المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم السبت 19/8/2006

من يعرف أن يعمل خيراً ولا يعمل فعليه خطيئة

 

اللواء العاشر دخل الخيام والجنوبيون يستقبلون الجنود بالورود والارز حيث حلوا

 الجيش اللبناني ينتشر على تخوم شبعا ويحكم السيطرة على الحدود مع سورية

 بيروت- »السياسة«:عواصم - الوكالات: واصل الجيش اللبناني امس انتشاره في جنوب لبنان وتمركز في الخيام معقل »حزب الله« اكبر بلدات القطاع الشرقي التي تبعد نحو سبعة كيلو مترات عن مستعمرة المطلة الاسرائيلية. وتمركزت عشر شاحنات وناقلات جند مؤللة من اللواء العاشر في مدرسة الخيام التي حاول الجيش الاسرائيلي عبثا ومرات عدة دخولها وشهدت قصفا عنيفاً ومواجهات ضارية مع مقاتلي »حزب الله«.

واعلن العميد الركن شارل شيخاني قائد اللواء العاشر ان قوة اخرى تمركزت صباح امس في بلدة كفرشوبا »8 كيلو مترات شرق الخيام« والتي تقع قبالة مزارع شبعا المحتلة. ووصلت تعزيزات عسكرية اضافية الى قرية شبعا المواجهة للمزارع شبعا بعد انتشار 15 عنصراً في مهمة استطلاعية اول من امس. واشار شيخاني الى انه من غير المتوقع ان تتمركز قواته في قرية كفر كلا المشرفة على بلدة المطلة الاسرائيلية الحدودية لان القوات الاسرائيلية لا تزال تحتفظ بموقع لها قرب هذه القرية. واكد ضابط من الكتيبة الهندية في قوات الطوارئ الدولية هذه المعلومات. وشكلت عملية انتشار الجيش اللبناني في المناطق الجنوبية عامل ارتياح واطمئنان كبيرين لدى الجنوبيين الذين استقبلوه بحفاوة بالغة تعكس مدى حاجتهم لعودة سلطة الدولة ومؤسساتها الى قراهم لا سيما الحدودية منها.

وذكرت مصادر امنية ان اللواء العاشر في الجيش اللبناني المؤلف من 3500 عنصر بدأ الانتشار في نادي المرج في القليعة والخيام وكفر حماما وكفر شوبا والهبارية وكفر كلا وحاصبيا وراشيا الفخار المتاخمة لمزارع شبعا بعدما تمركز اول من امس في منطقة الخردلي وفي ثكنة مرجعيون التي اتخذها مقراً دائما له. وقالت ان المواطنين استقبلوا الجيش بالارز والورود والرياحين والزغاريد معبرين عن فرحتهم وانتظارهم منذ زمن طويل للجيش اللبناني على اراضي الجنوب. واضافت ان اللواء السادس في الجيش واصل بالياته عبور الجسر الحديدي المستحدث عند منطقة القاسيمة بعد ان وصلت طلائعة بحرا عبر مرفأ مدينة صور الساحلية لينتشر على الطريق الساحلية جنوب صور حتى بلدات القليلة وقانا وصديقين. وذكرت المصادر ان اللواء الحادي عشر يواصل عملية انتشاره في القرى المحاذية لبلدة تبنين بعد ان اتخذ منها مقرا لقيادته وكان ركز نقاطا انطلاقاً عدة من بلدة جويا باتجاه تبنين ومن بلدة ارزون باتجاه بلدة العندورية ووادي الحجير جنوب نهر الليطاني.

من جهتها اوضحت قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان »يونيفيل« ان نحو 800 جندي انتشروا في منطقة مرجعيون و 500 اخرين تمركزوا حول بلدة تبنين في القطاع الاوسط وعلى محاورها.

وفي مجال اخر جال الممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة في لبنان غير بيدرسون على عدد من مواقع »اليونيفيل« وفي مدينة صور تحديداً ووصف في تصريح له عملية انتشار الجيش اللبناني بالخطوة التاريخية والتحرك التاريخي القائم على التوافق الوطني في لبنان وتؤكد وحدة اللبنانيين في الاوقات الصعبة وتوقع بيدرسون انتهاء الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب خلال ايام. الى ذلك ذكرت مصادر امنية لبنانية ان الطيران الحربي الاسرائيلي حلق في اجواء منطقة البقاع بشرق لبنان وعلى ارتفاع منخفض في طلعات استكشافية وقالت المصادر ان الطيران الاسرائيلي وصل في تحليقه حتى نقطة المصنع الحدودية التي تربط لبنان بدمشق وفوق منطقة ضهر البيدر في منتصف الطريق الدولية التي تربط العاصمة بيروت بسهل البقاع ونفذ غارات وهمية فوق القرى الواقعة جنوب سد الليطاني وفوق مجرى نهر الليطاني في البقاع الغربي. من جانبه عزز الجيش اللبناني امس تدابير الرقابة على حدوده الشمالية مع سورية وذلك في اطار تنفيذ الحكومة القرار الدولي 1701 واوضح مصدر عسكري انه طلب من سائر الالوية المتبقية »التي لا يشملها الانتشار في جنوب لبنان« تعزيز تدابير الامساك بكل المعابر البرية والبحرية ومنها حدود لبنان الشمالية مع سورية بهدف مراقبة دخول الاسلحة او الاشخاص غير المزودين بوثائق قانونية. من ناحيتها ذكرت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمي ان ثلاث كتائب من اللواء الخامس في الجيش اللبناني بدأت بالانتشار على الحدود الشمالية مع سورية. واوضحت الوكالة ان التعزيزات بدات من نقاط العبور الشرعية »الى سورية« في العريضة والعبودية امتداداً الى كل المعابر غير الشرعية التي كانت تستخدم للتهريب بين البلدين.

 

موفدا عنان في بيروت اليوم لمتابعة تطبيق القرار 1701

 السنيورة: لا مناطق محظورة على الجيش اللبناني وقرارنا واضح...لا سلطة ولا سلاح لغير الشرعية

 بيروت - من عمر البردان:ينصب الاهتمام الداخلي والدولي على متابعة عملية انتشار الجيش اللبناني في الجنوب والتي تسير بنجاح ووفقا للخطة المرسومة لها. وقد برزت عدة مواقف مؤيدة لهذه الخطوة, وان كانت في معظمها تشدد على اهمية الاسراع في عملية الانتشار وبسط سيطرة الجيش على كامل اراضي جنوبي الليطاني ومصادرة اي سلاح غير شرعي.وفي هذا الاطار تابع رئيس الجمهورية اميل لحود عملية انتشار الجيش في الجنوب, واكد ان النصر الذي تحقق يجب ان يترجم في مجالات عدة, مركزا على اهمية تضامن اللبنانيين ووحدتهم, ومشددا على ان سلاح المقاومة الوطنية اللبنانية لا يمكن المساس به ما لم يتحقق السلام العادل والشامل والدائم في منطقة الشرق الاوسط وضمان حق العودة للشعب الفلسطيني الى ارضه وعدم توطينه في البلدان التي تستضيفه. من جهته اعرب رئيس الحكومة فؤاد السنيورة عن ارتياحه للصيغة التي يحضرها الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان لمهمة القوات الدولية, مجددا الدعوة الى الهدوء والتروي, واعتبر "ان الظروف التي مررنا بها الشهر الماضي كانت اصعب وتجاوزناها". ولفت الى "ان المعركة الاكبر هي معركة البناء", مذكرا بان قرار الحكومة واضح "لا سلاح الا السلاح الشرعي, ولا مناطق محظورة على الجيش اللبناني".

وفي سياق متصل تبلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري اعتراضا ارمنيا على اي مشاركة لتركيا في القوات الدولية وابلغ الامين العام لحزب الطاشناق الارمني هوفيل مختاريان والنائب هاغوب بقرادونيان معارضتهما مشاركة وحدات تركيا في القوات الدولية في الجنوب. وقال بقرادونيان: "نحن مع القرار 1701 ومع قرار توسيع قوات الطوارىء الدولية, الا اننا ضد مشاركة اي قوة تركية نهائيا في اطار هذه القوات". واضاف:"الموقف المبدئي ينطلق اولا من البند الاساسي ان اي قوات تاتي الى لبنان يجب ان تحصل على اجماع وطني. ونحن كطرف اساسي في هذا المجتمع وفي الحياة السياسية نرفض هذه المشاركة. والمبدا الثاني ان المنطق يقول من يرد المشاركة في قوة دولية لحفظ السلام يجب ان تكون بالدرجة الاولى هذه الدولة وهذه القوة لحفظ السلام وتؤمن بالسلام. تاريخ تركيا حافل بالاعتداءات والدم والمجازر والاحتلال والتوغلات بدءا من المجازر الارمنية الى المجازر في لبنان وسوريا الى احتلال قبرص والتوغل في العراق اكثر من مرة والى الاتفاق العسكري الاستراتيجي مع اسرائيل". الى ذلك يبدأ وفد من الامم المتحدة برئاسة المستشار الخاص للامين العام كوفي عنان فيغانيمار وعضوية الموفد الخاص لعنان لمتابعة تطبيق القرار 1559 تيري رود لارسن محادثاته اليوم في لبنان قبل ان يزور اسرائيل للبحث في سبل تطبيق القرار 1701.

وسيقابل الوفد الدولي كبار المسؤولين اللبنانيين ما عدا رئيس الجمهورية اميل لحود, كذلك سيقابل قيادات سياسية وروحية. وفي الاطار عينه التقى وزير الخارجية فوزي صلوخ السفير الروسي في لبنان سيرغي بوكين الذي قال ان بلاده ستدرس بعمق قرار ارسال قوات روسية الى جنوب لبنان في اطار "اليونيفيل" المعززة, ولفت الى ان موسكو لم تتخذ قرارا نهائيا بعد. الى ذلك اكد وزير الصناعة بيار الجميل ان مقاطعته لجلسة مجلس الوزراء الاخيرة كانت للتاكيد على موقفه الرافض لازدواجية السلام في الجنوب, وقال لا يمكننا ان نقبل جيشا اسيرا لا ندري لمن, وابدى قلقه على الوضع في الجنوب, محذرا من المستقبل المحفوف بالتشابكات المحلية والدولية.

من جهته قال النائب فؤاد السعد صحيح ان "حزب الله" صمد شهرا في وجه العدوان الاسرائيلي ولكنه ليس الاول الذي صمد. فالفلسطينيون مستمرون في انتفاضة الحجارة منذ زمن, وامر طبيعي ان تصمد اي مقاومة في اي بلد كما حصل في الجزائر عندما صمدت في وجه الفرنسيين وفي ايرلندا في وجه الامبراطورية البريطانية.

فيجب الا ان نجعل من قضية الصمود شهرا في الجنوب "قميص عثمان". فاذا كان هناك انتصار فقد يجوز ان يكون متواضعا قليلا. فعندما لا استطيع تحريك اي طائرة في الجو الا باذن من اسرائيل او ادخال باخرة فيول من دون اذنها لا استطيع الحديث عن انتصار مهم.

كانت اسرائيل تطالب بأسيرين ولا نعلم اليوم كم اسير اصبح لديها, كنا نريد تحرير مزارع شبعا فاذا لم يعد باستطاعتنا ان "ندعس" في الجنوب كله ولا نزال نتحدث ببطولات. وخوفي اذا عادت ايران وطلبت مجددا اشعال الحرب الا يأخذ حزب الله هذه المرة شعب الجنوب فقط بل الجيش اللبناني ايضا ليجعله اكياس رمل, يقوم بعملياته ويحتمي وراءها. وراى السعد الا حل جديا الا بايجاد دولة موحدة وذات سلطة قادرة ولا سلاح فيها بيد احد الا بيدها. والباقي كله مساومات لا يمكن ان تؤدي الا الى انفجار آخر عاجلا ام آجلا.

واستهجن السعد ما اسماه ب¯"الصحن اليومي" الذي يتحفنا به رئيس الجمهورية العماد اميل لحود كل يوم في اطلالاته واحاديثه الى وسائل الاعلام الاجنبية. من جهته اعتبر النائب السابق فارس سعيد ان الحرب على لبنان لم تنتهِ لانها ليست حرب حدود, بل حرب وجود اتت بها ايران وسورية. ولفت سعيد الى ان اهم ما خسره "حزب الله" في هذه الحرب هو احتضان اللبنانيين له, اذ ولد انتصاره نقزة لجهة خشية توظيفه كمشروع غلبة على الاخرين.  وقال سعيد اذا تقاعست الحكومة اللبنانية في تنفيذ 1701 فسيضطر المجتمع الدولي الى رفع وتيرة الضغط على لبنان من خلال تحويل القرار من البند السادس الى البند السابع, ما يشكل استفزازا ل¯"حزب الله".

اما النائب السابق فارس بويز فاعتبر ان امام الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان مهمة صعبة ودقيقة ولكن اساسية في تفسير واستكمال القرار 1701 بما يمكنه ان يثبت وقف اطلاق النار بشكل نهائي واساسي. وراى ان انتشار الجيش في الجنوب خطوة اساسية في ابداء الدولة استعدادها لبسط سلطتها على كافة اراضيها ولكن هذا القرار ينقصه وضوح اكثر في مهمات هذا الجيش وتنقصه القوة الدولية القادرة وان حماية قرار ارسال الجيش يتطلب جهدا كثيفا لديبلوماسية كوفي عنان والحكومة اللبنانية كي لا نصدم ونخسر ورقة اساسية هي قدرة الجيش على بسط الامن وعلى تطبيق سياسة الدولة في الجنوب. ورفض تقبل كلام تخويني في وصفة العمالة وخصوصا من خارج لبنان, مؤكدا ان هذا اسلوب تخطاه الزمن وكلف العرب كثيرا في الماضي نتيجة هذه المزايدات غير المبررة, رافضا مشاركة احد الشعب اللبناني في الانتصار الذي حققوه. وشدد مفتي جبل لبنان الشيخ محمد رشيد قباني ان دماء الشهداء لن تذهب هدرا وقد تعلم اللبنانيون اكثر من اي وقت مضى ان اسرائيل على اتم الاستعداد لتدميرهم وقتلهم وهم يدافعون عن وطنهم. بدوره اكد البطريرك غريغوريوس لحام ان اهم ما يحتاجه لبنان اليوم هو تماسك ابنائه بكل شرائحهم, وشدد على ان ما حققته المقاومة لا يكون نصرا حقيقيا الا اذا استند الى تفاهم داخلي, والا فهو انتصار منتقص ويمكن ان يجر الى نكسات خطيرة

 

الحص يطالب "حزب الله" بمبادرة حول سلاحه

 بيروت - »السياسة«:رأى الرئيس سليم الحص أن القرار 1701 كأنما كتب كي لا ينفذ بحذافيره, لقد أدى إلى توقف الأعمال الحربية وانتشار الجيش اللبناني في الجنوب فيما عدا ذلك سيكون ثمة إشكال في تنفيذ كل بند من بنود هذا القرار التي صيغت بلغة ملتبسة فاستدعت قراراً إجماعياً من مجلس الوزراء اللبناني بالموافقة على القرار وإنما مع تسجيل ملاحظات وتحفظات. ولن يكون هذا القرار أول قرار دولي لا يتم تنفيذه. فهناك القرارات 194 و242 و1559 على سبيل المثال. وقال: بعد السجال الذي انطلق في اليوم الأخير من القتال, وكان القتال على أشده, إذ أثير في مجلس الوزراء, ويا للغرابة, موضوع نزع سلاح "حزب الله", يخشى أن يكون لبنان على عتبة مرحلة جديدة ستكون حافلة بالخلافات. ومن المتوقع أن يبقى موضوع السلاح هو الصاعق لتفجير الخلافات.

وأشار الحص إلى أن الناس تنتظر مبادرة من "حزب الله". يرد فيها على مسألة سلاح المقاومة بما يحيد هذا الموضوع نهائياً ويعطل الصاعق المرصود. ولا بد في هذا السياق من استحضار الاعتبارات التي بررت وجود المقاومة المسلحة في السابق: وهي وجود بقعة من الأرض اللبنانية تحت الاحتلال, واستمرار احتجاز رهائن لبنانيين في السجون الإسرائيلية, وتعرض لبنان لاعتداءات شبه يومية من جانب العدو الإسرائيلي جواً وبحراً وبراً. ومن المفترض أن يرسم أفقا للحل يؤكد استعداد المقاومة لإعلان انتصارها عند تحقيق أهدافها ومن ثم انتفاء الموجب لاستمرار المقاومة المسلحة.

 

حزب الله" يبدأ دفع التعويضات ويسأل عن سياسة الحكومة لإعادة الإعمار

بيروت - »السياسة«: بدأ »حزب الله« امس توزيع مبالغ مالية على مواطني الضاحية الجنوبية الذين دمرت منازلهم نتيجة القصف الاسرائيلي خلال حرب ال¯ 33 يوما, بمعدل 12 ألف دولار لكل من لم يعد منزله صالحا للسكن. وتوزع عناصر من الحزب في غرف ثانوية المهدي شاهد على طريق المطار قرب مسجد الرسول الأعظم يوزعون مبالغ مالية من حقائب وضعت قربهم للمتضررين من جراء القصف. وقال الحاج محمد (40 عاما) انه حصل على مبلغ 12 ألف دولار »من اجل استئجار منزل على مدى سنة وشراء اثاث جديد« بعد ان دمر منزله في منطقة بئر العبد في الضاحية الجنوبية بشكل كامل. وقال النائب حسين الحاج حسن ان »للحزب خطة لإعادة الاعمار يمضي فيها لان الناس لا يمكنهم الانتظار على الطريق فيما منازلهم مهدمة«.

ويرفض الاجابة عن مصادر التمويل التي يستند اليها الحزب لدفع كل هذه المبالغ, قائلا »هناك مصادر والحمد لله«. وردا على سؤال عما اذا كانت ايران تمول الحزب في هذه العملية, قال »المؤسسات الاجتماعية في ايران تساعد وهذا امر طبيعي«. ويسأل عن سبب تباطؤ الحكومة في تقديم المساعدة. ويقول »لم ير احد الحكومة« في الضاحية الجنوبية, مضيفا »لقد حصلت الدولة على 800 مليون دولار من السعودية والكويت, لم لا تدفعها للمواطنين?«. وتابع »هل تعرف حجم الأضرار? هل أحصت الحكومة حجم الأضرار?

وقال انه سيوجه الى الحكومة اسئلة عن »سياستها تجاه التعويضات للمنازل والمحلات التجارية والقطاع الزراعي والمصانع المدمرة«. وعند مداخل الضاحية الجنوبية, وقف ناشطون يعتمرون قبعات حمراء كتب عليها »نصر من الله«, يوزعون اوراقا تدعو المواطنين الى مراجعة مراكز خاصة استحدثها الحزب للمراجعة في موضوع التعويضات, مع ارقام الهواتف.

 

الأحياء استحضروا أيام الموت العبثي على وقع الرحلة الأخيرة لأشلاء 163 من أحبتهم

غيمة حزن تخيم على صور مع نبش مقبرة جماعية: الشهداء استعادوا أسماءهم

صور-أ.ف.ب: استعاد أهالي قرى جنوبية أمس جثث 163 ضحية أودعت خلال اسابيع الحرب بين اسرائيل وحزب الله في مقبرة جماعية في مدينة صور الساحلية ونقلوها لتواري الثرى كل في مسقط رأسه في نحو 40 قرية من جنوب لبنان. ومنذ ساعات الفجر بدأ توافد ذوي الشهداء إلى المقبرة الجماعية التي اقيمت قرب ثكنة للجيش ينتظرون وصول جرافات الجيش اللبناني وعناصر الصليب الأحمر اللبناني وكشافة الرسالة الاسلامية التابعة لحركة أمل الشيعية. وكانت جثث ضحايا القصف الاسرائيلي هذه قد دفنت على دفعات »كوديعة« وفق الشريعة الاسلامية بعد ان ضاقت بها برادات المستشفى الحكومي, وانتظار انتهاء الحرب لتعود إلى تراب قراها.

وانهمكت عناصر هيئات الاسعاف في استخراج التوابيت الخشبية التي حمل كل منها رقما واسم الشخص وتاريخ وفاته والمكان الذي سقط فيه. وجاء علي وهبه من قرية محرونة (15 كيلومتر شرق صور) وجلس على الأرض قرب المقبرة الجماعية فيما كان العمال يخرجون النعوش من الارض.

وقال وهو يجهش بالبكاء »انتظر لاخذ جثة ابنتي سالي وعمرها ست سنوات«. وروى ان سالي كانت تزور عمتها عليا (47 عاما) في صور التي وعدتها منذ اشهر برحلة بحرية خلال فصل الصيف وبقيت عند عمتها حين بدأ العدوان. ولجأت معها إلى مركز للدفاع المدني لم يوفره القصف الاسرائيلي ودمره فوق رؤوس الذين احتموا به. وقال »ستبقى الحسرة في قلبي لانني لم اكن بجانبها لمساعدتها. كلمتني كثيرا عندما هربنا إلى بيروت وكانت تطلب بالحاح ان آتي لأخذها«. واضاف وقد غض صوته »كنت اكلمها على الهاتف عندما اصاب القصف الاسرائيلي مركز الدفاع المدني وانقطع الاتصال وعرفت للتو انها ماتت«. وحمل غازي السمرا (52 عاما) بلحيته البيضاء الكثة مع أربعة مسعفين نعشين من المقبرة إلى سيارة الاسعاف. وقال »انهما لزوجتي وابنتي« مضيفا »اتيت وحيدا لآن اولادي الثلاثة الاخرين مازالوا يعانون من جراحهم«.

ويحمل غازي »العرب مسؤولية دم عائلته« ويقول »العرب اعطوا الضوء الاخضر لاسرائيل لتذبحنا كالخراف في جنوب لبنان«.ويضيف »لكنهم خسروا وانتصرنا على اسرائيل«.اما رلى بديع (33 سنة) فتبحث مع والدها بين النعوش التي وضعت إلى جانب الحفرة الواسعة. وحملت رلى ورقة بيدها عليها ارقام التوابيت تبحث عن شقيقاتها الثلاث اللواتي استشهدن في زبقين (12 كيلومترا جنوب شرق صور) في الاسبوع الأول من بداية الحرب.

وجاء نظام بلال من سورية لينقل جثة صديقه علي عمر دياب (17 عاما) إلى دمشق. وقال »نعش صديقي رقمه واحد وقتل بقذيفة اسرائيلية سقطت قرب قرية دير قانون العين (جنوب صور). انقله إلى مشق لادفنه في ترابها«. وأوضح رئيس المستشفى الحكومي في صور الرائد المتقاعد سلمان زين الدين انه »خلال الفترة الممتدة من 21 يوليو وحتى 15 اغسطس دفن في المقبرة الجماعية وعلى ثلاث دفعات 156 جثة«. وما زال في براد مشرحة المستشفى الحكومي 52 جثة لم ينضم اصحابها إلى المقبرة الجماعية لكن الاهالي ينقلونها تدريجيا إلى قراها.

 

أكدت أن نظامه باق بقرار إسرائيلي - أميركي

القوى اللبنانية تواصل ردها العنيف على خطاب الأسد التحريضي

 بيروت ¯ »السياسة«: استمرت الحملات السياسية العنيفة على الرئيس السوري بشار الاسد من جانب قيادات وشخصيات لبنانية وعلى رفض "حزب الله" نزع سلاحه وتسليمه للدولة. وفي هذا الاطار اعتبر المنسق العام ل¯"المكتب المركزي" للتنسيق الوطني نجيب زوين, ان الجيش اللبناني لا يجوز ان يكون مقيد اليدين بل عليه ان يكون المسؤول الاوحد والمطلق. والثانية, لا يجوز ابدا ان يذهب الجيش بتوافق سياسي, كما هو الحال, لئلا نقع مجددا في الاخطاء السابقة, فحيث ينتشر الجيش لا سلطة ولا سلاح لغيره ايا كان هذا الغير".

اضاف: "عندما يتساءل السيد حسن نصر الله حول قدرة الجيش في مواجهة العدو فهذا تشكيك مرفوض. وعندما يقول بانه يساعد الجيش, فهذا يشكل عودة الى الازدواجية التي كانت في اساس خراب الوطن. الدولة هي الحافظ وهي المرجع وهي الامان لجميع اللبنانيين, فالمطلوب من حزب الله ليس المساعدة بل التأييد المطلق وان يضع سلفا قدراته في تصرف الدولة. لا تجوز ان تبقى هذه الثنائية بين الدولة اللبنانية ودويلة حزب الله, رغم نفي "حزب الله" ذلك. والدليل عندما يدفع الحزب الى المتضررين مساعدات مالية اولية تبلغ اكثر من 300 مليون دولار اميركي, فمن يأتي بهذه الاموال? انها من ايران, والمثل يقول "من يدفع يأمر", ولايران اهداف سياسية, وها هي اليوم تدعو الى شرق اوسط اسلامي, والحزب هو امتداد ايراني سياسي وعسكري وليس ارتباطا دينيا فقط".

واعتبر ان "التنسيق يكون بين مجموعتين او هيئتين, لكل واحدة شخصيتها الخاصة وهيكليتها, فلا يجوز التنسيق بين الكل اي الدولة وبين الجزء اي "حزب الله", وممنوع التنسيق بين الجيش واي قوة اخرى موجودة على الارض, اللهم الا اذا كانت هذه القوة تمثل دولة اخرى, على "حزب الله" ان يتجاوب فعليا وعمليا مع الدعوة الى الالتحاق بالدولة والمساهمة في بناء الدولة القادرة, فهو جزء اساسي ويمثل شريحة من اللبنانيين لا يمكن لاحد الغاءها. انني ادعو حزب الله الى ان "يتلبنن" بالقرار والتحرك وان يضع امكاناته كافة في تصرف الدولة, اذ ان استثمار اعمال المقاومة في الوقت الحاضر هو خارج الحدود اي خارج السلطة. ان اهداء "حزب الله" عمل المقاومة الى الدولة مرفوض لان ذلك يعني ان المقاومة هي ملك لفئة بينما المقاومة يجب ان تكون ملكا للدولة وملكا للوطن".

وقال زوين: "كان حافظ الاسد يهيئ باسل للخلافة, وبعد مقتله استدعى بشار على عجل, فلم يكمل الطب وتابع دورة عسكرية ليتخرج برتبة مشير ويستلم لاحقا رئاسة الجمهورية, فهو "ورث" لعبة جميلة اسمها "لبنان", وحاول التمثل بوالده في كل شيء, فوقع في الفشل الذريع الى ان كانت عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه, والتحرك المليوني من اللبنانيين الاحرار في 14 آذار 2005 والذي انتهى بطرده من لبنان. النظام السوري يحاول جاهدا العودة الى لبنان وهذا حلم لن يتحقق مطلقا. في السابق كان عبد الحليم خدام يأتي ويامر باسم حافظ الاسد, اليوم ياتي منوشهر متكي ويامر باسم ايران. سورية فقدت دورها واصبحت اليوم مجرد ممر للامدادات من ايران الى حزب الله. وحلم بشار بالعودة الى الساحة اللبنانية سيبقى حلما ولن يتجاوز التمظهر الاعلامي والخطابي. فلا عودة الى الساحة اللبنانية, والمؤيدون لسورية في لبنان اصبحوا مؤيدين للخط الايراني. واحب ان اطمئن اللبنانيين جميعا انه لا وصاية بعد اليوم على اللبنانيين.

كما انتقد رئيس مجلس القيادة في حركة الناصريين الاحرار زياد العجوز, خطاب الرئيس السوري بشار الاسد عن لبنان, واصفا اياه ب"المبجل", معتبرا انه " لا يريد الخير للبنان", واشاد بخطاب النائب سعد الحريري وقال انه "وثيقة وطنية عروبية سنلتزمها كاملة".

الى ذلك التقى البطريرك نصر الله صفير في الديمان, ميشال رينيه معوض الذي قال بعد اللقاء: "بعد صمود اللبنانيين والمقاومين في وجه العدو الاسرائيلي وتدمير لبنان, هناك سؤال مصيري يجب ان يسأل اي لبنان نريد? هل نريد ان يبقى لبنان ساحة صراع بين ايران النووية وسورية البعثية من جهة وبين اسرائيل ومن وراءها من جهة اخرى, او نريد لبنان بلدا امنا مستقرا يعيش فيه اولادنا. ان هذا السؤال تجيب عليه الاكثرية الساحقة من اللبنانيين, لان لبنان واللبنانيين لم يعد في مقدورهم التحمل اكثر من ذلك".

واضاف: "اذا لم نعد نريد ان نكون ساحة صراع, فالحل واضح ويكمن باعادة تطبيق اتفاق الهدنة مع اسرائيل وبناء دولة حقيقية في لبنان, وكي لا نتهم باللغة الخشبية فلنكن واضحين بمعنى بناء الدولة. فبناء الدولة يعني دولة لديها حصرية السلاح والقرار ودولة الشراكة والطائف التي دفعنا ثمنها دماء واغتيالات واستشهد الكبار من اجل تطبيق اتفاق الطائف من رينيه معوض ورفيق الحريري الى شهداء انتفاضة الاستقلال. ان 15 عاما من الوصاية السورية والحروب الاسرائيلية على لبنان كافية, فقد حان الوقت للعودة الى الطائف, واني استغرب كلام البعض الذي يتهمنا عندما نطالب بتطبيق اتفاق الطائف انه طلب اسرائيلي لان هذا البعض اذا لم يحترم عقول اللبنانيين ولا يحترم نفسه, عليه ان يحترم الشهداء الذين استشهدوا من اجل هذا الاتفاق".

وسأل: "هل استشهد رينيه معوض ورفيق الحريري بطلب اسرائيلي? عيب عليهم هذا الكلام. وقال:"ان خطاب الرئيس السوري بشار الاسد الذي يتهم قوى 14 آذار بالعمالة مع اسرائيل مرفوض ونريد ان نسأل لماذا لم يكن في الجولان منذ العام 1974 ضربة حجر بين سورية واسرائيل? ولماذا كل التقارير الصحافية في مراكز القرار تشير الى ان بقاء النظام السوري هو بقرار اسرائيلي? فلنكف عن المزايدات. وللتاريخ نقول ان سورية دخلت لبنان بقرار اميركي اسرائيلي وعلى حساب دماء الحركة الوطنية وكمال جنبلاط, وبقيت فيه طوال الحرب على حساب تمويل الفتن الداخلية, وهي اسست لنظام الوصاية على حساب اشلاء الطائف وعلى حساب اغتيال رينيه معوض وهم يحاولون اليوم العودة الى لبنان على حساب دماء اطفال قانا. ونحن نقول للسوريين لن نرضى ان يعودوا الى لبنان".

وعن انتشار الجيش اللبناني في الجنوب, قال: "ان هذه الخطوة ايجابية, ولكن غير مكتملة, وهنا نوجه سؤالا الى "حزب الله" هل يريد ان يكون شريكا لبنانيا في دولة الطائف ام يريد ان يبقى الذراع اللبنانية للمحور الايراني النووي والسوري? والجواب على هذا السؤال سيحدد مستقبل لبنان. اذا لم يقرر "حزب الله" ان يكون شريكا في دولة الطائف فمهما فعلنا بالجيش وبغيره نكون نعرض لبنان لمزيد من المشاكل والدمار, والحل يكمن بقرار من جميع اللبنانيين بان يكونوا شركاء في دولة الطائف التي من دونها, فاننا ذاهبون الى مآس ودمار وعندها يكون لبنان قد انهزم فعليا".

 

تبرعات دولية لإنقاذ شواطئ لبنان من أسوأ تلوث نفطي عرفته

 بيروت-»السياسة«:عواصم-الوكالات:يجوب عشرات المتطوعين رمال شاطئ »الرملة البيضاء« في بيروت لتنظيفها بمعدات بدائية من مخلفات البقعة السوداء التي انتشرت في البحر بسبب القصف الإسرائيلي.وقالت نينا جمال من جمعية »الخط الأخضر« البيئية اللبنانية »سنحاول أن نسحب أكبر قدر ممكن من الرمال الملوثة سنعرف كم من الوقت سنحتاج لتنظيف هذا الشاطئ البيروتي الشهير«.ويقوم متطوعون بجمع النفايات السوداء, بينما يقوم آخرون بالحفر في الرمال التي تحولت إلى وحول سوداء في حين يضع زملاء لهم بعض الحواجز العائمة للسيطرة على الفيول الطافي على المياه.ولاحظ ناشطو البيئة أن رمال هذا الشاطئ الممتد على طول كيلومتر واحد, قد تلوثت على امتداد عشرات الأمتار باتجاه اليابسة, فيما تسرب الفيول في الرمال حتى عمق خمسين سنتيمتراً. وقد أتاح حفر فجوة على الشاطئ كشف خمس طبقات من النفط السميك داخل رمال الشاطئ.

وقالت جمال: »إن التنظيف يزداد صعوبة, فكل موجة تزيد من تسرب المازوت داخل الرمال سنحتاج إلى ست سنوات قبل عودة الشاطئ إلى طبيعته«. أما الناطقة باسم منظمة غرين بيس في لبنان بسمة بدران فتؤكد أن الحصار البحري والجوي الإسرائيلي على لبنان يمنع وصول المعدات الثقيلة إلى المواقع الأكثر تلوثاً بسبب البقعة السوداء. وقالت بدران: »على المستوى المحلي, تنشط مجموعات صغيرة لتنظيف الشاطئ بشكل رمزي وموقت, ولكن تلزم معدات ثقيلة وخبرات تنقصنا خاصة في ظل الحصار«.

وأضافت: »لم تعرف الشواطئ اللبنانية في تاريخها كارثة بيئية كتلك التي نشهدها اليوم, وما زلنا غير قادرين على تقدير حجم هذه الكارثة«. ودعت هيئات تابعة للامم المتحدة إلى جمع 50 مليون يورو (64 مليون دولار) لإزالة تسرب نفطي تسببت فيه غارة جوية إسرائيلية خلال الحرب على لبنان قبل أن تنتشر البقعة بشكل أكبر على طول الشاطئ الشرقي للبحر المتوسط. وفي باريس أعلنت وزارة البيئة الفرنسية أن فرنسا خصصت مساعدة قيمتها مليون يورو للمساهمة في تنظيف الشواطئ اللبنانية الملوثة وتتضمن هذه المساعدة تأمين 1500 متر من الحواجز العائمة للسيطرة على انتشار البقعة. وقد تسرب ما بين عشرة آلاف و 15 ألف طن من النفط في مياه المتوسط. وتمثل هذه الحواجز العائمة التي سترسل إلى بيروت عشر مخزون فرنسا من هذه التجهيزات الضرورية لمعالجة كوارث بقع النفط. وأشار بيان لوزارة البيئة أن المساعدة تشمل أيضاً تقديم خبرات مركز التوثيق والأبحاث حول التلوث المائي. من جهتها, تبحث المفوضية الأوروبية في تقديم عشرة ملايين يورو لهذه الغاية حسب ما أفادت إحدى ممثلاتها في اليونان.

 

 

أنقرة تتهم إسرائيل بالسعي إلى تشويه صورتها لدى الدول العربية

أميركا أحبطت محاولة إيرانية لتزويد حزب الله بأسلحة عبر سورية مروراً بتركيا

 واشنطن - أنقرة - الوكالات: كشفت صحيفة »يو. إس. إيه. توداي« الأميركية في عددها الصادر أمس أن الولايات المتحدة الأميركية أحبطت محاولة إيرانية لإمداد »حزب الله« بأسلحة عبر سورية مروراً بتركيا.

وأضافت الصحيفة مستندة إلى مصادر استخباراتية في الولايات المتحدة أن ديبلوماسيين أميركيين أقنعوا كلا من تركيا والعراق بمنع طائرة إيرانية من استخدام حق المرور بأجوائهم للاشتباه في حمل هذه الطائرة أسلحة لحزب الله. وجاء في تقرير الصحيفة أن قمراً أميركيا للتجسس رصد في التاسع عشر من يوليو الماضي ثلاثة صواريخ على متن طائرة شحن إيرانية في قاعدة مهر اباد العسكرية في إيران بالإضافة إلى ثمانية صناديق مشبوهة عادة ما تحتوي على صواريخ صينية من طراز س-.802 وقالت الصحيفة إن السلطات العراقية منعت الطائرة في اليوم التالي من المرور بأجوائها, وعندماطلبت إيران من أنقرة السماح لطائراتها بعبور الأجواء التركية اشترطت تركيا تفتيش الطائرة خلال توقفها الموقت في أراضيها مما دعا الطائرة الإيرانية للعودة لطهران حسب تقرير الصحيفة. إلى ذلك كشف مسؤول سابق بجهاز المخابرات التركي النقاب عن أن إسرائيل تقف وراء تسريب الأنباء التي تحدثت عن قيام تركيا بإبلاغ المخابرات الأميركية والموساد الإسرائيلي عن مكان اختباء الأمين العام لمنظمة حزب الله اللبناني السيد حسن نصرالله في محاولة لإحداث وقيعة بين تركيا والدول العربية.

وقال ماهز كاينر المسؤول السابق في جهاز المخابرات التركي إن إسرائيل ليست بحاجة إلى قيام تركيا بهذا الدور, موضحاً أن الهدف هو تسميم العلاقة بين تركيا ولبنان والدول العربية بشكل عام, في الوقت الذي تظهر فيه تركيا مساندة كبيرة للبنان وتستعد فيه لإرسال قوات للمشاركة في قوة حفظ السلام الدولية في لبنان, وأكد أن إسرائيل تريد إبعاد تركيا عن المنطقة. وكانت الصحف التركية قد نقلت عن وسائل الإعلام الإسرائيلية أن تركيا أبلغت الولايات المتحدة وإسرائيل عن اختباء نصرالله داخل السفارة الإيرانية في بيروت, وهو ما نفاه وزير الخارجية التركي عبدالله غول.

 

"ثورة الأرز" أقامت حاجزاً لا يخترق حول السياسة الدولية

 الضغط اللبناني الدولي نسف محاولات إيران وسورية وحزب الله في إقامة توازن سياسي مع الدولة اللبنانية والقرارات العالمية

لندن-من حميد غريافي:السياسة

»إن التحالف الإيراني-السوري يسعى الآن إلى تصوير نتائج المواجهات العسكرية التي دارت على الأراضي اللبنانية خلال الأيام الثلاثة والثلاثين الماضية وكأنها نصر شامل لحزب الله وحلفائه الإقليميين, فيما الحقيقة هي أن حزب الله قد تكبد خسائر فادحة لجهة خسارته كل الجنوب اللبناني وخصوصاً منطقة الحدود اللبنانية- الإسرائيلية الأكثر أهمية له ولإيران وسورية, كما أجبر على قبول انتشار الجيش اللبناني على أراضيه, وواجه صدور القرار الدولي 1701 السائر على خطى القرار 1559 والذي يسبق تحركات دولية مستقبلية ستعبر الطريق لتنفيذه تنفيذاً كاملاً«. ورد ذلك في ثلاثة أحاديث متكاملة أدلى بها البروفيسور وليد فارس أحد كبار الباحثين في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن ل¯»السياسة« »وفضائية »الحرة« الأميركية والإذاعة البريطانية في لندن (بي.بي.سي), أمس مؤكداً أن الرئيس السوري بشار الأسد, الذي يخشى نتائج التحقيق باغتيال رفيق الحريري, ونظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي يخشى الضغط الدولي في ما يتعلق بالأزمة النووية ونزع سلاح حزبه في بيروت حزب الله »ظنا أن إشعال الحرب مع إسرائيل سيلغي تلك الملفات ويسمح لحزب الله بإسقاط الحكومة اللبنانية ذات الأكثرية الشعبية. إلا أن ردة الفعل الإسرائيلية كانت أكبر مما توقعاه مع حزب الله, فهرعوا جميعاً إلى طلب وقف إطلاق النار بأي ثمن تقريبا, فضغط الحزب على حكومة فؤاد السنيورة التي سارعت إلى مطالبة وزراء الخارجية العرب بالضغط على فرنسا ومجلس الأمن.

وهكذا بسبب عدم قدرة الحكومة اللبنانية على تحمل مسؤولياتها بجدارة, أصدر مجلس الأمن القرار 1701 فاعتبره حزب الله انتصارً له. إن منطق الأسد ونصر الله هو أنه مجرد أن حزب الله لم يسقط كلياً, فإن ذلك يعتبر »انتصاراً«. واضاف فارس أن حزب الله لحقت به خسائر إلا أنه لم يخسر كلياً, بل بالعكس فانه قادر على العودة والانتصار على الحكومة اللبنانية إذا لم تتحرك هذه الأخيرة. فالأساس في القرار 1701 هو آلية تنفيذية أعطيت للحكومة كي تستعملها لبسط سلطة الدولة. أما إذا لم تتمكن أو لم تقرر الحكومة أن تقوم بواجباتها, فإن مجلس الأمن سيتخذ قراراً جديداً تحت الفصل السابع«.

وفي معرض رده على أحد المشاركين في الحديث الإذاعي وهو مقرب من »حزب الله« الذي ذكر أن المسودة التي قدمها اللوبي اللبناني إلى مجلس الأمن والتي نشرتها »السياسة« قبل نحو أسبوعين, لم يؤخذ بها كلياً, قال فارس إن مسودة اللوبي اللبناني هذه »لعبت دور التوازن الستراتيجي مع القرار الأولي لحزب الله وحلفائه الإقليميين لرفض أي قرار عن مجلس الأمن. كما أن مسودة القرار التي طالبت بالسيطرة الدولية على كامل الحدود والمرافق في لبنان أخافت قيادة حزب الله, فسارعت للقبول بقرار أخف وطأة من مسودة ثورة الأرز, ومن هنا يمكن القول: إن اللوبي اللبناني قد نجح بإقامة توازن ستراتيجي سياسي مع حزب الله عالمياً. فإذا كان حزب الله ودمشق وطهران يدعون أن صواريخهم قد غيرت التوازن العسكري مع عدوهم »فالضغط الديبلوماسي اللبناني العالمي قد غيرت التوازن السياسي مع حزب الله والسوريين فقد بات واضحاً أن التحالف الإيراني-السوري أصبح عاجزاً عن خرق الحدود السياسية العالمية التي وضعها اللوبي اللبناني في عشرين دولة وفي داخل مجلس الأمن. فثورة الأرز التي بدلت موازين القوى في لبنان ,2005 قد بدلت أيضاً, بجناحها الدولي, الديبلوماسية عالمياً«.

وقال فارس: »إن خطاب الرئيس السوري بشار الأسد إن دل على شيء, فعلى نية نظامه على ضرب إنجازات »ثورة الأرز« في لبنان, ولاسيما بعد انسحاب قوات الاحتلال السوري في نيسان (أبريل) 2005 . إلا أن جهود النظام السوري للعودة إلى السيطرة في لبنان باتت تحت خط أحمر دولي لن يمكن خرقه من دون مواجهة قد تكلف النظام السوري غالياً«.

 

الامم المتحدة تريد قوة جيدة التجهيز غير هجومية

المشاركة الفرنسية في "اليونيفيل" المعززة تحبط العالم وإيطاليا تتصدر للقيادة

 عواصم - الوكالات: دافعت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشيل آليو ماري عن قرار بلادها بارسال مائتي جندي فقط الى جنوب لبنان لتعزيز قوات الطوارئ الدولية »اليونيفيل« العاملة هناك, ليصبح اجمالي عدد الجنود الفرنسيين العاملين في لبنان 400 جندي. وقالت اليو ماري في تصريحات نقلتها شبكة »سي أن أن« لا استطيع ان اترك البعض يقولون وان كان بشكل ضمني ان فرنسا لا تقوم بواجبها في الازمة اللبنانية.. مشيرة الى انه منذ اشتعال الازمة وفرنسا تقف في الخط الامامي وعلى رأس المساهمين من اجل حلها.

واوضحت ان بلادها قد تقرر الابقاء على نحو 1700 من جنودها المتواجدين حالياً في المنطقة واسندت اليهم خلال الاسابيع القليلة الماضية مهمة اجلاء المواطنين الفرنسيين والاجانب من لبنان والمشاركة في جهود الاغاثة والمساعدات الانسانية هناك. واكدت الوزيرة الفرنسية على ضرورة وجود تفويض واضح بالمهام الموكلة الى القوات المقرر ارسالها الى جنوب لبنان, حيث انه يجب اخبار هؤلاء الجنود بالدور المسند اليهم هناك, والى اي مدى يكون دعمهم للجيش اللبناني وفي اي مجال يتركز هذا الدعم. واعربت عن اعتقادها بضرورة ان تكون القوات التي ستنضم لليونيفيل من دول اوروبية واسلامية عدة وذلك لتجنب ما وصفته بصورة قد يظهر فيها العالم الغربي على انه يفرض السلام على العالم الاسلامي. من جانبه جدد الرئيس الفرنسي في اتصال اجراه مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل التذكير بالشروط التي تضعها فرنسا للمشاركة بفاعلية في تعزيز قوة الامم المتحدة في لبنان بما في ذلك تحديد »المهمة, وشروط الالتزام, وسلسلة القيادة وامكانات القوة وبحسب الرئاسة الفرنسية, طالب شيراك خلال اتصاله بميركل, مجدداً »بالتوازن« في المشاركة في عملية تعزيز اليونيفيل.

وقال قصر الاليزية في هذا السياق في اطار اثارته لمسالة تعزيز اليونيفيل التي هي موضع بحث حالياً في نيويورك, شدد رئيس الجمهورية لدى السيدة ميركل على اهمية تحديد مهمة القوة وشروط التزامها وسلسلة قيادتها وامكاناتها في اسرع وقت ممكن. وشدد شيراك ايضاً على التوازن الضروري في المشاركة بارسال قوات بما يعكس التزام المجتمع الدولي باسره بما في ذلك الدول الاوروبية.

من جهتها اعلنت ميركل ان المانيا لن ترسل قوات برية الى لبنان وانما هي مستعدة لارسال سفن وقوات لمساعدة الامم المتحدة لوجستيا, وفي روما وافقت الحكومة الايطالية في جلسة خاصة عقدتها امس على مشاركة قوات ايطالية ضمن قوة الامم المتحدة وقال رئيس الوزراء الايطالي رومانو بردوي ان القرار الذي اصدرته حكومة يسار الوسط الايطالية جاء بالاجماع ويتوقف تنفيذ القرار الان على تصديق البرلمان عليه, وكان زعيم المعارضة سيلفيو برلسكوني قد اعرب بالفعل عن موافقته على القرار واكد رومانو برودي ان هذه هي مرحلة جديدة في سياسة ايطاليا الخارجية, موضحاً انها ستكون »قوة لحفظ السلام« وسيتم تحديد عدد الجنود المشاركة خلال الايام القليلة المقبلة. وافادت احصاءات غير رسمية بان عدد الجنود الايطاليين سيصل الى نحو 3 آلاف جندي واكدت ايطاليا استعدادها لتولي قيادة قوات »يونيفيل« الموسعة في لبنان بعد تراجع فرنسا عن موقفها السابق وتصغير حجم مساهمتها في هذه القوات. وقال وزير الدفاع الايطالي أرتورو باريزي »ايطاليا مستعدة للاشتراك في قيادة بعثة الامم المتحدة« العسكرية على رأس القوات الدولية وفق قرار مجلس الأمن.

لكن الوزير باريزي شدد على مطالبة ايطاليا للامم المتحدة بتوضيح جميع جوانب القرار 1701 الخاصة بتوسيع قوات اليونيفيل وتحويل مهمتها من مجرد المراقبة الى حفظ السلام ومساندة الجيش اللبناني وقال »نطلب قواعد تعامل واضحة وصريحة وردود على استفسارات تفصيلية مهمة اخرى«. ونبه وزير الدفاع الايطالي الى ان مهمة القوات الايطالية في لبنان »لن تكون نزهة« وستكون طويلة ومكلفة ومحفوفة بالمخاطر الا انه شدد على انها مهمة »واجبة« وفق مسؤوليات ايطاليا الدولية. وفي هلسنكي اعلنت الحكومة الفنلندية انها قد ترسل نحو 250 جنديا الى لبنان الا انها لن تتخذ قرارا نهائيا قبل اسبوعين على الاقل. وجاء في بيان ان »فنلنديا تباشر الاستعدادات من اجل المشاركة في عملية ادارة الازمة في لبنان بتفويض من الامم المتحدة بإرسال مجموعة لا تفوق كتيبة معززة«.

واتخذ القرار خلال اجتماع بين الرئيسة تاريا هالونن التي هي قائدة الجيش في الوقت نفسه, والمجلس الوزاري للسياسة الخارجية والامن برئاسة رئيس الوزراء ماتي فانهانن والمؤلف من وزراء الدفاع والخارجية والداخلية.

وكانت الامم المتحدة حددت المواصفات التي تريدها لقوتها المعززة في جنوب لبنان, فقالت انها يجب ان تكون »جيدة التجهيز وقوية« ولكن غير »هجومية«, كما شددت على الدول المرشحة للانضمام اليها ان تعطي جوابها سريعا. وقال مارك مالوك براون الامين العام المساعد للامم المتحدة مفتتحا اجتماعا لممثلي 49 دولة مرشحة للمشاركة في هذه القوة »ستكون قوة جيدة التجهيز وقوية ومخولة التحرك بما يتناسب مع متطلبات تنفيذ مهماتها الاساسية«. وأضاف الرجل الثاني في الامم المتحدة ان المنظمة الدولية تقترح قواعد التزام »تتضمن استخدام القوة لمنع استعمال المنطقة المقررة لانتشار قوة اليونيفيل لاغراض عدائية ولمساعدة الحكومة اللبنانية على ضمان امن حدودها ومنافذ دخول اخرى«.

وأضاف انها ستكون »قوية ولكن غير هجومية« موضحا »ان اليونيفيل ستكون هناك لإرساء السلام في حين يجري العمل على حل سياسي طويل الامد« مضيفا ان الحل لإنهاء هذا النزاع »ليس عسكريا بل سياسيا«.

وشدد مالوك براون على اهمية عامل الزمن. وقال »علينا ان نتحرك مع شعورنا بأهمية الاسراع« معتبرا انه »اذا كان وقف الاعمال الحربية الذي تم التوصل اليه عبر قرار مجلس الامن 1701 لايزال صامدا, فإن الوضع علي الارض يبقى هشا«. وبعد ان وعد الدول ال¯ 49 الممثلة في الاجتماع بالرد على كل تساؤلاتها حول مهمة قوة اليونيفيل المعززة قال انه يتوقع بالمقابل الحصول على جواب »ان لم يكن اليوم في خلال الايام القليلة المقبلة« على السؤال »ماذا تستطيعون ان تقدموا ومتى?«.

 

معنى زيارة خادم الحرمين إلى تركيا

أحمد الجار الله/السياسة

بعد ما يقرب من ثلاثين سنة, وبدل أن تنضج وتستقر على منطق الدولة ومؤسساتها, عادت إيران إلى المراهقة الثورية وإلى روح المغامرة, وإلى شهوة تصدير الثورة إلى الجوار الخليجي والعراقي وحتى لبنان أقصى نقطة على شرق المتوسط... عودة إيران إلى هذه الروح المغامرة, وإلى المراهقة الثورية تشكل بوضوح إفلاساً في الوصول إلى بناء الدولة, وإصراراً على تعميم نظرية ولاية الفقيه على عموم الشيعة, تمهيداً لإعلان مرجعية إيرانية للجميع تشبه الفاتيكان الكاثوليكي صاحب الولاية على قلوب الجميع.

في سبيل هذا الهدف التوسعي الطموح, وفي سبيل السيطرة على المشرق العربي ودوله, وإقامة شرق أوسط جديد من دون الولايات المتحدة, أصبحت إيران قوة هوجاء, إذا لم نقل قوة مجنونة, تهدد الأمن والاستقرار في منطقة الخليج والعراق ولبنان, ولا مانع لديها, من أجل ذلك أن تتحالف مع إسرائيل أو أن تتقاطع معها في المصالح, حيث تدمير لبنان مصلحة إسرائيلية بامتياز مهد حزب الله الإيراني لخدمتها بكل غباء وتهور.

هذا التهديد الإيراني الجدي, والقائم على تفخيخ الدولة العربية عموماً وإضعافها كما هو حاصل في العراق ولبنان وفلسطين, استدعى استنفاراً احترازياً من قبل دول مجلس التعاون الخليجي, باعتبار أن هذه السياسات الإيرانية تهدف إلى الاستيلاء على هذه الدول, وبالتالي تسهيل العمل على ملاحقة الوجود الأميركي في المنطقة وتحسين الموقع التفاوضي حول الملف النووي.

دول الخليج, التي تحتاج في هذه الظروف الخطرة إلى معادلة الكفة الإيرانية, عليها أن تكثف تعاونها في كل المجالات مع تركيا, الدولة التي تماثل المعادل الوحيد لإيران في ميزان القوة, ناهيك عن تاريخ البلدين القديم الممتد من أيام الدولة الصفوية في إيران والتي تمت تصفيتها بالقوة العسكرية التركية على يد السلطان سليم الثاني.

إن توثيق علاقات التعاون بين دول الخليج وتركيا لا تصاحبه أي شروط, ولا قيود, ولا أي مخاطر, ونرى في هذا المجال أن خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز كانت لديه هذه الرؤية, وزيارته لأنقرة لم تتم بمحض الصدفة, ونأمل ألا تكون كذلك, فالسعودية أكبر دول مجلس التعاون الخليجي, وعلى عاتقها مواجهة مشروع الشرق الأوسط الإيراني, الذي يقوده الراديكاليون المتشددون من المبشرين بنظرية ولاية الفقيه بقيادة المرشد الأعلى خامنئي... ومواجهة أيديولوجية بهذا الحجم تحتاج إلى وزن أيديولوجي مقابل يعني هنا, وبكل معنى الكلمة, التحالف مع تركيا, معادل القوة الوحيد لإيران في هذه المنطقة كما أشرنا.

العاهل السعودي, وهو الأول الذي يزور تركيا رسمياً, كانت في ذهنه هذه المعادلة الصفوية - التركية, وكانت في حساباته أوزان تركيا الأيديولوجية التي ننتسب لها نحن في هذه المنطقة, ونشتق أنفسنا منها, وكان في ذهنه أيضاً مواجهة المشروع الإيراني المتحالف مع النظام السوري, والذي يمارس أخطر أنواع أعمال التخريب والإرهاب في العراق ولبنان تمهيداً للقضاء على مشروع بناء الدولة في البلدين المذكورين, ولذلك جاءت زيارته إلى تركيا إحياء لما يمكن تسميته ب¯ »السلطة التاريخية للسنة« الممتدة من أيام خلافة أبي بكر الصديق وحتى آخر أيام الخلافة العثمانية في طلائع القرن العشرين المنصرم.

بهذا المعنى فإن مهمة السعودية, ومعها دول الخليج مهمة موصولة بالاستئناف الطبيعي لحاكمية القرآن والسنة وبقدر مواجهة إيران الطامحة إلى التسلح النووي, والحريصة على تفخيخ دول الخليج تمهيداً للانقضاض عليها, وإخضاعها لنظرية ولي الفقيه, والقضاء على تعدد مرجعية التقليد فيها وحصرها فقط بمرجعية قم وحدها من دون سواها.

المفروض, في خضم هذا التصارع الثقافي والتاريخي أن يكون هناك تعاون وثيق بين دول الخليج وتركيا. ولهذا نرى أن زيارة خادم الحرمين لأنقرة قد استوعبت هذه الضرورة وباشرتها عملياً بعد دراسة معمقة للأوضاع الراهنة التي تستدعي كل أنواع الهواجس السوداء.

تركيا في الآخر ليست دولة فقيرة, ومعدلات النمو فيها جيدة, وموقعها الجيو - سياسي مهم, فنصفه في أوروبا ونصفه الآخر في آسيا. أما نظامها السياسي فهو نظام علماني غير أيديولوجي أو محفوف بالنظريات الخرافية, ولا شعارات عنده يطمح لتصديرها, بل بالعكس هو نظام مفتوح أمام الجميع من دون تمييز, ومهما حاولنا أن نعطي مبررات لعلاقات جيدة مع النظام الإيراني, أو مبررات لسياساته فإننا لن نستطيع تجنب الوقوع في الخطأ, أو تجنب تمثيل دور النعامة التي تتعامى عن الواقع وتدس رأسها في الرمال, إيران وبكل صراحة, لها أهدافها الأيديولوجية وثاراتها الثقافية والفكرية والتاريخية, وشاهدنا نوعية القوى والأنظمة التي تتحالف معها, كبعض شيعة »حزب الله« في لبنان, وكل النظام السوري الطائفي, وبعض المرتزقة الأصوليين في فلسطين كمنظمة »الجهاد الإسلامي« و»حركة حماس«... هؤلاء هم حلفاء النظام الإيراني الذين يسعون الآن إلى القضاء على الدولة اللبنانية, وعلى السلطة الفلسطينية تمهيداً لفرض نظرية ولي الفقيه, ووضع ركائز المشرق العربي الجديد المسلوخ عن عروبته والخاضع كلية للطغيان الفارسي, وللفارسية الاستعلائية.

بشار أسد الذي كان أسداً في لبنان وأرنباً في الجولان يخدم في هذه النظرية الشعوبية, وأصبحت أهدافه مكشوفة ومفضوحة, وأنها ضد العرب, وضد القومية العربية, والمضحك أن خدمته لهذه المخططات العدائية تتم بأساليب ركيكة تنم عن عدم خبرة الرجل, وعدم قوة فهمه للظروف, وعدم مصداقيته... إن كل خدام نظرية ولي الفقيه من »حزب الله« في لبنان, إلى »حماس« و»الجهاد الإسلامي« في فلسطين, إلى النظام الحاكم في سورية, إن كل هؤلاء يقبعون الآن في مخاوف الدولة الصفوية الإيرانية الحديثة التي سيكون لها معادلها التركي والعربي, تماماً كما كانت تركيا معادل الدولة الصفوية الأولى التي ذهبت بها إلى أقصى حدود الإلغاء وقضت عليها.

و... يا خالد الترك, جدد خالد العرب.

 

حزب الله يوزع اموالا نقدية على مشردي حرب بيروت

 رويترز - 2006 / 8 / 18

 بدأ حزب الله في توزيع 12 ألف دولار نقدا يوم الجمعة على العائلات التي دمرت منازلها خلال الغارات الجوية الاسرائيلية في جنوب بيروت. وأعلن حزب الله انه عوض 120 عائلة حتى الان بدفع هذا المبلغ النقدي الذي يدفع لمرة واحدة ويهدف الى مساعدة ضحايا الهجمات الاسرائيلية على استئجار منزل لمدة عام وتأثيثه.

ولم يوضح حزب الله من أين تأتي اموال التعويض تلك . ومن المرجح على ما يبدو ان يتكلف هذا البرنامج 150 مليون دولار على الاقل. ولم تطرح الحكومة اللبنانية بعد اي برنامج مماثل. وقال أيمن جابر (27 عاما) وهو يمسك رزمة من 12 ألف دولار "هذا المبلغ معقول جدا جدا وليس صغيرا." ويمكن استئجار شقة مكونة من غرفتي نوم وغير مؤثثة في ضواحي بيروت الجنوبية بمبلغ 300 دولار شهريا تقريبا.

وكان منزل جابر في نفس الضواحي الجنوبية للعاصمة اللبنانية مثل مقار حزب الله.وتحولت المنطقة بأكملها الى تلال من الركام خلال الحرب التي استمرت 34 يوما ولكنه قال انه يريد البقاء والعثور على شقة لعائلته المكونة من سبعة أفراد. وقال مسؤول بحزب الله في واحد من 12 مركزا أنشيء لتنظيم توزيع المبالغ النقدية ان كل عائلة يطلب منها ابراز بطاقة هوية وشهادة ملكية العقار. وأضاف "لدينا احصائيات كاملة عن كل الابنية التي دمرت اوتضررت. لاحقا سوف ندفع ثمن شقة جديدة او سنعيد اعمار المباني التي دمرت." ووعد الامين العام لحزب الله حسن نصر الله بدفع هذه المبالغ خلال اول كلمة له بعد سريان الهدنة هذا الاسبوع.

وقال ان 15 الف منزل دمرت تماما خلال الغارات الاسرائيلية ولكن حزب الله الذي يدير شبكة ضخمة من المراكز الصحية والتعليمية والاجتماعية سيمول ايضا اصلاح المنازل التي مازالت صامدة.

 

الحرب تخلف اضرارا في لبنان بتكلفة 3.6 مليار دولار

 رويترز - 2006 / 8 / 18

 خلف شهر من القصف الاسرائيلي "كارثة" من الخراب والدمار المادي في لبنان تكلفته 3.6 مليار دولار وقد يحتاج الى سنوات للتعافي منه. وقارن الفضل شلق رئيس مجلس الانماء والاعمار ان الدمار الذي خلفه 34 يوما من الحرب بين اسرائيل ومقاتلي حزب الله وبين الاضرار التي خلفتها الحرب الاهلية التي اندلعت بين عامي 1975 و1990 والتي مزقت البلاد. وقال شلق في مقابلة مع رويترز "لقد شهدت كل الحروب في لبنان ولم اشهد حربا بهذه الشراسة ولم اشهد استجابة لرفع انقاض الحرب بالنسبة لهذا التظافر." واضاف "عندما يقولون ان هناك حوالي 900 الف مهجر معنى ذلك ان عدد المهجرين ربع السكان فاي بلد يحتمل ان يكون ربع سكانه مهجرين. تصوروا بلدا مثل فرنسا تعداد سكانه 60 مليون نسمة اذا كان ربع السكان اي 15 مليون مهجر.

"حجم هذه الاضرار بالنسبة لبلد مثل لبنان بعدد سكان لبنان واقتصاد لبنان هو كبير. هنالك كارثة فعلية على الصعيد المادي وعلى الصعيد الاجتماعي." وقتل 1181 شخصا على الاقل في لبنان جراء الحرب التي انتهت هذا الاسبوع. كما قتل 157 اسرائيليا. وتدمر او تضرر اكثر من مئة جسر جراء الغارات الجوية الاسرائيلية كما قطعت طرق ودمرت مصانع وموانئ ومطارات وشبكات هواتف ومدارس ومستشفيات ومحطات تزود بالوقود وثكنات عسكرية. وسويت قرى في جنوب لبنان شهدت اسوأ المعارك بالارض.

وقال شلق "ان يشهد بلد كلبنان هذا الحجم الكبير من الخسائر في وقت قصير معنى ذلك ان كثافة النيران والخراب والتدمير والتقتيل كثافة كبيرة." واضاف "بالنتيجة يمكن مقارنة حجم هذه الخسائر بالخسائر التي لحقت بلبنان على مدى 17 عاما ولكن هذه المرة شهدناها في شهر واحد. هناك كارثة حقيقية." وقال شلق ان 30 الف وحدة سكنية تعرضت للقصف والدمار وربعها تقريبا كان في الضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله والتي تعرضت لغارات اسرائيلية جوية عنيفة. واشار الى انه اذا بدأت عملية اعادة البناء فورا فانها قد تستغرق عاما بالنسبة للبنى التحتية وثلاثة اعوام بالنسبة للابنية وقال "تقنيا كل البنى التحتية ننجزها بسنة وكل الابنية نستطيع ان ننجزها بثلاث سنوات هذا اذا توفر الجو السياسي والاطار السياسي واذا توفرت الارادة واذا لم يتوفر هذا لا يمكن ان يتم اعمار الى ابد الابدين." وقال "النقاشات وما يدور في البلد من انقسامات تعيق البدء بعملية جدية اعمارية تقودها الدولة. ما كنت اخشاه بدأ يحصل الان واتمنى الا يستمر كنت اخشى عودة اللبنانيين الى المناكفات والكيديات فيما بينهم." واحتاج لبنان الى سنوات ومليارات الدولارات لاعادة اعمار ما هدمته الحرب الاهلية والان في حالات عدة على البلاد ان تبدأ بالعملية نفسها مجددا. وقال شلق "احيانا يبدو علي التعب والارهاق .. لم تتحقق طموحاتنا وامالنا في تحقيق الوحدة العربية وتحرير فلسطين ولكن يبقى الانسان يعمل ولا خيار له الا العمل."

 

الخط الاخضر" في مواجهة البقعة السوداء

 أ ف ب - 2006 / 8 / 18

 يجوب عشرات المتطوعين رمال شاطئ "الرملة البيضاء" في بيروت لتنظيفها بمعدات بدائية من مخلفات البقعة السوداء التي انتشرت في البحر بسبب القصف الاسرائيلي. وقالت نينا جمال من جميعة "الخط الاخضر" البيئية اللبنانية "سوف نحاول ان نسحب اكبر قدر ممكن من الرمال الملوثة اليوم, وغدا سوف نعرف كم من الوقت سنحتاج" لتنظيف هذا الشاطئ البيروتي الشهير. ويقوم متطوعون بجمع النفايات السوداء, بينما يقوم آخرون بالحفر في الرمال التي تحولت الى وحول سوداء في حين يضع زملاء لهم بعض الحواجز العائمة للسيطرة على الفيول الطافي على المياه. ولاحظ ناشطو البيئة ان رمال هذا الشاطئ الممتد على طول كيلومتر واحد, قد تلوثت على امتداد عشرات الامتار باتجاه اليابسة, فيما تسرب الفيول في الرمال حتى عمق خمسين سنتيمترا. وقد اتاح حفر فجوة على الشاطئ كشف خمس طبقات من النفط السميك داخل رمال الشاطئ. وقالت جمال "ان التنظيف يزداد صعوبة, فكل موجة تزيد من تسرب المازوت داخل الرمال (..) سنحتاج الى ست سنوات قبل عودة الشاطئ الى طبيعته". الا ان جميعة "الخط الاخضر" التي اضطرت الى التأخر بالبدء بعملها طوال شهر كامل بسبب القصف الاسرائيلي, تجد نفسها الآن في مواجهة بيروقراطية معقدة. فقد اضطر الناشطون الى استعمال الرفوش والدلاء بعد ان امرت السلطات بوقف عمل جرافة كانت تسحب الرمال منذ الصباح. وتقول جمال في هذا السياق "لا يجوز وضع تعقيدات بيروقراطية ازاء كارثة بهذا الحجم, انها الفترة الاسوأ بالنسبة للبيئة" مشيرة الى ان بقعة النفط تؤثر على حياة وتكاثر السلاحف البحرية. اما الناطقة باسم منظمة غرين بيس في لبنان بسمة بدران فتؤكد ان الحصار البحري والجوي الاسرائيلي على لبنان يمنع وصول المعدات الثقيلة الى المواقع الاكثر تلوثا بسبب البقعة السوداء. وقالت بدران "على المستوى المحلي, تنشط مجموعات صغيرة لتنظيف الشاطئ بشكل رمزي ومؤقت, ولكن تلزم معدات ثقيلة وخبرات تنقصنا خاصة في ظل الحصار". واضافت "لم تعرف الشواطئ اللبنانية في تاريخها كارثة بيئية كتلك التي نشهدها اليوم, وما زلنا غير قادرين على تقدير حجم هذه الكارثة". واجتمع وزراء وخبراء من شرق المتوسط الخميس في اثينا للاتفاق على خطة لمواجهة البقعة السوداء. وحجم هذه البقعة يتخطى حجم تلك التي نتجت عن كارثة "اريكا" قبالة الشواطئ الاطلسية لفرنسا عام 1999.

 

بين 15 و30 الف مسكن دمرت في لبنان

 أ ف ب - 2006 / 8 / 18

 صرحت باولا ليتوماكي وزيرة التجارة الخارجية والمساعدة على التنمية الفنلندية التي تتولى بلادها رئاسة الاتحاد الاوروبي اليوم الجمعة ان عمليات القصف الاسرائيلية ادت الى تدمير ما بين 15 وثلاثين الف مسكن في لبنان. وقالت الوزيرة الفنلندية في مؤتمر صحافي بعد زيارة استمرت اربعة ايام للبنان واسرائيل رافقها خلالها المفوض الاوروبي للتنمية لوي ميشال "انها تقديرات عشوائية لكن عدد المنازل او المباني التي دمرت يتراوح بين 15 وثلاثين الفا". واضافت ان "هذا يعني ان مئة الف شخص على الاقل اصبحوا بلا مأوى مناسب بينما يقترب فصل الشتاء. ليس امامنا سوى بضعة اشهر لتأمين مساكن لهم", مذكرة بان عملية تقييم الاحتياجات في مجال اعادة الاعمار بدأت للتو. واضافت ان ايصال مساعدات انسانية هو الامر الاكثر الحاحا. واعترفت بان "وقف القتال (...) حسن امكانيات تلبية الاحتياجات الانسانية وامكانية الوصول الى الضحايا الذين يحتاجون الى هذه المساعدة". وتابع ان هذا الوقف في القتال "غير ايضا الوضع الداخلي في لبنان اذ ان الناس الذين تركوا منازلهم عادوا اليها فورا بشكل اكثر كثافة وسرعة مما كان متوقعا".

 

ماليزيا تؤكد عرضها المشاركة في قوة دولية في لبنان

 أ ف ب - 2006 / 8 / 18

 جدد رئيس الوزراء الماليزي عبد الله احمد بدوي اليوم الجمعة عرض بلاده المشاركة في قوة الامم المتحدة المعززة في لبنان رغم معارضة اسرائيل التي اعتبرت "من غير المقبول" مشاركة بعض "الاعداء" دون ان تسميهم. ونقلت صحيفة "نيو ستريتس تايمز" عن بدوي قوله "اذا كانت اسرائيل تريد التعبير عن معارضتها, فلتفعل. غير انها ليست في وارد تقرير من يملك الحق في ان يكون ضمن هذه القوة". واضاف "من يملك الكلمة الفصل هو (الامين العام للامم المتحدة كوفي) انان". وكانت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني قالت الاربعاء انها لا تعارض مشاركة بعض الدول الاسلامية في قوة الامم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل). غير انها اضافت انه سيكون من غير المقبول ان تضم قوات من دول تعتبرها اسرائيل "معادية" دون ان تسمي اي دولة. وكانت ماليزيا تعهدت بالمشاركة بالف رجل في القوة وهي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع اسرائيل. وماليزيا ذات الغالبية المسلمة, تتراس حاليا منظمة المؤتمر الاسلامي التي نددت بشدة بالهجوم الاسرائيلي على لبنان. وينص القرار 1701 على نشر قوة الامم المتحدة في لبنان التي يبلغ عديد عناصرها حاليا الفي عنصر, مع تعزيزها ليصبح عديدها 15 الف جندي كحد اقصى, وذلك لدعم 15 الف عنصر من الجيش اللبناني وعدت بيروت بنشرهم بالتوازي مع انسحاب القوات الاسرائيلية من جنوب لبنان.

 

فوج هندسة فرنسي في طريقه الى جنوب لبنان

 أ ف ب - 2006 / 8 / 18

 اعلنت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال اليو-ماري اليوم الجمعة ان فوج هندسة من الجيش الفرنسي في طريقه حاليا الى جنوب لبنان, وذلك غداة اعلان باريس ارسال مئتي عسكري للمشاركة في تعزيز قوات الطوارئ التابعة للامم المتحدة (يونيفيل). واشارت اليو-ماري الى ان فرنسا هي الدولة الوحيدة التي "قدمت امكانيات اضافية لليونيفيل بشكل عاجل وهي الامكانيات الوحيدة التي قدمت لاننا نملك القدرة على التحرك". وقالت في حديث لاذاعة "ار اتي ال" الفرنسية ان "الامر يتعلق باتاحة المجال امام الجيش اللبناني لينتشر في جنوب لبنان (..) لهذا السبب قررنا ارسال مئتي رجل يضافون الى العسكريين المنضويين اصلا تحت لواء اليونيفيل في الجنوب". واضافت "لا يمكنني ان اسمح بان يقال ان فرنسا لن تقوم بواجبها في الازمة اللبنانية (..) فمنذ بداية الازمة هي في الخطوط الامامية وهي المساهم الاكبر". وبعيدا عما كانت تامله الامم المتحدة, قرر الرئيس الفرنسي جاك شيراك الخميس ارسال مئتي عسكري بشكل طارئ لتعزيز قوة الطوارىء الدولية في جنوب لبنان, علما ان باريس تطالب بمزيد من الضمانات الامنية لجنودها قبل ارسال مزيد منهم. وشددت الوزيرة الفرنسية على ضرورة ان تكون القوة "فاعلة" بعد تعزيزها. وذكرت اليو ماري "بالتجارب المريرة عندما لم تكن قوات الامم المتحدة تحظى بمهمة محددة بما يكفي او بالقدرة على التحرك" كما حصل في البوسنة "حيث فقدت فرنسا 71 عسكريا", او ضمن قوة الامم المتحدة في الكونغو الديموقراطية, حيث اضطر الاتحاد الاوروبي للتخدل من اجل اجلاء قوات المنظمة الدولية. واكدت ان ارسال فوج الهندسة يأتي "الى جانب ارسال 15 جسرا معدنيا سيتم تركيبها بدلا عن الجسور المدمرة بسبب القصف". كما اكدت اليو ماري مجددا ان بلادها "حاضرة" لقيادة قوة الطوارىء الدولية حتى نهاية مهمة الجنرال الفرنسي الان بيليغريني الذي يراس القوة حاليا في شباط/فبراير المقبل. واكدت ان تعزيز اليونيفيل التي تضم حاليا الفي رجل, يعني اعطاء قيادتها مزيدا من الامكانات "بما في ذلك مزيدا من الضباط". من جهتها, اكدت رئاسة الاركان في الجيش الفرنسي ان الفوج الذي ارسل يضم جنودا متخصصين في فتح الطرقات في المناطق الصعبة. والقوة في طريقها اليوم الى نقطة التجمع في تولون جنوب فرنسا, على ان تنقل بحرا الى لبنان خلال عطلة نهاية الاسبوع. كما ترسل فرنسا ايضا حوالى عشرة ضباط اضافيين لتعزيز القيادة التي يتولاها الجنرال بيليغريني, بحسب قيادة الاركان.

 

قراءة لأوساط 14 آذار في خطاب الأسد: أحرج "حزب الله" وحرض على الفتنة

 الشراع - 2006 / 8 / 18  ظن معظم اللبنانيين ذاك اليوم ان الرئيس السوري بشار الأسد سيطل عليهم على شاشات التلفزة ليهنئهم بالنصر الذي حققه لبنان بمقاومته ضد العدوان الصهيوني، فإذا بهم يفاجأون بأن عليهم هم واجب تهنئة سوريا ورئيسها على ذلك الانتصار. إذ شعروا من خلال خطابه الذي ألقاه في مؤتمر الاتحاد العام للصحافيين ان سوريا ومقاومتها الباسلة هي التي حققت النصر للبنان والعالم العربي، إلا ان اللبنانيين سرعان ما استدركوا الأمر بعدما ذكرهم الأسد بأن آخر مقاوم سقط لسوريا وهو جول جمال كان عام 1956 إبان حرب قناة السويس من دون أن يذكر بعد ذلك التاريخ استشهاد أي مقاوم آخر لسوريا.

كلام الأسد جاء بعد صمت سوري ساد طيلة فترة الحرب على لبنان وبعد ان وضعت أوزارها حاول استثمار النصر لمصلحة سوريا ودفع الوضع الداخلي اللبناني نحو خلق الفتنة عبر اتهام بعض القوى بالتحالف مع الدولة العبرية والتشديد على وصفها بقوى 17 أيار/مايو. مصادر قوى 14 آذار/مارس اعتبرت ان الأسد حاول سلوك طريق آخر عبر الإيحاء بأن مقاومة حزب الله كانت بإدارة سورية، بهدف تحريك مفاوضات إسرائيل معه، علماً ان الدعم السوري للمقاومة اللبنانية لم يخرج أيام العدوان عن حدود اللافتات والشعارات وبعض التبرعات الشعبية. كما ترى مصادر نيابية في 14 آذار/مارس ان الرئيس السوري سعى لتثمير المواجهة اللبنانية لمصلحة سوريا مع إسرائيل متخذاً لنفسه مهمة تحويل النصر العسكري إلى نصر سياسي، وهو لم يخف هذا بل جاهر به عندما أكد ان ((المعركة الحقيقية ابتدأت الآن وعلينا أن نحول النصر العسكري إلى نصر سياسي، وهو بذلك يسعى إلى تحريك مفاوضات إسرائيل معه وقد بدا ذلك واضحاً من خلال حديثه عن شرق أوسط جديد بإنجازات المقاومة و((بفرز جديد للقوى الواضح للعيان بافتضاح ألاعيبه ومؤامراته وبكشف أقنعته وزيف مصطلحاته)) وهنا تذكر المصادر النيابية عينها ان كشف الأقنعة والزيف يظهر جلياً من خلال ما كانت سوريا قد قدمته من معلومات استخباراتية قيّمة لواشنطن في ما تسميه الأخيرة بالحرب على الإرهاب في أعقاب 11 أيلول/سبتمبر الشهير، كما يتجلّى هذا الزيف بالصفقة التي أبرمتها دمشق مع اسطنبول على حساب الزعيم الكردي عبدالله أوجلان من أجل إراحة النظام السوري من التهديد التركي.

وعن عدم توفير الأسد المواقف العربية التي اعتبرها مستسلمة لإسرائيل واتهام باريس بالسكوت عن مجزرة قانا فيما تحمست للمطالبة بلجنة تحقيق دولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري. تقول أوساط سياسية بالرغم من ان البعض يحاول أن يشيع أجواء تشي بأن إسرائيل وراء اغتيال الرئيس الحريري وعلى رأس هؤلاء الرئيس إميل لحود فإن أكثر ما يقلق بشار الأسد هو الوصول إلى حقيقة من قتل رفيق الحريري وهو لم يخف استياءه من هذا الأمر فظهر وكأنه يضع اللوم على فرنسا لأنها لم تسكت عن عملية اغتيال الرئيس الحريري.

وختمت المصادر بالإشارة إلى ان محاولة سوريا تجيير النصر العسكري لها شكلت إحراجاً كبيراً لحزب الله وقياداته خصوصاً وان تمايزاً واضحاً في المواقف بدا من خلال خطابي الأسد ونصرالله الذي لم يأت في رسالة إلى اللبنانيين بعد النصر على ذكر سوريا أو رئيسها..

 

الوطنيون الاحرار: لتقديم الولاء للوطن وحده وعدم الانجرار وراء مصالح بعض الدول 

 ابلغ رد على فظاظة الرئيس السوري يكون في تعزيز مستلزمات الوحدة الوطنية

قوى 14 آذار - 2006 / 8 / 18  حيا حزب الوطنيين الاحرار، خلال اجتماع مجلسه الاعلى الاسبوعي برئاسة رئيسه دوري شمعون وحضور الاعضاء، "صمود اللبنانيين وصبرهم في مواجهة الحرب التي فرضت عليهم، والحقت بهم خسائر فادحة في الارواح والممتلكات، واعادت وطنهم عقودا الى الوراء، وحكمت عليهم بالعمل والشقاء لاعادة بناء ما تهدم باثمان باهظة". واذ جدد الحزب تعازيه الى ذوي الشهداء، اعتبر "ان عزاءنا في الوحدة الوطنية التي تجلت في احتضان النازحين والتضامن معهم، والعزاء الاكبر يكون بالتفاف جميع اللبنانيين حول الحكومة وانخراطهم الفعلي والفاعل في مشروع الدولة الواحدة والعادلة والقادرة".

واكد "ان خطوة الالف ميل في هذا الاتجاه تبدأ بتقديم الولاء للوطن وحده دون سواه وتحصين الذات ضد التأثيرات الخارجية وعدم الانجرار وراء مصالح بعض الدول ورفض الدخول في محاور اقليمية ايا تكن الاعتبارات الايديولوجية. ويأتي بعدها التزام الثوابت الوطنية، وخصوصا احترام تعددية المجتمع وعدم تجاوز سقفها، كأن يسمح فريق لنفسه بالتفرد في اتخاذ القرارات ذات الارتدادات السلبية على الوطن. ان ارتكاب مثل هذه المعصية خطيئة ومشروع فتنة لانها تقوض لبنان الذي هو فسحة حرية ومساحة تنوع آراء".

ورأى "ان الرئيس السوري لم يخرج في خطابه الاخير على ما دأب عليه منذ توليه السلطة، خصوصا بعد اضطراره الى سحب جيشه في العام الماضي، من هنا نفهم غضبه ضد قوى 14 آذار ولجوءه الى اسلوب التخوين والتضليل. الا انه قدم لها خدمة باعطاء البراهين على ارتكاباته. وكان لافتا استعماله التعابير الفظة ولغة الازقة في تطاوله على قادتها الذين كان يهرع للقائهم طلبا للمساعدة والمساهمة في تخفيف الضغوط التي يستجلبها لبلده بفعل ادائه الارعن"، معتبرا "انه يجدر التوقف عند مواقفه التي تنم عن يأس وهلع وحقد وغدر خصوصا لجهة انسياقه في المحور السوري- الايراني الذي يدغدغ قادته الامل في اثارة غرائز الشارع العربي واستدرار عطفه لتأليبه على الحكومات من جهة ومضيهم في الاستفزاز والهروب الى الامام لخلط الاوراق وقلب الاولويات في محاولة لتعزيز مواقعهم من جهة اخرى".

واعتبر الحزب "ان ابلغ رد على فظاظة الرئيس السوري يكون في تعزيز مستلزمات الوحدة الوطنية، وهنا تقع المسؤولية اولا على حلفائه وفي مقدمهم حزب الله، لافهامه ان زمن هيمنته على لبنان ولى الى غير رجعة، وان ادعاءه البطولات يسقط عند حدود هضبة الجولان المحتل. ولن يسمح اللبنانيون له بالمزايدة على جثثهم ومعاناتهم، على العكس من ذلك يطالبونه بالاقلاع عن التدخل في شؤونهم والمكابرة على حسابهم، والمبادرة الى اطلاق ابناء وطنهم المعتقلين في سجونه وترسيم الحدود وتقديم ما يثبت الاقرار السوري الشفوي بلبنانية مزارع شبعا ومباشرة العلاقات الدبلوماسية بمفهوم القانون الدولي وذلك من خلال قيام سفارة لكل من الدولتين المستقلتين في عاصمة الدولة الاخرى".

 

مجلس الوزراء الايطالي يوافق على ارسال قوة سلام الى لبنان

رويترز - 2006 / 8 / 18  وافقت الحكومة الايطالية رسميا يوم الجمعة على ارسال قوات الى لبنان في اطار قوة للامم المتحدة تهدف الى تأمين السلام بين اسرائيل وحزب الله بعد حرب دامت شهرا. ولم يحدد اجتماع لمجلس الوزراء عدد الجنود الذين ستساهم بهم روما في بعثة الامم المتحدة ولكن مسؤولين قالوا ان ايطاليا مستعدة لارسال ما يصل الى ثلاثة الاف جندي مما سيجعلها واحدة من اكبر الدول المساهمة في هذه القوة .

وقال روماني برودي رئيس وزراء ايطاليا في مؤتمر صحفي بعد جلسة مجلس الوزراء ان"ايطاليا تريد ان تقدم مساهمتها في السلام .

"هذه مرحلة جديدة من السياسة الخارجية الايطالية وهي مرحلة مسؤولية ومصداقية بهدف مشترك وهو المساعدة في بناء السلام في واحدة من اكثر المناطق تعقيدا في العالم."وأكد برودي اصرار ايطاليا على ان هذه المهمة لديها"قواعد اشتباك واضحة."ومثل الدول الاخرى المشاركة تريد ايطاليا ان يكون لدى هذه القوة تفويض أقوى من قوة الامم المتحدة الصغيرة المنتشرة حاليا في لبنان.ولكن برودي يحتاج الى استيعاب حلفائه اليساريين في الائتلاف الحكومي والذين انتقدوا الوجود العسكري الايطالي في العراق وافغانستان. ودعا قرار أصدره مجلس الامن الدولي في الاسبوع الماضي الى هدنة والى تشكيل قوة حفظ سلام لمساعدة الجيش اللبناني على الاشراف على انسحاب القوات الاسرائيلية من جنوب لبنان بعد حرب دامت شهرا وأدت الى قتل اكثر من 1300 شخص .

وقال برودي ان قرار الامم المتحدة اوضح ان قوة الامم المتحدة لن تنزع سلاح حزب الله . واضاف ان "البنود الواردة في الوثيقة التي وافقت عليها الامم المتحدة لا تدع مجالا للشك في ان هذه مهمة للسلام."

 

نصر أم دمار ستراتيجي يا شيخ حسن نصر الله?

 سعيد علم الدين* 

لا بد في البداية من الحديث عن استعمال الشيخ حسن نصر الله لكلمة "ستراتيجي" اللاتينية الدخيلة على اللغة العربية, مع العلم أن هناك كلمات عربية كثيرة تماثلها. ومن المستغرب أن يتعرض السيد العربي الفصيح البليغ اللسان لهذه الهفوة, كيف لا وهو الذي كان يتهكم في جلسات الحوار الوطني على الزعماء اللبنانيين الذين كانوا يستعملون بعفوية بعض الكلمات الأجنبية في أحاديثهم ويعتبرهم في نظره, قد تغربوا غربا, وتأربوا أوروبيا, وتأمركوا اميركيا, وتآمروا على الأمة ولغتها المقدسة. وقد انتقدهم في إحدى جلسات الحوار علنا على ذلك. فالأحرى به هنا أن يبدأ بإصلاح نفسه ليس لغويا فقط قبل انتقاد الآخرين والتهكم عليهم. وكان نصر الله قد وعد زعماء البلاد على طاولة الحوار قبل الحرب, بعدم القيام بأعمال عسكرية ضد إسرائيل على الأقل في الصيف إنقاذا للموسم السياحي الواعد الذي كان يبشر بالخير في إنعاش الاقتصاد الجامد. ولكن بهمة "ستراتيجيته" العظيمة, ولأن الوعد الصادق أهم من مستقبل أطفال لبنان ومن وعده للزعماء, ولأن الاستفراد بالقرار أهم من الحكومة وأهل الحوار, قام بعملية الخطف, التي أشعلت الحرب. وهكذا بدل أن تأتي السواح والمغتربون من كل صوب, جاءت الطائرات الإسرائيلية بصواريخها والدبابات بقنابلها والبوارج بحممها من جميع الأحجام لتحاصر لبنان وتدمره "ستراتيجيا". فالدمار الرهيب المكثف الذي تعرض له لبنان من آلة الحرب الإسرائيلية هو دمار " ستراتيجي" لأنه تم من خلال خطط حربية نسقتها قوات العدو فيما بينها برا وبحرا وجوا لشل حركة لبنان نهائيا من خلال تدمير المطارات والمرافئ والجسور والطرق والبنية التحتية والفوقية وذلك لإضعاف المقاومة وكسر إرادة الشعب اللبناني في المواجهة وتحدي العدوان. ومن هنا فالصمود الذي نتغنى به له بسبب الحصار حدود. والشعب اللبناني لا يستطيع الحرب بلحمه العاري فقط.

تصرف نصر الله هذا يعتبر خروجا عن إجماع أهل الحوار وتوريطا للبنان في حرب قاتلة, خدم من خلالها مشاريع إيران ومؤامرات الحاقدين في سورية على قيامة لبنان الديمقراطي الحر, وساهم في عرقلة عمل المحكمة الدولية. إلا أن البشار لن يفرح كثيرا بهذه العرقلة وسيصاب بقلة النوم والشحوب قريبا. وماذا حقق حزب الله للبنان بعد هذا الدمار? لا شيء سوى الخراب والافتقار ! عودة إلى كلمة " ستراتيجي", والتي لم نستوفها حقها بعد, حيث قالها الشيخ نصر الله بشكل لا يتوافق مع ما يقصد من معنى. فممكن القول مثلا, خطط "ستراتيجية", أما أن نقول نصر "ستراتيجي" فليس له أي معنى. فلا يوجد نصر " ستراتيجي" ومن هنا فقد قصد ربما أن يقول: نصر كاسح, مهم, مفصلي, غير عادي, أسطوري, غير وجه التاريخ وقلب الصراع العربي الإسرائيلي وللمرة الاولى في تاريخ النزاع لمصلحة العرب رأسا على عقب, فالطريق الآن وبعد نصر حزب الله على إسرائيل أصبحت معبدة بالقناديل لتحرير ما بعد حيفا وحتى القدس وعسقلان, ولا ننسى أيضا أن نصر حزب الله قد قطع الطريق على مشروع الشرق الأوسط الاميركي الكبير إلى غير رجعة, فأميركا اليوم بسبب انتصار حزب الله حائرة الموقف وخائرة القوى وهي في واقع حيص بيص ومن أفغانستان إلى لبنان.

فكلمة "ستراتيجية" تعني فن تنسيق جميع القوى في زمن الحرب, فن تنظيم الجيوش ووضع الخطط العسكرية في المعركة, وفن إدارة العمليات الحربية. مثلا, كالستراتيجية العسكرية الفذة التي وضعها خالد ابن الوليد في معركة اليرموك. بعد هذه المداخلة لا بد من الدخول في صلب الموضوع ألا وهو موضوع النصر "الستراتيجي" المفصلي الذي أعلنه السيد نصر الله على إسرائيل. ولهذا:

- وبما أنه حتى الآن لم يظهر قائد عربي شجاع واحد يواجه نتيجة الواقع العسكري كما هي, يعترف بهزيمته صراحة, ويطالب بمحاسبته إذا كان مقصراً, حتى أن الزعيم عبد الناصر تهرب من كلمة هزيمة فسماها نكسة ولم تكن استقالته المشهورة سوى مناورة ذكية استولى من خلالها على عواطف الجماهير المأسورة بطلته السمراء. حتى أن نزار قباني اندفع وقال " قتلناك يا آخر الأنبياء". وهكذا أفاقت الأمة مذعورة من عز حلمها اللذيذ باستعادة فلسطين وعودة اللاجئين, إلى كابوس مهين بخسارة سيناء وغزة والضفة الغربية والجولان, ولو أن لبنان غامر واشترك يومها في حرب 5 يونيو, لكان الجنوب من عداد الضحايا . وليته يومها دخل الحرب لوفرنا على أنفسنا الكثير من الحروب. ردا على الاستقالة وليست الهزيمة, هبت الجماهير صارخة بجنون من أجل أن يبقى الريس على الكرسي المصون. وهل ممكن أن يجلس أحد غيره عليه بعد أن أصبح هو قائد الأمة الأوحد? وهكذا نست الجماهير العاطفية بفعل الاستقالة مر الهزيمة وانتصار إسرائيل الساحق على ثلاثة جيوش عربية وبلحظة صاعقة مدوية, غيرت وجه التاريخ العربي وما زلنا ندفع ثمنها دما ودمارا, وخنوعا وانتحارا, وتهورا واستهتارا, وتخلفا حضاريا, وتدهورا للحضيض وهدرا للطاقات حتى اليوم. وعدل عبد الناصر عن الاستقالة وصفقت الجماهير للبطل العائد, وتحولت الهزيمة إلى نصر مكين!

- وبما أنه حتى الآن لم يظهر زعيم عربي واحد لم يعلن انتصاره رغم هزيمته, ولم يرفع علامات النصر وهو هارب من المعركة, بل ويطلق الرصاص في الهواء ابتهاجا بخلاصه من المعركة حيا, "النصر يعني في العرف الثوري العربي أن القائد يجب أن يبقى حيا كالقطط بسبع أرواح, حتى ولو خرج من الجحر جاراً أذيال الخيبة والتقهقر والهوان. والأمثلة كثيرة من القذافي في حرب تشاد, إلى حافظ الأسد في انسحابه المذل أمام تقدم الجيش الإسرائيلي عام 82 في لبنان, إلى عرفات وخروجه الذليل تحت مدافع إسرائيل مرغما من بيروت, إلى ميشال عون ولجوئه إلى السفارة الفرنسية, وإلى صدام حسين واندحاره من الكويت تحت وابل أم الانتصارات التي دمرت العراق.

ولهذا فليس غريبا بل كان متوقعا بعد انتهاء الحرب أن يطل علينا الامين العام لحزب الله الشيخ حسن نصرالله في رسالة متلفزة الاثنين 14/8/2006 ليعلن النصر ويقول:" استطيع ان اقول نحن امام نصر ستراتيجي وتاريخي", ولكن هل يمكن لمن كان يستجدي وقف إطلاق النار وبأسرع وقت أن يعتبر نفسه منتصرا?

* كاتب لبناني.

arabberlin312s@hotmail.com

 سعيد علم الدين* 

 

 

الجيش اللبناني ينتشر في الجنوب.. وفرنسا ترسل 200 جندي للقوة الدولية 

باريس -  + وكالات : 18/8/2006 

فيما بدأ الجيش اللبناني ينتشر بالجنوب الخميس ، قال الرئيس الفرنسي جاك شيراك إن بلاده ستشارك بقوة إضافية قوامها نحو 200 فرد في قوة جديدة للامم المتحدة في لبنان مما خيب توقعات بعض مسؤولي المنظمة الدولية ممن كانوا يأملون بقوة اكبر حجما. الا ان شيراك ترك احتمال ان تشارك فرنسا بمزيد من القوات في نهاية المطاف مفتوحا وقال الخميس ان نحو 1700 جندي فرنسي يرابطون قرب لبنان سيتم توفيرهم لقوة الامم المتحدة في لبنان الا انهم لن يكونوا تحت سيطرة الامم المتحدة. ولفرنسا بالفعل نحو 200 فرد في قوة الامم المتحدة المؤقتة الحالية في لبنان (يونيفيل). واتخذ الجيش اللبناني الخميس مواقع له في حوالى ثلاثين قرية جنوب نهر الليطاني وبعضها على الحدود مع اسرائيل بحسب ما افاد ضابط كبير في الجيش اللبناني في صور. وقال الضابط الكبير رافضا الكشف عن هويته ان الجيش انتشر في قرى يارون ومارون الراس وعيترون وبليدة على طول الحدود الغربية. وقد تمركز في حوالى ثلاثين قرية حدودية في هذا القطاع. واضاف الضابط لوكالة فرانس برس ان هناك ستة الاف عسكري من ثلاثة الوية مكلفين بالمرحلة الاولى من الانتشار التي بدأت الخميس. ووصلت قطعة بحرية تابعة للجيش اللبناني الى مرفأ صور بحسب ما افاد صحافي في وكالة فرانس برس وكان على متنها 210 جنود وثماني مدرعات وثلاث شاحنات عسكرية لتعزيز القوات العسكرية الموجودة في منطقة صور حتى الآن بحسب ما اوضح الضابط. وكان عناصر من الجيش اللبناني بدأوا صباح الخميس التمركز على ثلاثة محاور في جنوب لبنان استعدادا للانطلاق منها الى طول الحدود مع اسرائيل بموجب القرار الدولي 1701.

ووصلت الدفعة الاولى من اللواء العاشر في سلاح المشاة المؤلف من 2500 جندي لبناني الخميس بالشاحنات الى مدينة مرجعيون في جنوب لبنان قرابة الساعة السابعة بالتوقيت المحلي (4,00 تغ) الى ثكنة مرجعيون على بعد سبعة كيلومترات من الحدود الاسرائيلية. واتخذت الحكومة اللبنانية الاربعاء قرارا بانتشار الجيش في قضاءي حاصبيا ومرجعيون ومنطقتي جنوب الليطاني والعرقوب وبدأ الانتشار من الشرق الى الغرب في اتجاه الحدود مع اسرائيل وصولا الى الساحل. وقال قائد اللواء العميد شارل شيخاني -علينا ان ننتشر خلال الساعات الاربع والعشرين المقبلة على طول الخط الازرق الذي رسمته الامم المتحدة في سنة 2000 ليقوم مقام الحدود بين لبنان واسرائيل. وعبر العميد شيخاني عن سروره بالانتشار في منطقة من بلادنا لم يكن للجيش وجود فعلي فيها منذ عقود. وبدأ نفوذ الجيش يتراجع في الجنوب منذ الستينات مع نشاط الفدائيين الفلسطينيين ثم الاجتيح الاسرائيلي في 1978 ثم الاجتياح الذي وصل الى بيروت في 1982 ثم نشاط حزب الله العسكري في الجنوب ضد اسرائيل بعد الانسحاب الاسرائيلي في سنة 2000.

واوضح العميد شيخاني ان طلائع القوة التي وصلت الخميس والمؤلفة من مئات العناصر ستستكمل بانضمام بقية عناصر اللواء اليها خلال الساعات الاربع والعشرين. في هذا الوقت كانت قوافل عسكرية اخرى تجتاز جسر القاسمية فوق الليطاني في اتجاه جنوب صور الساحلية. وتمركزت قوة في مركز عسكري عند مدخل مدينة صور قرب مخيم البص الفلسطيني. وكانت قوة اخرى تعبر جسر الحاصباني (20 كلم من الحدود الاسرائيلية) باتجاه العرقوب (جنوب شرق). وترفع شاحنات الجيش اللبناني الاعلام اللبنانية وتحمل آليات قاذفات صواريخ وقذائف هاون وكذلك معدات لوجستية مثل الاسرة الخاصة بالجنود والطاولات والخزانات وبرادات المياه... وفي ثكنة مرجعيون جرى احتفال برفع العلم اللبناني. وتلا العميد شيخاني على العسكريين امر اليوم الصادر عن قائد الجيش العماد ميشال سليمان الذي جاء فيه اليوم وباسم الارادة الوطنية الجامعة تستعدون للانتشار على ارض الجنوب الجريح الى جانب مقاومتكم ومع شعبكم الذي اذهل العالم بصموده وثباته وكسر هيبة الجيش الذي قيل عنه انه لا يقهر. واضاف ان الجنوب كان لفترة طويلة من الزمن بوابة القلق ومدخل الرياح. اما اليوم وانتم ترابطون على تخومه وروابيه وتبذلون كل المستطاع في سبيل خدمة اهله الاباة الصابرين ورفع المعاناة عنهم وبلسمة جراحهم تحولونه الى حصن منيع للوحدة الوطنية. واستقبل المدنيون الذين كانوا يتواجدون في الشوارع قوافل الجيش اللبناني بالترحاب. وقال غسان (موظف) الذي كان يقف عند جسر القاسمية انا متأثر جدا برؤية جيشي يمر ويتوجه اخيرا في اتجاه الجنوب. وقال مواطن آخر ليباركهم الله ياتون لحمايتنا.

 

قوة أممية قوية ولكن غير هجومية 

لخميس 17 أغسطس - أ. ف. ب.

 نيويورك (الامم المتحدة): حددت الامم المتحدة اليوم المواصفات التي تريدها لقوتها المعززة في جنوب لبنان، فقالت انها يجب ان تكون "جيدة التجهيز وقوية" ولكن غير "هجومية"، كما شددت على الدول المرشحة للانضمام اليها ان تعطي جوابها سريعا.

وقال مارك مالوك براون الامين العام المساعد للامم المتحدة مفتتحا اجتماعا لممثلي 49 دولة مرشحة للمشاركة في هذه القوة "ستكون قوة جيدة التجهيز وقوية ومخولة التحرك بما يتناسب مع متطلبات تنفيذ مهماتها الاساسية". واضاف الرجل الثاني في الامم المتحدة ان المنظمة الدولية تقترح قواعد التزام "تتضمن استخدام القوة لمنع استعمال المنطقة المقررة لانتشار قوة اليونيفيل لاغراض عدائية ولمساعدة الحكومة اللبنانية على ضمان امن حدودها ومنافذ دخول اخرى".  واضاف انها ستكون "قوية ولكن غير هجومية". وتابع "ان اليونيفيل ستكون هناك لارساء السلام في حين يجري العمل على حل سياسي طويل الامد" مضيفا ان الحل لانهاء هذا النزاع "ليس عسكريا بل سياسي".

وشدد مالوك براون على اهمية عامل الزمن. وقال "علينا ان نتحرك مع شعورنا باهمية الاسراع" معتبرا انه "اذا كان وقف الاعمال الحربية الذي تم التوصل اليه عبر قرار مجلس الامن 1701 لا يزال صامدا، فان الوضع على الارض يبقى هشا".

 وبعد ان وعد الدول ال49 الممثلة في الاجتماع بالرد على كل تساؤلاتها حول مهمة قوة اليونيفيل المعززة قال انه يتوقع بالمقابل الحصول على جواب "ان لم يكن اليوم فخلال الايام القليلة المقبلة" على السؤال "ماذا تستطيعون ان تقدموا ومتى؟". واعتبر ان "شرعية القوة المستقبلية تبقى مرتبطة بمدى تعددية هذه القوة".

وقال ان الامم المتحدة ترغب في ان تكون هناك نواة من كبار المشاركين في القوة على ان يقدم الاخرون مشاركات اكثر تواضعا ولكن مرتبطة بحاجات محددة. واعرب عن الامل في التمكن من "نشر طليعة من 3500 رجل خلال الايام العشرة المقبلة لتعزيز العناصر الالفين لقوة اليونيفيل الحالية، على ان يتم لاحقا العمل على تجميع ما تبقى من ال15 الف عنصر الذين حددهم مجلس الامن". واضاف بلهجة تحذيرية "علينا ان نحول الوعود الى التزامات حازمة والالتزامات الى عمليات انتشار سريعة على الارض. ان كل يوم يمر من دون قرار يمكن ان يشهد استئنافا للمعارك". ولم يذكر مالوك براون في كلمته اي دولة بالاسم. وفرنسا التي كان الجميع يتوقع منها مشاركة كبيرة اكتفت اليوم الخميس بالاعلان عن ارسال 200 عنصر ينضمون الى 200 عنصر اصلا موجودين في جنوب لبنان ما خيب امال الامم المتحدة. وتطالب باريس بضمانات لسلامة جنودها قبل ارسال قوات اضافية.

في برلين اعلنت المستشارة انغيلا ميركل مساء الخميس ان الحكومة الالمانية ترفض المشاركة في قوات برية في اطار قوة السلام في جنوب لبنان.  واضافت في تصريح صحافي ان المانيا تقترح في المقابل ارسال "قوة للحماية البحرية" من خلال اشراك بحريتها في الاستعدادات القائمة لدعم هذه القوة. وتنوي ايضا ان تضع في تصرف القوات وسائل لوجستية ونقلا جويا واستطلاعا. واوضحت ان كل ذلك يبقى مشروطا بتحديد قواعد واضحة للمشاركة من قبل الامم المتحدة وموافقة الحكومة اللبنانية ومجلس النواب الالماني.

وكانت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال اليو ماري قالت الاربعاء ان فرنسا على استعداد لتولي "قيادة" قوة الطوارئ الدولية في جنوب لبنان بعد تعزيزها حتى شباط/فبراير المقبل موعد انتهاء ولاية الجنرال الفرنسي الان بيليغريني الذي يتولى قيادتها حاليا. غير ان اليوت ماري رفضت تقديم اي رقم بشأن عديد القوات الفرنسية التي ستشارك في القوة الدولية محذرة في الوقت نفسه من مخاطر المضي في مهمة "غير واضحة" الامر الذي قد "يتحول الى كارثة". ويدعو قرار مجلس الامن 1701 الى تعزيز قوة الامم المتحدة الموجودة حاليا في لبنان لتضم 15 الف عنصر بدلا من الفين حاليا، على ان ينضموا الى 15 الف جندي لبناني قررت الحكومة اللبنانية ارسالهم الى الجنوب بالتوازي مع الانسحاب الاسرائيلي.

 

  المطالبة بفدية لإطلاق سراح رهينة لبنانية في نيجيريا 

الخميس 17 أغسطس-  أ. ف. ب.

لاغوس: اعلن مصدر رسمي ان مجهولا طالب اليوم الخميس بدفع فدية قيمتها 50 مليون نايرا (307 الاف و680 يورو) للافراج عن موظف لبناني في القطاع النفطي خطفته امس الاربعاء مجموعة من المسلحين قرب بورت-هاركورت (ولاية ريفرز).  وقال مسؤول في شركة هومن انجينيرينغ التي يعمل فيها اللبناني "بعد ظهر اليوم، اتصل مجهول للمطالبة ب 50 مليون نايرا في مقابل الافراج عن موظفنا. وكان رقم هاتفه محجوبا، ثم اقفل الخط فورا بعدما اعلن عن طلبه". واضاف هذا المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته "لا تتوافر اي وسيلة للعثور على هذا الشخص لانه اخفى رقم هاتفه". واوضح "لم نحصل بعد على اي معلومات تتعلق بعملية الخطف. ولقد ارسلنا رجالا لتحديد مكان احتجازه. ونجري اتصالات ايضا مع اعضاء في الحكومة لتأمين الافراج عنه".

يذكر ان هومن انجينيرينغ هي شركة خدمات متخصصة في البناء وتتخذ من بورت-هاركورت مقرا لها. وبالاضافة الى اللبناني المخطوف والذي لم تكشف هويته بعد، لا يزال مسلحون يحتجزون خمسة موظفين اجانب اخرين في القطاع النفطي النيجيري في دلتا النيجر (جنوب) وهم المانيان واميركي وايرلندي وبريطاني. واعلنت سفارة الولايات المتحدة في ابوجا اليوم الخميس ان ليس لديها اي معلومات عن الاميركي المخطوف. وقد حصلت عملية خطف الموظف اللبناني بعدما اعلن الرئيس النيجيري اولوسيغون اوباسنجو امس عزمه على القضاء على العصابات المسلحة التي زادت من عمليات خطف الاجانب في الاسابيع الاخيرة. وقال اوباسنجو "سنكون حازمين ونقول لا للعنف ولخطف الرهائن. وسنطارد خاطفي الرهائن اينما وجدوا. ولن نتساهل مع هذا الوضع".

 

هبوط أول طائرة ركاب في مطار بيروت منذ الحرب 

بيروت – وكالات : 18/8/2006 

هبطت أول طائرة ركاب في مطار بيروت الدولي الخميس لأول مرة منذ خمسة أسابيع مع تخفيف الحصار الجوي الذي فرضته إسرائيل على البلاد منذ بدء الحرب التي استمرت 34 يوما. ومازالت اسرائيل تفرض حصارا بحريا على لبنان. وقال مصدر في الحكومة اللبنانية ان الحصار الجوي والبحري سيرفع تدريجيا بعد ان طلب فؤاد السنيورة رئيس وزراء لبنان مساعدة دولية لإعادة فتح مطار بيروت والموانيء اللبنانية. وهبطت طائرة تابعة لشركة طيران الشرق الاوسط اللبنانية الساعة 1.10 ظهرا (1010 بتوقيت جرينتش) قادمة من مطار عمان بالاردن. وستعقبها رحلة تابعة للخطوط الملكية الاردنية. ويتوقع استئناف رحلات الطيران المنتظمة الاسبوع القادم. وترسل شركة بي.ميد وهي شركة شريكة للخطوط الجوية البريطانية طائرة محملة بالمساعدات الانسانية الى بيروت في وقت لاحق من يوم الخميس. واعربت الشركة البريطانية عن املها في استئناف خدمتها اوائل الاسبوع القادم وقالت انها ستنظم في باديء الامر اربع رحلات اسبوعية الى لندن. وأغلق المطار يوم 13 يوليو تموز عندما قصفت اسرائيل المدارج بعد يوم من قيام حزب الله بعملية عبر الحدود أسر فيها جنديين اسرائيليين. كما ضربت المدارج وخزانات الوقود في غارات جوية لاحقة. ولا يعمل سوى مدرج واحد من ثلاثة مدارج بالمطار. وخلال الحرب التي استمرت 34 يوما سمحت اسرائيل للطائرات التي تحمل مساعدات انسانية فقط بالهبوط بالمطار. وتوقف القتال يوم الاثنين في اطار هدنة تدعمها الامم المتحدة. وقالت شركة طيران الشرق الاوسط في بيان انها -ابتداء من نهار الاحد الموافق 20 اغسطس اب 2006 ستقوم بتسيير رحلات الى منطقة الخليج العربي وافريقيا ومصر من بيروت الى عمان ثم متابعة الرحلة على نفس الطائرة الى جهة المقصد. وكذلك بالنسبة الى رحلات العودة الى بيروت من المناطق المذكورة اعلاه. اما بالنسبة للرحلات المتوجهة من والى اوروبا فسوف تتابع سيرها من مطار دمشق الدولي الى حين رفع الحظر كليا عن مطار رفيق الحريري الدولي بيروت. وتبقى برامج يومي الجمعة والسبت من والى مطار دمشق الدولي وفق جدول الرحلات الذي اعلن سابقا. واضافة الى ذلك سيتم تسيير عدد من الرحلات بين بيروت وعمان. وتم توجيه خمس طائرات تابعة لشركة طيران الشرق الاوسط كانت في بيروت وقت اندلاع الحرب الى عمان يوم 14 يوليو /تموز. وقال محمد الحوت رئيس مجلس ادارة طيران الشرق الاوسط ان شركته تقدم تذاكر مجانية للركاب الذين يستخدمون طائراتها من والى عمان يوم الخميس.

 

حزب الله يتمسك بسلاحه رغم نشر الجيش في الجنوب 

بيروت -  + وكالات : 17/8/2006 

  أثار رفض حزب الله نزع سلاحه مخاوف من اندلاع حرب أهلية في لبنان ، خاصة بعد إقرار الحكومة اللبنانية الأربعاء نشر الجيش في جنوب لبنان . وقال حزب الله ان فكرة نزع سلاحه غير مطروح على الطاولة خصوصا مع استمرار القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان. وشدد الشيخ نبيل قاووق مسؤول الجنوب في حزب الله على حق حزب الله في قتال القوات الإسرائيلية المتبقية على ارض لبنان قبل نشر الجيش اللبناني وقوة حفظ السلام الدولية المتوقع في الأيام والأسابيع المقبلة. وقال قاووق للصحفيين في مدينة صور الساحلية اليوم ليس مطروحا تسليم سلاح حزب الله ولا نزع هذا السلاح. هناك اولويات وواجبات على الدولة ان تقوم بها قبل ذلك. واضاف وجود الدبابات الاسرائيلية على ارض الجنوب هو عدوان وان المقاومة تحتفظ بحقها في مواجهة هذا العدوان اذا ما استمر. وقال قاووق ان حزب الله رحب بانتشار الجيش اللبناني في جنوب نهر الليطاني. كما قال ان حزب الله لن يحتفظ بمظاهر مسلحة في المناطق الحدودية. وأقرت الحكومة اللبنانية الأربعاء خطة نشر الجيش في جنوب لبنان تماشيا مع قرار مجلس الأمن الذي أوقف القتال بين حزب الله وإسرائيل. وقال وزير الإعلام غازي العريضي عقب جلسة مجلس الوزراء -وفي موضوع انتشار الجيش قرر مجلس الوزراء نشر الجيش اللبناني في منطقتي جنوب الليطاني والعرقوب وقضائي حاصبيا ومرجعيون وتكليفه المحافظة على الأمن في هاتين المنطقتين وهذين القضائين. وأضاف على ان تكون مهام الجيش وصلاحياته على كامل تلك المناطق الدفاع عن ارض الوطن والحفاظ على الآمن والنظام ..وكذلك الحفاظ على أملاك المواطنين وأرزاقهم وحمايتها ومنع وجود اي سلطة من اي نوع كان تكون خارجة عن سلطة الدولة اللبنانية. واردف قائلا وعليه في ذلك ان يعمل على التأكد من احترام الخط الازرق وتطبيق القوانين المرعية .. بالنسبة لأي سلاح خارج سلاح الدولة اللبنانية وعلى الجيش وقيادته التعاون مع قوات الطوارئ الدولية اليونيفيل حسب ما ينص عليه قرار مجلس الأمن 1701 . وردا على سؤال قال العريضي لن يكون صدام بين الجيش والاخوة في حزب الله او المقاومة في الجنوب الجيش لا يذهب مكلفا بهذه المهمة. وقال وزير حزب الله في الحكومة محمد فنيش للصحفيين عقب الجلسة وافقنا على القرار من دون أي تحفظ. وكان حزب الله القى بظلال من الشك على قدرة الجيش اللبناني في الدفاع عن البلاد ضد اسرائيل قائلا ان مقاتليه الخيار الافضل لقتال اي عدوان. واقر مجلس الامن الدولي يوم الجمعة الماضي بالإجماع قرارا يدعو لوقف الأعمال القتالية. وأقر إرسال ما يصل الى 13 ألف جندي جيد التسليح للانضمام لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان المعروفة باسم قوة اليونيفيل الموجودة الآن في لبنان وقوامها ألفا جندي. وأوقفت الهدنة التي بدأت يوم الاثنين 34 يوما من الحرب بين إسرائيل وحزب الله .

 

الحريري وجنبلاط يتهمان الأسد بإشعال الفتنة في لبنان 

بيروت –  + وكالات : 18/8/2006 

شن النائبان اللبنانيان سعد الحريري ووليد جنبلاط الخميس أعنف هجوم على الرئيس السوري بشار الأسد متهمان إياه بإشعال الفتنة في لبنان لخدمة مصالحه . ووصف الحريري في كلمة ألقاها في دارته في قريطم أمام مناصرين وشخصيات عامة خطاب الأسد الاخير بقصف من العيار الثقيل تلى القصف الاسرائيلي على لبنان واتهمه بمحاولة استدراج الفتنة الى لبنان وفلسطين والعراق. وقال الحريري نشعر بالحزن العارم عندما نرى رئيس سوريا يتسلل الى الانتصار اللبناني ويخرج عن طوره ويوجه الاتهامات وحملات التخوين التي لا تليق باي مسؤول حتى لو كان من الدرجة العاشرة. ورد الحريري على الخطاب الذي القاه الاسد الثلاثاء وهاجم فيه دولا عربية رئيسية واتهم قوى 14 اذار/مارس اللبنانية المناهضة لسوريا بانها منتج اسرائيلي. وقال اراد سيد قصر المهاجرين في دمشق ان يتوجه الى اللبنانيين بخطاب من الوزن الثقيل فخانته الكلمات وخانته الرؤية ليتحول الخطاب الى قصف من العيار الثقيل لا ينال من فريق اساسي في لبنان فحسب بل يطعن باشقاء عرب لا سيما الاشقاء الذين وقفوا مع والده الراحل حافظ الاسد. واضاف انه خطاب نكران الجميل للعرب. ووجه الاسد في خطاب القاه الثلاثاء في دمشق تحية حارة الى حزب الله معتبرا ان -المعركة الحقيقية ابتدأت الان وعلينا ان نحول النصر العسكري الى نصر سياسي. وانتقد الدول العربية التي وصفت في بداية الحرب اقدام حزب الله على خطف جنديين اسرائيليين بالمغامرة وقال على الدول العربية الا تتبنى رؤية العدو والا يكون دورها على حساب مصالحنا. وراى الحريري ان لبنان مهدد من الدوليتن المحيطتين به سوريا واسرائيل مؤكدا العزم على مواجهتهما. وقال -هناك رئيس مجاور يهدد باسقاط الوضع السياسي القائم في لبنان لانه لم يستطع ان يهضم حتى الان قرار الشعب اللبناني بسحب فساده واجهزته في اشارة الى انسحاب القوات السورية في نيسان/ابريل 2005 تحت ضغط الشارع اللبناني والضغوط الدولية. واضاف في الجهة الاخرى دولة تهدد لبنان يوميا في امنه واستقراره وسلامة شعبه.

وقال لا خيار لنا سوى التاكيد على حالتين: تاكيد رفض وصاية قصر المهاجرين او محاولة تجديدها باية صورة وتاكيد على مواجهة العدوان الاسرائيلي والتضامن وراء الدولة ومؤسساتها الشرعية وازالة اثار العدوان الاسرائيلي ومباشرة مرحلة جديدة واعدة.

وقال الحريري اراد الرئيس السوري ان يكون شريكا مضاربا للبنانيين في مواجهة الاحتلال. حبذا لو انه استطاع ان يمارس هذه الشراكة على جبهة الجولان المحتل وان يخرق ولو لمرة واحدة الصمت الرهيب والمطبق في تلك الجبهة العزيزة على قلوب جميع العرب. واضاف ان النظام في سورية يتاجر بدماء اطفال قانا وغزة وبغداد لكي يستدرج الفتنة الى لبنان وفلسطين والعراق حتى بات قصر المهاجرين (قصر الرئاسة السوري) يستحق ان يسمى قصر المتاجرين. وتوجه الى الشعب السوري بقوله نعرف انكم السند الاول لاخوتكم في لبنان (...) نعرف ان حزنكم اكبر من حزننا انتم الشعب الممنوع من التعبير ومن المقاومة بينما رئيس سوريا يوزع اتهامات الخيانة ويطلق احكام الاعدام السياسية بحق من جاء بهم الشعب في انتخابات حرة. واكد الحريري الخميس ان اللبنانيين لن يسمحوا بعد اليوم ان يجعل احد من الدولة اللبنانية الطرف الاضعف في المعادلة الوطنية- منوها بدور الجيش اللبناني الذي بدأ انتشاره في جنوب لبنان في مناطق غاب عنها منذ عقود. وقال لن يسمح اللبنانيون لاحد بعد اليوم ان يجعل من الدولة الطرف الاضعف في المعادلة الوطنية او الجهة المكسورة التي لا حيل لها ولا قوة في مواجهة مخلفات الحرب الاسرائيلية بكل ما تعنيه من ابعاد سياسية واقتصادية اجتماعية واعمارية.

واستعاد الحريري بذلك كلاما قاله رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الاربعاء عن الدولة القوية ورفض ازدواجية القرار. وقال الحريري ما يجب ان يسود هو منطق الدولة وارادة الدولة وفاعلية الدولة خصوصا في ظل بعض السياسات الهوجاء التي تصل الينا من الخارج. وكرر في خطابه كلمة -الدولة- عشرات المرات.

واضاف هذا اليوم يجب ان يشكل محطة مهمة في تسجيل الثقة بالدولة اللبنانية ودورها. الآن يقوم الجيش اللبناني بمهمة تاريخية من خلال عملية الانتشار المقررة في الجنوب وهي مهمة وطنية وسياسية وامنية وعسكرية بامتياز ينفذها الجيش وانظار اللبنانيين شاخصة اليه وتراهن عليه في حماية السيادة والناس ودفع الاخطار التي هددت اهلنا منذ عشرات السنين.

وتابع كما نتطلع الى مشاركة الدول الصديقة في قوات الطوارىء والدور المامول منها في وقف الخروقات الاسرائيلية. واضاف -المجتمع الدولي امام امتحان صعب يتعلق بقدرة العالم على حماية لبنان ومنع العدوان ونحن في لبنان امام امتحان صعب يتعلق بقدرتنا على حماية صمود اللبنانيين وتفويت اي فرصة على المتلاعبين بوحدة الدولة ومؤسساتها.

واعلنت الحكومة اللبنانية في بداية النزاع العسكري بين حزب الله واسرائيل انها لا تتبنى ولم تكن على علم بعملية خطف الجنديين الاسرائيليين في 12 تموز/يوليو التي قامت اسرائيل على اثرها بشن هجومها على لبنان.

يذكر بان الاطراف اللبنانية كانت قبل بدء العدوان الاسرائيلي قد امضت شهورا في حوار داخلي يتمحور حول من يملك قرار الحرب او السلم في لبنان؟ انطلاقا من وجود سلاح بين يدي حزب الله خارج اطار الدولة اللبنانية.

ومن جانبه ، اتهم النائب اللبناني وليد جنبلاط الخميس الرئيس السوري بشار الأسد بأنه  يستخدم لبنان (ساحة) من اجل تحسين شروط التفاوض مع الولايات المتحدة ومن اجل تجنب المساءلة في قضية اغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري .

وقال جنبلاط  جارنا الحاكم في سورية يستخدم لبنان لتحسين شروط التفاوض مع اميركا وبنده الاول ان يفرض علينا انتدابا سياسيا في الداخل ويسقط الحكومة لتتجنب المحاسبة من خلال المحكمة الدولية . وقال هذا جدول اعمال النظام السوري مضيفا المجرم يعود الى مسرح الجريمة .

وأضاف جنبلاط  تفضل يا بشار وانحز الى شعبك السوري السجين الاسير وافتح جبهة الجولان: هل منعك احد؟ متابعا لكن اسهل بكثير وارخص بكثير استخدام الساحة اللبنانية وعلى اشلاء الشعب اللبناني. وقال ان - لا علاقة للرئيس السوري الحالي بماضي سورية البطولي مضيفا انك لم تفعل شيئا الا انك ورثت اباك بطريقة تخالف اصول حزب البعث والاصول السورية. وتابع لماذا المغامرة مسموحة في لبنان وممنوعة في الجولان؟-.

وقال ردا على قول بشار الاسد انه يتمسك بالمقاومة وبخيار السلام لماذا لا توجد مقاومة الا على اشلاء لبنان واشلاء اهل الجنوب ولماذا لا توجد مقاومة الا في لبنان؟. واعتبر ان ثوابت النظام السوري المقاومة السلام وجبهة الجولان هادئة هادئة بينما الثوابت الايرانية تحسين شروط التفاوض النووي على ركام لبنان . ودعا جنبلاط حزب الله الى احترام اتفاق الهدنة مع اسرائيل (1949) واتفاق الطائف للوفاق الوطني (1989) ودمج المقاومة (سلاح حزب الله) بالدولة حتى لا يبقى لبنان ساحة عسكرية مفتوحة.

وتوجه جنبلاط في مؤتمر صحافي نقلته مباشرة شاشات التلفزة المحلية الى امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله يساله عن سبب تغييب هذين الاتفاقين في مواقفه السياسية. وقال لم نسمع يا سيد في كل خطاباتك كلمة حول اتفاق الطائف او اتفاق الهدنة. واضاف في المؤتمر الذي عقده في مقر اقامته في المختارة في جبل الشوف (جنوب شرق بيروت) نذكر السيد حسن بهذه المحطات التي دونها يصبح لبنان خارطة عسكرية تبدأ من ميس الجبل وتنتهي في بيروت او اية بقعة اخرى. واضاف اذا لم تتم ثلاثة شروط: اتفاق الهدنة واتفاق الطائف والمقاومة ضمن الدولة وبامرتها فنحن ذاهبون الى المجهول. يذكر ان اتفاق الهدنة الذي ابرم عام 1949 بين اسرائيل ولبنان وضع حدا للحرب بدون ان يؤدي الى سلام بين البلدين. وقد ادرج الالتزام به في خطة الحكومة اللبنانية لحل الازمة (خطة النقاط السبع) وفي القرار 1701 الذي صدر عن مجلس الامن الدولي الاسبوع الماضي.

وجاء كلام جنبلاط مع بداية انتشار الجيش اللبناني في مناطق من جنوب لبنان غاب عنها لعقود وذلك في اطار تطبيق القرار 1701 لوقف العمليات الحربية بين حزب الله واسرائيل بتزامن انسحاب قوات الدولة العبرية مع انتشار الجيش وقوات الطوارىء الدولية. وقال جنبلاط وجود الجيش وفق صيغة غامضة لا تعترف بالهدنة ولا تكون المقاومة جزءا منه تجعله في ساحة صراع مفتوحة يتحمل مخاطرها وقد تدمره في ساعات. وراى انه اذا لم نحترم اتفاق الهدنة (1949) الجيش قد يدمر ونكون دخلنا في ما تريده بعض الاوساط الدولية التي لا تريد حماية لبنان انما حماية اسرائيل. واضاف افضل طريقة لتدمير الجيش تكون بعدم التاكيد على الهدنة واتفاق الطائف عندما تتذرع اسرائيل باية حجة لتدمر الجيش ولتعم الفوضى بالداخل. ورأى جنبلاط ان مواقف نصر الله السياسية ملتبسة ودعاه الى توضيحها . وجدد تساؤله هل هذه مقاومة لبنانية ام اداة لمحور سوري ايراني؟ هذه اشكالية لا بد من حسمها. وقال متوجها الى امين عام حزب الله  عندما تريد تعترف بالدولة وعندما لا تريد لا تعترف معتبرا ان هناك شيئا تهدم وهو الثقة عند الشعب اللبناني بانه لن ينجر مجددا الى جولة عنف جديدة تحت شعار استباق عدوان او لان المهمة لم تنته في اشارة الى مزارع شبعا والاسرى . واضاف مال ايران على حساب خراب لبنان موجود لكن الثقة بناؤها صعب الا اذا اردت ان تقتنع بالانخراط في الدولة.