المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الاحد 20/8/2006

سيَنقَسِمُ النَّاسُ فيَكونُ الأَبُ على ابنِه والابنُ على أَبيه، والأُمُّ على بِنتِها والبِنتُ على أُمِّها، والحَماةُ على كَنَّتِها والكَنَّةُ على حَماتِها ».

 

 

بوش: الشرق الأوسط يعيش "لحظة مفصلية من تاريخه" بين الديمقراطية والتطرف

واشنطن: نزع سلاح "حزب الله"  مفتاح السلام في المنطقة

 واشنطن-الوكالات: أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش أمس أن الشرق الأوسط أصبح في »لحظة مفصلية من تاريخه« بين الديمقراطية والتطرف. وقال بوش في رسالته الإذاعية الأسبوعية إن الحرب في لبنان تشكل »جزءاً من معركة أوسع تشهدها المنطقة بين الحرية والإرهاب«.  وأضاف: إن »الإرهابيين والذين يدعمونهم يرون جيداً أن الشرق الأوسط في لحظة مفصلية من تاريخه«. وتابع بوش أن »قوى الإرهاب تحاول وقف مسيرة الحرية وتوجيه الدول التي أصبحت حرة منذ فترة قصيرة إلى طريق التطرف«, معتبراً أنه »ليس مصادفة أن يشهد بلدان يبنيان مجتمعين حرين في قلب الشرق الأوسط النشاط الإرهابي الأعنف«. وأكد الرئيس الأميركي في رسالته »سنقضي على الإرهابيين عبر تعزيز الديمقراطيات الفتية في الشرق الأوسط«, ملخصاً بذلك حجج إدارته قبل ثلاثة أشهر من انتخابات تشريعية تبدو نتائجها غير محسومة. وتشدد إدارة بوش على الأمن القومي ومكافحة الإرهاب, ونشر الديمقراطية وتحقيق الازدهار الاقتصادي في الولايات المتحدة.

واثبتت الأيام الأخيرة أن الحرب في العراق وأمن الأميركيين سيشكلان محورين أساسيين في الانتخابات. وتسعى الإدارة الأميركية والحزب الجمهوري الذي يمكن أن يفقد غالبيته, إلى إقناع الناخبين بأن العراق يشكل واحدة من جبهات »الحرب العالمية على الإرهاب«. ويتهم المعارضون الديمقراطيون إدارة بوش بإغراق الولايات المتحدة في الحرب في العراق وانفاق أموال هناك كان يمكن أن تستخدم في مكافحة الإرهاب. من جانبه صرح نيكولاس بيرنز, وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية بأن أحداً لم يخرج منتصراً من الحرب في لبنان وأنه إذا كان للسلام أن يتحقق في المنطقة فلابد من نزع سلاح »حزب الله«.

وقال بيرنز في رد على أسئلة الجمهور من خلال موقع البيت الأبيض على الإنترنت أن »حزب الله« يدعي النصر لكن مع مقتل المئات من الجانبين اللبناني والإسرائيلي وتدمير الآلاف من المنازل فليس هناك منتصر. وأضاف أنه لابد من تجريد »حزب الله« من سلاحه إذا كان للسلام أن يتحقق في هذه المنطقة, مشيراً إلى أن تطبيق القرار 1701 سيكون بمثابة انتكاسة للحزب ولمن يولوه الرعاية, مشيراً إلى أنه بمجرد وضع هذا القرار موضع التنفيذ فلن يعود »حزب الله« يشكل تهديداً لإسرائيل من جنوب لبنان ولن يكون له أي قدرة على تحصين نفسه عبر الحدود مثلما اعتاد على مدى السنوات الست الماضية, مشيراً إلى أن القرار يفرض حظراً يمنع الدول من مده بالسلاح. وأشار بيرنز أن وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس قالت إن القرار هو انتصار للاعتدال والديمقراطية في الشرق الأوسط وهزيمة لأولئك الذين يتمنون تقويض هذه المبادئ بالعنف. وقال إن أحد أهم جوانب هذا القرار هو دعوة كل الدول إلى حظر تقديم أو نقل الأسلحة إلى لبنان لجهات أخرى غير الحكومة اللبنانية والمؤسسات الأمنية الرسمية. وأضاف بيرنز أن رسالتنا إلى سورية تظل ثابتة وهي أن الوقت حان لكي تقدم دمشق على خيار ستراتيجي مشيراً إلى أن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي يعملان لمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية. وقال: إن »الحلفاء في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا يتفقون مع الولايات المتحدة في السعي لعزل إيران والضغط عليها من أجل التخلي عن طموحاتها في الحصول على أسلحة نووية مشيرا إلى أن بوش ورايس عملا على مدى 18 شهراً مضت على توحيد جبهة عالمية ضد طهران وأنه هو نفسه سافر أكثر من 12 مرة إلى أوروبا لهذا السبب. وحذر بيرنز من أنه »إذا لم تعلق إيران جميع أنشطة تخصيب ومعالجة اليورانيوم بنهاية أغسطس الجاري فإنها ستواجه المزيد من الإجراءات في مجلس الأمن ومن بينها عقوبات«. وقال: إننا نحض إيران بقوة على أن تقبل العرض السخي الذي قدمته حكومات الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا. من ناحية أخرى أكد بيرنز في تصريحاته على قوة العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية, مشيراً إلى أن واشنطن وهي تواجه تحديات القرن الحادي والعشرين تتطلع لأن تلعب السعودية دوراً رائداً في دعم السلام والاعتدال والإصلاح في الشرق الأوسط.

 

الهتافات بحياة حسن نصر الله أمام البيت الأبيض أقلقت الإدارة الأميركية

 "حزب الله" يخطط لتفعيل خلاياه  النائمة في الولايات المتحدة

 واشنطن-الوكالات: »لا إله إلا الله .. يعيش يعيش نصر الله" لم تكن هذه هتافات متعاطفين من السنة العرب تأييدا لحزب الله خارج أحد مساجد القاهرة أو دمشق, ولم تكن شعارات حملها متظاهرون شيعة في منطقة الصدر ببغداد, بل كانت تلك شعارات يسمعها من تواجد داخل البيت الأبيض في قلب واشنطن يوم السبت 12 أغسطس الجاري. الفارق الوحيد الذي ميز تلك التظاهرة التي حشدت ما يقرب من 10 ألاف شخص أن الهتافات المدوية والشعارات القوية كانت تتقاسمها اللغتان العربية والإنكليزية "لا اله إلا الله Long Live Nasrullah"!

وعلى الرغم من وجود هامش كبير للحريات المدنية في الولايات المتحدة, وقفت عيون الأجهزة الأمنية بالمرصاد لأي خروج عن النص, فتقديم أي دعم لحزب الله يعتبر جريمة كبيرة هنا, ومن أمثلة هذا الدعم جمع أموال لصالح حزب الله أو التعامل بأي صورة مع الحزب. وتقول »نشرة واشنطن »الإخبارية في تقرير لها أمس وتنشره »السياسة« أنه ومنذ بدء المعارك بين حزب الله وإسرائيل في 12 يوليو الماضي, والتي استمرت حتى يوم 15 أغسطس, شعر الكثيرون في الجالية اللبنانية بأنهم تحت نظر عيون مكتب التحقيقات الفيدرالية أف.بي.اي, وسلطات الهجرة الأميركية. وقام مكتب التحقيقات الفيدرالي بمحاولة وأد أي تهديد قد يصدر من "حزب الله" داخل الولايات المتحدة, وجعل المكتب الفيدرالي من حزب الله هدفا رئيسيا في جهوده لمكافحة "الإرهاب", بما في ذلك تشكيل وحدة لتعقب أنصاره في أنحاء الولايات الأميركية , وذكرت مجلة نيوزويك الأميركية في عددها الصادر في 14 أغسطس, أن المكتب فوض أيضاً إلى عملائه تشكيل شبكة مصادر لجمع المعلومات بين اللبنانيين وفي تجمعات جاليات دول الشرق الأوسطية في الولايات المتحدة من أجل تحقيق الهدف ذاته.

يبلغ عدد أفراد الجالية اللبنانية في الولايات المتحدة ما يزيد قليلا عن مليون شخص طبقا لبيانات التعداد القومي الأميركي لعام ,2000 وهم يمثلون ثلث أعداد العرب الأميركيين. ولدى 80 في المئة من أفراد الجالية اللبنانية جنسية أميركية, والغالبية العظمى منهم ولدوا داخل الولايات المتحدة. ومنذ اندلاع المعارك بين حزب الله وإسرائيل التي استمرت ل¯ 33 يوما, كانت الجالية اللبنانية تحت ميكروسكوبات العديد من الجهات الأميركية , من هذه الجهات وسائل الإعلام المختلفة التي ألقت الضوء مرات كثيرة على أنشطة هذه الجالية, وردود أفعالها على العنف المتصاعد في الشرق الأوسط, إلا أن الاهتمام الأكبر كان من نصيب الأجهزة الأمنية.

ويلقي الكثير من العرب الأميركيين باللوم على الجهات الأمنية لسوء فهمها لتعاطف الكثير من أبناء الجالية مع حزب الله, ولقائده السيد حسن نصر الله كقوة ورمز قومي يمثل ندا لإسرائيل. وتعاطف الجالية مع حزب الله لا يجب أن يجعلها بالضرورة مناصرة للإرهاب, حيث أن حزب الله لا يعتبر حزبا إرهابيا عند اللبنانيين, إلا أنه وطبقا للقانون الأميركي ووزارة الخارجية الأميركية يصنف حزب الله بطريقة واضحة لا تدع مجالا للشك كجماعة إرهابية.  ومن المعايير اللازمة لتصنيف جماعة ما كمنظمة إرهابية ضرورة توافر كل من:

أن تكون منظمة أجنبية. تقوم المنظمة بأنشطة إرهابية. تهدد هذه الأنشطة الإرهابية سلامة مواطنين أميركيين, والأمن القومي للولايات المتحدة. وكثيرا ما يذكر الخبراء الأميركيون أنه باستثناء منظمة القاعدة, فإن حزب الله هو أكثر الجماعات الإرهابية في العالم قتلا للأميركيين. ورغم قصر الذاكرة الأميركية بصفة عامة, إلا أن هجمات حزب الله ضد مصالح أمريكية في لبنان بين عامي 1983 - 1985 والتي نتح عنها تدمير السفارة الأميركية بلبنان وتدمير مقر قوات مشاة البحرية "المارينز" ومقتل أكثر من 300 أميركي, إضافة إلى القيام بخطف العديد من الغربيين "من ضمنهم أميركيون" ما زالت عالقة بأذهان الكثير من الخبراء والإعلاميين في الولايات المتحدة.

من ناحية أخرى, لا يزال يوجد على لائحة المطلوبين الأهم لمكتب التحقيقات الفيدرالي ثلاثة أشخاص لبنانيين ينتمون لحزب الله وهم عماد فايز مغنية, وحسن عز الدين, وعلي عطوة, وذلك لدورهم في اختطاف طائرة شركة تي دبليو إيه TWA رقم 847 عام ,1985 وقتل مواطن أميركي من ركابها. وتعرض الحكومة الأميركية 5 ملايين دولار مقابل أي معلومات تؤدي للقبض على أي من هؤلاء الثلاثة. اتهم الأكاديمي وليد فارس (يحمل الجنسيتين اللبنانية والأميركية) في كتابه مستقبل الجهاد "FUTURE JIHAD" حزب الله بإنشاء خلايا إرهابية داخل الولايات المتحدة, ويقول فارس في صفحة 184 "إن حزب الله الممول إيرانيا أنشأ خلايا عديدة داخل الولايات المتحدة (منذ عام 2002), ويستغل الحزب الاختلافات الثقافية والاجتماعية في الولايات المتحدة, ويتصل حزب الله بالخلايا الإرهابية الراديكالية الأخرى داخل الولايات المتحدة, ويخترق الجاليات اللبنانية في الخارج, وينشئ علاقات مع اللبنانيين في أفريقيا وأميركا الجنوبية". ولم يكتف الكاتب بتوجيه اتهامات جادة على هذا النحو, بل إنه يضيف ما يعتبر أخطر ما ذكر ضد حزب الله, ألا وهو أن (لدى الحزب "قدرات نووية" أو "أسلحة نووية" أو "تقنيات نووية"... الجملة شديدة المكر باللغة الإنجليزية وتصعب ترجمتها), إضافة لجيش قوامه 30 ألف مقاتل و1000 انتحاري.. ويقول فارس في صفحة 189 "لدى حزب الله أسلحة تكتيكية نووية "Hezbullah has tactical nukes ", إضافة إلى 30000 مقاتل, و1000 انتحاري عبر قارات العالم".

مكتب التحقيق الفيدرالي نفسه لم يتهم حزب الله بمثل هذه الاتهامات الخطيرة, وأقتصر اتهامه على عدة قضايا مثل جمع تبرعات ومحاولة تهريب معدات رؤية ليلية للحزب في لبنان. أما مدير المخابرات الأميركية السابق جورج تينينت فقد ذكر أمام جلسة استماع للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ منذ سنتين "أن حزب الله كمنظمة لديه إمكانيات تساوي ما تملكه منظمة القاعدة, بل لديه مقدرات تنظيمية أكبر"

وذكر تحقيق لمجلة نيوزويك في عددها الصادر في 14 أغسطس الجاري "منذ زمن طويل هناك شكوك الجهات الأمنية الأميركية بوجود خلايا تجمع الأموال لصالح حزب الله.. وتعتقد هذه الأجهزة بعدم وجود إرهابيين يعملون لصالح الحزب داخل اميركا". ورغم ذلك يعتقد بعض المسؤولين الأمنيين بوجود خلايا نائمة للحزب, ويذكر تقرير نيوزويك إجماع عدد من الخبراء الأمنيين أن هناك خلايا لحزب الله في أميركا بلا شك, ولبعض اللبنانيين في الولايات المتحدة ولاء مطلق لحزب الله ولحسن نصر الله. إلا أن هناك يقينا أيضا أنه ومنذ أن فجر حزب الله مقر قوات المارينز في لبنان والذي نتج عنه مقتل أكثر من 300 أميركي, قرر حزب الله عدم مهاجمة الولايات المتحدة. ويقول كريس هاميلتون "مسؤول بمكتب التحقيقات الفيدرالي" (سبق وأن عمل باحثا في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى) "إذا جاءتهم أوامر بشن هجمات, فإنهم سيجدون الوسائل المناسبة لتنفيذ ذلك", ويضيف هاميلتون "من الممكن أن يهاجموا أهدافا بسهولة أكبر خارج الولايات المتحدة, في أميركا الجنوبية أو تركيا, حزب الله سيخسر الكثير إذا هاجم أهدافا داخل الولايات المتحدة". لذا فما يقلق الجهات الأمنية الأميركية هو إمكانية حدوث أي تغيير ستراتيجي في حسابات حزب الله إذا ما قررت الولايات المتحدة مهاجمة إيران. وذكرت صحيفة نيويورك بوست (المعروفة بتوجهاتها اليمينية المتشددة) في سياق تصاعد أزمة ملف إيران النووي في شهر مايو الماضي "أن حزب الله يخطط لتفعيل خلاياه النائمة في مدينة نيويورك وبوسطن ولوس أنجلوس وديترويت". وطبقا للصحيفة فإن أهم مكاتب الاتصال التي تستخدم كغطاء لحزب الله في الولايات المتحدة هي بعثة إيران لدى الأمم المتحدة, حيث تم ضبط 3 حالات تجسس في السنوات الأربع الأخيرة. والتي كان خلالها يقوم دبلوماسيون إيرانيون بتصوير مترو أنفاق مدينة نيويورك, وأهداف محتملة أخرى.

وقد تمحورت اتهامات السلطات الأميركية في العديد من القضايا التي تتعلق بأنشطة داعمة لحزب الله داخل الولايات المتحدة حول:

أولا: جمع الأموال والتبرعات من مختلف أنحاء الولايات المتحدة وإرسالها لحزب الله.

ثانيا: تهريب أسلحة وأدوات تكنولوجية (مزدوجة الاستخدام مدنية - عسكرية) مثل معدات الرؤية الليلية.

 

القوات اللبنانية والدولية ستفتت ما تبقى من مفاصل "الإقليم الشيعي"

 ثلاثة أحزمة محلية ودولية حول لبنان  وإلغاء المعاهدة الدفاعية مع سورية

 بروكسل-كتب حميد غريافي:السياسة/ قال ديبلوماسي بريطاني في الأمانة العامة للاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية أمس السبت إن المجتمع الدولي عبر إصدار القرار 1701 قبل أيام عدة, »وضع كل الأراضي اللبنانية بحدودها البرية والبحرية داخل ثلاثة أحزمة أمنية محكمة الضبط والإغلاق لن يكون من السهل اختراقها بعد الآن لا من سورية ولا من إيران ولا من إسرائيل, ولا من المجموعات الإرهابية التي يهدد نظام دمشق بإرسالها إلى لبنان لتحويله إلى عراق آخر«. وذكر الديبلوماسي, استناداً إلى دراسة وضعتها الأمانة العامة بمشاركة حلف شمال الأطلسي في بروكسل اعتماداً على بنود وفقرات القرار الدولي 1701 »المطلوب تطبيقها بحذافيرها«, أن نشر الجيش اللبناني الذي سيستكمل خلال فترة أسابيع ثلاثة في أبعد تعديل في كل الأراضي اللبنانية وعلى طول وعرض حدوده البرية والساحلية, يشكل في نظر الخبراء الغربيين الحزام الأول المضروب على الخارطة الطبيعية للبنان, »فيما سيكون انتشار 15 ألف جندي دولي, قد تدعو الظروف إلى رفع عددهم إلى 25-30 ألفاً قبل نهاية هذا العام, بمثابة الحزام الأمني الثاني إلى جانب وحول الانتشار العسكري اللبناني, كما أن الإبقاء على الهلال العسكري الإسرائيلي البري-البحري مفروضاً على المناطق الجنوبية اللبنانية البرية من سفوح جبل الشيخ شرقاً حتى حدود الناقورة الغربية الساحلية, ومن ثم على المياه الإقليمية الدولية حتى الحدود البحرية السورية-اللبنانية في شمال البلاد, سيشكل الحزام الأمني الثالث, في أول محاولة من نوعها في تاريخ الأمم المتحدة للحفاظ على أمن دولة ما من دولها بهذا الشكل المحكم الذي لم يسبق له مثيل«.

وقال الديبلوماسي إنه بنزول القوات الدولية التي »ستقوم فعلاً بلعب دور الشرطي لتنفيذ الاتفاق السياسي الذي ينطوي على نزع سلاح (حزب الله) والميليشيات المسلحة الأخرى تطبيقاً للقرار 1559 الذي يتضمنه القرار 1701 وستستخدم (حسب إعلان نائب كوفي عنان مارك مالوك براون أول من أمس في نيويورك) القوة العسكرية لتطبيق هذين القرارين, ولكن بكل حذر واحتراس« -بنزول هذه القوات في لبنان إلى جانب قوات الدولة اللبنانية وانتشارها على الحدودين الإسرائيلية والسورية بصورة فاعلة وضابطة, وبداهة حول »الإقليم الشيعي« الذي كانت إيران أقامته كدويلة مستقلة داخل الدولة اللبنانية من حدود إسرائيل حتى أقصى الحدود مع سورية شرقاً وشمالاً, يكون الخناق ضاق أكثر على (حزب الله) الذي افقدته الحرب الأخيرة معظم مقومات حياة إقليمه هذا, فخسر نقطة ارتكازه الأساسية الجوهرية (جنوب لبنان), وشيئاً فشيئاً مع توسع الانتشار اللبناني-الدولي العسكري نحو العمق اللبناني على طول الحدود مع سورية, يصبح الاختناق أكبر في منطقة البقاع, تمهيداً لتطبيق بند نزع السلاح«.

وأعرب الديبلوماسي البريطاني ل¯»السياسة« في بروكسل عن اعتقاده أن »القوة متعددة الجنسيات التي ستنجز عمليات نزولها في لبنان قبل نهاية سبتمبر المقبل, يجري اختيارها بذكاء وهدوء من دول أوروبية ودول إسلامية لمنحها شرعية كاملة تسحب من الإيرانيين والسوريين حجج الطائفية وذرائع العنصرية, إذ ستفرض ثقتها على كل الأطراف المتنازعة, وهي (حزب الله) والدولتان اللبنانية والإسرائيلية«.

ونقل الديبلوماسي عن الدراسة الأوروبية التي وضعت هذا الأسبوع استناداً إلى نتائج حرب 12 يوليو الماضي, »أمل« واضعيها من المحللين السياسيين - العسكريين الغربيين, في »أن تبدأ نتائج هزيمة إيران وحزب الله وسورية بالظهور شيئاً فشيئاً وإن كان ببطء وحذر, إلا أن مشاعر هذه الهزيمة ستزخم وتتضاعف مع اكتمال أشكال الأحزمة الأمنية الثلاثة حول خارطة لبنان, بحيث يوضع (حزب الله) في القمقم المرسوم له قبل تلك الحرب, ويفصل كلياً عن سورية وإيران اللتين هما الأخريين ستجدان نفسيهما داخل حزامين أمنيين دولي وعربي ابتداء من نهاية هذا الشهر«.

وقالت الدراسة إن انتشار الجيشين اللبناني والدولي ليشمل كل مفاصل »دويلة حزب الله« التي فقدت أكثر من ثلثها بفقدانها جنوب الليطاني, سيؤدي إلى »تفتيت ما تبقى من هذه الدويلة بحيث إذا وقعت مواجهات عسكرية لنزع سلاحها بالقوة, لن تكون حينذاك قادرة على التأثير الفاعل في ردود فعلها العسكرية أو البشرية«.

وكشف الديبلوماسي البريطاني النقاب عن أن »الخطوة التالية والملحة« هي »إقدام مجلس النواب اللبناني على إلغاء المعاهدات الدفاعية مع سورية في وقت قريب جداً, ووقف عمليات تدريب العسكريين اللبنانيين في المعاهد العسكرية السورية وتحويلها إلى مصر والسعودية والأردن والمغرب التي -حسب معلومات لنا من واشنطن- تنتظر من الحكومة اللبنانية طلبات لتوقيع معاهدات دفاعية معها (هذه الدول الأربع), إضافة إلى تكثيف عمليات تدريب القوات المسلحة اللبنانية في الدول الغربية تمهيداً لتحويلها إلى قوة فاعلة ومقاتلة مزودة بأحدث التقنيات والمعدات والأسلحة خلال فترة لا تتعدى الثمانية عشر شهراً«. وأكد الديبلوماسي أن »هزيمة المخطط الإيراني- السوري في لبنان ستبدأ بالظهور بشكلها الأوضح والدراماتيكي خلال الأسابيع القليلة المقبلة عندما ستواجه إيران الفخ الدولي المنصوب لبرنامجها النووي في مجلس الأمن, وعندما سيسقط النظام السوري في فخ الاتهامات المباشرة له من لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري, وهما فخان لن يكون بمقدور زعماء هاتين الدولتين الإفلات منهما كما تأملان وتتوهمان«.

 

دمشق: الأنظمة العربية تحيك المؤامرات ضد سورية

 مبارك ينتقد مزايدات الأسد "الرخيصة" ويحذره من التدخل في شؤون لبنان

 القاهرة - دمشق - الوكالات: انتقد الرئيس المصري حسني مبارك ضمنا نظيره السوري بشار الأسد وحذر من المزايدات الرخيصة والتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية, فيما أعربت دمشق عن أسفها لتصريحات مبارك واعتبرت ان بعض الانظمة العربية تحيك المؤامرات ضد سورية ... وقال الرئيس المصري في تصريح لصحيفة »أخبار اليوم« الحكومية امس ان »المرحلة الحالية لا تحتمل اي نوع من المزايدات الرخيصة ويجب ان تتوحد كل الجهود لجمع ولم الشمل العربي«, وحذر من أي محاولات للتدخل في الشأن الداخلي اللبناني . ويشير مبارك الى خطاب الأسد الذي انتقد موقف القادة العرب من »حزب الله« ووصفهم بأنهم »انصاف رجال«.

كما وجه الرئيس المصري انتقاداً الى »حزب الله«, مشيراً الى ان المقاومة حق طبيعي شريطة ان تكون نابعة من ارادته الوطنية الحرة وبما يتوافق مع مصالحه الوطنية, في اشارة الى قيام حزب الله بتنفيذ أجندة سورية - إيرانية. وفي ختام حديثه حذر مبارك من ان ضرب إيران يعني نهاية الاستقرار في الشرق الاوسط. وفي أول رد فعل على انتقاد الرئيس مبارك للأسد, نقل موقع »ايلاف الالكتروني« عن مصدر سوري مطلع قوله ان بعض الانظمة العربية تحيك المؤامرات ضد سورية, وعبر المصدر عن اسفه لتصريحات الرئيس المصري. واعلن المصدر ذاته ان سورية قررت الاعتماد على الذات»لان الانظمة العربية, على ما يبدو, باعت قضايانا العربية« كما اسف المصدر للهجوم »الذي تشنه وسائل إعلام عربية ضد خطاب الرئيس السوري بشار الأسد بدعم من انظمتها«. واكد على ان الرئيس الأسد يملك معطيات كثيرة وخطابه لم يكن مجرد محاكاة للشارع العربي او نابعاً من عفوية او انفعال آني.

 

 حصار شامل على إيران وسورية

 انقرة - الوكالات : كشفت مصادر ديبلوماسية تركية أمس ان وزير الخارجية التركي عبد الله غول قد يواجه خلال مباحثاته مع المسؤولين الاسرائيليين » طلبا بفرض حصار تركي جوي وبري وبحري على ايران وسورية على خلفية اثارة تل أبيب مزاعم عن نقل طائرات إيرانية لاسلحة وصواريخ الى حزب الله اللبناني عبر الاجواء التركية«... واضافت المصادر أن انقرة غير مرتاحة لمواقف وتصريحات المسؤولين الاسرائيليين المتعلقة بضرورة قيام تركيا بفرض مثل هذا الحصار, أو اتخاذ قرار بالاشراف على البضائع التي تنقل الى ايران برا وبحرا وجوا في اطار القوانين الدولية المتعارف عليها في هذا الشأن .. مشيرة إلى ان هذه التصريحات جاءت متزامنة مع الاعلان عن زيارة غول لاسرائيل. في الوقت نفسه تصاعدت حدة الجدل في وسائل الإعلام التركية حول البلاغات التي تلقتها أنقرة بشأن طائرات إيرانية وسورية يشتبه في أنها كانت تحمل أسلحة لمقاتلي »حزب الله« اللبناني أثناء الحرب مع اسرائيل, وكشفت بعض المصادر عن أنه تم تفتيش خمس طائرات ايرانية وطائرة سورية في مطار ديار بكر بجنوب تركيا بناء على هذه البلاغات الاسرائيلية وثبت انها جميعا لاتحمل أية اسلحة.

 

الدولة العبرية تبرر انتهاك وقف النار بمنع تهريب أسلحة لحزب الله وتعترف بمقتل ضابط وإصابة جنديين/ خرق إسرائيلي للهدنة بإنزال فاشل في بعلبك والحكومة اللبنانية تهدد بوقف نشر الجيش

 بيروت-»السياسة«:عواصم-الوكالات: أنزلت إسرائيل أمس قوة مجوقلة في شرق لبنان في أول »خرق فاضح« لوقف العمليات الحربية بين إسرائيل وحزب الله, فيما وصلت إلى جنوب البلاد قوة فرنسية تضم نحو 50 عنصراً تشكل طلائع القوات الإضافية التي ستعزز قوة الطوارئ الدولية. وأكد رئيس الحكومة اللبناني فؤاد السنيورة »ان الإنزال الذي نفذته قوات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة البقاع (شرق) هو بمثابة خرق فاضح لاتفاق وقف الأعمال العدائية الذي صدر عن مجلس الأمن«.وكان لبنان وإسرائيل وافقا على قرار مجلس الامن الدولي 1701 الذي توقفت بموجبه العمليات الحربية بين إسرائيل وحزب الله في 14 أغسطس.

وأكد السنيورة أنه »سيتابع الأمر« مع الأمين العام للأمم المتحدة وأنه أبلغ الموفدين الدوليين اللذين يزوران لبنان تيري رود لارسن وفيجاي نامبيار »احتجاجه على الخرق الإسرائيلي للأجواء اللبنانية« فيما هدد وزير الدفاع اللبناني إلياس المر بوقف عملية انتشار الجيش في الجنوب محذراً من مؤامرة إسرائيلية لوضع الجيش في موقع المواجهة العسكرية المباشرة من خلال استدراج رد فعل مزعوم بعد أن يقوم أحد من عملائها برد على الإنزال.