه الإشكالية تُستنسخ في كل حالة، ومع كل حرب يخوضها العرب، حيثُ تتمثل معايير النصر فيها، بأنه طالما أن (الرمز/ القائد البطل) حياً يُرزق، فهذا يعني النصر بغض النظر عن كل ما قد تخلفه الحرب على الشعوب من خسائر فادحة في الأموال والأنفس والمقدرات.

الرئيس جمال عبدالناصر قاد العرب إلى هزيمة ساحقة في عام 1967، لكنها لم تكن لدى البعض منا هزيمة، والدليل أنه حينما لوّح السيد الرئيس باستقالته بعد الهزيمة، خرجت الجماهير تهتف وتخطب ودّه كي يعدل عن الاستقالة، وقد فعل! وكان السبب في مطالبة الجماهير ببقاء القائد البطل هو ألاَّ أحد غيره سيقودها إلى (النصر) في المعركة المصيرية، متناسيةً الهزيمة الساحقة، التي لحقت بها وببلادها وبجيوشها العربية ليلة البارحة!

ورغم هذه الهزيمة، إلا أن جمال عبدالناصر بقيَ الرمز العربي والقائد الذي لم يُهزم! فهو آخر الأنبياء لدى الشاعر نزار قباني، الذي كتبَ قصيدته الشهيرة: "قتلناك يا آخر الأنبياء قتلناك" (!) وجمال عبدالناصر هو أيضاً (شبيه) بأحد الأنبياء، ولم يكن نبياً لدى كاتب قومي كالشيخ عبدالله الطريقي، عفا الله عنه، الذي يُرجع أسباب (النكسة) إلى أن العرب جميعاً- حكومات وشعوباً_ قد خذلوا جمال عبدالناصر، وكانوا معه مثلما كان بنو إسرائيل مع موسى عليه السلام (!) حينما تركوه في سيناء وحيداً، وقالوا له: (اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون) فالعرب تركوا عبدالناصر وحيداً في سيناء يشرب دمعه! ولذلك كانت النكسة!

وحينما تضافرت القوات الدولية لإخراج صدام حسين من الكويت، هتفت الجماهير العربية ضد هذا الإجراء (الظالم) بحق البطل القائد الذي سيقود الأمة نحو النصر وسيُعيد لها كرامتها التي مرغتها إسرائيل، رغم أنه لم يعد بإلقاء إسرائيل في البحر، كما فعل سالفه، إنما وعد بإحراق نصفها! ورغم هزيمته الساحقة، ومحاصرته اقتصادياً لأكثر من عشرة أعوام تاليةً لتلك الهزيمة، إلا أنه بقيَ لدى البعض (البطل المنتصر) فهو الذي صمد في وجه الأمبريالية الأمريكية، ولايهم ما لحق بالعراق وشعب العراق من دمار وخراب وتشريد جراء الحصار الذي طال البلد!

ولم يكن القوميون العرب بأحسن حالاً من الإسلاميين!

فحينما شنّت أمريكا غاراتها على الدولة الهالكة المُسمّاة (طالبان) وألغتها من الوجود، حيث نقلتها من أرض الواقع (الجغرافيا) إلى الذاكرة (التاريخ) إلا أن كل ذلك لم يكن (هزيمة) لدى البعض، والسبب أن أسامة بن لادن لايزال حياً يُرزق، يتنقل من غارٍ إلى آخر في جبال أفغانستان، وطالما أنه حي، فهذا هو النصر المُبين، ولا يهم ما لحق أفغانستان وشعبها من الدمار والتخريب والتشريد!

مساءات الرياض عامرة! وأحاديث المثقفين تمتد هذه الأيام إلى الهزيع الأخير من الليل، وما من مجلسٍ أرومه أو ملتقى ثقافي أعوده، إلا والحديث عن (حزب الله) وانتصاراته التي حقّقها في حربه مع إسرائيل! وكيف أنه – وهو مجرد حزب - قد كسر تلك الأسطورة التي كُنا نرددها وهي أن "إسرائيل دولة لا تهزم" ويمتد الحديث إلى (بلاغة) حسن نصرالله وفصاحته!

لا أرى أن (حزب الله) قد حقّق أيّ نصرٍ على الإطلاق! بل تكبّد لبنان، وليس حزب الله، خسائر فادحة سيدفع ثمنها اللبنانيون. فالبنية التحتية نُسفت، وقدرات جيش حزب الله انهارت، وربما يلحق قريباً بنظيره جيش القاعدة، ليكون أثراً بعد عين! وليس حسن نصرالله بأفصح من بن لادن، غير أن الفصاحة والبلاغة ليست من مقومات النصر، خاصةً في هذا الزمن!

 

حزب الله يخطف الكويت..مجددا! 

الإثنين 14 أغسطس -  إيلاف

عبدالله العتيبي: العام 1988 انتهك حزب الله السيادة الكويتية ومرغَها في الدم، عندما خطف طائرة الخطوط الجوية الكويتية "الجابرية" القادمة من بانكوك وتوجه بها الى مطار "مشهد" الإيراني، بقيادة "المناضل" عماد مغنية، والذي يعتبر الآن بمثابة رئيس الأركان في جيش حزب الله- فرع لبنان، ويخوض حزبه حربا دامية منذ شهر أمام العدو الصهيوني بعد خطفه جنديين اسرائيليين. طلب حزب الله من الحكومة الكويتية حينذاك إطلاق 17 سجينا ينفذون أحكاما مختلفة بعد قيامهم العام 1983 بواسطة منظمة تابعة للحزب تدعى "الجهاد الإسلامي" بتفجيرات استهدفت ،في يوم واحد، محطة الكهرباء الرئيسية، مطار الكويت الدولي، السفارتين الأميركية والفرنسية، مجمع صناعي نفطي، مجمع سكني، وبلغ عدد القتلى 7 أشخاص و62 جريحا جميعهم من المدنيين والفنيين العاملين في المواقع النفطية والسكنية. 1 مايو 1985 يقود سائق انتحاري سيارة محملة بالمتفجرات مستهدفا أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح، الذي نجا من محاولة الإغتيال وأصيب اصابات طفيفة، وأسفرت المحاولة عن مقتل 12 شخصا من حرس موكب الأمير وبعض المدنيين، واتصل شخص ادعى مسؤولية "منظمة الجهاد الإسلامي" . 25 مايو 1985 متفجرات عالية التركيز انفجرت في مقهيين شعبيين في مدينة الكويت، مخلفة 11 قتيلا و89 جريحا، معظمهم من الأطفال والنساء والمسنين الذين أنشئت  المقاهي الشعبية لأجلهم.

29 ابريل 1986 أعلنت قوات الأمن الكويتية أنها أحبطت محاولة مجموعة مكونة من 12 شخصا لخطف طائرة 747 تابعة للخطوط الجوية الكويتية الى جهة غير معلومة في شرق آسيا، وفي العام 1988 ينجح مسلحون بخطف الطائرة الكويتية "الجابرية" وتحويلها الى مطار "مشهد" الإيراني، ثم الى مطار لارنكا في قبرص، وقتل الكويتيان عبدالله الخالدي وخالد أيوب بإطلاق الرصاص على رأسيهما ثم رميهما من الطائرة، وأخيرا توجهت الطائرة الى الجزائر حيث أطلق سراح الخاطفين (القراصنة)..نعم أطلق الخاطفون قبل المخطوفين، الذين خرجوا من المطار ليلا بعد إطفاء الأضواء بسيارة نقلتهم الى جهة غير معلومة..!

الكويت أبلغت أيران أنه "لا يمكن لها قبول أسلوب الإبتزاز، وأنها مستعدة للمفاوضات ولكن بأسلوب غير الإبتزاز، وتعريض حياة المدنيين للخطر، وقال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لتلفزيون CNN "الإيرانيون وراء العملية، بعض القراصنة لبنانيون والآخرون ينتمون الى الحكومة الإيرانية" فيما قالت مصادر بريطانية أن عماد مغنية أحد القياديين في "حزب الله" موجود منذ فترة في ايران، وقد يكون على علاقة بالخاطفين الذين سيطروا على الطائرة الكويتية. سألت صحيفة "الوطن" الكويتية (6 ابريل 1988 ) الراكب سعدي يوسف قطينة (فلسطيني) الذي أفرج عنه الخاطفون بين مجموعة من 75 راكبا من جنسيات عربية وأجنبية، بعد أسبوع من خطف الطائرة، وأبقوا على الكويتيين فقط، وهذه بعض اجابات قطينة على أسئلة الصحافي:

كيف كانت طبيعة الأكل في مطار مشهد؟ الأكل كان متنوعا ولكنني لم أكل منه أي شئ، وأذكر أن أحد الخاطفين نهرني وقال لي بلهجة لبنانية "تذوق قطعة الجاتو هيدي". قلت له وأنا مرعوب..نعم سوف آكلها، وفعلا تذوقتها وأكلت نصفها.

هل لاحظت تغييرا في الأسلحة؟

نعم لاحظت، كانت الأسلحة عبارة عن مسدسات صغيرة بيضاء اللون  في مطار مشهد، وقد تغيرت في لارنكا وأصبحت رشاشات وقنابل يدوية لونها بني، والرشاش صغير به يد حديدية تنثني، ولاحظت أن الخاطف مرة يخرجها وأخرى يدخلها في الرشاش، ثم أخفوها وظهرت مسدسات أكبر من الأول.

وفي مقابلة مع صحيفة "الوطن" (16 ابريل 1988 ) بعد لقاء لاتختلف تفاصيله عند جميع ركاب الطائرة، والتي دلت على أن الخاطفين زاد عددهم في مطار مشهد، وحصلوا على أسلحة جديدة، سئل الكويتي محمد أشكناني:

هل من كلمة أخيرة؟

أقول بأن الإفراج عنا نحن الأربعة (من المذهب الشيعي) كانوا يريدون به خلق فتنة وبلبلة في الكويت، لكننا نؤكد بأن أهل الكويت لن تنطلي عليهم هذه الأعمال، ورغم فرحتنا إلا إننا حزينون لإخوتنا الذين لا زالوا محتجزين على متن الطائرة، كما أؤكد أنهم سيفشلون في محاولة تفرقة الشعب الكويتي، ونقول لهم بأن أهل الكويت سيبقون جسدا واحدا حول قيادتهم، بوقفتها الشجاعة والمشرفة برفض مطالب الخاطفين.

خطف "حزب الله" للطائرة الكويتية، اعتبره الكويتيون مثابة "خطف للكويت"، ولا يمكن للشعب الكويتي نسيان تلك الأيام السود في شهر رمضان العام 1988 ، خصوصا منظر إلقاء جثتي الشابين الكويتيين من الطائرة بعد قتلهما في مطار لارنكا، بيد أحد كوادر حزب الله، الإرهابي "المناضل" عماد مغنية.

وهذا الإرهابي مغنية أو "الثعلب" كما يسميه الإيرانيون، لديه جواز سفر ديبلوماسي ايراني يساعده في التنقل، وهو المسؤول عن خطف عدد من الطائرات، وتفجير مقر السفارة الأميركية في بيروت عام 1983، وخطف عدد من الرهائن الأجانب في منتصف الثمانينات، وتؤكد معلومات أنه غير ملامحه بعمليتين جراحيتين لأنه  مطلوب في 42 دولة، ولذلك يوصف بأنه "بلا وجه" بفضل قدرته على التخفي، وأخيرا كان مسؤولا عن تنظيم سفر "جيش المهدي" الى ايران للمشاركة في دورات تدريبية، ويعتبر من القادة الأمنيين الأبرز، وبمثابة رئيس الأركان في جيش حزب الله- فرع لبنان.

حافظ الكويتيون على وحدتهم وتماسكهم في تلك المحنة، ولا ننسى الموقف المميز للشيخة ابتسام الصباح التي رفضت النزول مالم يفرج عن كل الكويتيين، وشجاعة الطيار العراقي صبحي نعيم، وتصدي الكويتيين، سنة وشيعة، لمحاولات "زعزعة الأمن، وتفكيك الشارع الكويتي، وشطر الوحدة الوطنية" كما كتب الدكتور أحمد الربعي آنذاك.

اليوم، نجح حزب الله حقا في خطف الكويت والكويتيين، وهذه المرة بواسطة ممثلي حزب الله في الكويت، ومن بينهم سياسون ونواب في مجلس الأمة، ومعهم السلفيون، والحركة الدستورية الإسلامية - فرع حزب الإخوان المسلمين  في الكويت، الذين يريدون أن يركبوا موجة الشعبوية مجددا، وعددا من بقايا القوميين والماركسيين، ونواب كتلة العمل الشعبي..، باعوا دماء شهداء الكويت بكل هذا التذلل أمام "حزب الله" لكسب أصوات الشيعة، المفترى عليهم، في الانتخابات المقبلة.

يقف عدد من الكتاب بصلابة أمام محاولات التزييف والتغييب، وفي مقدمتهما الكاتبان الشجاعان الدكتور أحمد البغدادي والأستاذ فؤاد الهاشم، خصوصا الأخير الذي تعرض للتهديد من بعض الكويتيين المتعصبين، رفعوا صوره في مظاهرات الحزب الى جانب نجمة داوود، وقبل أيام تلقى تهديدا ضمنيا موجها من حركة أمل الى صحيفته "الوطن" لكنه استمر في انتقاده "لمغامرات حزب الله وأكاذيب نصر الله" فحافظ الهاشم على نهجه بمنتهى الشجاعة التي تستحق الإحترام والتقدير.

أخيرا، وصل الأمر عند الأصوليين القوميين والإسلاميين والماركسيين، حد المطالبة في بيان وزعوه الأحد ب"ترسيخ ثقافة المقاومة لدى شعوبنا".. و"دعوة رجال الدين وفقهائه من مختلف الطوائف الى ممارسة دورهم الفقهي عبر تأصيل فقه المقاومة تأصيلا فقهيا واجتماعيا، من خلال تربية الشعوب على ثقافة المقاومة ومناهضة التطبيع وتوجيه الأمر نحو عدوها الحقيقي".. ودعوة المفكرين والمثقفين الى "دعم خيارات الشعوب المتبنية لمشروع المقاومة الذي ثبت نجاحه أمام الغطرسة الصهيونية"..

ويمكن أن نفهم من "بيانهم" قانونية تشكيل "ميليشيات كويتية" و "ميليشيات سعودية" ومصرية وأردنية وسورية..وقطرية (وفقا لحماس وزير الخارجية القطري) وسواها، لتحرير فلسطين والدفاع عن لبنان بعد "تخاذل الحكومات العربية" وتخوين من لا يوافقهم، وشتم العروبة وكل مايمت للعرب بصلة ، وتمجيد المواقف الإيرانية..كما حدث في مظاهرات حزب الله في الكويت!

..الكويت مخطوفة؟

 

الفصل السادس والفصل السابع

حفلت المفاوضات التي سبقت ولادة القرار 1701 بنقاشات قانونية وسياسية حول الفصلين السادس والسابع من ميثاق الامم المتحدة، وجاء انتداب القوة الدولية وفق هذا القرار من دون استناد الى اي من الفصلين ولكنه منح القوة تفويضا ضمنيا يشكل مزيجا من الفصلين. فعلام ينص الفصل السادس والفصل السابع؟

الفصل السادس

في حل المنازعات حلاً سلمياً

المادة 33

1 – يجب على اطراف اي نزاع من شأن استمراره ان يعرّض حفظ السلم والامن الدولي للخطر ان يلتمسوا حله بادىء ذي بدء بطريق المفاوضة والتحقيق والوساطة والتوفيق والتحكيم والتسوية القضائية، او ان يلجأوا الى الوكالات والتنظيمات الاقليمية او غيرها من الوسائل السلمية التي يقع عليها اختيارها.

2 – ويدعو مجلس الامن اطراف النزاع الى ان يسووا ما بينهم من النزاع بتلك الطرق اذا رأى ضرورة لذلك.

المادة 34

لمجلس الامن ان يفحص اي نزاع او اي موقف قد يؤدي الى احتكاك دولي او قد يثير نزاعا لكي يقرر ما اذا كان استمرار هذا النزاع او الموقف من شأنه ان يعرّض للخطر حفظ السلم والامن الدولي.

المادة 35

1 – لكل عضو من "الامم المتحدة" ان ينبه مجلس الامن او الجمعية العامة الى اي نزاع او موقف من النوع المشار اليه في المادة الرابعة والثلاثين.

2 – لكل دولة ليست عضوا في "الامم المتحدة" ان تنبه مجلس الامن او الجمعية العامة الى اي نزاع تكون طرفا فيه اذا كانت تقبل مقدما في خصوص هذا النزاع التزامات الحل السلمي المنصوص عليها في هذا الميثاق.

3 – تجري احكام المادتين 11 و12 على الطريقة التي تعالج بها الجمعية العامة المسائل التي تنبه اليها وفقا لهذه المادة.

المادة 36

1 – لمجلس الامن في اية مرحلة من مراحل نزاع من النوع المشار اليه في المادة 33 او موقف شبيه به ان يوصي بما يراه ملائما من الاجراءات وطرق التسوية.

2 – على مجلس الامن ان يراعي ما اتخذه المتنازعون من اجراءات سابقة لحل النزاع القائم بينهم.

3 – على مجلس الامن وهو يقدم توصياته وفقا لهذه المادة ان يراعي ايضا ان المنازعات القانونية يجب على اطراف النزاع – بصفة عامة – ان يعرضوها على محكمة العدل الدولية وفقا لاحكام النظام الاساسي لهذه المحكمة.

المادة 37

1 – اذا اخفقت الدول التي يقوم بينها نزاع من النوع المشار اليه في المادة 33 في حله بالوسائل المبينة في تلك المادة وجب عليها ان تعرضه على مجلس الامن.

2 – اذا رأى مجلس الامن ان استمرار هذا النزاع من شأنه في الواقع، ان يعرّض للخطر حفظ السلم والامن الدولي قرر ما اذا كان يقوم بعمل وفقا للمادة 36 او يوصي بما يراه ملائما من شروط حل النزاع.

المادة 38

لمجلس الامن – اذا طلب اليه جميع المتنازعين ذلك – ان يقدم اليهم توصياته بقصد حل النزاع حلا سلميا، وذلك بدون اخلال باحكام المواد من 33 الى 37.

الفصل السابع

فيما يتخذ من الأعمال

في حالات تهديد السلم والإخلال به

ووقوع العدوان

المادة 39

يقرر مجلس الأمن ما اذا كان قد وقع تهديد للسلم او الاخلال به او كان ما وقع عملاً من اعمال العدوان، ويقدم في ذلك توصياته او يقرر ما يجب اتخاذه من التدابير طبقاً لاحكام المادتين 41 و42 لحفظ السلم والامن الدولي أو اعادته الى نصابه.

المادة 40

منعاً لتفاقم الموقف، لمجلس الامن، قبل ان يقدّم توصياته او يتخذ التدابير المنصوص عليها في المادة 39، ان يدعو المتنازعين للاخذ بما يراه ضرورياً او مستحسناً من تدابير مؤقتة، ولا تخلّ هذه التدابير المؤقتة بحقوق المتنازعين ومطالبهم او بمركزهم وعلى مجلس الامن ان يحسب لعدم اخذ المتنازعين بهذه التدابير المؤقتة حسابه.

المادة 41

لمجلس الامن ان يقرر ما يجب اتخاذه من التدابير التي لا تتطلب استخدام القنوات المسلحة لتنفيذ قراراته، وله ان يطلب الى اعضاء "الامم المتحدة" تطبيق هذه التدابير، ويجوز ان يكون من بينها وقف الصلات الاقتصادية والمواصلات الحديدية والبحرية والجوية والبريدية والبرقية واللاسلكية وغيرها من وسائل المواصلات وقفاً جزئياً او كلياً وقطع العلاقات الديبلوماسية.

المادة 42

اذا رأى مجلس الامن ان التدابير المنصوص عليها في المادة 41 لا تفي بالغرض او ثبت انها لم تف به، جاز له ان يتخذ بطريق القوات الجوية والبحرية والبرية من الأعمال ما يلزم لحفظ السلم والامن الدولي او لاعادته الى نصابه. ويجوز ان تتناول هذه الاعمال المظاهرات والحصر والعمليات الاخرى بطريق القوات الجوية او البحرية او البرية التابعة لاعضاء "الامم المتحدة".

المادة 43

1 – يتعهد جميع اعضاء "الامم المتحدة" في سبيل المساهمة في حفظ السلم والامن الدولي، ان يضعوا تحت تصرّف مجلس الامن بناء على طلبه وطبقاً لاتفاق او اتفاقات خاصة ما يلزم من القوات المسلحة والمساعدات والتسهيلات الضرورية لحفظ السلم والامن الدولي ومن ذلك حق المرور.

2 – يجب ان يحدد ذلك الاتفاق او تلك الاتفاقات عدد هذه القوات وانواعها ومدى استعدادها واماكنها عموماً ونوع التسهيلات والمساعدات التي تُقدّم.

3 – تجرى المفاوضة في الاتفاق او الاتفاقات المذكورة بأسرع ما يمكن بناءً على طلب مجلس الامن، وتبرم بين مجلس الامن وبين اعضاء "الامم المتحدة" او بينه وبين مجموعات من اعضاء "الامم المتحدة"، وتصدّق عليها الدول الموقّعة وفق مقتضيات اوضاعها الدستورية.

المادة 44

اذا قرر مجلس الامن استخدام القوة، فإنه قبل ان يطلب من عضو غير ممثل فيه تقديم القوات المسلحة وفاءً بالالتزامات المنصوص عليها في المادة 43، ينبغي له ان يدعو هذا العضو الى ان يشترك اذا شاء في القرارات التي يصدرها فيما يختص باستخدام وحدات من قوات هذا العضو السلحة.

المادة 45

رغبة في تمكين الامم المتحدة من اتخاذ التدابير الحربية العاجلة يكون لدى الاعضاء وحدات جوية اهلية يمكن استخدامها فوراً لاعمال القمع الدولية المشتركة. ويحدد مجلس الامن قوة هذه الوحدات ومدى استعدادها والخطط لاعمالها المشتركة، وذلك بمساعدة لجنة اركان الحرب وفي الحدود الواردة في الاتفاق او الاتفاقات الخاصة المشار اليها في المادة 43.

المادة 46

الخطط اللازمة لاستخدام القوة المسلحة يضعها مجلس الامن بمساعدة لجنة اركان الحرب.

المادة 47

1 – تشكّل لجنة من اركان الحرب تكون مهمتها ان تسدي المشورة والمعونة الى مجلس الامن وتعاونه في جميع المسائل المتصلة بما يلزمه من حاجات حربية لحفظ السلم والامن الدولي ولاستخدام القوات الموضوعة تحت تصرفه وقيادتها ولتنظيم التسليح ونزع السلاح بالقدر المستطاع.

2 – تشكل لجنة اركان الحرب من رؤساء اركان حرب الاعضاء الدائمين في مجلس الامن او من يقوم مقاهم، وعلى اللجنة ان تدعو اي عضو في "الامم المتحدة" من الاعضاء غير الممثلين فيها بصفة دائمة للاشراف في عملها اذا اقتضى حسن قيام اللجنة بمسؤولياتها ان يساهم هذا العضو في عملها.

3 – لجنة اركان الحرب مسؤولة تحت اشراف مجلس الامن عن التوجيه الاستراتيجي لاية قوات مسلحة موضوعة تحت تصرف المجلس. اما المسائل المرتبطة بقيادة هذه القوات فستبحث فيما بعد.

4 – للجنة اركان الحرب ان تنشئ لجاناً فرعية اقليمية اذا خوّلها ذلك مجلس الامن وبعد التشاور مع الوكالات الاقليمية صاحبة الشأن.

المادة 48

1 – الاعمال اللازمة لتنفيذ قرارات مجلس الامن لحفظ السلم والامن الدولي يقوم بها جميع اعضاء "الامم المتحدة" او بعض هؤلاء الاعضاء وذلك حسبما يقرره المجلس.

2 – يقوم اعضاء "الامم المتحدة" بتنفيذ القرارات المتقدمة مباشرة وبطريق العمل في الوكالات الدولية المتخصصة التي يكونون اعضاء فيها.

المادة 49

يتضافر اعضاء "الامم المتحدة" على تقديم المعونة المتبادلة لتنفيذ التدابير التي قررها مجلس الامن.

المادة 50

اذا اتخذ مجلس الامن ضد اية دولة تدابير منع او قمع فإن لكل دولة اخرى – سواء اكانت من اعضاء "الامم المتحدة" ام لم تكن – تواجه مشاكل اقتصادية خاصة تنشأ عن تنفيذ هذه التدابير، الحق في ان تتذاكر مع مجلس الامن بصدد حل هذه المشاكل.

السيد نصرالله وجه كلمة الى اللبنانيين تناول فيها المستجدات

أننا امام نصر استراتيجي وتاريخي وليس في هذا اي مبالغة للبنان كل لبنان وللمقاومة وللامة كل الامة

بالقيم والمشاعر نفسها التي انتصرنا بها في الحرب نستطيع أن نخوض محنة وتجربة إعادة البناء وننتصر بها

هل جاء الذين يطلبون من حزب الله أن يسلم سلاحه للدولة ومعهم أرض مزارع شبعا والاسرى في سجون اسرائيل

نؤمن بالدولة القوية العادلة والمقاومة المطمئنة التي يشعر الجميع انها تمثلهم انها الحل والمخرج الوحيد لمستقبل لبنان تحمي الجميع وتحافظ على كرامة الجميع

وطنية - 14/8/2006 (سياسة) وجه الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله كلمة إلى اللبنانيين، عبر محطة تلفزيون "المنار"، تناول فيها التطورات والمستجدات المحلية، جاء فيها: "في هذا اليوم العظيم والجليل، والذي يعود فيه أهلنا الشرفاء والاطهار الى قراهم وديارهم واحيائهم، أتوجه اليكم برسالتي هذه، وأود في هذه الرسالة أن أركز على بعض العناوين والمواضيع.

اولا: ما نحن اليوم فيه، لا اريد ان ادخل في تقييمه ولا في الحديث التفصيلي عنه، وانما استطيع ان اقول بكلمة مختصرة أننا امام نصر استراتيجي وتاريخي، وليس في هذا اي مبالغة للبنان كل لبنان، وللمقاومة وللامة كل الامة، ما معنى هذا المختصر، ما هي آفاقه، وما هي ادلته، وما هي وقائعه، هذا ما سأتركه للحديث في الأيام المقبلة لأن الحديث في هذا السياق يتوجه بالدرجة الاولى الى الشهداء، الى تضحيات الشهداء من شهداء المقاومة، من كل الأحزاب والقوى المقاومة الشريفة الى شهداء الجيش، وشهداء القوى الامنية وشهداء الدفاع المدني وشهداء وسائل الاعلام الى الرجال والنساء والاطفال المدنيين، الذين قتلوا وخصوصا شهداء المجازر، ابتداء من مروحين في الايام الاولى، انتهاء بيوم أمس في بريتال ومحلة صفير ومحلة الرويس ومجمع الامام الحسن عليه السلام، في الضاحية الجنوبية، لان الحديث في هذا السياق هو حديث عن المقاومين والتضحيات والثبات والصمود والناس والاهل والاحبة والاصدقاء والصبر والثقة والتحمل والاوفياء الذين وقفوا معنا في لبنان وفي خارجه طيلة هذه الحرب لا اعتقد انني مؤهل واستطيع ان اعبر عما يجول في عقلي ومشاعري، وان اشرح هذا الامر وانا اجلس على كرسي في قبالة الكاميرا، وانما المكان المناسب هو اللقاء القريب مع الناس، مع الاحبة، مع المجاهدين، والخطاب المباشر معهم.

لذلك، ما يرتبط بهذا الموضوع سأتركه لتلك المناسبة القريبة، ان شاء الله، لنتحدث عن هذا كله عن الاسرى، عن معاناة بقية الارض المحتلة، عن غزة معاناة أهلها، عن فلسطين، عن التضحيات، عن المظلومية عن المسؤولية التاريخية عن المفصل التاريخي عن المرحلة المقبلة. الموضوع الثاني الذي اود ان اتحدث عنه، ما يرتبط بالنازحين وعودتهم الى ديارهم وما بعد هذه العودة بالتأكيد وبالدرجة الاولى يجب ان اتوجه بالتحية الى كل الذين صمدوا في ارض المواجهة. وفي الحقيقة، تحملوا ما لا يطاق لان حجم القصف من الجو والبر والبحر لا سابقة له في تاريخ لبنان، وان حجم الدمار الذي الحقه العدو الاسرائيلي بالبيوتن اضافة الى البنية التحتية، ولكن البيوت يعني يلحق الاذى المباشر بالعائلات لا سابقة له في اي حرب اسرائيلية على لبنان، وهناك دمار وخراب كبيران خلفهما هذا العدو الذي عبر لنا عن حقده ووحشيته وعجزه فقط في الايام القليلة الماضية قام بتدمير آلاف المنازل في الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع وفي مختلف المناطق اللبنانية ولكن كان هناك تركيز كبير جدا على مناطق الجنوب اللبناني وعلى الضاحية الجنوبية والهدف طبعا هو إيلام الناس ومعاقبتهم على موقفهم على شرفهم على شهامتهم على التزامهم على ايمانهم على انسانيتهم وعلى شموخهم.

في كل الأحوال الشكر يجب أن نوجهه والتحية الى الذين صبروا في مرحلة النزوح والتهجير وعادوا اليوم الى مناطقهم والى أرضهم والى ديارهم حتى ولو كانت مهدمة. وأخص ايضا بالشكر كل السكان وأهالي المناطق وكل الطوائف وكل التيارات السياسية والدولة ومؤسسات الدولة وكل الهيئات الانسانية وكل من ساعد وساهم في احتضان أهلنا المهجرين والنازحين خلال فترة الحرب الصعبة. وأتوجه الى العائدين والى الصامدين والى الباحثين في مسألة ما هدم من بيوت أو لحق به الضرر من البيوت هنا صنفان ونوعان وأنا سأتحدث عن الوحدات السكنية والبيوت وما سواها من أمور ترتبط بالبنية التحتية بالأوضاع الاقتصادية بالأمور الأخرى التي لحق بها خرابا ودمارا.

أؤجل الحديث عن هذا الأمر الى مرحلة لاحقة وأعتقد ان ما هو ملح الآن هو مسألة المنازل والبيوت لأنها المكان الذي يؤوي هذه العائلات الشريفة. بالنسبة للبيوت التي لحق بها أذى أو ضرر ولكن ما زالت صالحة للاستخدام والسكن ابتداء من الغد صباحا، إن شاء الله الأخوة في البلدات، في القرى، وفي المدن أيضا هم سيبادرون ويتصلون ويجولون على أصحاب هذه المنازل لتقديم العون المباشر والسريع للبدء بترميم هذه المنازل والسكن فيها في أسرع وقت ممكن.

بالنسبة للبيوت المهدمة وهي الموضوع الأصعب أود أن أؤكد أولا وأن أطمئن هذه العائلات الشريفة أن عليها ألا تقلق، يعني ما قلته في الأيام الأولى للحرب لم يكن هو كلام فقط لتصمدوا، اليوم هو يوم الوفاء في هذا الكلام وبهذا الوعد وأنتم إن شاء الله لن تحتاجوا لأن تطلبوا من أحد ولا أن تقفوا في أي صف أو أن تذهبوا الى أي مكان. إخواننا الذين هم إخوانكم وأبناؤكم في كل المناطق والبلدات والقرى سيكونون في خدمتكم وايضا ابتداء من غد صباحا وسنتعاون نحن وإياكم في هذه المسألة.

لا نستطيع أن ننتظر طبعا أمر الحكومة والمعدات المعتمدة لديها وما قد تستهلك وتحتاج لبعض الوقت. بكل الأحوال ما ستقوم به الحكومة ويمكن متابعته خلال الفترة القريبة المقبلة ولكن ما يمكن أن نتعاون به هو أن نعمل سويا على خطين وفي وقت واحد وابتداء من الغد. الخط الأول هو تأمين مبلغ مالي معقول لكل عائلة يساعدها على أن تستأجر منزلا لمدة سنة وتشتري أثاثا للمنزل، أثاثا لائقا ومناسبا لهذا المنزل لأن عملية إعادة بناء البيوت والمنازل والأبنية وبالتأكيد هي تحتاج الى شهور ومن الطبيعي في هذه المرحلة أن يستأجر الانسان منزلا ويشتري أثاثا لهذا المنزل وهذا ابتداء من غد.

إن شاء الله وخلال أيام قليلة أستطيع القول انه سوف يتم تغطية كل هذه الحالات وإن كانت حالات كبيرة وخطيرة. حتى هذه اللحظة الاحصاء الأولي المتوفر لدينا في ما يتعلق بالبيوت المهدمة تهديما كاملا يتجاوز الخمس عشرة ألف وحدة سكنية وأنا أعرف ان هذا أمر كبير وخطير ولكن إن شاء الله نحن نملك إرادة هذا العمل وهذا الانجاز. والخط الثاني هو البدء برفع الأنقاض وأعمال البناء عسى ولعل أن نتمكن نحن وإياكم إن شاء الله وخلال شهور قليلة من بناء كل هذه المنازل التي هدمت، هنا المسألة أيضا هي مسألة إرادة. الارادة والايمان والصبر والتحمل والجدية والتخطيط والدقة والعمل الدؤوب الذي من خلاله استطعنا أن نواجه العدوان وأن نصمد وأن ننتصر بنفس هذه المعاني وبنفس هذه القيم والمشاعر نستطيع أن نخوض محنة وتجربة إعادة البناء وننتصر بها إن شاء الله. في هذا السياق أدعو جميع المهندسين ونحن هنا لا يكفي أن نوفر المال إنما هناك حاجة الى التضامن والتطوع والتعاون من المهندسين وتجار البناء وتجار مواد البناء وتجار الأثاث المنزلي، يعني لا يجوز أن يقدم أحد على رفع الأسعار نتيجة ازدياد الطلب، يجب ان يتصرف الكل بمسؤولية وبمسؤولية وطنية ايضا.

نحن في حاجة الى الجهد المباشر، الى اليد العاملة امام هذا الحجم من اعمال البناء التي نحتاج اليها. قد لا تتوافر اليد العاملة الكافيه بسبب الظروف التي عاشتها البلد خلال الشهور الماضية، هنا جميعا يجب ان نتطوع ونعمل الى جانب اصحاب هذه المنازل في اعادة البناء. وهنا، ادعو الشباب اللبناني الى التطوع بالروح الوطني نفسها، التي شاهدناها خلال مرحلة المواجهة والاحتضان والاندفاع المدني والغيرة والحمية مع المودة والمحبة واللهفة على الناس، واوجه النداء بالتحديد الى شباب "حزب الله" الى اخواننا في كل المؤسسات والاطر والمجاهدين الى شباب التعبئة والطلاب والنقابيين والمهن الحرة، الى الجميع يجب ان ننزل الى الارض في معركة البناء وفي كل قرية وفي كل حي وفي كل مدينة، فلندع اعتباراتنا الشخصية جانبا وما يحتاجه هذا البناء حتى على مستوى العمل العادي البسيط يجب ان نساهم فيه، وان نكون حاضرين فيه، واعتقد ان الاعداد الكبيرة والالوف المؤلفة التي نعبر عنها لو اخذنا من كل اخ ومن كل شخص يوم او يومين او أيام عدة او ساعات عدة في كل يوم نستطيع ان نقدم جهدا كبيرا ونوفر امكانات مالية كبيرة.

في كل الاحوال، هذا جهد عظيم وضخم، وايضا المتبرعون والمغتربون الذين اعتدنا على دعمهم في كل انحاء العالم، المجال مفتوح امامهم ايضا لهذه المساهمة والمشاركة لان استكمال النصر انما يكون باعادة البناء، وخصوصا بناء البيوت والمنازل، كما كانت وافضل مما كانت ليعود اليها هؤلاء الشرفاء الذين لولا صمودهم لما كان هذا النصر.

الموضوع الأخير في رسالتي هذه يرتبط بمسألة الجدل الذي بدأ قبل أيام حول سلاح المقاومة، وأنا بالتأكيد لا أريد أن أدخل في هذا الجدل وإنما أريد أن أقارب المسألة بطريقة مسؤولة وحريصة. أيها الأخوة والأخوات، أثناء القتال وعندما كان أحباؤكم وأعزاؤكم مجاهدو المقاومة يسطرون البطولات والملاحم ويصنعون المعجزات كان هناك نقاش في الغرف المغلقة والقنوات الخاصة حول صورة الوضع الذي يمكن أن يكون عليه الجنوب ومنطقة جنوب نهر الليطاني بالتحديد وحول مسألة المقاومة والجيش اللبناني هناك ومسألة الحدود وقوات الطوارىء الدولية، وفي حال حصول هذا الانتشار ما هو مكان المقاومة وموقعها وسلاحها وكيف ستتصرف المقاومة؟ وكانت هذه النقاشات مسؤولة وجادة وحريصة وكانت تدار هذه النقاشات في الحقيقة من خلال أخينا الأكبر الرئيس نبيه بري الذي يشكل بحق ضمانة وطنية كبرى، وأنا آمل من كل أولئك الذين فتحوا هذا الملف في الاعلام أن يصغوا اليه ويستمعوا الى صوته ويقفوا عند كلمته في معالجة هذا الأمر الحساس والخطير والمصيري.

في كل الأحوال هذه النقاشات كانت قائمة قبل صدور القرار عن مجلس الأمن وبعد صدور القرار الى آخر جلسة للحكومة اللبنانية، طرح هذا الأمر وحصل نقاش ما حوله وفوجئنا أن بعض الوزراء في الحكومة قاموا بتسريب هذا الأمر أمر النقاش والاختلاف في وجهات النظر الى بعض محطات التلفزة المحلية والعربية وبدأ الجدال والنقاش يتسع ويتسع ويكبر، وما كان ينبغي أن يبقى نقاشه في الغرف المغلقة تحول الى نقاش علني وهذا طبعا برأيي ليس فيه مصلحة وطنية وليس مناسبا على الاطلاق.

لكن في كل الأحوال أدعو مجددا الى إعادة هذا النقاش الى قنواته الطبيعية المسؤولة وهي معروفة.

في كل الأحوال نحن فضلنا أن لا ندخل في هذا السجال لأننا نعتبر انه لا يخدم المصلحة الوطنية وإنما يخدم العدو, العدو الذي الآن بدأ بالداخل سجالات حادة في داخل المؤسسة العسكرية بين المستوى العسكري والمستوى السياسي وبين الحكومة والمعارضة بين اليمين واليسار في الصحافة في الشارع ويبدو ان البعض يريد أيضا أن يدخل لبنان في سجالات هي ليست لمصلحة لبنان.

أنا هنا بكل حرص ومحبة وهدوء ومسؤولية أريد أن ألفت بعض هؤلاء السادة والجهات السياسية الذين نقلوا النقاش الى المستوى الاعلامي والعلني وأود ان ألفتهم الى بعض الأمور حول خطئهم في هذا المجال.

أولا هناك خطأ في التوقيت على المستوى النفسي والاخلاقي، يعني اليوم وخصوصا عندما بدأ النقاش يعني قبل وقف إطلاق النار أو ما سمي بالأعمال الحربية فتح هذا النقاش، لبنان كان يقصف، تدمر بناه التحتية، كل المناطق أصيبت كل اللبنانيين أصيبوا ولكن بالتحديد كان الحظ الأوفر هو لأهل الجنوب وأهل البقاع وأهل الضاحية الجنوبية، وهؤلاء يعبرون عن شريحة كبيرة جدا من اللبنانيين في الوقت الذي يعني هنا أريد أن ألفت الى التوقيت النفسي الخاطىء، في الوقت الذي كانت هذه الشريحة الكبيرة المؤمنة بالمقاومة كغيرهم من بقية اللبنانيين والمتمسكة بسلاح المقاومة والمعتزة بالمقاومة والتي تقدم تضحيات جسيمة في الوقت الذي كان ما يقارب المليون نازح عن بيته، في الوقت الذي كانت بيوت هؤلاء تدمر وقلت قبل قليل لقد تجاوز العدد التقريبي حتى الآن ما يزيد عن خمس عشرة ألف وحدة سكنية، في الوقت الذي غالبية الشهداء المدنيين والمجازر هم من أهل الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية في الوقت الذي شاهدتم فيه العائلات على شاشات التلفزة تنزح وغالبيتها من النساء، الأطفال والشيوخ، الذين بقوا في جبهات القتال هم الشباب الذين كانوا يقاتلون بشهامة وبشجاعة وبصمود ويصنعوا معجزة حقيقية ويقف العدو الاسرائيلي أمامهم حائرا خائرا ضعيفا جبانا مهزوما لا يستطيع أن يحقق شيئا من أهدافه، في هذه اللحظة النفسية العاطفية الصعبة والمصيرية يأتي بعض الأشخاص ويجلسون خلف مكاتبهم وتحت المكيف ويتحدثون بأعصاب هادئة وينظرون على الناس بسلاح المقاومة ويتكلمون بلغتهم الخشبية.

هم دائما يقولون عنا اننا نتكلم بلغة خشبية، بينما هم الذين يتكلمون باللغة الخشبية، ولم أدخل الآن في مادة هذه اللغة الخشبية هذا أمر غير أخلاقي وغير صحيح وخطأ وغير مناسب بمعزل عن صحة الفكرة التي يتكلمون فيها او لا هل يتصورون ان هؤلاء الناس هذه الشرائح الكبيرة جدا من المجتمع اللبناني ومن يحتضنها ومن يؤمن بها ومن يدعمها اهؤلاء بلا مشاعر بلا عواطف هل يمكن ان يتصور ان هؤلاء كلهم يعني هم قادة سياسيون على درجة عالية من الوعي يتجردون من عواطفهم واحاسيسهم ومشاعرهم، ماذا يفعل هؤلاء ماذا يقول هؤلاء، هل هؤلاء الناس مجرد يعني احجار او مجرد عبيد عندما تكلم بعض النخب السياسية في لبنان عليها ان تسمع وان تصغي وان تطيع هذا خطأ هذا خطأ كبير، طبعا نحن بذلنا جهدا كبيرا حتى لا تكون هناك ردات فعل بأن ما حصل مسيئا، وانا ادعو الناس وجمهور المقاومة ومحبي المقاومة مؤيدي المقاومة الى تجاوز ما سمعوه وما يمكن ان يسمعوه لان التضامن في البلد ووحدة البلد هو اغلى ما يجب ان نحرص عليه، نحن صبرنا على القتل وعلى الهدم وعلى التدمير وعلى الجراح وعلى التهجير، يمكننا ان نتحمل بعض الاذى ممن يصدر عنه الاذى في هذا المجال وان كنت انا ادعو هؤلاء الى الكف عن هذا الاذى ادعوهم بكل حرص وبكل مسؤولية ومحبة ان يستوعبوا جيدا الوضع القائم،الوضع النفسي والوضع العاطفي وايضا الوضع المعنوي، يعني هم لا يتحدثون مع قوم صحيح دمرت بيوتهم وقتل اطفالهم ولكنهم خرجوا منتصرين في معركة كانت تهزم فيها جيوش عربية طويلة عريضة، نحن اليوم خرجنا من معركة مرفوعي الرأس وعدونا هو المهزوم وهو الذي سيشكل لجان تحقيق وهو وهو وهو. اذا انتم هناك وتتحدثون مع اناس منتصرين ولكن يوجد تضحيات كبيرة في ثمن هذا النصر الذي حصل عليه لبنان والامة والجميع. هذا امر يجب ان يؤخذ بعين الاعتبار من جهة اخرى.

ثانيا في المضمون، المستغرب انه ما كان يدور النقاش حوله هو وضعية السلاح والمقاومة في منطقة جنوب الليطاني الان لا يطلب احد حتى العدو هو الان لا يطالب لبنان ولا المجتمع الدولي يطالب لبنان بأن يسارع الى نزع سلاح المقاومة، هذه المسألة وضعت في اطار المعالجة البعيدة الامد والحل الدائم وما شاكل ولكن للاسف الشديد وجدنا بعض الاصوات التي جاءت لتقول اذا كان المطلوب ان يكون جنوب النهر منزوع السلاح اذا ما هي فائدة السلاح شمال النهر وما هي فائدة سلاح المقاومة في كل لبنان اذا فلنبادر من الآن ونناقش كل هذا السلاح ليس لنناقشه، هم يطالبون بإنهاء وحسم هذه المسألة، هذا الأمر يا أحباءنا ويا أعزاءنا لا يحسم بهذه الطريقة وبهذه العجلة وأنا أنصح بأن لا يلجأ أحد الى الاستفزاز والى التهويل أو الضغط للاعتبارات الانسانية والاعتبارات الأمنية، نحن نعرف أن من أهم الأهداف الحقيقية للحرب الاميركية الاسرائيلية التي قامت في لبنان مؤخرا من جملة أهدافها هو نزع هذا السلاح وإنهاؤه وعزله وأنا أدعوكم أيضا الى ان تقرأوا وتسمعوا ما قالته وزيرة خارجية العدو أن أقوى جيش في العالم لا يستطيع نزع سلاح حزب الله.

ثم هذا الأمر لا يعالج لا بالاستفزاز ولا بالتهويل ولم يعالج لا بهدم المنازل ولا قتل الأطفال والنساء ولا بخوض أشرس معركة في تاريخ لبنان. وفي هذه النقطة يجب أن نكون دقيقين، المطروح للنقاش هو الوضع في منطقة جنوب النهر ونحن كنا وما زلنا نناقش هذا الموضوع في الأطر المسؤولة والجادة ولذلك ايضا في المضمون أنتم ترتكبون خطأ أنتم تذهبون أبعد مما يطلبه الاميركي والاسرائيلي الآن من لبنان وهذا أمر مستغرب في الحقيقة. وثالثا في حيثيات المسألة يعني الذين جاؤوا اليوم ليقولوا نحن نطلب من حزب الله أن يسلم سلاحه للدولة، هؤلاء العظماء هل جاؤوا ومعهم أرض مزارع شبعا وسيتمكن أصحاب هذه الأراضي من العودة اليها، هل جاؤوا وهم يطلبون منا ذلك ومعهم الأسرى في الجنوب، هل جاؤوا ومعهم ضمانات حقيقية بحماية لبنان وان العدو الاسرائيلي الذي ما زال يهدد والآن قبل أن أدخل الى التسجيل كان اولمرت يهدد لبنان الذي ما زال في دائرة التهديد واحتمال الاعتداء عليه في أي وقت.

من الذي يدافع عن هذا البلد من الذي يلقن العدو درسا من الذي يجعل هذا العدو يدفع ثمنا باهظا. اليوم نعم نحن نستطيع أن ندعي بالاعتزاز أما أي قرار تريد أن تأخذه الحكومة الاسرائيلية في المستقبل ستأخذ بعين الاعتبار أن الحرب مع لبنان ليست نزهة وان الحرب مع كل لبنان مكلفة جدا في البشر وفي الحجر وفي الاقتصاد والكرامة وفي الصورة في الحيثية هذا الأمر الآن يدرس في كيان العدو في شكل دقيق والأيام المقبلة سوف تكشف الخسائر الحقيقية على أكثر من صعيد نتيجة هذه المواجهة القائمة،اذا ما هي البدائل التي جئتم بها.

الجيش اللبناني نحن نؤيد انتشاره في الجنوب اللبناني لكن الجيش اللبناني في وضعه الحالي في إمكاناته وقدراته الحالية هل يستطيع أن يخوض حربا لو فرضت الحرب على لبنان قوات الطوارىء الدولي لو عززت بعشرة آلاف أو عشرين ألفا أو خمسين ألفا عندما تعتدي اسرائيل على لبنان سوف تقف قوات الطوارىء الدولية لتدافع عن لبنان وتحمي لبنان، هذا أمر غير مطروح إذ هناك مسألة ترتبط بمصير البلد بحماية البلد ولا يجوز أن نتعامل معها بهذه العجلة وبهذا التبسيط، هذه المسألة معقدة ونحن قلنا كلنا جاهزون للحوار وما زلنا جاهزين للحوار، الى طاولة الحوار تحدثنا طويلا ودائما الحجة الدائمة وأنا أعتقد هذا دخل باللغة الخشبية. نحن موافقون على بسط سلطة الدولة ونحن أصلا في الدولة هل نحن خارج الدولة نحن في الحكومة ونحن في المجلس النيابي ونحن جزء أساسي من هذا البلد ونؤمن بالدولة لكن أي دولة، الدولة القوية القادرة العادلة المقاومة المطمئنة التي يشعر كل اللبنانيين انها تمثلهم وهذا ما أجمعنا عليه على طاولة الحوار هل الدولة القائمة الآن هي هذه الدولة القوية القادرة المقاومة العادلة المطمئنة لكل الشرائح والتيارات السياسية في لبنان هذا يحتاج الى تأمل على طاولة الحوار، دائما كان النقاش وأنا أصر على هذا المعنى، البعض يأتي ويقول ان سحب سلاح المقاومة شرط أساسي لبناء الدولة القوية القادرة وأنا أقول العكس ان بناء الدولة القوية والقادرة والمقاومة المطمئنة هو المقدمة الطبيعية لتأتي هذه الدولة الى الشعب اللبناني والى أهل الجنوب وتقول لهم يا أهلنا نحن دولة قوية مقتدرة ومقاومة نستطيع أن نحمي كرامتكم ودماءكم وأعراضكم وعزتكم وشرفكم ولستم بحاجة الى أن تكونوا في أطر شعبية اسمها مقاومة أو سلاح خاص اسمه او سلاح المقاومة.

البداية تبدأ من بناء دولة قوية قادرة على حماية الناس وكرامة الوطن ولا تنتهي هنا هذه مغالطة كبيرة جدا في كل الأحوال أريد أن أختم بالقول فلنعد النقاش الى مكانه الطبيعي والاستمرار في سجال حول هذا الموضوع أنا أتصور أنه يفقد لبنان قوته الآن قوة لبنان في مقاومته ليس بالمعنى الخاص مقاومته العامة التي تشمل الصمود والتضامن وايضا الحضور المباشر في الميدان والمقاومة الخاصة المقاومة والوحدة الوطنية واذا حافظنا على عنصري القوة نستطيع أن نبني الدولة القوية القادرة بجيشها ومؤسساتها الأمنية ومؤسساتها السياسية والمدنية، وبالتالي تشكل الحل لكل المشكلات القائمة حاليا في البلد.

لا تضيعوا عنصر القوة الحالي في البلد، يعني لا تدخلوا في امور وفي سجالات تضيعوا المقاومة وتضيعوا الوحدة وان هذا لا يساعد على بناء الدولة القوية والقادرة التي نجمع جميعا على لانها الحل والمخرج الوحيد لمستقبل لبنان لنعيش جميعا في لبنان في ظل هذه الدولة التي تحمي الجميع وتحافظ على كرامة الجميع وتدافع عن الجميع وتطمئن الجميع اذا فلنعد هذا النقاش الى دوائره الطبيعية والى نقطة النقاش الحقيقية الان وبالتالي انا اقول من خلال المناقشة الجديدة من خلال الحكماء الموجودين لدينا في البلد احساسنا جميعا بالمسؤولية وبعيدا عن المناقشات الاعلامية والعلنية والمزايدات انا واثق اننا نستطيع ان نصل الى المعالجات المناسبة التي تحقق المصلحة الوطنية من جهاتها المختلفة. ختاما، ابارك للعائدين الى ديارهم عودتهم المنتصرة واطمئنكم واطمئنهم.انتم اهل هذه الارض انتم اصحابها انتم شرفها انتم كرامتها بكم تعمر الديار وتقوم الكرامة ويصنع التاريخ.

 

عضو "كتلة المستقبل" النيابية أكد أن المشروعالأميركي الفرنسي كان سيدخل لبنان في حرب أهلية/نبيل دو فريج لـ "السياسة": المتضررون من وقف النار سيحاولون ضرب الوحدة الوطنية اللبنانية

 بيروت ¯ من منى حسن: السياسة/ أكد عضو كتلة "تيار المستقبل" النائب نبيل دو فريج أن القرار الذي صدر عن وزراء الخارجية العرب كان مهماً جداً, خصوصاً الموقف السعودي الذي أعلن أن لبنان لن يكون تحت أي ذريعة ساحة صراع للنزاعات الإقليمية والدولية.

وقال في حوار ل¯"السياسة" أن لبنان بدا ساحة لصراع معين منذ العام 1975 ثم تحول ساحة لصراعات في الشرق الأوسط منها عربية-عربية, وصراعات عربية-إسرائيلية, وصراعات طائفية, مؤكداً أن المشروع الفرنسي-الأميركي كان سيدخل البلد في حرب داخلية حتى ولو أوقفت الحرب في جنوب لبنان.

وكشف أن إرسال الجيش اللبناني إلى الجنوب واستدعاء 15000 جندي مهمتهم ليست المحاربة بل من أجل حفظ أمن الجنوب, وقال: إن الرئيس فؤاد السنيورة أصر لوزيرة خارجية أميركا كوندوليزا رايس علي ان أي مشروع قرار سيصدر عن مجلس الأمن يجب أن يلحظ مزارع شبعا والأسرى, كما أنه سيفرض ترسيم الحدود, والأميركي لديه النية للضغط على إسرائيل من أجل الانسحاب من جنوب لبنان.

وأكد أن وزير خارجية سورية حتى اليوم غير موافق على ترسيم الحدود في شبعا لأن هذا الترسيم هو خطر ستراتيجي على سورية. لا أفهم... لماذا? وكشف أن الأميركيين يعطون للبنان مساعدات ضئيلة وهي معيبة وتصل إلى حدود 30 مليونا, أما دولة الكويت فأعطت 300 مليون دولار مساعدات و500 مليون دولار للبنك المركزي وكذلك السعودية وضعت بليون دولار للبنك المركزي حتى يساعد على تثبيت العملة اللبنانية.

وفيما يلي نص الحوار:

ما هي الدول التي تتصارع اليوم على أرض لبنان?

إن الموقف السعودي كان مهماً جداً وواضحاً, خصوصاً وأن لبنان لن يكون بعد الآن ساحة لحروب الآخرين, فهذا القرار إيجابي لأن لبنان بدأ أن يكون ساحة لصراع معين منذ العام ,1975 ثم تحول لصراعات في الشرق الأوسط منها صراعات عربية-عربية, وصراعات عربية-إسرائيلية, وصراعات طائفية, فكان لبنان الساحة, أما بعد انعقاد مؤتمر وزراء الخارجية العرب لقد أعلنوا كفى.. أن يكون لبنان هو الساحة بعد اليوم, خصوصاً بعد التدمير الذي تعرض له هذا البلد من العدوان الإسرائيلي الوحشي.

ثانياً: إن النقاط السبع التي أعلن عنها الرئيس السنيورة في مؤتمر روما وهذه النقاط التي أقرت بالإجماع في مجلس الوزراء كانت لها انعكاسات إيجابية على مؤتمر وزراء الخارجية العرب, لأنهم فهموا أن مشروع القرار الأميركي-الفرنسي كان مشروعاً ليس لصالح لبنان ولو نفذ هذا القرار لكان أدخل لبنان في حرب داخلية حتى ولو أوقفت الحرب في جنوب لبنان.

يقوم رئيس "تيار المستقبل" الشيخ سعد الحريري بتحرك واسع وعلى أعلى المستويات. ما هي أهداف هذا التحرك?

إن المحادثات التي أجراها رئيس كتلة "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري في روسيا وقبرص وألمانيا والسعودية, ثم توجها مع الرئيس جاك شيراك أدت إلى موقف فرنسي واضح بأن الفرنسيين غير مستعدين أن يتخذوا أي قرار ما لم توافق عليه الحكومة اللبنانية, من هنا أبدت الحكومة تحفظها على المشروع السابق.

كما أن الاقتراح الذي قدمه الشيخ سعد الحريري بالاتفاق مع الرئيس السنيورة ومع الرئيس بري الذي لعب دوراً مهماً من أنه حان الوقت أن تبسط الدولة اللبنانية سيادتها على كل الأراضي اللبنانية, لذلك اجتمعت قيادة الجيش في مجلس الوزراء حتى يتم استدعاء 15000 جندي, مهمتهم ليست المحاربة بل من أجل حفظ الأمن في الجنوب مدعومة من قوات "اليونيفيل" المؤلفة من 10000 شخص ونأمل من روسيا وألمانيا وأميركا دراسة هذا الموقف وتقول إننا مع بسط سلطة الدولة ونحن اليوم بانتظار الموقف الإسرائيلي والذي لا أعتقد أنه سيتجاهل قرار مجلس الأمن بعد الأخطار والمجازر التي ارتكبها بحق اللبنانيين وفي كل المناطق. إن إرسال وزير خارجية الإمارات بوصفه رئيساً للقمة ووزير خارجية قطر, لأن قطر في الوقت الحالي موجودة في مجلس الأمن والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى يعطي الدعم الكافي للدولة اللبنانية.

وزير خارجية سورية وليد المعلم أعلن أن مزارع شبعا هي لبنانية?

حتى الآن أعتقد أن الوزير المعلم غير موافق على ترسيم الحدود, لأن ترسيم الحدود في شبعا خطر ستراتيجي على سورية لا أفهم.. أنا كلبناني أصبح بلدي مهدماً سبع مرات, وهناك الكثير من الضحايا, ألا يحق لي أن أرسم الحدود بيني وبين سورية? فأنا أبرهن من خلال ترسيم الحدود مع سورية للمجتمع الدولي, إن إسرائيل محتلة أرضا لبنانية ويجب إخراجها بالقوة. أولاً بالديبلوماسية وإذا لم تنفع هذه القوة إننا سنستعين بقوة السلاح, لأننا نقع في بنود تفاهم نيسان الذي شرع تحرير الأرض, فأنا لا أعرف أين حدود سورية, ولا أعرف أين هي حدود لبنان. أنا عندي عدو وهو برهن من خلال عدوانه الوحشي على مدى عدوانيته للبنان. إن إسرائيل تريد ذريعة من أجل هدم لبنان: يكفي أن يكون لبنان ساحة للغير وباسم الآخرين يهدم لبنان, هذا غير مسموح به.

صراعات من تنفذ على أرض لبنان?

إنها صراعات مرتبطة مع بعضها البعض: الإيراني-الإسرائيلي-السوري. لماذا لا يكون لبنان مثل أي دولة عربية ينعم بالإستقرار والأمان? إن الديبلوماسية اللبنانية تلعب دوراً مهماً في نيويورك, نتمنى أن يكون القرار الذي صدر عن مجلس الأمن من أجل مصلحة لبنان حتى يبدأ العمل بالإعمار والإنماء.

ما هي نوعية العمل التي تحدثت عنها?

أنا أعتقد أن الأميركيين لن يتجاهلوا بعد اليوم ويعطوا مساعدات لبنان ضئيلة, وهي معيبة بحقه وهم كانوا يدعمون لبنان ما بين 15 حتى 30 مليوناً وقد عقدوا مؤتمرات صحافية عديدة بالمساعدات وقالوا أن مساعدات الولايات المتحدة الأميركية زادت من 20 حتى 30 مليون دولار بينما المملكة العربية السعودية وضعت بليون دولار في البنك المركزي حتى تساعد من أجل تثبيت العملة كإعطاء ثقة للبنان بالاضافة الى المستشفى الميداني والطائرات المليئة بالمساعدات, كذلك دولة الكويت التي أعطت 300 مليون دولار مساعدات, 500 مليون دولار في البنك المركزي. من هنا يجب على المجتمع الدولي أن يتبنى الخطة الاقتصادية التي ستقر من الحكومة من أجل الإعمار وبالنسبة لي إن الأولويات هي اجتماعية, ومن ثم بني الجسور وما تهدم. إن الأحزاب التي كانت تأخذ دور الدولة خاصة فيما يتعلق بالوضع الاجتماعي وفي جميع المناطق فهي تفتح المدارس والمستوصفات هذه ليست مهمة الأحزاب بل هو عمل الدولة اللبنانية. كما أن كل المساعدات التي تأتي للأحزاب يجب أن تتوقف, وتأتي لصالح الدولة اللبنانية وليست فئة.

من تقصد بالمساعدات وأية دولة?

إن المساعدات المالية التي أرسلت إلى "حزب الله" من قبل الجمهورية الإسلامية تقدر بملايين الدولارات فهذه ليست مساعدة للدولة. متى يكون القرار اللبناني في يد مجلس الوزراء يجب أن تسلم الحكومة قرار السلم والحرب والاقتصاد وكل شيء.

ما هو رأيكم بالقرار الذي صدر عن مجلس الوزراء بإرسال الجيش إلى الجنوب?

إن قرار إرسال الجيش إلى الجنوب أعطى ثقة كبيرة للنازحين بعودتهم إلى قراهم بشكل آمن. إن أهم شيء في المرحلة المقبلة هي إعادة الثقة وإلا من الذي يمكن أن يستثمر في لبنان إذا كانت الدولة من دون قرار.

هل أثبت الشيخ سعد الحريري أنه ابن الشهيد رفيق الحريري في هذه المحنة?

لقد أعلن الشيخ سعد الحريري أن هدفه أن يصبح مثل والده الشهيد رفيق الحريري في السياسة, وهو بالفعل قام بجهود جبارة والبرهان على ذلك تعديل الاتفاق الذي صدر عن مجلس الأمن فهو من عمل سعد الحريري, كما أن كل الجولات التي قام بها بعد استشهاد الرئيس الحريري هي من أجل التأكيد على علاقته بالدول الدولية والإقليمية. هناك اتصالات حثيثة تجري بين الرئيسين بري والسنيورة وبين سعد الحريري من أجل الخروج من هذه الحرب بأقل خسارة ممكنة.

هل تتخوفون من قصف بيروت, أو هل لديكم ضمانات من أن بيروت لن تُقصف?

لا أحد يمكن أن يأخذ ضمانة من الكيان الصهيوني, فسنة 1956 سئل الرئيس الإسرائيلي لماذا لديكم دولة اسمها دولة يهودية ولا أحد يستطيع أن يحصل على جنسية في إسرائيل, إلا إذا كان يهودياً? لماذا لا تتعاملون مثل لبنان بلد التوافق, والتعايش? جوابه كان أن لبنان كذبة وسنبرهن لكم أنه كذبة, أصبح منذ 1956 وحتى اليوم, إن لبنان هو بلد الكذبة لا يجب أن نقع في هذا الفخ. إن الهدف الإسرائيلي الأساسي هو تفتيت لبنان. بعض الدول العربية تسعى إلى الوصول إلى فتنة في لبنان, يمكن أن يكون السوريون أو غيرهم. لا يجب أن نعطي أي ذريعة من أجل حرب أهلية. وكل المتضررين من وقف إطلاق النار وحل هذه الأزمة سيحاولون أن يستعملوا عدة أهداف من أجل ضرب الوحدة الوطنية واللجوء إلى حرب أهلية. ويجب أن لا نساعدهم على تحقيق هذا الهدف. إن اللبنانيين لم ينسوا الحرب الأهلية وهم لن يدخلوا في نفس المسار.

هل تعتقد أنها ستكون الحرب النهائية على لبنان?

سنعمل على إعمار لبنان ونتمنى أن تكون هذه الحرب نهائية, فالرئيس الشهيد رفيق الحريري كان يقول إذا هدموا لنا بيتنا سنعمر بناية.

هل تعتقد أن تنفيذ إرسال الجيش إلى الجنوب هو تنفيذ شق من القرار 1559?

إن إرسال الجيش إلى الجنوب نص عليه اتفاق "الطائف", ولماذا نستعمل الأساليب التي تظهر أن هناك غالبا أو مغلوبا. المغلوب هو لبنان. هل تعتقدين أن السيد حسن نصر الله مسرور بالخراب الحاصل: كلنا سندفع ثمن هذه المعركة.

البعض استاء من دموع الرئيس السنيورة أمام وزراء الخارجية العرب?

إن الرئيس السنيورة برهن أنه رجل الدولة, لقد تحمل الكثير وهو لديه إحساس كبير بحبه لوطنه.

هل الدموع هي نقطة ضعف, لقد برهن على قوة كما أن خطابه كان رسالة مهمة, بأن لبنان بلد سيد, مستقل, حر, إن الأميركي كان راعياً لاتفاق "الطائف" ولا يستطيع أن يهرب من الواقع. يجب أن نكون واعين لدقة المرحلة, لأنها خطيرة.

 

سورية في مرمى التسوية السياسية/ الانفتاح العربي على إسرائيل والدور المتوقع للبنان دليلان على عدم استبعاد قبول دمشق للتسوية

 السوريون يتمسكون بأهداب السلام لستر عوراتهم الأمنية وهربا من ضغوط الاصلاح الأميركية

 يبدو الحديث عن تسوية سياسية بين سورية واسرائيل بعيدا عن السياق الذى تجرى فيه الحرب الضارية على لبنان.لكن عملا بالحكمة التى تقول ان الحلول الكبيرة تخرج من رحم الازمات الكبيرة يصعب تهميش هذا الخيار, الذى يحمل فى احشائه فرصة مواتية لتحقيق مجموعة من الاهداف الستراتيجية لاطراف المعادلة الرئيسية, واشنطن ودمشق وتل ابيب. وبرغم المآسى التى خلفتها الحرب التى تشنها اسرائيل, غير ان بعض الاصوات بدات تتعالى فى عدد من دوائرها السياسية والاعلامية تدفع باتجاه اعادة التفكير جديا فى ملف التسوية مع سورية.

فقد راى اورى ساغي رئيس شعبة المخابرات العسكرية الاسبق ان "التفاوض مع سورية هو الخيار الافضل". وذهبت جاكى خوجى فى صحيفة "معاريف" الى القول بان عقد اتفاق سلام مع سورية" سيضع اسفينا فى محور دمشق - حزب الله - طهران". واعتبر عاموس جلبوع رجل المخابرات السابق ان التحريض ضد سورية "نصيحة عير متزنة وكلام عديم المسؤولية". الامر الذى يفتح الباب من جديد لحديث التسوية الذى تراجع من غالبية الادبيات الاقليمية والدولية على وقع الانتهاكات الاسرائيلية.

لكن قبل التطرق لقياس فرص وتحديات هذه المسألة من الواجب الالمام بتطوراتها والرؤى التى تقاذفتها والتقديرات التى حكمتها فى المرحلة الماضية, حيث يعطي التدقيق فى تفاصيلها الفرعية مؤشرا على مدى القدرة فى تجاوز ما تراكم من سلبيات متعددة .

لقد تكاتفت مجموعة من التطورات الاقليمية والدولية والتى ادت الى قبول سورية الدخول فى عملية تسوية سياسية مضنية مع اسرائيل, تبلورت تجلياتها الاولى فى مؤتمر مدريد فى اكتوبر 1991, حيث اعتقدت دمشق ان الولايات المتحدة على استعداد فى هذه اللحظة لاعادة ترتيب اوضاع منطقة الشرق الاوسط, وفقا لاليات سياسية تقوم على السلام العادل والشامل. وجرت مياه كثيرة فى هذا الفصل, تصاعدت خلالها درجة التفاؤل بحذر, ثم تزايدت بعدها مؤشرات التشاؤم بافراط. ومع ذلك استطاعت المفاوضات السورية - الاسرائيلية منذ مدريد وحتى محادثات شيبردز تاون عام 2000 تخطي مطبات متباينة, وتجاوز العديد من النقاط الخلافية, قدرتها بعض الدوائر بحوالى 80 في المئة من القضايا الامنية والحدودية والاقتصادية والسياسية. لكن وقف المفاوضات, لاسباب تتعلق بحسابات الطرفين وظهور بعض المستجدات الداخلية والمتغيرات الخارجية, ارخى بظلال ثقيلة من الشك المتبادل, كانت حصيلتها قيام الولايات المتحدة بتجميد هذا المسار, ورفضها واسرائيل الاصغاء لكل النداءات السورية الراغبة فى استئناف المفاوضات, سواء من النقطة التى توقفت عندها او من المربع الاول, واعتبرت كل منهما ان م¯ا تقوم به دمشق من افعال فى المنطقة يناقض م¯ا تدعيه من استعداد للسلام.

وكانت احداث سبتمبر 2001 وما تلاها من تداعيات هى نقطة فاصلة لاعادة النظر فى منظومة الافكار الاقليمية للولايات المتحدة. وبموجبها نسجت واشنطن جملة من التقديرات الاستراتيجية الجديدة, اغلقت عبر تفاصيلها اى نافذة للسلام بين سورية واسرائيل. وتم اعتماد سياسة حشر النظام السورى فى زاوية ضيقة, فاصبحت التسوية السياسية العادلة امرا مستحيلا. وهو ما تؤكده القراءة المتانية لابرز تطورين ظهرا, قبل اغتيال رفيق الحريرى واندلاع الحرب على لبنان, حيال العلاقات الاميركية - السورية, وهما قانون" محاسبة سورية واستعادة لبنان" وقرار مجلس الامن رقم 1559. وطفت على السطح سلسلة من التراشقات والتجاذبات استفادت من نتائجها اسرائيل, حيث تكرس نفوذ التيار الاميركي المتشكك فى نوايا دمشق السلمية, واصبح خطابه حاضرا بصورة رسمية فى الاجندة الاميركية.

مرحلت¯ان متداخلت¯ان

الواقع ان التقويم الاميركي لرؤية سورية لعملية التسوية م¯ر بمرحلتين فاصلتين ومتشابكتين. الاولى, قبيل انتهاء ولاية جورج بوش (الاب) وحتى انتهاء ولاية بيل كلينتون الثانية وكانت غلب¯ة التيار الواقع¯ى او م¯ا يسم¯ى ب¯ (الواقعيون) جلية فى رسم خطوات عملية السلام فى المنطقة. والاخرى, منذ بداية ولاية جورج بوش (الابن) الاولى وحتى الان وتجلت خلالها سيطرة المحافظين الجدد. ولكل مرحلة منهما تقويم مناقض للاخرى. لعبت فيه التطورات الاقليمية والمعادلات الداخلية والتوازنات الجيو-ستراتيجية دورا مؤثرا فى مبدا المفاوضات بين سورية واسرائيل. وعند قراءة تقويم كل مرحلة, يجب الالتفات الى ان هناك تداخلا بينهما. والفرق فى درجة نفوذ التيار الذى يمسك بزمام السياسة الخارجية ونجاحه فى السيطرة على محددات الرؤية الاميركية, والخيارات المطروحة للتعامل مع سورية وملفاتها العاجلة والمؤجلة, بما فيها التسوية السياسية مع اسرائيل. وبالتالى فغلبة تيار معين لا تلغى القدرة على سماع صوت الاخر فى المرحلة ذاتها. مع ملاحظة ثبات الموقف السورى, وبدا التباين الظاهر فى حساباته والذى لا يتجاوز نطاق الشكل وادوات الاخراج السياسى. فلم تظهر اى تعديلات واضحة فى المطالب الاجمالية لسورية,لكن قراءة خلفياتها على ضوء المعطيات الجديدة تشى بعدم استبعاد النزول عن بعضها فى المستقبل.

ويمكن القول ان "الواقعيين" تعاملوا بايجابية مع رؤية سورية للسلام, ورصدت مؤسساتهم البحثية وخبراتهم العملية عدة مظاهر تعتبره خيارا ستراتيجيا لها, متوافقا نسبيا مع التوقعات الاميركية التى وجدت ان هناك ضرورة لاحتواء وتطويق سورية عبر الهجوم بسلام ساخن او بارد بينها وبين اسرائيل. وعلى هذا الاساس طرقوا ابواب التسوية بين دمشق وتل ابيب, وتاسست تقديرات هذا التيار على اربعة مؤشرات رئيسية :

الاول, تاكيدات الرئيس الراحل حافظ الاسد على ذلك, واستمرار هذا النهج فى عهد خلفه الرئيس بشار الاسد, وموافقة سورية على السلام فى كل القمم العربية الاخيرة, وقبولها بالمبادرة السعودية فى قمة بيروت عام 2002, والاعلان عن دعم دمشق للفلسطينيين فى خياراتهم السياسية, وهو ما افضى الى تغيير جزئى فى الصورة الاميركية لسورية الرافضة للسلام او المتشددة فى مطالبه .

والثانى, المفاوضات الطويلة والشاقة, المعلنة والخفية, المستمرة والمتقطعة, التى خاضتها سورية مع اسرائيل برعاية الولايات المتحدة قطعت شوطا مهما فى تجسير الهوة لعدد من الخلافات الجوهرية, فضلا عن تطرقها لحزمة م¯ن ترتيبات ما بعد السلام, قاسية بالنسبة للثوابت السورية المعروفة, وكلها عوامل تنفى النظر الى السلام كخيار تكتيكى فى جدول الاعمال السورى, وان لم تصل الى نقطة النهاية فقد وضعت الضوابط الحاكمة لرؤية سورية التى تقبل بالتعايش مع اسرائيل فى سلام, وهو ما يمثل تطورا نوعيا فى حد ذات¯ه .

والثالث, الادراك السورى البعيد لعمق التحولات الاستراتيجية فى المنطقة, والتى تعمل لصالح اسرائيل, على حساب المصالح العربية بعامة والسورية الخاصة, وظهرت معالمها بعد انتهاء حرب الخليج الثانية. وترسخت هذه المعطيات بعد اسقاط النظام العراقى وحدوث تغيرات كبيرة ودرامية فى البيئة الاقليمية, ادت الى تزايد الضغوط الواقعة على سورية, بما ضاعف من انكشافها الامنى امام اسرائيل والولايات المتحدة, وجعلها تتمسك باهداب السلام وليس الهروب من استحقاقاته, كما يحاول المحافظون الجدد الترويج له .

والرابع, قيام الاطراف العربية المنخرطة مباشرة فى الصراع مع اسرائيل بتوقيع اتفاقيات سلام معها (مصر والاردن والسلطة الفلسطينية), وتوسيع عدد اخر من الدول العربية المنخرطة بصورة غير مباشرة من نطاق تعاملاتها مع اسرائيل (سياسيا واقتصاديا وثقافيا) ولم يبق (تقريبا) سوى سورية ولبنان البعيدتين عن هذا المضمار.

والاخيرة برغم الانسحاب الاسرائيلى من جنوب لبنان كان من الصعوبة ان توافق على اتفاق سلام او ادراجها فى قائمة الدول الراغبة فى اقامة علاقات مع تل ابيب بعيدا عن سورية, فى ظل الحسابات المعقدة التى تربط بينهما, كما ان دمشق كانت على دراية بان علاقتها بلبنان لن تترك على منوالها طويلا, دون تدخلات من جانب الولايات المتحدة واسرائيل فضلا عن فرنسا, الامر الذى جرت مشاهده الناصعة منذ صدور القرار 1559 وما تلاه من انسحاب سورى من لبنان وتركيز عوامل الاستهداف باتجاه حزب الله. لذلك فالانفتاح العربى على اسرائيل والدور المرسوم ان يلعبه لبنان اقليميا مثلا دليلا على عدم استبعاد قبول سورية بالسلام كخيار ستراتيجى.

وتعززت تقديرات تيار "الواقعيين" من خلال عدم تنصل سورية من التزاماتها بعد رحيل الرئيس حافظ الاسد, واعلان الرئيس بشار استعداده للتفاوض من دون شروط مسبقة, اى التخلى عن ما يعرف فى الادبيات التفاوضية ب¯ »وديعة رابين«. وهو ما توجست منه الادارة الاميركية فى ذلك الوقت, اذ لم تكن مستعدة لفتح افق ايجابى على هذا المسار يمكن ان يربك حساباتها, وحضت اسرائيل على رفض التجاوب مع الخطوات السورية. وادى هذا الاتجاه الى قلب المعادلة السابقة, فكان الاعتقاد السائد ايام الرئيس الراحل حافظ الاسد ان التشبث بالمواقف المبدئية يؤدى لمرونة اسرائيل, وافضت الليونة السورية الى تشدد فى الخطاب الاسرائيلى, لان المسالة خيمت عليها حسابات جديدة تعدت رغبة دمشق فى السلام, الى طبيعة الاولويات الاقليمية, خاصة التى تسعى الاجندة الاميركية للعمل على تطبيق مفرداتها فى المنطقة .

اما التيار الثانى (المحافظون الجدد) الذين حاولوا اختراق ادارة بيل كلينتون ولم تكلل مساعيهم بالنجاح الكبير, فقد احتلوا دائرة الضوء واعطوا اهمية قصوى لتصفية القضايا المعلقة مع سورية عقب وصول ادارة جورج بوش(الابن), ومن ثم التشكيك فى رؤيتها للسلام والعزف على اوتار افتقارها للتاقلم مع المشروعات الاميركية, بل اتهامها بالسعى لتخريبها تارة وتحريض القوى المناهضة تارة اخرى. وهناك مجموعة من الدلالات التى تثبت عمق تاثيرهم وهيمنتهم على معظم مفاصل السياسة الخارجية, وتماثلهم الكبير مع جدول اعمال اليمين بتوجهاته المختلفة فى اسرائيل, ونجحوا فى اختطاف الانتصارات الامنية التى حققتها ادارة بوش واستفادوا من الحماقات والاخفاقات التى ظهرت فى المنطقة العربية لصالح رؤى المتشددين فى الحقل الاسرائيلى .واسس هذا التيار تحركاته على عدم الثقة فى اى طروحات سورية بشان التسوية السياسية مهما اثبتت حسن نواياها,وانطلقت مفرداته وترسخت منطلقاته من ثلاث قواعد رئيسية :

الاولى, ان سورية قبلت السلام كخيار تكتيكى للتملص من تلبية مجموعة من المطالب الاميركية العاجلة, باعتبار ان المفاوضات تمنح دمشق "حصانة " ضد الضغوط الاميركية المتواصلة, على اكثر من مستوى وفى اكثر من ملف, واذا كانت راغبة فعلا فى التسوية عليها الوفاء بالاستحقاقات المطلوبة, بصرف النظر عن حساسيتها وصعوبتها.

والثانية, عدم جديتها بدليل, حسب منطلقات هذا التيار, اصرارها على احتضان عدد من فصائل المقاومة الفلسطينية فى الاراضى السورية ودعمها ماديا ومعنويا, وعلاقتها الوثيقة بحزب الل¯ه اللبنانى, الذى كان مصرا على مقاومة اسرائيل. علاوة على فرضها (سورية) سيطرة غير مباشرة على بعض المفاتيح اللبنانية, بما جعل وجودها المكثف السابق فى هذه الدولة بمثابة احتلال. ولتثبت حسن نواياها عليها الالتزام برفع يدها عن كثير من القضايا والملفات الساخنة. وهو كلام ح¯ق يراد به باطل, لان التخلى عن هذه الاوراق يضعف فى حصيلته اركان الموقف السورى فى اى مفاوضات حقيقية على المديين المتوسط او البعيد, من هنا اضحت واشنطن ومعها تل ابيب متمسكتان بتجريد دمشق من كل ما يعزز موقفها التفاوضى, حتى يمكن السماح لها بالحديث عن شكل التسوية المنتظرة, بمعنى ان التوازنات التى تخلفها معادلة كسر العظم هى التى سوف تتكفل بتحديد اطر التسوية فى المستقبل .

والثالثة, التناقض الظاهر فى الخطاب السورى المعلن والذى لا يتواءم مع متطلبات التسوية الخالصة, لاسيما ان مكونات الخطاب القومى الذى يمثل ركيزة لدى النظام السورى حاضرة فى غالبية رؤاه السياسية. كما ان التمسك بشعارات رنانة تدغدغ مشاعر المواطنين فى المنطقة العربية تتنافى مع مفردات الاصلاح التى بشرت بها الولايات المتحدة وحاولت تعميمها. فضلا عن تحريضها, المعلن والمبطن, للدول العربية لرفض التطبيع مع اسرائيل, والحرص على عدم التفريط فى ورقة المقاطعة الاقتصادية, بما يكشف عند هذا التيار عدم جديتها فى التكيف مع افرازات الس¯لام وتناقض اقوالها مع افعالها.

اولويات سياسية

الحاصل ان الرفض الاميركي لطلبات دمشق المتكررة بالتوسط بينها وبين اسرائيل لتدشين مفاوضات السلام, يمكن تفسيره بعدة عوامل, يتعلق معظمها بطبيعة المتغيرات التى حدثت فى التقديرات الاستراتيجية للولايات المتحدة. اولها, اعطاء اسبقية للملف الفلسطينى, الذى حظى باجماع عربى واتخذته كثير من قوى المعارضة ذريعة للتدليل على ازدواجية الادارة الاميركية, وحولته بعض الحكومات العربية الى وسيلة للتهرب من استحقاقات الاصلاح الشامل الذى كان مهيمنا على المنظومة الاميركية.

وثانيها, ضرورة مواصلة عملية فك الارتباط بين دمشق وحزب الله فى لبنان كطريق لعزل سورية, وتجنب الدخول فى مساومات تقود للقبول بالصيغة السورية, المتداولة على نطاق محدود, رفع ايادى دمشق نهائيا عن لبنان مقابل الحصول على هضبة الجولان كاملة.

وثالثها, عدم السماح بخروج سورية منتصرة فى معركة السلام, حتى لا تتشجع اطراف اخرى على الدخول فى مقايضات سياسية محرجة لواشنطن, وحتى يمكن التسليم فى النهاية بالمطالب الاسرائيلية فى الجولان. ورابعها, القبول السورى الواضح بالدخول فى اتفاقيات تعاون اقليمى لتسهيل الطريق امام اندماج اسرائيل فى المنطقة والمساعدة فى تنفيذ المشروعات الاميركية.

وبالصدام الواقع بين التياريين السابقين دارت معالم التسوية المفترضة بين سورية واسرائيل فى حلقة مفرغة, عمادها ان سورية لن تدخل تغييرا جوهريا على سياساتها, ما ل¯م تسترجع هضبة الجولان المحتلة, والولايات المتحدة لن تتحرك بفاعلية فى عملية السلام على المسار السورى, مالم تدخل دمشق تعديلات محورية فى توجهاتها السياسية. وبموجب هذا التناقض وما ينطوى عليه من انسداد فقد تاجلت التسوية حتى اشعار اخر .

وعلى ضوء التقاطعات السلبية بين رؤى هذين التيارين يمكن ان يقوم تيار ثالث يحاول الامساك بزمام الموقف بعقلانية, بهدف تغيير مسار اللعبة بالهجوم على سورية عبر العودة الى مرجعيات السلام وتكتيكاته. ومع ان هذا التيار يواجه بانتقادات لاذعة من المحافظين الجدد, الا ان امامه فرصة مواتية لزيادة قواعده فى الساحة الاميركية. مستندا الى جملة من الحجج الموضوعية. فى مقدمتها, اتساع النفوذ السورى فى لبنان بشكل تجاوز الحدود العسكرية الى الامنية والسياسية والاقتصادية, جعل من عملية الانسحاب التى جرت العام الماضى مسالة قليلة الاهمية من النواحى العملية. والتأكد من قوة حزب الله فى الشارع اللبنانى وصعوبة تفكيكه, الا من خلال عملية عسكرية كبيرة تنهى قوته وتؤدى الى رفض تحالفه مع دمشق. ناهيك عن ان الاصرار الاميركي والاسرائيلى على تطبيق القرار 1559 بحذافيره وبكل ما ينطوى عليه من تداعيات كبيرة فى المنطقة.

(يتبع)

 

المسلحون ألبسوها الحجاب وطلبوا منها اعتناق الإسلام

جيل كارول توسلت إلى خاطفيها قتلها بالرصاص بدلاً من ذبحها

 بوسطن - رويترز: توسلت الصحافية الامريكية جيل كارول الى خاطفيها في احدى المراحل ان ينهوا حياتها باستخدام الرصاص بدلا من السكين وذلك بعد ان تأكدت ان الرجال الذين خطفوها في أحد شوارع بغداد وقتلوا مترجمها سوف يقتلونها. وتذكرت كارول كيف انها بكت بشكل هستيري للعراقي الذي كان يتولى حراستها وهو يضع في جنبه مسدسا عيار تسعة مليمترات وهي تقول له "اوعدني ان تستخدم هذا المسدس لقتلي بيدك, لا أريد ذلك السكين لا اريد ذلك السكين." ولأول مرة منذ عودتها الى الولايات المتحدة في ابريل نيسان وصفت كارول تجربتها المفزعة التي استمرت 82 يوما كرهينة في العراق. ونشرت صحيفة »كريستيان ساينس مونيتور« التي كانت كارول تراسلها من بغداد وتعمل الآن محررة لها في بوسطن اول جزء من سلسلة مؤلفة من 11 جزءا الاحد على موقع الصحيفة على الانترنت.

ووصفت كارول التي خطفت في السابع من يناير بعد ان حاولت اجراء مقابلة مع سياسي سني كيف تحول صباح يوم سبت مشمس الى يوم مميت بعد ان أشهرت مجموعة من الرجال مسدساتها في وجهها وقتلوا صديقها ومترجمها. وقالت الرواية ان الرجال حاصروا المراسلة التي يبلغ عمرها 28 عاما وهم يصيحون "الجهاد الجهاد" وانطلقوا بها مسرعين على طريق رئيسي في بغداد.

وأوضحت كارول انه جرى استجوابها فيما بعد بشأن عدد الصحافيين الامريكيين الذين يعيشون في بغداد واتهموها بالعمل مع عناصر المخابرات الامريكية. وعندما طلبت كارول من خاطفيها ان يقتلوها بالرصاص بدلا من ذبحها بسكين قالت انها احتجزت لمدة ستة أسابيع. وقالت "أعطوني حجابا واسما جديدا (عائشة) وحاولوا تحويلي الى الاسلام." ومع تحول الايام الى شهور قالت كارول التي تتحدث العربية وانتقلت الى العراق لتحقيق حلمها بأن تصبح مراسلة خارجية انه تم استجوابها ولكن احيانا تم اعطاؤها جهاز تحكم عن بعد للتلفزيون حيث شاهدت برنامج"اوبرا ونيفري". وقالت ان خاطفيها سمحوا لها ايضا باللعب مع الاطفال.

وفي احدى المراحل قالت انهم قدموا لها صحنا كبيرا من الدجاج والارز"يقدم للضيوف المهمين ."

وقال الخاطفون لها مع استعدادهم لنشر شرائط مصورة لها وهي ترتدي الحجاب وتبكي "ليس لدينا مشكلة معك, مشكلتنا مع حكومتك."وعندما عادت كارول لاول مرة الى الولايات المتحدة ووصفت أسرها بأنه كان محنة مرعبة في غرفة تشبه الكهف معزولة عن العالم, وقالت ان خاطفيها هددوها في مرات كثيرة ووصفتهم بأنهم "في احسن الاحوال مجرمون." وقبيل اطلاق سراحها قالت كارول ان خاطفيها اجبروها على تصوير شريط فيديو نددت فيه بالوجود الامريكي في العراق واشادت فيه بالمسلحين الذين يقاتلون القوات الامريكية هناك, وتبرأت كارول فيما بعد من هذه التصريحات . واعلن الجيش الأميركي يوم الاربعاء انه اعتقل اربعة عراقيين يشتبه بتورطهم في خطف كارول .