المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم السبت 26/8/2006
 لذلك اقول لكم لا تهتموا لحياتكم بما تاكلون وبما تشربون.ولا لاجسادكم بما تلبسون. أليست الحياة افضل من الطعام والجسد افضل من اللباس.

 

 

بوش يرحب بقرار شيراك زيادة مساهمة فرنسا في القوات الدولية جنوب لبنان 

25/08/2006 – راديو سوا 

رحب الرئيس بوش بتعهد فرنسا نشر 1,600 جندي إضافي ضمن قوات الأمم المتحدة في لبنان وحث الدول الأخرى على المبادرة بالإسهام في هذه القوات. فقد أصدر البيت الأبيض الخميس بيانا قال فيه الرئيس الأميركي إنه يرحب بقرار باريس وأيضا بالتعهدات الايطالية وتعهدات الحلفاء المهمين الآخرين، وأنه يشجع الدول الأخرى على المشاركة. وقال الرئيس بوش إن القرار الفرنسي خطوة هامة نحو استكمال الاستعدادات النهائية لنشر قوات الأمم المتحدة في لبنان. ويعتبر المسؤولون الأميركيون أن تلك القوة حاسمةٌ بالنسبة لمنع اندلاع الأعمال العدوانية من جديد بين إسرائيل وحزب الله ولتوصيل مزيد من مساعدات الإغاثة الإنسانية إلى جنوب لبنان.

كما رحبت إسرائيل بقرار فرنسا زيادة مساهمتها في القوة الدولية وأشارت إلى اتجاه برفع الحصار عن لبنان بعد انتشار قوات دولية في جنوب لبنان. وكان الرئيس الفرنسي جاك شيراك قد أعلن استعداد بلاده لإرسال 1,600 جندي إضافي لتعزيز قوات الأمم المتحدة في لبنان. وقال إن فرنسا مستعدة لقيادة هذه القوة إذا أرادت الأمم المتحدة ذلك. وأوضح الرئيس الفرنسي أن قراره بإرسال المزيد من القوات جاء بعدما حصل على تأكيدات من الأمم المتحدة بأن القوات سيكون باستطاعتها الدفاع عن نفسها إذا تعرضت لهجوم وبأنه يمكنها استخدام القوة من أجل حماية المدنيين. هذا ويرى الليوتنانت جنرال المتقاعد في الجيش الأميركي دانيال كريستمان أن قوات حفظ السلام في جنوب لبنان قد لا تنجح في مهامها بسبب الافتقار إلى حل سياسي للازمة بين إسرائيل وحزب الله.

ويضيف العسكري الأميركي الذي شارك في مساع دبلوماسية ومهام لحفظ السلام في الشرق الأوسط وحوض البلقان:" أخشي أن تكون مهمة حفظ السلام في لبنان محكوم عليها بالفشل. إنها من وجهة نظري مشكلة سياسية يتعين البدء بحلها." وأضاف الجنرال كريستمان أن قوات الأمم المتحدة في العديد من الدول مشغولة بالتزاماتها:" للامم المتحدة 17 مهمة حول العالم يشارك فيها ما يزيد على 85 ألفا من العسكريين علاوة على النشر المرتقب للقوات في دارفور بالسودان وتيمور الشرقية مع الأخذ في الاعتبار أن المخصصات المالية غير متوفرة."

 

واشنطن: سوريا سمحت باستخدام أراضيها لنقل اسلحة إيرانية إلى حزب الله 

25/08/2006 – راديو سوا

اتهمت الولايات المتحدة سوريا السماح باستخدام أراضيها لنقل شحنات الأسلحة من إيران إلى حزب الله . وقال القائم بأعمال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية غونزالو غاليغوس إنه يتعين على سوريا الانصياعُ للحظر الذي فرضته الأمم المتحدة بموجب القانون الدولي: " يتعين على سوريا بالتحديد الالتزامُ بالقرار الدولي لأنها الدولة الوحيدة علاوة على إسرائيل التي تشترك في حدود مع لبنان. إن دمشق تعتقد أن قوات اليونيفل التي ستساعد الحكومة اللبنانية على تأمين حدودها ستشكل بطريقة أو باخرى تهديدا لسوريا." واضاف: "إننا ندعو الحكومة السورية إلى الوفاء بالتزاماتها الدولية واحترام قرارات الأمم المتحدة التي تعكس إجماع المجتمع الدولي."

وكان مصدر سوري قد أوضح أسباب معارضة دمشق لنشر قوات دولية على حدودها من الجهة اللبنانية.

هذا وقد توقع وزير خارجية فنلندا أن تُراجع سوريا موقفها من نشر قوات دولية على حدودها مع لبنان، لافتا إلى أن دمشق تريد أن ينظر إليها على أنها جزء من الحل.

 

بلازي: الاتحاد الأوروبي يقدم ما يقرب من سبعة آلاف جندي إضافي لقوة اليونيفيل في لبنان 

25/08/2006 – راديو سوا

قال وزير الخارجية الفرنسية فيليب دوست بلازي، إن الاتحاد الأوروبي عرض تقديم ما بين 6,500 جندي إلى 7,000 جندي على الأقل لتولي مهمة القوات الدولية في جنوب لبنان وذلك خلال الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، في بروكسيل بحضور الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان. وقال مصدر في الاتحاد الأوروبي إن عنان عرض أمام الوزراء مواصلة فرنسا مهمة قيادة القوات الدولية حتى فبراير/ شباط 2007 حيث تأخذ إيطاليا على عاتقها تلك المهمة بعد ذلك التاريخ. من ناحية أخرى، أعلن النائب في كتلة حزب الله اللبناني حسن حب الله الجمعة أن لبنان ليس في نزاع مع سوريا لكي يتم نشر قوة دولية على الحدود بين البلدين الجارين، خصوصا أن القرار 1701 الدولي لا يأتي على ذكر هذا الموضوع. وقد حذر الرئيس السوري بشار الأسد في حديث تلفزيوني منذ يومين، من أن نشر قوات دولية على الحدود بين سوريا ولبنان يخلق حالة عداء بين البلدين الجارين. واعتبر حب الله أن طرح هذا الموضوع ليس صحيحا وأنه يبدو أن هناك محاولة خارجية لفرض قرارات على لبنان. وقال النائب: "سيكون هناك 15 ألف جندي دولي في جنوب لبنان، وانتشار قوة دولية على الحدود مع سوريا يتطلب 40 إلى 50 ألف عنصر، فهل سنقبل بنحو 70 ألف جندي أجنبي على أراضينا؟ أين السيادة؟ أين الاستقلال؟". وأشار إلى أن الحكومة اللبنانية هي نفسها لم تطلب ذلك.

وأعلن وزير الإعلام اللبناني غازي العريضي مساء الخميس إثر اجتماع لمجلس الوزراء أنه لم يقل أي كلمة من جانب الحكومة اللبنانية بأنها تتجه إلى نشر قوات اليونيفيل. وأوضح أن لبنان طلب فقط مساعدات تقنية للجيش اللبناني في هذه المنطقة. وصرح مصدر عسكري لوكالة الأنباء الفرنسية الأربعاء بأن الجيش اللبناني انتشر عند طول حدوده الشرقية والشمالية مع سوريا. وتعليقا على هذا الانتشار، قال حب الله: "إن هذا جيش لبنان ومراقبة الحدود هي من أبسط واجباته، ونحن نرحب ونشجع قيامه بذلك".

أما فيما يتعلق بالمساعدات التقنية التي طلبها لبنان، فقال النائب: "لا مشكلة في ذلك طالما أن الجيش هو الذي يراقب الحدود". كما صرح رئيس الكتلة النيابية لحزب الله اللبناني محمد رعد في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي الخميس بأنه على إسرائيل أن تعيد للبنان مزارع شبعا المحتلة قبل الحديث عن أي مشاكل أخرى. وبعد أن وصف الحرب التي استمرت 33 يوما بين إسرائيل والتنظيم الشيعي بأنها انتصار تاريخي لحزب الله، قال رعد: "إن إسرائيل يجب أن تعيد مزارع شبعا وبعد ذلك نتحدث عن المشاكل الأخرى". وتشكل قضية مزارع شبعا الواقعة على الحدود بين لبنان وسوريا وإسرائيل ويحتلها الجيش الإسرائيلي منذ حوالي أربعين عاما، مصدر توتر بين الدول الثلاث وأحد أسباب عمليات المقاومة التي يشنها حزب الله اللبناني ضد إسرائيل. ويعتبر لبنان مزارع شبعا لبنانية وتقر سوريا بذلك شفويا، لكن إسرائيل لا تعترف بذلك وتؤكد أنها انسحبت من كل الأراضي اللبنانية منذ مايو/أيار 2000.ِ وسيقوم رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بالتباحث مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل حول تزويد الجيش اللبناني بالمعدات والإمكانات التقنية التي تمكنه من تأمين حدوده البرية والبحرية وضبطها بقوته العسكرية الذاتية.

 

اسرائيل تريد ابقاء الحصار على لبنان في الوقت الراهن 

الجمعة 25 أغسطس  أ. ف. ب.

 القدس : اعلن الناطق باسم الخارجية الاسرائيلية  ان اسرائيل ستبقي حصارها الجوي والبحري على لبنان طالما ان الجيش اللبناني والقبعات الزرق لا يمنعون "تهريب الاسلحة" الى حزب الله.  وقال الناطق باسم الخارجية مارك ريغيف  "اسرائيل لن ترفع حصارها الا عند تطبيق القرار 1701 الصادر عن مجلس الامن الدولي". واكد ان هذا القرار الذي ارسى وقف المعارك "ينص على فرض حظر كامل على تسليم اسلحة مهربة الى حزب الله".  وكان الناطق يرد على دعوة الرئيس الفرنسي جاك شيراك والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل اللذين طلبا اليوم الجمعة رفع الحصار الاسرائيلي عن لبنان وقد وصفه شيراك بانه "غير مبرر على الاطلاق" وذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك بينهما.

 

سوريا تجدد رفضها نشر القوة الدولية على الحدود مع لبنان 

الجمعة 25 أغسطس - أ. ف. ب.

 لشبونة: اعتبر وزير الاعلام السوري محسن بلال في مقابلة نشرتها اليوم صحيفة "بوبليكو" البرتغالية ان نشر قوات الامم المتحدة العاملة في لبنان (يونيفيل) على الحدود بين لبنان وسوريا "غير مقبول على الاطلاق". وقال ان نشر اليونيفيل على الحدود "غير مقبول على الاطلاق لان لبنان وسوريا هما عائلة واحدة، وبلدان سيدان لم تقع يوما اي حرب بينهما". وتابع "بين بلدين صديقين تخيم على علاقاتهما اجواء السلام التام لا يمكن نشر قوة فصل. سيكون ذلك عملا عدائيا تجاه سوريا"، مشيرا انه "لا يوجد عائلة سورية ليس لديها اقارب في لبنان والعكس صحيح". وكان وزير الخارجية الفنلندي اركي توميويا اعلن الاربعاء بعد محادثات في هلسنكي مع نظيره السوري وليد المعلم ان سوريا هددت باغلاق حدودها مع لبنان في حال انتشار قوة دولية على طول الحدود اللبنانية السورية. وقد اعلن الرئيس السوري بشار الاسد انه يعارض نشر قوة دولية على الحدود اللبنانية السورية كما تطالب اسرائيل، واصفا ذلك بالعمل "العدائي" تجاه بلاده.

 

توقف نحو ثلاثين شاحنة عند الحدود السورية اللبنانية 

الجمعة 25 أغسطس - أ. ف. ب.

 بيروت: توقفت ثلاثين شاحنة آتية من لبنان بعد ظهر اليوم عند الحدود مع سوريا، في ما يشير الى احتمال اقفال للحدود بين البلدين امام حركة النقل. وقال مسافرون متوجهين الى العاصمة السورية ان 25 شاحنة ما زالت متوقفة منذ ساعات عدة على طريق بيروت دمشق من دون ان تتمكن من انجاز معاملات المرور، واكدوا ان حركة سير المسافرين عادية. ونقل سائق سيارة اجرة آت من سوريا عن موظف في الجمارك السورية قوله انه "في انتظار +القرار+ بالنسبة للحدود". وقال سائق آخر متوجه الى سوريا ان موظفا سوريا في الجمارك قال له انه "عليه ان يحتاط اذا ما اجتاز الحدود"، لان هناك "احتمال" بان لا يعود الى لبنان. ولم تقدم السلطات السورية اي توضيحات فيما نفت وزارة الداخلية اللبنانية في بيان "اقفال الحدود اللبنانية-السورية عند نقطة المصنع - جديدة يابوس" واكدت ان هذا "الخبر عار عن الصحة". وكان وزير الخارجية الفنلندي اركي توميويا اعلن الاربعاء بعد محادثات في هلسنكي مع نظيره السوري وليد المعلم ان سوريا هددت باغلاق حدودها مع لبنان في حال انتشار قوة دولية على طول الحدود اللبنانية السورية. واكد وزير الاعلام اللبناني غازي العريضي ان نشر قوات دولية على طول الحدود اللبنانية السورية امر "غير وارد".

 

وصول 150 جنديا فرنسيا على متن سفينة حربية فرنسية الى مرفأ الناقورة

وطنية- صور- 25/8/2006 (متفرقات) افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في صور حيدر حويلا ان سفينة حربية فرنسية رست صباح اليوم قبالة مرفأ الناقورة، وعلى متنها نحو 150 ضابطا وجنديا فرنسيا، وقد قامت ناقلات انزال بحرية عسكرية فرنسية بنقل عدد من الآليات والجرافات من السفينة الفرنسية الى مرفأ الناقورة. وعملت قوى دولية معززة بقوى من البحرية الفرنسية على تأمين حماية هذه القوى ووصولها الى المقر العام لليونيفيل للالتحاق بالقوات الدولية في الناقورة.

 

التنسيق الوطني":المال والسلاح الايراني ل"حزب الله" يثبت وضع الدويلة ضمن دولة لن يحمي لبنان الا دولة قوية تستعمل مقدراتها السياسية وتطور نظمها العسكرية

وطنية - 25/8/2006 (سياسة) اصدر "المكتب المركزي للتنسيق الوطني" بيانا، بعد اجتماعه الدوري الذي عرض فيه للتطورات والمستجدات، جاء فيه:

"1- في مناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لانتخاب الشيخ بشير الجميل رئيسا للجمهورية، يحيي المكتب مسيرته ونضاله واستشهاده دفاعا عن وطن ال10452 كلم2، ويؤكد ان مسيرة استكمال السيادة والحرية، وان تعثرت بعض الشيء، ستتحقق في القريب العاجل بفضل نضال اللبنانيين الاحرار.

2- يشكل تردد الدول الاوروبية، مثل فرنسا وايطاليا وغيرهما، في المشاركة الفعالة في قوات الامم المتحدة، دليلا على عدم وضوح بنود القرار 1701 بما يتعلق بدور هذه القوات. كما يشكل انتشار الجيش اللبناني عملا ايجابيا لكنه غير محدد المهمات والصلاحيات. لا مناص من ان تتسلم الدولة اللبنانية من خلال قواها المسلحة كل المهام الامنية وعلى التراب اللبناني كافة دون منازع ودون اي مماطلة.

3- لقد صمدت المقاومة الاسلامية لكنها لم تستطع حماية لبنان واللبنانيين. فلم تحم اجواء لبنان ولم تحم مياهه الاقليمية. كذلك الامر، فقد عادت اسرائيل واحتلت بعض الاراضي اللبنانية، كما لم تستطع هذه المقاومة ردع اسرائيل عن جريمة قتل ما يقارب الالف ومئتي شهيد، بينهم حوالى 300 طفل. لن يحمي لبنان الا دولة قوية تستعمل مقدراتها السياسية والديبلوماسية كما وتطور قدرات ونظم دفاعها العسكري من اجل حماية الوطن والشعب اللبناني.

4- ان توفر المال بمئات ملايين الدولارات لهو دليل على تبعية "حزب الله" السياسية والعسكرية لمموليه. وليكن واضحا للجميع ان المال الذي يوزع تغطية للدمار الذي احدثه العدوان الاسرائيلي لن يعوض اللبنانيين دماء شهدائهم وجرحاهم. فهذا الكم من المال والسلاح، الذي تزود به ايران حزب الله، يشكل ركيزتين اساسيتين في تثبيت وضع الدويلة القائم ضمن الدولة اللبنانية. كفى لبنان 31 سنة من الحروب الغريبة عن ارضه، او انطلاقا من ارضه، لتغطية مصالح غير لبنانية غير قابلة للشك او للجدل.

5- فاجأتنا غيرة رئيس النظام السوري على السيادة اللبنانية، حيث اعتبر ان نشر قوات دولية الى جانب الجيش اللبناني، على الحدود بين لبنان وسوريا يمس هذه السيادة ويبدو انه نسي او تناسى الانتهاكات اليومية والمتمادية والمتفاقمة للاحتلال السوري للسيادة اللبنانية على مدى ثلاثة عقود".

 

قيادة الجيش نعت العريف الشهيد نبيه سلوم

وطنية - 25/8/2006 (امن) نعت قيادة الجيش العريف الشهيد نبيه سلوم الذي استشهد بتاريخ 14/8/2006 من جراء قصف العدو الاسرائيلي على منطقة البقاع وفي ما يلي نبذة عن حياته: - مواليد 4/2/1981 جديدة الفاكهة - قضاء بعلبك. - تطوع في الجيش بتاريخ 15/10/1998. - حائز على وسامي الحرب والجرحى ووسام التقدير العسكري من الدرجة البرونزية، وعلى تنويه العماد قائد الجيش وتهنئته عدة مرات. - عازب. يقام المأتم بتاريخ 25/8/2006 الساعة 00،13 في كنيسة القديس جاورجيوس في بلدة جديدة الفاكهة، ويوارى الثرى في مدافن البلدة، تقبل التعازي قبل الدفن وبعده ولمدة اسبوع في منزل والده الكائن في البلدة المذكورة اعلاه قرب الكنيسة.

 

النائب مخيبر: فلتقر الامم المتحدة بلبنانية المزارع بمعزل عن اي تعاون سوري

وطنية- 25/8/2006 (سياسة) دعا النائب غسان مخيبر الحكومة والديبلوماسية اللبنانية الى تقديم ملف كامل وموثق الى الامين العام للامم المتحدة السيد كوفي انان خلال زيارته المقبلة للبنان، يتضمن دعوة مجلس الامن الى تغيير موقفه من مزارع شبعا، والإقرار بسيادة لبنان عليها، وذلك على اساس الأدلة والحجج في الواقع والقانون التي تثبت ذلك، دون انتظار أي تعاون من السلطات السورية وبمعزل عنه. واعتبر النائب مخيبر "ان حل مسألة مزارع شبعا، عبر تثبيت سيادة لبنان عليها تمهيدا لاستعادتها من الاحتلال الاسرائيلي، وان بمرحلة انتقالية عبر وضعها تحت مظلة الامم المتحدة، يشكل مفتاحا للحل الدائم المنشود الذي يسمح بتثبيت الهدنة بين لبنان واسرائيل ويسهل حسن تطبيق قرار الامم المتحدة رقم 1701 بالرغم من علاته والتحفظات اللبنانية عليه". وأكد "أنه دون تحقيق ذلك مجموعة من المصالح السياسية والعسكرية والإقتصادية".

لكنه اعتبر انه "لا بد للبنان وللمجتمع الدولي من تذليل الذرائع القانونية التي تعوق مثل هذه المعالجات الجذرية، ومنها ربط الحل حصرا بتوقيع خطي لسوريا على خرائط تبين الحدود في مستوى مزارع شبعا، على أن يجري التحديد والترسيم في مرحلة لاحقة. مما لا شك فيه ان مثل هذا التوقيع سوف يسهل العمل المقاوم الديبلوماسي اللبناني، لكنه ليس بالسبيل الوحيد، والا تحول هذا التوقيع الى ابتزاز وعرقلة لمساعي لبنان في استعادة سيادته على اراضي شبعا المحتلة. لذلك على لبنان والأمم المتحدة سلوك السبل القانونية الأخرى المتاحة في القانون الدولي، آخذين في الإعتبار ان هذا التوقيع السوري المنشود لن يتحقق. سوف يكون من مهمات الامين العام للامم المتحدة اقتراح حل ما بشأن بمزارع شبعا تنفيذا للفقرة العاشرة من القرار 1701، وهي من النجاحات التي حققها لبنان في هذا القرار. وسوف يكون على الديبلوماسية اللبنانية ان تقدم للسيد كوفي انان الإثباتات الواقعية والحجج القانونية، وهي متوافرة وعديدة، التي يمكن ان يتسلح بها من اجل اسقاط جميع الذرائع الشكلية او القانونية التي تساق بوجه تبديل موقفه السابق".

 

الهيئة الوطنية الارمنية -الشرق الاوسط نقلت رفض الجالية في اميركا واوروبا لمشاركة تركيا في القوة الدولية نظرا " لسجلها الحافل بالاجرام والابادة "

وطنية - 25/8/2006 (سياسة) توالت الاصوات الارمنية الرافضة لمشاركة تركيا في القوات الدولية لحفظ السلام في جنوب لبنان، ووزعت الهيئة الوطنية الارمنية - الشرق الاوسط بيانا اليوم اعتبرت فيه "أن الاصوات الرافضة من الجاليات الارمنية في المهجر وخصوصا الولايات المتحدة واوروبا جاءت لتنضم الى اصوات ابناء الطائفة الارمنية في لبنان وتدعم موقفها المعارض للوجود التركي في لبنان، مرتكزة في رفضها على سجل تركيا الحافل بالاجرام والتنكيل والابادة، ومعيدة الى الاذهان العداء التركي التاريخي للدول العربية والاسلامية وشعوبها والعلاقات الاستراتيجية الاسرائيلية - التركية واضطهادها لحقوق الاقليات في تركيا.

وجاء في البيان:" في رسالة موجهة الى الرئيس الاميركي جورج بوش عبرت الهيئة الوطنية الارمنية في اميركا، وهي اكبر منظمة ارمنية تعنى بشؤون الارمن، عن معارضة الجالية الارمنية - الاميركية نشر جنود اتراك على الحدود بين لبنان واسرائيل، وذلك منعا لمزيد من عدم الاستقرار في المنطقة وتيقظا لماضي تركيا الدموي في الشرق الاوسط. وهنا نص الرسالة. "نكتب اليكم لنشارك الجالية الارمنية - الاميركية معارضتها نشر قوات تركية في قوات حفظ السلام الدولية بين لبنان واسرائيل.

لقد علمنا بهذا الاحتمال من التقارير الاخبارية التي تحدثت عن المفاوضات الاخيرة التي اجرتها وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في المنطقة. ان وجود قوات تركية سوف يقوض رغبة الولايات المتحدة في السلام الدائم. وكوننا ابناء وبنات الشعب الذي تعرض لابادة على ايدي حكومة العثمانيين الاتراك، نحن نعي تماما اثارة ماضي الحكم التركي الوحشي في المنطقة وادخال دولة على نحو غير ضروري تمتلك تاريخا من السلوك المحرض على عدم الاستقرار الى منطقة معقدة وحساسة جدا. ان سجل تركيا الحافل بالاضطهاد والابادة خلف آثارا عميقة في الذاكرة الجماعية للشعب اللبناني. ثم ان نصب الشهداء في وسط بيروت ما هو الا ذكرى حية على السجل المليء بالوحشية خلفتها تركيا في هذه الارض المعذبة.

ان تشجيع المشاركة التركية في قوات دولية لحفظ السلام تعتبر خطوة غير واعية من قبل الولايات المتحدة الاميركية التي تحتاج الى كل اونصة من المصداقية والارادة الطيبة للنجاح في هذه المهمة الدقيقة والتي تطرح تحديا. ان تواجد تركيا على الارض اللبنانية سيزيد الوضع الحالي تأزما. كجالية ارمنية - اميركية كما تعلمون لا نزال نعاني اكثر من ثمانية عقود، منذ انهيار السلطنة العثمانية، لان جمهورية تركيا ما تزال تنكر هذه الجريمة. ان الحكومة التركية ضاعفت محاولاتها المستمرة لتتهرب من مسؤولية هذه الجريمة، وهي اليوم تسعى جاهدة لتكمل حملتها التي بدأت عام 1915 من خلال احكام الحصار على ارمينيا وعزلها.

اضف الى ذلك، ان تركيا تبقي على احتلالها العسكري لقبرص لاكثر من 30 عاما منذ غزوها للجزيرة عام 1974. اما في الداخل التركي فهي تعتبر واحدة من اسوأ الدول في مجال انتهاك حقوق الانسان. وفي الايام القليلة الماضية، هددت القوات التركية رغم نصائح المسؤولين الاميركيين، ببدأ هجوم على العراق، في خطوة قد تزعزع جهود الائتلاف الذي ترعاه الولايات المتحدة، لتأمين الاستقرار في هذا البلد المضطرب.

وكما تعلمون، فان تركيا اثبتت في مناسبات عديدة خلال السنوات الاخيرة، انها حليف لاميركا لا يمكن الاعتماد عليه. وكان اولها واهمها في آذار 2003 عندما رفضت تركيا فتح الحدود الشمالية امام قوى التحالف خلال حرب العراق. واعرب وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد حينذاك ان العصيان العراقي الحالي هو بشكل كبير نتيجة لرفض تركيا التعاون مع مطالبنا في هذه الحرب. سيدي الرئيس نتمنى عليكم الاخذ بتحفظاتنا هذه وتلك التي عبر عنها اصدقاؤنا في الجالية اليونانية- الاميركية بشأن مصالح امتنا المهمة جدا في الشرق الاوسط".

الاوروبي الارمني وتابع البيان: "كما رحب الاتحاد الاوروبي - الارمني من اجل العدالة والديمقراطية في بيان اصدره بقرار وقف اطلاق النار الذي وضع حدا للقصف الاسرائيلي على لبنان وللمآسي التي عانى منها الشعب اللبناني. واعرب الاتحاد عن دعمه لجهود المجتمع الدولي الهادفة الى تطبيع المنطقة تحت رعاية الامم المتحدة. ومع ذلك، اضاف البيان فان الاتحاد الاوروبي- الارمني قلق للغاية لجهة مشاركة جنود اتراك في قوات حفظ السلام الدولية في منطقة حساسة كهذه. وقالت هيلدا تشوبويان رئيسة الاتحاد الاوروبي - الارمني: "دعونا نتذكر بأن تركيا كانت القوة الاستعمارية القديمة في منطقة الشرق الاوسط وطموحاتها الاستعمارية واضحة في الدول العربية.

ان سجل تركيا الحافل بالابادة والتعذيب والمآسي محفور الى الابد في الذاكرة الجماعية اللبنانية. اضافة الى ان اساءتها للاقليات الاتنية التي تعيش ضمن اراضيها، بمن فيهم العرب، هي حقيقة لا تقبل الشك في المنطقة". واضافت: "ان وجود جنود اتراك في القوات الدولية لحفظ السلام سيكون خطأ فاضحا لا تحمد عقباه في عمليات السلام إذ ان تركيا لا يمكنها ان تطبق السلام. ان القوات التركية سوف تزيد الوضع الحالي في جنوب لبنان تأزما باضافة مشاكلها الاقليمية الى الاشكالات الموجودة حاليا في لبنان. فبعد كل هذه المعاناة يستحق الشعب اللبناني الافضل". ان الاتحاد الاوروبي- الارمني شدد على ان القوات التركية ستكون غير فعالة وغير مناسبة، نظرا لتضارب المصالح بين مسؤوليتها كقوات حفظ سلام مسؤولة وذات مصداقية، وبين المصالح القومية التركية المرتكزة على حلفها العسكري والاستراتيجي مع اسرائيل. من هنا يطالب الاتحاد المجتمع الدولي اتخاذ قرار اكثر ملاءمة وبنية القوات الدولية لحفظ السلام".

 

النائب العماد عون التقى عضو الكونغرس ووفد الطاشناق

وطنية - 25/8/2006 (سياسة) استقبل النائب العماد ميشال عون، اليوم في الرابية، عضو الكونغرس دينيس كوسينيتش، في حضور القيادي في "التيار الوطني الحر" جبران باسيل. بعد اللقاء، قال كوسينيتش:" نحن من اعضاء الكونغرس ال 36 الذين وقعنا عريضة بوقف النار الفوري. واتينا لنرى كيف يمكننا ان نساعد ونقدم الاغاثات على الصعيد البشري. وعرضنا مع العماد عون اهمية اعادة الحوار الداخلي الذي يوثق الوحدة الوطنية ويحل بعض المشاكل". ووصف كوسينيتش اللقاء مع العماد عون ب"المثمر لان الجنرال يتطلع الى حلول لرفع الحصار عن لبنان وعودة الحياة الطبيعية الى اللبنانيين".

كما التقى النائب عون مسعود الاشقر الذي قال:" اهم موضوع بحثناه مع الجنرال ميشال عون معاناة الناس. اصلا كانت لدينا مشكلة اجتماعية في البلد، كنا نحاول ان نخرج منها واليوم اصبحت اصعب خصوصا هناك المناطق الحدودية التي دمرت أخيرا. ولا نريد بعد الآن ان تصب كل المشاكل الاقليمية عندنا. نحن نريد الحوار الحقيقي كي نصل الى نقطة ترفض التدخل الخارجي".

سئل: هل تعتقد ان طاولة الحوار ستعاون من جديد؟ اجاب:" يجب، بطريقة او بأخرى، ان نعاود الحوار. نريد الآن ان نحل المشاكل الاجتماعية، فنحن على ابواب الشتاء ويحب الناس ان يكملوا حياتهم، والا فسيكون هناك سفر وهجرة وبطالة اكثر، ويجب ان تساعد الدولة الناس ليستطيعوا ان يعيشوا حياتهم الطبيعية. والموضوع المهم هو عدم الافساح لأي طرف خارجي التدخل في الامور الداخلية".

سئل: هناك حصار تفرضه اسرائيل، فكيف تطالبون باعادة الاعمار الآن؟ اجاب: نحن نساهم مع الحكومة في فك الحصار. ومن المهم ان تأتي القوى المتعددة الجنسية الى لبنان والحصار سيحل بالديبلوماسية والسياسية. ان الحكومة مقصرة في دورها، واعادة الاعمار تشمل كل الامور وليس فقط الحجر بل المدارس والمجتمع".

سئل: هناك بعض التخوف لدى المسيحيين، فهل انت من الاشخاص الذي يخافون على الوحدة الوطنية وعلى مستقبل المسحيين في لبنان؟ اجاب: "لماذا نخاف؟ نحن اساس في هذا البلد ونحن في شراكة مع كل الافرقاء، فلماذا اشعر بالخوف؟ لبنان لا يقوم بدون المسيحيين ونحن نطالب الدولة ايضا بان تهتم بالضيع المسيحية المهدمة في الجنوب كالقوزح وعين ابل ودبل. نحن نود ان يعود كل الناس الى قراهم وليس كما حصل في الجبل، وهناك اناس كثر لم يعودوا الى قراهم، فماذا تنتظر الدولة؟".

وزاره الامين العام لحزب الطاشناق هوفيك مختاريان والنائب اغوب بقرادونيان اللذان بحثا معه في "التطورات ورفض الحزب المشاركة التركية في القوات المتعددة الجنسية"، وشكرا للنائب عون "مساندته لرفضهما المشاركة التركية".

وكان العماد عون التقى النائب السابق فيصل الداود الذي صرح:"احب ان اركز على الدور الذي قام به الرئيس ميشال عون، لا سيما انه دور انقاذي رسخ الوحدة وفشل المخططات التي كانت تحاك اثناء الاحداث والحرب الاليمة ضد لبنان. هذا الدور التلاحمي هو دور تاريخي يوازي الانتصار الذي حصل مع المقاومة ضد العدو الاسرائيلي. هناك انتصار والدور الحاضن لجميع الشرائح الشعبية والطائفية وهذا دليل ان لبنان بألف خير".

سئل: ماذا عن الحقبة الجديدة في لبنان؟ اجاب:" نحن نعتبر ان الحكومة فشلت وكان فشلها ذريعا. وهناك علامات استفهام حول تعامل بعض القيادات السياسية وبعض الوزراء مع العدو الاسرائيلي. ولدينا معلومات حول التحقيق الذي كان مفتوحا في فلسطين المحتلة حول موضوع الحرب التي جرت ضد لبنان. فكان هناك ضغط اميركي لتوقيف التحقيق لكي لا يطال في مضمونه الاتصالات التي جرت بين اطراف لبنانيين واسرائيليين".

سئل: لكنكم تلقون اتهامات خطيرة على بعض السياسيين؟ اجاب:" لا شك، نحن نتهم مباشرة. من ناحية ثانية نتساءل: هل كانت الحكومة اللبنانية في المستوى المطلوب بالنسبة الى الشعب اللبناني خلال الحرب؟ اين هي المساعدات؟ لقد اتت الى وزارة الشؤون الاجتماعية التي سلمتها الى سياسيين والى غير المهجرين. لقد صرفت اموال طائلة وهدر في سبيل تفعيل دور بعض القيادات السياسية. هل هذا واجب وطني او يدان ويعتبر تواطؤا؟ هذان الامران كفيلان طلب اسقاط الحكومة. نحن من ناحية وطنية نطالب بإسقاط الحكومة التي اصبحت فريقا وتتصرف بكيدية في هذا الموضوع ولبنان يتطلب وحدة صف داخلي لان هناك استحقاقات كبيرة. لبنان سيخسراذا لم تكن هناك حكومة قوية ومتماسكة.

نحن نريد للحكومة ان يكون انتماؤها للوطن". سئل: هل هذا الوقت مناسب لطلب اسقاط الحكومة؟ اجاب:" بدون شك لانه بعد الحرب هناك استحقاقات داخلية وخارجية. على الحكومة ان تحقق الوحدة الوطنية لا ان تشرذم الوحدة. وهذه الحكومة لا تتمتع بالثقة. الوقت ملائم لاستقالة الحكومة ولانتاج حكومة وحدة وطنية".

سئل: هناك افرقاء يقولون انكم لا تسمحون للحكومة بالعمل فأنتم دوما تهاجمونها؟ اجاب:" في كل دول العالم هناك معارضة وموالاة. فليقل احد ما هي انجازات الحكومة؟ ان كان على الصعيد الوطني او الانمائي. فلم تصلح "الجورة" في الطريق. هل دعمت المواطن وصموده؟ ماذا حققت؟ منذ شكلت الى اليوم لم تحقق شيئا وحتى لم تقرب وجهات النظر بين المواطنين والمسؤولين. هل كان الوضع اللبناني الداخلي محصنا قبل الحرب على لبنان؟ كلا. اذا بعد النصر الكبير وبعدما ثبت ان الوحدة الوطنية قد تحققت ورمزها هو العماد عون، ومن المفروض ان يكون هناك تغيير جذري على مستوى الحكومة ولبنان في خطر".

 

البطريرك صفير استقبل الوزير متري ووفد اتحاد بلديات زغرتا وهيئات

وطنية- 25/8/2006(سياسة)أمل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير "ان يقصر الله ايام المحنة, وان يرسخ الهدوء والسلام والاستقرار"، وقال:" على اللبنانيين ان يعمقوا وحدة الموقف الوطني التي تجلت ابان المحنة الاخيرة, وان يطبقوا التعاليم الدينية والوطنية التي تدعوهم الى العيش بالتضامن والوحدة والمحبة". استقبل البطريرك صفير في الديمان اليوم النائب بطرس حرب الذي قال عقب الاجتماع: "الزيارة للتشاور بعد التطورات الدراماتيكية التي حلت بالبلد, ومن الطبيعي جدا ان نلتقي البطريرك صفير لنتشاور بما جرى, ونستشرف المستقبل سويا, وان ندرس الاحتمالات التي يمكن ان تحصل في لبنان في المرحلة المقبلة لاسيما بالنسبة للقرار 1701 الصادر عن مجلس الامن, ولاسيما ان هناك حالة تردد نلحظها في المجتمع الدولي لجهة ارسال القوات الدولية والتي أمل ان تكون قد انفرجت امورها عقب القرار الذي صدر امس عن الرئيس الفرنسي جاك شيراك بارسال 2000 جندي فرنسي للمشاركة في هذه القوة".

اضاف:" رغم ذلك لا تزال المخاوف قائمة, ولايزال اللبنانيون يشعرون بان القرار 1701 اذا بقي حبرا على ورق ولم يحترم من قبل جميع الاطراف المعنيين ولاسيما من قبل اسرائيل, وبالمقابل من قبل المجتمع الدولي في السعي لتنفيذ هذا القرار, فان هذا القرار لن يفيد لبنان, و بالتالي سيفسح في المجال امام تمييع الحالة واعادة حلقة التدمير وعودة الاشتباكات التي كانت دائرة في لبنان, ونحن نأمل ان تواكب الحركة السياسية في لبنان بروح ايجابية وان تحسن امكانية تنفيذ هذا القرار, مع معرفتنا المسبقة بان هذا القرار لم يتضمن كل مطالب لبنان ولم يحقق كل ماكان يرغب فيه لبنان كما انه لايجب ان ننسى ان هذا القرار كان يجب ان يراعي العديد من النقاط, ولقد تمكن لبنان وحكومته من تحقيق انتصارات ديبلوماسية كبيرة بصدور هذا القرار, بقي ان ننفذ هذا القرار في المرحلة المقبلة وان ننتقل الى المرحلة الثانية التي هي تحرير مزارع شبعا وبت قضية الاسرى اللبنانيين في السجون الاسرائيلية والاسرى الاسرائيليين لدى حزب الله, كما بقي ان نبت عملية كيفية الدفاع عن لبنان, وبالتالي هناك قضية اساسية مطروحة هي مصير سلاح حزب الله الذي يجب ان يبت وان تعطى للدولة اللبنانية صلاحية وامتياز حمل السلاح في لبنان والدفاع عن اللبنانيين ودعم اجهزة الدولة اللبنانية الشرعية بكل الطاقات التي لدينا, بما فيها الطاقات التي هي متوافرة عند حزب الله والتي لو امنت للجيش اللبناني لتحول هذا الجيش بفضل التدريب والتجهيز الجديد الى اداة قادرة على ممارسة دورها في حماية لبنان من اي اعتداء اسرائيلي قد يقع عليه" .

وختم:" تداولنا مع البطريرك ايضا في كيفية تحريك العجلة السياسية الداخلية وفي دور بكركي في المرحلة المقبلة لاسيما على الصعيد المسيحي, في ظل غياب الدور المسيحي الرسمي بغياب دور رئيس الجمهورية الذي يفترض فيه ان يمثل المسيحيين في السلطة وان يكون رئيسا لكل لبنان ولكنه يمثل المسيحيين نتيجة الموقع الذي هو فيه مماادى الى الحاق الاذى بموقع المسيحيين وشعورهم بعدم المشاركة بالقرارات السياسية الكبيرة.

واستقبل البطريرك صفير وفد اتحاد بلديات قضاء زغرتا برئاسة رئيس الاتحاد العميد المتقاعد جوزف المعراوي, و شدد امامه على ضرور تعميق وحدة الموقف الوطني التي تجلت ابان المحنة الاخيرة حين احتضن اللبنانيون والهيئات البلدية والاهلية النازحين من العدوان الاسرائيلي, املا ترسيخ الهدوء والاستقرار والسلام وعودة الحياة الطبيعية, ودعا المسؤولين الحكوميين الى اعادة ما اقتطعوه من عائدات الى البلديات واتحاداتها المالية لكي تتمكن من الاضطلاع بالنهوض التنموي المطلوب.

وعرض العميد المعراوي للبطريرك انشطة وخدمات البلدية الانمائية ودور الاتحاد في رعاية المهجرين الذين قصدوا زغرتا، كما عرض مشكلة اقتطاع الحكومة مبالغ عالية تقارب الاربعين بالمئة من عائدات البلديات والاتحادات المحتاجة الى الدعم فيما اضافت لبعض البلديات والاتحادات مخصصات كبيرة، ما اضعف قدرات البلديات وبات يهدد بشل دورها. ورد البطريرك صفير بكلمة شكر فيها زيارة اتحاد بلديات قضاء زغرتا وقال:" لقد علمنا من رؤساء البلديات ان الحكومة وهي مازومة في هذه الايام وقد حسمت من عائدات البلديات ما اضعف هذه الاخيرة عن القيام بعملها الانمائي المطلوب وخصوصا ان هذه البلديات قد قامت بدور اضافي من خلال استقبالها اعداد المهجرين الذين اصابتهم الحرب التي دارت على مدى 33 يوما ونأمل من المسؤولين اعادة النظر في هذا الامر، خصوصا وان البلديات هي السلطات المحلية التي يلجأ اليها المواطنون قبل لجؤئهم الى السلطات العليا الاخرى، لذلك نحن نشكر المسؤولين اذا اعادوا النظر في هذا التدبير, كما نشكر البلديات على ماقامت به من اعمال رعاية المهجرين الذين اقاموا في المنازل الخاصة ودور البلديات وسواها من الدور العامة. وأمل "ان يقصر الله ايام المحنة, وان يرسخ الهدوء والسلام والاستقرار" وقال:" ان على اللبنانيين ان يعمقوا وحدة الموقف الوطني التي تجلت ابان المحنة الاخيرة, وان يطبقوا التعاليم الدينية والوطنية التي تدعوهم الى العيش بالتضامن والوحدة والمحبة.

وظهرا التقى البطريرك صفير وزير الثقافة طارق متري الذي عرض معه تطورات الاوضاع منذ مداولات مجلس الامن واصدار القرار الدولي 1701 والملابسات التي رافقت الاعداد والتعديلات وصولا الى المرحلة الحالية والاشكالات المحلية والدولية التي ترافق التنفيذ. ومن زوار الديمان ايضا المهندس جو صوما والدكتور جهاد طربيه

 

الوطنيون الاحرار: الانتهاكات الاسرائيلية تشكل خرقا فاضحا لل 1701 هناك ثغرات في قرار ارسال الجيش الى الحدود في ظل تواجد حزب الله

وطنية - 25/8/2006 (سياسة) دان المجلس الاعلى لحزب الوطنيين الاحرار في اجتماع عقده برئاسة رئيسه الاستاذ دوري شمعون، "الانتهاكات الاسرائيلية التي تشكل خرقا فاضحا للقرار 1701". واهاب الحزب في بيان عقب الاجتماع "بالشرعية الدولية وبأشقاء لبنان واصدقائه المبادرة الى تعزيز قوات الامم المتحدة الموقتة في لبنان "يونيفيل" وإلزام اسرائيل وقف اعتداءاتها وخرق السيادة اللبنانية، ورفع الحصار والانسحاب الى ما وراء الخط الازرق. ورأى "ان ثمة ايجابية في ثبات الرئيس السوري على مواقفه التي هي بمثابة قرينة لا تدحض ضده، كونها اقرارا علينا مكررا، والتي تثبت، بما لا يقبل الشك ولا يتحمل اي تفسير معاكس، حقده التاريخي الموروث على لبنان تجسيدا لعقيدة بالية ترفض الاعتراف بكيانه، وتحاول تبريره باللجوء الى ترهات ايديولوجية عفا عليها الزمن. هذه المواقف تشكل بعيدا عن مغزاها العقائدي، اصرارا على التعاطي مع لبنان كما يراه حكام دمشق والتدخل في شؤونه واللعب على تناقضاته وضرب استقراره واستباحة مقدراته وسلب ثرواته، وهو تصرف اشبه بتصرف المافيات وقطاع الطرق.

وفي السياق عينه لا توفر دمشق فرصة الا وتستغلها، مثل التهديد بإقفال الحدود اذ تم تدعيم الجيش اللبناني المنتشر على امتدادها بعناصر من القوات الدولية وذلك للمحافظة على حرية ادخال السلاح الى لبنان لاضعافه وحكومته المنبثقة بأغلبيتها من الحركة السيادية التي اسهمت في انسحاب الجيش السوري وفضح ممارساته في لبنان. من هنا موقف الرئيس السوري الرافض اقامة علاقات ديبلوماسية وترسيم الحدود في منطقة مزارع شبعا، مما قد يؤدي الى انسحاب اسرائيل منها، واحجامه حتى عن تقديم الوثائق الثبوتية التي تحمل الشرعية الدولية على اعتبارها ملكية لبنانية وجعلها مشمولة بالقرار 425".

واثنى "على موقف الحكومة الذي عبر عنه رئيسها بالنسبة الى آلية ترميم الممتلكات المتضررة من منازل ووحدات تجارية جراء العدوان الاسرائيلي والتي يجب ان تتم اعادة بنائها على اسس جديدة تحترم الملكية الخاصة والقوانين المرعية الاجراء، والى الشفافية التي ستعتمد في دفع التعويضات، والى تأكيده انه " لن يكون هناك اي قاعدة لاي كان في جنوب الليطاني ولن يكون اي ظهور مسلح سواء بالاسلحة او بالثياب العسكرية، واي سلاح يجده الجيش في شكل مباشر او غير مباشر سيصادره".

ورأى "ان هناك شكوكا نظرا الى الثغرات في القرار 1701 التي قوبلت بثغرات في قرار ارسال الجيش الى الحدود، في ظل استمرار تواجد عناصر "حزب الله" وسلاحه في المنطقة التي يحددها القرار الدولي. ان شكوكنا هذه تبرر تردد بعض الدول بدءا بالصديقة منها في ارسال قوات ناهيك عن اللبس الذي يحيط بمهمة القوة الدولية وهامش عملها. وأمل في معالجة الخلل على الصعيدين اللبناني بتنفيذ الشروط المنصوص عنها تنفيذا صادقا، والدولي بالتصويت على قرار يوضح الغموض وسد الثغرات في آلية التطبيق كما كانت الحال بالنسبة الى القرار 425 او اقله التوصل الى تفهم دولي - لبناني يؤدي الى الهدف نفسه".

 

جنبلاط عن تفاهم سوري – اسرائيلي ضد لبنان 

  الجمعة 25 أغسطس -ايلاف

أوحى العرض الذي قدمه رئيس اللقاء الديموقراطي النائب اللبناني وليد جنبلاط للاوضاع الراهنة في لبنان استنادا الى تطور مواقف الافرقاء المعنيين في الداخل منذ اندلاع احداث 12 تموز يوليو واستمرار استضعاف الدولة وتدخل النظام السوري في شؤون لبنان، بان المرحلة المقبلة لن تكون سهلة وان معاناة هذا البلد لن تنتهي ما لم يعلو شأن الدولة فوق كل شأن وما لم يصبح الجميع تحت سقف سلطة الدولة وما لم تمسك الحكومة بزمام الامور وتبسط سيطرتها هذا هو فحوى الرسالة التي اراد النائب وليد جنبلاط ايصالها الى المسؤولين الفرنسيين الذين التقاهم في باريس والى الصحافيين الذين جمعه بهم لقاء صريح .  فالنائب جنبلاط الذي جاء الى فرنسا برفقة الوزيرمروان حمادة للمشاركة في اعمال " الجامعة الصيفية " للحزب الاشتراكي الفرنسي التقى بكل من وزيري الخارجية فيليب دوستي بلازي والداخلية نيقولا ساركوزي . وتناولت المحادثات الوضع في لبنان والثمن الباهظ الذي دفعه هذا البلد من أرواح أبنائه نتيجة الاعمال الحربية الأخيرة والتدمير الهائل الذي لحق بالبنى التحتية وبالاملاك العامة والخاصة. كما تم بحث آليات تنفيذ القرار 1701 وارسال قوات لدعم قوة اليونيفيل التي ستنتشر الى جانب الجيش اللبناني في الجنوب . واذ اكد دوستي بلازي لجنبلاط وفقا لما تسرب ،على وقوف فرنسا الى جانب لبنان وعلى مساعدته ودعم الحكومة لبسط سيطرتها وسيادتها حذر من محاولات عودة سوريا الى هذا البلد او محاولات اعادة فرض نفوذها مستبعدا أي حوار معها حاليا بشأن لبنان .

 جنبلاط اشاد من جهته بالجهود التي قامت بها فرنسا منذ بدء الازمة وصولا الى وقف العمليات العسكرية وشدد على الاهمية الكبرى لارسال باريس قوات الى جنوب لبنان والارتياح العام الذي تركه قرار الرئيس جاك شيراك بدعم اليونفيل بالفي جندي فرنسي . وطالب جنبلاط فرنسا بالقيام بدور طليعي في هذه القوة وفي قيادتها داعيا الى مواجهة المتضررين من وقف تدمير لبنان منتقدا نوايا النظام السوري وتصرفاته المؤذية للبنان.

وتحدث عن وجود تفاهم سوري ـ اسرائيلي ضمني منذ السبعينات ضد لبنان ودعا الى عدم اهمال ملف اغتيال رفيق الحريري وانشاء محكمة دولية لمعاقبة الفاعلين وانتقد بشدة دور النظام السوري في زعزعة الاستقرار في لبنان وفي التدخل في شؤونه محذرا من محاولة هذا النظام و بعض اصدقائه في لبنان من اثارة الفتنة الداخلية .

جنبلاط اعتبر ان ما حصل في 12 تموز في اشارة الى خطف حزب الله جنديين اسرائيليين شكل انقلابا سياسيا ليست سوريا بعيدة عنه مؤكدا رفضه المطلق لمشاريع اقامة دولة ضمن الدولة اللبنانية وقال ان مثل هذه المحاولات امر مرفوض ولا سلطة يجب ان تعلو فوق سلطة الدولة مستخدما عبارة " الجيش فوق الارض وحزب الله تحت الارض"لوصف الوضع في الجنوب حيث انتشرت قوات الجيش اللبناني داعيا الى حصر السلاح بالشرعية والالتزام بالقرارات الدولية . وبشأن الوضع على الحدود مع سوريا أيد جنبلاط القرار الذي اتخذته الحكومة بنشر الجيش على هذه الحدود وعدم الاستعانة بقوات دولية قائلا انه يثق بالدور الذي يقوم به رئيس المجلس النيابي نبيه بري في معالجة هذه المسألة داخليا مع الفريق الشيعي وخارجيا مع سوريا . جنبلاط أيد العودة الى طاولة الحوار اذا امكن ذلك كما قال من جراء وجود جملة أمور وملفات شائكة ولم يخف جنبلاط حقيقة عجز قوى الرابع عشر من اذار على استعادة المبادرة في هذه الملفات ومنها موضوع سلاح حزب الله ومصير رئيس الجمهورية والتحضير للمعركة الرئاسية المقبلة وحيابالمقابل المثقفين الشيعة الذين كان لهم الجرأة في انتقاد قيام دولة ضمن دولة .

 

إسرائيل تعين مسؤولا عسكريا لإدارة حرب محتملة مع إيران 

الجمعة 25 أغسطس - ايلاف

 بشار دراغمه من رام الله: عين دان حالتوس رئيسة هيئة أركان الجيش الإسرائيلي العميد اليعيزر شكيدي قائدا عسكريا لجبهة الحرب مع إيران في حال حدوثها. وشكيدي الذي يعمل حاليا قائدا لسلاح الجوي الإسرائيلي يحظى بثقة حالتوس . وصعدت إسرائيل من لهجتها ضد إيران في الآونة الأخيرة ولم تكتف بالأقوال فقط بل ذهبت إلى تحضير نفسها عسكريا لحرب متوقعة قادمة وتعيين شكيدي يندرج في هذا الإطار. كما أن الاستخبارات الاسرائيلية لم تفاجأ في هذا الاسبوع من رد إيران على العرض الدولي بـ "لا، ولكن". شعبة الاستخبارات العسكرية تقول للمستوى السياسي في إسرائيل أن ايران تواصل مشروعها النووي بكل كثافة سواء في المنشآت المعروفة أو على المستوى السري. وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية :"في طهران لا يرون أن هناك تهديدا دبلوماسيا حقيقيا يمكنه أن يحدق المشروع بالخطر الغرب خرقة، ومن الممكن الاعتماد دائما على الاوروبيين النواعم أو على روسيا والصين حتى يحبطوا المبادرة الامريكية لفرض العقوبات. في اسوأ الحالات ستُفرض على ايران، حسب اعتقادها، عقوبات رمزية، وسيكون بامكان طهران أن تُزيلها من خلال الجمع المعروف بين الابتسامات والتهديد بتحطيم قواعد اللعب".

وذكرت هآرتس أنه في يوم الخميس القادم سيمر الموعد المحدد الآخر الذي حدده مجلس الأمن لايران حتى تتوقف عن تخصيب اليورانيوم. حيث أن القرار 1696 الذي اتخذ في منتصف الحرب في لبنان شدد من لهجته وهدد ايران بخطوات ملائمة تضمن انصياعها. ولكن اسرائيل تُقدر أن أحمدي نجاد سيجتاز هذا الوضع من دون أي صعوبة. هو ومن حوله مصممون على الوصول الى القنبلة النووية، وأضافت:" الادارة الامريكية ضعيفة ومتورطة في العراق، وطوني بلير وجاك شيراك في طريقهما الى الرحيل، وحكومة اسرائيل في وضع انفراط".  وبحسب الصحيفة فأنه في ظل هذه الظروف، عندما تراهن ايران على الزمن لتجتاز نقطة اللاعودة النووية، يقترب القرار الحاسم بشأن العملية العسكرية ضد ايران وتعيين شكيدي لهذا المنصب يشير الى أن اسرائيل تستعد لمواجهة محتملة مع ايران.  وتابعت:" هناك جدل كبير بين الاستراتيجيين إن كانت محاولة تكرار قصف مفاعل تموز في 1981 ستنجح في عرقلة ايران لفترة طويلة، أم أنها ستؤدي فقط الى تعزيز النظام الايراني واندلاع حرب اقليمية. في القدس ليس هناك الآن من يبت في هذه القضايا: اولمرت كان مشغولا بالحرب ضد حزب الله، وهو الآن يكافح من اجل بقائه السياسي بعدها، وهو لم يُجر منذ عدة اسابيع نقاشات حول التهديد الايراني و"طاقم رؤساء الوزراء" الذي أقامه بشكل خاص من اجل هذا الهدف، انعقد لمرة واحدة ومن ثم تلاشى".

 

توقيف مشتبه به ثان لبناني متورط في إعتداءات المانيا 

الجمعة 25 أغسطس - أ. ف. ب.

  بيروت:  اعتقلت السلطات اللبنانية اليوم شخصا لبناني الجنسية يشتبه بتورطه في محاولة تفجير قطارين في المانيا اواخر تموز/يوليو. و افادت مصادر قضائية "ان التحقيقات مع جهاد حمد (الموقوف الاول) ادت الى توقيف شخص ثان في لبنان"، و اضافت ان "الموقوف هو لبناني الجنسية" بدون ان يعطي تفاصيل عن اسمه او المكان الذي تم فيه اعتقاله. يذكر بان جهاد حمد سلم نفسه الخميس الى السلطات في طرابلس كبرى مدن شمال لبنان وبدات قوى الامن الداخلي استجوابه تحت اشراف المدعي العام التمييزي سعيد ميرزا. وبذلك يرتفع عدد الموقوفين المشتبه بهم في محاولة ا إقرأ أيضا استجواب اللبناني الموقوف واعتقال ثالث في قضية اعتداءات المانيا

الادعاء الالماني الى بيروت للتحقيق مع اللبناني حمد اعتداء بالمتفجرات على قطارين في 31 تموز/يوليو في المانيا الى اربعة من بينهم ثلاثة لبنانيين. وفي المانيا اعلن الادعاء العام الاتحادي اليوم عن اعتقال مشتبه به ثالث تم على الاراضي الالمانية بدون ان يحدد جنسية الموقوف. واكتفى بالاشارة الى انه كان يتحرك في محيط المشتبه الاول الذي اوقف الاسبوع الماضي في المانيا اللبناني يوسف محمد الحج ديب.

 

بين «المحافظين الجدد» و«القومجيين الجدد» 

الجمعة 25 أغسطس - الحياة اللندنية - وليد شقير

المهم ألا يصدق بعض قادة «حزب الله» التصريحات التي يطلقونها عن تقصير الدولة في التحرك في عملية إعادة الإعمار ورفع الأنقاض وفتح الطرقات المدمرة جسورها في المناطق الجنوبية وفي الضاحية الجنوبية والبقاع، حيث أمعن العدوان الإسرائيلي قصفاً وحقداً. والأرجح أنهم لا يصدقونها لأنها تصريحات تستهدف أجهزة الدولة اللبنانية الغارقة بالبيروقراطية والبلادة في التحرك للعمل على رفع الأنقاض وفتح الطرقات...

وبين العوامل التي سهّلت ظهور هذا الانطباع عن قصور الدولة اللبنانية في التحرك عقب وقف الأعمال العدائية يوم الاثنين 14 آب (أغسطس)، أن بعض أجهزة الدولة الذي بدأ فعلاً العمل على الأرض، مثل الجيش والدفاع المدني ووزارة الأشغال، لم يواكبه الإعلام مثلما يحصل حين تتحرك منظمات أو أحزاب يهمها إبلاغ الجمهور العريض بما تقوم به. إلا أن ثمة عاملاً آخر مهماً بدوره هو أن «حزب الله» اكتشف، مثلما اكتشف سائر اللبنانيين، أن الكارثة هائلة وضخمة وأن ما خلفه العدوان لا يستطيع «حزب الله» الاضطلاع بمسؤولية معالجته سواء في التعويض الموقت للمتضررين أو في التخطيط لإعادة الإعمار، بعد أن كان أوحى أنه سيتولى الأمر ويترك للدولة البنية التحتية التي حطمها الإسرائيليون في البلد المنكوب.

فعلى رغم الجهد الإداري والتنظيمي الاستثنائي الذي بذله الحزب، والدينامية التي برهن عليها عبر مؤسسة «جهاد البناء» التابعة له، بدا أن الأمر يفوق قدرة أي جهة منظمة. وهو يفوق حكماً قدرات الدولة اللبنانية وأجهزتها الأكبر والأكثر خبرة وتنظيماً. وكان لا بأس ان يتحول الحزب عن محاولته ان يأخذ على عاتقه اعادة بناء الشقق السكنية. فالمهدم منها اكبر بكثير من التوقعات... وكان لا بد من لوم تأخر الدولة عن التحرك من اجل التمهيد لإيلاء المسؤولية اليها. وهذا مشروع في السياسة. ولذلك فإن بعض قادة الحزب لا يصدقون على الأرجح ما يقولون. اما القول ان الدولة قاصرة على رغم ان امكاناتها اكبر من الحزب فهو صحيح. والصحيح أيضاً أن جهود الدولة زائد جهود الحزب ستكون قاصرة، وأن القضية تحتاج الى تبصّر، قبل إطلاق الأحكام، والى ابتداع صيغة خلاقة بين الدولة والقطاع الخاص والمبادرات غير الحكومية والخارجية للنهوض بهذا الحمل الضخم. ولعل هذا ما يجعل اللبنانيين يفتقدون خيال الرئيس الراحل رفيق الحريري الإعماري وديناميته في هذا المجال.

والأرجح ان بعض قادة الحزب لا يصدقون الحملة على الدولة خصوصاً تلك التي يقودها بعضهم من خارج الحزب، سواء تحت عنوان استهداف الحكومة من باب استهداف الهوية السياسية لقيادتها، أو تحت عنوان عدم الثقة بالدولة. فهذه الدولة وهذه الحكومة شكلتا، سواء أعجب هذا البعض أم لم يعجبهم، غطاء شرعياً للمقاومة، بدءاً من اقتناع قيادة هذه الحكومة بأن العدوان الذي شنته اسرائيل هو حرب مفتوحة على لبنان ككل وليس على المقاومة وحدها، وبأن هذه الحرب لن تنجح في تحقيق أهدافها ضد الحزب... والدولة والحكومة شكلتا الغطاء الشرعي الضاغط عربياً ودولياً لوقف الحرب والأداة السياسية الشرعية التي رفضت الشروط الاسرائيلية أمام المجتمع الدولي في القرار 1701.

وهي التي تشكل الآن بعد وقف الاعمال العدائية، الجهة الوحيدة المحركة للضغط الخارجي من اجل الحؤول دون تجديد إسرائيل الحرب، التي بات من المؤكد ان الحزب لا يريدها ويتجنبها... ويعتمد على ثنائية رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة للملمة تداعياتها على لبنان، من أجل أن يستثمر هزيمة العدو أمامه عربياً ومحلياً، لمصلحة عقيدة وثقافة المقاومة في وجه اسرائيل.

الأرجح ان قيادة «حزب الله» لا تصدق حملة «القومجيين الجدد» على الدولة والحكومة بحجة انها دولة وحكومة لا تطمئنان المقاومين وان لا بد من إسقاط هذه الحكومة ليحل مكانها «القومجيون». فهؤلاء مقابل «الحرب الاستباقية» التي شنها «المحافظون الجدد» في واشنطن ضد ايران، على الارض اللبنانية لاستهداف «حزب الله»، يقنعون انفسهم بشن «حرب استباقية» على التركيبة اللبنانية الحالية لاعتقادهم بأنهم البديل منها في السلطة. وهم مثل «المحافظين الجدد» في أميركا لا يضيرهم ان تسود الفوضى لأن الجميع يدرك ان السعي الى تغيير الحكومة هو قيادة لبنان نحو الفراغ والفوضى. يقنع «القومجيون الجدد» انفسهم بأن لا بديل منهم مقابل المحافظين الجدد. إما هم او المحافظون الجدد. لكن أداء الدولة اللبنانية أثناء العدوان أثبت ان ثمة مكاناً لخيار ثالث غيرهم...

 

المانيا تؤكد بيع غواصتين لاسرائيل 

الجمعة 25 أغسطس- أ. ف. ب.

 رلين: اكدت الحكومة الالمانية اليوم ان اتفاقا لبيع اسرائيل غواصتين المانيتين ابرم مطلع تموز/يوليو، موضحة ان السفينتين ليستا مزودتين باسلحة نووية. واوضح مساعد المتحدث باسم الخارجية الالمانية توماس شتيغ ان تسليم الغواصتين اللذين قدمت طلبيتهما في 2005 "مقرر اعتبارا من 2010"، واضاف ان صنع الغواصتين لا علاقة له بالنزاع الحالي في الشرق الاوسط. وافاد متحدث باسم وزارة الدفاع ان الاتفاق بين الدولة العبرية وحوض صناعة السفن "اه دي في" وهو فرع من المجمع الصناعي تيسنكروب في كيال، ابرم في 6 تموز/يوليو.

واشارت وزارة الاقتصاد من جهتها انها لم تتلق طلبا من حوض صناعة السفن باجازة تسليم اسلحة لمرافقة تسليم الغواصتين. وتصل كلفة بناء الغواصتين الى مليار يورو. وتعهدت المانيا باسم مسؤوليتها التاريخية تجاه اسرائيل بدفع ما يقارب ثلث هذه القيمة، وهو مبلغ يصل الى 333 مليون يورو كانت حكومة الاشتراكيين والخضر لحظتها سابقا في موزانة العام 2006. وذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الاسرائيلية الاربعاء ان البحرية الاسرائيلية ابرمت اتفاقا مع المانيا في تموز/يوليو لشراء غواصتين تتمتعان بقدرات نووية بحسب خبراء دوليين وذلك بهدف الاستعداد لمواجهة التهديد الايراني. وذكرت الصحيفة ان الغواصتين من فئة "دولفين" ونوع "يو 212" سيتم صنعهما في المانيا وستجهزان بنظام دفع يتيح لهما البقاء تحت المياه لفترة اطول مقارنة مع الغواصات التي تملكها اسرائيل حاليا. ويبلغ عدد افراد طاقم هاتين الغواصتين 35 رجلا ويمكنهما نقل عشرة ركاب ويبلغ قطر تحركها 4500 كلم مع القدرة على اطلاق صواريخ مجهزة برؤوس نووية بحسب جاينز ديفنس ويكلي، المجلة المتخصصة في مجال الاسلحة.

 

خمسة وعشرون هليكوبتر أوروبية لمراقبة الحدود السورية وقمر تجسس صناعي فوقها على مدار الساعة/ باريس للبنانيين: تصرفوا على أساس أن بلدكم جزيرة وابحثوا عن طرقات بديلة لاقتصادكم

 لندن-كتب حميد غريافي: السياسة

تفاعلت أمس الخميس ردود الفعل العنيفة على الحملات الإعلامية المتلاحقة التي يشنها تباعاً الرئيس السوري بشار الأسد على لبنان, فعمدت القوى اللبنانية الوطنية في الداخل والخارج إلى الرد على حديثه إلى فضائية »دبي« الذي وصفته الجاليات اللبنانية في بلدان الاغتراب ب¯»الحاقد والحسود والمنتقم« ففندت مزاعمه وادعاءاته قانونياً, وطالبت الحكومة اللبنانية نفسها بإقفال الحدود مع سورية وإيجاد الوسائل الجذرية للنقلين الجوي والبحري عبر طرقات أخرى لا تمر بسورية.

ودعت أوساط ديبلوماسية فرنسية في باريس أمس حكومة السنيورة إلى »البحث عن طرق تصدير أخرى« إلى خارج لبنان غير الطرق المارة بسورية, لأننا على ما يبدو سنشهد مرة أخرى خلال الأسابيع القليلة المقبلة بعد نزول القوات الدولية في جنوب لبنان وتمدد انتشارها إلى جانب الجيش اللبناني ليشمل طول الحدود السورية البالغ نحو 278 كيلومتراً, اعتداء سورياً جديداً على القانون الدولي بإقفال نظام بشار الأسد حدوده مع لبنان كما فعل مرتين خلال الأشهر العشرة الماضية«. وأعربت الأوساط عن اعتقادها أن يكون الرئيس السوري بتهديده إقفال الحدود مع لبنان إذا انتشرت عليها قوات دولية بمثابة »دفع سوري متعمد للحكم اللبناني« الراهن المعادي له باتجاه فتح ابواب سلام مع اسرائيل تحفظ للبنان مصالحه وأمنه على غرار الابواب التي فتحت بين مصر واسرائيل والاردن والدولة العبرية وبعض الدول المغاربية والخليجية التي انشأت علاقات تجارية معها«.

وقالت الاوساط الديبلوماسية الفرنسية ل¯ »السياسة« في باريس :»عليكم »اللبنانيون« ان تنسوا حتى اشعار آخر, اي حتى سقوط نظام البعث في دمشق, ان لكم حدودا برية مع سورية, وان تتصرفوا وكأن بلدكم- بوجود هذا الخطر السوري المستمر على حدودكم-جزيرة مثل بريطانيا وقبرص وسواهما, وتنشئوا بدائل فورية لتصدير اقتصادكم وتجارتكم الى الخارج فتستريحوا من هذا الظلم والتحكم وتستغنوا عن اي اتصال بهذا النظام«.

وكشفت الاوساط ل¯ »السياسة« النقاب عن وجود مفاوضات داخل الاتحاد الاوروبي للدول التي سترسل قوات الى لبنان حول »امكانية ان تنقل معها 25 طائرة هليكوبتر لمراقبة الحدود اللبنانية السورية الى جانب عدد مماثل يمتلكه الجيش اللبناني, كما يجري البحث في ان تتكفل فرنسا وبريطانيا والمانيا واسبانيا وبلجيكا وايطاليا وفنلندا والسويد والدنمارك بالمشاركة في تكاليف قمر صناعي للتجسس لمراقبة تلك الحدود على مدار الساعة منعا لتهريب الاسلحة والصواريخ الى حزب الله والفلسطينيين والعناصر الارهابية في لبنان«

الردود اللبنانية في الخارج

واصدر »المجلس العالمي لثورة الارز« في واشنطن امس بيانا هاجم فيه »غطرسات« الرئيس السوري بشار الاسد في حديثه المتلفز في اليوم السابق قائلا:» اننا لم نفاجأ بعدائية الرئيس السوري هذه ولم نكن نتوقع الا مثل هذه التصرفات الحاقدة والانتقامية ضد حكم ثورة الارز في بيروت«.

وقال رئيس المجلس جو بعيني ل¯ »السياسة«: للرد على مثل هذه المواقف التي صدرت عن رأس النظام البعثي السوري ضد لبنان قدمنا الى بعثات الامم المتحدة في الواحد والعشرين من مايو الفائت خارطة تبين المناطق المتنازع عليها على الحدود اللبنانية السورية البالغ عددها 36 خرقا لاراضينا, وهي خارطة وضعها الجيش اللبناني عام .1975 وخلال لقاءاتنا مع اعضاء مجلس الامن الدولي تبين لنا أنهم مقتنعون بأن كل الخلافات بين لبنان وسورية سببها تصرفات نظام الاسد البعثي وبأن هذه المشكلات ستستمر «.

وذكر البعيني: إننا نأمل في أن يمتثل الرئيس الاسد للقرار الدولي 1680 الداعي الى ترسيم الحدود بين لبنان وسورية بما فيها مزارع شبعا والى عدم رفض القرار 1701 الداعي الى نشر القوات الدولية لمساعدة الجيش اللبناني على مراقبة حدوده مع سورية, والا فاننا نعرف تماما ان هناك توجها دوليا لارسال قوات طوارئ دولية رادعة استنادا الى الفصل السابع من القانون الدولي المتضمن استخدام القوة.

وقال رئيس المجلس العالمي لثورة الأرز أن مخاوف اللبنانيين منذ سنوات طويلة »ناجمة عن اعتبار السوريين لبنان بمثابة إحدى محافظاتهم وهذا فعلاً ما يدرسونه لتلاميذهم في مدارسهم«.

وأضاف إلى قوله: »إننا نريد أن نذكر دكتاتور دمشق بأن نظامه احتل لبنان طوال ثلاثين عاماً لكنه لم يستطع ابتلاعه, وأن عليه بعد الآن أن يحترم بلدنا وسيادتنا واستقلالنا في لبنان«.

الحرب على لبنان

وبدورها أصدرت المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية-الكندية أمس بياناً اتهمت فيه بشار الأسد ب¯»إعلان حرب على لبنان واللبنانيين«.

وقال البيان الذي أرسل إلى »السياسة« في لندن:

في عهد الأسد الابن البعثي المتميز بالتقلبات الحادة والصبيانية الفاقعة والانسلاخ الفاضح عن الواقع والغربة القاتلة عن القدرات, لم يعد يحكم العلاقات اللبنانية-السورية لا المنطق ولا العقل ولا القوانين والشرائع ولا حتى ما يسمى زوراً »الأخوة« و»رخاوة الخاصرة« وهرطقة وحدة المصير والمسار.

إن ما يحكم هذه العلاقة ويتحكم بمفاصلها كافة قد أمسى الحقد والغيرة ونزعات الانتقام والرفض الهستيري لانتهاء دور سورية الإقليمي نهائياً عقب انسحابها المهين من لبنان السنة الماضية.

في هذا السياق المرضي جاءت تصريحات الرئيس السوري أول من أمس خلال مقابلة مع قناة دبي الفضائية حيث عندما سئل عن موقف بلاده في حال تم تموضع قوات دولية على حدودها مع لبنان

قال: »هذا يعني خلق حالة عداء بين سورية ولبنان...وهذا ينفي سيادة لبنان..

وفي نفس المقابلة رفض أي ترسيم لمزارع شبعا قبل انسحاب إسرائيل منها. وتزامن كلام الأسد العدائي هذا مع تهديد لوزير خارجيته وليد المعلم الذي بشرنا بإمكانية إقفال الحدود اللبنانية-السورية نهائياً في حال وصلت إليها القوات الدولية. تستنكر المنسقية هذا التعدي الفاضح الصادر عن سابق تصور وتصميم عن حاكم سورية وتعتبره إعلان حرب واضحاً يستهدف لبنان وكل اللبنانيين, وبناء عليه فهي تناشد مجلس الأمن الدولي وكل دول العالم الحر والجامعة العربية التدخل الفوري والحاسم وعقد جلسة طارئة لبحث الأمر واتخاذ الإجراءات القانونية والتنفيذية الكفيلة بلجم جماح النظام السوري ووضع حد نهائي لانتهاكاته المستمرة منذ عقود لسيادة لبنان وحقوق أهله ولكافة شرائع الحقوق والاتفاقات الدولية.

 

 المفكر اللبناني البارز انتقد ارتباط طوائف لبنان بتحالفات وولاءات خارجية

 علي حرب لـ "السياسة": "حزب الله" شكل  دولة فوق الدولة وسلطة أقوى من سلطتها

 أجرت الحوار ¯ رشا عبد الوهاب:السياسة

احتجزت الحرب في لبنان المفكر اللبناني البارز علي حرب في احد فنادق القاهرة لمدة شهر اثناء زيارته للقاهرة ليتسلم جائزة »باشراحيل« التقديرية التي فاز بها على مجهوداته الفكرية والمثيرة للجدل وخصوصا بعد ان صدر له اخيرا كتاب بعنوان »الانسان الادنى: امراض الدين واعطال الحداثة«. حرب الذي فتح النار على »حزب الله« وعلى العرب العاجزين وعلى المفكرين والمثقفين الذين اسدلوا الستار على عقولهم واستقالوا من مهمة التفكير الحي رأى ان الحرب في لبنان كانت مفاجئة لمن هو غافل او مستغفل مضيفا انه وفي وسط هذا الدمار لا ينبغي ان نحبس الاسئلة التي تثور في الذهن وهي من فجر الحدث? ولما? وكيف? ولاي اهداف? متسائلا في الوقت نفسه عن الطامة الكبرى المتمثلة في تعجيز الوضع دون ان نحسب الحساب كما هي عادة الحروب الخاسرة. وشدد حرب في حوار لافت ل¯ »السياسة« على ان المشروع الاسلامي سعى لاسلمة الثقافة والمعرفة تحت شعار الحاكمية الالهية ومآله كمشروع مستقبلي فتح الحروب وتغيير المجتمعات بالعنف وعبر سلاح التكفير والتأثيم.

ورأى ان المقاومة هي محور الصراع واصل المشكلة وان »حزب الله« شكل دولة فوق الدولة واقوى من سلطتها وهو ما ادى الى تنازل الدولة اللبنانية عن بعض صلاحياتها وان الحزب لم يكن حزبا مقاوما لاسترداد الارض بل جزءا من مشروع تقوده ايران لافتا الى ان المقاومة انتصرت لان الارض كانت مستباحة وليست محاصرة كما يقول السفخاء وقليلو المعرفة. وفتح حرب النار في معرض اجاباته على المتعاملين مع لبنان كساحة مفتوحة وسائبة لاي صاحب نزوة استبدادية او خطة جهنمية لافتا الى ان ما يجري في لبنان يجعل المرء يخجل من كونه انسانا.

وفيما يلي نص الحوار:

ما وقع الاحداث في لبنان عليك وما تقيمك للوضع الراهن?

يا لها من صدفة لئيمة أو إرادة شريرة أو عقلية مفخخة بالنوايا العدوانية, تلك التي قضت بأن تداهمنا الحرب, لمرة ثالثة أو رابعة على نحو فاق الحروب السابقة بوحشيتها وفظاعتها. الأمر الذي يضع الواحد على حد القلق واليأس من إمكان نهوض لبنان من ورطته التي تعيده, المرة تلو المرة, إلى ركام ورماد.

والحرب كانت مفاجئة وغير مفاجئة في آن واحد. هى مفاجئة لمن ينسى أو يتناسى منطق الصراع وإرادة العدوان, خاصة بعد أن أخذ لبنان منذ أكثر من عقد ينخرط في مسيرة الإعمار وإعادة البناء.. بهذا المعنى فالحرب هى مفاجئة لمن هو غافل أو مستغفل, ولعلنا, كلنا غرفنا في الآمال, ومارسنا دفن رؤوسنا في الرمال.

في هذه اللحظة, الفائقة والاستثنائية, بحرجها وخطورتها ومأساويتها, تصبح المهمة الأولى أن يحسن المرء قراءة ما يحدث بكل ملابساته وأبعاده وتداعياته واحتمالاته : من فجر الحدث ومن يصنعه ? من يوظفه ويقطف ثماره ? كيف نديره ونتعامل معه ?

بالطبع يقال إن الظرف الآن ليس للمساءلة والمحاسبة, بل للدعم والمآزرة, لمواجهة العدو الإسرائيلي بكل شراسته ووحشيته. ولكن قد يقال عكس ذلك بالتمام . فإنه وسط كل هذه الدماء وهذا الدمار, لا ينبغي أن نحبس الأسئلة التي تثور في الذهن : من فجر الحدث? ولم ? وكيف ? ولأي أهداف أو حسابات ? وأما الطامة الكبرى أن نكون قد فجرنا الوضع, من غير أن نحسب الحساب أو نعد العدة, لكي نعطي العدو الفرصة, كما هي عادة عرب الحروب الخاسرة, التي تهدر فيها الجهود وتضيع المكتسبات.

هذا وصف مجرد. كيف تقرأ الحدث الحي بلحمه ودمه وكوارثه ومفاجاءته ?

أن اقرأه يعنى أن أتناوله بمختلف مفرداته وعناوينه, المقاومة, سوريا, إيران, العرب, العالم, المثقفون, أميركا, إسرائيل, النصر, التحرير, ولا أنسى بالطبع لبنان الذي هو مسرح اللعب والمواجهة.

ولنبدأ بالمقاومة التي هى محور الصراع وأصل المشكلة بمختلف نسخها وطبعاتها. فما تقوله الوقائع هو: تريدون المقاومة, خذوا إذن كوارث ونكبات.

هذا ما تشهد به المقاومة بنسختها الأولى الفلسطينية, التي حولت لبنان من جانب المنظمات والمليشيات إلى منطلق لتحرير فلسطين, ومن ثم إلى هدف للرد والاعتداء من جانب إسرائيل.

وبعد أربعة عقود يجد لبنان نفسه في دوامة العنف والفوضى والاضطراب, هذا ما تشهد به الأحداث والتطورات بمعزل عن التشبيحات النضالية والتهويمات الأيديولوجية. هذا ما تقوله الوقائع من جديد: تريدون تقديس المقاومة, خذوا إذن كوارث ونكبات.

هل هذا ينطبق على المقاومة الاسلامية ?

عندما أتت المقاومة الاسلامية اختلف الأمر ولا شك. لأن القضية لم تعد تتعلق بتحرير فلسطين من لبنان, بل بتحرير أرض لبنانية, على يد لبنانيين, ولو بشعار دينى, الأمر الذي أكسب المقاومة بقيادة حزب الله المشروعيه في نظر الكثيرين. ومن المعلوم أن المقاومة الإسلامية كانت قد نالت التأييد والثناء والتبجيل, حتى من جانب من كانوا يتحفظون على عملها أو يعارضون أصلا قيامها, لاسيما بعد تحرير الجنوب, عام 2000, حيث بدا أن هذه المقاومة استردت ما كانت قد خسرته المقاومة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية التابعة لها. يومها لم يبق أحد لم يثن على الإنجاز الذي حققته المقاومة, وفي العالم العربي, نالت المقاومة وقائدها حسن نصر الله من التأييد والتمجيد ما رفعها إلى مصاف البطولة والأسطورة أو القداسة. وهكذا أتت على المقاومة لحظة فائقة كانت فيها في ذروة الاستقطاب للرأي العام. ولم تستغل الفرصة من أجل تغيير الخط والنهج, إذ أن لكل مرحلة أدواتها ومفرداتها عند من يحسن القراءة والتشخيص. ولبنان بعد التحرير هو غيره قبل التحرير. فكيف إذا كانت الظروف والمعطيات في لبنان وعلى الساحة الدولية قد تغيرت, بعد 11 سبتمبر الأميركي, وبعد صدور القرار رقم 1559, وكذلك بعد اغتيال الرئيس الحريري, غير أن حزب الله لم يشأ أن يتغير, وسط كل هذه المتغيرات, بالتخلي عن العمل العسكري والاقتصار على العمل السياسي, لكي يسهم في إعادة بناء الدولة ويسهل عملية بسط سلطتها على كامل أرضها, بل تمسك بموقفه, سواء من حيث الإبقاء على السلاح, أو من حيث الاستقلال عن لبنان دولة وحكومة وشعبا, والانفراد بقرار الحرب والسلم.وقد شكل حزب الله دولة فوق الدولة وسلطة أقوى من سلطتها تخشاها, مما أدى إلى تنازل الدولة اللبنانية, رئاسة وحكومة وبرلماناً, عن بعض صلاحياتها المتعلقة بالقضايا المصيرية لحزب الله. هذا ما حصل اخيرا, حيث سارعت المقاومة إلى تصعيد الموقف, بنوع من الهروب من المشكلة أو إرجاء الاستحقاق الداخلي, بأسرها الجنديين الإسرائيليين, ففجرت الوضع واندلعت حرب غير محسوبة ولا متوقعة, فتحت فيها أبواب جهنم على لبنان, قتلاً وتدميراً وتشريداً, بذلك خلقت المقاومة وضعاً جديداً أعاد لبنان إلى الوراء, فضيعت ما حررته وارتدت على الإنجاز الذي حققته, بما يشبه التواطؤ مع العدو الذي حاربته. مما يعني أن الهدف لم يكن التحرير بل شيء آخر.

ما هو ?

لم يعد مقنعاً بل بات محل استغفال الكلام عن صد اعتداء أو تحرير أرض أو أسرى: فهل نحول لبنان إلى أشلاء لاستعادة أسرى ? هل ندمر وطناً من أجل مزارع شبعا ? وماذا تنفع المقاومة إذا لم يبق من ندافع عنه ? لماذا أقدم حزب الله على أشعال الفتيل ? ما كان أغنانا عن ذلك ? إذ كان بإمكاننا أن نتساوى مع العرب الذين ننتقدهم ونلومهم, بحيث ننظم علاقاتنا مع إسرائيل بانتظار وضع ستراتيجية عربية للمواجهة الشاملة, بحيث لا يتحمل لبنان وحده عبء المسؤولية عن العرب جميعاً. فمن الظلم له أن يحارب أو يعتدى عليه, المرة تلو المرة, فيما الآخرون يتفرجون أو يصفقون للنصر المبين على أنقاض لبنان.

كيف تفسر موقفه?

لنعد الى البداية, فمنذ تشكل حزب الله, لم يكن مجرد حزب مقاوم لاسترداد الأرض المحتلة, وإنما جزء من مشروع أشمل وأكبر, هو المشروع الإسلامي, الذي تقوده إيران. وقد عبر أحد الدعاة البارزين يومها عن ذلك بتساؤله المشبوه أو الملغوم : ماذا يمثل لبنان هذا البلد الصغير, هل يقف حجر عثرة في وجه المشروع الإسلامي الكبير?

ما أبعاد هذا المشروع?

المشروع الإسلامي بما هو سعي لأسلمة الثقافة والمعرفة والسياسة والاقتصاد, ومختلف جوانب الحياة, كما تطرحه الأصولية الاسلامية, على اختلاف مذاهبها ونسخها, تحت شعار الحكومة الإسلامية أو الحاكمية الإلهية, يرمي ليس فقط الى مقاومة الاستعمار أو الهيمنة الاميركية, بل يرمي الى مقاومة المشروع الثقافي الغربي من أساسه. إنه رد من جانب الإسلاميين لمواجهة الحداثة بمختلف موجاتها وعناوينها ونماذجها ... من هنا فإن مآل المشروع الإسلامي هو فتح الحروب الأهلية ومحاولة تغيير المجتمعات العربية بالعنف عبر رفع سلاح التكفير والتأثيم, للعودة الى الوراء, بفرض نماذج وأحكام وفتاوى لا تترجم إلا بزرع الرعب وسفك الدماء وتخريب معالم الحضارة والمدنية, وتحويل الإسلام الى مصنع لنشر الإرهاب على الساحة العالمية. وهذا المشروع قد أخفق إخفاقاً ذريعاً حيث جرب أو طبق في غير مكان. وهكذا فقد طرح الدعاة البديل الإسلامي, بعد إخفاق المشروع القومي والبرنامج الاشتراكي, ولكن الحصيلة, هي أنه أضاف إلى التخلف والاستبداد والفساد, الإرهاب والحروب المقدسة حول المشروعية الدينية.

أين مسؤولية العرب?

العرب عاجزون. وهذا أساس المشكلة, أعني كون المجتمعات العربية ضعيفة, غير فاعلة على مسرح الأمم, بقدر ما هي مجتمعات ميتة سياسياً, كسولة ثقافياً, متخلفة حضارياً, غير منتجة لما تشارك به في صناعة العالم المعاصر, إذ هي في الأغلب تتلقى وتستهلك أكثر مما تبث وتصدر, وتنجر إلى ردات الفعل أكثر مما تفعل وتؤثر.

وهذا شأن الشارع العربي بجماهيره الهائجة ونخبه العاجزة, فلا جدوى من تأييده ودعمه, ذلك أن ما تتقنه الجماهير هو أن تمارس طقوس العبادة لزعمائها وأبطالها, أو أن تكون بؤرة التعصب ومادة الشحن وآلة العداء والصدام لإنتاج مزيد من الاستبداد و الإرهاب. وأما ما تتقنه النخب فهو تلفيق النظريات وفبركة الأوهام الخادعة أو الأحلام المستحيلة لإنتاج مزيد من الخسائر والنكبات.

وحسناً فعل العرب, إذ عقدوا اجتماعهم في بيروت, الأمر الذي يشكل دعماً للحكومة اللبنانية. هذا هو مفتاح الحل دعم الدولة اللبنانية بقرار المفاوضة ,حتى تستعيد سلطتها على أرضها . لا يبقى لبنان ساحة سائبة لمن أراد أن يختبر مشاريعه المدمرة وأحلامه المجنونة.

كيف تصنف موقف المثقفين في هذه الحرب?

هذا الواقع البائس والمفجع هو ما يتغافل عنه الكتاب والمثقفون والفنانون الذين يتجمهرون في هذه العاصمة العربية أو تلك دعماً للمقاومة, باسم إسلام تحول إلى مصنع للارهاب ولاشعال الحروب الاهلية, أو باسم عروبة عاجزة, فقيرة, سادية, هدامة. هذه هي المحنة التي لا يراها المثقفون وسط الرؤية من فرط العمى الايديولوجي: ثمة من يريد لبنان أن يكون أداة لخطط ورهانات تجعله رهينة صراعات اقليمية أو ستراتيجيات قاتلة. ثمة من يخوض حروباً وقودها دماء اللبنانيين وأرزاقهم. باختصار: ثمة من يتعامل مع لبنان كساحة مفتوحة وسائبة, لأي صاحب نزوة استبدادية, أو خطة جهنمية, من المثقف الذي يأتي إلى لبنان لرمي حجر على بوابة فاطمة, الى الستراتيجي الذي يتخذ منه مسرحاً للمواجهة أو يحوله إلى قاعدة عسكرية, ولو تحول لبنان الى ركام وأشلاء. ومع ذلك ثمة من يكتب ليقول متباهياً بأن المقاومة انتصرت مع أنها كانت تعمل في أرض محاصرة من كل الجهات, فيما الواقع أن المقاومة استطاعت أن تعمل لأن الأرض كانت مستباحة. فيا للسخافة وقلة المعرفة.

أنت تفكر دوما بعكس التيار, لماذا ?

لا يمكن لى أن استمر على نفس النمط من التفكير بعد كل هذه الانهيارات والإخفاقات . فإنه لمن قبيل الانتحار الفكري, خاصة إذا كان الواحد يزاول مهنة التفلسف, أن يفقد ميزته وأن يتخلى عن استقلالته لكي يصدق ويبصم على أقوال ومواقف الساسة والزعماء والأبطال والأعلام, من كل صنف, بمن فيهم الصنف الفلسفي الذي يمارس أهله, شأن سواهم, التسلط والتقديس, فيما يتعلق بنصوصهم وأسمائهم ومناصبهم أيا يكن, فلا يعقل أن تحدث كل هذه المتغيرات والتحولات والانفجارات, فيما نحن لا نتزحزح عن ثوابتنا ومقدساتنا التي تصنع لنا مآزقنا . وفيما يعنيني بشكل خاص لا أنسى أنى قد عانيت مع أبناء بلدي وجيلي الحرب اللبنانية بمختلف فصولها وطبعاتها . ولن ألدغ أو أخدع من جديد.

أين تقع مسؤولية اللبنانيين?

مسؤولية اللبنانيين تأتي من انخراطهم في مشاريع وبرامج دينية أو قومية تتخطى بلدهم ولا تتحقق إلا على حسابه . وربما بالتضحية به, على ما يفكر الداعية الإسلامي أو صاحب المشروع القومى وهذا الموقف نابع من تركيبة لبنان الطائفية, ومن كونه تشكل نتيجة تسوية بين طوائفه على مستوى اول, ثم بين القوى الخارجية المرتبطة بها, العربية والأجنبية على مستوى آخر.

من هنا لا توجد في لبنان طائفة أو فئة أو حزب من غير علاقة تحالف أو ولاء لمرجعية خارجية, ليس فقط على المستوى الثقافي أو العقائدى, بل السياسى أو التنظيمى أو الأمني.

وفي أي حال لا يمكن للبنان أن ينعزل عن محيطه, فذلك يعني انغلاقه وموته, وهو الذي مارس دوما خصوصيته بصورة مفتوحة على العالم العربي وعلى العالم الأوسع.

ما الذي تغير الآن?

من المعلوم ان حزب الله لم يكن مجرد دولة داخل الدولة, كما في عهد المقاومة الفلسطينية, بل كان يشكل دولة فوق الدولة وسلطة أقوى من سلطتها, أي كان يمثل المشروعية العلا والشأن المقدس الذي لا يجوز المساس به . هذا ما تغير الآن .

هل قدر الفيلسوف أن يكون دوماً في مواجهة مع هويته وعقائد قومه?

الفيلسوف هو بالتعريف ذو طابع كوسموبوليتي, سواء من حيث الصيغ والمعادلات الوجودية التي يخترعها, أو من حيث موقفه من الشؤون العامة والقضايا الانسانية ومشكلات الساعة الساخنة. إنه يتعامل معها من منطلق عالمي كوني, أو أرضي كوكبي.

ما علاقتك بهويتك?

أنا في ما أتأمل هويتي أجد نفسي أمام بؤرة هي محل لتداخل أو تشابك أو تنازع أو تفاعل لما هو متعدد أومتخلف أو ملتبس أو متغير أو متجدد من الوجوه والأطوار أو الأطر والانتماءات أو الميول والأهواء أو المنابع والروافد... أي كل ما أسهم في تشكيل هويتي كصيرورة دائمة أو كتوليفة مركبة, الأمر الذي يجعلني أمارس خصوصيتي, بل فرادتي بأمدائها الفسيحة و أبعادها المتعددة, وإمكاناتها المفتوحة على الحدث والآخر والعالم.

ولا يعني ذلك أنني أتجرد من هويتي الثقافية. فأنا ابن الثقافة العربية الاسلامية التي اسهمت في تكوين شخصيتي الفكرية.

لكن كيف تفسر سيطرة التيار التراثي و استشراء العقل الأصولى كما تؤكد في مقالاتك?

هو سيطرة تمارس زيفا وإرهابا, وأعني بالزيف أو النفاق الهوة بين الواقع والخطاب أو بين الأقوال والممارسات. وقد ذكرني سؤالك بكلام لأحد الدعاة البارزين يقول بعد عقود من العمل الديني وعظا وإرشادا وتنظيرا وتالفا وحضورا كثيفا عبر المنصات والشاشات (الدين يتحول إلى دكاكين) مما يعنى فشل المشروع الديني كحل. ولا يعود الأمر إلى سوء في الفهم والتطبيق, بل يعود إلى أن شعار الإسلام هو الحل الذي يرفع لواءه جميع الدعة والحركات الإسلامية هو من البداهة والعمومية والقدم, بحيث بات مستهلكا ولم يعد يصلح كموجه أو إطار أو كمعيار وناظم في الفكر والعمل.

هل من كلمة أخيرة ?

لعلنا نسينا المفردة الأهم والعنوان الأبرز في المشكلة اعني الإنسان . وإذا أردنا النظر الى الحدث من وراء الأقنعة والديكورات الدينية والقومية أو الوطنية والثقافية, نجد أن ما يجري في لبنان يجعل المرء يخجل من كونه انسانا. أنا أشعر حقا بأننا نظلم الحيوان, اذ نتهمه بالتوحش, لكى نتستر على وحشيتنا المضاعفة وبربريتنا المفرطة . وتلك هي حصيلة انسانيتنا الزائدة.

إذا انت غير متفائل بالحلول?

أنا لا أتفاءل بانسانيتي التي تولد كل هذا العبث والجنون . فكيف أتفاءل بلبنانيتي أو عروبتي أو إسلامي? ما دمنا نحسب الهزيمة نصرا والتدمير تحريرا والتسلط بطولة والموت حياة .

في أي حال, لا يمكن للمرء ان يتفاءل, فيما هو يتأمل ما آلت اليه أوضاع البشرية من الإفلاس والتردي والانهيار . فكيف نفسر كل ما يشهده المسرح الكوني من الفوضى والاضطراب و الإرهاب. واليوم تبدو البشرية اقل تعقلا ورشدا أو حكمة من ذي قبل, أي اكثر تكالبا وشراسة وعدوانية واشد قدرة على القتل والتخريب بقدر ما تتقن أسلحة الدمار الشامل.

نحن على المحك كعرب وبشر. والرهان هو إعادة النظر في ثوابتنا ومقدساتنا ومطلقاتنا الإنسانية التي تولد كل هذه الحرائق والمآزق . ما تحتاج اليه البشرية الآن هو التواضع الوجودي والتقى الفكري, بحيث ننظر الى أنفسنا بوصفنا أدنى شأنا بكثير مما ندعي أو نحسب . وإذا لم يكن بمستطاع لبنان, بسبب تركيبته الطائفية . أن يبني دولة تندرج في إطارها مختلف مكونات المجتمع, فعندئذ ستكون الحرب الأهلية هي الاحتمال الدائم, أو يصار الى تدويل لبنان الذي تشكل أصلا كنتيجة لتسوية بين طوائفه, ثم بين القوى الإقليمية والدولية العربية أو الأجنبية.

 

ردّ على أسئلة جنبلاط وشمعون

رعد: السنيورة أطلق وعوداً في الهواء

 

اكتفى رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد في رد على السؤال الذي وجهه رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون الى الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله امس والمتعلق بالسعي الى اقامة دولة اسلامية شيعية في لبنان، بالقول ان "مجرد طرح هذا السؤال هو عيب".

وسألته "وكالة الانباء المركزية" هل ان كلمة "عيب" تنطبق ايضا على دعوة رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط الى "حزب الله" لحسم موقفه فيكون مع الدول او جزءا من مشروع ايراني فاجاب: "ان سؤال جنبلاط سياسي ينطلق من خلفية سياسية لا نوافقه عليها. حزب الله مقوم اساسي لبناء الدولة التي يريدها اللبنانيون الا تكون في جيب احد من الزعماء ليصادر قرارها على حساب الاجماع الوطني المطلوب".

وعن مواقف رئيس الهيئة التنفيذية لحزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، قال: "سبق ان ذكرت ان اللغة التي يتحدث بها الدكتور جعجع لغة نفهمها لانها تنطق من حرية سياسية، نختلف معه فيها ولكنه يعبر بوضوح ومن دون رخص في النبرة وفي الالفاظ ومن حقه ان يناقشنا في ما نختلف معه حوله".

وعما اذا كان يعتبر ان الرئيس المستقيل لمجلس الانماء والاعمار الفضل شلق هو ضحية اكتفى بالقول: "اعتقد ان في السلطة من يريد ان يصادر كل من ليس على هواه.

واعتبر شخصيا ان موقف شلق بالاستقالة هو موقف شجاع من موظف يحتج على غياب سياسة اعمارية للحكومة اللبنانية بعد العدوان".

وعن بيان كتلة "الوفاء للمقاومة" اول من امس وعما اذا كان يوافق على قول بعضهم ان في الحكومة متواطئين لابقاء الحصار قائما على لبنان قال: "ان بيان الكتلة كان مدروسا في مخاطبة الحكومة ودعاها الى التصرف بسيادية حيال الحصار الذي يفرضه العدو الاسرائيلي على لبنان برا وبحرا وجوا".

واضاف: "في النهاية سيرفع الحصار بارادة اللبنانيين وبتمسكهم بحقوقهم. وحاليا تتحرك الديبلوماسية التي نترك لها المجال الرحب، والا لن يستطيع اللبنانيون تحمّل السكوت على التواطؤ الدولي الذي يسمح بالحصار الاسرائيلي".

وعن استمرار الاعمال الاسرائيلية العدوانية من خطف لبنانيين واطلاق نار واستمرار احتلال بعض المواقع، قال: "ان اسرائيل عدو وتحظى في هذه المرحلة بتغطية اميركية كاملة من اجل ان تترجم الادارة الاميركية مفهوم صداقتها للبنان وتفرض اجندة اسرائيلية لتنفيذ القرار 1701 حتى يبقى لبنان في دائرة التهديد والابتزاز".

وعن اتهام بعضهم "حزب الله" بأنه يشتري ولاء الناس من خلال مساعدتهم دون ترك المجال للدولة كي تساعدهم قال: "فلتقم الدولة بواجباتها كي يحبها الناس. هل الحب يزرع زرعا؟ الحب ينشأ نتيجة الممارسة التي تتسم بالصدقية".

وتابع: لم افهم ما قاله رئيس الحكومة فؤاد السنيورة (اول من) امس. هو يطلق وعودا في الهواء ولم يباشر تعويض الناس، وما باشره حزب الله هو فهمه على طريقته وهذا لا يلزمنا".

وعن موقف الرئيس السوري بشار الاسد من نشر قوة دولية على الحدود مع سوريا وموقف "حزب الله" قال: "حتى الآن يبدو ان اوساطا في الحكومة تنفي ان تكون الحكومة في صدد الاستعانة بقوة دولية على الحدود وانما تحاول ان تفيد من بعض التقنيات وان نشر قوة دولية على الحدود هو تخل من الدولة عن مسؤولياتها ومهمتها وتوسيع لمساحة عمل القوة الدولية التي لا ينص عليها القرار 1701". وعن مصير مؤتمر الحوار الوطني قال ان "المؤتمر سيعاود اعماله في الوقت المناسب".

وبالنسبة الى المساعدات الاميركية قال: "انها مساعدات شكلية لتغطية العدوان الاسرائيلي وللتعمية على الدور العدواني الذي ادته الادارة الاميركية حيال لبنان، ولن ينطلي الامر على اللبنانيين ابدا".

 

 

حرب للدرس والتقويم

بقلم يوسف الاندري - السياسة

من البديهي والمنطقي والضروري ان تجري كل دولة تخوض حربا ما خارجية عملية تقويم شاملة لمسار هذه الحرب ونتائجها، بصرف النظر عما اذا كانت قد خرجت منها منتصرة او مهزومة، وسواء اتخذت هذه العملية طابع النقد الذاتي او التحقيق الاداري او القضائي لمعرفة ما شاب المعارك من نقص او تقصير سعيا الى تلافي النقاط السلبية وتعزيز نقاط القوة مستقبلا. بل ان المــدارس العسكرية في العــالم ســرعان ما تبادر الى وضع الدراسات وتعديل النظريات وتقويم الاداء البشري وفعالية السلاح والعتاد والتكتيك في كل حرب تحدث، في اي مكان من العالم لاستثمار الخلاصات والتجارب والاسباب التي ادت الى النصر او الهزيمة. وليس ما يجري في اسرائيل اليوم، بعد العدوان الواسع على لبنان والذي تدخلت فيه مختلف انواع الاسلحة والتكنولوجيا الاسرائيلية سوى عملية تقويم فرضها عجز "الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر" عن ايقاع الهزيمة الساحقة بحزب الله اللبناني طوال اكثر من شهر من القتال.

فقد تكون هذه الحرب اولى حروب الدولة العبرية غير المدروسة، رغم كونها محضرة مسبقا، ربما ليس من ناحية التوقيت فقط بل لجهة النتائج والآثار وحجم الخسائر، ومعرفة العدو وتقدير قواه. اذ بدا منذ اليوم الاول ان القيادة العسكرية الاسرائيلية، لاسيما اجهزة مخابراتها، لم تكن تملك المعلومات الدقيقة عن قدرات المقاومة وتكتيكها وجهازها اللوجستي، وحتى اماكن وجودها وقواعد صواريخها ومخازن اسلحتها... الخ. وهذا التقصير يعتبر خطأ جسيما في دولة تملك اكثر التكنولوجيا تطورا وافضل وسائل المراقبة الجوية والبرية، النهارية والليلية، اضافة الى جهاز مخابرات يعد من افضل الاجهزة المخابراتية، اقله في العالم الثالث. فهل يجوز لجيش لا تغيب طائراته المراقبة عن الاجواء اللبنانية ان يفاجأ بشبكة خنادق اقامتها المقاومة تحت الارض الجنوبية في غفلة عنه، وخصوصا في مارون الراس وبنت جبيل وهما على مرمى حجر من اسرائيل؟

وماذا عن مخازن الذخيرة التي لم يُفجّر اي منها، وكيف تمكن "حزب الله" من ادخال ألوف الصواريخ المنوعة المدى والقوة والحجم خلسة الى لبنان، وما هو التكتيك الذي اعتمده لتضليل اجهزة الرقابة الاسرائيلية المتطورة عن مرابض اطلاقها بالمئات في اليوم الواحد؟

لعل محنة اسرائيل انها تخوض حربا، هذه المرة، في غياب قادتها العسكريين الكبار الذين صنعوا لها انتصاراتها في حروبها السابقة، مثل موشي دايان وحاييم بارليف وإيغال آلون وآرييل شارون وايهود باراك وبنيامين نتانياهو، وحتى في غياب القادة السياسيين التاريخيين مثل غولدا مئير ومناحيم بيغن واسحق رابين وشيمون بيريس...

كما انها المرة الاولى التي يخوض فيها الجيش الاسرائيلي حربا غير كلاسيكية ضد عدو لا يشبه الجيوش العربية النظامية في شيء، كما لا يشبه قطعا المنظمات الفلسطينية التي حاربها في لبنان في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، وربما حتى منظمة "حماس" وسواها في الاراضي الفلسطينية. وقد كانت اولى نتائج هذه الحرب سقوط مقولة "جيش الدفاع الاسرائيلي الذي لا يقهر" للمرة الاولى في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي، اذ فشل هذا الجيش في حماية العمق الاسرائيلي من صواريخ المقاومة اللبنانية، كما فشل في هزيمة هذه المقاومة وضرب بنيتها التحتية، وهذا الفشل الكبير اشد خطرا وخطورة من ان يستطيع الشعب الاسرائيلي تحمله او غفرانه.

من هنا يمكن فهم العاصفة التي هبّت بالتركيبتين السياسية والعسكرية الاسرائيليتين والتي اعادت الى اذهان الاسرائيلييين ذكرى "المحدال" التي قامت في اعقاب التقصير في "حرب الغفران"، ومن المؤكد ان هذه العاصفة ستطيح العديد من الرؤوس القيادية السياسية والعسكرية. ويبدو رئيس الحكومة ايهود اولمرت حيال هذا المأزق لا يملك منفذا سوى الهرب الى الوراء عبر تحميل القيادات التي توالت على اسرائيل منذ العام 2000 جزءا من مسؤولية الهزيمة لعل الرأي العام الاسرائيلي يرفض المضي في تحقيق قد ينتج محاكمة مشينة لقادة اسرائيل في حقبة صعبة من تاريخها المعاصر، والاكتفاء بتقويم الاسباب وما آلت اليه من نتائج كارثية.

واذا كانت كل الجيوش ستنكبّ على دراسة حرب اسرائيل على لبنان ومقاومته لاستخلاص العبر، فإن الجيوش العربية قد تشعر بالاحباط ان هي مضت عميقا في هذه الدراسة، لانها ستكتشف ثقل العبء الذي حمّلت اياه من سلاح وعتاد، ولاسيما من انظمة حكم، جاءت المقاومة اللبنانية لتثبت عقمه وعدم جدواه، في حرب قد تكون فاتحة دراسات واستراتيجيات جديدة وغير مسبوقة. ان سقوط "اسطورة" الميركافا وحده كاف ليكون مادة دراسة، اضافة الى تكتيك المقاومة الذي اثبت تفوقه على المدرسة العسكرية الاسرائيلية.

 

عن فريقَي "القرار المسيحي" !

نبيل بو منصف - النهار

إذا صح الحديث عن "موقف مسيحي" من الواقع المضطرب والمتوتر الذي خلفته في الداخل السياسي اللبناني الحرب الاسرائيلية، فان هذا الموقف يبدو مترجّحا بين حدين سلبيين، احدهما متأخر في كشف هواجسه، والآخر مبكر في إغداق ضماناته. ينطبق ذلك على طرفي الموقف المسيحي او جناحيه، وهما فريق 14 آذار وجوهر تركيبته "لقاء قرنة شهوان" سابقا، وفريق "التيار الوطني الحر". والفريقان اظهرا اخيرا حاجة ضاغطة ذاتية الى "الخروج" الى مشهد ما بعد الحرب باطلالة "مستقلة" عن تحالفات كل منهما اختلفا اختلافا جذريا في التعبير عنها.

الامر الجيد في هذا "الحراك" (بلغة راصدي الانفعالات السياسية واحزابها وقواها) هو انه يكشف استشعار الفريقين خطورة التهميش و"الاستحقاق" على جانبي التحالفات مع "الآخرين". وهو واقع الحال الذي لا يمكن انكاره وسط استقطاب كبير واحد للعبة السياسية يتقاسمها منذ ما قبل الحرب بكثير جسمان سياسيان "عملاقان" يقطران الوضع اللبناني برمته ويصطلح على تسميتهما فريق 14 آذار وفريق 8 آذار، في حين ان "الحقيقة الطائفية" التي لا تعرف زغلا وتجميلا توجب التحديد والوصف "المذهبي". هذا الاستقطاب السني – الشيعي كاد ان يذوّب الخصوصية المسيحية للحليفين اللذين يقفان على طرفي نقيض من القرار السياسي أصلاً، فكيف بشعار ما بعد الحرب وهو قرار الدولة او اللادولة، قرار الحرب والسلم؟

إذن، يمكن استقراء ملامح "ثورة"، ذاتية مسيحية لا تزال في طلائعها وبداياتها الان، لكنها تنم عن ضيق لفرط "الانتظار" عند موجبات التحالفات. ولكن التعبير عن هذا الضيق ينذر بما هو اسوأ من التهميش، ان هو تمادى في المراحل المقبلة تحت العناوين التي اطلقها الفريقان في الايام الاخيرة.

هذا التعبير بوجهيه المتخوف من "جمهورية حزب الله الاسلامية" والمطمئن الى عدم خطورة هذه "الجمهورية" لا يزال يكشف انضواء فريقيه في خانة رد الفعل الانفعالي والتلقائي على الاحداث من دون اي تصور جامع وشمولي او رؤية استراتيجية متكاملة للدور المسيحي الريادي الفعال في صناعة الدولة والتأثير في مجريات قيامتها. يعاني طرفا الموقف المسيحي، على نحو لا يقبل جدلا، ازمة انقطاع مصيرية وهائلة عن الحوار في ما بينهما، كما يعانيان عوارض مزمنة مرضية لنرجسية سياسية تصور لكل منهما ان "الحقيقة هي عنده" فقط.

ويتسبب هذا الاغراق في استعادة "امراض" الموقف المسيحي بمزيد من التهميش الذاتي اولا وانسحاب اكثر فأكثر الى الصنف الخلفي.

كان يمكن تصور مشهد متطور آخر غير اغداق الضمانات التي لا يملك "التيار الوطني الحر" ان يشكل وحده صاحب المبادرة في اغداقها، وكذلك غير استعجال اثارة هواجس مبكرة لا يعود لفريق 14 آذار المسيحي وحده ان يتنكب لها. ربما كان من الاجدى بكثير امام رأي عام مسيحي متوتر ووجل وضائع ومتوثب دوما للرحيل والهجرة ان يفاجأ بحوار مسيحي – مسيحي مثلا يخلص الى استراتيجية متقدمة مستشرفة ومتحررة من الخوف والانانيات والكيديات والاصطفافات، لتقول لكل الشركاء الآخرين، كما للمسيحيين، ان المسيحيين قادرون على ان يكونوا حجر الرحى الذي تقوم عليه دولة ما بعد الحروب، وان يكونوا هم ضمان نهاية الحروب لو عرفوا كيف يعيدون الى دورهم ألقه "التاريخي". ألم تكن ازمة رئاسة الجمهورية واحدا من العوامل القاتلة في التهميش المسيحي؟ هل كان الكثير مما جرى قد حصل لو كانت هذه الازمة وجدت حلا من صلب الموقف المسيحي؟

قبل ان يتمادى "الضامنون على ورق" او "المتوجسون على النيات"، من حق "قواعد" هؤلاء وسواهم ممن يسألون عن "موقف مسيحي" ان يروا تغييرا في قواعد اللعبة لئلا يتكاثر بخطورة قاتلة حاملو الحقائب الجاهزة دوما كأن الهجرة وحدها صارت "القرار المسيحي".

 

لبنان في قوس الأزمات من طهران إلى تل أبيب

علي حماده - النهار

التضارب المقصود في قراءة القرار 1701 وتنفيذه الكيفي من زوايا مختلفة سيكون في حال استمر اكثر المدخل المباشر الى جولة جديدة على ارض لبنان من شأنها هذه المرة ان تودي بالبقية الباقية من اسس الدولة الواحدة بمؤسساتها، ومنشآتها، وتركيبتها الواقفة على تخوم التفتيت. ولعل دخول الازمة الايرانية مع المجتمع الدولي مرحلة بالغة التوتر مع اقتراب الموعد الاخير الذي حدده مجلس الامن لطهران كي توقف برنامجها لتخصيب الاورانيوم يؤشر الى هذا الترابط الكبير بين معركة ايران "النووية" ومشروعها التوسعي في المنطقة، وانفجار الموقف في الجنوب اللبناني الذي يمكن ان يتجدد مدفوعا ليس بحجم المرارة التي اصابت المؤسسة العسكرية الاسرائيلية من حربها البرية الفاشلة ضد "حزب الله" فحسب وانما من عدم اكتمال حلقة "تبريد" المشروع الايراني الخارجي الواصل الى تخوم "كريات شمونة" ليبلغ في نهاية المطاف شواطئ غزة، وربما سيناء المصرية، وقلب الجزيرة العربية.ليست الغاية من رسم هذه الصورة القول ان المشروع التوسعي الايراني يختصر وحده وضع "حزب الله" في لبنان. ولكنه تذكير بان الحزب نفسه يعتبر معركته معركة الامة، وينطلق من هذا المفهوم في توسيعه دائرة اهداء "الانتصار" الى ما بعد لبنان لتشمل نطاقا اقليميا كبيرا يتعدى عمليا حدود الطموحات اللبنانية المتوقفة عند حدود مزارع شبعا، والاسرى. انها الترجمة الفعلية لمنطق "الانتصار الاستراتيجي والتاريخي" الذي اعلنه الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله.

ان الخطر الكبير لا يزال يخيم على لبنان، لأسباب عدة: اولها، شعور الاطراف كافة بالضيق من حال نصف الانتصار ونصف الهزيمة. وان يكن "حزب الله" اعلن الانتصار من جهته. لكن الواقع ان اسرائيل مصابة بكبريائها الى حد بعيد، وطهران مصابة بقرار دولي جديد يؤسس لالغاء الحدود المشتركة التي تملكها مع اسرائيل كخط دفاعي اول في مواجهة اي تهديد اميركي او اميركي – اسرائيلي يرمي الى القضاء على حلمها "الامبراطوري" المعرف عنه في الوعي القومي والديني بحق امتلاك التكنولوجيا النووية. والحق ان استشراس طهران في ممارسة "حقها" في امتلاك هذه التكنولوجيا وان يكن عنوانه البرنامج النووي لاغراض سلمية يعجز عن اخفاء سعيها الاهم والمنطقي (من زاويتها) الى امتلاك السلاح النووي مقدمة لفرض "حرمة" قائمة على الرعب تحمي نظامها من التدخلات الخارجية المباشرة من جهة، ومن جهة تؤمن لها قاعدة انطلاق منيعة مساوية لبقية الدول النووية الاخرى لاستكمال مشروعها "الامبراطوري"، بداية في الشرق العربي المعتبر خاصرة رخوة للنظام العالمي الجديد، ثم تحولا نحو وسط آسيا الخاصرة الرخوة الاخرى التي ستتحول ميدان تنافس كبيرا ومفتوحا بين القوى الكبرى التي تشكل وعاءه الاوسع من الصين الى روسيا مرورا بباكستان وايران وبالطبع الولايات المتحدة القوة العظمى الاكبر في عالم اليوم. ان ايران تقاتل خارج حدودها لئلا تقاتل داخلها فتأكل نفسها. انه نموذج تقليدي في محاولة بناء "الامبراطوريات" مع فارق الاحجام والموارد.

واليوم في ظل تمدد الفترة الانتقالية المنصوص عليها في القرار 1701، وفي ظل تسابق القوى على الارض الى تثبيت قراءاتها الخاصة للقرار، تارة بفرض حصار على لبنان يكاد يخنقه بالكامل، وطورا بتطبيق انتشار الجيش اللبناني على الطريقة اللبنانية (بجانب المقاومة)، واخيرا وليس آخرا بتلاشي الحماسة الدولية للمشاركة في "النيو – اليونيفيل" مخافة حشد بضعة آلاف من "الرهائن" بين فكي كماشة اسرائيل و"حزب الله" الممسكة بكامل الاوراق جنوب الليطاني، وحتى شماله... لا بد من خطوتين عاجلتين منعا لاستقرار المناخ الذي اشار اليه الموفد الدولي تيري رود – لارسن تحذيرا:

اولا، تشكيـل القوة الدولية بصلاحيات واضحة وصارمة تفتح الباب امام استكمال الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي التي احتلتها بعد 12 تموز 2006 ثم رفع الحصار عن لبنان.

وثانيا، مباشرة "حزب الله" تنفيذ ما عليه من موجبات نص عليه القرار 1701 بالانسحاب من كامل منطقة عمليات الجيش اللبناني والقوة الدولية بما ينفس ايضا الاحتقان الداخلي الكبير الذي تسببت به الحرب بمقدماتها ونتائجها.