المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الأربعاء 16/8/2006

وان لم تغفروا للناس زلاتهم لا يغفر لكم ابوكم ايضا زلاتكم

 

فرنسا تحذر من انها لن ترسل قوات الى لبنان بدون ضمانات 

أ ف ب - 2006 / 8 / 15

 حذرت فرنسا الخاضعة لضغوط لحملها على تولي قيادة قوة دولية من المقرر نشرها في جنوب لبنان من انها لن ترسل جنودها من دون الحصول على ضمانات جدية ولا سيما بشأن نزع سلاح حزب الله الشيعي اللبناني. وعقب وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي على كلمة القاها الامين العام لحزب الله حسن نصرالله الاثنين وبددت الامل في نزع سلاح حركته بشكل سريع اذ اعتبر ان ذلك "لا يحسم بالعجلة وبالتهويل".

ورد دوست بلازي مشددا على "الواجبات" الناتجة عن القرار 1701 الذي اصدرته الامم المتحدة من اجل وضع حد للنزاع بين اسرائيل وحزب الله في لبنان والذي وافقت عليه كل من اسرائيل والحكومة اللبنانية ومن خلالها حزب الله. وتشدد باريس على ان القرار ينص على انسحاب مقاتلي حزب الله الى شمال نهر الليطاني ونزع سلاحهم (وهو ما سبق ان نص عليه القرار 1559 الصادر سابقا عن مجلس الامن) قبل نشر الجيش اللبناني مدعوما من قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) بعد تعزيز عديدها وتوسيع مهامها. ووجه دوست بلازي الذي يزور بيروت اليوم الثلاثاء رسالة الى الحكومة اللبنانية مذكرا بانه يعود لها تحديد "آلية" نزع سلاح حزب الله.

وخاضت فرنسا مفاوضات شاقة مع الولايات المتحدة في الامم المتحدة حتى لا تفوض هذه المهمة الى القوات الدولية ما سيشكل بنظرها انتحارا. وسبق لفرنسا ان اختبرت مخاطر المشاركة في قوة متعددة الجنسيات في لبنان حيث قتل 58 مظليا فرنسيا في تشرين الاول/اكتوبر 1983 في عملية تفجير استهدفت مبنى "دراكار" الذي كان يؤويهم في بيروت.

وقتل في اليوم نفسه 241 عسكريا اميركيا في عملية مماثلة وقعت على مقربة من مكان الهجوم الذي استهدف الفرنسيين واتهمت واشنطن آنذاك حزب الله بتنفيذ العمليتين. وابلغت الولايات المتحدة انها لا تعتزم المشاركة في قوات اليونيفيل الجديدة في لبنان. وافادت الاوساط الدبلوماسية ان باريس تخضع اليوم لضغوط من كل الاطراف المعنيين من اجل ان تعطي الضوء الاخضر سريعا لارسال قوات. وقال مصدر دبلوماسي "طالما انها لم تعط هذه الاشارة فان الدول الاخرى التي طلب منها المشاركة ستتردد في التعهد بذلك" وسيعيق الامر بحكم الامر الواقع تنفيذ القرار 1701.

واضاف المصدر ان ماضي فرنسا في لبنان والتزام الرئيس جاك شيراك الشخصي في هذا الملف تجعل من فرنسا المرشح "الطبيعي" لتولي قيادة هذه القوة. وينص القرار 1701 الصادر الجمعة على انسحاب القوات الاسرائيلية من جنوب لبنان بموازاة نشر 15 الف جندي لبناني وقوة يونيفيل جديدة يعزز عديدها من نحو الفي عنصر حاليا الى 15 الف عنصر في المنطقة. وقالت مصادر فرنسية ان باريس قد تنشر ما بين الفي عنصر واربعة الاف.

ومن المحتمل ان تساهم ايطاليا بقوات كبيرة غير انها طالبت مثل فرنسا تفويض القوة الدولية مهمة "واضحة وخالية من الالتباس". وبين الدول المرشحة للمساهمة في القوة المغرب واندونيسيا وتركيا واسبانيا وبلجيكا والبرتغال وماليزيا. غير ان الامين العام للامم المتحدة كوفي انان افاد الاثنين انه لم يتلق بعد تعهدات محددة من دول يرجح ان تساهم في هذه القوة. وقال مسؤول عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة جان-ماري غيهينو اليوم الثلاثاء ان الامم المتحدة تأمل ان تتمكن طلائع قوات اليونيفيل من الوصول الى جنوب لبنان "في غضون عشرة ايام". ورأى غيهينو ان ذلك سيشكل "اشارة جيدة جدا", وعبر عن "امله" بان تلعب فرنسا "دورا مهما" مؤكدا انه "من الواضح" ان قوة اليونيفيل الجديدة "لن تنزع سلاح حزب الله بالقوة".

 

فرنسا تحث لبنان على التعجيل بنشر قواته في الجنوب

 أ ف ب - 2006 / 8 / 15

 اعلن وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي اليوم الثلاثاء قبيل توجهه الى بيروت, ان "الوقت يضيق" بالنسبة لنشر الجيش اللبناني في الجنوب الذي سيلقى لاحقا الدعم من القوة الدولية التابعة للامم المتحدة بعد تعزيزها عددا وعتادا. وقال دوست بلازي للقناة الفرنسية الرسمية الثانية انه "يجب نشر الجيش اللبناني في الجنوب بمساعدة اليونيفيل" مؤكدا ان "الوقت يضيق". ومن المتوقع ان يغادر الوزير الفرنسي مساء اليوم الثلاثاء الى بيروت عبر قبرص وسيلتقي رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة. واضاف دوست بلازي في المقابلة "هذا ما اريد ان اتحقق منه غدا (...) ان تستمر هذه الوحدة الحكومية (في لبنان) وان يتمكن الجيش من الانتشار وان يتمتع لبنان بسيادته" على اراضيه. وتابع "انطلاقا من هنا, اعتقد ان كل شيء ممكن. حزب الله سينكفىء وسوف يسلم سلاحه بحسب آليات تحددها له الحكومة اللبنانية". وياتي كلام وزير الخارجية الفرنسي هذا غداة اعلان الامين العام لحزب الله انه يرفض نزع سلاح تنظيمه الشيعي اللبناني الآن. الى ذلك, اكد دوست بلازي مجددا استعداد بلاده للمشاركة في تعزيز عديد اليونيفيل التي يفترض ان تضم 15 الف عنصر بدلا من الفين حاليا.

وقال في هذا السياق "هناك 1700 عسكري فرنسي متمركزون في سفن البحرية الفرنسية حول بيروت وهناك مئتا عنصر فرنسي حاليا ضمن اليونيفيل". الا انه اكد ان القرار النهائي في هذا الشأن يعود للرئيس الفرنسي جاك شيراك. وينص القرار 1701 الذي تبناه مجلس الامن الجمعة على نشر الجيش اللبناني في الجنوب الى جانب تعزيز اليونيفيل, وذلك بموازاة الانسحاب الاسرائيلي من هذه المنطقة. كا نص القرار على وقف الاعمال الحربية, الامر الذي دخل حيز التنفيذ صباح الاثنين.

 

القوات الاسرائيلية تطلق النار على 5 من حزب الله

 رويترز - 2006 / 8 / 15

 قال الجيش الاسرائيلي ان جنوده أطلقوا النار على خمسة مسلحين من حزب الله في مواجهتين منفصلتين بجنوب لبنان يوم الثلاثاء. وقالت متحدثون باسم الجيش بعد يوم واحد من سريان وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه بوساطة الامم المتحدة انهم لا يعرفون ما اذا كان أي من المسلحين قد قتل. وأضاف المتحدثون ان الجنود الاسرائيليين أطلقوا النار على أربعة مسلحين في اشتباك واحد بينما أطلق جنوده في الاشتباك الثاني النار على مسلح كان يتجه نحوهم. وتابع المتحدثون قولهم انه في الاشتباكين تأكد جنود الجيش أنهم أطلقوا النار على المسلحين. وقال الجيش الاسرائيلي ان جنوده اطلقوا النار يوم الاثنين على خمسة من مقاتلي حزب الله فقتلوا واحدا منهم على الاقل في جنوب لبنان واوضح الجيش ان الجنود اعتقدوا انهم يواجهون تهديدا.

وقال الجيش الاسرائيلي قبيل وقف اطلاق النار ان قواته ستوقف العمليات الهجومية لكنها ستدافع عن القوات المنتشرة في جنوب لبنان. ودخلت قوات اسرائيلية الى لبنان بعد قيام مقاتلين من جماعة حزب الله بخطف جنديين اسرائيليين في عملية عبر الحدود في 12 يوليو تموز. وقال مسؤولون اسرائيليون يوم الثلاثاء ان الجيش يخطط للانسحاب في غضون ما بين سبعة وعشرة ايام وتسليم بعض مواقعه الامامية الى قوات الامم المتحدة خلال 48 ساعة.

 

الأكثرية ترد على نصرالله: لا بقاء لدولة في ظل ازدواجية القرار

 السنيورة ووست بلازي يبحثان في بيروت اليوم نشر القوات الدولية ورفع الحصار عن لبنان

 بيروت ¯ »السياسة«: باريس ¯ الوكالات: دعا وزير الخارجية الفرنسي فليب دوست بلازي قبل مغادرته امس الى بيروت الى اجراء عاجل بشأن نشر قوات دولية بجنوب لبنان لدعم وقف اطلاق النار .

ومن المنتظر ان يجري دوست بلازي محادثات مع رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة في العاصمة اللبنانية اليوم بشأن مساهمة الامم المتحدة في القوة وقال دوست بلازي للتلفزيون الفرنسي ان الوضع حرج والجيش اللبناني يجب ان يأخذ موقفا ووفقا لما ذكره مسؤولو الخارجية الفرنسية من المقرر ان يناقش دوست بلازي الشروط التي ستعمل قوات الامم المتحدة بموجبها .

وقال وزير الخارجية الفرنسي انه جرى نشر 1700 جندي فرنسي بالفعل خلال عمليات اجلاء المواطنين وعمليات الاغاثة حول بيروت اضافة الي مئتي جندي اخرين هم جزء من قوة اليونيفيل الحالية.

وسيناقش دوست بلازي والسنيورة ايضا مسألة اعادة فتح الموانئ والمطارات اللبنانية من اجل تلقي المساعدات الانسانية خصوصا لالاف اللبنانيين الذين شردوا نتيجة القتال بين اسرائيل وحزب الله على مدار الشهر الماضي.

ووفي سياق متصل كشفت المعلومات أن وحدات الجيش اللبناني ستبدأ عملية انتشارها غداً الخميس, ومن المتوقع أن تعقد الحكومة اللبنانية جلسة لها في غضون الساعات المقبلة لبحث آلية انتشار وحدات الجيش اللبناني, وقد عقد رئيسا المجلس النيابي والحكومة نبيه بري وفؤاد السنيورة اجتماعاً تنسيقاً للبحث في تطبيق القرار 1701 وبما يخص عملية نشر الجيش وضرورة عقد جلسة لمجلس الوزراء لوضع الآليات المناسبة لذلك.

ونقل سفير مصر في لبنان حسين ضرار عن الرئيس بري على أهمية الوحدة الوطنية التي يعمل من اجلها ليل نهار وضرورة توحيد جميع القوى السياسية لان الوحدة بين ابناء الشعب اللبناني قائمة ولم تتغير لا قبل ولا خلال ولا بعد الحرب, ولكن ضرورة التنسيق بين القوى الوطنية وان تتعامل بتناغم مع مستوى المسؤولية التي فرضتها نتائج الصمود وما حققته المقاومة من انتصارات وما حققه الشعب اللبناني من مكانة.

إلى ذلك, ردت وزيرة الشؤون الإجتماعية نائلة معوض على كلام الأمين العام ل¯"حزب الله" السيد حسن نصر الله فقالت: إن بناء دولة لبنانية, دولة المؤسسات هو الذي يمكن أن يؤمن الاستقرار في لبنان, الاستقرار النهائي للشعب اللبناني, ورأت أن دولة المؤسسات هي دولة "الطائف", لافتة إلى أنه لا بناء لدولة في ظل وجود ازدواجية القرار في قضية حمل السلاح وفي قضية أخذ القرار في الحرب والسلم, وإلا سنبقى مهددين من جهة بانتهاكات إسرائيلية لسيادتنا وبإبقاء لبنان ساحة مفتوحة للصراعات الإقليمية ولمصالح الغير من جهة أخرى.

من جهته أكد وزير المال جهاد أزعور "أنه ليس هناك خوف من التوافق, لأن لا مصلحة لاحد في عدم المحافظة على التوافق, ومن الممكن ان يكون البعض من المحللين قد راهن على ان ينقسم لبنان او الحكومة اللبنانية او القوى السياسية اللبنانية, وفي الواقع لقد حصل العكس, فقد انقسمت التيارات السياسية الاسرائيلية والحكومة الاسرائيلية, وبقي لبنان صامدا وموحدا في وجه العدوان الذي كان يواجهه". واعتبر "ان المرحلة المقبلة دقيقة جدا, وتتطلب وعيا اكثر بكثير من الذي كان موجودا سابقا, وتتطلب مشاركة اكبر في عملية اعادة النهوض, وعلى الجميع ان يكون متضامنا ومتعاضدا اكثر, لان علينا عدم خسارة ما ربحه لبنان في هذه المرحلة".

إلى ذلك, شدد عضو شورى "حزب الله" الشيخ محمد يزبك في كلمة له خلال تشييع عدد من مقاتلي "حزب الله" في الجنوب على أن هذه التي فرضت علينا من قبل أميركا وإسرائيل ومن معهم من العالم العربي وغير العالم العربي أرادوها تصفية للمقاومة فكانت تصفية لهم, وأرادوها للقضاء على وجودنا وكرامتنا فكانت القاضية عليهم, مؤكداً التمسك بسلاح المقاومة لأنه سلاح مقدس به نحمي وجودنا ووطننا.

وفي هذا الإطار أكدت مصادر الأكثرية أن هناك حاجة ضرورية أكثر من أي وقت مضى لصون وحدة اللبنانيين وتضامنهم لسد كل الثغرات التي ينفذ منها الإسرائيلي لإثارة الفتن والإضطرابات بعد الهزيمة التي لحقت به في الجنوب, فالمطلوب أن تتضافر كل الجهود لحماية الحكومة التي استطاعت أن تتعامل مع العدوان الإسرائيلي ونتائجه بكل كفاءة وجدارة وهذا ما جعلها تكسب احترام اللبنانيين والعالم, وفي الوقت الذي وافقت الحكومة على القرار 1701 بالإجماع, فإن الأمر الطبيعي والمنطقي برأي هذه المصادر أن تترجم كل القوى السياسية في هذه الحكومة موافقتها على القرار المذكور بالعمل على تنفيذه ووضعه موضع التنفيذ بما يسمح للجيش اللبناني والقوات الدولية التي ستحضر إلى لبنان بالإنتشار في المنطقة المنزوعة السلاح كما نص على ذلك القرار الدولي, دون أن يعني ذلك مصادرة أو سحب سلاح "حزب الله" كما يحاول أن يفسر خطأ مضمون ال¯1701, فهذا القرار لا يقول بنزع سلاح المقاومة, وإنما بإيجاد منطقة تمتد من الخط الأزرق إلى حدود الليطاني تكون خالية من السلاح, وهذا الأمر يصار إلى الاتفاق بشأنه بين الجيش اللبناني والمقاومة تمهيداً لإنجاح عملية الانتشار بما يحفظ الإستقرار ويضمن سلامة أهالي الجنوب الذين يريدون العودة إلى أراضيهم.

 

 الجيش اللبناني يتولى أمن المعابر ويرفض وجود أي سلاح في الجنوب

 بيروت ¯ "السياسة":ترأس رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اجتماعاً أمنياً حضره وزراء الدفاع إلياس المر, الداخلية بالوكالة أحمد فتفت, المالية جهاد أزعور والأشغال والنقل محمد الصفدي وكبار قادة الأجهزة الأمنية. وبعد الاجتماع لفت الوزير فتفت إلى أن الاجتماع كان تحضيرياً انطلاقاً من التزام لبنان ضمن قرار مجلس الأمن الدولي رقم ,1701 وما يسمى ضبط المعابر وتمهيداً لفتح مطار رفيق الحريري الدولي وإعادة فتح المرافئ والمعابر تحت الرقابة الأمنية, وقد خصص في الاجتماع فصل طويل لمناقشة أوضاع المطار ومن ثم المرافئ والمعابر البرية تفصيلاً وستكون المعابر في عهدة الجيش بتكثيف كبير للرقابة. وأكد فتفت أن الجيش اللبناني وحده سيكون في مناطق الجنوب إلى جانب القوات الدولية, وأشار إلى أن هناك متطلبات أمنية كبيرة خصوصاً لما ورد في القرار 1701 الذي التزم به لبنان والجيش استلم المعابر كلها في الجنوب وهذا يتطلب جهدا كبيرا, حيث ان هذه المعابر استلزمت حوالي 7500 عنصرا من الجيش اللبناني, وبسبب هذا الموضوع سيزيد العبء على قوى الامن الداخلي في الداخل, مثل المطار وبعض المناطق". وحول تصريحات الناطق باسم الجيش الاسرائيلي بأن إسرائيل لن تفك الحصار الجوي والبحري على لبنان, كيف سيتم اعادة فتح المطار قال المهم ان نكون مستعدين فنياً وتقنياً وأمنياً ولوجستياً وهذا ما نقوم به, أما الموضوع السياسي فنحتاج الى قرار ومتابعة مع المراجع الدولية, وخصوصاً ان القرار 1701 يشير إلى أنه فور اطلاق النار تفتح المعابر والمرافىء والمطار ونحن اليوم نتفاوض مع المؤسسات الدولية لتنفيذ هذا الجانب منه".

وسئل: هل سيكون هناك انتشار للقوات الدولية على المعابر مع سورية? فأجاب: "القرار 1701 واضح, عندما يطلب الجيش اللبناني اي دعم تقدم له القوات الدولية هذه المساعدة, وان لا مبادرة للقوات الدولية الا بناء على طلب من الجيش اللبناني و الدولة اللبنانية". وحول الصيغة التي تم الاتفاق عليها بين الدولة و"حزب الله" بالنسبة الى سلاح الحزب في الجنوب في ضوء انتشار الجيش اللبناني قال هذا موضوع يتعلق بالقرار النهائي الصادر عن مجلس الوزراء, وأعتقد أن ما قاله وزير الدفاع إلياس المر لن يكون هناك سلاح في الجنوب, أما الصيغة التفصيلية فليس لأحد مصلحة أن يطلع عليها, وهذه الصيغة ستكون بالتفاهم بين اللبنانيين. وهذا موضوع أمني يبحث بين الامنيين برعاية السلطة السياسية.

 

 كشف عن اتفاق مع السنيورة على فتح صفحة جديدة

 المعلم : بعثنا بمذكرة "مسجلة" إلى الأمم المتحدة تؤكد لبنانية مزارع شبعا

 بيروت ¯ كونا: قال وزير الخارجية السورى وليد المعلم ان دمشق بعثت بمذكرة مسجلة لدى الامم المتحدة تؤكد لبنانية مزارع شبعا التى تحتلها اسرائيل منذ عام 1967.

واضاف المعلم فى حديث صحافى نشرته صحيفة (الاخبار) اللبنانية الجديدة هنا اليوم ان سورية تدعم اقتراح رئيس الوزراء اللبنانى فؤاد السنيورة وضع مزارع شبعا تحت سلطة دولية موقته.

واكد موافقة سورية على النقاط السبع التى قدمها السنيورة فى مؤتمر روما فى ال26 من الشهر الماضى. وحول القرار الدولى رقم 1701 قال المعلم ان الصورة الاولى تشير الى انه قرار غير متوازن ولايعالج المشكلة من جذورها فمزارع شبعا لاتزال محتلة رغم الاشارة العامة لها. واكد المعلم رغبة سورية بالسلام العادل والشامل وبتنفيذ القرارين الدوليين 242 و338 ومبدأ الارض مقابل السلام . وقال انه اذا فرضت على" سورية الحرب فهى جاهزة واذا خرقت اسرائيل اتفاقية فصل القوات عام 1974 واعتدت على السيادة السورية فاننا سنرد من اجل الدفاع عن النفس ولمنع اسرائيل من تكرار الاعتداء على سورية". وحول الحديث الاميركى عن امداد سورية حزب الله بالسلاح قال المعلم ان "حزب الله لايحتاج الى سلاح وثبت باعتراف اسرائيل ان لدى حزب الله مخزون من الصواريخ يزيد على 16 الف صاروخ". واضاف ان مسالة اتهام سورية بانها تزود حزب الله بالسلاح كاتهامها لسورية فى تهريب السلاح والمقاتلين الى العراق. وحول العلاقات اللبنانية السورية اوضح المعلم انه اجرى لقاءا مطولا مع رئيس الوزراء اللبنانى فؤاد السنيورة خلال زيارته الاخيرة لبيروت حيث كان اللقاء بناءا وشفافا. واضاف "اتفقنا على فتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين". واعرب المعلم عن امله فى ان تشهد المرحلة المقبلة هذا التعاون الثنائى بين البلدين الشقيقين. وقال المعلم ان السنيورة قال له "انه لايمكن ان ينجح اى رئيس وزراء لبنانى مالم يتمكن من اقامة افضل العلاقات مع سورية".

  

في رسالة وجهها الغادري إلى القيادة العبرية المعارضة السورية تناشد إسرائيل

 التخلي عن نظام الأسد والتعويل على بقائه

 دمشق - »إيلاف«: وجه معارض سوري نداء "الى الحكومة الإسرائيلية بضرورة التخلي عن التعامل مع النظام السوري والتعويل على بقائه" .

واكد بيان لحزب »الاصلاح« ان المعارضة السورية وعلى رأسها حزب الإصلاح ممثلا برئيسه فريد الغادري "تؤكد ان هذا النظام ذو طبيعة دكتاتورية ولديه كل المصلحة في عدم الدخول في مفاوضات سلام حقيقية تعيد لسورية أراضيها المحتلة ويحل السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط مما يؤدي في سورية إلى توقيف نهب الما ل العام من قبل النظام وأزلامه بحجة التوازن الاستراتيجي و شراء الأسلحة ومد أجهزة القمع في سورية بالأموال وجعلها أجهزة مرتزقة تخدم النظام السوري الذي يستمر في قتل وتهجير شعبنا في سورية وتضييق الحريات العامة وعدم السماح بالتعددية السياسية بحجة الصراع العربي الإسرائيلي والسياسة المنهجية التي يتبعها النظام السوري في إفقار وإفساد المجتمع السوري".

وحذر حزب الإصلاح السوري "القيادة السياسية في إسرائيل بالاستمرار في هذا المخطط ونقول لهم بشكل واضح انه من الممكن أن يكون هذا التحالف مفيدا في المدى القريب لكن في المدى البعيد سوف تدفعون ثمن هذه التغطية والحماية وان استمرار هذا التحالف السري مع النظام السوري على حساب حرية شعبنا و كرامته ورفاهيته لن يؤدي إلا لتوسيع فجوة الخلاف مع الشعب السوري".

وشدد حزب الاصلاح على ان الشعب السوري مهما طال الزمن سوف يستعيد حريته و كرامته. واكد البيان "أن أي حكومة ديمقراطية سورية التي نهدف اليها هي الوحيدة القادرة على مباحثات سلمية حقيقية تعيد مسار الحياة للمنطقة وتعيد الجولان إلى أهله وتسود المنطقة بالأمان والسلم الدائمين... وتتفرغ شعوب المنطقة لعمليات التنمية المتأخرة أصلا.... وتسود لغة الحوار على لغة العنف".

 

الجيش اللبناني يستعد للانتشار جنوب الليطاني.. ونزع سلاح حزب الله ليس من مهماته

 إسرائيل تحذر النازحين من العودة قبل نشر القوات الدولية وتسرع انسحابها من الجنوب

 بيروت ¯ »السياسة«:عواصم ¯ الوكالات: حذرت اسرائيل امس النازحين من العودة الى قراهم في جنوب لبنان قبل انتشار الجيش اللبناني والقوات الدولية من اجل »سلامتهم« وذلك في منشورات القتها على صور بواسطة قذيفة اطلقتها من بارجة. وتوجه المنشور »الى مواطني جنوب لبنان« وحمل توقيع »جيش الدفاع الاسرائيلي« وجاء فيه »سيبقى الوضع خطيرا في جنوب لبنان طالما ان الدولة اللبنانية لم تنشر قوات الجيش اللبناني والقوات الدولية على كامل ارض جنوب لبنان«. واضاف »لسلامتكم نحذركم من عدم التوجه الى منطقة الجنوب الى ان يتم نشر القوات التي من المفروض ان تحافظ على امنكم في هذه المناطق لكن النازحين بدوا غير عابئين بالتحذيرات الاسرائيلية حيث غصت الطرقات المؤدية من بيروت الى جنوب لبنان بزحمة سير خانقة مع عودة الاف النازحين الى قراهم. وبات اجتياز المسافة الفاصلة بين بيروت ومنطقة صور الساحلية يستغرق نحو ست ساعات بدلا من ساعة واحدة في الاحوال العادية وشوهدت قوافل السيارات الخاصة والشاحنات تعبر ببطء معبرا استحدث على نهر الليطاني. وتم خلال الليل نقل حمولة نحو 300 شاحنة من التراب لردم مجرى النهر موقتا لتعبر عليه السيارات بالاتجاهين بدل الجسر الذي دمرته الغارات الاسرائيلية.

وفي شرق لبنان امتدت طوابير السيارات من معبر المصنع الحدودي مع سورية حتى بلدة شتورا في سهل البقاع.

كذلك شهدت الطرق الفرعية المؤدية الى مدينة صيدا, كبرى مدن جنوب لبنان, عبر جبل الشوف الدرزي حركة سير ناشطة هربا من زحمة الطرق الساحلية. وقارب عدد الذين نزحوا عن قراهم ومدنهم خلال العدوان الاسرائيلي على لبنان المليون نسمة من اصل اربعة ملايين عدد السكان الاجمالي. من جهة ثانية اعلن متحدث عسكري اسرائيلي ان الجيش واصل امس سحب قواته من جنوب لبنان بعد 24 ساعة على وقف المعارك مع حزب الله الشيعي اللبناني. ورفض المتحدث توضيح حجم هذا التحرك وتحديد التاريخ المتوقع لانتهاء عملية الانسحاب لكن مصادر عسكرية اسرائيلية قالت ان الجيش الاسرائيلي سيبدأ الية تسليم اراض احتلها في جنوب لبنان الى قوات الجيش الوطني اللبناني. من جهته صرح المسؤول الثاني في قيادة منطقة شمال اسرائيل العسكرية الجنرال شوكي شحرور لاذاعة الجيش ان »قواتنا المنتشرة في جنوب لبنان تحسن مواقعها في جنوب لبنان ونبذل في الوقت نفسه كل الجهود الضرورية لخفض عدد جنوب الاحتياط هناك«.

وذكرت صحيفة هآرتس نقلا عن مسؤولين في وزارة الدفاع الاسرائيلية ان طلائع قوة دولية ستبدأ بالانتشار في لبنان في مهلة 24 الى 48 ساعة.

وافادت الصحيفة ان »اولوية الجيش هي اعادة 80 في المئة من جنود الاحتياط الى منازلهم«. واوردت صحيفة يديعوت احرونوت الواسعة الانتشار ان الهدف هو سحب الجيش الاسرائيلي من جنوب لبنان »في اسرع وقت ممكن« تجنبا لوقوع صدامات مع اللاجئين اللبنانيين العائدين باعداد كبيرة الى مناطقهم.

ودخلت قوة من نحو 30 الف جندي تضم وحدات من الاحتياط الى جنوب لبنان وصولا الى نهر الليطاني قبل وقف الاعمال الحربية في المقابل اعلن وزير الدفاع اللبناني الياس المر ان دور الجيش اللبناني في الجنوب لن يقوم على نزع سلاح حزب الله, مع التأكيد انه عندما ينتشر الجيش في جنوب لبنان لن يكون هناك اي سلاح غير سلاحه. وقال المر ان »الجيش لن يقوم بما فشلت اسرائيل عن القيام به لجهة ضرب سلاح المقاومة فهذا امر غير وارد«. واضاف ان الجيش لن يقوم بما فشلت اسرائيل عن القيام به لجهة ضرب سلاح المقاومة, فهذا امر غير وارد«. واضاف ان الجيش متوجه الى الجنوب »لحماية المواطنين وانجاز المقاومة«, مشددا على انه »لن يكون هناك اي سلاح غير سلاح الجيش« جنوب الليطاني.

وتابع ان »القرار يتخذ بالتفاهم في قلب مجلس الوزراء ومستقبل سلاح المقاومة يناقش على طاولة الحوار«. واضاف من ذلك »استطيع ان اطمئنكم ان هناك تجاوبا من المقاومة الى اقصى حد في هذا المجال فور تواجد الجيش يكون هو السلاح الوحيد ولا تواجد مسلح ولا ظهور مسلح على الارض غير سلاح ووجود الجيش »اللبناني وقوات الطوارئ الدولية (يونيفيل) التي ستدعم الجيش اللبناني. وقال المر ايضا ان »مؤتمر الحوار بعد 12 يوليو لن يكون كما كان عليه قبله لأنه ربما كانت هناك علامات استفهام عند البعض«, مشيرا الى ان »المقاومة اثبتت ان لها سياسة دفاعية وسياسة لردع العدو الاسرائيلي وقادرة ان تقوم بها«.

وشدد وزير الدفاع اللبناني على ان »المطلوب هو ان نستفيد من التجربة«. من جهة ثانية, قال المر ان خطة انتشار الجيش تبدأ اولا في اتجاه الليطاني وان قيادة الجيش ابلغت انها تحتاج الى 48 ساعة بعد وقف العمليات العدائية من اجل تأمين بدائل (جسور وطرق) لتأمين نقل الألوية والأفواج العسكرية الى الجنوب. وأضافت ان القوات الاسرائيلية تقوم بعد ذلك بتسليم المواقع التي تخليها تدريجيا الى قوات اليونيفيل الموجودة حاليا في الجنوب, فتبادر الى التأكد من الانسحاب الى الخط الأزرق ومن ثم التسليم الى الجيش اللبناني وأشار الى ان هذه العملية ستستغرق بين ثلاثة وستة ايام.

على صعيد متصل أعلنت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي ان عشرة صواريخ اطلقت ليل الاثنين الثلاثاء بالقرب من مواقع يحتلها الجيش الاسرائيلي في جنوب لبنان على الرغم من وقف العمليات الحربية مع حزب الله. وهي أول دفعة من الصواريخ التي تطلق منذ بدء تطبيق اتفاق وقف العمليات الحربية وأوضحت المتحدثة ان هذه الصواريخ لم تسفر عن سقوط ضحايا او خسائر. وأكدت ان الجيش الاسرائيلي لم يرد على هذه الصواريخ التي تعتبر مع ذلك خرقا لوقف العمليات الحربية ولكنها لم تعط ايضاحات اضافية. من جهة ثانية أفادت »الوكالة الوطنية للاعلام« اللبنانية ان قنبلة عنقودية انفجرت بالمواطنة نور أبو زيد من بلدة زوطر الغربية بجنوب لبنان وتم نقلها الى مستشفى النبطية الحكومي للعلاج.

 

 تركيا وألمانيا ستقرران موقفهما النهائي قريباً وروسيا غير مستعجلة

 الأردن لن يشارك في القوات الدولية وفرنسا تريد ضمانات"جدية" بنزع سلاح "حزب الله"

 عواصم الوكالات: اكد الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية ناصر جودة عدم مشاركة بلاده في أية قوات دولية في لبنان.. غير أنه قال ان الاردن لن يدخر جهدا لأي مساعدة للبنان والشعب اللبناني وعدم حدوث تجاوزات بشأن تنفيذ وقف اطلاق النار طبقا لقرار مجلس الأمن الدولي (رقم 1701).

وأعرب الناطق في مؤتمر صحافي عقده أمس بمقر مجلس الوزراء عن امل وتطلع بلاده لحل جميع القضايا العالقة في المنطقة والتي تحتاج الى حل جذري وخاصة القضية الفلسطينية.

من جانبها حذرت فرنسا الخاضعة لضغوط لحملها على تولي قيادة قوة دولية من المقرر نشرها في جنوب لبنان من انها لن ترسل جنودها من دون الحصول على ضمانات جدية ولا سيما بشأن نزع سلاح حزب الله الشيعي اللبناني. وعقب وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي على كلمة القاها الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وبددت الأمل في نزع سلاح حركته بشكل سريع إذ اعتبر ان ذلك»لايحسم بالعجلة وبالتهويل«. ورد دوست بلازي مشددا على »الواجبات« الناتجة عن القرار 1701 الذي اصدرته الامم المتحدة من اجل وضع حد للنزاع بين اسرائيل وحزب الله في لبنان والذي وافقت عليه كل من اسرائيل والحكومة اللبنانية ومن خلالها حزب الله.

وقالت مصادر فرنسية ان باريس قد تنشر ما بين الفي عنصر واربعة الاف ومن المحتمل ان تساهم ايطاليا بقوات كبيرة غير انها طالبت مثل فرنسا تفويض القوة الدولية مهمة »واضحة وخالية من الالتباس »وبين الدول المرشحة للمساهمة في القوة المغرب واندونيسيا وتركيا واسبانيا وبلجيكا والبرتغال وماليزيا. وطالب القائد الفرنسي للقوات الدولية في لبنان ألان بالاغريني بارسال تعزيزات دولية في اسرع وقت ممكن للحيلولة دون انهيار وقف العمليات الحربية وفقا لنص القرار الدولي 1701 . ونقل راديو لندن عن بالاغريني قوله »ان الوضع متوتر وهش للغاية وان اي استفزاز قد يتصاعد الى مواجهة كبيرة«. إلى ذلك اكد وزير الخارجية الألمانية فرانك شتاينماير عدم معارضة الحكومة الاسرائيلية ولا الرأي العام الألماني في مشاركة المانيا في قوة حفظ السلام الدولية في الشرق الاوسط ودعا الوزير الالماني الحكومة والبوندستاغ (البرلمان) ان يأخذا هذاالامر في الاعتبار حين مناقشة هذه القضية واشار شتاينماير في حديث مع مجلة دير شبيغل نشرته في عددها الصادر امس الى ان تلك المشاركة لن تتم قبل معرفة الكثير من الملابسات الخاصة بمهمة هذه القوة الدولية وتحليل الاخطار التي يمكن ان تواجه القوات الالمانية اذا ما قررت بالفعل المشاركة .

وقال المتحدث باسم الحكومة الالمانية او لريش فيلهلم ان قرار مشاركة المانيا ضمن قوات دولية في الشرق الاوسط وحجم تلك المشاركة سيصدر خلال عدة ايام. وفي تركيا اهتمت صحيفتا»زمان« و»راديكال« باحتمالات صدور قرار وشيك من مجلس الأمن الدولي بتشكيل قوة لحفظ السلام في لبنان, وبالاجتماع الذي عقده رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان مع عدد من الوزراء والمسؤولين العسكريين لمناقشة احتمالات المشاركة التركية في هذه القوة وشكل وحجم هذه المشاركة. وقالت »زمان« ان تركيا دخلت مرحلة الترقب والانتظار حتى تتضح الصورة بشأن تشكيل هذه القوة , مشيرة الى ان الحكومة التركية لاتزال تحتفظ بشروطها الاساسية للمشاركة في هذه القوة وهي ضرورة تثبيت وقف اطلاق النار الكامل بالمنطقة وصدور قرار جديد من الامم المتحدة بشأن تشكيل هذه القوة وأن تكون مهمتها الاساسية هي حفظ السلام وليس التدخل في الاشتباكات. من جانبها اشارت »راديكال « الى ان موافقة البرلمان التركي هذه المرة على ارسال قوات الى لبنان لن تكون فيها مشكلة, وتوقعت ألا يرفض هذه المشاركة كما سبق ورفض ارسال قوات تركية الى العراق. وفي موسكو أعلن نائب القائد العام للقوات البرية لشؤون قوات السلام الفريق فاليري يفنيفيتش ان قرار ارسال قوات سلام روسية الى لبنان لم يتخذ بعد مشيرا الى ان هذا القرار يجب ان يتخذه البرلمان.

 

 الجيش اللبناني يتحرك إلى جنوب الليطاني غداً... واجتماع دولي لتحديد المشاركين في "اليونيفيل"

 واشنطن تعرض على لبنان المساعدة  في نزع سلاح "حزب الله"

 بيروت-»السياسة«:عواصم-الوكالات:صمد وقف العمليات الحربية بين إسرائيل و»حزب الله« في يومه الثاني فيما نشطت الماكينة الديبلوماسية الدولية باتجاه لبنان لوضع آليات تنفيذ القرار الدولي رقم ,1701 وبدا واضحاً إصرار الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي على المضي في مسألة نزع سلاح »حزب الله« وتعزيز الدولة اللبنانية فيما تستعد حكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة لاتخاذ قرار نشر الجيش الوطني في مناطق جنوب الليطاني بالتزامن مع انسحاب إسرائيل الذي بدأ عملياً مع احتفاظ بالسيطرة على المناطق الستراتيجية بانتظار وصول الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة المعززة »يونيفيل« وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان أن المنظمة الدولية تسعى إلى نشر قوات دولية في الجنوب في أسرع وقت ممكن. وقال المتحدث باسم عنان ستيفان دوجاريك إن الأمم المتحدة ستنظم اجتماعاً غداً الخميس لتلقي تعهدات من الدول الراغبة في المشاركة بالقوة الدولية, مشيراً إلى أن 45 دولة قبلت حتى الآن إرسال جنودها إلى لبنان. وفي واشنطن شدد مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ولش أمس على أن نزع سلاح حزب الله من مسؤولية لبنان, مضيفاً أن الولايات المتحدة »جاهزة للمساعدة«.

وقال ولش في مؤتمر صحافي في واشنطن »نعتقد أن أفضل حماية للبنان وشعبه هي حكومة سيدة بشكل تام تسيطر على كل ما يجري في البلاد«.

وأضاف غداة دخول قرار وقف النار حيز التنفيذ بعد أكثر من شهر من النزاع »أن وجود دولة داخل الدولة, حزب سياسي مسلح لا يحترم القوانين, أمر غير مقبول في نظر المجتمع الدولي«.

وقال الديبلوماسي الأميركي »لكن على لبنان في نهاية المطاف تقع مسؤولية اختيار مستقبله«. وأضاف »إننا جاهزون للمساعدة«, مؤكداً أنه »لا يوجد بلد يدعم مصالح لبنان أكثر من الولايات المتحدة, واعتقد أن لبنان يمكنه أن يخرج وسيخرج أكثر قوة من هذه الأحداث«. في غضون ذلك توجه وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي إلى بيروت حيث سيلتقي اليوم مع رئيس الوزراء فؤاد السنيورة وعدد من المسؤولين اللبنانيين. وقال بيان للخارجية الفرنسية إن دوست بلازي سيتطرق خلال زيارته الرابعة إلى لبنان خلال أقل من شهر إلى شروط انتشار قوة »اليونيفيل« المعززة ومسألة إعادة فتح الموانئ والمطارات وظروف توزيع المساعدات الإنسانية ولاسيما على النازحين.

واستبق الوزير الفرنسي زيارته إلى بيروت بالقول إن الوقت يضيق ولا بد من نشر الجيش اللبناني في الجنوب بمساعدة »اليونيفيل«.

وذكر دوست بلازي الحكومة اللبنانية بأنه يعود إليها تحديد »آلية نزع سلاح حزب الله«. من جانبه حذر القائد الفرنسي لقوات »اليونيفيل« الجنرال آلان بيلغريني من أن الوضع في جنوب لبنان سيبقى غير مستقر »لفترة طويلة جداً«. من جهة ثانية استقبل السنيورة أمس وزير التنمية الدولية البريطاني هيلاري بن, ويتوالى الأوروبيون على لبنان معززين بموقف موحد عبر عنه الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا حين وضع حزب الله أمام خيار التحول إلى حزب سياسي لبناني أو البقاء رأس جسر لإيران في لبنان. وفي هذا السياق أعلن المفوض الأوروبي للمساعدات الإنسانية لوي ميشال من بيروت أن المفوضية الأوروبية تبذل كل ما في وسعها لتقوية الدولة اللبنانية. واعلنت قوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان »يونيفيل« أن الوضع الميداني مازال هادئاً ولم تقع مواجهات تذكر بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي حزب الله رغم إعلان الدولة العبرية عن سقوط عشرة صواريخ كاتيوشا قرب قواتها في الجنوب اللبناني دون خسائر بشرية أو مادية وتأكيد الجيش اللبناني ان اربعة من مقاتلي المقاومة الإسلامية ذراع »حزب الله« العسكرية قد استشهدوا برصاص القوات الإسرائيلية منذ سريان وقف الأعمال الحربية صبيحة الاثنين الماضي وفق مقتضيات القرار الدولي رقم »1701« والذي يبدو حتى الآن ان طرفي القتال ملتزمان به ميدانياً. وأكد الجيش الإسرائيلي أن حصاره الجوي والبحري على لبنان سيتواصل إلى حين التوصل إلى اجراء يمنع وصول الأسلحة إلى حزب الله.

واطلقت بارجة اسرائيلية »قذيفة« منشورات على مدينة صور تحمل تحذيرا للنازحين من العودة إلى المدينة الساحلية ومناطق الجنوب الأخرى قبل نشر القوات الدولية لكن قوافل المدنيين واصلت تدفقها على القرى والمناطق عابرة جسرا موقتا على نهر الليطاني, فيما قالت الأمم المتحدة ان بطء الحركة والاختناقات المرورية الممتدة على طول الطرق الباقية بين بيروت والجنوب اعاق نقل الامدادات الغذائية والإنسانية للنازحين والمحاصرين في قراهم. في هذه الاثناء واصل الجيش الاسرائيلي سحب قواته من جنوب لبنان وقالت متحدثة عسكرية ان قوات الاحتياط بشكل خاص بدأت بالعودة إلى داخل اسرائيل لكن لم يتم بعد تسليم أي أرض أو موقع للجيش اللبناني أو القوات الدولية. في المقابل اعلن مصدر حكومي لبناني ان الجيش اللبناني الذي بدأ تحركات كثيفة من مراكزه في الشمال نحو مناطق شمال الليطاني سيبدأ الانتشار جنوب النهر الذي تعتبره اسرائيل حدا ستراتيجيا اعتبارا من يوم غد الخميس.

ولم يحدث أي انتشار فعلي للقوات المسلحة اللبنانية جنوب الليطاني خلال عودة قوة امنية مشتركة إلى ثكنة مرجعيون التي انسحبت منها قوة اسرائيلية كانت تحتلها بعد ان دمرتها بشكل شبه كامل.

وقال وزير الدفاع اللبناني إلياس المر ان المناطق التي يتنشر فيها الجيش اللبناني لن يكون فيها أي مسلحين من »حزب الله« أو غيره لكن المر اكد ان نزع سلاح الحزب الشيعي ليس من مهمات الجيش. ونقلت وكالة الانباء »المركزية« اللبنانية أمس عن مصادر حكومية قولها أن مشاورات كثيفة تجري بعيدا عن الأضواء لترتيب عقد جلسة لمجلس الوزراء اللبناني من اجل رسم التفاصيل الدقيقة لعملية انتشار الجيش في الجنوب فيما وصل مجموعة من الضباط الفرنسيين الى بيروت لمساعدة قيادة الجيش في عملية الانتشار.

وقالت الوكالة ان »حزب الله« سيتخذ موقفاً واضحاً يعلن فيه ان المناطق التي سينتشر فيها الجيش النظامي ستكون خالية من اي وجود مسلح للمقاومة وهو امر ينطبق على المناطق التي ستشغلها القوات الدولية. من جانبه توقع وزير السياحة جو سركيس عقد جلسة للحكومة اللبنانية اليوم تخصص للامور المطروحة سيما القرار ,1701 ولفت الى انه لا يمكن ان تكون هناك دولة اذا لم تكن النوايا والرغبة موجودين, مشيراً الى ان هذه الدولة لن تقام الا من خلال المؤسسات الشرعية. وقال سركيس ان وجود احزاب تحمل السلاح تحت اي عنوان فذلك يعني اننا لم نكن نبني دولة قوية. وشدد على ان يساهم حزب الله, الذي يمثل شريحة كبيرة في المجتمع اللبناني, في تقوية الدولة. وقال: لا يجوز ان يكون هناك سلاح الا بيد الدولة, معتبراً ان الحوار بعد الحرب سيكون مختلفاً ويجب توضيح كل الأمور, وحذر من ان عدم تطبيق القرار 1701 او التردد في ذلك سيؤدي الى الفوضى والخراب. وفي موقف مشابه اكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل نائلة معوض انه لن تكون هناك دولة في لبنان ما دامت هناك ازدواجية في القرار والسلطة واشارت الى ضرورة ان يكون القرار المصيري في يد الحكومة وحدها.

 

 وصف منتقدي "حزب الله" من العرب بـ"الزعماء الافتراضيين وأنصاف الرجال"

 الأسد: الأكثرية اللبنانية "منتج إسرائيلي"...وسقوطها غير بعيد

 بيروت-»السياسة«:دمشق-عمان-الوكالات: شن الرئيس السوري بشار الأسد هجوماً عنيفاً على قوى الأكثرية في لبنان واتهمها بأنها »منتج إسرائيلي« من دون أن يوفر الدول العربية التي انتقدت »مغامرات« حزب الله ووصف قادة هذه الدول ب¯»الزعماء الافتراضيين وأنصاف الرجال«. وهاجم الأسد في خطاب ألقاه أمام المؤتمر الرابع لاتحاد الصحافيين في دمشق أمس الولايات المتحدة التي حولت مجلس الأمن من مجلس لحفظ الأمن إلى مجلس لتقويض الأمن, كما هاجم الرئيس الفرنسي جاك شيراك دون أن يذكره بالاسم واتهمه ب¯»الازدواجية«, عندما تساءل: »لماذا لم يطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية في مجزرة قانا كما فعل عندما اغتيل رفيق الحريري?« ...الذي طالته أيضاً انتقادات واتهامات الرئيس السوري بأنه وقف وراء القراراين 1559 و1680

ووجه الأسد تحية حارة إلى »حزب الله« وقال إن المقاومة الوطنية اللبنانية ضرورية بمقدار ما هي طبيعية وشرعية, معتبراً أن المعركة الحقيقية بدأت الآن وعلينا أن نحول النصر العسكري إلى نصر سياسي.

واعتبر كذلك أن المقاومة ليست نقيضاً للسلام بل هي والسلام جزء واحد!

وخص الرئيس السوري حيزاً كبيراً من كلمته لشن هجوم عنيف على »قوى 14 آذار« في لبنان المناهضة لسورية والتي تشكل الأكثرية في مجلس النواب والحكومة.

وقال إن هذه القوى التي تريد »نزع سلاح المقاومة« تسعى »لإيجاد فتنة في لبنان« معتبراً أنها »فشلت وسقوطها لا يبدو لنا بعيداً«.

وقال الأسد إن قرار مجلس الأمن الأخير شكل »رافعة سياسية دولية لهذه القوى لأنه لم يعد هناك رافعة وطنية لحملها«, مضيفاً »أرادوا رافعة دولية لكي يبدأوا الهجوم على المقاومة ورأيناهم قبل أن تجف الدماء بدأوا بالحديث عن نزع سلاح المقاومة لكنهم فشلوا وسقوطهم لا يبدو لنا بعيداً«.

واتهم هذه القوى أيضاً بأنها تسعى »لإنقاذ الوضع الداخلي في إسرائيل وإنقاذ الحكومة الحالية إما من خلال إيجاد فتنة في لبنان وبالتالي نقل المعارك باتجاه آخر من الداخل الإسرائيلي إلى الداخل اللبناني, أو من خلال إمكانية نزع سلاح المقاومة, لكنني أبشرهم بالفشل«.

وفي إشارة إلى اتفاقية وقعت بين إسرائيل ولبنان في السابع عشر من مايو 1983 بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان ولم تقر رسمياً قال الأسد: »ما يحصل الآن هو تكرار ل¯ 17 آيار (...) هناك مجموعات في لبنان تفشل في تحقيق مخططاتها لمصلحة إسرائيل فتحرض إسرائيل للمجيء لإنقاذها من الورطة ولإلحاق لبنان بالركب الإسرائيلي مع غطاء عربي«.

واعتبر أن »قوى 14 آذار« هي »منتج إسرائيلي«.

وفي رد غير مباشر على انتقادات ظهرت من المملكة العربية السعودية والأردن ومصر بشكل خاص على قيام حزب الله بأسر جنديين إسرائيليين في الثاني عشر من الشهر الماضي ما أدى إلى اشتعال الحرب على لبنان قال الأسد: »إذا كان المقاومون مغامرين فهل نقول إن سلطان باشا الأطرش وإبراهيم هنانو (بطلان استقلاليان سوريان) وسعد زغلول (زعيم وطني مصري في عهد الاستعمار البريطاني) مغامرون?«. واضاف ان على الدول العربية »الا تتبنى رؤية العدو والا يكون دورها على حساب مصالحنا« منتقدا خصوصا المسؤولين العرب الذين وصفوا ما قام به حزب الله ب¯ »المغامرة«. وتابع »إذا أراد أحد ان يلعب دورا لأسبابه الداخلية على حساب قضايانا فهذا غير مقبول«, مضيفا »لم نقرر ان نعرض قضيتنا للبيع في السوق الدولية أو أي سوق أخرى«.

واعتبر الأسد ان الجوانب الايجابية للحرب عرت الوضع العربي بشكل كامل وقال: »الحرب فرغت المواقف بشكل كامل ولم يكن هناك مجال لحلول وسط وأسقطت الزعماء الافتراضيين انصاف الرجال وكل المواقف المتأخرة«. وفي أول رد فعل لبناني على هجوم الأسد حمل أركان »قوى 14 آذار« بعنف على الخطاب واعتبروه كلاماً تحريضيا ومؤشرا على عودة الاغتيالات.

واشار عدد من قادة الاكثرية في تصريحات خاصة ل¯ »السياسة« إلى ان الأسد بشرنا بعودة الفوضى إلى لبنان بعد الهجوم غير المسؤول وغير المبرر على القيادات اللبنانية.

وحذر هؤلاء من وجود مخطط سوري واضح كشف عنه الاسد صراحة في خطابه لاحداث فتنة داخلية بين اللبنانيين من خلال التحريض على قوى الأكثرية. واعتبروا ان الرئيس السوري اعتاد التعامل مع العملاء لذلك يتهم الجميع بالعمالة. وبينما رفضت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسبي ليفني التعليق على خطاب الأسد, الغى وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير زيارته المقررة إلى دمشق وقال في عمان ان تصريحات الاسد غير مشجعة وغير منسجمة مع السلام في المنطقة.

  

 لاستئناف تصدير السلاح و"الحرس الثوري" الجيش السوري يعيد بناء جسور مدمرة داخل الحدود اللبنانية

 لندن-»السياسة«:باشرت فرق هندسية من الجيش السوري عملية إصلاح بعض الجسور والطرقات التي تصل حدودها مع لبنان التي دمرتها الطائرات الإسرائيلية خلال الحرب الأخيرة داخل الأراضي اللبنانية, ضمن ما يبدو اتفاقاً مع جهات لبنانية مسؤولة لإعادة فتح المعابر بين البلدين للإسراع في مد حزب الله »بالأسلحة والصواريخ والمعدات العالقة في سورية والقادم معظمها من إيران تعويضاً له عما خسره في المعارك«. وقالت مصادر دفاعية بريطانية في لندن أمس إن الجيش السوري نقل إلى داخل الحدود اللبنانية جسوراً حديدية كي يستبدل بها الجسور المدمرة موقتا, كما التقطت أقمار التجسس الصناعية صوراً لجرافات تردم بعض الطرقات المقطوعة التي دمرتها الغارات الإسرائيلية على مسافات متفاوتة من الحدود السورية داخل لبنان تتراوح بين 500 و2000 متر. وكشفت المصادر النقاب عن تقرير استخباري أوروبي تحدث عن »اتصالات سورية بمسؤولين لبنانيين على أرفع المستويات, سمحت للواء الهندسة في الجيش السوري بإدخال الجسور والجرافات إلى لبنان دون أن يشارك في عملية إعادة التأهيل هذه أي طرف لبناني لا من الجيش ولا من حزب الله«.

وذكرت المصادر أن التقرير المذكور تطرق إلى »وجود 250 عنصراً وخبيراً عسكرياً من الحرس الثوري في دمشق كانوا قدموا من طهران في مطلع الأسبوع الثاني من القتال للالتحاق بميليشيات حزب الله في جنوب لبنان وبقاعه, إلا أن استهداف الإسرائيليين للجسور والمعابر والشاحنات وحتى السيارات الصغيرة على نطاق واسع, منع هؤلاء من إمكانية العبور إلى لبنان, وقد ينتقلون إليه الآن, أو أنهم انتقلوا بالفعل ليل الاثنين-الثلاثاء بعد ترميم بعض المعابر«.

وقال التقرير إن ما أعلنته قيادة قوات الشمال العسكرية الإسرائيلية خلال الأسبوعين الأولين من الحرب عن مقتل عدد من الإيرانيين في معارك بنت جبيل ومارون الراس ويارون وشرقي مدينة صور, ونفاه حزب الله وطهران معاً, »كان عبارة عن مصرع هذا العدد من الإيرانيين الذين كانوا يشرفون على إطلاق بعض أنواع الصواريخ المتطورة التي بلغ عدد منها الضفة الغربية الفلسطينية ومنطقة بيسان في غور الأردن من طراز زلزال الضخم وبعيد المدى الذي هو بحاجة إلى خبراء مختصين في إطلاقه«. ونسب التقرير إلى ضباط كبار في قيادة الجيش السوري في دمشق اعتقادهم أن »الحرب لم تنته عند الحد الذي وصلت إليه, وان الإسرائيليين الذين باشروا فوراً منذ اللحظة الأولى لوقف إطلاق النار سحب ألوية من قواتهم دون أي مبرر لذلك, قد يكونون يستعدون للعودة مجدداً بألوية بديلة من القوات الخاصة, لاستئناف الحرب استناداً إلى نتائجها القاسية عليهم وإلى ما اختبروه خلال الأيام الثلاثين الماضية من الحرب مع حزب الله وستراتيجيته القتالية المفاجئة وبعدما تمكنوا من اكتشاف أسلوبه الذي مارسه من تحت الأرض (الأنفاق), وكيفية بنائه مستودعات ذخائره وأسلحته ومواده التموينية والطرقات السرية التي سلكها في عمليات هجومه ونصب كمائنه, وأنواع الأسلحة المضادة للدبابات التي استخدمها«.

وقال التقرير إن ما يدعم هذا الاعتقاد السوري في الجهة الإسرائيلية المقابلة, »هو دعوة سكان المستوطنات والمدن الرئيسية إلى عدم العودة إليها حتى إشعار آخر والبدء الفوري في إعادة تحصين الدبابات العبرية التي فوجئت بالصواريخ المضادة المتطورة التي لم تكن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية اكتشفت وجودها قبل بداية الحرب على هذا النطاق الواسع, كما أن قيادة الجيش التي نجحت في التقدم بشكل أسرع خلال الأيام الثلاثة الأخيرة من القتال باتجاه نهر الليطاني اعتماداً على عمليات الإنزال المجوقلة الكثيفة, قد تكون تستعد لاعتماد هذه الوسيلة بصورة أوسع وأكثر عمقاً في المستقبل القريب«.

 

شبح الحريري يطارد الأسد

أحمد الجار الله/السياسة 16/8/2006

قدر العالم العربي, كما يشهد عليه تاريخه, أن يبتلى بهذا النوع من قيادات الصدفة, التي تظهر على سطح الأحداث, وليس في جيبها إلا مفرقعات الصبيان, ومكائدهم, ونفوسهم المملوءة بالغل والحقد والحسد على الآخر مهما كان, جاراً, أو شقيقاً, أو حتى دولة برمتها وبكامل تفاصيلها. العالم العربي هذا شهد بلاء في أول قيام دولة الإسلام تجسد بظهور مسيلمة الكذاب, الذي ادعى النبوة, وحاول تهديد أركان الإسلام وزعزعة قلوب المؤمنين, وزين للناس أوهاماً ظن أنها ستنطلي عليهم... مسيلمة هذا تزوج بامرأة مدعية للنبوة هي الأخرى اسمها سجاح بنت الحارث بن سويد بن عقفان, وكانت جميلة, وصباح ليلة الدخول بها قرر مسيلمة إلغاء صلاة الفجر لأنه قضى معها ليلاً مرهقاً لم يستطع بعده أن يستيقظ مبكراً, ولا سيما أن سجاح الجميلة كانت أيضاً نابغة, تحب العطور, وتحسن الملاطفة وشديدة الجاذبية... ومن أجل هذه المرأة ألغى مسيلمة صلاة الفجر, بعد أن حاول تدمير ثوابت الدين وأخذ أهله إلى الضلال. وقد انتهى مسيلمة بأن تركته سجاح مبكراً للنجاة بنفسها, وبتعرضه للإبادة هو وأنصاره على يد خالد بن الوليد الذي قاد حملة من المسلمين المؤمنين لم يرضوا بحضور الضالين في صفوفهم, والكاذبين في مجتمعهم, وأصحاب الفتن في بلادهم.

خطاب رئيس النظام السوري أمس, وإن كان لا يستحق التعليق, لركاكة موغلة فيه, ولصبيانية صعب عليها بلوغ سن الإدراك... هذا الخطاب ذكرنا بخطب مسيلمة الكذاب والتي قامت كلها على مبدأ إشاعة الفتن بين الناس, ودفعهم إلى الاقتتال والتحارب, خطاب الأسد لم يكن فيه شيء من السياسة, وفيه كل شيء من نوايا تصدير الفتنة إلى داخل لبنان, ومن نوازع الانتقام من الشعب اللبناني الذي طرده وطرد جيوشه من بلاده, وفيه شتى تلاوين الكذب بادعاء المقاومة وتبنيها في كل مكان شرط ألا تكون لديه مقاومة وطنية سورية تتولى التصدي للاحتلال الإسرائيلي في الجولان والعمل على تحريره على غرار مقاومة »حزب الله« في لبنان, والذي خاب هو الآخر بمجرد قبوله الاحتماء بمظلة النظام السوري, والالتحاق بخدمة أحقاد هذا النظام الخائف والمرتق.

لقد اعتمد الأسد في خطابه على تركيب الأوهام والاستنتاج على أساسها, فتوصل إلى نتائج وهمية أدعى إلى الشفقة منها إلى الاعتبار, كما رمى من وراء خطابه إلى إشباع نيران الانتقام الملتهبة في داخله من قوى 14 آذار في لبنان والتي قال إن إسرائيل قد قامت بعدوانها من أجل إنقاذ هذه القوى, وهو كلام يدخل في الهلوسة طبعاً ولا يرقى إلى مستوى الإفادة بالمعلومات, وخصوصاً من رجل يحكم دولة, كما ضمن الخطاب هجوماً صبياناً غير لائق على خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز, وعلى رئيس مصر حسني مبارك, معتبراً أنهما عقلاء مزيفون وحكماء شكليون. ولقد تمادى الأسد في هذا الجانب في التطرق إلى المغامرة في معرض نفيها, وتسفيهها كقول ونظرية, وقال هل بالإمكان اعتبار يوسف العظمة وسلطان الأطرش وعبدالرحمن الكواكبي وسعد زغلول وسليمان الحلبي من المغامرين? إن مجرد سرده لهذه الأسماء التاريخية يكفي للرد عليه, إذ إن أعمال هؤلاء المجاهدين الوطنيين لا تنتسب أبداً إلى المغامرة وتاريخهم يشهد لهم بذلك, وبأنهم كانوا يقفون وراء حكام شرعيين, تدفعهم شعوبهم إلى مقاومة الاستعماري المحتل, وهذه الشعوب في الأساس كانت ثائرة ومجاهدة وتتطلع إلى الحرية والاستقلال, ولا تسمح لأحد أن يخرج من بين صفوفها ويستغلها, ويبدد أرواحها ويدمر مساكنها لحساب مصالح أجنبية خارجية لا علاقة لهذه الشعوب بها, ثم إن ذكر الأسد لجول جمال, واعتباره أول مجاهد انتحاري في تاريخ العرب, وهل هذا الرجل يعتبر من المغامرين أم من الأبطال, فإن جول جمال كان ضابطاً بحرياً بإمرة القيادة العسكرية المصرية إبان العدوان الثلاثي البريطاني الفرنسي الإسرائيلي عام ,1956 ونفذ عملية الانتحار بأوامر منها.

خطاب الأسد الذي قلنا إنه لا يستحق الرد إلا أنه خارج من بواعث الخوف والاضطراب ونوازع الانتقام, لا بد من التعرض له من باب الرغبة في كبح نوازع صبيانية تريد إشعال الفتنة في لبنان, ولا تريد الخير لا للعرب, ولا لسورية.

لقد تكلم الأسد بأفكار أخرى لا معقولة, سمحت له بسرقة إنجازات »حزب الله« إذا كانت له إنجازات, وبادعاء وجود خيارات أخرى غير خيار السلام, وبجواز قيام مقاومة حين تغيب المفاوضات, وينسى أن هذا الكلام ينطبق عليه بالدرجة الأولى, فلديه الجولان المحتل المرشح لأن يكون اسكندورن ثانية, أي لواء مسلوخاً, فلماذا لا يتفضل بالمقاومة من أجل استرجاعه وتحريره? ثم قوله إن الحرب على لبنان قد عرت العالم العربي وأظهرته بلا مساحيق, أليس هو أول العراة المفضوحين, كونه جزءاً من هذا العالم العربي, أم أنه في هذا الجانب لا يعتبر نفسه عربياً?

إذا كان الأسد يرى أن إسرائيل فقدت هيبتها في هذه الحرب الأخيرة, فإن في ذلك الأمر, إذا كان حقيقياً, فرصة ذهبية له لكي ينقض عليها, ويفتح أبواب الجولان ليكمل ما بدأه مغامرو »حزب الله«, وينتهى بما انتهوا إليه أي الانتصار على إسرائيل هذه وإلحاق الهزيمة بها.

وحين تجاسر الأسد على القول, وبكلام مغامر غير محسوب, بأن القرار الوطني السوري أعلى من أي قرار دولي ولو أدى ذلك إلى القتال, فإنه يفتح أبواب جهنم على بلده وعلى شعبه, تماما كما فتحها »حزب الله« على لبنان, وفتحا من قبلهما صدام حسين على العراق. إننا نعرف أن التيوس لا تستطيع مناطحة الصخر بقرونها لأنها ستتكسر, ونعتقد جازمين أن قرون الأسد ستتكسر هي الأخرى على صخرة العالم العربي الصامدة ضد مكائده وفتنه, والتي لن يلتفت إليها أحد بدليل, ردود الفعل الشاجبة لخطابه, والآتية من أربع جهات العرب من دون استثناء.

رحم الله الحريري إذ بدا شبحه مسيطراً على يقظة الأسد ومنامه, ودافعاً له إلى كتابة خطاب يخلو من السياسة ويمتلئ بشقاوة الصبيان ونزوعهم إلى إثبات أنفسهم وحضورهم عن طريق الأذى وإشعال الفتن

 

أكدت أن الرئيس السوري يسعى إلى خلق فتنة في لبنان وتسجيل انتصارات وهمية

قوى "14 اذار" تحمل بعنف على خطابالأسد مؤشر واضح لعودة الاغتيالات

بيروت - "السياسة":حمل أركان قوى 14 آذار بعنف شديد على كلام الرئيس السوري بشار الأسد, واعتبروه كلاماً تحريضياً لعودة الاغتيالات إلى لبنان, وأشار هؤلاء في تصريحات خاصة ب¯"السياسة" إلى أن الأسد بشرنا بعودة الفوضى إلى لبنان بعد الهجوم غير المسؤول وغير المبرر على القيادات اللبنانية.

وحذر هؤلاء من وجود مخطط سوري واضح كشف عنه الأسد صراحة في خطابه أمس لإحداث فتنة داخلية بين اللبنانيين من خلال التحريض على قوى 14 آذار.

* نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري وصف كلام الرئيس الأسد بأنه كلام غير مسؤول, خصوصاً وأن لبنان يلملم جراحه بعد الحرب مع العدو الإسرائيلي.

وقال: نحن لسنا عملاء لإسرائيل, نحن عملاء لكل وطني شريف لبناني يعيش في لبنان ونحن سنواجه أي مخاطر يمكن أن تحدث شرخاً بين اللبنانيين.

وكشف أن الرئيس الأسد لم يحقق أهدافه بعد الحرب على لبنان ولم يحقق أي انتصار يصب في المصالح السورية.

* وزير الدولة لشؤون مجلس النواب ميشال فرعون رأى أن كلام الأسد يصب في خراب لبنان بعد الانتصار الذي حققه على العدو الإسرائيلي.

وقال: لن نقع بعد الآن في الفتن التي تحاك من الخارج, ولا نرغب في الرد على أي كلام يمكن أن يشعل نار الفتنة بين اللبنانيين.

وأكد أن لبنان مستهدف اليوم من قبل سورية ويجب أن نتضامن من أجل أن نحفظ لبنان الذي حلم به الرئيس الحريري واغتيل لأجله.

* النائب وائل أبو فاعور أكد أن الرئيس الأسد حاول أن ينقلب على الداخل بعد الانتصار الذي حققه لبنان مع العدو الإسرائيلي.

وقال: إن كلام الأسد عن المقاومة مثل التي تتباهى بشعر بنت خالتها. وعلى الأقل كان عليه أن يفتح جبهة الجولان.

وأكد على التضامن الداخلي وعلى الوحدة الوطنية بعد هذا الانتصار وهو لم ولن يحقق أي هدف من لبنان, خصوصاً في ظل النوايا السيئة للسوريين.

* النائب نبيل دو فريج كشف أن كلام الرئيس الأسد يطال وبشكل مباشر رئيس الحكومة فؤاد السنيورة, وقال: الله يستر الرئيس السنيورة بعد خطاب الرئيس الأسد واعتبره كلاماً "ديماغوجياً". وسأل: أي كان الرئيس الأسد أثناء الحرب على لبنان ولماذا لم نسمع صوته, ولم نرَ دعمه للبنان, مؤكداً أن فريق 14 آذار ليسوا عملاء لإسرائيل بل هم عملاء للبنان وينتمون إليه فقط وليس إلى أي مرجعية أخرى. ورأى أن المرحلة المقبلة خطيرة جداً ويلزمها التضامن والوحدة الوطنية والالتفاف الوطني, لأن كل الاحتمالات واردة ويمكن أن يعود لبنان إلى مرحلة الاغتيالات.

* رئيس لجنة الدفاع النيابية النائب وليد عيدو وصف كلام الرئيس بشار الأسد بالتحريضي, وقال: إن لبنان يعيش اليوم الانتصار على العدو الإسرائيلي والرئيس الأسد يحاول أن يشعل نار الفتنة بين اللبنانيين, مؤكداً أن الحرب الأهلية باتت من الماضي ونحن أخذنا العبر منها, لذلك لا نعود إلى الماضي على الإطلاق, ونحن سنعمل من أجل لبنان السيد الحر المستقل, الذي حضن كافة أبنائه أثناء الحرب على لبنان وإن الإنتصار الذي حققته المقاومة هو انتصار للبنان.

* النائب مصباح الأحدب رأى أن المرحلة المقبلة على لبنان مليئة بالمخاطر, ويجب أن تواجه بالوحدة والصمود. وأكد أن لبنان حقق انتصارات كبيرة على العدو الإسرائيلي والبعض يحاول أن يفتح الجبهة الداخلية للحرب لكنه لم ينجح.

وسأل: لماذا توقيت كلام الرئيس الأسد الآن وخاصة بعد هذا الانتصار? وطالب كل اللبنانيين بالالتفاف مع بعضهم البعض من أجل بناء لبنان المهدم.

* النائب هنري حلو أكد أن كلام الرئيس الأسد مليء بالحقد والكراهية للشعب اللبناني.

وقال: أين كان الرئيس الأسد أثناء المعركة مع العدو الإسرائيلي, لماذا لم نسمع صوته?

ورأى أن الرئيس الأسد يريد فتح الجبهة الداخلية من أجل دخول لبنان في حرب أهلية, وهذا ما لا يريده أي لبناني, لذلك لن ينجح في تنفيذ المؤامرة التي تحاك ضد لبنان بعد هذا الانتصار.

* النائب بطرس حرب قال الخطاب لم يفاجئنا ولكننا لم نكن نتوقع منه هذا العداء المتجذر فيه لكل المطالبين بالحرية والسيادة والإستقلال وكم كنا نتمنى لو أن الرئيس الأسد وقف إلى جانب لبنان في أيام المحنة التي تعرض لها لكان أكد لنا الترجمة الواقعية لوحدة المسار والمصير, إلا أننا تعودنا على مثل هذه المواقف وكيف أن لبنان الذي يخسر وسورية تحاول دائماً قطف الإنتصارات, أما لجهة كلامه عن قوى 14 آذار ووصفه لهم بأنها منتج إسرائيلي فهذا الكلام ليس بجديد علينا لقد تعودنا عليه ولا يستأهل منا الرد.

* النائب إلياس عطا الله قال لا نعرف ما هي القضية المخفية بين النظام السوري وإسرائيل, اللذان يسعيان لخراب لبنان وتدميره والحمد لله أنهما نجحا إلى حد بعيد وبهذا الكلام التحريضي للرئيس الأسد الذي سمعناه اليوم (أمس) وكأنه يؤسس لفتنة داخلية ليجهز على ما تبقى قائماً من صمود اللبنانيين, ولكننا في هذا السياق نعده بأن لبنان سيبقى موحداً كما توحد في أيام الحرب وأن اللبنانيين لم تعد تنطلي عليهم هكذا مؤامرات, لقد جرب اللبنانيون الجميع وعرفوا هدف كل واحد منهم وخاصة سورية التي لم تطلق طلقة واحدة على جبهة الجولان لتخفيف الحصار عن اللبنانيين, من هنا يجب علينا أن ندرك مقدار الوطنية عند هذا النظام الذي يعمل في السر مع إسرائيل لهدم صيغة التعايش اللبنانية وأفضل رد على كلامه صمود هذا الشعب الذي برهن للعالم أنه شعب جبار ويستحق الحياة.

* رئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون تساءل هل كنا ننتظر من الرئيس السوري بشار الأسد أكثر من ذلك, لقد عودنا على تسجيل الإنتصارات الوهمية دون أن يطلق طلقة رصاص واحدة ضد إسرائيل, وإذا كان "حزب الله" يريد أن يهدي هذا الإنتصار له فمبروك عليه, ولكن ليسمح لي هو والسيد حسن أن نسأله أي انتصار هذا الذي دمر لبنان وشرد شعبه وقتل أبنائه.

* روجيه إده رئيس حزب السلام قال أعتقد أن بشار الأسد في خطابه هذا أراد أن يرمم علاقاته مع "حزب الله" ومع إيران خلال هذه الأزمة, لأنه حصل تصدع في هذه العلاقة, ثانياً إذا كانت هكذا تكون الإنتصارات فليقولوا لنا كيف تكون الهزائم. برأيي الحرب لم تنتهِ بعد لا من وجهة نظر إيران صاحبة قرار الحرب ولا من وجهة سورية المستفيدة من هذه الحرب ولا من وجهة نظر "حزب الله" الذي استخدم أداة لهذه الحرب ودمر ما دمر من أملاك وأرزاق اللبنانيين.

وتابع أولمرت قال: إنه بحالة هدنة والكلام عن الهدنة يعني العودة إلى الحرب ساعة يشاء, وهناك قرارت دولية أخرى وضغوط دولية أخرى, وقد أبلغ أولمرت بأنه خلال شهر سوف يتم سحب سلاح "حزب الله" وإذا لم يحصل ذلك فإن العودة إلى الحرب متوقعة. القرار 1701 يؤسس للسلام وإذا كان لا أحد يريد السلام فإن الحرب ستستمر ولن تتوقف, لأن إيران تقيم الخلافة على حساب العالم الإسلامي جميعاً, إنها حرب الأمة المفتوحة قراراها في طهران والباقي نظام دولي يحافظ على الكيانات. "حزب الله" هو حزب الأمة المنتظر وهو لا يختلف عن جيش المهدي.

* النائب أنطوان زهرا-"القوات اللبنانية. لا أعرف لماذا يريد أن يقبض الثمن ولكنني أحاول أن أسأله كم شهيد سقط له في هذه الحرب وكم منزل دمر له في هذه الحرب وكم جسر دمر له العدو الإسرائيلي المتفق معه سراً وجهاراً على تدمير لبنان, لقد تعودنا على هذه المعزوفة لبنان يقدم الثمن وسورية تسجل الانتصارات. آل الأسد: شغلتهم كيف يمكن أن يربحوا عندما يخسر لبنان. أما اتهامنا بأننا مجموعة نسيج إسرائيلية فليس له عندي سوى كلمة واحدة, لا يعتقد أن كل الناس تأخذ الأمور على قياسه وهذا الكلام مردود عليه لأنه مفصل على قياسه بالسنتمتر.

* النائب أنطوان أندراوس قال الرئيس الأسد يعيش اليوم حالة انفصال مع الدول العربية, لقد وضع نفسه في خانة إيران وهو اليوم يدعو إلى فتنة داخلية وخطابه الذي جاء بعد خطاب السيد نصر الله أخاف الناس ويجب أن يكون معلوماً لديه أن الشعب اللبناني متماسك ومتضامن أكثر من أي وقت مضى. ولكن حبذا لو سمعنا من الرئيس الأسد طلقة رصاص واحدة في مؤازرة اللبنانيين, للأسد الحق أن يعبر عن رأيه ولكن علينا كلبنانيين مواجهة تداعيات علاجه يصون وحدتنا الداخلية وأعتقد أن الشعب اللبناني يعي هذه المسألة جيداً.

 

 

نجاد: وعد إلهي يحمل دروسا وعبرا كثيرة

ايران تحتفل"بانتصار" حزب الله وتهدد بضرب قلب تل أبيب

 طهران ¯ (اف ب): هددت ايران التي احتفل مواطنوها الثلاثاء "بانتصار" حزب الله اللبناني على اسرائيل في الشوارع بضرب "قلب تل ابيب" بالصواريخ في حال تعرضت لهجوم اسرائيلي او اميركي.

وحذر رجل الدين الايراني المحافظ احمد خاتمي من "ان صواريخ حزب الله (البالغ مداها) 70 كلم حولت اسرائيل الى بلد اشباح (..) واذا ما ارادت (الولايات المتحدة واسرائيل) التعدي على ايران فعليهما ان تخافا من اليوم الذي ستضرب فيه صواريخنا البالغ مداها الفا كلم (شهاب 3) قلب تل ابيب".

واضاف خاتمي وهو من رجال الدين القلائل الذين تأذن له السلطة بالقاء خطبة الجمعة في العاصمة ان "على الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ان يدركا ان التطاول على الاسلام هو كالعبث بذيل الاسد".

من جهته هنأ الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الشعب اللبناني بانتصار المقاومة اللبنانية واعتبر انه انتصار للعزة والكرامة البشرية وقال خلال جولة في عدد من المحافظات ان انتصار لبنان هو وعد الهي ويحمل دروسا وعبرا كثيرة.

ومنذ مساء الاثنين يجول شبان على دراجات نارية في شوارع العاصمة الايرانية الرئيسية حاملين اعلام حزب الله الصفراء احتفالا "بانتصار" المقاتلين الشيعة. وصعد بعض سكان طهران الى سطوح المباني هاتفين "الله اكبر" كما هي العادة في 11 فبراير في ذكرى قيام الثورة الاسلامية العام 1979.

واعلنت السلطات ان استخدام الحافلات وقطارات الانفاق سيكون مجانيا. وتسير الحافلات وقد اضاءت مصابيحها حاملة صورا لامين عام حزب الله حسن نصر الله. وفي شوارع طهران وامام بعض الادارات الحكومية توزع الحلويات احتفالا "بالنصر" بعد وقف الاعمال الحربية صباح الاثنين.

وتوفر ايران وسورية الدعم الرئيسي لحزب الله الشيعي.

وتتهم اسرائيل والولايات المتحدة ايران بدعم حزب الله ماديا وعسكريا وانها مسؤولة جزئيا عن النزاع مع الدولة العبرية. لكن طهران تنفي ذلك على الدوام مؤكدة انها تكتفي بتقديم دعم معنوي للحزب الشيعي اللبناني.

واكد الرئيس بوش مساء الاثنين ان حزب الله مني بهزيمة في لبنان لكنه حذر من ضخامة وخطورة النزاع لو كانت ايران تملك السلاح النووي. واضاف بوش "ايران قالت بوضوح انها تسعى الى تدمير اسرائيل. ويمكننا ان نتصور خطورة هذا النزاع لو ان ايران تمتلك السلاح النووي الذي تسعى اليه.

 

 

 

 

 

 سورية فى مرمى التسوية السياسية

 استبعادها من المعمعة اللبنانية يعني أن الخيار  العسكري معها غير مطلوب لأثمانه الباهظة

 دمشق تعي أن الحرب خلقت وقائع جديدة...  ولبنان هو بوصلة الحل لشيفرات المنطقة

 خلال السنوات القليلة الماضية تبنت الولايات المتحدة سياسة حازمة تجاه سورية, لجأت إلى الضغط بوسائل مختلفة عليها لحضها على تلبية قائمة طويلة من المطالب الأميركية, نجحت أحيانا في الوصول لأهدافها وفشلت في غالبية الأحيان في تحقيق أغراضها. وكلما اقتربت واشنطن من الإمساك بتلابيب النظام السوري توفرت له وسائل للهروب من الفخاخ التي نصبت له, سواء في العراق أو لبنان. حتى نظرية الفوضى الخلاقة التى تبنتها الولايات المتحدة في حربها على العراق أثبتت عدم جدواها, وستكون تداعياتها أكثر سلبية, اذا جرى تطبيقها مع سورية التى تبدو أوضاعها الاجتماعية أعمق حساسية من نظيرتها العراقية.

لذلك من المتوقع أن يتزايد التفكير حيال البحث عن آليات جديدة للتعامل مع سورية. وتأتي هذه المراجعة انطلاقا من ثلاثة محددات أساسية:

الأول, التأكد من تأثيرات الدور السوري في عدد من القضايا المهمة بالمنطقة, فشلت الوسائل الحاسمة في إيجاد مخارج إيجابية توقف تماما مؤشرات زحف دمشق, وبدت المداخل أو الخيارات الأخرى أكثر كلفة من غيرها.

والثاني, توالي إخفاقات الولايات المتحدة في المنطقة, بدءا من العراق وحتى الصومال, مرورا بفلسطين والسودان وخلافهما من القضايا السياسية التى تتعلق بالإصلاح وأدبياته والتعاون وأدواته. أي أن فتح جبهة ساخنة ممتدة مع سورية, سياسية أو عسكرية, سيضاعف من صعوبة المشكلات الاقليمية القائمة فعلا ويساهم في تعقيد وسائل الحل في ملفات كبيرة.

والثالث, تطوير النظام السوري لعلاقاته, عربيا واسلاميا وأوروبيا وآسيويا, وتمسكه بجملة من التحالفات مع قوى متباينة. وهو ما يعتبر سندا يمكن تفعيله في أي مواجهة مصيرية.

خي¯وط متشابك¯ة

جاءت الحرب الاسرائيلية على لبنان فتكشفت مجموعة من القدرات العسكرية المذهلة لحزب الله التى فرضت على بعض الأوساط الأميركية إعادة النظر في الواقع الاقليمي المعقد, الذي تتشابك فيه الخيوط وتتقاطع فيه الحسابات بصورة تربك التقديرات وتضعف التصورات. وبعد أن كانت سورية, في الأيام الأولى للحرب, قاب قوسين أو أدنى من الدخول في المعمعة التي خلقها العدوان الاسرائيلي على لبنان أصبحت بعيدة بشهادة عدد من الخبراء والمسؤولين في كل من واشنطن وتل أبيب, وجرى الضغط لعدم جرها الى حقل الألغام في لبنان. ما يعنى أن خيار القوة العسكرية غير مطلوب في التعاطي مع دمشق لأن أثمانه باهظة. لكن من المطلوب الاسراع بفتح نافذة للهجوم السياسي عليها.

و تعزز هذا الاتجاه, على ضوء اتساع فرص الاضطرابات في المنطقة, والتأثير بالطبع على كثير من المصالح الغربية وزيادة المشاعر العربية والاسلامية المعادية للغرب, حيث ظهرت ازدواجيته في أوضح صورها عندما تراخى في اتخاذ قرار بوقف النار الفوري, على الرغم من بشاعة الجرائم التى قامت بها اسرائيل في لبنان. ناهيك عن استقواء عناصر المقاومة الاسلامية بسبب التقدم الذي أحرزه حزب الله في مواجهة آلة الحرب الاسرائيلية, والتي يمكنها الاستفادة من عاملين, أحدهما, التعاطف المرتفع مع كل من يتصدى للأطماع الاسرائيلية المدعومة غربيا. والآخر, التواصل الحدودي الذي يسمح بتدفق المؤن والعتاد وكثير من وسائل الدعم اللوجستي للمقاومة. وبالتالي تغيير مسار اجراءات القوى المناهضة في ملفات لا تزال مفتوحة.

وفي هذا السياق, كان الحرص على توسيع نطاق الحرب نابعاً من الرغبة في تحديد الأهداف الاسرائيلية وحصرها داخل لبنان, بحسبانها البوصلة أو المفتاح الذي يمكن أن يساعد في حل شيفرات أخرى في المنطقة. فاضعاف لبنان اقتصاديا كان من المتصور أن يدفع المواطنين للضغط على حزب الله الذي سيؤدي تهديم بنيته العسكرية الى التأثير سلبا على سورية. كما أن الدول العربية التى تفهمت أو رضخت لدوافع الحرب الإسرائيلية من الممكن أن تغير مواقفها, في حالة تعرض سورية للقصف, فضلا عن إعلان ايران دخولها الحرب اذا تعرضت سورية للاعتداء من قبل اسرائيل بموجب تحالف طهران الستراتيجي مع دمشق. كل ذلك سيفضى إلى خلق بؤر ملتهبة تتفاعل مع ما يحدث في كل من العراق وفلسطين, ويعيد للأذهان صورة اسرائيل المتوحشة والتصديق على الاتهامات الايرانية لها.

من هنا طفت على السطح بعض الكتابات التي رأت أن هناك ضرورة ستراتيجية في فتح ملف التسوية مع سورية.مستندة إلى حسابات المكسب والخسارة وعدد من الدوافع الظاهرة التي تفيد بأن التسوية وسيلة لتحقيق غالبية أهداف الأطراف المعنية.وأخرى خفية تؤكد أنها أداة مهمة لتحقيق المرامي الأميركية والاسرائيلية, حيث بدا من الصعوبة الوصول إليها في ظل بيئة اقليمية معقدة يصعب توقع ردود أفعالها.

وعلى المستوى الظاهر( الأول) هناك أربعة دوافع رئيسية تؤيده:

أولا,الجدوى الكبيرة لعملية فك التحالف نهائيا بين سورية و»حزب الله«, خصوصا أن الأخير نجح في التأثير سلبا على نظرية الردع الاسرائيلية التي تقوم على أساس القوة والمزيد منها هما السبيل للدفاع عن الأمن القومي.

وثانيها, التسوية أقصر الطرق لعزل ايران, لأن المفاوضات وأدبيات التسوية السياسية عموما تتعارض مع توجهات القيادة الايرانية الحالية التي دأبت على التحريض ضد اسرائيل, بل وتعالت لهجة الخطاب حتى وصلت الى الدعوة لازالتها, وأصبح كل طرف في أجندة الآخر هدفا ستراتيجيا كبيرا يسعى للنيل منه.

وثالثها, إعطاء فرصة لبعض القوى السياسية في لبنان للتحلل من الالتزامات الاقليمية ازاء الارتباط الواضح مع المسار السوري الذي لم يتأثر كثيرا, مع أن القوات السورية انسحبت من لبنان قبل عام. وقتامة سيناريو 17 أيار لا تزال عالقة بالذاكرة اللبنانية. وبالتالي ففتح الطريق أمام المفاوضات مع دمشق يساعد في تحقيق غرض لبناني ستكون له افرازات مهمة على الصعيد الاقليمي.

ورابعها, وضع حد لفصائل المقاومة الفلسطينية التى تتخذ بعض قياداتها من دمشق مقرا. وفي الآونة الأخيرة أشارت أصابع الاتهام الاسرائيلية إلى دور سورية في بعض العمليات المسلحة التي تمت ضد قوات الاحتلال في الاراضي الفلسطينية. وبصرف النظر عن هذه الدعاية, إلا أنها وجدت أصداء ايجابية في بعض الجهات الغربية. وربما يكون الهجوم على سورية بالمفاوضات وسيلة للتخلص من الأعباء السابقة التي فشلت أميركا في تحقيقها بوسائل أخرى.

 

ف¯رص وتحدي¯ات

على المستوى الثاني( الدوافع الخفية) تبدو إسرائيل حريصة على تحقيق مجموعة عميقة وبعيدة من الأهداف حيال وصول المفاوضات الى بداية طريق التسوية السياسية الصعبة مع سورية. فالدوافع التى أشرنا إليها في المستوى الأول مهمة, لكنها تظل محدودة, مقارنة بما ينطوي عليه المستوى الثاني من مكونات.

في مقدمتها, قطع الطريق على قوى المقاومة العربية من تكرار سيناريو حرب حزب الله اللبناني في كل من سورية وفلسطين, وربما تتأثر دول أخرى مثل الأردن ومصر والسعودية بما يجرى فتتزايد ضغوط الشارع على قياداته لاتخاذ مواقف راديكالية. ومن ثم تواجه اسرائيل حركات مقاومة متعددة الأوجه والانتماءات, سنية وشيعية مثلا, خصوصا أن خيار المقاومة أصبح مقنعا لقطاعات عربية كبيرة, باعتباره السبيل الوحيد لردع اسرائيل التي أضحت غير عصية على الهزيمة. وشيوع هذا النمط من التفكير يؤدي إلى استنفار شعبي واسع ضد اسرائيل يقوم على تعبئة عسكرية كبيرة وجاهزية مسلحة متطورة, تعرض ما حققته من انجازات اقتصادية وسياسية طوال السنوات الماضية, على صعيد علاقاتها مع بعض الدول العربية, للاهتزاز وربما العودة إلى نقطة الصفر, عندما كانت منبوذة قبل السلام مع مصر. وبالتالي تفشيل مشروعاتها الطموحة للتعاون الاقليمي.

ولكن بفتح أفق للمفاوضات مع سورية تقود إلى تسوية متوازنة تتمكن من تخطي العقبات السابقة, بل تثبت دعائم وأركان الترتيبات الأميركية. فما عجز الطرفان في الوصول إليه عبر الفوضى الخلاقة قد يتوصلان إليه عن طريق التهدئة الخلاقة. وفي الذهن الاسرائيلي التجربة الايجابية مع مصر. فهب أن العلاقات مقطوعة وحصل ما حصل في لبنان, فمن المؤكد أن التوازنات كانت تغيرت والمعادلات طرأت عليها تحولات كبيرة. ومع التسليم بالفوارق النسبية في الحالة المصرية ونظيرتها السورية(المتوقعة) فإن الأخيرة يمكن أن تكون أكثر فائدة في المرحلة الراهنة, لأن اسرائيل تريد أن تتحول الى لاعب محوري في المنطقة, ولن يتعزز ذلك ما لم يتم حسم الموقف مع سورية, وعلى ضوء عقبات الحل العسكري يصبح الحل السياسي هو أقصر الطرق لتحقيق أهداف اسرائيل.

ومن جهة أخرى, كانت اسرائيل تقاتل على الجبهة اللبنانية ضد »حزب الله«, وعندما تضع الحرب أوزارها بالوسائل العسكرية أو حتى الأدوات الديبلوماسية, فان الحصيلة المتوقعة هي ابعاد قوات المقاومة عن الحدود مع اسرائيل, باحلال قوات دولية أو سيطرة الجيش اللبناني على الجنوب. وفي كل الأحوال ستتراجع الأهمية العسكرية »لحزب الله«, لاسيما اذا تم حل مشكلة شبعا وحسمت لصالح لبنان. من هنا تحشر سورية في زاوية ضيقة تفرض عليها الاقدام على موقف ايجابي لتنشيط جبهة الجولان العسكرية, التي احتفظت بهدوئها خلال السنوات الماضية باعتبار أن سورية تلعب دورا مهما في جبهة جنوب لبنان. وعندما ينتفي المبرر الأخير ستكون مطالبة بحلحلة الموقف في الجولان. ويعطي التراخي مسوغات كبيرة لتوجيه الاتهامات نحو دمشق. والمرجح أن تغير وجهة الدفة, حسب التوقعات الاسرائيلية, وحتى لا يكون المجتمع الاسرائيلي تحت ضغط دائم ويخرج من جبهة ليدخل ثانية من المفيد التفاوض مع سورية.

ومن جهة ثالثة, يعطي هذا الخيار فرصة لتأجيل الملف الفلسطيني الأكثر تعقيدا وحساسية. ويستند هذا الاتجاه الى الأهمية الدينية للمستوى الفلسطيني في الذاكرة اليهودية وارتفاع حجم الإجماع على عدم الانسحاب من بعض الأماكن المقدسة, في حين أهمية الجولان أقل لدى غالبية الاسرائيليين, ويتم تكريس الاستيطان في ربوعها كورقة للحصول على تنازلات من سورية, عندما يحين وقت التفاوض معها.

وبرأي بعض المراقبين في اسرائيل أن النظام السوري الحالي أفضل من الخيارات البديلة للدخول في عملية تسوية سياسية مستقبلا. فالضغوط الواقعة عليه في الداخل ومن الخارج تفرض عليه عدم استبعاد هذا الاحتمال لتخفيفها, لكن المشكلة في الثمن الذي سيدفعه في المقابل. ووفقا للتكهنات الاسرائيلية فإن المسألة تتسم بالصعوبة الشديدة في حالة حدوث مكروه لهذا النظام أو رحيله. فهناك ثلاثة بدائل مطروحة لخلافته, وجميعها محفوفة بمشكلات لا تعطي اسرائيل الفرصة التامة لتوقيع اتفاق سلام يتناسب مع رؤاها لمغزاه وتداعياته.

فالبديل الأول, هو ظهور نظام قوي. الأمر الذي يمكنه من مضاعفة القدرات السورية, سياسيا وعسكريا واقتصاديا, والتمتع بشرعية دولية واقليمية واسعة تحرج اسرائيل وقد تدفعها في النهاية للانسحاب من الجولان.

والبديل الثاني, ظهور نظام ضعيف يهز أركان الدولة السورية ويؤدي إلى تفكك بنيتها الاجتماعية والسياسية, وفتح المجال لحدوث فوضى ستتضرر منها اسرائيل حتما.

والبديل الثالث, صعود الإخوان المسلمين للحكم. وفي ظل خطابهم التحريضي تقع اسرائيل تحت وابل من الكراهية يقود في النهاية إلى توتر دائم مع محيطها تدفع ثمنه غاليا.

وعلى ضوء المعطيات والاستنتاجات السابقة هناك فرصة كبيرة لتحويل ما يتردد في أروقة بعض وسائل الاعلام الاسرائيلية إلى واقع ملموس. وتعتمد هذه الفرصة على مكونات تتعلق بحسابات الجهات الفاعلة في هذا الملف. لكن لا يمكن تغافل أن ثمة مشكلات تقف عقبة أمام هذا الخيار. أبرزها, الحرص على عدم مكافأة سورية على مواقفها التي تضررت منها الولايات المتحدة واسرائيل. فما يعرض من تسوية في المستقبل ربما لا يلبي التطلعات السورية. كما أن تزايد نفوذ اليمين في اسرائيل ويقينه أن الحلول العسكرية أفضل وسيلة لمعالجة القضايا الاقليمية يمثل كابحا لأي توجهات نحو السلام.

وبالتالي حدوث المزيد من تضخم الترسانة المسلحة في اسرائيل. فتجربة حزب الله خلفت نتائج مهمة على هذا المستوى. علاوة على أن التسوية تنكأ جراحا أو تفتح قضايا مثيرة, مثل الاصلاح والتغيير, ومعالجة كثير من أوجه الخلل داخل سورية. وهو ما يتوقف على درجة استعداد النظام للوفاء بالاستحقاقات المؤجلة.

 

 الحرب مع اسرائيل لم تغير موقف حزب الله من السلاح

 أ ف ب - 2006 / 8 / 15

 راى محللون ان النزاع الدامي مع اسرائيل على مدى 33 يوما لم يغير من موقف الامين العام لحزب الله حسن نصرالله لجهة التمسك بالسلاح, فيما تحدث البعض عن "اخفاء" هذا السلاح كمخرج لمسألة انتشار الجيش والقوات الدولية في الجنوب. وتقول الاستاذة في العلوم السياسية امل سعد ان عمل الجيش واليونيفيل لا يكمن في نزع سلاح حزب الله, مضيفة "بين هذا الواقع وقول وزير الدفاع انه لن يكون هناك سلاح غير سلاح الجيش, يمكن الاستنتاج ان الاسلحة ستبقى مخبأة" في الجنوب. وتعتبر امل سعد خبيرة في شؤون حزب الله وقد وضعت كتابا بالانكليزية بعنوان "حزب الله: السياسة والدين". وفي قراءة لرسالة نصرالله الاثنين تستنتج ان "سكان القرى سيعودون الى منازلهم, والاسلحة ستبقى في اماكنها. وفي حال حصول اعتداء اسرائيلي جديد, يتم استخدامها".

وكرر وزير الدفاع اللبناني الياس المر انه لن يكون هناك سلاح في الجنوب غير سلاح الجيش اللبناني الذي يفترض ان ينتشر "خلال الايام القليلة المقبلة" الى جانب قوات الطوارىء الدولية بالتزامن مع الانسحاب الاسرائيلي, بحسب ما ذكر مسؤول عسكري كبير لوكالة فرانس برس. واوضح المر ان "الجيش لن يقوم بما فشلت اسرائيل عن القيام به لجهة ضرب سلاح المقاومة".

وذكرت صحيفة "الحياة" الصادرة الثلاثاء ان المخرج الذي سيعتمده مجلس الوزراء حول سلاح حزب الله يقوم على "اخفاء" السلاح جنوب الليطاني في هذه المرحلة "وصرف النظر عن نزعه او نقله الى شمال الليطاني باعتبار ان هذه المسالة متروكة للحل البعيد الامد في قرار مجلس الامن". وشدد القرار 1701 على "اهمية بسط سيطرة الحكومة اللبنانية على الاراضي اللبنانية كاملة (...) كي تمارس سيادتها كاملة, فلا يعود هناك سلاح من دون موافقة الحكومة اللبنانية". الا انه لم يحدد مهلة لذلك. ورد نصرالله الاثنين على عدد من الوزراء في الحكومة الذين طالبوا بحسم مسالة سلاح حزب الله بالقول ان الموضوع "لا يحسم بهذه الطريقة وبهذه العجلة. وانصح الا يلجأ احد الى التهويل والضغط والاستفزاز".

وتوقف نصرالله عند ما اسماه "النصر التاريخي والاستراتيجي" لحزب الله في مواجهة اسرائيل ومبادرة الحزب اعتبارا من الثلاثاء الى توزيع مساعدات من اجل البدء باعادة اعمار المنازل المهدمة مستبقا الحكومة. وقال المحلل السياسي وضاح شرارة, واضع كتاب "دولة حزب الله", "ما لفت انتباهي هو تكرار خطاب السيد حسن نصرالله لمواقف سابقة تقريبا بحرفيتها (...). وكأن الحرب لم تحصل". وقال "من ناحية الاخراج الضخم لعودة النازحين, اي الدعوة الى العودة ومحو آثار الحرب والمساعدة على اعادة البناء", يقول نصرالله ان "الحرب لم تحصل".

وفي اطار "الموقف السياسي, استعاد حرفيا كلاما قبل الحرب, وحتى قبل 14 شباط/فبراير 2005", تاريخ اغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري. وتلى اغتيال الحريري انسحاب الجيش السوري من لبنان في نيسان/ابريل 2005 تحت ضغط الشارع والمجتمع الدولي الذي كان اصدر القرار 1559 في ايلول 2004 الذي ينص على الانسحاب السوري ونزع سلاح كل الميليشيات. ويرفض حزب الله القرار 1559. ومنذ ذلك الحين, بدأت اصوات تطالب بنزع سلاح حزب الله بغية استكمال بسط سيادة الدولة اللبنانية على كل اراضيها. واكد نصرالله مرة جديدة استعداد حزبه لبحث مسألة السلاح "على طاولة الحوار".

وكان موضوع سلاح حزب الله محور نقاش بين الافرقاء السياسيين اللبنانيين على مدى اشهر في اطار جلسات "الحوار الوطني", من دون ان يتم التوصل الى مخرج. الا ان وضاح شرارة راى ان خطاب نصرالله يمكن ان يقرأ من زاويتين: "فقد يعني كلامه اننا باقون على مواقفنا وسنعود الى الحديث في السلاح على طاولة الحوار فقط". وقد يعني في قراءة ثانية مطالبته "بالحصول على هذا الستار من الدخان, اي الاحتفال بالانتصار ولعب دور بارز في اعادة الاعمار (...) لكي يتمكن من اجراء تعديلات معينة" على الموقف من السلاح. الا ان عضوا بارزا في "قوى 14 آذار" المناهضة لسوريا رفض الكشف عن اسمه راى ان موقف نصرالله يعيد الامور الى نقطة الصفر, وانه تأجيل للمشكلة مرة جديدة, متسائلا ان "كان اللبنانيون يتحملون العودة بالبلد الى ما قبل 12 تموز/يوليو والمخاطرة بانفجار جديد كالذي حصل قبل 35 يوما?".

واوضح في هذا الاطار ان اعتماد مخرج الابقاء على السلاح "مدفونا" في مناطق انتشار الجيش اللبناني يطرح مجددا السؤال الذي لم يجب عنه احد بعد "في يد من سيكون قرار الحرب والسلم?" في لبنان. في هذا الوقت, ومن دمشق, شن الرئيس السوري بشار الاسد هجوما واسعا على قوى الاكثرية في لبنان المناهضة لسوريا. وقال "ارادوا رافعة دولية لكي يبدأوا الهجوم على المقاومة ورأيناهم قبل ان تجف الدماء بدأوا بالحديث عن نزع سلاح المقاومة لكنهم فشلوا وسقوطهم لا يبدو لنا بعيدا".

 

ايران تحتفل ب "انتصار" حزب الله

 أ ف ب - 2006 / 8 / 15

 احتفل الايرانيون اليوم الثلاثاء بدعوة من السلطات ب"انتصار" حزب الله اللبناني في مواجهة الجيش الاسرائيلي. واعتبارا من مساء الاثنين جال شبان على دراجات نارية في شوارع العاصمة الايرانية الرئيسية حاملين اعلام حزب الله الصفراء احتفالا ب"انتصار" المقاتلين الشيعة. وصعد بعض سكان طهران الى سطوح المباني هاتفين "الله اكبر" كما هي العادة في 11 شباط/فبراير في ذكرى قيام الثورة الاسلامية العام 1979. واعلنت السلطات ان استخدام الحافلات وقطارات الانفاق سيكون مجانيا اليوم الثلاثاء. وتسير الحافلات وقد اضاءت مصابيحها واضعة صورا لحسن نصرالله الامين العام لحزب الله. وفي شوارع طهران وامام بعض الادارات الحكومية توزع الحلويات احتفالا ب "النصر" بعد وقف الاعمال الحربية صباح الاثنين. وتوفر ايران وسوريا الدعم الرئيسي لحزب الله الشيعي. وتتهم اسرائيل والولايات المتحدة ايران بتوفير دعم مادي وعسكري لحزب الله وانها مسؤولة جزئيا عن النزاع مع الدولة العبرية.

لكن طهران لطالما نفت ذلك مؤكدة انها تقدم دعما معنويا للحزب الشيعي اللبناني. واكد الرئيس الاميركي جورح بوش مساء الاثنين ان حزب الله مني بهزيمة في لبنان لكنه حذر من ان الحرب لكانت قادت الى نتائج اخطر بكثير لو كانت ايران تمتلك السلاح النووي.

 

الجيش اللبناني سينتشر في الايام القليلة المقبلة

 أ ف ب - 2006 / 8 / 15

 اعلن مسؤول كبير في الجيش اللبناني اليوم الثلاثاء ان الجيش سيباشر خلال الايام القليلة المقبلة الانتشار في جنوب لبنان وحتى الحدود الاسرائيلية. وقال المسؤول العسكري لوكالة فرانس برس "ليس هناك حتى الان تاريخ محدد للانتشار لكن من المتوقع ان يبدأ في الايام القليلة المقبلة". واوضح ان "هذا الانتشار سيسمح ببسط سلطة الدولة على كامل الاراضي اللبنانية" طبقا لما نص عليه قرار مجلس الامن الدولي 1701 الصادر الجمعة.

وقال المسؤول ان "هذا الانتشار سيغطي قطاعي جنوب وشمال نهر الليطاني" الذي يبعد ما بين خمسة كيلومترات و30 كلم بحسب مجراه عن خط الحدود اللبنانية الاسرائيلية. والجيش اللبناني غائب منذ عقود عن منطقة جنوب نهر الليطاني التي كان يسيطر عليها حتى الان حزب الله الشيعي اللبناني. واكد المصدر "في الجنوب سينتشر الجيش الى جانب قوات الامم المتحدة في الوقت الذي ستنسحب فيه القوات الاسرائيلية من القطاعات التي تسيطر عليها". وقالت مصادر مقربة من الامم المتحدة ان اجتماعا عقدته قيادة قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) مع ضباط لبنانيين واسرائيليين الاثنين بحث في مشروع ينص على بدء الانسحاب الاسرائيلي اعتبارا من الاربعاء. وبحسب المشروع الذي لم يتم اقراره بعد فان الاسرائيليين سيسلمون مواقعهم الى اليونيفيل على ان يتولاها الجيش اللبناني اعتبارا من الجمعة قطاعا تلو الاخر.

 

النصر و الإخفاق... في الحرب على لبنان 

أيمن شحادة - رأي حر - 2006 / 8 / 15

إذا وضعنا أحداث العدوان الإسرائيلي الأخير تحت مجهر الواقعيّة والمنطق بعيداً عن التنظير والمزايدات والمبالغات والأوهام ... فسنجد أنّ انتصارات المقاومة تلخّصت في الـ 4 بنود التّالية:

1- أنّ إسرائيل قد فشلت في تحقيق هدفها الرئيسي وهو ضرب وتدمير بنية المقاومة

2- أنّ العدوان الإسرائيلي قد فشل في ضرب التماسك الشعبي والوحدة الوطنيّة اللبنانيّة

3- أنّ المقاومة قد نجحت في توجيه ضربات صاروخيّة انتقاميّة في العمق الإسرائيلي

4- أنّ المقاومة قد نجحت في إعاقة التقدّم البرّي الأسرائيلي مسبّبةً له خسائر فادحة نسبيّاً

ولكن في المقابل هناك إخفاقات هامّة تلخّصت في الـ بنود التالية:

1- أنّ استراتيجيّة المقاومة الدفاعيّة قد فشلت في حماية المدنيّين الذين طالهم القصف في كلّ لبنان وتسبّبت بحركة نزوح وفرار من لبنان هي الأكبر في تاريخه منذ سنوات المجاعة في بدايات القرن الماضي

2- أنّ استراتيجيّة المقاومة لم تحل دون استهداف العدوّ الإسرائيلي للبنية التحتيّة على نطاق واسع من شماله إلى جنوبه، فدمّرت طرقاته وجسوره ومؤسّساته ومصانعه ومحطّاته وووو ... إلخ.، كما كان بإمكان هذا العدوّ إحداث أضرار أكبر بكثير لو أقدم على تدمير المطارات والمرافئ ومحطّات توليد الطاقة الكهربائيّة والمياه وقطاع الإتّصالات والمرافق الصناعيّة والإقتصاديّة والسياحيّة بشكل مركّز أكثر على غرار ما يقوم به في قطاع غزّة

3- أنّ استراتيجيّة المقاومة لم تحمي الوطن من تقطيع أوصاله وتفكيك مناطقه وحصاره برّاً وبحراً وجوّاً متسبّبة بعزل أجزاءه عن بعضها وعزله تماماً عن العالم الخارجي فوقع في شلل اقتصادي واجتماعي وإنساني كما لم يحدث له في أي مرحلة من مراحل حروبه السابقة حيث كانت المناطق المتوتّرة والمشلولة اقتصاديّاً على اتّصال وتواصل مع مناطق أخرى نشطة وفاعلة، هذا بالإضافة إلى عدم انقطاع الممرّات الدوليّة من وإلى العالم بتاتاً، فكانت مطارات دمشق ولارنكا بدائل لمطار بيروت عند إقفاله وكانت خطوط الملاحة البحريّة في حيويّة دائمة إذ أنّ موانئ لبنان على طول الساحل كانت تتبادل الأدوار في الأزمات، ثمّ أنّ المعابر البريّة من وإلى سوريا لم تنقطع يوماً .. فلم تتوقّف إمدادات الموادّ الأساسيّة والأوليّة والتجاريّة في يوم من الأيّام، ... أمّا الآن فالبلد مشلول ومحاصر ومقطّع الأوصال بكلّ ما للكلمة من معنى.

4- أنّ استراتيجيّة المقاومة أظهرت بأنّ ليس هناك من توازن رعب أو توازن قوى، فترسانة المقاومة وخبرتها الميدانيّة قد تكون قادرة على صدّ هجومات بريّة أو إنزالات جويّة وبحريّة إلاّ أنّها لا تستطيع أن تدمّر لإسرائيل ولا حتّى (واحد على خمسين) ممّا دمّرته إسرائيل لنا، فصواريخ المقاومة على شمال فلسطين المحتلّ تفتقد إلى الدقّة في تحديد وإصابة الأهداف وليس لها قوى تدميريّة فعليّة بالمعنى الحربي الحديث إنّما لها حتماً تأثيرات معنويّة على المستوى الشعبي ناتجة عن الخوف والهلع والإضطراب وبالتالي الفرار إلى الأماكن الأكثر أمناً أو البقاء في الملاجئ ... وذلك ينعكس سلباً على حكومة الكيان الصهيوني ورؤياها السياسيّة والعسكريّة، أمّا الضرر الإقتصادي على إسرائيل فهو غير موجود على أرض الواقع لأنّ خسائرها الإقتصاديّة يتمّ تعويضها كاملة من اللوبي الصهيوني حول العالم ومن الدول الغنيّة.

إذن نحن انتصرنا انطلاقاً من إخفاق إسرائيل في تحقيق أهدافها والفضل يعود هنا للمقاومة الباسلة ...... ولكن ألم نخفق في الدفاع عن لبنان ؟ فأعادته هذه المواجهة 50 سنة إلى الوراء ؟ ... ويمكن أن تصل بنا الأمور إلى مآسي إنسانيّة ومعيشيّة واقتصاديّة واجتماعيّة .... إذا ما بقيت الأمور على ما هي عليه الآن .. وإذا ما صعّد العدوّ دائرة أهدافه لتشمل ما تبقّى لنا من بنية تحتيّة، وإذا ما أحكم حصاره الشامل علينا وإذا ما استكمل تقطيع أوصال الوطن وتقسيمه إلى أجزاء أصغر فأصغر، عندها لن ينفعنا شيء حتّى لو أقدمت المقاومة على ضرب تلّ أبيب، فكل صاروخ للمقاومة سيقابله ربّما تدمير 20 مبنى في بيروت.

كفانا الكلام الطنّان الرنّان عن إنتصاراتنا العظيمة ... وهزيمة العدوّ النكراء .. وكأنّنا احتللنا شمال فلسطين والجولان وحاصرنا الجيش الإسرائيلي ... بينما الحقيقة هي أنّ لبنان قد دمّر كما لم يدمّر من قبل.... ولنكتفى بحصر الإنتصار في "كسر المشروع الإسرائيلي للقضاء على المقاومة"، ولنحاول الإستفادة من هذه المواجهة للعمل على خلق استراتيجيّة دفاعيّة ملائمة تحظى بدعم كافّة اللبنانيّين وبعيداً عن تحدّي وإستفزاز الأمم المتّحدة، ...فأيّ مناورة في تطبيق القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي .... سيتركنا فريسة لهذا العدوّ الإسرائيلي ليستكمل مشروع القتل والدمار ... ولكن هذه المرّة بدعم وتفهّم ومساندة دوليّة .... لنصل إلى كارثة المحظور الذي كنّا ولا زلنا نحذّر منه دائماً ........ وكفى تخويناً لكلّ من لا يتّفق مع المقاومة في استراتيجيّتها الدفاعيّة.

المعلم: نوافق على اليونيفيل في مزارع شبعا ونتقاسمها مع لبنان بعد تحرير الجولان 

 أ ف ب - 2006 / 8 / 15

 اكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان بلاده موافقة على مرابطة قوات دولية في مزارع شبعا المتنازع عليها, مضيفا ان دمشق "جاهزة للجلوس مع لبنان بعد تحرير الجولان لتحديد ما لها وما عليها". وقال المعلم في حديث الى صحيفة "الاخبار" في عددها الثاني الصادر اليوم الثلاثاء "نحن نوافق على ان ترابط في مزارع شبعا قوات اليونيفيل (قوة الطوارىء الدولية الموقتة في لبنان)". واضاف "باعتبار ان هناك تداخلا في الملكيات فان سوريا جاهزة للجلوس مع لبنان بعد تحرير الجولان لتحديد ما لها وما عليها". وتابع انه قال لرئيس الحكومة اللبناني فؤاد السنيورة "لا تقل لي 45 كلم مربع او 70 كلم مربع. خذ قدر المستطاع من الارض, فتحرير كل شبر من الارض هو مصلحة عربية. بعد ذلك نتقاسم في ما بيننا". وتنص خطة الحكومة اللبنانية لحل النزاع مع اسرائيل على وضع مزارع شبعا "تحت ولاية الامم المتحدة". وتعتبر الامم المتحدة ان مزارع شبعا سورية, وتطالب الحكومتين اللبنانية والسورية بالتوقيع على خرائط لاثبات لبنانيتها. وقال المعلم عن هذا الموضوع "ارسلنا الى الامم المتحدة مذكرة رسمية تؤكد لبنانية مزارع شبعا وهي موجودة في وثائق الامم المتحدة. هم يريدون التوقيع على خرائط, وهذا امر لا يحصل في ظل الاحتلال". ويطلب القرار 1701 الذي تبناه مجلس الامن الدولي الجمعة من الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ان "يضع وبالاتصال مع الممثلين الدوليين الاساسيين والاطراف المعنيين, مقترحات لتطبيق بنود اتفاق الطائف والقرارين 1559 (2004) و1680 (2006) ذات الصلة". ويركز النص خصوصا على "البنود المتعلقة بنزع الاسلحة وترسيم الحدود الدولية للبنان لا سيما في المناطق حيث الحدود متنازع عليها او غير مؤكدة بما في ذلك الاهتمام بقضية مزارع شبعا".

واعتبر المعلم في حديث صحافي نشر اليوم الثلاثاء ان الذين يطالبون بفتح جبهة الجولان مع اسرائيل "هم من يريدون تنفيذ مخطط" ضرب سوريا. واعتبر الوزير السوري في مقابلة نشرتها اليوم الثلاثاء صحيفة "الاخبار" اللبنانية الجديدة في عددها الثاني ان الهدف من الحرب الاخيرة على لبنان "ان تبدأ اسرائيل بقتل قيادات حزب الله ثم اجتياح الجنوب والهدف التالي كان سوريا لانها ما زالت دولة الممانعة الوحيدة في المنطقة".

واضاف "لقد خططوا لهذه الحرب واصبح هذا معلوما ونشر عنه الكثير في الولايات المتحدة, لذلك فان القائلين بفتح جبهة الجولان هم من يريدون ان ينفذ هذه المخطط". وتابع الوزير المعلم "هناك فارق كبير بين ان تقوم انت بخرق اتفاقية فصل القوات (مع اسرائيل عام 1974) وبين ان يقوم العدو بخرق هذه الاتفاقية خصوصا في ظل اختلال التوازن على الساحتين العربية والدولية".

واضاف في اشارة الى تزايد المطالبة بفتح جبهة الجولان مع اسرائيل "نعترف بوجود تصاعد في المطالبة داخل الرأي العام السوري لتشكيل مقاومة وطنية لتحرير الجولان, لكننا نشعر بان المجتمع الدولي مطالب بتنفيذ القرارين (الدوليين) 242 و338 (انسحاب اسرائيل من الاراضي العربية المحتلة). وعندما تستنفد كل الحلول لاحلال هذا السلام لا بد من الاستماع الى مطالب الشعب السوري". وبخلاف الجنوب اللبناني تشهد جبهة الجولان هدوءا ملحوظا منذ عام 1974.

 

المطران بشارة ترأس قداسا على نية اهالي دبل في بيت شباب

وطنية - 15/8/2006 (متفرقات) ترأس راعي ابرشية انطلياس للموارنة المطران يوسف بشارة، الذبيحة الالهية عند العاشرة من صباح اليوم في مناسبة عيد انتقال السيدة العذراء، على نية اهالي دبل، في المدرسة المهنية في بيت شباب ، في حضور الرئيس امين الجميل، رئيس بلدية بيت شباب ابراهيم بشارة، وفد جمعية مار منصور ورابطة آل الراعي وراهبات القلبين الاقدسين والرهبنة الانطونية وحشد من اهالي دبل. بعد تلاوة الانجيل المقدس القى المطران بشارة العظة الآتية: "نحتفل اليوم روحيا بعيد انتقال سيدتنا مريم العذراء وكلنا يعرف الوضع الذي نعيشه على المستوى الوطني وحزنكم والمكم على أحباء غابوا في هذه الحرب وكلنا يعرف المآسي والآلام التي عانيتموها نتيجة للمآسي التي حلت على لبنان. ونرفع اليوم الصلوات لله وللعذراء مريم ليخفف الله من آثار المحنة الكبرى التي نعيشها ونطلب على نية كل المسؤولين في لبنان وعلى مستوى الدولة ان يلهمهم الله ما فيه خير لبنان وسلامه وآمنه وخير ابنائه ووحدتهم".

 

مناشير اسرائيلية فوق النبطية وصور

وطنية:51/8/2006(امن)افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في صور قاسم صفا ان طيران العدو الاسرائيلي اطلق اليوم مناشير فوق مدينة صور تحذر الاهالي من العودة واخلاء المدينة الى حين انتشار الجيش اللبناني ةوالقوة الدولية. وقد القت الطائرات الاسرائيلية منشورات مماثلة فوق مدينة النبطية.

 

قداس احتفالي ترأسه الموفد البابوي في بازيليك سيدة لبنان في حريصا

الغفران الذي لا ينبع من الربح والخسارة يمكنه ان يوصلنا الى المصالحة

وطنية - 15/8/2006 (سياسة) لمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء، ومن اجل احقاق السلام في لبنان، ترأس الموفد البابوي الكاردينال روجيه اتشيغاراي في بازيليك سيدة لبنان في حريصا قداسا عاونه فيه السفير البابوي في لبنان المونسينيور لوتشي غاتي والمونسينيور فرانكو كوبولا ومطران طائفة اللاتين في لبنان المطران بولس باسيم، رئيس معبد سيدة لبنان الاب حنون اندراوس بمشاركة البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير وبطريرك السريان الكاثوليك اغناطيوس بطرس الثامن عبد الاحد وبطريرك الارمن الكاثوليك نارسيس بيدروس التاسع عشر ولفيف من المطارنة والرؤساء العامون وكهنة، وحضور الرئيس الاسبق للجمهورية امين الجميل، النائب الدكتور وليد الخوري، والوزراء السابقون: ميشال اده، ناجي البستاني، وديع الخازن رئيس المجلس العام الماروني، النائب السابق حبيب حكيم، السفير الفرنسي في لبنان برنار ايميه وحشد من المصلين، وتولت جوقة سيدة لبنان حريصا خدمة القداس الالهي بقيادة جوزف مراد. بداية كلمة ترحيبية من البطريرك صفير الذي "حيا المنظمات الانسانية الدولية التي هرعت لمساعدة النازحين والمنكوبين اثر نداء قداسة البابا".

وبعد تلاوة فصل من الانجيل المقدس القى الكاردينال روجيه اتشيغاري العظة التالية: "اتيت الى لبنان ، باسم قداسة البابا، كرسول سلام، ونحن نتلاقى مع من يجتمعون اليوم للاحتفال بالذبيحة الالهية، في الحاضرة المريمية ، في الناصرة هناك وهنا نتقاسم الآلام والقلق ورجاءات الشعوب الغارقة في دوامة حرب الاخوة، التي قال عنها قداسة البابا بنديكتوس الساس عشر :" لا شيء يمكن ان يبرر هدر الدم البريء، من اي جهة اتى (2 آب 2006) ولم ينقطع قداسته عن المطالبة بوقف اطلاق النار. لكن النزيف حاد خصوصا بينكم ، يا شعب لبنان، وثلاثون بالمئة من الضحايا لا تتجاوز اعمارهم الاثنتي عشرة سنة ، نصلي من اجل الامهات اللواتي يمطرن بالدموع عائلاتهن الممزقة، وتواكب مليون نازح خلال شهر، هاربين فوق ارض مضيافة بطبيعتها. ونشكر كاريتاس لبنان والمنظمات الانسانية من كل البلدان التي أبدت تضامنا فائقا.

ليس هنا مكان وزمان عمل تقرير كامل عن هذا الموضوع . لكن، امام الله يمكننا ان نقدر فداحة الضرر والشر وثمن العلاج الشافي المرجو. لا يستطيع اي علاج ان يشفينا ما لم يذهب الى جذور الالم ، وما لم يعترف كل منا بتواضع ان العدو ليس الآخر وحسب، بل كل فرد منا ايضا . كل منا، وكل يوم بطريقة تفكيرنا وعيشنا مع الآخرين نحدد موقفنا مع السلام او ضده . بالتأكيد، لا يمكن ان يظل تنشيط السلام عملا مصطنعا، مقتصرا على آلاف التصرفات الصغيرة. فلكي نقول وداعا للحرب، لا يكفي ان نقول صباح الخير للسلام، فبالرغم من انتقاداتنا كلها، ونفاذ صبرنا كله، علينا ان نحترم المسؤولين في المجتمع، على اختلاف مواقعهم ، اكانوا مواطنين او دوليين الذين يبذلون الجهود ليشقوا طريقا سالكا، في منحدرات السلام الحادة لجميع شعوب المنطقة حيث تتداخل اكثر واكثر مشاكل العالم اجمع.

لكن الطريق الصحيح هو روحي اكثر من كونه سياسيا، لا يصمد اي سلام تحدده اتفاقيات ما لم يرافقه سلام في القلوب . الله وحده يستطيع ان يلين القلوب المتحجرة خاصة في زمن اصبح السلام فيه ميالا الى الخصام، تاركا العنف يتسرب الى الحياة اليومية، ومسببا الخوف الذي يجعل النزعة الحيوانية تسيطر على الانسان، فيعوي عوضا عن طلب النجدة، لا دين يستطيع ان يحتجز الله دون اغضابه، فكم بالحري اذا اسر الله ووضعه في عشيرته هو، ضد الآخر، فكل ديانة مدعوة اليوم، بالحاح، ن تدعو الله " الرحوم الغفور" . ان بؤسنا البشري عميق جدا، ونحن بحاجة الى رأفة الهية اعمق ففي جو البغض الذي نتنفسه غالبا، الغفران وحده يمكن ان يوصلنا الى المصالحة ، انه الغفران الذي لا يؤدي ضريبة الزمن، ولا ينبع من النسيان، ولا من حسابات الربح والخسارة، ولا من الضعف المتواطىء، ولا حتى من الشفقة والتنازل، انه غفران لا يجرؤ الانسان المجروح، المهان، المحتقر ان يعطيه الا على مثال اله المحبة الذي ، منذ خطيئة الانسان الاول، لا يمكنه ان يحب دون ان يسامح، لدرجة ان يصير الانسان ذاته رحيما، حينئذ، وحينئذ فقط ، يطيب هواء الارض ويسكنها سلام يفيض بالفرح . نصلي من اجل كل الحروب التي تشوه وجه الله الخالق: الحروب "المنفردة" ، الحروب المنسية، والحروب المختفية, وكيف لا نعبر هنا عن تعاطفنا مع اخوتنا في العراق، حيث تتكدس الضحايا 1800 قتيل في شهر تموز فقط"! اضاف: "اذا صح ان محبتنا لشخص ما هي قولنا له:" انك لن تموت" ، فاليوم ، بعد مرور 21 سنة على المهمة التي ارسلني بها قداسة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني الى لبنان المعذب، اود ان اقول بصوت عال:" يا لبنان، انك لن تموت!".

 

الشيخ غيث: سلاح المقاومة سيبقى لردع العدوان ونزعه مطلب اميركي اسرائيلي

وطنية - 15/8/2006 (متفرقات) زار وفد من النازحين الى مؤسسات شيخ عقل الموحدين الدروز بهجت غيث في بعقلين، دارته في نيحا لشكره على ما لاقوه من حسن ضيافة ورعاية. وبعد كلمات شكر لعدد من النازحين لما قدمه الشيخ غيث لهم مثنيين على مواقفه الداعمة للمقاومة، رد الشيخ غيث بكلمة قال فيها: "الشرف الذي سطرته المقاومة في الجنوب ليس فقط للبنان بل لكل الأمة العربية والاسلامية ولكل الأمم والشعوب في الكون التواقين الى الحرية والذين "لا يخافون من بشر مثلهم كي لا يسلطوا عليهم"، فهذا المنطق وللأسف مازال سائدا في لبنان من قبل الخائفين الذين يتلقون أوامرهم من بعض السفارات والدول الكبيرة والأمم المتحدة، وزاهدين في هذه القيمة الروحية الكبيرة التي نبتت في هذه الأرض الطيبة المباركة من خلال المقاومة والتي سطرت ملاحم بطولية وأعادت الكرامة للانسان، فكل أمة وكل شعب يتمنى ان يكون لديه مقاومة كالمقاومة اللبنانية التي رفعت الرأس ، وهذا النصر بمثابة زلزال تحت أقدام كل المنحرفين والمتآمرين مهما كانوا، والحكومات التي تتآمر على شعوبها او لا تلبي ارادة شعوبها سوف تسقط كما حكومة اسرائيل، واذا كانت حكومة لبنان ليست على مستوى طموحات الشعب اللبناني وكرامته يجب ان تسقط".

وتابع الشيخ غيث: "نحن نتحدث بلغة الحق والعقل وبلغة انسانية وعقلانية، فاسرائيل لا تريد السلام وسياساتها تقوم على ارتكاب المجازر والتدمير لبث الخوف وهؤلاء واهمون. ونحن نشد على أيدي المقاومة التي سطرت البطولات ورفعت جبين الشعب والجيش وكل اللبنانيين، ونتمنى ان يلطف اللبنانيين بأنفسهم ويصروا على بقاء مقاومتهم ولا يراهنوا على حسن نوايا الآخرين عبر الاستعجال بطرح سلاح المقاومة ونزعه، وكأن هذا السلاح "بعبع" لهم ولكنه "بعبع" لاسرائيل، وحتى عندما يتحقق السلام فهذا السلاح سيبقى لردع العدوان وليس للعدوان على أحد في الداخل او الخارج، فمطلب نزع السلاح هو اميركي-اسرائيلي، والمقاومة جماعة عمل والبعض جماعة "حكي" ولبنان حريص على نفسه أكثر من حرص الآخرين عليه.

فالمطلب الأول يجب ان ينصب ويتركز على الانسحاب الاسرائيلي وعودة النازحين واعطاء الحقوق لاصحاب الأرض، قبل التسكع لاميركا ولغيرها والذي لا تصب الا في مصلحة اسرائيل". وأكد الشيخ غيث ان "القرار 1701 أعطى اسرائيل مساحة من الحرية لتقوم بما تريد، وكذلك لاميركا وسفرائها وبعض وزرائها في لبنان الذين تعاطفوا كثيرا مع اسرائيل، والخالق سبحانه وتعالى سيظلم الاسرائيليين كما ظلموا لبنان، ومكنسة القدر ستمحي كل هؤلاء، اسرائيل قوية بقوتها المادية وهي أقوى من كل الجيوش العربية لكن القوة الروحية التي شعت في لبنان ستقضي على كل القوى المادية التي لا تتقيد بقوانين الاخلاق والعدالة الالهية، والمتمسك بالحق سينتصر. وعندما يتمسك الانسان بايمانه وبحقه لا يمكن ان يهزم، فأثبتوا في أرضكم وأحموا مقاومتكم لانها عزكم وشرفكم، واذا اعتدت اسرائيل علينا ولو كان هناك قوات دولية لن تسكت عن اعتداءاتها وحقدها، بالوحدة مع جيشنا، ولنا كل الحق في الدفاع عن ارضنا، لانه ليس عندنا الثقة الكبيرة بهذه الهدنة وبنوايا اسرائيل".

 

قائد الجيش استقبل السفير الفرنسي

وطنية - 15/8/2006 (سياسة) استقبل قائد الجيش العماد ميشال سليمان في مكتبه في اليرزة، قبل ظهر اليوم، السفير الفرنسي في لبنان السيد برنارد ايمييه يرافقه الملحق العسكري العقيد لوك باتيني، وجى البحث في حاجات الجيش اللبناني على ضوء انتشاره المرتقب في منطقة الجنوب.

 

ليبانون واتش –استراليا" طالبت انان بتحقيق دولي في جرائم اسرائيل

وطنية-15/8/2006 (سياسة) بعث رئيس منظمة ليبانون واتش – استراليا خضر صالح برسالة الى الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان ومجلس حقوق الانسان في جنيف، طالب فيها ب"فتح تحقيق دولي في الجرائم الاسرائيلية في حق لبنان خلال عدوانها الاخير على لبنان". وطالبت الرسالة ب"الضغط على اسرائيل لتقديم التعويضات اللازمة الناجمة عن ضرب المنشآت والبنية التحتية اللبنانية". وحيت المنظمة في الرسالة التي وزعت نسخ منها على المؤسسات الانسانية والدولية في استراليا وخارجها، "موقف الجاليات اللبنانية والعربية والهيئات القضائية والسياسية الدولية الداعم لصمود لبنان ومقاومة ابنائه للعدوان الاسرائيلي على اراضيه".

 

المفتي قباني دعا اللبنانيين الى الالتفاف حول الدولة ومؤسساتها

الانتصار في صد العدوان مقدمة لاسترداد مزارع شبعا وتلال كفرشوبا

وطنية-15/8/2006(سياسة) رأى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد راغب قباني أن انتصار المقاومة ولبنان في صدّ العدوان الصهيوني الوحشي ووقف الحرب الإسرائيلية التدميرية على لبنان بقرار مجلس الأمن الدولي هو مقدمة لاسترداد مزارع شبعا وتلال كفرشوبا اللتين لا تزالان تحت الاحتلال منذ عام 1967 حتى اليوم. وأمل مفتي الجمهورية في تصريح له اليوم أن تسير الخطوات العملية لاسترداد هذه الأراضي من العدو الصهيوني المحتل وعودتها إلى السيادة اللبنانية وبسط سلطة الدولة اللبنانية كاملة عليها، ليعم الأمن والسلام والاستقرار جميع الأراضي اللبنانية ويعود اللبنانيون إلى بناء وطنهم ومستقبل أبنائهم. وأعرب عن ارتياحه لقرار مجلس الأمن الدولي الذي وضع بقراره رقم 1701 حداً للعدوان الإسرائيلي المدمر على لبنان مؤكداً على أهمية انتشار الجيش اللبناني على مساحة الجنوب كاملة، واستغرب عدم إدانة مجلس الأمن لإسرائيل في عدوانها وتخريبها وتدميرها لمعالم العمران في لبنان وانتهاك حرمة الإنسان وقتل الأبرياء والرجال والنساء والأطفال، وملاحقة النازحين بصواريخها الحارقة وعدم تحميل مجلس الأمن لإسرائيل مسؤولية هذه الانتهاكات في لبنان من أقصاه إلى أقصاه. ودعا مفتي الجمهورية اللبنانيين إلى الالتفاف حول الدولة ومؤسساتها والالتزام بقرارات الحكومة اللبنانية التي تعبّر عن إرادة اللبنانيين الجامعة تجاه كل الأحداث الجارية وعدم الاختلاف حولها إنقاذاً للبنان مما يُدبَّر له في الخفاء، مشدداً على وحدة اللبنانيين مسلمين ومسيحيين في هذه المرحلة المصيرية من تاريخ لبنان، لأن هذه الوحدة هي ضمانة لبنان واستمراره وعدم وقوعه في الفتن وأخطارها.

 

بوش عقد اجتماعات مع أركان إدارته حول «قوس الأزمة» في الخليج والشرق الأوسط واشنطن متمسكة بنزع سلاح «حزب الله» والتصدي لسورية وإيران

واشنطن - سلامة نعمات     الحياة     - 15/08/06//

عقد الرئيس الأميركي أمس سلسلة اجتماعات في وزارتي الدفاع (بنتاغون) والخارجية مع كبار المسؤولين في الادارة، وخبراء في الشؤون العسكرية والأمن القومي، تركزت حول «قوس الأزمة» الممتد من الخليج العربي الى الشرق الادنى، في اشارة الى الوضع المتأزم في العراق، والمواجهة مع ايران بأبعادها الاقليمية التي «اشعلت الحرب بين اسرائيل من جهة وحزب الله وحماس من جهة اخرى».

وقال مسؤول في مجلس الامن القومي لـ «الحياة» إن الادارة الاميركية «لا يمكن ان تفصل التصعيد العسكري والامني في المنطقة عن المواجهة السياسية مع المجتمع الدولي وكل من ايران وسورية الداعمتين للارهاب وسعي طهران الى الحصول على اسلحة دمار شامل». وأضاف إن الاحداث خلال الشهورالاخيرة «أثبتت، بما لا يرقى اليه الشك، ان ايران تسعى الى هيمنة اقليمية على دول المنطقة من خلال تحريك حلفائها السوريين والارهابيين بمن فيهم حزب الله وحماس». وأوضح ان الرئيس (جورج بوش) تعهد عدم السماح لإيران بإمتلاك اسلحة نووية، كما تعهد «محاسبتها ومحاسبة سورية لدعمهما الارهاب وعملياتهما التخريبية في المنطقة».

وأكد المسؤول ان بوش الذي التقى أمس نائبه ديك تشيني ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس «متمسك بضرورة نزع سلاح حزب الله نهائياً واتاحة المجال للحكومة اللبنانية الشرعية لفرض سيادتها ونشر قواتها في الجنوب».

وتعليقاً على احتفالات «حزب الله» بالإنتصار على الاسرائيليين، قال المسؤول إن «حزب الله هو الذي سينسحب اولاً من جنوب لبنان وهو الذي سيجبر على نزع سلاحه في نهاية المطاف وليس الاسرائيليون الذين سيحتفظون به». واضاف ان الادارة «تتفهم ان يحتفل اللبنانيون لأن المجتمع الدولي قرر نزع سلاح تنظيم ارهابي واستعادة السيادة لبلدهم وحكومتهم الديموقراطية».

وكان الناطق باسم البيت الابيض توني سنو قال إن الادارة تأمل بأن تلتزم اسرائيل و «حزب الله» وقف النار وان يكون لدى الحكومة اللبنانية «الصدقية لتنفيذ القرارات الدولية». واضاف ان وقف النار «يبقى حبراً على ورق يحدد الطريق الى امام لكن العمل الفعلي يعود الى ما تفعله الأطراف على الارض». واضاف ان «لدى الشعب اللبناني رأياً في ما يحصل كما للحكومة اللبنانية دور تلعبه وللحكومتين السورية والإيرانية وحزب الله والإسرائيليين أدوار وسنرى كيف تتطور الأمور في الساعات والايام والاسابيع المقبلة».

الى ذلك، اتهم الجيش الاميركي في العراق أمس اطرافاً ايرانية بتدريب وتسليح «جماعات شيعية متطرفة» كي تنفذ اعمال عنف في البلاد. وقال الجنرال وليم كالدويل الناطق باسم قوات التحالف: «نحن نعرف ان هناك جماعات شيعية متطرفة في العراق تلقت تدريبات واسلحة من عناصر ايرانية غير مرتبطة بالحكومة». واضاف: «لدينا معلومات انهم زودوا هذه الجماعات اسلحة». وأكد ان قوات التحالف عثرت على اسلحة تم تصنيعها في ايران و «لدينا الأدلة التي تثبت انها ذات منشأ ايراني». وتابع: «لدينا معلومات تشير الى ان بعض عناصر الجماعات الشيعية تلقت تدريبات في ايران لكن ليس لدينا معلومات عن درجة التدريب ولا عن مدى الدعم الذي توفره الحكومة الايرانية لهم» مضيفاً «لا يوجد أي دليل لدينا بأن هناك عناصر ايرانية تنفذ هجمات في العراق».

 

حزب الله واسرائيل، من الرابح ومن الخاسر؟ 

  14 آب 2006  -الإذاعة البريطانية

دخل وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل حيز التنفيذ صباح الاثنين، ولكن هل من الممكن معرفة الرابح من الخاسر، وهل يعني تعليق العمليات العسكرية نهاية هذا الصراع؟ 

  هناك مخاوف من أن يندلع القتال مرة أخرى في المنطقة برغم وقف اطلاق النار، خاصة وأنه لم يتم بعد تجميع ونشر القوات الدولية المسؤولة عن حفظ الأمن على الحدود الاسرائيلية اللبنانية.

ويمكن لاسرائيل أن تدعي أنها حققت نصرا، اذا ما تحققت الخطوات المتفق عليها دوليا والتي تتضمن اخلاء عناصر حزب الله من منطقة جنوب نهر الليطاني، وفرض سلطة الجيش اللبناني على الحدود، ونشر القوات الدولية. ولكن احتمال وقوع حرب عصابات طويلة الأمد سوف يعني، اذا ما حدث، أن اسرائيل قد خرجت خاسرة من الحرب. ولا يمكن في الوقت الحالي افتراض ما سيحمله المستقبل بدقة، حيث أثبتت التجارب السابقة في الصراع بالشرق الأوسط أن الأمور تتغير بسرعة وبصورة غير متوقعة أحيانا.

انتقادات في اسرائيل

ولكن، ومن تداعيات الحرب الأخيرة في اسرائيل أن الانتقادات بدأت تظهر حول الطريقة التي أديرت بها المعارك، برغم وجود التأييد الكامل لشن العمليات العسكرية.  وقد خرجت قوات جيش الدفاع الاسرائيلي خاسرة من الصراع الأخير، ولايتعلق هذا فقط بأن تلك القوات خرقت القوانين الدولية باستهداف المدنيين في لبنان، ولكن الأمر يتعلق أيضا بطريقة ادراة القتال.  وما يثير استغراب الخبراء العسكريين هو عدم التكافؤ بين الحملة الجوية المكثفة التي شنتها اسرائيل على لبنان، والحملة البرية التي كانت أقل بكثير. وقال زئيف شيف المحلل العسكري في صحيفة هاآرتس الاسرائيلية ان ادارة القتال من الجانب الاسرائيلي كانت تتصف في مرحلة من المراحل بعدم الكفاءة والقصور كذلك بدا أن القيادة السياسية مترددة في قرارها، فبينما تحدث ايهود أولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي بلهجة خطابية عنيفة، بدا غير مستعد للقيام باجتياح كبير. وبدون اجتياح، استطاعت صواريخ حزب الله أن تواصل قصفها يوميا وبصورة مكثفة على أهداف في المدن الاسرائيلية. وكما قال وزير اسرائيلي، فربما يشعر الاسرائيليون بأن نتيجة الصراع كانت متعادلة، ولكنهم سيحكمون على أداء أولمرت بما يحصل عليه من ترتيبات ما بعد الحرب.

وأمام ايهود أولمرت الكثير من النقاط التي سيتوجب عليه تفسيرها للاسرائيليين.

أداء حزب الله

لم يهزم حزب الله في الصراع، ولكن اعتقاده في أهمية الصواريخ التي يملكها كعامل ردع لاسرائيل، لم يثبت فعاليته. وربما أخطأ حزب الله الحسابات عندما احتجز الجنديين الاسرائيليين لمقايضتهم بالأسرى اللبنانيين، حيث وجد نفسه معرضا لهجوم كبير.

وربما الاختبار الأكبر لحزب الله لم يحدث بعد، ويتلخص في كيفية توزيع عناصره في قرى الجنوب اللبناني التي دمرها القصف الاسرائيلي. ومن غير المعروف أيضا كيف سيتصرف الحزب تجاه وجود ألوف الجنود الاسرائيليين جنوب لبنان، وهل سينتهز الفرصة لمواصلة القتال، أم سيقبل أن تقيد يداه في الجنوب، مما قد يعني نهاية حزب الله كقوة عسكرية.

الخاسر الأكبر

الخاسر الأكبر في هذا الصراع هم المدنيون اللبنانيون، الذين عانوا في الحرب ما بين قتلى وجرحى ومهجرين، مما يضيف الى معاناتهم السابقة في التاريخ الحديث. ويعتبر صمود الحكومة اللبنانية في وجه الأزمة مؤشرا جيدا لكل من يرغب في تطبيق الاصلاحات في لبنان.وكان تحرك فؤاد السنيورة بعرض ارسال الجيش اللبناني الى الجنوب، حلا وسطا مكن الولايات المتحدة واسرائيل من قبول وقف القتال. واذا استطاع السنيورة أن يضع خطته موضع التنفيذ، فانه سيصبح أكثر قوة، ولكن على الحكومة اللبنانية أن تحل مسألة قوة حزب الله كدولة داخل الدولة.

انحياز أمريكي

وفي الصراع الأخير انحازت الولايات المتحدة صراحة الى اسرائيل في البداية، ولكن موقفها تبدل وتغير بتغير مراحل القتال. وبدلا من أن تنتظر الاتفاق على شكل وهيكلة ما بعد الحرب، وافقت واشنطن على وقف القتال.

وتحايلت الولايات المتحدة على ذلك باستخدام الالتفاف اللغوي على انهاء الصراع، إذ أسمت المرحلة الأولي مرحلة "وقف العمليات المسلحة"، يتلوها ما أسمته بـ "وقف دائم لاطلاق النيران".وهكذا شهدت لغة الدبلوماسية أكثر مراحل المرونة والمطاطية في تاريخها. وكان هدف الولايات المتحدة من وراء ذلك اضعاف حزب الله، وبالتالي اضعاف ايران الداعم الأكبر له.

ولكن ما يزال غير معروف هل حققت الولايات المتحدة هذا الهدف أم لا. 

 

إيلاف تلتقي أهالي عين إبل النازحين إلى المجهول 

الثلائاء 15 أغسطس - مي الياس

  "تركونا ونسيونا... كأننا لسنا على الخارطة"

ايلاف/أكثر من 1550  نازحا خرجوا من قرية عين إبل الجنوبية بعد ان تعرضت بلدتهم الى قصف إسرائيلي عنيف الحق خسائر كبيرة وهدم أغلب المنازل التي بناها اهلها بدموع العين، لكنهم بدأوا الاستعداد للعودة الان.

"لم نر كاميرا واحدة تدخل البلدة لتنقل آثار الدمار والخراب الذي حل بها". يقول الدكتور مارون بركات، وهو أحد شباب القرية الذين تكاتفوا وشكلوا لجنة أغاثة خاصة تعمل لأعانة أبناء بلدتهم الذين شردتهم الحرب الاخيرة. ويضيف:" لم يسأل عنا احد وكأننا من عالم اخر".

والدكتور مارون، كان بين عدد من ابناء عين ابل الذين التقتهم "ايلاف" لدى زيارتها مقر اللجنة في جامعة ال AUST حيث كان يتم تسجيل اعداد النازحين وتأمين احتياجاتهم. وقد جرى تحويل احدى غرف الجامعة الى مستودع يضم المواد التي تصل الى اللجنة من الافراد او الجمعيات الاهلية او الحكومية.

ويتحدث الدكتور مارون عن الخدمات الطبية والتي تقع ضمن دائرة اختصاصه فيقول "ان لدينا خمسة أطباء من أبناء البلدة  الذين يستقبلون كل الحالات المرضية في مستوصف تابع لنا، ويهتمون بتوفير الدواء لمحتاجيه، الا اننا بدأنا نواجه مشكلة حقيقية الان باعبتار ان أغلب ادوية الامراض المزمنة اصبحت غير متوفرة في الصيدليات ولذلك فاننا   نحاول تأمينها عبر الأقنية المختصة في الدولة."

ويضيف :" لقد خصصنا كذلك يوماً في الاسبوع لفحوصات الدم بالتعاون مع مختبرات جامعة الـ AUST التي وضعت كل إمكاناتها تحت تصرفنا.وبالاضافة الى ذلك هناك عشرات المتطوعين من شباب البلدة الذين يعملون ليلاُ نهاراً لتأمين كافة إحتياجات العوائل النازحة. كما يوجد لدينا ايضا أطباء آخرين من عين إبل قاموا بمساعدتنا قدر الإمكان مثل د. بول بركات وهو طبيب نسائي تبرع  بمعاينة وعلاج  نساء عين إبل وتامين اماكن لهن في المستشفى مجان عند الحاجةا" .

ويسرد لنا  د. مارون قصة تشكيل اللجنة ونزوح اهل البلدة كما حدثت بالتفصيل:"نحن أعضاء في نادي شباب عين إبل في بيروت، ولدينا جمعية خيرية إجتماعية ايضاً، ولكننا نحن كشباب نجتمع في النادي بالعادة، وأول إجتماع لنا كان يوم 13 تموز(يوليو) وهو اليوم التالي لخطف الجنديين الإسرائيليين من قبل حزب الله، اجتمعنا واتصلنا بأهالينا في القرية للإطمئنان عليهم بعد ان كانت اسرائيل قد بدأت ضرباتها الجوية ولكن على نطاق ضيق، يومها كان كل شيء لا يزال على ما يرام، الا ان الوضع تغير بعد يومين خصوصا عندما لاحت ازمة الشح في الخبز، فقررنا البدء بجمع المواد الغذائية لتأمينها لهم، لأننا ندرك أن القرية لا تملك مخزوناً غذائياً يكفيها، ولا يوجد فيها سوى بقالة صغيرة لا يمكن ان تحتوي مخزوناً غذائياً يكفيهم اكثر من بضعة ايام. وكنا نرى كاريتاس عاجزة عن الوصول اليهم بسبب القصف في وقتها، فقررنا ان نجمع ما يمكننا من مواد غذائية، وبمساعدة معارفنا والجمعيات الأهلية والأحزاب، وننطلق نحن لأيصالها الى أهلنا بأنفسنا".

ويكمل د. مارون بتأثر: " ربما هو قرار انتحاري نوعاً ما لكنه كان الحل الوحيد المتاح أمامنا لنجدة أهلنا. كنا قد إستكملنا جمع المواد اللازمة وقررنا ان ننطلق صباح اليوم التالي الى هناك، الا انا تلقينا اتصالا هاتفياً فجرا من أحد شباب الضيعة ينصحنا بعدم الذهاب الى عين ابل لأن الاهالي يستعدون للنزوح الى بيروت بعد ان اصبح الوضع لا يحتمل هناك.وفي اليوم التالي بدأت القوافل تصل تباعا. كل 50 – 70 سيارة تنطلق معاً، منها وصلت ليلاً ومنها وصلت فجراً. لم ننم وقتها، وكنا نستقبلهم على الطريق ونمدهم بالحصص الغذائية التي كنا قد جمعناها، وكنا نرى الأطفال يشتهون قطعة الخبز".

وأضاف :" سجلنا كافة المعلومات الممكنة على الارض لكي نتمكن من متابعة هذه العوائل قدر الإمكان. وبذلنا قصارى جهدنا لكي لا ينتهي المطاف بهم في المدارس، فتوزعوا على منازل معارف او أقارب لهم في مختلف مناطق بيروت، وهناك من لجأ الى إهدن، حيث أرسلنا 9 عوائل الى احد الاديرة بترتيب من الوزيرة نائلة معوض، كما ساعدتنا مطرانية الكاثوليك أيضاً في إيواء 12 عائلة - لأن سكان عين إبل ينتمون لطائفتي الكاثوليك والموارنة-  وهناك عوائل تكدست في منازل الاقارب والاصدقاء. لكن الحمدالله مضت الامور على خير."

وحسب ما روى الدكتور مارون، "فأن إستهداف القرية بدأ في 16 تموز(يوليو)، وأمضى الجميع ليلتهم في زوايا البيوت وسط الظلام ، فقد بقي الموتور يؤمن لهم الكهرباء لمدة ساعتين يومياً لثلاثة ايام، ثم انقطعت الكهرباء تماماً، لان المسؤول عن الموتور بات يخشى الخروج من الملجأ لتشغيله، بسبب كثافة القصف على البلدة، ومرت الايام ثقيلة عليهم، وبحلول 19 تموز، كان الوضع هناك قد ساء جداً. وبعده بأيام انقطعت التلفونات ولم نعد ندري ماذا يحدث لهم، لان بطاريات الهواتف الخلوية فرغت ولا توجد كهرباء لشحنها، بالاضافة الى ان الهواتف الارضية توقفت عن العمل. "

ويضيف انه  "في ليلة من الليالي كان القصف شديداً ومباشراً، تهدمت بسببه عدة منازل في القرية، والناس هناك مذهولة تتساءل لماذا تستهدف قريتهم تحديداً وهي قرية محايدة، وليست طرفاً في هذه الحرب ، ولا يوجد ما يبرر هذا القصف المركز على منازل الأهالي. وبحلول السادس والعشرين من تموز باتت القرية تعيش كل ليلة في جحيم النيران المعادية، ولم يعرف خلالها الاهالي طعم النوم ولو ثانية خلال الليل او النهار، كما بدأ مخزون الغذاء بالنفاذ، لا سيما ان المنازل بمجملها غير مهيأة للحروب ومفتوحة، الا ان العناية الإلهية وحدها هي التي انقذت السكان من الموت لان المنازل تهدمت وهم في داخلها لكننا لم نفقد احداً وكان هناك اربعة جرحى فقط اصاباتهم طفيفة."

وتابع قائلا انه "بعد هذه الايام الصعبة التي مرت على ابناء القرية وصلهم خبر ان بلدة (رميش) المجاورة لهم تستقبل النازحين من البلدات المجاورة الأخرى كعيتا الشعب، وهي لا تعاني من قصف مكثف او مباشر، وهناك دير يبعد عن عين ابل 3 كيلو مترات، فقرر سكان البلدة التوزع بين النزول لرميش في ضيافة جيرانهم وهي قرية سكانها من المسيحيين ايضا، وبين المبيت في الدير، على اساس ان يعودوا لعين ابل بعد ان يتوقف القصف.لكنهم لم يتمكنوا بعدها من العودة الى عين إبل،  فتوجهوا الى بيروت  بمواكبة الصليب الأحمر وتحت نيران القصف الاسرائيلي الذي استهدف موكبهم الذي انطلق من رميش مرورا بالناقورة ، صور ثم صيداً ، الى الشوف ثم الى بيروت، وقد استغرقتهم هذه الرحلة 9 ساعات تقريباً.ولأن أغلب من تركوا منازلهم تركوها على اساس انهم عائدون اليها في اليوم التالي، فقد وصلوا الى بملابس النوم، بدون اي مال او متاع، او حتى اوراق ثبوتية".

تعتيم إعلامي غير مفهوم

 مويكمل الدكتور بركات مارون بحضور عدد من شباب البلدة الذين تجمعوا في مقر نادي شباب عين إبل قائلا  "ان هناك علامة استفهام كبيرة لدينا، فنحن نتابع جميع المحطات بشكل متواصل، ونراهم يصلون عيناتا، ويدخلون الى قلب بنت جبيل ويصورون القرى في المنطقة لكنهم لم يدخلوا عين ابل مرة واحدة ليصوروا ما حل بها من دمار وكأنها غير موجودة على الخارطة، ومن أول الحرب لليوم لم تذكر عين إبل الا بخبر حول نزوح الأهالي، لم يذكر احد ماذا حدث في عين إبل بعد ذلك.وجربنا ان نستسفر حول اسباب التعتيم، لم نجد جواباً شافياً، ويبدو ان هناك تعليمات معينة حول ما يسمح لهم بتغطيته وما يفترض بهم ان يتجاهلوه. فمثلاً، تلة مسعود التي تعتبر من أراضي عين ابل لم تذكر كجزء منها، لكن ما هو السبب الاساسي لهذا التجاهل لا اعرف؟  اكيد هناك شكوك ولكني لا اريد التحدث عنها."

 وفي دردشة مع اهالي عين ابل جى الحوار التالي:

- لماذا ضربت عين إبل تحديداً في العمق ؟

أعتقد هذا بسبب جغرافية عين إبل، لأنها منطقة جبلية، ولا تزال تحافظ على ثروتها الحرجية، وهي عالية، وتطل على إسرائيل، والمقاومة الإسلامية جاءت وأستقرت منذ عام 2001 في أحراج الضيعة ، التي قدمتها لهم البلدية بإعتبار انهم يساهمون في حماية لبنان، وأقام حزب الله في أحراجها مربعاً  أمنياً لم يكن مسموحاً لنا أن نعرف ما يحدث فيه.أما لماذا استهدفت تحديداً لا ندري، ربما بسبب التواجد الطويل لحزب الله في احراجها.

هل لديكم اي علم إذا كانت هناك بطاريات صواريخ أرادت إسرائيل تدميرها؟

لا نعلم، فوقت القصف لم يكن احد يستطيع ان يميز ما يحدث حولهم،اي اذا كانت هناك اي صواريخ تنطلق من احراجهم ام لا، لم يكن أحد يتجرأ على الإقتراب من نافذة  في وقت القصف.

هل لديكم فكرة عن حجم الأضرار التي تعرضت لها البلدة؟

حسب احصائيات البلدية، عين إبل فيها 410 منازل، 80 منزلا منها تهدمت كلياً، 200 منزل تضررت   ولم تعد صالحة للسكن، والباقي  اضرار طفيفة.

هل بقي احد هناك؟

 نعم هناك مجموعة من الشباب تنام ليلاً في رميش وتنزل نهاراً الى عين إبل، لتفقد حجم الاضرار.

علم تتوقف الدردشة مع الاهالي النازحين ، بل انضم ايها بعض الذين نزحوا في وقت متاخر وجاؤوا حاملين صور لحجم الدمار الذي لحق بمنازل عين إبل ... وقد خصوا ايلاف بهذه الصور بعد ان غابت كاميرات وسائل الإعلام عن بلدتهم، فقرروا أن يتولوا بأنفسهم توثيق مأساتهم، كما تولوا من خلال تكاتفهم إعانة أهاليهم وحفظ كرامتهم. ويحدثنا جو عتمة وهو خبير كومبيوتر واستاذ جامعي، عن الية تسجيل ومتابعة كل ما يتعلق بالنازحين، واعدادهم واماكن تواجدهم، والحصص الغذائية والدوائية ومختلف المستلزمات الاخرى، مشيرا الى ان كل هذا يتم عبر قاعدة بيانات قام ببرمجتها خصيصاً لتوفر كافة انواع الاحصاءات والمعلومات اللازمة لعمل اللجنة بشكل فعال ومحترف. ويرى  ان أكبر إنجاز تحقق لهم هو " أن الاهالي الذين نزحوا من ضيعتهم وجدوا من كان بإنتظارهم، واستقبلوهم في منازلهم دون الحاجة للوقوف على أبواب المستوصفات او المدارس، بحثاً عمن يؤمن لهم الاكل، والفرش وغيرها من المستلزمات". واضاف بأن" كل هذا كان جاهزاً لأننا تحسبنا له، وربما سبقنا الدولة في تحضيراتنا".وتحدث جو عتمة عن الجوانب الأخرى التي تهتم بها اللجنة، ومنها الجانب النفسي للنازحين، وترتيب الاحتفال بعيد انتقال السيدة العذراء وهو طقس سنوي مقدس لدى جميع اهالي البلدة، يعرف محلياً بـ " زياح عيد السيدة (مريم العذراء)". جو يقول انه "في السابق كانت تصاحب الاحتفالات الدينية مهرجانات فنية وتعقد حلقات الدبكة لساعات في البلدة. لكننا اكتفينا هذا العام بالصلاة. لكن المهم ان عين ابل باقية وسنعود اليها بمجرد ان تفتح الطريق لإعادة بناء ما تهدم من جديد".

 

وهم الإنتصار الإستراتيجي 

الثلائاء 15 أغسطس – ايلاف - كامل السعدون

-1- كما توقعنا وتوقع الكثيرون، وكما هم القادة والأشياخ والجنرالات العرب الزائفون، خرج لنا سماحة السيد معلنا إنتصاره الإستراتجي على إسرائيل، وهو لا بد وأن يكون إستراتيجيٌا ولو بالخيال أو الوهم، لأن مثل هذه الكلمة أثقل وزنا في آذان الرعاع من كلمة نصر عظيم أو نصر كبير( والتي صارت بلا طعم لكثر إستعمالها من قبل قادة الحرب العرب المهزومون دوما )، مضافا إلى أنها تحمل بعض الغموض الضروري لتدارك الخيبة، وتحرم الأنصار من جموع الرعاع فرصة التساؤل عن هذا البعد الإستراتيجي خشية إفتضاح جهلهم.

وطبعا إعلان النصر والإحتفال به والتغني بأمجاد صانعه الفذ المنصور بالله، هو ضرورة قصوى اليوم قبل الغد، خشية أن تلتفت الناس إليه وتحاسبه وتسائله عن هذا الذي حصل وعن ضرورة بقاء سلاحه بعد أن أقرت الحكومة الشرعية الممثلة لكامل الشعب اللبناني وبالإجماع على قرار الأمم المتحدة الذي أنهى الحرب مع إسرائيل.

هو ضرورة قصوى وملحة، فبغير نصر ولو بالخيال، لا يتبقى في يد الزعيم المنصور بالله اي ورقة تبرر إبقاء السلاح وهيئة الأركان، ومثل هذا معناه موت الحزب وضياع أمجاد عشرون عاما من إرتهان الدولة بالمشاركة مع الشقيقتين إيران وسوريا.

وبغير إنتصار ولو بالخيال والحلم، لا يبقى لإيران أي منفذ لتمرير طموحاتها الإمبراطورية التوسعية في الشرق العربي، ولا يبقى لسوريا ( والتي تحولت وبمنتهى الصفاقة والبؤس وللأسف إلى مجرد بوق كبير لإطراء نصر الله، لمجرد إرضاء إيران وإبتزازها، بعد أن جفت ينابيع الإبتزاز الخليجي منذ زمن بعيد )، لا يبقى لسوريا أي منفذ ولو ضيق للعودة إلى لبنان لإرتهانه وسرقة خيراته والعبث بمقدارته.

-2-من العدل ان نقول أن مقاتلي حزب الله قاتلوا بمنتهى الكفاءة من انفاقهم ومغاورهم ومن بيوت الناس الأبرياء، ولهم الحق في ذلك فإيران التي جهزتهم بأفضل وأحدث ما في ترسانتها من الصواريخ، لم تجهزهم بسلاح مقاوم للجو أو بطيران داعم، وبالتالي ما كان لهم إلا ذلك وقد أجادوا في القتال وأبدعوا في تكتيكاته.

وقد سبقهم إلى ذلك مقاتلوا الفيتكونغ في ستينات القرن الفائت ونجحوا لاحقا وبدعم من فيتنام الشمالية والإتحاد السوفييتي والصين في تحرير ارضهم وطرد الأمريكان.

وفعل الأمر ذاته مجاهدوا إفغانستان حتى حرروا بلدهم من الإتحاد السوفييتي.

علما بأن امريكا والإتحاد السوفييتي أقوى بكثير من إسرائيل كما وأن الفيتكونغ والمجاهدين الأفغان كانوا يتلقون الدعم المفتوح المتواصل من دولٍ عظمى وأخرى ثرية ( السعودية ودول الخليج في حالة إفغانستان ).

وإذن فقد كان النصر فعلا كبيرا وكان ناجزا من حيث أنه إنتهى بتحرير أرض وإقامة دولة، ويمكن أن يقال عنه أنه إستراتيجي لجهة المتغيرات الكبيرة في كامل جنوب شرقي آسيا في حالة فييتنام، أو في نهوض ما يسمى بالصحوة الإسلامية في حالة إفغانستان.

ونضيف... كان الفيتناميون يقاتلون في أدغال بلادهم، بذات الحين الذي كان فيه مفاوضهم يفاوض الأمريكان في باريس.

وطالت المفاوضات، وأستمرت الحرب سنينا وسنينا، حتى ضج العالم كله وأنتصر الفيتناميون وكسبوا الأرض والقرار وحرية بناء الدولة على أساس قناعاتهم الآيديولوجية الوطنية.

أما الأفغان فقد كانوا يتلقون الدعم ويدعى لهم بالنصر من على آلاف المنابر في مشارق العالم الإسلامي ومغاربه، وكان لديهم إجماعهم الوطني، ولديهم قضية حقيقية كبيرة وسامية وهي قضية وطن وأرض وثقافة لا يريدون لها أن تظل مستباحة للغريب الأجنبي.

فأين هذا من نصر حزب الله الإستراتيجي الموهوم؟

وأي منجز أنجز هذا التنظيم المخترق للحمة اللبنانية، بل أي منجز ننتظر أن يُنجز بعد أن جفت الأقلام وطويت الصحف بصدور قرار مجلس الأمن الذي سينزع السلاح ولو عنوة إن لم تقدر الحكومة اللبنانية سلما على نزعه.

-3-بم تختلف حالة حزب الله عن حالات جميلة عديدة كبيرة مثل الثورة الجزائرية أو الفيتكونغ أو حتى ثوار ساندينيستا في نيكاراغوا أو المجاهدين الأفغان؟

اولا :

حزب الله لا يمتلك قضية جادة حقيقية كبيرة واضحة المعالم وذات بعد وطني لبناني أو حتى بعد قومي عربي، فمزارع شبعا أو تحرير سمير القنطار ورفاقه، لا يستدعي ابدا شن حرب كبيرة كتلك التي حصلت والتورط في مواجهة حاسمة أستمرت لما يفوق الشهر وفرضت على لبنان وشعبه وحكومته وأرضه أعباءٍ رهيبة ثقيلة.

لهذا فالحرب في الأساس غير مبررة وهي إعتداء صارخ على دولة ( شاء الإسلامويون أم أبوا ) وهي قائمة معترف بها من العالم كله، ومن أغلب دول الجوار وجلّهم من العرب ( ولا يهمنا أو يهم العالم أو إسرائيل زعيق الأبواق الإسلاموية بأنها لا أكثر من كيان غاصب دخيل )، وإذن فالعدوان عدوان وإن كان قتل بقرة خارج حدود البيت اللبناني.

ثانياً :

حزب الله لا يملك الشرعية الوطنية الموحدة المستقلة المتفق عليها من قبل كل الأطراف، وهو لا يمثل الشعب اللبناني مضافا إلى أن هذا الشعب ليس محتلا ولا يفتقد للهوية الوطنية الحرة المستقلة، بل لديه دولة وهوية وعلم وطني وجيش وطني، وبالتالي فلا حق لأي عصبة أو منظمة أن تغتصب قرار الدولة وترتهن البلد كله لخياراتها.

وبالنتيجة فما فعله حزب الله من إعتداء صارخ على اراضي الغير وأختطاف وقتل بضعة من جنودهم، فإن مثل هذا الفعل هو قرصنة في العرف الدولي ولا يعدو كونه غزوة قبلية غير شرعية تذكر بغزوات قبائل العرب ايام الجاهية والإسلام بذات الآن أو غزوات رفيقه اللدود بن لادن والزرقاوي التي أثارت القرف والإشمئزاز والنفور في العالم كله.

ثالثا :

لا نضيف جديدا إذا قلنا أن من اخطر وابرز المؤاخذات على الإفتعال غير المحسوب للحرب من قبل حزب الله، هو تبعية هذا الحزب لقوى غير لبنانية، وتلك القوى كانت ولا زالت و( نظنها ستبقى إلى حين ) الداعمة والمساندة بل والصانعة له، وهذا ما جعل الأغلبية اللبنانية تنكفيء بعيدا عنه ( وإن بصمتٍ خشية إنتقامه العاجل بحكم ما في يده من حطب حرب داخلية لا تبقى ولا تذر ).

وذات تلك النقيصة، افقدته دعم عمقه العربي والإسلامي من شعوب وحكومات، بإستثناء الرحم الإيراني والقابلة السورية ومن وراءهما جموع الغوغاء من المفلسين من القومجيين والإسلامويين، وكلا هذين الفريقين، يعيش في زمن ليس بزمنه وهو في الأصل مقيم في كم هائل من دور العجزة التي هي مقرات الأحزاب التي تضم جموع الأميين، ومقرات الصحف التي لا تجد من يقرأها غير محررها وأعضاء حزبه البائس.

رابعا :

وكما افتقد هذا الحزب لغطاءه الوطني ولشرعية جهاده في الداخل اللبناني، مضافا إلى فقدانه لدعم الحاضن القومي العربي، وفقدانه للدعم الإسلامي عامة ولدعم الشعوب في العالم الثالث بل والأول حتى، مضافا لكل هذا، لم يكن الحاضنين القومجي والطائفي لهذا الحزب جادين في دعمه، بل حاولا جهد الإمكان التكسب من وراء مقاومته، ونذكر كيف ان السنيورة كما وقادة العرب، لم يعيروا الحضور الإيراني والسوري ممثلا بشخصي ( متكي والمعلم ) إلتفاتا، كما أن توسلات البلدين لجذبهما إلى طاولة الحوار لم تفلح على الإطلاق، إذ كان الأمريكان والأوربيون حازمون في هذا المنحى.

وإذن : فلا شرعية الغزوة القبلية، وإنتفاء القضية وغياب الغطاء الوطني من الصغار والكبار وأهل الجوار وأهل الوطن مضافا لعدم جدية الحواضن الخارجية البائسة وإفلاسها وترددها، جميع هذا افقد حزب الله أي إمكانية لأن يحول الفعل العبثي إلذي حصل إلى فعل أخلاقي هادف رصين مبارك.

وبالنتيجة فلا يمكن لهكذا عبث إلا أن يكون إنتحارا، والإنتحار لا يمكن أن يفرز نصرا ولو شاحبا ضئيلا.

-4-طيب... لنناقش هذا النصر الإستراتيجي الذي أهداه حزب الله لجمع من الأطراف، بينها الأمتين العربية والإسلامية والشعب اللبناني والشقيقين الإيراني والسوري ؟

لقد خسر حزب الله موطأ قدمه في الجنوب خسارة تامة ناجزة. خسره لتربحه ثانية الدولة اللبنانية بجيشها وشرطتها ومدارسها ومناهجها ودوائرها الرسمية، وليس هناك أي فرصة لهذا الحزب أو لأشياخ إيران أن يعودوا إلى تلك الأرض ثانية، لأن إسرائيل والعالم كله، وقبل هؤلاء لبنان نفسها، لن تسمح بذلك.

لقد خسر حزب الله كما هائلا من السلاح والعتاد والرجال والبيوت والمدارس والمؤسسات الخاصة ووووو، وتلك الخسارة ستنعكس بالضرورة على هذا القدر الكبير من الحرية والإستقلالية الطائفية لهذا الحزب في التصرف في ما امتلك من ناس ومقدرات ومؤسسات وأموال وحريات سواء في الجنوب أو في عاصمته الطاهرة التقية المدمرة في الضاحية. بغير سلاحه وإعلامه الذي يذكر بإعلام غوبلز والصحاف، لا يستطيع هذا الحزب المحافظة على مكاسب السنوات التي خلت، وحيث أن النصر الحقيقي الجدي قد إنعدم، فلا نظن أن كذبة النصر يمكن أن تعوض عن الكارثة الحقيقية القاصمة.

لقد إنتبه العالم كله إلى التدخل الإيراني والسوري في لبنان وأجمع كباره من امريكان وأوربيين وروس مضافا إلى العرب، إلى أن من الضروري للجميع المشاركة في تقوية وتعزيز الحكومة الوطنية الشرعية المنتخبة في لبنان، وضبط حدود هذه الدولة وإعادة ترسيم ما لم يرسم بعد ومع كل الأطراف وبينها سوريا، وبالنتيجة فقد خسرت القابلة السورية ومن وراءها إيران، خسارة كبيرة بإنغلاق بوابات التهريب والإمداد غير الشرعي للسلاح إلى حزب الله. فإن كان هذا النصر هو ما يعنيه حزب الله، اي عودة السيادة والحرية والكرامة الوطنية اللبنانية لأهلها، فبارك الله به وإذن فليس عليه إلا أن يعيد السلاح إلى مشاجب الدولة اللبنانية المنتصرة وحدها في هذا العراك العبثي السخيف، فإن إمتنع فأن إسرائيل والعالم كله سيجمع على تصفيته ولو بالقوة، وعندها تكون الخسارة اكبر من تلك التي حصلت.

 لو كان هذا هو النصر الإستراتيجي الذي عناه السيد نصر الله، فإنه فعلا نصرٌ إستراتيجي كبير.

لكن أيعقل أن ينتحر الحزب لتنتصر الدولة؟

كامل السعدون

أوسلو في آب 2006

 

دعا في خطاب "ناري" لم يوفر فيه أحداً إلى تحويل  الانتصار العسكري في لبنان إلى انتصار سياسي/ الأسد: الأكثرية اللبنانية "منتج  إسرائيلي"...وسقوطها غير بعيد

 دمشق-الوكالات: دعا الرئيس السوري بشار الأسد الى تحويل "الانتصار العسكري في لبنان الى انتصار سياسي" وشن حملة عنيفة على قوى الاكثرية في لبنان من دون ان يوفر الدول العربية التي انتقدت سياسة "المغامرات".

ووجه الأسد في خطاب ألقاه امام المؤتمر الرابع لاتحاد الصحافيين في دمشق تحية حارة الى »حزب الله« وقال ان "المقاومة الوطنية اللبنانية ضرورية بمقدار ما هي طبيعية وشرعية" معتبرا ان "المعركة الحقيقية ابتدأت الآن وعلينا ان نحول النصر العسكري الى نصر سياسي".

ورأى ان تداعيات ما حصل في لبنان ستتجاوز حدود هذا البلد قائلا ان المعارك الاخيرة "حققت انجازات مباشرة للبنان الا ان اعظم ما فيها انها اتت ردا قوميا على الطروحات الانهزامية التي تم الترويج لها في منطقتنا وخاصة بعد غزو العراق". وأضاف ان "المقاومة الوطنية اللبنانية سطرت بدمها وتضحيات ابنائها ملحمة خالدة في حياة الامة وحطمت اسطورة الجيش الذي لا يقهر ودفنت تحت اقدامها سياسة الاستسلام والهوان".

الا انه اعتبر ايضا "ان المقاومة ليست نقيضا للسلام بل هي والسلام جزء واحد".

وفي رد على الدعوات الأميركية المتكررة الى قيام شرق اوسط جديد قال الاسد "ان الشرق الاوسط الجديد بالمعنى الذي نفهمه والمعنى الذى نريده نحن هو الشرق الاوسط الجديد بانجازات المقاومة".

واعتبر ان الشرق الاوسط الجديد بالمفهوم الاميركي "افتضحت ألاعيبه ومؤامراته واكتشفت اقنعته وزيف مصطلحاته بشكل لم يسبق له مثيل من قبل".

وخص الرئيس السوري حيزا كبيرا من كلمته لشن هجوم عنيف على قوى 14 آذار في لبنان المناهضة لسورية والتي تشكل الاكثرية في مجلس النواب والحكومة.

وقال ان هذه القوى التي تريد "نزع سلاح المقاومة" تسعى "لايجاد فتنة في لبنان" معتبرا انها "فشلت وسقوطها لا يبدو لنا بعيدا".

وقال الأسد ان قرار مجلس الأمن الاخير شكل "رافعة سياسية دولية لهذه القوى لانه لم يعد هناك رافعة وطنية لحملها" مضيفا "ارادوا رافعة دولية لكي يبدأوا الهجوم على المقاومة ورأيناهم قبل ان تجف الدماء بدأوا بالحديث عن نزع سلاح المقاومة لكنهم فشلوا وسقوطهم لا يبدو لنا بعيدا".

واتهم هذه القوى ايضا بانها تسعى "لانقاذ الوضع الداخلي في اسرائيل وانقاذ الحكومة الحالية اما من خلال ايجاد فتنة في لبنان وبالتالي نقل المعارك باتجاه اخر من الداخل الاسرائيلي الى الداخل اللبناني او من خلال امكانية نزع سلاح المقاومة لكنني ابشرهم بالفشل".

وكان الامين العام لحزب الله حسن نصرالله انتقد مساء الاثنين المطالبين بنزع سلاح حزب الله قائلا "لم يطالب احد في الوقت الحاضر ولا حتى العدو والمجتمع الدولي لبنان بان يسارع الى نزع سلاح المقاومة" بل ان "المسألة وضعت في اطار المعالجة البعيدة الامد للحل الدائم".

كما ارجئت جلسة للحكومة اللبنانية لتعذر الاتفاق على طريقة ارسال الجيش اللبناني الى الجنوب وعلى مصير سلاح حزب الله في المنطقة العازلة بين الحدود مع اسرائيل ونهر الليطاني.

واعتبر الاسد ان "العدوان على لبنان ليس مرتبطا بخطف العسكريين بل كان محضرا له منذ زمن من اجل استعادة التوازن لاسرائيل بعد انسحابها عام 2000 او بسبب فشل حلفائها في لبنان بالقيام بالمهمة التي كلفوا بها خلال الفترة القصيرة الماضية".

وتوقع الرئيس السوري "مزيدا من الفشل لاسرائيل وحلفائها واسيادهم ومزيدا من الرسوخ للقوى الوطنية الملتفة حول المقاومة" في لبنان.

واعتبر أن الخطة »كانت محضرة قبل سنوات ويقال في الإعلام الغربي إن الإسرائيليين حضروا أنفسهم بشكل جيد لهذه المعارك ويقال أيضاً إن المخطط كان أصبح جاهزاً في يونيو وكان منتظراً أن يبدأ التنفيذ في الخريف المقبل(...) ربما لأن إسرائيل كانت قلقة على مصالح عملائها في لبنان خلال الصيف«.

وفي إشارة إلى اتفاقية وقعت بين إسرائيل ولبنان في السابع عشر من مايو 1983 بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان ولم تقر رسمياً قال الأسد: »ما يحصل الآن هو تكرار ل¯ 17 مايو هناك مجموعات في لبنان تفشل في تحقيق مخططاتها لمصلحة إسرائيل فتحرض إسرائيل للمجيء لإنقاذها من الورطة ولإلحاق لبنان بالركب الإسرائيلي مع غطاء عربي«.

واعتبر أن قوى »14 آذار« المناهضة لسورية في لبنان والتي تمثل الأكثرية في البرلمان هي »منتج إسرائيلي«.

واعتبر أن قرار مجلس الأمن 1701 »يتضمن إيجابيات وهي أن تتوقف الحرب ويتوقف تدمير لبنان وقتل المدنيين« مضيفاً »إلا أن التجربة علمتنا أن الإيجابيات تكون في الشكل والسلبيات في المضمون«.

وانتقد تحميل القرار »مسؤولية الحرب للمقاومة وهذه النقطة من الأشياء الصارخة التي لا يمكن أن نقبلها« معتبراً أن إسرائيل »هي من يتحمل المسؤولية ونضيف إليها من شجعوا إسرائيل على أن تجيء إلى لبنان ودعموها« في إشارة إلى قوى الأكثرية في لبنان.

العرب في المرمى

وفي رد غير مباشر على انتقادات ظهرت من المملكة العربية السعودية والأردن ومصر بشكل خاص على قيام »حزب الله« بأسر جنديين إسرائيليين في الثاني عشر من الشهر الماضي ما أدى إلى اشتعال الحرب على لبنان قال الأسد: »إذا كان المقاومون مغامرين فهل نقول إن سلطان باشا الأطرش وإبراهيم هنانو (بطلان استقلاليان سوريان) وسعد زغلول (زعيم وطني مصري في عهد الاستعمار البريطاني) مغامرون«.

وأضاف: »كلما حصل اضطراب يقولون لنا (لماذا ورطتمونا?) كل بلد مسؤول عن نفسه. قد يكونون قالوا هذا للمقاومة (في إشارة إلى حزب الله) إلا أننا لا نطلب من أحد أن يحارب نيابة عنا ولا مكاننا«.

وأضاف: إن على الدول العربية »ألا تتبنى رؤية العدو وألا يكون دورها على حساب مصالحنا« منتقداً خصوصاً المسؤولين العرب الذين وصفوا ما قام به حزب الله ب¯»المغامرة«.

وتابع: »إذا أراد أحد أن يلعب دورا لأسبابه الداخلية على حساب قضايانا فهذا غير مقبول« مضيفاً »لم نقرر أن نعرض قضيتنا للبيع في السوق الدولية أو أي سوق أخرى«.

أنصاف الرجال

وهاجم الأسد كذلك الإدارة الأميركية واتهمها بأنها تتبنى مبدأ الحرب الاستباقية وهو يناقض تماماً مبدأ السلام, وبالتالي »لا نتوقع سلاماً قريباً في المدى المنظور«.

ودعا إسرائيل إلى التفكير في عواقب سياستها الإرهابية تجاه العرب, موضحاً أن »الجوانب الإيجابية للحرب أنها عرت الوضع العربي بشكل كامل والمواطن الآن يرى الوضع من دون مساحيق تجميل وكما هو تماماً«.

وأضاف: »الحرب فرغت المواقف بشكل كامل ولم يكن هناك مجال لحلول وسط وأسقطت أنصاف الرجال وكل المواقف المتأخرة«.

وقال: »بدأ العمل الحثيث من أجل تعويض إسرائيل عن هزيمتها العسكرية بأي إنجاز سياسي دولي ولم يجدوا سوى مجلس الأمن الذي حولته الولايات المتحدة من مجلس لحفظ الأمن إلى مجلس لتقويض الأمن من خلال إصدار قرار يلبي مطالب إسرائيل وينقذها من ورطتها على حساب لبنان«.

وأكد الأسد في معرض هجومه المفتوح أنه إذا كان دعم المقاومة تهمة فإنه يعتبره »شرفا«.

..وهجوم على فرنسا

وحمل الرئيس السوري كذلك على فرنسا, متهماً إياها بالسكوت عن مقتل المدنيين في الغارات الإسرائيلية على لبنان فيما تحمست للمطالبة بلجنة تحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.

وقال الأسد في خطاب ألقاه في دمشق »نسأل هذا المسؤول الفرنسي المتقد حماسة تجاه سورية (الذي لم يسمه) هل سيطالب بلجنة تحقيق دولية لكي تحقق في مجزرة قانا ولا نتحدث عن بقية المجازر كما طالبوا بالتحقيق في اغتيال الرئيس الحريري?«. وتابع »أم أن السبب والدافع هو أن المتهم الأول هو سورية وهذا دافع والأن المتهم هو إسرائيل وهذا مانع, وأطفال قانا والآخرون هم من الفقراء الذين لا يستحقون نظرة من هذا المسؤول«.

وأكد أن الدول الغربية »لا تتحرك إلا عندما تتألم إسرائيل ولا تتألم إسرائيل إلا عندما نمتلك القوة«.

 

رفض القرار الدولي 1696 وتعهد الرد على الحوافز النووية الغربية في الموعد المحدد

نجاد يعلن انتصار "الأيديولوجية الإسلامية" ويطالب بشرق أوسط "لا وجود لإسرائيل وأميركا فيه

"طهران-الوكالات: أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس أن إيران تريد شرق أوسط لا وجود فيه للولايات المتحدة ولا لإسرائيل, وقال في خطاب ألقاه في أردبيل (شمال غرب) ونقله التلفزيون الرسمي مباشرة »إن الشعب الإيراني يريد إقامة شرق أوسط لا وجود فيه للولايات المتحدة ولا للنظام الصهيوني الغاصب«.

وأضاف: »إن الدول الظالمة تهدف إلى إقامة شرق أوسط جديد سيكون رهينة للولايات المتحدة وبريطانيا والنظام الصهيوني«. وقال أيضاً: »إنهم بمهاجمة لبنان كانوا يعتقدون أن بإمكانهم القضاء على حزب الله وتوفير شروط شرق أوسط جديد, لكن هذه الفكرة تبخرت«. واعتبر الرئيس الإيراني أن الايديولوجية الإسلامية هي الفائز في الصراع العسكري في لبنان وقال: بأنفسهم فقط واعتماداً على الله وحده وقف الشبان اللبنانيون ضد الأشرار وجعلوا الايديولوجية الإسلامية الفائز الرئيسي في الصراع«. من جهة ثانية أكد أحمدي نجاد أن إيران سترد على الحوافز التي طرحها الغرب في الموعد المقرر لكنها لن تعلق تخصيب اليورانيوم كما طلب. وأضاف: »كما أعلنت سابقاً سنرد على الاقتراحات الغربية لكن يجب أن يعرفوا أننا لن نتراجع ذرة واحدة عن حقوقنا المشروعة سيضطرون في النهاية إلى التسليم بحقوق الأمة الإيرانية وأن مثل تلك التدابير والدعاية لا قيمة لها بعد الآن«.

وقال أحمدي نجاد إن مجلس الأمن الدولي فقد المصداقية بعد ان أهدرت هيبته ليكون أداة في يد دول بعينها وذلك في إشارة إلى الولايات المتحدة وبريطانيا.

وتابع قائلاً إن الأمين العام للأمم المتحدة: »كوفي عنان طلب مني ألا أكون منزعجاً من قرار مجلس الأمن وأن أرد على المقترحات«, وأضاف »لقد قلت له إن هؤلاء السادة يخطئون على ما يبدو ويعتقدون أن بإمكانهم استعمال هذا القرار كعصا, إلا أن الشعب الإيراني لا يقبل بلغة القوة«.

وكان رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية غلام رضا أقازادة قال في وقت سابق أمس إن بلاده ستقدم ردها على حزمة الحوافز التي طرحها الغرب في الموعد المقرر وهو 22 من شهر أغسطس الجاري.

وأضاف في مقابلة مع وكالة الانباء الطلابية الإيرانية (اسنا) في طهران أن »الرد على الحزمة لا علاقة له بقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1696 وأن طهران ستقدم الرد في الموعد المقرر كما وعدت«.

وقال أقازادة الذي يشغل أيضاً منصب نائب الرئيس إن »القرار السياسي للإدارة الإيرانية سيرد على الحوافز« معتبراً أن اقتراحات الغرب التي تشمل حوافز مقابل تعليق تخصيب اليورانيوم, تتضمن أشياء عامة يتطلب إيضاحها أولاً في إطار المفاوضات.

يذكر أن الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن وألمانيا تهدف من وراء القرار الخاص بالبرنامج النووي الإيراني إلى حض طهران على التخلي عن تخصيب اليورانيوم لكن إيران أكدت مراراً أن برنامجها يخدم الأغراض السلمية فقط.

من جانبه أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي أن رد بلاده على العرض الأوروبي المقدم لها بشأن ملفها النووي سيكون متناسباً مع تعامل الأوروبيين أنفسهم.

ودعا آصفي في تصريحات للصحافيين عقب حضوره جلسة مجلس الشورى الإسلامي الإيراني الأوروبيين إلى نبذ لغة التهديد والوعيد بقوله »من الأفضل على أوروبا عدم اتخاذ مواقف غير قانونية وغير واقعية تجاه ملفنا النووي«. وشدد آصفي على ضرورة إعادة الملف النووي الإيراني إلى مساره الطبيعي, في إشارة إلى مناقشته في إطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا مجلس الأمن الدولي. وحول اتهام الرئيس الأميركي جورج بوش إيران بأنها تعارض إرساء الديمقراطية في المنطقة أجاب المتحدث قائلاً: »على بوش أن يجيب أنه كيف أصبح رئيساً للولايات المتحدة الأميركية بالتزوير فضلاً عن أن واشنطن لديها علاقات جيدة مع دول غير ديمقراطية«.