المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الخميس 17/8/2006

لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء.ما جئت لانقض بل لاكمّل.

 

أكدت أن خطابه هو إهدار لدم قادة 14 آذار

 صحف بيروت للأسد: لا أمل لك بالعودة لك إلى لبنان

 بيروت - »السياسة«: انتقدت الصحف اللبنانية بشدة خطاب الرئيس السوري بشار الأسد الذي اتهم فيه قوى لبنانية معارضة لدمشق بالعمل لمصلحة اسرائيل ورأت في ذلك تحريضا على الاغتيالات والفتنة الداخلية ومحاولة لاستثمار صمود حليفه حزب الله في مواجهة اسرائيل. وكتبت صحيفة »المستقبل« التي تملكها عائلة الحريري »لم يتأخر الأسد في استثمار الحرب على لبنان على طريقة امر العمليات الذي يعني اباحة الدم« وذلك في هجومه على قوى 14 آذار التي تجمع الاكثرية النيابية والوزارية. وأعربت عن تخوفها من »بدء سورية وايران (حليفتها) هجوما سياسيا مضادا ينذر بمضاعفات داخلية وإقليمية خطيرة«. ورأت صحيفة »النهار« ان الخطاب في شقه اللبناني تحريضي ويرمي الى افتعال مشكلة بين اللبنانيين« مؤكدة »ان لا عودة لنفوذه (الأسد) في لبنان«. وأشارت الى احتمال طرح المسألة على طاولة مجلس الوزراء وقد تكون موضوع شكوى امام جامعة الدول العربية »كما ان التهديدات ستثار امام رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري«. حتى ان صحيفة »السفير« المقربة تقليديا من القادة السوريين كتبت افتتاحية لناشرها طلال سلمان حملت عنوان »لو ان بشار الأسد ظل اخا اكبر«.

وقالت السفير »كنا نتمنى لو ان الرئيس السوري قد تعالى على المرارات المتخلفة عن التجربة التي فشلت في بناء النموذج للعلاقات بين دولتين متكاملتين واكتفى بأن يهنئ اللبنانيين كل اللبنانيين على النجاح في صد الهجمة الاسرائيلية الهمجية«. وأضافت »نتمنى لو ان الأسد اغتنم لحظة النصر البهي الذي حققته المقاومة المعززة بالتضامن الشعبي وبالتماسك الحكومي فتوجه الى لبنان كله ليفتح صفحة جديدة«. وفي مقارنة بين خطابي الأسد وأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله لفتت الى ان الكلمة التي وجهها نصر الله مساء الاثنين تميزت »بروح التسامح والدعوة الى الوحدة والتحذير من المخاطر«. من ناحيتها ابرزت صحيفة »الشرق الاوسط« هجوم الرئيس السوري على دول عربية ابرزها السعودية ومصر وعنونت في صدر صفحتها الاولى »دمشق وطهران تهاجمان الدول العربية«. وكان الأسد قد انتقد الدول العربية التي اتهمت حزب الله ب¯ »المغامرة« وذلك في رد غير مباشر على مواقف للملكة العربية السعودية والأردن ومصر بشكل خاص. وأشارت »الشرق الاوسط« الى مخاوف الاكثرية النيابية اللبنانية المناهضة لدمشق » من استقواء حزب الله بالموقف السوري للمماطلة في تنفيذ تعهداته بالانسحاب من الجنوب« بما يسمح بانتشار الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية وفق مقتضيات القرار الدولي .1701

 

واشنطن تجمد أموال مسؤولين في المخابرات السورية

 واشنطن - أ.ف.ب: أعلنت وزارة الخزانة الاميركية تجميد أموال اثنين من مسؤولي الاستخبارات السورية في الولايات المتحدة, متهمين بأداء دور في زعزعة الاستقرار في لبنان. وقالت الوزارة في بيان ان اللواء السوري هشام اختيار »ساهم بفاعلية في الدعم الذي توفره الحكومة السورية لمنظمات ارهابية على غرار حزب الله والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين او الجهاد الاسلامي«. وأضاف البيان ان اختيار ادار جهاز الاستخبارات التابع للحكومة السورية من ديسمبر 2001 الى يونيو .2005 وجمدت وزارة المال ايضا اموال العميد جامع جامع »الذي ساهم في الوجود العسكري والامني للحكومة السورية في لبنان«, علما انه متهم بتلقي الاوامر من الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية السورية في لبنان رستم غزالي. وكانت وزارة الخزانة الاميركية اعلنت في يونيو 2005 تجميد اموال غزالي ووزير الداخلية السوري السابق غازي كنعان في الولايات المتحدة, لدورهما في زعزعة الاستقرار في لبنان. وقال بات اوبراين مساعد وزير المال المكلف مكافحة تمويل الارهاب, ان »سورية سهلت طوال عقود عدم الاستقرار والعنف في الشرق الاوسط«. وأضاف »حتى بعد انسحابها من لبنان العام الفائت, تواصل سورية تفضيل زعزعة الاستقرار ودعم العنف على السلام في المنطقة«. وتابع اوبراين »مادامت سورية لم تتخذ تدابير ملموسة لتصبح عضوا مسؤولا في المجتمع الدولي, فإن الولايات المتحدة ستكشف الجهة التي تدعم برنامج زعزعة الاستقرار« في لبنان.

 

قررت نشر الجيش وتعهدت تنفيذ  كامل "الطائف" والقرار 1701

 الحكومة اللبنانية: لا سلطة في الجنوب لغير الدولة

 بيروت-»السياسة«:عواصم-الوكالات: قررت الحكومة اللبنانية نشر الجيش اللبناني في منطقة جنوب نهر الليطاني وحتى الخط الأزرق في خطوة تاريخية هي الأولى من نوعها منذ عام ,1976 مؤكدة أن لا سلطة ولا سلاح في الجنوب لغير الدولة. كما تعهدت تنفيذ كامل اتفاق »الطائف« والقرار الدولي 1701 .

وفيما حذرت الولايات المتحدة من إدراج »حزب الله« على قائمة المنظمات الإرهابية عالمياً إذا لم يلتزم بقرارات الحكومة اللبنانية, هددت إسرائيل باستئناف عملياتها العسكرية إذا لم يتم نزع سلاح »حزب الله«, لكن فرنسا ألقت بثقلها لمساعدة بيروت في تنفيذ ال¯ 1701 وأعلنت استعدادها قيادة قوة موسعة تابعة للأمم المتحدة في لبنان وفي خطوة لقيت ترحيباً عربياً ودولياً أعلنت الحكومة اللبنانية بعد جلسة استثنائية عقدتها مساء أمس أنها قررت نشر الجيش في الجنوب اعتباراً من اليوم. وتلا وزير الإعلام غازي العريضي بياناً بعد اجتماع مجلس الوزراء جاء فيه أن الحكومة قررت نشر الجيش اللبناني »في منطقتي جنوب الليطاني والعرقوب وقضاءي حاصبيا ومرجعيون وتكليفه الحفاظ على الأمن في هاتين المنطقتين وهذين القضاءين على أن تكون مهام الجيش وصلاحياته على كامل تلك المناطق الدفاع عن أرض الوطن والحفاظ على الأمن والنظام التامين والحفاظ على أملاك المواطنين وأرزاقهم«. وجاء في البيان أن مهام الجيش أيضاً »منع وجود أي سلطة من أي نوع كان تكون خارجة عن سلطة الدولة اللبنانية«, مضيفاً ان »عليه أن يعمل على التأكد من احترام الخط الأزرق وتطبيق القوانين المرعية الإجراء بالنسبة لأي سلاح خارج سلاح الدولة اللبنانية. وعلى الجيش وقيادته التعاون مع قوات اليونيفيل والتنسيق معها«.

وأكد العريضي أنه لن تكون سلطة غير سلطة الدولة ولن يكون سلاح غير سلاح الدولة.

وأضاف »إذا وجد سلاح« في المنطقة التي سينتشر فيها الجيش, »حتى الأخوة في حزب الله قالوا ليكن السلاح في يد الجيش«. وأوضح الوزير اللبناني أنه »لن يكون صدام بين الجيش والأخوة في حزب الله«, وأن »الجيش لا يذهب مكلفاً بهذه المهمة«. وكان قائد الجيش العماد ميشال سليمان ومدير المخابرات العميد جورج خوري شاركا في جانب من اجتماع مجلس الوزراء وأطلعا أعضاء الحكومة على الوضع الأمني في الجنوب.

وعلمت »السياسة« أن خمسة ألوية من الجيش بدأت بالفعل التوجه نحو الجنوب. كما علمت »السياسة« أن ممثل »القوات اللبنانية« وزير السياحة جو سركيس أبدى تحفظه على قرار نشر الجيش في الجنوب كما هو مقترح, مشدداً على تطبيق جميع بنود القرار 1701 وعلى رأسها إرسال الجيش ولكن على أساس تكليف واضح وصريح.

وحذر سركيس من حصول إشكالات غير مرغوب فيها يكون الوطن والمواطنون والجيش ضحيتها.

لكن رئيس الوزراء السنيورة تعهد أن ينفذ كامل اتفاق »الطائف« والقرار الدولي ,1701 ودعا جميع اللبنانيين إلى التعاون خدمة للوطن. وأكد أن لبنان لا يقبل الدخول في محاور أو مشروعات إقليمية أو دولية. موضحاً أن لبنان حمل القضايا العربية وفي مقدمتها قضية فلسطين وأهلها منذ البداية وعمل من أجل تضامن كل العرب وبذل من أجل ذلك الغالي والنفيس دون منة أو تساؤل. وقال السنيورة في كلمة وجهها إلى الشعب اللبناني إن لبنان لا يرى له مكاناً أو موقعاً خارج هذا الانتماء وهذا الدور. موضحاً أنه لن يقبل أن يتحول صمود اللبنانيين وتضحياتهم كما أراد البعض مادة للابتزاز أو محاولة للمساس بوحدتهم أو كرامتهم أو مناسبة للنيل من نظامهم الديمقراطي عبر إلقاء دروس, لبنان في غنى عنها أو تهديدات يرفضها كل لبناني. وأضاف إن اللبنانيين يعرفون مقدار الضرر الذي لحق ببلادهم بفعل منطق الدويلات والمشاريع الفئوية على حساب المشروع الوطني الواحد والجامع, مؤكداً أن الوفاق والوحدة الوطنية التي يكثر الحديث عنها هذه الأيام لا يتحققان إلا في ظل دولة واحدة حرة مستقلة صاحبة قرار واحد وسلطة لا ازدواجية فيها.

في غضون ذلك حذرت الولايات المتحدة »حزب الله« من أنه في حالة مقاومته لوفاء الحكومة اللبنانية بالتزاماتها حيال نزع سلاحه سيتم إدراجه على قائمة المنظمات الإرهابية عالمياً. والولايات المتحدة وإسرائيل هما الدولتان الوحيدتان اللتان تعتبران »حزب الله« منظمة إرهابية, فيما رفضت أوروبا حتى الآن أن تحذو حذوهما.

وقالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في مقابلة مع صحيفة »يو.إس.توداي« أمس إن عدم امتثال حزب الله لمسألة تجريده من السلاح ستكون مشكلة سيترتب عليها مواجهة بينه ورعاته في كل من إيران وسورية من جهة, وبين المجتمع الدولي من جهة أخرى. وأضافت رايس أنه في هذه الحالة سيكون هناك من سينضم إلى الولايات المتحدة في إدراج »حزب الله« ضمن المنظمات الإرهابية, مشيرة إلى أن أوروبا لم تعتبره حتى الآن منظمة إرهابية. وقالت: إن »حزب الله« بهذا سيكون أيضاً قد خرج عن إجماع الحكومة اللبنانية. وزعمت رايس أن قدرات »حزب الله« قد قلصت بفعل الضربات العسكرية التي تلقاها وأنه خسر مواقعه في الجنوب وأن القوات الدولية واللبنانية ستعملان على ملء هذا الفراغ وعدم اقتراب مقاتلي الحزب مرة أخرى من الحدود مع اسرائيل.

وفي حديث لصحيفة »واشنطن بوست« اعتبرت رايس أنه سيكون من الصعب تطبيق خطة الأمم المتحدة للسلام في لبنان لكنها »خطوة أولى جيدة« في اتجاه سلام دائم في الشرق الأوسط. وقالت رايس إن القرار 1701 سيشكل فور تطبيقه »نكسة ستراتيجية« لسورية وإيران اللتين »كانتا تسعيان إلى إطالة أمد الحرب وتكثيفها« فيما كان العالم يحاول وقفها.

وأوضحت رايس أنه خلافاً لما حصل قبل عشر سنوات, في إشارة إلى آخر وقف إطلاق نار تم التوصل إليه »تساعد المجموعة الدولية الحكومة اللبنانية على خلق الظروف من أجل سلام دائم واستقلال كامل وسيادة تامة, وإرساء ديمقراطية فعلية وإضعاف »حزب الله« والتقليل من فرص قيامه بإعادة رص صفوفه وتسليح نفسه«. من جهته قال المتحدث باسم البيت الابيض طوني سنو ان »القوات المسلحة اللبنانية مازالت تتأهب لبدء التحرك نحو الجنوب الا ان مهمتها في النهاية ستكون التأكد من نزع سلاح حزب الله وعدم تركه يعمل كميليشيا مستقلة« معرباً عن اعتقاده بان تحقيق تلك المهمة سيستغرق بعض الوقت. واضاف ان تشكيل القوة الموقتة في لبنان التابعة للأمم المتحدة (يونيفيل) سيستغرق وقتاً اضافياً ليس لان زيادة قوام تلك القوة يعتمد على مساهمات الدول فقط انما لتحديد مهام قوات كل دولة بشكل واضح. واشار سنو الى انه »في الوقت الحالي ستقوم بعض تلك القوات بأداء مهامها في مراقبة الجمارك بينما ستقوم اخرى بازالة الالغام واخرى بدعم القوات اللبنانية للعمل على الحدود مع اسرائيل«, مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة البدء بتنفيذ عمليات اعادة الاعمار في الوقت نفسه. واضاف ان »الحكومة اللبنانية تدرك اهمية التأكد من انه لا يوجد منافس لها في عمليات اعادة الاعمار بالجنوب« وذلك في اشارة الى انباء تحدثت عن قيام حزب الله بالعمل على تعويض المتضررين من الحرب في الجنوب واعادة بناء المباني المتهدمة.

وحمل سنو حزب الله المسؤولية عن الدمار الذي تعرض له لبنان معتبراً ان جهود الحزب للمساعدة في اعادة الاعمار تستهدف تحسين صورته لدى الرأي العام. وقال ان »الشعب اللبناني قد يقبل اموالاً من حزب الله الا انه لن ينخدع بطبيعة من يقدمون تلك الاموال«, مشيراً الى ان »الحزب يتلقى 200 مليون دولار من ايران في وقت تعهدت فيه الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بتقديم 425 مليون دولار الى لبنان كما ان المزيد من الاموال سيتم تقديمه مستقبلاً«. وفي باريس اعلنت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال اليو ماري ان فرنسا على استعداد لتولي »قيادة« قوة الطوارئ الدولية في جنوب لبنان, بعد تعزيزها ايضاً حتى فبراير المقبل موعد انتهاء ولاية الجنرال الفرنسي الان بيليغريني الذي يتولى قيادتها حالياً. وقالت الوزيرة لقناة »فرانس 2« ان »فرنسا موجودة في قوة اليونيفيل الحالية منذ 1978 ونتولى اليوم قيادتها«.

واضافت اليو ماري »سنواصل تولي القيادة, اننا على استعداد للقيام بذلك حتى شهر فبراير المقبل بما في ذلك اليونيفيل المعززة«. واوضحت »ان الجيش الفرنسي هو الذي يؤمن منذ بداية الازمة عمليات التموين لقوة اليونيفيل«. وفي تطور متصل وافقت الحكومة الائتلافية الألمانية على المشاركة ضمن قوات دولية في جنوب لبنان دون أن تحدد نوع هذه المشاركة وتأجيل ذلك إلى اليوم حيث يعقد في نيويورك لقاء بهذا الخصوص. وأكدت الحكومة الألمانية في بيان إثر اجتماعها في مدينة ميونيخ الجنوبية برئاسة المستشارة الألمانية انغيلا ميركيل وحضور نائبها الاشتراكي الديمقراطي فرانتس مونتيفيرينغ ورئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي كورت بيك ورئيس الاتحاد المسيحي الاجتماعي ادموند شتويبر استعدادها للمشاركة في عديد تلك القوات.

 

بوش يؤكد التزامه بمحاربة الإرهاب

16/08/2006 –راديو سوا/ أكد الرئيس بوش التزامه بمحاربة الإرهاب، إلا أنه أشار إلى أن التهديدات الإرهابية ستستمر لسنوات.  وقال الرئيس بوش في لقاء مقتضب مع الصحافيين إن أهم واجبات الحكومة الفيدرالية هو حماية الشعب الأميركي. وأضاف: " أؤكد للشعب الأميركي أننا نقوم بكل ما في وسعنا لحمايتكم". وأشار الرئيس بوش إلى أن أميركا أكثر أمنا اليوم. "أميركا تنعم بالأمن أكثر من السابق. إلا أن هذا الأمن ليس تاما." وتحدث الرئيس بوش عن الإعلان الأسبوع الماضي عن إحباط مخطط إرهابي كان يسعى الضالعون فيه إلى تفجير طائرات مدنية في الجو بين بريطانيا والولايات المتحدة، وقال إن هذه المؤامرة تجسد التحديات التي تواجهنا ليس فقط هذا الأسبوع، بل هذه السنة وفي السنوات المقبلة لأن الولايات المتحدة في حرب ضد المتطرفين.

 

رايس: قرار وقف إطلاق النار في لبنان يشكل نكسة استراتيجية لسوريا وإيران 

16/08/2006 –راديو سوا/  قالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليسا رايس أن الولايات المتحدة عملت بشكل حثيث طيلة الشهر الماضي لوقف أعمال العنف التي فرضها حزب الله ومؤيدوه على الشعبين اللبناني والإسرائيلي. وأضافت رايس في مقال لها نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية الأربعاء إن الولايات المتحدة أصرت على أن وقفا فعالا لإطلاق النار يتطلب تغييرا حاسما في الوضع القائم في المنطقة الذي أفرز تلك الحرب. ووصفت رايس خطة الأمم المتحدة للسلام في لبنان بأنها خطوة أولى جيدة في طريق تحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط، رغم أنه سيكون من الصعب تطبيقها، على حد قولها. وقالت رايس إن القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي والذي أدى إلى وقف الأعمال الحربية بين إسرائيل وحزب الله سيشكل فور تطبيقه نكسة استراتيجية لسوريا وإيران اللتين وصفتهما بأنهما كانتا تسعيان إلى إطالة أمد الحرب وتكثيفها فيما كان العالم يحاول وقفها.

وفيما أعلن حزب الله انتصاره في النزاع الذي استمر شهرا، رأت رايس أن الحزب الشيعي اللبناني لم ينل سوى "اللوم من العالم على التسبب بهذه الحرب". وأضافت أن هناك من بدأ بالتساؤل في لبنان والمنطقة عن النتائج التي حققها فعليا "حزب الله المتشدد" بعد تدمير البيوت والبني التحتية في لبنان ومقتل مئات المدنيين الأبرياء وتشريد مئات الألوف من اللبنانيين. وأوضحت رايس أنه خلافا لما حصل قبل عشر سنوات، في إشارة إلى آخر وقف إطلاق نار تم التوصل إليه، "تساعد المجموعة الدولية الحكومة اللبنانية على خلق الظروف من أجل سلام دائم واستقلال كامل وسيادة تامة، وإرساء ديموقراطية فعلية وإضعاف حزب الله والتقليل من فرص قيامه بإعادة رص صفوفه وتسليح نفسه". واعتبرت رايس أن الوقف الكامل للأعمال الحربية والإفراج غير المشروط عن الجنديين الإسرائيليين الأسيرين وزيادة عدد جنود حفظ السلام في جنوب لبنان بمعدل سبعة أضعاف كلها أمور حاسمة بالنسبة لنجاح خطة السلام على المدى القصير. وقالت إن خطة السلام ترسي المبادئ السياسية لضمان سلام دائم بدون وجود قوات أجنبية ولا أسلحة ولا سلطة في لبنان غير سلطة الحكومة اللبنانية التي تتمتع بالسيادة. وأضافت رايس أنه للمرة الأولى تلقي المجموعة الدولية بكل ثقلها وراء إطار سياسي عملي يساعد الحكومة اللبنانية على تحقيق هذه المبادئ بما يشمل نزع أسلحة كل الميليشيات الموجودة على أراضيها. وقالت إن الاتفاق الذي توصلنا إليه الأسبوع الماضي كان خطوة أولى جيدة، لكنها ليست سوى خطوة أولى. وأضافت رايس أن الولايات المتحدة ستساعد في جهود إغاثة الشعب اللبناني وستدعمهم بشكل كامل فيما يقومون بإعادة إعمار بلدهم، مشيرة إلى أن واشنطن رفعت مساعدتها الإنسانية العاجلة إلى 50 مليون دولار.

 

السنيوره يدعو إلى الدولة الدستورية وجيشها الوطني وألا يكون هناك سلاح خارج سلاح السلطة اللبنانية

16/08/2006 –راديو سوا/ عقد رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة مؤتمرا صحفيا قال فيه إن الوقت ليس وقت التفرقة بل وقت التعاضد والوحدة وأشاد بالمقاومة اللبنانية وأعرب عن اعتزازه بما تحقق على أرض المعركة وبتعاون اللبنانيين في مواجهة المحنة واعتبر القرار الدولي بمثابة إنجاز للبنان.

واعلن احترامه للقرار 1701 وإرسال الجيش للمرابطة في الجنوب ليحمي المواطنين ويصون أمنهم والدفاع عن حقوقهم وعن حق الدولة وواجباتها وألا يكون هناك سلاح خارج سلاح السلطة اللبنانية وحصر السلاح بيد الدولة وحدها طبقا لاتفاقية الطائف. ووعد بالخروج من الركود الاقتصادي وإيجاد فرص عمل مع توفير الاستقرار السياسي الذي يعيد الثقة للبنانيين ويدفع الأشقاء إلى العودة إلى لبنان والاستثمار فيه. واختتم المؤتمر بالقول "سيبقى لبنان وسينهض لبنان". وكان وزير الإعلام غازي العريضي قد عقد مؤتمرا صحفيا في بيروت قال فيه إنه لن تكون سلطة لغير الدولة ولا سلاح لغير الدولة اللبنانية في مناطق انتشار الجيش الذي تقرر في الجنوب اللبناني. وكان وزير المالية اللبنانية جهاد ازعور صرح بأن الحكومة اتخذت الأربعاء قرار نشر الجيش في جنوب لبنان ابتداء من الخميس انسجاما مع قرارها السابق إرسال قوة من الجيش قوامها 15 ألف عنصر إلى الجنوب مع انسحاب إسرائيل إلى ما وراء الخط الأزرق. وساهم موقف الحكومة في تبني مجلس الأمن القرار 1701 الذي نص على وقف العمليات الحربية بين إسرائيل وحزب الله التي اندلعت في 12 تموز/ يوليو. كما نص القرار على انتشار الجيش اللبناني بمساعدة قوة الطوارئ الدولية معززة في الجنوب بالتزامن مع انسحاب إسرائيل. وعقد قائد القوات الدولية الجنرال الفرنسي الان بيليغريني الاجتماع الثاني خلال ثلاثة أيام مع عدد من كبار الضباط اللبنانيين والإسرائيليين في مقر القوة في الناقورة الحدودية الأربعاء. وركزت المحادثات، بحسب نص بيان صادر عن القوة الدولية، على تنسيق عملية الانسحاب الإسرائيلي وانتشار الجيش اللبناني في قطاعات محددة من الجنوب.

 

إسرائيل لا تستبعد بقاء قواتها في جنوب لبنان وحزب الله يعلن بقاءه جنوب الليطاني 

16/08/2006 –راديو سوا/  قال دان حالوتس رئيس هيئة أركان الجيش، فيما يواصل الجيش الإسرائيلي سحب بعض قواته من جنوب لبنان، إنه لا يستبعد بقاء جزء من تلك القوات عدة أشهر أخرى إذا لم يتم تعزيز قوات حفظ السلام الدولية بسرعة. وبرَّر ذلك بقوله إن الجيش لا بد أن يظل في مواقعه هناك حتى يكتمل ذلك.

وقد قال حزب الله إنه لن يخرج من جنوب الليطاني وإن سلاحه غير مطروح للنقاش. من جانبه، قال كوفي عنان، الأمين العام للأمم المتحدة الموجود حالياً في القدس، إن نشر القوات الدولية قد يستغرق وقتاً أطول مما كان متوقعاً: "إننا نحاول إرسال تلك القوات بأسرع ما يمكن. وبعد ذلك قد يستغرق الأمر عدة أسابيع أو أشهر، ولكننا نحاول نقل تلك القوات بالسرعة الممكنة". وأكد مسؤول حزب الله في جنوب لبنان الشيخ نبيل قاووق الأربعاء أن حزب الله يرحب باستكمال انتشار الجيش اللبناني في جنوب الليطاني وأوضح أن الجيش اللبناني موجود بالفعل هناك غير أنه لم يتطرق إلى مسألة سلاح حزب الله.  وهو يشير بذلك إلى القوة الأمنية المشتركة التي تضم 1500 عنصر من الجيش والشرطة والمتواجدة في جنوب لبنان منذ انسحاب إسرائيل في ايار/مايو عام 2000.

وذكر قاووق خلال تفقده مجمعا سكنيا عند مدخل صور الشمالي دمره القصف الإسرائيلي: "إن حزب الله لم يدّع يوما بأنه سلطة بديلة عن الجيش اللبناني. فالجيش منتشر وموجود مع القوى الأمنية واستكمال هذا الانتشار في الجنوب مرحب به من قبلنا". وأكد وزير الدفاع اللبناني الياس المر أنه لن يكون في جنوب لبنان سلاح إلا سلاح الجيش اللبناني بعد انتشاره. من ناحية أخرى، ذكر قاووق بأن حزب الله أخذ على عاتقه أن يؤمّن ماليا كافة الاحتياجات التي تتطلبها مساعدة الأهالي من أثاث للمنازل وإيجار للمساكن وذلك حتى الانتهاء من إعمار البيوت.

وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله وعد بأن يساعد الحزب على بدء إعادة بناء المنازل التي تهدمت، وبدفع مبلغ مالي "معقول" للعائلات التي لا تملك منزلا لتستأجر واحدا لمدة سنة مع أثاث لائق، في انتظار الانتهاء من البناء. وقد اعتبر مسؤول عسكري إسرائيلي كبير أنه حقق ما وصفه انتصارا مهما لكن ليس مدويا في الحرب التي شنها على حزب الله في لبنان ودامت 34 يوما. وحرص المسؤولون الإسرائيليون حتى الآن على عدم الإعلان أنهم كسبوا الحرب واكتفوا بالقول إنهم غيروا المعطيات في لبنان. وكانت الصحافة انتقدت أداء الجيش أسوة بالرأي العام الإسرائيلي وعدد من البرلمانيين لعجزه عن وقف سقوط صواريخ حزب الله على شمال إسرائيل. فقد سقط أكثر من 4000 صاروخ على شمال إسرائيل. ويذكر أنه قتل 119 جنديا إسرائيليا في المعارك مع حزب الله. وأدى إطلاق الصواريخ من لبنان على إسرائيل إلى مقتل 41 مدنيا. ويؤكد الجيش أنه قتل 350 عنصرا من حزب الله في حين قتل أكثر من ألف مدني لبناني في القصف الإسرائيلي.

 

بولتون: المسألة الاستراتيجية الملحة منع حزب الله من التسلل مرة أخرى إلى الجنوب اللبناني 

16/08/2006 –راديو سوا/ أوضح جون بولتون، المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة ضرورة إتمام الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان بالتزامن مع نشر الجيش اللبناني والقوات الدولية في الجنوب. وأضاف بولتون للصحفيين في مقر المنظمة في نيويورك: "إن المسألة الاستراتيجية الملحة الآن هي التأكد من وجود قوات كافية من الجيش اللبناني والقوات الدولية المعززة فيما يستمر انسحاب الجيش الإسرائيلي لمنع حزب الله من التسلل مرة أخرى إلى الجنوب. أما الظروف التي يتم فيها تنفيذ هذه المسألة فينبغي أن تترك لتقدير القيادات المحلية هناك".

وأعرب بولتون عن استعداد بلاده ودول أخرى لمساعدة الجيش اللبناني في الوصول إلى الجنوب رغم الطرق والجسور المدمَّرة: "إن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ودولاً أخرى على استعداد لمساعدة القوات المسلحة اللبنانية، وأعتقد أن العمل يجري حالياً لمعرفة ما إذا كان ذلك ممكناً".

 

وزير الخارجية الفرنسية يصل بيروت لبحث قضية تعزيز قوات اليونيفيل

16/08/2006 –راديو سوا/ وصل وزير الخارجية الفرنسية فيليب دوست بلازي بيروت اليوم الأربعاء في مسعى منه لبحث شروط وآليات انتشار الجيش في جنوب لبنان إلى جانب قوة الطوارئ الدولية المعززة.

وهذه هي زيارة بلازي الرابعة إلى بيروت خلال أقل من شهر. ومن المقرّر أن يجتمع بلازي برئيس الوزراء فؤاد السنيورة ورئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الخارجية فوزي صلوخ ورئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري. ويتزامن وصول بلازي مع وصول وزير الخارجية التركية عبد الله غول ووزير الخارجية الماليزية سياد حميد البار والباكستانية خورشيد قاصوري. وتفيد الأنباء بأنه من المحتمل أن تشارك هذه البلدان الثلاثة في قوة الطوارئ الدولية. وحسب مصادر مقربة من الوزير الفرنسي، فإنه سيطرح مسألة شروط انتشار قوات اليونيفيل وقضايا إعادة فتح المطار وسبل توزيع المعونات الإنسانية على النازحين. وكان قائد قوات اليونيفل في جنوب لبنان الميجر جنرال آلان بيلليغريني قد أعرب عن اعتقاده بأن قوات اليونيفل العاملة حاليا في جنوب لبنان سيتم تعزيزها بقوات فرنسية قد تصل إلى لبنان خلال الأسبوع القادم على أن يرتفع عددها إلى 15 ألف جندي بعد أن ينضم إليها جنود من دول متعددة خلال الأشهر القادمة.

 

ليفني: عدم الافراج عن الجنديين انتهاك لقرار مجلس الامن 

2006 الأربعاء 16 أغسطس  أ. ف. ب.  نيويورك (الامم المتحدة): اعتبرت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني اليوم ان عدم الافراج عن الجنديين الاسرائيليين المحتجزين لدى حزب الله يشكل  فرنسا تدعو اسرائيل الى فك الحصار عن لبنان انتهاكا لقرار مجلس الامن الدولي 1701. وقالت ليفني في مؤتمر صحافي في مقر الامم المتحدة بنيويورك بعيد محادثات اجرتها مع الامين العام كوفي انان "علينا ضمان الافراج الفوري وغير المشروط عن الرهينتين الاسرائيليين، وعدم اطلاق سراحهم حتى الان يشكل انتهاكا واضحا للقرار". ولا يطلب القرار 1701 الذي ادى الى وقف الاعمال الحربية بين اسرائيل وحزب الله الشيعي الافراج خصوصا عن الاسيرين الاسرائيليين، لكنه يشدد على ضرورة معالجة الاسباب التي ادت الى الازمة "وخصوصا الافراج غير المشروط عن الجنديين الاسرائيليين المخطوفين". وكان اسر حزب الله للجنديين الاسرائيليين في 12 تموز/يوليو اشعل فتيل هجوم اسرائيلي جوي وبري واسع النطاق على لبنان. وقالت ليفني "هذا كان من اسباب النزاع (..) ونتوقع من المجتمع الدولي مواصلة مطالبة حزب الله بالافراج عنهما" مشيرة الى انها تطرقت الى هذا الموضوع مع انان. وبالنظر الى الطبيعة "البالغة الحساسية" للموضوع فقد رفضت الوزيرة الخوض في احتمال مبادلة الجنديين بلبنانيين محتجزين لدى اسرائيل. وتابعت "انها ساعة الحقيقة بالنسبة للمجتمع الدولي، ان التطبيق الكامل للقرار 1701 يمكن ان يؤدي الى تغيير في المنطقة وفي لبنان ويمكن ان يجلب مستقبلا افضل لنا جميعا". غير انها شددت على ضرورة التعاطي مع "الاسباب الحقيقية للعنف في المنطقة" مشيرة الى حزب الله باعتباره ابرز اسباب العنف. وقالت "علينا التأكد من ان تكون القوة الدولية الجديدة التي نص عليها القرار (الدولي) قوية وفعالة" وان الحظر على السلاح "سيطبق بالكامل وستجري المراقبة بشكل لا يسمح لايران وسوريا باعادة تسليح حزب الله". وينص القرار 1701 على انسحاب القوات الاسرائيلية من جنوب لبنان بالتوازي مع نشر الجيش اللبناني وقوة الامم المتحدة المؤقتة بلبنان (يونيفيل) التي سيزداد عديدها من الفين حاليا الى 15 الفا كحد اقصى.

 

ادة: خطابا الاسد ونصرالله يؤكدان نظرية ان الوجه الرئيسي لهذه الحرب داخلي محض ويتمثل بانقلاب سياسي يقوم به حزب الله

 قوى 14 آذار - 2006 / 8 / 16  أدلى عميد حزب الكتلة الوطنية اللبنانية بالتصريح الآتي: "طالعتنا في اليومين الأخيرين مواقف سياسية داخلية واقليمية على درجة من الأهمية والخطورة، كان أبرزها الخطاب الأخير الذي ألقاه السيد حسن نصر الله ومن بعده خطاب الرئيس السوري بشار الأسد. واللافت في الخطابين أنهما يؤكدان النظرية التي قلنا بها منذ اندلاع شرارة الحرب الأخيرة والتي تثبت ان الوجه الرئيسي لهذه الحرب، اضافة الى الأوجه الاقليمية، هو داخلي محض ويتمثل بانقلاب سياسي يقوم به حزب الله على المؤسسات الدستورية وأسس النظام الديمقراطي بدعم وتسليح وتمويل أجنبي. فمن المتعارف عليه ان الانقلاب يعني الاستيلاء على السلطة من قبل مجموعة ما خلافا لأحكام الدستور وبوسائل غير مشروعة. وفي وضعنا الراهن لقد أوضحت المواقف المتتالية الصادرة عن أمين عام حزب الله ثم عن الرئيس الأسد ان هناك اتجاها واضحا بدأ بأخذ البلد الى مواجهة لم يستشر أهله فيها ولا بانعكاساتها عليهم ودون العودة الى المؤسسات الشرعية المنتخبة، ثم انتقل الى التشكيك بمبدأ الدولة كما حصل في خطاب السيد نصر الله الأخير، ان على الصعيد الاجتماعي أم السياسي والأمني، ليتوج كل ذلك أخيرا بما جاء على لسان الرئيس السوري من تخوين واتهام بالعمالة لاسرائيل ودفع اللبنانيين باتجاه الانقسام والفتنة الداخلية في محاولة يائسة للعودة الى ما قبل انتفاضة الاستقلال وإعادة الوصاية السورية على لبنان في شكل أو بآخر.

وبالفعل، لا بد من تذكير اللبنانيين أولا كيف بدأت الحرب باتخاذ حزب الله مبادرة عسكرية غير محسوبة العواقب ضد عدو مجرم وبربري يتربص بلبنان شرا، وذلك عن طريق خرق الحدود الدولية التي تفصل بين لبنان والكيان الصهيوني ما أدى الى اندلاع الحرب، وذلك دون أن تعود المقاومة الى المؤسسات الشرعية الممثلة بمجلس الشعب اللبناني والتي يشارك حزب الله فيها. وفي خضم الحرب الدبلوماسية التي كانت تقودها الدولة اللبنانية ممثلة بحكومتها من أجل وقف العدوان الهمجي الاسرائيلي، واثر صدور القرار 1701، سمعنا باستغراب، تشكيكا خطيرا من قبل السيد حسن نصر الله بالدولة اللبنانية وبمؤسساتها ودورها على مختلف الأصعدة الاجتماعية والأمنية والسياسية يتمثل بما يلي:

أ-إعلان أمين عام حزب الله عن انفراد الحزب بتقديم المساعدات للمتضررين من جراء الأحداث دون أي التفات الى دور الدولة في هذا المجال ودون أي تنسيق معها. وهذا ما يطرح أولا سؤالا حول مصدر الأموال الهائلة التي وعد بها حزب الله مناصريه؟ وما مدى ارتباط مصدر هذه الأموال بقرار الحزب السياسي وبإمكانية التأثير عليه عملا بالقاعدة المعروفة " ان من يدفع يأمر". والسؤال الذي تثيره مسألة المساعدات يتعلق بنظرة حزب الله الى الدولة الواحدة الموحدة الراعية لجميع ابنائها على كامل اراضيها وما اذا كان الحزب ما زال يؤمن بهذا المبدأ الذي بدا غائبا عن ادبياته السياسية؟

ب- اما على الصعيد الامني والسياسي، فمن الملفت تشكيك حزب الله بقدرات الجيش اللبناني والقوات الدولية على حماية لبنان من الاعتداءات الاسرائيلية وحصره هذه الصلاحية بنفسه فقط، وقد ترافق ذلك مع تساؤلات طرحها السيد نصرالله عما اذا كانت الدولة اللبنانية تتمتع بالصفات المطلوبة من القوة والقدرة والعدل لطمأنة كل الطوائف والشرائح اللبنانية، مما يؤدي الى زعزعة الثقة بها امام المجتمع الدولي في وقت تخوض فيه الدولة اقسى المعارك الدبلوماسية في وجه اسرائيل على كامل اراضيها.

واخيرا، جاء خطاب الرئيس السوري ليعطي نقطة انطلاق لفتنة اهلية بالصاقه التهم والاتهامات بالعمالة لاسرائيل في محاولة يائسة للعودة الى لبنان من باب الحديث عن انجازات المقاومة والممانعة بمعناها الواسع والتي اراد تصويرها وكأنها بقيادته ،في حين ان الجبهة السورية تشهد منذ عقود على التفاهمات الضمنية بين الطرفين والتي اصبحت معروفة من القاصي والداني، وهذا بحد ذاته امر سيىء للغاية للمقاومة في لبنان ويضر بمصداقيتها. وهكذا بين الانفراد بالقرار العسكري والالتفاف على المؤسسات الدستورية ثم الانفراد بالقرار الاقتصادي الاجتماعي ورفض فكرة الدولة والتشكيك بمؤسساتها، كل ذلك مدعوما بتصعيد التدخل السوري في شؤوننا الداخلية، تكتمل صورة الانقلاب السياسي الذي طالما حذرنا منه والذي يهدف الى اعادة عقارب الساعة الى ما قبل انتفاضة الاستقلال وتاريخ 14 اذار 2005، والمؤلم هنا ان بعض اللبنانيين يجارون هذه اللعبة الخطيرة لخدمة اجندات خاصة لا علاقة لها بالمصالح الوطنية. ان المطلوب اليوم من اللبنانيين على المستويات كافة الكثير من الصراحة والشجاعة والشفافية في تعاملهم مع بعضهم البعض، فوحدهما الصراحة والشجاعة في طرح المسائل بين اللبنانيين وتجاه المجتمع الدولي كفيلتان بالحؤول دون العودة الى المآسي التي عشناها مؤخرا والتي ستستمر تداعياتها طويلة على مختلف اوجه الحياة في لبنان.

 

 الحكومة اللبنانية تقرر نشر الجيش في الجنوب ابتداء من الخميس

 أ ف ب - 2006 / 8 / 16

 اتخذت الحكومة اللبنانية اليوم الاربعاء قرارا بنشر الجيش في جنوب لبنان ابتداء من غد الخميس, مجددة التأكيد انه "لن تكون سلطة لغير الدولة ولا سلاح لغير الدولة" اللبنانية في مناطق الانتشار. وتلا وزير الاعلام غازي العريضي بيانا بعد اجتماع مجلس الوزراء جاء فيه ان الحكومة قررت نشر الجيش اللبناني "في منطقتي جنوب الليطاني والعرقوب وقضاءي حاصبيا ومرجعيون وتكليفه الحفاظ على الامن في هاتين المنطقتين وهذين القضاءين على ان تكون مهام الجيش وصلاحياته على كامل تلك المناطق الدفاع عن ارض الوطن والحفاظ على الامن والنظام التامين والحفاظ على املاك المواطنين وارزاقهم".

وجاء في البيان ان مهام الجيش ايضا "منع وجود اي سلطة من اي نوع كان تكون خارجة عن سلطة الدولة اللبنانية", مضيفا ان "عليه ان يعمل على التاكد من احترام الخط الازرق وتطبيق القوانين المرعية الاجراء بالنسبة لاي سلاح خارج سلاح الدولة اللبنانية. وعلى الجيش وقيادته التعاون مع قوات اليونيفيل والتنسيق معها بحسب ما ينص عليه قرار مجلس الامن رقم 1701".

وقال العريضي ردا على اسئلة الصحافيين بعد تلاوة البيان, "لن تكون سلطة غير سلطة الدولة ولن يكون سلاح غير سلاح الدولة". واضاف "اذا وجد سلاح" في المنطقة التي سينتشر فيها الجيش, "حتى الاخوة في حزب الله قالوا ليكن السلاح في يد الجيش". وطلب من الصحافيين ترك الموضوع بالنسبة الى اجراءات الجيش للعمل الميداني على الارض. واوضح الوزير اللبناني انه "لن يكون صدام بين الجيش والاخوة في حزب الله", وان "الجيش لا يذهب مكلفا بهذه المهمة".

وكانت الحكومة اللبنانية اعلنت في السابع من آب/اغسطس استعدادها لارسال قوة من الجيش قوامها 15 الف عنصر الى الجنوب مع انسحاب اسرائيل الى ما وراء الخط الازرق الذي رسمته الامم المتحدة ليقوم مقام الحدود بين البلدين. وساهم موقف الحكومة في تبني مجلس الامن القرار 1701 الذي نص على وقف العمليات الحربية بين اسرائيل وحزب الله التي اندلعت في 12 تموز/يوليو. كما نص القرار على انتشار الجيش اللبناني بمساعدة قوة الطوارىء الدولية معززة في الجنوب بالتزامن مع انسحاب اسرائيل.

وكان وزير المالية جهاد ازعور اكد لوكالة فرانس برس ان انتشار الجيش "سيبدأ غدا" الخميس. ووجه قائد الجيش العماد ميشال سليمان "امرا اليوم" الى العسكريين بمناسبة انتشار الجيش في الجنوب. ومما جاء فيه "كان الجنوب لفترة طويلة من الزمن بوابة القلق ومدخل الرياح. اما اليوم وانتم ترابطون على تخومه وروابيه, وتبذلون كل المستطاع في سبيل خدمة اهله الاباة الصابرين, ورفع المعاناة عنهم وبلسمة جراحهم, فانكم تحولونه الى حصن منيع للوحدة الوطنية, ومساحة عبقة بطيب السيادة ورحابة الاستقلال".

 

مخيبر يرد على الأسد: كلامه يثير العجب والغضب وليساعد لبنان بتوقيع خرائط مزارع شبعا

وكالات - 2006 / 8 / 16  اعتبر النائب غسان مخيبر ان "ما سمعناه من الرئيس السوري بشار الاسد يزيدنا عزما على رفض عودة اي هيمنة وأي تدخل سوري في شؤوننا اللبنانية الداخلية ورأى انه اذا كان من مساهمة عملية تقدمها سوريا لمساعدة لبنان فهي توقيع بسيط على خريطة تبين الحدود في مزارع شبعا اللبنانية. ردا على خطاب الرئيس الاسد ادلى النائب مخيبر بالتصريح الآتي: "من منطلق ارتباطي الثابت بموقف ما برح يدافع عن سيادة واستقلال لبنان وقراره الحر، قبل 14 آذار بكثير وخلاله وبعده، في وجه الغطرسة الإسرائيلية واعتداءاتها، وفي وجه الهيمنة السورية وتداعياتها، أؤكد ان ما نسمعه من الرئيس بشار الأسد يثير فينا العجب والغضب، ويزيدنا عزما على رفض عودة اية هيمنة واي تدخل سوري في شؤوننا اللبنانية الداخلية، ويزيدنا تصميما في دعوتنا سوريا الى افعال ايجابية تخرج عن العنتريات الكلامية لتساهم في استعادة سيادة لبنان على مزارع شبعا عبر توقيع بسيط على خريطة الحدود اللبنانية السورية في تلك المنطقة، والى افعال ايجابية تبني العلاقات الندية المتبادلة على اسس صحيحة ومتينة.

ان اللبنانيين جميعهم سئموا التهم الآتية من وراء الحدود والتخوين باسرائيل، التي نبذها جميع اللبنانيين كعدو، في محاولة لزرع الفتنة التي لا عودة اليها. فان كان من ملاحظات على اداء اي فريق من اللبنانيين، فليس لأحد من غير اللبنانيين ان يتدخل في شأنه، كما ننأى بانفسنا عن أي تدخل في الشؤون السياسية السورية الداخلية. كذلك سئم اللبنانيون جميعهم العنتريات الكلامية للزعماء العرب وفي مقدمتهم سوريا، التي تبني على تضحيات المقاومة اللبنانية الباسلة والمجتمع المدني الرائع في وحدته وفي صموده في وجه الغطرسة الإسرائيلية، في غياب اي عمل عسكري ضد اسرائيل لأي نظام عربي، بما فيه سوريا على حدود الجولان المحتل. اذا كان هناك من مساهمة عملية نطالب سوريا بها لمساعدة لبنان على تثبيت سيادته الكاملة في وجه اطماع العدوان الإسرائيلي، فهو توقيع بسيط مشترك مع لبنان على خريطة تبين الحدود في منطقة مزارع شبعا (وهي لبنانية السيادة)، على ان يبقى الترسيم والتحديد الى مرحلة لاحقة. بالله عليكم، كفوا عن الكلام الشفهي الملتبس، الذي يشير تارة الى لبنانية المزارع، وطورا الى نية تقاسمها بعد وضعها تحت المظلة الدولية. المطلوب من سوريا توقيع بالحبر يوجه الى الأمم المتحدة؛ فاذا لم تفعل، كان ذلك اعاقة لعمل المقاومة اللبنانية العسكرية والديبلوماسية في استعادة ما تبقى من ارض محتلة في مزارع شبعا. افلا توازي نقطة حبر التوقيع السوري كل ما اريق من دماء لبنانية ذكية؟"

 

دوست بلازي: النقاش حول نزع سلاح حزب الله يخص الحكومة واطلب من اسرائيل رفع الحصار الجوي والبحري عــن لبنان

 وكالات - 2006 / 8 / 16  اعلن وزير الخارجية الفرنسية فيليب دوست بلازي ان النقاش حول نزع سلاح حزب الله يخص الحكومة اللبنانية وجدد الطلب من السلطات الاسرائيلية رفع الحصار الجوي والبحري عن لبنان داعيا الحكومة اللبنانية الى اتخاذ كل التدابير عبر نظام رقابة للتأكد من ان المطار والمرفأ تحت السيطرة. جال الوزير الفرنسي اليوم على عدد من كبار المسؤولين اللبنانيين فزار رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة ووزير الخارجية فوزي صلوخ ورئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري. فقد استقبل الرئيس بري الوزير الفرنسي يرافقه سفير فرنسا برنار ايمييه. وقال دوست بلازي بعد اللقاء: سررت بلقاء الرئيس بري مرة اخرى، وأرى ان المحادثات التي اجريناها منذ شهر قد تقدمت بشكل ايجابي وكل الاطراف تبحث عن الحل الملائم. وهناك عدة احداث سياسية اساسية حصلت، اولا قرار الحكومة اللبنانية بالاجماع بنشر الجيش اللبناني في الجنوب، والانسحاب الاسرائيلي الذي يحصل والذي بات مؤكدا ويسمح لنا بالتعاون مع قوات اليونيفل المعززة من اجل اعادة السيادة والسلطة الطبيعية للدولة اللبنانية. وفرنسا عبر رئيس جمهوريتها التي ركزت على وقف الاعمال الحربية والحل السياسي للموضوعات المتبقية، وبعد لقائي المسؤولين حتى الآن خلال هذا النهار تأكدت ان هذه الموضوعات تم الاتفاق عليها.

كما زار دوست بلازي الثالثة بعد الظهر رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وشارك في مأدبة غداء اقامها رئيس الحكومة ثم عاد في الرابعة الى السراي مجددا حيث عقد جولة محادثات مع الرئيس السنيورة. وظهرا، وصل الوزير دوست بلازي الى وزارة الخارجية حيث كان في استقباله نظيره اللبناني فوزي صلوخ وتوجه الوزيران مباشرة لعقد جلسة محادثات موسعة ضمت الوفد المرافق لدوست بلازي في حضور السفير الفرنسي برنار ايمييه وعن الجانب اللبناني حضر السفراء الامين العام لوزارة الخارجية بالوكالة بطرس عساكر، مدير المراسم السفير مصطفى مصطفى، مدير المنظمات الدولية السفير انطوان شديد، مدير الشؤون الدولية جان دانية، مسؤولة ملف الشراكة اللبنانية - المتوسطية نجلا عساكر، والمستشاران مدير مكتب الوزير رامي مرتضى وعلي المولى.

بعد جلسة المحادثات عقد الوزيران دوست بلازي وصلوخ مؤتمرا صحافيا مشتركا استهله الوزير صلوخ بالقول: نرحب بمعالي الوزير الصديق فيليب دوست بلازي الذي يزور لبنان للمرة الرابعة في خلال شهر تأكيدا منه على الاهمية التي توليها بلاده الصديقة للامن والاستقرار في لبنان.

ناقشنا مع معالي الوزير مرحلة ما بعد العدوان الذي شنته اسرائيل على لبنان، وعرضنا للخطوات التفصيلية المنصوص عنها في القرار 1701 والكفيلة بتحرير لبنان وحفظ امنه واستقراره. كما اكدنا له ان موضوع مزارع شبعا جزء لا يتجزأ من القرار 1701، وانه جزء اساسي من الحل الطويل الامد الذي نسعى اليه كما ورد في خطة النقاط السبع التي قدمتها الحكومة. ونحن نتطلع الى تقرير الامين العام حول هذا الموضوع ونأمل ان يأتي بما يساهم بحل هذه القضية وفق مصالح الشعب اللبناني وحقوقه في اراضيه. كما اكدنا لمعالي الوزير ان الحكومة اللبنانية تعمل بعزم ومثابرة على استكمال الخطوات الآيلة الى حفظ امن لبنان واستقراره وسيادته، وقد عرضنا مع معالي الوزير ما يمكن ان تساهم به فرنسا في هذا السياق.

ونحن نغتنم هذه المناسبة لنشكر فرنسا على دورها المساعد والاساسي الذي قامت به، ونأمل ان يستمر هذا الدور الصديق في اطار العلاقة التاريخية التي تجمع فرنسا مع الشعب اللبناني بمختلف تكويناته ومع الدولة اللبنانية".

نشكر لمعالي الوزير زيارته هذه المرة بعد توقف العدوان، ونأمل ان يرفع الحصار الاسرائيلي عن لبنان قريبا ليتمكن الشعب اللبناني من التواصل مع العالم الجديد، والحكومة تعمل بثقة واصرار على هذا الموضوع.

وختم: نأمل ان نستقبلكم مرة خامسة في لبنان على متن طائرة "ايرفرنس" تحط في مطار بيروت".

من جهته قال دوست بلازي: "ازور اليوم بيروت للمرة الرابعة منذ بداية هذه الازمة وغداة التصويت بالاجماع على القرار 1701 ووقف العمليات العسكرية منذ امس الاول. ان فرنسا لعبت دورا كبيرا لكي يكون القرار متوازنا وليعكس الى حد كبير الاهتمامات التي تضمنتها خطة النقاط السبعة للحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة، وهذا ما التزمت به لدى الرئيس السنيورة خلال زيارتي السابقة. وبعد 33 يوما من الحرب والمعاناة اضطلعت الاسرة الدولية بمسؤولياتها ونجحت في التوصل الى وقف العمليات العسكرية، ولقد توقف الدمار وتوقفت المعاناة وتوقف نزوح مئات آلاف الاشخاص الذين عليهم ان يتمكنوا الان من العودة قريبا جدا الى منازلهم. ان الديبلوماسية التي حشدت كل قواها من اجل التوصل الى اتفاق حول هذا القرار يجب ان تلتزم في الميدان لتطبيق هذا القرار. ونحن نريد ان ننجح في تطبيق مختلف مراحل هذا النص. ان النازحين بدأوا بالعودة الى منازلهم وفي فترة اولى يجب ان يتم رفع الحصار المفروض على المطار والمرافىء اللبنانية ونحن نطلب من السلطات الاسرائيلية ان ترفع الحصار البري والبحري المفروض على لبنان، ونطلب من الحكومة اللبنانية ان تعلن عن قرارات لتعزيز الرقابة ولم يعد هناك اليوم اي سبب لاسرائيل لئلا ترفع هذا الحصار. وهذا القرار قد أعدّ وبُني بعد حدث سياسي اساسي وهو التصويت بالاجماع للحكومة اللبنانية لنشر الجيش اللبناني في الجنوب.

والحدث السياسي الثاني غداة وقف العمليات العسكرية هو الانسحاب الاسرائيلي الذي بدأ يتحقق ونأمل ان ينتهي قريبا جدا.

وفي هذا السياق، وبالتنسيق مع قوات اليونيفل التي بدأت بالعمل على الموضوع يبدو لي اساسيا ان يتم انتشار الجيش اللبناني بأسرع ما يمكن ويجب ان تضطلع كل الاطراف بمسؤولياتها. واود ان أعرب عن ارتياحي بأن اول اجتماعات تنسيق نظمتها اليونيفل سمحت بالتوصل الى خطة تنص على الانسحاب الاسرائيلي ووصول "اليونيفل" ثم نقل السلطة للسلطات اللبنانية ويجب ان نعمل في هذا الاتجاه لكي تدخل هذه الخطة حيز التنفيذ سريعا جدا. ان التدابير المتعلقة بنشر الجيش اللبناني الى جانب اليونيفل وبموازاة بداية الانسحاب الاسرائيلي هي من مسؤولية الحكومة اللبنانية.

وقد تطرقنا ايضا الى دور اليونيفل ونعتبر انه لا بد من ان نحشد قوانا لكي نعزز قوات اليونيفل بوحدات اوروبية ومن دول اخرى ومنها تلك الموجودة هنا في بيروت اليوم.

ان اليونيفل سوف ترافق حل هذه الازمة ونحن على استعداد للمشاركة بهذه القوات المعززة في اطار ولاية ما وأذكر انها ليست ولاية فرض السلام لكن ولاية اليونيفل الحالية تسمح بتسهيل انتشار الجيش اللبناني في الجنوب وعودة النازحين او المهجرين وعودة تسهيل ايصال المساعدة الانسانية واعادة بناء البنى التحتية.

اضاف: وأخيرا نستمر في دعم الحكومة اللبنانية وفي المهام الجسيمة التي تنتظرها اليوم، المهام السياسية اي تعزيز وتقوية الوفاق الوطني وتنظيم انتشار الجيش اللبناني، والمهام الانسانية في تسهيل عودة النازحين واستمرار الالتزام على المدى الطويل. غدا سوف تصل الى بيروت الباخرة من اجل لبنان وتحمل 1500 طن من المساعدات الانسانية، ولقد انطلقت هذه الباخرة، باخرة وزارة الخارجية الفرنسية من مرسيليا في 11 آب الفائت واليوم نحن نأتي الى بيروت ومعنا اخصائيين في اعادة اعمار الجسور الحديدية وهذا سوف يسمح في وضع هذه الجسور التي تسمّى جسور "بايلي" لكي يبدأ العمل بالمواصلات البرية في لبنان وفي الامكنة التي دمّرت فيها الجسور، كما يجب اعادة محاور الطرق بفضل هذه الجسور الـ15 التي رغب رئيس الجمهورية الفرنسية في ان يقدمها في اسرع وقت الى لبنان.

وتابع بلازي: اتحدث الآن عن المهام الاقتصادية من رفع الحصار واعادة البناء وكذلك المهام العسكرية الضرورية في اعادة تعزيز الجيش اللبناني وان فرنسا سوف تعمل لهذا الغرض وتساعد على تجهيز هذا الجيش ومرافقته في اعادة انتشاره ونحن نستمر في التزامنا بهذا الغرض.

* متى ستكون القوات الفرنسية او الاوروبية جاهزة للانتشار في جنوب لبنان؟

- فرنسا تعتبر انه لا بد من مشاركة عدد كبير من الدول لتعزيز "اليونيفل" وفرنسا مستعدة للعب دور هام في هذه المهمة. كل شيء سيتوقف على ظروف انتشار هذه التعزيزات ميدانيا، ونحن الآن بصدد تقويم محدد للاحتياجات مع الحكومة اللبنانية بالعمل مع مصلحة حفظ السلام في الامم المتحدة، والمرحلة الاساسية هي انتشار الجيش اللبناني في الجنوب.

نعم الجيش الفرنسي في "اليونيفل" يمكن ان يساعد الجيش اللبناني على الانتشار في الجنوب وذلك مع الانسحاب التدريجي للجيش الاسرائيلي، الوقت يداهمنا لان وحدة لبنان هي على المحك. هناك 1700 جندي فرنسي متواجدين على السفن البحرية الفرنسية حول بيروت و200 جندي فرنسي في "اليونيفل" وكذلك سيتخذ الرئيس شيراك القرار المناسب في الوقت المناسب. وما هو هام اليوم هي التقديمات السياسية التي تتحقق لان العمل العسكري لم يكن ابدا هو الحل.

* كيف تقيّمون خطاب الرئيس السوري بشار الاسد؟

- نحن نعتبر منذ البداية اننا لن نجري اتصالات مع السلطات السورية، ومنذ البداية ما هو هام بالنسبة الينا مع السلطات السورية هو تنفيذ القرار 1595 حول لجنة التحقيق الدولية للتوصل الى الحقيقة الكاملة حول عمليات الاغتيالات وخصوصا اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وان تتمكن المحكمة الجنائية من القيام بعملها.

* قلتم انه يتعين على حزب الله ان يسلم سلاحه، هل سيكون ذلك بالقوة سيما وان السيد حسن نصرالله قال ان هذا شأن لبناني داخلي؟

- اود ان اقول ان هذا النقاش يخص الحكومة اللبنانية وقد عبّرنا جميعا عن اعجابنا طوال هذه الازمة بحسّ الدولة وحسّ التشاور الذي اظهره رئيس الوزراء فؤاد السنيورة ودور الوساطة الهام الذي لعبه الرئيس نبيه بري. وانا اعرف انهما يقدمان الآن بمشاورات لكي يتخذ قرار لتنفيذ القرار السياسي التاريخي الذي اتخذته الحكومة اللبنانية بموافقة وزراء حزب الله بنشر الجيش اللبناني في جنوب الليطاني. وحده الجيش اللبناني هو الذي سيمتلك الاسلحة في هذه المنطقة.

* هل لديكم اي اتصالات مع اسرائيل بشأن رفع الحصار، وما كان الجواب؟

- طلبنا من السلطات الاسرائيلية وأجدد الطلب من هنا من السلطات الاسرائيلية ان ترفع الحصار الجوي والبحري واطلب ايضا من الحكومة اللبنانية ان تتخذ كل التدابير بنظام رقابة لنتأكد من ان المطار والمرفأ تحت السيطرة.

* ما تعليقكم على الغاء زيارة الوزير الالماني الى دمشق؟

- ليس عليّ ان اعلق على هذا الموضوع.

* هل هذا يعني ان يصار الى رفع الحصار خلال اليومين المقبلين؟

- آمل ذلك.

ولدى مغادرته قصر بسترس قال دوست بلازي في تصريح لاحد الوسائل المتلفزة بشأن اليونيفل: نعمل الآن مع الامم المتحدة ونريد ان نرى ما سيقدمه شركاؤنا الاوروبيون وما هو التوزيع، ومن الجيد ان تشارك دول مسلمة ايضا في هذه القوات، وان فرنسا تقود اليونيفل حاليا بقيادة الجنرال آلان بيلليغريني.

وعن قواعد مشاركة الدول في قوات اليونيفل قال دوست بلازي ان القرار 1701 ينص على نشر الجيش اللبناني بمؤازرة انسحاب اسرائيلي بدعم من اليونيفل المعززة.

وعما اذا كانت هذه القوات ستنتشر اذا لم ينزع سلاح حزب الله قال: طالما اعتبرنا ان انتشار الجيش اللبناني يجب ان يتم بأسرع وقت ممكن بموازاة الانسحاب الاسرائيلي، القرار واضح لا يجب ان تكون هناك اسلحة سوى اسلحة الجيش اللبناني، والحكومة اللبنانية هي التي تقرر كيف ستتابع ذلك وهذا هو اساس القرار 1701.

اعتبر نائب رئيس وزراء وزير خارجية تركيا عبد الله غول ان القرار 1701 تأخر صدوره مؤكدا ان بلاده تؤيد البنود السبع المدرجة ضمن خطة رئيس الحكومة لتحقيق السلام الدائم والشامل وايجاد حل جذري. واعلن مواصلة تقديم المساعدات الانسانية للبنان والمشاركة في حملات اعادة الاعمار في المناطق المنكوبة. واوضح ان بلاده لم تتخذ بعد قرارا نهائيا في موضوع المشاركة في القوات الدولية.

الوصول: وصل الوزير التركي الى مطار رفيق الحريري الدولي في العاشرة والنصف قبل ظهر اليوم آتيا من تركيا على متن طائرة خاصة واستقبله في المطار الامين العام لوزارة الخارجية بالوكالة السفير بطرس عساكر وسفير تركيا في لبنان.

وفي قصر بسترس عقد الوزير التركي مع نظيره اللبناني فوزي صلوخ جلسة محادثات ثنائية بحضور الامين العام لوزارة الخارجية بالوكالة السفير بطرس عساكر، والسفراء مدير المراسم مصطفى مصطفى، مدير المنظمات الدولية انطوان شديد، مدير الشؤون الدولية جان دانيال ومسؤولة ملف الشراكة اللبنانية - الاوروبية نجلا عساكر والمستشارين علي المولى ومدير مكتب الوزير رامي مرتضى.

بعد جلسة المحادثات عقد الوزيران غول وصلوخ مؤتمرا صحافيا مشتركا بدأه الوزير صلوخ بالقول: "اود ان ارحب بحرارة بدولة نائب رئيس وزراء وزير خارجية تركيا السيد عبد الله غول.

تعرفون الصلات الوثيقة التي تجمعنا بتركيا سياسيا واقتصاديا وثقافيا، وقد حرصت الحكومة التركية برئاسة الرئيس اردوغان على تنمية هذه العلاقات التاريخية وتوثيقها مع لبنان ومع سائر الدول العربية، ونحن من جهتنا نبادل تركيا التقدير والاحترام لدورها المحوري في هذه المنطقة، ونعتبر ان العلاقات اللبنانية التركية والعلاقات العربية التركية هي عامل استقرار وقوة لهذه المنطقة. وتباحثنا مع معالي الوزير في مرحلة ما بعد العدوان الاسرائيلي، وكانت لتركيا مواقف مؤيدة للبنان في اثناء العدوان، وهي مستعدة لان تؤازر لبنان في الخروج من هذه المحنة ولحفظ امنه واستقراره.

وبحثنا كذلك في القرار 1701 الذي وافقت عليه الحكومة اللبنانية، ونحن نعمل الآن على وضع مندرجات القرار موضع التنفيذ بما يصون مصلحة لبنان وسيادته وامته واستقراره".

اضاف: "وبحثنا مع معاليه الوضع في المنطقة عموما، واتفقنا على ان الاستقرار والامن الحقيقيين لا يمكن ان ينشآ الا بحلول جذرية وعادلة وشاملة تعالج اصل المشكلات في هذه المنطقة.

نرحب بمعالي الوزير الصديق، ونؤكد انه في اوقات المحن نرى ان الاصدقاء الحقيقيين يهمّون للمساعدة والصون، وتركيا لم تقصر في هذا المجال ونحن نشكر لها ما قدمته سياسيا وعلى صعيد جهود الاغاثة والمساعدة، وسوف تكون تركيا كذلك جزءا مهما من الجهد الدولي المتوقع لمساعدة لبنان في اعادة الاعمار ودعم الاقتصاد. ونحن دائما شاكرون لهذا البلد العريق في صداقته وفي دوره الفاعل النشط".

وبعيد مغادرة غول اشار الوزير صلوخ الى انه اذا طلب لبنان من تركيا المشاركة في اليونيفيل فإنها مستعدة لدرس الموضوع كما انها مستعدة لفتح موانئها ومطاراتها من اجل مساعدة لبنان وهم يؤيدون اليونيفل نافيا ان يكون الوزير التركي طلب ضمانات معينة للمشاركة في هذه القوات.

من جهته قال غول: "بدوري اقدم شكري وامتناني الى الوزير صلوخ لهذه الكلمات الجامعة والشاملة سواء في ما يخص بلدي وشخصي. هدف زيارتي هو اظهار دعم ومساندة الحكومة والشعب التركي واظهار وقوفنا بجانب اشقائنا اللبنانيين".

اضاف: "بذلنا كل ما في وسعنا وجهودنا لوقف اطلاق النار منذ اللحظات الاولى من الحرب حتى لا يستمر نزيف الدم، ولا دموع العيون. بذلنا كل ما في وسعنا ووجهنا نداء الى الشعوب والدول المختلفة المحبة للسلام، وايضا واصلنا الجهود الديبلوماسية على المستوى الدولي، بالتصريحات التي ادلى لها دولة رئيس مجلس الوزراء او من جانبي كوزير الخارجية لوقف هذا الاعتداء ووقف نزيف الدم في لبنان.

ندرك ونعلم يقينا دور لبنان الشقيق في صدور القرار الاخير 1701 الذي تأخر صدوره وكنا نتمنى ان يكون صدوره مسبقا. نحن في تركيا نؤيد البنود السبع المدرجة ضمن خطة دولة رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة لتحقيق السلام الدائم والشامل وايجاد حل جذري لهذا الموضوع.

في خلال المحادثات تم التطرق الى المساعدات الانسانية الضرورية كالطبية وما شابه. ونحن في خلال الحرب اوصلنا هذه الخدمات بقدر الامكان وسنظل نواصل تقديم الخدمات الانسانية وسنشارك في حملات اعادة الاعمار في المناطق المنكوبة التي تضررت جراء الحرب".

وختم بالقول: "مرة اخرى، انقل تحيات الشعب التركي والقوات التركية".

ولم يجب غول على سؤال الصحافيين حول ما اذا كانت تركيا ستشارك في قوات اليونيفل.

وزار وزير الخارجية التركي رئيس مجلس النواب نبيه بري في الحادية عشرة والنصف قبل الظهر في حضور مسؤول العلاقات الخارجية في حركة "امل" علي حمدان.

وقال غول بعد اللقاء: "ان سبب زيارتي هو اظهار تضامن ومساندة الحكومة التركية واشقائكم الشعب التركي للشعب اللبناني الشقيق، عقدنا اجتماعنا صباح هذا اليوم مع معالي وزير الخارجية وعقب هذا الاجتماع التقيت ايضا مع اخي رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ووجدنا فرصة لدراسة الموضوعات السائدة وايضا استفدنا من الخبرة والتجربة العريقة لدولة رئيس المجلس حيث ان له تجربة كبيرة في المنطقة وفي حوادث وموضوعات وتطورات المنطقة، وكان لقاء مفيدا بالنسبة الينا نحن، وقد اعرب رئيس المجلس عن شكره للدعم والمساندة التركية سواء في فترة الحرب، وافدت معاليه بأننا سنواصل كل المساعدات الانسانية الضرورية في الفترة المقبلة ايضا".

* هل ستشارك تركيا في القوة الدولية التي ستنتشر في الجنوب وهل تضع شروطا كبقية الدول لجهة منطقة خالية من السلاح؟

- تناولنا مثل هذه الامور سواء في اجتماعنا في وزارة الخارجية او مع رئيس المجلس في خلال اللقاء الذي تم منذ لحظات، كذلك تم الاتصال بين دولة رئيس مجلس الوزراء اللبناني ورئيس مجلس وزراء تركيا السيد رجب طيب اردوغان خصص لهذا الموضوع حيث طلب رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة من دولة رئيس مجلس وزراء تركيا المشاركة في القوات الدولية اليونيفل، وبعد ذلك نحن عقدنا سلسلة اجتماعات في مستويات مختلفة في تركيا لتقويم هذا الموضوع.

الى الآن لم نتخذ بعد قرارا نهائيا حول هذا الموضوع الا انه ينبغي ان تكون مهمة هذه القوات - اليونيفل القيام بحفظ السلام والامن وان يكون التعاون بين تلك القوات وبين الحكومة اللبنانية بموافقة رضى وارادة الحكومة اللبنانية والمشاركة ايضا في الخدمات الانسانية.

* هل ستجرون اتصالات مع سوريا وايران او حتى اسرائيل قبل المشاركة بقوات الطوارئ؟

- لم تنقطع الاتصالات في الفترة السابقة وهي لا تزال مستمرة ايضا سواء في فترة الحرب للوصول الى قرار وقف اطلاق النار مع رؤساء هذه الدول او مع وزراء الخارجية، ولا نزال نبذل الجهود الديبلوماسية وكان لنا اتصال مع الجانب الاسرائيلي، وسنتحرك بناء على رغبة الطوائف اللبنانية كافة والشعب اللبناني الشقيق.

هذا وأقام رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في الثانية بعد ظهر اليوم في السراي مأدبة غداء على شرف وزير خارجية فرنسا فيليب دوست بلازي، وتركيا عبدالله غول، وممثلي منظمة المؤتمر الاسلامي وزير خارجية ماليزيا سيد احمد البار وباكستان خورشيد ناسوري وسفير السنغال المعتمد في لبنان عبد الواحد أمباكي ومساعد وزير خارجية قطر محمد الرميحي. وشارك في المأدبة الوفود المرافقة للوزراء وعدد من الوزراء اللبنانيين. وتم خلال المأدبة التداول في التطورات الراهنة.

وفي الثالثة والنصف، غادر وفد منظمة المؤتمر الاسلامي ووزير الخارجية التركي عبدالله غول السراي دون الادلاء بأي تصريحات.

وكان وزير الخارجية التركي وصل الى السراي الكبير في الاولى والنصف حيث استقبله الرئيس السنيورة وعرض معه التطورات في لبنان وموضوع مشاركة تركيا في القوات الدولية وذلك بحضور وزير الخارجية فوزي صلوخ.

وفي الثالثة غادر وزير الخارجية الفرنسي السراي للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري على ان يعود الى السراي ويعقد اجتماعا مع الرئيس السنيورة في الرابعة عصرا.

 

رايس: خطة الامم المتحدة للسلام في لبنان "خطوة اولى جيدة" لتحقيق سلام دائم

 أ ف ب - 2006 / 8 / 16

 اعتبرت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في رسالة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" اليوم الاربعاء انه سيكون من الصعب تطبيق خطة الامم المتحدة للسلام في لبنان لكنها "خطوة اولى جيدة" في اتجاه سلام دائم في الشرق الاوسط. وقالت رايس ان القرار 1701 الصادر عن مجلس الامن الدولي الجمعة والذي ادى الى وقف الاعمال الحربية بين اسرائيل وحزب الله سيشكل فور تطبيقه "نكسة استراتيجية" لسوريا وايران اللتين "كانتا تسعيان الى اطالة امد الحرب وتكثيفها" فيما كان العالم يحاول وقفها.

واوضحت رايس انه خلافا لما حصل قبل عشر سنوات, في اشارة الى اخر وقف اطلاق نار تم التوصل اليه "تساعد المجموعة الدولية الحكومة اللبنانية على خلق الظروف من اجل سلام دائم واستقلال كامل وسيادة تامة, وارساء ديموقراطية فعلية واضعاف حزب الله والتقليل من فرص قيامه باعادة رص صفوفه وتسليح نفسه". واعتبرت رايس ان "الوقف الكامل للاعمال الحربية والافراج غير المشروط عن الجنديين الاسرائيليين الاسيرين (...) وزيادة عديد جنود حفظ السلام في جنوب لبنان بمعدل سبعة اضعاف" كلها امور حاسمة بالنسبة لنجاح خطة السلام على المدى القصير.

وقالت ان خطة السلام "ترسي المبادىء السياسية لضمان سلام دائم بدون وجود قوات اجنبية ولا اسلحة ولا سلطة في لبنان غير سلطة الحكومة اللبنانية التي تتمتع بالسيادة". وتابعت رايس "انه للمرة الاولى التي القت فيها المجموعة الدولية بكل ثقلها وراء اطار سياسي عملي يساعد الحكومة اللبنانية على تحقيق هذه المبادىء بما يشمل نزع اسلحة كل الميليشيات الموجودة على اراضيها". وقالت ان "الاتفاق الذي توصلنا اليه الاسبوع الماضي كان خطوة اولى جيدة, لكنها ليست سوى خطوة اولى" مضيفة ان الولايات المتحدة ستساعد في "جهود اغاثة الشعب اللبناني وسندعمهم بشكل كامل فيما يقومون باعادة اعمار بلدهم".

وتابعت وزيرة الخارجية الاميركية ان واشنطن رفعت "مساعدتها الانسانية العاجلة الى خمسين مليون دولار". وفيما اعلن حزب الله انتصاره في النزاع الذي استمر شهرا, رأت رايس ان الحزب الشيعي اللبناني لم ينل سوى "اللوم من العالم على التسبب بهذه الحرب".

 

"حزب الله": نرفض الخروج من جنوب نهر الليطاني وسلاحنا غير مطروح للنقاش

 وكالات - 2006 / 8 / 16  اعلن عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين فضل الله ان حزب الله يرفض الخروج من جنوب نهر الليطاني لأن عناصر الحزب هم من اهل الجنوب واي انسحاب لهذه العناصر يعني اخلاء هذه المنطقة من اهلها موضحا ان قضية سلاح الحزب ليست مطروحة للنقاش لا داخل الحكومة اللبنانية ولا غيرها، لافتا الى ان الاولوية الآن هي للاعمار ولنجدة الذين هجروا من مناطقهم.

وقال النائب فضل الله في حديث الى محطة "الجزيرة": "ان ابناء الجنوب لا يمكن ان يتركوا الجنوب واي دعوة لجعل جنوب الليطاني منطقة خالية من حزب الله يعني ذلك جعل جنوب الليطاني منطقة خالية من الجنوب، المقاومة التي قاتلت على الحدود ابناء القرى الذين دافعوا عن قراهم على الحدود لا يمكن ان يتركوا قراهم. اعني جيش في هذه المنطقة لم يستطع ان يهزم ابناء هذه المنطقة، لذلك الضغوط السياسية لن تستطيع ان تجعل ابناء المقاومة، ابناء الجنوب يتخلون عن قراهم التي دفعوا في سبيلها دما غاليا. لذلك لا نقاش الآن في موضوع سلاح المقاومة، واي نقاش يكون في الغرف المغلقة وليس في الخطابات وفي السجالات السياسية.

 

نصف مليون نازح على الاقل غادروا مراكز اللجوء في لبنان

 أ ف ب - 2006 / 8 / 16  قدرت المفوضية العليا للاجئين في بيروت اليوم الاربعاء بنصف مليون عدد اللبنانيين الذين غادروا مراكز النزوح التي كانوا لجأوا اليها خلال الهجوم الاسرائيلي, من اجل العودة الى الجنوب, ما تسبب بشلل تام لحركة السير على الطرق. وقالت المتحدثة باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة في لبنان استريد فان غنديرن ستورت لوكالة فرانس برس "غادر 60% من النازحين على الاقل مراكز الاستقبال منذ الاثنين". واضافت "عاد حوالى اربعين الف شخص كانوا نزحوا الى سوريا الى لبنان منذ الاثنين, وتمكن بين عشرين الى ثلاثين الفا من بلوغ قراهم في الجنوب, بحسب تقديراتنا. الا ان العديد منهم لا يزالون على الطرق عالقين في زحمة السيارات".

وكان الوصول الى صور في الجنوب من بيروت (83 كلم) الثلاثاء يتطلب اثنتي عشرة ساعة, مقابل ساعة تقريبا في الايام العادية وست ساعات الاثنين, بحسب ما افاد اشخاص قاموا بالرحلة. وكانت حركة السير الاربعاء لا تزال مشلولة, بسبب عدد السيارات ووضع الطرق والجسور المتردي نتيجة القصف الاسرائيلي. وافاد شاهد لوكالة فرانس برس ان طريق بيروت الدامور (20 كيلومترا جنوب بيروت) تستغرق اكثر من ساعة ونصف, وكان يمكن اجتيازها في عشرين دقيقة في الايام العادية. بينما تستغرق المسافة بين بيروت وصور حوالى خمس ساعات. وتبلغ مساحة لبنان 10452 كلم مربع, ويمتد على مسافة 200 كلم من الحدود الشمالية مع سوريا حتى الحدود الجنوبية مع اسرائيل. وقالت فان غنديرن ستورت "التقديرات صعبة جدا في جنوب البلاد لان العديد من الناس عالقون على الطرق. بالاضافة الى ذلك, هناك ارباب عائلات يتوجهون الى جنوب لبنان لتفقد منازلهم قبل ان يستقروا فيها مجددا ثم يعودون ادراجهم من اجل اصطحاب عائلاتهم". واشارت الى ان المفوضية تتابع احصاءاتها وتأمل بتكوين "فكرة افضل" عن الوضع بحلول نهاية الاسبوع. ونزح حوالى مليون شخص داخل لبنان وخارج الحدود منذ 12 تموز/يوليو بعد بدء النزاع بين حزب الله واسرائيل

 

حجم الخسائر نحو 9،5 مليـار دولار والاجراءات المصرفية رسخت الثقة

وكالات - 2006 / 8 / 16  رفع المنسق العام لمركز المساندة الاقتصادية فادي صعب تقريرا الى رؤساء الهيئات الاقتصادية اللبنانية عن آثار العدوان الاسرائيلي على لبنان والارواح والممتلكات والبنى التحتية، والذي أعدته وحدة المعلومات بالمركز لتقويم الاضرار التي لحقت بالاقتصاد الوطني حتى تاريخ 31/7/2006 ، ويتلخص على الشكل الآتي: فقد أدى العدوان الى استشهاد ما يزيد عن ألف ومئة مدني وإصابة أكثر من ثلاثة آلاف وستمئة، كما ادى الى نزوح ما يقارب المليون من مكان إقامتهم. وأمعن العدوان في تدمير البنى التحتية وفي المساكن والمنشآت المدنية، كما استهدف المؤسسات التجارية والصناعية والمنشآت العسكرية ومحطات توزيع المحروقات. وتعاظمت شدة الحصار البري والبحري والجوي على لبنان، مع ما تركه هذا الحصار من تداعيات على الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والانسانية. وقدر التقرير حجم الخسائر المباشرة وغير المباشرة بنحو 9،5 مليار دولار منها 2،5 مليار خسائر البنى التحتية والابنية السكنية والتجارية والصناعية وغيرها، والباقي تقديرات لخسائر القطاعات المختلفة وللخسائر غير المباشرة الناجمة عن خسارة الربح الفائت والاستثمارات المتوقعة وعائدات السياحة وغيرها.

وأثر هذا العدوان على المؤشرات الاقتصادية من مالية عامة، الى عمليات التخصيص، والوضع النقدي والمالي، فضلا عن أثر هذا العدوان على البيئة، وعلى حركة مرفأ بيروت والمطار، وعلى التصنيف الائتماني للبنان بحسب التقارير الصادرة عن مؤسسات التصنيف والشركات المالية العالمية، كما على حجم الاستثمارات في لبنان، وعلى حركة البورصة. وتناول التقرير الاضرار التي أصابت القطاعات الانتاجية من جراء هذا العدوان، فعرض للاجراءات التي اتخذها القطاع المصرفي في سبيل تلبية حاجات المودعين، وترسيخ الثقة بقدرته ومكانته. كذلك عرض اوضاع القطاع الصناعي الذي تعرض لتدمير عدد كبير من مصانعه، والصعوبات التي يلاقيها هذا القطاع جراء الحصار المفروض على لبنان. وتقدر الخسائر اليومية لهذا القطاع بنحو 30 مليون دولار. عدا عن الخسائر الاولية المباشرة التي قدرت حتى نهاية تموز بنحو 200 مليون دولار. اما خسائر القطاع السياحي فينحصر معظمها بخسارة العائدات المتوقعة من هذا القطاع الذي كان واعدا جدا خلال هذا الصيف والتي تقدر بنحو ثلاثة مليارات دولار، فضلا عن الاستثمارات المرتقبة في هذا القطاع.

واورد التقرير الخسائر في قطاع البناء التي تشكل البند الاكبر في حجم الخسائر الاجمالية، وهي تفوق الملياري دولار وفقا لحجم الدمار الهائل والمبرمج. وفي القطاع الزراعي الخسائر كامنة غير معلنة، وخصوصا ان مسرح العمليات العسكرية هي في الجنوب والبقاع، وهي مناطق زراعية ومصدرا اوليا للصناعات الغذائية. وتناول أثر الحصار في استيراد المشتقات البترولية، والازمة المعيشية والاجتماعية التي نشأت نتيجة لشح هذه المشتقات، كما عرض للواقع الاجتماعي الجديد من هجرة وبطالة ونزوح.

وخلص التقرير الى ان فداحة الخسائر تتطلب جهودا عالية محلية وعربية وعالمية للخروج من هذه المحنة، وقد بدأت التباشير الايجابية بالتبلور بالدعوات الى مؤتمرات دولية لمساعدة لبنان واعادة اعماره. كما أشار الى ان الخسائر غير المباشرة هي عالية جدا وتتطلب جهودا استثنائية لاعادة الثقة بالاقتصاد الوطني وإجتذاب الاستثمارات الى كل القطاعات الانتاجية فيه.

 

اعداد مقبرة لقتلى الحرب مجهولي الهوية في لبنان

رويترز - 2006 / 8 / 16  استمرت الهدنة في جنوب لبنان يوم الاربعاء فيما حفر عمال مقبرة مؤقتة لاكثر من 100 جثة مجهولة الهوية لاشخاص قتلوا خلال الحرب التي شنتها اسرائيل على لبنان في حين تسعى جماعات اغاثة جاهدة للوصول الى القرى المتضررة. وقال مسؤولو مستشفى في مدينة صور بجنوب لبنان ان الجثث ستوارى الثرى في مقبرة جماعية قرب ثكنات للجيش عند الظهر ما لم يطالب أقارب بها. ودفنت 72 جثة هناك في 21 يوليو تموز لاخلاء مشارح المستشفيات المكتظة. ودفعت الهدنة التي بدأ سريانها يوم الاثنين عشرات الالاف من النازحين معظمهم من الشيعة الى التوجه الى ديارهم بالرغم من أن القصف الاسرائيلي دمر بلدات وقرى كثيرة. وتحاول وكالات اغاثة مساعدة من عادوا فضلا عن ما يصل الى 120 الف شخص ظلوا في المنطقة الواقعة الى الجنوب من نهر الليطاني على بعد نحو 20 كيلومترا من الحدود الاسرائيلية أثناء الحرب.

وقال ديفيد اور المتحدث باسم برنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة "نجحنا في الوصول حتى رميش لكن ما زالت هناك قرى أخرى أبعد ولم يتم الوصول لها (بعد)." وكان البرنامج قد قام يوم الثلاثاء بايصال اكثر من 100 طن من الاغذية والمياه والوقود الى رميش وهي قرية حدودية على بعد 25 كيلومترا جنوب شرقي صور. وتكفي المؤن ستة الاف شخص لمدة شهر. وكانت القرية قد عزلت ولم يكن بها وقود لضخ مياه الابار مما اضطر الناس الى شرب مياه البرك في احدى المراحل. وقال اور ان قرى كثيرة سويت بالارض بالفعل. وأضاف "في بلدة عيتا الشعب فان ما بين 90 و95 في المئة من البلدة سوي بالارض. تم قصفها من عبر الحدود ثم حين دخل الاسرائيليون لبنان واصلوا قصفها (عيتا الشعب) بالدبابات والغارات الجوية." وقال اور ان كثيرا من الناس الذين بقوا في الجنوب تحركوا في نطاق المنطقة للجوء في صور او البلدات التي يغلب على سكانها المسيحيون والتي استثنيت نسبيا من القتال. وتابع قائلا "هناك أضرار بالغة لحقت بالبنية التحتية وهناك نقص كبير في القرى لكنني لا أعتقد أن الناس مكثوا في تلك (المباني) التي قصفت قصفا عنيفا. لقد فروا بأرواحهم."

وفي صور من المقرر أن يفرغ برنامج الاغذية العالمي سفينة ترسو في وقت لاحق يوم الاربعاء على متنها 24 شاحنة وأغذية ومياه ووقود من اجل 18 مستشفى.

 

الجيش اللبناني يرمم الجسور تمهيدا لانتشاره في الجنوب

 أ ف ب - 2006 / 8 / 16  افاد مسؤول عسكري كبير ان الجيش اللبناني بدأ يرمم الجسور ويجمع قواته اليوم الاربعاء من اجل انتشار وشيك في جنوب لبنان مع الانسحاب الاسرائيلي, تنفيذا لما ينص عليه القرار الدولي 1701. وقال المسؤول لوكالة فرانس برس ان "الجيش يجمع قواته شمال نهر الليطاني ويقوم بتحضيرات لكي يباشر بالانتشار عندما تحدد ساعة الصفر".

واضاف "هذه مراحل اولية وتحضيرية للانتشار في الجنوب والجيش سيتسلم بعض النقاط شمال الليطاني, لكي يعود لاحقا للانتشار جنوب النهر" الذي يبعد في بعض الاماكن حوالى ثلاثين كيلومترا عن الحدود مع اسرائيل. ويشكل الليطاني الخط الطبيعي الذي لم يسجل جنوبه اي انتشار فعلي للجيش منذ عقود. وقال المسؤول العسكري "بدأ الجيش مع وزارة الاشغال وهيئات مدنية والبلديات ورشة لترميم الجسور فوق انهر الدامور والاولي والزهراني والليطاني. وستصبح الجسور سالكة بين اليوم وغدا (الخميس)".

ودمرت هذه الجسور في القصف الجوي الاسرائيلي على مدى 33 يوما بعد 12 تموز/يوليو. واشار الى ان "لا امكانية لعبور الآليات على الطرق حاليا اذا لم ترمم" بالحد الادنى. وقال المسؤول ردا على ما تتناوله وسائل الاعلام لجهة تحديد موعد الانتشار الخميس "لا موعد محدد لبدء الانتشار بعد".

 

الحريري استقبل وزراء خارجية فرنسا وتركيا وماليزيا وباكستان: سنتقدم بدعوى ضد اسرئيل واطمئن اللبنانيين ان قتلة رفيق الحريري سيدفعون الثمن

قوى 14 آذار - 2006 / 8 / 16

 أجرى رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري محادثات اليوم مع كل من وزير الخارجية الفرنسية فيليب دوست بلازي ثم مع وزير خارجية تركيا عبدالله غول تناولت الوضع في لبنان و الجهود المبذولة لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.

و كان النائب الحريري استقبل الوزير الفرنسي عند الساعة الحادية عشر قبل الظهر في قريطم في حضور سفير فرنسا في لبنان بيرنار ايمييه .

و بعد اللقاء الذي استمر ساعة قال الوزير الفرنسي:"بداية أود أن اقول لكم انني مسرور جدا للقاء النائب سعد الحريري و هو صديق و رئيس للغالبية البرلمانية، و قد تطرقنا في محادثاتنا الى العدوان الذي رأيناه على الأرض و ايضا الى الخطوات الضرورية لتقوية هذه الديناميكية اللبنانية، أكان حيال الاتفاقات السياسية او التضامن الحكومي او اعادة بناء لبنان او لجهة رفع الحصار البحري و الجوي. لقد أجرينا جولة حول عدد من المسائل و كنت مسرورا جدا بلقاء النائب الحريري هنا في لبنان بكل محبة وود. بعد هذه المحادثات سألتقي شخصيات سياسية أخرى كرئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة و رئيس مجلس النواب نبيه بري و كذلك نظيري وزير الخارجية إضافة إلى عدد من وزراء الخارجية الموجودين في لبنان كوزيري خارجية تركيا و اندونيسيا و غيرهما. ان أهمية رفع الحصار البحري و البري أمر محوري لإعادة بناء البلد و لتنشيط الاقتصاد في لبنان و نحن نطلب من السلطات الإسرائيلية ان ترفع هذا الحصار البحري و الجوي عن لبنان و في الوقت نفسه نحن نطلب من الحكومة اللبنانية ان تبذل ما في وسعها للتأكد من انه لن يكون هناك تهريب للأسلحة بشكل خاص."

ثم تحدث النائب الحريري فقال:"لا شك ان فرنسا لعبت دورا كبيرا في وقف هذه الحرب على لبنان و قد شكرت وزير الخارجية على الدور الحقيقي و الجدي الذي لعبته فرنسا منذ اللحظة الأولى، و عملت لوقف الحرب التي شنت على اللبنانيين، و التي لم تفرق بين اللبنانيين و قتلت الأطفال و الشيوخ. و هنا أود ان اشكر جميع الذين صمدوا و الذين وقفوا الى جانب لبنان وأيضا اللبنانيين الذين تضامنوا مع بعضهم و كل لبناني قاوم بشكل أو بآخر. الهجوم الإسرائيلي كان هجوما على كل اللبنانيين و لكننا صمدنا ووقفنا مع بعضنا لكي نقف من جديد و ننتهي من هذه الحرب. اليوم علينا ان ننظر مع أصدقائنا الى المستقبل و ان نعطي أملا للشباب و للعائلات اللبنانية و لعائلات الشهداء، و لكل من دمرت أعماله بان لبنان سيعاد اعماره مرة جديدة بسواعد اللبنانيين و بمساعدة أصدقائنا مثل فرنسا التي ساعدت لبنان في كل لحظات المحنة التي مر بها و كانت فرنسا دائما تسعى الى الاستقرار في لبنان. و كما تعلمون هناك ملفات مهمة في هذه الفترة و هي تتعلق بالاعمار و إعادة الثقة بالبلد و إعادة اللبنانيين وجميع الأصدقاء الى هذا الوطن.

كذلك تحدثنا مع الوزير الفرنسي في موضوع المحكمة الدولية التي كان البعض متخوفا من عدم تشكيلها و انا أريد ان اطمئن اللبنانيين الى ان هذه المحكمة ستشكل بإذن الله و ان قتلة رفيق الحريري سيدفعون الثمن. و أننا نحن كتيار المستقبل سنتقدم أيضا بدعوى ضد اسرئيل بسبب الأضرار التي تسببت بها و لقتلتها اللبنانيين الأبرياء و سنستعيد حقنا من إسرائيل. نحن مع العدالة للجميع ومع أصدقائنا الذين وقفوا دائما الى جانبنا."

سئل النائب الحريري بالفرنسية:هل انتم خائف من الوضع القائم؟

أجاب بالفرنسية:" انا لست خائفا ونحن في لبنان لسنا خائفين، لقد ناقشنا مع معالي الوزير ضرورة البدء بالتطلع إلى المستقبل. هناك الحصار وهناك المساعدة التي يحتاجها لبنان للتقدم الى الأمام. لقد دمر لبنان من قبل آلة حربية طالت جميع اللبنانيين و المهم اليوم هو وضع خطة للتقدم. لقد كانت فرنسا دائما إلى جانب لبنان وكذلك الرئيس الفرنسي جاك شيراك والوزير دوست بلازي و لولا فرنسا لما حصلنا على وقف لإطلاق النار ولما حصلنا على قرار تمت إعادة صياغته مع اللبنانيين. لقد لعبت فرنسا دورا كبيرا وستستمر في ذلك مع الحكومة اللبنانية. المهم اليوم هو إعادة فتح المطار ورفع الحصار المفروض على لبنان. هناك عمل يجب أن تقوم به الحكومة اللبنانية من اجل تأمين سلامة المطار و المرفأ و كذلك على الحدود اللبنانية الجنوبية، و كذلك بعد خطاب الرئيس بشار الأسد يجب ان ننتبه أيضا إلى هذه الحدود لأنني اعتقد أن الرئيس بشار الأسد أطلق بالأمس تصريحا غير مسؤول."

ثم استقبل رئيس كتلة "المستقبل" النيابية وزير خارجية تركيا عبد الله غول في حضور السفير التركي في لبنان عرفان اكار .

وزير الخارجية التركي قال بعد اللقاء:" ان سبب زيارتنا هو إظهار التأييد و المساندة للحكومة اللبنانية و للشعب اللبناني الشقيق و لهذا المنزل المبارك الذي له ذكريات كبيرة عندي و الذي نزوره كلما أتينا إلى لبنان، و نذكر الإنجازات الكبيرة التي قام بها الراحل الكبير المغفور له الرئيس رفيق الحريري للبنان و لشعبه الشقيق. لقد كان الرئيس الحريري خير صديق لتركيا و لنا أيضا. كان لقائي مع الأخ سعد الحريري لقاء مفيدا حيث بحثنا المسائل والمواضيع التي تمت دراستها ومناقشتها مع وزير الخارجية اللبناني و رئيس مجلس النواب، و سنكون على اتصال دائم و في مشاورات مستمرة فيما بيننا.لقد تم التأكيد على أهمية تنفيذ القرار 1701 تمهيدا لتحقيق السلام الشامل و الدائم و الحل الجذري للمشاكل في المنطقة."

سئل :هل ستشارك تركيا في إرسال قوات دولية الى لبنان؟

أجاب:"لقد جرى اتصال هاتفي بين رئيس مجلس الوزراء اللبناني و رئيس وزراء تركيا حول هذا الموضوع و الجهات الرسمية في تركيا، و إننا لا نزال في مرحلة البحث و التقييم و حتى الآن ليس لدينا قرار نهائي بهذا الشأن." من جهة ثانية استقبل النائب الحريري ظهر اليوم في قريطم على التوالي كلا من السفير المصري في لبنان حسين ضرار و السفير السعودي عبد العزيز محي الدين خوجا وعرض معهما آخر المستجدات على الساحتين المحلية و الاقليمية . وبعد ظهر اليوم، استقبل النائب الحريري في قريطم وزير خارجية ماليزيا سيد حميد البار يرافقه سفير ماليزيا في لبنان محمد عبد الحليم بن عبد الرحمن و قنصل ماليزيا العام في لبنان عمر الجندي. بعد اللقاء قال الوزير الماليزي:"لقد كان لقاء جيدا جدا مع النائب الحريري تبادلنا خلاله وجهات النظر ولطالما كانت لنا علاقات جيدة مع لبنان منذ أيام الرئيس الشهيد رفيق الحريري. و اليوم مع نجله النائب سعد الحريري و نود ان نعرف ما الذي تستطيع ان تقوم به ماليزيا وهي صديقة للحكومة اللبنانية و للشعب اللبناني لمساعدة هذا البلد و سأنقل إلى حكومتي ما دار خلال هذا اللقاء."

و التقى النائب الحريري بعد ذلك وزير خارجية باكستان خورشيد قاصورين في حضور سفيرة باكستان في لبنان أسمى انيسة . بعد اللقاء قال الوزير قاصورين:"لقد عقدت لقاء مع النائب الحريري، وكما تعلمون إن لوالده أصدقاء كثر في باكستان، وفي المرة السابقة التي أتيت فيها الى هنا كانت لتقديم التعازي باستشهاد والده. لقد كانت المناقشات اليوم مثمرة و أنا اعني ما أقوله بذلك. لقد التقيت اليوم رئيس الجمهورية و رئيس مجلس النواب و رئيس مجلس الوزراء كما التقيت الرئيس بشار الأسد أمس، و كنت أحاول ان اكوّن صورة شاملة وواقعية للوضع و قد ساعدني هذا الاجتماع كثيرا على ذلك. وكصديق للشعب اللبناني أود القول ان شعب باكستان والقيادة الباكستانية مهتمة كثيرا بما يجري في لبنان. و هذا أمر نابع من أعماق قلوبنا و ليس فقط من عقولنا. و نحن منذ اليوم الأول للحرب حاولنا ان نلعب دورا متواضعا على المستويات السياسية والدبلوماسية و الإنسانية وانا آمل بصدق ان لا يفوت المجتمع الدولي الفرصة و لا ينتظر حصول جولة جديدة من إراقة الدماء، و انه يجب عليه الآن التوجه إلى الهدف المتمثل بالقضية الفلسطينية. و اذا لم يتم حل هذه القضية فالمواضيع الأخرى تبدو نسبيا اصغر واعتذر عن قول ذلك وفي بعض الحالات قد تحوِّل الأنظار عن المشكلة الأساسية وعلى المجتمع الدولي ان يغتنم هذه الفرصة. اما فيما يتعلق بباكستان فإنها تدعم الحل المتمثل بقيام دولتين تعيشان بسلام ولكن هذا أمر لن يتحقق فعلا ألا من خلال قيام دولة فلسطينية مستقلة.اما فيما يتعلق بهواجس النائب الحريري فانا سأنقلها الى رئيس الجمهورية و رئيس الوزراء في باكستان. وكان النائب الحريري قد عرض التطورات مع السفير الروسي في لبنان سيرغي بوكين وبحث معه سبل تطبيق القرار 1701 و إمكانية مشاركة روسيا في القوات الدولية المقرر إرسالها الى الجنوب.

 

فيما الصواريخ الإيرانية تتدفق على مطار الحجاج القديم

 عواصم القرار تتحدث عن سقوط وشيك لنظام الأسد

 دمشق - باريس - »السياسة«: افادت مصادر شديدة الاطلاع في العاصمة السورية »السياسة« ان ما بين سبع الى ثماني طائرات شحن عسكرية ايرانية اخذت تهبط في الآونة الاخيرة على مدرجات مطار دمشق القديم, الذي أصبح مطارا للشحن ولنقل الحجاج, وبشكل يومي منتظم. واضافت المصادر ان هذه الطائرات تصل إلى المطار القديم محملة بالصواريخ من مختلف الاعيرة والمسافات, كان الحرس الجمهوري الذي يقوده ماهر الأسد شقيق رئيس النظام, يتسلمها ويضعها في مخازنه.

واعربت المصادر عن اعتقادها بان هذ الصواريخ لن تجد طريقها الى »حزب الله« في لبنان, في ظروف الحصار الجوي الاسرائيلي عليه, بل الى مخازن الحرس الجمهوري اذ تتوقع طهران ودمشق حدوث امر كبير من الان وحتى الخامس عشر من شهر سبتمبر المقبل, قد يستدعي استخدام هذه الصواريخ للدفاع عن النظام الحاكم.

وفي هذه الاثناء, كما تقول المصادر, انشأ ماهر الأسد وحدات عسكرية خاصة من الحرس الجمهوري مهمتها مراقبة سلامة النظام وحمايته. وقد تم نشر هذه القوات في جبلي قاسيون, وفي المكان المشرف على منزل رئيس النظام, وفي مداخل دمشق وخارجها.

على هذا الصعيد المتصل ابلغت شخصيات اميركية وفرنسية كبيرة جهات سياسية لبنانية ان النظام السوري الحالي سيتم اسقاطه بطريقة مختلفة عن الطريقة التي اسقط بها صدام حسين في العراق, وقالت ان اسقاط الاسد سيتم عن قضية اغتيال الحريري والثابت ان الاسد نفسه هو الذي أعطى الامر بقتله, وتم تنفيذه عن طريق ماهر الاسد وآصف شوكت بالتعاون مع جميل السيد مدير عام الأمن العام اللبناني السابق والمسجون حاليا . كما أفادت هذه الشخصيات انه في غضون شهر ونصف سيتم تشكيل المحكمة الدولية التي ستنظر في قضية اغتيال الحريري, وقالت ان هذه المحكمة ستصدر فور تشكيلها اللائحة الظنية التي ستتضمن اسم رئيس النظام السوري بشار الأسد كمتهم اول يليه اسم اخيه ماهر وصهره آصف, وبموجب هذه اللائحة ستستدعي المحكمة الدولية الاسد للمثول امامها والخضوع للمحاكمة.

 

حالوتس يلمح الى البقاء شهورا في الجنوب والأمم المتحدة تسعى إلى نشر عاجل لمقدمة القوات الدولية/ إسرائيل تهدد باجتياح لبنان اذا لم ينزع سلاح "حزب الله"

 بيروت- »السياسة«:عواصم- الوكالات: هددت اسرائيل باستئناف هجومها البري على لبنان اذا لم تقم الحكومة اللبنانية والامم المتحدة بنزع سلاح »حزب الله« ونقلت صحيفة »جيروزالم بوست« الاسرائيلية امس عمن وصفته بانه »مسؤول في مكتب رئيس الوزراء قوله ان اسرائيل ستستأنف عملياتها العسكرية في لبنان ما لم تتمكن قوة الامم المتحدة المزمع نشرها في الجنوب اللبناني من نزع سلاح »حزب الله« اللبناني. ويأتي التحذير الاسرائيلي رداً على التقارير التي اوردتها وسائل اعلام اسرائيلية وافادت بان رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة توصل الى اتفاق مع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ويسمح هذا الاتفاق للحركة بالابقاء على سلاحها دون عرضها على الملأ. وقال المسؤول الاسرائيلي ان الاتفاق يعد خرقا لقرار الامم المتحدة رقم 1701 الذي دخل حيز التنفيذ الاثنين ووضع حدا لاكثر من شهر من القتال العنيف بين القوات الاسرائيلية ومقاتلي حزب الله واضاف »ان القرار واضح فهو ينص على ابعاد حزب الله عن المنطقة الحدودية وحظره وتفكيكه«.

وحذر المسؤول الاسرائيلي من انه »في حال لم يتم تنفيذ القرار فسنضطر الى العمل في سبيل الحيلولة دون اعادة تسليح حزب الله, يجب ان يكون هناك ضغط على حزب الله لنزع سلاحه والا فستكون هناك جولة اخرى من القتال. من جانبه قال اللفتنانت جنرال دان حالوتس رئيس اركان الجيش الاسرائيلي ان اسرائيل ستوقف الانسحاب من جنوب لبنان اذا لم يتم نشر قوات من الجيش اللبناني هناك في غضون ايام. نقل راديو اسرائيل امس الاربعاء عن اللفتنانت جنرال دان حالوتس رئيس اركان الجيش الاسرائيلي قوله ان اسرائيل مستعدة لابقاء قوات في جنوب لبنان لاشهر الى ان يتم نشر قوة دولية.

لكن نائبه قال عندما سئل في مقابلة مع راديو الجيش توضيح الجدول الزمني للانسحاب ان القوات الاسرائيلية ستنسحب من لبنان في غضون اسابيع على الارجح. وفي وقت سابق نقل راديو اسرائيل عن حالوتس قوله امام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست, اسرائيل ستترك قوات في لبنان الى حين وصول القوة المتعددة الجنسيات حتى وان استغرق هذا شهورا. وفي مقابلة اذاعها راديو الجيش قال الميجر جنرال موشيه كابلينسكي نائب حالوتس انه لزاما على الجيش ان يتخذ استعداداته لاحتمال البقاء بلبنان لفترة طويلة لكنه اضاف »لا اظن ان الامر سيستغرق منا عاماً »لمغادرة لبنان« وانما سيستغرق فترة اقل بكثير اعتقد انها مسألة اسابيع.

وقال مسؤول عسكري ان اسرائيل تقوم حاليا بسحب قوات الاحتياط التي تقدمت الى الجبهة الامامية واستبدالها بالقوات النظامية العادية في جيش الدفاع وذلك لأن معظم أفراد قوات الاحتياط هم من الأشخاص المدنيين العاديين الذين لهم أعمالهم وشؤونهم الخاصة التي يريدون العودة لها. وأكد الكابتن ميتش بيلسير من الجيش الإسرائيلي أن وقف إطلاق النار مازال متماسكاً حتى الآن بعد مرور يومين على سريانه وأن الناس يعودون إلى منازلهم في شمال إسرائيل فيما دبت الحركة من جديد في الشوارع. ورغم هذه التصريحات انسحبت القوات الإسرائيلية من مواقع جديدة في جنوب لبنان ممهدة الطريق أمام دخول قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إلى بعض المناطق وصرح مسؤولون إسرائيليون بأن الخطة تقضي بنشر قوات الطوارئ التابعة للأمم المتحدة في لبنان المعروفة باسم »يونيفيل« خلال اليومين المقبلين في بعض المواقع الإسرائيلية التي لا يعتبرها الجيش مواقع ستراتيجية مهمة. وذكر المسؤولون أنه في الوقت نفسه على الجيش اللبناني أن يبدأ انتشاره عند نهر الليطاني في جنوب لبنان ثم يتحرك ببطء جنوباً مع انسحاب الجيش الإسرائيلي.

وصرح مصدر سياسي لبناني رفيع في بيروت بأن الجيش اللبناني سيبدأ في تحريك 15 ألف جندي جنوبي نهر الليطاني اليوم. واعتبر الجيش الإسرائيلي أنه حقق »انتصاراً مهماً« لكن »ليس مدوياً« في الحرب التي شنها على حزب الله في لبنان ودامت 34 يوماً. وقال مسؤول عسكري كبير أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست »لقد حققنا انتصارا مهما لكن ليس مدويا«. وزعم الجيش الإسرائيلي أن جنودا إسرائيليين قتلوا قائداً عسكريا بارزاً في حزب الله قبل ساعات قليلة من سريان الهدنة وقال متحدث باسم الجيش إن الجنود قتلوا ساجد دواير قائد القوات الخاصة لحزب الله في وقت مبكر من يوم الاثنين لكنه امتنع عن اعطاء مزيد من التفاصيل أو ذكر سبب تأجيل الجيش إذاعة النبأ. لكن قائد المنطقة الشمالية العسكرية في شمال إسرائيل أودي آدم اعتبر أن القوات البرية الإسرائيلية دخلت متأخرة إلى جنوب لبنان, وقال: »كان على القوات البرية أن تدخل في وقت مبكر وكان يجب استدعاء الاحتياط في وقت سابق وإعداد الجيش وتجهيز قوة يمكنها القيام بالمهمة , إننا أخطأنا بكل ذلك«. وتحت ضغط إرسال قوات إلى لبنان على وجه السرعة تسعى الأمم المتحدة لنشر 3500 جندي إضافي في جنوب البلاد خلال أسبوعين للإشراف على الهدنة الهشة وانسحاب القوات الإسرائيلية.

وتقوم فرنسا بدور محوري في العملية لكنها لم تعلن بعد أنها ستقود قوات الأمم المتحدة الموسعة في لبنان, وأمس اجتمع فريق فرنسي للتخطيط العسكري مع مسؤولي الأمم المتحدة لبحث سبل تطبيق القرار ,1701 كما التقت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني التي تخشى من أن يملأ مقاتلو حزب الله الفراغ في جنوب لبنان لدى انسحاب القوات الإسرائيلية مع كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة لبحث خطة نشر القوات. وأعرب هادي عنابي مساعد الأمين العام لشؤون حفظ السلام عن أمله في نشر قوة متقدمة قوامها 3500 فرد خلال عشرة أيام أو 15 يوماً للمساعدة على انسحاب القوات الإسرائيلية ليحل الجيش اللبناني محلها. وقال عنابي: »الخطوات الأولية يمكن أن تؤخذ قبل عملية النشر إذا توفرت الإرادة السياسية. سنكون سعداء جداً إذا وافقت فرنسا على المشاركة بشكل ملموس لتكون بمثابة العمود الفقري للقوة«. وقال مسؤول كبير في الأمم المتحدة طلب عدم نشر اسمه نظراً لطبيعة المفاوضات الحساسة أن دولا غربية أخرى بالإضافة إلى تركيا وماليزيا وإندونيسيا لمحت إلى رغبتها في المشاركة شريطة اشتراك فرنسا أولاً. في غضون ذلك بلغ العائدون إلى لبنان عبر سورية اليومين الماضيين 27236 شخصاً من بينهم 1528 شخصاً من الرعايا العرب والأجانب الذين لجأوا إلى سورية إثر العدوان الإسرائيلي على لبنان. وأوضحت إحصاءات إدارة الهجرة والجوازات في وزارة الداخلية السورية أن مركز الهجرة والجوازات في جديدة يابوس شهد أكبر حركة في العبور, حيث وصل عدد المغادرين باتجاه لبنان إلى 15240 شخصاً. وكانت المعابر الحدودية السورية مع لبنان قد شهدت حركة كثيفة بعد قرار الآلاف من الوافدين اللبنانيين مغادرة سورية بعد صدور القرار .1701

 

 مطالبات بحل الكنيست والصحافة تواصل مهاجمة أولمرت

 الإسرائيليون يريدون استقالة بيريتس وحالوتس يرفض تحويله الى "كبش فداء"

 القدس المحتلة - الوكالات: اظهرت استطلاعات الرأي امس ان غالبية الإسرائيليين يريدون ان يستقيل وزير الدفاع عمير بيريتس وتشكيل لجنة تحقيق في اداء اسرائيل في الحرب التي استمرت شهرا مع حزب الله في لبنان.

وقال سبعون في المئة من الإسرائيليين انهم يختلفون مع قرار الحكومة بقبول الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة دون إعادة الجنديين الإسرائيليين اللذين خطفهما حزب الله في هجوم عبر الحدود يوم 12 يوليو والذي فجر الحرب. وواجه ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي وهو سياسي مخضرم تنقصه الخبرة العسكرية التي امتلكها كثيرون سبقوه في رئاسة الوزراء انتقادات شديدة في الداخل لفشله في توجيه ضربة قاتلة لحزب الله وقبوله الهدنة. وتدنت شعبية أولمرت بشكل كبير اثناء الحرب. وفي استطلاع نشر في صحيفة معاريف قال 40 في المئة فقط انهم سعداء باداء اولمرت بدلا من 80 في المئة في يوليو بينما قال 28 في المئة فقط انهم راضون عن اداء وزير الدفاع بدلا من أكثر من 60 في المئة الشهر الماضي. وطبقا لمعاريف يرى نحو نصف الاسرائيليين أي 49 في المئة أن اولمرت هو المسؤول عن فشل اسرائيل في الصراع.

وفي استطلاع اخر للرأي نشرته صحيفة يديعوت احرونوت طالب 41 في المئة باستقالة اولمرت وارتفعت النسبة المطالبة باستقالة بيريتس الى 57 في المئة.

وقال 66 في المئة في استطلاع معاريف ان هذه الحرب لم ينتصر فيها احد . وقالت اغلبية بسيطة بلغت 53 في المئة ان اسرائيل كان عليها ان تستمر في الحرب بدلا من قبول الهدنة. بينما قالت يديعوت احرونوت ان 69 في المئة من الاسرائيليين طالبوا بضرورة تشكيل لجنة رسمية »للتحقق في اداء القيادات السياسية والعسكرية«. وبادر بيريتس الى الدفاع عن رئيس اركان الجيش الجنرال دان حالوتس الذي يتعرض لحملة انتقادات بعد ان كشفت وسائل الاعلام عن صفقة خاصة قام بها في البورصة مع اندلاع الحرب في لبنان.

وافاد بيريتس في بيان ان »اهتمام الجنرال منصب كليا على الحرب وانجاز المهام الموكلة للجيش«الاسرائيلي مشددا على انه بحث مع الجنرال حالوتس في الوقائع التي اخذت عليه.

وشنت وسائل الاعلام حملة على الجنرال حالوتس المتهم ببيع اسهم قبيل اندلاع الحرب بين اسرائيل وحزب الله في لبنان في الثاني عشر من يوليو. وتحولت القضية في البرلمان الاسرائيلي الى فضيحة حتى ان النواب طالبوا بتحقيق في حين اكتفى الوزراء بالقول ان اقالته غير ملائمة. وافادت اذاعة الجيش الاسرائيلي انه حتى داخل هيئة اركان الجيش, طالب بعض المسؤولين العسكريين باستقالة الجنرال حالوتس فورا في حين دافع عنه اخرون.

من جانبه قال نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي شيمون بيريس ان اسرائيل حققت اهدافها في الحرب في لبنان وان حزب الله خسر اكثر من نصف قوته المقاتلة. واضاف بيريس في مؤتمر صحافي اثناء زيارته لمدينة اتلانتا بولاية جورجيا الاميركية لجمع تبرعات لشمال اسرائيل (انهم »حزب الله« ظنوا انهم سيجعلون اسرائيل تجثو على ركبتيها لا اقول انها كانت مهمة سهلة لكننا تحملناها ونشعر اننا خرجنا منها في وضع جيد عسكريا وربما في وضع افضل سياسيا). هل الحرب كانت نجاحا للعلاقات العامة لاسرائيل فقال ان الامر الاكثر اهمية هو كسب معركة عسكرية وقال انه واثق ان قوة للامم المتحدة سيكون بمقدورها حماية حدود اسرائيل الشمالية وان ذلك يرجع جزئيا الى انها حصلت على تفويض اكثر قوة.

ومضى قائلا: »جنوب لبنان ليس قطعة ضخمة من الارض لكن نشر 30 ألف جندي في هذه القطعة من الارض سيعني ملء هذه المنطقة... الامم المتحدة اعطت يونيفيل سلطة لم تكن لديها«. كما دافع آفي ديختر وزير الامن الداخلي الاسرائيلي عن رئيس الاركان ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن ديختر قوله »ان قضية مضاربة رئيس الاركان الاسرائيلي الجنرال دان حالوتس في البورصة الاسرائيلية لبيع اسهمه في وقت الحرب مسألة اخلاقية من الدرجة الاولى«. واضاف انه من السابق لاوانه التعامل مع هذه القضية وانه يجب التريث الى ما بعد عودة جميع جنود الجيش الاسرائيلي من لبنان مؤكدا انه »لا يعقل ان ينشغل القائد الاعلى للجيش في مثل هذه الايام بهذه القضية بدلا من العمل على تنفيذ قرارات المستوى السياسي«.

وحول تشكيل لجنة للتحقيق فيما جرى خلال الحرب الاخيرة اعرب ديختر عن اعتقاده انه يجب بحث هذا الموضوع ايضا »بعد عودة آخر جندي من الجيش الى البلاد من الجنوب اللبناني«. ونسبت الاذاعة الاسرائيلية في الوقت نفسه الى من وصفتهم بمقربين من حالوتس قوله انه يرفض ان يكون »كبش الفداء في اعقاب الحرب« الى ذلك قدم عضو الكنيست الاسرائيلي يوري ارئيل من كتلة الاتحاد الوطني مشروع قانون يطالب بحل الكنيست. ونقل راديو »صوت اسرائيل« عن النائب قوله انه يطالب بحل الكنيست على خلفية ما اسماه ب¯ »تقصيرات المستوى السياسي« في معالجة الازمة الاخيرة في المنطقة الشمالية. من جهته قال الكاتب الاسرائيلي الشهير رؤوبين بدهتسور في مقال بصحيفة »هآرتس« نشرته ان فشل الولايات المتحدة في حرب فيتنام بدأ يتضح عندما تبنى الجنرال فستمور لاند قائد القوات الاميركية في فيتنام نهج »احصاء الجثث« كبديل للانتصارات العسكرية.. عندما لم يكن بامكانه الاشارة الى انجازات في ارض المعركة قام هذا القائد بارسال عدد جثث جنود الفيتكونغ »الثوار« الفيتناميين الذين قتلهم جنوده يوميا الى واشنطن. واضاف رؤوبين »في الاسابيع الاخيرة تبنى الجيش الاسرائيلي كما تبين لنا نهجه هذا عندما يقوم الجيش الاكبر والاقوى في الشرق الاوسط بخوض منازلة طوال اكثر من اسبوعين مع 50 مقاتلا من حزب الله في بنت جبيل ولا ينجح في اخضاعهم .. لا يتبقى امام قادته الا الاشارة الى عدد جثث مقاتلي العدو«. واضاف »زئيف شيف الخبير العسكري الستراتيجي الاسرائيلي قال لنا في صحيفة هآرتس يوم 11 اغسطس اننا تلقينا صفعة لكن يبدو ان المصطلح الاكثر ملاءمة هو ضربة قاضية وليس صفعة نحن لسنا امام فشل عسكري فقط, هذا فشل ستراتيجي لم تتضح بعد تبعاته واسقاطاته السلبية بعيدة المدى ومثل الملاكم بعد ان يتلقى الصدمة نحن مازلنا جاثمين على الارض في شبه اغماء محاولين فهم ما حدث لنا«.

 

رغم ضغوط الرئيس السوري لتفجير حرب أهلية في لبنان

استحقاقا الملف النووي واغتيالالحريري على أبواب دمشق وطهران

 لندن-كتب حميد غريافي:السياسة

لم يكن لبنان منذ صمت مدافع حربه الأهلية قبل 16 عاماً أقرب إلى حرب أهلية ثانية كما هو اليوم, في خضم هذين الاصطفافين الداخليين والخارجيين في جبهتين متحفزتين للانقضاض كل منهما على الأخرى جبهة حزب الله -دمشق-طهران المعزولة والمحاصرة دولياً وعربياً التي تحاول قلب هزيمة الحرب إلى »نصر مبين« يطل برأسه توهماً من تحت أنقاض دولة بكاملها وعلى أشلاء آلاف الضحايا من قتلى وجرحى ومئات آلاف المهجرين, وجبهة »الرابع عشر من آذار« المحاكمة في بيروت المدعومة من المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة وفرنسا والأمم المتحدة والدول الأوروبية والدول العربية القوية مثل المملكة العربية السعودية ومصر والأردن ودول الخليج وليبيا والمغرب, التي تحاول وضع أصابع الجبهة الأولى المقابلة على جراح »الهزيمة النكراء« وعلى الكارثة الحقيقية الناجمة عن هذه »المغامرة« الخارجية بل المقامرة الثلاثية بمصير وحياة ومستقبل دولة وشعب بكاملهما.

وفيما يضغط الرئيسان السوري بشار الأسد والإيراني محمود أحمدي نجاد على حسن نصر الله لتصوير »صموده« في جنوب لبنان بأنه »ام الانتصارات في كل العصور«, لمنعه الجيش الإسرائيلي ثلاثين يوماً من بلوغ ضفة نهر الليطاني الجنوبية التي وصل إليها أخيراً بأنه »إنجاز عسكري لم يسبق له مثيل منذ عهد »أبينا آدم وأمنا حواء«, وفيما يرفعان وتيرة »البروباغندا الغوغائية« غير المستندة إلى أي منطق أو عقل للتأكيد على »نصر كاذب« خسرا فيه جنوب لبنان بكامله إلى »الأميركيين والإسرائيليين« الذين يستعدون لاحتلاله »قانونياً« عبر القوات الدولية, ومقومات »إقليمهما الشيعي« الذي بنوه طوال عشرين عاماً ب¯»المال والسلاح الإيرانيين الحلال«, وبالمؤمرات السورية التدميرية والإرهابية ضد عدد هائل من قادة لبنان, والذي يستعد الجيش اللبناني »لاحتلاله« تمهيداً لنزع سلاح حزب الله متى نضجت الظروف, وفقدا معه كل خططهما السرية والعلنية لتحويل لبنان إلى خط دفاعهما الأول عن نظاميهما »الإرهابيين« حسب التصنيفات الدولية والعربية, الهشين المتداعيين - فيما يكذب الأسد ونجاد على نفسيهما بهذا الشكل المأساوي الأعمى, يزداد التراص المقابل في صفوف اللبنانيين المذهولين أمام هذا الإصرار غير المرتد على التكاذب, كما ترتفع حدة التضامن والإصرار الدوليين والعربيين على وضع »خاتمة سريعة لأحزان لبنان« عبر الإثبات لهذين »الزعيمين الأوحدين« وحصانهما الجامح والمدفوع إلى سباقه بعكس التيار الجارف, أنهم سقطوا في الفخ المنصوب لهم جميعاً ولم يبق أمامهم إلا فترة محددة لبلوغ مرحلة الانهيار التام.

وذكرت أوساط ديبلوماسية خليجية في أبو ظبي أمس الأربعاء تعليقاً على خطاب بشار الأسد في اليوم السابق وتحديداً على قوله إن »المعركة الحقيقية بدأت الآن بعد كشف المواقف والفرز الذي حصل« أنه »فعلا يشعر ببداية معركة الفصل هذه, لكنه يفسرها خطأ كعادته أو كما يتمنى أن تكون, رغم إدراكه أن كل مسارات العالم اليوم تتجه بعكس مساره, وأن المعركة الحقيقية ستكون بعد هذه الحرب الطاحنة لإسقاط نظامه الذي سينجرف في وقت قريب مع النظام الإيراني المترنح في أيامه الأخيرة«.

وقالت الأوساط إن المجتمعتين الدولي والعربي »مجمعان على أن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان ستغير وجه المنطقة على المدى المنظور, وأن على بشار الأسد -حسب قول وزيرة خارجية إسرائيل تسيبي ليفني ونظيرتها الأميركية كوندوليزا رايس وسواهما- أن يعي بعد اليوم أن لبنان يحلق في اتجاه آخر بعيداً عن مطامعه وأهدافه وأحلام يقظته المشوشة, وأنه لن يكون بوسعه بعد الآن أخذ لبنان رهينة كما فعل طوال ثلاثين عاماً من احتلاله بالحديد والنار والتآمر والقمع, كما أن حربه هذه على إسرائيل هو وحليفه الإيراني من لبنان لن تتكرر«.

ونقلت الأوساط الديبلوماسية الخليجية عن مسؤولين عرب كبار قولهم إن »العالم العربي, قبل المجتمع الدولي, لم يعد يقبل بوجود أمثال حزب الله بين ظهرانيه ينخر مصير شعوبه ودولته وينفث سموماً إيرانية وبعثية لا حدود لحقدها على تلك الدول والشعوب, وبالتالي, فإن كل خطب حسن نصر الله وبشار الأسد ومحمود أحمدي نجاد لن تستطيع بعد اليوم إحياء الميت الذي دفن«.

الملف النووي واغتيال الحريري

وكشفت الأوساط النقاب ل¯»السياسة« في اتصال بها أمس من لندن عن أن »الخطوتين العاجلتين اللتين يسعى المجتمع الدولي والدول العربية للقيام بهما الآن هما الإسراع في إقفال الملف النووي الإيراني داخل مجلس الأمن في أواخر هذا الشهر بشكل حاسم عبر استصدار قرار دولي بالإجماع يفرض عقوبات لم يسبق لها مثيل على نظام طهران استناداً إلى البند السابع من القانون الدولي المتضمن استخدام القوة العسكرية للتنفيذ, مع إمهال إيران فترة قصيرة لوقف تخصيب اليورانيوم وتسليم معداتها إلى لجنة الطاقة الدولية الذرية في فيينا, وإلا فإن هذا المجتمع الدولي سينفذ قراره هذا بالقوة«.

أما الخطوة العاجلة الأخرى »فستفاجئ سورية في منتصف سبتمبر المقبل عندما يحين موعد تقديم رئيس لجنة التحقيق الدولية سيرج بيراميرتس تقريره إلى مجلس الأمن, إذ تتوقع أوساط قريبة من الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان المشرف على لجنة التحقيق هذه, أن يعلن القاضي الدولي أسماء المتهمين الأربعة من القادة الأمنيين السوريين وعلى رأسهم رستم غزالي وجامع جامع باغتيال رفيق الحريري واستدعاء مسؤولين آخرين بينهم نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ووزير الخارجية الراهن وليد المعلم ورئيس جهاز الاستخبارات العسكرية آصف شوكت صهر بشار الأسد وشقيقه ماهر قائد الحرس الجمهوري إلى المحكمة الدولية ك¯شهود«.

ونقلت الأوساط الخليجية عن أحد أعضاء الوفد الأميركي في الأمم المتحدة قوله: »إن اذنيهما (نجاد والأسد) بين أصابعنا, وعليهما - أقرب مما يتصور الجميع- أن يواجها مصيريهما القاتمين, وعلى المجتمع الدولي أن يرد إليهما بضاعتهما في أقرب فرصة ممكنة قد لا تتجاوز نهاية هذا الشهر ومنتصف الشهر المقبل«, في إشارة إلى موعدي إحالة الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن, وتقديم براميرتس تقريره بعد ذلك بخمسة عشر يوماً.

وقالت الأوساط: »أما بالنسبة لحصان طروادة إيران وسورية في لبنان, حزب الله, فإن وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي (الذي وصل إلى بيروت أمس), عبر عن المجتمع الدولي والدول العربية صراحة بالحدود التي لا تقبل بأقل منها, حين أكد أن »حزب الله سينكفئ ويسلم سلاحه«, كما أكد الناطق بلسان الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دو جاريك في الوقت نفسه أن »تنفيذ القرار 1559 الذي يتضمن نزع سلاح الميليشيات سيكون من مسؤولية الحكومة اللبنانية«, مستدركاً بالقول »...مع الدعم القوي من القوات الدولية (اليونيفيل), وسنكون موجودين في (لبنان) لمنح ذلك الدعم القوي, خصوصاً فور حصولنا على المزيد من القوات على الأرض« التي ستكون مكتملة قبل نهاية هذا الشهر«.

وذكرت الأوساط أن »الموقف الأميركي حيال مصير حزب الله أيضاً, تكرر مرة أخرى أول من أمس على لسان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ولش, حين كشف النقاب عن أن »العمل جار الآن على خلق بيئة أمنية جديدة في لبنان لا تسمح بوجود دويلات داخل الدولة ولا بتسلل سلاح ومسلحين أجانب من إيران وسورية(...) ولن تكون هناك أي مفاوضات مع السوريين (...) مع تعهدنا الكامل بتقديم المساعدات المطلوبة عسكرياً وإنسانياً لدعم الشعب اللبناني«.

وأعربت الأوساط الخليجية عن اعتقادها »ألا يكون أمام حسن نصر الله -رغم الضغوط الإيرانية-السورية القوية عليه- سوى أسابيع معدودة لمواجهة خيارين أحلاهما مر: إما تسليم سلاحه إلى الحكم اللبناني, أو مواجهة قرار جديد من مجلس الأمن استناداً إلى البند السابع لتجريده من هذا السلاح بالقوة عبر تحويل قوات يونيفيل المختارة أساساً إلى قوة مقاتلة ورفع عديدها إلى 25 ألفاً, يسند إليها مجلس الأمن مهمة نزع هذا السلاح على غرار ما حدث لطالبان الأفغانية قبل خمس سنوات«.

 

الجيش السوري لا يستبعد المواجهة إذا تعاظمت الضغوط

إسرائيل رفضت مجدداً ضوءاً أخضر أميركياً لضرب سورية

 واشنطن - دمشق - الوكالات: كشف ديبلوماسي غربي عن ان الرئيس الاميركي جورج بوش أعطى الضوء الاخضر لرئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت لضرب بعض المواقع في سورية, لكن الجيش الاسرائيلي رفض ذلك الخيار. وأوضح الديبلوماسي الذي رفض الكشف عن هويته ان قادة الجيش الاسرائيلي عللوا رفضهم ضرب سورية بتأمين النظام السوري لاستقرار الحدود وهضبة الجولان منذ احتلالها عام 1967 وضمها عام 1981 . ونقل موقع »القناة« الاخباري الالكتروني عن المصدر ذاته قوله: ان قادة الجيش الاسرائيلي فضلوا الاستفادة من ذلك الضوء الاخضر لتكثيف الغارات على الطرق الحدودية المؤدية لسورية والبنى التحتية في لبنان.

واكد ان الاسرائيليين انفسهم اعترفوا بأهمية الابقاء على النظام السوري الحالي خشية ان يخلق التغيير مقاومة - سنية على جبهة الجولان. وقال الديبلوماسي ان اللوبي الاسرائيلي في اميركا عارض بشدة أي تغيير للنظام في سورية. وأوضح ان ذلك الرفض جاء على اعتبار أن نظام الاسد يخدم مصالح اسرائيل وان دمشق تستغل ذلك بعدم المطالبة بهضبة الجولان. وأوضح ان الولايات المتحدة لم تعد تسعى لتغيير النظام السوري في الوقت الراهن لكنها قد تغير تلك المعادلة في المستقبل القريب. في المقابل نقل موقع»نوبل نيوز« الاخباري الالكتروني عن ضباط سوريين عدم استبعادهم لاندلاع مواجهة مع إسرائيل وقال العميد الركن رياض حداد ان الجيش السوري استنفر فورا بعد هجوم اسرائيلي على لبنان وان العسكريين تلقوا امرا بالرد الفوري على اي عدوان اسرائيلي على بلدهم. وأضاف ان المنطقة في حالة حرب لهذا يمكن ان تجر سورية ايضا الى المجابهة في أية لحظة.

ومن جهته قال العميد اسامة خضر ان سورية وجدت نفسها تحت ضغط دولي شديد منذ ان تبنى مجلس الأمن الدولي في خريف عام 2004 القرار رقم 1559 الذي يلزم دمشق بسحب قواتها من لبنان , مشيرا الى ان ذلك اصبح دليلا آخر على ان سورية مستهدفة من جانب الولايات المتحدة واسرائيل. واضاف خضر ان سورية لاتسعى الى الحرب ولكن اذا فرضتها عليها اسرائيل فان دمشق ستضطر للرد.

أما العميد حسن حسن لفت الى ان الشرق الأوسط يواجه الآن تيارين احدهما يحاول فرض ارادته والثاني يقاوم هذا الضغط, منوها الى ان حرب اسرائيل ضد لبنان ليست كفاحا ضد حزب الله بقدر ما هي حرب أميركية اسرائيلية ضد كل فكر مغاير في المنطقة وضد اية محاولة للتصدي لقراراتها بشأن تغيير وجه الشرق الأوسط حيث يمكن ان تجر سورية أيضا.

 

 إسرائيل تتهم الأسد بالانحياز للعناصر المتطرفة

 واشنطن ترفض "تبجح" الرئيس السوري بانتصار "حزب الله"

القدس -واشنطن-أ.ف.ب: اتهمت إسرائيل أمس الرئيس السوري بشار الأسد بالانحياز »للعناصر المتطرفة« في الشرق الأوسط بعد خطابه الذي تضمن كلاماً قاسياً جداً تجاه إسرائيل ودافع فيه عن حزب الله.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية مارك ريغيف »من خلال هذا الخطاب, أكدت سورية أن خيارها الستراتيجي يتمثل بانحياز تام للعناصر المتطرفة«. واعتبر أن هذا »المعسكر المتطرف« يضم إيران وحزب الله والمنظمتين الإسلاميتين الفلسطينيتين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تترأس الحكومة الفلسطينية وحركة الجهاد الإسلامي. وأضاف ريغيف »طالما بقيت سورية في هذا المحور لن يتمكن أي شخص عاقل من اعتبارها طرفاً في معسكر السلام«. من جهتها, قالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني أن تصريحات الرئيس السوري »تعبر عن عصبيته«. وقالت إن الهجوم الإسرائيلي على لبنان أعطى دفعة جديدة لقرار مجلس الأمن 1559 الذي ينص على نزع سلاح الميليشيات وقد يساهم في إنهاء »أطماع سورية في الهيمنة« على لبنان.

وأدلت ليفني بهذه التصريحات لصحافيين قبيل أن تتوج ليل الثلاثاء الأربعاء إلى نيويورك للقاء الأمين العام المتحدة كوفي عنان. وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيريتس ضرورة أن تعد إسرائيل »الظروف لإجراء حوار مع سورية«, في موقف مخالف لغالبية الحكومة.

وعلقت المفاوضات مع سورية التي تتناول خصوصاً المطلب السوري باسترجاع هضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل في حرب يونيو 1967 وضمتها إسرائيل في 1981 في يناير ,2000 وتوقفت بسبب رفض إسرائيل إجلاء كل الهضبة الستراتيجية وهو ما تطالب به سورية. وقد تحدثت الحكومة العمالية الإسرائيلية بقيادة إيهود باراك في 2000 عن إمكانية انسحاب شبه كامل من الجولان باستثناء شريط الأرض الموازي للضفة الشرقية لبحيرة طبريا التي تستخدمها إسرائيل مخزنا رئيسياً للمياه العذبة.

واعتبرت الصحف الإسرائيلية الرئيسية أن خطاب الرئيس السوري ينطوي على تهديد وكتبت صحيفة »يديعوت أحرونوت« في مقدمتها أن »الأسد أزال صمام الأمان في خطاب حربي« فيما اعتبرت صحيفة »معاريف« الخطاب »لا سابق له في قسوته«. من جانبها رفضت الولايات المتحدة »تبجح« الرئيس السوري بشار الأسد بانتصار حزب الله اللبناني في مواجهاته مع الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان, معتبرة أن تصريحاته تدل على شعور دمشق بالمرارة والعزلة. ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية شون ماكورماك تصريحات الأسد معتبراً أنها تدل على شعور سورية بالمرارة لاستبعادها من أي دور في تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي لوقف القتال بين إسرائيل وحزب الله ونزع سلاح التنظيم الشيعي. وقال إنه: »على الرغم من هذا التبجح, اعتقد أن الحكومة السورية تجد نفسها اليوم أكثر عزلة مما كانت قبل شهر أو ثلاثة أعوام«. وأشار المتحدث إلى أن دمشق لعبت دوراً في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي انهى النزاع بين إسرائيل وحزب الله في 1996 عندما كانت دمشق تنشر عشرات الآلاف من الجنود في لبنان. وقال ماكورماك إن »في الواقع, سيشكل القرار (1701) عند تطبيقه انتكاسة لحزب الله ورعاته في طهران ودمشق على حد سواء«. وأضاف أن الأسد »يجد نفسه في سورية خارج لبنان المكان الذي اعتاد أن يأخذ ثروات وغنائم الشعب اللبناني لأكثر من عشرين عاماً واستغل الشعب اللبناني لأكثر من عشرين عاماً«. وتابع ماكورماك »اتصور أن سورية لا تشعر بالارتياح لما آلت إليه الامور«.

 

طالبت الرئيس السوري بتطبيق نظرياته في الصمود والمقاومة في مرتفعات الجولان الهادئة منذ عقود/  الصحافة العربية: محاولة "سخيفة" لسرقة نصر لبنان وطي ملف اغتيال الحريري

 عواصم ¯ الوكالات: انتقدت صحف سعودية ومصرية واردنية صادرة امس خطاب الرئيس السوري بشار الاسد الذي هاجم هذه الدول دون ان يسميها واتهمته ب¯ »سرقة نصر حزب الله«.

وقالت صحيفة »الوطن« السعودية في مقال بعنوان »سرقة النصر دون طلقة رصاص واحدة«: »لا يحاولن احد سرقة النصر الذي حققه لبنان, فحري بهذا البلد ان يهدي النصر لبنيه من دون اي تدخل من اية جهة كانت«.

وكتبت »قد تكون الحرب بالنظارات سهلة, واقتناص الفرص اسهل على من يتحدث امام حشد معبأ بالوطنية والقومية, فيما ارضه المحتلة على مرمى حجر منه, وهو لم يطلق رصاصة واحدة على عدوه منذ احتلالها, كما ان قواته لم تكن على قدر المسؤولية في الدفاع عن لبنان عندما كانت متواجدة على اراضيه خلال الاجتياح الذي تعرض له لبنان عام 1982«. واعتبرت »الوطن« ان »خطاب الرئيس الاسد الذي جاء في مجمله موجها الى اللبنانيين ستكون انعكاساته داخل لبنان ليست لمصلحة لبنان ولمصلحة مقاومته«.

وفي عمان نشرت صحيفة »الغد« المستقلة مقالة لرئيس تحريرها ايمن الصفدي قال فيها: »تحدث الاسد وكأنه عاد لتوه من الجبهة, حاضر حول الصمود والمقاومة وكان الجولان مشتعل في وجه الاحتلال, نسي ان للناس ذاكرة وآذانا وعيونا لم تسجل اي فعل سوري مقاوم منذ عقود ولم تلحظ من النظام السوري الا استقواء على لبنان وعلى الشعب السوري وخنوعا امام اسرائيل«. وتابع »واليوم, وبعد ان خرج لبنان من حرب مدمرة حافظ خلالها اللبنانيون على وحدتهم وصمودهم في وجه آلة الحرب الاسرائيلية, يخرج الاسد عليهم وعلى العرب بخطاب تخويني تحريضي يذكي الفتنة في لبنان ويزرع بذور الاقتتال والفوضى«. اما وزير الاعلام الاردني السابق صالح القلاب فكتب في جريدة »الرأي« الحكومية »امس صدرت فتوى ثورية بالنسبة للحرب الاخيرة تقول »لقد انتصر حزب الله ولقد خاضت اسرائيل هذه الحرب لانقاذ تحالف الرابع عشر من آذار« وبهذا فإنه على الجميع السمع والطاعة«. واضاف »فحزب الله هو المنتصر والحكومة اللبنانية التي هي حكومة هذا التحالف يجب ان تدفع الثمن ويجب طي صفحة اغتيال الحريري وصفحات جميع الذين جرى اغتيالهم ويجب اسقاط فؤاد السنيورة والاتيان بغيره من غير تحالفه لقيادة لبنان«.

وفي القاهرة, كتبت صحيفة »الجمهورية« الرسمية »كان طبيعيا ان يلقي الرئيس السوري بشار الاسد خطابا بعد وقف اطلاق النار ليؤكد سروره بانتصار المقاومة اللبنانية وهو الانتصار الذي اسعدنا جميعا«. واضافت »لكن الرئيس السوري عليه ان يدرك ان اللغة الازدواجية التي يتحدث بها ربما كانت تصلح في عهد والده الزعيم الراحل حيث كانت هناك قوتان عظميان«. وكتب مجدي مهنى في »المصري اليوم«: اقل ما يمكن ان يوصف به خطاب الرئيس السوري بشار الاسد بخصوص لبنان, هو انه سخيف وغير مسؤول ويضر بمصالح لبنان ولا يفيد المقاومة وحزب الله في شيء, بل يسيئ الى المقاومة, ويتاجر بها على حساب الدور البطولي الذي قامت به في مواجهة العدوان الإسرائيلي«. واضاف»ليس من حق بشار الأسد أن يشعل النيران في لبنان, بالاشادة بدور المقاومة والإساءة الى القوى المناوئة لها وحتى لو كانت سورية هي من تمد المقاومة بالسلاح وبالدعم الى جانب ايران«. وفيما يبدو انها محاولة للتخفيف من وطأة رد الفعل العربي على خطاب الأسد قال وزير الاعلام السوري محسن بلال ان بلاده ترتبط بعلاقات أخوية مع الدول العربية.. مؤكدا على الروابط المتينة والعميقة مع كل من مصر والسعودية وعلاقات الصداقة والاخوة القائمة بين الرئيس السوري بشار الأسد وكل من الرئيس حسني مبارك وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.

ونقلت وكالة الانباء السورية »سانا« عن الوزير بلال قوله ان الموقف السوري تجاه الاشقاء العرب»يأتي في اطار العتب بين الإخوة وفي دائرة الاسرة العربية الواحدة وخاصة في أوقات الضيق والازمات التي تعصف بالامة كلها«. واضاف ان سورية كانت تتمنى دائما من كل الاشقاء العرب ان يكونوا الى جانبها في معركة المقاومة من اجل السلام العادل التي يضمن الحقوق ويضمن الانسحاب الاسرائيلي من كل الاراضي العربية المحتلة .. مؤكدا ان سورية ولبنان وفلسطين لديهم اراض محتلة من قبل عدو واحد ولايمكن لاي أحد ان يفرق بينهم وهذا ما أكد عليه الرئيس بشار الأسد في كلمته.

واوضح الوزير ان سورية تعمل على استجلاب اصدقاء جدد لقضيتها وللامة العربية وانها تقف دائما للدفاع عن القضايا العربية العادلة وأكد وقوف سورية في وجه الهجمة التي تشن على الامتين العربية والإسلامية واتهامهما بالارهاب تارة وبالفاشية تارة اخرى مشيرا الى ان اعداء الامة يسعون الى وصمها بكل الصفات السيئة ومن هذا المنطلق فان سورية تجد نفسها دائما في موقع الدفاع عن الكرامة والمبادئ والعقائد وعن المقاومة التي تقف ضد العدو والاحتلال والهمجية, هذه المقاومة التي تعتبر رمزا لهذا الزمن. واضاف الوزير السوري ان انتصار المقاومة اللبنانية هو انتصار للكرامة العربية وللامة العربية وهو انتصار للبنان كل لبنان.. مؤكدا ان الذين يأتمرون بأوامر ليست في مصلحة لبنان والذين كانوا ينتظرون نتائج العدوان الاسرائيلي لتصب في مصلحتهم لايحق لهم الكلام. وقال بلال ان هؤلاء وفور وقف اطلاق النار تداعوا ودعوا الى نزع سلاح المقاومة الوطنية اللبنانية على الرغم من ان وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني اكدت انه لاقوة في هذا العالم تستطيع نزع سلاح المقاومة الوطنية اللبنانية. واضاف ان العالم كله يعترف ويعرف بأن سورية هي التي اطفأت نيران الحرب الاهلية التي صنعها البعض وهي التي اوقفت النزيف الاهلي في لبنان وهي ايضا التي دعمت لبنان ووحدته والدولة اللبنانية وتعتبر نفسها تؤما للبنان.

ولفت وزير الاعلام السوري في تصريحه الى ان تصرف الشعب والحكومة السورية خلال العدوان الاسرائيلي على لبنان كان برهانا على وحدة الشعبين السوري واللبناني من خلال احتضان اللبنانيين الذين قدموا هربا من نيران العدوان الاسرائيلي الجائر. من جهة ثانية طالبت سورية اسرائيل بالاستماع الى صوت المنطق الذي يحرم عليها احتلال الارض واكدت ان الشعب السوري سيقاتل اسرائيل في كل بقعة من الجولان كما قاتلت المقاومة في جنوب لبنان.

 

رفض تبني اتهامات الأسد للأكثريةحزب الله: قوى 14 آذار

شركاؤنا في النصر ونحن وراءهم

 بيروت- »السياسة«: دعا عضو كتلة »الوفاء للمقاومة« النيابية النائب اللبناني حسين الحاج حسن الى النظر لحزب الله المنتصر والى سلاحه على انه سلاح للدفاع عن لبنان وغير موجه إلا ضد العدو الاسرائيلي قائلاً ان »نصرنا هو (لقوى 14 آذار)« الحاكمة في لبنان. وقال الحاج حسن في تصريح ل¯»تلفزيون لبنان« ان »هذا السلاح باق ما دام ليس هناك بديل أو معادلة أخرى مطروحة للنقاش لانه من غير المقبول تقديم هدايا لاسرائيل وهي مهزومة عسكرياً«. واضاف »نحن اهدينا النصر الى الشعب اللبناني وتمتعنا بانضباط اعلامي وسنبقى« متسائلاً »هل المنطق يقول ان نبدأ البحث في سلاح (حزب الله) في ما قوات الاحتلال لا تزال ترتكب الجرائم والعدوان وكأن البعض يحاول الاستفادة من هذا الظرف«. واكد ان »ليس هناك اشكال في بقاء المقاومة وانتشار الجيش والقوات الدولية وخصوصاً ان الجيش لا يملك العتاد والقوة القادرة على حماية اللبنانيين اما كيفية حماية لبنان فهي قيد النقاش وتطرح بين الافرقاء ومن الضروري البحث فيها«. وشدد على ان »المقاومة استطاعت افشال المشروع الاميركي في لبنان والهدف الاسرائيلي للقضاء على المقاومة وجر لبنان الى ما هو اسوأ من 17 مايو وفرض التوطين« مؤكداً ان »الاسرى سيعودون« داعياً الى »ترقب التطورات بعد شهر داخل الكيان الاسرائيلي والتصدعات التي حصلت فيه«. واذ شكر جهود الديبلوماسية اللبنانية اكد ان »المقاومة هي جزء من الحكومة والاختلاف في وجهات النظر في حاجة الى نقاش«. وتساءل عن موقف بعض القوى من التصرف الاميركي مستثنياً في هذا الاطار رئيس كتلة تيار المستقبل النيابية النائب سعد الحريري ووزير الاعلام غازي العريضي »اللذين انتقدا هذا الموقف«. واضاف ان »نصرنا هو لقوى 14 آذار قبل ان يكون لحزب الله وهم شركاء في النصر ونحن وراءهم«. وفي ما يتعلق بنظرة الحزب الى الدولة القوية والقادرة قال النائب الحاج حسن »انها دولة الطائف والقانون الانتخابي العادل والجيش المسلح«. واعاد المطالبة »بتشكيل حكومة وحدة وطنية بانضمام تجمعات واحزاب لها قاعدتها على الارض بالرغم مما افرزته الانتخابات لان الواقع الشعبي اختلف«. وخلص النائب الحسن بالقول »ان هذا البلد يجب ان يكون للجميع«. من جانب آخر اكد الحاج حسن ان الحزب الشيعي »لا يتبنى« موقف الرئيس السوري بشار الاسد من قوى 14 آذار. وقال »ان حزب الله لا يتبنى كلام الاسد في ما يتعلق بقوى 14 آذار«, رافضاً اعتبار فريق 14 آذار »عميلاً لاسرائيل ولا لأميركا«.

 

دمشق أضاعت فرصة ذهبية لن تتكرر لكسر الحصار الديبلوماسي غير المعلن

 لهجة الأسد المناهضة للغرب تهدد بمضاعفة عزلة سورية

 دمشق-أ.ف.ب: اعتبر محللون أمس في دمشق ان الانتقادات التي وجهها الرئيس السوري بشار الاسد إلى القادة العرب والغربيين اثر النزاع بين اسرائيل وحزب الله تهدد بمضاعفة العزلة التي تعانيها سورية. ففي خطاب القاه الثلاثاء في دمشق, هاجم الاسد مصر والمملكة العربية السعودية من دون ان يسميهما لانهما احجما عن دعم حزب الله الشيعي اللبناني, كما انتقد فرنسا ولم يوفر اسرائيل والولايات المتحدة والغالبية النيابية اللبنانية المناهضة لسورية. وتفرض الكثير من الدول الغربية وفي مقدمها الولايات المتحدة وفرنسا شبه عزلة على دمشق التي تحوم شبهات حول ضلوع اجهزتها الامنية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في فبراير .2005 وقال المحلل السوري سامي مبيض ان »الشارع السوري الداخلي استقبل هذا الخطاب بصدر رحب لانه كان يتوقع هذا النوع من الخطابات«. واضاف »كان هناك نقمة في الشارع السوري على مجموعة 14 آذار اللبنانية التي انتقدت سورية , لذا تقبل الشارع هذا الموضوع الذي يحمل اشكالية«. وتعتبر دمشق ان حزب الله حليفها انتصر في الحرب على اسرائيل.

واعتبر مبيض ان »الشق الثاني من الخطاب الذي توجه إلى الخارج دل على ان سورية لم تغير موقفها وانه لم تتم أي صفقة مع سورية على حساب حزب الله في مقابل فتح حوار مع واشنطن«. واوضح ان رد الفعل الدولي حيال خطاب الاسد كان عنيفا وخصوصا الغاء زيارة وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير لدمشق.

والغى وزير الخارجية الالماني زيارة لدمشق كانت مقررة الثلاثاء بسبب ما تضمنه خطاب الرئيس السوري.

واتهمت اسرائيل الاسد بالانضمام إلى »العناصر المتطرفة« في الشرق الأوسط فيما دانت واشنطن »ادعاءاته«.

واثار اتهام الاسد قوى لبنانية معارضة لدمشق بتنفيذ مخطط اسرائيلي ردود فعل عنيفة في اوساطها.

واعتبر الزعيم الدرزي وليد جنبلاط, احد ابرز قادة الاكثرية النيابية , ان اتهام الاسد قوة 14 آذار بانها »منتج اسرائيلي« يعني »اباحة دمها«. وفي هذا السياق, اكد مبيض ان »السوريين اضاعوا فرصة ذهبية لكسر العزلة فللمرة الأولى يتم حل في لبنان مع دون ان تكون سورية طرفا فيه«. ولاحظ محلل سوري اخر رفض كشف هويته ان »اصواتا دعت إلى الانخراط مع سورية في حوار, ولكن كان هناك اصرار من الولايات المتحدة وفرنسا على وجوب عدم مكافأة الارهاب المتهمة به دمشق«. وسأل »هل سورية قادرة على الدخول في اللعبة في المرحلة المقبلة? هناك اعتقاد ان حزب الله صار مستقلا اكثر من قبل, وبالتالي يرى الاطراف الدوليون امكان عقد صفقة معه من دون المرور بسورية«. واضاف »قبل النزاع الاخير كان حزب الله ورقة في يد سورية والآن حصل العكس فسورية اصبحت ورقة في يد حزب الله«.

 

د. محمود جامع أكد أن الرئيس المصري الراحل كان يعتبر اليهود أكثر وفاء وإخلاصاً من حكام دمشق/ الطبيب الشخصي للسادات: هكذا باع نظام "البعث" السوري الجولان

 دبي - الوكالات: السياسة

في كتابه الذائع الصيت الذي صدر قبل سنوات "عرفت السادات" ترك د.محمود جامع الطبيب الشخصي للرئيس المصري الراحل أنور السادات والصديق المقرب منه جدا, جملة ناقصة لم يكملها ولم يكشف عنها إلا قبل أيام قليلة. في جملته الناقصة قال "السادات أفشى لي بسر خطير يتعلق بالجولان" ثم سكت بعد ذلك ورفض تكملة هذه الجملة إطلاقا رغم محاولات بعض الصحافيين". أخيرا تخلى عن ذلك الرفض وباح بالسر لصحيفة »الوفد« المصرية, حين قال إن الجولان بيعت بملايين الدولارات لاسرائيل في صفقة بينها وبين النظام السوري في ذلك الوقت. وكشف الدكتور محمود جامع الذي يقيم حاليا في مدينة طنطا ( 90 كيلومتراً شمال القاهرة) عن حقيقة هذه القصة التي دارت عام 1969 أثناء مرافقته لوفد ترأسه السادات زار دمشق بتكليف من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر. قال الدكتور محمود جامع في تصريحات لموقع (العربية.نت) الإخباري الإلكتروني أمس: »ما قلته كلام مؤكد وصريح. لقد وضع السادات يده على كتفي وحكى لي عن تلك الصفقة التي أخبره بها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وتخلى بموجبها الجيش السوري عن هضبة الجولان في حرب الأيام الستة في يونيو 1967«.

واستغرب د. جامع عدم تسريب القيادة المصرية في عهد السادات لهذا السر الخطير رغم العواصف التي تعرضت لها العلاقات المصرية آنذاك والحرب الاعلامية العنيفة بين الدولتين التي وصلت حدا لم تبلغه من قبل, وقال: »لقد سمعت هذه القصة من السادات عام 1969 وهو يكاد يبكي لأنه كان يرى أن سقوط الجولان في أيدي القوات الاسرائيلية لم يكن بالأمر السهل, لولا تعليمات صدرت الى الجيش السوري بالانسحاب فورا حتى لا تتم محاصرتهم من الاسرائيليين, والغريب أن هذه التعليمات بثتها أيضا الاذاعة السورية, وحسب كلام السادات لي فان الجيش انسحب بسرعة بناء على ذلك دون أن يطلق رصاصة واحدة بعد أن تم ابرام الصفقة بواسطة رفعت الأسد شقيق الرئيس السوري السابق حافظ الأسد الذي كان وزيرا للدفاع, وقبض الثمن الذي وضع في حساب في سويسرا. وكان رئيس الجمهورية في ذلك الوقت هو د. نور الدين الاتاسي الذي انقلب عليه فيما بعد حافظ الأسد«. وحول الدور الذي قام به بالضبط رفعت الأسد قال د.جامع "هو الذي قام بالاتصال بالموساد بالاتفاق مع شقيقه, وبعد ذلك أبرم صفقة التخلي عن الجولان". وأضاف: "أخبرني السادات بهذا السر ونحن في سورية ضمن وفد كلفه جمال عبدالناصر باستطلاع الموقف هناك حيث كان البعثيون يعيشون حالة انشقاق وكان ميشيل عفلق مؤسس حزب البعث موجوداً في العراق وقتها".

واستطرد كاشفاً عن مخاوف الرئيس المصري عن إسقاط طائرته بقوله: »السادات خشي من ان تسقط اسرائيل الطائرة الحربية التي حملتنا إلى دمشق بناء على وشاية من البعثيين في سورية, ولذا فقد أمر الطيار بأن يأخذ مسارا غير معتاد, وكانت الطائرة من نوع "أنتينوف" حيث أقلعت من القاهرة وأخذت مسارها الى اسوان ثم دخلت الأجواء السعودية حتى وصلت لتبوك ومنها إلى العاصمة الأردنية عمان ثم أخيرا حطت في دمشق بعد طيران مستمر لمدة تقترب من 8 ساعات, وكنت على متنها مع السادات وياسر عرفات وحسن صبري الخولي وهو من كبار المسؤولين المصريين في ذلك الوقت".

وأضاف: قضينا في سورية ثلاثة أيام, وكان السادات حريصا على أن يبلغهم بموعد عودته إلى القاهرة قبل اقلاعها بوقت قصير, ولما سألته عن السبب, أجاب: حتى لا يكون عندهم وقت لابلاغ الاسرائيليين فيسقطون الطائرة".

ورداً على سؤال حول ما إذا كان السادات يشك في النظام السوري إلى هذا الحد, ويرى أن حافظ الأسد باع الجولان, فلماذا نسق معه في حرب 1973 ولماذا لم يخش أن يفشوا موعد ساعة الصفر التي كانوا يعرفونها بلا شك? وقال د. جامع: »هذه بالطبع أسرار عسكرية لا أعرفها, لكن المعروف أن هناك من أبلغ رئيسة الحكومة الاسرائيلية وقتها جولدا مائير بموعد الحرب, إلا أنها وأركان حكومتها وجيشها وفي مقدمتهم وزير الدفاع موشيه ديان سخروا من ذلك ولم يصدقوه...ومن وجهة نظره يرى أن المعادلة في حرب 1973 كانت مختلفة عنها في 1967 فقد كان الأسد رئيسا وكان شريكا للسادات في قرار الحرب, وكان الاتحاد السوفياتي هو القوة العظمى التي تدعمهما بالسلاح والعتاد وبالتالي لم يكن من السهل ستراتيجيا أن تقبل هذه القوة هزيمة أخرى لسلاحها في مواجهة السلاح الأميركي الذي تحارب به اسرائيل«.

وتوضيحاً حول كيفية دخول الأسد في هذه الحرب لتحرير الجولان التي تخلى عنها بموجب صفقة مع اسرائيل?.. قال جامع: »أنا حكيت تفاصيل ما سمعته من السادات شخصيا وقد سمعه هو بدوره من جمال عبدالناصر, بمعنى أنني مسؤول عن مضمون هذه القصة التي كشفتها , بالطبع لا أعرف ماذا دار قبل حرب 1973, لكل وقت أذان. لكن المعروف أن الجبهة المصرية في أثناء الحرب حصل فيها اختلال شديد تسبب في حدوث الثغرة وقد دار حول هذا الأمر جدل كثير«.

وكشف الطبيب الشخصي للرئيس الراحل كذلك أن السادات خشي أيضا من ان يصدر حافظ الأسد أوامر باعتقاله عندما زار دمشق لاطلاعهم على مبادرته بشأن زيارة اسرائيل. وقال إن السادات أخبره فيما بعد أن قرارا صدر في دمشق باعتقاله, ولكن حصل اختلاف في القيادة السورية بين البعثيين حول ذلك وردود الفعل المتوقعة عليه, فتم الغاء القرار.

واوضح "أن السادات حتى موته لم يكن يثق في حزب (البعث) الحاكم في سورية "لم يكن يحبهم أبدا وكان يرى أن الاسرائيليين أكثر اخلاصا منهم".

وكان د.محمود جامع قال في حواره مع جريدة »الوفد« ونشر على حلقتين: »يشهد الله أنني أذيع هذا السر لأول مرة, كنت في صحبة السادات خلال زيارته لسورية بتكليف من عبد الناصر في 1969 بهدف إجراء مباحثات مع الحكومة السورية برئاسة نورالدين الاتاسي واصطحبني السادات إلى هضبة الجولان ووقفنا على حافة مرتفع كبير بالهضبة ونظر إلى بحزن كبير وقال: "يا محمود سأذيع لك سرا قاله لي عبدالناصر.. الجولان راحت ضحية صفقة تمت بين النظام السوري وإسرائيل في يونيو1967 . الجولان اتباعت بملايين الدولارات التي دخلت حساب رفعت الأسد الذي كان وسيطاً بين إسرائيل وشقيقه حافظ الأسد واقتسم رفعت قيمة الصفقة التي أودعت في حساب خاص ببنوك سويسرا, وقد صدرت أوامر بالانسحاب للقوات السورية ولم تطلق رصاصة واحدة وتم إرهاب الجنود المرابطين بالهضبة بأنهم سيتعرضون للحصار والإبادة من الجيش الإسرائيلي«.

وأضاف جامع: "وقتها نظر إلى السادات وقال متسائلاً: يا محمود إن إسرائيل مهما بلغت قوتها لا تستطيع السيطرة على متر واحد فى الجولان لو دخلت حرباً حقيقية, وقال: يا محمود البعثيون خونة, واليهود أكثر وفاء منهم, وأنا متخوف منهم قد يخبرون إسرائيل بموعد إقلاع الطائرة التى ستعود بنا إلى القاهرة, مثلما أخبروها بخط سير طائرة عبدالحكيم عامر التى تم تفجيرها فى الجو بصاروخ إسرائيلى بعد "وشاية" سورية وتدخلت الأقدار لإنقاذ عبدالحكيم الذى لم يكن موجودا بالطائرة, وكانت الطائرة التى توجهت بنا إلى سورية سلكت مسارا غريباً, حيث انطلقت من القاهرة إلى أسوان ومنها للسعودية ثم اتجهت شمالاً إلى تبوك ثم عمان ومنها إلى دمشق واستغرقت ثمانى ساعات كاملة دون توقف, ولما حكى لى السادات قصة (الوشاية) أدركت أن مسار الرحلة الغريب كان للمناورة و(التمويه)«.

 

 المفكر والناشط الحقوقي السوري أكد أن ما حدث في لبنان أكبر من مفهوم النصر والهزيمة

 هيثم مناع: لبنان عالق بين الاعتداءات  الإسرائيلية ومطامع أنظمة دموية

 أجرى الحوار ¯ محمد سليمان:السياسة

شن المفكر والناشط الحقوقي السوري البارز الدكتور هيثم مناع هجوما لاذعا على الولايات المتحدة الاميركية واسرائيل واصفا الحالة التي نمر بها بأنها حالة همجية فوق المحاسبة تختصر القانون الانساني وهيئة الامم وتنال حماية الادارة الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة الاميركية. واضاف ان الحرب على الارهاب والعدوان الاسرائيلي الاميركي على لبنان اعلنا احتضار الشرعية الدولية في مفهومها بعد الحرب العالمية الثانية, لافتا الى ان الحديث عن الشرق الاوسط الجديد مقرون بالعنف ما دامت اميركا في مركز القرار العالمي. وفي مقابلة مع الزميل احمد سليمان مدير شبكة »الآن« الالكترونية زود »السياسة« بنسخة منها, اكد مناع ان »القرار 1701« اعطى لاسرائيل ما عجزت عنه في مارون الراس وان اسرائيل قد فقدت عذريتها الاخلاقية بالكامل اليوم وان جيشها المستند الى عنجهية القوة غير كاف في المرحلة الراهنة لبقائها وعليها الاستناد الى نقاط اخرى.

مناع رأى ان الحديث عما يسمى »قضاء التعليمات« انتهى واليوم نحن امام ملوك ورؤساء التعليمات الذين ينتظرون كلمة السر لا من البيت الابيض فحسب انما من كوندوليزا رايس ورامسفيلد وان اميركا حددت تراتيبة لحلفائها فوضعت اسرائيل في قمة الهرم وصغار الليبراليين في البالوعة. ولفت الى ان »حزب الله« لم يدخل في حرب اهلية ولم يعتد الا على من اعتدى واحترم قواعده الاسلامية التي يعلن عنها ,وان الحزب لديه طموح لدور اقليمي يعزز ضعف القيادات الشيعية في العراق مشيرا الى ان العرب بحاجة الى انطونيو غرامشي عربي يستبدل »الامير الحديث« ب¯ »الحسين الحديث« لدراسة التجربة النضالية والمقاومية »لحزب الله«.

وفيما يلي نص الحوار:

سنبدا من بعض مواقف برزت اثناء الاحداث الاخيرة, جورج غالوي, مثلا, ولا نكشف سرا حين نقول بانه اكثرعروبة ازاء قضية العرب, وثمة مفارقات جعلت الحكومة الفنزويلية اكثر صدقا من النظام العربي, اذا اخذنا بالاعتبار وجود علاقات ديبلوماسية بين دولة معادية للعرب ¯ اسرائيل ¯ وانظمة مثل مصر وقطر والاردن .

بهذا المعنى الم تكن فنزويلا صوتا عربيا بامتياز ? الم تكن بلدا اميركيا لاتينيا يشرف العرب بمواقفها التي هزات من علاقاتها مع اسرائيل ملمحة الى قطعها كليا اذا استمر العدوان على لبنان ? فضلا عن سحب سفيرها من اسرائيل تبدو كذلك بالنسبة لشرفاء العالم (اسرائيل اضحت اليوم كانها جارة النظام العربي وشريكة فعلية في مقبل الايام ) رغما عن انف الشارع العربي?

اولا انا لا احب استعمال مصطلح الشارع العربي ويرد عندما يرد على لساني كخطأ شائع كقولنا مثلا النظام السوري عوضا عن استعمال تعبير السلطة السورية الاكثر دقة. والسبب في ذلك برايي وجود مشكلة مع كلمة المواطنة وكلمة المجتمع وكلاهما يذكر بالحقوق والحريات, كذلك عدم جرأة لبعض وسائل الاعلام على رفض واضح لمصطلح الرعية القرون الوسطي او المواجهة المصطنعة عند بعض الاتجاهات بين المواطنة والانتماء الديني, وجد البعض في كلمة الشارع العربي, حلا سهلا, خاصة وان هذا الشارع لا يحق له ان يتكون سياسيا ومجتمعيا كحق تنظيم وتعبير وتظاهر, بل كظاهرة الحيطية في الجزائر, اي كافراد يتذمرون سرا او ينفسون عن غضبهم علنا حينا وباسماء مستعارة في معظم الاحيان. الشارع العربي مصطلح تنتجه الدولة التسلطية ومهمة الديمقراطيين الانتقال منه الى الشخص المواطن والمجتمع المقاوم.

ثانيا, انا لا اعتقد بوجود صلة عضوية بين الانتماء القومي والموقف النضالي وفكرة الاشخاص عن العالم وبرنامجهم للتعامل معه. هل ثمة من دمر في مفهوم الوحدة العربية اكثر من محمد انور السادات الذي يصر على عروبته وعلى مصريته وعلى ايمانه وعلى هويته الاسلامية بل والسنية? باي حق ينال درجة انتماء غير صدفة قربى الدم وفي جنوب لبنان شهداء اكراد واتراك كنا نعرفهم في السبعينات قضوا دفاعا عن القضية الفلسطينية.

ان كان, كما يقول المثل الشعبي العراقي, "عفا دين حزب الله", فلأنه اظهر الهوة الكبيرة بين السلطات الاستبدادية العربية ومجتمعاتها, والهوة الاكبر مع جيل من المثقفين الذين صاروا مثقفي صالونات في حقبة دخل فيها المرض والامية والجوع القرى ومدن الصفيح في بلدان الجنوب التي تحولت ثروتها لمادة استعباد داخلي وخارجي. في قاموسنا كحركة حقوق انسان كنا نتحدث عن قضاء تعليمات ونقصد بذلك محاكم امن السلطان التي تاخذ قرارها منه بحق كل من يعارضه. اليوم يمكننا الحديث عن ملوك ورؤساء التعليمات الذين ينتظرون كلمة السر ليس من البيت الابيض, فهذا امتياز لا يتمتعون به دائما, وانما من كوندوليزا او رامسفيلد.

السؤال الضروري كيف يمكن ان يتحول الموقف المتقدم لانصار الحرية في العالم في دعم المقاومة والشعبين اللبناني والفلسطيني الى انضاج حالة وعي اممية جديدة, كيف يمكن اعادة الفرز بين البربرية والعدالة في تصنيف جديد يجمع العلماني والاسلامي, الكردي والفارسي والتركي والعربي مع قوى التغيير في اميركا اللاتينية. الادارة الاميركية في تحديدها لمراتبية الحلفاء وضعت اسرائيل في قمة الهرم وصغار الليبراليين الجدد في البالوعة. على كل من يرفض التصنيف المذل للذات ان يكون في صف التغيير بالمعنى المحلي والاقليمي والدولي. ويتطلب هذا من الاطراف الموجودة في فوهة المدفع اعادة النظر في خطاب تحالفاتها.

يجب ان تتحول المقاومة الفلسطينية بتكويناتها المختلفة والمقاومة اللبنانية الى قوة جذب ليس للجمهور الطبيعي لهما, بل لكل انصار الحرية داخل وخارج منطقتنا وهذه مهمة صعبة, ولكن لا يمكن لاية مقاومة ان تتحول الى قوة تاريخية بكل معنى الكلمة عبر الصمود البطولي وحده, بل ايضا عبر تحولها لقوة استقطاب لكل المناهضين لعمليات تدنيس الوعي وتجاوزها لحدود القوم والمعتقد والمذهب.

على الرغم من استفحال الحرب وضراوتها منذ ايامها الاولى فقد عبر النظام العربي الرسمي عن تقاعسه متجاهلا واجباته الا انه تحت تاثير التحركات الشعبية تدخل وفق دور ملتبس هزيل فماذا كانت النتيجة.

النتيجة لم يصنعها التدخل العربي الرسمي. اذكر بتساؤل مشروع لوزير الخارجية القطرية: هل تريدون قرارا غير قابل للتطبيق ولا يحترمه احد? القرار 1701 اميركي فرنسي معدل بضرورات تسمح بقبوله خارج حدود اسرائيل. ولكنه قرار جد ردئ ويمكن القول ان نقاط القوة فيه عندما يكون غامضا لانه في النقاط الواضحة قرار يعطي اسرائيل في نيويورك ما عجزت عن تحقيقه في مارون الراس. اسرائيل خاضت الحرب ببرنامج واضح اسماه اولمرت اعادة لبنان عشرين سنة الى الوراء. لذا حطمت البنية التحتية للبنان وليس البنية التحتية لحزب الله, قتلت المدنيين اولا, عادت باخلاق الحروب الى ما قبل حلف الفضول.. لا عهد ولا قانون كل مدني لبناني هدف لانه لم يعلن الثورة على حزب الله, كل من يركب سيارة محملة بالخضار هدف عسكري, كل من يسعف بناية مدنية محطمة هدف, كل من يشارك في جنازة يمكن ان يدخل في النعش القادم.

نحن امام حالة همجية فوق المحاسبة تحتقر القانون الانساني الدولي وهيئة الامم المتحدة وتنال حماية مطلقة من الادارة الاسوا في تاريخ الولايات المتحدة الاميركية.

لا شك بان الادارة الاميركية الغارقة في المستنقع العراقي تبحث عن اية نقاط ارتكاز تعيد لها الاعتبار. المشكلة ان ما يسمى الحرب على الارهاب والعدوان الاميركي الاسرائيلي قد اعلنا احتضار الشرعية الدولية في المفهوم الذي ولدت معه بعد الحرب العالمية الثانية.

الان من يحترم قرارات الامم المتحدة? لا بد من تعبئة الفراغ الناجم عن هذا الاحتضار بتعزيز مقومات العدالة الدولية. لا يجب ان يغيب عن البال ان هناك قبل وبعد الحرب السادسة, لن تكون الامور كما كانت, لقد زجت الحرب بمئات الاف الشبيبة الى الفعل السياسي والتفكير بضرورة الدور السياسي, وهذا انجاز هائل سيعطي الحياة السياسية دما جديدا ان لم نقل سيكون في صميم عملية غسيل دم اصبحت اكثر من ضرورية.

قيل عن الحرب على لبنان بانها حرب بالوكالة عن اميركا من اجل شرق اوسط يتلائم مع النظام الاميركي المعولم,الحرب وفقا لهذه المعادلة ستكون بادوات اسرائيلية وادارة اميركية

لم يعد في عالمنا من معنى لحروب وطنية على مقاس الدول وحدودها. وانا الحقيقة استغرب من يقول الادارة الاميركية تطالب اسرائيل باستمرار الحرب متناسيا ان احد اسباب الترف الاقتصادي الاسرائيلي والتفوق العسكري هو ان اسرائيل ليست فقط مشروعا صهيونيا وانما ايضا دولة وظيفية, وبهذا المعنى فهي تحاول تعزيز دورها هذا عبر دخولها طرفا رئيسا في حقبة ما بعد احتلال العراق.

اما بعد وثمة ما يوحي بان لبنان هو المكان العربي لتصفية الحسابات السياسية بين اطراف اقليمية واخرى دولية, بمعنى ادق بان حزب الله هو الجناح العسكري لكل من سورية وايران .

ادعي بانني اعرف حزب الله جيدا, وادعي ايضا بانه حزب سياسي حديث (ليس كحداثة ادونيس الانتقائية!) في التركيب والوظيفة, بل اكثر من ذلك اقول اذا كتب انطونيو غرامشي "الامير الحديث" فنحن بحاجة الى غرامشي عربي يكتب "الحسين الحديث" لدراسة تجربة حزب الله بعين علمانية ديمقراطية موضوعية. خارج الاحكام المسبقة والكليشيهات الجاهزة. طبعا هذا الكلام لا يناسب انصار "معسكر الخير". لكن كنت اتمنى ان اسمع كلمة "العدالة" على لسان هؤلاء منذ سمعت بمعسكر الخير هذا. لذا استعيد الاية القرانية "وقد خاب من حمل ظلما" واطمح لتقييم لا يظلم الحزب الذي لم يقتل يوما في حرب اهلية ولم يعتد الا على من اعتدى وطبق قاعدة العين بالعين في ضرب المدن. بكلمة الحزب الذي احترم القواعد الاسلامية التي يعلن عنها والقواعد الدولية للقانون الانساني التي يقبل بها. اذا كنا نريد من هذا الحزب الا يتسلح ممن يعطيه السلاح وياتي الى مطار بورجيه الفرنسي لعقد صفقة طائرات فرنسية مقاتلة سنكون من السذج. ما هو مؤكد ان اشخاصا من فريق 14 اذار في لبنان تلوثت علاقتهم مع سورية بملفات فساد بينما لا يمكن ان نقول هذا عن حزب الله. حزب الله لديه طموحه الخاص لدور اقليمي كبير يعزز ذلك ضعف القيادات الشيعية العربية في العراق. وقد نجح الحزب كقوة استقطاب فوق مذهبية الامر الذي لم ينجح به اي فصيل سياسي ديني في العراق. التحالفات طبيعية جدا والطموح ليس في ان تقوم محاور متعارضة بل قيام تحالف اقليمي كبير لدول المنطقة في وجه الاطماع الغربية والاحتلال الاميركي. لا افهم كيف يكون التعاون السياسي والعسكري مع رامسفلد امر طبيعي والتنسيق والتعاون الاقليمي تبعية وعمالة?

توقفت الحرب... ثمة فريق طويل يصف ذلك بالنصر الكبير, في حين ان لبنان تحت الانقاض بسبب الهمجية الاسرائيلية, وقد ازهقت هذه الحرب ارواحا, فضلا عن سحق البنية التحتية للبلاد, وجل مانخشاه ان يكون القرار الدولي جاء بمثابة هدنة هشة سرعان ما تؤدي الى انفجار اعنف.

لا اعتقد بان بالامكان الحديث عن شرق اوسط من دون عنف ما دامت الادارة الاميركية الحالية في مركز القرار العالمي. هم يعتبرون انفسهم في حالة حرب على الارهاب والارهاب كلمة فضفاضة, العدوان على غزة من اجل اطلاق سراح الجندي شليط حرب على الارهاب, خطف اكثر من ستين قياديا فلسطينيا من احمد سعدات الى عزيز الدويك اعتقال لارهابيين, يمكن لاسرائيل ان تقصف غدا بناية في صور وتقول بانها رصدت فيها تحركات لعناصر ارهابية, كما قتلت عمال تحميل الخضرة السوريين ربما لانهم يحشون الكوسا بالقنابل الانشطارية.. نحن امام منطق عبثي في اخطر مواقع المسؤولية في العالم. لا يمكن لهكذا ادارة ان تسجل نصرا لاعدائها مهما كان اسمهم.. لذا لاحظنا انها كقوات احتلال في العراق لم تتوقف يوما عند عدد الموتى من العراقيين. كما انها لا تأبه لعدد الموتى في لبنان او فلسطين. ولم تقبل بالحديث عن اية مسؤولية قانونية او اخلاقية عما جرى في لبنان, لانها في لاوعيها تعتبر ذلك مفتاحا للمسؤولية الاخلاقية والقانونية عن جرائمها في العراق. الخطاب الاميركي سهل جدا وبسيط جدا, حزب الله هو المعتدي ومن حق اسرائيل الرد بالشكل الذي تريد كما تريد اينما تريد. وقد وقعت"هزيمة حزب الله" لان بوش الابن هو الذي يقرر من يكسب ومن يخسر?

انا اظن بان البناء في الجنوب بشكل خاص سيكون اسرع مما يتصور اولمرت وبوش لان هناك ارادة بناء في عمق ارادة المقاومة والتحدي الذي خلقه العدوان عند الناس.. واعتقد بان ما حدث اهم من مفهوم النصر والهزيمة. لقد تزعزع الاساس الراهن لدولة اسرائيل (التي فقدت عذريتها الاخلاقية وصارت تكتفي بالحديث عن جيش لا يقهر في غياب الخطاب السياسي والتفاعل السياسي مع جيرانها), هذا الجيش لا يحمي ولا يكفي لبقاء دولة اسرائيل. لا بد من اعادة النظر بقدرة البقاء استنادا على اسس اخرى غير عنجهية القوة.

 

"الصدر قدر ودور" كتاب سلط الضوء على شخصية الإمام ورؤيته العقلانية وفكره الروحي والستراتيجي/ موسى الصدر آمن بأن الدين واحد والله واحد فقرعت له أجراس الطوائف

 بيروت ¯ من ليندا عثمان:السياسة

صدر أخيراً كتاب "موسى الصدر قدر ودور" للكاتبة الصحافية منى سكرية, وهو كناية عن حوار مع الباحث الخبير الدكتور حسين كنعان تحدث فيه عن مرحلة مهمة قضاها مع الإمام المغيب منذ تركه الحركة, -أمل- حتى الغياب. سرد الكاتب في كتابه وكما قال في حواره مع "السياسة", وقائع شخصية الإمام وتحدث عن الكاريزما التي امتاز بها هذا القائد الكبير وعن الرؤية والعقلانية التي كانت بمثابة القسط الأكبر من حركته السياسية..

وروى الدكتور حسين كنعان, بعض الحوارات مع "السيد" والتي تنم عن بعض الوقائع السياسية, لقد قال سماحته لكنعان بأن السوريين ينوون قصف زحلة سنة 1976, حيث كانت تتمركز القوات اللبنانية في المدينة وقد علم السيد بهذا الأمر من مصادر موثوقة, جداً, فسأله كنعان: كيف يتم ذلك وزحلة عاصمة الكاثوليك في البقاع وفي لبنان? فأجابه السيد: إنك لا تزال تنظر من خلال كتبك الأكاديمية.. وبالفعل بدأ بعد وقت قليل قصف "زحلة" من قبل القوات السورية وكنت قد عدت معه إلى عرمون وتوقفنا في بيت أحد ضباط الدرك وإسمه حبيب الأسمر, فقلت له إنني سأعرج إلى بيتي في بيروت لتفقده. قال إذاً سنلتقي غداً في مستشفى الزهراء... الساعة التاسعة, التقيت به في الوقت المحدد, وبعد عشر دقائق أو ربع ساعة, سمعنا الطيران الإسرائيلي يحلق على علو منخفض فوق بيروت, ومنها مدينة الزهراء, وانهمر الزجاج على الأرض, وهرعنا إلى السيارة حيث ركب معي السيد وكنا نشاهد بهلع زحمة السير, على طريق الأوزاعي وفي مدخل بيروت, وكانت المرة الأولى نسمع فيها أصوات الطائرات وهي تجوب سماءنا, والآن تعودنا على هذه التجربة, وعندما وصلنا إلى عرمون قال لي الإمام على ما يبدو: هنالك بعض الحقيقة في هذه الكتب, الأكاديمية التي تقرأ.

وفيما يلي نص الحوار:

ما هي الميزة الخاصة التي يتضمنها الكتاب?

لغاية الآن لم يكتب أحد عن فكر موسى الصدر, وقد تطرقت إلى فكره الروحي, والستراتيجي والأخلاقي, كان رجلاً, يؤمن إيماناً مطلقاً بحقوق الإنسان ولهذا كانت حركته حركة المحرومين هي من صلب حقوق الإنسان والجماعة, وكان يطلق هذه الأفكار بأخلاق عالية وإيمان صادق. النقطة الثانية في الكتاب, يعلم الإمام اللبنانيين كيف يكون الولاء للوطن-لبنان, عندما تحفظ كرامة وقيمة الفرد, كقيمة وحقوق وكيف تحقق كلمة العدالة في جميع المناطق اللبنانية, مع العدالة الشاملة ولا تمييز للبناني على آخر إلا بقدر ما يعطي لبنان ويتفانى في سبيله بعد صدور هذا الكتاب التقيت السيد حسن نصر الله, لمدة ساعة وربع الساعة, فسألني, كيف كان الإمام يوزع وقته ما بين احتواء الطبقات الشعبية والطبقة الفكرية والرأسمالية, وبقية الطوائف التي قرعت له الأجراس في جبيل ودير الأحمر, وكان وراء كل قمة عربية تخص لبنان ولم ينقطع في يوم من الأيام عن التحدث والتفاعل مع القادة العرب, فمن أين كان يأتي بهذا الوقت وهذه العزيمة, هل كان يستعين بكم سألني السيد نصر الله, فأجبته: حقيقة الأمر أننا كنا نستعين به, قلما كان يستعين بنا, إنما حسب معرفتي به كانت له طاقات مميزة, وفذة, وكان لا ينام أكثر من ساعتين أو ثلاث ساعات, في اليوم, فقد كان السيد موسى الصدر مدرسة في الحركة, ليس حركة المحرومين فقط, إنما الحركة السياسية الدائمة, ولو كان السيد بيننا حسب انطباعي لما كانت الحرب العراقية الإيرانية حصلت.

كيف تصفه لنا?

كان السيد منفتحاً ومحاوراً, في تقارب الديانات وحوار الحضارات, وعلى حد علمي إنه الرجل الديني الكبير والإمام الذي ألقى خطبة في كنيسة الكبوشيين ومن ورائه صورة السيد المسيح, وألقى كلمة منشور قسم منها في الكتاب وهي تصلح أن تكون قاعدة أساسية لحوار الحضارات وتقارب الأديان, حيث يقول فيها: "كان الدين واحد عند الجميع ولم يزل واحداً إنما المجموعات البشرية هي التي جعلت منه أدياناً عدة, الله واحد للجميع".

هل يمكن القول أن هناك ما يشبه الكاريزما الخاصة بين الإمام الصدر والسيد نصر الله?

قال لي السيد حسن نصر الله أنه عندما كان طفلاً كان يأتي إلى متجر والده وكان والده يعلق صورة السيد "موسى" في الدكان. وكنت آتي وأنظر إلى صورة الرجل. تعلقت به منذ صغري فجئت في احدى الأيام وقلت لوالدي: أريد أن أكون مثل السيد وفعلاً درست الفقه ولم يزل الإمام الخميني والسيد موسى الصدر المثل الأعلى بالنسبة لي".

وقال لي مرة السيد نصر الله- ينتقدني البعض بأنني أقلد السيد موسى مع أن ذلك مديح ومفخرة لي.. لأنني كما ذكرت هو بالنسبة لي المثل الأعلى ولم يعط حقه في الإعلام, وهو طلب من محطة "المنار" أن تقوم بأرشفة فكر السيد ودوره بالصوت والصورة.

لماذا موسى الصدر في هذه الأيام تحديداً?

لم يكتب أحد عن السيد موسى, حتى الآن سوى تاريخ حياته وخطبه وما إلى ذلك... كتبت أنا تجربة حياة, مع هذا القائد ونشرت حوالى 20 رسالة بخط يده موجهة لي, وبعض الرسائل لم أستطع نشرها لأنها تنم عن قضايا خاصة.. هذه الرسائل تحمل في طياتها العمل السياسي في تلك الحقبة الزمنية التي عشناها ابتداءً من سنة 1974 حتى غيابه..

لو أن السيد كان موجوداً الآن هل كان حصل ما حصل من حرب ودمار?

وأنا من قال في الكتاب: لو عاد موسى الصدر إمام المقاومة لقبل عمامة سيد المقاومة وانحنى إجلالاً لكل الشهداء اللبنانيين الأبرار وفي ذلك الوقت لقبل تراب الوطن اللبناني الذي احتضن الوطن ولولا هذا الشعب وهذا الانفتاح لما تسنى للمقاومة عملية الإنتصار, نعم السيد موسى هو المقاوم الأول, في وجه التعنت الإسرائيلي, أليس هو القائل: إسرائيل شر مطلق وغدة سرطانية في هذا الشرق.

ماذا عن السفر إلى ليبيا قبيل عملية الإختطاف, سمعنا بإحساسه أن شيئاً ما يحدث?

الإمام رجل كبير دخل التاريخ من بابه الواسع منذ اختطافه في ليبيا.. فكل يوم وكل سنة الناس في ذكره وفي ذكر تعاليمه ومبادئه ومواقفه, ولكن الحاسة عنده كانت ولا شك من وحي الأنبياء والطهارة التي يوصف بها كانت من صفات الكبار في التاريخ كان مقاوماً ومؤسساً للمقاومة, كان دائماً يريد أن يكون مع المقاومين في الجنوب وهو صاحب القول "إنني لن أكون في البئر مثل (إرميا) بل أريد أن أكون مقاوماً مع أهلي وأخوتي في الجنوب". الخائفون يتآمرون, لقد خافوا من دوره فتآمروا عليه وأخفوه ولكن المقاومة هي العزاء الوحيد له في غربته وتحرير الجنوب هو البلسم الذي يجلب الإطمئنان.

وفي ما يتعلق بسؤالك عن شعوره بالخطر?

بعض التحاليل الفلسفية المرتكزة إلى الإسلام تقول بأن الله خلق الروح والنفس, فالروح هي الذرة الإلهية, المزروعة في الإنسان. وبمعنى آخر إنها الضمير المطلق, عنده, ولكن في الوقت ذاته خلق الله النفس. لها مراحلها في التطور, فمن النفس الإمارة بالسوء إلى النفس الآمنة والراضية المرضية, فإذا استطاع الإنسان أن يهذب النفس ويرتقي بها إلى النفس المرضية, فإنها عندئذٍ تحتك بالروح التي هي الذرة الإلهية عند الإنسان. فإذا حصل هذا الإحتكاك فإن أصحاب هذه النفوس يصبحون في مصاف الأنبياء. وتقوى عندهم الحاسة السادسة التي ترشدهم باللاوعي إلى المسار المطلوب. أسرد ذلك, لأقول أن الإمام الصدر حسبما رأيته يفعل في جنتا, يجعلني في بعض الحالات الروحانية أعتقد أن لديه توجهاً روحياً داخلياً يقرر له دوره ومسيره, وبالنتجية إنها إرادة الله. في النهاية أقول: هذا قدر السيد موسى, ورسالته وهو الذي لم يساوم بأفكاره ومبادئه, فمن يساوم لا يدرج التاريخ اسمه في قائمة القادة. والقادة الحقيقيون دائماً يدفعون ثمن خطهم المستقيم ومشروع موسى الصدر كان أكبر مما يتصوره البعض, أكبر من أن يزور ضيعه ويأكل عند سكانها أو أن يأكل بوظة من بائع تقاطعه الزبائن لا يشترون من عنده لأنه مسيحي. موسى الصدر مشروع سياسي كبير ولو قدر له أن يكون رئيساً لإيران لما حصلت الحرب العراقية الإيرانية لأنه يفهم العرب كما يفهم الفرس, ولكان الوضع على ساحة الشرق الأوسط أسلم بكثير مما هو عليه, من هنا فإن قادة التاريخ الذين يدافعون عن حقوق الإنسان تطاردهم دائماً يد الشر... أما السياسي فهو الذي يتعاطى بالشأن اليومي وبالإنتخابات... قادة التاريخ يكونون رؤية بعيدة للمستقبل ينطلقون في سبيل تحقيقه, لذلك فإن القائد يختلف عن السياسي بالرؤية, موسى الصدر كان من هؤلاء القادة الذين يملكون رؤية بعيدة..

 

المنتصرون بثقافة الموت 

الأربعاء 16 أغسطس - محمود كرم

 هناك فرق شاسع بين مَن يعيش طيلة حياته متبنياً ثقافة الموت، وبين مَن يعيش يومه ومستقبله متبنياً ثقافة الحياة.. الهائمون غراماً بثقافة الموت، يبررون وجودهم باستعدادهم النفسي والجسماني والأيديولوجي الكامل للحرب ونيل شرف ( الاستشهاد ) ومعانقة الحور العين، وكان أن تحولت ( الشهادة ) في قاموسهم المترع بثقافة الموت والتفجير إلى حسناء لعوب تتهادى في خيالاتهم الملتهبة شغفاً بالمشاهد الإباحية الساخنة..

أما المعتنقون لثقافة الحياة، فيبررون وجودهم باستعدادهم الحثيث للتعامل الطبيعي مع الحياة وصناعة يومهم وغدهم ومستقبل وطنهم واستثمار أوقاتهم في الابداع واجتراح سبل التطور والعيش السوي..

المتيمون عشقاً بثقافة الموت حياتهم تتمحور حول كل شيء له علاقة بالغيبيات وعالم القدريات ومنغمسون بمعسول الشعارات والنصوص التراثية، وفي ذات الوقت تتمحور حياتهم حول اللاشيء، أين تنتهي أهدافهم وأين تبدأ، كل هذه الأمور لا تدخل ضمن أجندة حياتهم اليومية العبثية..أما المعتنقون لثقافة الحياة، حياتهم تتمحور حول أشياء محددة يريدون تحقيقها والوصول إليها، واقعيون في مطالبهم، وعقلانيون في أهدافهم، ومتواضعون في أحلامهم، ويتحركون تحت سقف واضح من المشاريع والأهداف والأمنيات..

 العاشقون لثقافة الموت متخمون بالأحقاد التاريخية وبالعقد العدوانية ومنتفخون بنرجسيتهم الدينية والتراثية، ومأزومون بهويتهم الماضوية، يعيشون على أحقاد الماضي ويستحضرون أبشع ما فيه..

أما أصحاب ثقافة الحياة، لا تحركهم الأحقاد والثارات، ومنعتقون من العقد العدوانية، ومتصالحون مع تاريخهم ولا يعانون من عقد الجراحات النرجسية، ولا يحملون هوية عدائية أو فوقية أو اقصائية، ولا يعيشون حاضرهم بأحقاد الماضي.. المغرمون بثقافة الموت، يتكسبون من دماء الأبرياء، ويعتلون منصة ( النصر ) فوق ركام الدمار وجثث الضحايا، ويتلاعبون بمصائر الناس، ومهووسون بأسطورة القائد الأوحد الملهم للأمجاد والانتصارات الكبرى، وغارقون بالكذب على أنفسهم، فما أن يخرجوا من جحورهم ومخابئهم وكهوفهم حتى يعلنوا أنهم قد انتصروا ويبشرون الأمة المتعطشة للنصر بالنصر الخادع، السيد حسن نصر الله ما أن انتهت الحرب حتى قال أنه أمام نصر تاريخي وستراتيجي للبنان والأمة، ومن قبله ( بن لادن ) والظواهري والملا عمر قد اعلنوا أنهم منتصرون وينتصرون انطلاقاً من مغارات ( تورا بورا ) المعتمة، أما ( الفلتة ) صدام فتفوق عليهم جميعاً فبعد أن أخرجوه من جحره، وأودعوه السجن، أخذ يتحدث من هناك عن أنه لم يزل يحقق انتصاراً تلو الآخر، وراح يبشر أهل العراق بالنصر وهزيمة الاحتلال..

يكذبون في كل شيء، يدخلون المعارك وهم منتصرون ويخرجون منها وهم أيضاً منتصرون، يتبنون الحروب والمواجهات وهم يعرفون سلفاً أنهم مهزومون، ولكنهم مع ذلك يوهمون أنفسهم وشعوبهم بالنصر..!!

أيها المنتصرون بثقافة الموت والمهووسون بالحروب والعنف، هل سألتم أنفسكم يوماً لماذا أنتم هكذا، لا تتغيرون؟؟

 

وهل سألتم أنفسكم إلى متى تكذبون، ولماذا لا تعترفون أمام شعوبكم أنكم قد خسرتم الحروب، وأن الحروب التي تسعون إليها ستفشلون فيها وستلحق بكم الهزيمة، ولماذا لا تجربون يوماً أن تعترفوا أنكم قد أخطأتم وأن حروبكم هزيمة، ولماذا لا تقولون أنكم قد خضتم حروباً منذ ستين عاماً ولم تحققوا شيئاً، وعليكم الآن أن تجربوا الاعتراف بامكانياتكم وحجمكم وتعلنون أنكم قد استسلمتم، وتقتدون بالأمتين العظيمتين ألمانيا واليابان حينما أعلنتا هزيمتهما المرة واستسلمتا للواقع، وتابعتا بعد ذلك مسيرة الإنسان في النجاح والتقدم والحضارة والازدهار وانتصرتا بالعلم والثقافة والصناعة..

لماذا لا تعلنون كراهيتكم للحروب والدمار والقتل، وتعلنون حبكم للحياة والإنسان..؟؟

ولماذا لا تختارون الأفضل للإنسان، والأفضل له أن يعيش حياته بعيداً عن ثقافتكم المتخمة بأدبيات الموت والقتال و( المقاومة )، وأن يعيش حياةً خالية من العنف والكراهية والأحقاد والخوف والتهجير وبشاعة الحروب..

لماذا لا تعترفون أن طريقتكم في ( المقاومة ) هي التي جرت على شعوبكم الكوارث والويلات وأشبعتهم قهراً وموتاً وخراباً، ولم تمنحهم ( الكرامة ) التي تتغنون بها طويلاً..

ولماذا لا تريدون أن تعترفوا أنكم وطوال العقود الماضية قمتم بكل شيء له علاقة بالحرب والموت، وذهبتم للمعارك وأخذتم معكم للمقابر شعوباً مقهورة غائبة عن الوعي ومتعطشة للنصر الواهم واستعادة الحق السليب، ولكنكم طوال تلك العقود لم تجربوا ولو لمرة واحدة أن تبنوا إنساناً وتصنعوا تقدماً وازدهاراً وحضارة بعيداً عن رائحة الموت والدمار والحروب وهتافات النصر المزعوم..

محمود كرم

كاتب كويتي

tloo1@hotmail.com

 

خلاص للبنان إلا في معاهدة سلام دائم؟ 

GMT 6:45:00 2006 الثلائاء 15 أغسطس

 د شاكر النابلسي

 -1-

كان فؤاد السنيورة أول رئيس وزراء عربي يبكي بلده علناً وفي اجتماع سياسي عربي على مستوى وزراء الخارجية. فقد بكى رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة مرتين خلال إلقائه الكلمة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد في بيروت. كان يتكلم بصوت متهدج وقد خنقته الغصة، ودمعت عيناه، ما اضطر الوزراء العرب إلى التصفيق في المرة الثانية لنجدته، وإعطائه الوقت لاستعادة رباطة جأشه. وكانت الغصة الاولى، عندما تحدث عن أحزان الامهات الثكالي والاطفال الشهداء، مؤكداً الاصرار على أن لا نكون ساحة للصراعات والتجاذبات بعد اليوم، أيا تكن مبرراتها ودوافعها . وبكى مرة ثانية، عندما شدَّد على أن عروبتنا في لبنان غير مشروطة، وهي ليست بالإرغام. إنها عروبة الاختيار والانتماء والالتزام.

والرئيس السنيورة رغم أنه سياسي عريق، ورجل اقتصاد قدير، إلا أنه سياسي رومانسي كباقي معظم سياسيي لبنان، وشخص رقيق بطبعه، له روح وأحاسيس الفنان الرومانسي، يعشق فريد الأطرش، ويغني له بصوته الجميل، على ما يقول أصدقاؤه الذين سمعوه في مناسبات كثيرة.

كلمات السنيورة التي أبكته وأبكتني وأبكت كثيرين أيضاً، كانت مؤثرة جداً، وكانت تبحث عن السلام في ضرورة وقف اطلاق النار الفوري. ووقف هذه الحرب المسعورة التي كانت بمثابة حرب مكائد وحرب مصائد، وليست حرب تحرير، فماذا ستحرر هذه الحرب من أراضٍ وقد انسحبت اسرائيل من كامل التراب "الرسمي" والشرعي اللبناني، ولم تبقَ غير مزارع شبعا التي استولت عليها سوريا، ولم تتنازل عنها إلا من خلال تصريحات المسؤولين السوريين فقط، ولم تتنازل عنها اجرائياً وقانونياً وشرعياً دولياً حتى الآن. ولكن وبعد مضي أكثر من أسبوع على دموع الرئيس السنيورة ما زال لبنان يتعرض للعدوان، ويتعرض للتدمير، ويتعرض للموت في كل لحظة من لحظات الليل والنهار.

فهل خلاص لبنان في دموع السنيورة، أم في معاهدة سلام دائمة كما فعلت مصر، وكما فعلت الأردن، وكما حاول أن يفعل الفلسطينيون من خلال اتفاقية اوسلو، لولا مواقف المليشيات الدينية الفلسطينية المسلحة المعادية للسلام، والتلكؤ الإسرائيلي؟

 

-2-

لم يفتدِ بلد ٌعربي فلسطين كما افتداها لبنان، قياساً لمساحته وعدد سكانه وإمكاناته العسكرية والمالية.

ولم يُضحِ بلد عربي كما ضحى لبنان من أجل  فلسطين . وكان لبنان الدولة العربية الثانية التي احتضنت منظمة التحرير الفلسطينية طيلة أكثر من ثلاث عشرة عاماً (1969-1983) كما لم تحتضنها أية دولة عربية، ممن كان يُطلق عليهم دول الطوق، ودول الشوق.

فلا عبد الناصر فتح صدر بلاده للفلسطينيين كما فتحت لهم لبنان، وحتى الآن.

ولا الملك حسين فتح صدر بلاده للفلسطينيين كما فتحت لهم لبنان، وحتى الآن.

ولا حافظ الأسد فتح صدر بلاده للفلسطينيين كما فتحت لهم لبنان، وحتى الآن.

وعندما فتح هؤلاء الثلاثة بلادهم قليلاً للفلسطينيين، اشترطوا أن تكون القضية الفلسطينية ورقة سياسية رابحة في أيديهم.

فعبد الناصر استعمل الورقة الفلسطينية من أجل بسط زعامته على العالم العربي، وكسب تأييد الشارع العربي.

والملك حسين عندما سمح لمنظمة التحرير الفلسطينية بالعمل في الأردن، كان يريد من وراء ذلك الاحتفاظ بالضفة الغربية كجزء لا يتجزأ من الأردن بعد التحرير، وبعد أن ضاعت منه في حرب 1967.

وحافظ الأسد عندما استضاف الفلسطينيين في مخيم اليرموك وغير اليرموك، وفتح أبواب دمشق للمنظمات الفلسطينية الأخرى المعادية لياسر عرفات وحركة فتح،كان يريد أن ينشئ قوة فلسطينية منافسة لياسر عرفات يسيطر عليها ويتزعمها هو، وليس ياسر عرفات، لكي تزداد قوة سوريا الإقليمية في ذلك الوقت.

لبنان وحده هو الذي فتح صدره للفلسطينيين منذ 1948 دون أن يرجو منهم مطلباً، ونشرَ المخيمات الفلسطينية في طول لبنان وعرضها، واستضاف منظمة التحرير الفلسطينية طيلة أكثر من ثلاث عشرة سنة، وفتح ذراعي بيروت لمؤسسة الدراسات الفلسطينية وللكتاب وللشعراء والفنانين التشكيليين الفلسطينيين، وصدر عن دور النشر اللبنانية أكبر كمٍ من الكتب عن القضية الفلسطينية شعراً ونثراً وتاريخاً وسياسةً ، دون أن يستفيد لبنان من هذه الضيافة لا سياسياً ولا مادياً ولا ثقافياً، وكأنه كان كـ"مرغم أخاك لا بطل". بل وجلبت عليه القضية الفلسطينية الكثير من البلاء أكثر بكثير مما جلبت عليه القليل من العزاء.

فكان لبنان بيت الضيافة العربية الكبير المفتوح لكل طريد ومشرد، بلا رقيب ولا حسيب، ولا تأشيرة دخول.

فالداخل اليه لا يحقق معه عما يفعل، والخارج منه لا يُستجوب ولا يُسأل. وكان جميع العرب يطمعون ويعبثون في حرية لبنان، وديمقراطية لبنان، وصحافة لبنان، وكرم لبنان، ويسيئون استعمال هذه الحريات اساءة كبيرة، كعادتهم في كل زمان ومكان عربي وافرنجي.

إذن، فلبنان دفع ضريبة القضية الفلسطينية، كما لم يدفعها أي بلد عربي من دول الطوق، أو من دول الشوق. وبعد حرب 12 تموز/يوليو، لم يعد لديه ما يحارب من أجله.

فهل سيبكي السنيورة على دمار لبنان، مرة أخرى؟

 

-3-

ماذا بعد حرب الثاني عشر من تموز/يوليو 2006، سواء خرج حزب الله منتصراً أو منكسراً؟

فحزب الله سيخرج منتصراً بالضرورة، وقد أعلن نصره أمس أمينه العام، سواء نجحت اسرائيل في تحقيق أهداف عدوانها على لبنان أم لم تنجح. فالمقاومة هي المنتصرة دائماً تاريخياً ، حتى ولو بقي مقاوم واحد منها. ذلك هو منطق المقاومة. فلا مطارات لها تُهدم، ولا جنود نظاميين لها يُقتلون، ولا قواعد لها تُزال، ولا سلاح ظاهراً لها يُدمر، ولا تملك ما تخشى عليه وتخاف.

وها هو حسن نصر الله وقف بالأمس يقول:

لا تخافوا سوف نعوضكم عما خسرتم، وسنبدأ بالدفع فوراً.

فهوعلى ما يبدو، قد قبض ثمن الحرب قبل البدء بها.

فماذا خسر حزب الله حتى الآن مثلاً؟

لبنان هو الذي خسر، وحزب الله هو الذي ربح.

القضية الفلسطينية هي التي خسرت، وحزب الله هو الذي ربح.

القضية العراقية هي التي خسرت، وحزب الله هو الذي ربح.

معركة الديمقراطية والحريات العامة في العالم العربي هي التي خسرت، وحزب الله هو الذي ربح.

الليبرالية والحداثة والعلمانية في العالم العربية هي التي خسرت، وحزب الله هو الذي ربح.

دعوات الإصلاح الديني والسياسي والتعليمي هي التي خسرت، وحزب الله هو الذي ربح.

مفهوم الدولة المدنية هو الذي خسر، ومفهوم الدولة الدينية هو الذي ربح.

ومع حزب الله الرابح، ربحت "حماس"، وربح الإخوان المسلمون، وربحت "القاعدة"، وربحت الجماعات الإسلامية، وربحت المليشيات الدينية الفلسطينية المسلحة، وربحت جماعة "الصحوة" في السعودية، وربح سعد البريك، وربح الشارع الديني المتشدد العام في العالم العربي، وربحت سوريا من وراء هذا الربح، وكان ربح إيران أحمدي نجاد ربحاً عظيماً. وسنشهد بعد انتهاء هذه الحرب الملعونة طوفاناً دينياً أصولياً متشدداً أقوى وأعظم من طوفان نوح عليه السلام.

فاهنأوا.

 

-4-

ما العمل في لبنان؟

يجب على لبنان أن يقرر بحزم وقوة، ولكي تكون هذه الحرب آخر حروب لبنان مع اسرائيل ومع العرب أيضاً، أن الوقت قد حان لتوقيع معاهدة سلام بينه وبين اسرائيل أسوة بمعاهدة كامب ديفيد بين اسرائيل ومصر 1979، وأسوة باتفاقية أوسلو 1993 بين الفلسطينيين واسرائيل، وأسوة باتفاقية وادي عربه بين الأردن واسرائيل 1994.

فإذا كانت أكبر وأهم وأقوى دولة عربية كمصر وقّعت معاهدة سلام مع اسرائيل بعد حرب 1973 ، فلماذا لا يكون لبنان شجاعاً وحاسماً بما فيه الكفاية، رغم أنه أصغر وأضعف بلد عربي، ويوقّع معاهدة سلام مع اسرائيل بعد حرب 12 تموز/يوليو 2006، سيما وأنه قطع الآن نصف الطريق نحو معاهدة السلام، بعد قرار مجلس الأمن 1701؟

وإذا كان الفلسطينيون أصحاب القضية السياسية وقعوا مع اسرائيل معاهدة سلام بعد حروب طويلة واعترفوا بدولة اسرائيل، فلماذا لا يكون لبنان شجاعاً وحاسماً بما فيه الكفاية، رغم أنه أصغر وأضعف بلد عربي ، ويوقّع معاهدة سلام مع اسرائيل بعد حرب 12 تموز/يوليو 2006؟

وإذا كان الأردن صاحب أطول حدود مع اسرائيل، والذي يضم أكثر من 60 من سكانه من الفلسطينيين، والذي اقتطعت منه اسرائيل الضفة الغربية، قد عقد معاهدة سلام مع اسرائيل، فلماذا لا يكون لبنان شجاعاً وحاسماً بما فيه الكفاية، رغم أنه أصغر وأضعف بلد عربي، ويوقّع معاهدة سلام مع اسرائيل بعد حرب 12 تموز/يوليو 2006؟

وإذا كان بعض العرب في المشرق والمغرب العربي، يقيمون بطريقة مباشرة أو غير مباشرة علاقات تجارية وسياسية وعاطفية مع اسرائيل، فلماذا لا يكون لبنان شجاعاً وحاسماً بما فيه الكفاية ، رغم أنه أصغر وأضعف بلد عربي، ويوقّع معاهدة سلام مع اسرائيل بعد حرب 12 تموز/يوليو 2006؟

وكما قلنا، فلقد قطع لبنان نصف الطريق الآن نحو معاهدة سلام دائمة، بصدور قرار مجلس الأمن 1701  القاضي بوقف اطلاق النار، وبسط سيادة الدولة على كل الأراضي اللبنانية.. الخ.

-5-

فما هي الفوائد التي ستعود على لبنان من بقائه في حالة حرب مع اسرائيل، سيما وأن أراضيه كلها أصبحت محررة منذ عام 2000، ولم يبقَ إلا مزارع شبعا التي تقول اسرائيل انها سورية وليست لبنانية. وفي اللحظة التي تعترف فيها سوريا رسمياً وشرعياً بأن مزارع شبعا لبنانية فإن اسرائيل تنسحب منها رأساً، ممهدة الطريق أمام معاهدة سلام دائم مع لبنان، مُنهيةً بذلك صراعاً عسكرياً وسياسياً دام أكثر من نصف قرن.

وما هي الفوائد السياسية والاقتصادية والثقافية التي ستعود على لبنان فيما لو وقّع معاهدة سلام مع اسرائيل، بعد انتهاء هذه الحرب مباشرة؟

وهل يجرؤ السنيورة على ذلك، ويكون بطل السلام، وشهيد السلام، إذا اقتضى الأمر، كما كان أنور السادات؟

وهل هذه الفوائد، هي الفوائد نفسها التي تتمتع بها مصر الآن، ويتمتع بها الأردن كذلك؟

وما هي الأضرار السياسية والاقتصادية والثقافية التي ستعود على لبنان، من جراء توقيعه على معاهدة سلام مع اسرائيل؟

إن ضرورة توقيع معاهدة السلام بين اسرائيل ولبنان كخلاص وحيد للبنان من مأزقه الداخلي والخارجي الآن، هي ما لا يجرؤ أحد أن يدعو إليه الآن في "نشوة النصر" و "وقفة العز" التي يعيشها الشارع العربي الآن.

بل إن صاحب هذه الدعوة سوف يلقى رجماً أكثر مما يلقى إبليس في رمي الجمرات بمشاعر منى.

ومع هذا سوف نحدثكم في المقال القادم عن فوائد وأضرار اتفاقية السلام بين الفيل والفراشة.

السلام عليكم.

 

Shakerfa@Comcast.net

 بيان اعتذار من "حزب الثلاثة" إلى حزب الله  14

 أغسطس 2006  www.ehabalmalky.blogspot.com

 

بيان اعتذار من "حزب الثلاثة" إلى حزب الله

بعد أن وضعت الحرب على لبنان أوزارها، وبعد أن تبين لكل ذي عينين النصر المؤزّر الذي حققته المقاومة الإسلامية، وما سطرته من بطولات مذهلة فاجأت الأعداء والأصدقاء على حد سواء، وبعد أن انهارت تلك الأسطورة الوهمية للجيش الصهيوني والذي تبين أن قوته تكمن فقط في قتل الأطفال، وبعد أن انهزم الصهاينة شر هزيمة أمام مجاهدي حزب الله، وبعد أن عمّت مشاعر المحبة والتلاحم بين جميع أبناء هذا الوطن العربي الكبير والإسلامي الأكبر، واختفت الخلافات والاختلافات المذهبية بين المسلمين مما جعل كل هؤلاء يعتبرون هذا النصر ليس لحزب الله ولا للبنان فقط وإنما لكل عربي ومسلم يرفض الذل والمهانة، بل اتسعت هذه الفرحة والغبطة لتشمل كل مضطهد ورافض للهيمنة الأمريكية والغطرسة الصهيونية، وبعد أن ظهر جلياً هذا الانحياز الصارخ للإدارة الأمريكية إلى جانب إسرائيل بداية من عرقلة مشاورات مجلس الأمن لوقف الحرب في بدايتها ثم منحها إسرائيل أكثر من شهر لتنفيذ أهدافها التي فشلت في تحقيقها بفضل المقاومة الباسلة ثم سعيها إلى إنقاذ ماء الوجه لإسرائيل عبر محاولة تحقيق نصر دبلوماسي لتعويض الفشل العسكري، وبعد أن أُعلن مؤخراً أن الإدارة الأمريكية متورطة في التخطيط للحرب على لبنان قبل عملية الوعد الصادق وهو ما نشره الصحفي الأمريكي المتألق "سيمور هيرش" في مجلة نيويوركر 14 أغسطس الجاري.

كل هذه الأسباب وغيرها هو ما دفعنا نحن "حزب الثلاثة" إلى تحرير وإصدار هذا الاعتذار العلني، وقد يستغرب كثيرون من هذا الفعل، ولكن الحقيقة أن ما جعلنا ننزل من أبراجنا العاجيّة هو يقيننا أن التاريخ لن يرحمنا، والأجيال القادمة لن تغفر لنا لو تمادينا في موقفنا المتخاذل الذي اتخذناه في بداية الحرب عندما وصفنا عملية حزب الله "الوعد الصادق" بالمغامرة، بعد كل هذه الأسباب وغيرها رأينا أن نلحق بركب العزة والكرامة قبل فوات الأوان وعندها لن ينفع الندم، خاصة بعد أن اتسعت الهوة والفجوة بيننا كحكام وبين شعوبنا التي أجمعت على وجوب نصرة المقاومة ودعمها بشتى السبل.

الآن سيقول كل منا كلمته وليتفضل أكبرنا سناً زعيم الدولة الغنية وأول من أطلق شرارة هذا الموقف المتخاذل عندما وصفت إدارته المقاومة بالمغامرة، "ليقبل الشعب اللبناني والمقاومة الشريفة هذا الاعتذار مني على موقف قد بدر في لحظة لم أزن الأمور فيها جيداً، فعلى الجبهة الداخلية عندما اتخذت هذا الموقف المتخاذل لم أراع مشاعر الملايين من أبناء شعبي من الشيعة ولم ألتفت إلى ما قد ينتج عنه من مشاعر الغضب والحزن والإحباط، وهم مواطنون من بين نسيج الوطن الذي يمر بظروف صعبة ينبغي التكاتف بين مختلف أبنائه لمواجهة الخطر المحدق متمثلاً في العنف الداخلي الذي يهدد أمن البلاد، إضافة إلى المخططات الغربية الصهيوأمريكية لتقسيم البلاد، ولهذا ما كان ينبغي أن أتخذ ذلك الموقف، وما كان ينبغي أن تصدر تلك الفتاوى التي حرّمت دعم حزب الله ولا حتى الدعاء له وهي فتاوى أصدرها أناس أعلن أني بريء منهم إلى يوم القيامة، فالمقاومة في لبنان هي وسام على صدر كل عربي ومسلم، وليسامحني كل عربي ومسلم تسبب موقفي السابق في أي إحباط أو حزن أو خيبة أمل شعر بها وليغفر لي كل لبناني فقد عزيز عليه أو دُمّر منزله أو أتلفت ممتلكاته جراء التمادي الصهيوني في العدوان نتيجة موقفي السابق في بداية الحرب على لبنان، فنحن وإخواننا الشيعة قرآننا واحد ورسولنا واحد ومصيرنا واحد".

أما أنا صاحب مذهب "العقلانية" وزعيم الدولة التي من المفترض أن تكون أهم دولة عربية لما لها من ثقل تاريخي وإرث حضاري، أعبّر هنا عن تنصّلي التام من ذلك الموقف الذي لا يليق بسمعة ومكانة البلد الذي أجلس على مقعد الزعامة فيه، وأعترف أن هذه الدولة العظيمة قد تحولت في عهدي من دولة رائدة إلى دولة تابعة لا وزن لها ولا قيمة في ساحة السياسية الخارجية، لقد تبين لي من بسالة مقاتلي حزب الله أن قوة إسرائيل ومن ورائها أمريكا هي وهم لا أكثر، فقد بدّد رجال حزب الله ذلك الوهم الذي عشش في أذهاننا لعقود طويلة، لقد كانت مفاجأة لنا صمود حزب الله وهو ما جعلنا نغيّر من موقفا هذا مؤخراً، ففي مقابلة مع وكالة رويترز 14 أغسطس الجاري قال وزير خارجيتنا "إن حزب الله قاتل بشرف"، فقد أدركنا جميعاً هذه الحقيقة، وأنا كرجل عسكري أقول إن ما حدث يعتبر إنجازاً غير مسبوق في تاريخ الصراعات العربية الإسرائيلية، فقد تعوّدنا أن نبكي ونصرخ ونُهجّر نحن العرب فقط، لكن حزب الله أحدث التوازن الذي رأينا فيه الإسرائيليين يهجرون منازلهم ويلجأون للملاجيء تحت الأرض كالديديان، رأيناهم وهم يرتجفون ويُضربون في العمق وهو ما لم يحدث من قبل، وهنا أعلن عن اعتذاري لأبطال حزب الله ولكل مسلم وعربي عن ذلك الموقف المتخاذل، ومعلوم للجميع أن ما دفعني لاتخاذ كل موقف يُرضي سادة البيت الأبيض هو رغبتي الشديدة -بعد أن بلغت من العمر أرذله- إكمال "زفة" المحروسة إلى عريسها الشاب المدلل، ولكن بعد اليوم لن أطلب المدد من أحد خارج حدود وطني، ولكني سألجأ إلى شعبي وسأترك له حرية الاختيار لأنه لا قيمة لحكم دون رضا الشعب وتوافقه واتفاقه على مَنْ سيحكمه في المستقبل سواء كان ذلك الشاب أو غيره.

أما أنا فقد تأخرت في الحديث لأني أصغركم سناً وربما هذا ما يحتفظ لي بقليل من العذر على ذلك الموقف، فقد وجدت اثنتان من أهم الدولة العربية تتخذان موقفاً كهذا فتسرعت كعادتي وأيدت موقفهما، وهو الموقف الذي يصب في مسيرة سعيي الدائم لنيل رضا السادة في البيت الأبيض غير عابيء بمشاعر شعبي وهذا خطأ جسيم، هذا الشعب الذي رأيت حجم الهوة والفجوة بيني وبينه عندما وجدته يخرج في مظاهرات حاشدة مؤيداً لموقف مجاهدي حزب الله، ويعلم الجميع أنني كنت قد حذرت في السابق من هلال شيعي على أساس أن إخواننا الشيعة خطرٌ علينا في المنطقة، ولكني أدركت الآن أن هؤلاء الشيعة الذين يمثلهم حزب الله لم يجلبوا للمسلمين والعرب إلا العزة والكرامة فهم ليسوا خطراً ولا حتى خطراً محتمل وإنما الخطر والعدو الحقيقي هو القابع على حدودي الغربية، أحكم دولة مصادر الدخل فيها محدودة وربما هذا هو ما يجعلني أسعى للحصول على الدعم من هنا أو هناك في مقابل مواقف تؤثر سلباً على وحدة أمتنا العربية والإسلامية، ولكني أعلنها من اليوم أن هذا لن يحدث مرة أخرى فالحرة تموت ولا تأكل بثدييها.

إيهابالمالكي