المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الاثنين 20 آب 2007

 

إنجيل القدّيس لوقا .15-1:8

وسارَ بَعدَ ذَلك في كُلِّ مَدينَةٍ وقَريَة، يُنادي ويُبَشِّرُ بِمَلكوتِ الله، ومعَه الاثْنا عَشَر، ونِسوَةٌ أُبْرِئْنَ مِنْ أَرواحٍ خَبيثَةٍ وأَمراض، وهُنَّ مَريَمُ المَعروفَةُ بالمِجدَلِيَّة، وكانَ قد خَرَجَ مِنها سَبعَةُ شَياطين، وحِنَّةُ امرَأَةُ كوزى خازِنِ هيرودُس، وسَوسَنَة، وغيرُهُنَّ كَثيراتٌ كُنَّ يُساعِدْنَهُم بِأَموالِهِنَّ. واحتَشَدَ جَمْعٌ كَثير، وأَقبَلَ النَّاسُ إِلَيهِ مِن كُلِّ مَدينَة، فكلَّمَهم بِمَثَلٍ قال: «خَرَجَ الزَّارعُ لِيَزرَعَ زَرْعَه. وبَينَما هوَ يَزرَع، وقَعَ بَعضُ الحَبِّ على جانِبِ الطَّريق، فداسَتهُ الأَقدام، وأَكَلَته طُيورُ السَّماء. ومِنه ما وقعَ على الصَّخْر، فَما إِن نَبتَ حتَّى يَبِس، لِأَنَّه لَم يَجِدْ رُطوبَة. ومِنهُ ما وقعَ بَينَ الشَّوْك، فَنَبتَ الشَّوكُ معَه فخَنقَه. ومِنه ما وقَعَ على الأَرضِ الطَّيِّبَة، فَنبتَ وأَثمَرَ مِائةَ ضِعْف » . قالَ هذا وصاح: «مَن كانَ لَه أُذُنانِ تَسْمَعان فَلْيَسْمَعْ !» فَسأَله تَلاميذُه ما مَغْزى هذا المَثَل. فقالَ: «أَنتُم أُعطيتُم أَن تَعرِفوا أَسرارَ مَلكوتِ الله. وَأَمَّا سائرُ النَّاسِ فيُكَلَّمونَ بِالأَمثال: « لِكَي يَنظُروا فَلا يُبصِروا ويَسمَعوا فَلا يَفهموا». «وإِلَيكُم مَغزى المَثَل: الزَّرعُ هو كَلِمةُ الله. والَّذينَ على جانِبِ الطَّريق هُمُ الَّذينَ يَسمَعون، ثُمَّ يَأتي إِبليس فيَنتَزِعُ الكَلِمَةَ مِن قُلوبِهِم، لِئَلاَّ يُؤمِنوا فيَخلُصوا. والَّذينَ على الصَّخْرِ هُمُ الَّذينَ إِذا سَمِعوا الكَلِمة تَقبَّلوها فَرِحين، ولكِن لا أَصلَ لَهم، فإِنَّما يؤمِنونَ إِلى حين، وعِندَ التَّجرِبَةِ يَرتَدُّون. والَّذي وَقَعَ في الشَّوكِ يُمَثِّلُ أُولئِكَ الَّذينَ يَسمَعون، فيَكونُ لَهم مِنَ الهُمومِ والغِنى ومَلَذَّاتِ الحَياةِ الدُّنيا ما يَخنُقُهم في الطَّريق، فَلا يُدرِكُ لَهم ثَمَر. وأَمَّا الَّذي في الأَرضِ الطَّيِّبة فَيُمَثِّلُ الَّذينَ يَسمَعونَ الكَلِمَةَ بِقلبٍ طَيِّبٍ كَريم ويَحفَظونَها، فَيُثمِرونَ بِثَباتِهم.

 

المجلس العالمي لثورة الأرز

تصريح -مكتب الاعلام

واشنطن-18-آب-2007

“نؤيد ما جاء على لسان السفير زاده ونطالب بمراقبة كامل الحدود"...

تعقيبا على ما ورد على لسان السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة السيد زلماي خليل زاده، خلال المحادثات الجارية في الأمم المتحدة من اجل التجديد للقوات الدولية العاملة في لبنان، وخاصة في موضوع مراقبة الحدود اللبنانية السورية، وتأييده انشاء فريق يضم مراقبين دوليين بالاضافة إلى عناصر من الأمن العام والجمارك وقوى الأمن الداخلي والجيش، صرح الكولونيل شربل بركات مستشار المجلس العالمي لثورة الأرز لشؤون الأمن ومكافحة الارهاب؛ بأن الشعب اللبناني يرحب بهذه الفكرة التي ستسهم دون شك في التخفيف من تهريب الأسلحة عبر المعابر الشرعية على الحدود الدولية اللبنانية-السورية ولكنها لا تكتمل إلا بتوسيعها لتشمل المعابر الغير شرعية الموجودة حاليا وتلك التي يمكن أن تصبح معابر بالقوة من هنا أهمية المراقبة الشاملة للحدود بمساعدة القوات الدولية وذلك لتنفيذ القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة والتي تساعد على استقرار لبنان بشكل كامل.

 

قيادة الجيش نعت الرقيب الابراهيم والعريف حمود

وطنية- 19/8/2007 (أمن) نعت قيادة الجيش - مديرية التوجيه الرقيب الشهيد محمد ياسر الابراهيم والعريف الشهيد طارق مصطفى حمود، اللذين استشهدا اثناء قيامهما بالواجب العسكري في مهمة الحفاظ على الامن والاستقرار في منطقة الشمال، وفي ما يلي نبذة عن حياة كل منهما:

الرقيب الشهيد محمد ياسر ابراهيم

- من مواليد 5/8/1971 التل - طرابلس.

- تطوع في الجيش بتاريخ 1/1/1991.

- حائز اوسمة عدة وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته مرات عدة.

- متأهل وله ثلاثة اولاد.

- استشهد بتاريخ 18/8/2007.

يقام المأتم بتاريخ اليوم عقب صلاة الظهر في بلدة مشتى حسن - عكار، ويوارى الثرى في ارضه قرب منزله.

تقبل التعازي قبل الدفن وبعده وطيلة ايام الاسبوع في منزل والد الشهيد الكائن في البلدة المذكورة.

العريف الشهيد طارق مصطفى حمود

- من مواليد 5/11/1985 عيات - عكار.

- تطوع في الجيش بتاريخ 12/6/2006.

- حائز اوسمة عدة وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته مرات عدة.

- عازب.

- استشهد بتاريخ 19/8/2007.

يقام المأتم بتاريخ اليوم عقب صلاة العصر في مسجد بلدة تلمعيان - عكار، ويوارى الثرى في جبانة البلدة.

تقبل التعازي قبل الدفن وبعده ولمدة اسبوع في منزل والد الشهيد الكائن في بلدة تلمعيان - عكار.

 

اشتباكات عنيفة في نهر البارد والطوافات نفذت ثلاث غارات متتالية

التحضير لاعادة تشغيل الطيران الحربي لاستخدامه في العمليات العسكرية

وطنية - 19/8/2007 (امن) افاد مندوبا "الوكالة الوطنية للاعلام" في الشمال ميشال حلاق ونزيه ملحم ان الاشتباكات والمواجهات مستمرة وبشدة بمختلف انواع الاسلحة الثقيلة والخفيفة. كما نفذت الطوافات العسكرية التابعة للجيش اللبناني صباحا ثلاث غارات متتالية على مواقع "فتح الاسلام" لا سيما ملجأ ابو عمار والمحيط الجنوبي لمبنى التعاونية، وقد اطلقت الطوافات اكثر من 9 صواريخ انفجرت بمجملها داخل هذه المواقع محققة اهدافها بشكل تام في الوقت الذي تدور اشتباكات عنيفة منذ ساعات الصباح الاولى لهذا اليوم، وتستخدم فيها كافة انواع الاسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة. كما ان مدفعية الميدان ومدفعية الدبابات لا زالت تقصف وبعنف تحصينات مسلحي "فتح الاسلام" عند مداخل الملاجىء الاساسية التي يتحصنون فيها داخل الرقعة التي باتت المعقل الاخير لهم والتي تقع الى الشمال من الشارع الرئيسي لمخيم نهر البارد وتمتد من المحيط الجنوبي لمبنى التعاونية وعند اطراف حي المهجرين الى الشمال الغربي منه وحتى محيط مسجدي الحاووز والشيخ علي الى الجهة الجنوبية الغربية بما في ذلك الجانب الشمالي من سوق الخضار الذي سيطرت عليه وحدات الجيش.

وافيد صباحا بان الجيش قد تمكن من السيطرة على مبان جديدة عند مداخل احياء الدامون والبروة وزاروب جبهة النضال وفي محيط ملجأ ابو عمار وتقوم وحدات الهندسة بالعمل على تفكيك العبوات والافخاخ التي نصبها المسلحون عند مداخل هذه الابنية. وقد بات واضحا من مسار العمليات العسكرية التراجع الملحوظ لكثافة النيران عند المجموعات المسلحة التي انسحب عناصرها الى مواقع خلفية تحت الضغط العسكري الذي تقوم به وحدات الجيش التي تمكنت من اختراق تحصينات المسلحين والتقدم بشكل مباشر نحو الملاجىء التي يتحصنون بها في محاولة من قبل الجيش لعزل كل ملجأ بمفرده وقطع طرق الامداد بين هذه الملاجىء بما يسهل على الجيش هذه المهمة الصعبة والشاقة خصوصا وان الملاجىء بمعظمها محصنة ومحاطة بالابنية وهناك عشرات الازقة الموصلة اليها والمتقاطعة معها عبر ممرات مموهة معظمها تحت الارض تمكن الجيش من كشف بعضها وعمل على تدمير قسم من هذه الممرات. من جهة اخرى ذكر مندوبنا نزيه ملحم انه يجري التحضير لاعادة تشغيل الطيران الحربي التابع لسلاح الجو لاستخدامه في العمليات العسكرية.

 

البطريرك صفير ترأس قداس الاحد في الديمان والتقى وفودا وشخصيات: نأسف لتمسك كل طرف برأيه وعدم اقدامه على خطوات في سبيل التقارب

العمل السياسي يهدف الى الخدمة وليس الى تحقيق فائدة القائمين به

وطنية - الديمان - 19/8/2007 (سياسة) ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير قداس الاحد في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان، عاونه المطران شكر الله حرب، فرنسيس البيسري، المونسنيور فكتور كيروز، الخوري اوتل يوسف، بمشاركة رئيس كاريتاس لبنان الاب لويس سماحة، امين سر البطريرك الخوري خليل عرب. حضر القداس، الوزير السابق ابراهيم الضاهر، قائمقام بشري نبيل خبازي، رؤساء بلديات قضاء بشري واصدقاء كاريتاس في المنطقة وحشد من الوجوه والفاعليات، وخدمت القداس جوقة رعية رشدبين.

العظة

بعد الانجيل المقدس، القى البطريرك صفير عظة روحية بعنوان :خرج الزارع ليزرع"، قال فيها: "يتحدث الانجيل اليوم عن مثل الزارع، وهو مثل معبر. وكان يسوع يجول في المدن والقرى ليعظ ويبشر بملكوت الله. وضرب لمن احتشد حوله من الناس مثلا عرف بمثل الزارع. وقال: "خرج الزارع ليزرع، وفيما هو يزرع وقع بعض الحب على جانب الطريق، فداسته الاقدام واكلته الطير، وبعضه وقع على الصخر فما ان نبت حتى يبس، لانه لا رطوبة له، وبعضه وقع على الشوك، فخنقه الشوك ولم يدعه ينمو. وبعضه وقع على الارض الطيبة فنبت واثمر مائة ضعف. وشرح لهم المثل بقوله لهم: ان الزرع الذي هو كلام الله، اربعة انواع. فمنه ما يقع كالحب على جانب الطريق اي في قلوب لا تأبه له، فيأتي ابليس وينتزعه لكيلا يؤمن اصحابه ويخلصوا. هذا هو النوع الاول. ومنه ما وقع على الصخر، وهو يمثل الذين سمعوا كلام الله وتلقوه بفرح، لكنهم لم يحفظوه، لانهم لا اصل لهم، وهم يؤمنون به الى حين، وفي وقت التجربة يرجعون الى سابق حالهم. هذا هوالنوع الثاني. ومنه ما وقع على الشوك، وما ان نبت حتى خنقه الشوك، وهذا يمثل الذين يسمعون كلام الله ولكن هموم الدنيا تخنقه فيهم، وهذه هي الفئة الثالثة. اما الفئة الرابعة فهم الذين يتقبلون كلام الله ويحفظونه فيثمر فيهم، فهو كالحب الذي وقع في ارض جيدة. لنكن من اهل الفئة الرابعة الذين سمعوا كلام الله وعملوا بمقتضاه، فأثمر لديهم ثمرا كثيرا. وننتقل الى الكلام عن بعض الامور التي غالبا ما يكون لها تأثيرها على العائلة، فتفسد جوها، اذا لم تعالج معالجة فعالة. ومن هذه الامور الاجهاض الذي اصبح يسمى ايقاف الحمل الطبي، الذي ينصح به او يجريه الطبيب لمصلحة الولد، او ايقاف الحمل الطوعي، اي الاجهاض لمصلحة الام، ونزولا عند ارادتها.

1- الايقاف الطبي للحمل

هذا التعبير يمكن ادراجه في خانة التلاعب بالرأي العام، كما يظهر اليوم من خلال استعمال لغة مبهمة لاسباب نفعية. ومنذ اواخر الستينات من القرن الفائت، حلت عبارة الايقاف الطوعي للحمل محل الاجهاض، عندما شرعت، في معرض المطالبة بحقوق المرأة، هذه الطريقة في حال الخطر على المرأة. وهذا التساهل في التعبير يخفيه تعبير آخر هو ايقاف الحمل الطبي، بحيث يركز الانتباه، ليس على الام، بل على الجنين المريض او المعاق. وعندما يتعلق الامر بايقاف الحمل الطبي، فلا اهمية للوقت بالنسبة الى الحمل، لاجراء عملية الاجهاض. وهذه عملية تستدعي تدخل الاطباء. وهؤلاء يأخذون على عاتقهم تقرير المصير. وغالبا ما يقرر الاطباء مصير الجنين بحجة تجنيب المرأة تحمل الالم. وتختبىء وراء هذا الاهتمام بصحة الام اسباب اجتماعية واقتصادية. وهناك حالات يلجأ فيها الى الاجهاض للحيلولة دون ولادة اولاد معاقين وبحجة تحسين النسل. وهذه نظرية تعود الى النازية التي اشتهرت في عهد هتلر في المانيا. وهكذا في العمل على ازالة الحياة ازالة غير عادلة، ويصار الى التضحية بالحياة ذاتها، وبالشخص البشري. وليس من يردع في مثل هذه الحالات عن استخدام خلايا الجنين استخداما تجاريا لغايات طبية. وهذه طريقة تتنافى والآداب والاخلاق. ان الغاية من ايقاف الحمل طبيا، اي الاجهاض هي القضاء على الولد لضعفه او مرضه او اعاقتها، وذلك خلافا لايقاف الحمل الطبي الذي يتركز على المرأة فيما ايقاف الحمل الطوعي يتركز على الولد. ان اسباب ايقاف الحمل الطوعي يتعلق بالمرأة وهي اسباب شخصية خاصة بينما اسباب الحمل الطبي يجب دائما توضيحها.

الاجهاض المشرع

وتاريخ الاجهاض المشرع يعود الى السبعينات، ابتدأ من ازالة الاولاد المشوه تكوينهم. وبعد ذلك سرعان ما انتشر تشريع الاجهاض، وامتد الى الحالات التي تشكو فيها المرأة الخوف غير المبرر. وهذا ما دعي ايقاف الحمل الطوعي. وشاع اذذاك حق الاجهاض المطلق القائم على القضاء على الولد، اذا كان غير مرغوب فيه، وذلك ساعة تشاء امه، بحجة ان جسدها هو لها. ولكن هذا الانتصار المزعوم لحرية المرأة حجب بعض الشيء التشريع الخاص بالاجهاض المتعلق بالاولاد المشوهين المسمى: ايقاف الحمل الطبي الذي ابيح اجراؤه بسهولة. واذا كان الاجهاض مسموحا به دون شرط ما عدا تحديد المدة الضيقة للولادة، اصبح في الوقت عينه مباحا بسبب تشويه المولود. وهذه كلها انحرافات غير مباحة. والاجهاض القائم على الانانية مرذول لان هناك طرقا عديدة لمداواة الانزعاج الادبي الناشىء عن الحبل غير الاجهاض وقتل الولد. واما الاجهاض بحجة ان الجنين مشوه وان صحة الام في خطر لم يعد الامر يتعلق بشخص الام فقط بل بمصلحة الولد وبحياة الام وبسلامة العائلة بكاملها المعنية بهذا الامر.

ولكن ماذا عن الالم؟ وماذا نعمل به؟ انه المفهوم المسيحي مشاركة في عمل الفداء الذي قام به السيد المسيح. ان الولد المصاب بتشويه، وهو في حشا امه، يمكنه الافادة من ايقاف الحمل. وكثيرون هم الوالدون الذين يحسبون ذلك حقا لهم. وبعد، ان ايقاف الحمل يقوم به الاطباء وليس الام، والشريعة تخولهم حرية العرض على الام ايقافه. والتسليم فقط بولادة اولاد سليمي البنية يدعى نوعا من الانتقاء البغيض. ان القضاء على فريق من الناس بحجة انهم معافون هو في الحقيقة قتل جماعي. وهذا ما حدث ابان الحرب الكونية الاخيرة.

وما الفرق بين ايقاف حمل طبي وايقاف حمل مجرم؟ في كلتا الحالتين تعتبر طريقة التنفيذ هي ذاتها. غير ان النية تختلف، ففي العمل الطبي للقضاء على الجنين تؤخذ في الاعتبار سلامة القصد وحسن النية ونوعية الغاية المتبعة. ان كل الامر يتعلق بالقصد.

ان المرض شر لا يحتمل. غير ان الكنيسة تعلمنا ان ايماننا بالله وبالسيد المسيح الذي عانى ما عانى من آلام على الصليب يوجب علينا الاقتداء بالمسيح حتى في ما تحمل ما تحمل من آلام. وهذا يكسبنا اجرا عظيما عند الله".

وتابع البطريرك صفير:"ان ضحايا الاجهاض تفوق بما لا يحد ضحايا الحروب والويلات. لذلك يجب ان نحترم الحياة مهما كان هذا الواجب مزعجا لا بل موجعا في بعض الاحيان. وان ما تقوم به رابطة كاريتاس لبنان يرمي الى المحافظة على الحياة ورفع مستواها. وانا اذ نشكر القيمين عليها وفي مقدمهم رئيسها حضرة الاب لويس سماحة لما يقومون به من نشاط خير، خصوصا تجاه الفقراء والمعوزين. نسأل الله ان يجزيهم خيرا، ونرغب الى القادرين ان يساعدوهم للقيام بعملهم الانساني وتلبية الحاجات الملحة في هذه الايام التي يصعب فيها على الكثير من الناس في لبنان تأمين عيشهم اليومي.

وان ما نشهده على الساحة السياسية في لبنان من انكفاء لدى بعضهم لا يحمل على الامل بحل العقد التي تعرقل سبل الحياة المألوفة. وهناك جدل مستمر حول المطلوب لتصويب مسيرة الشؤون السياسية، وكل من الاطراف يعتصم برأيه وموقفه، ولا يخطو خطوة واحدة في سبيل التقارب والتفاهم. وهذا من شأنه ان يوقع اليأس في قلوب المواطنين، ويحملهم على الهجرة الكثيفة بحثا عن وطن آخر آمن بديل، يعيشون فيه بعيدا عن تجاذب يومي ومهاترات بغيضة، وجدل عقيل. وما من احد الا ويعرف ان العمل السياسي يهدف عادة الى خدمة المواطنين سعيا الى تحسين اوضاعهم ولا يمكن ان يقتصر على فائدة القائمين به وتمكينهم من ارضاء رغباتهم واهوائهم مشروعة كانت ام غير مشروعة .نسأل الله ان يهدينا جميعا سواء السبيل".

لقاء عائلة كاريتاس

وبعد القداس انتقل البطريريك صفير الى صالون الصرح حيث نظم لقاء مع عائلة كاريتاس واصدقائها في منطقة الجبة - بشري، والقى الاب لويس سماحة كلمة جاء فيها:" علينا التهيب للصعوبات التي سترافق مسيرة الشفاء والاعمار"، مشيرا "على ضرورة ان نستنهض الهمم ونستلهم ايماننا المسيحي الراسخ القائم على الرجاء ونردد بحرارة، "فليحم الله لبنان". اضاف:" نستوحي من حكمة ورؤية البطريرك الذي هو من اكثر الرعاة التصاقا بالناس وهمومهم وحاجاتهم"، معتبرا "ان توجهاته كانت دائما لنا للوقوف الى جانب المشردين والمعوزين والفقراء دون تمييز في اللون او العرق او الطائفة".

وقال:" كاريتاس لبنان لم تتوان عن تبني نهج التنمية بشجاعة واقدام، لانها فقهت ان التنمية حق اساسي من حقوق الانسان، افرادا وجماعات".

واضاف:" ان الرابطة تعمل على تأهيل وتدريب فئات معينة على اتقان مهن وحرف وفقا لمهاراتهم وطاقاتهم واعطائهم فرص عمل تكون الاساس في توفير الحد الادنى من الحياة الكريمة".

البطريرك صفير

ورد البطريرك صفير بكلمة جاء فيها:"نشكر كاريتاس وجميع داعميها مرة ثانية، ونريد ان نهنىء جميع الذين نالوا شهادات صداقة كارتياس على عملهن الانساني ونشاطهم الخير في سبيل اخوانهم المعوزين والفقراء. ونسأل الله ان يبارككم جميعا. وتطل علينا كارتياس في الضيق كالقمر في الظلماء وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر، ولهذا يفتقد الناس عطايا كاريتاس في هذه الايام القاحلة ومساعدتها للكثير من العائلات المنكوبة والفقراء. واننا نشكر جميع المحسنين المساعدين المتحسسين حاجات اخوانهم الذين نكبتهم الايام السوداء. ونأمل ان يستمر كاريتاس في العطاء وهي تستمر اذا استمررتم في مساعدتها لتقوم في هذا العمل الانساني الذي حث عليه السيد المسيح عندما قال "كنت جائعا فاطعمتموني ومريضا فعدتموني وكنت منبوذا وتفقدتموني". هذا هو عمل كاريتاس وهذا هو عملكم انتم باسم كاريتاس تقومون به وتساعدونها لكي تتمكن من القيام بعملها الانساني". بعد ذلك سلم البطريرك صفير والاب سماحة شهادات اصدقاء كاريتاس لرؤساء بلديات قضاء بشري وعدد من داعميها من رؤساء الاندية والجمعيات والقيادات الاجتماعية.

وفد بلدة عين درافيل

ثم استقبل البطريرك صفير وفد بلدة عين درافيل المهجرة. وقد رفع الوفد اليافطات المطالبة بتوفير مقومات العودة، واعادة اعمارها ودفع التعويضات من صندوق المهجرين. وتحدث مختار البلدة دياب ابو سليمان وقال:" نشكو من توالي الاستملاكات في اراضي البلدة. فبعدما استملكت وزارة الدفاع مساحة كبيرة، تقوم حاليا اجراءات استملاك مساحة القسم المتبقي لصالح شركة "سوكلين" عبر مجلس الانماء والاعمار. وبالرغم من عودتنا الجزئية منذ سنة 1996 لم نقبض حتى اليوم تعويضات حق العودة. لذلك جئنا نرفع هذه الشكوى امام غبطة البطريرك وسلمناه ملفا كاملا مرفقا لصور حول عملية الاستملاكات المتوالية، واكدنا امام غبطته انما سنتصدى بكل الوساءل المتاحة، وسنكون دروعا بشرية لايقاف هذا المخطط التهجيري الجديد تحت غطاء الشرعية".

ورد البطريرك صفير قائلا:" نرحب باولادنا ابناء بلدة عين درافيل الذين أتوا الينا على الرغم من المسافة ليشكوا الينا امرهم، وهو ان بلدتهم اصبحت مكبا للنفايات، وهذا ما يزعجهم ويمنعهم من السكن فيها، وهم لا يزالون مهجرين حتى اليوم يريدون العودة ولكن الظروف البيئية لا تسمح لهم بذلك، وهم يرفعون الصوت لكي تنصفهم الدولة. ونأمل ان تنظر الدولة بعين العطف الى هذه المطالب المحقة، وان تجعل هذا المكب في غير مكان لا سكن فيه ولا يلحق ضررا بالناس. واننا نناشد الحكومة لكي تنظر بهذا الامر وتنصف اهالي عين درافيل والجوار، وان تعوض عليهم حقوقهم من الاستملاكات التي تنفذها".

المحامي ابو كسم

بعد ذلك التقى البطريرك صفير المهندس جو صوما، فوفد جمعية حقوق المواطن وواجباته برئاسة المحامي انطونيوس ابو كسم، الذي القى كلمة طالب فيها "بتعديل المادة 49 من الدستور بحيث تتاح فرصة لمنصب الرئاسة الاولى امام الجميع عملا بمبدأ المساواة، وبتعديل ولاية الرئيس لتصبح خمس سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة اسوة بباقي الانظمة السياسية الليبرالية". ودعا "الى ضرورة تعميق الالتزام بمضمون الارشاد الرسولي وتوصيات المجمع البطريركي فيدرك الجميع ان مصيرا واحدا يربط المسيحيين والمسلمين في لبنان والمنطقة، وان المسيحيين في الشرق هم جزء لا ينفصل عن الهوية الحضارية للمسلمين".

جبور

كما استقبل غبطته عضو المكتب السياسي السابق لحزب الكتائب ميشال جبور الذي "اعتبر الدساتير والقوانين وضعت لانقاذ الاوطان وهي ليست منزلة وتعديلها لخدمة الوطن وسلامته واجب وضرورة، خصوصا بعد تضاؤل فرص الحل الوفاقي وازدياد الاخطار التي تهدد كيان لبنان". وأيد "مواقف قائد الجيش العماد ميشال سليمان المحايدة والوطنية".

 

الوزير رزق حدد 4 ملفات تفرض نفسها على جدول اعمال السنوات الست: المحكمة الدولية وازمة النظام السياسي والامن والوضع الاقتصادي

وطنية-19/8/2007(سياسة) حدّد وزير العدل الدكتور شارل رزق في حديث الى اذاعة "صوت لبنان" اربعة ملفّات تفرض نفسها على جدول أعمال السنوات الست المقبلة :

-الأول:المحكمة ذات الطابع الدولي .

-الثاني:الأزمة العميقة التي يعانيها النظام السياسي اللبناني.

فلبنان اليوم يعيش حالة تقسيميّة خطيرة جداً وهذا يفرض إعادة الوحدة الوطنية إلى الدولة والانتقال من اللبنانَيْن اللذَيْن نحن فيهما اليوم إلى لبنان الواحد عبر تطوير النظام السياسي .

-الثالث :الأمن في ضوء الأحداث التي يشهدها مخيّم نهر البارد، حيث يخوض الجيش

اللبناني معارك ببسالة ويقدّم تضحيات، وهذا يتطلّب إعادة النظر بدور القوّات المسلّحة في المجتمع اللبناني .

- الرابع:الوضع الاقتصادي . فهو اليوم في مأزقٍ كبير إلا أن الاقتصاد اللبناني مستمرّ بسبب المساعدات الحيويّة التي يوفّرها الاقتصاد اللبناني في الانتشار. فمبلغ التحويلات السنوية التي ترسل من لبنان الانتشار إلى لبنان المقيم تفوق الستة مليارات دولار وهي تُنعش الاقتصاد المحلي وتفيد اللبنانيين جميعاً على اختلاف فئاتهم . وهذا مع العلم أن مدخول الشركات اللبنانية الاغترابية العشرين الأولى يفوق عشرين مليار دولار سنوياً أي أنه يفوق الدخل القومي السنوي للبنان المقيم، ويمثّل ذلك قوة اقتصادية كبيرة علينا أن نُثمّرها ليس فقط على الصعيد الاقتصادي ولكن أيضاً على الصعيد السياسي".

وأكّد الوزير رزق "إن جدول الأعمال هذا المفروض على لبنان يتطلّب على رأس الدولة فريقاً ملمّاً يستطيع أن يعالج الأمور الأربعة والتي هي الأولويات اللبنانية لأي رئيس جديد للجمهورية". وردّا على سؤال حول الخطوات التي أنجزت بشأن المحكمة الدولية، قال وزير العدل :" إن المحكمة ذات الطابع الدولي هي إن لم تكن أكثر المواضيع أهمية فهي أكثرها إلحاحاً بعد أن بدأت الترجمة العملية لقرار مجلس الأمن 1757 باختيار هولندا مقراً للمحكمة الدولية".

ودعا وزير العدل إلى "التفاهم حول منهجية عقلانية توفيقية حول طبيعة المحكمة الدولية. هل هي مؤسسة قضائية لإحقاق الحق أو هي وسيلة سياسية للنيل من هذا النظام الإقليمي أو ذاك"، مؤكّداً "أن لبنان قادر على اجتياز شوط كبير من المعضلة السياسية التي هي أمامنا وهذا الأمر يتطلّب على رأس الدولة اللبنانية فريقَ عمل أثبت قدرته على التعاطي مع المجتمع الدولي". وقال الوزير رزق إنه "آن الأوان أن نحدّ من الاستسلام إلى الخارج، فبقدر ما أن لبنان جزء من أزمة المنطقة بنفس القدر يجب أن يكون جزءاً من الحل وأن يكون التوافق بين اللبنانيين مدخلاً لتوافق يمتدّ إلى سائر المنطقة".

 

قداس احتفالي للقوات اللبنانية في بشري على نية شهداء الجيش وقوى الامن

النائب كيروز: الاولوية عند المسيحيين بانجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده وكل تأخير او تاجيل او الغاء سيصيب مواقع الرئاسة والدور المسيحي الفاعل

وطنية - 19/8/2007 (سياسة) أقامت "القوات اللبنانية" قداسا احتفاليا على نية شهداء الجيش وقوى الامن الداخلي والصليب الاحمر اللبناني، في كاتدرائية مار سابا بشري، ترأسه النائب البطريركي العام على الجبة المطران فرنسيس البيسري يعاونه عدد من كهنة المنطقة، في حضور رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع والنائبين ستريدا جعجع وايلي كيروز، الوزير السابق ابراهيم الضاهر، النائب السابق جبران طوق، العقيد محمد خير ممثلا قائد الجيش العماد ميشال سليمان، العميد صباح حيدر ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي، الرائد جورج عيسى ممثلا قائد الدرك انطوان شكور، قائد منطقة الشمال الاقليمية في قوى الامن الداخلي العميد علي اللقيس، قائمقام بشري نبيل خبازي ممثلا محافظ الشمال ناصيف قالوش، الشيخ بنوا كيروز، الشيخ روي عيسى الخوري، رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري نوفل الشدراوي ممثلا بنائب رئيس الاتحاد ايلي مخلوف ورؤساء بلديات القضاء، رئيس لجنة جبران الوطنية انطوان الخوري طوق، رئيس رابطة مخاتير قضاء بشري فيروز جعجع ومخاتير قرى وبلدات المنطقة وحشد من المسؤولين القواتيين والقواتيين من ابناء بشري وقرى القضاء وحشد من الفاعليات والهيئات والجمعيات.

المطران البيسري

بعد تلاوة الانجيل المقدس، ألقى المطران البيسري عظة تناول فيها معنى الشهادة، مؤكدا "ان التاريخ يتابع مسيرته على طريق الحب والاستشهاد، ويبقى لبنان رغم الموت والاضطهاد بفضل الشهداء الذين يحملون المشعل ويكملون المسيرة ليتجدد لنا التاريخ وليحل الامان والسلام والازدهار في ربوع الوطن".

اضاف: "ان هذه الارض المباركة تضم جثامين شباب بشري وشبان منطقتها الذين هبوا هبة واحدة وعلى رأسهم الخيرة للذود عن الوطن ولبذل نفوسهم على مذبحه وقد قدمت بشري لوحدها ما يقارب الاربعماية شهيد زرعتهم على مساحة الوطن فكانوا على كل جبهة يتصدوا للمؤامرات ويدافعون عن القضية كي يظل لبنان وطنا حرا سيدا مستقلا". وتابع: "لقد صمم الله ان يشيد لبنان على جثامين شهدائه الابرار، وان يرص لبقائه وخلوده مداميكه بدمائهم الزكية حتى لا تقوى عليه قوات الجحيم وجحافل حساده. لهذا العمل النبيل أهب الله نفوسا سخية من ابطال الغيرة الملتهبة، وفي مقدمتهم شهداء الجيش الذين نجتمع اليوم على ذكراهم ، سدد خطاهم الى نهاية مثلى وخاتمة جلى ألا وهي الشهادة في سبيل الحق. فسقى هؤلاء الابطال تراب الوطن المقدس بدمائهم الزكية، فنبت الزرع الصالح في جميع الارجاء، واذا بلبنان باق في اخضرار دائم".

وقال: "في الحرب القذرة الاخيرة، لما كانت هذه الحرب تأكل الاخضر واليابس، تدخلت الألاعيب السياسية في مهمة الجيش، وتباينت وجهات نظر الساسة وقد تلونت بكل لون، فمزقوا الجيش وشردوه وشرذموه، وبالتالي دمرت البيوت وشردت العيال وتبعثر الاهل. ولولا بقية باقية، كونت نواة هذا الجيش البطل لما كنا اليوم نرفع الرأس تيها وعجبا في مرحلة صعبة يقدم فيها الجيش أسمى التضحيات بعيدا عن تأويلات التجاذبات السياسية، وبمعزل عن توظيف سياسي.

جيشنا اليوم، وعلى رأسه قيادة حكيمة، ظل واحدا متراصا في مواجهة عدو شرس غامض وخطير. وبوحدته دافع عن صيغة لبنان ونسيجه التعددي، فقدم على مذبح الوطن الشهيد تلو الشهيد في معمودية امتزجت فيها دماء ابنائه من كل الطوائف وكل المناطق.

اليوم مثل البارحة، اختلفت اراء السياسيين وتباينت نظرياتهم وتشعبت الاتجاهات. واصبح لبنان لبنانين، والحرب تزداد اشتعالا وتطول واضرارها تزداد حجما وارقاما. اصبح لبنان لبنانين، فانقطع اي اتصال بالفريق الاخر، وقطعت الجسور بينهما، فغدا كل فريق متمترسا في منطقة اقتطعها لها. حتى وصلنا الى قطع الامل من اي مبادرة شقيقة او صديقة مشكورة للخروج من المحنة الشاملة التي اشرفت ان تجهز على كل شيء تقريبا.

ولولا بريق امل اتانا من الجيش الباسل، لولا تضحياته للعلعت اصوات المدافع والقنابل في شتى انحاء لبنان، ولافقرت قرانا والمدن، وحل الهلع، وساد الموت، ولولا الجيش الذي ضحى كي يبقى لبنان وتبقى مؤسساته ويحترم دستوره ولولا وحدته وشجاعته وتراصه، لقطع الامل بوحدة لبنان ولحمة ابنائه".

وختم موجها تحية الى شهداء الجيش وقوى الامن الداخلي والصليب الاحمر.

كيروز

وبعد القداس القى النائب ايلي كيروز كلمة "القوات اللبنانية" قال فيها: "أود اولا ان احيي شهداء الصليب الاحمر اللبناني الذين لم تمنعهم الطبيعة التطوعية من ان يكونوا في قلب الخطر وصولا الى قلب الموت، فاستشهدوا في البلاد واستشهدوا في حرب تموز تأكيدا على التزامهم بقضية الانسان التي هي جوهر قضية لبنان. وأود ثانيا ان احيي شهداء قوى الامن الداخلي الذين لم يتهاونوا في خوض المواجهات القاسية التي فرضها الارهابيون ولا بد هنا في التنويه بمؤسسة الامن الداخلي، قيادة وضباطا وافرادا، تلك المؤسسة التي اثبتت بالقليل من القدرات، انها العين الساهرة حين تغفل عيوننا او تنام وانها حارسة ليالينا ونهاراتنا. واود ان احيي شهداء الجيش البناني، ضباطا ورتباء وافرادا، الذين سقطوا في البارد، دفاعا عن لبنان وصونا للوحدة الداخلية، وذلك في اصعب لحظة سياسية وامنية وفي مواجهة اخطر مشروع خارجي يعمل على تقويض الدولة اللبنانية والجمهورية اللبنانية والمؤسسات اللبنانية".

أضاف: "لا يسعني في هذه المناسبة الا ان اتوجه باسمكم الى عائلات الشهداء واهاليهم. اتوجه اليهم بألم العارف بآلامهم، فنحن في جبة بشري وفي القوات اللبنانية، اختبرنا شهادة الدم بأقسى تجلياتها وابهاها في آن واحد. ان ارض جبة بشري، كما ارض المناطق المسيحية الاخرى هي ارض البدايات النضالية، ارض المقاومة الاولى في مواجهة خطر الوصاية السورية على لبنان".

وتابع: "اعود لاحيي، ومن دون محاباة السياسة اللبنانية في كل الاوقات وفي هذا الوقت بالذات، قيادة الجيش اللبناني التي تتعاطى مع مرحلة التحولات والتحديات الكبيرة في لبنان والجيش اللبناني بصفته جيشا للدولة لا جيشا للنظام، جيشا للوطن لا جيشا للسياسة، جيشا للمؤسسات لا جيشا للافراد، جيشا للغد لا جيشا للماضي، جيشا له دوره الانقاذي، في المفترق الحاسم، من خلال حماية الحدود في الجنوب والشمال ومن خلال حماية الدستور والقواعد الدستور والعملية الديموقراطية والقيم الجمهورية". وقال: "ان بعض السياسات عند بعض المسيحيين تؤذي اصحابها. غير ان بعض السياسات الاخرى لبعض المسيحيين تؤذي لبنان في مسألة استكمال عملية تحرره، كما تؤذي الوجود المسيحي الحر في لبنان. ان التمثيل المسيحي الحقيقي يكون بتمثيل الوجدان المسيحي التاريخي وفي عدم قيادة المسيحيين الى خيارات واستراتيجيات متناقضة مع تراثهم النضالي وثوابتهم السياسية".

وتساءل: "هل يكون التمثيل المسيحي الحقيقي بالقول بأن سوريا خرجت من لبنان وبأنها اوقفت تدخلها في شؤونه الداخلية. وهل يكون التمثيل المسيحي باعطاء سوريا صك براءة عن كل جرائمها في الماضي والحاضر والمستقبل، في وقت لا يبدو فيه العقل السوري، السياسي والامني، مستعدا لمراجعة ممارساته وسياساته في لبنان بل مصرا على سياسات التخريب والتفجير والاغتيال؟ وهل يكون التمثيل المسيحي بتأمين الغطاء المسيحي للحزب الذي وصف "الطائف" بالمشكلة والذي دعا مشايخه الى حكم كل لبنان باسم تحرير الجنوب والذي ينفرد بدولة داخل الدولة وبجيش داخل الجيش وبقرارات السلم والحرب والتفاوض والتهديد والذي ينفرد بحمل السلاح الذي لا تحركه قضايا الارض والاسرى والاجواء".

وقال: "هناك امور لا تقبل الجدل. ان اصل الخلل في موقع المسيحيين ضمن الشراكة الوطنية يتمثل في هامشية رئاسة الجمهورية بواقعها الحالي والناجم عن ارتباط المستمر بالنظام السوري. لذلك فان المدخل الحاسم لتصحيح الخلل هو باجراء الانتخابات الرئاسية، في موعدها الدستوري، وفق القواعد الدستورية، ومن دون اي تدخل او نفوذ خارجي. ان اولوية الاولويات عند المسيحيين يجب ان تكون انجاز الاستحقاق الرئاسي من دون تأخير او تاجيل او الغاء لان كل تاخير او تاجيل او الغاء سيصيب ليس فقط الاستحقاق بنفسه، بل مواقع الرئاسة ومعه الدور المسيحي الفاعل في الدولة والنظام ومن دون افتئات على الادواء اللبنانية الاخرى".

وأكد "ان الرئيس الجديد الذي ننتظره وينتظره اللبنانيون هو الرئيس الدستوري، الميثاقي، والقوي بمعايير القوة الحقيقية التي لا تستعصي على التمييز العاقل وهو الرئيس الاستقلال الذي يقطع مع حقبة الوصاية في الماضي ولا يتقاطع في الحاضر وفي المستقبل مع مشاريع هذه الوصاية وحساباتها ومواصفاتها".

 

الشيخ قاسم في كلمة خلال ملتقى "المجمع العالمي لأهل البيت" في طهران: مشكلتنا في لبنان ان القرار ليس في يد الخصم السياسي بل في يد أميركا

وطنية - 19/8/2007 (سياسة) وزع "حزب الله" نص الكلمة التي ألقاها نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، في الملتقى الرابع للمجمع العالمي لأهل البيت الذي افتتح أمس في قاعة المؤتمرات في العاصمة الايرانية طهران، وتوجه فيها الى الحضور بالقول:

"انتم تعلمون اننا مررنا في لبنان بعمل كبير جدا، واعتداء لم يسبق له مثيل في منطقتنا، وهو العدوان الإسرائيلي الذي حصل في تموز عام 2006، وكان الهدف منه إلغاء وجود مقاومة حزب الله وإلغاء وجود سلاح هذا الحزب، أي بمعنى آخر إيجاد تغيير يبدأ من لبنان، أساسه انعدام وجود المقاومة في مواجهة المشروع الاسرائيلي - الامريكي. وهذه الحرب لم تكن حربا اسرائيلية، وإنما كانت حربا أمريكية دولية بالادارة الاسرائيلية، لان التغطية السياسية التي رآها كل العالم تقريبا لعدوان اسرائيل والرعاية المباشرة والاوامر من قبل الامريكيين لاسرائيل كانت واضحة للعيان، وبالتالي كنا أمام تحد كبير يواجه منهجا جهاديا يستلهم تعاليم الاسلام المحمدي الاصيل في الحركة. هنا في هذا الموقع حصل ما يشبه المعجزة، تحقق نصر الهي عظيم للمؤمنين ذكرنا بقول الله تعالى "كم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة باذن الله". هذا النصر الذي حصل هو نصر عابر للقارات لا احد يعرف حدوده وضوابطه وقوانينه النبيلة. وفي اعتقادنا ان هذا النصر الإلهي سيترك آثاره لعشرات السنين، وتداعيات الهزيمة الإسرائيلية ستترك آثارها لعشرات السنين أيضا، والسبب في ذلك انه كان النصر المنعطف، ولم يكن نصر معركة جانبية، كان نصرا على عملية الغاء منظمة لخط الجهاد، فانتصر خط الجهاد ليخرب معادلتهم بأسرها وليفتح بابا أمام الأمة لتأخذ دروسا من هذا الجهاد".

أضاف: "يمكننا الحديث عن ثلاثة عناوين في اطار الانتصار الاستراتيجي باثاره المستقبلية:

- أولا أثبت هذا الانتصار قدرة الاسلام على اعطاء مقومات العزة والانتصار والسيادة والحياة ليكون الانسان شريفا عزيزا في هذا الزمن المعاصر.

- ثانيا: قدمت هذه التجربة نموذجا معاصرا في كيفية اثبات الحضور والوجود، من دون تبعية للشرق او للغرب.

- ثالثا: "وجد هذا الانتصار حالة معنوية كبيرة للشعب اللبناني ولشعوب المنطقة وللمسلمين والاحرار، باتوا معها يفكرون في كيفية التغيير، لا أن يبقوا أسرى لمعادلة الاستكبار. كذلك رأى ان للهزيمة الاستراتيجية لاسرائيل "ثلاث تداعيات بالحد الادنى على اسرائيل وعلى امريكا:

- اولا: كسرت هذه الحرب بنتائجها اندفاع امريكا لتأسيس الشرق الاوسط الجديد من بوابة لبنان.

- ثانيا: "هزم الجيش الذي لا يقهر كما يعرف في منطقتنا وهزمت فزاعة المنطقة والعالم، وبدأت التداعيات في داخل المجتمع الصهيوني من الاستقالات الى التشاؤم الى الهجرة المضادة الى حالة الاحباط الى الارتباك الذي يعيشه المجتمع الصهيوني.

- ثالثا، وهذا الاهم: انهارت ثوابت وأسس المشاريع الاسرائيلية، وكل خططهم كانت على اساس ان المقاومة انتهت في المنطقة، وإذ بالمقاومة تقول لهم: إن مشروعكم لم يعد قابلا للحياة، فكروا مجددا بهذا المشروع الاستكباري؟".

وتابع: "اليوم اقول لكم سنبقى في موقع الدفاع، لكن سنهيء مستلزمات الدفاع بشكل كامل. وقد تتساءلون طالما انكم نجحتم في عدوان تموز وحققتم هذا النصر الاستراتيجي، ما هي قصتكم في الداخل اللبناني. سأكون صريحا معكم، قتال العدو اسهل مئة مرة من المعالجات السياسية داخل البلد الواحد، لان العدو واضح ... بينما عندما نختلف سياسيا، كل المواطنين لهم الحق بان يكونوا في هذا البلد، وبالتالي لا بد من اتفاقات سياسية، وأساليب الاعتراض أساليب تتطلب الحشد الشعبي وتتطلب التفاهم والتعاون، لاننا كلنا ابناء بلد واحد، من هنا لا قدرة لاحد ان يلغي احدا، ونحن نقول لا نريد ان نلغي احدا، صحيح ان انتصارنا كان كبيرا على العدو الاسرائيلي، لكن ان شاء الله ايضا يثمر هذا الانتصار في الداخل، الا ان الامر يحتاج الى صبر. ومشكلتنا في لبنان ان القرار ليس في يد من تخاصمه سياسيا في لبنان، وإنما القرار السياسي بيد اميركا، اميركا تقول لهم وافقوا او لا توافقوا، لذا نعيش هذه المشكلة. على كل حال نحن نعتبر ان نجاحنا هو اننا صمدنا حتى الان في منع اخذ لبنان الى المشروع الامريكي".

وختم بالقول: "لا يوجد شيء اسمه دول معتدلة أو دول متطرفة، هذه صناعة أميركية، لا يوجد خلاف بين السنة والشيعة على المستوى السياسي، والمشاكل هذه صناعة امريكية، انما يوجد خط امريكي يريد ان يخلفنا ويريد ان يحدث لنا المشاكل والتعقيدات. وفي النهاية سنكتشف جميعا ان المقاومة ليست خيارا لبلد دون اخر، ويبدو اننا في زمن ستكون المقاومة خيار لجميع البلدان في مواجهة الاحتلال ومن اجل الخلاص، وبغير هذا ستمتد أيادي الاحتلال وستضربنا وستؤذينا كثيرا".

 

نسيب لحود: الحملة ضد السعودية تجن لا يخفى على أحد ولا غبار على موقفها منذ بدء الصراع العربي-الاسرائيلي

وطنية - 19/8/2007 (سياسة) استنكر رئيس حركة التجدد الديموقراطي نسيب لحود، في تصريح بعد ظهر اليوم، الحملة ضد المملكة العربية السعودية، واصفا اياها ب"التجني الذي لا يخفى على أحد"، وقال "ان الدور السعودي يتسم بالفاعلية، بالالتزام والتفاني، سواء في لبنان الذي ليست للمملكة أي مطامع فيه، أم حيال القضية الفلسطينية أم على مستوى العالم العربي عموما". وقال "ان للمملكة، وبشكل خاص اليوم في عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز، أيادي بيضاء، ليس فقط على لبنان، انما أيضا على حل أي خلاف بين دولة عربية وأخرى، وعلى القضية المركزية أي القضية الفلسطينية، وتدعم الموقف العربي في الصراع العربي الاسرائيلي". ولفت الى "ان لبنان حصل على عناية كبيرة من المملكة على مر العقود ماضيا"، متوقفا عند بعض المحطات في هذا الاطار، مشيرا بشكل خاص الى "ان رعاية السعودية الفاعلة لاتفاق الطائف هي التي أنهت الحرب في لبنان، ووفقت بين اللبنانيين"، والى انها لعبت دورا في حماية لبنان من الاعتداءات الاسرائيلية، ودورا فاعلا في اعادة الحيوية الى الاقتصاد اللبناني من خلال المؤتمرات المتتالية التي عقدت، وآخرها باريس 3 حيث كانت المساهمة السعودية هي المساهمة الأولى في كل الظروف، وهو ما لا ينساه أحد في لبنان".

وأضاف: "ان اللبنانيين يعلمون بشكل جدي ان لا مطامع للسعودية في بلدهم، وانها ليست مع سياسة المحاور، وانها تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف اللبنانيين، بل انها تقف مع كل لبنان وبقوة، وقد برهنت عن ذلك في كل الظروف". ورأى أيضا "أن لا غبار على موقف السعودية منذ أن بدأ الصراع العربي - الاسرائيلي، وفي دفاعها عن القدس والحقوق العربية، اضافة الى سعيها الى انشاء الدولة الفلسطينية، وقد عبرت بشكل واضح عن هذا الامر في المبادرة التي اطلقها الملك عبد الله بن عبد العزيز ثم تبنتها القمة العربية، التي عقدت في بيروت عام 2002، ورقة عمل للمشروع العربي الذي اعيد تبنيه وتأكيده في قمة الرياض الاخيرة". وأشار لحود الى انه "ما من دولة عربية، سواء أكانت لديها خلافات مع جارتها أم مع اي دولة عربية اخرى، الا وكانت السعودية سباقة في جمع المتنازعين، والتوفيق في ما بينهم"، معتبرا "ان هذا التجني على المملكة العربية السعودية مرفوض وملفوظ من جميع اللبنانيين والعرب"، متمنيا "على كل الدول ان تتصرف مثل السعودية في رعايتها للبنان والقضايا العربية، وفي وقوفها على مسافة واحدة من الاطراف اللبنانيين"، لافتا الى "ان بعض هذه الدول يتصرف كذلك، والبعض الآخر لا يفعل الامر نفسه". وردا على سؤال عن "خلفية الهجوم السوري على الدور السعودي"، قال لحود: "ان آخر ما يتهم به الدور السعودي هو بعدم الفاعلية"، لافتا الى "ان الميزة الكبرى لهذا الدور هي الفاعلية، والتحرك الدائم الالتزام والتفاني في حل القضايا، اكان في لبنان او على صعيد الصراع العربي الاسرائيلي، او على صعيد الدول العربية في علاقاتها الثنائية".

 

النائب كنعان: العماد عون يملك مشروع حل يجمع بين المعسكرين

وطنية - 19/8/2007 (سياسة) إعتبر امين سر تكتل التغيير والإصلاح النائب ابراهيم كنعان، في مداخلة عبر برنامج "الحدث" على تلفزيون ال"نيو.تي.في"، أن موقف البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير الأخير "هو ملك صاحب الغبطة، وهو المرجع الوحيد الذي يحق له تفسيره أو توضيحه إذا إرتأى ذلك، مشيرا الى "ان موقف التيار الوطني الحر الثابت مع البطريركية المارونية، على الرغم من التكامل والتنسيق، هو ترك الأخيرة تعبر عن نفسها بنفسها".

وقال "أن مقاربة التيار لرئاسة الجمهورية واضحة وجلية: يجب أن يكون هناك رؤية وطنية قبل أي امر، ولا يجوز التلطي وراء الأمور، والمطلوب الخروج من الأزمة. نريد رئيس لرئاسة تخرج لبنان من وضعه القائم على خلاف بين معسكرين". أضاف: "وحده المشروع والبرنامج والرؤية، بامكانه جمع اللبنانيين في تناقضاتهم، والا لبنان ذاهب تجاه إدارة الأزمة لا حلها، فيكون الإستحقاق فقط إستحقاقا تقنيا يكون ملء فراغ الموقع الرئاسي مزيدا من الإنقسام والشرذمة، لهذه الأسباب يطرح تكتل التغيير ترشيح رئيسه العماد ميشال عون وفق معيار وحدوي سياسي لربط فريقي الأزمة 14 و8 آذار خصوصا لجهة معالجة مسألتي سلاح حزب الله وفق معيار وثيقة التفاهم التي هي بحاجة الى تطوير، وإعادة تكوين السلطة بشكل ديمقراطي وفق قانون إنتخابات جديد ودستور محترم ومشاركة مسيحية فاعلة". ورأى "أن السجالات الإعلامية والمبارزات الصحافية، هدفها تعمية الرأي العام لامرار الوقت"، مكررا "أن العماد عون يملك مشروع حل يجمع في السياسة بين المعسكرين ويجعل من التوافق السياسي وليس الشخصي امكانية عملية لحل لجميع القضايا".

 

الوزير فنيش: صراعنا ليس على منصب حكومي انما حول حرية الوطن وقراره

وطنية- 19/8/2007 (سياسة) اعتبر الوزير المستقيل محمد فنيش، خلال حفل تكريم طلاب ناجحين في الشهادة الرسمية أقامته التعبئة التربوية ل"حزب الله" في الجنوب في منتزة النسيم في حناويه، "ان الوطن على مفترق طرق، يراد له ان يخرج من طريق المقاومة والحرية ليلتحق بمحور الاعتدال بعدما هزم مشروع الشرق الاوسط الجديد وفشلت الحرب التي شنت عليه"، مشيرا الى "ان صراعنا اليوم ليس صراعا مع فئة سياسية على منصب حكومي او على حصة في مجلس الوزراء، انما حول حرية هذا الوطن وقراره بالمعنى الحقيقي وليس تلك الشعارات الزائفة التي رفعت، وصراعنا ضد من يصغي الى املاءات سفير خارجي كان لبلده الدور الاكبر في اطالة امد الحرب وحاول ان يرسم أهدافه بعدما زود العدو الاسرائيلي بالقنابل العنقودية والذكية"، مشددا انه "لا يمكن للادارة الاميركية ان تكون في يوم من الايام صديقة للبنان بعدما امعنت في تدميره وبعدما تسببت له من خسائر".

ورأى فنيش "انهم استكملوا بعد الحرب التي شنت على لبنان لالحاقه بالشرق الاوسط الجديد من خلال الوسائل السياسية والاعلامية والضغوط والاستقواء بالتدخلات الخارجية، واولهم الادارة الاميركية التي لا يمكن ان ننظر اليها على انها صديقة للبنان، وكانت هي صاحبة القرار لاستمرار الحرب على البلد وهي التي رفضت ان يدين مجلس الامن المجازر التي ارتكبت في قرانا"، مشيرا الى "انه اذا كان هناك من يتوهم من بعض الفرقاء انه يكسب صداقة هذه الادارة فهو مخطئ، ويسعى من حيث يدري او لا يدري الى خدمة السياسة الاميركية التي لا هم لها في منطقتنا سوى مصالحها وامن الكيان الصهيوني"، مشددا على "ان من يرفع شعار السيادة والاستقلال والحرية بالمعنى الحقيقي هم اولئك المقاومون الذين ضحوا بدمائهم في مواجهة الحرب الاخيرة".

وقال "ان الأزمة في لبنان تتلخص بمسألة بقائه حرا في قراره وبقاء قراره الوطني مستقل عن حسابات السياسة الاميركية ومختطاتها وعن ما يرسم للمنطقة من اجل حساب مشروع لا يخدم القضية العربية". واعتبر فنيش "ان الحل والمدخل الطبيعي هو في تصحيح الخلل الحكومي القائم وهذا امر بديهي لانه بحسب دستورنا لا يمكن الاستمرار في حكومة فقدت كل مشروعية ميثاقية او دستورية"، مؤكدا "ان هذا المطلب ليس مطلب المعارضة ولا لمصلحة فريق فقط، بل هو مطلب وطني، لان ما ينتظر وطننا مخاطر كثيرة جراء هذه السياسة التي يسلكها بعض الفرقاء اصغاء لاملاءات خارجية وتوهما منهم انهم قادرون على فرض منطقهم وارادتهم لمصلحة المشروع الاميريكي في هذا البلد"، مشددا "اننا لن نقبل باي وجه من الوجوه ان تذهب تضحيات مجاهدينا وشهدائنا وعذابات اهلنا لتحويل موقع لبنان وانتمائه لخدمة المشروع الامريكي".

 

فضل الله: اللعب على التناقضات العربية لا يفيد اللبنانيين وقضيتهم

دخلنا في نطاق الخطر والخوف على مصير البلد لا على مستقبله المنظور

الإدارة الأمريكية تعمل للقسمة بين العرب ودفعهم إلى محاورة إسرائيل

وطنية- 19/8/2007 (سياسة) حذر العلامة السيد محمد حسين فضل الله اللبنانيين من أن "اللعب على التناقضات العربية لن يفيد قضيتهم"، مشيرا إلى أن "الإدارة الأمريكية تعمل لخلق انقسامات ومناخات عربية حادة لدفع العرب إلى الابتعاد عن بعضهم ومحاورة إسرائيل، وإدارة الرئيس الأمريكي بوش تعبث بالعلاقات العربية ـ العربية وتحرك الأدوار السياسية في المنطقة في نطاق استراتيجيتها ومصالحها لدفع التطبيع مع العدو إلى أعلى مستوياته".

وتخوف من "دخول لبنان في نطاق الخطر في ظل اعتماد خيار "الكلمة الأسوأ" على مستوى الخطاب الداخلي"، محذرا من أن "الخوف هو على مصير البلد لا مستقبله المنظور فحسب". وقال في تصريح اليوم: "لقد دخل لبنان في نطاق الخطر بعدما بات الوضع أكثر صعوبة من خلال التراكمات الاقتصادية والاجتماعية، ومن خلال التباعد السياسي الذي تزداد حدته في التراشق الكلامي والسجالات التي أظهرت أن ثمة من يصر في لبنان على اعتماد خيار الكلمة الأسوأ والإمعان في تخريب الذهنية العامة للناس وتوجيه الأجيال في خطوط العصبية السياسية والحزبية وحتى المذهبية وحتى العائلية، وإن أدى ذلك إلى حال من الضياع الوطني العام وأطل على مستقبل مظلم للوطن ليس على مستوى المستقبل المنظور، بل ما هو أبعد منه، حيث أننا بتنا نخشى على مصير البلد في ظل رهان الكثيرين على رهن هذا المصير لدى أطراف خارجية لا تتطلع إلا إلى مصالحها وليس لديها أدنى رأفة أو رحمة حيال البلد الصغير".

أضاف: "أوشكنا أن ندخل مرحلة الظلام السياسي ومرحلة الاضطراب على معظم المستويات في لبنان، حيث بات البلد على مفترق طرق إقليمية ودولية وعرة، وباتت الإدارة الأمريكية أكثر إصرارا على الاحتفاظ بموقع لها في لبنان يحفظ ماء وجهها السياسي والعسكري الذي أريق في المنطقة، ولذلك فهي تعبث بالعلاقات العربية ـ العربية وتحرك الأدوار السياسية في المنطقة ولبنان في نطاق استراتيجيتها الرامية إلى تخريب العلاقات بين الدول العربية فيما بينها، وبينها وبين محيطها الإسلامي، والعمل ـ في المقابل ـ لدفع الأمور إلى المستويات العليا من التطبيع بين "محور الاعتدال العربي"، الذي استولدته واشنطن وأرادت له أن ينخرط في جبهة واحدة، مع إسرائيل.

بيد أننا نلاحظ أن البعض من العرب لا يلتفت إلى هذه اللعبة الأمريكية، فنجد حديثا هنا أو هناك في شكل سلبي بما يعقد العلاقات العربية من دون مراعاة للمصلحة العربية العامة، كما نجد أن الجوانب الشخصية في علاقة هذه القيادة بتلك تزيد الأمور سلبية".

وتابع: "إننا نخشى من حدة الانقسامات التي بدأت تبرز معالمها بوضوح أكثر على الساحة العربية، لأنها تمثل سلاح الإدارة الأمريكية الجديدة لبعثرة الموقف العربي لتطل الفوضى الجديدة في العلاقات العربية ـ العربية على استراتيجية الفوضى البناءة التي عملت لها الإدارة الأمريكية بمحافظيها الجدد لخلق مناخ سياسي وأمني مؤات لخدمة مصالحها ومصالح إسرائيل، وربما بدأنا نطل على استيلاد لمحافظين عرب جدد على الطريقة الأمريكية. ونخشى من أن هذه الدوامة الجديدة سوف تمهد السبيل أكثر فأكثر لاندفاع فئة ما على مستوى الأنظمة نحو إسرائيل بقدر ما تبتعد عن أهلها وعن نسيجها العرقي والديني والسياسي، لأن المنطق الذي تعمل له إدارة الرئيس الأمريكي بوش يتمثل في فتح قنوات الحوار العلني أو السري بين العرب وإسرائيل، في مقابل إقفال قنوات الحوار العلني والسري بين هذه الدولة العربية أو تلك، تماما كما هي المسألة في الملف الفلسطيني، حيث يقال للسلطة الفلسطينية إن الانفتاح على "حماس" يعني الخيانة التي يتبعها العقاب، وإن الانغلاق عليها يعني السمن والعسل الذي يعد على المائدة الإسرائيلية".

وحذر فضل الله "العرب من أن الإمعان في السير في هذا الخط سوف يخرب الكثير من عناصر الاستقرار في ما بينهم، وسيمهد لحالات من الاضطراب وعدم الاستقرار داخل هذه الدولة العربية أو تلك، وسوف تكون إسرائيل هي الرابح الأكبر في لعبة الانقسامات العربية الجديدة التي ستكون ـ بدورها ـ ورقة بيد أمريكا تحركها في مواجهة هذا الطرف أو ذاك، ولذلك فنحن نريد لمن بقي لديه حس المسؤولية والشعور بالخطر على مستقبله ومستقبل وطنه وأمته داخل الساحة العربية أن يتحرك لرأب هذا الصدع قبل أن يسقط الهيكل على رؤوس الجميع في طول الساحة العربية وعرضها".

وختم: "نريد للبنانيين أن يلتفتوا إلى أن اللعب على التناقضات العربية لن يفيد بلدهم وقضيتهم بل سيراكم من مشاكلهم. عليهم أن يتحلوا بحس المسؤولية حيال ذلك وألا يدخلوا على خط هذه الانقسامات بخطابهم الانفعالي العشوائي، بل أن يتحركوا كإطفائيين لاحتواء النيران السياسية الداخلية في الخطاب والحركة، الأمر الذي قد يمهد لولادة مناخات هادئة تفسح في المجال لولادة واحات سياسية في هذه الصحراء السياسية العربية والإسلامية".

 

لقاء تنسيقي لقيادتي "القوات" و"التقدمي" في دير الحرف -المتن

ابو جودة: للتواصل فيما بيننا لانه الاساس من اجل خير هذا الجبل

الاعور: اجتماعنا هو اجتماع الاخوة الملبين لنداء المحبة والتوحد

وطنية-19/8/2007 (سياسة) عقدت قيادتا "القوات اللبنانية" و"الحزب التقدمي الاشتراكي" في المتن الاعلى لقاء تنسيقيا في منزل منسق بلدة دير الحرف في "القوات" الدكتور فادي ابو جودة، حضره منسق منطقة بعبدا في "القوات" نادي غصن ونائبه شربل نكد، وكيل داخلية المتن الاعلى في "التقدمي" فاروق الاعور، امين سر الوكالة عصام المصري، ممثل مفوضية العمل في الوكالة رئيس "نقابة مزارعي وعمال الصنوبر في لبنان" فخري المصري، قياديو منطقة جبل لبنان في الحزبين وفاعليات وحشد من ابناء المنطقة.

ابو جودة

بعد النشيد الوطني، تحدث الدكتور فادي ابو جودة مرحبا، فشكر غصن "لمدى اهتمامه وحرصه على انجاح هذا اللقاء، الذي نعول عليه كثيرا لصمود جبلنا"، واشار الى ان "ثمة آذان كثيرة من حولنا يثيرها الفضول وتتساءل ما جدوى هذا الاجتماع"، لافتا الى انه "بلقائنا تكون القوات اللبنانية قد حققت هدفا من اهداف مقاومتها وهو المحافظة على جوهر قيام لبنان"، ورأى انه "معا نحقق حلم ثورة الارز التي استشهد من اجلها ابطال لنا"، ودعا الى "التواصل فيما بيننا لانه الاساس من اجل خير هذا الجبل وانمائه"، واعتبر ان "التصاريح والمواقف الصادرة عن قياداتنا لا تكفي وحدها، انما يجب ان نكون نحن الاداة التي تجسد طموح القيادات وتظهر اقولها بالفعل".

الاعور

وتحدث فاروق الاعور، فقال: "اجتماعنا اليوم اجتماع الاخوة الملبين لنداء المحبة والتوحد، المؤمنين بقيم العدالة والحق، المتمسكين باسباب الوفاق والنابذين لكل شقاق. نحن وانتم نفوسنا التي لا ترضى الا بالحرية الواعية والمسؤولية الحرة وبمنطق الحداثة والتطور والارتقاء لبناء الدولة التي نؤمن بها ولا نرضى عنها بديلا".

واعتبر الاعور انه "لا يكفينا ما تحملناه من رزايا الحرب المشؤومة طوال سبعة عشر عاما، حتى يضاف اليها ما نمر به اليوم من نكبات ممكن ان تقضي على الوطن بمن فيه"، وشكر "الرفاق في القوات اللبنانية وتحديدا الاستاذ نادي على التعاون والتنسيق الدائم والدكتور ابو جودة على استضافته"، ورأى ان "مضمون هذا اللقاء يتعدى العشاء التقليدي، الذي يغذي الجسد، الى لقاء لجمع الشمل الدائم، وفيه لذة اسمى وارقى وارفع وهي العمل لاجل الحرية والسيادة والاستقلال، وعلى نبضها تتغذى نفوسنا الابية".

غصن

وتحدث نادي غصن، فقال: "في العام 1760، التحقت مجموعات شيعية يقودها ناصيف النصار من جبل عامل بجيش يوسف شهاب امير جبل لبنان، الذي ضم الدروز والموارنة في حرب ضد سيطرة السلطنة العثمانية، فكانت مواجهات بطولية امتزج فيها الدم الدرزي بالدم المسيحي بالدم الشيعي في معركة سيادة هذا الجبل واستقلاله".

واشار غصن الى انه "لا يمكن التعامل مع التاريخ كما لو انه حدث واحد، لا قبله ولا بعده، بل بوصفه كلا لا يتجزأ سلبا وايجابا وبموضوعية تمكن من استخلاص العبر، بما يضمن تحديد آفاق المستقبل على اسس سليمة ومتينة، وبرؤية واضحة"، ولفت الى ان "مآسي القرن التاسع عشر التي مر بها لبنان كان يجب ان نقرأها جميعنا بعقلٍ وبضمير"، ورأى انه "لو فعلنا ذلك لكنا استدركنا عداوات القرن العشرين وما نتج عنها من تحويل وطننا الى ساحة مستباحة تستعملها الامم والدول لتحقيق مصالحها وغاياتها، ويكون اللبنانيون وقودها وضحاياها"، واشار الى ان "الاستقلاليين قرأوا هذه النتائج بموضوعية واستقلالية، فكانت ثورة الارز وكان التقاء الكبار، وكانت ارادة العيش معا والتآزر والتساند والتعاضد، الامر الذي اغاظ الولاة والسلاطين من طهران الى دمشق، فثارت ثائرتهم وراحوا يتمادون في الجريمة، مستعملين كل ما ملكت ايمانهم من الاسلحة، بما فيها السلاح الخبيث، سلاح ذر بذور الفتنة من جديد وتضليل حسني النية عبر رموز شعبوية وبشعارات شعبوية ان لم اقل شعوبية شعبية"، ورأى ان "كل ذلك كان بهدف جذب اللبنانيين مجددا الى المساحة الممتدة من النصف الثاني من القرن التاسع عشر الى 7 آب من العام 2001، في رفض صارم لمصالحة الجبل وما اعقبها من مصالحات اجتاحت لبنان من اقصاه الى اقصاه، على ايقاع نهر الدم الهادر من رفيق الحريري الى وليد عيدو".

واكد غصن ان "تحالف القوات اللبنانية مع التقدمي الاشتراكي ليس تحالف اللحظة ولن يكون، بل هو عصارة التجربة الكبيرة"، واعتبر ان "هذا التحالف يستلزم رعاية وانتباها ومتابعة، لا سيما انه مسؤولية ضميرية لانه حقيقة واجبة الوجود، علينا انجاحها وجعلها نموذجا يحتدى"، وشدد على "ضرورة تفعيل العلاقات الانسانية الاجتماعية والاقتصادية بين كوادر الفريقين، وازالة الشوائب العالقة او الناشئة والعمل على وأد اية فتنة"، ودعا الى "ادارة حوار دائم وتوسيع مروحته ليشمل من لا يرى رأينا، اي المستقلين واقامة الانشطة المشتركة من ندوات ومحاضرات وحملات صحية تخدم المواطن ايا كان لونه او انتماؤه"، ونوه الى "الدور الهام الذي يلعبه كل من وليد جنبلاط والدكتور سمير جعجع"، مشددا على "ضرورة ترجمة عملهما السياسي الوطني الكبير عمليا على الارض لكي نصل الى الشاطىء الامين".

ابو الحسن

ثم القى ممثل مفوضية الاعلام في وكالة داخلية المتن الاعلى في "التقدمي" وليد ابو الحسن كلمة نوه فيها الى "اهمية اللقاء الذي يكرس مصالحة الجبل في وقت يسعى كثيرون لنقضها والغاء مفاعيلها".

 

 

إرسلان وصف فريق الأكثرية ب "طابور خامس يتولى ضرب لبنان من الداخل": بني معروف لن يكونوا إلا بجانب الرئيس الأسد في مسيرة الصمود والكرامة

وطنية- 19/8/2007 (سياسة) استقبل رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب السابق طلال أرسلان في منزله في خلدة وفودا شعبية ومشايخ ورؤساء بلديات، وقال في كلمة: "إقترب للناس حسابهم، وهم في غفلة معرضون"، ولو أن أفراد الطغمة الانقلابية يعتبرون من هذه الآية الكريمة لأوقفوا فورا عملهم الانقلابي وانسحبوا فورا من مخطط "الفوضى الخلاقة" الكفيل بتدمير لبنان كما دمر العراق، لكنهم يتاجرون بالدين والطوائف والمذاهب كما يتاجرون بالعقارات والسلاح والمواد المحظورة ويسخرون الوطن لأغراض الدول الاجنبية واسرائيل، ولا يرف لهم جفن".

أضاف: "يؤجرون الدولة ويبيعون ممتلكاتها كما يبيعون الأسهم في البورصة ويشترونها. لا شيء عندهم مقدس إلا المال وأولياء أمرهم، وبالنسبة إلى أولياء أمرهم، لبنان لا يعني أكثر من حقل اختبار وساحة لممارسة الضغوط الاقليمية والدولية ولتمرير الصفقات الاقتصادية والنفطية والعسكرية. وهم أفراد الطغمة الانقلابية يرضون لأنفسهم القيام بدور "الطابور الخامس" فيتولون ضرب لبنان من الداخل عبر تعليق الدستور واقامة سلطة أمر واقع تمضي في نهب المال العام وتوظيف الدولة في خدمة المصالح الاجنبية. إنهم يستخدمون العصبيات المذهبية الشنيعة، الشائنة لطمس المشكلات الاجتماعية، وتنعدم أحاسيسهم في وجه موجة الفقر المدقع المتفشي على امتداد المناطق اللبنانية، وكذلك المجاعة الآخذة في الاتساع والتي تذكر بالمجاعة التي عرفها لبنان إبان الحرب العالمية الاولى في القرن الماضي".

ورأى أن "الطابور الخامس هذا الذي يتابع مؤامراته على لبنان من مبان حكومية محتلة بغطاء أميركي ـ اسرائيلي ـ عرابي، مفضوح وهو من أحط وأوقح الطوابير الخامسة التي عرفتها مجتمعات العالم وهي ظاهرة سوف تدرس في الجامعات والمعاهد لأنها فريدة من نوعها كما السياسية الدولية الراهنة فريدة من نوعها، والصورة واضحة جدا، مقابل الخدمات التي يقدمها الانقلابيون للادارة الأميركية واسرائيل، تتولى واشنطن إضفاء طابع الشرعية عليهم وتتولى اسرائيل تسخير الاعلام الغربي لهم، حيث للصهيونية نفوذ قوي جدا، وداخل هذا الاطار الوظيفي البحت يشنون الهجمات المتتالية ضد المقاومة وضد الجيش وضد رئاسة الجمهورية".

أضاف: "اذا كنا قد اعتدنا هجماتهم الوقحة ضد المقاومة لمجرد أن المقاومة حطمت اسطورة الجيش الذي لا يقهر وكشفت مجددا مدى تواطؤ الاعراب إلا أن هجومهم اليوم على جيشنا اللبناني الباسل، في الوقت الذي يخوض فيه الجيش معركة الدفاع عن لبنان، يكشف عن تنفيذهم لمخطط إلغاء الدولة إلغاء كاملا. في كل بلدان العالم، حين تخوض الجيوش حروبا لحماية أوطانها، تلتف شعوبها من حولها ويصنف المترددون أو المنتقدون في خانة مرتكبي الخيانة العظمى فيرذلهم الناس".

واعتبر أن "الحملة ضد الجيش، في هذا الوقت بالذات، إهانة لدماء شهداء الجيش وجريمة لا تغتفر في حق الوطن وتكملة طبيعية للحملة ضد المقاومة إبان العدوان الخماسي في تموز 2006، ولا يمكن الفصل بين الجيش وقيادته، وبين القيادة والقائد القائد الرصين المقدام الذي يتعرض لحملة دنيئة مشبوهة من الطابور الخامس بسبب تمسكه بالسلم الأهلي وبعقيدة الجيش القتالية التي تعتبر اسرائيل العدو الوحيد للبنان".

وأشار إرسلان إلى أن "الطابور الخامس هو الفك الداخلي من الكماشة الاسرائيلية ذات الفكين التي تضغط على لبنان، وإذا كان الفك الأكبر الممثل بالجيش الاسرائيلي أصيب بهزيمة قاسية، فانكم الفك الأصغر الذي لا ولن يصمد أمام ارادة شعب لبنان الطيب الحر المقاوم".

وقال: "الحقيقة واضحة كعين الشمس. الطابور الخامس يستمد وجوده ونشاطه من تلازم أهدافه مع السياسة الاسرائيلية. اسرائيل تريد رأس المقاومة وهم يريدون رأس المقاومة. اسرائيل تريد تغيير عقيدة الجيش وهم يريدون تغيير عقيدة الجيش. اسرائيل تريد الفوضى الخلاقة ومنع أي تسوية داخلية وهم يعملون للفوضى الخلاقة وينظرون بايجابية الى سياسة الادارة الاميركية في العراق. لهذه الاسباب يسخر الاعلام الصهيوني اوروبا لخدمتهم، والسبب هو التلازم المطلق بين المشروع الاسرائيلي ومصالحهم الخاصة. هذه هي الحقيقة التي يتم السكوت عنها حرصا على تهدئة الوضع الداخلي غير أن هذا السكوت يزيدهم "فرعنة"، على هذا النحو الشديد القبح بما ينسجم مع نفسياتهم المصابة بداء الفساد العضال الذي ليس منه شفاء، والفساد هو مصدر الخراب كله لأنه هو الذي يجعل من الطوائف والمذاهب ملاذات آمنة للمجرمين والقتلة والمتآمرين والخونة. إنهم أبعد ما يكونوا عن الدين والايمان، والمذاهب بالنسبة اليهم هي عدة نصب ليس إلا".

أضاف رئيس الحزب الديموقراطي: "أما الحملة على فخامة رئيس الجمهورية العماد اميل لحود فلها أساس واحد هو موقف الرئيس لحود الرافض للتوطين قولا وفعلا، واصراره على حق العودة للاشقاء الفلسطينيين اللاجئين. تذكروا جيدا كيف ان الحملة ضد الرئيس لحود استعرت بشكل مذهل منذ بداية عام 2000 حين وجه مذكرته الشهيرة الى كوفي أنان يشدد فيها على رفض التوطين والتمسك بحق العودة. هنا تكمن أساس مشكلتهم مع الرئيس لحود وهي أيضا مشكلتهم مع الرئيس العماد ميشال عون، والحملة على الرئيس لحود ذكرتني بالحملة نفسها التي شنها المصدر نفسه ضد الرئيس امين الجميل ابان رئاسته في الثمانينات، حتى الشتائم هي نفسها. التعابير هي نفسها: مثل سفاح بعبدا ونيرون بعبدا الى ما هنالك من كلام ناب مشين لا يليق الا بقائله".

وتابع: "وللمناسبة، أسأل الرئيس الشيخ أمين الجميل ما هو رأيه بهذه الشتائم الموجهة الى الرئيس لحود من المصدر نفسه الذي سبق له أن وجه اليه شخصيا الشتائم عينها؟ للأسف الشديد، هذا هو المستوى الساقط الذي وصلت اليه بعض القيادات السياسية في لبنان. لقد سقطت الاقنعة ولم يعد في وسع أحد أن يخفي حقيقة وجهه بعد اليوم، وللتاريخ أقول إن الكلام السيء الذي قيل في حق الزعيم العربي المقدام سيادة الرئيس الدكتور بشار الاسد كلام مدان وطنيا وقوميا وأخلاقيا, ومدان من منطق الموحدين الدروز الاشراف الذين اشتهروا عبر التاريخ بصدق اللسان وحفظ الاخوان ونظافة الكلام والوفاء وعدم نكران الجميل والاخلاص والاقدام في حماية الهوية الوطنية العربية مهما تقلبت الظروف والايام. يا سيادة الاخ الصديق الدكتور بشار: ثق تماما أن بني معروف لن يكونوا إلا الى جانبك في مسيرة الصمود والكرامة الوطنية والقومية. هذا هو الاساس، وما عدى ذلك لا قيمة له. كل اناء ينضح بالذي فيه".

وختم إرسلان: "المذاهب والطوائف لن تبقى ملاذات آمنة لمن يرتكبون جرائم الخيانة العظمى، سواء ضد الجيش أو ضد المقاومة، لأن الخيانة العظمى جريمة لا تسقط بمرور الزمن، فاذا كان الانحطاط الحاصل اليوم يمنع موقتا المحاسبة الوطنية فان هذا الانحطاط لن يدوم أبدا والحساب آت آت آت".

 

قداس في ذكرى أربعين المونسنيور الحلو في كنيسة مار يوسف - الحكمة

المطران مطر: كان حالة كهنوتية بامتياز ودخل قلوب محبيه دون استئذان

وطنية - 19/8/2007 (متفرقات) ترأس رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر قداسا الهيا في ذكرى أربعين الرئيس السابق لجامعة الحكمة ولمدرستي الحكمة في بيروت وبرازيليا المونسنيور مرسيل الحلو في كنيسة مار يوسف - الحكمة، يحيط به نائبه العام رئيس جامعة الحكمة المونسنيور جوزف مرهج والمونسنيور ميشال عون كاهن الرعية وبمشاركة لفيف من كهنة الابرشية ورؤساء مدارس الحكمة الحاليين والسابقين، في حضور الوزير والنائب السابق الاستاذ ادمون رزق والمهندس حكمت ديب ممثلا رئيس كتلة التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون والسيد سعد سليم وأهل الفقيد واصدقائه.

وبعد الانجيل المقدس، القى المطران مطر عظة عن رفيق دربه في خدمة الكنيسة والتربية جاء فيها:

"نقيم اليوم على مذبح الرب، أهلا ورفاقا واصدقاء ذكرى عزيز على قلوبنا جميعا، هو المونسنيور مرسيل الحلو في مناسبة مرور أربعين يوما على انتقاله الى بيت الآب. وما كنا نتوقع أن يشغلنا الوداع لهذا الوجه الكهنوتي والانساني المشرق على وجه السرعة التي شغلنا بها. وما كنا ندرك حجم الخسارة التي منينا بها في الكنيسة والابرشية إلا عندما خسرنا هذا السند الثمين وهذا الحضور المتألق إيمانا وعلما ومحبة ولطفا ورغبة في الخدمة لا تعرف الحدود. وليس من الصدفة بشيء أن يكون المونسنيور مرسيل قد احتل مكانة خاصة في ضمير أقرانه وعارفيه، من أهل دنيا وأهل دين. فهو بينهم العالم واللاهوتي والمرجع في تاريخ الكنيسة وآبائها الأولين وهو رجل الروحانيات وواعظ الرياضات لطالبيها كبارا وصغارا، وهو في الوقت عينه رجل التربية المنفتحة على معطيات الجيل والقادر على الحوار مع الآخر أيا كان موقفه في النظرة الى الناس والى الحياة واشيائها.

وللسائل من أين كان لهذا الانسان كل ما كان، ليس من جواب يقدم سوى في تقدير الوزنات الانجيلية التي حباه بها ربه منذ أن اصطفاه، وفي المتاجرة الصالحة والحثيثة التي تعاطى بها سحابة العمر مع ما استودع في قلبه وبين يديه، موقنا انه لم يكن لينال صفة "العبيد البطالين" إلا بعد أن يكون قد قام بكل ما أوكل اليه من أعمال بالدقة والامانة التي لازمته على الدوام. ما كان متوقعا أن يدخل المدرسة الاكليريكية بعد انهائه في مدرسة الآباء اليسوعيين مرحلة الدروس الثانوية. غير أن يد الله كانت قد وضعت عليه. والله يختار لخدمته من يشاء، ويسبغ هذه النعمة على النفوس التي يعرفها قبل أن تعرف هي ذاتها، حتى ولو كان لمدعونا العزيز مرسيل رأي كان يفاخر به ويجادل أن الله يختار الأصغرين تفضيلا على الأكبرين لتظهر فيهم مجانية النعمة أكثر مما تظهر في غيرهم، ولكي يرد كل نجاح الى الله أولا فلا يتباهى بين يديه كل ذي بشر. ولقد عرف نقاشا مع أولي الرأي ممن حوله باختيار دخوله الرهبانية اليسوعية أو الى الاكليروس الابرشي الماروني. فألهمه ربه في نهاية المطاف الانخراط في العمل الكهنوتي ضمن كنيسته المحلية لأنها هي الام بنظره والجامعة لكل الطاقات الروحية في هذا الشرق والتي تبقى الملتقى لجميع العاملين على مداه لبنيان ملكوت الله.

دخل المدرسة الاكليريكية الكبرى في جامعة القديس يوسف. وكان على مدى السنوات الست التي أمضاها بين أروقتها مصدر فرح وبهجة لرفاقه ولمعلميه على السواء. فلقد تمثل بينهم وجها لامعا وقدرة واعدة في حقول الرسالة التي كانوا معا يهيئون لها ويعدون. وما إن سيم كاهنا على يد مثلث الرحمات سلفنا الصالح المطران اغناطيوس زياده حتى أوكل اليه عمل التربية والتعليم في مدرسة الحكمة متبعا بذلك تقليدا درج عليه أحبار الابرشية وما زالوا بإلحاق خيرة الكهنة الى هذه المدرسة الكبرى لتبقى على الدوام أم البنين تتألق بهم وترسلهم بدورها الى أقطار الدنيا طاقات خير وعطاء.

وكان لهذا المعلم في الرياضيات أن ينال اعجاب من تربوا على يده في مجال المنطق والفكر النير السديد. كما بقي الاعجاب عينه موقفا لكل الناس من أهل وطلاب ومعلمين منذ تسلم رئاسة المدرسة الام لمدة أحدى عشرة سنة متتالية وإلى تسلمه رئاسة مدرسة الحكمة في بعبدا لمدة موازية أيضا من زمن العطاء، وكأنه أوجد له فما بخل به ولا طالب عنه بحساب.

لم يغب عن العمل الرسولي المباشر سوى مدة سنتين أمضاهما في جامعة ستراسبورغ للحق الكنسي. فنال في خواتيمها إجازة بهذا الاختصاص مضيفا هذا التحصيل الى إجازاته السابقة في الفلسفة واللاهوت. لكنه حيال ذلك المخزون العلمي الواسع لم يعرف التباهي ولا هو طلب في المقابل مواقع جديدة لخدمته. بل استمر في الكنيسة على سمة الذين يعطون ولا يأخذون، يقدمون ولا يطالبون، لكبر في النفس، ولطاعة لا يقدر على ممارستها إلا من كانوا في داخلهم أبطالا أو سائرين في دروب الكمال. ويكاد المرء يقول أن مرسيل الحلو قد لمع في ضمائر المؤمنين نورا فكريا ولاهوتيا وروحيا وارشاديا بمقدار ما تكرس أمامهم مرجعا يصرف العمر في المطالعة والبحث عن الحقيقة وعن وجه الله القدوس فيقدم عصارة اختباراته الروحية الى من كانوا بحاجة اليها والى من راحوا يتلمسونها لدى من اكتشف من أجلهم الدرة الثمينة ليبيعوا كل شيء ويشتروها. أن تكون خادم الله من أجل إخوتك فهذا يفترض أن تكرس نفسك لمعرفة الله ولنقل هذه المعرفة اليهم قولا وعملا. وإن هذا الامر يشكل في نهاية المطاف حالة ولا يحتاج الى وظيفة.

هكذا صار الخوري مرسيل حالة كهنوتية بامتياز وهكذا دخل في قلوب محبيه دون استئذان وهكذا سيستمر في الكنيسة نداء من اجل الاصالة الكهنوتية والحياة الروحية الحقة والخدمة الرسولية لوجه الله ولوجه الله وحده. فهو المتنقل باستمرار من المواقع التربوية الى الخدمات الرعائية دون التلفت لأي معيار آخر سوى معيار أبناء الله الذين من أجلهم كانت الأسرار وكان خادموها.

وقبل أن يستعد للرحيل في المرحلة الاخيرة من العمر أسندت اليه رئاسة جامعة الحكمة لمدة أربع سنوات. فلبى النداء بالطواعية التي تميز بها وكان له أن يقيم في إطار هذه الرسالة أطيب العلاقات مع وسط جامعي هو وسطه، وفي منتدى أفكار كانت له فيها جولات في جو من الحرية والاحترام المتبادل يؤمن وحده أسس عيش مشترك سوي في لبنان الحضارة والرسالة، هذا إذا شاء اهله الارتفاع الى مستوى الدعوة السامية التي دعوا مع وطنهم اليها.

وفي نهاية المطاف، عندما هم الفارس على أن يترجل، كانت لي دعوة اليه ليرتاح من عناء المسؤوليات العادية ليتكرس لخدمة مكتبة المطرانية ليس إلا. فقبل الدعوة وهو عارف أنه لن يكون قادرا على تلبيتها. لكنه لم يتعود الرفض في حياته ولا الاعتذار. بل ترك في هذه الحقبة للعيون أن تقول ما تعجز عنه الألسنة وما لا تشير اليه الايادي. كان جسمه بدأ بالتراجع، والاجسام ما كانت يوما للبقاء إلا بعد عبورها الصليب والموت الى فرح القيامة، وكان مرسيل الكاهن والمؤمن في وسط آلامه النهائية مدركا طريقه فأهداه ربه سلاما روحيا تبدى في اشاراته الاخيرة كلها. فهو المسافر الذي يعرف الطريق وما بعد الطريق لأنه كان على الدوام في رفقة من قال له ولنا أني الطريق والحق والحياة، تمجد اسمه الى أبد الدهور. فمن حيث أنت أيها الكاهن الصالح والمربي الحكيم والقهرمان الامين الذي أعطيت أبناءك الطعام في حينه، ألا اذكر أهلك ورفاقك ومحبيك جميعا، فلك من أجل ذلك الابدية كلها ولك الحب الذي أنت فيه مقيم. وتعهد كنيستك ووطنك وهذا الشرق كله بضراعة الى الله لا تنتهي، لعلنا بصلاتك وشفاعة القديسين واولياء الله جميعا ننال الرحمة والخلاص ونعرف أياما مقبلة كتلك التي كان الفرح فيها عنوان حياتك ورسالتك. فينجلي عندنا لقاء الله بشعبه. فنحن واياك ما ابتغينا يوما سوى هذا اللقاء. وشكرا لأهلك الذين قدموك بين أثمن الهدايا للكنيسة، ولهم منا ولجميع محبيك تعزيات السماء، يا من أنت مرتاح الى كل تعزية في دنيا الحق والحب المطلق آمين ".

 

مخطط إثارة أميركا ضد أرض الكنانة مازال مستمرا

دراسة مخابراتية خطيرة: مصر أكبر خطر ستراتيجي على إسرائيل

كتب  -  أحمد الغريب: السياسة

مازالت محاولات اسرائيل لاثارة غضب اميركا تجاه مصر قائمة بهدف تمرير قانون وقف المعونة العسكرية السنوية التي تتلقاها القاهرة من واشنطن, حيث حشدت اسرائيل كافة خبراء الشؤون المصرية ودفعتهم نحو شن هجوم اعلامي ضد مصر, بهدف تعزيز جبهة الضغط المؤيدة لوقف المعونة من اميركا.

واستمرارا لحملة الاكاذيب التي بدأتها اسرائيل منذ فترة وتحدثت فيها عن قيام مصر بتقديم تسهيلات لمهربي السلاح بين سيناء وقطاع غزة, بهدف تعزيز قوة فصائل المقاومة الفلسطينية وخاصة حركة حماس التي نجحت في السيطرة على قطاع غزة, تناول مركز اومديا البحثي الاسرائيلي المتخصص في الشؤون الامنية والستراتيجية, قضية العلاقات الستراتيجية المصرية - الاسرائيلية, في دراسة خاصة اعدها سام الروم العميد في المخابرات العسكرية الاسرائيلية سابقا, تحت عنوان مصر الازمة الستراتيجية لاسرائيل, وهي دراسة تمتلئ بالاكاذيب والاباطيل والهدف منها اثارة الفتنة تجاه مصر.

وبدأ العميد الاسرائيلي دراسته بسؤال : لماذا تشكل مصر تهديدا ستراتيجيا على اسرائيل? واجاب: ان مصر تشكل اكبر تهديد عسكري جوهري على اسرائيل, زاعما ان ادلة كثيرة تؤكد ان مصر تستغل بصورة خبيثة اتفاق السلام مع اسرائيل لكي تضلل الغرب وبخاصة الولايات المتحدة الاميركية تجاه نواياها, ومشيرا الى ان دولة مثل مصر غير ملزمة بالتسلح حتى هذه الدرجة الا اذا كان لديها تطلع قومي لتمهيد الارض لمواجهة عسكرية شاملة, وقال ان مصر ليس لديها اعداء على مرمى البصر الا اذا كانت هي تعتبر اسرائيل عدوا رئيسيا ووحيدا لها.

وتابع دراسته بالقول: في البيانات الرسمية التى تصدر عن الجيش المصري فان اسرائيل تعتبر عدوا لمصر, وكذلك هو الحال في وسائل الاعلام وفي الشارع المصرى, زاعما ان مصر تتواجد حاليا في منتصف خطة موضوعة تمتد ل¯15 عاما من اعادة التسلح وتحسين وتطوير قواتها العسكرية وتطوير صناعاتها الامنية بدعم مالي وعسكري من الولايات المتحدة ويشمل هذا الدعم خبراء عسكريين ودعم تكنولوجي ونقل معلومات من الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي.

وحاول القيادي السابق في المخابرات العسكرية الاسرائيلية تعزيز وجهة نظره المعادية لمصر, قائلا ان مصر لا تعاني من اي تهديد كما انها غير متورطة في اي صراعات حدودية, لكنها ما زالت تستثمر ملايين الاموال في بناء اكبر جيش في العالم العربي وافريقيا, وقال: اليوم يتركز جزء واسع من الجيش المصري على ضفتي قناة السويس كما ان مصر ليس لديها اعداء اخرون .

واشار الى انه و منذ عام 1994 فان السياسة القومية والنظريات العسكرية والتدريبات والمناورات العسكرية المصرية تتم على سيناريو حرب ضد اسرائيل ومنذ عام 1996 بدأت مصر في اجراء مستمر وهو اعادة تنظيم ووضع بنيتها التحتية العسكرية كلها باتجاه اسرائيل.

وادعى العقيد سام الروم ان هناك اهمية ستراتيجية لمسالة نشر صواريخ ارض ارض في منطقة قناة السويس وموجهة ضد اسرائيل,  وقال: تم كذلك نقل المنشات اللوجيستية ومخازن العتاد ومراكز الامداد العسكري جميعها الى منطقة قناة السويس لكي تدعم اي معركة هجومية عن طريق سيناء.

واكد ان مصر تعد نفسها لهجوم ارضي بري, حيث يتم بناء تحصينات جديدة ونشر حقول الغام في سيناء, وهو ما يتعارض مع اتفاق السلام, واشار كذلك الى قيام القوات المصرية مؤخرا بتنفيذ تدريبات عسكرية كبيرة وكان السيناريو العسكري له هو العبور الى وسط سيناء لمواجهة عدو غير معروف من الشمال, وقال ان المصادر الاستخباراتية تشير الى ان العدو الوحيد المحدد في لعبة الحرب التي يلعبها الجيش المصري هو اسرائيل.

وتابع العقيد سام الروم هجومه على مصر, قائلا: رغم انها تعتبر حليفة للولايات المتحدة الا ان مصر حصلت على صواريخ سكاد من كوريا الشمالية, وتشير التقديرات الى ان مصر تمتلك رؤوسا كيميائية, وان القوات الجوية المصرية والاسطول البحري لديهما مجموعة متنوعة من الاسلحة المتقدمة حصلا عليها من الغرب والتي تماثل في قدرتها وربما تتفوق على مثيلاتها التي تمتلكها اسرائيل.

وابدى القيادي الاسرائيلي مخاوفه من صمت اميركا تجاه ما اسماه بتنامي القوة العسكرية المصرية, مشيرا الى ان سياسة الولايات المتحدة الاميركية تزعم  من حيث اننا نراقب مصر , فمن الممكن ان نقطع اي مساعدة عسكرية او اقتصادية اذا خرجت مصر عن السيطرة, وربما هذا الامر صحيح لكنه سيحدث فقط بعد ان تحقق مصر اهدافها.

وتابع المسؤول العسكري السابق تحذيره بالقول: لكي ندعم الاستنتاج القائل بان مصر توجد على طريق مواجهة مع اسرائيل فاليكم الحقائق التالية: من عام 2001 الى 2004 حصلت مصر على اسلحة بمبلغ 6.5 بليون دولار في حين ان اسرائيل حصلت في نفس الفترة على اسلحة بمبلغ 4.4 بليون دولار فقط.

كما انه يوجد ارتفاع ملحوظ في الانتهاكات المصرية لاتفاق السلام وتشمل هذه الانتهاكات عمل جولات استطلاعية ومراقبة وجمع معلومات استخباراتية والقيام بطلعات جوية بطائرات بدون طيار, ورغم انها لم تعترف بذلك رسميا الا ان مصر اكدت عدة مرات انها مستعدة لاي مواجهة مستقبلية مع اسرائيل.

وقال ان ما يعزز المخاوف تجاه مصر هو ان الدعاية المعادية للسامية في الصحف الحكومية المصرية تفوق بكثير تلك التي تظهر في الصحيفة الالمانية النازية دير شتيرمر, وتابع اكاذيبه بالقول: ان السلام مع اسرائيل يخدم المصالح المصرية طوال الوقت وبمساعدة الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي قامت مصر باعادة بناء جيشها وفي الوقت نفسه يعتبر مبارك من اقرب الاصدقاء للغرب.

ونوه العقيد الاسرائيلي بان الرئيس حسني مبارك نجح عندما استغل عنصر الخوف من ايران في ان يعرض من جديد البرنامج النووي المصري كما نجح ايضا في الحصول على مساعدة بالتشجيع وبالمواد من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي, وفي ظل التفاهم المتبادل بين مصر والولايات المتحدة فان مصالح اسرائيل وامنها القومي اصبحا طي النسيان.

ثم اشار الى ان الفترة الاخيرة شهدت بروز محور جديد معاد لاسرائيل, قائلا كما ان محور ايران سورية حزب الله ومحور مصر حماس السعودية وهما محوران يمثلان تهديدا ستراتيجيا غير محتمل على اسرائيل, وعلى ضوء هذه التداعيات فان هذه المحاور الثلاثية تهدد اسرائيل من الشمال والجنوب والشرق (والمملكة الهاشمية في الاردن ستجد نفسها هي ايضا في نفس الخطر الستراتيجي الذي تواجهه اسرائيل).

وتابع بالقول: ان مصر تستخدم التهديد الايراني كذريعة لتبرير طموحاتها النووية, وفي محاولة لازالة التهديد الايراني فان الولايات المتحدة تدعم الطموحات النووية المصرية متناسية تداعياتها الستراتيجية على اسرائيل.

ووصل العقيد الاسرائيلي سام الروم الى عدة نقاط هامة مفادها, انه ونتيجة لكل ما سبق ان اشار اليه فان اسرائيل في موقف سياسي وعسكري خطير يتطلب وضع حلول مسبقة لمنع ايران من الوصول الى نقطة اللاعودة وقال يجب اعادة بناء الردع بسرعة كبيرة والذي صد عنا ضربة قاسية كانت محتملة في حرب لبنان الثانية, كما انه يجب اعداد الجبهة الداخلية لاي مواجهة محتملة للمدى الطويل, ويجب استثمار مزيد من الموارد القومية في مجال الامن لمواجهة التهديدات الجديدة .

ودعا الى اعادة دراسة تقيم التحالفات الاقليمية على ضوء التطورات الداخلية على سبيل المثال تركيا التي اصبحت اكثر اسلامية وراديكالية واشار الى اهمية تحييد حماس كعنصر سياسي وامني قائد في غزة عن طريق مساعدة ابو مازن في مواجهتها, كما دعا الى عقد تحالفات مع دول بعيدة مثل الهند ودول افريقيا.

ووصل القيادي الاسرائيلي الى ختام الجزء الاول من دراسته, مشيرا الى ان الاهمية الجوهرية التي تكمن في التدريبات الخداعية التي تقوم بها مصر تتمثل في لعبها دور الوسيط بين مصر واسرائيل او بين حماس وفتح واظهار نفسها على انها حامية المصالح الغربية في المنطقة, وادعى كذلك انه ونتيجة سعيها لتكون حليفا وثيقا للغرب انضمت مصر الى سباق التسلح النووي دون ان تقلق من رد الفعل الاميركي, مشيرا الى انه يؤكد مرة اخرى على ان درجة الانذار المبكر لدى اسرائيل والولايات المتحدة في مستوى منخفض للغاية في حين ان الامن القومي لدى ما اسماه  بالدول المتمردة ومن بينها مصر, اخذ في التصاعد .

واختتم المسؤول المخابراتي الاسرائيلي دراسته بالقول: ان كل هذه المعلومات والاتهامات الموجهة لمصر تبدو على ان ليس لها اساس من الصحة, لكن المسؤولين السياسين والمسؤولين في المخابرات الاسرائيلية والمخابرات على مستوى العالم وكذلك الخبراء يعرفون الحقيقة بحذافيرها وهي: ان مصر ستتحول بسرعة كبيرة الى مشكلة تواجه الغرب وبالطبع اسرائيل واضاف : يجب ان نعرف جيدا انه عندما يذهب مبارك فان الساحة السياسية في مصر ستكون مفتوحة لجميع الاحتمالات فالاخوان المسلمين لديهم فرصة جيدة للفوز , ولكم ان تتخيلوا ماذا سيحدث وقتها.

باحث متخصص في الشؤون الصهيونية

 

مستقبل العراق مرهون بقبول نظام فيدرالي من كافة الأطراف

برلين - وكالات: رأت دراسة ألمانية جديدة أن نظاما فيدراليا هو حبل النجاة الذي يمكن أن ينقذ العراق من سيناريوهات التقسيم الخطيرة. الدراسة أوضحت أن هناك أكثر من ثلاث جماعات عرقية ومذهبية تتجاذب أطراف الصراع الدموي الدائر حاليا. فقد قدم الباحث الألماني غيدو شتاينبيرغ من " المعهد الألماني للدراسات الأمنية والسياسة الدولية" في برلين دراسة جديدة تناولت الوضع العراقي الراهن. أتت تحت عنوان "العراق بين الفيدرالية والتقسيم" من ثلاثين صفحة, تطرق فيها الكاتب إلى الخوض في تفاصيل المعضلة العراقية وابرز اللاعبين في استمرارها. وتتوقع الدراسة بأن العراق لن يكون مستقبلاً ذلك البلد المركزي الذي كان حتى سقوط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين عام 2003. فالأكراد والكثير من الشيعة مازالوا يربطون بين الدولة المركزية التي كانت تُدار من بغداد, وبين الممارسات الدكتاتورية المبنية على القسوة والبطش. ويرى واضع الدراسة أن المسألة الآن تتعلق بالحفاظ على العراق من التقسيم والتجزئة.

وفي محاولاته للبحث عن حل يحول دون تقسيم العراق, يجد شتاينبيرغ في "النظام الفيدرالي" والامركزية مهام الدولة وأدوارها ستراتيجية واقعية وحيدة لوقف سير العراق نحو التقسيم إلى ثلاث مناطق نفوذ للفصل بين الشيعة والأكراد والسنة. ولا تنتهي سيناريوهات التقسيم عند هذا الحد فحسب, بل ستتعداه إلى الكثير من المخاطر التي تهدد العراق, والتي تبدأ بالحرب الأهلية ولا تكف عند الاجتياح العسكري من قبل دول الجوار.

وتتطرق الدراسة إلى مصالح وخيارات اللاعبين العراقيين والإقليمين في إبراز أهم خطوط الصراع حول شكل نظام الحكم الجديد في العراق, إضافة إلى دور قوات الاحتلال ودول الجوار في تحريك ميزان القوى في بلاد الرافدين, وما لذلك من أثر على العراق والمنطقة عموماً.

كردستان بين الاستقلال والاجتياح التركي

ويرى شتاينبيرغ أن أطراف الصراع الداخلية في العراق لا تعرف سوى قضية واحدة فقط, وهي الصراع على السلطة من خلال منظار طائفي وعرقي ضيق يتعلق بأمن وبمصالح طائفة معينة بعيداً عن مصلحة البلد العليا. وانطلاقاً من تلك النظرة فأن الأكراد في شمال العراق قد حققوا بالفعل خطوات كبيرة نحو إنشاء منطقة تتمتع بالاستقلال. وما من شيء سيحول دون ذلك, لان الخصوم من الشيعة والسنة تعلموا قبول ذلك. ومما يزيد هذا الوضع تعقيداً هو الاستفتاء الذي سيجرى نهاية العام الجاري والمتعلق بمدينة كركوك, والتي يرى فيها الأكراد جزءاً من كيان كردي مستقل رغم معارضة السنة والتركمان القاطنين فيها.

غير أن كركوك الغنية بمواردها النفطية والتي ستمنح الدولة الكردية المستقلة القدرة على النهوض, ستفتح أبواب اجتياح تركي عسكري محتمل لتخوف أنقرة من أن تثير الأقلية الكردية الموجودة فيها القلاقل وعدم الاستقرار, كما يتوقع الباحث. وفي خضم هذه التغيرات ستنجر المنطقة المستقرة الأخيرة في العراق إلى دوامة العنف اليومي, في ظل تشتت البرلمان العراقي وعجز الحكومة العراقية الحالية على اتخاذ القرار.

شيعة العراق والحروب الداخية

اما على صعيد الساحة الداخلية الشيعية فيخصص الكاتب مبحثاً لدور المجلس الإسلامي العراقي الأعلى (المجلس الأعلى للثورة الإسلامية سابقاً) في تحريك الأحزاب الشيعية الأخرى, إضافة إلى علاقة هذا الكيان السياسي بالأحزاب والجماعات الشيعية الأخرى. فخلال المفاوضات حول دستور البلاد في صيف 2005 طالب المجلس الأعلى بنظام فيدرالي في جنوب البلاد, يضم تسع محافظات تقطنها الأغلبية الشيعية. الجدير بالذكر أن هذه المطالب أثارت حفيظة الحلفاء الأكراد, لأنها في الوقت الذي تدعو فيه إلى تأمين منطقة حكم ذاتي مستقرة في جنوب البلاد, ترمي إلى أخذ دور مهم في النظام المركزي ببغداد. إضافة إلى ذلك بدأ العنف المستمر في المنطقة الوسطى من العراق وفي المناطق العربية في شماله يأخذ طابعاً موجهاً ضد الشيعة, ليتحول فيما بعد إلى حرب أهلية وقودها الطائفة والعِرق.

وإزاء كل هذه التطورات وتصاعد حدة الصراع ازدادت رغبة المجلس الأعلى في إنشاء منطقة ترتكز على قاعدة نفوذ عريضة وأمينة له لمواجهة حرب أهلية اكبر. ولأن مناطق الجنوب العراقي تحتوي على قرابة 50 في المئة من احتياطي النفط العراقي, فأن إمكانيات إقامة دولة مستقلة تعد ممكنة حتى من وجهة النظر الاقتصادية.

ويرى الباحث أن مطالب المجلس الأعلى هذه تصطدم بستراتيجيات بعض الأحزاب والجماعات الشيعية الأخرى, التي ترفض إقامة منطقة شيعية على غرار المنطقة الكردية. وتبين الدراسة هنا إلى أن هناك أكثر من ثلاث جماعات عرقية ومذهبية تتجاذب أطراف الصراع المشوب بالعنف في العراق, والأمر ينسحب كذلك على الساحة الشيعية, التي قد تكون مسرحاً لحرب شيعية داخلية محتملة في ظل الانقسام الشيعي-الشيعي, بحسب شتاينبيرغ.

العرب السنة صراع مرير على السلطة

ويقدم الباحث الأحزاب والجماعات السنية المختلفة على أنها أكثر خصوم النظام الفيدرالي ضراوة, وهذه هي أحدى نقاط التلاقي للسياسيين السنة من العلمانيين والإسلاميين, الذين ينهجون نهجاً قومياً في العراق. كما يرى شتاينبيرغ أن هؤلاء السياسيين, الذين يرون في السنة العراقيين الشعب الأصلي في العراق والأقدر على حكمه, لم يكفوا عن المطالب بعودة الدولة المركزية. كما يرى الباحث أنه كلما تم تذكير هؤلاء السياسيين بأن السنة لا يشكلون سوى 20 في المئة من مجمل الشعب العراقي, رفضوا واعترضوا, متحدثين عن أرقام اكبر. ويخشى القادة السنة في العراق, الذين يجدون في احتلال العراق عام 2003 تهميشاً لهم, أن استقلال دولتين شيعية وكردية أن يحرمهم من ثروات العراق ويحصرهم في منطقة شحيحة الثروة في غرب العراق وبعض من وسطه. ويطرح شتاينبيرغ في دارسته مواقف سنة العراق المتضاربة من نظام حكم فيدرالي, ففي الوقت الذي يرفضون فيه حكومة مركزية تهيمن عليها الأغلبية الشيعية, فأنها لا تقبل أي نظام غير مركزي لحكم العراق.

 

المتحاورون في سويسرا يعاودون لقاءاتهم

بلا ضجة، وبعيداً من الاضواء، يعاود المتحاورون في سويسرا لقاءاتهم بناء على دعوة من الجمعية السويسرية للحوار الاوروبي – العربي – الاسلامي (ASDEAM) – وذلك ما بين 17 و19 آب الجاري في العاصمة السويسرية برن.

ولسوف يتحلقون هناك، معارضة وموالاة، وحياديون عاملون في الشأن العام، ليستأنفوا اعمالهم من حيث انتهت في شهر حزيران الماضي، مستبدلين هذه المرة بحيرة جنيف الهادئة بنهر الآر المنساب بصمت في العاصمة السويسرية برن، ليبحثوا في جدول اعمال أعد سلفاً، وتضمن النقاط التي توقفوا عندها سابقاً، والتي اتفقوا على الاستفاضة في بحثها لاحقاً، وصولا الى النقاط المشتركة والارضية الصلبة الصالحة التي عليها تبنى الحلول.

ولسوف يكون ما بين المجتمعين ثلاثة سبق ان اشتركوا في اجتماع سان كلو الفرنسي، فيغنون هذا اللقاء بالتجربة المثيرة التي خاضوها هناك. ولسوف يتبين لهم ان ثمة فرقاً ما بين الحوارين، وان ثمة تمايزاً ما بين اهداف الدولتين. وان ما يميز سويسرا عن فرنسا، بالنسبة الى هذا الموضوع، ناتج من حياد سويسرا والمسافة الواحدة التي تفصلها عن مختلف الاطراف، وانتفاء المصالح المباشرة لهذه الدولة الصغيرة في لبنان، اللهّم سوى اتمام ما اختطته لنفسها من رسالة على الصعيد الدولي، قائمة على احلال السلام حيثها تندلع الحرب، وارساء التفاهم حيث تتفشى الكراهية، وتطبيق اهداف الصليب الاحمر الدولي في التخفيف من مآسي الحروب وبلسمة جراحات البشر.

ولسوف يستأنف المجتمعون حوارهم آخذين في الاعتبار اما الحل الآتي للازمة الراهنة، على رغم خطورتها، يخرج عما وضعوه لانفسهم من اهداف. بل ان الهدف الذي يطمحون اليه، ويرجون بلوغه، انما هو استراتيجي المنحى، بعيد المجال، واسع الأفق، يصيب النظام السياسي برمته، وينشد الحل الجذري للانتظام في عمل المؤسسات، بحيث لا يعود لبنان، كلما تأزمت الاوضاع فيه سياسيا، تنقلب أزمته الى ازمة حكم، وازمة مصير، وازمة كيان.

ولسوف يتناولون بالبحث في اليوم الاول، بحسب ما وضع لهم من جدول اعمال، الديموقراطية التوافقية في النظام البرلماني، على ان يخصص اليوم الثاني لاصلاح النظام القضائي وقانون الانتخاب، ثم يبحثون في اليوم الثالث في العلاقات مع سوريا، التي تنطوي بالنهاية على الحل والمأزق في آن معاً.

ولسوف يبدأون اعمالهم بالتساؤل. خلال اجتماع تمهيدي، عن النتائج الملموسة المرجوة من لقائهم، ولا سيما في ضوء الازمة الراهنة المتمثلة في الاستحقاق الدستوري. وقد يلجأون في ضوء ما يحددونه من نتائج، الى توسيع نقاط البحث، واستكمال جدول الاعمال المقترح آنفا، كما سيعمدون الى تطوير منهجية العمل وتحسينها سعياً لاعطاء الحوار المزيد من حظوظ النجاح.

وهم سيتذكرون ما توصلوا اليه في اجتماعهم السابق، في حزيران الماضي، حول النظام البرلماني والديموقراطية التوافقية، حيث اكدوا في البيان الختامي، ان بلوغ الاستقرار السياسي، وارساء دعائم العقد الاجتماعي في لبنان يتطلب، على صعيد بناء المؤسسات وانتظامها، التزاماً صارماً بتطبيق اتفاق الطائف، واستكمال ما بقي دون تطبيق من بنوده، والتزام الديموقراطية التوافقية وفقاً لاحكام الدستور.

ولسوف يستأنفون النقاش من حيث توصلوا اليه على هذا الصعيد، انطلاقاً من المعادلة الصعبة في كيفية التوفيق ما بين الديموقراطية التوافقية، والفعالية في عمل المؤسسات، وما قد يؤدي اليه التوافق من شلل في اتخاذ القرارات.

ولسوف يتذكرون بلا شك في هذا المجال ما تلاه عليهم مضيفهم السويسري حول الاقلية والاكثرية، والعلاقة الجدلية القائمة بينهما، وكيف تتحول الاكثرية في الديموقراطية التوافقية الى اقلية من الاقليات، معطيا مثلا على ذلك ما جرى في سويسرا من استفتاء حول الزامية استعمال حزام الامان في قيادة السيارات. وقد نال الاقتراح الاكثرية المطلقة من الاصوات في سويسرا، كما نال الاكثرية من الاصوات في سويسرا الناطقة بالالمانية، الاانه سقط في سويسرا الناطقة بالفرنسية. وبالرغم من ان السويسريين الالمان هم الاكثرية الساحقة في تلك البلاد، الا انهم أبوا تطبيق قانون لا توافق عليه الاقلية الفرنسية. وهكذا تصبح الاكثرية في الديموقراطية التوافقية اقلية، مثلها مثل سائر الاقليات.

ولان لبنان بلد الاقليات بالذات، ولان صيغته بنيت على التعدد، فلا مناص من اللجوء الى الديموقراطية التوافقية حلا لأزماته، على ان يكون هامشها هو الدستور بالذات فلا تخالفه ولا تتخطاه. ولسوف يخلص بعضهم الى القول ان لا مفر من التشبث بهذه الصيغة والتأكيد عليها باعتبارها ما زالت ما بين الانظمة العربية الصيغة المثلى على علاتها. فالانظمة العربية الاخرى القائمة على الأحادية لم تنتج على الصعيد السياسي سوى الدكتاتوريات وانظمة القمع، كما انها لم تؤمن لشعوبها لا البحبوحة ولا التقدم ولا الازدهار.

وقد يتطرق احدهم الى مفهوم الدولة القادرة والعادلة، فيثير هذا المفهوم قلقا عند البعض وطمأنينة عند البعض الآخر. ولسوف يتفاهمون على انه لا بد من تحديد هذا المفهوم تحديدا دقيقا لكي لا يخرج عن مجراه، ولا تتحول الدولة المحكي عنها الى دولة شمولية، او قلْ دولة الحزب الواحد، وهذا في لبنان من رابع المستحيلات. قادرة على من؟ وعادلة بين من ومن؟ وهل ان سلاح المقاومة يكون عنصرا من عناصر القدرة؟ فاذا بالطرف الآخر يضيف الى صفات القوة والقدرة صفات السيادة والحرية والاستقلال.

فكيف تكون الدولة سيدة وأجواؤها مخترقة في كل آن، وارضها ما زالت في جزء منها محتلة واسراها ما زالوا في السجون الاسرائيلية قابعين. ولم يتفق الفريقان الا حين ألصقا هذه الصفات جميعها بالدولة. فتساوت السيادة بالقدرة، وتساوت العدالة بالحرية والاستقلال.

وقد ينبري احدهم عند البحث في العلاقات مع سوريا، الى اثارة موضوع الحياد الايجابي. ويعطي مثلا على ذلك حياد فنلندا ما بين الشرق والغرب، فيجيبه الآخر ان ذلك لم يكن ممكنا لولا اعتراف الاتحاد السوفياتي بهذا الحياد، لقاء اعتراف فنلندا بالمصالح الحيوية للاتحاد السوفياتي فيها. فهذا ما ينطبق على العلاقة ما بين سوريا ولبنان. وقد ينتقل الحديث الى التطرق الى عهد الوصاية. فيتذكر المجتمعون ما سمعوه سابقا من مشارك سويسري عما عانت منه سويسرا من جارتها فرنسا في وقت من الاوقات. وكيف كان السفير الفرنسي في سويسرا يتصرف وكأنه مندوب سام، وكيف كان السويسريون يزحفون الى فرنسا زرافات ووحدانا طلبا لمرضاة العاهل الفرنسي. لكن ذلك اصبح اليوم من التاريخ. وصارت فرنسا جارة عزيزة لسويسرا. والتمع اذذاك في عيون السامعين بريق غريب: اتراه الامل بأن تصبح سوريا في يوم من الايام جارة عزيزة للبنان. ولم يفت السامعين  ان يلحظوا بالرغم من كل ذلك في صوت زميلهم السويسري  بعضا من حساسية مفرطة يعانيها السويسريون تجاه جيرانهم الاقوياء حتى اليوم.

وقد يسأل احدهم: لماذا يبقى لبنان وحيدا في ساحة القتال؟

فيجيبه الآخر من الضفة الاخرى: "اذا انسحبت اسرائيل من مزارع شبعا واطلقت الاسرى واوقفت انتهاك السيادة اللبنانية فلن تقوم اعمال عسكرية على الحدود الجنوبية. ان دور المقاومة هو دفاعي محض". واضاف: "هوانا عربي اسلامي لا نخفيه. لكننا لا نمارسه على حساب المصلحة الوطنية اللبنانية. شعارنا: فَكِّرْ قومياً ونَفِّذْ وطنياً. فلسطين يحررها الفلسطينيون.

غير ان الخلل في علاقات لبنان الخارجية يبقى واضحا للبنان، وهو لقي تفسيره في قول احد المشاركين السويسريين: ان خوفا اعترى جماعة 14 آذار لدى استشهاد الحريري، فلجأوا الى دول الغرب. وان خوفا اعترى "حزب الله" بالمقابل، فالتجأ الى الشرق، وان الخلاص يكون في التحرر من الخوفين معا، والعودة الى الذات، وملاقاة الآخرين في جو من التوازن والتعادل والحياد.

ولسوف يتضح للجميع اخيرا  انه عبثا يحمل اللبنانيون خلافاتهم ويدورون بها في اربعة اقطار الارض. عبثا يتوجهون شمالا ويمينا، شرقا وغربا، فقدر لبنان هو قدر الدول الصغيرة، ان تساعد نفسها بنفسها، وان تنأى عن المحاور، وان تبتعد عن المعسكرات، وان تقف على مسافة واحدة من جميع التكتلات والاحلاف والجبهات.

هذا ويعقد المجتمعون جلسة ختامية نهار الاحد في 19 الجاري يعلنون فيها نتائج اللقاء ويحددون السبل الملائمة لاعلان ونشر ما تم التوصل اليه وما جرى التفاهم في شأنه.

السفير سمير حبيقة

( (سفير لبنان في سويسرا سابقاً) وعضو الجمعية السويسرية للحوار العربي – الأوروبي – الأسلامي)