المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الجمعة 18/8/2006

إضاعَةُ الوقتُ شَرٌ مِنَ المَوْتِ (مصطفى أمين)

 

كيسنجر: "حزب الله" سيستولي على الدولة إذا لم ينزع سلاحه

 واشنطن - الوكالات: حذر وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر من سيطرة »حزب الله« على الحكومة اللبنانية في حال لم يتم نزع سلاحه. ونقل راديو »سوا« الأميركي أمس عن كيسنجر قوله »سيحدث نزع سلاح حزب الله تغييراً جذريا في لبنان, لكن في حال الإخفاق, فهو لا يشكل خطراً بالنسبة لإسرائيل فحسب, بل أيضاً بالنسبة للحكومة اللبنانية التي قد يسيطر عليها ليصبح هو الذي يقود القوات اللبنانية التي تم نشرها في الجنوب, والآن على الولايات المتحدة وحلفائها مراقبة ضغوط حزب الله على الحكومة اللبنانية«.

واستبعد كيسنجر أن يتغير حزب الله حتى إذا أصبح حزبا سياسياً معترفاً به في لبنان, وقال: »حين نتحدث عن منظمات إرهابية, نعني أن تلك الجماعات تعمل دخل أراض تابعة لدولة ما, والمعروف أن حزب الله لا يعترف بوجود الدول, لذا فإن فكرة أن يصبح حزب الله حزباً سياسياً شرعياً أمر مستبعد جداً, ربما يحاول الفوز في الانتخابات مثلما حدث في الأراضي الفلسطينية وفازت حماس, لكن هذا لا يعني أنهم سيغيرون برنامجهم«.

 

موفدا عنان توجها إلى الدولة العبرية وغول يزورها الأحد

 تل أبيب لدمشق: لا حوار قبل وقف الإرهاب

 القدس المحتلة - الوكالات: رفضت متحدثة باسم الخارجية الإسرائيلية التعليق على تصريحات وزير الدفاع عمير بيرتس التي دعا فيها إلى الاستعداد لبدء حوار بين إسرائيل وسورية, مكررة اتهامات حكومتها لدمشق وطهران بدعم ماأسمته »الإرهاب«. وقالت نيللي شيلو الناطقة باسم الخارجية الإسرائيلية في تصريحات خاصة لراديو »سوا« الأميركي أمس »قبل أن نتحدث عن حوارات أو مفاوضات مع سورية أو لبنان يجب على دمشق أن توقف دعمها للإرهاب أينما كان إن كانت تريد أن تخرج من محور الشر« على حد قولها. وأضافت »نحن لا نتطرق إلى هذه الأمور الآن وبشكل عام موقفنا إيجابي, فنحن لا نتطرق حالياً إلى عملية المفاوضات أو إلى الحلول الديبلوماسية أو السياسية لكن كل شيء وارد في المستقبل وذلك طبقاً لمواقف سورية«. وقالت المتحدثة الإسرائيلية إن جميع الأطراف الدولية تؤكد أن إيران وسورية من خلال دعمهما للإرهاب تسببتا في تدهور الأوضاع بالمنطقة, ومع ذلك فإن إسرائيل لا تستعمل القوة العسكرية, إلا إذا كانت مضطرة (على حد زعمها).

إلى ذلك طالب أفي بريمور السفير الإسرائيلي السابق لدى ألمانيا بلاده بالتفاوض المباشر مع سورية رغم الكلمة الأخيرة للرئيس السوري بشار الأسد.

وبرر ديمور الذي عمل سفيراً لإسرائيل في ألمانيا في الفترة بين عامي 1993 و1999 رغبته في أن تجري حكومته مفاوضات مباشرة مع سورية بإلغاء اعتماد سورية على إيران وقال إن سورية مستعدة لهذا التفاوض رغم اللهجة المتشددة تجاه إسرائيل مشيراً إلى تعاون سورية مع الولايات المتحدة الأميركية أثناء حربها على العراق عام 1990 و1991 وتسليمها عبدالله أوجلان لتركيا رغم أنها وفرت له ملاذا آمناً على مدى سنوات وقال إن هذه الوقائع تبين أن باستطاعة النظام السوري أن يفكر بطريقة واقعية وعملية (براغماتية). في غضون ذلك قرر الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان إيفاد مبعوثين على مستوى عال إلى لبنان وإسرائيل للوقوف على تنفيذ اتفاق الهدنة الجديدة بين القوات الإسرائيلية و»حزب الله«. وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إن المبعوثين فيجاي نامبيار وهو مستشار خاص لعنان وتيري رود لارسن مبعوث الأمم المتحدة الخاص بالشرق الأوسط سيجريان محادثات مع مسؤولين في لبنان وإسرائيل. وقال المتحدث رداً على سؤال حول ما إذا كان مسؤولا الأمم المتحدة سيجتمعان مع زعماء ل¯ »حزب الله« أو سيذهبان إلى سورية إن البرنامج الكامل للرحلة لم يتقرر بعد.

 

الجيش نشر ثلاثة ألوية للمرة الأولى منذ 40 عاماً وتلقى أوامر بمصادرة أي سلاح "غير شرعي"/ جنوب لبنان يخرج من سلطة الحزب إلى أحضان الدولة

 بيروت - »السياسة«:عواصم - الوكالات: شهد الجنوب اللبناني أمس يوماً تاريخياً حين عبرت أرتال من الآليات والمدرعات وناقلات الجند التابعة للجيش الوطني اللبناني نهر الليطاني للمرة الأولى منذ نحو ثلاثة عقود لتفرض سيطرتها على ثلاثين قرية تعتبر معاقل لحزب الله تنفيذا للقرار الدولي رقم 1701 وقرار الحكومة اللبنانية بسط سيطرة الدولة على كامل أراضي البلاد الخارجة لتوها من حرب مدمرة.

وبالتزامن مع الانتشار المنتظر منذ وقت طويل تحركت دول العالم نحو نشر قوات »اليونيفيل المعززة« لدعم الجيش اللبناني وبدأت فرنسا أولى خطواتها بإرسال 200 عسكري بشكل عاجل إلى جنوب لبنان لدعم »اليونيفيل« التي تسلمت نصف المناطق التي احتلها الجيش الإسرائيلي... وعلى وقع الزغاريد ونثر الرز فوق رؤوسهم اتخذ آلاف الجنود اللبنانيين الذين يشكلون ثلاثة ألوية من الجيش مواقعهم في ثلاثين قرية جنوب الليطاني وبعضها على الحدود مع إسرائيل.

وقال ضابط كبير في الجيش اللبناني إن قواته انتشرت في يارون ومارون الراس وعيترون وبليدة, مشيراً إلى أن الانتشار على الخط الأزرق الذي تعتبره الأمم المتحدة حدوداً دولية بين لبنان والدولة العبرية قد يستكمل اليوم.

وفي صور احتشد المواطنون على جنبات الطرق وقامت النساء بنثر الورود والرز على الجنود بينما أكد عدد من اللبنانيين أن انتشار الجيش يعد بداية مرحلة جديدة تعطيهم الإحساس بالأمان كون من يحميهم هو الجيش الوطني الذي يمثل كل لبنان. وبينما كانت قوات الجيش اللبناني تتوافد على قرى الجنوب سرعت إسرائيل عملية انسحاب جيشها من المناطق الستراتيجية التي مازالت تحتلها في جنوب لبنان.

وقالت متحدثة باسم الجيش إن إسرائيل سلمت قوات الطوارئ الدولية في الجنوب نصف المواقع التي كانت تحتلها وأشارت إلى أن عملية الانسحاب قد تستمر أياماً تبعا لقدرة الجيش اللبناني على إكمال انتشاره في مناطق جنوب الليطاني. بدوره أكد القائد الفرنسي لقوات »اليونيفيل« الجنرال آلان بليغريني أن عملية تسلم المواقع من الجيش الإسرائيلي مستمرة على أن تقوم القوات الدولية بتسليمها إلى الجيش اللبناني بعد إكمال انتشاره.

وإضافة إلى الارتياح الشعبي لاقى نشر الجيش اللبناني في الجنوب ترحيبا عاما في أوساط السياسيين ورجال الدين اللبنانيين, وقال وزير الداخلية بالوكالة أحمد فتفت إن نشر الجيش في الجنوب يعد خطوة تاريخية وتكريساً لسيادة واستقلال لبنان.

وأكد فتفت أن أوامر الحكومة اللبنانية للجيش واضحة بأن يقوم فوراً بمصادرة أي سلاح يصادفه في مواقع انتشاره في أي مكان من البلاد تطبيقاً لقرار الحكومة بأن لايكون هناك أي سلاح أو سلطة غير سلطة الدولة وسلاحها في لبنان. من جانبه أكد الرئيس اللبناني العماد إميل لحود أن الجيش سيضمن أمن واستقرار الجنوب, مشيراً في الوقت نفسه إلى ترحيبه بوجود قوات دولية تساند الجيش في مهمته الوطنية لكنه اشترط أن تكون الدول المشاركة في قوات اليونيفيل المعززة غير مرتبطة بمعاهدات عسكرية مع إسرائيل!

كما رحب تجمع رجال الدين المسلمين في الجنوب بنشر الجيش, مؤكداً أنها خطوة تاريخية ينتظرها المواطنون منذ زمن طويل. من جهته قال وزير الطاقة وممثل »حزب الله« في الحكومة محمد فنيش إن الحزب لا يرى مشكلة في نشر الجيش في الجنوب طالما أن سلاح الحزب خرج من النقاش, حسب تعبيره. على صعيد ردود الأفعال الدولية ذكرت الولايات المتحدة الأميركية الحكومة اللبنانية بالتزاماتها ببسط سيطرتها على كامل أنحاء البلاد بما في ذلك نزع سلاح »حزب الله«. وقال الناطق باسم البيت الأبيض طوني سنو إن الإدارة الأميركية لا تتوقع نتائج سريعة لكنه أضاف: »من المهم الإشارة إلى أن الحكومة اللبنانية التزمت باستعادة السيطرة على كامل أنحاء البلاد وذلك يشمل نزع سلاح حزب الله«.

واعتبر سنو أن نشر الجيش اللبناني مؤشر على رغبة الحكومة اللبنانية في تطبيق القرار الدولي 1701 .

وفي باريس رحبت الحكومة الفرنسية بنشر الجيش واعتبرته خطوة أساسية لبسط سيطرة الدولة على كامل البلاد.

من جهة ثانية أعلن قصر الاليزيه في بيان أن الرئيس جاك شيراك أمر بإرسال 200 جندي فرنسي إلى لبنان بشكل عاجل لدعم قوات الأمم المتحدة العاملة هناك. وكانت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال إليو ماري أكدت استعداد فرنسا لقيادة قوات »اليونيفيل« المعززة لكنها تحفظت على حجم المشاركة العسكرية الفرنسية بانتظار توضيحات من الأمم المتحدة حول طبيعة مهمة هذه القوات فيما نقلت صحيفة »لوموند« الفرنسية عن مصادر رفيعة قولها إن باريس قد تكتفي بمشاركة رمزية في القوات الدولية. وتثير مسألة حجم القوات المشاركة في المهمة الدولية جدلاً دولياً حيث طالبت دول عدة بتحديد طبيعة المهمة التي عقدت الأمم المتحدة اجتماعاً ضم دولاً مرشحة للمشاركة فيها.

وبينما حسمت ألمانيا واستراليا موقفيهما من الموضوع حيث استبعد البلدان إمكانية إرسال جنودهما إلى لبنان مازالت تركيا وإيطاليا مترددتين. ويبدو أن إيطاليا تتجه إلى إرسال نحو ثلاثة آلاف جندي بعد أن حصل رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي على تطمينات من نظيره اللبناني فؤاد السنيورة بأن حزب الله سيلتزم بالتعاون مع قوات الأمم المتحدة. وتسعى الأمم المتحدة التي حصلت على تعهدات شفهية من 40 دولة بالمشاركة في القوات إلى إرسال طليعة هذه القوة خلال أسبوع لضمان استقرار الأوضاع في الجنوب. في غضون ذلك طالبت إسرائيل الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان بفرض حظر سلاح على »حزب الله« فيما أكدت مصادر إسرائيلية أن الجيش تلقى أوامر واضحة باستهداف أي شاحنة يشك بأنها تنقل أسلحة من سورية إلى »حزب الله« في الوقت الذي بدأت فيه تركيا مراقبة الشحنات الجوية والبرية الإيرانية العابرة لأجوائها وأراضيها إلى سورية بعد أن حذرت إسرائيل من أن إيران قد ترسل أسلحة إلى حليفها اللبناني تحت غطاء المساعدات الإنسانية. إلى ذلك أعلنت إسرائيل أنها رفعت جزئياً حصارها الجوي على لبنان لكنها أكدت أنه مازال سارياً في الوقت الذي بدأ فيه بالفعل تشغيل مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت حيث حطت طائرة ل¯»الميدل إيست« ناقلة ركاباً من العاصمة الأردنية عمان, ومهندسين عسكريين أردنيين للمساعدة في عملية إعادة إعمار جسور قصفتها الطائرات الإسرائيلية خلال العدوان.

 

 ألمانيا واستراليا قد تشاركان... تركيا مترددة وماليزيا ترفض اشتراطات إسرائيل

اجتماع دولي لتحديد مهمة "اليونيفيل المعززة" وفرنسا قد تشارك بقوة رمزية

 عواصم-الوكالات: عقدت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة اجتماعاً أمس لتحديد مهمة القوة الدولية المعززة التي ستنشر في جنوب لبنان ويقدر عديدها ب¯ 15 ألف عنصر حسب ما أعلن المصدر في المنظمة الدولية.

وقال المصدر طالباً عدم كشف اسمه أنه بعد تحديد مهمة القوة وبعد عرض الأمم المتحدة حاجاتها من الناحيتين المالية واللوجستية, يتوقع أن تجري الدول المساهمة فيها مشاورات مع عواصمها بشأن عديد القوات.

وأضاف المصدر أن الاجتماع سعى إلى »تحديد مهمة قوة اليونيفيل الموسعة بدقة وكذلك الأبعاد القانونية كما نصر القرار الدولي 1701«.

وذكر المصدر أن عشرين دولة من أصل الدول ال¯49 المشاركة في الاجتماع ستقدم قوات أو مراقبين أو دعماً لوجستياً. ومن جانبها قالت بريطانيا أنها تتوقع إحراز تقدم سريع على الأرض بعد المحادثات التي أجراها السفير جونز باري في هذا الخصوص. وصرح باري للصحافيين قبيل الاجتماع »اعتقد أنكم سترون اتفاقاً حول تحديد مهمة القوة الدولية«.

وأضاف: »أعني بذلك مفهوم العمليات وشروط المهمة وبعد ذلك ستشعر الدول المرشحة للمساهمة في هذه القوة بارتياح وستتخذ قرارها النهائي«. وقال إن بريطانيا لا تملك قوات لإرسالها إلى جنوب لبنان لكنها ستقدم دعماً لوجستياً. وأعربت دول عدة منها فرنسا التي تعتمد على الأمم المتحدة عليها لقيادة القوة الدولية الموسعة أنها تأمل في الحصول على مزيد من التفاصيل حول مهمتها قبل اتخاذ قرار بالمشاركة.

ورفضت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال اليو ماري تحديد عديد القوات التي سترسلها باريس للمشاركة في هذه القوة قبل تحديد مهامها بدقة. وقالت الوزيرة في حديث لقناة »فرانس 2«: »حين نرسل قوة دون تحديد مهمتها بشكل واضح ودون الوسائل الملائمة والكافية قد يتحول الأمر إلى كارثة, بما في ذلك بالنسبة إلى العسكريين الذين نرسلهم« لكنها جددت استعداد فرنسا لقيادة القوات الدولية الجديدة.

وأشارت صحيفة »لوموندش أن فرنسا لن تشارك سوى بقوة رمزية من 200 رجل في القوة الدولية المعززة التي سيتم نشرها في جنوب لبنان, وهو رقم يقل بكثير عن حجم المشاركة التي تأمل الامم المتحدة بأن تقدمها فرنسا.

بيد أن مساعد الناطق باسم الخارجية الفرنسية دنيس سيمونو قال في مؤتمر صحافي: »لا أستطيع أن اؤكد هذه المعلومة«.

أضاف: ننتظر أن تحدد الأمم المتحدة مفهوم العمليات«, واشار إلى أن »الضمانات التي تطلبها فرنسا لاتخاذ قرارها فيما يتعلق بمستوى مشاركتها في اليونيفيل المعززة وحجمها تتعلق أساساً بالتوضيحات الضرورية المتعلقة بطبيعة المهام الملقاة على عاتقها, وبقواعد العمل والقيادة والوسائل التي ستوضع تحت تصرف هذه القوة«.

وقال: »نأمل أيضاً الحصول على معلومات عن المساهمة التي ستقدمها الدول الأوروبية الأخرى والدول الإسلامية«

ونقلت صحيفة »لوموند« عن »مصادر ديبلوماسية ومصادر في الأمم المتحدة« أن باريس كانت تتجه الأربعاء إلى الإعلان عن مشاركة رمزية »ضمن قوة لا يتجاوز حجمها عشرة ضباط وكتيبة هندسة من نحو 200 عنصر«, ما »أربك الأمم المتحدة«.

في غضون ذلك اعتبر وزير الدفاع الألماني فرانس يوزيف يونغ أن مشاركة جنود ألمان في القوات الدولية المحتمل نشرها لحفظ السلام في جنوب لبنان ليس أمامها فرصة كبيرة.

ولكن يونغ لم يستبعد خلال زيارته لوحدات الجيش الألماني في مدينة راينه بولاية شمال الراين فيستفاليا أن تشارك ألمانيا بقوات بحرية على الحدود بين سورية ولبنان ولكنه لم يشر إلى طبيعة المهام التي ستقوم بها هذه القوات. وفي روما أفاد مصدر رسمي أن رئيس الحكومة الإيجالية رومانو برودي شدد مرة أخرى لدى الأمم المتحدة على الحصول على »تفويض واضح وخال من أي غموض وبقواعد التزام دقيقة للجنود« الذين سيدعمون قوة اليونيفيل الجديدة في لبنان.

وأعلنت رئاسة الحكومة في بيان أن برودي أجرى مكالمة هاتفية مع أمين عام الأمم المتحدة كوفي عنان مساء الأربعاء تناول فيها »مطولاً« مسألة الوضع في لبنان ونشر قوات السلام الدولية هناك.

بدورها قالت ماليزيا أنها تريد إرسال قوات حفظ سلام إلى لبنان رغم قول إسرائيل أنها قد تعارض ضم دول لا تربطها علاقات ديبلوماسية مع الدولة اليهودية وقال وزير الدفاع الماليزي نجيب رزاق »لا يوجد سبب أياً كان يمنعنا من الخدمة في جنوب لبنان«.

واضاف: »سنرسل بالتأكيد قوتنا في انتظار قرار من الأمم المتحدة«.

وقال للصحافيين »لا أعرف لماذا يستخدمون مثل هذا الجانب الفني ليمنعونا من إرسال رجالنا إلى هناك«.

من جانبها أكدت وزارة الخارجية التركية أن أنقرة لم تصدر قرارها النهائي بعد بشأن المشاركة في القوات الدولية وقال المتحدث باسم الخارجية التركية نامق تان رداً على التصريحات التي صدرت من نائب الأمين العام للأمم المتحدة مارك براون والتي قال فيها أن »تركيا متحمسة لإرسال قوات لها إلى لبنان«. إن »تركيا تراقب التطورات عن كثب وزيارة وزير الخارجية التركي إلى لبنان في هذا الإطار, لكنني هنا أريد أن أشدد خصوصاً على أنها لم تحدد موقفها النهائي بهذا الشأن«.

 

 وحدات من الجيش اللبناني تصل الجنوب وتنتشر في معاقل حزب الله

رويترز - 2006 / 8 / 17

 وصلت القوات اللبنانية الى جنوب لبنان يوم الخميس وانضمت الى قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في تولي السيطرة على معاقل حزب الله مع انسحاب القوات الاسرائيلية بعد حرب استمرت 34 يوما.

وقالت مصادر امن وشهود من رويترز ان جنود الجيش اللبناني عبروا نهر الليطاني الواقع على بعد حوالي 20 كيلومترا شمالي الحدود الاسرائيلية صباح يوم الخميس من عدة نقاط للانتشار في جنوب لبنان تماشيا مع قرار للامم المتحدة صدر يوم الجمعة بوقف القتال بين اسرائيل وحزب الله. وتدفق طابور يتألف من أكثر من 100 شاحنة وناقلة جند وعربة جيب ترفع الاعلام اللبنانية على جسر مؤقت على الليطاني الي بلدة مرجعيون التي تقطنها اغلبية مسيحية والواقعة على بعد نحو ثمانية كيلومترات من حدود اسرائيل. وكانت بعض المركبات تجر مدافع فيما كان البعض الاخر يحمل جنودا ومعدات. وراقب عدد قليل من جنود قوات الطواريء في لبنان التابعة للامم المتحدة الجنود اللبنانيين اثناء عبروهم النهر. وقال جندي لبناني لم يذكر اسمه "اننا في غاية السعادة. كيف يمكن لاحد أن ينتشر في أرضه ولا يكون سعيدا." واصطف عشرات اللبنانيين على جانبي الطرق وهم يلوحون باعلام لبنان ويلقون على الجنود اللبنانيين الورود والارز احتفالا بوصولهم. وصاحت خديجة شيت (64 عاما) لدى مرور الجنود "الله يحميكم. نحن لا نؤيد سوى الجيش."

وذكرت المصادر الامنية ان وحدات اخرى من الجيش اللبناني عبرت النهر عند القاسمية لتنتشر في منطقة مدينة صور الساحلية. وقال حسام قاسم الذي يملك محطة بنزين في قرية دبين وهي معقل لحزب الله تعرضت للقصف الاسرائيلي المتكرر خلال الحرب "هذا شيء جيد. كلنا نريد الجيش وكلنا نريد الاستقرار. "في النهاية هذا هو الجيش الوطني وكلنا لبنانيون لا شيء آخر." وأمرت الحكومة اللبنانية التي تضم وزيرين من حزب الله يوم الاربعاء الجيش بالتحرك جنوبا تماشيا مع قرار الامم المتحدة الذي أوقف القتال هذا الاسبوع. وفي نفس الوقت تقريبا أعلن الجيش الاسرائيلي يوم الخميس انه بدأ "نقل المسؤولية" في جنوب لبنان مع انتشار الجيش اللبناني في المنطقة. وقال الجيش الاسرائيلي في بيان "بدأت عملية نقل المسؤولية عن المناطق" مشيرا الي اتفاق مع قوة الامم المتحدة لحفظ السلام (يونيفيل) والجيش اللبناني. واضاف قائلا "العملية ستنفذ على مراحل ومشروطة بتعزيز اليونيفيل وقدرة الجيش اللبناني على أن تكون له سيطرة فعالة على المنطقة."

ومن المقرر ان يصل القوام الاجمالي للقوات اللبنانية الى 15 الفا ينضم اليها عدد مماثل من قوات الامم المتحدة الموسعة طبقا لقرار مجلس الامن التابع للامم المتحدة الذي قرر تعزيز القوات الدولية الحالية في لبنان وعددها 2000 فرد بقوة اضافية قوامها 13 الفا. ويصل يوم الخميس الى لبنان واسرائيل مبعوثان كبيران من المنظمة الدولية لتقييم تطبيق الهدنة. وأعلنت الامم المتحدة ان فيجاي نامبيار وتيري رود لارسن سيجريان مشاورات مع المسؤولين في البلدين. ولم يتضح بعد الجدول الزمني الكامل لنشر القوات اللبنانية والقوات الدولية.

وصرح هادي عنابي مساعد الامين العام للامم المتحدة لشؤون حفظ السلام يوم الثلاثاء بان المنظمة الدولية تأمل في نشر قوة متقدمة قوامها 3500 في لبنان خلال اسبوعين لتنضم الى 2000 جندي هناك. بينما توقع شمعون بيريس نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي وصول 15000 فرد من القوات اللبنانية وجزء كبير من قوات الامم المتحدة الموسعة الى جنوب لبنان خلال اسبوعين. وقال بيريس للصحفيين في واشنطن "اعتقد ان الامر سيستغرق اسبوعا او اثنين" مشيرا الى موعد نشر القوات اللبنانية واعداد كبيرة من القوات الاجنبية في جنوب لبنان بموجب قرار الامم المتحدة الصادر يوم الجمعة الماضي بوقف القتال بين اسرائيل وحزب الله. وقالت الحكومة اللبنانية ان الجيش لن يسمح بوجود جماعات مسلحة في جنوب لبنان لكنها التزمت قدرا من الغموض بشأن انسحاب مقاتلي حزب الله وكيفية التعامل مع صواريخ الميليشيا الشيعية التي أمطرت شمال اسرائيل خلال الحرب.

كما لم تذكر الحكومة ما اذا كان جنود الجيش سيبحثون بهمة عن الاسلحة المخزنة في المخابيء والكهوف. وينتمي عدد كبير من مقاتلي حزب الله الى قرى حدودية وصرح مسؤولون لبنانيون انه من غير الممكن ابعادهم عن ديارهم. وقال وزير الطاقة اللبناني محمد فنيش وهو احد وزيرين من حزب الله في الحكومة اللبنانية بانه وافق على نشر قوات الجيش "دون اي تحفظات". ووعد حزب الله بالتعاون مع القوات اللبنانية وقوات الامم المتحدة لكنه قال ان الوقت غير مناسب للحديث عن نزع سلاحه. وعاد اكثر من 200 الف نازح لبناني الى ديارهم في الجنوب بالفعل دون ان ينتظروا ان تخلي اسرائيل الجيوب التي احتلتها في الاراضي اللبنانية. وحافظت الهدنة على تماسكها بشكل عام مما عزز آمال نقل السيطرة الى القوات الدولية واللبنانية بسهولة.

وأعلنت فرنسا يوم الاربعاء موافقتها على قيادة قوات الامم المتحدة في لبنان مادامت تتمتع بتفويض واضح وقوة ملموسة. وبالاضافة الى فرنسا من المرجح ان تتضمن الدول المشاركة بقوات اندونيسيا وماليزيا وهما دولتان لا تقيمان علاقات دبلوماسية مع اسرائيل. وسئل بيريس عما اذا كانت اسرائيل ستعترض على مشاركة دول مثل ماليزيا في القوة الدولية قال ان بلاده لم تستشر بعد في هذا الصدد.

واضاف "على كل حال اذا كان من بين 30 الف جندي واحد او اثنان او ثلاثة هم اناس لا نحبهم ليس من الضروري ان نعلنها حربا." وفي طهران حيا الزعيم الاعلى الايراني آية الله علي خامنئي في رسالة بعثها الى حسن نصر الله الامين العام لحزب الله "النصر المقدس" الذي حققه الحزب على اسرائيل قائلا انه نصر للاسلام.

وقتل في الحرب التي بدأت يوم 12 يوليو تموز 1110 في لبنان غالبيتهم مدنيون و157 اسرائيليا من بينهم 116 جنديا.

 

فتفت: دخوله الجنوب حدث تاريخي انتظره اللبنانيون 40 عاما وطالبوا به هناك مؤشرات لرفع الحصار والسلطات تعمل بتواصل لتأمين ضبط الحدود 

 قوى 14 آذار - 2006 / 8 / 17

 اعتبر وزير الداخلية بالوكالة الدكتور أحمد فتفت في حديث إلى "صوت لبنان" اليوم أن "دخول الجيش اللبناني الجنوب حدث تاريخي لأن اللبنانيين ينتظرون هذا الحدث منذ ما يقارب الأربعين عاما، وهم جميعا كانوا يطالبون به وقد حصل"، ودعا إلى "تقبل الأمر كإنجاز تاريخي للدولة اللبنانية وأعتقد أن كلام الرئيس فؤاد السنيورة كان واضحا بالأمس عن معنى هذا الانتشار وأهميته السياسية بالنسبة إلى الدولة". وأوضح أن "مجلس الوزراء ناقش موضوع انتشار الجيش بطريقة موضوعية وبهدوء وكان هناك بعض التحفظات لأن بعض الوزراء كانوا يريدون مزيدا من الوضوح ربما في مهمة هذا الجيش ومزيدا من الصلاحيات ربما ما يسمى المنطقة العسكرية التي تحتاج إلى موافقة مجلس النواب، ولكن على الرغم من هذه التحفظات كان قرارا تاريخيا ومهما جدا لمستقبل الدولة اللبنانية وكان علينا الا نفوت بأي شكل فرصة اعادة الدولة وفرض صيغتها على المناطق كافة ومن دون أي استثناء". ونفى أن يكون مجلس الوزراء قفز امام معضلة سلاح "حزب الله"، وقال: "استمعنا الى وزراء الحزب والشيخ نبيل قاووق الذي كان يقول بأن الجيش مرحب به وان الحزب لن يكون متواجدا وان لا سلاح غير سلاح الشرعية في الجنوب، وانا لا اعتقد ان هناك مشكلة في هذا الموضوع والجيش مفوض بشكل كامل لمصادرة اي سلاح يصادفه او يعثر عليه، وكان واضحا من جهة ثانية من كلام رئيس الحكومة ان الجيش لديه صلاحية في المناطق كافة التي سينشر فيها وان لا استثناءات في هذا الشأن".

وعن استمرار الحصار والمستجدات بعد العمل الديبلوماسي في هذا الاطار، قال الوزير فتفت: "ان هذا الامر تمت مناقشته في مجلس الوزراء لان الحصار متعلق بقرار اسرائيلي وبتوجهات في مجلس الامن في آن معا. بالنسبة الى قدرة اللبنانيين على ضبط الحدود كاملة هناك عمل يومي متواصل تقوم به السلطات الأمنية لتأمين هذا الضبط وفق القوانين اللبنانية وما تورده القوانين الدولية، واصبحنا تقريبا جاهزين ولا سيما في ما يتعلق بوزارة الداخلية في موضوع المطار، وليس هناك اي مشكلة كبيرة. هناك امور تقنية يجري حلها من اصلاح مدرجات وما شابه، وفي الوقت عينه وبموازاة ذلك، هناك حملة ديبلوماسية كبيرة يقودها رئيس الحكومة بالتعاون مع وزارة الخارجية لرفع الحصار ويبدو ان هناك مؤشرات. بعد ان كنا نتكلم بالامس عن حصار كلي، اسمع اليوم ومن خلال الاعلام بحصار جزئي اي ان هناك اشارات ايجابية في هذا المنحى. انا افهم ان اللبنانيين لن يطمئنوا الا عندما يشاهدوا طائرات طيران الشرق الاوسط تهبط إلى مطار بيروت وتقلع منه وعندما تصل السفن والبواخر الى المرافىء اللبنانية وآمل الا يتجاوز الانتظار الايام القليلة".

وعن إجراءات قوى الأمن الداخلي لجهة ضبط الحدود والمعابر أوضح أن "قوى الامن الداخلي غير مسؤول عن الحدود لأنها مسؤولية الجيش اللبناني. قوى الامن الداخلي مسؤولية بالتحديد وخصوصا في مطار بيروت بالتعاون مع الجيش في اطار قيادة جهاز امن المطار وهي تابعة لوزارة الداخلية، وستأخذ قوى الامن دورا اكبر لان الجيش مضطر لسحب بعض قواته بسبب الانتشار في الجنوب وعلى المعابر البرية وستتخذ قوى الامن اجراءات بالتنسيق مع الامن العام والجمارك اللبنانية بشكل وثيق جدا في اماكن تواجدها كافة. اصبح لدينا خلية تنسيق في المطار لمتابعة هذا الموضوع ودراسة مشاكل فنية علما بأننا في حاجة الى تجهيزات فنية وهذا ما سيبحث مع المراجع الدولية".

وأوضح ان "المطلوب هو تأمين اجهزة لفحص البضائع المصدرة او المستوردة عبر مطار بيروت والمرافىء وهناك حاجات لآلات ضخمة ومكلفة توضع عادة في المطارات بهذا الشأن وهي متوفرة لدينا، فلبنان بلد صغير جدا وامكاناته متواضعة ولكن معابره عديدة وهذا ما يستوجب وجود عدد كبير من الآلات الخاصة بهذا الشأن. ان المسافرين وامكان المراقبة تبدو ممتازة، أما على صعيد الافراد والبضائع اليدوية فهناك حاجة إلى تطوير المعدات وقد بدأ عمل جدي منذ اول امس ونعمل على مواصلته".

 

جنبلاط دعا نصرالله إلى الدخول المشـرّف إلى الدولة حفاظا على شعب لبنان ودولتـه

حمل بعنف على الاسد وانتقد الدور الايراني

2006 / 8 / 17

 اعتبر رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط ان معالجة موضوع سلاح المقاومة هي في الحوار وانه كان على الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ان يتذكر جهود 14 آذار في الدفاع عن المقاومة. وسأل: هل المقاومة هي لبنانية ام انها اداة للمحور السوري - الايراني على الارض اللبنانية؟ داعيا الى حسم هذه الاشكالية. كذلك سأل: اين الدولة اذا كان نصرالله يتصرف كما يشاء باسم الامة وباسم الشعب؟ وخاطبه بالقول: عندما تريد تعترف بالدولة وعندما لا تريد لا تعترف بالدولة. نعم سنبني لكن هناك شيئا تهدّم هو الثقة عند الشعب اللبناني بأن لا ينجز مجددا في جولة جديدة من الحرب تحت شعار ان هناك امكان عدوان سيأتي تحت شعار بأن المهمة لم تنته ونعود الى أصل الموضوع شبعا والاسرى. واذ اكد ان الاعمار سهل جدا اشار الى ان مال ايران على حساب خراب لبنان موجود لكن الثقة اصعب بكثير. واستوضح نصرالله موقفه من اتفاقي الهدنة والطائف. وذكّر بقوله السابق ان الخيار السياسي وحده غير كاف لحماية لبنان من المخاطر الاسرائيلية المحتملة وشدد على ان طبيعة لبنان لا تسمح بابرام اتفاق سلام بشكل منفرد مع اسرائيل.

وشكك في امكان نجاح الجيش في الجنوب، نظرا الى انتشاره وفق صيغة غامضة وحذر انه اذا لم نتفق على صيغة نهائية في تثبيت الطائف واتفاق الهدنة واستيعاب المقاومة في الجيش فنحن ذاهبون الى المجهول. ودعا نصرالله الى الدخول المشرّف الى الدولة حفاظا على شعب لبنان ودولته. كذلك دعا الرئيس السوري بشار الاسد الى فتح جبهة الجولان المحتل منذ عقود وطالب بدولة قوية وهذا يتأتى من خلال دمج المقاومة في الجيش، وان يكون قرار الحرب والسلم بأمرة الدولة.

عقد جنبلاط ظهر اليوم مؤتمرا صحافيا في المختارة تحدث فيه عن تطورات الساعة وقال: اتحدث وربما قد اطيل بعض الشيء وهذا لسرد بعض الوقائع وتوضيح بعض الامور، بعد ما انتهت تلك الجولة من القتال، اخترع الاميركيون او الرئيس الاميركي مفهوم الحرب الاستباقية وهذا المفهوم يطبق حين يكون هناك عدو في مكان ما يحضر لهجوم فلا بد من الاستباق والهجوم المضاد. هكذا فعلوا في العراق عندما قالوا بأن هناك سلاحاً للدمار الشامل، فلم يكن هناك شيء، فكان ما كان من فوضى وخراب وتفتيت، لا اريد اليوم ان احمّل احدا المسؤولية، لكن اقولها كلبناني وكمواطن عادي وكجزء من هذا المجتمع الأهلي، وكدولة لا علاقة لي بالحرب الاستباقية اكانت اتت من جهة ايران عبر سوريا وحزب الله، او كانت اتت من خلال اميركا عبر اسرائيل لتصفية الحسابات المعروفة والواضحة، ايران من جهة تقول لأميركا عبر لبنان اذا كنتم تريدون الضغط علينا في ما يتعلق بالملف النووي نجيبكم على ابوابكم (اي اسرائيل) بالصواريخ والقتال.

وفي الوقت نفسه اميركا ربما حاولت من خلال اسرائيل ان تقوم بحرب استباقية على ارض لبنان لامتحان قدرة حزب الله وفشلت هي واسرائيل، هذا مع كل تقديري واحترامي وإجلالي للمجاهدين الأشاوس الذين قاموا وهزموا اسرائيل، لكن علينا ان نرى الصورة ببعدها الأكبر، لذلك نقولها للسيد حسن (نصر الله) بكل هدوء، ونذكره بالكلام الذي قاله الاربعاء في 26 تموز الفائت، ومن جملة ما قال: ان اميركا راهنت على جو شعبي وسياسي وعلى الجيش اللبناني للالتفاف على المقاومة، ولكن نحن كنا وسعد الحريري وكل قوى 14 اذار آنذاك، وقلنا للرئيس شيراك ولسولانا وقالها سعد الحريري للرئيس بوش وللأندية كلها ان علاج سلاح المقاومة هو في الحوار، والمقاومة والمقاومون هم جزء لا يتجزأ من النسيج اللبناني، فعلى الاقل كان يمكن للسيد حسن ان يعطينا بعضاً ليس من الثناء او الشكر لكن ان يتذكر جهودنا، جهود 14 آذار في الدفاع عن المقاومة والتأكيد على اتفاق الطائف.

ويقول السيد حسن في مكان آخر ان اميركا راهنت على ايران وسوريا في الاجهاز على المقاومة. هنا تقع اشكالية لا تزال حتى هذه اللحظة، هل هذه المقاومة هي لبنانية ام انها، يا لأسف للتعبير، اداة للمحور السوري - الايراني على الارض اللبنانية؟

هذه اشكالية لا بد من حسمها، وحاولنا آنذاك حسمها في الحوار لكن لم ننجح عندما تحدثنا عن الخطة الدفاعية، يقول ايضا السيد حسن وهذا كلامه دائما كنا نتساءل عندما اقدمنا على هذه العملية، كنا نتوقع هذا الرد او لم نكن نتوقع هذا الحجم من الرد وعندما قامت عملية الأسر فإن المقاومة من حيث لا تعلم احبطت الخطة الأخطر والسيناريو الاسود للحرب على لبنان وعلى المقاومة في لبنان.

وسأل جنبلاط هنا السيد حسن نصر الله، الم يكن من الممكن استشارة العقلاء، الحكومة اللبنانية، بأن هناك عدواً سيأتي كما قلت لاحقا ان العدوان سيأتي في ايلول او تشرين وأن نقوم سويا بما نملك من علاقات مع الدول الكبرى في التنبيه على امكان قيام اسرائيل بالعدوان ونتفادى هذا العدوان؟ وقلت لاحقا "اننا قمنا بهذا العمل شاء اللبنانيون أم ابوا باسم الامة وباسم الشعب العربي" وهذا امر ايضا يطرح علينا اسئلة، فأين نحن وأين تلك الغالبية من اللبنانيين وأين الدولة اذا كنت تريد ان تتصرف كما تشاء باسم الأمة وباسم الشعب، وهذا عظيم، اليوم اسمك لامع في الامة والشعب العربي، وأنت رمز، لكن من بعيد سهل جدا على هؤلاء ان يرفعوا صورك ومن حقهم، لكن من قريب بلادي تهدمت واحترقت.

ثم تقول "ما سيهدم (هذا كلام الاثنين في 17/8/2006) سيعاد بناؤه بالتعاون مع الدولة اللبنانية"، لم تستشر الدولة اللبنانية حول نتائج العدوان، سأعطي فرضية ان العدوان كان قائما، لن ادخل في النقاش ان الخطف سبب العدوان كي لا اجرح شعور المجاهدين والصامدين والنازحين وعائلات الشهداء في كل لبنان، ما سيهدم سيعاد بناؤه، وبالأمس تقول في آخر خطاب لك "المال النظيف جاهز سنبني ونعلم ان الدولة لها آلياتها المعقدة فلتتحمل الدولة الباقي". سهل جدا هذا القرار عندما تريد تعترف بالدولة وعندما لا تريد لا تعترف بالدولة تبني وصحيح ربما سنبني بفضل المال الشريف الكويتي والسعودي والخليجي والدعم المصري والأردني، نعم سنبني، لكن هناك شيئا تهدم هو الثقة عند الشعب اللبناني بأن لا ينجر مجددا في جولة جديدة من الحرب تحت شعار ان هناك امكان عدوان سيأتي او شعار بأن المهمة لم تنتهِ ونعود الى اصل الموضوع شبعا والأسرى. سهل جدا الاعمار، إن مال ايران على حساب خراب لبنان موجود، سهل جدا، لكن الثقة اصعب بكثير، كيف نعود ونبني الثقة الا من خلال ان تقتنع، اذا اردت ان تقتنع بالانخراط في الدولة اللبنانية وهذا ما تحدثنا عنه في آخر جلسات الحوار عندما تحدثنا عن الاستراتيجية الدفاعية وسألحظ هنا بعض الملاحظات. ولم نسمع يا سيد حسن. وأتكلم معك بكل هدوء. في كل خطاباتك كلمة حول اتفاق الطائف او كلمة حول اتفاق الهدنة، ربما ضجيج الطائرات وربما الدمار والخراب والآلة العسكرية الاسرائيلية بكل همجيتها، ربما لم تترك مجالا للتفكير بتلك المحطتين الاساسيتين، لكن من دون تلك المحطتين، اتفاق الطائف والهدنة، يصبح لبنان ساحة خريطة عسكرية تبدأ من ميس الجبل ربما تنتهي غدا في بيروت وربما في مكان آخر، لكن لا وجود فيها لدولة الطائف ولاتفاق الهدنة.

اضاف: في العام ألفين عندما تحرر الجنوب كان هناك إجماع على هذا العمل البطولي. لكن في العام 2006 لم تستشر احد بغض النظر عمَّن قام بالحرب الاستباقية انت ومَن وراءك ام الاميركيون ام اسرائيل ومن ورائها اميركا، لكن ليس هناك إجماع على هذه الحرب واعذرني فأعتقد ان هذا هو رأي الدولة اللبنانية وغالبية الشعب اللبناني. اما وحصل ما حصل فنعود ونسأل خصوصا وأننا اتخذنا قرارا او تقيدنا بقرار ارسال الجيش الى الجنوب وفق القرار 1701. فاسمحوا لي ان اقرأ بعض المقاطع التي وردت في مشروع الاستراتيجية الدفاعية الذي كنا طرحناه فقط للتذكير. آنذاك وفي الجلسة التي انعقدت في 8/6/2006 قدمنا تلك الورقة وهذه بعض الملاحظات الآتية:

ان الدعوة الى تكريس منطق الدولة في ممارسة هذه الوظيفة لا تشكل انتقاصا من تجربة المقاومة او الاستغناء عنها، بل يدفع للاستفادة من هذه التجربة وتوظيفها لخدمة الاغراض الدفاعية وذلك في اطار وطني يحفظ وحدة الدولة ويجعل قرار السلم والحرب خاضعا لمنطق الشراكة التي تمارس داخل المؤسسات الدستورية لا سيما منها مجلس الوزراء الذي تعود اليه ممارسة هذه الصلاحيات.

وقلنا ايضا انه من الضروري اعطاء اهمية بالغة للتهديدات الاسرائيلية التي يتعرض اليها لبنان راهنا والتي يمكن ان تنشأ في المستقبل خصوصا ان اشكال التهديد المحتملة متعددة ومتنوعة لكن من غير المنطق مناقشة هذه التهديدات بعيدا عن المخاطر الناشئة عن استخدام لبنان كساحة لأن التجربة السابقة، خصوصا تلك المتعلقة بالنتائج التي ولدها اتفاق القاهرة اثبتت ان عددا كبيرا من المخاطر تنشأ او تتعاظم بسبب تحول لبنان الى الساحة الوحيدة للمواجهة مع العدو الاسرائيلي.

وقلنا ايضا انه لا شك في ان الخيار السياسي وحده غير كافٍ لحماية لبنان من المخاطر الاسرائيلية المحتملة، لكن لا يوجد اي دولة في العالم لا تأخذ في العلم هذا الخيار كجزء لا يتجزأ من استراتيجيتها الدفاعية والأمثلة على ذلك كثيرة.

ولعل المثل الأبرز في هذه المسألة يتمثل بموافقة سوريا على فك الاشتباك على جبهة الجولان وانتشار القوات الدولية حيث شكلت هذه الموافقة خيارا سياسيا اسهم الى جانب الخيار العسكري في حماية سوريا. وما الهدوء على جبهة الجولان منذ العام 1974 الا تأمين حماية اراضيه الى جانب الخيارات العسكرية المتاحة.

طبعا ان الخيار السياسي الذي اخذ به بعض الدول العربية في توقيع اتفاقات منفردة هو امر غير وارد بتاتا بالنسبة الى لبنان لأن التركيبة اللبنانية واقتناع اللبنانيين وطبيعة المواجهة التي حصلت بينهم وبين الكيان الصهيوني، وطبيعة الملفات العالقة كملف اللاجئين والمياه وغيرها لا تسمح بتاتا بمثل هذه الخيارات. فلا يحق لنا وقد حررنا الجنوب العام ألفين ونجدد ونحن على مشارف العام 2006 تحرير الجنوب نهائيا، الا يحق لنا على ارضنا المحررة كاملة ان نضع اتفاق الهدنة معززا بقوات الامم المتحدة من الجانبين اذا استطعنا كما قال نبيه بري - كفك اشتباك بيننا وبين اسرائيل، أم علينا ان نبقى ساحة صراع الى أبد الآبدين، وغيرنا على ارضه المحتلة في الجولان منذ عام 1974 لم يفعل شيئا عسكريا لتحرير هذه الارض، يستخدم لبنان كساحة تسوية وتحسين شروط. هل هذا سؤال مشروع كلبناني ام ممنوع؟

أخيرا، من الملاحظات التي وضعناها كلقاء ديموقراطي قلنا اننا لا نخاف مع حزب الله على أهمية الدور الذي لعبته المقاومة في تحرير الارض وفي الخبرات التي تمتلكها وفي المميزات العملية لديها من المناورة السريعة والسرية الى القدرة الصاروخية وغير ذلك لكننا لا نفهم لماذا لا يمكن الجيش ان يقيم توازن الردع اذا اصبحت ترسانة الصواريخ تحت امرته، ثم لا نفهم لماذا لا يستطيع الجيش ان يمتلك وحدات قتالية تتمتع بالمناورة السريعة والقدرة على الحركة والقتال؟ هذا ما قلناه في الجلسة قبل الاخيرة حول موضوع الحوار.

يقول السيد حسن من جملة ما يقول انه لن يقبل بأي شرط مذل لبلدنا ولشعبنا ولمقاومتنا على حساب المصالح والسيادة الوطنية والاستقلال. حسنا أتساءل ايضا: هل يعني اننا نحن، بقية اللبنانيين، نقبل بشروط مهينة للاستقلال والسيادة؟ ويقول ايضا: نحن شعارنا الحقيقي اولا هو الكرامة. فهل هذا يعني ايضا اننا نحن لا نملك شعورا بالكرامة، لا كرامة لنا الا من خلال الالتصاق بهذا المحور السوري - الايراني؟ طيب اين بقية الشعب اللبناني؟

مجددا نهنئك على بطولاتك، بطولة المجاهدين وصمود النازحين، لكن نحن في هذه المعادلة لم نسأل، لم يسأل عن رأينا. ألا نملك حرية القرار، الا نملك كرامة؟ وكيف تكون حرية القرار والكرامة الا اذا كان هناك دولة تحفظ الحقوق للجميع؟ هذا هو السؤال وسؤال شرعي وطبيعي.

الجيش؟ اخذت معنا ست سنوات، ست سنوات طويلة كي نعترف ان الجيش يستطيع ان يذهب الى الجنوب، بالامس قالوا ان الجيش اذا ما ذهب الى الجنوب سيكون حارس حدود اسرائيل. اليوم يقولون ان الجيش لا بأس اذا ما ذهب الى الجنوب، وفق صيغة غامضة. واليوم ايضا قالوا سيذهب الى الجنوب لكن في الوقت نفسه قالها السيد حسن، وهذا كلامه، لأنه بهذا الكلام في محل ما فيه موافقة وفيه اشادة بالجيش الوطني وفيه تحفظ. لأنه يقول: ما هي البدائل التي جئتم بها؟ الجيش اللبناني؟ نحن نؤيد انتشاره في جنوب النهر وقلنا هذا ولكن الجيش اللبناني في وضعه الراهن وامكاناته وقدراته الراهنة هل يستطيع ان يخوض حربا لو فرضت على لبنان؟ القوات الدولية ولو عززت بـ10 او 20 الف او 50 الف عندما تعتدي اسرائيل على لبنان سوف تقف هذه القوات لتدافع عن لبنان وتحميه؟ هذا امر غير مطروح. حسنا. من جهة نقول نعم للجيش ومن جهة اخرى في مكان ما نشكك بقدرة الجيش. طبعا نعلم ان هذا الجيش وفق الصيغة الغامضة في الجنوب لا تعترف نهائيا باتفاق الهدنة المطور وأن تكون المقاومة جزءا من هذا الجيش، طبعا هذا الجيش يذهب الى الجنوب كساحة صراع مفتوحة ليتحمل في اي لحظة تبعات هذا الصراع، ونعم ان هذا الجيش، في هذا الافق الغامض في الجنوب يدمر بساعات قليلة. نحن نعلم ان المقاومة صمدت ولها جهازيتها في الدفاع ونعلم ان جيشنا اذا لم نحترم الاتفاقات الدولية، اتفاق الهدنة واتفاق الطائف المعزز بعد ان تدخل المقاومة في الدولة، نعلم ان هذا الجيش، قد يدمر، واذا ما دمّر او اضعف نكون قد دخلنا في ما تريده بعض من الاوساط الدولية تحت شعار القرار 1701.

بعض من هذه الاوساط الدولية لا تريد حماية لبنان. تريد حماية اسرائيل وأفضل طريقة لحماية اسرائيل ان ترسل الجيش من دون التأكيد على اتفاق الهدنة واتفاق الطائف وبأي حجة بأي عدوان اسرائيلي، بأي طريقة تجد فيها اسرائيل حجة للدخول على لبنان، تدمر الجيش وتخلق الفوضى في الداخل، نحن نعلم هذا وننبه وهذا اعتقد جواب واضح للمحاذير، ارسال الجيش، لكن كان لا بد من ارسال الجيش لكن يا للأسف كنا استطعنا ان نتفادى كل هذه المحاذير لو ارسلنا الجيش عام 2000. اما وقد حدث ما حدث، فعلينا ان نكون حذرين.

ثم يقول - ومن حقي كمواطن لبناني ملتزم باتفاق الطائف - بسط سلطة الدولة. هذا آخر كلام له الثلثاء 15 آب 2006. نحن موافقون على بسط سلطة الدولة ونحن ايضا اصلا في هذه الدولة. صحيح، وهل نحن خارج هذه الدولة، صحيح وغير صحيح. نحن في الحكومة وفي مجلس النواب وجزء اساسي من هذا البلد ونؤمن بالدولة، ولكن اي دولة؟

الدولة القوية القادرة المقاومة المطمئنة التي يشعر جميع اللبنانيين انها تمثلهم. اذا نضع اليوم علامة استفهام على كل دولة الطائف. ان دولة الطائف لا تمثل الشريحة التي يمثلها السيد حسن وليس بالتحديد انه لا يمثل كل الشيعة، يمثل قسما من هؤلاء لكن يضع علامة استفهام.

هل الدولة القائمة الآن هي هذه الدولة القوية القادرة المقاومة العادلة المطمئنة لكل الطوائف والشرائح والتيارات السياسية في لبنان، هذا يحتاج الى تأمل. كما انت تحتاج الى تأمل. ايضا نحن علينا ان نتأمل والمواطن العادي الذي آمن بمبادئ دولة الطائف، باتفاق الطائف، بمبادئ اجماع الحوار. تذكر يا سيد حسن معك قلنا بعلاقات ديبلوماسية مع سوريا بالإجماع، معك وافقنا على المحكمة الدولية بالإجماع، معك وافقنا على سحب السلاح خارج المخيمات بالإجماع، معك وافقنا على التحديد ثم الترسيم بالإجماع، اذاً اليوم يبدو ويتهيأ لي ان كل ما اتفقنا عليه بالإجماع تحت شعار التأمل اصبح عرضة للتساؤل كما هو من حقه ان يتأمل من حقنا ان نتساءل وطبعا لم نتفق آنذاك على السلاح صحيح، وقالها هو بصراحة، قالها اذا ما قام عدوان اسرائيلي وكنت منخرطا تحت شعار الدولة فستتحمل الدولة والشعب نتائج هذا العدوان، قام العدوان بغض النظر عمَّن افتعل العدوان. اميركا افتعلت العدوان. اميركا واسرائيل قامتا بهذه الحرب الاستباقية. اجاريك في منطقك لكن تحملت الدولة، البنى التحتية، الشعب، اسرائيل لم توفر احدا، اذا نعود ونقول هذا المنطق بأن تبقى المقاومة، ولسنا في هذه اللحظة لنناقش سلاح المقاومة ابدا، لا يزال الاسرائيلي يحتل بعض التلال والمناطق لكن لاحقا، ولسنا حتى لنناقش اذا كان السلاح جنوب الليطاني او شماله نحن نعلم وعشناها، السلاح هو في جنوب الليطاني وشماله، هناك صواريخ ربما تطلق من طرابلس وربما من صور، الموضوع اصبح تفصيلا بالنسبة اليك ولكن ليس بالنسبة الينا، الى اين الدولة اللبنانية لا اكثر ولا اقل.

لذلك مع موافقتك على ارسال الجيش الى الجنوب، او موافقة وزرائك، لكن ايضا اعود الى كلامك في 10 آب عن ارسال الجيش الى الجنوب ووضعت بعض علامات الاستفهام بعدما كنت اشدت بهذا الجيش، بعروبته ومناقبيته افرادا وضباطا ورتباء. قلت لا نريد ان نضع هذا الجيش في فم التنين او في "بوز المدفع". احترنا لأن غدا كما سبق وذكرت وأعيد وأكرر. ما يسمى المجتمع الدولي وهو مجموعة الدول الكبرى بعضها كفرنسا مثلا حريص على استقلال وسيادة لبنان، وأميركا حريصة اولا على حماية اسرائيل وأظهرت التجربة انهم اعطوا الوقت او حاولوا ان يعطوا الوقت الكافي كي تحاول اسرائيل ان تضرب المقاومة ففشلت، دول اخرى كالصين بعيدة، لا اعتقد ان كل لبنان حي من احياء بكين. روسيا حريصة على لبنان لكن ايضا حريصة على تحالفاتها في المنطقة كالنظام السوري ولها علاقات مميزة مع الجمهورية الاسلامية وأتمنى ان تصب هذه العلاقات المميزة في خانة الحفاظ على استقلال لبنان.

 

لكن اليوم عندما نرسل الجيش من جهة ونتحفظ ونشكك بأن الجيش قد يكون في فم التنين فإن هذا الكلام ماذا يعني في اللغة العربية؟ اذا ما ارادت اسرائيل في الغد ان تعتدي على لبنان ستضرب الجيش، سيصمد ساعات، اياما ثم يصبح اشلاء وتبقى المقاومة. صحيح ولا شك في هذا ولكن مَن يحمي الداخل ومَن يحمي الدولة هل مصيرنا كسلطة ابو مازن في فلسطين، سلطة عرفات سابقا في فلسطين، اهذا ما ينتظرنا. اذا لم نتفق على صيغة نهائية في تثبيت الطائف واتفاق الهدنة واستيعاب المقاومة في الجيش فنحن ذاهبون الى المجهول، مع كل محبتي وتقديري لجهاد المجاهدين ولصبر النازحين ولآلام العائلات الثكلى نتيجة الوحشية الاسرائيلية، لكن نتحدث اليوم في السياسة نحن ذاهبون الى المجهول وغدا سيسقط اولمرت لأن نصر الله يراقب السياسة الداخلية الاسرائيلية ونحن ايضا نراقب، سيسقط اولمرت وسيأتي نتانياهو وندخل من جديد في دوامة العنف. ساحتها الوحيدة لبنان لا اكثر ولا اقل. هذا ما اراه.

نحن لسنا بعظماء، فأنت العظيم وانت المنتصر وليتك في محطة المنار، احتراما لها ولصدقيتها الا تلزمها "لاذناب" النظام السوري، الشتّامين للنظام السوري وهذا غير لائق من اجل مقامك ومن اجل مقام المحطة، وعذرا اذا ما كنا اسأنا تجاه شعوركم، وهنا اجيب على كلام الامس، انتم المنتصرون لكن عليكم ان تحترموا والكلام موجه الى جمهور المقاومة شعورنا، شعور المواطنين الاحرار في لبنان، وغالب الشعب اللبناني الذي يهنئكم ببطولاتكم المعهودة، ولهذا الشعب بكل شرائحه واطيافه ايضا بطولات، لكن لا يمكنه ان يبقى رهينة حروب استباقية لا من هنا ولا من هناك، فقط دولة الطائف هي ضمان لمستقبله، وعندما نؤكد وتؤكد يا سيد حسن على دولة الطائف نوافقك ان الذي هدم يعمّر، الجسور والابنية وغيرها، لكن اذا لم نسمع منك كلاما واضحا حول دولة الطائف فالثقة التي هدّمت لا تستطيع ان تبنى من جديد، الثقة ليست بك بل بمستقبل البلاد.

الرد على الأسد: وردا على كلام الرئيس السوري بشار الاسد قال جنبلاط: "في حرب 1982 وذاكرته قصيرة قصيرة، كنا آنذاك مع نبيه بري، ومع الشهيد رفيق الحريري والقوى الوطنية اللبنانية وقفنا الى جانب الشعب السوري، الخاصرة السورية للدفاع ولإسقاط 17 ايار، وليس هذا الكلام لفتح جروح في الداخل، فهذا كلام للتاريخ، وقف وليد جنبلاط الذي تناسى لكن لم يسامح اغتيال كمال جنبلاط من قبل النظام السوري، مع الشعب السوري حماية للشعب السوري واسقطنا 17 ايار، ويبدو ان في الوقائع العسكرية نسي حاكم دمشق تضحيات الشعب اللبناني والجيش العربي السوري في عين زحلتا، والسلطان يعقوب وخلدة والمنصورية وبيروت حين دام القتال آنذاك منذ الرابع من حزيران الى اواخر ايلول، وكان قتالا بطوليا على الرغم من التفوق المعهود لإسرائيل، لكن كان هناك ارادة قتال عند الجيش السوري والشعب اللبناني والقادة في لبنان والفلسطينيين، والفرق آنذاك هو عندما توصلنا الى التسوية وتم تفويض الزعيم الراحل صائب سلام وقلنا له نحن على استعداد لأن تدمّر بيروت على رؤوسنا، لا مانع لكن نريد ان نعلم ايضا اين مصير الوطن، هل نستطيع ان تفاوض ياسر عرفات، وفوّضناه كحركة وطنية لأن يفاوض هذا الاخير الذي قبل بالخروج المشرّف حفاظا على شعب لبنان، وخرج من بيروت، لاحقا كان اتفاق 17 ايار لكن اتحدث عن الحصار كحصار، واذا كان لي ان اقيم تشبيهاً، نريد منك يا سيد حسن العودة الى السيد حسن بعد بطولاتك المشرفة، الدخول المشرف الى الدولة حفاظا على شعب لبنان ودولته".

 

اضاف: "يقول صاحبنا او الاخ الكبير كما يصفه طلال سلمان وهو ابدا ليس بالاخ الكبير ولم يكن هذا الاخ الكبير ولا نريد هذا الحنان من هذا المجرم الكبير، يفلسف السلام انه مع السلام كخيار استراتيجي لكن مع المقاومة، التأكيد على خيار السلام مع تمسكنا بخيار المقاومة، اليس من مقاومة الا على اشلاء لبنان، اشلاء اهل الجنوب وضحايا قانا وغيرها اليس من مقاومة سوى في لبنان؟ هذا غريب، فاللعبة مكشوفة، تستخدم لبنان لتحسين شروط التفاوض مع اميركا وبندك الاول نحن نعرفه وهو ان تفرض علينا انقلابا سياسيا في الداخل لتسقط الحكومة كي تتجنب المحاسبة من قبل المحكمة الدولية، لذلك اعود واؤكد واسأل السيد حسن، هل سقط الاجماع حول المحكمة الدولية؟ نعم ام لا.

فهذا هو جدول اعمال النظام السوري، النظام الايراني من انا كلبنان؟ لا شيء، بلد صغير لكن يحق لي حتى ولو كنت بلدا صغيرا ان اقول، يحق لهذا الشعب ولهذه الدولة ان تعيش بعيدا عن المزايدات السياسية والالهية من خوراسان او من عربستان او من طهران يحق لي، يقولون ايضا عن الحريري لأن المجرم دائما يعود الى مسرح الجريمة حتى ولو كان من دون احساس لكن يشعر في مكان ما عند المجرمين اذا صحّ التعبير ليستا ذنبا بل خوف، ويقولون كذلك ان اطفال قانا الا يستحقون محكمة دولية، نعم يستحقون محكمة دولية، واسرائيل المجرمة دائما ايضا تعود الى مسرح الجريمة، تعود الى الجنوب والى قانا، لكن اذكرك يا سيد بشار لأنك استعملت اطفال قانا الفقراء، فقد اذكرك بأن رفيق الحريري كان اباً للفقراء ولم نسمع بمكرماتك انت وعائلتك بعدما سرقت ثروات الشعبين السوري واللبناني ولم نسمع شيئا عن مكرماتك تجاه الفقراء، سمعنا الكثير عن سجونك، نعم نريد محكمة دولية لمجازر اسرائيل في لبنان المتكررة لكن نصرّ ونتمسك بالمحكمة الدولية في موضوع اغتيال الحريري والتوسع في التحقيق حول موضوع محاولات الاغتيال والاغتيالات من مروان (حمادة) الى جبران (تويني).

يتهمنا بأننا نتآمر على الوحدة الداخلية في لبنان. مَن الذي قال غير بشار الاسد ان لبنان اصبح قاعدة او مركزا للقاعدة. لقد فعلها في العراق وتآمر وحطم الوحدة الوطنية فيه. وقتل وأرسل مَن ارسل الى العراق تحت شعار المجاهدين فقتلوا الشيعة والسنّة والمسيحيين ودمّروا الوحدة الوطنية ولا يزالون. فهل ينتظرنا في لبنان الهدايا المسممة نفسها؟

مَن قال غير وزيره المعلم ان لبنان قد يصبح عراقا ثانيا؟ وحده انخراط المقاومة في الدولة ومن خلاله الحفاظ على الوحدة الوطنية والتمسك بثوابت الطائف يحمي لبنان من الحرب الأهلية ومن المؤامرات والمغامرات للنظام السوري.

ثم يقول ان الانظمة العربية يجب ان تنحاز الى شعور شعوبها. فتفضل يا بشار وانحز الى شعور شعبك السوري الاسير والسجين وافتح جبهة الجولان. فلا احد يمنعك لكن طبعا اسهل بكثير استخدام الساحة اللبنانية وأرخص بكثير على اشلاء الشعب اللبناني وعلى آخر قطرة من دم اللبناني وبالتحديد الجنوبي.

تقول ان المقاومين مغامرون كلا المقاومون ليسوا هكذا لكن علك تذكر سلطان اطرش بعد غياب طويل لأن لا علاقة لك انت بكل هذا التاريخ المجيد من خالد العظم، لسلطان اطرش، لإبراهيم هنانو، لسعد زغلول، انت لم تفعل شيئا في تاريخك الا ان ورثت اباك في طريقة تخالف اصول حزب البعث وسوريا.

فلماذا يا بشار الاسد لا تغامر في الجولان ونحن فقط علينا ان نغامر فهل المغامرة مسموحة في لبنان وممنوعة في الجولان؟

هذه بعض من ملاحظاتي على كلام بشار الاسد فلن استفيض انما انصحه فقط عندما يقوم بإعطائنا دروسا وأسمانا بالكوميديا السياسية فليتعلم الحد الادنى من اللياقة عله يطلب خدمات ناصر قنديل الذي هو افضل منه في الإلقاء وفي البلاغة والفصاحة من خطاباته الكوميدية.

وختاما اوجه رسالة الى اللبناني الشيعي والى لبنان. سأستشهد بكلام الرئيس السابق لإيران محمد خاتمي عندما اتى الى لبنان في العام 2003 وأعطى رسالة الى جميع اللبنانيين، فقال آنذاك في المدينة الرياضية ان الإسلام العقلاني، التقدمي، هو الذي من شأنه ان يضيق الساحة على ما يطرح ويقدم باسم الاسلام من تصلب ورجعية وتطرف، ان المسيحية الداعية الى المحبة والتسامح هي التي من شأنها ان تقلل من خطر الاصولية ومن نشوب الصراعات الدينية باسم المسيحية. وكأنه استشرف آنذاك خطر الاصولية المسيحية في اميركا والاصولية الاسلامية عند احمدي نجاد وجماعته في طهران. وان الروح اللبنانية وثقافتها تشكلان الأرضية الملائمة لنشوب مثل هذه الأفكار وتطورها.

اضاف: ان خاتمي قال: نحن وأنتم نعرف جيدا بأن اعداء السلام والحرية في منطقتنا يحاولون توسيع نطاق التوتر والاضطراب وذلك بهدف تدمير الجهود التي بذلتها شعوب الشرق الاوسط في مجال الديموقراطية الحقيقية والسير نحو الإعمار والبناء والتنمية.

اننا نتطلع الى لبنان كبلد وكمجتمع من اجل الانتباه الى هذا الخطر لأننا نعرف ان هذا البلد يشكل للحوار مركزا اساسيا يدوي صوته في المنطقة. ان لبنان يمثل مهدا للتعقل والحكمة والسير نحو السلام والاستقرار.

ويقول خاتمي اخيرا اننا نعرف ان اسرائيل لا ترى بأسا ان تسعى وراء بعض اطماعها التاريخية بعد استقرار القوات العسكرية الاميركية في العراق.

ويقول خاتمي: نعرف تماما انه يجب الا تعطى اسرائيل فرصة للتذرع بحجج جديدة بغية تجديد القوة الاميركية لخدمة اهدافها. اننا لا نرغب في المشاركة في تصعيد التوتر في المنطقة او التورط في احداث تزعزع الاستقرار في حال وقوعها. اننا نعرف جيدا مدى ذكاء ابناء لبنان وأحزابه وطوائفه وبصيرتهم ووعيهم في هذا الظرف الخطير وإننا نؤمن بأن لبنان كان دوما على وعي ويقظة وانه قد فرض الهزيمة على الأعداء بفضل مقاومته الشاملة التي تعني الإجماع العسكري والسياسي.

هذا ما قاله السيد خاتمي العام 2003 فأين كنا وأين اصبحنا في العام 2006 من جهة مغامرة اميركا واسرائيل ومن جهة مغامرات احمدي نجاد وغيره.

وفي كلام لحكيم حكماء لبنان الشيخ محمد مهدي شمس الدين وأتمنى على كل لبناني وبالتحديد الشيعي ان يقرأ البعض من وصايا الشيخ محمد مهدي الذي يقول: "اوصي ابنائي واخواني الشيعة الإمامية في كل وطن من اوطانهم وفي كل مجتمع من مجتمعاتهم ان يدمجوا انفسهم في اقوامهم ومجتمعاتهم وأوطانهم وألا يميزوا انفسهم بأي تميز خاص وألا يخترعوا لأنفسهم مشروعا خاصا يميزهم عن غيرهم لأن المبدأ الاساس في الاسلام هو المبدأ الذي اقره اهل البيت المعصمون عليهم السلام هو وحدة الأمة التي تلازم وحدة المصلحة والتي تقتضي الاندماج وعدم التمايز. وأوصيهم بألا ينجروا وألا يندفعوا وراء كل دعوة تريد ان تميزهم تحت اي ستار من العناوين من قبيل انصافهم ورفع الظلامة عنهم ومن قبيل كونهم اقلية من الأقليات التي لها حقوق غير تلك الحقوق التي تتمتع بها سائر الاقليات".

ان شمس الدين يقول ان خروج الشيعة في نخبتهم الى الفكر الحديث والحياة الحديثة والى محاولة الخروج من دائرة الحرمان لم يكن على قاعدة التشييع انما كان على قاعدة الحداثة.

ويقول اخيرا شمس الدين حول اتفاق الطائف: لكنني تبصرت عميقا في طبيعة الاجتماع اللبناني وفي المجموعات المكونة للمجتمع اللبناني وفي طبيعة النظام البرلماني الديموقراطي اللبناني الذي يتميز بخصوصيات معينة نتيجة التنوع الطائفي وتبين لي: ان الغاء الطائفية السياسية في لبنان يحمل مغامرة كبرى قد تهدد مصير لبنان او على الاقل تهدد استقلاله. اني اوصي بالثبات والإلتزام بنظام الطائفية السياسية مع اصلاحه وأعتقد ان صيغة الطائف هي الصيغة النموذجية في هذا الشأن والنظام السياسي اللبناني الذي بني عليها هو نظام سليم لولا ما شابه من بعض الأخطاء سوى في صياغة وثيقة الطائف.

لقد اوصى الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين بالطائف ولم نسمع كلمة الطائف حتى هذه اللحظة من غيره.

اشكركم على هذا اللقاء وأشكر كل الدول العربية مصر، السعودية، الكويت، الخليج، الاردن، الإمارات، البعض من المجتمع الدولي الذي وقف مع وحدة لبنان واستقلاله والذي احتضن عروبته كما قالها الرئيس السنيورة انها العروبة الاختيارية لا نريد احدا يعلمنا على هذه العروبة.

* الا تعتقد ان الصيغة التي تم التوافق عليها في مجلس الوزراء حول نشر الجيش في الجنوب هي صيغة غامضة لا سيما ان حزب الله لا يتحدث عن تسليم السلاح؟

- في مهلة قريبة جدا وبعد زوال الاحتلال لا بد من وجود صيغة معينة ما لإدخال المقاومة الى الجيش والاعتراف بالطائف وتطوير اتفاق الهدنة آخذين من خبرات المقاومة وتاركين لها تحت امرة الجيش حيثيات سريتها، لكن ان يكون قرار الحرب والسلم بأمرة الدولة وإلا من جهة نقبل بالجيش، ومن جهة نتحفظ، ومن جهة لا ننسى بما ان الجيش اليوم يتحمل مسؤولية الجنوب، ان اسرائيل ستقول انتم تتحملون انتم ستدفعون الثمن في حال ارادت العدوان مجددا.

* لماذا لم نسمع الى اليوم اي خطاب مغاير للخطاب الاخير للسيد حسن نصر الله؟

- لقد قال السيد نصر الله في الحوار: "اذا بقيت خارج الدولة فلن تتحمل العدوان". فهذا المنطق اليوم لا يمكن ان يكون سليما بعدما ذهب الجيش الى الجنوب لأن اسرائيل ومن وراءها دول عظمى اميركا لا يهمها دولة لبنان انما يهمها الحفاظ على الامن الاسرائيلي. فإذا ما دبّت الفوضى في الداخل اللبناني ينجحون.

وردا على سؤال عن التوازن الطائفي قال جنبلاط: ليس عندي اي حساب لتوازن طائفي او عدمه نحن باتفاق الطائف مع قيادة الجيش نترك صيغة مرنة للحفاظ على سرية التحرك وسرية العمل العسكري للمقاومة.

نتفق على صيغة مرنة لكن على السيد حسن نصر الله ان يقبل بأن قرار الحرب والسلم وفق اجماع اللبنانيين هو للدولة اللبنانية. وان يستوضح للمرة الألف اين يقف من اتفاقي الطائف والهدنة وإلا هناك اسئلة جوهرية مصيرية للبحث وندخل في المجهول.

* هل تتخوف من عودة الاغتيالات والتفجيرات في لبنان ومن فتنة داخلية لبنانية؟

- هناك مَن حرّض على مروان حمادة ومع الاسف استضيف هذا النكرة على قنوات المنار وقال انا ومروان اعطينا الاحداثيات لمقر السيد حسن نصر الله في الضاحية وهنا اقول (المكتوب يقرأ من عنوانه).

* هل نحن ذاهبون الى التقسيم؟

- نحن نريد دولة قوية ولا تكون الا من خلال دمج المقاومة في الجيش والاعتراف بدولة الطائف وفي حال تم التلميح اليوم كما لمح بعض وزرائه منذ اسبوعين انه كان للطائف ظروف معينة اقليمية. واليوم لا بد من اعادة النظر بأن الظروف الاقليمية تغيرت فإننا نصب في خانة جديدة في المعادلات الداخلية اللبنانية وأنهم يخالفون وصايا الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين بأن التميز قد يدخل شيعة لبنان في مجهول.

اضاف: كنت صريحا عندما ادنت السياسة الاميركية منذ اللحظة الاولى وفي هذه اللحظة، وآنذاك عام 2005 ، الشعب اللبناني هو الذي اخرج السوري وكان هناك دعم دولي اميركي - فرنسي، اشتراكية دوليه لاخراج السوري، لكن لا نريد للبنان ان يكون ساحة تجارب لحروب استباقية من قبل اميركا واسرائيل في مواجهة ايران وسوريا او العكس، فيحق لنا وليس بالخيانة لان نقول نحن لبنانيون، وان نتطلع الى مستقبل آمن خارج صراع وحروب الآخرين على ارضنا.

وردا على سؤال قال جنبلاط، سبق ان قلت وأكرر الآن بأن السيد نصر الله والمقاومة هما المنتصران وقلت ذلك منذ بداية الحرب، واخيرا تمكنا من هزم الاسرائيليين، لقد حصل في العام 1982 وفي العام 2000 ومجددا، فهل سيتمكن الاسرائيليون من تعلم الدروس من هذه الهزائم، ام اننا سننتظر الآن هزيمة اولمرت ويعود نتنياهو ويكون لبنان مجددا ساحة معركة، هذا بالنسبة الى الاسرائيليين، اما بالنسبة الى نصر الله تحديدا، فهل سيقبل ان يقدم انتصاره لدولة لبنان ام ان لديه رزنامة او جدولا زمني يمر بلبنان وايران.

* هل ينبغي على حزب الله ان ينزع سلاحه؟

- لا ارى دولة في العالم قادرة على التعايش مع دولة اخرى ضمنها، ونحن في خلال الحوار الوطني لم نطالب بنزع السلاح ولم نسأل الاميركيين او الفرنسيين او الاوروبيين او أحدا ولا حتى سعد الحريري حين كان في واشنطن في زيارة للرئيس بوش، فالحوار هو الحل الوحيد ولكن في الحوار نحتاج الى يدين لتصفقان، وأنا لا أعتمد فعلا على القرار 1701، ففي الواقع هو فخ كبير، علينا ان نمتثل للقرارات الدولية ولكنني أيضا قلق على الجدول الداخلي اللبناني والامن اللبناني الوطني، فالقرار 1701 ينص على نشر الجيش اللبناني وقد أرسلنا الجيش الى الجنوب، فكم من الوقت سيلزم لاقناع نصر الله لان يكون جزءا من الجيش اللبناني ومن السلطة المركزية اللبنانية، ولكن في هذه الاثناء وبحجة الحرب الاستباقية او الوقائية وهو مفهوم يستخدمه جورج بوش وكان كارثة بالنسبة الى العالم وفي المناسبة في اي وقت تستطيع اسرائيل ان تطلق هجمة وقائية او استباقية، ونحن كدولة مسؤولون عن الجنوب، الجيش اللبناني في هذه الحالة سيزول في بضع ساعات امام اسرائيل، وهذا يعني حصول فوضى في الداخل، فالقرار 1701 هو توافق آراء بين القوى العظمى الدولية وبعضها يريد المحافظة على استقرار لبنان وسيادته اما البعض الآخر فيأتي الى هنا كي يحافظ على اسرائيل ومصالحها. وخلق الفوضى داخل لبنان هو أفضل حجة وذريعة للمحافظة على اسرائيل وانقاذها.

وقال ردا على سؤال: كما الرئيس السوري استهزأ بإغتيال الحريري بأنه لا بأس اذا قتل الغني واننا لا نبالي بأن الفقراء يقتلون، فأيضا اثناء اطلالة الرئيس لحود الاعلامية نظّر ان الانفجار الذي حدث في "سان جورج" قد يكون نتيجة صاروخ اسرائيلي وكرر ذلك مرات عدة، وعلينا الا ننسى ثوابت النظام الايراني الا وهو تحصين شروط التفاوض حول الموضوع النووي على ركام اهل الجنوب ولبنان، وثوابت النظام السوري، الشعار الكبير بالمقاومة والسلام من جهة اخرى وجبهة الجولان هادئة هادئة، لكن إلغاء المحكمة الدولية في ما يتعلق بإدانته باغتيال رفيق الحريري والشخصيات والساسة ومحاولات الاغتيال، وهذا هو التلاقي الموضوعي بين احمدي نجاد وبشار الاسد.

وختم بالقول: هناك سيدة ملكت الجرأة في اوج الحرب وتدعى منى فياض كتبت مقالا، "ان تكون شيعيا الآن"، أهنئ تلك السيدة على هذه الجرأة لان ليس بالسهل ان تنتمي الى الطائفة الشيعية في اوج المجزرة الاسرائيلية، وان تقول نعم للسلم لا للحرب لا للمغامرات. وأضم صوتي الى صوتها باسم 14 آذار وغالب الشعب اللبناني، نعم للسلم ، نعم للطائف لا للحرب.

 

مهاجمة الاسد اطرافا لبنانية يثير انتقادات ويربك مقربين من سوريا

أ ف ب - 2006 / 8 / 16  ربى كبارة

اثار اتهام الرئيس السوري بشار الاسد قوى لبنانية معارضة لدمشق بتنفيذ مخطط اسرائيلي ردود فعل عنيفة في اوساطها, كما رفضه حزب الله حليف سوريا, واربكت نبرة الاسد "التحريضية" شخصيات معروفة بقربها من الحكم السوري. واعتبر الزعيم الدرزي وليد جنبلاط, احد ابرز قادة الاكثرية النيابية, ان اتهام الاسد قوى 14 اذار/مارس بانها "منتج اسرائيلي" يعني "اباحة دمها". ونقلت صحيفة "المستقبل" اللبنانية عن جنبلاط قوله "ذلك يعني ان النظام السوري يتهيأ لحملة تصفيات في موازاة الاعداد لانقلاب سياسي يستكمل الانقلاب العسكري". واضاف الزعيم الدرزي "ان دماء قانا (المجزرة الاسرائيلية في قرية جنوبية) واهل الجنوب غالية جدا علينا لكن دماء الاحرار اللبنانيين غالية ايضا". ووصف النائب سعد الحريري, زعيم الاكثرية النيابية التي تمثل قوى 14 اذار/مارس المناهضة لسوريا, خطاب الرئيس السوري بانه "غير مسؤول", وذلك في تصريحات للصحافيين جاءت اثر استقباله وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي.

وقال النائب السابق فارس سعيد لوكالة فرانس برس "هذا الهجوم يلوح بتجدد مسلسل الاغتيالات. الاسماء المرشحة باتت معروفة. لكن بشار الاسد لن يخيفنا ونحن نتكل على الله وعلى ايماننا بلبنان". واضاف "نقول لبشار الاسد انه غير قادر على الدخول مجددا سياسيا او عسكريا الى لبنان وان تهديداته المتكررة لن تخيف احدا". وتتهم قوى 14 اذار سوريا والاجهزة الامنية اللبنانية بالتورط في اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005 وما تلاه من اغتيالات استهدفت معارضين لدمشق. واتهم الرئيس السوري في خطاب القاه الثلاثاء قوى 14 آذار بانها "منتج اسرائيلي". وقال ان هذه القوى تسعى "لانقاذ الوضع الداخلي في اسرائيل وانقاذ الحكومة الحالية اما من خلال ايجاد فتنة في لبنان وبالتالي نقل المعارك باتجاه اخر من الداخل الاسرائيلي الى الداخل اللبناني, او من خلال امكانية نزع سلاح المقاومة", وبشرها "بالفشل". واعتبر سعيد "ان الاسد يحاول ان يحقق مكاسب سياسية على حساب دم شهداء لبنان وشهداء حزب الله مما يثبت مدى العلاقة التي كنا نؤكدها سابقا بان هناك اطرافا في لبنان تموت من اجل تحسين مفاوضات الجانب السوري او الايراني".

من ناحية اخرى اكد حزب الله, حليف دمشق, انه "لا يتبنى خطاب الاسد". وقال احد نواب الحزب الشيعي في البرلمان حسين الحاج حسن في مقابلة الاربعاء نشرت مقتطفات منها الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية "ان حزب الله لا يتبنى كلام الاسد في ما يتعلق بقوى 14 آذار", رافضا اعتبار فريق 14 آذار "عميلا لاسرائيل ولا لاميركا". ورغم اشادته بالاسد, راى رئيس الحكومة الاسبق سليم الحص, وهو معارض لقوى 14 اذار/مارس, بان الاسد "كان في غنى" عن هذا الموقف. وقال في تصريح صحافي "نقدر المشاعر الصادقة والاصلية التي ابداها الاسد (...) ولكننا نرى انه كان في غنى عن التعرض من قريب او بعيد لافرقاء لبنانيين معينين".

وانتقدت صحف لبنانية بشدة خطاب الاسد ورات فيه تحريضا على الاغتيالات والفتنة الداخلية ومحاولة لاستثمار صمود حليفه حزب الله في مواجهة اسرائيل.

وكتبت صحيفة "المستقبل" التي تملكها عائلة الحريري "لم يتاخر الاسد في استثمار الحرب على لبنان على طريقة امر العمليات الذي يعني اباحة الدم". واعربت عن تخوفها من "بدء سوريا وايران هجوما سياسيا مضادا ينذر بمضاعفات داخلية واقليمية خطيرة". ورات صحيفة "النهار" "ان الخطاب في شقه اللبناني تحريضي ويرمي الى افتعال مشكلة بين اللبنانيين", مؤكدة "ان لا عودة لنفوذه (الاسد) في لبنان". حتى ان صحيفة "السفير" المقربة تقليديا من القادة السوريين كتبت افتتاحية لناشرها طلال سلمان حملت عنوان "لو ان بشار الاسد ظل اخا اكبر". وقالت السفير "كنا نتمنى لو ان الرئيس السوري تعالى على المرارات المتخلفة عن التجربة التي فشلت في بناء النموذج للعلاقات بين دولتين متكاملتين (...) واكتفى بان يهنىء اللبنانيين كل اللبنانيين على النجاح في صد الهجمة الاسرائيلية الهمجية". واضافت "نتمنى لو ان الاسد اغتنم لحظة النصر البهي الذي حققته المقاومة المعززة بالتضامن الشعبي وبالتماسك الحكومي فتوجه الى لبنان كله ليفتح صفحة جديدة". وفي مقارنة بين خطابي الاسد وامين عام حزب الله, لفتت الى ان الكلمة التي وجهها نصرالله مساء الاثنين تميزت "بروح التسامح والدعوة الى الوحدة والتحذير من المخاطر". كما نوه الحص بموقف نصر الله "الذي ترفع عن الحساسيات المحلية والمهاترات العقيمة حول مسائل هامشية". وكان نصرالله انتقد مساء الاثنين المطالبين بنزع سلاح حزب الله قائلا "لم يطالب احد في الوقت الحاضر ولا حتى العدو والمجتمع الدولي لبنان بان يسارع الى نزع سلاح المقاومة".

 

حمادة: اقتراح اعلان الجنوب منطقة عسكرية

 قوى 14 آذار - 2006 / 8 / 17

 صدر عن المكتب الاعلامي لوزير الاتصالات مروان حمادة البيان الآتي: "تصويباً لتسريبات تناقلتها بعض الصحف الصادرة صباح اليوم عن وقائع جلسة مجلس الوزراء امس وطلب اعلان الجنوب منطقة عسكرية، لا بد من التأكيد ان الاقتراح في هذا الشأن سبق ان اوردته قيادة الجيش في مذكرة من 7 نقاط دوّنت في محضر جلسة الحكومة السبت الفائت في 12 آب الجاري. وجلّ ما قام به امس عدد من الوزراء هو السؤال عن مصير هذا الطلب. وعندما تقدم دولة رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة بالشروحات القانونية والمواد التي تحكم هذا الاعلان، وافق الوزراء وانا منهم، على الصيغة التي صدرت امس. ومحضر مجلس الوزراء شاهد على ذلك".

 

السنيورة أثار مع أنان ورايس الضغط على اسرائيل لرفع الحصار  وخادم الحرمين الشريفين هنأه على كلمته الى اللبنانيين

السراي - 2006 / 8 / 17

 تلقى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اتصالا هاتفيا من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، هنأه فيه على الكلمة التي وجهها الى اللبنانيين عشية انتشار الجيش اللبناني في الجنوب، مؤكدا "ان ما من عربي او لبناني مخلص الا ويتأثر بالكلام الذي قلته". وشكر الرئيس السنيورة للملك عبد الله "عاطفته ومحبته ودعمه للبنان ووقوفه الى جانبه في السراء والضراء في شكل عملي ومستمر"، وقال: "ان المملكة لها الايادي البيض مما يثبت التزامها الدائم بقضايا لبنان والامة العربية". وتلقى الرئيس السنيورة اتصالا من وزيرة خارجية الولايات المتحدة الاميركية كوندوليزا رايس، وأثار معها ضرورة الضغط على اسرائيل للتعجيل برفع الحصار الجوي والبحري على لبنان. وقد استفسرت رايس من الرئيس السنيورة عن ابعاد القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء بنشر الجيش في الجنوب. وكان الرئيس السنيورة اجرى في ساعة متقدمة من الليل اتصالا بالامين العام للامم المتحدة كوفي انان، وبحث معه في الخطوات التحضيرية لتشكيل القوات الدولية، واثار معه استمرار الحصار الاسرائيلي الجوي والبحري على لبنان وضرورة رفعه في اقرب وقت. واستقبل السنيورة اليوم في السراي وفدا من المنظمات والهيئات النسائية الاردنية في زيارة تضامن مع الشعب اللبناني.

 

 وصول اول رحلتين مدنيتين لشركة طيران الشرق الاوسط الى مطار بيروت الدولي 

 أ ف ب - 2006 / 8 / 17

 حطت اليوم الخميس في مطار بيروت الدولي طائرتان مدنيتان, الاولى تابعة لشركة طيران الشرق الاوسط والثانية للخطوط الجوية الملكية الاردنية, وهما اول طائرتين تقلان مدنيين تحطان في مطار بيروت الدولي منذ اغلاقه في 13 تموز/يوليو, بحسب ما افاد مصدر ملاحي. وقال المصدر "حطت طائرة ميدل ايست تقل ركابا قادمة من عمان عند الساعة 00,13 بالتوقيت المحلي (00,10 ت غ), وبعد نصف ساعة حطت طائرة تابعة للخطوط الملكية الاردنية قادمة كذلك من عمان". واوضح المصدر "ان الجدول لا يتضمن وصول اية طائرة تقل مدنيين حتى يوم الاثنين المقبل". من ناحيتها اعلنت شركة بريتش ميديترانيان (التابعة للخطوط الجوية البريطانية) ان طائرة مدنية تابعة لها ستصل بعد ظهر اليوم الخميس الى مطار بيروت محملة بمساعدات انسانية. وستكون هذه اول طائرة مدنية اوروبية تحط في مطار بيروت. يذكر ان عدة طائرات عسكرية تقل سياسيين عربا او اجانب او مساعدات انسانية حطت في مطار بيروت منذ اغلاقه بسبب تعرضه للقصف الاسرائيلي غداة بدء الهجوم في 12 تموز/يوليو. ولم تعلن اسرائيل بعد فك الحصار الجوي والبحري عن لبنان.

 

الدول الاعضاء في الامم المتحدة تعقد اجتماعا لتحديد مهمة القوة الدولية في لبنان

 أ ف ب - 2006 / 8 / 17

 تعقد الدول الاعضاء في الامم المتحدة اجتماعا اليوم الخميس لتحديد مهمة القوة الدولية المعززة التي ستنشر في جنوب لبنان ويقدر عديدها ب15 الف عنصر حسب ما اعلن مصدر في المنظمة الدولية. وقال المصدر لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه انه بعد تحديد مهمة القوة وبعد عرض الامم المتحدة حاجاتها من الناحيتين المالية واللوجستية, يتوقع ان تجري الدول المساهمة فيها مشاورات مع عواصمها بشان عديد القوات.

واضاف المصدر ان الاجتماع الذي سيعقد ظهر الخميس في مقر الامم المتحدة "سيحدد مهمة قوة اليونيفيل الموسعة بدقة وكذلك الابعاد القانونية كما نص القرار الدولي 1701". وذكر المصدر ان عشرين دولة من اصل الدول ال49 المشاركة في اجتماع اليوم ستقدم قوات او مراقبين او دعما لوجيستيا. وينص القرار 1701 على ان ينشر لبنان وقوة الامم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) التي سيزيد عديد قواتها من الفين حاليا الى 15 الفا, قواتهما معا في جنوب لبنان وعلى ان تنسحب اسرائيل بموازاة ذلك من جنوب لبنان.

وسيكون تحديد شروط المهمة حاسما لقبول الدول المساهمة بقوات خصوصا تلك المتعلقة بحق القبعات الزرق في الدفاع عن النفس في حال تعرضها لهجوم والدور الذي قد تلعبه في نزع سلاح حزب الله. ومن جانبها قالت بريطانيا انها تتوقع احراز تقدم سريع على الارض بعد المحادثات التي اجراها السفير جونز باري في هذا الخصوص. وصرح للصحافيين "اعتقد انكم سترون الخميس اتفاقا حول تحديد مهمة القوة الدولية".

واضاف "اعني بذلك مفهوم العمليات وشروط المهمة وبعد ذلك ستشعر الدول المرشحة للمساهمة في هذه القوة بارتياح وستتخذ قرارها النهائي". واوضح ان "اجتماع (الخميس) سيحدث تغيرات كثيرة". وقال ان بريطانيا لا تملك قوات لارسالها الى جنوب لبنان لكنها ستقدم دعما لوجستيا. وتابع "لا نملك قوات كافية بسبب مشاركة قوات بريطانية في مهمات في كل من العراق وافغانستان". واعربت دول عدة منها فرنسا التي تعتمد الامم المتحدة عليها لقيادة القوة الدولية الموسعة انها تامل في الحصول على مزيد من التفاصيل حول مهمتها قبل اتخاذ قرار بالمشاركة.

ورفضت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال اليو ماري تحديد عديد القوات التي سترسلها باريس للمشاركة في هذه القوة قبل تحديد مهامها بدقة. وقالت الوزيرة في حديث لقناة "فرانس 2": "حين نرسل قوة دون تحديد مهمتها بشكل واضح ودون الوسائل الملائمة والكافية قد يتحول الامر الى كارثة, بما في ذلك بالنسبة الى العسكريين الذين نرسلهم". واعلن المسؤولون الايطاليون انهم على استعداد لارسال ثلاثة الاف جندي الى جنوب لبنان في اطار القوة الدولية المعززة لكن وزير الدفاع ارتورو باريزي ايد موقف رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي الذي اعلن الثلاثاء ان ايطاليا تنتظر توضيحات حول مهمة هذه القوة قبل اتخاذ قرارها النهائي. واكدت ايطاليا ان قواتها لن تشارك في نزع سلاح حزب الله لكنها ستساعد السلطات اللبنانية على بسط سيطرتها على كامل الاراضي في جنوب لبنان. ومن جانبها اعلنت المانيا انها ستقدم اقتراحا في هذا الخصوص اليوم الخميس. ولم يحدد اي جدول زمني لانتشار هذه القوة التي يتوقع ان تشارك فيها ايطاليا وفرنسا وماليزيا وبلجيكا الى جانب ست دول اخرى. واعلن المسؤول عن عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة الثلاثاء انه يامل في ان تبدا عملية انتشار طلائع القوة الدولية المعززة وقوامها 3500 جندي خلال اسبوعين لتثبيت وقف الاعمال الحربية بين اسرائيل وحزب الله الذي دخل حيز التنفيذ الاثنين الماضي. وقالت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني الاربعاء انها لا تعارض مشاركة بعض الدول الاسلامية في قوة اليونيفيل شرط الا تكون "معادية لاسرائيل" دون ان تسمي اي دولة.

 

اسرائيل تريد من تركيا منع نقل اسلحة لحزب الله

 رويترز - 2006 / 8 / 17

 قال مصدر أمني اسرائيلي كبير يوم الخميس ان اسرائيل تريد من الجيش التركي ان يفرض حظرا جويا وبريا لمنع ايران من استخدام الاراضي التركية لارسال اسلحة بهدف اعادة تسليح جماعة حزب الله اللبنانية.

وقالت مصادر أمنية ان المخابرات الاسرائيلية تعتقد ان جميع الاسلحة الثقيلة التي مدت بها ايران حزب الله مرت عبر الاراضي او المجال الجوي التركي ثم الى سوريا ومنها الى مقاتلي حزب الله في لبنان.

وبدأ يوم الاثنين سريان هدنة تم التوصل اليها بموجب قرار من الامم المتحدة لانهاء القتال الذي استمر شهرا بين اسرائيل ومقاتلي حزب الله. ودعا القرار الى فرض حظر على الاسلحة الى حزب الله الذي اطلق نحو اربعة الاف صاروخ على شمال اسرائيل. لكن القرار لم يحدد كيفية عمل ذلك. وذكرت المصادر ان دور تركيا مهم لان الطرق البديلة لنقل الاسلحة عبر العراق والاردن اغلقت. وقد تحدثت المصادر شريطة عدم نشر اسمائها لان المحادثات مع الحكومة التركية لا تزال جارية. ورفض المتحدث باسم الخارجية الاسرائيلية مارك ريجيف التعقيب تحديدا على الدور الذي قد تلعبه تركيا احدى الدول الاعضاء في حلف شال الاطلسي والتي تربطها علاقات طيبة مع اسرائيل والدول العربية. لكن ريجيف قال "التنفيذ الناجح لحظر الاسلحة الدولي هو الاختبار لنجاح جهود الامم المتحدة في لبنان." وعندما سئل ان كانت اسرائيل طلبت من تركيا تفتيش طائرات ايرانية اجاب المتحدث باسم الخارجية التركية نامق تان "كل دولة تتخذ قراراتها الخاصة وتنفذها."

وذكرت مصادر اسرائيلية ان طائرتين ايرانيتين على الاقل اجبرتا على الهبوط في جنوب شرق تركيا في الاسابيع الاخيرة بعد ان اخبرت اسرائيل الجيش التركي بانه يشتبه انهما تحملان صواريخ صينية الصنع لحزب الله. وقالت صحيفة حريت التركية ان الطائرات خضعت للتفتيش ولم يتم العثور على اي اسلحة. وقال تان في اشارة الى تركيا وايران ان تفتيش الطائرات "هو اجراء روتيني ولا توجد اي مشاكل سياسية بين البلدين." وذكرت المصادر ان اسرائيل تعتقد ان اسلحة تشمل صواريخ بعيدة المدى نقلت عبر الاراضي التركية الى سوريا قبل ان تشحن برا او بحرا او جوا الى لبنان. وقال مصدر امني اسرائيلي كبير "نحث تركيا على اتخاذ جميع الخطوات الممكنة لمنع نقل الاسلحة من ايران الى سوريا لاعادة تسليح حزب الله...مصير الحظر في المستقبل يقع على عاتقهم (الاتراك)." وذكرت مصادر امنية اسرائيلية ان عمان منعت بالفعل الشحنات الايرانية من المرور عبر المجال الجوي الاردني. وقال دبلوماسيون غربيون ان القوات الامريكية تمنع الشحنات الايرانية من المرور عبر العراق. وقال مصدر امني اسرائيلي "قد نشهد في الايام القليلة المقبلة محاولة سورية لاعادة مد حزب الله بالصواريخ. ماذا سنفعل.. اذا سمحنا باستمرار ذلك فسيكون هزيمة بالنسبة لاسرائيل."

وقال مسؤولون اسرائيليون ان الجيش سيكون له حق استخدام القوة اذا استلزم الامر لمنع قوافل الاسلحة من دخول لبنان رغم وقف اطلاق النار. ودفع مسؤولون اسرائيليون بان مثل هذه العمليات التي قد تشمل غارات جوية هي "دفاعية" وبالتالي فانه مسموح بها بموجب قرار مجلس الامن الدولي. ويتوقع ان تشارك تركيا بجنود في قوة تابعة للامم المتحدة من المقرر ان ترسل الى لبنان وتأمل اسرائيل ان تساعد في تطبيق حظر الاسلحة. ولتركيا ثاني أكبر جيش في حلف شمال الاطلسي ولها خبرة طويلة في مجال حفظ السلام من افغانستان وحتى كوسوفو.

لكن تركيا تعتمد على ايران لتلبية جزء من احتياجاتها من الغاز الطبيعي والنفط وتجمع البلدين علاقات تجارية قوية. يقول مسؤولون اسرائيليون ان ما بين 75 و 80 بالمئة من صواريخ حزب الله بعيدة المدى دمرت رغم ان بعض الدبلوماسيين الغربيين يشككون في هذه التقديرات.

 

افتتاح اجتماع دولي حول البقعة السوداء قبالة سواحل لبنان في بيريوس في اليونان

 أ ف ب - 2006 / 8 / 17  اجتمع خبراء دوليون ووزراء من شرق المتوسط اليوم الخميس في بيريوس مرفأ اثينا بمبادرة من الامم المتحدة لتبني خطة تحرك لمواجهة البقعة السوداء في المنطقة الناتجة عن القصف الاسرائيلي على لبنان. وافاد خبراء مشاركون ان الاجتماع الذي دعا اليه برنامج الامم المتحدة لحماية البيئة ومنظمة الملاحة الدولية وبدأ ظهر الخميس في جلسة سرية, سيبحث عن وسائل لتمويل الاجراءات المقررة.

وتهدف الخطة المدروسة التي وضعها مركز الامم المتحدة الاقليمي لمكافحة التلوث في البحر المتوسط الى مساعدة لبنان في تنظيف سواحله وتفادي انتشار التلوث الى الدول المجاورة. ويأمل برنامج الامم المتحدة لحماية البيئة المباشرة في الخطة في اسرع وقت والاستفادة من وقف الاعمال الحربية. واشار وزير البيئة اللبناني يعقوب الصراف للصحافيين قبل افتتاح الاجتماع, ان بلاده تنوي "على كل حال رفع شكوى ضد اسرائيل".

وافاد برنامج الامم المتحدة للبيئة ان بين عشرة آلاف و15 الف طن من النفط تسرب الى البحر جراء قصف اسرائيل لخزانات الوقود في مركز توليد الكهرباء في الجية الواقع على بعد ثلاثين كيلومترا جنوب بيروت. ويشارك في الاجتماع وزير البيئة القبرصي فوتيس فوتيو ووزير النقل التركي بينالي يلديريم ووزير الملاحة التجارية اليوناني مانوليس كيفالويانيس والمدير العام لوزارة البيئة السورية اكرم خون والامين العام لمنظمة الملاحة الدولية افتيميوس ميتروبولوس والمدير التنفيذي لبرنامج الامم المتحدة لحماية البيئة اخيم شتاينر. وارسل المفوض الاوروبي المكلف شؤون البيئة ستافروس ديماس الذي كان منتظرا ممثلا عنه. وعبرت المفوضية عن عزمها المشاركة في المساعدات الدولية للبنان لمكافحة هذه الكارثة البيئية. وقد اعرب برنامج الامم المتحدة للبيئة نهاية تموز/يوليو عن "قلقه الشديد" حيال البقعة السوداء هذه موضحا ان اطنان الوقود المتسرب تشكل كمية "شبيهة بكارثة غرق سفينة ايريكا في فرنسا في 1999".

 

الصحافة المصرية تهاجم بشار الاسد

 أ ف ب - 2006 / 8 / 17

 هاجمت الصحف المصرية الحكومية اليوم الخميس الرئيس السوري بشار الاسد واتهمته بانه فاقد للمصداقية مشيرة الى ان سوريا لم تطلق "رصاصة واحدة" لتحرير هضبة الجولان المحتلة منذ اكثر من ثلاثين عاما. وكان الرئيس السوري حمل الثلاثاء, من دون ان يسمهم, على قادة الدول العربية الذين انتقدوا قيام حزب الله باسر جنديين اسرائيليين في 12 تموز/يوليو الماضي وهي العملية التي ادت الى نشوب الحرب في لبنان, ووصف الاسد بعض القادة العرب بانهم "انصاف رجال" ملمحا بذلك بصفة خاصة الى الرئيس المصري حسني مبارك والعاهلين السعودي والاردني عبد الله بن عبد العزيز وعبد الله الثاني الذين اتهموا حزب الله ب" المغامرة".

وكتبت صحيفة الاخبار في افتتاحية في صفحتها الاولى: "كانت الدهشة كبيرة للتصريحات الغريبة والتلميحات الاكثر غرابة التي جاءت على لسان الرئيس السوري بشار الاسد والتي تناول فيها بالقدح والانتقاد مواقف بعض القادة العرب خلال الحرب على لبنان وانزلقت على لسانه تعبيرات ما كان يصح ان تنزلق مثل انصاف المواقف وانصاف الرجال". وتابعت "لعل مصدر الدهشة ان الرئيس السوري ظل صامتا طوال ايام الحرب التي زادت عن الشهر الكامل ولم يتخذ نصف قرار للرد على العدوان الاسرائيلي ولم يحرك نصف جندي للمشاركة في القتال ولم يطلق نصف مدفع او نصف صاروخ مضاد للطائرات لوقف الغارات الاسرائيلية". واضافت الصحيفة "نستاذن الرئيس بشار في سؤال يلح على اذهان الكثيرين حول السر وراء هذا الصمت الرهيب المطبق على هضبة الجولان السورية المحتلة منذ اعوام طويلة دونما تحرك وحيد لمقاومة الاحتلال ودونما رصاصة واحدة تطلق على المحتل ودونما نصف قرار من نصف مسؤول للدفع بنصف جيش للمقاومة والتحرير". وسخر كاتب اخر من الرئيس السوري في افتتاحية نشرتها صحيفة الاهرام. وقال نصر القفاص ان "الرئيس السوري حامي حمى النضال والوطنية عبر الميكروفونات وكاميرات التلفزيون وصاحب اخر مصانع انتاج الكلام في العالم العربي يتباهى بانجاز المقاومة اللبنانية وهو يحكم دولة اخرست المدافع والبندقية منذ اكثر من 33 عاما املا في استعادة الجولان المحتل بصواريخ الشعارات التي لم تعد تصلح لاشعال سيجارة". وكانت عدة صحف مصرية انتقدت امس الاربعاء خطاب الرئيس السوري واتهمته بالمزايدة.

 

عنان يوفد مبعوثين الي اسرائيل ولبنان

 رويترز - 2006 / 8 / 17

 قرر الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان ايفاد مبعوثين على مستوى عال إلي لبنان واسرائيل يوم الخميس للوقوف على تنفيذ اتفاق الهدنة الجديد بين القوات الاسرائيلية وميليشيا حزب الله. وقال متحدث باسم الامم المتحدة ان المبعوثين فيجاي نامبيار وهو مستسشار خاص لعنان وتيري رود لارسن مبعوث الامم المتحدة الخاص بالشرق الاوسط سيجريان محادثات مع مسؤولين في لبنان وإسرائيل. واضاف المتحدث أن الرحلة هدفها مساعدة عنان في اعداد تقرير الى مجلس الامن بشأن القرار الذي تبناه المجلس يوم الجمعة الماضي والذي طالب بنهاية للقتال وأجاز توسيع قوة للامم المتحدة في جنوب لبنان لتصل الى 15 ألف جندي.وسئل المتحدث هل سيجتمع مسؤولا الامم المتحدة مع زعماء لحزب الله أو يذهبان إلى سوريا فقال إن البرنامج الكامل للرحلة لم يتقرر بعد. ورفضت سوريا الشهر الماضي استقبال رود لارسن وهو دبلوماسي نرويجي أثناء مهمة سابقة في الشرق الاوسط مع نامبيار. وقال دبلوماسيون ان دمشق منعت دخول رود لارسن بسبب تقاريره بشأن قرار لمجلس الامن صدر عام 2004 يطالب القوات السورية بالانسحاب من لبنان ونزع سلاح الميليشيات مثل حزب الله. واشارت تقاريره قبل الازمة الحالية ايضا الى تدفق للاسلحة الي حزب الله عبر الحدود السورية.

 

مصدر لبناني : حزب الله يشترط عدم التعرض لمقاتليه وسلاحه

بيروت - خاص بـ  : 17/8/2006 

قال مصدر لبناني مطلع لـ  أن حزب الله وضع شروطا لانتشار الجيش اللبناني في الجنوب على رأسها عدم تعرضه لمراكزه وخنادقه . وقال المصدر أن - حزب الله أخذ وعدا من الجيش والحكومة اللبنانية بعدم تتبع أسلحته ومواقعه في الجنوب. وأوضح المصدر أن حزب تعرض الجيش لمراكزه وخنادقه بالجنوب 

الله حذر الجيش من الدخول في صدام مع مقاتليه على اعتبار أن ذلك قد يعرقل انتشاره في الجنوب . ورأى مراقبون أن ذلك الشرط الذي وضعه حزب الله قد يصطدم برغبة المجتمع الدولي الذي يسعى لنزع سلاح الحزب. واعتبر المراقبون أن الإبقاء على قوة حزب الله في الجنوب قد تتخذه إسرائيل ذريعة جديدة لاستهداف لبنان في وقت لاحق. وأثار رفض حزب الله نزع سلاحه مخاوف من اندلاع حرب أهلية في لبنان ، خاصة بعد إقرار الحكومة اللبنانية الأربعاء نشر الجيش في جنوب لبنان . وقال حزب الله ان فكرة نزع سلاحه غير مطروح على الطاولة خصوصا مع استمرار القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان. وشدد الشيخ نبيل قاووق مسؤول الجنوب في حزب الله على حق حزب الله في قتال القوات الإسرائيلية المتبقية على ارض لبنان قبل نشر الجيش اللبناني وقوة حفظ السلام الدولية المتوقع في الأيام والأسابيع المقبلة. وقال قاووق للصحفيين في مدينة صور الساحلية -اليوم ليس مطروحا تسليم سلاح حزب الله ولا نزع هذا السلاح. هناك اولويات وواجبات على الدولة ان تقوم بها قبل ذلك. واضاف وجود الدبابات الاسرائيلية على ارض الجنوب هو عدوان وان المقاومة تحتفظ بحقها في مواجهة هذا العدوان اذا ما استمر وقال قاووق ان حزب الله رحب بانتشار الجيش اللبناني في جنوب نهر الليطاني. كما قال ان حزب الله لن يحتفظ بمظاهر مسلحة في المناطق الحدودية.

وأقرت الحكومة اللبنانية الأربعاء خطة نشر الجيش في جنوب لبنان تماشيا مع قرار مجلس الأمن الذي أوقف القتال بين حزب الله وإسرائيل.  وقال وزير الإعلام غازي العريضي عقب جلسة مجلس الوزراء وفي موضوع انتشار الجيش قرر مجلس الوزراء نشر الجيش اللبناني في منطقتي جنوب الليطاني والعرقوب وقضائي حاصبيا ومرجعيون وتكليفه المحافظة على الأمن في هاتين المنطقتين وهذين القضائين.

وأضاف على ان تكون مهام الجيش وصلاحياته على كامل تلك المناطق الدفاع عن ارض الوطن والحفاظ على الآمن والنظام ..وكذلك الحفاظ على أملاك المواطنين وأرزاقهم وحمايتها ومنع وجود اي سلطة من اي نوع كان تكون خارجة عن سلطة الدولة اللبنانية. واردف قائلا -وعليه في ذلك ان يعمل على التأكد من احترام الخط الازرق وتطبيق القوانين المرعية .. بالنسبة لأي سلاح خارج سلاح الدولة اللبنانية وعلى الجيش وقيادته التعاون مع قوات الطوارئ الدولية اليونيفيل حسب ما ينص عليه قرار مجلس الأمن 1701 .

وردا على سؤال قال العريضي لن يكون صدام بين الجيش والاخوة في حزب الله او المقاومة في الجنوب الجيش لا يذهب مكلفا بهذه المهمة. وقال وزير حزب الله في الحكومة محمد فنيش للصحفيين عقب الجلسة -وافقنا على القرار من دون أي تحفظ. وكان حزب الله القى بظلال من الشك على قدرة الجيش اللبناني في الدفاع عن البلاد ضد اسرائيل قائلا ان مقاتليه الخيار الافضل لقتال اي عدوان.

واقر مجلس الامن الدولي يوم الجمعة الماضي بالإجماع قرارا يدعو لوقف الأعمال القتالية. وأقر إرسال ما يصل الى 13 ألف جندي جيد التسليح للانضمام لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان المعروفة باسم قوة اليونيفيل الموجودة الآن في لبنان وقوامها ألفا جندي. وأوقفت الهدنة التي بدأت يوم الاثنين 34 يوما من الحرب بين إسرائيل وحزب الله .

 

خطاب الأسد يثير انتقادات لبنانية ويربك المقربين من سورية 

بيروت – وكالات : 17/8/2006 

أثار اتهام الرئيس السوري بشار الأسد قوى لبنانية معارضة لدمشق بتنفيذ مخطط إسرائيلي ردود فعل عنيفة في أوساطها كما اربكت نبرته -التحريضية- شخصيات من خارج قوى 14اذار/مارس وأخرى معروفة بقربها من الحكم السوري. ووصف النائب سعد الحريري زعيم الاكثرية النيابية التي تمثل قوى 14 اذار/مارس المناهضة لسورية خطاب الرئيس السوري بانه غير مسؤول وذلك في تصريحات للصحافيين جاءت اثر استقباله وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي. واعتبر الزعيم اللبناني وليد جنبلاط أحد ابرز قادة الأكثرية النيابية ان اتهام الأسد قوى 14 اذار/مارس بأنها منتج إسرائيلي- يعني اباحة دمها.

ونقلت مصادر صحافية عن جنبلاط قوله ذلك يعني ان النظام السوري يتهيأ لحملة تصفيات في موازاة الإعداد لانقلاب سياسي يستكمل الانقلاب العسكري. واضاف ان دماء قانا (المجزرة الإسرائيلية في قرية جنوبية) واهل الجنوب غالية جدا علينا لكن دماء الاحرار اللبنانيين غالية ايضا. وقال النائب السابق فارس سعيد لوكالة فرانس برس -هذا الهجوم يلوح بتجدد مسلسل الاغتيالات. الاسماء المرشحة باتت معروفة. لكن بشار الاسد لن يخيفنا ونحن نتكل على الله وعلى ايماننا بلبنان. واضاف نقول لبشار الاسد انه غير قادر على الدخول مجددا سياسيا او عسكريا الى لبنان وان تهديداته المتكررة لن تخيف احدا. واعتبر سعيد -ان الاسد يحاول ان يحقق مكاسب سياسية على حساب دم شهداء لبنان وشهداء حزب الله مما يثبت مدى العلاقة التي كنا نؤكدها سابقا بان هناك اطرافا في لبنان تموت من اجل تحسين مفاوضات الجانب السوري او الايراني. ورغم اشادته بالاسد راى رئيس الحكومة الاسبق سليم الحص وهو معارض لقوى 14 اذار/مارس بان الاسد كان في غنى عن هذا الموقف. وقال في تصريح صحافي -نقدر المشاعر الصادقة والاصلية التي ابداها الاسد (...) ولكننا نرى انه كان في غنى عن التعرض من قريب او بعيد لافرقاء لبنانيين معينين. وفي اول انعكاسات دولية لخطاب الاسد ، ألغى وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير الثلاثاء زيارة مقررة لسورية باعتبار موقف الاسد يشكل -مساهمة سلبية لا تساعد باي شكل في مواجهة التحديات الحالية واغتنام الفرص في الشرق الاوسط. واعتبرت الولايات المتحدة بلسان المتحدث باسم وزارة الخارجية شون ماكورماك ان مواقف الاسد تدل على شعور دمشق بالمرارة والعزلة.

وتتهم قوى 14 آذار سورية والأجهزة الأمنية اللبنانية بالتورط في اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005 وما تلاه من اغتيالات استهدفت المعارضين لدمشق. واتهم الرئيس السوري في خطاب القاه الثلاثاء قوى 14 آذار بانها منتج اسرائيلي-. وقال ان هذه القوى تسعى -لانقاذ الوضع الداخلي في اسرائيل وانقاذ الحكومة الحالية اما من خلال ايجاد فتنة في لبنان وبالتالي نقل المعارك باتجاه اخر من الداخل الاسرائيلي الى الداخل اللبناني او من خلال امكانية نزع سلاح المقاومة- وبشرهم بالفشل.

 

مجلس الوزراء قرر نشر الجيش اللبناني في منطقتي جنوب الليطاني والعرقوب وقضاءي حاصبيا ومرجعيون تكليف الجيش المحافظة على الامن في هاتين المنطقتين والقضاءين ومنع وجود اي سلاح من اي نوع يكون خارجا عن سلطة الدولة التعاون والتنسيق مع قوات الطوارىء حسبما ينص القرار 1701 الوزير العريضي:لن يكون هناك صدام بين الجيش وحزب الله في الجنوب

وطنية- 16/8/2006 (سياسة) قرر مجلس الوزراء نشر الجيش اللبناني في منطقتي جنوب الليطاني والعرقوب وقضاءي حاصبيا ومرجعيون وتكليفه المحافظة على الامن في هاتين المنطقتين وهذين القضاءين والعمل على التأكد من احترام الخط الازرق وتطبيق القوانين المرعية الاجراء بالنسبة لاي سلاح خارج سلطة الدولة والتعاون مع قوات الطوارىء بحسب القرار 1701. واوضح وزير الاعلام الاستاذ غازي العريضي انه "لن يكون هناك صدام بين الجيش وحزب الله في الجنوب". عقد مجلس الوزراء جلسة استثنائية في مقره الموقت في مقر المجلس الاقتصادي- الاجتماعي برئاسة العماد اميل لحود وحضور رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة والوزراء.

بعد الجلسة اذاع وزير الاعلام غازي العريضي المقررات الرسمية الآتية: عقد مجلس الوزراء جلسة استثنائية في سياق جلساته المفتوحة في مقره المؤقت-مقر المجلس الاقتصادي الاجتماعي بتاريخ 16/8/2006. حضر فخامة رئيس الجمهورية فترأس الجلسة، التي حضرها ايضا دولة رئيس المجلس والسادة الوزراء.

وحضر جانبا من الجلسة قائد الجيش العماد ميشال سليمان والعميد جورج خوري مدير المخابرات اللذان أطلعا المجلس على الوضع الأمني في البلاد وخصوصا في المناطق التي احتلها الجيش الاسرائيلي والتي لا يزال فيها، وكذلك الاستعدادات الجارية لإرسال الجيش اللبناني الى الجنوب والحاجات الضرورية لذلك. ثم ناقش مجلس الوزراء الأوضاع السياسية العامة واطلع من دولة الرئيس على الاتصالات التي أجريت معه من قبل وزراء خارجية الدول الذين زاروا بيروت اليوم، والأمين العام للأمم المتحدة وعدد من رؤساء ووزراء خارجية دول مختلفة ورؤساء منظمات دولية، وتمحورت كلها حول سبل تنفيذ القرار 1701 ومساعدة لبنان على إعادة النازحين وبناء ما تهدم.

وتوقف مجلس الوزراء عند استمرار الاحتلال الاسرائيلي لعدد من المناطق وممارسة اعتداءاته فيها وفي مناطق أخرى، وإصراره على احكام الحصار البحري والجوي. وإذ يدين مجلس الوزراء هذه الممارسات المخالفة لنص القرار 1701 ويعتبرها خرقا فاضحا له، وانتهاكا لإرادة المجتمع الدولي، يتوجه الى هذا المجتمع مطالبا بإدانة اسرائيل وتحمل مسؤولياته واحترام قراراته ومنع الاحتلال من التمادي في ارتكاب المجازر وقتل الأبرياء في وقت تستنفر فيه كل الطاقات لانتشال جثث الشهداء من تحت الركام والانقاض في عدد من القرى الجنوبية. ويؤكد مجلس الوزراء أنه سيستمر في متابعة هذا الأمر، وتوثيق كل الممارسات الاسرائيلية، وتقديمها الى الهيئات الدولية المعنية وفضح اسرائيل وادعاءاتها ومزاعمها وارغامها على الانسحاب الكامل وفي توفير كل مستلزمات ومقومات حماية المواطنين وتثبيت أمنهم واستقرارهم على أرضهم.

وفي هذا السياق يحيي المجلس أرواح الشهداء وصبر الجرحى والمواطنين والنازحين والمتضررين والصامدين في وجه الذين أسقطوا مشاريعه وأهدافه وألحقوا هزيمة به باتت موضع نقاش متفجر داخل الكيان الاسرائيلي، ويخص بالتحية النازحين العائدين والذين كانوا يتسابقون مع ساعة النصر لدخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، فاندفعوا رغم كل الصعوبات الى قراهم ومدنهم تأكيدا لانتمائهم الى أرضهم وتمسكهم بها وتحديا للاحتلال فاثبتوا مرة جديدة ان إرادة اللبنانيين لن تكسر وان جذور الانتماء الوطني أعمق واكبر من كل رهانات العدو وهذا ما كان يستند اليه مجلس الوزراء في كل توجهاته. ولا بد من الاشارة هنا ايضا الى استشهاد عدد من المواطنين بعد العودة بفعل انفجار قنابل عنقودية ممنوع استخدامها دوليا والى نوعية القذائف التي استخدمت والحقت وتلحق امراضا بالناس

وهذا سيكون موضع متابعة بعد جمع كل المعلومات وعلى المستوى الدولي لفضح الحقد الاسرائيلي والهمجية الاسرائيلية. وفي موضوع انتشار الجيش قرر مجلس الوزراء: نشر الجيش اللبناني في منطقتي جنوب الليطاني والعرقوب وقضاءي حاصبيا ومرجعيون وتكليفه المحافظة على الامن في هاتين المنطقتين وهذين القضاءين وفقا لاحكام المادة الرابعة من قانون الدفاع على ان تكون مهام الجيش وصلاحياته على كامل تلك المناطق الدفاع عن ارض الوطن والحفاظ على الامن والنظام التامين.

وكذلك الحفاظ على املاك المواطنين وارزاقهم وحمايتها ومنع وجود اي سلطة من اي نوع كان تكون خارجة عن سلطة الدولة اللبنانية: وعليه في ذلك ان يعمل على التأكد من احترام الخط الازرق وتطبيق القوانين المرعية الاجراء بالنسبة لاي سلاح خارج سلطة الدولة اللبنانية وعلى الجيش وقيادته التعاون مع قوات الطوارىء الدولية واليونيفل والتنسيق معها حسبما ينص عليه قرار مجلس الامن رقم 1701.

حوار ثم دار حوار بين وزير الإعلام غازي العريضي والصحافيين.

سئل: هل سحب موضوع سلاح "حزب الله" من التداول؟ أجاب: "أعتقد في ما يخص السلاح أن الكلام واضح في قرار مجلس الوزراء. وبالنسبة إلى الجيش، لن نتحدث عن هذا الأمر خصوصا في مجلس الوزراء الآن، ولن نرسل أي رسالة إلى الاحتلال الاسرائيلي الذي ما زال موجودا على الأرض. هذه الإجراءات سيتخذها الجيش اللبناني حسبما نص عليه القرار بوضوح. ولن يكون سلاح إلا سلاح السلطة اللبنانية. للجيش مهمات وصلاحيات واضحة ومطلوب منه بقرار من مجلس الوزراء أن ينفذ القوانين المرعية الإجراء في ما يخص أي سلاح.

لا سلطة إلا سلطة الدولة، ولا سلاح إلا سلاح الدولة".

سئل: هل إذا وقع الجيش على سلاح سيصادره؟ أجاب: "إذا وجد أي سلاح، حتى الإخوة في "حزب الله" قالوا فليكن في يد الجيش اللبناني لا مشكلة. اتركوا التفاصيل بالنسبة إلى اجراءات الجيش للعمل الميداني على الأرض. القرار يعطي صلاحية واضحة وكاملة للجيش. لن تكون سلطة في أي مجال من المجالات إلا للدولة، المسألة ليست فقط الجيش، بل المؤسسات والإدارات والقطاعات كلها تحت سلطة الدولة، والأمن هو سلطة الدولة أيضا. ولدى الجيش كل الصلاحيات لتطبيق هذا القرار".

سئل: هل يتخوف مجلس الوزراء من صدام بين الجيش والمقاومة؟ أجاب: "لن يكون صدام بين الجيش والمقاومة، وهذا موضع إجماع على كل حال في مجلس الوزراء. لن يكون صدام بين الجيش والإخوة في "حزب الله" والمقاومة في الجنوب، فالجيش لا يذهب مكلفا بهذه المهمة. الجيش اللبناني يذهب إلى أرضه، يذهب بين أهله وإخوانه، سيكون على أرض لبنانية وبين إخوان وأهل ورجال لبنانيين قاوموا الاحتلال على أرضهم. لا يذهب الجيش للتصدي لهؤلاء أو لا سمح الله للانتقام من هؤلاء أو لتعقب أو معاقبة هؤلاء، بل على العكس تماما، المطلوب ضبط الأمن والاستقرار.

قرار مجلس الوزراء واضح بالإجماع في هذا المجال، بما فيها موافقة الإخوة في المقاومة".

سئل: ماذا عن القوات الدولية؟ أجاب: "بالنسبة إلى القوات الدولية، الخطوة الأولى هي انتشار الجيش اللبناني. لا نستطيع أن نطلب من الآخرين أن يأتوا إلى لبنان قبل أن ينتشر الجيش اللبناني على الأرض اللبنانية. الإتصالات جارية مع كل الدول، وسمعتم اليوم كلاما لعدد من وزراء خارجية الدول الذين زاروا بيروت، وثمة عدد من المسؤولين في دول اخرى لم يأتوا بعد الى بيروت لكنهم اعلنوا موافقتهم على ارسال قوات سيبدأ الامين العام للامم المتحدة المشاورات لتشكيل هذه القوات تحديد عددها والدول التي ستشارك فيها عديدها، وهي تأتي لمؤازرة الجيش اللبناني".

سئل: ما الذي كان يمنع صدور قرار كهذا في جلسة الاحد، وأخذتم ثلاثة ايام حتى يعود ويصدر القرار في جلسة اليوم؟ اجاب: "ثمة قرارات تفصيلية لم تذع لانها تعتبر من ضمن المهام في القرار او في المرسوم الصادر للجيش لكي يقوم بهذه المهمات. وبالتالي، نحن نتحدث عن المبدأ، عن جوهر القرار، عن المهمة بالعنوان العريض التي كلف بها الجيش، ولكن ثمة تفاصيل ادرجت على هذا القرار، وطرحت على طاولة مجلس الوزراء، ونالت موافقة الجميع بالإجماع. السبب الاشكالية التي حصلت وبكل صراحة، هذا الامر ليس بجديد، قبل هذه الجلسة وعندما اتخذنا قرارا بنشر الجيش في الجنوب، كان قرارا من قبل قيادة الجيش ألا يتم نشره الا اذا تم توفير كذا وكذا. واذعنا سابقا كل هذه الامور، عندما عقدت الجلسة ما قبل الاخيرة، وحضر ايضا قائد الجيش طرح بالتفصيل ماذا يريد. كانت ثمة امور لها جوانب قانونية مثل اعلان منطقة عسكرية، وهذا يحتاج الى مجلس نيابي على سبيل المثال، لا الى مجلس الوزراء. وإنني ممن لا يعرفون هذه المسألة، سبق وقلت هذا الكلام، وبالتالي، امور عدة طرحتها قيادة الجيش فتحت هذا النقاش في البلد سلاح او لا سلاح يصادر او لا يصادر، يسلم الحزب او لا يسلم الحزب. ونظرا لهذه المسائل التي طرحت من قيادة الجيش، عندما وجد الاخرون في الخارج أن ثمة مؤسسة امنية اساسية ستتسلم الامن في البلاد هي التي تطرح هذه المسألة، فمن الطبيعي ان يطرحوا هم انفسهم اسئلة من هذا النوع. في الايام الماضية، جرت اتصالات مكثفة لتوضيح كل الامور بكل التفاصيل كي لا نصل الى اشكالية او صدام".

سئل: هل هذا القرار ينزع فتيل الخلاف بين وزراء الرابع عشر من آذار و"حزب الله"؟ اجاب: "بالنسبة إلى هذا الموضوع، القرار متفق عليه بالاجماع".

سئل: ولكن هناك خلاف بين قوى الرابع عشر من آذار الممثلين في الحكومة و"حزب الله"، هل جاء هذا القرار كمخرج؟ اجاب: "لا في هذا الموضوع لم يكن ثمة خلاف. النقاش كان في تسليم سلاح او لا تسليم سلاح". قيل له: ولكن كان الانتقاد على التوقيت. اجاب: "لسنا نحن من طرح هذا الموضوع، الذي طرح هذا الموضوع في جلسة قرار إرسال الجيش الى الجنوب، وزير الدفاع بناء لطلب قيادة الجيش، وفي الجلسة ما قبل الأخيرة أيضا الذي طرح هذا الموضوع وفتح النقاش بسببه هو ايضا قيادة الجيش وفق الطلبات التي قدمت الى طاولة مجلس الوزراء لم يأت أحد ليفتعل من قبل الوزراء إشكالا حول هذا الموضوع، وطبيعي ان يناقش مجلس الوزراء هكذا مسائل، خصوصا مسائل بهذه الدقة، اما ان ينفذ القرار ويأخذ الطريق الصحيح والسليم وإما يتوقف كل شيء، فهل نغامر ونخاطر في هذه المسألة، طبعا لا، لا بد من تنفيذ القرار.

سئل: أين وصلت الاتصالات لفتح المطار؟ أجاب: موضوع المطار، أعتقد خلال أيام، كما أبلغنا دولة رئيس مجلس الوزراء ومعالي وزير الاشغال، خلال أيام سيفتح المطار، ثمة بعض الاجراءات التقنية سوف ينتهي العمل منها والتأكد منها في شكل نهائي في ما يخص الاجراءات الأمنية في المطار وهذا ما بدأه بالأمس معالي وزير الداخلية في الاجتماع الذي عقده، ثانيا العمل جار لاصلاح المدارج وجعلها جاهزة لاستخدامها الآن، ممكن كما شرح لنا وزير الاشغال استخدام طائرات لا تكون حمولتها كاملة بالنسبة للفيول وبالتالي نستطيع أن تنتقل الى منطقة ثم تتوقف لتنتقل الى منطقة ثانية لتخزن الوقود وهذا طبعا أمر مكلف وعائق بامكاننا أن ننتظر بعض الأيام لذلك خلال أيام كما قال دولة الرئيس ومعالي وزير الاشغال سوف يكون المطار جاهزا.

سئل: استمرار الحصار الجوي البحري على لبنان ألا يعتبر انتهاكا للقرار 1701، ألا يحاسب المجتمع الدولي على ذلك؟ أجاب: نحن طرحناه في بيان مجلس الوزراء رسميا ونتابع في كل اتصالاتنا مع كل الدول هذا الأمر ولذلك نعمل على الاسراع في فتح المطار، وبالتالي تنفيذ قرار مجلس الأمن من جهة، وكسر هذا الحصار الاسرائيلي من جهة أخرى.

سئل: ماذا عن الدعوة لجلسة استثنائية لمجلس النواب؟ أجاب: ليست جلسة استثنائية لمجلس النواب قبل العدوان الاسرائيلي والحرب على لبنان كان البحث جاريا لفتح دورة استثنائية للمجلس النيابي لاتخاذ سلسلة من القرارات، خلال الحرب صدرت دعوات من قيادات أساسية في البلاد تطالب بعقد مجلس النواب لكي يكون هذا المجلس حاضرا في مواكبة هذه التطورات والأحداث.

لم يعقد المجلس لأن ليس ثمة دورة استثنائية، لا بد الآن من فتح دورة استثنائية لمناقشة هذه الحرب وتداعياتها ونتائجها وبالتالي يكون موقف للمجلس النيابي وفي الوقت ذاته عندما يقرر النواب فتح دورة استثنائية ثمة طريقان اما ان يوافق رئيس المجلس ورئيس الجمهورية، والرئيسان كانا مجتمعين في 12 تموز صباح يوم تنفيذ العملية ثم العدوان وطبعا رئيس الجمهورية آنذاك لم يكن موافقا على فتح دورة استثنائية. الطريق الثاني بإمكان النواب توقيع عريضة وتفتح الدورة الاستثنائية، سيحسم هذا الأمر اما فتح دورة استثنائية بناء لموافقة الرئيسين أو فتح دورة استثنائية بطلب من النواب لمناقشة العدوان من جهة وتداعياته، وايضا لاتخاذ قرارات أخرى يرى النواب انهم بحاجة لاتخاذها في المجلس النيابي.

سئل: هل تطرق مجلس الوزراء للصور التي عرضت عن القوة الأمنية وقوى الأمن الداخلي في ثكنة مرجعيون، والتي عرضها التلفزيون الاسرائيلي حيث تناولوا الشاي معهم ونزع سلاحهم؟ أجاب: التركيز كان دائما في متابعة كل الصور على الاذلال الذي لحق بالجيش الاسرائيلي على الارض اللبنانية.

 

الوزير فتفت قرر استدعاء العميد عدنان داوود وتوقيفه فورا بعد اطلاعه على شريط بثته "المنار" والتلفزيون الجديد"

 وطنية - 16/8/2006 (سياسة) صدر عن المكتب الإعلامي لوزير الداخلية والبلديات البيان التالي: "بعدما بثت محطتا "المنار" والتلفزيون الجديد"، مساء اليوم، تحقيقا تظهران فيه مشاهد عن دخول عناصر من جيش العدو الاسرائيلي إلى ثكنة مرجعيون، وذلك نقلا عن تلفزيون العدو الاسرائيلي، وبعد الاطلاع على ما تضمنه الشريط، قرر وزير الداخلية والبلديات بالوكالة الدكتور أحمد فتفت استدعاء قائد المجموعة الأمنية المشتركة في الجنوب العميد عدنان داوود وتوقيفه فورا، وتكليف المفتشية العامة لقوى الامن الداخلي التحقيق معه حول القضية المعروضة. كما طلب نسختين عن الشريط المعروض في المحطتين المذكورتين على أن تضع المفتشية العامة تقريرا بنتيجة التحقيق لدى وزير الداخلية والبلديات في أسرع ما يمكن ليصار إلى إتخاذ الإجراءات المناسبة بحق العميد المذكور وكل من يظهره التحقيق".

 

العميد ادة:خطابا الاسد ونصرالله يؤكدان نظرية ان الوجه الرئيسي لهذه الحرب داخلي محض ويتمثل بانقلاب سياسي يقوم به حزب الله وحدهما الصراحة والشجاعة في طرح المسائل بين اللبنانيين وتجاه المجتمع الدولي كفيلتان بالحؤول دون العودة الى المآسي

وطنية- 16/8/2006 (سياسة) أدلى عميد حزب الكتلة الوطنية اللبنانية بالتصريح الآتي: "طالعتنا في اليومين الأخيرين مواقف سياسية داخلية واقليمية على درجة من الأهمية والخطورة، كان أبرزها الخطاب الأخير الذي ألقاه السيد حسن نصر الله ومن بعده خطاب الرئيس السوري بشار الأسد. واللافت في الخطابين أنهما يؤكدان النظرية التي قلنا بها منذ اندلاع شرارة الحرب الأخيرة والتي تثبت ان الوجه الرئيسي لهذه الحرب، اضافة الى الأوجه الاقليمية، هو داخلي محض ويتمثل بانقلاب سياسي يقوم به حزب الله على المؤسسات الدستورية وأسس النظام الديمقراطي بدعم وتسليح وتمويل أجنبي. فمن المتعارف عليه ان الانقلاب يعني الاستيلاء على السلطة من قبل مجموعة ما خلافا لأحكام الدستور وبوسائل غير مشروعة. وفي وضعنا الراهن لقد أوضحت المواقف المتتالية الصادرة عن أمين عام حزب الله ثم عن الرئيس الأسد ان هناك اتجاها واضحا بدأ بأخذ البلد الى مواجهة لم يستشر أهله فيها ولا بانعكاساتها عليهم ودون العودة الى المؤسسات الشرعية المنتخبة، ثم انتقل الى التشكيك بمبدأ الدولة كما حصل في خطاب السيد نصر الله الأخير، ان على الصعيد الاجتماعي أم السياسي والأمني، ليتوج كل ذلك أخيرا بما جاء على لسان الرئيس السوري من تخوين واتهام بالعمالة لاسرائيل ودفع اللبنانيين باتجاه الانقسام والفتنة الداخلية في محاولة يائسة للعودة الى ما قبل انتفاضة الاستقلال وإعادة الوصاية السورية على لبنان في شكل أو بآخر. وبالفعل، لا بد من تذكير اللبنانيين أولا كيف بدأت الحرب باتخاذ حزب الله مبادرة عسكرية غير محسوبة العواقب ضد عدو مجرم وبربري يتربص بلبنان شرا، وذلك عن طريق خرق الحدود الدولية التي تفصل بين لبنان والكيان الصهيوني ما أدى الى اندلاع الحرب، وذلك دون أن تعود المقاومة الى المؤسسات الشرعية الممثلة بمجلس الشعب اللبناني والتي يشارك حزب الله فيها.

 وفي خضم الحرب الدبلوماسية التي كانت تقودها الدولة اللبنانية ممثلة بحكومتها من أجل وقف العدوان الهمجي الاسرائيلي، واثر صدور القرار 1701، سمعنا باستغراب، تشكيكا خطيرا من قبل السيد حسن نصر الله بالدولة اللبنانية وبمؤسساتها ودورها على مختلف الأصعدة الاجتماعية والأمنية والسياسية يتمثل بما يلي: أ-إعلان أمين عام حزب الله عن انفراد الحزب بتقديم المساعدات للمتضررين من جراء الأحداث دون أي التفات الى دور الدولة في هذا المجال ودون أي تنسيق معها. وهذا ما يطرح أولا سؤالا حول مصدر الأموال الهائلة التي وعد بها حزب الله مناصريه؟ وما مدى ارتباط مصدر هذه الأموال بقرار الحزب السياسي وبإمكانية التأثير عليه عملا بالقاعدة المعروفة " ان من يدفع يأمر". والسؤال الذي تثيره مسألة المساعدات يتعلق بنظرة حزب الله الى الدولة الواحدة الموحدة الراعية لجميع ابنائها على كامل اراضيها وما اذا كان الحزب ما زال يؤمن بهذا المبدأ الذي بدا غائبا عن ادبياته السياسية؟ ب- اما على الصعيد الامني والسياسي، فمن الملفت تشكيك حزب الله بقدرات الجيش اللبناني والقوات الدولية على حماية لبنان من الاعتداءات الاسرائيلية وحصره هذه الصلاحية بنفسه فقط، وقد ترافق ذلك مع تساؤلات طرحها السيد نصرالله عما اذا كانت الدولة اللبنانية تتمتع بالصفات المطلوبة من القوة والقدرة والعدل لطمأنة كل الطوائف والشرائح اللبنانية، مما يؤدي الى زعزعة الثقة بها امام المجتمع الدولي في وقت تخوض فيه الدولة اقسى المعارك الدبلوماسية في وجه اسرائيل على كامل اراضيها.

واخيرا، جاء خطاب الرئيس السوري ليعطي نقطة انطلاق لفتنة اهلية بالصاقه التهم والاتهامات بالعمالة لاسرائيل في محاولة يائسة للعودة الى لبنان من باب الحديث عن انجازات المقاومة والممانعة بمعناها الواسع والتي اراد تصويرها وكأنها بقيادته ،في حين ان الجبهة السورية تشهد منذ عقود على التفاهمات الضمنية بين الطرفين والتي اصبحت معروفة من القاصي والداني، وهذا بحد ذاته امر سيىء للغاية للمقاومة في لبنان ويضر بمصداقيتها. وهكذا بين الانفراد بالقرار العسكري والالتفاف على المؤسسات الدستورية ثم الانفراد بالقرار الاقتصادي الاجتماعي ورفض فكرة الدولة والتشكيك بمؤسساتها، كل ذلك مدعوما بتصعيد التدخل السوري في شؤوننا الداخلية، تكتمل صورة الانقلاب السياسي الذي طالما حذرنا منه والذي يهدف الى اعادة عقارب الساعة الى ما قبل انتفاضة الاستقلال وتاريخ 14 اذار 2005، والمؤلم هنا ان بعض اللبنانيين يجارون هذه اللعبة الخطيرة لخدمة اجندات خاصة لا علاقة لها بالمصالح الوطنية. ان المطلوب اليوم من اللبنانيين على المستويات كافة الكثير من الصراحة والشجاعة والشفافية في تعاملهم مع بعضهم البعض، فوحدهما الصراحة والشجاعة في طرح المسائل بين اللبنانيين وتجاه المجتمع الدولي كفيلتان بالحؤول دون العودة الى المآسي التي عشناها مؤخرا والتي ستستمر تداعياتها طويلة على مختلف اوجه الحياة في لبنان.

 

عدل بلا حدود"أطلقت حملة إنضمام لبنان إلى المحكمة الجنائية الدولية

هدفنا إنهاء إفلات اسرائيل من العقاب ومقاضاتها على جرائم الحرب

وطنية - 16/8/2006 (متفرقات) أطلقت منظمة "عدل بلا حدود"، وهي منسقة التحالف اللبناني للمحكمة الجنائية الدولية، في بيان وزعته اليوم حملة "انضمام لبنان الفوري إلى المحكمة الجنائية الدولية". وجاء في البيان : "منذ 12 تموز 2006، ولبنان يواجه جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية ومجازر بشعة وفظيعة هزت ضمير الإنسانية ارتكبتها اسرائيل بحقه وبحق أطفاله ونسائه ورجاله، غير آبهة باتفاقات جنيف والقانون الدولي الإنساني، وغيرها من الاتفاقات والمواثيق الدولية.

وربما كان ذلك بسبب شيوع ثقافة اللاعقاب واللامساءلة في اسرائيل، فهؤلاء يدركون أن أي أفعال يرتكبونها لن يحاسبوا عليها، وألا عقاب ينتظرهم، وأن حياة الناس لا أهمية لها ولا تثير المجتمع الدولي". أضاف: "إن حملة "طفلك هو طفلي، لنحم مستقبله الآن"، والتي تدعو إليها منظمة عدل بلا حدود، وهي منسقة التحالف اللبناني للمحكمة الجنائية الدولية، مهداة الى شعب لبنان ولاجله، وفي شكل خاص، مهداة إلى أطفال لبنان ولاجلهم. وتهدف هذه الحملة إلى إنهاء إفلات اسرائيل والقادة الاسرائيليين وشركائهم من العقاب فورا، وبإحالة ملفات جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والمجازر البشعة المرتكبة من قبل هؤلاء على لبنان وشعبه أمام المحاكم الدولية المختصة ومعاقبتهم وتنفيذ الاحكام بحقهم ليكونوا عبرة لغيرهم ممن يخطط لارتكاب جرائم حرب او جرائم ضد الانسانية أو جرائم إبادة ضد أي مدني في لبنان او العالم". وأشار البيان إلى أن "هدف الحملة مطالبة الحكومة اللبنانية وحثها على: - إحالة ملف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها القادة الاسرائيليون بحق الشعب اللبناني وعلى الاراضي اللبنانية أمام المحكمة الجنائية الدولية ومحاكمة مرتكبي هذه الجرائم الاسرائيليين وشركائهم امام هذه المحكمة، وذلك سندا إلى أحكام الفقرة الثالثة من المادة 12 من نظام روما الاساسي للمحكمة الجنائية الدولية، والزامهم تعويض المدنيين والاضرار التي أصابت لبنان.

 - اتخاذ القرار بإنضمام لبنان الى المحكمة الجنائية الدولية فورا، عبر التصديق على نظام روما الاساسي لما لهذه المحكمة من ضمانة لحماية لبنان واللبنانيين وضمان معاقبة مرتكبي أبشع الجرائم المعترف بها دوليا. وإن المحكمة الجنائية الدولية هي أحد أهم مظاهر العدالة الدولية خلال تطور القانون الدولي الانساني، حيث أن صفة الديمومة والاستقلالية التي طبعت هذه المحكمة ميزتها عن سابقاتها وأبعدتها عن التأثيرات والمصالح المتشعبة والضغوط السياسية. وهذه المحكمة هي هيئة قضائية جنائية دولية دائمة مستقلة ومكملة للولايات القضائية الجنائية الوطنية، أنشئت باتفاقية دولية لتمارس سلطتها القضائية على الأشخاص الطبيعيين عن ارتكاب الجرائم الدولية الأشد خطورة، وهي جريمة الابادة الجماعية والجرائم ضد الانسانية وجرائم الحرب. وان اختصاص المحكمة الجنائية الدولية هو اختصاص مستقبلي، بمعنى أن هذه المحكمة لا تنظر في الجرائم المرتكبة قبل الانضمام اليها ما لم تكن الدولة أصدرت إعلانا، وأحالت إحدى الجرائم المرتكبة على أراضيها بعد تموز 2002 أو كلها، على المحكمة الجناية الدولية، وذلك بموجب الفقرة 3 من المادة 12 من نظام روما الأساسي". وطالبت المنظمة "كل الجمعيات والمنظمات ومؤسسات المجتمع المدني الوطني والاقليمي والدولي بالمشاركة ودعم حملة إنضمام لبنان إلى المحكمة الجنائية الدولية، عبر التوقيع على عريضة الانضمام لهذه المحكمة ونشرها، على الموقع الالكتروني www.jwf.org.lb"، داعية "الجمعيات الاهلية ومؤسسات المجتمع المدني اللبناني الى اجتماع قريب لبحث الخطوات اللاحقة لهذه الحملة في وقت يتم الإعلان عنه لاحقا".

 

الوزير حمادة علق على خطاب الرئيس الاسد امام انحاد الصحافيين السوريين: تهديداته للحركة الاستقلالية اللبنانية منعطف خطير في الازمة القائمة والمؤامرة السورية لن تمر على لبنان من الباب الاسرائيلي كما يحاولون

وطنية - 16/8/2006 (سياسة) عقد وزير الاتصالات الاستاذ مروان حماده، ندوة صحافية، في مكتبه في الوزارة الواحدة عند الواحدة من بعد ظهر اليوم علق فيها على خطاب الرئيس السوري الدكتور بشارالاسد استهلها بالقول :"الزملاء في الاعلام اللبناني المقاوم دائما، الذي قاوم اسرائيل وقاوم ايضا كل محاولات الهيمنة على لبنان. خرج عن صمته امس ليعود الى هواياته: القتل والتهديد بالقتل، الشتيمة ومحاولة اهانة الشرفاء. والأدهى من ذلك محاولة ايهام الآخرين انه البطل الصنديد، وهو المتقاعس عن أي مبادرة جهادية او عسكرية او سياسية او ديبلوماسية من اجل تحرير ارضنا العربية في الجولان، يمسح عيوبه بدماء شهدائنا الابطال يزورالتاريخ ليستشهد بعظمائه ويتظلل بهم وكم هو بعيد عنهم". ورأى الوزير حمادة "ان تهديدات الرئيس بشار الاسد للحركة الاستقلالية اللبنانية تشكل منعطفا خطيرا في الازمة القائمة، من خلال التهديد الجماعي والفردي بالانقلاب والتصفية والقتل. ونحن نقول لرئيس النظام السوري اننا لن نقع في فخ الفتنة، الفتنة التي يدعو اليها، ونطمئنه : الحكومة باقية، الاكثرية باقية، الوفاق باق، الشعب اللبناني باق بكل مقاوميه، لان مقاومة العدوان لم تقتصر على القتال وحسب، بل شملت التضحيات الجسدية في الاجساد وفي الحجر. وشملت ايضا صمود اللبنانيين ودعمهم واحتضانهم للمقاومة والمقاومين. بكلمة واحدة، نقول للرئيس بشار الاسد: لا عودة للوصاية السورية على لبنان من باب اسرائيل، كما يظن". اضاف: "اما في ما يتعلق بالادعاءات السخيفة والدنيئة، التي يحملها عملاؤه الصغار الصغار عن الشرفاء في وطنيتهم اللبنانية وفي قوميتهم العربية على مدى عقود، فينفيها حجم نفاقها السخيف الدنيء، الذي لا يضاهيه - وهذه النقطة التي لن اتركها

- الا فظاعة النية الاجرامية الكامنة وراءها".

واشار الى انه "حيال ذلك، قررت الادعاء امام مدعي عام التمييز في لبنان، ضد كل من شارك ويشارك

- والاسماء معروفة والوثائق والتسجيلات محفوظة

- في حملة اقل ما يقال فيها انه تتعدى القدح والذم لتبلغ جناية التحريض على القتل.

وفي كل الاحوال، لدى اوساط كثيرة في التحقيق الجاري والسابق، قناعات محددة فيه وفي المسؤولين عنه. وكم اليوم شبيه بالبارحة. كذلك ابلغت اليوم لجنة التحقيق الدولية، التي ستواصل تحقيقها وصولا الى المحكمة الدولية التي بكل تأكيد وبعد خطاب الامس سيمثل امامها بشار الاسد، ابلغتها وابلغت القاضي سيرج برامرتس بالامر. كما سأتقدم امام قاضي التحقيق في القضايا الارهابية في باريس السيد جان لوي بروغيير بشكوى على هؤلاء وعلى شركائهم الذين يستعملون الانترنت لاغراض اجرامية يعاقب عليها القانون الفرنسي واللبناني والدولي".

 واكد "ليس عندي سيارات مفخخة لأرد عليهم. ليس عندي مجموعات مخابراتية مجرمة وقاتلة. لكننا سنستمر نقول كلمتنا بكل جرأة ومن دون خوف. سنستمر في مواجهة آلة القتل، بالرأي، بالكتابة، بالتعبير، وبجماهير الحركة الاستقلالية التي تعود الآن الى الاستنفار. سنحمي لبنان ومقاومته في يد، ونرد الاذى الاسدي في اليد الاخرى. لن يخفت صوتنا لا في مجلس الوزراء ولا في مجلس النواب ولا في الاعلام. وغايتهم هي هذا. نحن مؤتمنون على الديموقراطية العائدة في لبنان، ولن نتركه لا للاسد ولا لغلمانه من مدمني العمل المخابراتي. اما نحن فيشهد تاريخنا السياسي في صفوف الوطنيين اللبنانيين والقوميين العرب، وفي ساحات النضال التي تعود الى عقود طويلة، الى 17 ايار، وبالتحديد من دمشق اخرى غير دمشق اللصوص والقتلة، وبقيادة الزعيم وليد جنبلاط. لنا على لائحة الشرف اكثر من موقع. لنا موقع خاص يوم رفضنا التمديد.

ولنا - كلنا وكل اللبنانيين - موقع خاص في لحظة تفجير سيارتي في الاول من تشرين الاول 2004. لكن الموقع الاول في لائحة الشرف التي كنا جميعا عليها هو يوم 14 شباط 2005، يوم اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري من اجل لبنان واغتيال الشاهد على عدوان النظام السوري على لبنان، واغتيال الشهيد باسل فليحان وكل رفاقهما في ساحة السان جورج. كذلك، لنا مواقع في ساحة الشرف يوم قتل سمير قصير، واغتيل جورج حاوي واعتدوا على الياس المر وكادوا يقضون على مي شدياق، ثم فجروا جبران تويني".

وقال الوزير حمادة "انا الذي فقدت اعز الاصدقاء، اعز الزملاء، اعز الانسباء، وكدت افقد نفسي، اقول لهذا النظام القاتل: لن يتراجع لبنان، وهو يقول لك "لأ". يعود، طبعا، الآن التهديد. يتفاقم. يتعاظم. يستعمل الادعاءات. يخترع الادعاءات، ليس فقط في حق الاستقلاليين في لبنان، انما على اشقائنا العرب جميعا الذين وقفوا الى جانب لبنان، والذين امنوا له ولمقاومته ولشعبه مناعة سياسية في معركة شرسة ديبلوماسية وسياسية واقتصادية". وخلص الى القول: "بإسمنا وبإسم اشقائنا نقول مرة جديدة: لن تمر المؤامرة السورية على لبنان من الباب الاسرائيلي، كما يحاولون

 

صفير لـ"النهار": "حزب الله" انتصر لكن الثمن كـان جسيماً

نكــرّر وجــوب أن يكــون الســلاح في يــد الدولـة

كتب حبيب شلوق:النهار 17/8/2006

كل الانظار شاخصة هذه الأيام الى البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، لترى ما يقول. حتى ان الاجتماع الاستثنائي لمجلس المطارنة الموارنة، الذي عقد في بكركي أمس، شغل الجميع مسؤولين سياسيين وديبلوماسيين وقادة "أجهزة"، إلا ان البيان أتى "غير استثنائي"، وكان الهدف من الاجتماع مناقشة ما بعد "الحرب على لبنان" ووداع الموفد البابوي الكاردينال روجيه اتشيغاراي وتحميله تحية وشكراً خاصين للبابا بينيديكتوس السادس عشر. ويرى البطريرك صفير في ضوء كل ما حصل ان الحوار "لا يمكن ان يذهب بعيداً"، داعياً الى اعتماد المؤسسات الدستورية "لان قراراتها ملزمة"، كذلك لا يرى مندوحة من ان يكون السلاح محصوراً في يد السلطة الشرعية التي "عليها وحدها تقع مسؤولية حماية المواطنين وممتلكاتهم"، كذلك لا يرى ان تقوم القوات الدولية مقام الدولة في الداخل انما ان "تساعدها على المحافظة مثلا على الحدود".

ويعتقد البطريرك الماروني "ان هناك انتصاراً لـ"حزب الله" في الحرب"، الا انه يرى ان ذلك كان مكلفاً "وكان ربما سبباً لما وقع في لبنان من خسائر في الارواح والممتلكات"، ولفت الى ان "من الصعب على اي دولة مهما عظم شأنها التغلب على ميليشيا".

ولاحظ البطريرك الماروني "ان الصيغة اللبنانية على المحك"، الا انه يستدرك بأنها "كانت دائما على المحك ولكن لبنان كان دائماً يتغلب على الخطر". كذلك لم يكتم خشيته من تطور التوتر في المنطقة الى صراع اقليمي، ملاحظاً "ان دولا لها مطامح في لبنان تريد ان تحققها" وهذا ما ينعكس توترات واعمال عنف، ويأمل في ان يعالج الصراع جذرياً وينعم اهل الدول الثلاث فلسطين واسرائيل ولبنان بالعيش الكريم ويتم تبادل بعثات ديبلوماسية بينها وتتوقف العلاقات.

بعيد الاجتماع الاستثنائي لمجلس المطارنة الذي عقد في بكركي أمس، كان لقاء بين البطريرك صفير و"النهار" في مكتبه الخاص البعيد عن ورشة ترميم وتصليحات في المبنى القديم للبطريركية.

وقد تضطر الورشة التي يمكن ان تستمر اكثر من شهر، البطريرك صفير الى تمديد بقائه في مقره الصيفي اكثر من المعهود ولو قليلاً، علما انها قطعت مرتين الاولى لعقد القمة الروحية، والثانية لاستقبال الكاردينال اتشيغاراي منذ الاثنين الفائت.

وهنا الحوار:

• قبل ان تشن اسرائيل حربها المدمّرة على لبنان، كان اللبناني يطرح تساؤلات عن حاضرة ومستقبله، في ظل الواقع الاقليمي المضطرب، والجوار غير الآمن، والانقسام الداخلي، و"الحوار الوطني" المتعثر، وها انه بعد هذه الحرب بات اكثر تساؤلاً عن يومه واكثر شكاً في غده. فالى اين ترى اننا ذاهبون؟

- أولاً، ان المستقبل في يد الله، وليس في يد البشر، انما لبنان عاش دائماً ولا سيما في الفترة الاخيرة في حال حرب وانتكاسات وتوترات فعلت فعلها في البشر والحجر وأدت الى تفكك الدولة والمؤسسات، وحملت الكثيرين من الشباب وذوي الاختصاص الى الهجرة سعياً وراء الرزق والأمن والحياة الرغيدة. ونتمنى ان يتمكن هذا البلد الصغير من ان تكون له علاقة جيدة مع جميع جيرانه واخوانه. ولكن الامر ليس كذلك. اذ هناك مطامح لدى بعض البلدان تريد ان تحققها، عادة على الدول التي هي اضعف منها، ولبنان هو البلد الضعيف. وهذا ما ينعكس على الوضع اللبناني ويؤدي الى توترات وتفجيرات واعمال عنف.

الحوار المؤسساتي

• ماذا عن "الحوار الوطني" المتعثر؟

- تبين ان هذا الحوار لا يمكن ان يذهب بعيداً باعتبار انه حدث ما حدث والمؤسسات الدستورية معطلة وهي التي يجب ان تعتمد لأن الحوار قد يوصل أصحابه الى نتيجة ثم يعودون عنها. من هنا يجب اعتماد المؤسسات الدستورية من مجلس وزراء الى مجلس نواب في الحوار لأن هذه المؤسسات منتخبة من الشعب وملزمة التحدث باسمه.

• وما هو مستقبل الحوار الوطني؟ وهل ترى امكان احيائه في ظل الحرب وتداعياتها؟

- لابأس ان يستمر الحوار لأنه يقرّب وجهات النظر، ولكن لا يمكن ان يقوم مقام المؤسسات الدستورية، ولا يمكن ان يوصل الى نتيجة مجدية ما لم يعززه قرار مؤسساتي دستوري.

• هل تعتقد ان لبنان في خطر وان الصيغة اللبنانية على المحك؟

- لقد كانت الصيغة دائماً على المحك وكان لبنان دائما في خطر، ولكنه كان دائماً يتغلب على الخطر. ونكسة اليوم عرف مثلها هذا البلد نكسات كثيرة خلال السنوات الثلاثين الاخيرة. ولكن النكسة التي عرفناها منذ شهر كانت الاقسى في ما خص القتلى والدمار والتضحيات الكبيرة التي كان على اللبنانيين ان يتحملوها.

لقد كان عددالضحايا كبيراً جداً وحجم الخسائر جسيما، يعجز لبنان عن تحمله.

• ان الحرب التي فرضت على لبنان اظهرت هشاشة الدولة وضعف امكاناتها وهزال مؤسساتها، بدليل انه لم تكن لها كلمة في الحرب، وبالكاد كانت لها كلمة في وقفها. فهل يمكن لبنان ان ينهض من دون دولة؟ وهل يمكن الدولة ان تنهض من غير ان تكون لها وحدها الكلمة في الحرب والسلم؟ وكيف السبيل الى ذلك؟

- هذا ما اشرنا اليه في بيان مجلس المطارنة الموارنة اليوم (امس)، وقلنا ان القرار يجب ان يأخذه المسؤولون في الدولة الذين ينتخبهم الشعب لهذه الغاية. وبالتالي لا يمكن ان يكون ثمة ازدواجية في القرار في أي دولة ديموقراطية، والا كانت الدولة غير مسؤولة ولا يصح ان تكون دولة غير مسؤولة، لأن ذلك يؤدي الى انهيارها على كل الصعد.

 

انتصار "حزب الله"

•تحدث الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في كلمته الاخيرة المتلفزة عن تحقيق الحزب انتصارا استراتيجيا في الحرب. فكيف تقوّم هذا الانتصار في ضوء الثمن الباهظ الذي دفعه لبنان واللبنانيون؟

- هناك انتصار لـ"حزب الله" في الحرب ولكن هذا الانتصار كان ربما سببا لما وقع على لبنان من خسائر في الارواح والممتلكات.

•اللافت ان اسرائيل تغلبت على مجموعة دول عربية عام 1967 خلال أيام واليوم تجد نفسها عاجزة أمام "حزب الله"؟

- ان المقاومة غالبا ما تكون ميليشيا مدربة، ومن الصعب على أي دولة مهما عظم شأنها التغلب على ميليشيا نظرا الى اختلاف أسلوب الحرب بين الجهتين.

•قال السيد نصرالله ان مساعدات وتعويضات ستدفع للمتضررين؟

- نرحب بكل مساعدة تأتي الى هذا البلد لأن الناس أصبحوا في عجز كبير وباتوا في حاجة ماسة الى كل مساعدة تأتيهم من أي جهة.

•وماذا عن المساعدات الدولية الاخرى؟

- ان لبنان أصبح في حاجة الى مساعدة المنظمات الانسانية وفاعلي الخير وهذا وضع الحرب التي تجر معها كل الويلات. ونحن نشكر هذه المؤسسات والجهات على التفاتتها الانسانية نحو لبنان وشعبه.

•ان اعادة اثارة قضية سلاح "حزب الله" أعادت عقربي الساعة اللبنانية الى الوضع الذي كان قائما قبل الحرب، وهي قضية كانت من اسباب تعثر الحوار الوطني. فهل ترى مخرجا من هذا الوضع الذي ربما انعكس تأخيرا في تشكيل القوة الدولية الموسعة التي نص عليها قرار مجلس الامن رقم 1701 وتاليا في تأخير انتشار هذه القوة ومعها الجيش في الجنوب؟

- لقد سبق ان قلنا أكثر من مرة ان جميع اللبنانيين متساوون أمام الدستور، واذا كانت فئة منهم تحمل سلاحا وفئة عزلاء، فلا تعود هناك مساواة، وهذا يشكل نقضا للمساواة التي ينعم بها جميع المواطنين أمام الدستور. ولذلك وجب ان يكون السلاح في يد السلطة الشرعية التي عليها وحدها تقع مسؤولية حماية المواطنين وممتلكاتهم والذود عن الوطن وحدوده.

• وهل من مخرج لذلك؟

- يجب ان يكون ثمة تفاهم، اولاً بين اللبنانيين، ثم تتحمل الدولة مسؤولياتها تجاه الجميع، واذ ذاك نكون وجدنا المخرج واصبحنا كسائر الدول التي تعنى بمواطنيها وتسهر على أمنهم وسلامتهم وكرامتهم.

القوة الدولية

• هل ترى دوراً اشمل للقوات الدولية في الجنوب؟

- ليس للقوات الدولية ان تقوم مقام الدولة، اذ هي تساعد الدولة على المحافظة مثلاً على الحدود. اما الشأن الداخلي فيتم التفاهم والاتفاق عليه بين اللبنانيين. والتفاهم لا يقوم به احد غير اللبنانيين.

• الا تخشى من تطور التوتر في المنطقة الى صراع اقليمي؟

- نأمل في ان يعالج هذا الصراع معالجة جذرية بحيث تكون لكل من فلسطين واسرائيل ولبنان دولة لها حدودها المرسومة المعروفة، وان ينعم اهل الدول الثلاث بالعيش الكريم، وان يتم تبادل بعثات ديبلوماسية بينها بعد ان تتوثق العلاقات بين هذه الدول وترسو على قواعد معروفة من الاحترام والمصالح المتبادلة.

• ماذا تقول للشباب اللبناني في كل الطوائف في ضوء ازدياد الهجرة؟

- هناك تخوفات كثيرة في اوساط اللبنانيين ولا سيما الشباب منهم. وثمة من يبيع ارضه ربما عن يأس بمستقبل، وثمة من يتمسك بالارض لايمان بهذا الوطن. ونحن نقول ان على اللبنانيين المحافظة على ممتلكاتهم اما اذا اضطروا الى البيع فنحن نقول ان الحياة بلا ارزاق خير من الموت مع الارزاق.

في اي حال علينا ان نؤمن بهذا الوطن ونعي اننا مررنا بظروف قاسية جداً وتجاوزناها، ويجب ان يكون ثمة تضامن بين اللبنانيين ليساعد بعضهم بعضاً للمحافظة على كيانهم واملاكهم وكرامتهم.

ما رأيك في ما يقوله البعض عن ضغط تمارسه لدى السفراء لمنع فتح باب الهجرة؟

- لا احد يقوم بذلك؟

• يقول البعض ان ثمة توصية منك بذلك؟

- هذه نغمة نسمعها منذ عشرة اعوام. نحن لا يمكن ان نأمر هذه السفارة او غيرها. فالدول تفتح سفاراتها امام الشباب عندما تكون في حاجة الى الاستفادة منهم وتغلقها متى انعدمت الاستفادة، اما نحن فبراء من هذه الاتهامات. انا لم اقل لا تسافروا ولم اقل اوصدوا ابواب السفارات. هذا اتهام مغرض. وكل ما اقوله ان البلد لنا، واتمنى البقاء للبنانيين جميعاً ولكن بكرامتهم مع عمل مفيد لهم. وهذا امر تؤمنه الدولة، والدولة القوية القادرة وحدها.

 

أبدوا خشيتهم من تأويلات يحتملها الـ 1701

المطارنة الموارنة: لا يمكن استمرار القرار المزدوج

البطريرك صفير مجتمعا بالوفد الاوروبي وبدت الوزيرة لهتوماكي والمفوض ميشال والسيد رينو، في بكركي. اعلن المطارنة الموارنة ان الحرب وويلاتها علّمت اللبنانيين "أن الازدواجية على صعيد صنع القرار لا يمكن ان تستمر، وان المسؤول يجب ان يكون واحدا ممثلا بالحكومة ، والا ضاعت المسؤولية وحل بالبلد ما حل به من كوارث". عقد مجلس المطارنة اجتماعا استثنائيا أمس برئاسة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير ، وأصدر بيانا تلاه أمين سر البطريركية المونسنيور يوسف طوق، وهنا نصه:

"1 - إن الآباء يشكرون مع أبنائهم، لا بل مع جميع اللبنانيين، قداسة الحبر الاعظم البابا بينيديكتوس السادس عشر لإيفاده نيافة الكاردينال اتشيغاراي، ليتفقد أحوال اللبنانيين، في هذه الحرب المدمرة التي أوقعت ما أوقعت من ضحايا ودمار وتهجير، فكانت زيارته هذه بلسما لجروحهم، وقد أراد قداسته أن يجسدها بتقدمة مالية تسلمتها رابطة "كاريتاس لبنان" لتنفقها على أهل الحاجة.

2 - إن الآباء يشكرون في الوقت عينه صاحب النيافة الكاردينال ماك كاريك الذي جاء باسم مجلس الاساقفة الكاثوليك في الولايات المتحدة للغاية نفسها، وقد زار بعض الرسميين واطلع على وضع المهجرين، كما يشكرون المنظمات الكاثوليكية في الولايات المتحدة والعالم التي تمد المنكوبين بالمساعدات الانسانية السخية.

3 - استمع الآبـاء الى التقارير التي تقـدم بها المسؤولون عن المنظمات الكاثوليكية للاغاثة: رابطة كاريتاس لبنان أو البعثة البابوية أو جمعية مار منصور دي بول حول المساعدات التي قدمتها الى المهجرين والمعوزين في هذه الحرب، كما استمعوا الى بعض ما قام به أصحاب السيادة والآباء العاملين من زيارات تفقدية ونشاطات روحية واجتماعية في خدمة المهجرين.

4- إن وقف الاعمال الحربية في لبنان التي دمرت معظم بناه التحتية، وهدمت الآلاف من بيوته وهجرت عشرات الآلاف من أبنائه، استقبله اللبنانيون ببعض الطمأنينة، لكنهم يخشون مما تضمنه القرار 1701 من أمور تحتمل تأويلات مختلفة.

5 - إن ما أصاب اللبنانيين من ويلات من جراء هذه الحرب التي مرت عليهم واستمرت اكثر من شهر، علمهم أن الازدواجية على صعيد صنع القرار لا يمكن ان تستمر، وأن المسؤول يجب ان يكون واحدا ممثلا بالحكومة التي تحظى بثقة المجلس النيابي المنتخب من الشعب، والا ضاعت المسؤولية وحل بالبلد ما حل به من كوارث.

6 - إن الآباء يدعون أبناءهم إلى توجيه قلوبهم وأنظارهم الى الله، والى استشفاع والدته البتول التي صدر قرار وقف القتال في لبنان في جوار يوم عيدها، لكي تبسط جناح حمايتها على هذا الوطن وتحفظ أبناءه في منأى عن الفتن والخلافات التي تتربص بهم، ويحوكها لهم أصحاب المآرب والغايات، وان يضعوا اليد في اليد ليعودوا مجددا الى بناء ما تهدم وإعلاء ما تصدع في بناء الحجر".

وقبل مغادرته لبنان، شارك الكاردنيال اتشيغاراي في القسم الاول من اجتماع مجلس المطارنة الموارنة وقد حمله البطريرك رسالة شكر الى البابا.

المفوضية الأوروبية

على صعيد آخر، استقبل صفير مساء امس في بكركي وفداً أوروبياً ضم المفوّض الأوروبي للتنمية والمساعدة الانسانية لوي ميشال ووزيرة التجارة الخارجية والتنمية الفنلندية بولا لهتوماكي (التي تتولى بلادها الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي)، في حضور رئيس بعثة المفوضية الأوروبية في بيروت السفير باتريك رينو.

ومساء عاد البطريرك صفير الى الديمان.

 

دولة لبنانية مسيحية منفصلة قادمة 

الخميس 17 أغسطس - خضير طاهر

الاحداث الاصعب في لبنان لم تنته بعد وانما أبتدأت فورا بعد وقف اطلاق النار المؤقت، فقد آن الاوان لنشهد تفكيك كيان الدولة اللبنانية الهش الشكلي الذي يحوي في حقيقته عدة دويلات في دولة واحدة لايجمعها شيء من الانسجام والولاء الموحد للوطن، وانما تعيش على مضض لعدم توفر الظروف ومقومات الانفصال وأعلان كل دويلة استقلالها. يخطيء من يتصور ان حزب الله الارهابي سوف يسلم سلاحه وينصاع لإرادة الدولة اللبنانية ويقبل بالمشاركة السياسية كباقي القوى السياسية، فحزب الله ليس حزبا وطنيا يعمل من أجل مصلحة لبنان، وهو لايمتلك حرية التصرف بسلاحه واتخاذ القرار السياسي، وكما هو معروف ان زمام أموره بيد أيران التي تستخدمه كورقة وجسر لتحقيق أهدافها التوسعية والمساومة في التفاوض على امتلاك السلاح النووي، وعليه فنحن امام مجموعة من المرتزقة والعناصر الارهابية التي تطلق على نفسها اسم حزب الله وهذه الزمرة كيانها ووجودها قائم على التخريب واشعال الحروب والقتل وهي لاتؤمن مطلقا بالسلام والمحبة والاستقرار وبناء وازدهار لبنان.

وعليه فأن الحرب بين اسرائيل وحزب الله ستتجدد قريبا بصورة أكثر ضراوة نتيجة رفض حزب الله تسليم سلاحه والتحول الى الحياة السياسية والقبول بسيادة الدولة والارادة الدولية، وسنشهد هذه المرة ضربة ساحقة توجهها اسرائيل لحزب الله ستكسر ظهره تماما وتجعله يلجأ الى تنفيذ المخطط الشرير الايراني - السوري والاقدام على أخذ الشعب اللبناني كله رهينة ومساومة الدول العربية والدول الكبرى أي سيلجأ حزب الله عندما يرى نفسه قد دمر تماما من جراء الضربات الاسرائيلية الى إشعال الحرب الأهلية مع السنة والدروز والمسيحيين، وسيطلب من العالم وقف الضربات الاسرائيلية الموجهة له مقابل وقف عملياته الوحشية والابادة الجماعية ضد الشعب اللبناني. وهذا المخطط الجبان هو نفس مخطط ايران التي تهدد بأخذ دول الخليج العربي كرهائن وتدمير حقولها النفطية في حالة تعرضها لضربة أمريكية.

وستكون من نتائج الحرب الاهلية اللبنانية القادمة اعلان قيام الدولة المسيحية اللبنانية التي ستجمع أبناء الديانة المسيحية من مختلف المناطق اللبنانية في معقلهم التاريخي الحالي ويعلنون دولتهم التي تبدو كل الظروف الدولية ملائمة لقيامها، فهي ستحظى بدعم  واعتراف دولي غربي، ويوجد فيها طواقم سياسية وعسكرية وادارية جاهزة لإدارتها.

ولو نظرنا بصورة موضوعية وعلى سبيل المثال أنا العربي المسلم الشيعي لا أستطيع تقبل أفكار حزب الله والعيش معهم وأعتبرهم خصومي، لذا علينا مراعاة الفروق والاختلافات النوعية والمزايا التي يتمتع بها المسيحييون من حيث الثقافة  والنظرة للحياة الاجتماعية والعقلية السياسية والاوضاع الاقتصادية الجيدة للمسيحيين اللبنانيين فهم يتفوقون على بقية قطاعات الشعب ولهم خصوصية، ومن الظلم ان يعيشوا جنبا الى جنب مع حزب الله الذي يفكر بأقامة جمهورية ولاية الفقيه الاسلامية، بينما المسيحي اللبناني يفكر في الحداثة و الثقافة والتجارة والموسيقى والسينما... وعليه لايوجد شيء مشترك يربطهم مع بقية اللبنانيين ومن حقهم اعلان دولتهم المستقلة.

خضير طاهر

 Kta19612@comcast.net

 

الطريق إلى السلام الدائم في لبنان 

الأربعاء 16 أغسطس

 الواشنطن بوست -كونداليزا رايس

خلال الشهر الماضي انكبت الولايات المتحدة الأميركية على حث الجهود الرامية إلى وضع حد للعنف الدائر في لبنان بين "حزب الله" ورعاته من جهة, وإسرائيل من الجهة الأخرى. وفي الوقت ذاته، كان إصرارنا على أن الوقف الحقيقي لإطلاق النار يتطلب إجراء تغيير جوهري في واقع الحال الذي أفضى إلى الحرب. وفي يوم الجمعة الماضي تمكنا من اتخاذ خطوة كبيرة ومهمة في هذا الطريق, وذلك بإصدار قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 بالإجماع. والآن ها نحن في مواجهة المهمة الأصعب والأهم, ألا وهي تطبيق القرار المذكور. ويشتمل الاتفاق الذي توصلنا إليه على ثلاثة عناصر أساسية, أولها وضع حد شامل لكافة التحرشات والاعتداءات المتبادلة بين الطرفين. كما شمل هذا العنصر, إطلاق سراح الجنديين الإسرائيليين اللذين اختطفهما "حزب الله" دون قيد أو شرط. ونص البند كذلك على ضرورة التزام "حزب الله" بوقف هجماته على إسرائيل, التي يتعين عليها بدورها وقف عملياتها العسكرية ضد لبنان. وتضمن البند كذلك الإقرار بحق أي دولة ذات سيادة بحماية نفسها وأراضيها. يذكر أن هذا الاتفاق قد دخل إلى حيز التنفيذ عملياً يوم الاثنين الماضي, إثر توقيع مجلسي وزراء كل من لبنان وإسرائيل على شروطه وبنوده.

ثانياً: إن هذا الاتفاق سيمكن الحكومة الديمقراطية اللبنانية من توسيع نطاق سلطاتها السيادية, وذلك بنصه على حظر دخول أي أسلحة إلى الأراضي اللبنانية دون موافقة الحكومة. إلى ذلك فقد عزز الاتفاق القوة الدولية الموجودة حالياً هناك ودعا إلى تجديدها, بحيث تتمتع بتفويض أكبر ومعدات عسكرية أفضل, إلى جانب زيادة عدد أفرادها لتصل إلى 15 ألف جندي, أي بزيادة عددها الحالي بنحو سبعة أمثال ما هي عليه الآن. والفكرة هي أن يتم نشر هذه القوة الجديدة جنباً إلى جنب مع القوات الحكومية اللبنانية على الشريط الحدودي الجنوبي للبلاد, منعاً لأي مليشيات أو جماعات مسلحة مثل "حزب الله" وغيره من زعزعة استقرار لبنان وأمنه في المستقبل. وما أن يتحقق هذا على الأرض, حتى يتعين على إسرائيل الانسحاب إلى ما وراء "الخط الأزرق"، ويبدأ سريان وقف دائم لإطلاق النار بين الجانبين.

وبهذا نصل أخيراً إلى العنصر الثالث من الاتفاق, وهو المتمثل في وضع اللبنات السياسية التي يقوم عليها إحلال السلام الدائم هناك. فلا أسلحة ولا سلطة لأحد عدا عن تلك المخولة للحكومة السيادية اللبنانية وحدها. وتمثل هذه المبادئ روح الإجماع الدولي الذي جرى تأكيده مراراً عبر الحقب والعصور, ولكن دون إنزاله منزلة التطبيق والممارسة مطلقاً. وها هي المرة الأولى التي يضع فيها المجتمع الدولي يده وثقله كله على وضع إطار سياسي يمكن الحكومة اللبنانية من تطبيق هذه المبادئ, بما فيها نزع أسلحة كافة المليشيات العسكرية وشبه العسكرية الناشطة في أراضيها.

والحقيقة أن المكاسب التي ينطوي عليها تطبيق القرار رقم 1701 لا تقتصر على لبنان وإسرائيل وحدهما, بل إن له تداعياته الإقليمية المهمة أيضاً. فهو بمثابة انتصار لكافة قوى الاعتدال والديمقراطية في الشرق الأوسط من جهة, وهزيمة ماحقة لكافة القوى العازمة على تقويض هذه المبادئ بأدوات العنف, لاسيما حكومتي سوريا وإيران. فبينما أمضى العالم بأسره الشهر الماضي في الدأب والعمل المتواصل من أجل إحلال السلام في لبنان, سعت دمشق وطهران من جانبهما في اتجاه إطالة أمد الحرب وتأجيج نيرانها. وفي آخر مرة نشبت فيها حرب مماثلة قبل 10 سنوات في المنطقة, كانت واشنطن قد توسطت من أجل وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل. وعليه فقد جرت اللعبة الدبلوماسية بالوكالة لا أصالة عنهما. غير أن لبنان تحرر اليوم من أي نفوذ سوري, في حين تتواصل جهود المجتمع الدولي الرامية إلى مساعدته في تهيئة المناخ الملائم لإحلال السلام الدائم في أراضيه, وكذلك في استكمال سيادته الوطنية وتعزيز ديمقراطيته, في مقابل إضعاف موقف "حزب الله" وتضييق فرص إعادة التسلح أمامه. ولذلك فما أن يتم تطبيق هذا الاتفاق ويتحول إلى واقع عملي ملموس, حتى يشكل انتكاسة استراتيجية كبيرة لآمال وطموحات كل من النظامين السوري والإيراني.

ولا ريب في أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه يوم الجمعة الماضي يعد خطوة كبيرة ومهمة, بيد أنه ليس سوى بداية وخطوة أولى على هذا الطريق. وعلى الرغم من أننا نأمل فيه أن يمثل أساساً لوقف دائم لإطلاق النار, فإنه ما من أحد يتوقع توقفاً تاماً لأعمال العنف والتحرشات التقليدية بين أطراف النزاع. وعليه يمكن القول إن الوقف الحالي لإطلاق النار لا يزال هشاً وضعيفاً, ولابد لكافة الأطراف من العمل على تقويته وتعزيزه. وإذا كانت دبلوماسيتنا قد وفقت في وضع حد للحرب, فقد بقي الآن واجب العمل الشاق والطويل من أجل توطيد السلام. ولعل التحدي الأكبر والأكثر إلحاحاً الذي نواجهه الآن هو مساعدة مئات الآلاف من النازحين واللاجئين اللبنانيين في العودة إلى بيوتهم والبدء ببناء حياتهم من جديد. لذلك واستشعاراً منا لهذا الواجب, فقد عمدنا إلى رفع قيمة مساهمتنا الإنسانية إلى 50 مليون دولار. ولا سبيل لتأمين مكاسب السلام من مساعدة اللبنانيين على الخروج من هذه المحنة بالمزيد من الفرص والازدهار الاقتصادي. ليس ذلك فحسب, بل ها هي الساعة قد حانت لوضع حد لمعاناة المدنيين على امتداد الشرق بأسره, من ويلات المتطرفين والمتشددين. فهل نكون على قدر التحدي والطموح؟

 

هل سيُسمح للبنان بالأستفادة من القرار 1701 ؟ 

الأربعاء 16 أغسطس - خيرالله خيرالله

الخميس: 2006.08.17

عن مجلة "روز اليوسف" المصرية

يستطيع من لديه أدنى شك في أهمّية القرار الرقم 1701 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتّحدة قراءة نص القرار بتمعّن للتأكّد من أنّه قرار أستثنائي وجدّي  ذو أبعاد أقليمية على الرغم من كلّ ما يتضمّنه من ثغرات. في مقدّم هذه الثغرات يأتي بالطبع عدم الأشارة بوضوح ألى ضرورة الأنسحاب الفوري لقوات الأحتلال الأسرائيلية من كلّ الأراضي اللبنانية وعدم وضع آليات لعملية تبادل الأسرى أو لكيفية أنتشار القوة الدولية ألى جانب الجيش اللبناني في المنطقة الممتدة من "الخط الأزرق" ألى نهر الليطاني من دون الأصطدام بعناصر "حزب الله".

لعلّ أهم ما في القرار تشديده على أهمّية أحياء الدولة اللبنانية وأن تكون الدولة صاحبة القرار الأولّ والأخير على الأراضي اللبنانية. وأستعان القرار في هذا المجال بقرار الحكومة اللبنانية القاضي بنشر الجيش في الجنوب وتأكيدها أن لبنان يرفض أن يكون هناك سلاح غير سلاح الشرعية على أراضيه، كلّ أراضيه. وليس صدفة أن يكون قرار مجلس الأمن عاد في أستمرار ألى أتفاق الطائف ليشدّد على ضرورة ألاّ تكون في لبنان ميليشيات مسلّحة حتى لو أحتمت هذه الميليشيات بغطاء أسمه "المقاومة".

هل يستفيد لبنان من القرار الدولي؟ أو على الأصحّ هل سيُسمح للبنان بالأستفادة من القرار الدولي الذي يصبّ في نهاية المطاف في مصلحته من منطلق أنه قرار يسعى ألى أن يكون لبنان بلداً حرّاً سيّداً مستقلاًّ بدل أن يكون مجرّد "ساحة" للصراعات الأقليمية؟ الجواب أن الكثير يعتمد على تصرّف اللبنانيين ووقوفهم صفّاً واحداً خلف حكومتهم. فلبنان قادر على  تجاوز المرحلة الصعبة التي يمرّ فيها شرط توافر نية لدى جميع اللبنانيين في تفادي أخطاء الماضي. والأكيد أن الخطوة الأولى في هذا الأتجاه تقضي بالتخلّي عن الأوهام التي ظهرت لدى البعض خلال العدوان الأخير الذي كان كارثة على البلد الصغير وشعبه. من المعيب الكلام عن انتصارات بعد الكارثة التي حلّت بلبنان.الأنجاز الوحيد الذي تحقّق تمثّل في ألمحافظة على الوحدة اللبنانية وأندفاع اللبنانيين ألى مساعدة بعضهم بعضاً واضعين خلفهم الحسابات الضيقة والحساسيات التي لا مجال لها في ظروف معينة مثل ظرف العدوان الأسرائيلي والرغبة الواضحة لدى العدو في تدمير البنية التحتية للبلد.

لم يعد الآن في أستطاعة أيّ طرف في البلد التذرّع بالمطامع الأسرئيلية للدعوة ألى التمسك بسلاح خارج سلاح الشرعية اللبنانية، ذلك أن القرار واضح في ما يتعلّق بأقامة شبكة أمنية ترتكز على الجيش اللبناني المدعوم من القوّة الدولية لقطع الطريق على أي عدوان أسرائيلي. أكثر من ذلك لحظ القرار معالجة لقضية مزارع شبعا التي أتى على ذكرها مرّتين كما أتى في الوقت ذاته على ذكر النقاط السبع للحكومة اللبنانية التي يفترض أن يكون "حزب الله" موافقاً عليها بصفة كونه مشاركاً في الحكومة بوزيرين ونصف وزير.

في ضوء الموازين الدولية والأقليمية، وفي ضوء العدوان الأسرائيلي الشرس، وعلى الرغم من القاومة الباسلة التي أظهرها مقاتلو "حزب الله"، لم يكن في الأمكان التوصّل ألى أفضل من القرار 1701الذي يعكس ألى حدّ كبير واقعاً لا يمكن تجاهله ألاّ في حال شاء لبنان أن يستمرّ في ذبح نفسه كي يرسم "حزب الله" شارة النصر.

ليس صحيحاً أن المجتمع الدولي يريد أن يأخذ من لبنان بواسطة القرار 1701 ما لم تستطع أسرائيل تحقيقه في عدوانها الأخير. على العكس من ذلك، هناك رغبة دولية في مساعدة لبنان ومنع شطبه من الخريطة كي يتمكّن النظام السوري الحاقد على كلّ ما هو حضاري من الأنتقام من اللنانيين وكي تتمكّن أيران من القول للعالم أنها تحارب أسرائيل حتى آخر لبناني وآخر بيت صامد في الجنوب والشمال والبقاع وبيروت... وكي تتذرّع أسرائيل بقضية صواريخ "حزب الله" للتهرب من طرح القضية الأساسية، قضية أحتلالها للأرض العربية ورفضها الأعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. ولكن من أجل أن يتمكّن المجتمع الدولي من مساعدة لبنان، على لبنان أن يساعد نفسه وأن يدرك أللبنانيون أنّ لا خيار آخر أمامهم غير الحكومة اللبنانية التي تصرّفت بحكمة طوال العدوان الأسرائيلي وتصدّت له بفعالية مستفيدة من الدعم العربي والدولي للبنان ومن الرغبة الدولية الواضحة في وضع حدّ للعدوان وعدم العودة ألى الوضع الذي كان سائداً قبل الثاني عشر من الشهر الماضي عندما خطف "حزب الله" الجنديين الأسرائيليين من داخل الأراضي الأسرائيلية فاتحاً أبواب جهنّم على لبنان واللبنانيين.

مرّة أخرى هل سيُسمح للبنان من الأستفادة من القرار 1701 ؟ الأمر الوحيد الأكيد حتى الآن أن القرار جدّي ألى حدّ أن العمليات العسكرية توقّفت في الساعة المقررة صباح الأثنين الماضي. وهو جدّي أيضاً لأن النقطة ما قبل الأخيرة فيه تشير ألى أن لمجتمع الدولي بات يدرك أن لا بد من معالجة شاملة  للوضع  في الشرق الأوسط وقد تضمّنت تلك النقطة الآتي:"يشدّد (القرار) على أهمية التوصل ألى سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الأوسط وعلى ضرورة تحقيق  ذلك أستناداً ألى كلّ القرارات ذات الصلة،  بما في ذلك القرار 242 الصادر في الثاني والعشرين من تشرين الثاني –نوفمبر 1967 والقرار 338 الصادر في الثاني والعشرين من تشرين الأوّل – أكتوبر 1973 "....

 

لا مفر لحزب الله من تسليم سلاحه 

الخميس 17 أغسطس - الشرق الاوسط اللندنية

هدى الحسيني/نشكركم جميعا باسم وطن اسمه لبنان، و«قوموا لنهنئ». لكن من هو المنتصر ومتى ستجري الاحتفالات بهذه الانتصارات، إذ لا يكفي ان يشير حزب الله الى انصاره لإشعال سماء بيروت فرحاً بالنصر الاستراتيجي التاريخي الذي قال السيد حسن نصر الله ان حزبه حققه. متى الاحتفال الحقيقي بهذا النصر كي نرفع الاعلام والصور وندبك على اهازيج الاغاني التي تشرح انجاز تدمير ومحاولة قتل الوطن. لن تكون هناك مشاكل في إيجاد الصور التي ترافق احتفالات ذلك الانتصار، فأينما التفتّ في لبنان ، فوقه او تحته، تجد ان الدمار متوفر، ومشاهد الخراب الاقتصادي متوفرة هي الاخرى بقيمة مليارات الدولارات.

قال الامين العام لحزب الله انه لن ينتظر «آليات الحكومة التي ستستغرق وقتاً»، فالحزب «يأمل في التمكن خلال شهور قليلة من اعادة بناء المنازل التي هُدمت». طبعا لا علاقة للحزب بإعادة البنية التحتية فهذه تبقى من مسؤوليات الحكومة، وطالما ان انقلاب السيد حسن نصرالله على الدولة لم يكتمل بعد، فعلى الحكومة ان تتكفل بإعادة بناء بنية لبنان التحتية.

دعوا الجراح تنزف، اصلوا السكاكين بشكل احّد، من يجد مثل هذا الشعب؟ ولننظر الى ما اسفرت عنه هذه الحرب: صمود، ودمار، وخرائب، وحرائق، وامهات ثكالى، واطفال يتامى، وخسارة بمليارات من الدولارات، ولا توجد مليارات طاهرة، فهي مثل وصف الجيش: نقبل بانتشاره في الجنوب وكنا نخاف عليه. ثم بعد ايام قليلة: ان الجيش غير قادر على حماية لبنان في هذه المرحلة. ونفس الشيء ينطبق على القوات الدولية.

هكذا الاموال الطاهرة منذ ايام، لا بد انها تلطخت بالدم البريء الذي سُفك وبسواد القلوب والنيات. يقول مصدر لبناني: إن صراعات داخلية بدأت تعصف داخل قيادة حزب الله، وان بعض القياديين متخوف من كون الحزب لم يعد يتمتع بالغطاء الشيعي اللبناني بشكل كامل، وان البعض الآخر لا يهمه الهدف الداخلي، فالانتماء هو لأبعد من الداخل.

ويضيف: اذا كان الامين العام لحزب الله يتقن إلقاء خطب نارية باللغة الفارسية وبطلاقة، فإن مساعده القوي نعيم قاسم عاد يكرر تصريحه الشهير الذي ادلى به عام 2004: ان حزب الله يعمل في السياسة بالبدلة المرقّطة.

كثرت، بعد دمار لبنان، الاحاديثُ والتأويلاتُ عن ان مخططاً لتدمير لبنان وُضع قبل سنة، وان اجتماعات عُقدت حينذاك في واشنطن شارك فيها ناتان شارانسكي وبنيامين نتنياهو باشراف نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني ورسموا خطة التدمير للقضاء على حزب الله. ويتمسك هؤلاء بما كتبه سيمور هيرش في العدد الاخير من «ذي نيويوركر» بأن طبخة تدمير لبنان وضعت كمقدمة لغارات جوية اميركية على ايران لاحقا. والكل يريد ان يقنع الكل بأن السبب ليس في خطف جنديين اسرائيليين وقتل ثمانية خارج الخط الازرق، لأن اسرائيل ـ كما حلل احدهم ـ زجت بجنودها على درب مقاتلي حزب الله.

في المقابل هناك ايضا من يرد على هؤلاء بالقول: ان حزب الله شعر ان الحلقة بدأت تضيق حوله مع استعادة لبنان لعافيته، وقد بدأ الاقتصاد ينطلق وان اثرياء الخليج يستثمرون بكثرة في اراضيه ومصارفه ومصايفه، وان كل هذا لم يعد يقنع المتحاورين على طاولة الحوار الوطني بتبرير حزب الله في الابقاء على سلاحه مرفوعا فوق رؤوس اللبنانيين على اساس انه موّجه ضد اسرائيل، فكان ان ارتكب تلك العملية مع معرفته المسبقة بأن الرد الاسرائيلي (حسب الخطة الموضوعة التي يتحدثون عنها) سيكون صاعقا ومدمرا، الامر الذي سيبرر الابقاء على سلاحه، والعودة عن التفكير بتطبيق القرار 1559 والبدء من جديد بمحاربة المحتل الاسرائيلي. اذن كانت هناك خطة اسرائيلية قابلتها خطة حزب الله، فالتقت الخطتان على تدمير لبنان ومحاولة إذلال شعبه ونسف اقتصاده.

منْ سيحاسب منْ في لبنان بعد الذي حل فيه؟ ان اللبنانيين اليوم، شعبا واعضاء حكومة، منقسمون حول التعاطي مع ما اسفرت عنه حرب الثلاثين يوما. هناك اعتراف معلن بقدرة حزب الله على المواجهة والصمود و«الانتصار العسكري» بصواريخه على الآلة الحربية الاسرائيلية الموصوفة. لكن وكما ان المحاسبة في اسرائيل بدأت فلا بد من ان تصل الى لبنان، لان «انتصار» حزب الله لم يكن من دون ثمن، والثمن دفعه كل لبنان، وبحساب الخسائر والارباح لم يحقق حزب الله بصموده وصواريخه ارباحاً بل خسائر باهظة في بنية لبنان وهو الذي تعهّد بالحفاظ عليها وإبعاد الضرر عنها. لقد نجحت صواريخ حزب الله في انزال افدح الاضرار في كريات شمونه، وبعض حيفا، لكنها فشلت في التصدي او في الحؤول دون الكارثة التي حلت بلبنان الوطن واللبنانيين. من هنا ظهر الانقسام في التعاطي مع هذه الكارثة، خصوصا بعد تراجع حزب الله عن موقفه من تطبيق القرار 1701، الذي تعلق به اللبنانيون لوقف الحرب، وذلك بعد ان رفضت ايران وسوريا ذلك القرار على لسان وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي، ووزيرة المغتربين السورية بثينة شعبان. ويقول لي النائب اللبناني السابق فارس سُعيد من مجموعة 14 آذار: «لقد استخدم حزب الله من قِبل سوريا وايران لتحسين ظروف مفاوضات الجانب الايراني مع المجتمع الدولي، والذي دفع الدم كان حزب الله وكل الشعب اللبناني، واذا حقق حزب الله انتصارا عسكريا خلال صموده ، فهذا الانتصار لا يمكن ان يكون انتصارا للبنان، لأن لبنان هُزم فعلا من خلال هذه المعركة». ويضيف سُعيد:«ان رئيس الوزراء فؤاد السنيورة الذي يمثل كل لبنان وليس شريحة من اللبنانيين، كان الحلقة الاضعف في هذه الحرب. لقد كان لبنان على ابواب صيف واعد على المستويين السياحي والمالي، فتحول اللبنانيون الى مواطنين مجردين مسمرين امام شاشات التلفزيون بقرار اتخذه رجل واحد في لبنان اسمه حسن نصر الله. بعد هذه الحرب خسر حزب الله الإجماع الوطني الذي كان يحيط به، وتكثر الاسئلة في لبنان اليوم حول مستقبل حزب الله، وجدوى بقائه وبقاء الاسلحة بين يدي مقاتليه».

واسأل النائب السابق فارس سُعيد عن رده حول ما ذكره ضابط سوري كبير لأحد السياسيين اللبنانيين الذين يصطافون حاليا في بلودان، من ان سوريا عندما انسحبت من لبنان فضّلت ان تسلمه الى ايران، وليس لمجموعة 14 آذار التي تعتبرها عميلة لاسرائيل؟ فقال: «ان تهمة العمالة جاهزة منذ عام 1948 ولا تستحق الوقوف عندها. اما تسليم لبنان لايران، فإن الخيار لم يكن لسوريا، لان ايران وضعت يدها على سوريا وعلى لبنان وهي التي تقود هذا الحلف السوري ـ الايراني، وليست سوريا التي تقود او الرئيس السوري بشار الاسد من يجلس على مقعد قيادة هذا الحلف». ويضيف سُعيد قائلا: «ان هذه المنطقة ، منطقة انبياء ورسل واصحاب رؤى، وهناك من يريد ان يفرض نفسه على الساحة الاسلامية والعربية على قاعدة موازين القوى، واعتقد بأن طهران هي التي تقود هذا الحلف الذي يبدأ من طهران ويمر عبر النظام السوري ويرسو في الضاحية الجنوبية من بيروت. لقد تحّكم الحلف بسوريا وايران، وتحاول سوريا بين وقت وآخر القول انها موجودة، ولكن من سخرية القدر ان منطقة جبيل التي مثلتها يوماً في البرلمان اللبناني والتي انتمي اليها قلبا وقالبا، رفضت اخيرا (اثناء انعقاد مؤتمر وزراء الخارجية العرب) استقبال وزير خارجية سوريا وليد المعلم، واجبرته على التوجه الى طرابلس. اروي هذه الحادثة للاشارة الى اين وصلت سوريا».

ويستبعد سُعيد ان يرتاح لبنان وان تبرز فيه طبقة سياسية واعية اذا استمر نوع محدد من الانظمة في العالم العربي وعلى رأسها النظام السوري:«لأنه لا امكانية لنمو دولة ديموقراطية الى جانب دولة ديكتاتورية، ولا امكانية لتكافؤ اقتصادي، وسياسي واجتماعي بين دولتين اذا كانت دولة ترتكز على العنف واجهزة الاستخبارات والصفقات مع الخارج وتخضع للخارج ولا تتناغم مع مجتمعها، ودولة قادرة على النهوض وترتكز على مجتمع حيوي مثل المجتمع اللبناني بكل اطيافه وفئاته».

وماذا عن ايران وهل ستقبل بهزيمة اذا تخلى حزب الله عن سلاحه وهي التي عبره تعتقد انها وصلت الى البحر الابيض المتوسط ؟ يقول سُعيد: «يمكن لايران الوصول الى البحر الابيض المتوسط من خلال علاقة ممتازة بين الدولة اللبنانية والدولة الايرانية، فلماذا تصر على الوصول الى المتوسط عبر فريق من اللبنانيين وجماعة من الجماعات، وعلى قاعدة الانخراط في الصراع العربي ـ الاسرائيلي، او على قاعدة العنف؟ لماذا الوصول الى البحر المتوسط على ثقافة الاستشهاد والدم، الا اذا كانت هناك رغبة ايرانية لفرض امر واقع ثقافي وسياسي في المنطقة؟ في هذه الحال اعتقد ان مسؤولية مواجهة ايران لا تقع فقط على عاتق لبنان؟».

لكن كيف قلب حزب الله الطاولة على رؤوس اللبنانيين بهذه البساطة، وكان هذا الثمن الباهظ؟ يقول سُعيد العضو في مجموعة 14 آذار:«لأن نصف عقلنا شرقي ونصفه غربي، هذه هي مأساتنا في لبنان وتسمى في علم الطب: سكيزوفرانيا سياسية. اضافة الى رواسب الحرب والمال وعدم وجود دولة حاضنة للجميع وعدم وجود عدالة. كل هذه النواقص تفسح في المجال لأن تُقدم مجموعات لبنانية على المغامرات. ان الشيعة وحزب الله ليسوا الاوائل في الاقدام على المغامرات، لقد سبقهم الموارنة، ان حزب الكتائب عقَّد الناس».

في النهاية يؤكد فارس سُعيد أن لبنان بعد 12 تموز (يوليو) لن يعود كما كان قبل هذا التاريخ، ولا يعود السبب لقرارات الشرعية الدولية انما لوعي الناس والوعي الاعلامي، «وان كان الاعلام الداخلي مغلوباً على امره». ويؤكد ان الجيش اللبناني لن ينقسم وان حزب الله سيتخلى عن سلاحه مهما كانت الاعذار: «وهنا نقول له، من الافضل ان ينخرط في السياسة الداخلية اللبنانية بدل ان يخضع لقيادات وأوامر خارجية».

 

البطريرك صفير عرض مع زوار الديمان التطورات في البلاد

وطنية- 17/8/2006 (سياسة) استقبل البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير في المقر الصيفي للبطريركية المارونية في الديمان، النائب روبير غانم الذي قال:"من الطبيعي القيام بواجب الاطلاع من غبطة البطريرك على مستجدات الاوضاع والتشاور في شأن التطورات بعد الانجاز الوطني الذي تحقق ان المهم في كل ما حصل وبعده هو المحافظة على وحدتنا الوطنية. لقد قلت امس ان الانجاز الذي تحقق وقد ساهم فيه كل لبنان من خلال المقاومة الاجتماعية والانسانية والسياسية التي وفرت للمقاومة العسكرية الاحتضان اللازم لتحقيق هذا الانجاز. فإن من حق كل لبناني ان يكون شريكا فيه. وبالتالي لا ملكية حصرية لهذا الانجاز الذي يجب ان يكون بتصرف لبنان، واذا ربح لبنان كل الاطراف والفئات ربحوا. لذا فإن لقرار مجلس الوزراء الاخيرة اهمية بالغة لانه الخطوة الاولى للبدء بتنفيذ القرار 1701، وسوف يتبع هذا القرار مواقف اخرى نأمل ان تأتي من الامم المتحدة في ما يتعلق بمزارع شبعا والاسى حتى يتم تحقيق الغايات التي يطمح اليها اللبنانيون. وبالتالي تحويل تضحياتهم وخسائرهم الى مشروع الدولة التي يجب ان تقوم على مبادىء المشاركة والديموقراطية".

اضاف:" كل لبناني حريص على مستقبل بلده مدعو الى تعميق الوحدة الوطنية والتضامن وتجاوز مختلف اوجه الشرذمة واي كلام في هذا الاتجاه، اننا في حاجة الى كلام الالفة والتضامن على المستوى الداخلي، بالاضافة الى تضامن عربي مطلوب لدعم لبنان دعما حقيقيا".

الاب ضو بعد ذلك، استقبل البطريرك صفير الامين العام للجنة الاسقفية للحوار المسيحي الاسلامي الاب انطوان ضو، الذي عرض توجهات عمل اللجنة بعد انتهاء العدوان للاسهام في مواجهة تداعياته، ونشر تعليم الكنيسة الداعي الى تعميق مبادرات الحوار على المستويين القيادي والشعبي".

المطران الحاج ثم استقبل البطريرك صفير راعي ابرشية صور المارونية المطران شكرالله نبيل الحاج، وكان عرض للاوضاع الانسانية المتردية التي تعانيها قرى وبلدات المنطقة. وقال المطران الحاج:" لقد قمت برفقة عدد من كهنة الابرشية باطلاع غبطة البطريرك على اوضاع اهلنا في الجنوب، وهي اوضاع مأسوية نتيجة الحصار المستمر مضروبا على عدد من القرى حيث تمنع قوات الاحتلال الوصول اليها ونقل المساعدات الانسانية، ونتيجة النقص الحاد في المواد الغذائية والادوية واللوازم الطبية وحليب الاطفال، بالاضافة الى الاضرار اللاحقة بالمساكن التي اصبح اهلها في العراء. كما ان العديد من العائلات فقدت موارد عيشها بسبب تضرر قطاعي الانتاج الزراعي والحيواني، ما يفاقم الاوضاع الاجتماعية المتدهورة".

اضاف:"واطلعنا من غبطة البطريرك على الاتصالات الحثيثة التي يتابعها مع مختلف المراجع المحلية والدولية لرفع الحصار اولا، ولايصال المساعدات الطارئة. وقد اكد غبطته سعيه المتواصل في سبيل ذلك، وقد اعطى توجيهات واضحة للمؤسسات الكنسية المختصة وفي طليعتها رابطة كاريتاس لبنان، لكي تولي مناطق الجنوب المنكوب الاهتمام اللازم والاولوية. ومعلوم ان دور هذه المؤسسات لا يقتصر فقط على مرحلة الاغاثة الطارئة الحالية بل يتجاوزها الى المرحلة اللاحقة المتعلقة بمحو آثار الحرب".

وتابع المطران الحاج:" عرضنا ايضا صورة الاضرار التي لحقت بالكنائس وبدور العبادة جراء العدوان. ويهمنا اليوم ان نوجه نداء حارا الى اخواننا وابنائنا المقيمين في الجنوب او المهجرين منه لكي يرسخوا اكثر في ايمانهم بالله وبأرضهم، فلا يتركوا هذه الارض، وليعد كل مهجر اليها، فنحن اصحاب رسالة وشهادة كل مؤمن منا مدعو الى تجسيدها من خلال متابعة العيش الواحد المسيحي الاسلامي تأكيدا على وحدة لبنان التي تضمن مستقبل جميع ابنائه. ولتكن هذه المحنة تجربة تعمق رسوخنا في ارضنا المقدسة التي وطأتها قدما السيد المسيح، وتعمق وحدة عيشنا الواحد مسيحيين ومسلمين لتعزيز رسالة لبنان الحضارية.

وكلنا ايمان ورجاء بالله ان اللبنانيين سيتجاوزون هذه المحنة بمزيد من الوحدة والتضامن". وختم المطران الحاج:" ليطمئن اهلنا واخواننا في الجنوب انهم ليسوا متروكين للقدر القاسي الذين اعتادوا عليه، بل هم يستقطبون عناية وتضامن كنيسة لبنان والعالم معهم".

 

النائب العماد عون التقى في الرابية سفيري ايران وبريطانيا السفير شيباني:القرار 1701 امر مهم للبنان وهو المعني به

وطنية - 17/8/2006 (سياسة) التقى النائب العماد ميشال عون في دارته في الرابية سفير ايران محمد رضا شيباني، الذي قال اثر اللقاء:"تأتي زيارتنا لسعادة النائب العماد ميشال عون، في اطار زيارات التشاور وتبادل وجهات النظر مع المسؤولين اللبنانيين المحترمين. وقد اتاحت لنا هذه الفرصة ان نتحدث مع سعادته عن مختلف الاوضاع السياسية الراهنة وايضا عن آفاق المستقبل مع لبنان الشقيق. وتبادلنا وجهات النظر حول مختلف التطورات السياسية على المستويين الاقليمي والدولي.

وكانت مناسبة عبرنا فيها عن تقديرنا العالي لكل المواقف الجريئة والشجاعة والبناءة والصادقة التي عبر عنها النائب العماد ميشال عون، طوال الايام التي شن في خلالها الكيان الصهيوني عدوانه الاثم على لبنان، وقصفت الاحياء السكنية الاهلة بالابرياء والمدنيين".

اضاف:"كما تحدثنا في شكل مفصل عن كل الامور المتعلقة بالروابط الثنائية والاخوية بين لبنان وايران، واكدنا ان الامر الاساسي والحيوي الذي يحتاج اليه لبنان في هذه المرحلة هو التمسك بالوحدة والوطنية البناءة بين اللبنانيين الأعزاء كافة. نحن نعتقد ان الأعداء يتربصون الدوائر في هذا البلد الشقيق، يركزون في هذه المرحلة اكثر من أي وقت سابق على ايجاد التباعد والتشرذم في صفوف اللبنانيين". قال:"كما تعرفون بأن التجربة العملية قد ولت بما لا يرقى اليه الشك.

ان وحدة الصفوف بين اللبنانيين، هي التي ادت الى انتصار لبنان وخروجه مرفوع الرأس من كل المحن التي تعرض اليه في السابق. ونعتبر ان النصر الذي تحقق خلال هذه المرحلة والخروج من هذه المرحلة منتصرا ومرفوع الرأس هو ايضا رهن لحفظ الوحدة اللبنانية الوطنية.

سئل: "حزب الله" هو عضو في الحكومة وافق على القرار 1701، وايران لم توافق عليه؟ اجاب:" نحن نعتبر ان القرار الدولي 1701 شأن لبناني، ولكن في ما يتعلق بالموقف الرسمي للجمهورية الاسلامية الايرانية تجاه هذا القرار الدولي، فقد تمثل في ما عبر عنه الناطق الرسمي باسم الوزارة الخارجية الايرانية". ان تقييمنا لهذا الامر هو ما صرح به الناطق الرسمي للوزارة الخارجية الايرانية، ولكننا نعتبر ان القرار 1701 امر يهم لبنان، ولان لبنان هو المعني بهذا القرار الدولي فإن اللبنانيين هم الذين يقررون تجاه هذا الموقف الرسمي".

سئل: كيف ستسهم ايران بتطبيق هذا القرار؟ اجاب:"ان الحكومة اللبنانية معنية بهذا القرار من جهة، وحكومة الكيان الصهيوني من جهة اخرى. ونحن في هذا الاطار ما يهمنا في شكل اساسي العمل على تأمين المصلحة الوطنية العليا للبنان الشقيق". سفير بريطانيا كما استقبل النائب العماد ميشال عون سفير بريطانيا جيمس واط الذي لم يشأ الادلاء بأي تصريح ، معتبرا "ان المرحلة الحالية مهمة جدا".

 

 

سيدي السميح,

في زمن الموت الاعمى نظرت الى السماء بألم علني ابصر حدودها لأطرق باب الله واقول له .... كفى!

اذا كان كلامي هذا دليل كفر فانا كافر, ولا قيمة لكل ما يلي:

في جوهر ايماني المسيحي الألم نعمة,  لانه  طريق خلاص وانتصار على الموت وفرح قيامة.

لا قيمة ولا نفع لإيماني اذا كان الألم  لذة والخلاص مشروع موت والموت انتصار.

اذا كان جوهر النضال والخلاص من عقدة الاضطهاد التاريخية هو الموت والانتحار تحت عنوان الجهاد  والاستشهاد في سبيل الامة ونصرة المجتمع, فاين الفرق عن اليهود؟ إلا يعمل اليهود هذا عندما تستحضر

رحيل ويستحضر نحيبها ؟

اليهود لم ولن يتخلصوا من عقدة الاضطهاد والحقد والغدرمنذ قايين, وما شهدناه في لبنان مؤخرا هو

المرآة النقية لجوهرهم.

لا, ليس ما نشهده اليوم, حرب من اجل  التحرير وحماية  الارض واالحفاظ على  الكرامة الوطنية, انه

انتحار عقائد وصراع حضارات, حضارة قاين وحضارة الجهاد ....

من انتصر ومن لم ينتصر-إن كان بمفومنا او بمفهوم اليهود- وبعيدا وما بعد بعد البعيد عن السياسات

 الكبرى وسياسة المحاور وسياسة النوايا وسياسة التبرير وسياسة المراوغة والكلام المعسول وسياسة

 التحدي  وسياسة تدوير الزوايا (هذا المصطلح الذي لا يعّبر سوى عن غياب الحسم ووهن السلطة)

 اسأل:

من غير العبد والجاهل يقبل بكل الذي جرى؟

من غير العبد والدّجال يصدّق ان هذا انتصار؟

بالله عليكم اشرحوا لي , اذا كان هذا انتصار فكيف هي الخسارة؟

بالله عليكم فسّروا لي , كيف يكون الانتحار اذا كان الاستشهاد هكذا؟

بالله عليكم كفى.... كفى خداع, كفى مراوغة, كفى استغباء, كفى موت وانتحار ودمار... كفى كفى كفى !!!

لا يا سيدي, انا آسف, لا استطيع ان اقبل هذه الهدية او هذا الأهداء, طالما الغلاف واحد,غلاف من دم... دمي.

اذا كنت تؤمن مثلي بأن وطني رسالة فقلبي هو بيتك , اما اذا كنت تريد ان يبقى وطني بوابة عبورللموت من اجل استمرارية سلاح لا يصلح سوى للأنتحار, فبيتي هو قلبي, وقلبي على بيتي.

ان كرامة الأنسان تبداء من عتبة بيته... فحذار!

بعد ثلاثين سنة من الحروب والتجارب المررية, مزقت ثوب الجهالة وحطمت قيود الاستعباد وسلكت طريق الحياة الوحيد.... طريق القيامة , فهلم معي.

آب 2006

بيار موريس