المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الخميس 16 آب 2007

 

إنجيل القدّيس لوقا .55-46:1

فقالَت مَريَم:«تُعَظِّمُ الرَّبَّ نَفْسي وتَبتَهِجُ روحي بِاللهِ مُخَلِّصي لأَنَّه نَظَرَ إِلى أَمَتِه الوَضيعة. سَوفَ تُهَنِّئُني بَعدَ اليَومِ جَميعُ الأَجيال لأَنَّ القَديرَ صَنَعَ إِليَّ أُموراً عَظيمة: قُدُّوسٌ اسمُه ورَحمَتُه مِن جيلٍ إِلى جيلٍ لِلذَّينَ يَتَقّونَه كَشَفَ عَن شِدَّةِ ساعِدِه فشَتَّتَ الـمُتَكَبِّرينَ في قُلوبِهم. حَطَّ الأَقوِياءَ عنِ العُروش ورفَعَ الوُضَعاء. أَشَبعَ الجِياعَ مِنَ الخَيرات والأَغنِياءُ صرَفَهم فارِغين نصَرَ عَبدَه إسرائيل ذاكِراً، كما قالَ لآبائِنا، رَحمَتَه لإِبراهيمَ ونَسْلِه لِلأَبد».

 

استجواب وهاب في دعوى الحريري

 استجوب قاضي التحقيق الاول في بيروت عبد الرحيم حمود  الوزير السابق وئام وهاب وتركه بسند اقامة في دعوى النائب سعد الحريري ضده في جرم القدح والذم, وختم التحقيق واحاله الى النيابة العامة الاستئنافية في بيروت لابداء المطالعة في الاساس.

 

مروحيات الجيش تقصف مواقع ل"فتح الاسلام"

وطنية - 15/8/2007 (أمن) أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" منذر المرعبي، ان مروحيات الجيش اللبناني بدأت قرابة العاشرة صباحا بقصف ما تبقى من جيوب للارهابيين في مخيم نهر البارد بعد هدوء حذر استمر منذ فجر اليوم، فيما تواصل المدفعية قصفها على ملجأ ابو عمار.

 

النائب الحوري: هل يقبل شرع الله كلما نطق احدهم بموقف ما ينبغي على اهلنا في بيروت والمناطق ان يدفعوا ثمن الابتهاج؟

وطنية-15/8/2007 (سياسة) أدلى النائب الدكتور عمار الحوري بالتصريح الآتي: " هل يقبل شرع الله وهل يقبلون انه كلما نطق احدهم بموقف ما ينبغي على اهلنا في بيروت وباقي مناطق لبنان ان يدفعوا ثمن ابتهاج انصاره وتعبيرهم عن ذلك باطلاق النار على الآمنين في منازلهم واصابتهم وترويعهم كما حدث في بيروت وبعلبك، وكما حدث قبل ذلك في 23 و 25 كانون الثاني الماضي من خلال الاعتداء على املاك الناس وارواحهم، وكما حدث قبلها على اثر برنامج تلفزيوني؟ اننا نستغرب في كل مرة نداءاتهم العلنية لجمهورهم بعدم اطلاق النار ثم كثافة النيران التي تطلق بعد ذلك، مما يجعلنا نسأل هل ان معظمهم يشكل جمهورا غير منضبط ام ان عدم الانضباط هو توجيه غير معلن؟وهل قدر أهلنا في بيروت وباقي مناطق لبنان ان يستمروا في تحمل احتلال وسط عاصمتهم وتعطيل اقتصادهم وقهرهم واذلالهم وشل مؤسساتهم، وبعد ذلك تهديدهم بالويل والثبور وعظائم الامور اذا لم يعطوا الاقلية الثلث المعطل؟ اضاف:"اننا بانتظار اعتذار علني واضح وصريح، عما اصاب اهلنا، كما اننا ننتظر من عقلائهم مزيدا من الجهد باتجاه اعادة لغة العقل والمنطق، والعودة الى فكرة الوطن والدولة".

 

قذيفة من مخلفات الحرب في حديقة منزل في الكنيسة - المتن الأعلى

وطنية - المتن الأعلى - 15/8/2007 (أمن) عثر المواطن عادل دياب، في حديقة منزله في بلدة الكنيسة، على قذيفة من عيار 155 ملم من مخلفات الحرب، وهي غير صالحة. وقد حضر الى المكان خبير عسكري في الجيش اللبناني، وعمل على ازالتها من المكان

 

الحزب الديموقراطي اللبناني: كلام قائد الجيش وضع الاصبع على الجرح

وطنية - 15/8/2007 (سياسة) أصدر الحزب الديمقراطي اللبناني، بيانا بعد ظهر اليوم، اعتبر فيه أن كلام قائد الجيش العماد ميشال سليمان "وضع الإصبع على الجرح". وأعرب عن استغرابه لما اعتبره "التناقض لدى أعضاء فريق السلطة في معظم القضايا، وخاصة تجاه المؤسسة العسكرية وقائدها"، مضيفا: "منهم من يملأ الدنيا صراخا حول العسكر والنظام الأمني ويعود للمزايدة مع مؤسسة الجيش، ونائب آخر يهاجم كلام قائد الجيش، بينما زميله في الكتلة السلطوية ذاتها يعتبر كلام العماد سليمان دليل حرص على وحدة لبنان. ولكن مع هذه الطغمة الحاكمة يبطل العجب ويمكن أن نتوقع كل التناقضات".

وختم معلنا "تضامنه ووقوفه مع الجيش وقيادته، بعيدا عن مهاترات صبيانية يقودها نواب مستجدون على الحياة العامة، ويأتمرون بأوامر السفراء والخارج".

 

الرئيس بري استقبل الرئيس الحص والسفير الأميركي ووزير العدل والنائب دكاش وكميل زيادة السفير فيلتمان: مواقفه مشجعة وملتزم فتح المجلس في 25 ايلول لن نساعد في اختيار المرشحين بل في خلق مناخ لإجراء الانتخابات

الوزير رزق: الحديث عن الرئاسة يتسم أحيانا بالسذاجة وكأنها جائزة اما ان نستسلم للازمة او ياتي رئيس مستورد والامران سيان

وطنية- 15/8/2007 (سياسة) استقبل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري قبل ظهر اليوم في عين التينة الرئيس سليم الحص وعرض معه التطورات والدور الذي يقوم به للسعي الى الخروج من الازمة.

السفير فيلتمان

ثم استقبل سفير الولايات المتحدة الأميركية جيفري فيلتمان في لقاء استمر ساعة قال بعدها السفير فيلتمان: "أجريت مع الرئيس بري محادثات جيدة. طلبت لقاءه لانني مهتم للغاية لسؤاله عن بعض ما قاله في حديثه ل"صوت لبنان" السبت الماضي، وكنت مهتما بالاستماع الى وجهات نظره عن الطريقة التي يمكن ان تؤدي الى إحراز تقدم وكيف يحضر المناخ لانتخابات رئاسية ناجحة في موعدها وفقا للدستور اللبناني".

اضاف: "اردت الاستماع ايضا الى رأيه عما يمكنني ان أنقله الى واشنطن وكيف يمكن ان نؤدي دورا ليس لاختيار المرشحين لاننا لن نساعد بهذا الشكل باعتبار انها مسألة تخص اللبنانيين، ولكن كيف نساعد على خلق مناخ اقليمي ودولي يؤدي الى نجاح إجراء الانتخابات الرئاسية".

سئل: هل خرجت مطمئنا لما سمعته من الرئيس بري؟

أجاب: "كنت متشجعا للغاية لما سمعته من رئيس المجلس، وقد صرح علنا أنه ملتزم فتح مجلس النواب في 25 ايلول لانتخاب الرئيس ضمن المهلة الدستورية، ولانتخاب الرئيس الذي سيمثل لبنان وانا متشجع جدا لما سمعته من الرئيس بري".

سئل: هناك معلومات صحافية تقول ان هناك مفاوضات سرية بين الولايات المتحدة وسوريا عن العراق تنعكس على لبنان؟

أجاب: "كما رأيتم، لقد كانت لنا مثل هذه الاتصالات مع السوريين وشاركنا في الاجتماع الذي عقد أخيرا للبلدان المجاورة للعراق في دمشق. نحن نركز على محاولة إيجاد آلية لخلق وضع مستقر في العراق ليتمكن الشعب العراقي من ان يعيش في استقرار وأمن، ونحن نرحب بالدعم من جيران العراق الذين يحاولون ذلك، ولكن محادثاتنا عن العراق ليست على حساب لبنان ونحن لا نقوم بصفقة حول لبنان من وراء ظهر اللبنانيين".

سئل: كيف تفسر زيارتك أمس للبطريرك صفير واليوم للرئيس بري؟

أجاب: "من السهل شرح ذلك. انا سأغادر الى واشنطن في الايام القليلة المقبلة وسأجتمع هناك بعدد كبير من الاشخاص، ومن المهم ان أنقل آراء الرئيس بري والبطريرك صفير".

سئل: هل لاحظت تقاربا بين البطريرك صفير والرئيس بري؟

أجاب: "كما كل اللبنانيين، الرئيس بري والبطريرك صفير شرحا لي موقفهما وهما ملتزمان أن يريا الانتخابات الرئاسية تحصل في الخريف في موعدها".

الوزير رزق

واستقبل الرئيس بري وزير العدل شارل رزق الذي قال :"الزيارة مقررة منذ وقت وقد تأجلت بداعي سفري، واللقاء حلقة من سلسلة قديمة واتشرف دائما بزيارة الرئيس بري".

سئل: هل لزيارتكم علاقة بموضوع الاستحقاق الرئاسي؟

أجاب: "الحديث عن الموضوع الرئاسي يتسم احيانا بشيء من السذاجة، وكأن الرئاسة جائزة لمن يحلو له الترشح اليها. اعتقد ان الموضوع اعمق واخطر من ذلك. لبنان يمر اليوم بأزمة مصير تتجاوزه، ونحن امام احد امرين: اما ان نستسلم لهذه الازمة وننتظر الجواب من التوافق الخارجي وعندئذ انا متاكد من انه لن تأتي الرئاسة أو يأتي رئيس مستورد، والامران سيان يؤديان الى انهيار ما تبقى لنا من ديموقراطية برلمانية. من هذه الزاوية انظر الى التحذير الذي صدر عن قائد الجيش قبل ايام". وتابع: "اما الموقف الآخر فهو عكس ذلك، وهو ان نرفض الاستسلام الى هذه الازمة وان ننظر الى لبنان بدلا من ان يكون جزءا من الازمة ان يكون هو بداية للحل وانطلاق له، وهذا الحل ايضا يمتد من لبنان الى المنطقة، واظن انه عندما نقوم بذلك يمكن ان نتأمل ان يكون لنا رئيس ورئاسة تتوخى امرين: الاول النظر بواقعية الى موضوع المحكمة الدولية الذي يحتل مركزا كبيرا بهذا الصدد، والامر الآخر تطوير نظامنا السياسي بالتوفيق الكلي لحذافير الدستور، وتنشيط الحياة السياسية بناء على قانون انتخابي، وهذا ما تناولته مع رئيس المجلس".

ومن زوار الرئيس بري النائب بيار دكاش الذي عرض معه التطورات.كما التقى النائب السابق كميل زيادة.

 

الصمد: فريق السلطة كشف نواياه تجاه الجيش

وطنية - 15/8/2007 (سياسة) رأى النائب السابق جهاد الصمد "أن فريق السلطة كشف عن نواياه أخيرا تجاه الجيش اللبناني الذي قدم لوحدة الوطن وحماية السلم الاهلي عشرات الشهداء ومئات الجرحى". وقال الصمد في تصريح ،"ان هذا الفريق الذي يديره المتطرفون وأصحاب المشاريع المشبوهة كشف نواياه تجاه أبنائنا جنود الجيش اللبناني الذين سقط منهم الشهداء والجرحى. ان الجيش اللبناني البطل بقيادته وضباطه وأفراده أثبت أنه قادر على صيانة وحدة لبنان واستقلاله الحقيقي وسيادته الوطنية الصلبة. هذا الجيش يشكل اليوم الامل الباقي بضمان أمن ووحدة لبنان". اضاف "لقد اثبت جهابذة السيادة زيف شعاراتهم التي ضللوا بها اللبنانيين على مدى سنتين، وهم الآن قالوا علنا ما كانوا يريدونه سرا، فهم مرتبطون بمشاريع تقسيم لبنان الى دويلات على قياساتهم، ولهذا كان سلاحهم الامضى ذلك الشحن المذهبي الخطير الذي ستنكشف قريبا جدا ادارته وأهدافه". وحيا "شهداء الجيش اللبناني الذين سقطوا لضمان الامن والاستقرار وفي كل المواقع، والقيادة الحكيمة التي أدركت حجم المخاطر والتحديات وواجهتها بشجاعة ضباطها وجنودها البواسل". واكد الوقوف الى جانب الجيش الوطني ونستنكر وندين تلك التصريحات الصادرة من أولئك المتعطشين للسلطة والمتسلطين على الوطن وعلى حساب كل الوطن".

 

سلام بحث مع قائد الجيش اوضاع المؤسسة العسكرية وما يدور في نهر البارد من مواجهات مع الارهابيين

وطنية-15/8/2007(سياسة) زار النائب السابق تمام سلام اليوم قائد الجيش العماد ميشال سليمان في مكتبه في وزارة الدفاع وبحث معه الاوضاع العامة في البلاد لا سيما اوضاع المؤسسة العسكرية وما يدور في نهر البارد من مواجهات مع الارهابيين .

بعد اللقاء قال سلام:"ان لقائي اليوم مع قائد الجيش العماد ميشال سليمان هو للتعرف عن كثب من القائد نفسه حول اوضاع المؤسسة العسكرية الميدانية والمعنوية في خضم ما تشهده الساحة اللبنانية من صراعات سياسية بين القوى المختلفة من معارضة وموالاة من جهة، وما يتعرض له لبنان من تدخلات خارجية في شؤونه الداخلية ان على المستوى السياسي المزعج او على المستوى الامني الاكثر ازعاجا وخطورة على تماسكه وبنيانه". اضاف :"استمعت الى ما عند العماد سليمان حول المهمة العسكرية والقتالية التي يخوضها الجيش ضباطا وافرادا في معركة مخيم نهر البارد الشرسة في مواجهة فئة ضالة في تنظيم عسكري وقتالي مجهز ومدرب بشكل متقدم وفعال مما اضطر الجيش اللبناني الى اللجوء الى كافة الوسائل العسكرية المتاحة على الرغم من قلة تجهيزاته وذخائره لمحاصرة ووأد الاعمال الاجرامية والارهابية لهذه الفئة الضالة".

تابع قائلا:"ان الجيش اللبناني اليوم هو النموذج لاداء مؤسسة وطنية بالرغم من كل المعوقات والعراقيل التي تتراكم شهرا بعد شهر وسنة بعد سنة في بنيان الدولة اللبنانية المستباحة من السياسيين والاحزاب وقيادات البلد، وهو الدليل على انه اذا وجدت ارادة عند قيادة اية مؤسسة وطنية بعيدا عن تدخلات ومصالح ونفوذ القوى السياسية ، فهنالك امكانية جدية لتحصينها وللنهوض بمهماتها الوطنية". وختم سلام تصريحه:" هنيئا للبنان واللبنانيين بجيشهم الباسل ومناقبية واخلاقية قيادته والرحمة كل الرحمة لشهدائنا الابرار اللذين زكوا بدمائهم الطاهرة ارض الوطن فداء لخلاصه وعنفوانه وكرامته وللجرحى الشفاء العاجل لعودتهم الى اهاليهم وبلداتهم بعز واباء".

 

النائب حلو أكد ضرورة انتخاب رئيس من صفوف الأكثرية

وطنية- 15/8/2007 (سياسة) جدد النائب هنري حلو في حديث إلى إذاعة "صوت لبنان" تأكيد "ضرورة انتخاب رئيس من صفوف الأكثرية"، رافضا "شروط المعارضة التي تخير بين اختيار رئيس يرضيها أو إدخال لبنان في المجهول، والكلام الذي يقول بأن الأكثرية تعطل كل الأمور أثبتت الأيام وبرهنت عكس ذلك، فالأكثرية هي من طرحت مرات عدة أفكارا للحل ولكن التعطيل جاء من الفريق المعارض من خلال شروط تعجيزية وغير مقبولة".

وأكد "بقاء الأكثرية على مواقفها، وهي لن تقبل بأن تقوم قوى المعارضة بالتعطيل الدائم وتعطيل العمل اليومي، وشهدنا كيف أن الرئيس نبيه بري غير مواقفه وتراجع عنها مرات عدة"، وقال: "نسمع بأن هناك حلولا ونحن نوافق على حل الأمور، ولكن للأسف رأينا ما حصل في الماضي، لذلك نحن على مواقفنا ولن نقبل بأن تتحكم الأقلية بالأكثرية". وأشار إلى أن "اللعبة الديموقراطية تسمح للأكثرية بتسمية رئيس للجمهورية وتعيينه والتصويت له"، وأوضح أن "الأقلية ستعطل جلسة الانتخابات في حال لم يكن رئيس الجمهورية بحسب مواصفاتها وهذا برهان واضح على التعطيل السلبي الذي تقوم به".

وقال: "عندما نتحدث عن رئيس توافقي فهذا يعني رئيس compromis أي مساواة. الأكثرية تطالب برئيس وفاقي، ومفهوم الوفاق مختلف عن مفهوم التوافق، وهي ستأخذ في الاعتبار كل الأمور وتطلب رئيسا وطنيا للكل لبنان ولكنها في الوقت عينه لا يمكنها الخضوع لمقولة إذا لم تسيروا كما نريد نعطل".

وعن المبادرات لإيجاد تسوية ما بالنسبة إلى الاستحقاق الرئاسي أشار إلى "الحركة الديبلوماسية لا تتوقف وهي موجودة علنا ووراء الكواليس بواسطة السفير عبدالعزيز خوجة المشكور على مساعيه وما يقوم به وكذلك الجامعة العربية والدولة الفرنسية، وهناك ما يحصل وراء الكواليس بسبب عدم نضوج الحل".

 

النائب زهرا:لم نرفض اي وساطة والدعوة الى حكومة وحدة يسقط الاستحقاق الرئاسي

وطنية-البترون- 15/8/2007 (سياسة) علق عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا على بعض ما ورد في خطاب السيد حسن نصرالله أمس، وقال في مداخلة على "محطة الجزيرة": "نحن ومن الأساس لم نرفض اي وساطة محلية أو إقليمية أو حتى أوروبية، وتعاملنا مع كل المبادرات بإيجابية، لكن مطالبة المعارضة بالشراكة عبر الحصول على ثلث معطل في حكومة وحدة وطنية هو عملية تعطيل للسلطة التنفيذية ونحن نرفضه، واليوم وعلى مسافة شهر من المهلة الدستورية لإنتخاب رئيس للجمهورية فإن الدعوة الى حكومة الوحدة هو مسعى لإسقاط الإستحقاق الرئاسي والذي يجب المضي في السعي للوصول اليه". وقال: "في الشكل, قد رأينا حزبا حديديا منظما وإن التصقت به بعض الطفيليات من الحلفاء، والسيد حسن بدأ بالمدخل الى الحل من زاوية حكومة الوحدة كما أن تصنيفه للفريقين الداخليين لا ينطبق على الواقع وعكس هذا التصنيف هو الصحيح".

وحول كلام الأمين العام لحزب الله عن الشرق الأوسط الجديد رأى: "أننا نسمع عن هذا الشرق الأوسط على ألسنة مسؤولي "حزب الله" ولا نلمسه حقيقة، ورايس (وزيرة الخارجية الأميركية) كانت قد دعت الى شرق أوسط جديد يقوم على الديموقراطية, فهل هذا ما يرفضه الحزب؟"

وختم: "أن من يهول على الناس بالسلاح ويحتل وسط بيروت هو من يعطل الحلول في لبنان"، مؤكدا "أن الحكومات تسقط في مجلس النواب ولا تسقط في الشارع، وأن قوى 14 آذار ترفض السلام المنفرد مع اسرائيل, وهي تسعى الى تثبيت اتفاق الهدنة والإنصراف الى بناء الداخل اللبناني".

 

الوزير المستقيل خليفة: محكومون بالتوافق شئنا ام أبينا

وعلينا ان نعي خطورة ما يهدد مصيرنا ككيان وطني للجميع

وطنية - 15/8/2007 (سياسة) شدد وزير الصحة المستقيل الدكتور محمد جواد خليفة، في كلمة ألقاها في حفل تكريم المتفوقين في الشهادات الرسمية، نظمته جمعية الشهيد العميد محمد سليم الاجتماعية في الصرفند، على "أهمية عودة التواصل بين الافرقاء اللبنانيين المعنيين في الصراع السياسي الدائر على الساحة الداخلية"، مؤكدا "ان هناك فرصة تاريخية امامنا للخروج من هذه الازمة التي وان استمرت الى وقت غير بعيد ستدخل الوطن الى المجهول". وقال: "نحن محكومون بالتوافق شئنا ام أبينا، وعلينا ان نعي خطورة ما يهدد مصيرنا ككيان وطني لجميع ابنائه ان لم نواجه سويا وبالروح الوطنية وبأدوار توافقية ما ينتظرنا من استحقاقات وفي مقدمها استحقاق انتخاب رئيس جديد للجمهورية". وأكد الوزير خليفة "ان الجنوب لم يكن ساحة حرب واعتداء على أحد، انما كان ساحة شرف ودفاع عن الهوية الوطنية والعربية والقومية". كما تحدث في الاحتفال رئيس الجمعية سعادة سليم الذي القى كلمة اشاد في مستهلها براعي الاحتفال والنجاح الباهر الذي حققه الطلاب، معتبرا "ان اختيار تاريخ الرابع عشر من شهر آب يوم الانتصار التاريخي لم يكن عرضيا، لان الانتصار على العدو في اسلوب المقاومة المسلحة والانتصار في تحقيق النجاح في مسيرة التعليم يضع المتفوقين في الشهادات الرسمية في قائمة المقاومين".

ثم القيت كلمتان باسم الطلاب والطالبات المكرمين.

 

المفتي قباني: دور المملكة العربية السعودية في لبنان هو دائما دور وفاقي

وطنية -15/8/2007 (سياسة) اعتبر مفتي الجمهورية الشيخ الدكتورمحمد رشيد قباني "أن المملكة العربية السعودية وما تمثل في العالم العربي والإسلامي والعالم من قيم ومرجعية هي أكبر من أي هذيان يفتريه احد في حقها، وخاب ظن كل من يعتقد أنها سهلة المنال". وقال: "إن دور المملكة العربية السعودية في لبنان هو دائما دور وفاقي يعبر عنه سفير المملكة في لبنان عبد العزيز الخوجة من خلال المواقف والتصريحات التي يدلي بها بعد زياراته لسائر الأطراف اللبنانية، وهي تصريحات وفاقية واضحة لمصلحة لبنان واللبنانيين جميعا، وكل تحليلات خلاف ذلك هي افتراءات للتحريض والتحدي وإثارة الفتن". أضاف: "إن عقلاء لبنان مسلمين ومسيحيين يدركون اليوم جيدا حقيقة مساعي المملكة العربية السعودية تجاه لبنان وشعبه، وبخاصة في مثل الظروف الأليمة التي مر بها لبنان سابقا وانتهت باتفاق الطائف الذي رعته المملكة العربية السعودية، ولذلك فان الجهود المخلصة من اجل لبنان اليوم يجب أن تتجه لإنجاح المساعي العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية لوضع حد لمأساة الشعب اللبناني الذي يتوق إلى الحرية ويتطلع إلى الخلاص".

 

هل طريق عون الى بعبدا تمرّ بمهاجمة واشنطن?(التوتر العالي بين الرابية وعوكر)

الأنوار/إنها (حرب المئة يوم الرئاسية والدستورية)، مئةُ يوم تماماً تفصل بين هذا العهد والعهد الجديد، يحسبها المرشحون بالدقائق ويحبسون أنفاسهم ويوزِّعون المواقف بما يُشبه (البرنامج الرئاسي) أو (خطاب القَسَم) الموعود.:إذا شاء المراقب أو المتابِع أن يكتب من دون قفّاز في اليد، لاعتبر أن الإستحقاق الرئاسي، في جانب كبير منه، هو حربٌ بين ثلاثة جنرالات::جنرال بعبدا وجنرال الرابية وجنرال اليرزة.:

- جنرال بعبدا يتمنى، ولا يقول، أن تبقى الأمور مستمرة بقوة الأمر الواقع::

تتعطل الانتخابات، يبقى السنيورة في السراي، فيبقى هو في بعبدا.:- جنرال اليرزة يترك للمحللين أن يُحلِّلوا كلمته::(... وهل من المعقول ان أترك قيادة السفينة وهي تتعرض لهذه الموجات العاتية من كل جانب? وعلى كلٍّ حال فأنا موظف أخضع لنصوص الدستور اللبناني وقانون الدفاع الوطني التي تُحدِّد كيفية تعيين قائد الجيش وكيفية انتهاء خدماته).- يبقى جنرال الرابية، مشكلة العماد عون انه يفتتح معركته الرئاسية بالهجوم على الولايات المتحدة الاميركية، هكذا فعل عام 1989 حين (سهَّل) الإعتصام أمام السفارة الأميركية في عوكر، وهكذا يفعل اليوم حين يقول لصحيفة (لوموند) الفرنسية بأن السفير الأميركي في لبنان جيفري فيلتمان (يُثير الإضطراب في لبنان)، هذا الكلام استفز السفير المذكور فأخرجه على ديبلوماسيته المعهودة ودفعه الى القول:(لو ان أحداً مرَّر لي المقابلة وشطب الأسم لكنت ظننت انها كانت لبثينة شعبان).هذا التوتر العالي بين الرابية وعوكر، وتالياً واشنطن، حسب مصادر مطلعة يُقلِّل من فُرَص وصول العماد عون الى رئاسة الجمهورية، وليس خافياً على أحد أن أبرز أسباب التوتر بين العماد عون وواشنطن هو ورقة التفاهم مع حزب الله والتي لا يبدو العماد عون مستعداً للتخلي عنها، وبالاضافة الى التوتر مع واشنطن هناك انعدام ثقة وتشكيك واتهامات متبادَلة بينه وبين قوى 14 آذار ولا سيما الموارنة بينهم.

المعروف عن العماد ميشال عون انه لا يتراجع بسهولة، فشخصيته العسكرية الحادّة تجعله يعتقد بأن التراجع هزيمة، هكذا كان في قيادة الجيش وهكذا هو اليوم في (قيادة) التيار الوطني الحر، لكن ما لم يؤخذ في الحسبان هو ان الإستحقاق الرئاسي هذه المرة، على رغم قرع طبول الحرب، سيكون أكثر الإستحقاقات هدوءاً وتوافقاً، لا مكان فيه للمعارك بل للتسويات الكبرى، والمعروف عن العماد عون لا يحبّذ التسويات.

 

 علوش ردّ على قائد الجيش:كيف يتصل موظف بالرئيس السوري؟

وكالات/اكد النائب مصطفى علوش ان "من قرّر شن الحرب على المجموعة الارهابية فتح الاسلام هي الحكومة من خلال القرار السياسي"، مستبعدا ان يكون الجيش "تحرك من دون قرار سياسي في هذه المسألة، لان النظام الديموقراطي لا يسمح بذلك".

وعلق في حديث الى الموقع الالكتروني "لبنان الآن" على المواقف الصادرة عن قائد الجيش العماد ميشال سليمان امام وفد من ضباط دورته، بالقول: "بالنسبة الى تبرئة المخابرات السورية من هذه المسألة، فنحن لم نقل ابداً ان أعضاء هذه المجموعة ليسوا متأثرين في مقولات تنظيم "القاعدة". ولكن من المؤكد ان قائد المجموعة شاكر العبسي هو مِمَن وجهتهم المخابرات السورية لقيادة هذه المجموعة. وأسأل قائد الجيش من دفع شاكر العبسي الى لبنان؟ وكيف سلمت مواقع فتح - الانتفاضة التابعة بالكامل للمخابرات السورية الى هذه المجموعة من دون اي قتال، على رغم ان هذه المجموعة كانت في تلك الفترة ناشئة وغير قوية؟ ان هذه المجموعة متأثرة بالشعارات التي اطلقتها منظمة "القاعدة"، وقد تكون مرتبطة او غير مرتبطة مركزيا بقيادة هذا التنظيم العالمي. لكن التقارير والمعلومات والمؤشرات وتوقيت تحرك "فتح الاسلام" تؤكد انها تحركت بتوجيه من قيادة المخابرات السورية".

وأضاف: "قال قائد الجيش انه اتصل بالرئيس السوري بشار الاسد. لا أفهم كيف يتصل موظف من الفئة الاولى، حتى لو كان قائداً للجيش برئيس دولة ثانية من دون الرجوع الى حكومته. هذه مسألة مستغربة وخارجة على الاطار الديموقراطي ولا أعتقد انها في موقعها. يجب ان يوجه السؤال مباشرة الى السلطات السورية لماذا اطلق العبسي على رغم انه مطلوب بجريمة اغتيال في الاردن؟ ولماذا أرسل بعيد القرار 1559 الى لبنان لمواجهة تداعياته كما صرح العبسي نفسه لصحيفة "الحياة"؟. الكل يعرف ان السجون السورية لا تطلق بسهولة المعتقلين لديها".

وعلّق علوش على تمني قائد الجيش ان يلهم "الله الحكمة لزعماء هذا الوطن المعذب": "لا اظن ان الموقع الذي يشغله العماد سليمان له اي دور سياسي ليوجه رسائل كهذه، لكننا موافقون على هذا التوجه ونتمنى على الموظفين والمسؤولين الاخذ به". واكد ان "قرار استقالة العماد سليمان او عدمه يعود اليه، وما دام قد صرح بذلك سراً او علناً وتناقلت وسائل الاعلام الخبر، فان هذه المسألة تصبح مؤكدة. ويجب ان يتحمل المسؤوليات ما دامت السلطة السياسية في البلد حملته إياها. ويجب ان لا يقول العماد سليمان انني باق. في اي حال، هناك تقليد متبع في لبنان هو تغيير قائد الجيش مع تغيير رئيس الجمهورية - الا في حالات نادرة - اعتقد ان هذا الامر يجب ان يستمر".

وعن اشارة صحيفة "اللواء" الى ان مواقف سليمان اطلقها في 8 آب وان توزيعها جاء بعد زيارته للديمان، قال: "لا اظن ان قائد الجيش تلقى اشارات من البطريرك صفير بأداء دور سياسي، وخصوصا ان البطريرك صرح في اكثر من مناسبة انه لا يميل الى وجود عسكري في سدة الرئاسة وليس مع تعديل الدستور. وهو صرح بأن الدستور يجب ان يحترم وان لا يخترق لاكثر من مرة حتى لو توافق النواب على ذلك. انا من الذين يعتقدون ان العماد سليمان قام بدوره على اكمل وجه في مواجهة منظمة شاكر العبسي، لكن السياسة مسألة اخرى. أما عن التوقيت فأنا لن أعطيه أي تفسير. ولكن العماد سليمان يحاول ان يقول انه اذا كانت ثمة حاجة الى ان يكون في سدة الرئاسة فهو مستعد".

ولفت الى ان كثرة الترشيحات لمنصب رئاسة الجمهورية في صفوف قوى 14 آذار لا تعني وجود شرذمة، و"قد اكد النائب بطرس حرب بالتزامن مع اعلان ترشحيه انه سيكون لقوى 14 آذار مرشح واحد. هناك سلة مرشحين من قوى 14 آذار، لكنهم سينسحبون لمرشح واحد تختاره، وليس هناك اي تشرذم كما يشيع البعض". وعن مساعي الرئيس بري، أجاب: "معظم الاوساط المحيطة ببري اعلنت عدم وجود مبادرة، بل مجموعة أفكار. مسألة التزامن بين حكومة الوحدة الوطنية والرئاسة رفضتها اوساط مقربة من بري فضلا عن قائد المعارضة "حزب الله" لانهم اكدوا ان الهدف الاول للمعارضة هو قيام حكومة وحدة وطنية قبل البحث في اي ملف آخر، الا اذا كان هناك توزيع للادوار بين قادة قوى 8 آذار". وحول اعلان الرئيس بري تأييد قوى 8 آذار وخصوصا الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله والعماد ميشال عون القضاء دائرة انتخابية اذا كان البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير يرغب في ذلك، قال: "لا يمكن ان تلقى مسؤولية تعطيل هذه المسألة على عاتقنا. سبق أن أعلن الرئيس رفيق الحريري انه يوافق على هذه المسألة، ونعتقد ان هذه مسألة مناسبة. ولكن يجب ان تطرح في مجلس النواب. هناك جهد كبير بذله فؤاد بطرس لايجاد قانون انتخاب مناسب. من هنا، يجب ان يصار الى البحث فيه في المجلس، ولكن عطلت هذه المسألة عبر تعطيل مجلس النواب. واذا درسنا انتخاب المتن الفرعي، يظهر بوضوح ان من مصلحة قوى 14 آذار ان تكون الانتخابات وفاقا للقضاء".

 

يخصص الجزء الأول منها للمشاورات بين الأمانة العامة والدول الـ22 المشاركة

مجلس الأمن يبحث التجديد لـ"اليونيفيل" في جلسة شاملة غداً

المستقبل - الاربعاء 15 آب 2007 - ثريا شاهين

فيما تترقب الأوساط السياسية حصول اختراق لمرحلة الجمود في مجال المساعي العربية والدولية في شأن استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانية، تتجه الأنظار الى مجلس الأمن الدولي الذي ينعقد غداً الخميس في جلسة مخصصة لتقويم عمل القوة الدولية المعززة العاملة في الجنوب "اليونفيل" وهي التي تساهم في مساعدة السلطة اللبنانية على تنفيذ مضمون القرار 1701 بعد مرور سنة على صدوره.

كما تخصص الجلسة لطرح مشروع قرار فرنسي للتجديد لهذه القوة سنة اضافية بدءاً، من الأول من أيلول المقبل، وهو التجديد الأول لها بعد في ضوء القرار 1701.وتتميز هذه الجلسة بأنها الأولى من نوعها حيث سيستضيف المجلس ممثلي الدول المساهمة في "اليونفيل"، حيث سيجري نقاش مغلق معهم حول دور هذه القوة وسبل تعزيز قدراتها وامكاناتها من أجل أداء مهمتها بصورة تحفظ سلامتها وسلامة الهدف الذي وجدت في لبنان من أجله، وهو تنفيذ القرار 1701، واقامة منطقة خالية من السلاح بين نهر الليطاني والخط الأزرق. وسيأخذ النقاش منحى المشاورات بين الأمانة العامة للأمم المتحدة وهذه الدول حول كافة قضايا "اليونفيل"، وتفيد مصادر ديبلوماسية في المنظمة الدولية ان الأمين العام بان كي مون لن يحضر الجلسة، انما سيمثله مساعد وكيله لادارة عمليات حفظ السلام في العالم في المنظمة الدولية هيدي عنابي، الذي سيعبر عن موقف الأمانة العامة في شأن دور القوة ومتطلبات تعزيز قدراتها نظراً للمهمة الاستراتيجية التي تقوم بها. وسيستمع الى ممثل كل دولة من الدول الـ22 المشاركة في "اليونيفيل"، حول تقويمه لنتائج مهمتها من خلال مشاركة بلاده، والتحديات التي تواجه هذه الدول في المشاركة واصرارها عليها من اجل تنفيذ كافة مقتضيات القرار. وسيعبر عنابي عن أهمية التعاون الجدي وتضافر الجهد الدولي لاستكمال تطبيق ما تبقى من بنود في القرار، وصولاً الى تحقيق وقف النار الشامل.

وسيشكل هذا الموضوع الجزء الأول من الجلسة، على ان يخصص الجزء الثاني منها للدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن الذين سيناقشون موضوع "اليونفيل" ورسالة الأمين العام للمنظمة التي يطلب فيها التجديد سنة جديدة لمهمة هذه القوة التي ينتهي انتدابها في 31 الشهر الجاري. وتطلب الرسالة التمديد للقوة من دون تعديل في المهمة او العديد او المدة وهي سنة اضافية. وسيطرح خلال هذا الجزء من الجلسة مشروع قرار فرنسي، يتم حالياً وفي الساعات التي تسبق انعقادها، تكثيف الاتصالات الديبلوماسية الفرنسية، لاسيما مع الولايات المتحدة وبريطانيا لانجاز صياغته الأولية للتمكن من طرحه على الدول الأعضاء، التي ستدرسه وسيطلب ممثلوها في المجلس مراجعة حكومات بلادهم التي ستضع ملاحظات او تقترح تعديلات على المشروع.

وبالتالي، تضيف المصادر، ان طرح المشروع في جلسة الغد، لا يعني عرضه للتصويت في الجلسة عينها، انما سيبقى المجلس في حالة انعقاد دائم، وعندما تنتهي المشاورات بين الدول الـ15 على مشروع القرار ومضمونه وصياغته، ويتم التفاهم نهائياً على صيغة لاستصداره، يجري وضعه على الورقة الزرقاء، أي المرحلة الأخيرة ما قبل التصويت عليه. وقد تحرك لبنان ديبلوماسياً لاستطلاع توجهات المشروع، وعقدت لقاءات ديبلوماسية لبنانية ـ فرنسية في نيويورك ولبنانية مع كافة ممثلي الدول الأخرى، تم من خلالها وضع لبنان في صورة المشاورات الدولية القائمة حول صدور قرار التجديد لـ"اليونفيل".

ويتبين من هذه اللقاءات، ان هناك رغبة بانهاء التحضيرات للمشروع الفرنسي قبل جلسة الغد ليتم طرحه خلالها، كما يتبين ان العناصر الأساسية للمشروع تشمل التمديد لهذه القوة من دون تعديل في المهمة او العدد او مدة الانتداب وهي لسنة اخرى. ويظهر ايضاً ان المشروع سيوجه رسالة دعم سياسية قوية للحكومة اللبنانية وللدور الذي تقوم به "اليونفيل"، وسيطالب باستكمال كافة عناصر القرار 1701. الا ان عناصر المشروع تتجه الى عدم التطرق بصورة تفصيلية الى المواضيع المتعددة التي يشملها القرار 1701. وهذا يعود الى ان المجتمع الدولي يرى ان هذه المواضيع تم تناولها في البيان الرئاسي الذي صدر عن المجلس قبل نحو اسبوعين نتيجة النظر في تقرير الأمين العام الأخير حول الـ1701. وان هذا البيان هو المرجعية التي تتحكم بآليات متابعة المجلس لتلك المواضيع، وأبرزها مراقبة وحظر انتقال السلاح عبر الحدود الى لبنان من سوريا، والترتيبات الأمنية المتصلة بذلك، وترسيم الحدود مع سوريا بما في ذلك منطقة مزارع شبعا، واستمرار الجهود لاستعادة السلطة اللبنانية نفوذها عليها، والخروق للخط الأزرق وغيرها. وبالتالي سيكون هناك ميلاً دولياً للفصل بين التجديد الدوري لـ"اليونيفيل" والمتوقع ان يتم من دون معوقات او عراقيل، والمواضيع السياسية العالقة والتي تحتاج الى تنفيذ آليات متابعة تطبيقاً للقرار 1701.

 

الحسيني: "حزب الله" بلسانين ووجهين ولا دخل لولائه السياسي بلبنان

المستقبل - الاربعاء 15 آب 2007 - اعتبر الأمين العام لـ"المجلس الإسلامي العربي" العلامة السيد علي الحسيني "أنه إذا أردنا أن نصف "حزب الله" لوجدناه بلسانين وبوجهين، إذ تارة يتحدث بلغة لبنانية وبوجه لبناني سياسي على أساس أنه مقاومة، وتارة أخرى نراه يتحدث بلسان أعجمي فصيح، أي بلسان النظام الملالي الإيراني"، مؤكداً "أن ولاءه الديني يعود الى المرجع السيد علي الخامنئي الموجود في إيران على رأس النظام الإيراني، لذلك فالولاء السياسي لـ"حزب الله" لا دخل له بلبنان". وشرح في حديث الى جريدة "الأنباء" الصادرة عن "الحزب التقدمي الاشتراكي" أمس، "طبيعة ولاء حزب الله السياسي، فالولاء السياسي الذي يعمل الحزب على ضوئه ويسير على أهدافه نراه على لسان أمينه العام (السيد حسن نصر الله) حين يقول أننا نتبع إيران ومبدأ ولاية الفقيه ونلتزم بما يقرره ولي الفقيه السيد علي الخامنئي". وقال: "إن كل هذا الدعم الإيراني للحزب هو كي يستغنوا عن الدولة اللبنانية، هذه من بدايات الإستغناء عن الدولة اللبنانية الرسمية وكي يقول "حزب الله" بعد مدة أنه ليس بحاجة الى الدولة ويقول: معي من يعطيني ومعي من يدعمني ومعي من يساعدني وأنا بحكم الواقع دويلة ولي الفقيه الإيراني على أرض لبنان العربي". ووصف "حزب الله" بأنه "مجموعة أفراد التقوا على مصلحة النظام الإيراني وهم بالتالي مرتزقة إيرانيون في لبنان"، داعياً "الحكومة اللبنانية برئيسها والرؤساء الذين يزورون لبنان والمسؤولين الخارجيين والأخوان العرب أن يدعموا الطائفة الشيعية ويساعدوا المستقلين فيها".

وأشار الى "أن "حزب الله" يقتنص المساعدات التي تأتي الى الأخوة الشيعة من الدولة اللبنانية والأشقاء العرب ويقدمها الى المحتاجين على أنها مساعدات منه يمنّ بها على الشيعة، أو من دولة ولاية الفقيه وهذا خطأ واشتباه"، متمنياً على الحزب "أن ينهي الإعتصام الفاشل (في وسط بيروت)، وإذا استطاعوا ألا يستمعوا بعد اليوم الى أوامر النظام الإيراني لأنها أدت في لبنان الى أخطاء جسيمة ومميتة". واعتبر "أن من الأخطاء التي ارتكبها حزب ولاية الفقيه في لبنان أنه انقلب على الحكومة"، وقال: "لله الحمد أنه بالأمس ظهر الحق وزهق الباطل فرجع الوزير (فوزي) صلوخ الى وزارته فضلاً عن (الوزير محمد) خليفة والوزير طراد حمادة".

 

(خوفا من خسارة 11 نائبا في الجبل)

أبو جمرة: جنبلاط طالب الجميل بعدم الطعن في انتخابات المتن

النهار/رأى الوزير السابق اللواء عصام أبو جمرة أن الملفت في إنتخابات المتن الفرعية هو تحويل الفرضيّة من الوفاء للشهيد إلى أمور سياسية والاعتبار أن دم الشهيد قد جفّ. وقال في مداخلة تلفزونية ردا على سؤال: اولا: معركة المتن كان عنوانها دم الشهيد، وما حصل كان تعاطفا قويا في المنطقة بحيث كان من الطبيعي أن يحصل الرئيس الاعلى لحزب الكتائب اللبنانية الشيخ أمين الجميل على الاصوات القريبة منه ومن أبناء منطقة بكفيا، إنما اللافت على رغم الخسارة هو تحويل الفرضية من الوفاء للشهيد إلى أمور سياسية والاعتبار أن دم الشهيد قد جفَّ بحيث بدا واضحا ذلك من خلال عدم ذكر هذا الموضوع في خلال الاسبوع الفائت.

ثانيا: كان هناك نحو 11 نائبا مطعونا في شرعيتهم منذ بدء مجلس النواب فتمَّ إلغاء المجلس الدستوري من خلال عدم التجديد له ولكن الدستور لا يلغي المجلس الدستوري، بل يقول بضرورة بقائه والقيام بمهامه حتى تأليف المجلس الدستوري الجديد، وتاليا الموضوع كله يدور حول عدم شرعية الغالبية الراهنة وأساس الخطأ القائم هو الطعن بشرعية الاكثرية. وقال: المجلس الدستوري كان دعا الى اجتماع للبت بالطعون انما الملفت أخيرا أن الشيخ أمين حاول الطعن بالانتخابات ولكن الظاهر أن وليد بك طالبه بعدم افتعال هذا الامر تخوفا من خسارة 11 نائبا من جبل لبنان. ثالثا: في موضوع الحكومة، نحن نعتبر أن تصاريح الاميركيين تتضمن علامات استفهام حول هذا الموضوع لانها ليست دقيقة فهم يقولون حكومة السنيورة في الوقت الذي نقول فيه نحن الحكومة اللبنانية، وقولهم كذلك حكومة منتخبة فيما هي حكومة معيّنة، وتاليا كان من المفترض تعيين وزراء بديلين عن الوزراء الشيعة المستقيلين، او الاستجابة لارادة الناس الذين نزلوا الى ساحة الشهداء مشيرا الى أنه وبمقدار ما هذه الشوادر مزعجة هناك فإن وجود هذه الحكومة في السراي مزعج أكثر.

 

عون يأسف لمحاولات تحجيم الانتصار على اسرائيل وإغراقه في المتاهات السياسية

وكالات/في ذكرى 14 آب، أكد العماد ميشال عون أن (عقلنا وضميرنا يتجهان دائماً نحو القيم الكبرى التي يمثلها هذا الانتصار، انتصار المقاومة واللبنانيين على اسرائيل). ولكنه أسف (لمحاولات تحجيم هذا الانتصار وإغراقه في المتاهات السياسية والخلافات المحلية). وأضاف عون: (ان الحروب بنتائجها وليس بخسائرها، فصحيح أننا تكبدنا خسائر ولكننا ربحنا. وما إغراق هذا الانتصار في السجالات السياسية، الا دليل على تربية ناقصة وحسّ وطني متدنٍّ جداً، لافتاً الى أن هذا ما يعتمده فريق يفضل أن ينهزم الوطن على أن يربح خصمه السياسي). وأشار الى أن (التجربة كانت قاسية ولكنها لا تمس جوهر التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله الذي ينص على نقاط وطنية ويقدم آلية لتنفيذ القرار 1559 ونزع سلاح المقاومة، واعتبر أن التنكر لهذا التفاهم هو ما أوصلنا الى الحرب، لافتاً الى أن هذا التنكر مستمر بعد 14 آب من دون تقديم حل بديل، وكرر عون الدعوة الى مَن لديه حل بديل للذي طرحته وثيقة التفاهم فليقدمه لنا سنصفق له).

وإذ لفت الى أن وثيقة التفاهم أصبحت فاعلة أكثر على الأرض وان كل الشعب اللبناني كرسها وفهم معناها العميق ولو بقي بعض الهامشيين الذين يعيشون على التعصب، أكد أن (لا خطر على هذا التفاهم الذي وضع صيغة لمستقبل لبنان تنقله من الانتساب الطائفي الى المواطنة).

 

سنة على الحرب : انقسام بعد (نصرين)

رفيق خوري

سنة على نهاية حرب تموز و(النصر الإلهي) الذي أعلنه حزب الله. سنة على القرار 1701 و(النصر السياسي) الذي أعلنته السلطة. ما الذي تغير في لبنان? لماذا امتنعنا عن إجراء أية دراسة أو مراجعة جدية لوجهي النصر العسكري والسياسي ومعهما الخسائر والظروف والحسابات، في حين أجرى العدو الاسرائيلي مراجعة سياسية وعسكرية للهزيمة التي اعترف بها ملوحاً بحرب جديدة? أين صارت النقاط السبع? وكيف جرى توظيف النصر في الداخل وعلى صعيد العالم العربي? في البدء كان الجدل العبثي. والمفارقة مذهلة: قوى لبنانية أنكرت على حزب الله نصره العسكري. وحزب الله أنكر على السلطة نصرها السياسي في التوصل الى القرار 1701، ثم اتهمها بـ (التواطؤ) مع أميركا واسرائيل لإطالة أمد الحرب بتأخير الاتفاق على وقف النار. والنتيجة ان تطبيق القرار 1701 لا يزال، بعد سنة على صدوره، في المرحلة الأولى: (وقف الأعمال العدائية)، ولم يصل الى مرحلة (الوقف الثابت للنار). لا السلطة استطاعت، ومعها مجلس الأمن والقوى المؤثرة فيه إكمال تطبيق القرار، وإن سجلت هدفاً مهماً هو عودة الجيش الى الحدود بعد ثلث قرن من التغييب المبرمج. ولا حزب الله يجهل، ومعه الحلفاء الإقليميون، ماذا يعني التطبيق الكامل بالنسبة الى وضع المقاومة وموقع لبنان في الصراع الإقليمي والدولي.

أما توظيف النصر، بعد النشوة التي سادت لبنان والعالم العربي، فإنه تميز بأمرين مخالفين للتوقعات. الأول هو أنه بدل أن يتوسع نموذج المقاومة لتصبح استراتيجية في العالم العربي، عادت الدول العربية بالإجماع في قمة الرياض عام 2007 الى ما قررته في قمة بيروت عام 2002، وهو طرح المبادرة العربية للسلام على اسرائيل التي رفضت ما دونها بكثير: (خريطة الطريق). والثاني هو أنه بدل تقوية الوحدة الوطنية التي ظهرت خلال الحرب، أقله على المستوى الشعبي، دخل لبنان في انقسام وطني وسياسي حاد أقل آثاره شل المؤسسات الدستورية وتعميق الأزمة الاقتصادية والمالية والاجتماعية. فالنقاط السبع لا تزال على الورق، وسط السجال حول الموافقة أو عدم الموافقة عليها. والبيان الرئاسي الأخير الصادر عن مجلس الأمن حول تطبيق القرار 1701 لم تغب عنه عبارات (القلق العميق) و(الوضع الهش) و(الاستنكار الشديد) للهجوم الارهابي على قوات (اليونيفيل).

لا بل إن مصير لبنان مهدد بتعطيل الاستحقاق الرئاسي والعجز عن التفاهم على حكومة. فلا أحد تزحزح سنتمتراً واحداً عن موقفه على مدى سنة تقريباً. ولا شيء يوحي أن الأولوية في الصراع السياسي هي لبناء مشروع الدولة. وكل ما نراه هو (استهلاك) المبادرات العربية والأوروبية

 

هل يستطيع "الرئيس" عون ادارة الازمة؟

سركيس نعوم     

sarkis.naoum@annahar.com.lb

تعرّض الرئيس اللبناني الراحل الياس سركيس لكثير من الظلم والتجني اثناء ولايته التي بدأت عام 1976 وانتهت عام 1982. اولا من "بني قومه"، اذا جاز التعبير، اي المسيحيين وتحديدا الموارنة الذين اعتبروه في البداية مرشح سوريا التي دخل عسكرها رسمياً الى لبنان آنذاك بعدما كان دخله على نحو غير رسمي وغير مباشر قبل ذلك التاريخ بسنتين، ورجل سوريا الذي لن يقول لا للسيطرة التي كانت تسعى الى فرضها على الواقع اللبناني بكل مكوناته المتنوعة اللبنانية منها وغير اللبنانية. وثانياً، من غير "بني قومه" اي المسلمين الذين عارضت غالبيتهم انتخابه لانه اختيار سوري، ولانها ترفض دخول الجيش السوري الى لبنان وتخشى في الوقت نفسه على الفلسطينيين منه ومن قيادته السياسية العليا. علما ان هذه الغالبية ناصبته العداء بعد انتخابه الى أن نجحت سوريا في احتواء من كان يمثلها في تلك الفترة وابرزهم "الحركة الوطنية اللبنانية"  وتطبيع علاقتها مع منظمة التحرير الفلسطينية وزعيمها ياسر عرفات بعد التقاء مصالحهما بسبب زيارة الرئيس المصري الراحل انور السادات للقدس. وثالثاً من سوريا نفسها، وخصوصا بعدما لمست منه عدم تجاوب فعلي مع مخططاتها اللبنانية العامة والخاصة وبعدما نجح بسبب وجود عاملين معه يرفضون سيطرة سوريا على لبنان، في "اقناع" العالم بأنه مقيد وبأن حريته في ممارسة سلطاته رئيسا مصادرة. وكان ذلك كافياً لبقاء الحرب مشتعلة في البلاد ولاستدراج اسرائيل الى اجتياح واسع لها في حزيران 1982، علما ان اسرائيل العدو لم تكن لتتورع عن الاعتداء على لبنان واختراع مبرر لذلك اذا رأت ان لها مصلحة فيه.

بسبب ذلك كله اطلق اللبنانيون والعرب والعالم على الرئيس سركيس صفة مدير الازمة اللبنانية. وعنوا بذلك انه مؤهل لادارتها بحيث يمنعها من التفاقم والانفجار الذي يخربط حسابات كل اطرافها الداخليين والخارجيين ويفرض عليهم اتخاذ اجراءات حاسمة لم يحن اوانها، اي بصريح العبارة انه غير مؤهل لحل هذه الازمة، علماً ان الموضوعية والانصاف يقتضيان القول ان سركيس كان قادرا على حل ازمة لبنان لو كان اطرافها الخارجيون مستعدين لذلك رغم ما يقال عن شخصيته وعدم انتمائه الى بيت سياسي او الى زعامة سياسية او حزبية عريقة.

لماذا الحديث الآن عن الرئيس الراحل الياس سركيس؟

لان النائب اللبناني في ذلك العهد الشيخ امين الجميل الطامح كغيره الى رئاسة الجمهورية كان ينتقد في مجالسه كثيرا الرئيس الراحل معيبا عليه كونه رئيساً - مديراً لأزمة وليس رئيس حل لها. وكان يؤكد انه هو مؤهل لان يكون رئيس الحل. وانتخب الشيخ امين في ظروف مأسوية معروفة صيف 1982 رئيسا للجمهورية. وامضى ست سنوات في بعبدا من دون ان يستطيع حل الازمة اللبنانية رغم رغبته الصادقة في ذلك ومحاولاته المستمرة. وكان السبب عدم استعداد الخارجين الاقليمي والدولي الممسكين بلبنان "وشعوبه" اي طوائفه والمذاهب لبذل كل ما يستطيعان لايصال اللبنانيين الى حل او تسوية لان لبنان الساحة كان لا يزال حاجة لهما بصرف النظر عن الدماء التي كانت تسفك والارواح التي كانت تزهق.

طبعاً نحن لا نرمي من الاشارة الى الرئيس امين الجميل الى نكء جروح الماضي او الى التعرض له. فالرجل كانت له في الرئاسة حسناته وسيئاته مثل كل انسان. وبعد انتهائها ازداد نضجاً وخبرة ومعرفة مثل كثيرين غيره من معاصريه السياسيين والميليشيويين. وعندما اشترك في انتفاضة الاستقلال الثاني نسي اللبنانيون او ربما تناسوا الكثير من مآخذهم عليه ونظروا اليه كما الى غيره من قادتها بأمل. وعندما استشهد نجله الشيخ بيار وضعوا الماضي على الرف بحسناته والسيئات تاركين للمستقبل والتاريخ ان يصدرا الحكم عليه، وخصوصاً ان ازمة لبنان لا تزال من دون حل.  بل ترمي الاشارة المذكورة الى تحذير اللبنانيين من عدم تكرار الخطأ نفسه ولاسيما في ظل وجود مرشح للرئاسة هو زعيم "التيار الوطني الحر" العماد ميشال عون يؤكد يوميا انه رئيس الحل في لبنان وان انتخابه سيضع لبنان فعلياً على طريق الحل. طبعا، نحن جديا لا نعترض على ترشيحه للرئاسة فهو مسيحي واسع الشعبية له تحالفات مع فئات لبنانية اخرى وله تجربة سياسية طويلة وان اختلف تقويم اللبنانيين لها. وهو نائب. لكننا نلفته الى ان ظروف الحل في لبنان لم تنضج بعد وان نضجها ليس قريبا. واهم دليل على ذلك اقتناع حليفه الاساسي قائد 8 آذار اي "حزب الله" بأن المرحلة الحالية هي مرحلة هدنة لا مرحلة حل وتسوية وذلك استنادا الى معلومات من داخله ومن اوساط قريبة منه. وهذه المعلومات تشير الى ان لا حل نهائياً في لبنان قبل انتهاء المواجهة الاقليمية – الدولية الدائرة في لبنان وعليه وخارجه والتي لـ"حزب الله" وربما للمعارضة كلها دور اساسي فيها. فهل يقبل هو ان يكون رئيساً - مديراً لأزمة كرر دائماً وخصوصاً منذ عودته من المنفى في ايار 2005 انه الحل لها وان وصوله الى الرئاسة هو نصف الحل لها؟ وهل تستطيع شخصيته بكل مكوناتها ان تتكيف مع الواقع الموضوعي الذي هو اكثر ما يمكن ان يقبل به الخارج حالياً وحلفاء له من الداخل؟ وماذا اذا لم يستطع التكيف، وهذا ما يرجحه كثيرون من محبيه وانصاره واخصامه؟ هل يتسبب ذلك بالتفجير الكبير قبل الاوان الامر الذي يربك الجميع في الخارج فيدفعهم الى فرض حل على اللبنانيين لا يضمن فعلا ونهائيا استعادتهم بلادهم ونظامهم وحرياتهم وعيشهم المشترك ومساواتهم؟ وذلك ما حصل الى حد كبير عام 1989 في الطائف. وهل يُستفاد من ذلك لتفجير الوضع عمدا تنفيذاً لمخططات لا علاقة لها بمصالح لبنان؟ وهل يبادر عون من حيث هو وبعد الإنصات الى ضميره الى العمل لتزامن بين رئاسة وحكومة "هدنويتين" تلافياً لاستمرار تهميش المسيحيين الذي يقول انه يعمل لإزالته؟

 

وانتقال شفيع الاستحقاق؟!

راجح الخوري     

rajeh.khoury@annahar.com.lb

اليوم عيد انتقال السيدة العذراء شفيعة البطاركة كما يقال، وهو يصادف في الحسابات الشرقية بداية انخفاض تدريجي من قيظ الصيف وآب اللهاب الى طراوة الخريف وطرف ايلول الذي بالشتاء مبلول.

وغدا أو بعده، والله أعلم، موعد انتقال "شفيع الاستحقاق" والمفاتيح التشريعية الرئيس نبيه بري الى الديمان للقاء البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، حيث قد يقام لهما "غداء سري" تكون تحليته بالطبع "جاط" من فاكهة الاسماء المارونية المتسابقة للفوز بذلك الكرسي البائس جدا الذي أهلك الموارنة والمسيحيين واللبنانيين أجمعين، لشدة الصراع عليه، ولكثرة ما تتطلب عملية الوصول اليه من الوصولية والألاعيب وقطع الوعود والعهود ومن التلوّن وأحيانا الاسترهان، وقد جاء علينا أخيرا حين من دهر النحس بدا فيه أن لا فرق بين خشب الكرسي ومن يجلس عليه سعيدا بينما البلاد غارقة في البؤس والتعاسة!

واذا كان المطران بولس مطر قد بشرنا في سياق كشفه عن "انتقال" بري الى الديمان في رحلة تذكّر برحلة المجوس وراء نجمة الشمال، بأن البحث في أسماء المرشحين للرئاسة الاولى يبدأ قريبا، وبأن الكنيسة المارونية لا تضع "فيتو" على أحد "وليس لديها مرشح أوحد" على طريقة الفيلم المكسيكي "أنا أو لا أحد"، فان من الطبيعي ان يكون "جاط الاسماء" [عاشت الأسامي] فاكهة الغداء مع سيدنا البطريرك، وخصوصا بعدما بدأت عتبات عين التينة تضيق نسبيا بأولئك الذين عقدوا العزم على الوصول الى هذا الكرسي مهما يكن الثمن وأيا يكن المطلوب.

لا ندري ما هو المقصود بالقول "ان البحث في الاسماء يبدأ قريبا"، لأن ليس هناك وراء هذه الاسماء من المخفي، ما يستدعي البحث إلا اذا كان المطلوب فعلا رصد الاتصالات "الخلفية"، وتظهير النيات المكنونة واستكشاف الوعود المقطوعة ذات اليمين وذات اليسار وفي الوسط ايضا وايضا!!

لكن الكنيسة المارونية التي هي مثل التسعاويات، صلوات صلوات لأجل جميع السامعين والمؤمنين، منفتحة على أي شخص يريد خدمة بلاده ولا تضع "فيتو" على أحد كما يقول المطران مطر. ولكن الطامة الكبرى اذا جاز التعبير، أن ليس لديها مرشح أوحد، وهذا ما يمثل قطعا بالنسبة الى "الصليبيين الجدد" مزيدا من تهميش المسيحيين والتفريط بحقوقهم!

إذ كيف يجوز للكنيسة المارونية ألا يكون لها ذلك المرشح الأوحد، ولكأنها من غير هذا العالم، أو لكأن الكلام الواضح و"الجوهري" والصريح، أو لكأن الاعلانات المشرقطة والنازلة على الناس مثل الغضب الساطع لم تصل الى أسماع الأحبار والايقونات والصلبان والبخور والمباخر!

ولا ندري وسط هذا الجو العابق بالاسماء، عندما سيفتح انتقال بري الى الديمان، الباب على مصراعيه امام موسم البحث في أسماء المرشحين للرئاسة الاولى، كيف سيتمكن رئيس المجلس من محاولة ادخال الحكومة الجديدة من خرم الاستحقاق الرئاسي، إلا اذا كانت قواعد تفصيل الحل ستتم وفق نظرية "التلازم" او "التزامن" أو "التوازي" وقد وصل بنا الاجتهاد في هذا السياق الى درجة متقدمة جدا في "حنبليات الكلام"، بحيث نستطيع كتابة قاموس لشرح الفرق بين هذه الكلمات الثلاث.

اليوم عيد انتقال السيدة العذراء وغدا والله أعلم موعد انتقال "سيد البرلمان" الى الديمان للبحث في الاستحقاق وربما في غيره. ولعل من نكد الدنيا على لبنان ألا يكون الرئيس الماروني هو الذي يبادر الى فتح حوار هادىء ومسؤول حول هذا الموضوع المهم، بدلا من ان يبقى متمترسا وراء مواقف المعارضة فريقا شديد الانحياز ولكأنه ريكاردوس قلب الاسد في حطين.

في أي حال للبنان شفاعة العذراء مريم في عيد انتقالها لا في مناسبة ارتحالها عنا والبلد غارق حتى أذنيه في الفريسيين والفريسية وتجار الهيكل أكلوا الصلبان ومقاولو الاوهام والمزاعم هدموا الجدران!

 

البطريرك... لو يُسمِّي !

نبيل بومنصف     

nabil.boumounsef@annahar.com.lb     

يجمع عارفو البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير والمتصلون به، وهم كثر من شتى المشارب والانتماءات والولاءات السياسية والطائفية والحزبية، ان تحلّيه المعروف بالكياسة واللياقة والانفتاح والمرونة حيال الجميع لا يعني في اي شكل سهولة انتزاع اي سر من اسراره الا اذا شاء بنفسه الافراج عنه والبوح به علناً في التوقيت الذي يراه مناسبا.

وتبعا لذلك لم يخرج، حتى الآن على الاقل، زائر لبكركي او للديمان، من اهل السياسة او من نادي السفراء الاجانب والديبلوماسيين، بأي شيء يشفي غليله او يمكن ان يوفر له علامة محددة واحدة، او مؤشرا اوليا حيال موقف البطريرك من اي اسم من الاسماء المطروحة والمتداولة في نادي المرشحين لرئاسة الجمهورية.

يعرف البطريرك صفير، على الارجح، ان جميع المرشحين او معظمهم على الاقل، يقيسون فرص وصولهم او حظوظهم، بالمواصفات التي يدأب على تكرارها علنا والتي باتت كبرنامج ثابت مبدئي هو اشبه بمعايير صارمة من النواحي الاخلاقية والوطنية والصفات الشخصية لأي مرشح، وتجنح في الغالب الى مثالية تعكس نظرة البطريرك صفير الى الاحوال الحاضرة للسياسة وتأثره الواضح بمعايشته الطويلة لاجيال مختلفة ومتعاقبة من الحكام والرؤساء والزعماء والسياسيين منذ عهود أسلافه البطاركة وصولا الى ولايته التي شهدت احداثا تاريخية بحق.

لكن المرشحين لا يعرفون، على الارجح، ما اذا كان البطريرك يُضمر الآن تحديدا، وقبل اقل من شهر ونصف شهر من بداية المهلة الدستورية للاستحقاق الرئاسي، اسما يستوفي مواصفاته او على الاقل بعضها الاساسي والضروري، لتبني ترشيحه، والأهم الأهم ما اذا كان مقبلا على قرار استثنائي "لمرة واحدة اخرى" فقط بتسمية مرشح.

قصة البطريرك مع التسمية معروفة، وليس في سجل الاحداث والوقائع القديمة والحديثة ما يشجعه على تكرارها ثانية، وإن تبدلت الظروف والاحوال منذ وضع لائحة باسماء خمسة بعد "الاقتراع الابيض" الشهير في بكركي عام 1988، وذهبت لائحته بجريرة الفراغ الرئاسي ذلك العام الموصوف في قائمة الاعوام الفاصلة ذات السوابق التاريخية.

واكثر من ذلك قصة البطريرك معروفة ايضا مع مآسي الصراعات بين الزعماء الموارنة التي لا تعرف سوى استعادات دراماتيكية هي اشبه بإدمان مرضي لإنهاك الطائفة ذات الدور التاريخي في تأسيس الكيان اللبناني، وذات السجل التاريخي في توأمة مفهوم السيادة والاستقلال والديموقراطية مع مفهوم الانتماء الى العروبة الحضارية التعددية المنفتحة على حضارات الغرب. وآخر نماذج هذه الصراعات لم يجف حبره بعد في واقعة المتن الانتخابية ومعاركها التي نفخت معركة فرعية وكادت ان تستحضر الى الموارنة والمسيحيين صراعات الشرق الاوسط جميعها، ولم يجد المسعى البطريركي سبيلا الى "لغة شورى" على الاقل بين فريقي المنازلة. ولولا "حكمة" الناخب المتني التي تفتقت عن نتائج انتخابية غير مسبوقة، خرج معها الفريقان "فائزين – خاسرين" في آن واحد، لعجزت كرسي بكركي ومعها سائر كراسي البطريركيات الارثوذكسية والكاثوليكية والارمنية عن ردع المضاعفات والترددات والانعكاسات لهذه المواجهة الفاصلة واحتوائها.

وقصة البطريرك صفير لا تقف عند ابناء طائفته وكرسيه وعموم المسيحيين، وله من التجارب المُرّة مع زعماء مسلمين في تمديدين رئاسيين في حقبة السيطرة السورية ووصايتها على كل شيء، وكذلك في تجارب القوانين الانتخابية والقمع السلطوي الآحادي الذي سُلط على قوى مسيحية حصرية، مما شكل لديه، على الارجح، مانعا مبرَّرا وحذرا تلقائيا وشكا طبيعيا حيال الإقدام على اي مجرَّب غير مضمون النتائج.

كل ذلك يجد تبريره المنطقي في اللحظة السياسية الراهنة عشية ما تردد عن إقبال رئيس مجلس النواب نبيه بري على "افتتاح" جولة "الاستئناس" الرئاسية بلقاء البطريرك صفير. وكل ذلك يساق الآن فيما يُقال ان رتل السفراء العرب والغربيين ينتظر انتظام المواعيد ويتحرق لعودة البطريرك الى بكركي بعد عيد الصليب، لان الموعد الحارق قد أزف.

ولكنها مرة ليست ككل المرات، وتجربة ليست ككل التجارب. فلم تكن الرئاسة مرة في خطر يوازي حجم الفراغ المحتمل هذه المرة. ولم يربط تأثير المسيحيين ومصيرهم مرة بالمنصب الرئاسي كما يحصل اليوم. واذا كان هذا العامل وحده يستلزم تسمية لمرة واحدة واخيرة، فليس سوى البطريرك صفير من يمكنه ان يسمي، بدل البحث عن رئيس في متاهة توافقات خارجية لن تأتي وتفاهمات داخلية تبدو مستعصية مما يوفر الذرائع المطلوبة لمطابخ الفراغ الحامل كل الشرور والويلات.

 

ما هي حقيقة اقتراح تولّي سليمان رئاسة حكومة انتقالية في حال عدم التوافق؟

الأكثرية تتجنّب تحويل كلامه مادة للسّجال السياسي

سمير منصور     

samir.mansour@annahar.com.lb     

كان من الطبيعي ان يحظى كلام قائد الجيش العماد ميشال سليمان باهتمام الاوساط السياسية على اختلافها، سواء من حيث المضمون او من حيث التوقيت، ربطا باقتراب الاستحقاق الرئاسي يوما بعد يوم، علما ان ردود الفعل المعلنة على ما تضمنه من مواقف جاءت محدودة جدا واقتصرت على احد اعضاء كتلة "المستقبل" النائب مصطفى علوش. واستنادا الى مصادر قريبة من الحكومة والاكثرية النيابية، فان ما قاله النائب علوش "لم يكن منسّقاً"، بمعنى انه جاء بمبادرة شخصية لا بتكليف من الكتلة التي ينتمي اليها او من الاكثرية النيابية، مع الاشارة الى ان المصادر اوضحت في الوقت نفسه ان ذلك لا يعني اختلافا في بعض – بل في الكثير – مما قاله ولاسيما لدى تناوله الظروف والملابسات لـ"ظهور" المجموعات المسلحة للتنظيم المسمى "فتح الاسلام"، وخصوصا من حيث مصادر الدعم والتسليح و"المنشأ". واما الحديث عن التزام الدستور والقانون ودور الجيش وضرورة دعمه وتعزيزه والدعوة الى التهدئة وما شابه، فأمور لا يختلف عليها اثنان.

وبدا واضحا ان هذه المصادر لم تشأ ان تجعل من كلام قائد الجيش موضوع سجال او ان تذهب بعيدا في تفسيره، وإن يكن موضع اهتمام لديها، بالاضافة الى اهتمامها بما نقل عنه لدى سؤاله هل يوافق على ترؤس حكومة انتقالية لفترة محدودة تجنبا للفراغ في حال عدم التوافق على الرئيس الجديد للجمهورية؟ فرد بالايجاب شرط موافقة جميع الاطراف عليه. ونظرا الى اهتمام الاوساط القريبة من الحكومة والاكثرية بالموقف المذكور، كان من الطبيعي استيضاح "صاحب العلاقة" في هذا الاقتراح، وهو الوزير السابق البر منصور الذي قال انه بمبادرة شخصية تقدم باقتراح يقضي، في حال الاخفاق في التوصل الى توافق حول الرئيس الجديد، بقيام حكومة انتقالية لفترة محدودة جدا تجنبا للفراغ، ريثما يتم هذا التوافق. واوضح انه انطلق بالفكرة "من كون المؤسسة العسكرية وعلى رأسها العماد سليمان على مسافة واحدة من طرفي الازمة، وسيكون الرجل محط توافق الجميع على رأس هذه الحكومة المحصورة مهمتها بتصريف الاعمال وبتأمين انتخاب رئيس للجمهورية في اسرع وقت، ولاسيما ان الرئيس الحالي اميل لحود اعلن تكرارا انه يرفض تسليم الحكم الى حكومة الرئيس فؤاد السنيورة للاسباب المعروفة، وهذا الاقتراح يجنب البلاد احتمال قيام حكومتين مع كل ما لهذه الخطوة من محاذير وتداعيات، ليس اقلها ادخال البلاد في نفق الفوضى".

ولكن الدستور لا يسمح لرئيس الجمهورية بتأليف حكومة انتقالية، بل يقضي في حال عدم حصول انتخابات الرئاسة بانتقال مقاليد الحكم الى الحكومة القائمة.

يرد منصور بان "الخطوة ممكنة عندما تتم بالتوافق، ولا مشكلة فيها لكونها تقضي بقيام حكومة انتقالية لا صفة لها سوى تصريف الاعمال وتأمين انتخاب رئيس للجمهورية. كما ان مجلس النواب يتحول هيئة ناخبة دون صلاحيات اشتراعية، اي ان هذه الخطوة لا تمس التوازنات القائمة على مستوى الرئاسات".

ويقول منصور انه زار قائد الجيش سائلا عما اذا كان يوافق على هذا الحل في حال عدم التوافق على الانتخابات الرئاسية، فكان جوابه موافقة مشروطة بالاجماع عليه من المعارضة والاكثرية. ويكشف انه زار رئيس الجمهورية للغاية نفسها، وقد وافق على الاقتراح.

فهل هذا ما كان يشير اليه لحود تلميحا عندما تحدث عن حل جاهز لديه في حال عدم حصول الانتخابات الرئاسية تجنبا لـ"كأس" تسليم المسؤولية الى حكومة السنيورة؟

ربما، بل على الارجح، ولاسيما ان منصور يؤكد اقتناع لحود بالاقتراح وموافقته عليه.

مهما يكن من امر، فان "الاشكالية الدستورية" المتعلقة بصلاحية رئيس الجمهورية للاقدام على مثل هذه الخطوة تبقى موضع نقاش وتحتاج الى تدقيق، وقد لفته اكثر من صديق الى انه لا يستطيع اعتبار الحكومة غير موجودة، "ولا شيء في الدستور اسمه حكومة غير موجودة فإما حكومة موجودة وإما حكومة مستقيلة تصرف الاعمال". ومن الطبيعي ان يكون للاكثرية النيابية موقف واضح وحاسم من هذا الاقتراح اذا طرح جديا، علما انها لم تعلق عليه، واكتفت بأخذ العلم وبالقول ان "هذه المواقف والاقتراحات وغيرها ستأخذ حيزا من الاهتمام والتداول السياسي".

كما ان مواقف قائد الجيش استأثرت على ما يبدو باهتمام لافت من مرشح بارز لرئاسة الجمهورية، اذ رأت مصادر قريبة منه – وهي ليست بعيدة من المعارضة – ان مواقف العماد سليمان جاءت ردا على موقف للادارة الاميركية "بالتواتر" مفاده عدم دعم ترشيحه للرئاسة.

وربطت هذه المواقف بزيارته الاخيرة للديمان في محاولة للايحاء ان هذا "الجو" تبلغه من البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير! وتجدر الإشارة هنا الى أن مصادر مطلعة على اجواء تلك الزيارة جزمت بان طابعها "لم يكن رئاسيا ولم تتناول الاستحقاق الرئاسي من قريب ولا من بعيد". ويبدو جليا ان "المعلومة" المشار اليها، وهي من طرف واحد منحاز الى مرشح معين، تأتي في اطار معركة رئاسة الجمهورية التي بدأت فعليا، اذ ان اي تعليق اميركي رسمي لم يصدر بعد لمعرفة الموقف من المرشحين المحتملين للرئاسة. على ان اي مرشح يتعرض لحق النقض "الفيتو" من اي طرف اقليمي ودولي، لن يكون خاسرا عند الطرف الآخر. وليس اكتشافا القول ان اي رئيس مقبل، يفترض ان يحظى بموافقة المحورين: الاميركي – الفرنسي الغربي والايراني – السوري، وبالتأكيد السعودي – المصري الذي تصفه المعارضة بالاقرب الى الاول. كما ان من سيقترع للرئيس المقبل هم "الناخبون المحليون الكبار" في مجلس النواب، اي رؤساء الكتل، والاكثرية في مقدم هؤلاء.

وكان لافتا ان مرجعا سياسيا لاحظ ان "الامور قد تسير بشكل سليم اذا تركت للبنانيين" بعد حصول تقدم في التوافق على غير صعيد، على ضرورة اجراء الانتخابات في موعدها، ونصاب الثلثين، والرئيس التوافقي.

يبقى إذاً التوافق على الشخص، وهنا تكمن عقدة العقد، لكنها لا تبدو مستعصية على الحل، ولاسيما ان أياً من طرفي الازمة لم يعلن رسميا مرشحه الحقيقي للرئاسة، وإن كثر الحديث عمن يتمتعون بالمواصفات المطلوبة!

 

أسئلة... من وحي الشهادة

جورج ناصيف     

قريباً، وقريباً جداً كما يشاع، سيكون الجيش قد قضى نهائيا على آخر معاقل "فتح الاسلام" في مخيم نهر البارد.

منذ اليوم، وبعد ابداء الابتهاج الكبير بنجاح الجيش في حماية الكيان والدولة، وبعد خروج قائد الجيش عن صمته، يجب ان تنهض هيئة رسمية مسؤولة لتجيبنا وتجيب اللبنانيين عن مجموعة من الاسئلة شغلت وتشغل المنتديات السياسية، ويتطارحها كل بيت، رغم التوضيحات التي ساقها العماد ميشال سليمان.

أولاً: من المسؤول عن التجهيز العسكري الفقير الذي دخل به الجيش المعركة؟ وهل كانت الوصاية السورية هي التي وقفت خلف ابقاء الجيش ضعيفا حتى تستمر في مصادرة القرار العسكري، وحتى يكون "حزب الله" قوة ضاربة لا معادل لها داخلياً؟

لماذا سكتت السلطة اللبنانية، بجميع اجنحتها، عن هذه الفضيحة؟

هل صحيح ان واشنطن امتنعت عن تسليح الجيش، انطلاقا من اعتبارها اياه جيشا ذا عقيدة قتالية مناهضة للعدو الاسرائيلي، الامر الذي لم يكن يروقها، فعاقبته بابقائه ضعيفاً؟

ثانياً: كيف تسنى لتنظيم مسلح لا يتجاوز تعداده بضع مئات، ومعروف الصلة بدمشق (مما لا ينفي صلته بـ"القاعدة")، وفي ظل حكومة وصفها النائب سعد الدين الحريري بأنها حكومة 14 آذار، ان يوفر لنفسه كميات من السلاح والذخيرة والمؤن يعجز عن توفيرها جيش برمته، فيما هو محاصر براً وبحراً؟

وهل صحيح ان التنظيمات الفلسطينية الموالية لسوريا كانت تقاتل الى جانبه، وتمدّه بالسلاح من مخازنها؟

وهل كانت قيادة الجيش على بيّنة من التجهيزات العسكرية المتطورة تقنياً التي كان يملكها هذا التنظيم؟

ثالثاً: ما حقيقة ارتباط "فتح الاسلام" ببعض التيارات السلفية في الشمال؟

وهل صحيح ان بعض هذه التيارات كان ينظر بعين الرضا الضمني الى حركة "فتح الاسلام" باعتبارها احتياطا عسكريا في وجه "حزب الله" اذا وقعت الفتنة المذهبية؟

رابعاً: ما "سرّ" استطالة المعركة ثلاثة اشهر؟ وهل السبب عائد الى شراسة مقاتلي "فتح الاسلام"، ام الى افتقار الجيش الى التجهيز الملائم؟

خامساً: لماذا فشلت الوساطات والمبادرات الفلسطينية؟ هل لان "فتح"، صاحبة بعض هذه المبادرات، لم تكن لها الكلمة العليا في المخيم؟ ام لان التنظيمات الموالية لسوريا تعمدت افشالها، ام لان "فتح الاسلام" كانت تراهن على فتح بؤر قتال جديدة في مواقع اخرى من البلاد، فماطلت وسوّفت وراهنت على الوقت؟

سادساً: لماذا بدا "حزب الله"، في بداية المواجهة العسكرية، على شيء من التردد، حين تحدث امينه العام عن "خطين احمرين" هما الجيش والمخيم، ثم سحب تحفظاته لاحقا، وجاهر بدعم الجيش، من غير حديث عن المخيم الذي زال اصلا من الوجود، بعدما تحول اطلالاً؟

وهل وجد في "فتح الاسلام" لغما مذهبيا جاهزا للانفجار، فعدل عن تحفظه الاول؟

كلها اسئلة مشروعة، تنطلق من انحناءة امام الدم الطهور الذي سكبه جيش تعمّد بالشهادة، فاستحق الاكبار.

لاننا فخورون بجيشنا الى حدود المباهاة،

لأننا نريد له المنعة والقوة والسؤدد،

ولان ضريبة الشهادة كانت باهظة،

(• بدءاً من الاسبوع المقبل، ولثلاثة اسابيع متتالية، تغيب زاوية "بلا ضفاف" لغياب الزميل جورج ناصيف في اجازته السنوية.)      

georges.nassif@annahar.com.lb     

 

أبدوا إحباطهم وخجلهم من موقفي لحود والسنيورة

اللبنانيون مستاؤون من التمثيل المزدوج : إنه ابتزاز سياسي

 بيروت - د.ب.أ : بدا من اللحظة الاولى لبدء فاعليات القمة العربية في الرياض التي اختتمت أعمالها امس أن الانقسام اللبناني وصل إلى الرياض في صورة وفدين رئاسيين الاول رأسه الرئيس إميل لحود والثاني رأسه رئيس الوزراء فؤاد السنيورة

ولم يكن هذا المشهد مريحا لقطاع عريض من الرأي العام اللبناني. يقول محمد عريس الطالب في الجامعة الاميركية ببيروت: هناك لبنان واحد ووفدان منفصلان يمثلانه وهذا أمر "مخز". وجاءت المشاركة اللبنانية "المزدوجة" في القمة العربية لتؤكد فشل كل الجهود المحلية والاقليمية والدولية التي بذلت على مدى الشهور الماضية من أجل إنهاء الازمة السياسية في لبنان بين الاكثرية النيابية المناوئة لسورية ويقودها تيار المستقبل بزعامة النائب سعد الحريري ومعه رئيس الوزراء فؤاد السنيورة من ناحية والاقلية النيابية الموالية لسورية ويقودها حزب الله ومعه ميشال عون زعيم التيار الوطني الحر الذي يمثل قطاعا مهما من المسيحيين الموارنة.

وتقول هالة بوجي وهي مدرسة في إحدى مدارس لبنان: إن المشاركة اللبنانية في القمة العربية على هذا النحو شكل من أشكال الابتزاز السياسي يمارسه القادة اللبنانيون. فمهما كانت الخلافات اللبنانية كبيرة يجب أن يمثل لبنان بوفد واحد في القمة. ويؤكد الرئيس إميل لحود أنه باعتباره رئيسا للدولة اللبنانية فهو الموفد الرسمي للمشاركة في القمة وأي شخص آخر مجرد "ضيف..ولكن رئيس الوزراء فؤاد السنيورة يقول إنه كان من المهم تمثيل وجهة نظر الحكومة المنتخبة بشكل ديمقراطي في القمة . وكانت السعودية قد وجهت دعوة رسمية لكل من لحود والسنيورة.

المعروف أن لحود يؤيد المعارضة اللبنانية التي تطالب بتشكيل حكومة جديدة تمتع فيها المعارضة بحق النقض (الفيتو) عند التصويت على القرارات المهمة.

وينظر لحود إلى حكومة السنيورة باعتبارها غير دستورية منذ استقالة الوزراء الشيعة الخمسة من الحكومة في نوفمبر الماضي. ولكن الاغلبية النيابية المناوئة لسورية والمدعومة من أغلب الدول العربية والغربية تؤيد حكومة السنيورة. ويقول سامي حمدان أحد انصار الحكومة المناوئة لسورية إن قادة لبنان وبخاصة الرئيس لحود أخجلوا الشعب اللبناني بذهابهم إلى القمة منقسمين.

وأضاف أنه حتى السلطات السعودية لم تعترف بلحود كرئيس دولة مثل الاخرين .. وإنه على لحود أن يدرك ذلك ويعود إلى لبنان لأنه لا يمثل كل الشعب اللبناني.

ومهما كان الخلاف في وجهات النظر بين أنصار الحكومة ومؤيدي المعارضة فقد كان هناك شبه اتفاق على أن المشاركة اللبنانية في القمة العربية بالصورة التي كانت عليها قد أصابت اغلب اللبنانيين بالاحباط وربما بالخجل

 

الجيش اللبناني يؤكد عدم حصول عمليات تهريب أسلحة والجمارك تضبط »فيول« مهرب من سورية

وكالات/اكد الجيش اللبناني انه لم يتم ضبط اي عملية تهريب اسلحة, استنادا الى ما شددت عليه الامم المتحدة داخل الاراضي اللبنانية.وكشف عن ذلك مدير العمليات العسكرية في قيادة الجيش العميد فرنسوا الحاج خلال جولة ميدانية في منطقة البقاع الشمالي للاطلاع عن قرب على التدابير المتخذة من قبل الوحدات العسكرية المنتشرة على المسالك والمعابر والاودية والتي تقوم بحفظ الامن والدفاع عن الاراضي اللبنانية ومكافحة التهريب والاشخاص والاسلحة الممنوعة, وشملت الجولة مناطق القاع والهرمل والحواجز المنتشرة خلف مراكز الجمارك والامن العام, وشدد الحاج على الجهوزية التامة للجيش اللبناني لقمع اي خروقات امنية تحدث في المنطقة. في هذا الوقت صادر مركز الجمارك اللبنانية في منطقة وادي خالد شمال لبنان, كميات كبيرة من المازوت, جرى تهريبها عبر الحدود اللبنانية-السورية, وتمت مصادرة شاحنات "بيك اب" محملة بالمازوت ومزودة بخزانات مخصصة للتهريب واخرى استخدمت لتهريب اسمدة زراعية وسواها, كما تمت مصادرة دراجات نارية كانت تستخدم لاخطار المهربين بوجود دوريات جمركية وغيرها, اضافة الى عدد من السيارات, وكمية كبيرة من الغالونات المعباة بالمازوت والتي قدر عددها بنحو ثلاثمئة غالون تحوي ما يزيد على عشرة الاف ليتر.

 

السنيورة: القمة أكدت أن حكومتنا شرعية ودستورية 100 في المئة

مصدر لبناني لـ "السياسة": المسعى السعودي نجح في تليين موقف الأسد من المحكمة

 بيروت - »السياسة«:

 تنتظر الساحة السياسية اللبنانية عودة سفير المملكة العربية السعودية عبد العزيز الخوجة الذي سيطلع رئيس مجلس النواب نبيه بري وعدداً من القيادات السياسية على أجواء القمة العربية واللقاءات التي أجريت على هامشها حول الموضوع اللبناني.

وقالت وكالة »المركزية« أن عددا من القادة اللبنانيين سيزورون الرياض للغاية نفسها وفي طليعتهم النائب سعد الحريري للبحث مع المسؤولين السعوديين في نتائج القمة والمحادثات التي أجريت تحديدا بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد.

وفي هذا الوقت نقلت الوكالة عن مصادر ديبلوماسية عربية في بيروت ان ما حصل في السعودية حيال الشأن اللبناني يشكل بابا ايجابيا يفترض ولوجه لبدء البحث في الحل لافتة الى أنه مع بلورة صورة نتائج لقاءي خادم الحرمين الشريفين والرئيس الأسد سيتحدد مسار المحكمة ذات الطابع الدولي, مشيرة الى ان المعطيات التي توفرت توحي بان المسعى السعودي والمصري نجحا في تليين الموقف السوري من موضوع المحكمة وهو عامل يساهم بشكل كبير في فتح الفرص أمام التوصل الى حلول خاصة وان لبنان على أبواب استحقاق رئاسي بدأت البلاد تتهيأ للدخول في مداره والاعداد له, ما يستوجب أن يكون اللبنانيون توافقوا على بنود الحوار وتنفيذها على مراحل, تبقى خطوتها الاولى تزامن موضوعي المحكمة والحكومة قبل الاستحقاق الرئاسي الذي سيكون وفاقيا.

وكانت مجريات القمة العربية وقراراتها عكست ارتياحا في الأوساط السياسية اللبنانية خاصة في صفوف الاكثرية التي أكدت أن ما خرجت به هذه القمة كان تكريسا واضحا للاعتراف العربي والدولي بحكومة الرئيس فؤاد السنيورة واشادة بادائه مقابل توجيه الانتقادات للمعارضة المدعومة من سورية, وما سببته من تداعيات سياسية واقتصادية.

 وأكدت مصادر حكومية ل¯»السياسة« ان الدعم الكبير الذي تلقته الحكومة من قمة الرياض وفشل الرئيس اميل لحود في اجراء تعديلات جذرية على الورقة اللبنانية يشكلان ضربة موجعة لحلفاء سورية في لبنان ويبعثان برسالة واضحة المعنى الى نظام دمشق وحلفائه في لبنان بضرورة تغيير أدائهم السياسي وتسهيل قيام المحكمة الدولية.

الى ذلك كان للرئيس السنيورة في الرياض عدة لقاءات مع زعماء عرب وأجانب, حيث التقى أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني, وبعد الاجتماع الذي دام نحو نصف الساعة, قال ان اللقاء اتسم بالود الكبير والرغبة الدائمة بالمساعدة, وهذه المرة ككل مرة نجد لديه كل الصدر الرحب والرغبة لمساعدة لبنان.

ووصف اعلان الرياض بانه جيد جدا ومهم للغاية في عدة جوانب بما له علاقة بتحصين الصمود العربي ونظرة مستقبلية لدور العرب, ودور المسؤولين العرب في تطوير المؤسسات العربية والانسان العربي, كما أن له علاقة بكلمة واضحة وصريحة ولا تنازل فيها بالتمسك بالمبادرة العربية للسلام وحول ما اذا كان فريق للبناني خسر وآخر ربح في موضوع التعديلات التي طرحها لبنان اجاب: أولا أنا كنت دائما أقول أنه حين نتحدث عن فريق لبناني منتصر وآخر منهزم فإن هذا يعني ان الكل هزم والبلد هزم , نحن نبحث عن انتصار للبنان, وكما أن الكل يعلم ان مجيئنا الى هنا والمشاركة هي في معنى آخر كلام واضح وصريح للجميع, لبنانيين وعربا ومجتمعا دوليا, بأن المجتمع العربي والقمة العربية يعترفان بأن هذه الحكومة شرعية ودستورية مئة في المئة.

وفي أول إشارة من جانب حلفاء سورية في لبنان الى نتائج لقاء خادم الحرمين والرئيس السوري رأى رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ان هذا اللقاء ستكون له نتائج ايجابية على الساحة اللبنانية. التي تشهد حاليا صراعا بين مشروعين, المشروع الاميركي الذي يهدف الى اقرار المحكمة الدولية دون تعديل والمشروع الذي تدعمه المعارضة لاقرار المحكمة الدولية بدون انقسامات على صعيد المنطقة والوضع في لبنان, وأن أي إقرار لهذه المحكمة تحت البند السابع معناه اعلان حالة حرب في لبنان لن يسلم منها أحد في الشمال ولا في الجنوب أو أي منطقة لبنانية أخرى وسأل فرنجية عن موقف النائب سعد الحريري في حال اندلاع الحرب في لبنان أو المنطقة بحجة اقرار المحكمة تحت الفصل السابع, مشيرا الى ان على الحريري مسؤولية وطنية هي حماية لبنان واللبنانيين وليس التفريط بهم.

وكان فرنجية التقى القائم بالاعمال الكويتي طارق الحمد, وتناول البحث الأوضاع الراهنة والمساعي العربية لاخراج لبنان من أزمته الراهنة, وتطرق ايضا الى نتائج القمة العربية التي انعقدت في السعودية.  من جهته اعتبر النائب السابق ايلي الفرزلي, أن الاتفاق السوري - السعودي الذي تكرس على هامش القمة العربية, أعاد احياء المشروع العربي وسينعكس ايجابا على الساحة اللبنانية لأنه يحاصر مشاريع التفتيت.

 

ندوة في الذكرى 29 لتغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه

وطنية - 15/8/2007 (سياسة) تقيم قيادة اقليم بيروت في حركة "أمل"، لمناسبة الذكرى التاسعة والعشرين لتغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه, ندوة بعنوان "الإمام الصدر والعيش المشترك"، يتحدث فيها النائب بيار دكاش, ورئيس مجلس الأمناء في تجمع العلماء المسلمين القاضي الشيخ أحمد الزين, وذلك عند السادسة من مساء غد في ثانوية الشهيد حسن قصير الكائنة على طريق المطار.

 

جعجع التقى في معراب وفدا من الرابطة المارونية

وطنية - 15/8/2007 (سياسة) التقى رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في معراب، وفدا من الرابطة المارونية برئاسة الدكتور جوزف طربيه الذي قال بعد اللقاء ان الزيارة "تأتي في اطار لقاءات الرابطة مع القيادات المسيحية السياسية. وقد بحثنا مع الدكتور جعجع في الاستحقاق الرئاسي الذي تجمع الساحة المسيحية على ضرورة اجرائه في موعده المحدد، من أجل حماية الاستقرار في لبنان وتعزيز الوحدة الوطنية واعادة الامل الى اللبنانيين بالاستقرار السياسي الضروري، لاحياء الحياة الاقتصادية في البلد، وبالتالي تدعيم مستقبله، آملا حصد النتائج المرجوة من هذه المساعي حتى يتحقق للبنانيين ما يتمنون من توافق القيادات في ما بينها

عضو قيادة "14 آذار" النائب السابق نفى وجود مناخ لحرب أهلية جديدة

فارس سعيد لـ "السياسة": مرشحو "14 آذار" لرئاسة لبنان خمسة... نائلة معوض , بطرس حرب, نسيب لحود, أمين الجميل وسمير جعجع

بيروت - من صبحي الدبيسي : السياسة

حمل النائب السابق فارس سعيد »حزب الله« وأعوانه مسؤولية العرقلة في انتقال لبنان من الوصاية السورية الى مرحلة دولة الاستقلال واعتبر ان كل الذين داروا في الفلك السوري اصبحوا يدورون اليوم تحت عباءة حسن نصر الله الذي يؤمن لهم الحماية والخطاب السياسي الممانع لقيام دولة الاستقلال.

ورأى سعيد ان لبنان اليوم امام تقابل سياسي حاد فإذا استمر هذا التقابل دون تعديل في موازين القوى ستبقى ازمة لبنان معقدة الى اشهر دون الوصول الى حل. وكشف ان الاكثرية ستتقدم ببرنامج انقاذي للبنان  يؤمن شبكة امان, واذا لم تحسم عملية المحكمة فإنها حتماً ستقر تحت الفصل السابع مما سيفتح ربما سجلات الحرب القديمة من تفجير »المارينز« والسفارة الاميركية وخطف الطائرة الاميركية.

واذ اعتبر سعيد ان حضور النواب الى البرلمان هو عودة بالحياة السياسية الى مكانها الطبيعي, حمل الرئيس نبيه بري مسؤولية الازمة باستبداله النواب ال¯ 128 ب¯ 14 شخصية العام الماضي, وبشخصين في العام الحالي وربما بشخص واحد في العام المقبل وقال إن حزب الله اصبح حزباً نووياً بارتباطه بالملف الايراني.

»السياسة« التقت عضو قوى »14 آذار« النائب السابق فارس سعيد في هذا الحوار:

* في ظل تفاقم الأزمة الداخلية, ذهب لبنان إلى القمة العربية بوفدين, ومجلس نيابي معطل, والأكثرية للأسبوع الثاني تحضر إلى مجلس النواب احتجاجاً على تعطيل دوره من يريد إلغاء المؤسسات في لبنان? ولماذا  استفحلت الأزمة بهذا الشكل في وقت كانت الناس تتلمس حلاً يزيل عنها هذا القلق الذي تعيش فيه?

o أولاً أحمل مسؤولية العرقلة في عملية انتقال لبنان من مرحلة الدولة تحت الوصاية السورية إلى مرحلة دولة الاستقلال إلى الفريق الذي يمثله »حزب الله« وأعوانه من فريق »8 آذار« مطلقين شعار الوفاء لسورية ومطلقين شعار أنهم يريدون أن يتحولوا إلى رؤوس حربة لسورية في لبنان واضعين أنفسهم بتصرف السيد حسن نصر الله, لأن كل الذين كانوا يدورون في فلك سورية في لبنان, بعد خروج الجيش السوري يدورون اليوم في  عباءة السيد حسن نصر الله وهو الذي يؤمن هذا الاستمرار السياسي, وهذه الحماية السياسية, ويؤمن لهم الخطاب السياسي الممانع لعملية قيام دولة الاستقلال, وقد بادرت قوى »14 آذار« منذ اللحظة الأولى لفتح الحوار, ومد اليد إلى الشريحة التي يمثلها »حزب الله« وصولاً إلى التحالف الانتخابي مع بعض أطرافها.

فكان جانب من هذا التحالف الانتخابي انتهازيا يريد الالتفاف على النظام وهناك جانب وطني له علاقة بما يلامس لبنان الجديد وقيام دولة لبنان الثانية على حساب طائفة من الطوائف اللبنانية وكلما بادر فريق »14 آذار« لمد اليد باتجاه »حزب الله« أخذ »حزب الله« المكسب ولم يعط شيئاً بالمقابل في عملية تسهيل انتقال دولة لبنان من مرحلة الوصاية إلى مرحلة دولة الاستقلال وبافتعال مغامرة غير محسوبة, أدت بالنتيجة إلى اقتلاع إيران من الجنوب اللبناني من خلال القرار 1701 وأدت إلى انتقاله من مشروع قيادي في العالم العربي والعالم الإسلامي إلى مشروع محلي ينازع مع الأفرقاء الآخرين على حجمه في المسرح السياسي اللبناني الجديد.

اليوم نحن أمام هذه المعضلة, فريقنا السياسي يطالب بأن تكون الأولوية للمحكمة الدولية, لأن هذه المحكمة هي التي ستضع حداً وستساعد على انتقال لبنان من مرحلة إلى أخرى.

بعد المحكمة الدولية نطالب بانتخابات رئاسية في موعدها, من بعدها حكومة وفاق وطني, ومن الحكومة التي تلي الانتخابات الرئاسية إلى قانون انتخابات على أسسه يصار إلى انتخابات نيابية في موعدها..

لكن طرح »8 آذار« هو اليوم معاكس اذ يريدون اليوم حكومة ومن بعدها انتخابات نيابية مبكرة وبعد ذلك انتخابات رئاسية وتصبح المحكمة مجوفة من مضمونها خدمة لأجندة فريق »حزب الله«. لبنان اليوم أمام هذا التقابل السياسي الحاد, وإذا استمر هذا التقابل دون أي تعديل في موازين القوى الداخلية أو الإقليمية ربما ستستمر الأزمة إلى أشهر دون الوصول إلى حل, والعالم يراهن على عاملين: تبدل موازين القوى من خلال الحرب المرتقبة على إيران أو على سورية, وتبدل المعطى الداخلي من خلال تقديم مبادرة وطنية تصلح لأن تكون شبكة أمان حقيقية للوصول إلى انتقال لبنان من مرحلة الوصاية إلى مرحلة الاستقلال. الرهان الأول ليس بيد اللبنانيين, ولا أحد في لبنان يراهن على ضرب سورية أو على ضرب إيران ولا أحد في لبنان هو حليف العدو الإسرائيلي على حساب أي طرف من الأطراف العربية, وإذا حصلت الحرب من قبل الولايات المتحدة على سورية وعلى إيران, فنحن على يقين أن هذه الحرب لها انعكاسات على الداخل اللبناني وستكون سيئة لنا كلبنانيين إذا لا سمح الله ضربت الشام فإن مئات آلاف النازحين ستكون عبئاً على لبنان وإذا ضربت إيران يكون التقابل الإسلامي الإسلامي في العالم العربي وأيضاً في لبنان ذي نتائج كارثية. إذاً, لا وجود لأي رهان على الحرب لأن هذه الحرب ستكون مؤذية لنا كلبنانيين وليست كفيلة بتبدل موازين القوى, والرهان هو على أن تقبل القوى الداخلية في لبنان بمشروع إنقاذي حقيقي. هذا المشروع الإنقاذي يجب أن يرتكز أولاً إلى موضوع المحكمة الدولية, والتي منذ بداية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري طالب بها اللبنانيون من خلال انتفاضة الاستقلال, ثم تنازلنا عن مطلب المحكمة الدولية واستبدلنا بمحكمة ذات طابع دولي حتى لا نفسح في المجال للمجتمع الدولي أن يصفي حساباته خارج إطار الاغتيالات السياسية التي حصلت في لبنان, لو بقيت المحكمة محكمة دولية ربما ستحاسب قتلة الشهداء في لبنان, وفي نفس الوقت ستفتح دفتر حساب لا علاقة له بالاغتيالات السياسية وستبقي ربما على عملية تصفية حسابات آخرين من اللبنانيين لاسيما فريق »حزب الله« الذي له تاريخ وماضٍ أمني ضد أميركا. في لبنان, استبدلنا الطلب الأول أي المحكمة الدولية بالمحكمة ذات الطابع الدولي استناداً إلى رغبات »حزب الله« وحركة »أمل«, وحفاظاً من قبلنا نحن على السلم الأهلي في لبنان, ماذا يعني محكمة ذات طابع دولي? يعني أن هناك مساهمة لبنانية ومساهمة دولية وارتأى وزير العدل شارل رزق أن تكون المساهمة اللبنانية من خلال المساهمة بالنصوص وليس العنصر البشري من اللبنانيين حماية للقضاة اللبنانيين, وأن يتقدم الجانب الدولي بالعنصر البشري, أي القضاة وأن يكون مكان هذه المحكمة في أوروبا أو في مكان آخر حماية للشهود وحماية للقضاة وحماية لسلامة العدالة.

اليوم يطالبون بأن يكون لهم ثلث معطل في الحكومة وأن يكون لهم ثلث معطل في المحكمة, أي يريدون استبدال المساهمة اللبنانية بالنصوص بمساهمة لبنانية بالعنصر البشري. يريدون أن يكون هناك أربعة قضاة لبنانيين وثلاثة قضاة أجانب, ونحن ندرك ونعرف أنه في هذا البلد مع الفلتان الأمني هناك إمكانية لقتل أو للتعرض لهؤلاء القضاة, لأنه سبق واغتيل بعض القضاة في صيدا وحتى هذه اللحظة لم نعرف حتى اليوم من هم قتلتهم وهذا البرنامج الإنقاذي في لبنان الذي يؤمن شبكة أمان بيد اللبنانيين إذا لم تحسم عملية المحكمة فإن المحكمة ستقر تحت الفصل السابع. إننا نناشد »حزب الله« ونناشد الجميع في أن يساهموا بتسهيل أمور المحكمة ذات الطابع الدولي عبر القوانين الدستورية اللبنانية, حتى يكون موضوع  العدالة محصوراً طبعاً بطبيعة الاغتيالات التي بدأت مع مروان حمادة ولم تنته ب¯ »عين علق«, وإلا سيكونون مسؤولين عن الإفساح بالمجال لأن تأتي هذه المحكمة تحت الفصل السابع أي محكمة دولية بامتياز ستنظر بالاغتيالات التي شهدها لبنان منذ أكتوبر 2004 وحتى اليوم, وربما أيضاً ستفتح السجلات القديمة, سجلات الحرب, وسجلات تفجير المارينز في بيروت, وسجلات تفجير السفارة الأميركية وخطف طائرة (T.W.A).

توقعات من القمة

* ماذا تتوقع من قمة الدول العربية في الرياض? هل تتوقع مبادرة ما باتجاه لبنان لحلحلة الوضع المتأزم داخلياً?

o أتوقع بأن تقوم الجامعة العربية بإرسال المزيد من الموفدين ولكن كل الحركة التي سيقوم بها الموفدون العرب لن تكون لها نتيجة, لا في بيروت ولا في الشام ولا في الرياض, وستكون النتيجة فقط الاستمرار بهذا التقابل الحاد بين الأولويات التي تطرحها »14 آذار« وبين أولويات »8 آذار« وربما ستبرد الأجواء خلال أسابيع في الداخل وستعطي فكرة بأن هناك إمكانية للحل, ولكن الحل غير متوفر لأن سورية تمنع عملية نشوء المحكمة الدولية وحتى هذه اللحظة لن يتخلى »حزب الله« عن حليفه الإيراني وحليفه السوري بعد أن ربط نفسه في مكان ما مع تعقيدات المنطقة فأصبح »حزب الله« حزباً نووياً في لبنان مرتبط بالملف النووي في إيران من جهة, يحمي النظام السوري من عدالة المحكمة الدولية, طالما هذا الربط موجود. وهذا الربط مسؤول عنه »حزب الله«, الذي لن يسير حتى ولو بادرت الجامعة العربية باتجاهه أو باتجاه سائر اللبنانيين إلى فك ارتباطه المحسوم مع الجانب الإيراني ومع الجانب السوري, إذاً أنا أرشح أن تبقى الأزمة مفتوحة في لبنان.

عودة الحياة السياسية

* هل تعتقد أن نزول النواب إلى البرلمان هو من عطل الحوار بين الرئيس نبيه بري والنائب سعد الحريري?

o بالعكس, نزول النواب إلى ساحة النجمة هي عودة بالحياة السياسية إلى مكانها في لبنان, فقد انتخب اللبنانيون 128 مسؤولاً عن إدارة شؤونهم, وأتت مبادرة من قبل الرئيس نبيه بري باستبدال 128 شخصية نيابية ب¯14 شخصية لبنانية وأطلق عليهم اسم قادة الصف الأول في عام  2006, وفي عام 2007, اختصروا الى شخصيتين: الرئيس بري وسعد الحريري اللذين يحاولان أيضاً إدارة الشأن الداخلي في لبنان. لا نريد أن نصل في عام 2008 ويكون هنالك شخص واحد يقرر مصير لبنان.

إذاً مبادرة النواب هي محاولة حقيقية لعودة الحياة السياسية إلى مكانها الطبيعي أي إلى مجلس النواب, وإذا كانت هناك أية أزمة في العالم, فإن المجلس هو المكان المناسب للكلام عن هذه الأزمة وتلمس الحلول المناسبة لها.

استئناف الحوار

* هل تتوقع استئناف الحوار بعد القمة العربية?

o نعم اتوقع, لأن مبادرة الجامعة العربية تشير إلى أن الحوار سيستمر لأن التقابل الذي وصفته وصل إلى حائط مسدود, أو ننتظر جميعاً حرباً إقليمية لها ارتدادات وانعكاسات سيئة علينا وعلى كل العالم العربي والإسلامي حتى تتبدل الظروف الداخلية, ونحن نطالب بدلاً من انتظار الحلول الخارجية أي المحكمة تحت الفصل السابع أو حرباً إقليمية, نطالب بحل داخلي وطني من خلال إقرار المحكمة ذات الطابع الدولي بمباركة جميع اللبنانيين.

الوجه البشع!

* ما هو تعليقك على كلام النائب علي عمار اليوم بأن سلاح المقاومة باقٍ باقٍ?

o أنا اعتقد أن علي عمار يتم تقديمه من قبل »حزب الله« على أنه الوجه البشع لهذا الحزب, يعني هناك عدة وظائف إعلامية لنواب »حزب الله«. محمد فنيش الصوت الرصين في الحزب, ويطل محمد رعد مهدداً ويطل حسين الحاج حسن مهدداً ويطل علي عمار وكأنه هو الذي يعكس الوجه المحرض للحزب, واعتقد أن كلامه لا يرتكز على أي واقع, وسلاح المقاومة باقٍ بإرادة اللبنانيين وهذا كلام غير مستحب أن نسمعه, وهو يؤسس إلى مشكلة كبيرة لا نريدها.

بين بري وصفير

* كيف تعلق على كلام الرئيس بري أنه مع البطريرك صفير حتى مع الدائرة الفردية?

o يحاول نبيه بري أن ينقل اهتمام اللبنانيين من عقدة العقد التي هي المحكمة الدولية إلى مواضيع أخرى. يغمز من القناة المسيحية عندما يطالب بقانون انتخابات نيابية مبكرة, وبالتوافق على رئيس جمهورية حينما يغازل الفريق المسيحي ويهتم بهذه المسائل عنوة عن المسألة الأساسية التي هي المحكمة,و يغمز من قناة سنية حتى يقول أنه على تناغم وتكامل مع المملكة العربية السعودية وما تعنيه المملكة لبيروت, ويقول ان سعد الحريري  يخضع لنفوذ وليد جنبلاط وسمير جعجع, وهذا التلاعب على الحبال من قبل نبيه بري استخدمه في صيف 2005 عندما أقر قانون الانتخابات وفقاً لقانون الألفين وقام بإلباس ثوب الخيانة إلى فريق مسيحي كانت تمثله »قرنة شهوان« ونقل اهتمام اللبنانيين من انتفاضة سلمية ديمقراطية باسلة أدت إلى خروج الجيش السوري من لبنان إلى مجموعة من الناس يريدون نائباً من هنا ونائباً من هناك وفي 2005 كانت المسألة الأساسية هي خروج الجيش السوري وإجراء الانتخابات في موعدها حتى ولو كان الموعد على حساب القانون, لكنه حول الأنظار من إجراء الانتخابات إلى كيفية إنتاج قانون الانتخاب, واليوم المسألة الأساسية هي موضوع المحكمة الدولية حيث يحاول مرة أخرى أن يلفت أنظار اللبنانيين وبالتحديد الوسط المسيحي من مسألة المحكمة الى قانون الانتخاب وكأننا اليوم قادمون على إقرار قانون انتخاب, فليجتمع المجلس النيابي أولاً, بمعنى أن قانون الانتخاب لا يترك إلى نبيه بري وإلى سعد الحريري مع احترامي لموقع الرجلين في المعادلة السياسية, وهو  يعني جميع اللبنانيين  وبالتالي يجب أن يناقش داخل مجلس النواب, ويفسح في المجال أن يناقش قانون الانتخاب وغيره  داخل المؤسسات اللبنانية, ولكن القول انه يساير البطريرك الماروني وكأنه يريد من خلال هذه الرسالة التي بعثها مع غسان تويني تجميد حركة البطريرك الماروني في مواكبة واحتضان انتفاضة الاستقلال التي ترتكز اليوم على أهمية نضالها تثبيت المحكمة الدولية وليس إنشاء قانون انتخاب.

قانون الانتخابات

* هل صحيح أن هناك تبايناً بين البطريرك صفير وقوى »14 آذار« في موضوع قانون الانتخاب?

o أولاً, لم يناقش قانون الانتخابات حتى اليوم, لأن هذا القانون سابق لأوانه, ناقشت حكومة فؤاد السنيورة عندما كلفت اللجنة الوطنية درس قانون الانتخاب, وتقدمت هذه اللجنة بتصور يجب أن يأتي إلى مجلس النواب ليناقش ويخضع إلى التعديلات التي يجب أن يخضع إليها وبالتالي بدلاً من أن نناقش قانون الانتخاب بداخل مجلس النواب, قام حسن نصر الله بمغامرة غير محسوبة في حرب يوليو ومنذ تلك اللحظة انتقل لبنان من مرحلة بناء الدولة إلى مرحلة لملمة انعكاسات الحرب الإسرائيلية على لبنان.

المعارضة لن تنجح

* هناك تركيز دائم من المعارضة على شق »14 آذار« ولم تقابله رغبة من فريق الأكثرية بشق المعارضة , فهل تنجح المعارضة في شق صفوفكم?

o طبعاً لن ينجحوا ولكن هذا من ضمن العمل السياسي الذي يقوم به فريق »8 آذار«, وسورية عندما حكمت لبنان ووضعت يدها على هذا البلد,  ليس فقط بخبرتها العسكرية بحماية الولايات المتحدة لبقائها في لبنان, وإنما  من خلال التلاعب الدائم على الحساسيات الطائفية في الداخل اللبناني, فهي تكلمت مع السنة قائلة بأن اتفاق »الطائف« يكرس للسنة مجلس وزراء يترأسه سني في عملية إدارة البلد وانتزعت من المسيحيين صلاحياتهم وتكلمت مع المسيحيين بلغة أن العامل السني في لبنان عامل أساسي في بناء الدولة وأنتم تراجعتم وبالتالي أنا حمايتكم, وتكلمت مع الدروز على أنكم أصغر طائفة إسلامية في العالم العربي والإسلامي, إذا لم تبرموا معي اتفاقات وعلاقات تكونون مسحوقين بين الشيعة والسنة في لبنان وتكلمت مع الشيعة بأنكم كنتم طائفة محرومة, أنا من خلال دعمي لمقاومتكم أجعل منكم طائفة عربية قادرة على فرض شروطها وتتحول إلى طائفة محترمة في العالم العربي والإسلامي. اليوم تسعى أجهزة السوريين في لبنان إلى إعادة فرض ما يسمى هذه الحرب الباردة بين الطوائف وتصور كأن عملية قانون الانتخاب هي موضوع مسيحي بينما هو  لبناني بامتياز. ليس المسيحيون وحدهم الذين ينتخبون في لبنان,  نعم نحن نطالب بقانون انتخابي عادل لكل اللبنانيين وليس فقط للفريق المسيحي ومن ضمن اللبنانيين الفريق المسيحي خسر تمثيلاً خلال المرحلة الماضية, يجب أن يستعيد مكون نفسه ويكون مكوناً حقيقياً في لبنان. ولكن قانون الانتخاب ليس مطلباً مسيحياً. انتخاب رئيس جمهورية ليس فقط مطلباً مسيحياً, هو مطلب كل اللبنانيين لأن الرئيس الماروني الذي هو موجود اليوم,  يسيء إلى الموارنة, و إلى التركيبة اللبنانية, وإلى علاقة لبنان بالمحيط العربي وعلاقة لبنان بالخارج. حتى ولو استفاد المسيحيون من خلال انتخاب رئيس جديد أو حتى لو استفاد المسيحيون من قانون عادل فإن هذه النقاط أي الرئاسة وقانون الانتخاب, ليست مطالب مسيحية فقط إنما هذه مطالب وطنية جامعة.

انتهاك الدستور

* في الوقت الذي يستمر الرئيس بري بتعطيل المؤسسات الدستورية, هناك من يقول لا أحد يعلم الرئيس بري على الدستور, كيف توفق بين هذين الموقفين?

o هذا كلام صدر عن بعض النواب الذين يدورون في فلك الرئيس بري و أنا أعتقد بأنه انتهك الدستور, بمعنى كان الرئيس بري في مرحلة الوصاية السورية يأخذ على عاتقه قوننة الوصاية في لبنان. هذا كان الدور الأساسي لرئيس السلطة التشريعية في لبنان  كان يحاول من خلال موازين القوى التي كانت مفروضة على لبنان أن يقونن هذا الوجود وأن يجعل منه مطلوباً من الشعب اللبناني من خلال التشريعات التي كان تصدر في مجلس النواب. ولقد تصادمنا معه خلال مرحلة الألفين والألفين وخمسة بداخل المؤسسة التشريعية ونستمر بالتصادم معه.

وعندما نتكلم عن أي شخصية في لبنان منذ الاستقلال الأول حتى اليوم كانت حريصة على تنفيذ الدستور لايتبادر في ذهن اللبنانيين نبيه بري وهو آخر من يتبادر في ذهن اللبنانيين كاسم  ربما يبادر اسم فؤاد شهاب, ربما يأتينا اسم فؤاد بطرس,  إلياس سركيس ولكن بالتأكيد لا يأتي إسم نبيه بري بأنه كان حريصاً على الدستور, فهو الذي ابتدع قوانين انتخابية كانت على قاعدة لمرة واحدة واستثنائية, الذي ضرب عرض الحائط بعملية النظام الداخلي في إدارة الجلسات وبداخل مجلس النواب عندما يقوم بإسكات النواب داخل قاعة المناقشة, وعندما يعطل المكتب التنفيذي والتابع لمجلس النواب الذي هو جزء من الذين يقومون بعملية تحضير المناقشات ووضع جدول أعمال مجلس النواب. هل سمعتم مرة واحدة منذ عام 1992 من هم النواب الذين يشكلون مكتب مجلس النواب? نسينا من هم هؤلاء النواب ولا يأتي في ذاكرتي اسم واحد منهم? لأن دورهم معطل من قبل رئيس مجلس النواب, ومن يقول ان المجلس سيد نفسه وفي نفس الوقت يقول بما أن هذه الحكومة حكومة غير شرعية أنا لا أدعو المجلس إلى الانعقاد, إذا كان المجلس سيد نفسه فلا علاقة له بالحكومة إذا كان هناك خلل ما في الحكومة بعد استقالة الوزراء الشيعة, فما علاقة مجلس النواب بهذا الموضوع? مجلس النواب فعلاً سيد نفسه وله علاقة بالتشريع وله علاقة بأن يكون المساحة المشتركة أمام اللبنانيين من أجل طرح المواضيع العالقة بينهم.

فوضى وعدم استقرار

* إلى أين سيتجه لبنان مع الاستحقاق الرئاسي المنتظر? هل نحن كما يخشى البعض أمام حكومتين, وأمام رئيسين للجمهورية أم ستنتهي الأمور بالطرق الديمقراطية السليمة?

o كل الأمور ستكون مرتبطة بما يجري في المنطقة وفي الداخل اللبناني, وإذا استجاب »حزب الله« للمبادرة التي ستطلقها قوى »14 آذار«, مبادرة السلام من خلال ورقة موحدة  ترتكز على تشكيل المحكمة ذات طابع دولي وتضع خارطة طريق للخروج من هذه الأزمة. إذا وافق »حزب الله« ووضع بينه وبين الجانب الإيراني والجانب السوري مسافة محسوبة وفصل بشكل نسبي تعقيدات المشاكل الداخلية عن تعقيدات المنطقة فسنذهب إلى انتخابات رئاسة الجمهورية من دون تعقيد  أما إذا استمر »حزب الله« بربط لبنان وربط نفسه بتعقيدات المنطقة أي بتعقيد الملف النووي الإيراني وبموضوع المحكمة الدولية المعنية بها سورية من جهة أخرى, فإني أبشر بأن تكون المرحلة المقبلة على لبنان مرحلة فوضى وعدم استقرر أمني وسياسي.

* هل تخشى حرباً داخلية لبنانية-لبنانية من خلال عملية تهريب السلاح من ضمن مكون إقليمي توجيه ضربة عسكرية ضد إيران وضد سورية?

o لا يوجد مناخ لحرب أهلية في لبنان, هناك وجود مناخ لفوضى منظمة تدخل لبنان في عملية عدم استقرار ولكن لن تصل إلى حدود الحرب الأهلية التي عرفناها بين 1975 و1990. ونحن كفريق »14 آذار« سنذهب إلى استحقاق رئاسة الجمهورية وهناك عدة مرشحين في داخل هذا الفريق, قادرين على أن يكونوا رؤساء جمهورية .

* هل لنا أن نعرف أسماء هؤلاء المرشحين للرئاسة وهل جميعهم من قوى »14 آذار«?

o بعد الانتهاء من الانتخابات النيابية في 2005 برزت ثلاثة أسماء مرشحة للرئاسة من قوى »14 آذار« وهم نائلة معوض وبطرس حرب ونسيب لحود واليوم أضيف إليهم اسمان: الرئيس أمين الجميل والدكتور سمير جعجع.

الوضع المسيحي الداخلي

* كيف تصف اتجاهات الوضع العام داخل الطائفة المسيحية, سيما وأن هناك قوى متمسكة في الشارع المسيحي. وقوى »14 آذار« من جهة و»التيار العوني« من جهة ثانية, وهناك فريق الأكثرية الصامتة وهم بنسبة عالية?

o لا أعرف ما هي النسب المئوية, هناك بالطبع شرائح مسيحية منضوية ضمن أحزاب, ولكن الغالبية من المسيحيين ليسوا منظمين ضمن تنظيمات حزبية, وأنهم بشكل عام يتبدلون مع هذا الفريق وذاك الفريق طبقاً للمعطيات السياسية. هذا الرأي العام لا يريد أن يكون منظماً بداخل حزب أو بداخل تنظيم ولكن هذا لا يعني أنه لا يتمتع بمزاج أو بخيار سياسي. اليوم الخيار الأكبر والساحق لدى المسيحيين بأن لا يكون لبنان فمواجهة قرارات الشرعية الدولية, أن لا يكون لبنان خارج العالم العربي وحليفا لعاصمة إسلامية غير عربية, أن يكون المسيحيون مع أخوانهم المسلمين يعتبرون اتفاق »الطائف« الدستور الذي ينظم علاقاتهم بالدولة اللبنانية, لا مشاريع مسيحية ذاتية خارج مشروع قيام الدولة اللبنانية, ولا وجود لأي فكرة حقيقية ما عدا الآراء السياسية بموضوع الفيدرالية وغير الفيدرالية, ولكن كفكرة واقعية سياسية محمولة من قوى حية, لا وجود إلا لفكرة قيام الدولة اللبنانية الجامعة التي هي قادرة على احتضان حقوق كل اللبنانيين أفراداً وجماعات.

خطأ أمني

* أين أصبح التحقيق في حادثة الاعتداء عليكم? ولماذا جرى استهدافكم بالتحديد?

o اعتقد أنه بذلك النهار في 23 يناير حصل خطأ أمني قام به الجيش نفسه وكان قد اتخذ على عاتقه عملية فتح الطرقات في توقيت يتناسب مع معطياته هو. عندما بادرنا منذ الصباح الباكر الى القول بأن هناك حركات عفوية شعبية تريد النزول إلى الشارع لفتح الطرقات أُرغم الجيش على فتح الطرقات بتوقيت كان لا يتناسب ربما مع ما كان مخططاً له, أي كان المخطط أن تبقى الطرقات مقفلة لعدة ساعات ونحن أفشلنا هذا المخطط وأرغمنا كل القوى الأمنية على فتح الطرقات فوراً. وأنا كنت أمام حل من اثنين بعد الحادثة التي تعرضت لها في جبيل, أما أن أساهم من موقعي السياسي في تهديم المؤسسة العسكرية من خلال التهجم على هذه المؤسسة العسكرية أو أن أسلك طريقاً أخرى, أي إبراز ما حصل معي في جبيل دون أن آخذ صفة الإدعاء الشخصي وأتواصل مع قيادة الجيش من أجل تصحيح بعض الأخطاء التي حصلت من قبل الجيش في ذلك النهار وحتى لا ندفع كقوى »14 آذار« هذه المؤسسة العسكرية المهمة جداً والتي هي تحظى حتى هذه اللحظة باحترام جميع اللبنانيين إلى حدود التعاطي مع الفريق الآخر, وبالتالي كنا أمام هذه المعضلة. لذلك اخترت أن أتواصل مع قيادة الجيش التي بادرت مشكورة للقيام بتحقيق في الحادثة وطلب مني أن أطلع على هذا التحقيق, وأنا لم أطلع عليه , إنما عرفت بالتواتر أن هناك تحقيقاً يجري فعلاً بداخل المؤسسة العسكرية جراء ما حصل وبكل أحداث 23 و25 يناير سيما الحادثة التي تعرضت لها.

* لماذا جرى استهداف فارس سعيد بالتحديد?

o لا أعرف.. أعتقد أنه كان هناك مخطط مدروس لضرب الجيش اللبناني. ولو أصبت بمكروه لكان هناك تحركاً شعبياً بين الأهالي وقوى الجيش اللبناني, لكن العناية الإلهية أنقذت الأمر وأدت إلى عدم تعرض »14 آذار« لاصطدام مع الجيش وهنا أؤكد أن قائد الجيش ميشال سليمان أشرف شخصياً على إدارة شأن ملف جبيل وقد ورد بيان عن مديرية التوجيه في الجيش واضح حيال ما حدث وأقول أن هناك تحقيقاً فتح ولا أريد أن أدخل في تفاصيله..

* هل أنت راضٍ عن أداء القوى الأمنية في الوقت الحاضر? ما تعليقك على اكتشاف مرتكبي جريمة »عين علق«?

o الأجهزة الأمنية في لبنان في مرحلة انتقالية وبالتالي هناك مسائل تبرز فيها الأجهزة الأمنية وكأنها مقصرة, وهناك أمور أخرى تضع يدها على الجرح وهي قادرة أمنياً وسياسياً على الإحاطة ببعض القضايا الأمنية وهناك جهاز معلومات في قوى الأمن الداخلي يقوم بالتنسيق مع مخابرات الجيش ولكن الفضل يعود في شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي في وضع يدها على جريمة »عين علق« ولكن تدفق السلاح عبر الحدود اللبنانية السورية إذا لم تبادر الأجهزة الأمنية للإمساك الفعلي بالأمن الداخلي في البلاد ستكون هذه الأجهزة الأمنية مسؤولة عن إفساح المجال لنا كسياسيين بالمطالبة بنشر قوات دولية على الحدود اللبنانية السورية من أجل ضبط تدفق هذا السلاح.

 

البطريرك صفير ترأس قداس "عيد السيدة" في الديمان والتقى شخصيات ووفودا

وطنية -الديمان - 15/8/2007 (سياسة) سأل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير السيدة العذراء ان تستمد لنا من ابنها "ان يجود علينا بالسلام في بلدنا ومنطقتنا والعودة الى حياة آمنة مطمئنة يسودها التعاون المخلص ويسدد خطانا جميعا الى التوفيق ويشملنا برضاه وبركاته".

كلام البطريرك صفير جاء في عظة ألقاها خلال ترؤسه قداس عيد انتقال السيدة العذراء الى السماء بالنفس والجسد في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان, عاونه فيه المطران شكر الله حرب والوكيل البطريركي في الديمان المونسنيور فؤاد بربور وخدمت القداس الراهبات الانطونيات المسؤولات عن دير سيدة قنوبين في الوادي المقدس.

العظة

وقال البطريرك صفير في عظته: "نحتفل معكم اليوم بعيد انتقال السيدة مريم العذراء، بالنفس والجسد الى السماء. وقد تعود البطاركة الموارنة والشعب الماروني في مجمله، ان يحتفل بهذا العيد في هذا الكرسي البطريركي القديم، يتقدمهم المطارنة والكهنة والمقدمون ويلتقون حول السيد البطريرك. ذلك ان هذا العيد هو من اكبر اعيادنا الدينية. وهو يذكرنا بما للعذراء من شفاعة مشفعة لدى ابنها يسوع المسيح، وبما مارسته من فضائل مسيحية رفعتها الى اعلى مقام، استأهلت معها ان تدعى سلطانة السلام. ان العذراء هي القناة المفضلة التي يجري بواسطتها الينبوع الالهي. وعندما بشرها الملاك بانها ستكون اما لابن الله الوحيد، يسوع المسيح، قبلت بخضوع كلي البشارة، وقالت للملاك: "ها انا آمة الرب، فليكن لي كقولك". ومنذ تلك اللحظة، بدأ الكلمة الازلي وجوده ككائن بشري في الزمن. وعندما دخل عليها الملاك، ولم يدعها باسمها الارضي مريم، بل باسمها الالهي، كما لو ان الله منذ الازل قد رآها واصطفاها، فوصفها "بالمليئة نعمة". وهذه النعمة ليست سوى محبة الله اياها بحيث انه في امكاننا ان ندعوها محبوبة من الله. وهو لقب قبلت به، عندما قبلت نعمة الرب التي افاضها عليها. وكانت مريم ناشطة لانها بطاعة شخصية كاملة قبلت هبة الله وفيض محبته لها. وكانت تلميذة كاملة لابنها، وبطاعتها للاب حققت حريتها وهكذا مارست هذه الطاعة بطاعتها اياه. وعبارة "ها انا" التي لفظها المسيح، و"ها انا" التي لفظتها العذراء، التحمتا لتقولا معا "نعم" لارادة الله. وكأن الله يقول لها: "ان الخاتم الذي اعطيك اياه، سيذكرك بأنك اتحدت بالمسيح للقيام برسالة خاصة هي رسالة عروسة الكنيسة. ان كل ما في هذه الدنيا يزول ما عدا المحبة التي تبقى الى الابد. فلنحرص على ان كل شيء في حياتنا الشخصية، وكل ما نقوم به من نشاط كنسي، انما هي المحبة التي تدفعنا اليه، ويرمي الى المحبة.

والعذراء هي اعظم ما حقق الثالوث الاقدس في الخلائق. لقد اعدت في قلبها الوضيع والطافح بالايمان بالله ومحبته مسكنا لائقا ليتحقق فيه سر الخلاص. لقد وجدت محبة الله فيها تجانسا تاما فصار ابن الله الوحيد في احشائها بشرا.

والعذراء مريم هي أم المحبة، على ما جاء في رسالة البابا بنديكتوس السادس عشر: "الله محبة"، لذلك نلتفت اليها معا، نحن واخواننا في الايمان في كل مكان وزمان في حاجاتنا وآمالنا، وفي جميع ظروف الحياة المفرحة والمحزنة، وبخاصة في هذه الايام التي تمر بنا، والتي تحمل الينا ما نشكو منه من ضيق من كل نوع.

وقد قبلها يوحنا في خاصته، بعد موت ابنها على الصليب، وهذا دليل على ان يوحنا اقرب تلامذة المسيح اليه، قد اراد ان يثبت ان من يفتح قلبه لمريم فهي تستضيفه وتجعله خاصتها. وقد اتخذ المثلث الرحمة البابا يوحنا بولس الثاني شعارا له:"اني لك بكليتي". فكانت حياته بكاملها موجهة الى المسيح بواسطة مريم.

العذراء هي الشفيعة المشفعة لدى ابنها يسوع، وهذا ما رأيناه في عرس قانا الجليل يوم حول الماء خمرا بناء على طلبها، وكانت الخمرة قد نفذت، وارادت العذراء ان تجنب اهل العرس ما يشعرون به من خجل امام مدعويهم، فقالت لابنها لقد نفذت الخمرة. وكانت هذه الكلمة كافية لكي يجترح ابنها اعجوبة تحويل الماء خمرا. وهي التي كانت حاضرة مع ابنها في مختلف تجولاته وتنقلاته، حتى انتهت عند اقدام الصليب، يوم علق عليه، ورجعت روحه الى باريها. وهذا ما جعلها تشترك في سر الفدا.

والعذراء هي سلطانة الانتقال، لانها بعد موت ابنها على الصليب، انتقلت على ما جاء في المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني: "انتقلت العذراء النقية، التي عصمها الله من وصمة الخطيئة الاصلية، جسدا وروحا، الى المجد السماوي. وهكذا اقامها الرب ملكة العالمين، لتكون اكثر تشابها بابنها رب الارباب وقاهر الخطيئة والموت (دستور عقائدي في الكنيسة عدد59).

وانتقال العذراء الى السماء انما هو عربون لانتقالنا، وهذه رحلة لا بد منها لكل بشر مهما طالت ايامنا على هذه الارض.

فلنرفع عيوننا الى السماء، ولنسأل هذه الام الحنون، ان تستمد لنا من ابنها ان يجود علينا بالسلام في بلدنا ومنطقتنا، والعودة الى حياة آمنة مطمئنة يسودها التعاون المخلص، وان يسدد خطانا جميعا الى التوفيق ويشملنا برضاه وبركاته".

استقبالات

وبعد القداس, استقبل البطريرك صفير المشاركين في الذبيحة الالهية، وتقبل التهاني بمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء.

النائب حرب

ثم استقبل النائب بطرس حرب الذي قال بعد اللقاء: "كانت مناسبة لتقديم التهاني بعيد السيدة, ولوضع البطريرك في اجواء الاتصالات والتطورات السياسية والتشاور في ما يجري. وكانت مناسبة ايضا لاطلاع غبطته على ما قررت الاقدام عليه من اعلان ترشيحي لمركز رئاسة الجمهورية، والذي سيعلن في نهاية هذا الشهر".

اضاف: "واطلعته على الظروف المحيطة بهذا الترشيح وبالاستحقاق الرئاسي. وبالطبع مسعى البطريركية الدائم هو ان يمر هذا الاستحقاق بسلام وضمن المهلة الدستورية المنصوص عليها، وان يتم انتخاب رئيس يجمع اللبنانيين ويحمل مشروع حل للمشاكل والقضايا العالقة في لبنان، وفي هذا نتفق مع غبطته على هذا التوجه ان هناك مصلحة وطنية نسعى الى تحقيقها، واذا كان هناك من تنافس على تحمل المسؤولية فهو في سبيل التضحية والعطاء وليس في سبيل الوصول الى مركز او منصب شرف لتحقيق نفوذ. وان الاقدام على الترشح للرئاسة في ظروف معقدة كهذه الظروف يشكل الاستعداد لتحمل المسؤولية ولبذل كل ما يمكن من اجل ايجاد المخارج والحلول للمشاكل العالقة", آملا "ان يمر هذا الاستحقاق وان نتوصل جميعا الى الاتفاق على ما يمكن ان يحافظ على النظام الديموقراطي في لبنان. وان نتمكن من انتخاب رئيس للبلاد قادر على تقديم حلول للازمات القائمة".

وقال: "كما اطلعني غبطته على نيته السفر الى روما في بداية الشهر المقبل لاعمال كنسية، وهو يتابع ما يجري حول الاستحقاق وسواه من موقعه كمسؤول عن مستقبل لبنان ومستقبل المسيحيين فيه".

سئل : وحول ما اذا لم يعتمد الشيخ بطرس حرب كمرشح لقوى 14 آذار, فهل سيستمر في ترشحه؟

اجاب: "انا جزء من هذا الفريق، واعتبر ان هذا الفريق سيصل الى اتخاذ قرار حول المرشح الذي تتوفر له ظروف النجاح, وطبعا انا متقيد بالقرارات التي تصدر عن هذا الفريق, مع املي من التمكن من التوافق على شخصيةايا كانت وان تكون قادرة على حمل مشروع وطني يستطيع حل كافة المشاكل".

ثم استقبل البطريرك صفير وفدا من بلدة بان برئاسة خادم الرعية الاب جورج كيروز الذي طلب بركة غبطته واكد على "التقيد بتوجيهاته الوطنية والدينية".

واكد البطريرك امام الوفد على "ان الايام التي نمر بها صعبة جدا, لذلك علينا التكاتف والتضامن وعيش روح المحبة والايمان "، آملا "ان يكون للبنان رئيس للجمهورية جديد يعيد الى لبنان السلام والامان".

ثم استقبل البطريرك السيد ميشال معوض الذي قال بعد اللقاء:" تشاورنا مع غبطته واخذنا بتوجيهاته في هذا الظرف العصيب والمفصلي في تاريخ لبنان. وما اريد قوله اولا اننا طوينا صفحة انتخابات المتن ونتائجها السياسية التي اصبحت معروفة لدى جميع اللبنانيين، الا انه لا بد ان استنكر محاولات البعض تعويض الهزيمة السياسية والتغيير بالمناخ المسيحي بالكيل بالشتائم والتعرض لبكركي وسيدها. وما سمعناه من رئيس "الحزب القومي السوري" علي قانصو ومن الوزير سليمان فرنجية ومن عضو "تكتل الاصلاح والتغيير" النائب عباس هاشم كلام مرفوض. وبكركي ليست بشجرة مشمش نهزها متى اردنا، وليست كما يريد البعض مرجعية سياسية احيانا ومرجعية دينية احيانا أخرى، والتعرض لسيد بكركي ممنوع، ومن هذا المنطلق أدعو الجميع ولا سيما المدافعين عن الوجود المسيحي الحر في لبنان ان يعترفوا دائما بمرجعية بكركي الاساسية والثابتة سياسيا ودينيا، وأدعوهم لاحترام بكركي وعدم التعرض لها".

اضاف:" نحن على ابواب استحقاق رئاسي وهو مفصلي بالنسبة للبنانيين لاستكمال مسيرة السيادة وبناء الدولة، ومن دون انتخاب رئيس جمهورية لا يمكننا بناء دولة في لبنان، وان كل ما يحصل اليوم من محاولات لتعطيل مؤسسات الدولة تتم عبر التلطي وراء اعمال رئيس الجمهورية. فعندما لا يدعو الرئيس بري الى جلسة نيابية يبرر ذلك بعدم إمضاء رئيس الجمهورية، وعندما لا يتم استبدال الوزراء الشيعة بوزراء آخرين يقولون لان الرئيس لحود لا يوقع المرسوم، كذلك بالنسبة للتشكيلات القضائية والديبلوماسية والعمل في الوزارات كلها معطلة بسبب ذلك. والاساس في بناء الدولة هو رأس الهيكل اي رئاسة الجمهورية كما ان رئاسة الجمهورية هي الموقع المسيحي الاول للشراكة الوطنية في المؤسسات واعادة التوازن المسيحي داخل الدولة والمؤسسات يمر حتما عبر انتخاب رئيس جديد للجمهورية".

وتابع: "ومن دون شك ما نعيشه اليوم هو محاولة جديدة من النظام السوري لتعطيل الاستحقاق الرئاسي بهدف ضرب موقع رئاسة الجمهورية كما في العام 1989 باغتيال الرئيس رينيه معوض. وكما النظام السوري ضرب الموقع الرئاسي خلال السنوات الخمسة عشر الاخيرة بهدف تهميش المسيحيين عبر انتخاب او فرض رؤساء جمهورية لا يمثلون الضمير اللبناني والضمير المسيحي وبالتحديد للرئيس لحود، فان النظام السوري يحاول اليوم تعطيل الموقع الرئاسي بتعطيل الاستحقاق".

وقال: "من هذا المنطلق فإن لتعطيل الاستحقاق الرئاسي عنوانا داخليا هو قيام حكومة وحدة وطنية قبل الاستحقاق الرئاسي، وما من احد قادر على الاقتناع بذلك، وان الكلام حول قيام حكومة وحدة وطنية قبل الاستحقاق يعني تعطيل الاستحقاق لان فترة الانتخاب تبدأ من 25 ايلول المقبل واذا تم التوافق حول تشكيل حكومة وحدة وطنية فانها تحتاج الى نحو شهر، فما هي هذه الاولوية المطلقة لحكومة لن يتجاوز عمرها 15 يوما".

وأردف قائلا: "اذا، ان عنوان حكومة وحدة وطنية هدفه استبدال موقع رئاسة الجمهورية الماروني بمجلس رئاسي من كل الطوائف اللبنانية. وهذا نرفضه ونرفض اي حكومة بديلة عن الاستحقاق الرئاسي، ومن هذا المنطلق هناك مسؤولية وطنية كبرى خصوصا على النواب المسيحيين في المجلس النيابي للوقوف في وجه محاولات تعطيل الاستحقاق الرئاسي وضرب موقع رئاسة الجمهورية. وحماية موقع رئاسة الجمهورية لا يكون بالدفاع عن اميل لحود كما انه لا يكون عبر وثيقة تفاهم ثنائية ولا على حساب الطائف ولا بالدفاع عن سلاح غير السلاح الشرعي ولا بخيم وسط بيروت. الدفاع عن موقع رئاسة الجمهورية وعن الوجود المسحي الحر في لبنان يكون بالوقوف في وجه أي محاولة لضرب الموقع المسيحي الرئاسي وتعطيل هذا الاستحقاق. ومن هذا المنطلق ندعو العماد عون الى التخلي عن النقلة النوعية التي قام بها خلال الاسبوعين الماضيين في موقفه السياسي، لقد انطلق بمنطق أنا أو لا أحد واليوم اصبحنا بمنطق أنا أوالفوضى. وهذا المنطق يذكرنا بالاتفاق الاميركي - السوري عام 1988 "مخايل الضاهر او الفوضى" ورأينا الى اين أوصلنا ذلك المنطق. ولهذا نقول حان الوقت لوقف منطق قرار لبنان وقرار المسيحيين وما من أحد قادر على ان يكون الشخص الوحيد ومن حل كل الاشخاص ان يكون عندهم الطموح وان يترشحوا ومن حق المجلس ان ينتخب الرئيس وممنوع تعطيل النصاب وممنوع إدخال لبنان من جديد في عملية مغامرات سياسية. المطلوب انتخاب رئيس للجمهورية يمثل الضمير اللبناني والضمير المسيحي لاستعادة الدولة ولاستعادة التوازن المسيحي داخل لبنان".

مجلس انماء شكا

ثم استقبل البطريرك صفير وفد مجلس "انماء شكا" الذي سلم غبطته نسخة عن ميثاق المجلس. والقى امين السر الدكتور اميل منصور كلمة هنأ فيها البطريرك صفير بعيد انتقال السيدة العذراء، معددا أهداف قيام المجلس والنشاطات التي يقوم بها للكبار بالتعاون مع الاسكوا بهدف تنمية المجتمع المحلي، اضافة الى العديد من الدورات الثقافية والرياضية والاعدادية للاطفال. وأشار الى ان المجلس في صدد تأهيل مكتبة عامة وإنجاز ناد للمسنين.

وقد شارك في اللقاء السيد بيار ابي شاهين ورئيس هيئة حماية البيئة في شكا الذي عرض لواقع الحال البيئي في البلدة جراء عمل شركات الترابة ولا سيما شركة الاترنيت التي قال انها من أكبر ملوثي البيئة في المنطقة ما يهدد الاهالي بسرطان الرئة".

البطريرك صفير

ورد البطريرك صفير بكلمة قال فيها: "اننا نرحب بكم كبارا وصغارا، وقد عرفنا انكم انشأتم مخيما لتجدوا لهم فيه ما يشغلهم فكريا او رياضيا، وهذا ما نشكركم عليه. وان شكا عزيزة علينا وعلى البطاركة الذين تعاقبوا على الكرسي البطريركي وأولهم المثلث الرحمة البطريرك عريضة التي كانت له مساهمة في إنشاء شركة شكا، ولكننا عرفنا منكم ان ما تشكون منه هو ان هناك بعض المصانع التي تنتج ما يؤذي الصحة العامة. ولذلك نأمل ان ينتفي هذا الامر، وعلى المسؤولين في السلطة او في الشركة العمل لمنع تسبب اي ضرر للبيئة لكي لا يضر ذلك بصحة الناس، ونسأل الله ان يبارككم وان يبقيكم دائما متكاتفين متعاضدين في سبيل خير بلدتكم وخيركم جميعا".

القنصل حنا

ثم استقبل قنصل لبنان الفخري في بوسطن اميركا السيد ابراهيم حنا مع وفد ضم رئيس اعضاء بلدية كرخا - قضاء جزين برئاسة جان نخلة، وقال القنصل حنا بعد اللقاء: "ان الاعمال الديبلوماسية والقنصلية في الخارج هي للوقوف الى جانب المغتربين المنتشرين في كل انحاء العالم، وهي للتواصل بين لبنان المقيم ولبنان المغترب كما يرغب بذلك صاحب العظة، والوقوف الى جانبهم في معاناتهم في الدول التي يعيشيون فيها. ومهمات الديبلوماسية اللبنانية والقنصلية هي لحثهم على العودة الى وطنهم والتجذر في الارض، ونعمل لاجل إعطاء الذين يرغبون بالجنسية والذين هم من اصل لبناني ولا يحملونها، والعمل على إيصالهم الى حقهم الوطني في الاقتراع والتصويت في الخارج، ونحن على كتف وادي قنوبين ومن هذا الصرح الذي علم العالم المقاومة والصمود نتبارك منها ومن كل أهدافها الوطنية والدينية بكل ما للكلمة من معنى".

ثم استقبل الناشط البيئي والزراعي في تنورين والمرشح السابق للانتخابات النيابية شليطا طربيه الذي تمنى لغبطته عيدا سعيدا، وعرض مع غبطته للاوضاع الاجتماعية والسياسية العامة في البلاد.

وأكد طربيه وقوفه الى جانب البطريرك صفير، في هذه المرحلة المصيرية من تاريخ لبنان "خصوصا وان صاحب الغبطه يجسد الارادة الوطنية الجامعة التي تعبر عن طموحات اللبنانيين، طالبا منه دعم المرشح الذي يجمع اللبنانيين ويحقق السيادة والحرية والاستقلال".

كما استقبل المهندس جو صوما فالسيد خطار حدثي.

 

المطران بو جودة ترأس قداس عيد انتقال السيدة العذراء في القبيات -عكار: نحن مدعوون الى المصالحة مع انفسنا ومع الله كي نتغلب على قوى الشر فينا

وطنية-15/8/2007 (متفرقات) احتفلت الطوائف المسيحية في منطقة عكار بعيد انتقال السيدة العذراء، باقامة الصلوات في مختلف الكنائس والاديرة.

وترأس راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جودة القداس الالهي الذي اقيم في بازيليك كنيسة سيدة الغسالة العجائبية في بلدة القبيات - عكار احتفالا بعيد انتقال السيدة العذراء بالنفس والجسد الى السماء، عاونه المونسنيور موسى يوسف وخادم الرعية الاب نبيل زريبي وعدد من كهنة الرعايا المارونية في المنطقة, في حضور حشد من المصلين الذين توافدوا من مناطق عدة لاحياء هذه المناسبة .

العظة

بعد الانجيل المقدس القى المطران بو جودة عظة تحت عنوان "تعظم نفسي الرب " ومما جاء فيها :"ان نشيد العذراء هو نشيد شكر وتعظيم للرب الذي اختار مريم لتكون اما لابنه الوحيد المخلص يسوع المسيح . وعيد انتقال السيدة العذراء يرتبط ارتباطا وثيقا بخطيئة ادم وحواء اللذين قررا ان يستسلما لارادة الشيطان ويرفضا الله، فحكما على نفسيهما بالهلاك. لكن الله الذي خلقهما بفعل محبة لا متناهية قرر ان يخلصهما ويعيدهما الى الفردوس وهذه العودة تعني عودة اكتساب صورة الله الذي خلقهما عليها" . واشار المطران بوجودة الى "ان معاني العيد هي في عودة الانسان الى الفردوس وسيطرته على الموت والفناء . فكما ان المسيح , آدم الاول, انتصر على الموت , كذلك امه مريم , حواء الثانية , لم ير جسدها فسادا . وكما كان هو باكورة القائمين كذلك فان مريم باكورة المخلصين" .

اضاف : "حواء الاولى, ام الحياة البشرية, حكمت على نفسها بالموت، اما حواء الثانية مريم فهي ام البشرية المفتداة ومعها تنتصر البشرية على الموت" .

وقال :" نحن المؤمنين نعيش في حياتنا غالبا هذين الموقفين نتصرف غالبا كحواء الاولى فنستغني عن الله ونرفضه ونعيش بدونه بينما يدعونا الله للبقاء معه كي نحيا الى الابد . هذا الصراع بين الموقفين عبر عنه بولس الرسول في رسالته الى اهل روما حين قال : " ما اشقاني من انسان الخير الذي اريده لا اعمله بينما الشر الذي لا اريده اياه اعمل , فمن يخلصني من جسد الموت هذا ؟ المجد ليسوع المسيح الذي هو الخلاص" . وختم بو جودة: "في هذا اليوم الذي نحتفل به بهذا العيد المبارك نحن مدعوون الى المصالحة مع انفسنا ومع الله كي نتغلب على انانيتنا وقوى الشر فينا , وما نعيشه في بلادنا اليوم لاكبر دليل على اننا غالبا ما نستسلم لقوة الشر فنحكم على نفسنا وبلادنا بالموت, فلنصلي مع العذراء مريم طالبين من الله بشفاعتها ان يساعدنا على نشر حضارة المحبة في بلادنا عوضا عن حضارة الحقد والضغينة والموت" .

 

احتفالات وقداديس في المناطق لمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء والعظات شددت على المصالحة والتمسك بفضائل الانجيل للتغلب على الشر

وطنية - 15/8/2007 (متفرقات) احتفلت الطوائف المسيحية اليوم بعيد انتقال السيدة العذراء في مختلف المناطق اللبنانية، وأقيمت القداديس للمناسبة ألقيت خلالها عظات اجمعت على معنى العيد والمكانة المقدسة التي تحتلها السيدة العذراء، ودعت الى الوحدة والمصالحة مع الله ومع أنفسنا للتغلب على قوى الشر.

بيروت

فقد ترأس كاهن رعية كنيسة يوحنا فم الذهب للروم الكاثوليك الاب اندره فرح عند العاشرة من قبل ظهر اليوم، قداسا للمناسبة في مطرانية الروم الكاثوليك - طريق الشام، وألقى عظة بعد الانجيل المقدس تحدث فيها عن معاني المناسبة والاوضاع الراهنة.

بتغرين

واحتفل متروبوليت بيروت وجبيل وتوابعهما للروم الملكيين الكاثوليك المطران يوسف كلاس، بالقداس الالهي في كنيسة السيدة في بتغرين, للمناسبة في حضور فعاليات المنطقة وحشد من المؤمنين.

بعد الانجيل المقدس, ألقى المطران كلاس عظة اشار فيها "انه لو كان يسوع بيننا لصحح لنا الكثير من كلماتنا وتصرفاتنا ومن صلواتنا وتضرعاتنا ومن مفاهيمنا, فهو بلا شك لا يريدنا ان نؤخذ بالشائعات وبالتقويلات السطحية او العاطفية ولا يريدنا ان نؤمن بما يريده بعض البسطاء السذج".

اضاف: "لو كان المسيح بيننا لارغمنا على تصحيح العديد من قناعاتنا السطحية ولما ارتاح لهذا التهافت على المعجزات الذي نشهده في ايامنا بل كان رفض الادعاءات المنتشرة والقائلة بان العذراء او احد القديسين يكلف واحدا من الزائرين بايصال توجيهاته الى الناس".

وتابع: "هذا على الصعيد الشعبي, ولكن الامر نفسه يصح على الصعيد السياسي, فاخوتنا المسؤولون والرؤساء في هذا البلد كثيرا ما يضعون جانبا توجيهات السيد المسيح عندما يمارسون نشاطهم السياسي وكأن التقوى فرضت على الصغار فقط، اما هم فلا ينطقون الا بحكمة العالم. قد تتحول سياستهم الى تسابق على المناصب لصالح المسيحيين كما يدعون ويسوقون الا انهم لا يفيدون كنيسة المسيح شيئا, بل يجعلون فيها قيما ارضية اعتبرها القديس بولس عداوة لله، وطالما نحن المسيحيين نتسابق على مراكز السلطة مع اخوتنا اللبنانيين وعلى الجاه وفرض الارادة طالما سيشعر المسيحيون بالخوف ويميلون الى التغرب عن هذا الوطن الحبيب للعمل في اماكن اخرى قد تكون برمتها على غير ديننا ومع ذلك ينجحون ويمارسون شرائعهم، لو مارس قادتنا المسيحيون فضائل الانجيل وسخروا أنفسهم لاجل الانجيل، حينئذ يفرضون بتقواهم واستقامتهم ويعيشون بود وسلام, فيما نعيش حتى اليوم في تناحر وعداء الايمان العامل بموجب الانجيل. هذا هو الشيء الذي يحافظ على المؤمنين المسيحيين في لبنان وليس الاعتماد على الامتيازات الطائفية والمذهبية".

ودعا المطران كلاس الى "التشبه بالسيدة العذراء في وداعتها وصمتها واستعدادها لكل خدمة وضيعة مادية, وابتعادها على كل نميمة او اغتياب، وممارستها الصفح لمن أساء اليها, فممارسة روح المسالمة واحترام الآخر والصبر عليه وعلى اخطائه وزيارة المرضى ومساعدة الفقراء ولو بفلسين وتقبل متاعب الحياة ولو تسبب بها السياسيون او الرؤساء كلها فضائل جعلتها الكنيسة اساسية في تراثها، فكل من سار بها واخلى ذاته على مثال المسيح في حب الآخرين وخدمتهم, سيرفعه الله رفعة فائقة وسيقيمه عن يمين الآب، ان هو اشترك بالخضوع للموت بروحية المستسلم لاراء الله".

البترون

واحتفلت بلدة حدتون في منطقة البترون بعيد انتقال السيدة العذراء، بقداس ترأسه راعي أبرشية البترون المطران بولس إميل سعادة، على مذبح كنيسة السيدة الأثرية التي رممت حديثا وقام بمراسم تبريكها وكرس مذبحها احتفاء بالمناسبة، وعاونه في القداس الأب بطرس خليفة في حضور حشد من المؤمنين.

بعد الإنجيل ألقى المطران سعادة عظة تحدث فيها عن تاريخ البلدة والمراحل التي شهدتها الكنيسة الأثرية، دعا إلى "التوجه للسيدة العذراء أمنا الحنون واستشفاعها بروح بنوية لتحفظ شعبنا وتوحد صفوفنا لكي نبقى المنارة المضيئة في هذا الشرق"، وقال: "الأيام التي نعيشها في هذا الزمن أياما مؤلمة، فصفوفنا مبعثرة وقوانا مشتتة والحرب الكلامية على أوجها وكأن لا إيمان لنا ولا دين ولا وطن ندافع عنه كما دفع آباؤنا وأجدادنا دماءهم في سبيل الحفاظ عليه".

وأشار إلى أن "الاحتفال ما هو إلا دعوة إلى الحفاظ على التراث المريمي الذي ورثناه عمن سبقنا على هذه الأرض الطيبة".

الكورة

وفي قضاء الكورة، فقد احتفلت كنائس واديرة القضاء بعيد انتقال السيدة العذراء، فأقيمت القداديس ورفعت الصلوات بمشاركة جميع المؤمنين. واجمعت العظات التي القيت على معنى العيد والمكانة المقدسة التي تحتلها السيدة العذراء في الكنيسة وهي ام السيد المسيح مخلص البشرية من الخطيئة.

ففي دير سيدة البلمند البطريركي، ترأس صباح اليوم رئيس الدير الارشمندريت اسحق بركات قداس العيد بمعاونة الارشمندريت ايليان صنيج وعدد من الكهنة والشمامسة وخدمت جوقة الدير وسط حشد من المؤمنين.

وبعد الانجيل المقدس، شدد الارشمندريت بركات في عظته على "دور السيدة العذراء في الكنيسة وخضوعها المطلق لمشيئة الاله منذ اقتبالها الحبل بلا دنس حتى رقادها".

وكانت قد اقيمت مساء امس في الدير صلاة غروب مع خمس خبزات حيث تلتها خدمة تقاريط جناز العذراء مع زياح بالايبيتافيوس.

كما اقيم في كنيسة السيدة في بترومين قداس العيد ترأسه الاب حنانيا قطريب وسط حشود المصلين، وبعد القداس تشارك الجميع في البوليقا التي اقيمت للمناسبة.

وفي دير سيدة الشفيعة الحارة في بدبا، ترأس الارشمندريت كاسيانوس عيناتي قداس العيد بمشاركة حشد من اهل المنطقة الذين أموا الدير سيرا على الاقدام منذ الفجر الباكر، كعادتهم في كل سنة.

وترأس رئيس دير سيدة بكفتين الأرشمندريت داوود الاشقر، يعاونه لفيف من الكهنة القداس الاحتفالي الذي اقيم في الدير في مناسبة عيد شفيعتها، في حضور حشد من المؤمنين.

بعد قراءة الانجيل المقدس، ألقى الاشقر عظة عرض فيها لسيرة مريم العذراء، وللمصاعب التي واجهتها في حياتها، ودعا المؤمنين الى الصلاة والصوم ورعاية أولادهم روحيا وتثقيفهم دينيا الى جانب الثقافة المدرسية والاكاديمية.

عكار

واحتفلت الطوائف المسيحية في منطقة عكار بعيد انتقال السيدة العذراء، باقامة الصلوات في مختلف الكنائس والاديرة.

وترأس راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جودة القداس الالهي الذي اقيم في بازيليك كنيسة سيدة الغسالة العجائبية في بلدة القبيات - عكار احتفالا بعيد انتقال السيدة العذراء بالنفس والجسد الى السماء، عاونه المونسنيور موسى يوسف وخادم الرعية الاب نبيل زريبي وعدد من كهنة الرعايا المارونية في المنطقة, في حضور حشد من المصلين الذين توافدوا من مناطق عدة لاحياء هذه المناسبة .

العظة

بعد الانجيل المقدس القى المطران بو جودة عظة تحت عنوان "تعظم نفسي الرب " ومما جاء فيها :"ان نشيد العذراء هو نشيد شكر وتعظيم للرب الذي اختار مريم لتكون اما لابنه الوحيد المخلص يسوع المسيح . وعيد انتقال السيدة العذراء يرتبط ارتباطا وثيقا بخطيئة ادم وحواء اللذين قررا ان يستسلما لارادة الشيطان ويرفضا الله، فحكما على نفسيهما بالهلاك. لكن الله الذي خلقهما بفعل محبة لا متناهية قرر ان يخلصهما ويعيدهما الى الفردوس وهذه العودة تعني عودة اكتساب صورة الله الذي خلقهما عليها" .

واشار المطران بوجودة الى "ان معاني العيد هي في عودة الانسان الى الفردوس وسيطرته على الموت والفناء . فكما ان المسيح , آدم الاول, انتصر على الموت , كذلك امه مريم , حواء الثانية , لم ير جسدها فسادا . وكما كان هو باكورة القائمين كذلك فان مريم باكورة المخلصين" .

اضاف : "حواء الاولى, ام الحياة البشرية, حكمت على نفسها بالموت، اما حواء الثانية مريم فهي ام البشرية المفتداة ومعها تنتصر البشرية على الموت" .

وقال :" نحن المؤمنين نعيش في حياتنا غالبا هذين الموقفين نتصرف غالبا كحواء الاولى فنستغني عن الله ونرفضه ونعيش بدونه بينما يدعونا الله للبقاء معه كي نحيا الى الابد . هذا الصراع بين الموقفين عبر عنه بولس الرسول في رسالته الى اهل روما حين قال : " ما اشقاني من انسان الخير الذي اريده لا اعمله بينما الشر الذي لا اريده اياه اعمل , فمن يخلصني من جسد الموت هذا ؟ المجد ليسوع المسيح الذي هو الخلاص" .

وختم بو جودة: "في هذا اليوم الذي نحتفل به بهذا العيد المبارك نحن مدعوون الى المصالحة مع انفسنا ومع الله كي نتغلب على انانيتنا وقوى الشر فينا , وما نعيشه في بلادنا اليوم لاكبر دليل على اننا غالبا ما نستسلم لقوة الشر فنحكم على نفسنا وبلادنا بالموت, فلنصلي مع العذراء مريم طالبين من الله بشفاعتها ان يساعدنا على نشر حضارة المحبة في بلادنا عوضا عن حضارة الحقد والضغينة والموت" .

جزين ولبعا

واحتفلت عروسة الشلال "جزين" وكعادتها في كل عام في عيد انتقال السيدة العذراء، حيث أقيم قداس الهي عند السابعة مساء أمس في كنيسة سيدة النبع للروم الكاثوليك، ترأسه كاهن الرعية الاب نقولا درويش عاونه لفيف من الكهنة من مختلف الطوائف المسيحية وحشد من المؤمنين.

وبعد انتهاء القداس نظمت مسيرة حاشدة من الكنيسة باتجاه مقام السيدة العذراء عند مدخل المدينة، تقدمتهم فرقة جزين الموسيقية، وحاملي الشموع، والبخور واعلام كنيسية وصورا للسيدة العذراء، وفي الختام رفعت الصلوات والابتهالات للسيدة العذراء شفيعة الوطن عامة وجزين خاصة داعيا الى الوحدة والعيش المشترك.

لبعا

وفي المناسبة أقيم في بلدة لبعا - قضاء جزين قداسا في كنيسة السيدة ترأسه راعي الابرشية الاب ميشال واكيم وحضور عدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والتربوية والصحية وحشد من المؤمنين من لبعا والجوار وبعد تلاوة الانجيل المقدس ألقى عظة شدد فيها على الوحدة وعلى مسيرة السيدة العذراء، كما أقيم في المناسبة عشاء قروي وكرمس.

 

قداس على نية فرنسا في المقر الصيفي للابرشية المارونية في عين سعادة

وطنية - 15/8/2007 (سياسة) ترأس رئيس اساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر القداس السنوي على نية فرنسا، لمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء في كنيسة السيدة في المقر الصيفي للابرشية في عين سعاده، يحيط به النائب العام لأبرشية بيروت المونسنيور جوزف مرهج، المونسنيور منصور لبكي، القيم العام لأبرشية بيروت الخوري عصام ابي خليل والخوري شربل مسعد.

وشارك في الذبيحة الالهية القائم بأعمال السفارة الفرنسية في لبنان جوزف سيلفا وعقيلته وأركان السفارة، كما شارك النواب غسان مخيبر، ابراهيم كنعان وسليم سلهب، ورئيس مؤسسة الانتشار الماروني الوزير السابق ميشال اده، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق الشيخ وديع الخازن، رئيس الرابطة المارونية الدكتور جوزف طربيه، رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي انطون خير، الوزيران السابقان الدكتور فريد روفايل وابراهيم الضاهر، نقيب المحامين الاسبق عصام كرم، سفير كولومبيا في لبنان جورجين ملاط، والرئيسان السابقان للرابطة المارونية الامير حارث شهاب وارنست كرم، المدير العام لوزارة الموارد المائية والكهربائية الدكتور فادي قمير، المدير العام لوزارة المالية الدكتور الان بيفاني، السفير السابق عبدالله ابو حبيب، عميد المجلس العام الماروني المهندس ريمون روفايل وعضو مجلس بلدية بيروت رشيد الجلخ.

المطران مطر

بعد الانجيل المقدس، القى المطران مطر عظة جاء فيها:

"إذا كان في لبنان اليوم من يحظى بإجماع من كل اللبنانيين، على اختلاف انتماءاتهم الدينية أو السياسية، فانما هي العذراء مريم التي تجمعنا في هذا اليوم لمعايدتها. انها بحق أم العائلة التي تجمع حولها كل أولادها، بدون تمييز، حتى في أحلك الظروف وأكثرها توترا.

ذلك أن مريم هي الأم بامتياز، طالما أنها "أم الله"، وهذه أسمى صفاتها التي بها تتمجد. لقد حملت المخلص في احشائها وسهرت على نموه ومشاركته الهموم والأفراح كما هي الحال في كل العائلات. وقد اعلنت مريم رسميا "ام الكنيسة"، خلال المجمع الفاتيكاني الثاني، لأنها مثال كل مؤمن، وهي التي كانت حاضرة في وسط الرسل في العلية التي شهدت مع العنصرة انطلاقة الكنيسة.

لكن مريم لا تخص المسيحيين وحدهم بل هي أم البشرية كلها: على الصليب، وبواسطة يوحنا الرسول الأمين، أعطى يسوع أمه مريم الى كل إنسان "هدية" منه أخيرة.

لقد تلقت مريم رسالة السهر على البشرية وباتت تحمل، مذاك، هم كل إنسان بمفرده وكأنه ولدها الوحيد. لذا بات على كل منا، بالمقابل، أن يقبلها، بقلب بنوي. وهكذا فان كل البشر أخوة ليس فقط لأن لهم أبا وخالقا هو الله ولكن لأن لهم اما واحدة هي مريم التي تمدهم جميعا بالعطف والرقة. من هنا فاننا مدعوون جميعا الى اعتبار البشرية كلها عائلة كبرى حيث نسير فيها كأخوة نحو الوحدة. وان مريم لا تزال واقفة عند أقدام صليب عالمنا المقسم والممزق لتشفع بأبنائها المشتتين.

ولئن صح أن مريم تظهر عاطفتها نحو كل بلد، فإنها تظهرها بصورة مميزة نحو لبنان الذي توجت ملكة عليه. فلا يمكن لأحد ان يذكر لبنان دون العودة الى مريم: أو ليست "أرزة لبنان" هي، في آن، شعار علمه وإحدى الصور الشعرية التي نمجد بها مريم في "طلباتها"؟ كما انه ليس من العبث، من ناحية أخرى، ان يضع البابا بندكتوس السادس عشر، في 14 شباط 2007، كل الوطن اللبناني في ظل حمايتها، داعيا الى رفض العنف من كل الجهات. ان التي لم تضعف مرة أمام الكبرياء او الأنانية او الانتقام تدعو كل أبنائها في لبنان الى تخطي كل مطمع او شهوة او حقد للعيش في مناخ من الحب أصيل.

مريم هي لكل انسان سيدة سلام. وان سرها ونعمتها في أن تحمل، منذ ليلة الميلاد، السلام في قلب التوترات والنزاعات وان تعطي العالم "عمانوئيل"-الهنا معنا- و"أمير السلام"، لأن السلام ليس حالة غياب العنف وحسب ولكنه ايضا استعداد داخلي وموهبة قبول سامية واستقبال شخصي لتلك النتيجة الضرورية المعروفة "بالغفران".

كما ان مريم هي حاضرة في كل مكان من لبنان، ولا احد يجتاز هذا البلد الا ويلاقيها على دربه. فليس ثمة مكان الا ولها فيه تمثال او مزار او كنيسة. في المعابد المخصصة على اسمها، كما في حريصا ومغدوشة، يتزاحم ابناؤها المسيحيون والمسلمون جنبا الى جنب في جموع الحجاج المؤمنين. ان مريم هي بالواقع المرأة الوحيدة التي جعل لها كتاب المسلمين سورة على اسمها لأن بإيمانها وخضوعها جسدت بامتياز إيمان المؤمنين. وان عبادتها ظاهرة في كل بيت لبناني، فليس ثمة عائلة، مسيحية كانت ام مسلمة، الا وتحمل احدى بناتها اسم ماري او مريم. لذا فان مريم تدعو ابناءها اللبنانيين، وهم يكنون لها حبا بنويا، الى تجاوز عقد مذهبية واجتماعية من أجل عيش هادئ وسعيد. ونحن في هذه الأوقات العصيبة التي يجتازها وطننا، نطلب من سيدتنا مساعدته كي يستطيع اللبنانيون من مختلف المذاهب تخطي الحواجز والانفتاح بعضهم على بعض والعمل سوية على اعادة بناء لبنان ليتمكن من عيش دعوته "كرسالة سلام وتعايش لعالمنا" وفق الوصف الشهير الذي اعطاه لوطننا البابا الراحل يوحنا بولس الثاني.

كذلك من جهة اخرى، فانه لا يمكننا التحدث عن مريم هذا اليوم دون ذكر فرنسا ايضا. أولم تصبح مريم، سيدة الانتقال، ملكة فرنسا وشفيعتها الأولى منذ لويس الثالث عشر الذي كرس لها، في مثل هذا العيد، ملكه ومملكته؟ وبالواقع فان روابط الحب بين مريم والشعب الفرنسي ترقى الى عصور بعيدة بل هي ثابتة ودائمة، فمنذ القرن الخامس كان لها معبد معروف في منطقة الPuy، وقد أنبتت أرض فرنسا الكاتدرائيات والكنائس على اسم مريم، فكانت مثيلاتها في باريس وشارتر وريمس وروك امادور... واللائحة طويلة. كما ان الفرنسيين لم يكتفوا بالتعبير عن حبهم لمريم باناشيد معمارية فقط، بل بكل اشكال الفنون كالموسيقى والرسم والأدب حيث قدموا لمريم قمة عطاءاتهم. ولعل بعض الشعراء الفرنسيين باقون في الذاكرة في أجمل ما أنشدوه لمريم، مثل ماري نويل وبول كلوديل وشارل بيغي وسواهم... وتبقى الأناشيد المريمية الفرنسية من اكثر الأناشيد التي نشرت مجدها في الأرض، فمن لا يعرف ترنيمة "سلام سلام في لورد" التي ترجمت الى كل اللغات وينشدها مسيحيو العالم بأسره؟

وعلى غرار الأدباء والشعراء فان قادة عسكريين وسياسيين فرنسيين كانوا يفاخرون باعلان حبهم لمريم ويرددون بشرف انهم يردون لمريم جزاء تقديرهم لها بتلاوة مسبحتها يوميا.

لكن العذراء مريم لاقت الفرنسيين بحبها وسخائها، فأغدقت على مدى تاريخهم نعمها وعربون عاطفتها نحو وطنهم الذي زارته مرات، عبر الزمن، من خلال الظهورات المريمية التي عرفت عالميا، وحسبنا منها، من القرن التاسع عشر وحده، ظهورات شارع دوباك، ولورد وبونتمين وبيلفوازين...

واننا، اذ نقوى بما خصتنا به العذراء، نحن اللبنانيين والفرنسيين، نتطلع نحوها طالبين منها ان تتابع بمحبتها عطاياها وعنايتها وأن تتجلى من جديد علاقة الحب بين مريم ولبنان وفرنسا- وهي علاقة لم تنقطع أبدا- على صفحات جديدة نكتبها بريشة امومتها وبحبر قلوبنا، صفحات تضاف الى صفحات الماضي المجيد.

فلتقدنا مريم في أزمتنا اللبنانية هذه نحو التفهم والتفاهم والسلام ولتحفظ فرنسا، الصديقة القديمة للبنان، في كل تطلع انساني محب نقوم به حتى يتغلب الخير في كل مكان وكي تبنى العائلة البشرية الواحدة بالمحبة والتسامح والفرح. آمين".

مأدبة تكريمية

بعد القداس، أولم المطران مطر تكريما لأركان السفارة الفرنسية وضيوفه، وقد القى كلمة عدد فيها المزايا التي تربط فرنسا بلبنان وقال: "منذ سنة، بالتمام، كنا مجتمعين في هذه القاعة برفقة السفير السيد برنارد إيمييه، حيث تقاسمنا معا غداء الصداقة عقب القداس التقليدي الي تحتفل به هذه المطرانية في 15 آب، منذ قرن ونصف، على نية فرنسا.

وكان وقف اعتداء إسرائيل على لبنان قد تقرر عشية ذلك النهار بموجب القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي. لقد شكل لنا ذلك هدية العيد، تأتينا من مريم ملكة السلام الى هذا الوطن الذي أحبته وزارته أثناء رحلتها على هذه الأرض.

كنا نتمنى، هذه السنة أيضا، أن نلتقي مع عزيزنا برنادر في عيد الانتقال هذا لنجدد له شكرنا على كل الجهود التي بذلها وعلى كل التضحيات والخدمات التي قدمها باسم فرنسا التي مثلها بجدارة على مدى ثلاث سنوات في وطن الأرز. وإني لأرجوكم، يا سعادة القائم بالأعمال، أن تنقلوا اليه في هذه المناسبة أحر العرفان وأطيب التمنيات.

هكذا يسير العالم: فالأشخاص يتعاقبون والمؤسسات تبقى. الأنظمة تتغير أما البلدان في صداقاتها- كما فرنسا ولبنان- فإنها تستمر، على مر الزمن، ثابتة ومتجددة. وليسمح لي هنا باستذكار الجهود الجبارة التي بذلها الرئيس جاك شيراك تجاه لبنان خلال العدوان القاتل الذي شنته اسرائيل بلا هوادة ضد بلدنا خلال شهري تموز وآب من العام الماضي. لقد تابعت فرنسا، يوما بيوم، حكومة ورئيسا، الأحداث المأساوية التي عصفت بنا على مرأى ومسمع من العالم كله. وبدا كأن كل قوى الشر قد هبت على هذا البلد لإلغائه في حين أن شعبه المصمم على البقاء قد تحمل كل التضحيات ورفض أن يموت.

لقد كان أصدقاء لبنان بحمد الله كثرا، وتأتي فرنسا في أوائلهم لأنها ترى نفسها مرتبطة بهذا البلد من خلال القيم المشتركة والصداقة العميقة التي تتخطى الأنظمة والأجيال. ولقد جسد الرئيس جاك شيراك هذه الصداقة على أفضل ما يكون وخدمها بنبل إنسانا ورئيسا، فله شكرنا العميق.

أما اليوم فإن وضعا داخليا بات يقلق اللبنانيين ومعهم أخوتهم وأصدقائهم في المنطقة وفي العالم. فبعد خروج آخر جنود الوصاية التي استمرت على مدى ثلاثة عقود، وعقب اعتداءات إرهابية أدت الى خسارة عدد من مواطنينا ومن سياسيينا، تعرض وطننا الى رياح التفرقة التي جعلت الرؤية فيه مضطربة وسبل الحل متباعدة، مما تسبب بأزمة قاسية تتعلق بمشاركة اللبنانيين في إدارة شؤونهم العامة.

هل يعني ذلك أن مواطنينا لا يمكلون القدرة على التوافق، وهم من جابهوا عبر تاريخهم كل محاولات التفرقة مؤكدين ارادتهم المشتركة بالعيش معا؟ إن لبنان الذي اخترع لادارته السياسية فلسفة المشاركة والتعايش قادر في نهاية المطاف على إيجاد السبل اللازمة لتطبيقها.

أو ليس انطلاقا من قيم المشاركة هذه قد قامت أيضا مبادرة رئيس فرنسا الجديد السيد نيكولا ساركوزي بدعوة ممثلي الأطراف اللبنانية الى التلاقي في سيل- سان- كلود لاستئناف الحوار فيما بينهم، وهو حوار يتطلب لانجاحه كل النوايا الطيبة والارادات؟ لقد كانت لي الأسبوع الماضي فرصة لالقاء التحية الشخصية على الرئيس ساركوزي في قلب كاتدرائية نوتردام في باريس إثر جنازة الكردينال جان ماري لوستيجييه، رجل الايمان والانسانية، والصديق الكبير للبنان والذي ربطتني معه صداقة أفتخر بها. لقد شكرت فخامة الرئيس على مبادرته تجاه لبنان. وهو، بذلك، يشهد للصداقة الثابتة التي تحفظها فرنسا لهذا الوطن، صداقة بها نقوى ومعها نتحمل المسؤولية الكبرى في هذه الظروف الخطرة التي نجتاز. ونحن، وإن لم نكن مسؤولين جميعا عن أسباب هذه الأزمة، فإننا بأقل تعديل مسؤولون عن إيجاد حل لها. ومن هذا المنطلق فإننا، وبالتوجه الذي وضعه غبطة أبينا البطريرك مار نصر الله بطرس صفير الكلي الطوبى، نشدد على ضرورة وواجب أن يكون لنا رئيس جديد للجمهورية في المهل المحددة دستوريا. وليس على الاطلاق من سبب يجعلنا نقبل بحدوث فراغ في سدة الرئاسة الأولى.

إن خطر هذا الفراغ لكبير، وقد يكون قاتلا بالنسبة لبقاء الجمهورية، خاصة وان ليس ما يلزمنا على ركوب هذا المركب الخطر فلماذا نعرض مؤسساتنا للزوال، مجانا وبدون أي سبب؟

ولئن ارتفعت أصوات محترمة معتبرة أن الحكومة الحالية مشوبة بنقص في شرعيتها بسبب استقالة وزراء احدى طوائفنا الرئيسية منها، ما يهدد مبدأ العيش المشترك، فما القول في حال عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية، أو ليس في ذلك خروجا أدهى للوطن عن مبادئ العيش المشترك التي تشكل أساس هويته؟

إن لهذا الانزلاق خطورة غير محدودة تتطلب بذل الجهود ومضاعفة المحاولات لتدارك الوصول اليها.

صحيح أن المهلة قصيرة، لذا فإن علينا طلب الدعم من مصدرين لهما تأثير في حل هذه الأزمة:

المصدر الأول هو المجتمع الدولي، أو مجمل الدول التي تحب لبنان وتتمنى خدمته باعتبار أن هذا البلد حقل اختباري لحوار الثقافات والأديان. لذا ينبغي حمايته من أخطار التفجر أو الموت البطيء. ونقول أيضا بنوع خاص أن لبنان هو أيضا شعب عانى ويعاني، ويجب أن يستمر في الحياة رغم النزاعات الدولية التي تسبب اضطرابات خطيرة في مناطق بكاملها. إن على من يحب لبنان أن يدعه يعيش، أو أن يساعده على العيش، كائنا من كان. لقد تعلمنا المثل المأثور "عش أولا ثم تفلسف" وإن لبنان الموحد يستحق الانقاذ بعيدا عن أخطار الموت التي تهدد حياة أبنائه واستمراريته. فمن يحب يحمي، والحب لا يقوم أبدا بالاهمال أو بعدم الاكتراث.

أما المصدر الثاني للتأثير على حل الأزمة اللبنانية فيأتي من اللبنانيين أنفسهم. وهل من المبالغة القول أن على هؤلاء واجبا يقومون به لانقاذ بلدهم؟ في هذا المنحى تأخذ مبادرة حوار سيل- سان -كلود معناها وفائدتها: فإن إمكانية مساعدة اللبنانيين في شؤونهم الخاصة لا تعني الحلول محلهم. وإقامة الحوار مفروضة عليهم واليوم لها الأولوية على كل ما عداها. لا بل على اللبنانيين أن يكونوا في حالة طوارئ حوارية حتى انتخاب رئيس جديد للجمهورية يؤمن استمرارية الدولة، فيتدارسوا معا مسألة تأليف حكومة وحدة وطنية أولا، ويتناقشوا الحاجة أو المبرر لذلك أو يقتنعوا بأن هذه الحكومة لا يمكن أن يتأخر تأليفها مباشرة عقب الانتخابات الرئاسية.

هذا ما أرادت فرنسا تشجيعه حين دعت الى الحوار الذي بدأ عندها والذي يجب أن يستمر في لبنان، كل يوم، وحتى الحصول على النتائج المتوخاة.

من أجل هذه المبادرة، ذات الأهداف السامية، نود في عيد انتقال العذراء هذا، شكر فخامة رئيس الجمهورية الفرنسية وحكومته وشعب فرنسا الذي تربطه بشعبنا روابط فكرية وعاطفية. ولنسع نحن بدورنا للارتفاع الى مستوى المصلحة الوطنية التي تتقدم على كل مصلحة فردية أو فئوية أيا كان نوعها. إن مستقبل بلادنا مرتبط بهذا الشرط، ونحن ملتزمون جميعا بهذا المستقبل ومن أجل أن يبقى لبنان. عاشت فرنسا، وعاش لبنان.

سيلفا

والقى القائم بالاعمال الفرنسي جوزف سيلفا كلمة شكر فيها المطران مطر على الصلوات التي رفعها على نية فرنسا، وحيا الدور الذي تقوم به الطائفة المارونية "في سبيل لبنان الحرية والعدالة".

وتوجه الى المطران مطر بالقول: "هذه القيم الانسانية، التي تحملها فرنسا والفرنكوفونية الى العالم، عرفتم كيف تجعلونها تستمر في لبنان، وخصوصا من خلال جامعة الحكمة ومعاهدها التي تترأسونها فخريا. نتمنى ان تبقى هذه القيم وان تنتقل كإرث الى شباب لبنان المدعو الى احتلال موقع اساسي في عملية بناء لبنان الحر، الحديث والسيد، وفرنسا ستكون دائما الى جانبكم في سبيل وطن نهائي لجميع ابنائه كما تقولون".

اضاف: "لبنان بحاجة اليوم اكثر من اي وقت مضى لمشروع مشترك يوحد اللبنانيين ويصب في المصلحة العامة لجميع اللبنانيين، ويسمح بتجاوز تداعيات الحرب. ان الاحداث الخطيرة التي مرت على لبنان وعرضت امن مواطنيه للخطر، وكذلك الازمة السياسية التي يمر بها وسلسلة الاغتيالات والتي طاولت اخيرا بيار الجميل ووليد عيدو وايضا احداث مخيم نهر البارد، كل ذلك يجب ان لا يفقدنا الامل، فبالرغم من كل تلك المآسي، تبقى هناك امور جيدة. فلبنان يحظى بدعم المجتمع الدولي، والدليل على ذلك مشاركة 30 دولة بقوات الطوارىء الدولية، وعقد مؤتمر باريس 3 واقرار المحكمة الدولية".

تابع قائلا: "اما داخليا، فلا ننسى تضامن اللبنانيين مع جيشهم، وكذلك الطريقة الصحيحة التي جرت فيها الانتخابات الفرعية. الا ان الخطر ما زال موجودا، وازاء هذا الخطر لا بديل عن الحوار، ونحن نحاول ان نسهل الحوار بين اللبنانيين، وندعو كل الاطراف الى نبذ كل اشكال العنف، ونؤكد على اهمية احترام المؤسسات والمواعيد الدستورية والاستحقاقات".

 

المؤتمر الشعبي يستنكر الهجوم على قائد الجيش "في توقيت مشبوه وضار بالمصلحة الوطنية العليا"

وطنية - 15/8/2007 (سياسة) أصدر مكتب الاعلام المركزي في المؤتمر الشعبي اللبناني بيانا اعتبر فيه انه "في الوقت الذي يتطلع فيه اللبنانيون الأحرار الى ضرورة دعم الجيش اللبناني، وحشد أوسع إلتفاف وطني حول دوره في هذه المرحلة العصيبة، وجعل مسألة تسليحه بالأسلحة المتطورة قضية وطنية عامة، يأتي هجوم "المستقبل" الخطير جدا، عبر النائبين مصطفى علوش وسمير الجسر، على قائد الجيش العماد ميشال سليمان، في توقيت أقل ما يقال فيه أنه مشبوه وضار بالمصلحة الوطنية العليا". واكد البيان "ان الجيش اللبناني الذي خاض معارك مشرفة ضد العدو الصهيوني، وعملت قيادته وضباطه وأفراده منذ حوالي الثلاث سنوات، ولا تزال، على بذل كل الجهود المضنية بصبر ومسؤولية وطنية وحيادية لحفظ الأمن والاستقرار ومنع العبث بالسلم الأهلي والتصدي للأعمال الميليشيوية والفتن، ويخوض منذ أسابيع معركة شرسة ضد التنظيم المتطرف والارهابي في مخيم نهر البارد في الشمال، حيث قدم في كل ذلك مئات الشهداء والجرحى.. هذا الجيش يستحق كل تقدير وتضامن ودعم، ولا يكافىء بهذا الهجوم المستنكر من مغامرين يدعون تمثيلهم لأبناء الشمال، لأنه يشكل طعنا لتضحيات الجيش وبخاصة شهدائه وجرحاه من أبناء طرابلس وعكار".

اضاف "إن قائد الجيش أثبت، منذ توليه سدة المسؤولية، إلتزاما بعقيدة الجيش القتالية التي نص عليها إتفاق الطائف، وركّز في أكثر من محطة وموقف على خطر العدو الصهيوني على لبنان والتصدي له بالتكامل مع المقاومة.. وبالتالي فإن الهجوم عليه هو إستهداف مباشر لكل هذه المبادىء، ويخدم مصالح الأطراف الغربية ودول الوصاية الأجنبية التي تسعى الى تغيير سياسة الجيش الدفاعية وتقف ضد تزويده بالسلاح المتطور خدمة للكيان الصهيوني ولمقتضيات مشروع الشرق الأوسط الكبير". واشار الى "ان من حق معظم اللبنانيين أن يطالبوا بترشيح قائد الجيش لتولي مسؤوليات وطنية، لأنه يحظى بتأييد شعبي شامل من كل الطوائف الاسلامية والمسيحية من دون إستثناء، نظرا لمواقفه الوطنية وكفاءته العالية وقدرته الكبيرة على القيام بواجباته.. ولا يريد اللبنانيون رئيسا للجمهورية يكون مطواعا للوصاية الأجنبية، يعين بقرار غربي أطلسي خلافا لإرادة الشعب اللبناني والموقف العربي".

 

قداس لمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء في كنيسة سيدة النجاة- زحلة

المطران حداد: لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه ولا ينهض إلا بتعاونهم

وطنية - 15/8/2007 (متفرقات) ترأس راعي أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الكاثوليك المطران أندره حداد قداسا بمناسبة عيد إنتقال السيدة العذراء والمصادف الذكرى السنوية الرابعة والعشرين لتسلمه زمام مسؤولياته الرعوية، في كاتدرائية سيدة النجاة، عاونه فيه رؤساء الأديار وعدد من الكهنة وحشد من المصلين. حضر القداس النائب كميل معلوف ممثلا رئيس "الكتلة الشعبية" النائب الياس سكاف ونواب الكتلة، نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي، النائب والوزير السابق خليل الهراوي، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة والبقاع أدمون جريصاتي، رئيس بلدية شتورة نقولا عاصي، رئيس بلدية روم الجنوبية جرجي حداد (شقيق المطران حداد) وقيادات أمنية وإدارية ورؤساء وأعضاء أخويات وجمعيات خيرية ومؤسسات صحية وتربوية وإنسانية تابعة للأبرشية. بعد الإنجيل المقدس، ألقى المطران حداد عظة تحدث فيها عن معاني العيد في هذه الأبرشية بالذات، "فهو عيد كنيستها الأولى في كرسينا التاريخي في الفرزل- سيدة النياح الممتد إلى القرن الثالث للميلاد. ها نحن هنا منذ القرون الأولى للمسيحية، لنا وجود وكيان قانوني منظم، ونحن السكان الأصليين لهذه الأرض ولا أحد يزايد علينا أو يخوننا ليجعلنا نهجر أرضنا".

وعرض المطران حداد لجردة سنوية بأبرز الإنجازات المحققة، معتبرا أنها "هدية الأم العذراء للأبرشية هذه السنة، وهي: بناء كنيسة جديدة في جلالا بإسم سيدة المعونة الدائمة لخدمة أبنائنا المنتشرين في تعنايل وتعلبايا وجلالا، ويتم تدشينها رسميا في 8 أيلول المقبل، تجهيز مستشفى تل شيحا التابع للأبرشية بآلة حديثة لتمييل شرايين القلب والأعضاء هي الأحدث في الشرق الأوسط، تشييد كابيلا للقديسة ريتا في مقام تمثال سيدة زحلة والبقاع بمواصفات هندسية عصرية ومميزة، إضافة إلى هديتنا لزحلة وقرى البقاع بالسهر الدائم على أمنها وسلامة أبنائها في إطار جو من المحبة والإحترام بين جميع العائلات الروحية والجماعات والأحزاب على إختلافها حيث تسودها علاقات التعاون الصادق والتي يجسدها مجلس اساقفة زحلة والبقاع".

وأكد "أن التاريخ سيذكر العناية الخاصة التي خصتنا بها السيدة العذراء وإبنها مسيح القربان، اللذين أنقذاننا من كارثة رهيبة كانت معدة لتدمير المقام المقدس ليلة عيد خميس الجسد الألهي، وأضطررنا إلى تغيير خطة العمل وباركنا المؤمنين والمدينة بالقربان محمولا على سيارة مكشوفة يحيط به اساقفة المدينة. هذا الحدث زاد إيماننا بأن المسيح حاضر دائما في مدينته وأن أمه العذراء ساهرة على كل أبنائها".

وتطرق المطران حداد إلى الوضع القائم في لبنان اليوم، وقال: "يأتي العيد هذه السنة محاطا بغيوم وعواصف في الأفق، نجدد مواقفنا ودعوتنا إلى الجميع بأن الكنيسة ضمير الشعب وملجأ المظلومين وصاحبة الصوت الصارخ والكلمة الداعية إلى الخير. والمسيحية في هذا الشرق لن تكون مجرد آثار تاريخية لكنها باقية علامة حياة وتجدد. ان لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه دون تفرقة ولا ينهض إلا بتعاونهم المخلص وتضامنهم معا. المسيحيون في لبنان هم مجموعة متجذرة من السكان الأصليين لهذا الوطن وليسوا طارئين ولن يكونوا هاربين، إذ لا قيامة ونجاح للبنان إلا بوجودهم إلى جنب أخوتهم غير المسيحيين. ان دور المسيحيين وخصوصا البقاعيين منهم، أن يكونوا حملة وطن الرسالة والمحبة والتفاهم والعيش معا بلا عقد أو تصنيف في الوطنية، وفي ظل قانون واحد يتساوى أمامه الجميع حيث المواطن الأفضل هو الأكثر عطاء لوطنه لبنان". بعد القداس استقبل المطران حداد في صالون الكاتدرائية المعيدين والمصلين الذين قدموا إليه التهاني داعين له بطول العمر والاستمرار في قيادة دفة الأبرشية. وظهرا إجتمع حول مائدة المطران حداد جمع من الكهنة في غداء عائلي أقيم في المطرانية.

 

"التيار" يقدم اول بطاقة حزبية الى العماد عون

وطنية-15/8/2007(متفرقات) لمناسبة البدء في عملية إصدار البطاقة الحزبية لحزب التيار الوطني الحر، ستقوم لجنة الانتخابات الداخلية للحزب بتقديم أول بطاقة حزبية الى العماد ميشال عون وذلك نهار الخميس 16 آب 2007 الساعة الثانية عشرة ظهرًا.

 

وهاب زار الشيخ قبلان وبحث معه الاوضاع الراهنة: السفيران الاميركي والسعودي يخربان الوضع اللبناني

وطنية - 15/8/2007 (سياسة) استقبل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان الوزير السابق وئام وهاب، وتم البحث في الازمة الراهنة على الساحة اللبنانية.

بعد اللقاء، ادلى وهاب بتصريح قال فيه:" نحن على تشاور مستمر مع صاحب السماحة وهو باستمرار يبدي حرصه على استقرار لبنان ووحدة اللبنانيين ويتصرف كأب لكل اللبنانيين. بحثنا مع صاحب السماحة أمورا عدة على الساحة اللبنانية وبحثنا في المستجدات الراهنة، من الطبيعي ان كثيرا من اللبنانيين يسألون عن طبيعة المرحلة المقبلة، وهذا الحديث لا يلزم المكان الذي انا فيه او المنبر الذي انا عليه، ولكن انا اعتبر ان هناك سفيرين في لبنان يتحركان في شكل سلبي، هذان السفيران هما السفير الاميركي والسفير السعودي اللذان يقومان بتخريب كل الوضع في لبنان، فاذا تحركا بشكل ايجابي يمكن ان يتغير الامر ولكن حتى الان انا اعتقد بأن هذين السفيرين يتحركان باتجاه تخريب الوضع اللبناني وبالتنسيق بين بعضهما البعض، هناك كما علمتم وكما شاهدتم، بعض التهديدات التي صدرت عن بعض قادة 14 شباط لرفاق لهم في 14 شباط حول إمكان خروجهم من ضمن هذا الفريق، هذه الطريقة هي على طريقة العصابات الكولومبية والايطالية أي على طريقة المافيا، فمن يخرج من المافيا يقتل. فهذا هو التهديد الذي أطلقه الوزير جنبلاط لفريق 14 شباط، من يخرج من هذه المافيا يقتل، وانا أتساءل هنا ما هو موقف العقلاء من هذا الفريق، ما هو موقف الناس غير الموظفين في هذا الفريق كمحمد الصفدي وبطرس حرب وكل هؤلاء الناس الذين لا يقبلون ان يكونوا موظفين في اوجيه لبنان او عند الفريق الاخر. لذلك اعتقد اننا متجهون نحو مرحلة معقدة لا مخارج في الأفق حتى الان ويبدو بان كل الحلول المطروحة هي من قبيل تقطيع الوقت ليس إلا".

 

 

المردة" استنكر التعرض لمؤسسة الجيش قيادة وموقعا

وطنية- 15/8/2007(سياسة) صدر عن "تيار المردة" البيان الآتي: "اننا نستنكر التصريحات التي تعرضت لمؤسسة الجيش قيادة وموقعا، في الوقت الذي يقدم فيه الجيش الشهداء في معركة مواجهة الارهاب. واننا اذ نستغرب كيف تحول قائد الجيش عند جماعة 14 شباط بين ليلة وضحاها من صمام أمان الى موظف، يتبين لنا ان من شروط الانتماء الى 14 شباط بيع الضمير، والحمد لله ان قائد الجيش أبعد ما يكون عن هذا الصنف. وان هذه الردود وان دلت على شيء فانها تكشف نواياهم تجاه المؤسسة العسكرية التي يصفقون لها في المآتم اذا اقتضت مصلحتهم الخاصة ذلك، واذا لم يرق لهم موقف القائد يفصلون له جوقة للرد عليه".

وختم البيان بالقول: "اننا مع الجيش والى جانبه، ولا نقبل التعرض لقيادته كموقع أساسي في السلطة بعد الحملة المنظمة والمستمرة على شخص وموقع رئيس الجمهورية".

 

السيد نصر الله في احتفال في ذكرى انتهاء حرب تموز في الضاحية: لا نريد الحرب واذا فكرتم ايها الصهاينة ان تشنوا حربا على لبنان

اعدكم بمفاجأة كبرى تغير مصير الحرب ومصير المنطقة كلها

ممنوع تسليح الجيش اللبناني قبل أن يشطب من عقيدته أن إسرائيل عدو

المقاومة ومجاهدوها وشهداؤها وعنفوانها وشعب لبنان الى جانب الجيش

عالمنا العربي والاسلامي يعرف ان اميركا واسرائيل هما الارهابيتان

وحركات المقاومة حركات شريفة نظيفة انسانية تدافع عن حق اوطانها

اليوم هناك مساع جديدة وفاقية سيقوم بها الرئيس بري للخروج من الأزمة

ونؤكد تعاوننا وتأييدنا وتجاوبنا مع كل المبادرات المطروحة

ملتزمون تقديم مساهمة ايجار منزل من شهر الى سنة لاكمال بناء البيوت

وطنية - 15/8/2007 (سياسة) القى الأمين العام ل "حزب الله" السيد حسن نصر الله كلمة في ذكرى الانتصار على العدو الاسرائيلي في 14 آب في الضاحية الجنوبية. وجاء فيها:

" اعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمان الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين ابي القاسم المصطفى محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين وصحبه الاخيار المنتجبين وعلى جميع الانبياء والمرسلين.

اخواني واخواتي يا اشرف الناس واكرم الناس واطهر الناس، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

السلام عليكم اذ تجتمعون في هذه الأرض الطيبة, في ارض الفداء والإباء والصمود والعزة والكرامة، ارض الضاحية الجنوبية، ارض الشهداء والمقاومين والصابرين والمنتصرين إن شاء الله. يقول الله تعالى في كتابه المجيد: بسم الله الرحمن الرحيم

"إن فرعون علا في الارض وجعل اهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح ابناءهم ويستحيي نساءهم انه كان من المفسدين. ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين. ونمكن لهم في الارض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون." صدق الله العلي العظيم.

يأتي يوم الرابع عشر من آب في هذا العام في الذكرى السنوية الاولى للنصر الالهي والتمتين الالهي والوعد الالهي بأن يمكن للمستضعفين وأن يجعلهم وارثي الارض وبأن يدفع عنهم الطغاة الذين يذلونهم ويذبحون اطفالهم ويدمرون بيوتهم, تأتي هذه الذكرى في هذا العام ويحيط بها اعياد عظيمة وجليلة للمسلمين والمسيحيين في لبنان والعالم, تأتي ذكرى الانتصار وقبلها ذكرى الاسراء والمعراج يوم اسري بخاتم النبيين من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى وعرج به من القدس الى السماء، وذكرى المبعث النبوي الشريف, يوم بعث رسول الله رحمة للعالمين بشيرا ونذيرا. وامامنا ذكرى ولادة حفيد رسول الله سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام، القائد أبي الضيم الذي علمنا كيف نتواجد في الساحة ونضحي ونقاتل بأنفسنا وبأبنائنا وبأحبائنا. وذكرى ولادة علي بن الحسين زين العابدين اسير كربلاء الذي علمنا كيف نصمد في وجه السلاسل والقيود والجلادين، وسنبقى نقول كلمة الحق لا نزيح عنها قيد أنملة, وولادة ابي الفضل العباس عليه السلام المقاتل المجاهد الجريح الذي لم تقعده جراحه عن مواصلة القتال دفاعا عن القضية والقائد والحرمات والمقدسات, وبين يدينا يحتفل المسيحيون في لبنان وفي العالم بعيد انتقال السيدة العذراء مريم القديسة المقدسة سلام الله تعالى عليها، هذه الأعياد المباركة للمسيحيين والمسلمين واتباع الديانات السماوية تبارك ذكرى انتصارنا في الرابع عشر من آب.

ايها الاخوة والاخوات، اليوم نتوجه من خلالكم من خلال الضاحية الجنوبية الصابرة الصامدة المجاهدة الى شعب لبنان الى شعوب عالمنا العربي والاسلامي الى كل شعوب العالم لأتقدم اولا بالشكر لكل القادة والعلماء والحكام والحكومات والدول والاحزاب والقوى والتيارات والجماعات والجمعيات والشخصيات والافراد وكل الذين وقفوا الى جانب لبنان ومقاومته في مواجهة عدوان تموز، العدوان الاميركي الاسرائيلي على لبنان وعلى شعب لبنان وكل الامة، وأقدم الشكر ايضا لكل اولئك الذين مدوا يد العون بعد انتهاء الحرب ليساعدوا على اعمار ما تهدم وعلى بلسمة الجراح وكفكفة الدموع والوقوف بعز في مواجهة التحديات الآتية.

 

ايها الاخوة والاخوات: في خطب الليالي الماضية تحدثت عن الاهداف والنتائج والمجريات الميدانية وبعض الوقائع السياسية، اما اليوم فحديثي عن الناس, عن شعب لبنان، عن جمهور المقاومة، عن شعوب عالمنا العربي والإسلامي عن كل الاحرار الذين وقفوا في هذه المعركة وكانوا من عناصر قوتها وعناصر صمودها وفي نهاية المطاف من عناصر انتصارها.

هنا سأتحدث اولا الى شعوب عالمنا العربي والاسلامي. ثانيا الى شعب لبنان وما جرى بالحرب مع شعب لبنان. ثالثا: الى جمهور المقاومة ومنه ادخل الى الوضع المحلي باختصار واتعرض الى ملف اعادة الاعمار واختم باحتمالات المرحلة المقبلة حيث يقرع الصهاينة والاميركيون طبول الحرب، ما هو الموقف وماذا يجب علينا ان نفعل؟

هذه هي عناوين كلمتي في هذه الليلة وآمل ان شاء الله ان يتسع لها الوقت وان تتسع لها صدوركم الكبيرة والعظيمة والمحبة.

 

ايها الاخوة والاخوات

عندما بدأت هذه المعركة عملت اميركا واسرائيل على محاولة عزل المقاومة وجمهور المقاومة عن شعوب عالمنا العربي والاسلامي والعالم وعن بقية شعب لبنان والتيارات السياسية في لبنان, وتم التركيز من خلال الخطاب السياسي ووسائل الاعلام الضخمة التي تملكها اميركا واسرائيل في العالم على عناوين عدة من اجل تحقيق هذا العزل وبالتالي ابقاء المقاومة وحدها وجمهور المقاومة وحده في مواجهة هذه الحرب القاسية والعنيفة, أولا ركزوا على تهمة الارهاب وعملوا عليها منذ سنوات طويلة، قد تؤثر في بعض دول العالم الغربي ولكنها لم تعد تؤثر في شعوب عالمنا العربي والاسلامي ولا لدى شعبنا في لبنان, تهمة الارهاب هذه التي سخروا لها كل وسائل الاعلام والتحريض والجهد الدبلوماسي بدأت تنكسر حتى في اوروبا، حتى في اماكن كثيرة، ونحن تحديناهم. واليوم اعود واتحداهم ان يعقدوا مؤتمرا دوليا لتحديد تعريف واحد للارهاب لنعرف هل ان المقاومة في لبنان هي ارهاب وهل يصح تصنيفها بالارهاب؟ وانا اقول لكم لم يفعلوا ذلك بالرغم من مناشدة الكثير من حكومات العالم وشعوب العالم لان اميركا تعرف جيدا ان أي تعريف للارهاب يمكن وضعه, سوف ينطبق على اميركا كدولة ارهابية وسوف ينطبق على اسرائيل ككيان ارهابي, أي تعريف، بعض التعاريف, قد يوسعوا التعريف ليشمل المقاومة ولكن أي تعريف ضاق ام اتسع سوف ينطبق على دولة الارهاب اميركا والكيان الارهابي اسرائيل, ولذلك هم يهربون دائما من تعريف الارهاب. لدى شعوب العالمين العربي والاسلامي لم تجر هذه المسألة، بل بالعكس عالمنا العربي والاسلامي يعرف ان اميركا هي الارهابية واسرائيل هي الارهابية وان حركات المقاومة هي حركات شريفة ونظيفة وانسانية وتدافع عن حق اوطانها وامتها في الوجود والحرية والسيادة والكرامة والاستقلال.

ثانيا: ذهبوا للقول وللترويج بقوة ان هذه الحرب هي بين اسرائيل وبين اداة لإيران ولسوريا, هي حرب اقليمية لا علاقة لها بلبنان ولا بمصير لبنان كوطن وكشعب ولا بمصير العرب ولا بمصير المسلمين, "حزب الله" هو اداة إيرانية - سورية وهدف الحرب هو تعطيل المحكمة الدولية او خدمة الملف النووي الايراني واشتغلوا على هذا الامر في لبنان وفي العالم منذ اليوم الاول, حتى هذا الادعاء سقط امام الاهداف العالية والمعلنة والكبيرة التي تحدث عنها ايهود اولمرت في بداية الحرب, والاهداف التي اعلنتها كوندوليزا رايس. وعرف العالم ان هذه الحرب على لبنان وعلى مقاومة لبنان من اجل اخضاع لبنان من اجل تطبيق القرار 1559، من اجل الحاق لبنان بالمشروع الاميركي - الصهيوني, من اجل ولادة غير ميمونة لشرق أوسط جديد خطر على كل دول وشعوب المنطقة, وسقط هذا الاتهام وذهبوا الى الاتهام الثالث الاخطر والاخبث على الاطلاق, ذهبوا الى الموضوع الطائفي فقالوا للعرب والمسلمين، للمسيحيين والمسلمين، قالوا للمسيحيين ان هذه المعركة هي مع مجموعة اسلامية لا علاقة لكم بها ولا تستهدفكم, وقالوا للمسلمين السنة هذه معركة مع مجموعة شيعية وتستهدف المشروع الشيعي والهلال الشيعي والخ... وحاولوا ان يركزوا على العنوان المذهبي وعلى العنوان الطائفي واستصدروا لذلك فتاوى حتى وصل الامر بالسؤال هل يجوز ان يدعو احدنا للمقاومة في لبنان بالنصر؟ حتى الدعاء صار فيه اشكالا شرعيا، فضلا ان نتظاهر لدعم المقاومة او نقدم لها المال او الدعم السياسي او الدعم المادي وان نقف الى جانبها, هنا بكل صراحة تصوروا فتح الملف الطائفي والمذهبي للمقاومة في لبنان متى؟ في مواجهة اقصى واعنف واطول حرب اسرائيلية عربية هي الحرب السادسة, على بلد عربي وارادوا ان يأخذوا الموضوع الى الدائرة الضيقة المحدودة جدا, ولكن بعون الله تعالى، والفضل هنا يعود للسادة العلماء المسلمين السنة الكبار في لبنان وعلى امتداد العالم العربي والاسلامي وقادة الحركات الاسلامية والمفكرين والقادة السياسيين من المسلمين والمسيحيين الذين وقفوا في وجه هذه الفتنة واكدوا البعد الوطني والعربي والقومي والانساني والاسلامي لهذه المعركة ولهذه المواجهة واستطعنا بفضل هذه العقول الحكيمة وهذه الحناجر الشجاعة والمخلصة ان نسقط هذه الفتنة التي ارادها الاميركيون وارادها الصهاينة, وشاهدنا المظاهرات والاعتصامات والمواقف على امتداد العالمين العربي والاسلامي والانشطة التي قام بها مسلمون ومسيحيون وشيعة وسنة ودروز ومختلف اتباع المذاهب الاسلامية في نصرة المقاومة, هنا يجب ان احدد كيف اتوجه بالشكر الى كل العقول والاقلام والحناجر التي تصدت لمحاولة الفتنة ولمحاولة محاصرة المقاومة خدمة للعدو الصهيوني والمشروع الاميركي في المنطقة. ونحن في الحقيقة لم نكن نتوقع من شعوب العالم العربي والاسلامي اكثر من هذا التعاطف والدعم المعنوي والسياسي والنفسي، فنحن واقعيون ونعرف ظروف الجميع ولم نكن نطالبهم بأكثر من هذا، ونعتز ايتها الشعوب العربية والاسلامية وكل احرار العالم ايها المسلمون والمسيحيون الذين وقفتم الى جانبنا, نعتز بمساندتكم المعنوية، نعتز بمحبتكم ودعائكم. وحتى بعد الانتصار ارادوا ان يحاصروا هذا النصر وان يعطلوا مفاعيله في لبنان وفي العالمين العربي والاسلامي, لان المقاومة هزمت اسرائيل وحطمت اسطورتها، هي اطول واعنف حرب اسرائيلية, لان المقاومة احيت الامة من جديد وبعثت فيها روح الامل والثقة والحماسة, لان المقاومة في لبنان قدمت البديل الجدي لتحرير الارض وللدفاع عن الاوطان بديلا عن المفاوضات المذلة التي تفرض فيها اميركا واسرائيل شروطها على الحكومات وعلى الشعوب, لان المقاومة في لبنان حصلت على مكانة ورمزية عالية لدى شعوب عالمنا العربي والاسلامي والعالم، كان المطلوب ان تحاصر وتعزل مجددا وعاد التركيز على البعد الطائفي وعلى البعد المذهبي وحاولوا ان اعترفوا بالنصر ان يقدموه نصرا لحزب أو نصرا لطائفة, وانا اؤكد لكم كما قلت في 14 آب ألفين وستة هذا نصر للبنان لكل لبنان, هذا نصر للعرب لكل العرب, هذا نصر للمسلمين لكل المسلمين والاحرار في الاعالم, هم يريدون تمزيقنا والاستفراد بنا في الحرب وفي المعركة بلدا بلدا, وشعبا شعبا, وطائفة طائفة, وفصيلا فصيلا, وحزبا حزبا, هذه هي مؤامرتهم عندما نفكك, عندما نتنازع, عندما يقاتل كل واحد منا ويتخلى عنه الاخر سوف ينتصرون وسوف نهزم. اما نحن, قلنا بالحرب نحن نقاتل بالنيابة عن الامة كلها، وحاول البعض ان يفسر كلامي خطأ وانا قلت يعني لو انتصرنا في حرب تموز فهو انتصار للبنان وللامة ولو هزمنا في حرب تموز فهي هزيمة للبنان وللامة, وتصوروا لو هزمت المقاومة في حرب تموز ماذا كان سيكون مصير لبنان؟ هل سينعم بالسلم والاستقرار ام سيدفع الى الحرب الاهلية؟ هل سيتحول الى السيطرة الاميركية الاسرائيلية المطلقة؟ ماذا سيكون مصير القضية الفلسطينية؟ والشعب الفلسطيني؟ ماذا سيكون مصير سوريا والعراق وحتى الاردن التي ستتحول الى دولة بديلة؟ وحتى السعودية التي ستمزق في إطار الشرق الاوسط الجديد؟ وحتى مصر؟ وحتى وحتى... الشرق الاوسط الجديد الذي اعلنوه في بداية الحرب، لو نجح، ماذا كان مصير المنطقة اليوم؟ لكان النموذج العراقي، التقاتل، التناحر، التمذهب، هو المسيطر في بلدان المنطقة للاسف الشديد. نحن اجهضنا واياكم هذا الشرق الاوسط الجديد ولكنهم سيستولدونه من جديد وهذه هي النقطة التي اريد ان اختم بها مع العالم العربي والاسلامي في ندائي لانتقل الى الشعب اللبناني.

ايها العرب والمسلمون ايها اللبنانيون: اساسا الشرق الاوسط هو مشروع قديم يعود الى بدايات القرن الماضي, واستمعوا الى هذا النص حتى تتأكد هذه المقولة, كتب تيودور هرتزل مؤسس الصهيونية العالمية عام 1897 في يومياته: يجب قيام كومونولث شرق اوسطي، يعني من اواخر 1800 هناك حديث عن شرق اوسط, ليس هناك عالم عربي وليس هناك عالم اسلامي, يكون لدولة اليهود, شأن قيادي فاعل ودور اقتصادي قائد ويكون المركز لجلب الاستثمارات والبحث العلمي والخبرة الفنية, وصدر في عام 1907 في لندن في تقرير كامبل بناومان وزير المستعمرات الانكليزية انذاك, الذي قدمه في مؤتمر عقدته مجموعة من علماء التاريخ والسياسة والاقتصاد بمشاركة عدد من السياسيين الأوروبيين وتناول الوضع في المنطقة العربية جاء فيه: انظروا الى هذا النص هذه التوصية التي عملت عليها بريطانيا والدول الغربية وورثتها أميركا وتجددها مع كل مرحلة, يكمن الخطر على الغرب في البحر المتوسط لكونه همزة الوصل بين الشرق والغرب ويعيش في شواطئه الجنوبية والشرقية شعب واحد تتوافر له وحدة التاريخ واللغة يعني اللغة العربية والجغرافيا وكل مقومات التجمع والترابط وذلك فضلا عن نزعاته الثورية، يعني ليس شعبا خامدا او ذليلا, وثرواته الطبيعية الكبيرة. ويتساءل التقرير عن مصير المنطقة اذا انتشر فيها التعليم والثقافة, ولذلك تلاحظون على مدى العقود الماضية التخطيط المفروض حتى على الحكام عندنا الا ينتشر التعليم، والا تنتشر الثقافة، وان تبقى هناك غالبية امية جاهلة غير قادرة على التعلم والتطور، ويجيب بأنه اذا حدث ذلك, أي اذا انتشر التعليم, فسوف تحل الضربة القاضية بالإمبراطوريات القائمة. ووضع المؤتمر الاستعماري المذكور المخططات والوسائل الكفيلة لاضعاف هذه المنطقة وشعوبها وتسهيل السيطرة عليها وعلى شطآنها واحتواء ارادة شعوبها وطاقاتها وثرواتها ومنع تطورها وتقدمها ووحدتها.

وحدد وسيلتين اساسيتين: الاولى وهذا مهم جدا, اقامة حاجز بشري غريب كي لا يصبح من تركيبة هذه الامة، وقوي حتى يستطيع ان يحقق الهدف بفصل بلدان المشرق عن بلدان المغرب العربي, واقامة قوة قريبة من قناة السويس عدوة لشعوب المنطقة وصديقة للغرب، إذا الأول إقامة دولة اسرائيل قوية في هذا الموقع ليس لأن فلسطين أرض ميعاد بل لأن فلسطين هي الحاجز الطبيعي بين المغرب والمشرق والتي تطل على الشطآن وعلى قناة السويس وعلى منابع النفط.

وثانيا: وهنا سخر الدين والمشاعر الدينية والآمال الدينية لخدمة المشروع الاستعماري, العمل على تجزئة العالم العربي الى دول وكيانات متعددة وهذا الذي حصل حتى الان. في كل مرحلة يأتون الى شرق اوسط جديد تسقطه ارادة الامة والحركات المقاومة والشعوب الواعية، ثم يمضي زمان ثم يعودون الى الشرق الاوسط الجديد.

اليوم نحن اسقطنا هذه الولادة، ولكن هذا لا يعني ان الاميركيين ورثة الاستعمار القديم لن يعاودوا الكرة ليمزقوا عالمنا, ليمزقوا ما هو ممزق ويقسموا ما هو مقسم ولكن هذه المرة ليس على اسس جغرافية وانما على اسس طائفية ومذهبية وعرقية لتكون دول متناحرة متقاتلة تحكمها اسرائيل القوة الجبارة وتشكل فيها اميركا الضامن الوحيد للحريات والأقليات العرقية والدينية في المنطقة، وهذا بحاجة إلى وعينا جميعا وبحاجة بألا نخطىء في تشخيص الموقف ولا في تشخيص العدو ولا في تشخيص الصديق ولا في تحديد الأولويات، حيث يحاول بعض العملاء وبعض السفهاء وبعض الحمقى حيث يخدمون المخططين الاصليين الذين يريدون ان يمزقوا هذه الامة وان يمزقوا هذه المنطقة وان يمزقوا هذه الشعوب لمصلحة هذا المشروع.

وهذا يتطلب ان نبقى سويا, سويا في هذه المعركة في كل الساحات نتضامن نتعاضد لا نقبل ان يفرق بيننا لا اساس ديني كمسلمين ومسيحيين في المنطقة ولا على اساس مذهبي وطائفي ولا اساس عرقي, نحن شعوب هذه المنطقة, نحن اصحابها, نحن اهلها الحقيقيون وحقنا الطبيعي والشرعي والقانوني ان نعيش فيها بحرية وسيادة وننعم بثرواتها الطبيعية بعيدا عن أي نهب او سيطرة او تسلط.

 

انتقل الى العنوان الثاني, الى شعب لبنان أيضا الأبي والوفي في هذه المعركة, والذي كان من مفاجآت حرب تموز ألفين وستة، هذا الشعب اللبناني, بالرغم من الانقسامات الحادة التي كانت قائمة ولا زالت قائمة وليست جديدة, بالرغم من الاجواء السياسية والاعلامية العاصفة التي حصلت في بداية الحرب واستمرت اثناء الحرب وبعد الحرب, ماذا فعل الصهاينة هنا؟ ركزوا حملتهم, كما قلت, ارادوا ان يقولوا ان المشكلة هي مع بيئة المقاومة مباشرة, يعني مع الشيعة في لبنان فهاجموا المدن والقرى والاسواق والاماكن كلها وقاموا بتهجير ما يزيد عن مليون انسان, هؤلاء عندما يهجرون في لبنان والى سوريا باعتبارها البلد الوحيد المجاور لنا, في ظل الانقسامات القائمة والحساسيات القائمة سوف يصطدمون مع بقية اللبنانيين, الاسرائيلي والاميركي كان يتوقع بأن الحساسيات الموجودة في لبنان سوف تمنع بقية اللبنانيين من احتضان النازحين, وسوف تدفع بالنازحين الى ارتكاب الاخطاء وسوف تقع الحرب الاهلية التي كانوا يراهنون عليها وما زالوا يراهنون عليها, ولكن ما الذي حصل؟ ان بقية الطوائف والتيارات اللبنانية استقبلت النازحين بمعزل عن الموقف السياسي لأحزابها وقياداتها وتياراتها, تصرف اللبنانيون جميعا نعم هناك حالات استثنائية لا تعد ولا تذكر, تصرفوا في بيروت العاصمة في جبل لبنان في الشمال في بقية البقاع في بقية الجنوب, تصرفوا بإنسانية بأخلاقية وطنية بروح عالية، وكذلك سوريا عندما احتضن السوريون النازحين ولم يميزوا ولم يتأثروا لا بالاجواء التي كانت قائمة في لبنان ولا بالحسابات المذهبية والطائفية التي كانت تثار, والنازحون ايضا تصرفوا بمسؤولية باستثناء حالات لا تعد ولا تذكر, تصرفوا بمسؤولية وطنية كبيرة جدا، وهنا كان الاحتضان وكانت المفاجأة، اميركا واسرائيل تنتظر ان تشتعل المدن والقرى التي ذهب اليها النازحون فإذا بها تواجه بأن اللبنانيين يقبلون على بعض, بحب باخلاص بصدق, وهنا من كل قلبي اتوجه الى كل اللبنانيين لكل الطوائف لكل التيارات, لكل المؤسسات والجمعيات وكذلك للاخوة في سوريا قيادة وشعبا لكل الذين احتضنوا النازحين خلال 34 يوما، اقول لهم ان هذا الاحتضان فاجأ عدونا وعدوكم وشكل عنصر قوة كبير للمقاومة، لمقاتلي وجمهور المقاومة، مما ادى الى صنع النصر, حتى بعد الانتصار هذه الملحمة الاخلاقية والانسانية التي عبر عنها اللبنانيون في الشأن الاجتماعي والداخلي حاولوا بعد الحرب ان يحاصروا هذا النصر وان يعطلوا مفاعيله وآثاره على المستوى الداخلي ولا اريد ان ادخل الى جوانب هذا الموضوع ولكن الى جانب واحد وهو انه بعد النصر وقفنا وقلنا هذا نصر لبنان وشعب لبنان وكل لبنان، جاؤوا ليلعبوا لعبة تخويف الطوائف من بعضها البعض وللاسف ان بعض الزعماء في لبنان لا يجد، لا يملك مشروعا سياسيا ولا طرحا عقائديا ايديولوجيا ولا فكرا حضاريا ليشكل عصا ليستوعب من خلاله مجموعة كبيرة من الناس فيعمل على طائفته ويثير فيها مشاعر الخوف من الطوائف الاخرى ليكرس زعامته عليها. هذا يحصل في لبنان وفي كل الطوائف اللبنانية، هناك من ليس له مشروع سياسي ولا خطاب سياسي ولا ادبيات سياسية في داخل طائفته الا تخويف ابناء طائفته من الطوائف الاخرى. والان وبالتحديد وبسبب هذه الموضة، التخويف من الطائفة الشيعية في لبنان, ومن تحالف امل - حزب الله بالتحديد ومن سلاح المقاومة وما شاكل, اشتغلوا على هذا وما زالوا يشتغلون, وبكل صراحة اليوم يمكننا ان نجد بوضوح ان هناك خطان قياديان في الساحة اللبنانية, هنا لا اتكلم عن الموالاة والمعارضة, خطان قياديان في الساحة اللبنانية, خط تصالحي وفاقي وحدوي يدعو الى مد الجسور، يدعو الى تعميم التفاهمات، يدعو الى تلاقي اللبنانيين، يدعو الى التوصل الى تسوية داخلية والى تسويات داخلية في كل القضايا التي نختلف عليها كلبنانيين, وهناك خط آخر خط تصادمي الغائي تخويفي يستقوي بالاميركي وبالمجتمع الدولي ويعتبر الشراكة الوطنية انتحارا ويعتبر التسوية الداخلية خيانة تستحق الاعدام, هذا هو الواقع اليوم القائم في لبنان, طبعا نحن ندعو الى التفاهم الى مد لجسور الى التلاقي الى التسوية الداخلية, لاحظوا ما هو الفارق ان تقيم تسوية مع العدو، البعض يقول فليبق الاسرى في السجون, قالوا هذا, ولتبق مزارع شبعا وتلال كفرشوبا حيث هي وقد قالوا هذا فلنعقد تسوية مع الاسرائيلي، التسوية مع الاسرائيلي على حساب ارضنا المحتلة واسرانا في السجون وسيادتنا ومستقبلنا ليست خيانة, اما التسوية بين اللبنانيين ليتلاقوا ويتفاهموا ويتعاونو ويبنوا بلدهم هي الخيانة التي تستحق الاعدام, وللاسف الشديد هذا نتيجة هذا المنهج التخويفي يضعنا البعض دائما في موقع المتهم الذي يجب ان يدافع نفسه ويطالبنا دائما بتطمين اللبنانيين وتطمين لبنان, يعني كل يوم بكل خطاب انا يجب ان اقف واقول عن العيش المشترك والسلم الاهلي واتفاق

الطائف ووحدة اللبنانيين وانه ليس عندنا اهداف ولا نوايا ولا نريد سلطة ولا نريد مثالثة وو...في الحقيقة اذا كان احد يريد تطمينات من عام الفين وأؤكد هذا المعنى ما جرى معنا في الفين وستة وسبقه القرار 1559 وجاءت بعده الحرب واتت بعده التهديدات والتهويلات هي المقاومة وجمهور المقاومة هي التي يجب ان تقدم لها التطمينات لانها هي المستهدفة بالقتل والمستهدفة بالاغتيال وبالتهجير الجماعي وبالتغيير الديمغرافي...

نحن مللنا من هذا الخطاب، ماذا نقول هل نقدم المزيد من الطمأنة ؟ لقد قدمنا كل ما نستطيع، نوايانا معلنة وسلوكنا واضح، لا يسعني اليوم على مقربة من ولادة الإمام الحسين (ع) إلا أن أقول كلمة الحسين (ع) " فمن قبلنا بقبول الحق" هذا هو الحق الصراح الذي نعلنه، هذه نوايانا، هذا هو سلوكنا، "فمن قبلنا بقبول الحق فالله أولى بالحق ومن رد علينا نصبر حتى يحكم الله بيننا وبين قومنا" يعني ماذا نستطيع أن نفعل أكثر من ذلك ؟! في كل الأحوال هذا المنحى هو خطر على لبنان، والأميركي يعمل بقوة على منحى التخويف والتجزيء والتقطيع وإثارة الشكوك والشبهات بين الطوائف والقوى اللبنانية، ويقدم نفسه حافظا وحاميا كما يجري في العراق، ولكن أيها اللبنانيون، ألا نتعظ من العراق؟ هل استطاعت أميركا في العراق أن تشكل حاميا للمسيحيين ؟ وأين المسيحيون في العراق اليوم؟ هل استطاعت أن تشكل حاميا للشيعة أو للسنة، وأين هم الشيعة والسنة اليوم؟ هل استطاعت أن تشكل حاميا للتركمان أو للأكراد؟ هذه هي العبرة. هل نعود إلى أنفسنا أم نصغي إلى هؤلاء الذين يتدخلون في كل ليل ونهار ليعطلوا أي تسوية داخلية. نعم نحن مجددا نؤيد تسوية داخلية ومدخلها حكومة الشراكة بعيدا عن كل التفسيرات الخاطئة والظالمة التي يطلقها البعض على صعيد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية. اليوم هناك مساع جديدة وفاقية توفيقية سيقوم بها دولة الرئيس الأخ الأستاذ نبيه بري للخروج من الأزمة. نحن نؤكد تعاوننا وتأييدنا وتجاوبنا مع كل المبادرات المطروحة، ولكن من يعلن أن المشاركة انتحار، من يعلن أن التسوية خيانة، هو يقول للبنانيين وللعالم بوضوح، من يقفل الأبواب مش نحنا - من يعطل التسويات والمبادرات ويصر على عدم تشكيل حكومة وحدة وطنية وعلى إجراء انتخابات بدون نصاب قانوني ليأتي برئيس وبعده بحكومة مفروضة على اللبنانيين، إلى أين يمكن أن يدفع هذا الوضع بلبنان؟!

 

اللبنانيون هنا في السياسة مدعوون إلى موقف إنساني وأخلاقي كموقفهم الاجتماعي الحاضن في أيام الحرب، ليس لانقاذ النازحين وإنما لانقاذ الوطن وشعب لبنان كله.

ثالثا: آتي إلى جمهور المقاومة وشعب المقاومة لأقول هنا كان الاستهداف الأخطر والأقسى والأعنف والأشد ألما، هنا كان رهان الأميركيين والإسرائيليين وأيضا دراساتهم ومعلوماتهم الخاطئة، راهنوا أنه إذا أتينا إلى لبنان وحيدنا بقية الطوائف اللبنانية، ركزنا على الشيعة في لبنان، دمرنا مدنهم، قراهم، أسواقهم، مجمع مراكزهم الدينية، مدارسهم، مؤسساتهم، طبعا القصف طاول الجميع، ولكن الأولوية والتركيز كان هنا وبوضوح، وقتلنا نساءهم وأطفالهم، يعني التدمير كان متعمدا، قتل النساء والأطفال كان متعمدا، قصف الأسواق والمؤسسات التجارية كان متعمدا. كان المطلوب تدمير البنية الانسانية والاجتماعية والاقتصادية للبيئة التي تحفظ المقاومة أو تنتج المقاومة، هذا الذي كان مقصودا، ولذلك نجد، مثلا في الضاحية الجنوبية أحياء بكاملها دمرت! هل كانت تطلع الصواريخ من الضاحية!؟ لم يكن يطلع شيئا من الضاحية. كثير من هذه الأبنية لم يكن فيها مراكز ل"حزب الله" ولكنها دمرت. مدن وقرى بكاملها دمرت في الجنوب، أعداد كبيرة من المنازل هدمت في البقاع والشمال وغيره. لماذا كل هذا؟ من أجل أولا معاقبة هذا الجمهور، وبالتالي القول للشعب اللبناني وكل شعوب العالم العربي، من يدعم المقاومة من ينتج مقاومة من يحتضن مقاومة هذا هو عقابه وهذا هو جزاءه. وثانيا لتأليب هذا الجمهور على المقاومة ليخرج في مظاهرات يشتمها، يبخس من رهانها يشكك بخطها وقيادتها ويطالبها بالاستسلام وبالخضوع وبتسليم السلاح وبالقول لها كفى، لم نعد نتحمل، كفانا هدم بيوت، كفانا قتل نساء وأطفال، لقد قدمنا ما لا نطيق وكفى. وإذا تلاحظون، الكثير من وسائل الإعلام المحلية وللأسف العربية والعالمية والكثير من الخطاب السياسي حاول أن يركز على هذا الجانب، صحيح أن التضحيات والخسائر كانت كبيرة، ولكن عملوا على تضخيمها، ضربها باثنين وثلاثة لمزيد من المس بإرادة ووعي وإيمان وعزيمة والتفاف هذا الجمهور. هذا الذي حصل، ولكن هنا كانت كبرى المفاجآت، كيف تعاطى جمهور المقاومة مع هذا الجزء الأعنف والأقسى والأشد ألما في هذه الحرب. كيف تعاطى أهل الضاحية والجنوب والبقاع وبقية المناطق. أنا وأنتم لا ننسى صور النساء اللاتي بقين في القرى الأمامية يحملن السكاكين ويجهزن الزيت المغلي لقتال جنود الاحتلال. هذا هو شعبنا، هذا هو جمهورنا. كيف تصرف النازحون، كيف عبروا عن ثقتهم وأملهم ومحبتهم، وعجز العالم كله عن أن يأخذ مشهدا خاطئا من النازحين بالرغم من ظروف العيش القاسية. كيف تصرف عوائل الشهداء والجرحى ومن دمرت بيوتهم وأرزاقهم، وكانوا يقولون "فدا المقاومة" نعم ، نحن الشرقيون نحاول أن نركز على الرمز والبعض عاب علينا ذلك عندما كانوا يقولون "فدا السيد حسن" هذا تعبير عاطفي ووجداني ليس له أساس في ثقافتنا. انتم لستم فداء لشخص بل أنتم تعرفون وعوائل الشهداء والجرحى والأسرى ومن دمرت بيوتهم أن السيد حسن وروحه ونفسه وأولاده فداء لكم.

ثم كان الموقف المدهش الذي لا سابقة له في تاريخ الحروب، أنا خلال أسبوعين بحثت كثيرا ولم أجد في سابقة أنه في شعب أو فئة شعبية دمرت بيوتها وهجرت وقتلت وارتكبت فيها المجازر ونشرت القنابل العنقودية في حقولها ومزارعها وتسمع أنه لا يوجد وقف إطلاق نار وإنما وقف أعمال عدائية الساعة الثامنة، الساعة الثامنة يبرم الدولاب، ويعود مئات الآلاف من النازحين إلى الضاحية والجنوب والبقاع وكل القرى والبلدات في لبنان.

هنا كان النصر الحقيقي وخاتمة النصر الحقيقي، عندما استعد النازحون للعودة، قيل لهم إلى أين تعودون، إلى بيوتكم، لا بيوت لكم تسكنونها. فقالوا نعود إلى قرانا وننصب الخيام ونسكن في الخيام ولا نبقى نازحين. قيل لهم القنابل العنقودية أكثر من مليون قنبلة عنقودية نشرت في حقولكم وبيوتكم ومزارعكم والطرقات ستقتل أطفالكم، سوف تنفجر بكم، قالوا نعود إلى قرانا وبلداتنا ونموت تحت شجرة الزيتون وقرب شجرة التبغ ولا نبقى نازحين. قيل لكم إلى أين تعودون والحرب لم تنته ولم يعلن وقف لإطلاق النار بعد، قلتم كلمة الواثق نحن هزمناهم ولن يجرأوا على فعل شيء.

وعدتم كما كان وعدكم وكما كانت ثقتكم وكما كان أملكم. عدتم إلى الديار مرفوعي الرؤوس دون منة من أحد بفضل من الله سبحانه وتعالى ودماء شهدائكم. وشاهد العالم كله مئات الآلاف يعودون في يوم واحد، البسمة على وجوههم يخفون دمعتهم وألمهم، ويعلنون أملهم ويفتخرون ويعتزون بنصرهم.

أيها الأخوة، أيها اللبنانيون، أيها العالم، بعد هذا المشهد الأسطوري الملاحمي الذي لا نظير له في التاريخ، ألا يستحق هؤلاء الناس أن يقال لهم يا أشرف الناس وأطهر الناس وأكرم الناس.

إن هذا الموقف من جمهور المقاومة ومن شعب المقاومة ليس طارئا وإنما هو موقف عميق ومتجذر يعود الفضل فيه لعلمائنا الكبار في ثقافتهم وفكرهم ووحدة الموقف، ويعود فيه الفضل أيضا لهذا التحالف أيضا التاريخي والاستراتيجي بين حركة أمل وحزب الله في لبنان، وهذا الوعي وهذا الرشد هو حصيلة التجربة والمعاناة. اليوم جمهور المقاومة بما يمتلك وبما يحتضن من ثقافة وحكمة ووعي، وبالاستناد إلى احتضان اللبنانيين وتفاهمه معهم والمحبة المتبادلة والجسور التي تشاد، يشكل هذه الركيزة للنصر وهذه الركيزة للصمود.

أحد كبار الخبراء الصهاينة يتحدث ويقول ما هو السؤال الحقيقي المطروح اليوم أمام إسرائيل؟ لم يعد السؤال أن إسرائيل خسرت قدرتها على الردع أو أن إسرائيل عجزت عن تحطيم معنويات الخصم، هذا انتهى، بل يقول هذا الخبير، "بل إذا كان هذا الخصم يتمتع بمعنويات هي الأعلى منذ قيام إسرائيل حتى الآن " السؤال: فهل يمكن لإسرائيل بالفعل أن تشن أي حرب من جديد؟!. إذا هو ينظر إلى معنوياتكم التي لم يمس بها. نعم هذه هي القاعدة الشعبية المؤمنة القوية المضحية الواعية الرشيدة التي تستند إليها المقاومة، كانت وما زالت تستند إليها في جميع تحدياتها، ولذلك كما كنت أقول في الأيام الأولى من حرب تموز، بالتوكل على الله وبمعرفتي بكم وبهذا الشعب وبهؤلاء المقاومين وبهذا العدو، كما كنت أعدكم بالنصر دائما أعدكم بالنصر مجددا.

 

في الرابع عشر من آب وعدتكم بالعودة العزيزة. هنا أفتح ملف الإعمار والتعويضات والمساعدات لأقدم لكم أنتم التقرير ماذا فعلنا خلال سنة باختصار. طبعا هناك دول وحكومات وجهات بذلت جهودا كبيرة، أنا أشكرها على ذلك. الحكومة اللبنانية قبل أن تفقد الميثاقية وبعد أن فقدت الميثاقية فعلت شيئا لكننا كلنا نعبر عن التباطؤ والانزعاج من هذا التباطؤ، أنا لا أريد أن أتعرض لهذا الجانب وإنما أريد أن أقدم تقريري أنا: نحن منذ 14 آب حاولنا أن نكون بخدمة النازحين وأصحاب البيوت المدمرة والمتضررة وأصحاب المؤسسات عموما، وما قدمناه وسأذكره الآن لا ينطبق عليه تعويض وإنما مساهمات ومساعدات لبلسمة الجراح. التعويض يجب أن تدفعه الدولة، والدولة حصلت على ما يقارب المليار دولار من أجل مساعدة الذين تضرروا من آثار الحرب، وهذا المليار دولار بالحد الأدنى هو حق الناس ويجب أن يؤدى إليهم حقهم. ما قمنا به نحن، هو مال يدفعه أخ لأخيه بعيدا عن المسؤوليات القانونية أو الرسمية، ولذلك لا يعفي الدولة من تقديم التعويضات في نفس هذه المجالات:

أولا، بدأنا بموضوع ما سمي "ملف الإيواء" يعني تأمين إيجار سنوي وتأمين أثاث منزل حتى لا يبقى أحد في الشارع، والحمد لله من إنجاز هذا الملف انه لم يبق أحد في الشارع، كانوا يريدون لأكثر من 25 ألف عائلة بالحد الأدنى أن تبقى في الشوارع، ولكن بجهد وتعاون مع أصدقائنا وحلفائنا في القوى السياسية والوطنية في مختلف المناطق والجمعيات استطعنا أن ننجز هذا الملف بفترة سريعة ووجيزة حيث تم تأمين 28 ألف و300 حالة بما قيمته 133 مليون و500 ألف دولار.

العنوان الثاني، ترميم البيوت المتضررة، غير البيوت المهدمة، البيوت المتضررة التي كان من المفترض أن ترمم، باستثناء البلدات الأربع التي تبنتها دولة قطر مشكورة، بقيت القرى والبلدات والمناطق تم الدفع ل 113 و820 وحدة سكنية بما قيمته حتى الآن 190 مليون و700 ألف دولار. طبعا، ملف الترميم لم يكتمل حتى الآن، يعني هناك أبنية حسم أنها لن تهدم وبالتالي تدخل في الترميم . هناك بعض الحالات، هناك الأقسام المشتركة في الضاحية ما زال العمل جار عليها.

ثالثا، مساعدة المؤسسات الاقتصادية والتجارية، هذا النوع من المساعدات الذي سأتحدث عنه الآن هو في الحقيقة مساهمة وليس تعويضا، وثانيا ملحوظ به النسبة المئوية، أي نحن أعطينا الأولوية للبيوت للعودة إلى السكن، وما قدمناه هو مساهمة ومساعدة للأضرار المباشرة وليس المباشرة، وأيضا هذا الملف لن يغلق، نحن ما زلنا نسعى لتأمين بلاغ لتحسين بعض هذه المساهمات.

في المؤسسات الاقتصادية والتجارية 12 ألف و500 حالة بما قيمته 30 مليون دولار.

مساعدة الأضرار الزراعية المباشرة 1300 بما قيمته مليوني دولار.

مساعدة الأضرار الحيوانية المباشرة، ألفي حالة، بما قيمته 3 مليون دولار.

مساعدة للآليات العمومية التي هي مصدر رزق، سيارة عمومية، جرافة 2300 حالة بما قيمته أربع مليون دولار.

دعم القرى المنكوبة التي كانت أوضاعها جدا قاسية 3 مليون دولار.

في مشروع وعد في الضاحية الجنوبية، من أجل الانطلاق وعدم انتظار أحد على أمل أن يواكبونا بعدها، تم دفع 14 مليون دولار حتى الآن.

دعم صيادي الأسماك 3500 حالة 700000 دولار.

مجموع ما أنفق حتى الآن، 380900000 دولار، "هلق البعض بيزعلوا" عندما أقول: حلال وشرعي وبدون شروط سياسية.

 

يوجد نقطتين أريد أن أؤكد عليهما قبل أن انتقل إلى المقطع الأخير:

النقطة الأولى، باعتبار أن موضوع البيوت المهدمة لم يعالج وحصل تأخير، وباعتبار أن الدولة لديها مال وأخذت مالا وهذا المال لإعادة البيوت المهدمة، نحن التزمنا بدفع الفارق. وحتى في الضاحية الجنوبية أنا كنت واضحا عندما قلت نحن والناس بالمال الذي سوف يأخذونه تعويضات من الدولة سنعمر الضاحية الجنوبية، لم أقل نحن لوحدنا من مالنا سنعمر الضاحية الجنوبية، وبالتالي التباطؤ في دفع تعويضات البيوت المهدمة، أدى إلى تأخير إعمار البيوت المهدمة في كل المناطق، باعتبار أن هذه العائلات ليس لها بيوت ترجع إليها، أنا أعلن أمامكم أننا إن شاء الله سوف أيضا نجدد مساهمتنا لكل العائلات التي استأجرت بيوتا أن نقدم مساهمة إيجار البيت من الشهر إلى السنة على أمل أن تنجز إعمار كل البيوت المهدمة خلال هذه السنة ولا نحتاج إلى تكرار ذلك لاحقا. لكن أريد أن أؤكد أن هذه المساهمة هي المستأجر الفعلي حتى لا تحصل إشكالات أو التباسات، حتى إذا كان هناك بعض المال لا زال موجدا نصرفه على إعمار البيوت المهدمة. المستأجر الفعلي الذي يدفع إيجارا وإذا كان لا زال أمامه شهر أو اثنين أو ثلاثة أو سنة نحن ملتزمون بأن نقدم إن شاء الله مساهمة إيجار المنزل من شهر إلى سنة حتى لا يذهب أحد إلى الشارع ولا يتحمل أحد التبعات المالية لعدم بناء البيوت المهدمة حتى الآن.

هنا يجب أن أذكر سعيا لإخوانكم المقاومين والمجاهدين في المقاومة الذين عملوا منذ الأيام الأولى في فك وتفجير القنابل العنقودية وخصوصا في القرى المؤهلة، وتمكنوا خلال أشهر قليلة من تفجير وتفكيك 40 ألف قنبلة عنقودية وقدموا في هذا السبيل خمسة شهداء أعزاء من مجاهدي المقاومة الإسلامية.

 

أصل إلى المقطع الأخير، وإلى الموقف الذي علينا أن نتعاطى معه بمسؤولية، منذ انتهاء الحرب، هناك من يتحدث هل هذه هي الحروب الإسرائيلية على لبنان؟ هل سننعم بالسلام والأمن ولن نواجه حربا جديدة؟ البعض كان يقول ذلك، ويقدم قراءته الاستراتيجية والسياسية والأمنية والعسكرية والنفسية وإلى آخره. والبعض كان يقول لا، إسرائيل لن تسكت على هزيمتها، سوف تعمل على إستعادة هيبتها وقدرة الردع ومكانتها في المنطقة لأنها إن لم تفعل ذلك فهي تضع نفسها على طريق الزوال، ويقدم أيضا قراءة استراتيجية وسياسية وأمنية وعسكرية على هذا الصعيد. أنا لا أريد أن أدخل في هذا النقاش لأقول نعم أو لا، ولكن أريد أن أتحدث عن مسؤولية وأذكر بأمرين: الأمر الأول، أن في جوارنا عدوا طبيعته العدوان ولديه أطماع تاريخية بأرضنا ومياهنا وخيراتنا، ومشروعه قائم على منطق القوة والاستئساد وسبع الآخرين، يعني أكل رؤوس الناس، الآن رأسه هو مأكول. هذا هو عدو هذه هي طبيعته.

الأمر الثاني، نحن لا نستطيع أن نركن إلى التحليل ونقول لن تكون هناك حرب وبالتالي ننام على حرير. لا أقول ستكون هناك حرب، إن شاء الله لا تكون هناك حرب، نحن كما قلت في الخطابات السابقة لا نريد الحرب ولم نرد حتى حرب تموز، هم أرادوا هذه الحرب ووضعوا لها أهدافا على مستوى الشرق الأوسط كله، وهم الذين دفعوا الأمور إلى هذا الاتجاه. في كل الأحوال واجبنا الاحتياط، إن لم تكن هناك حرب فالحمد لله، كفى الله المؤمنين القتال، وإن لا سمح الله كان لبنان أمام تحد جديد كنا قادرين على مواجهة هذا التحدي، بل أقول لكم إن التهيؤ للحرب والاستعداد للحرب، هو أهم وسيلة من وسائل منع الحرب، منع وقوعها وحصولها، هذا ما يسمى بتوازن الرعب والردع. من عام 2000 إلى عام 2006 الذي حمى لبنان وجنوب لبنان هو هذا التوازن، لأن باراك وشارون كانوا ملتزمين في هذا التوازن. أولمرت لأنه غبي من جهة ولأنه من جهة ثانية يقوم بتنفيذ قرار أميركي وليس هو الذي يأخذ القرار ذهب إلى الحرب، لأن الموضوع يتجاوز مسألة لبنان وجنوب لبنان إلى بناء شرق أوسط جديد إلى ترتيب جديد للمنطقة.

إذا عندما يفهم عدونا ونفهمه أن لدينا القوة على المواجهة وعلى الصمود بل لدينا القوة على الانتصار، هذا سيمنعه ويردعه من القيام بحرب جديدة، بل سيجعله في الحد الأدنى يتردد كثيرا كثيرا قبل أن يقدم على حرب من هذا النوع، ولذلك عندما تحدثت في مقابلة صحافية في بداية هذه الأيام عن ان المقاومة تمتلك صواريخ تطال كل نقطة في فلسطين المحتلة، أنا لم أكن استدرج حربا وإنما كنت أعمل لأمنع وقوع حرب، لأنني أقول للاسرائيلي لحكومته لجيشه ولشعبه، إن عليك أن تفهم أن أي حرب مقبلة على لبنان ستكون أثمانها باهظة جدا، نحن أيضا تعلمنا من تجربة حرب تموز وعملنا التقييم المطلوب واكتشفنا نقاط القوة ونقاط الضعف عندنا ونقاط القوة ونقاط الضعف عند العدو وعملنا عليها، وبالتالي في الحرب المقبلة، عليه أن يعرف أنه سيدفع ثمنا باهظا، أنا أقول له ذلك حتى لا يفكر بالحرب. البعض يقول أنت تمارس حربا نفسية، صحيح، وهذا جزء من المعركة. ولكن أنا أمارس حرب نفسية صادقة، أنا أتحدث عن وقائع وليس عن أكاذيب، أنا أتحدث عن حقائق، ولذلك عندما كانت الحرب وبدأت وقلت لهم إذا أردتموها حربا مفتوحة فنحن ذاهبون إلى الحرب المفتوحة وأعدكم بالمفاجآت. صحيح هذه كانت حرب نفسية، ولكن حرب نفسية صادقة لم تكن تستند إلى أكاذيب. كانت المفاجأة بالبحر عندما ضربنا سفينتهم مفخرة الصناعة الإسرائيلية ساعر 5، وكانت المفاجأة عندما دمرنا ميركافاالجيل أربعة في الوديان والتلال ومداخل القرى، وكانت المفاجأة عندما أسقط مجاهدونا طائرات الهليكوبتر في الليل والنهار أيضا، وكانت المفاجأة عندما عجزوا عن تدمير صواريخنا وتمكنا من قصف جبهتهم الداخلية لأول مرة في تاريخ إسرائيل 33 يوما دون توقف، وفاجأناهم في منظومة القيادة والسيطرة، وفاجأناهم بشعبنا بجمهور المقاومة أشرف الناس وبشعب لبنان وبشعوب أمتنا العربية والإسلامية وكان الانتصار.

اليوم أريد أن اختم احتفالات هذه الذكرى، وبالمناسبة أود أن أشكر كل الذي شاركونا في إحياء هذه الذكرى وهذا الانتصار.

أريد أن أختم هذا الاحتفال وهذه الاحتفالات أيضا بوعد واضح، افهموه حربا نفسية، ولكن الحرب النفسية الصادقة، إذا فكرتم بأن تعتدوا على لبنان، وأنا لا أنصحكم بذلك، إن فكرتم أيها الصهاينة أن تشنوا حربا على لبنان فأنا لن أعدكم بمفاجآت كتلك التي حصلت، وإنما أعدكم بالمفاجأة الكبرى التي يمكن أن تغير مصير الحرب ومصير المنطقة إن شاء الله.

أنا بهذا الالتزام أرتب مسؤولية كبيرة علي وعلى المقاومة، وهذا الالتزام هو التزام فعلي، الآن أنا لا أتحدث عن شيء يرتبط بالمستقبل، وعليهم هم أن يحللوا، لن أقول لكم ولن أقول لهم، لأني لو قلت ما هو هذا الشيء لن تبقى مفاجأة. أنا أحمل مع المقاومة هذا الالتزام من أجل حماية لبنان وشعب لبنان وإذا حصلت الحرب، لا سمح الله، والتي أعود وأقول لا نريدها، لا نريدها، يجب أن نكون جاهزين لها، في المقاومة في الجيش في الشعب في الدولة، أمس سمعنا جميعا قائد الجيش اللبناني يقول أن كل ما قدم حتى الآن للجيش اللبناني هو وعود وكلام وبعض الذخائر التي دفع ثمنها، أنا أقول دفع ثمنها من أموال لبنانيين. ممنوع تسليح الجيش اللبناني قبل أن يشطب من عقيدته الوطنية أن إسرائيل عدو. أميركا لم تعط ولم تسمح لأحد أن يعطي الجيش اللبناني ما يمكنه من الدفاع عن لبنان، ولكن المقاومة إلى جانب الجيش اللبناني الوطني، مجاهدوها إلى جانب مقاتليه، شهداؤها إلى جانب شهدائه، عنفوانها إلى جانب عنفوانه ومعهما شعب لبنان سيواجهون هذا التحدي، وإن شاء الله كما انتصرنا في أيار 2000 وفي آب 2006، أحذرهم وأنصحهم هنا في لبنان مقاومة وجيش وشعب وجزء من أمة تأبى الضيم ترفض الذل لا تخاف إلا من الله لا تركع إلا لله، تقاتل مستعدة للتضحية وستنتصر الانتصار التاريخي الحاسم إن شاء الله.

مجددا بالتوكل على الله بمعرفتي بكم وبهذا الشعب وبمجاهدي هذه المقاومة وبهذا العدو الجبان والذليل الذي هو أوهن من بيت العنكبوت، كما وعدتكم بالنصر دائما أعدكم بالنصر مجددا ".