المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الثلاثاء 22/8/2006

ويل للقائلين للشر خيرا وللخير شرا الجاعلين الظلام نورا والنور ظلاما الجاعلين المرّ حلوا والحلو مرّا.(اشعيا)

 

نار تحت الرماد.. بري ونصر الله..خلافات شيعية شيعية 

بيروت - خاص بـالقناة  : 21/8/2006 

  كشفت مصادر لبنانية مطلعة لـ  عن وجود خلافات بين الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري رغم التنسيق الظاهري بينهما. وأوضحت المصادر أن الخلافات موجودة أساسا قبل العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان لكنها بدأت تطفو على السطح في ظل الجدل القائم حاليا حول إعادة الإعمار ونزع سلاح حزب الله . وأشارت المصادر إلى أن – الخلاف يبرز في كون بري يؤيد بقوة تعزيز سلطة الدولة ودورها في الحياة اللبنانية، وبالتالي أحقية الدولة في الإشراف الكامل على مشروع إعادة الإعمار . وأوضحت المصادر أن بري يعارض وجود دولة داخل الدولة كما أنه يشدد على أن تكون المساعدات الإيرانية للدولة وليس للحزب.

وكشفت المصادر عن أن الخلافات تأخذ بعدا أهم بشأن نزع سلاح حزب الله الذي يثير جدلا دائما بين بري ونصر الله . وأوضحت المصادر أنه في الوقت الذي يفرض فيه حزب الله شروطه ويرفض نزع سلاحه يؤكد بري انه لا يوجد مكان محرم على الدولة في لبنان . وتشير المصادر في هذا الصدد إلى مناطق في لبنان مثل الضاحية الجنوبية التي يحظر دخولها على غير الأعضاء في حزب الله . وأوضحت المصادر أن الحوار الوطني يستحوذ على حيز كبير من الخلافات بين بري الذي يسعى لاتفاق على نقاط الخلاف ونصر الله الذي يتمسك بقوة بسلاح حزب الله. وتشير المصادر إلى أن - اتفاق الطائف يثير بدوره جدلا كبيرا بين بري الذي يؤيد العمل تحت (سقف الطائف) ، ونصر الله الذي يسعى لتعديل الاتفاق.

ولفتت المصادر إلى أن بري كان قد كشف بشكل مباشر عن الخلافات مع نصر الله حين أكد خلال الحرب أنه ليس لديه تفويض من حزب الله ، في الوقت الذي أصر فيه الأمين العام لحزب الله على أنه (بري) مفوض للتفاوض نيابة عن حزب الله . وأوضحت المصادر ان - اختباء قيادات حزب الله تحت الأرض هو الذي دفع الحزب لتفويض بري الذي أظهر علانية عكس ذلك عندما قال خلال لقائه وزير خارجية إيطاليا أنه لم يعد مخولا للحديث بالنيابة عن حزب الله. وتوقعت المصادر أن -تظهر الخلافات بين بري ونصر الله إلى العلن مع نشر القوات الدولية على الأرض حيث قد تتحول مهامها من البند السادس إلى السابع ويتم تكليفها بنزع سلاح حزب الله

ووفقا للمصادر ذاتها ، فإن جوهر الخلاف بين الرجلين يستند على جانب من كبير من الأساسيات الأيديولوجية حيث يعد بري شيعيا علمانيا له جذور عربية كان ينتمي لحزب البعث بينما يعتبر نصر الله زعيما شيعيا دينيا.

وتشير المصادر في هذا السياق إلى أن بري يضع انتماءه للبنان على رأس أولوياته ولا يؤمن بالهلال الشيعي ، بينما يكن نصر الله بالولاء لإيران .

ويقول مراقبون أن تاريخ العلاقات السيئة بين حركة أمل وحزب الله قد ترك كذلك أثرا سيئا في العلاقات بين نصر الله وبري . وفي هذا الصدد ، يعتبر المراقبون أن  انشقاق حزب الله عن حركة أمل والمعارك التي خاضها معها تحت شعار توحيد البندقية ومنع أي سلاح في الجنوب باستثنائه ، قد أثرا كثيرا في شكل العلاقة بين بري وحزب الله  .

 

بوش يدعو إلى تحرك دولي عاجل وروسيا متمسكة بموقفها من العرض الغربي بانتظار قرار طهران/  إيران تستبق ردها "الرسمي" على الحوافز: البرنامج النووي ماض "بقوة" وتعليق التخصيب "مستحيل"

 عواصم- الوكالات: أعلن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي أمس الاثنين أن إيران ستواصل برنامجها النووي »بقوة«, وفق ما ذكر التلفزيون الرسمي الإيراني. وقال خامنئي: »في الملف النووي وملفات أخرى, تعتزم إيران مواصلة طريقها بقوة معتمدة على عون الله ومتحلية بالصبر والمثابرة وستجني الثمار«. ويعني هذا التصريح رفضاً لعرض الدول الكبرى من أجل حمل إيران على تعليق تخصيب اليورانيوم والذي يتوقع أن تعطي إيران ردها عليه رسمياً اليوم. وقال خامنئي متحدثا أمام المشاركين في مؤتمر حول الوحدة الإسلامية يجري حالياً في طهران بمشاركة إيرانيين وأجانب »إن قوى الاستكبار وعلى رأسها الولايات المتحدة تخشى أن تتطور البلدان الإسلامية«. من جانبه أعلن المسؤول في المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد سعيدي أن تعليق إيران عمليات تخصيب اليورانيوم »بات مستحيلاً, وقال سعيدي أنه »بعد التقدم التقني الذي حققه العلماء الإيرانيون وفي الظروف الراهنة, بات التعليق مستحيلاً«. ومن جنوب افريقيا أعلن وزير الخارجية الإيراني منو شهر متكي أمس أن ايران اتخذت قراراها بشأن عرض الدول الكبرى الست لحملها على تعليق نشاطات تخصيب اليورانيوم الحساسة. وقال متكي للصحافيين قبل لقاء مع نظيرته الجنوب افريقية نكوسازانا دلاميني زوما في بريتوريا »لقد انهينا بحث المسألة ونأمل في التوصل إلى حل شامل مبني على قاعدة التعاون والتفاوض واحترام حقوق إيران في امتلاك التكنولوجيا النووية«.

من جهة ثانية أعلن سعيدي أن الجمهورية الإسلامية ستباشر قريباً انتاج المياه الثقيلة في مصنع »اراك« وسط البلاد بهدف تغذية المفاعل الجاري بناءه في الموقع, في تصريح أوردته وكالة فارس شبه الرسمية. وقال نائب رئيس المنظمة إن »المشروع الكبير لإنتاج المياه الثقيلة سيبدأ العمل في وقت قريب جداً«, فيما أكد مصدر قريب من الملف لوكالة الصحافة الفرنسية إن الانتاج »سيبدأ خلال نحو أسبوعين«.

في المقابل دعا الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان إيران إلى إعطاء رد إيجابي على عرض القوى الكبرى لتعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم المثير للجدل. وعبر عنان في بيان عن ارتياحه »لإعلان الجمهورية الإسلامية الإيرانية أنها سترد الثلاثاء على اقتراح (الصين وروسيا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا) بهدف التوصل إلى حل شامل للأزمة النووية«. واضاف: »ادعو الحكومة الإيرانية إلى انتهاز هذه الفرصة التاريخية, أنا واثق بأن رد إيران سيكون إيجابياً وسيشكل قاعدة لاتفاق نهائي وتفاوضي«.

وأكد عنان أن تحقيق تقدم في الملف النووي الإيراني أساسي للاستقرار الإقليمي والشامل. وقال: »آن الأوان للتقدم في الاتجاه الصحيح«. وأضاف: »أني مقتنع بان طريقاً فتح الآن لمرحلة مهمة للجهود الدولية لمنع الانتشار النووي«. وأكد أن القوى الكبرى »أكد مجدداً حق إيران في تطوير برنامج نووي يهدف إلى انتاج الطاقة لأغراض سلمية, ومن الأهمية بمكان أن تؤكد إيران الآن للعالم أن نياتها سلمية وأنها تريد إعادة بناء الثقة في برنامجها النووي«. إلى ذلك أعلن الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا أنه وكبير المفاوضين الإيرانيين علي لاريجاني »منفتحان« لمتابعة الاتصالات حول البرنامج النووي الإيراني.

وقال سولانا في بيان بعد اتصال هاتفي مع لاريجاني »كان اتصالاً بناء استعرضنا فيه مختلف جوانب برنامج إيران النووي«. وأضاف سولانا »تفاهمنا على الانفتاح في الظروف المناسبة من أجل مزيد من الاتصالات بهدف استرجاع الثقة في الطبيعة المدنية البحتة لبرنامج إيران النووي«.

وفي واشنطن حض الرئيس الأميركي جورج بوش أمس الأمم المتحدة على التحرك بسرعة لفرض عقوبات على إيران في حال رفضت وقف تخصيب اليورانيوم بنهاية المهلة التي حددها مجلس الأمن الدولي في 31 أغسطس.

ورداً على سؤال خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض إن كان واثقاً من تحرك مجلس الأمن الدولي بسرعة لفرض عقوبات على إيران أن لم تمتثل لطلب المجتمع الدولي, قال بوش »آمل ذلك, بالتأكيد«.

وتابع: »لا بد من توقع نتائج عندما يسخر الناس من مجلس الأمن الدولي. سنعمل مع (أعضاء) مجلس الأمن الدولي لتحقيق هذا الهدف«, معتبراً أنه »على المجتمع الدولي بما في ذلك الولايات المتحدة العمل بشكل منسبق من أجل ديبلوماسية فعالة وهذا يبدأ في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة«. وأضاف أنه يتعين أن تكون هناك »عاقبة« لتجاهل إيران مطلب بالتخلي عن طموحاتها النووية. وقال بوش: »سنرى ردهم وقد بدأنا نرى بعض المؤشرات ولكننا سننتظر حتى يقدموا رداً رسمياً«. واضاف: »المواعيد أمر جيد ولكن ما يهم بالفعل هو الإرادة...أرغب في حل ذلك عبر الوسائل الديبلوماسية«.

وكان البيت الأبيض اعتبر أن المناورات العسكرية الإيرانية وخصوصاً التجربة التي أجريت لصاروخ أرض-أرض, تذكر بخطورة الطموحات النووية لطهران. وذكرت إدارة بوش بأن أمام إيران حتى 31 أغسطس لتلبية طلب مجلس الأمن الدولي تعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم المثير للجدل. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض أميلي لاوريمور في بيان »كنا واضحين بقولنا إنه إذا لم تمتثل إيران لطلب مجلس الأمن, فإننا سنسارع إلى التحرك لدى الأمم المتحدة لفرض عقوبات«. وكانت قناة التلفزيون الإيرانية الرسمية أعلنت أن إيران قامت بتجربة أول من أمس لصاروخ أرض-أرض في اليوم الثاني من المناورات العسكرية »ضربة ذو الفقار« التي تهدف إلى إعداد الجيش الإيراني ضد أي تهديد خارجي.

وأضافت المتحدثة الأميركية أن »استعراض القوة العسكرية لإيران التي تستمر في تحدي المطالب الاجماعية للأسرة الدولية حول برنامجها النووي, يذكرنا بمخاطر الطموحات النووية لإيران«. وقالت: »إن إيران تقف على مفترق بين أسلحة الدمار الشامل والإرهاب. ونعرف أن إيران تنتج وتطور منظومات إطلاق يمكن أن تهدد اصدقاءنا وحلفاءنا في الشرق الأوسط, وأخيراً الولايات المتحدة«. من جهتها أكدت روسيا عشية الرد الإيراني المنتظر على اقتراح الدول العظمى الهادف إلى اقناع طهران بتعليق تخصيب اليورانيوم أن المطالب التي تقدمت بها من ضمن هذا الاقتراح »لم تتغير«. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية اندريه كريفتسوف »موقفنا من الملف النووي الإيراني لم يتغير منذ تبني قرار مجلس الأمن المتعلق بالموضوع, ولم يطرأ أي تغيير على ذلك النص«. ولم يشأ الناطق باسم الخارجية الروسية ابداء رأيه حول احتمالات قيام طهران بإعطاء رد إيجابي حول الموضوع, عقب تصريحات إيرانية تستبعد القبول بالخضوع للإرادة الدولية. وقال: »ننتظر أن تنتهي المهلة سنرى بعد ذلك«, مذكراً بأن القرار 1696 يعطي إيران مهلة حتى نهاية أغسطس للقبول بالطلبات الدولية, تحت طائلة الخضوع لعقوبات. كما لم يشأ الحديث عن الجهود الدولية التي تقوم بها موسكو في سبيل تليين الموقف الإيراني.

 

بوش: الأمم المتحدة ستصدر قرارا ثانيا حول لبنان وإسرائيل 

بيروت – وكالات : 22/8/2006 

 دعا الرئيس الأميركي جورج بوش الاثنين إلى سرعة نشر قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان لتثبيت هدنة بدأ سريانها قبل أسبوع بين إسرائيل ومقاتلي حزب الله. وقال بوش ان قرارا دوليا ثانيا سيصدر عن الامم المتحدة يحدد قواعد الاشتباك للقوة بوضوح. وأضاف في مؤتمر صحفي ستكون الاولوية لتوضيح قواعد الاشتباك. ودعا الرئيس الامريكي وهو يعلن خطة معونة حجمها 230 مليون دولار للبنان منها 25 الف طن من القمح الى -الانتشار باسرع ما يمكن (لقوات الامم المتحدة) لاقرار السلام. وأوقفت الهدنة التي توسطت بها الامم المتحدة والتي بدأ سريانها الاثنين الماضي 34 يوما من القتال بين اسرائيل وحزب الله قتل خلاله زهاء 1200 شخص في لبنان و157 اسرائيليا. غير أن تجميع القوة التابعة للامم المتحدة يواجه صعوبات.

وفي برلين وصفت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل الموقف في لبنان بانه -هش جدا ودعت أيضا الى الانتشار السريع لقوات تابعة للامم المتحدة في الجنوب. وبرز اسم ايطاليا كمرشح لقيادة مثل هذه القوة في اعقاب محادثات هاتفية بين رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي ونظيريه في بيروت والقدس. وتحدث رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الذي يستضيف يوم الاثنين في القدس مبعوثين كبيرين من الامم المتحدة الى برودي في وقت متأخر الاحد وقال انه يرحب بتولي ايطاليا قيادة القوة. وحذرت المعارضة اليمينية الايطالية من أن نشر قوات ايطالية في لبنان قد يكون مهمة انتحارية. غير انه ينتظر ان تعقد الحكومة اللبنانية اجتماعا يوم الاثنين تعلن خلاله ترحيبها بالمبادرة الايطالية. وذكر مصدر سياسي لبناني رفيع ان 2500 جندي ايطالي سيشاركون في القوة التابعة للامم المتحدة. ورغم دعوة ميركل لسرعة نشر القوة الدولية الا أن ألمانيا لن ترسل قوات مقاتلة الى لبنان. ويشعر كثير من الالمان بالحساسية ازاء ارسال قوات الى المنطقة بعد نحو 60 عاما من المحرقة نظرا لشعورهم بالقلق من أن الجنود الالمان قد يضطرون لاطلاق النار على اسرائيليين.

وكان من المتوقع في وقت سابق من الشهر الجاري ان تتولى فرنسا قيادة القوة لكنها خيبت امل الامم المتحدة بالاكتفاء بعرض تقديم 200 جندي اضافة للمشاركين في قوة الامم المتحدة المؤقتة في لبنان الموجودة بالفعل في لبنان والتي تعرف باسم اليونيفيل. ومنذ ذلك الحين تحولت المبادرة نحو روما فيما يبدو رغم ان المصدر اللبناني ذكر ان التفاصيل ما زالت تحتاج لمناقشات مع كل من فرنسا وايطاليا. وفي الوقت الذي تحاول فيه الامم المتحدة تجميع قوة قال شهود عيان ان طائرات حربية اسرائيلية حلقت على ارتفاع منخفض فوق مدينة طرابلس الشمالية.

وتقول اسرائيل إنها بحاجة إلى القيام بدوريات على حدود لبنان لمنع تهريب الاسلحة لحزب الله في غياب قوات لبنانية أو دولية. وشنت إسرائيل غارة نفذتها القوات الخاصة على معقل لحزب الله في شرق لبنان يوم السبت قالت الامم المتحدة انها انتهاك لقرار مجلس الامن الذي أوقف الحرب. وقالت اسرائيل ان الهجوم الذي نقلت خلاله القوات عبر طائرة هليكوبتر والغارات الجوية هي عمل دفاعي يهدف لعرقلة امدادات الاسلحة لحزب الله.

وانتشر الجيش اللبناني على طول الحدود مع سورية كما انتشر في عمق الجنوب الذي دمر جراء القصف الاسرائيلي مع انسحاب القوات الاسرائيلية. وقال شهود ان نحو 15 دبابة لبنانية دخلت مدينة صور الجنوبية الساحلية في أول عملية انتشار لدبابات منذ دخلت الهدنة حيز التنفيذ. وللامم المتحدة بالفعل 2000 جندي في جنوب لبنان هم قوام قوة اليونيفيل والتزمت المنظمة الدولية بموجب قرار مجلس الامن رقم 1701 الذي أنهي الحرب بارسال 3500 جندي اخر الى هناك بحلول الثاني من سبتمبر /ايلول. وواجهت الحكومة الاسرائيلية مزيدا من الانتقادات في الداخل لاسلوب ادارتها للحرب التي لم تنجح في القضاء على حزب الله.

ونشر جنود من قوات الاحتياط الاسرائيلية رسالة مفتوحة يوم الاثنين اتهموا فيها زعماء الحكومة وكبار ضباط الجيش بعدم الكفاءة في ادارة الحرب. كما قال البريجادير جنرال يوسي هايمان ان الجيش الاسرائيلي -مذنب بخطيئة العجرفة- في تعامله مع الحرب. والتقت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني ومساعدون كبار لاولمرت مع مبعوثين اثنين للام المتحدة لاجراء مناقشات بخصوص الحصار الجوي والبحري الاسرائيلي المستمر على لبنان وقضية تبادل السجناء الصعبة الى جانب الغارة الاسرائيلية على البقاع.

وفي اشارة الى عودة الحياة الى طبيعتها تدريجيا في بيروت رفعت البورصة اللبنانية القيود التي فرضت خلال الحرب لمنع تقلب الاسعار. وكانت التعاملات نشيطة وارتفع مؤشر بلوم القياسي 5.8 في المئة.

وقال محافظ مصرف لبنان المركزي ان المملكة العربية السعودية خصصت 500 مليون دولار لاعادة اعمار لبنان كما تعهدت الكويت بتقديم 300 مليون دولار بينما عرضت قطر اعادة بناء بلدة بنت جبيل بجنوب لبنان والتي تضررت بشدة من الضربات الجوية الاسرائيلية. وقال رياض سلامة محافظ مصرف لبنان المركزي ان الاضرار التي تكبدها لبنان هائلة وأن معدل النمو الذي توقع المصرف من قبل أن يكون نحو خمسة بالمئة سينخفض الى الصفر أو سيكون بالسالب. ووصل امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني الى بيروت وبحث تقديم مساعدات. وهو اول زعيم دولة عربي يزور لبنان منذ بدء الحرب. وقالت اسرائيل ان الهجوم الذي نقلت خلاله القوات عبر طائرة هليكوبتر والغارات الجوية هو عمل دفاعي يهدف لعرقلة امدادات الاسلحة لحزب الله.

وانتشر الجيش اللبناني على طول الحدود مع سورية كما انتشر في عمق الجنوب الذي دمر جراء القصف الاسرائيلي مع انسحاب القوات الاسرائيلية. وقال شهود ان نحو 15 دبابة لبنانية دخلت مدينة صور الجنوبية الساحلية في اول عملية انتشار لدبابات منذ دخلت الهدنة حيز التنفيذ. وواجهت الحكومة الاسرائيلية مزيدا من الانتقادات في الداخل لاسلوب ادارتها للحرب التي لم تنجح في القضاء على حزب الله او تحقيق الافراج عن الجنديين اللذين اسرهما حزب الله في غارة عبر الحدود يوم 12 يوليو تموز اشعلت فتيل الصراع. وصب افراد الاحتياطي الاسرائيلي جام غضبهم على السياسيين وضباط الجيش بسبب ترددهم وما يرون انه اوجه قصور اخرى. وقال تسفي ماريك احد افراد الاحتياطي خلال مظاهرة في القدس -الحكومة استخفت بأرواح جنودنا.-

كما قال البريجادير جنرال يوسي هايمان ان الجيش الاسرائيلي -مذنب بخطيئة العجرفة- في تعامله مع الحرب.

والتقت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني ومساعدون كبار لاولمرت مع مبعوثين اثنين للامم المتحدة لإجراء مناقشات بخصوص الحصار الجوي والبحري الاسرائيلي المستمر على لبنان وقضية تبادل السجناء الشاقة الى جانب الغارة الاسرائيلية على البقاع. وفي اعقاب المحادثات قال تيري رود لارسن احد المبعوثين ان هناك -اسبابا للتفاؤل- لان جميع الاطراف ستحترم الهدنة الان. وعبر عن امله في ان ترفع اسرائيل حصارها تدريجيا مع تولي لبنان السيطرة الكاملة على حدوده. واضاف رود لارسن ان المبعوثين دعيا الى تسليم الجنديين الاسرائيليين الى الحكومة اللبنانية تحت اشراف اللجنة الدولية للصليب الاحمر. وفي مؤشر على عودة الحياة الى طبيعتها تدريجيا في بيروت رفعت البورصة اللبنانية القيود التي فرضت خلال الحرب لمنع تقلب الاسعار. وكانت التعاملات نشيطة وارتفع مؤشر بلوم القياسي 5.8 في المئة. ووصل امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني الى بيروت وبحث تقديم مساعدات. وهو اول زعيم دولة عربي يزور لبنان منذ بدء الحرب. وقال مسؤولون لبنانيون ان قطر عرضت اعادة بناء القرى المدمرة في الجنوب.

 

 إيطاليا تعرض قيادة القوات ولبنان يرحب بألفين من جنودها 

كاستيليوني – وكالات : 22/8/2006 

  قال رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي الاثنين انه ابلغ الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان بان ايطاليا مستعدة لقيادة قوة للأمم المتحدة في جنوب لبنان. وابلغ برودي الصحفيين قرب منزله الصيفي في توسكانيا بان عنان سيتخذ قرارا نهائيا بشان قيادة القوة في مطلع الاسبوع القادم. من ناحية أخرى ، قال مسؤولون ان لبنان قبل الاثنين عرض ايطاليا بارسال ألفي جندي الى لبنان وهو أكبر عرض حتى الان للمشاركة في قوة لحفظ السلام تابعة للامم المتحدة للحفاظ على الهدنة بين اسرائيل وحزب الله. وقررت الحكومة اللبنانية قبول العرض ووعدت بتسهيل مهمة القوات للانضمام الى قوة الامم المتحدة في لبنان (اليونيفيل) بموجب قرار مجلس الامن رقم 1701 لانهاء القتال. وكانت اسرائيل قد ابلغت ايطاليا بالفعل انها تأمل في أن يتولى الايطاليون قيادة القوة برغم أن ايطاليا لم تكن قد عرضت رسميا قيادتها. وقالت ايطاليا يوم الاثنين انها مستعدة للقيام بذلك اذا اوفى الشركاء الاوروبيون بالتزامهم تجاه العملية. وتعهدت الامم المتحدة بارسال قوة اضافية قوامها 3500 فرد الى جنوب لبنان بحلول الثاني من سبتمبر ايلول ولكنها لم تتلق عروضا قوية للمساعدة في زيادة عدد القوة من الفي فرد حاليا الى 15 الفا بموجب القرار الدولي. ووافقت الحكومة الايطالية على ارسال زهاء ثلاثة الاف جندي لتكون بذلك اكبر مساهم حتى الان في القوة الموسعة. وفي تباين مع ذلك خفضت فرنسا مساهمتها الى 200 رجل في الوقت الراهن بسبب مخاوف تتعلق بتسلسل القيادة. ويمكن أن تكون تركيا مساهما رئيسيا ولكنها مثل ايطاليا واسبانيا ودول أخرى تنتظر من الامم المتحدة تحديد قواعد اشتباك واضحة.

 

أمير قطر : الأسد حملني دعوة للسنيورة لزيارة دمشق 

بيروت – وكالات : 22/8/2006 

  أعلن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني من بيروت الاثنين ان الرئيس السوري بشار الأسد حمله خلال زيارته لدمشق دعوة الى رئيس الحكومة اللبناني فؤاد السنيورة لزيارة العاصمة السورية -في اي وقت-.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الجمهورية اللبناني اميل لحود قال امير قطر الذي وصل بعد ظهر الاثنين الى بيروت قادما من العاصمة السورية -كنت في دمشق والتقيت الدكتور بشار الاسد (...) الذي حملني دعوة للرئيس السنيورة لزيارة دمشق في اي وقت. وتعود آخر زيارة للسنيورة تعود الى 31 تموز/يوليو 2005 اثر منح حكومته الثقة في مجلس النواب اللبناني. وقد اعرب بعد ذلك عن رغبته في زيارة دمشق لوضع حد لتدهور العلاقات بين البلدين لكن المسؤولين السوريين لم يحددوا له موعدا لمقابلة الرئيس الاسد. من جهة ثانية اعتبر امير قطر انه بعد الحرب السادسة بين العرب واسرائيل وبالذات بين لبنان اسرائيل اعتقد ان فرصة السلام اكبر من اي وقت مضى نافيا قيام قطر بوساطة بين سوريا والدولة العبرية. واضاف سورية مع السلام وكلما استعجلنا في موضوع السلام كلما كان ذلك افضل للمنطقة (...) ونتمنى ان نرى لبنان في سلام مع جميع جيرانه. وحيا امير قطر -الشعب اللبناني ومقاومته التي حققت اول انتصار عربي على اسرائيل منذ سنوات. وقال امير قطر -ناتي في وقت حقق فيه الشعب اللبناني ومقاومته اول انتصار عربي فقدناه منذ سنين عديدة. واضاف كانوا (الاسرائيليون) يستطيعون ان يخضعوا العرب بالقوة العسكرية الان لم يعد ذلك ممكنا بعد ما حصل في جنوب لبنان. يذكر بان حزب الله استمر بقصف شمال اسرائيل وعمقها بالصواريخ رغم القصف الاسرائيلي المدمر الذي استهدف معاقله في ضاحية بيروت الجنوبية وفي شرق لبنان وخصوصا في جنوب لبنان.

ودعا الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي تشغل بلاده حاليا مقعد عضو غير دائم في مجلس الامن الى العمل مع مجلس الامن لتطبيق القرارات التي تخص اضافة الى لبنان تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية والاراضي السورية المحتلة. وقال تكلمت مع رئيسي البرلمان والحكومة نبيه بري و وفؤاد السنيورة عن المستقبل العربي المشترك خصوصا في هذا الظرف الدقيق وكذلك بالنسبة الى مجلس الامن الدولي لتطبيق القرارات التي سبق له ان وافق عليها. واوضح بان هذه القرارات تتعلق بالقضية اللبنانية والفلسطينية وكذلك بالسلام في المنطقة بما فيه سورية.

من ناحية اخرى اعرب امير قطر عن امله بان يرفع الحصار الاسرائيلي المفروض على لبنان. وقال -حتى نصل الى بيروت (جوا) لا بد ان توافق اسرائيل. واضاف -نتمنى في المستقبل ان يزول هذا الموضوع ويطبق القرار الاخير لمجلس الامن- اي القرار 1701 الذي بموجبه توقفت العمليات الحربية بين اسرائيل وحزب الله وقضى كذلك برفع الحصار الاسرائيلي عن لبنان. وكان امير قطر قد وصل على متن طائرة خاصة قادما من دمشق الى مطار بيروت الدولي حيث كان في استقباله لحود وبري والسنيورة. وقبل وصوله الى بيروت امضى امير قطر بضع ساعات في دمشق في زيارة عمل التقى خلالها الرئيس السوري بشار الاسد.

 

مجلس الوزراء: الاعتداء الاسرائيلي المتمثل بالانزال في بوداي يشكل خرقا فاضحا للقرار 1701 ولسيادة لبنان تحميل اسرائيل مسؤولية اي تدهور خطير في المنطقة وتأكيد الحرص على حماية استقرار اللبنانيين وسيادة بلدهم ترحيب بالجهود التي يبذلها انان لتشكيل القوات الدولية وللدور الذي يقوم به لضمان التطبيق الدقيق والامين للقرار 1701

وطنية- 21/8/2006 (سياسة) اكد مجلس الوزراء ان الاعتداء الاسرائيلي الذي تمثل في الانزال في منطقة بوداي يشكل خرقا للقرار 1701 ولسيادة لبنان ودليل على نية اسرائيل العدوانية ورغبتها في استهداف لبنان وتهديد الامن والاستقرار وتعريضه للسقوط. ورأى في هذه السياسة مزيدا من الحقد والغطرسة والافلاس في آن معا,معتبرا ان هذه الممارسات والمواقف تعبر عن اصرار اسرائيل على تحدي المجتمع الدولي والارادة الدولية وقرارات الشرعية الدولية واستهداف الامن في المنطقة، محملا اسرائيل مسؤولية اي تدهور خطير في المنطقة ، ومؤكدا اصراره على حماية امن واستقرار وسلامة اللبنانيين. عقد مجلس الوزراء جلسة استثنائية مساء اليوم في مقره المؤقت في مبنى المجلس الاقتصادي الاجتماعي برئاسة رئيس الجمهورية العماد اميل لحود وحضور رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة والوزراء الذين غاب منهم الوزراء :مروان حمادة, ميشال فرعون ونعمة طعمة. بعد الجلسة اذاع وزير الاعلام الاستاذ غازي العريضي المقررات الرسمية الآتية:عقد مجلس الوزراء جلسة استثنائية في سياق جلساته المفتوحة في مقره المؤقت ـ مقر المجلس الاقتصادي الاجتماعي- بتاريخ 21/8/2006.

حضر فخامة رئيس الجمهوية فترأس الجلسة التي حضرها أيضا دولة رئيس المجلس والسادة الوزراء الذين غاب منهم الوزراء:مروان حمادة، ميشال فرعون ونعمة طعمة.

وحضر جانبا من الاجتماع مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي. في بداية الجلسة تحدث معالي وزير الدفاع عن الوضع الأمني في الجنوب وسير عملية انتشار الجيش اللبناني في المنطقة والمراحل التي مرت بها وما تبقى للانتشار في كل المنطقة المحددة لذلك في قرار مجلس الوزراء، فأشار الى ان المرحلتين الأولى والثانية تمتا بهدوء ونجاح وارتياح من قبل القيادة والناس في آن معا.

أما المرحلة الثالثة فقد ظهر في الساعات الأخيرة نوع من التحايل الاسرائيلي ومحاولات المماطلة وتأخير الانسحاب ووضع بعض العراقيل والشروط من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي وهذا ما رفضه الجانب اللبناني، مؤكدا على ضرورة التطبيق الأمني للقرار 1701 والتزام جميع الأطراف به. وقد أبلغ هذا الموقف الى موفدي الأمين العام للأمم المتحدة الذين زاروا بيروت مؤخرا والى قائد قوات الطوارىء الدولية العاملة في الجنوب ايضا.

ثم تحدث اللواء أشرف ريفي فاطلع مجلس الوزراء على الوضع الأمني في البلاد ودور قوى الأمن الداخلي، بعد أن كان الوزير المر قد أكد لمجلس الوزراء التنسيق والتعاون بين كل المؤسسات، شاكرا دولة الرئيس على الرعاية والمساندة اللتين يوفرهما للجيش وللمؤسسات الأمنية، ومطمئنا الى ان الوضع الأمني في الداخل ممتاز فلا يعتقدن أحد أنه بإنشغال الجيش في الجنوب يمكن أن يتأثر الوضع الداخلي أو يسمح لأحد باستغلال هذا الأمر فقد اتخذت كل الاحتياطات اللازمة على الحدود وفي الداخل لضبط الأوضاع وطمأنة الناس والسهر على أمنهم وسلامتهم.

 بعد ذلك تحدث دولة الرئيس عن الاتصالات السياسية الواسعة التي أجراها مع عدد من المسؤولين الدوليين والعرب، والتي أجريت معه في بيروت من خلال الوفود الدولية التي التقاها أو من خلال بعض رؤساء الحكومات والتي تمحورت حول السعي الجدي المشترك لتطبيق القرار 1701، ولا سيما موضوع تشكيل القوات الدولية. وأشار دولة الرئيس الى الجهود التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة لإنهاء تشكيل القوات، متحدثا عن أيجابيات ملحوظة بدأت تتحقق في هذا الاطار، كما تحدث دولته عن الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة، والاصرار اللبناني على متابعتها بكل الوسائل أمام المجتمع الدولي وفي كل المنتديات الدولية لردع اسرائيل عن ممارساتها ولتأكيد حق لبنان، كما تحدث عن الآليات التي ستعتمد لإعادة إعمار المناطق المنكوبة.

وسيصدر غدا بيانا تفصيليا حول بعض الأمور المتعلقة بهذا الخصوص لمساعدة العائدين الى قراهم. وفي مجال آخر اطلع مجلس الوزراء من السادة الوزراء على العمل الذي قامت به الوزارات المعنية لمعالجة نتائج الحرب، وكانت وقفة عند المبادرات والخطوات التي قامت بها وزارة الاشغال من الضاحية الى الجنوب الى قرى الشريط الحدودي الى الشمال لفتح الطرقات وازالة الركام وتلزيم عملية اعادة البناء، وكانت نتيجة ذلك ملحوظة امام المواطنين لذلك كانت وقفة حول تلوث الشاطىء اللبناني والخطة التي قدمها معالي وزير البيئة لمعالجة هذه المشكلة، فضلا عن الاوضاع الصحية ومشكلة البطالة الناجمة عن الحرب، وما لحق بالمؤسسات الصناعية والسياحية والقطاع الزراعي من اضرار، وكان تأكيد على ضرورة تفعيل العمل والاسراع في استنفار كل المؤسسات والادارات والتعاون والتنسيق في ما بينها. وقد وجه مجلس الوزراء شكره للدول الشقيقة والصديقة التي بادرت الى الاعلان عن تقديم مساعدات مباشرة او عن الرغبة في اعادة بناء مناطق او قرى او قطاعات معينة وجدد شكره للبنانيين الذين انبروا لتقديم العون والمساعدة لاعادة بناء جسور ومؤسسات. وبعد مرور اسبوع على دخول قرار وقف العمليات العدائية حيز التنفيذ توقف مجلس الوزراء عند الوضع القائم اليوم فأكد:

1- ان الاعتداء الاسرائيلي الاخير الذي تمثل بالانزال في منطقة بوداي يشكل خرقا فاضحا للقرار 1701 ولسيادة لبنان ودليلا ساطعا على نية اسرائيل العدوانية ورغبتها في الاستمرار في استهداف لبنان وتهديد الامن والاستقرار وتعريض القرار للسقوط. ويرى مجلس الوزراء في هذه السياسة الاسرائيلية مزيدا من الحقد والغطرسة والافلاس في ان معا. يريد القادة الاسرائيليون المتهمون امام المحاكم وبين بعضهم البعض بشتى انواع الاتهامات بالفساد او الرشوى والاعتداء على الناس او باعتماد الخيارات الخاطئة في الحرب، يريد هؤلاء تدفيع اللبنانيين ثمن مغامراتهم ومقامراتهم وادعاءاتهم وترافق هذا العدوان مع الاصرار الاسرائيلي على تشديد الحصار الجوي والبحري على البلاد ومحاولة فرض شروط على استكمال نشر الجيش في الجنوب.

2- ان هذه الممارسات الارهابية مرفقة بتصريحات من قبل قادة سياسيين وعسكريين في اسرائيل تؤكد الاستعداد لجولة ثانية من الحرب، وتتحدث عن منع الجيش من الانتشار على الحدود وتؤكد حق اسرائيل بالتحرك في كل لبنان وفي اي منطقة للقيام بعمل ما دون ان يعتبر ذلك خرقا للقرار 1701. ان هذه الممارسات والمواقف تعبر ايضا عن اصرار اسرائيل على تحدي المجتع الدولي والارادة الدولية وقرارات الشرعية الدولية واستهداف الامن والاستقرار في المنطقة، وبالتالي فان مجلس الوزراء يضع هذه الاعتداءات والنوايا امام كل الهيئات محملا اسرائيل مسؤولية اي تدهور خطير في المنطقة ويؤكد حرصه على حماية امن واستقرار وسلامة اللبنانيين وسيادة واستقلال بلدهم بكل الوسائل والاساليب.

3- ترحيبه بالجهود المشكورة التي يبذلها الامين العام للامم المتحدة لتشكيل القوات وتقديره للدور الذي يقوم به لضمان تطبيق القرار 1701 تطبيقا دقيقا وامينا.

4- ترحيبه بالدور الايجابي الذي تلعبه ايطاليا وبالقرارات الصادرة عن حكومتها والتي اقرت ارسال قوات الى لبنان لتنضم الى قوات الطوارىء الدولية بما سيعزز دور هذه القوات ويعطيها زخما ومصداقية نظرا لموقع ايطاليا ودورها الايجابي.

5- ترحيبه بوصول طلائع القوات الفرنسية التي ستنضم الى القوات الموجودة حاليا ومناشدته الحكومة الفرنسية تعزيز هذه المشاركة بعدد اكبر من القوات كخطوة جديدة تضاف الى سلسلة الخطوات الكبيرة والايجابية التي اتخذتها فرنسا لدعم لبنان ومساندته للحفاظ على امنه وسيادته واستقلاله واستقراره.

 

اسرائيل تطلق سراح 5 مواطنين من بعلبك

وطنية - 21/8/2006(امن) اطلق العدو الاسرائيلي خمسة مواطنين من مدينة بعلبك كان قد احتجزهم كرهائن في الثاني من شهر آب الجاري بعد انزال مروحي على تلال بعلبك الشرقية فأقتادهم من حي العسيرة وتحديدا من منزل المواطن احمد العوطة فجرا بواسطة مروحية وهم: حسن ديب نصر الله وابنه بلال وصهره ( زوج ابنته ) حسن البرجي وصهره (زوج شقيقته) احمد العوطة وجارهم محمد شكر. وكان العدو قد اعتبر انذاك انه اعتقل خمسة مقاومين في بعلبك,الا انه بأطلاق سراحهم اليوم يؤكد انهم مدنيين ولا علاقة لهم بالمواجهة مع المقاومة وبأنه فشل في انزاله الجوي في عمق الاراضي اللبنانية.

 

البطريرك صفير استقبل مسؤولا في الكونغرس وتلقى اتصالا من رود-لارسن وأمل بدعم أميركي لتحويل الهدنة اتفاقا ثابتا يتيح إعادة الإعمار

وطنية- 21/8/2006 (سياسة) استقبل البطريرك الماروني الكادرينال مار نصرالله بطرس صفير في الديمان اليوم عضو لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الاميركي السيناتور بينيت تالويه يرافقه مستشار في السفارة الاميركية، لمناسبة زيارته الاستطلاعية الى لبنان. ونقل السيناتور تالويه موقف الكونغرس من تطورات الاوضاع في لبنان والمنطقة واستمع الى وجهة نظر البطريرك صفير في ضوء المخاوف التي أبداها من هشاشة الهدنة في ظل الخرق الاسرائيلي المتواصل وما يحمله القرار الدولي 1701 من احتمالات مختلفة لتفسيره وبالتالي لتطبيقه. وقد جدد البطريرك صفير التمسك بالموقف اللبناني الموحد من هذا القرار وظروف تطبيقه، آملا بدعم اميركي حقيقي لترسيخ الهدنة وتحويلها إلى اتفاق ثابت يتيح إطلاق ورشة إعادة إعمار ما تهدم وعودة الحياة الطبيعية الى المناطق الجنوبية وغيرها من المناطق التي استهدفها العدوان.

وفي السياق نفسه، تلقى البطريرك صفير اتصالا مطولا من موفد الأمين العام للامم المتحدة لمتابعة تنفيذ القرار 1559 تيري رود-لارسن، وكان عرض للمستجدات وظروف تشكيل القوة الدولية التي ستعمل مع الجيش اللبناني وللتبدل في مواقف بعض الدول المشاركة في هذه القوة وانعكاس ذلك على عملية انتشار الجيش، وقد اعتذر رود-لارسن عن عدم تمكنه من لقاء البطريرك شخصيا بسبب ضيق الوقت وصعوبة الانتقال من بيروت الى الديمان. على صعيد آخر، إطلع البطريرك صفير على تقارير استكمال توزيع المساعدات الإنسانية على المناطق المنكوبة وتقرير الخطة الموضوعة لضبط المعابر الحدودية ومراقبة المطار والمرافىء وسبل تشكيل القوة المكلفة بذلك والملاحظات بشأنها.

 

 

التغيير والإصلاح" رحب بنشر الجيش اللبناني في الجنوب وطالب بآلية موثوقة لمراقبة إدارة المساعدات والإعمار: تجارب الماضي لم تكن مشجعة فلتضع الحكومة لائحة أولويات

وطنية - 21/8/2006 (سياسة) عقد "تكتل التغيير والإصلاح" اجتماعه الأسبوعي برئاسة النائب العماد ميشال عون في منزله، في الرابية، وبحث في الأوضاع الراهنة في البلاد. وبعد الإجتماع، أصدر بيانا تلاه النائب غسان مخيبر، حيث رحب ب"نشر الجيش اللبناني في الجنوب، وبالاستعداد الذي أبداه بعض الدول للمشاركة في قوات "اليونيفيل" الإضافية التي يجري العمل لإرسالها الى لبنان إنفاذا للقرار الدولي 1701 لمؤازرة الجيش اللبناني في بسط سلطة الدولة على الجنوب والدفاع عن الأرض والشعب وحفظ الأمن، مشاركا الموقف الأرمني المعارض مشاركة القوات التركية". وتساءل عن "سبب عدم صدور ردة فعل عملية من المجتمع الدولي على خرق إسرائيل للقرار الدولي بعملية إنزال نفذتها في منطقة بوداي البقاعية، إضافة الى استمرارها إطلاق التهديدات وفرض الحصار على المرافىء والمطارات والمعابر اللبنانية والحؤول دون انتشار الجيش اللبناني حتى الخط الأزرق تحت ذرائع وشروط غير مقبولة".

كما تساءل البيان عن "جدية الدعم الدولي للحكومة اللبنانية وصدقيته بعدما مضت الى أقصى الحدود في التعامل بإيجابية مطلقة مع القرار 1701، لا سيما التزامها الصريح منع إطلاق الصواريخ على إسرائيل وضبط الأمن في الجنوب اللبناني، وعلى كامل الأرض اللبنانية".

وجدد تأكيد مواقفه الداعية الى "قيام الدولة القوية الديموقراطية بشمولية تمثيلها العادل والمتوازن لمختلف القوى والشرائح اللبنانية، بما يتناسب مع وثيقة الوفاق الوطني، مما يعيد إليها الثقة كونها المرجعية الوحيدة للقرار الوطني، لا سيما في شأن السلم والحرب، إلا أنه لا يرى من الأكثرية الراهنة في هذا المجال سوى الشعارات التي تنقضها الممارسات، مما يشير الى أن لها مفهوما خاصا للدولة، يقوم على الاستئثار بالسلطة وتجاوز مبدأ الديموقراطية التوافقية والمشاركة الفعلية والتفرد بصنع القرارات مما يعد انتهاكا للدستور وتقويضا للوفاق الوطني، فيما لبنان اليوم أحوج ما يكون الى تحصين وحدته الداخلية لمواجهة المرحلة الخطيرة المقبلة التي تستوجب انتاج سلطة جامعة، قادرة على اتخاذ القرارات الكبرى وتنفيذها من السلام والحرب الى الإعمار وإعادة البناء".

ورأى في مجال إعادة الإعمار وإدارة المساعدات والهبات وتوظيف الدعم الخارجي في هذه المجالات، "أن التجارب التي جرت سابقا لم تكن مشجعة. لذلك، فإننا نطالب بآلية شفافة وموثوقة وفاعلة للمراقبة ومنع الاستغلال والانحرافات وهيمنة المحاصصة والانتقائية والتفرد"، داعيا الحكومة بسرعة الى "وضع لائحة أولويات للحاجات الإستثنائية المطلوبة آنيا، كما المجلس النيابي الى أخذ دوره الرقابي والتشريعي في هذا الشأن". وطالب البيان الحكومة ب"إيداع وزارة الخارجية أو مجلس النواب محاضر رسمية موثقة بكل المحادثات التي أجرتها مع الموفدين الدوليين، في الداخل والخارج، إضافة الى الزيارات والمشاورات التي قام بها موفدوها لعواصم خارجية خلال مرحلة العدوان الإسرائيلي على لبنان، تمهيدا لإطلاع الشعب اللبناني على مسار هذه المرحلة، وصولا الى صدور القرار 1701". كما طالب ب"تأليف لجنة تحقيق برلمانية للتحقيق مع وزير الداخلية بالإنابة (أحمد فتفت) وقائد القوة الأمنية في الجنوب العميد عدنان داود في الملابسات التي أحاطت بقضية ثكنة مرجعيون". ودعا اللبنانيين الى "عدم التأثر بمحاولات التخويف والتهويل التي يلجأ اليها البعض لتأليبهم على بعضهم وزرع الشكوك في ما بينهم"، مؤكدا "أن لبنان سينهض من هذه الحرب أكثر قوة وأشد تماسكا وأمتن وحدة وطنية لبناء مستقبل مشرق آمن ومستقر".

حوار ثم دار حوار بين النائب مخيبر والصحافيين. سئل: كيف يقرأ "التكتل" التهديدات الاسرائيلية المتكررة حول جولة ثانية من الحرب؟ أجاب: "التكتل يضع كل هذه التصريحات في إطار الحرب الاعلامية التي تشنها اسرائيل بالتزامن مع حربها العسكرية. وعلى الديبلوماسية اللبنانية والادارة في هذه المرحلة أن تردا على هذه التهديدات الاسرائيلية بموقف وطني متماسك، خصوصا في ما يتعلق بانتشار الجيش في الجنوب والاسراع في انتشار القوات الدولية مع الجيش اللبناني. هذا ما أيدناه, وورد في البيان، وهو جزء من رد التكتل على اي تهديد ما زال قائما في مرحلة تبقى هشة، وعلينا تعزيزها وصولا الى تنفيذ القرار 1701".

سئل: ما الهدف من طلب إعادة نشر جلسات التفاوض بين الحكومة والموفدين الدوليين؟ ا

جاب: "من منطق تفعيل المرحلة الحالية من دور المجلس النيابي والشعب في مراقبة كل ما يحصل, اعتبرنا أن المحادثات الديبلوماسية والسياسية التي رافقت العمل الدبلوماسي في الخارج وترافقه هي مهمة، لا سيما إذا وضعت ضمن لجنة خارجية في المجلس لتعزيز دور الرقابة في المجلس النيابي والشعب، وكذلك، لتفعيل دورنا كتكتل معارض في المجلس النيابي في وقت نطالب فيه بتعاضد جميع اللبنانيين ووحدتهم من دون الدور الرقابي والمعارض في قيام الديموقراطية في اي دولة".

سئل: بالنسبة إلى قضية العميد عدنان داود، فكأنكم تقولون ان هناك ملابسات؟

أجاب: "حتى وزير الداخلية عندما وضع التقرير في يدي رئيس المجلس النيابي الاستاذ نبيه بري، تمنى ان يتخذ هذا الأخير التدابير المناسبة. وما نراه مناسبا هو التوضيح للرأي العام في ما يتجاوز النص الذي استلمه الرئيس بري. ونأمل في ان يتم تشكيل لجنة تحقيق نيابية تتابع الملابسات رفعا لمعنويات الجيش والقوى الامنية اللبنانية، ومنعا لأن تواجه أي قوى أمنية في المستقبل احداثا مماثلة".

سئل: هل تخافون على الجيش في الجنوب؟ اجاب: "لا نخاف على الجيش اللبناني من شعبه في الجنوب. الخوف هو من اعتداءات متجددة على الجيش والمواطنين من اسرائيل. ونحن نسعى مع كل الاطراف إلى منع تكرار مثل هذه الحروب العدوانية في المستقبل، وان تكون هذه التجربة الاخيرة، وان يكون ذلك لتعزيز استقلال لبنان ووحدة ابنائه."

 

قطر غادر بيروت متوجها الى نيس

وطنية - 21/8/2006 (سياسة) غادر عند السادسة من مساء اليوم امير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والوفد المرافق بيروت متوجهين الى نيس على متن طائرة خاصة. وكان في وداعهم في المطار رئيس الجمهورية العماد اميل لحود، رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، سفير دولة قطر في لبنان جبر بن عبد الله السويدي ومدير المراسم في الخارجية السفير مصطفى مصطفى.

 

النائب العماد عون تلقى دعوة من رئيس البرلمان الايطالي لزيارة روما

وطنية-21/8/2006 (سياسة)استقبل النائب العماد ميشال عون اليوم في دارته في الرابية النائب في البرلمان الايطالي علي رشيد, في حضور المسؤول السياسي في "التيار الوطني الحر" المهندس جبران باسيل . وتحدث النائب رشيد بعد اللقاء فقال:" جئت لدعوة النائب عون لزيارة ايطاليا، من قبل رئيس البرلمان الايطالي، في الشهر المقبل, وايضا من اجل التعبير عن امتناننا العميق للمواقف التي تقدم بها العماد عون". اضاف: " هناك مشاركة ايطالية في القوات الدولية, ومن المهم التفاهم مع القوى السياسية الفاعلة في هذا البلد، بحيث لا تعتبر القوات الايطالية عدوة بل صديقة, كذلك بحثنا في كيفية توثيق العلاقات السياسية والتواصل مع التيار الوطني الحر الجديد التكوين, ودور النائب عون في الفترة المقبلة. سئل : هناك معلومات تفيد انكم سوف تكونون اكبر عديد للقوة الدولية, وان اسرائيل موافقة على مشاركتكم, فهل تعرفون ما هي مهمة هذه القوة؟ اجاب :" هناك غموض, والحكومة الايطالية تريد ان تكون مع الحق العربي عموما, وهناك غموض كبير حول تفسيرات القرار 1701, والاتصالات جارية على المستوى الاوروبي لكي يصار الى تفسير مشترك في هذا الموضوع، وان الموقف الايطالي اوضحه رئيس مجلس الوزراء بشكل واضح, على ان تأتي القوات الايطالية الى لبنان بموافقة جميع الاطراف بما فيها حزب الله، وهي ليست قوات عدوة بل قوات حفظ السلام". سئل : كيف تنظرون الى المرحلة المقبلة ؟ وهل هناك صعوبات كبيرة؟ اجاب :" المرحلة خطيرة, ولا شك ان صمود المقاومة ادى الى تغيير جذري لما كان متوقعا, فالتوقعات كانت ان يتم انتصار سريع لاسرائيل على لبنان والمقاومة, وان يتم تجريد الحزب من سلاحه وانهاء دوره وتحويله الى احد الاحزاب الموجودة. وهذا لم يتم, وقد فشل الهجوم بسبب صمود المقاومة, فكل الناس لا تزال في حالة ذهول, آمل ان تلعب ايطاليا دورا ايجابيا, وموقفها صديق للشعب اللبناني ومساعد في اعادة الاعمار والحد من الاعتداءات الاسرائيلية.والحياد يفسر بهذا الشكل ونحن نوافق مثل هذا الحياد". وسيترأس النائب عون بعد ظهر اليوم في دارته في الرابية اجتماعا لتكتل التغيير والاصلاح".

 

منعاً لقيام حزب الله بـ "إخفاء دويلته" داخل الحكومة والجيش اللبنانيين

 إسرائيل تستعد لاستئناف الحرب بعد فقدان الأمل بقدرة السنيورة على نزع سلاح "حزب الله"

 لندن-كتب حميد غريافي: السياسة/ القدس - الوكالات:

قد لا يكون بقي هناك من مهرب من استئناف الحرب الإسرائيلية على لبنان التي »انقطعت من نصفها وهي في أوج عنفها«. إذ يؤكد محللو الصراع العربي-الإسرائيلي المستمر منذ نحو نصف قرن, داخل الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا أن »وقف إطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله في لبنان لن يستمر طويلاً«.

كما يشكك المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون العسكريون في »إمكانية إقدام الجيش اللبناني على نزع سلاح حزب الله«, تنفيذاً للقرارين الدوليين 1559 و ,1701 »ما يعني ان استئناف الحرب أمر لا يمكن تلافيه«.

ونسبت مجلة »افييشن ويكز« (طيران الأسبوع) الأميركية في عددها الصادر أول من أمس الأحد التي أوردت هذه المعلومات إلى جنرال إسرائيلي متقاعد قوله »إنهم (الإسرائيليون) يستعدون لجولة أخرى من القتال ستبدأ قريباً«, كما نقلت عن مسؤول في »البنتاغون« قوله: »إن وقف إطلاق النار ليس لصالح إسرائيل لأن حزب الله سيستخدمه لاستعادة عافيته الحربية وإعادة الانتشار« في جنوب لبنان.

وذكرت المجلة أن »حزب الله« سيحاول بشتى الوسائل والضغوط على الحكومة اللبنانية الضعيفة »استخدام مؤسسة الجيش اللبناني هشة التسلح والقدرة القتالية لإخفاء دويلته في ظل الدولة اللبنانية عبر دمج عناصر ميليشياه في القوات المسلحة اللبنانية شرعياً ما سيسمح له بالاحتفاظ بسلاحه وبترسانته الصاروخية تحت ستار حماية الجنوب اللبناني الذي سينتشر فيه »بلباس عسكري لبناني على الخطوط الحدودية المحاذية لإسرائيل«.

في تطور متصل ذكرت صحيفة »هآرتس« الاسرائيلية ان التقديرات السائدة داخل اروقة هيئة أركان الجيش الاسرائيلي تشير الى احتمال استئناف الحرب على لبنان خلال اشهر او حتى اسابيع وذلك في اعقاب استمرار ما وصفته »تهريب الاسلحة من ايران وسورية الى حزب الله في لبنان«.

ونقلت الصحيفة عن ضابط اسرائيلي كبير قوله »ان ايران وسورية حاولتا طوال اسابيع القتال تهريب كميات كبيرة من السلاح والعتاد لرجال (حزب الله)..تلك المحاولات التي ازدادت خلال الاسبوع الماضي بعد وقف العمليات العسكرية وتوقف الغارات الجوية الاسرائيلية«.

واضاف.. انه »في حال فشل منظومة الرقابة على الاسلحة الداخلة الى لبنان والتي اقرها مجلس الامن في قراره رقم 1701 ستجد اسرائيل نفسها ملزمة بالتدخل لاحباط عمليات التهريب ولن يكون هناك مفر من مهاجمة الشاحنات التي تحمل الاسلحة لان بديل هذه الخطوة سيكون تجديد حزب الله مخزون من الصواريخ طويلة المدى التي تضررت كثيراً خلال الحرب«.

وقد ترافقت التهديدات الإسرائيلية بقرب استئناف حربهم على لبنان مع تصريحات واضحة ومحددة أطلقها أكثر من مسؤول سياسي وعسكري ومحلل دفاعي إسرائيلي خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية وعلى رأسهم وزير الدفاع عمير بيريتس الذي قال أول من أمس إنه »يدرس إخفاقات الهجوم الإسرائيلي على لبنان (حرب ال¯33 يوماً) استعداداً لخوض جولة ثانية محتملة ضد حزب الله, آخذين في عين الاعتبار تدابير لم تتخذ في الماضي«, ثم وزير البنى التحتية بينامين بن اليعازر الذي أكد أن إسرائيل »تستعد لجولة أخرى من هذه الحرب«, وكذلك نائب رئيس الوزراء ايلي يشاي الذي هدد ب¯»ضرب البنى التحتية في لبنان وقطع المياه والكهرباء عن بيروت في حال لم تمنع حكومة السنيورة عمليات إمداد حزب الله بالسلاح« من سورية وإيران ومصادر أخرى.

في غضون ذلك أكد متحدث باسم الجيش الاسرائيلي ان عنصرين من حزب الله على الاقل قتلا مساء امس برصاص الجنود الاسرائيليين في جنوب لبنان. وقال المتحدث ان وحدة من الجيش الاسرائيلي رصدت ثم فتحت النار في اتجاه ثلاثة عناصر من حزب الله اقتربوا منهم وكانوا يتصرفون بشكل »قد يحمل تهديداً«. واوضح ان اثنين منهم على الاقل قتلا. واعتبر المتحدث ان اطلاق النار هذا لا يشكل خرقاً للهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في الرابع عشر من الشهر الجاري لان الجنود »كانوا بحالة الدفاع عن النفس«. وأكدت مصادر في قيادة قوات الطوارئ الدولية في بلدة الناقورة الجنوبية الساحلية اللبنانية أمس الاثنين أنها -هي الأخرى- »متخوفة من عودة القتال إلى لبنان في أي وقت استناداً إلى عدد من المعطيات على الأرض من بينها رضوخ الحكومة اللبنانية إلى ضغوط (حزب الله) الداخلية للإبقاء على مقاتليه جنوبي نهر الليطاني اي في مسرح عمليات الجيش اللبناني والقوات الدولية المزمع وصولها من الآن فصاعداً حتى حدود إسرائيل, ثم التحريض السوري العلني غير المسبوق على وجود تلك القوات الدولية عبر تكرار أحاديث المسؤولين في دمشق عن تسرب عناصر تنظيم (القاعدة) الإرهابي إلى لبنان لاستهداف تلك القوات كما يحدث في العراق, إضافة إلى تردد الدول, وخصوصاً أوروبا وألمانيا, في إرسال قوات تحت مظلة (اليونيفيل), ما يعطي انطباعاً مقلقاً بأن تلك الدول متخوفة من عودة الحرب لأن المجتمع الدولي لم يستطع حتى الآن إيجاد الإطار القوي والصلب لتنفيذ بنود قراره الأخير 1701 الذي يهدف أولاً وأخيراً إلى تطبيق القرار 1559 الداعي إلى نزع سلاح (حزب الله) والميليشيات المسلحة الأخرى«. وأعربت المصادر ل¯»السياسة« في اتصال بها من لندن أمس عن اعتقادها أن عملية الإنزال المجوقلة قرب بعلبك السبت الماضي وتحليق المقاتلات وطائرات الاستكشاف فوق معظم لبنان, سوى واحد من هدفين: إما حض القوات الدولية على الإسراع في القدوم إلى لبنان, أو محاولة إخافتها كي لا تأتي تمهيداً لاستئناف الحرب على خلفية الدروس والنتائج التي تعلمها الإسرائيليون من أيام الحرب الثلاثة والثلاثين حول وسائل حزب الله القتالية وكيفية نشر مقاتليه واستخدامه الخنادق والمغاور وأنواع الأسلحة التي استعملها والتي أكد سقوط بعضها في يد القوات الإسرائيلية أنها إيرانية وسورية ومن دول شيوعية سابقة في أوروبا الشرقية وحتى من بعض دول أوروبا الغربية مثل بريطانيا وفرنسا وبلجيكا حيث يقيم الحزب الإيراني شبكات تهريب أسلحة واسعة.

 

البطريرك صفير يحذر من هشاشة الهدنة القائمة

 بيروت - »السياسة«: التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في الديمان امس عضو لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الاميركي السيناتور بينيت تالويه لمناسبة زيارته الاستطلاعية الى لبنان. ونقل السيناتور تالويه موقف الكونغرس من تطورات الاوضاع في لبنان والمنطقة واستمع الى وجهة نظر البطريرك صفير في ضوء المخاوف التي ابداها من هشاشة الهدنة في ظل الخرق الاسرائيلي المتواصل وما يحمله القرار الدولي 1701 من احتمالات مختلفة لتفسيره وبالتالي لتطبيقه. وقد جدد البطريرك صفير التمسك بالموقف اللبناني الموحد من هذا القرار وظروف تطبيقه, املا بدعم اميركي حقيقي لترسيخ الهدنة وتحويلها الى اتفاق ثابت يتيح اطلاق ورشة اعادة اعمار ما تهدم وعودة الحياة الطبيعية الى المناطق الجنوبية وغيرها من المناطق التي استهدفها العدوان.

وفي السياق نفسه, تلقى البطريرك صفير اتصالا مطولا من موفد الامين العام للامم المتحدة لمتابعة تنفيذ القرار 1559 تيري رود-لارسن, وكان عرض للمستجدات وظروف تشكيل القوة الدولية التي ستعمل مع الجيش اللبناني وللتبدل في مواقف بعض الدول المشاركة في هذه القوة وانعكاس ذلك على عملية انتشار الجيش, وقد اعتذر رود-لارسن عن عدم تمكنه من لقاء البطريرك شخصيا بسبب ضيق الوقت وصعوبة الانتقال من بيروت الى الديمان.

 

سكان الخيام يعيشون حالة رعب بعد كشف نشاط إشعاعي خطير في بلدتهم

 الجيش اللبناني يستعد للانتشار في القطاعين الغربي والأوسط وإسرائيل تحتفظ بتسعة مواقع

 بيروت - »السياسة«:عواصم - الوكالات:

وصلت قوة من الجيش اللبناني أمس إلى مدينة صور الساحلية في جنوب لبنان في انتظار التعليمات للانتشار في القطاعين الغربي والأوسط من الجنوب. وقال مصدر أمني لبناني إن رتلاً من الدبابات والآليات العسكرية وناقلات الجند من اللواء السادس في الجيش اللبناني وصل إلى مدينة صور موضحاً أن هذه القوة اتخذت من قطعة أرض في صور مركزا موقتا لها في انتظار التعليمات للانتشار في المنطقة الحدودية في القطاعين الغربي والأوسط.

وأشار إلى أن هذه الآليات كانت قد وصلت عبر نهر القاسمية إلى مدينة صور ووصلت آليات أخرى وجنود عبر البحر من مرفأ الجية الساحلي قرب مدينة صيدا الساحلية. ويأتي وصول هذه القوة في إطار استكمال عملية الانتشار الذي بدأها الجيش اللبناني في ال¯ 17 من الشهر الجاري تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء اللبناني القاضي بإرسال 15 ألف جندي إلى منطقة جنوب الليطاني حتى الحدود اللبنانية الإسرائيلية وتنفيذاً للقرار الدولي .1701 وقدرت مصادر أمنية عدد عناصر الجيش المنتشرة لغاية الآن في الجنوب بنحو ستة آلاف ضابط وعنصر.

من جهته مازال الجيش الإسرائيلي يتمركز في تسعة مواقع داخل الأراضي اللبنانية الممتدة من الساحل حتى القطاع الشرقي في المنطقة الحدودية من جنوب لبنان وتقدر أعداد القوات الإسرائيلية بما بين 250 و300 عنصر مزودين بنحو ثلاثين آلية. وأشار مراسل وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن وجود القوات الإسرائيلية في بعض هذه المواقع ضاهر للعيان وفي مواقع أخرى كان الجنود الإسرائيليون يخرجون من داخل أحد المنازل ليطالبوا من يقترب بالابتعاد, إما بإطلاق الرصاص في الهواء أو بعبارات بالانكليزية.

من أبرز هذه المواقع موقع في القطاع الغربي تمركز فيه نحو عشرين عنصراً مع آليتين على تلة بين علما الشعب ومروحين وتشرف على بلدة الناقورة على الشاطئ وعلى الطريق الساحلية. وفي القطاع الأوسط موقعان الأول في مارون الراس حيث استقر نحو ثلاثين عنصراً من القوات الإسرائيلية مع آليتين في فيلا حسين فارس التي تشرف على بنت جبيل, معقل حزب الله في المنطقة الحدودية وقرية يارون. كما تمركز نحو 25 عنصراً مع أربع آليات على تلة الخزانات بين بلدتي القوزح وبيت ليف في القطاع نفسه. وفي القطاع الشرقي تمركز نحو أربعين عنصراً مع آليتين على تلة تقع شرق عيترون فيما تمركز عشرون عنصراً مع آليتين في حقول الزيتون التي تقع على الطرف الغربي لبلدة ميس الجبل. وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيريتس أول من أمس أن إسرائيل لن تسمح بانتشار الجيش اللبناني فوراً ومباشرة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية قبل وصول التعزيزات المنتظرة إلى قوة الأمم المتحدة في لبنان وانتشارها في هذه المنطقة. من جهة ثانية حلقت طائرات الاستطلاع بكثافة في أجواء القطاع الأوسط, وترافق ذلك مع تحليق الطيران الحربي فوق منطقة بنت جبيل. وذكرت مصادر لبنانية أن قوات الاحتلال الإسرائيلية قامت بتجريف الطرقات الداخلية والخارجية في بلدة مركبا الحدودية منع المواطنين من العودة إليها.

وأشارت المصادر إلى أن قوات الاحتلال أطلقت نيران رشاشاتها على عمال مؤسسة كهرباء لبنان الذين كانوا يعملون على إصلاح الأعطال في تلة الحمامص في بلدة الخيام بجنوب لبنان. وتسود قرى ومدن وبلدات الجنوب اللبناني وتحديداً الخيام حالة من الذعر والرعب جراء ما تردد حول إسقاط قوات الاحتلال الإسرائيلي صواريخ وقذائف تحمل مواد مشعة. فقد تردد في الجنوب أنه تم اكتشاف مواد مشعة في إحدى الحفر الضخمة التي سببها سقوط صواريخ من طائرة حربية إسرائيلية على الخيام خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان وهو ما أثار الرعب والخوف بين الأهالي مما استدعى إبلاغ السلطات اللبنانية المختصة بذلك وقد كشف عضو المجلس الوطني للبحوث العلمية اللبنانية الدكتور محمد علي قبيسي على حفرة أحدثها صاروخ جو - أرض في حي (الجلاحية) بالمدخل الشمالي للبلدة التي منيت القوات الإسرائيلية على مشارفها بخسائر فادحة وجود مواد مشعة بواسطة الجهاز الذي يكشف عن المواد المشعة والنووية. وذكر مصادر لبنانية أنه تبين أن في قاع الحفرة الكبيرة التي يبلغ قطرها نحو عشرة أمتار وعمقها أكثر من ثلاثة أمتار مواد مشعة غيرت محدد بنسبة عالية.

 

السنيورة يبعث رسالة احتجاج على انتهاكات إسرائيل

لبنان يؤكد للأمم المتحدة التزامه ضبط المعابر مع سورية

 بيروت - من عمر البردان:السياسة/

كشفت معلومات خاصة ل¯"السياسة" ان المسؤولين اللبنانيين ابلغوا وفد الامم المتحدة الذي زار بيروت اخيرا بان الحكومة اللبنانية وضعت خطة محكمة لاغلاق كافة المنافذ الحدودية مع سورية لمنع تهريب الاسلحة ودخولها الى لبنان الى جانب "حزب الله" او الى اي منظمات فلسطينية اخرى خاصة تلك التي تاتمر باوامر سورية.

واشارت المعلومات الى ان هناك تعليمات مشددة اعطيت الى الوحدات العسكرية التي كلفت بمراقبة الحدود مع سورية في البقاع والشمال بوجوب التصدي لاي عملية تهريب اسلحة لاي طرف كان واعتقال المتورطين فيها, كذلك الامر فان هناك تعزيزات عسكرية اضافية تم ارسالها الى عدد من المعابر الحدودية مع سورية لتوفير كافة مقومات النجاح للخطة العملانية الموضوعة لمراقبة عمليات تهريب الاسلحة من سورية الى لبنان كما كان يحصل سابقا. ولفتت المعلومات الى ان هناك تنسيقا بين الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي في هذه العملية في اطار المهام الامنية الجديدة المطلوبة من الجانبين بعد وضع القرار الدولي 1701 موضع التنفيذ.

وكانت مصادر سياسية عليمة في بيروت اكدت ل¯"السياسة" ان وفد الامم المتحدة حذر القيادات الرسمية اللبنانية التي التقاها من ان اخلال لبنان بتنفيذ ال¯1701 وخاصة لجهة مصادر تهريب الاسلحة سيرتب عليه مضاعفات خطيرة لا يمكن الاستهانة بنتائجها السياسية والعسكرية, اقله امكانية انفجار الاوضاع مجددا, وهذا الامر قد لا يمكن مواجهته في حال حصوله, ولا بد بالتالي من ان تبادر بيروت الى توفير كل الضمانات من اجل الالتزام بما تعهدت به بالنسبة الى بنود القرار الدولي. الى ذلك بعث رئيس الحكومة فؤاد السنيورة برسالة احتجاج الى مجلس الامن لاستمرار الخروق الاسرائيلية لقرار وقف القتال بعد اسبوع على سريان مفعوله, وقد اجرى السنيورة اتصالين هاتفيين بكل من وزير خارجية فنلندا وبمفوض السياسة والامن في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ابلغهما احتجاجه على الخروقات الاسرائيلية لقرارات مجلس الامن ومدى خطورتها في تهديد الاستقرار والامن, خاصة وان هذه الخروقات استتبعت بمواقف اسرائيلية تصعيدية تنم عن نية اسرائيلية في الاستمرار بخرق القرار الدولي. وكان السنيورة تراس اجتماعا بحضور المبعوث الالماني الخاص الى لبنان بيتر ويديك خصص لدرس حاجات لبنان لضبط المعابر البرية والبحرية والجوية, اضافة الى البحث في حاجات لبنان الاعمارية, سيما بالنسبة للجسور والبنى التحتية. من جهته التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري السفير الاسباني في لبنان ميغيل باريا الذي نقل عن الرئيس بري تفاؤله بالنسبة الى الوضع في لبنان الذي يحترم تطبيق القرار 1701 كما قال ان الرئيس بري يعتقد ان على المجتمع الدولي تطبيق هذا القرار, وان مجيء القوات الدولية الى لبنان احدى الخطوات الاساسية التي تجعل البلاد مستقرة وتعيش بسلام.ونقل باريا عن بري ايضا تشديده على ان تسرع اسبانيا باتخاذ قراراتها للمشاركة في هذه القوات, وقال السفير الاسباني حتى الان لم نعلن قرارنا ونحن ندري هذا الاحتمال ولكننا ايجابيون حول امكانية المشاركة ونحن بانتظار قرار الاتحاد الاوروبي وبعض الاجتماعات التي تجري في نيويورك لمعرفة الاجواء المواكبة لهذا الانتشار والتشكيلات المطلوبة والالتزامات المتوفرة.

واكد باريا ان الرئيس بري كان مرتاحا لانتشار الجيش في الجنوب وعودة النازحين حيث يشهد الجنوب وضعا ماساويا بسبب التدمير الهائل, ولفت السفير الاسباني الى ان رئيس المجلس يرى ان على الحكومة التحرك بسرعة من اجل بناء الجنوب وباقي المناطق فور توفير الاموال, ويشير الى انه يجب اعادة المزارع والخطوة الاولى تكون بوضعها تحت سلطة الامم المتحدة. الى ذلك اكد السفير الفرنسي في لبنان برنار ايميه بعد لقائه وزير الداخلية احمد فتفت ان لا تردد في موقف فرنسا ازاء المشاركة في القوة الدولية المزمع تشكيلها, وقال لقد قررنا المشاركة في هذه القوة المعززة وهي مشاركة ذات دلالة معينة مع وجود قائد القوة الدولية الموجودة حاليا في بيروت وهو فرنسي, اضافة لزيادة عديد هذه القوة الى اكثر من النصف. واكد ايميه انه يجب الا ننسى ان 1700 عنصر من الجيش الفرنسي موجودون على متن البوارج الحربية قبالة الشواطئ اللبنانية لمساندة قوة الطوارئ الدولية في مهامها عند الحاجة. وجدد السفير الفرنسي التزام بلاده بالعمل مع اطراف اخرى لرفع المشاركة في القوة الدولية لتقوم بالمهام المطلوبة منها, وشدد على اننا نتطلع الى موضوع تشكيل هذه القوة في اطار عام والمهم بالنسبة الى فرنسا هو تشكيل القوة وارسالها الى مناطق الانتشار بالتعاون والتنسيق مع الجيش اللبناني.

 

حذر من فتح سجال داخلي يصرف الأنظار عن الهزيمة الإسرائيلية

 المجلس الشيعي: الانتصار إنجاز  ستراتيجي للبنان والعرب

 بيروت - »السياسة«: اعتبر المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى ان الانتصار التاريخي للبنان على العدو الاسرائيلي واحباط المشروع الاميركي الاسرائيلي يشكل انجازا تاريخيا وستراتيجيا للبنان والعرب والمسلمين, واعاد الثقة بامكاناتهم كما اكد الصمود الاسطوري للمجاهدين وتحدي ابناء الجنوب الة الحرب الصهيونية وعودتهم السريعة الى ديارهم ان لبنان يستطيع بمقاومته وصمود شعبه الدفاع عن نفسه ومنع اسرائيل من استباحة ارضه. واكد ان الشعب اللبناني شريك اساسي في الانتصار بفعل صموده وتضامنه واحتضانه المقاومين, وتوجه بالشكر الى كل اللبنانيين لحسن استقبالهم لاخوانهم النازحين في تعبير جلي عن الوحدة الوطنية الحقيقية.

ورحب المجلس بانتشار الجيش بين اهله والى جانب المقاومة التي تشكل مع الجيش اللبناني درع الوطن وسياجه, وسلاحها ضمان لردع العدوان, فهي حاجة وضرورة وطنية يجب التمسك بها. ويؤكد ان الجنوب المقاوم الذي صمد وقدم التضحيات الغالية كان يدعو دائما الى بسط سلطة الدولة العادلة والقادرة ويعتبر ان للدولة وجوها عدة اهمها الانماء والاعمار, لذلك يدعو الى بسط سلطتها الانمائية والاعمارية.

وراى المجلس ان الاحتلال الاسرائيلي للارض وعدم الانسحاب الى ما وراء الخط الازرق والتهديدات والاعتداءات الاسرائيلية واخرها الانزال الفاشل على منطقة بوداي وما سبقه وتلاه من انتهاك جوي لسيادة لبنان, هي خروق فاضحة للقرار 1701 الذي نعتبره ظالما ومجحفا بحق لبنان وانتهاكا للمواثيق والاعراف والقرارات الدولية, ويطالب المجلس الحكومة بحث مجلس الامن والامم المتحدة على اتخاذ اجراءات صارمة تضع حدا للعدوان المتمادي, خصوصا ان العدو يعلن صراحة استعداده لخوض جولة جديدة من الحرب لتعويض هزيمته. ويشدد المجلس في هذا المجال على وجوب رفع حالة الحصار البحري والجوي الذي يضع لبنان تحت رحمة العدو الصهيوني وارادته. كذلك رحب المجلس بمبادرات الاعمار التي اطلقتها المقاومة ويشكر الدول والجهات والاشخاص على مساعدتهم لبنان, ويحض الحكومة على الاضطلاع بمسؤولياتها الوطنية في اعادة الاعمار ومساعدة المنكوبين من دون اي تباطؤ وتلكؤ.  ودان المجلس بشدة المجازر والجرائم التي ارتكبها العدوان الاسرائيلي في ظاهرة وحشية ليس لها مثيل في عصرنا, ويطالب بتشكيل لجنة قانونية لمحاسبة اسرائيل امام المحاكم الدولية والجهات المختصة. كما رفض بشدة اي مواقف او محاولات فتح سجال داخلي يصرف الانظار عن الهزيمة الاسرائيلية الكبرى في لبنان ويدعو الجميع الى التعاطي بمستوى هذا الانتصار الذي يشكل انتصارا للوطن والامة وليس لطائفة او جهة معينة ويطالب المجلس السياسيين اللبنانيين اعتماد لغة الحوار والعقلانية والحكمة في التعامل مع القضايا والشؤون الوطنية ويدعوهم الى الابتعاد عن التشنج والعصبية وعدم اثارة الحساسيات المذهبية.

 

قمة فرنسية ألمانية غير رسمية الجمعة لبحث المشاركة في القوات الدولية

 بوش يطالب بنشر سريع لليونيفيل ويتحدث عن قرار دولي جديد حول لبنان

 عواصم-الوكالات:السياسة/ أكد الرئيس الأميركي جورج بوش أمس وهو يعلن خطة معونة حجمها 230 مليون دولار للبنان منها 25 ألف طن من القمح أن قوة دولية في حاجة ماسة لإرساء السلام على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية.وقال بوش في معرض حديثه عن القوة الدولية »الحاجة الملحة«. وحض هذه القوات على »الانتشار بأسرع ما يمكن لإقرار السلام«. وأعلن الرئيس الأميركي أن قراراً دولياً جديداً سيصدر قريباً لإعداد الصيغة المناسبة لنشر القوات الدولية وتنفيذ القرار 1559 الذي يطلب نزع أسلحة حزب الله وبقية الميليشيات المسلحة في لبنان, معتبراً أنه لو تم تنفيذ هذا القرار لما نشبت الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله.

وأشارت تقديرات الحكومة اللبنانية إلى أن الأضرار الناجمة عن الحرب في حاجة لعمليات إصلاح تتكلف 3.6 بليون دولار. ومن المقرر عقد مؤتمر للجهات المانحة للمعونات الإنسانية في 31 أغسطس الجاري في ستوكهولم وقد يعقد مؤتمر آخر لإصلاح البنية التحتية المدمرة في لبنان. في غضون ذلك أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أن بلاده تتمنى أن تؤدي إيطاليا »دوراً رئيسيا« داخل القوة الدولية المزمع انتشارها في جنوب لبنان, وترفض مشاركة دول لا تربطها علاقات ديبلوماسية بالدولة العبرية. وأبلغ أولمرت نظيره الإيطالي رومانو برودي أن على إيطاليا أن تؤدي »دوراً رئيسياً« داخل القوة الدولية, وأضاف كما نقل عنه الموقع الالكتروني لصحيفة »يديعوت احرونوت« أن »إسرائيل ترفض أن تشارك في القوة المتعددة الجنسية وحدات لدول لا تقيم معها علاقات (ديبلوماسية)«, في إشارة خصوصاً إلى اندونيسيا وماليزيا اللتين ابدتا استعدادهما للمشاركة في تعزيز قوة اليونيفيل في جنوب لبنان. وقال أولمرت كما نقل عنه بيان لرئاسة الوزراء الإسرائيلية: »من الأهمية بمكان أن تصل القوة المتعددة الجنسية إلى المنطقة في أسرع وقت وأن تؤدي إيطاليا فيها دوراً رئيسياً«.

وطلب أولمرت أيضاً من برودي أن تتولى الوحدة الإيطالية »مراقبة المواقع الحدودية بين سورية ولبنان«.

ورد برودي بحسب البيان »أنه ينوي إرسال وحدة قادرة على تنفيذ مهمتها وسيحيل القضية في أسرع وقت على البرلمان الإيطالي«. ولدى استبقاله وزير الخارجية التركي عبدالله غول, أعرب أولمرت عن الأمل في أن تشارك تركيا في القوة الدولية في لبنان. وقال أولمرت للإذاعة العامة »آمل في أن تضطلع تركيا بدور مهم من خلال مشاركتها في القوة الدولية في جنوب لبنان. فتركيا تحظى بثقة إسرائيل وتستطيع الاضطلاع بدور مهم لتثبيت الاستقرار في المنطقة«. وفي برلين أعلن مساعد المتحدث باسم الحكومة الألمانية توماس شتيغ اليوم (أمس) أن المستشارة الألمانية انجيلا ميركل ستلتقي الجمعة في باريس الرئيس جاك شيراك في قمة غير رسمية تتناول أساساً التعهد الدولي لمساعدة لبنان. وسيحضر هذا الاجتماع وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي ونظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير. وتعقد هذه القمة في إطار اتفاق بين فرنسا وألمانيا يتيح للمسؤولين الفرنسيين والألمان الاجتماع دون تحديد جدول أعمال مسبق للبحث في القضايا الثنائية والأوروبية والدولية. وقالت المستشارة الألمانية إن الأمر يتطلب نشر عدد من قوات حفظ السلام الدولية بلبنان سريعاً, مشيرة إلى أن الهدنة التي بدأت الاسبوع الماضي بين إسرائيل وحزب الله هشة. وأكدت ميركل أن ألمانيا لن ترسل قوات من الشرطة إلى لبنان, مشددة في الوقت ذاته على استعداد البحرية الألمانية لتأمين السواحل اللبنانية وقالت في تصريحات لصحيفة »برلينر مورجين بوست«: »لا نرسل جنودنا في مغامرات غير مأمونة إذ يجب تجنب أي مخاطر غير محسوبة«. واضافت أنه لن يتم نشر قوات من الشرطة الألمانية على الحدود السورية -اللبنانية وقالت إن خبراء الشرطة الألمانية يمكنهم تقديم الإرشاد والنصح لنظائرهم في لبنان.

 

جدل سياسي حول جدوى التفاوض  مع دمشق وأنباء عن موافقة أميركية

 إسرائيل تتحدث عن انسحاب من الجولان مقابل  السلام وأولمرت يستبعد "مفاوضات وشيكة"

 القدس - الوكالات: السياسة/ أكد وزير الامن الداخلي الاسرائيلي افي ديختر امكانية انسحاب اسرائيل من مرتفعات الجولان السورية المحتلة مقابل اتفاق سلام مع سورية.وقال ديختر امس لراديو الجيش الاسرائيلي ان اسرائيل دفعت نفس الثمن من الاراضي في مقابل الحصول على سلام مع الاردن ومصر غير انه اوضح ان بحيرة طبريا »قضية لا يمكنه ان يقدم تنازلات بشأنها بسهولة«. وأوضح ديختر ان اي عملية سياسية ستكون افضل من عملية قتال عسكري سواء كان ذلك مع سورية او لبنان. ووفقا لتقديرات ديختر سيتم تحديد شروط العملية السياسية مع لبنان خلال مناقشات من هذا النوع حتى قبل سورية ورأى ان لبنان قادر اليوم على دخول مثل هذه العملية مع اسرائيل حتى من دون وجود عملية موازية مع سورية. ومضى ديختر يقول في حديثه ان سورية تحمل اهمية كبيرة بالنسبة لاسرائيل فيما يتعلق بنسيج الحياة في المنطقة معربا عن اعتقاده بأن »عملية مناقشات مع سورية امر مشروع فاذا ما اتضح وجود احد للتحاور معه اعتقد ان هذه الفكرة مناسبة جدا ويمكن لاسرائيل ان تبادر بهذه الخطوة«.

وأشار ديختر الى انه يتم اتخاذ مبادرات من هذا النوع من خلال طرف ثالث وثمة وفرة في الاطراف الثالثة في العالم موضحا انه »اذا ما فاتحنا طرف ثالث في هذا الامر ينبغي علينا ان نرد بشكل ايجابي«.

وبسؤاله عن الثمن الذي سيدفعه كل طرف قال وزير الامن الداخلي الاسرائيلي »نحن نعرف الثمن فنحن خبراء في تحديد الاثمان فقد رتبنا هذه القضايا من قبل في دولتين هما الاردن ومصر وحاولنا ذلك مع السلطة الفلسطينية لكننا للاسف لم ننجح«.. على حد قوله. وأكد ديختر ان ذلك لا يعني ان هذا الامر لن ينجح مع دول اخرى مثل لبنان او سورية موضحا انه »من الممكن ان يوضح هذا الامر للفلسطينيين انه لا توجد فرصة امام اي دولة لتحقيق انجازات من خلال خوض حرب معنا«. وأضاف ديختر »تحمل مرتفعات الجولان اهمية ضخمة بالنسبة لنا وانا لا اشير هنا الى اننا نستخف بما اذا كنا سننسحب ام لا الى خط المياه لأنه من دون مياه في الشرق الاوسط تكون هناك مشكلات بالغة الصعوبة«. ورغم كل شيء اعلن ديختر انه في حال ضمان الترتيبات ذات الصلة فهو مستعد في مقابل السلام الكامل »حتى للعودة الى الحدود الدولية«. وفي أول تعليق له على تصريحات وزيره استبعد رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت في هذه المرحلة استئناف مفاوضات السلام مع سورية طالما »واصلت (دمشق) دعم الارهاب« على حد تعبيره. ونقلت المتحدثة باسم اولمرت عن رئيس الوزراء الاسرائيلي خلال زيارة له لشمال اسرائيل قوله »لا مجال للتفاوض, طالما استمرت سورية في دعم الارهاب«.

وأضاف »يجب الا ننسى ان آلاف القذائف« التي اطلقها حزب الله على شمال اسرائيل خلال الحرب في لبنان »جاءت من سورية«. وأضاف اولمرت »ان الارهابيين الذين خطفوا جلعاد شليط تلقوا تعليماتهم من دمشق«.

والجندي شليط (21 عاما) اسر في 25 يونيو من قبل ثلاث مجموعات فلسطينية مسلحة بينها الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تتولى رئاسة الحكومة الفلسطينية. من جانبه استبعد شيمون بيريس نائب رئيس الحكومة الاسرائيلية اي استئناف وشيك للمفاوضات مع سورية, على الرغم من تشكيل لجنة عمل لتقييم المسائل المتعلقة بدمشق. وأعرب بيريس عن اعتقاده ان الوقت لم يحن بعد لاجراء مفاوضات من هذا النوع, واضاف قائلا »إذا رغب السوريون بالعودة الى المفاوضات فيما عليهم سوى إبلاغ الجانب الاسرائيلي بالأمر«.

وزعم نائب رئيس الحكومة الاسرائيلية ان بلاده حاولت خمس مرات خوض مفاوضات مع سورية التي ذهبت بعيدا في اقتراحاتها المتعلقة بمرتفعات الجولان , والتي كانت دون جدوى. واثارت التصريحات التي ادلى بها ديختر عن امكانية الانسحاب من هضبة الجولان جدلا واسعا في المجتمع الاسرائيلي بين اليمين واليسار وبين مؤيد ومعارض. فقد انتقد عدد من اعضاء الكنيست الاسرائيلي تصريحات الوزير ووصف عضو الكنيست آفي ايتان من حزب الاتحاد الوطني النزاع بين اسرائيل وسورية بأنه ليس اقليميا لذلك فإن »الانسحاب من الجولان سيعمل فقط على زيادة المخاطر على أمن اسرائيل«. وزعم أن سورية ربطت نفسها مع ما وصفه بمحور الشر لحزب الله وإيران وهدفها ابادة اسرائيل وأنها لايمكن ان تكون شريكا للسلام.. وقال ان الحكومة الاسرائيلية ترفض ان تتعلم العبر من الانسحاب من لبنان وغزة التي تسببت في تصاعد الخطر الذي يتهدد أمن اسرائيل. وقال عضو الكنيست آري الداد»مع الأسف اليوم يقترح ديختر ان يعطي الجولان لايران«.. مشيرا الى ان هذه التصريحات تأتي مقابل 4000 قذيفة كاتيوشا اطلقت على اسرائيل.

واضاف»الذي لايفهم بأن الشعار الذي ينادي بمنح اراض مقابل سلام لم يكن أبدا فعليا أو ايجابيا وقد تسبب هذا الشعار بسفك دماء اضافية« داعيا الى عدم طرح مقترحات فيما يتعلق بموضوع الأمن. وفي المقابل بدت علامات ايجابية في اليسار الاسرائيلي تعليقا على تصريحات ديختر فقد اعربت وزيرة التربية والتعليم الاسرائيلية يوري تامير من حزب العمل عن تأييدها لتصريحات ديختر .. وقالت »بعد الفشل العسكري حان الوقت للتفاهم والحديث«. كما أيدت عضو الكنيست الاسرائيلي زهافا غلئون من حزب ميرتس اليساري تصريحات ديختر .. وقالت »أن يكون سلام مع سورية من دون الجولان بيد اسرائيل افضل من أن تكون هضبة الجولان معنا من دون سلام«. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن غلئون قولها»ان على اسرائيل الشروع في مفاوضات مع سورية من أجل تجريد منظمة حزب الله من سلاحها واخراج سورية من محور الشر« مضيفة »ان اتفاقا مع سورية يستلزم اعادة هضبة الجولان«. واشارت التقديرات السياسية الاسرائيلية الى ان الولايات المتحدة الاميركية قابلة لاعطاء الضوء الاخضر للمسؤولين الاسرائيليين من أجل استئناف وتفعيل اتصالات سياسية مع سورية. وقالت صحيفتا يديعوت احرونوت ومعاريف الاسرائيليتان ان الحرب في لبنان غيرت موقف الرئيس الاميركي جورج بوش كما أن مسؤولين في الخارجية الاسرائيلية يوصون بالسعي من أجل ابرام اتفاق سلام مستقبلا مع سورية لاخراج دمشق من التحالف مع إيران. وقالت معاريف ان وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيرتس يبلور برنامجا وخطة لاقناع الاميركيين من جانب ورئيس الوزراء ايهود اولمرت من جانب أخر بغية توفير فرصة لاستئناف المفاوضات مع سورية . واشارت الصحيفة الى ان هذه الاقتراحات بخصوص سورية ستلقى اذانا صاغية من قبل الاميركيين ولن تكون اذان المسؤولين الاميركيين صماء كما كانت سابقا.

 

الرياض تؤكد مجدداً عزمها المضي قدماً في استئصال شأفة التطرف

 قوات الأمن السعودي تعتقل خلية إرهابية بعد محاصرتها في جدة

 الرياض-الوكالات: السياسة/ انتهت المواجهات المسلحة بين قوات الأمن السعودي ومشتبه بهم محاصرين داخل بناية في مدينة جدة غربي المملكة مساء أمس, وقال مصدر مسؤول في وزارة الداخلية السعودية إن جميع المتواجدين في الموقع وعددهم أربعة سلموا أنفسهم لقوات الأمن وبينهم اثنان ممن سبق لهم الهروب من سجن الملز مطلع يوليو الماضي. وقال المصدر إنه لم تقع أي إصابات سواء بين المواطنين أو رجال الأمن. وكان مصدر سعودي أكد في وقت سابق أن قوات الأمن السعودية تمكنت من قتل اثنين من عناصر المشتبه بها إثر تبادل لإطلاق النار. ولم يكشف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه عن عدد المحاصرين في المبنى.

وقال شهود عيان إن قوات الأمن أخلت جميع المباني القريبة من البناية التي يتحصن بداخلها المشتبه بهم.

وقبل ذلك أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية أن قوات الأمن السعودية تحاصر بعض المشتبه بهم في إحدى البنايات بجدة غرب المملكة, وقال إن »قوات الأمن قامت في ساعة مبكرة من صباح اليوم (أمس) بتعقب بعض المشتبه بهم إلى إحدى البنايات السكنية بحي الجامعة ي محافظة جدة وعند وصول قوات الأمن للموقع تعرضت لإطلاق نار كثيف من داخل إحدى الشقق السكنية في البناية«. وأضاف أن »قوات الأمن قامت على الفور بإخلاء الساكنين وتأمين الموقع ويتم التعامل حالياً مع الموقف وفقاً لما يقتضيه«.

وأبلغت مصادر أمنية الصحافيين بأنه يعتقد بأن يكون الأشخاص المحاصرون من اتباع »الفئة الضالة« وهو تعبير تستخدمه السلطات السعودية للإشارة إلى أنصار تنظيم »القاعدة« في المملكة. في غضون ذلك أكد مجلس الوزراء السعودي أن الأجهزة الأمنية ستمضي قدماً في توجيه الضربات الاستباقية لاستئصال آفة الإرهاب وملاحقة الإرهابيين. ونوه المجلس في جلسته التي ترأسها مساء أمس خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالنجاحات المتتابعة التي تحققها أجهزة الأمن وكافة القطاعات العسكرية في ملاحقة العمليات الإرهابية مجدداً الدعوة لبلورة تعاون دولي منظم في مكافحة ظاهرة الإرهاب. وفيما يتعلق بالتطورات في لبنان أكد المجلس على موقف السعودية المؤيد والداعم للحكومة اللبنانية ولوحدة القرار اللبناني في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية وضرورة التزام جميع الأطراف بقرار مجلس الأمن 1701 . وقال وزير الثقافة والإعلام إياد مدني في بيان صحافي عقب الجلسة إن المجلس أكد على استمرار العون السعودي للشعب اللبناني عبر صندوق إعمار لبنان ضمن المجهود العربي المشترك الذي ناقشه وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم أول من أمس في القاهرة لإعادة إعمار لبنان. كما أكد على أن أمن واستقرار المنطقة ومستقبل السلام فيها يتوقف على إيجاد حل عادل وشامل وقريب للنزاع العربي-الإسرائيلي وللقضية الفلسطينية, مشدداً على أن الحرب والممارسات الإسرائيلية في الاراضي الفلسطينية المحتلة لن توفر لإسرائيل السلام والطمأنينة. ودعا الولايات المتحدة والمجتمع الدولي إلى تحمل المسؤولية في إيقاف هذه السياسيات والممارسات الإسرائيلية والدفع بعملية السلام وفق قرارات الشرعية الدولية واتفاقات حقوق الإنسان والعهود والمواثيق العالمية التي تحكم مبادئ وأخلاقيات المجتمع الدولي.

وأوضح الوزير مدني أن المجلس استمع إلى إيجاز من ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام حول تطوير القوات المسلحة ودعمها بطائرات (تايفون) البريطانية التي سيتم تجميع جزء منها وتصنيعه في السعودية.

 

 4500وحدة سكنية متضررة

"حزب الله" يعوض متضرري بعلبك

بعلبك – "النهار": باشر "حزب الله" بدفع التعويضات لسكان المباني التي دمرت كلياً في مدينة بعلبك، وبعدما خصص عشرة الاف دولار لكل وحدة سكنية من اجل دفع ايجار شقة لسنة وشراء مستلزمات اثاثها، فيما تواصل الفرق مسح الاضرار في المدينة والمنطقة وتم انجاز حوالى 90 في المئة من الاعمال على ان يستكمل المسح خلال الايام المقبلة. وعقد المكلف بالملف من "حزب الله" حسين النمر مؤتمراً صحافيا في حسينية الامام الخميني في مدينة بعلبك، اعلن فيه: "(...) مشارفة نهاية المسح التفصيلي، فحتى الان مسح نحو 90 في المئة من الاضرار في مدينة بعلبك وخلال يومين سنستكمل المسح الشامل. وفتحنا في بعلبك – مركز الامام الخميني الثقافي مركزا للمراجعة في شأن تعويض اهلنا. فيرجى المواطنون التوجه الى المركز لتقاضي المبالغ المخصصة للابنية المدمرة كليا أو جزئيا.  وهناك 4500 وحدة سكنية متضررة عدا المحال التجارية والعيادات والمكاتب ومحطات المحروقات والجسور والسيارات، ولدينا في بعلبك 300 وحدة سكنية مدمرة كليا و220 وحدة سكنية مدمرة جزئيا. كما استحدثنا ثلاثة مراكز للمراجعة في الاحياء لموضوع الترميم بعدما شارفت فرق جهاد البناء انهاء المسح، وفي امكان المواطنين التوجه اعتبارا من الغد (اليوم) لمراجعة المسؤولين في مركز الامام الخميني لتعويضهم في موضوع الترميم". واشار الى "آليتين تم اعتمادهما، الاولى تولي مؤسسة جهاد البناء مباشرة اعمال الترميم او ان يباشر صاحب البناء بعد تقويم كلفة الاضرار العمل وتسليم الفواتير الى المركز لقبض قيمتها"، مؤكدا ان الاستمارات اصبحت تقريبا جاهزة ويمكن المتضررين تسلم قيمة المدفوعات".

 

تمويلات حزب الله

د. عبد العظيم محمود حنفي

مدير مركز الكنانة للبحوث والدراسات ¯ القاهرة

mahmoudhanafia@yahoo.com

اعلنت وكالات الانباء ان حزب الله يقوم بتسليم مبالغ نقدية لسكان دمرت منازلهم بسبب القصف الاسرائيلي ولم يعلن الحزب عن المصدر الذي تأتي منه اموال التعويض عن تدمير ما يقدر بنحو 15 الف منزل. ويحتمل ان يتكلف المشروع فيما يبدو ما لا يقل عن 150 مليون دولار ما يثير التساؤل عن مصدر تمويلات حزب الله.

يتلقى حزب الله دعما ماليا كبيرا من مساهمات مؤيدين يعيشون في الخارج, خصوصا الوطنيين اللبنانيين الذين يعيشون في افريقيا, وجنوب اميركا والاماكن الاخرى ذات المجتمعات الشيعية المبعدة الكبيرة. على سبيل المثال, وبعد ان تحطمت طائرة اتحاد النقل الافريقي, في الرحلة 141, والتي كانت متجهة الى بيروت لدى اقلاعها من بنين, في الكونغو في نوفمبر من عام 2004, ادعت تقارير صحافية عربية ان مسؤولي حزب الله الذين كانوا على الطائرة كانوا يحملون مساهمات تقدر ب¯ 2 مليون دولار من وطنيين لبنانيين اثرياء يعيشون في افريقيا.

في الحقيقة, ووفقا للبرلماني الذي ينتمي الى حزب الله, محمد رعد, فان مصادر دخل المنظمة الرئيسية هي مساهمات من شيعة اثرياء وعوائد استثماراتها الخاصة.

تقدم جمعيات خيرية ايرانية واخرى يديرها حزب الله تمويلا اضافيا. على سبيل المثال, وباعترافهم, فان (منظمة الشهيد), والتي يترأسها محمد رحميان, تقوم بتقديم تمويلات خيرية للمقاتلين التابعين لحزب الله. في عام 2001, قامت الشرطة الباراغوية بتفتيش منزل ناشط حزب الله, صبحي محمد فياض, في كوداد ديل ايست, وهي مدينة ممتدة على حدود المنطقة التي تدعى ب¯ (المنطقة الثلاثية الحدود) بين البراغواي, والبرازيل, والارجنتين, وقد وجدوا هناك وصولات من منظمة الشهيد للتبرع, لقد قام فياض بارسال مبلغ يزيد مجموعه عن 305 ملايين دولار. وتعتقد السلطات انه قد قام بارسال ما يزيد عن 50 مليون دولار الى حزب الله منذ عام 1995.

ويدعي محللون غربيون واميركيون ان حزب الله يعتمد كذلك على مجموعة عريضة من المشروعات غير الشرعية ومساع للمتاجرة بالالماس في اميركا الشمالية, واميركا الجنوبية, والشرق الاوسط, واماكن اخرى. ويعتقد المسؤولون الاميركيون ان ما يقدر ب¯ 20 ¯ 30 مليون دولار, قد تم استثمارها سنويا عبر نشاطات غير شرعية لحزب الله في الولايات المتحدة وتشكل جزءا اساسيا من الملايين التي احضرتها ما يصفونه الجماعات الارهابية الشرق اوسطية ولكن هذا الادعاء لم تقدم الولايات المتحدة ادلة تسنده. ويدعون انه في جنوب اميركا, انخرط ناشطو حزب الله على نطاق واسع في المشروعات غير الشرعية , بما فيها ابتزاز على طريقة المافيا من المجتمعات العربية المحلية, وحِيَل استيراد وتصدير معقدة تتضمن تجارا من الهند وهونغ كونغ, وشركات صغيرة منخرطة ببعض من الدولارات فحسب, من قيمة العمل الحقيقي ولكنها تساعد في نقل عشرات الالاف من الدولارات حول العالم. ان المنطقة ثلاثية الحدود ذات اهمية خاصة لحزب الله. وفقا للكلية الحربية البحرية الاميركية, فان الجماعة تستثمر ما يقرب من 10 ملايين دولار كل سنة.

وبالنسبة للدور السوري فى هذه التمويلات تدعي التقارير الاميركية انه في خرق حاد للحذر الذي كان يمارسه والده, قام الرئيس السوري بشار الاسد بتزويد حزب الله باسلحة ثقيلة في عام 2002, والتي اشتملت على صواريخ 220 مليميتر, وقد كان مع هذه الصواريخ اسلحة ايرانية نقلت من سفينة الى المنظمة عبر دمشق. اضافة الى ذلك, ووفقا لمزاعم مسؤولين اميركيين كبار, فقد قام كل من قائد حزب الله السيد حسن نصر الله, ورئيس العمليات الخاصة عماد مغنية بالعمل سوية في تخطيط هجمات ارهابية وعبر الخط الازرق المعتمد من قبل الامم المتحدة, والذي يفصل اسرائيل عن لبنان. وعندما سئل عما اذا كانت سورية ستسمح للبنان بتسليم مغنية والمدرج بشكل بارز على لائحة ال¯(اف.بي.اي) للارهابيين الاكثر طلبا لسلطات الولايات المتحدة, اجابت الناطقة السورية بثينة شعبان, وقتها وهى حاليا وزيرة المغتربين: »لا اعتقد ان هذه هي القضية في الوقت الراهن«. ويقول الاميركيون انه اضافة الى ذلك تستضيف سورية ولبنان اكبر تركيز من معسكرات التدريب الارهابية, وتاتي ايران في المرتبة التالية. ان معسكرات حزب الله والجماعات الفلسطينية تملأ الاراضي الطبيعية, حيث تقوم مدرسة متدربي حزب الله اضافة الى المتدربين الايرانيين بالتجنيد في تكتيكات ارهابية استخباراتية متنوعة.

وبالنسبة للرعاية الايرانية: يقدر الدبلوماسيون الغربيون ان حزب الله يتلقى ما قيمته 100¯200 مليون دولار سنويا من ايران. تزود طهران حزب الله كذلك بمساعدة مادية مقدرة عبر دعمها في التدريب والدعم اللوجستي. ويدعون انه قد يكون افضل مثال موثق عن علاقة ايران العملياتية مع حزب الله هو تفجير 1994 لمركز التجمع اليهودي في بيونس ايريس. اولا, قام صناع قرار ايرانيون كبار بتسليم فتوى لعماد مغنية بامر العملية. وقد عمل مغنية بعد ذلك بالتعاون مع محسن رباني, وهو عميل الجهاز الايراني السري والذي ساعد في تنسيق الخطة بسرية تحت ذريعة ترؤس المكتب الثقافي في السفارة الايرانية في بيونس ايريس. كان حزب الله سيواجه صعوبة اكبر بكثير وهو يقوم بتنفيذ الهجوم من دون تقديم الدعم العملياتي من ايران, والذي تضمن كما تقول التقارير 10 ملايين دولار لتقدم رشوة الى الرئيس الارجنتيني في ذلك الوقت, كارلوس منعم, بهدف ابقاء مشاركة طهران ساكنة.

ويدعون ان ايران دعمت كذلك مشاركة حزب الله في الصراع (الاسرائيلي ¯ الفلسطيني). ليس عبر الحرب اللبنانية الاخيرة فحسب بل يزعمون انه في اغسطس من عام 2002, كان هناك تقارير عن قيام ايران بتمويل معسكرات في وادي البقاع الذي تسيطر عليه سورية لتدريب مقاتلين من حزب الله وحماس وجماعات فلسطينية اخرى لاستخدام انواع مختلفة من الصواريخ. وقد كانت المعسكرات, كما تذكر التقارير, تحت قيادة اللواء (علي رازا تامزار) من الثورة الاسلامية الايرانية. فيما وراء التدريب ومساعدة حزب الله, قامت ايران بتمويل آلة دعاية الجماعة المغذاة جيدا كذلك. وتشتمل هذه قناة المنار, التلفزيون الرسمي الناطق لحزب الله, والتي تطلق على نفسها (محطة المقاومة), وهي تقوم بمساعدة المنظمة على نشر الافكار او الحقائق بشكل واسع. وتشجع النشاط التي تصفه واشنطن بالارهابي عبر العالمين العربي والاسلامي.

ويصلون الى استنتاج مفاده ان الكثير من نشاط حزب الله الخاص في استثمار الاموال من الممكن ان يلخص ببساطة في استغلال الكثافة السكانية الضخمة في الخارج والمتعاطفة مع الجماعة. ان نشاطا كهذا يقصد به ضمان استقلالية مستقبل الجماعة عبر تمويل متنوع, خصوصا في حيال قيام ايران بالمصادقة على تسوية كبيرة مع الغرب (اي تجنب رعاية الارهاب ونشر النشاطات في مقابل علاقات دبلوماسية واقتصادية كاملة). هذا ما تقوله التقارير الغربية عن تمويلات حزب الله ولا شك ان فيها مبالغة مرجعها الموقف العقائدي من حزب الله ودوره ولكنها بلا شك ايضا قد تحوي بعض الحقيقة وليس كل الحقيقة.

* مدير مركز الكنانة للبحوث والدراسات ¯ القاهرة

mahmoudhanafia@yahoo.com

 د. عبد العظيم محمود حنفي * 

  

بين عروبة سعد وعروبة بشار

د. خالد شوكات

* كاتب من تونس chouket@planet.nl 

يطرب العرب إلى الكلام مثلما يطرب غيرهم من الشعوب إلى الموسيقى, قالت ذلك مرة عميدة المستشرقين الألمان الراحلة آنا ماري شمل رحمها الله, و أحسب أن الرؤساء العرب, خصوصا أولئك الذين زعموا لأنفسهم مرجعية قومية عربية, أفضل من وعى هذا الحديث وعمل به, كما أحسب أن الشعوب العربية لاتزال أحرص ما تكون على الحفاظ على هذه الخصلة الحميدة حتى يرث الله الأرض ومن عليها, فهي لا ترجو من زعمائها غير إعلان الشعارات العظيمة الدينية والقومية, أما الكوارث والمصائب والأزمات المستفحلة الناتجة عن السياسات الفاسدة والديكتاتورية فسيجد لها فقهاء السلطان في الحكم والمعارضة, ألف حجة وذريعة, فالنية أهم من النتيجة, والشعار أهم من الثمار, وما دامت الامبريالية الأميركية والصهيونية تعلن أن بعض الحكام العرب أعداؤها الأبديون, فهم سيبقون بالضرورة الحكام الأبديين.

طيلة ثلاثة وثلاثين يوما من الحرب الاسرائيلية الوحشية على لبنان لم يتكلم بشار الأسد, وعندما تكلم بعد نهاية الحرب احتفل بانتصاره الذي لم يساهم في تحقيقه بشيء, وانتشى بفوزه في حرب لم يدفع إليها جنديا واحدا من جنوده, وتحدى العالم بمقاومة لم تجر على أرضه المحتلة منذ أربعة عقود, وخون رجالا و أقواما هم في الأصل من صنع الانتصار والفوز والتحدي, بالحكمة والصبر وسعة الأفق, وبالتعفف عن المزايدات وسوق الشعارات وخديعة الشعوب ببيعها الأوهام والمخدرات الدينية والسياسية والخطابية.

التيارات السياسية الكبرى في العالم العربي, وخصوصا الإسلامية والقومية منها, تثبت دائما أنها في طليعة الميسرين أمر الخديعة أو المتقبلين لها بسهولة, فالتنظيم الدولي للاخوان المسلمين على سبيل المثال, وهو الذي يضم حركات إسلامية كثيرة من المشرق إلى المغرب, أصبح بقدرة قادر متجاوزا لآثار تجربته الأليمة في حلب وحمص وحماة, حيث سقط ما يقارب المائة ألف من إخوان سورية في مجازر جماعية, تماما كما التنظيمات القومية الناصرية التي ستسمو برؤيتها عن ماضي التنظيمات البعثية معها, وما انجر عنه من عمليات تصفية وتعذيب وسجن جماعية طالت الآلاف من رفاقهم في الشام وبلاد الرافدين, وليس المقابل إلا بضع كلمات مزايدة لا داعم لها على الأرض, غير فساد عائلة وتجبر طائفة ومصادرة حقوق شعب يئن تحت نير مستبد ظالم جاوز غيه المدى.

بشار الأسد ليس شاذا في عمله بقاعدة بيع الكلام لشعوب مولعة بالكلام, فقد سبقه إليها صدام حسين الذي لايزال يصر على ممارسة العادة القبيحة ذاتها حتى وهو خلف القضبان, ففي أقل من طرفة عين, أضحى الرئيس مؤمنا وأصبحت العقيدة البعثية العلمانية عنده مع العقيدة الإسلامية جناحين لطائر الأمة, كما أعطيت الأوامر للأزلام ذاتهم الذين ذبحوا الصدر الأول والثاني ونكلوا بأعضاء الأحزاب الإسلامية الشيعية والسنية وبالأحزاب الناصرية واليسارية أيضا, لتنفيذ الحملات الإيمانية والروحانية, وعلى هذا النحو غفر لصدام حسين ما تقدم من ذنبه و ما تأخر, وعاد قائدا إسلاميا وقوميا عظيما, وأصبح أعداؤه من الإسلاميين والقوميين العراقيين عملاء للمحتل وأذنابا للأميركيين والبريطانيين, لا لشيء إلا لأنهم فشلوا في المعركة الكلامية, والكلام سابق على الفعل عند العرب مثلما أسلفت الإشارة.

بشار الأسد بدا في خطابه الاحتفالي الأخير قائدا قوميا عربيا عظيما أيضا, على الرغم من أنه لم يخض معركة واحدة ضد العدو, إنما خاض طوال السنوات السبع الماضية من حكمه السعيد مئات المعارك الشرسة ضد أبناء شعبه ومثقفيه وسياسييه , وضد أبناء شعب شقيق ومثقفيه وسياسييه, فالعظمة القومية عند العرب ليست حكما صالحا رشيدا يحارب الفساد والمفسدين, ولا انتخابات ديمقراطية تعددية حقيقية أو دولة مؤسسات شرعية وقوانين تقدس حقوق الإنسان والمواطنة, إنما هي خطاب رنان يخون العملاء والمأجورين من أتباع الامبريالية الأميركية والصهيونية ويهدر دمهم على أيدي أجهزة المخابرات العتيدة.

الأسد الابن يرى العروبة أيضا, أن يحارب اللبنانيون جميعا من أجل نظامه, وأن لا يرضى اللبنانيون بغير الدور المرصود لهم من خارجهم حتى بعد أن تمكنوا من تحرير جميع أرضهم, أما العروبة التي تجعل من مقاومة الجولان ضرورة فهي عروبة ضارة قد تقود إلى إسقاط نظامه, والنظام أكثر قداسة عند بشار - ووالده من قبله- من مصالح سورية والمصالح القومية العربية, فخوض معركة الجولان ربما أدت في بدايتها إلى إنهاء الحكم العلوي لكنها ستنتهي حتما بتحرير الأرض السورية تماما كما تحررت أرض الجنوب اللبنانية, فليس ثمة معركة تحرير أرض مغتصبة انتهت بخسارة طال الزمان أم قصر, وليس ثمة شعب في الدنيا مهما كان ضعيفا خسر معركة حرية دخلها بإرادة حرة.

عروبة بشار الأسد هي عروبة قطرية محضة, لا يختلف وضعها عن الوضع في أي دولة عربية أخرى لم يزعم نظامها مرجعية قومية, إن لم يقل إنها أكثر قطرية من أي حالة عربية أخرى, فلقد كانت العداوة الجارية بين النظامين البعثيين في سورية والعراق ألد عداوة قامت بين دولتين عربيتين, تماما كما أن العداوة بين النظام السوري ومعظم الأنظمة العربية هي اليوم العنوان الأبرز في المشهد السياسي العربي.

سيادة لبنان ووحدته الوطنية ليستا ضمن وارد المصلحة القومية العربية لدى بشار الأسد, وللحفاظ على نظام طائفي فاسد في سورية, لا ضير من تحطيم دولة شقيقة وإعادتها إلى فوضى الحرب الأهلية والمقامرة على مصيرها, فالأهم من لبنان ومن سورية ومن كل العرب بقاء النظام العلوي سيدا على قصر المهاجرين, والأهم من الجولان وجنوب لبنان أن يظل الأسد رئيسا للأبد, فلقد كانت تركة الأب ثقيلة, ولم يكن التوريث كما بدا ضرورة قومية أو وطنية بقدر ما بدا ضرورة عائلية طائفية محضة.

بشار الأسد يطرح عروبة متهافتة بدل العمل على تجديدها, لكن أنى له تجديدها, فرئاسته كما أثبتت الأحداث كانت هروبا عائليا إلى الأمام, من أجل تأجيل عملية الإجابة عن الأسئلة الكبرى إلى ما لا نهاية, ومن أجل الحفاظ على المستور منذ قيام الحركة التصحيحية, والأهم من كل ذلك, حفاظ العائلة والعائلات المتصاهرة معها على امبراطوريات مالية ومصالح عظمى تناثرت في أصقاع العالم على حساب الشعب السوري المقهور والمفقر والمسجون.

بشار الأسد لا يستطيع الإجابة عن الأسئلة الصعبة من قبيل متى سيمارس الشعب السوري حقه في الحرية والتعددية والديمقراطية?, ومتى سيكون من حقه فتح جبهة لتحرير أرضه المغتصبة في الجولان?, ومتى سيكون بمقدور نوابه المنتخبين حقا أن يفتشوا في ملفات الفساد وتهريب مليارات الدولارات من المال العام والخاص إلى الخارج?, ومتى سيحال المتورطون في جرائم التعذيب والاغتيال والاعتقال التعسفي الى القضاء, ومتى سيخرج الحكم من دائرة الأب والابن والحفيد..?

لقد رغب الأسد الابن في أن تطوى صفحة الأحداث اللبنانية المفتعلة, صفحة جرائم بشعة مورست في حق مجموعة من أهم الشخصيات اللبنانية في التاريخ المعاصر, في مقدمتهم باني لبنان الجديد الشهيد رفيق الحريري, وهو بدل أن يبتعد عن مسرح الجريمة ظل يراوح مكانه حولها متطلعا إلى عودة ظالمة إليها, عبر رفع شعارات قومية كبرى, ليس الهدف من ترديدها غير التضليل على جنايات كبرى والهروب من محاكمة كبرى..

عروبة بشار باختصار هي عروبة مضللة, ليس الهدف منها تحدي عدو خارجي ولا نصرة مقاومة محتل ولا الوقوف في وجه شرق أوسط جديد أو قديم, إنما هي عروبة كلمات فارغة تخدع عقول شعوب يائسة, وتهدف إلى الهروب من استحقاقات وطنية وقومية حقيقية كبرى, وتكرس منطق الخديعة الذي لم يمله العرب بعد, ويحول دون التأسيس لعروبة جديدة متجددة تتجاوز الزعامات والخطابة والشعارات, إلى الشعوب الحرة التي تعبر عن إرادتها من خلال صناديق الاقتراع الشفافة وممارسة الرقابة على حكامها بتنصيبهم وإقالتهم كما تشاء وبمحاسبتهم على الانجازات لا العبارات.

العروبة الجديدة المتجددة جاءت بعض معالمها الرئيسية في خطابات سعد الحريري ووليد جنبلاط وفؤاد السنيورة وسواهم من رموز حركة »14 آذار«, المتصدية لحملة الافتئات الأسدية على القوى الديمقراطية في لبنان, فهذه الخطابات أكدت جميعها على تمسك لبنان بعروبته, العروبة التي تجعل الشعوب العربية جميعا تقف على قدم المساواة, فليس ثمة مشروع قومي عربي يمكن أن يسوغ احتلال دولة عربية لدولة عربية أخرى, وإذلال شعب عربي لشعب عربي آخر, و لا ثمة مشروع قومي عربي يمكن أن ينجح إذا بني على ظلم وحيف واحتقار.

أما معلم العروبة الثاني بحسب الحركة الديمقراطية اللبنانية, فليس سوى الديمقراطية نفسها, فقد أثبتت الأنظمة الشمولية والديكتاتورية التي حكمت في العالم العربي تحت يافطة الشعارات القومية, أنها أكثر إساءة للعروبة من أي نظام آخر, حيث لا يمكن أن يتخيل أن نظاما يعذب ويسحل وينتهك حرمات مواطنيه بمستطاعه العمل على صيانة المصالح القومية, كما لا يمكن لنظام يقوم على التوريث والفساد العائلي وعلى مصادرة الحريات العامة والخاصة أن يزعم الدفاع عن الوطن والأمة والشرف القومي.

المعلم الثالث للعروبة وفقا لخطاب سعد ورفاقه في حركة الاستقلال اللبناني, النأي بالأمة عن المزايدات والشعارات والخطابات الجوفاء, والتركيز على العمل الجدي في ورشات الإعمار وإعادة البناء, والسعي إلى إقامة دولة لبنانية ديمقراطية جامعة لا الحفاظ على دويلات طوائف داخل الدولة, تعمل كل واحدة منها لحساب جهات أجنبية, لا تهمها مصلحة اللبنانيين بقدر ما تهمها مصالحها الذاتية, فمن حق اللبنانيين كما السوريين وسائر الشعوب العربية أن تتقاسم الغرم كما تقاسمت الغنم, وأن تتساوى في التضحيات والجبهات, فلبنان على سبيل المثال قد حرر أرضه بالمقاومة, وليس من العدل مطالبته بالمقاومة بالنيابة عن غيره, اللهم إلا إذا اتخذ العرب قرارا جماعيا بالمقاومة الجماعية, حينها فقط يمكن تحويل كافة الجبهات إلى جبهة واحدة.

خلاصة القول أن بشارا طرح مشروع عروبة متداعية تبعد العرب عن طرح سؤال الديمقراطية وتسوغ له أمر قيام اللبنانيين بالمقاومة بالنيابة عنه, لا لتحرير الأرض إنما للإفلات من العقوبة على جرائم بشعة قام زبانيته بتنفيذها, وتؤبده على حكم سورية وتغطي على طبيعة حكمه الشمولي والديكتاتوري والطائفي, أما سعد فقد طرح مشروع عروبة متجددة ترتكز على ضرورة دمقرطة الكيانات العربية أولا قبل المرور إلى أي مرحلة وحدوية, وعلى أهمية أن تبنى العلاقات العربية- العربية على أساس المساواة والاحترام المتبادل, وعلى ضرورة محاسبة المجرمين والمفسدين في الأرض العربية مهما علا شأنهم حتى وإن كانوا رؤساء دول رعب وجمهوريات.

وبين العروبتين, سيظل العرب في تقديري أكثر عطفا على من يمنحهم الكلمات, لأنهم يعولون على أن يعوضهم الله سبحانه وتعالى في جنة الخلد عن الإنجازات..وهم لا يدرون - كما قال الكواكبي- أنهم بعقليتهم هذه قد يخسرون الدارين, الأولى والآخرة.

* كاتب من تونس chouket@planet.nl 

 د.خالد شوكات* 

  

من يقصد أسد بـ "أشباه الرجال"?!

أحمد الجار الله/السياسة

 يقولون في طهران, كما في دمشق, إن »حزب الله« انتصر, وأن نزع سلاح »حزب الله«, غير مطروح الآن, أو غير قابل للمناقشة, وكأن الانتصار المزعوم للحزب هو انتصارهم, أو كأن قتال رجال الحزب هو قتالهم وشجاعته شجاعتهم, وبصرف النظر عن سرقة شهادة الشهداء, وشجاعة الشجعان, فإن الواقع يقول إنه لا يوجد هناك انتصار لأحد, لا في الجانب الإسرائيلي ولا في الجانب اللبناني... المنتصر كان الموت, وكان الخراب والدمار والأوصال المقطعة, والجسور المهدومة, وبالتالي كانت الهزيمة للبنان الذي تكسر وتحطم بسبب »حزب الله« الذي وصل به وهم الانتفاخ حد التصور بأنه أصبح دولة أقوى من الدولة اللبنانية, ومن حقه أن يقرر عن اللبنانيين في مسائل الحرب والسلام, وفي قضايا مصيرية تعني حياة هؤلاء اللبنانيين أو موتهم.

إن بعض اللبنانيين يصمت الآن عن عذابه ودمار مساكنه, ويصمت عن موته وموت أبنائه من باب المجاملة لحفنة من الدولارات الإيرانية وردت إلى »حزب الله« تحت عنوان التعويض عما جرى من خسائر, وهي دولارات أميركية لاتجدي نفعاً لعدم تساويها مع حجم الخرائب والركام, ولانفضاح دورها كوسيلة لزيادة الشعبوية, وتوسيع مساحاتها على حساب شرعية الدولة وعلى حساب وجودها, وقد كان الأجدى لهذه المعونات المصروفة من »حزب الله« أن تكون بالعملة الوطنية اللبنانية (الليرة) لا بالعملة الأميركية العائدة إلى »الشيطان الأكبر«, على الأقل من أجل ضبط مسارها من قبل البنوك, ومعرفة من أين أتت وإلى من ذهبت, ومن أجل تثبيت سعر الليرة اللبنانية من خلال تزايد الطلب عليها. وحتى الآن لا يزال من غير المفهوم كيف أن إيران, وبواسطة ذراعها »حزب الله« توزع المنح بالدولار الأميركي رغم عائديته إلى الشيطان الأكبر, وإلى العدو الأول?

في ضفة الأشقياء الثانية, أي في الجانب السوري لا يبدو المشهد أقل إرباكاً ولا معقولية من المشهد الإيراني, فالنظام السوري, وللمرة الأولى, يبدو في عزلة محكمة عربيا ودولياً, وحتى العرب باتوا ينفرون منه, ويعتبرونه نظاماً بلا مصداقية, وغير متناغم مع مفاهيم التضامن العربي ووحدة الكلمة العربية... هذا النظام لا يعرف حتى أركانه كيف يتداركون أخطاءه, وسفاهاته السياسية, وتصيبهم الخيبة عندما يحاولون التفسير والتبرير فتبدو سفاهة النظام بتفسيراتهم وتبريراتهم أكبر بكثير من معناها, بينما المقصود محو هذا المعنى وإلغائه وإحلال مقاصد أخرى مفترضة في مكانه, والمثال المضحك على ذلك ما قاله وزير خارجية أسد وليد المعلم إن رئيسه لم يقصد أياً من الرؤساء العرب بكلمته »أشباه الرجال«, وربما قصد بها أناساً داخل سورية وخارجها, وإذا كان قول المعلم صحيحاً هل كان أسد يقصد رؤساء في كوستاريكا, وزيمبابوي وبوركينا فاسو, وهل صحيح أن رؤساء البلدان النائية أنصاف رجال?

هذا النظام يعتمد الكذب في الديبلوماسية, كما يعتمد القتل والإرهاب في السياسة, والمثال القريب على ذلك قول وزير خارجية اسبانيا ميغيل أنخيل موراتينوس بأن النظام السوري وعده باستخدام نفوذه والضغط على »حزب الله« من أجل وقف الأعمال العدائية, فسارع هذا النظام إلى تكذيب الوزير الاسباني ونفي أنه وعده بشيء, وكذلك هناك كثيرون غيره وعدهم النظام بشيء ثم سارع إلى تكذيبه كما فعل بتيري رود لارسن المبعوث الأممي إلى المنطقة.

يبدو أن نظام أسد كنظام إيران, قد أخذته العزلة إلى أزمنة أخرى بائدة وجمدته فيها, فبدا لا يعرف ماذا يدور في هذا الكون من أحداث, وبدا فاقداً للقدرة على تحديث نفسه وغير مصدق أن الحرب الباردة قد انتهت, وأن الاتحاد السوفياتي قد انهار, وأن ألمانيا قد توحدت, وأن تيتو قد مات, وأن تشاوشيسكو قد أعدم... وأن ميلوسيفيتش الرئيس الصربي سابقاً قد مات في السجن.

نظام أسد الغارق في هذه الغيبوبة أصبح كنظام صدام حسين آيلاً للسقوط, وكنظام القذافي قبل أن يصمد ويتدارك نفسه.

والمصيبة أن نظام أسد, بهذه الشيخوخة الضاربة في عروقه هو حليف النظام الأصولي الإيراني, وكلاهما غارقان في العزلة, وغائبان عن الحاضر ويتصوران ما ليس موجوداً في الواقع, إنه حقيقة, وبأن »حزب الله« انتصر, وبأن لبنان لم يتدمر ويتكسر ويبتلى بموت أبنائه, وبإرجاعه إلى الوراء أكثر من عشرين سنة!

يبدو لنا أن الحرب توقفت في لبنان بسبب الإدراك أن الهدف لم يكن هو »حزب الله« بل طهران ودمشق, وبأن النظرة إلى المشهد اللبناني كانت تتم بعيون منحرفة فاقدة لرؤية الهدف المنشود.